المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش حول مفهوم اللبرالية



محارب الروافض
01-02-2008, 10:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :

نقاش حول مفهوم اللبرالية....بقلم الأستاذ: عبدالله بن خدعان العبدلي المطيري

خير ما أبدأ بهِ الآن بعد البسملة مقولة للهالك عبدالله القصيمي , يقول عبدالله القصيمي في كتابه الثورة الوهابية { وربما قال البعض : إن الرد على الملحدين لا يجدي شيئاً ، لأن من دخل حظيرة الالحاد فهيهات أن يغادرها ، وهو احتجاج ضعيف مهين ، فإن من ذاق حلاوة عقيدة التوحيد ولباب الاخلاص فهيهات أن يعافها ، فلم أسمع أن رجلاً دخل مذهب الموحدين وتطهر قبله من أرجاس الشرك فخرج منه ونكص عقبه } .


ويقول في كتابه مشكلات الأحاديث النبوية التي يرد فيه على الملحدين { اللهم إنا نسألك الإيمان والطمأنينة ، ونعوذ بك اللهم من الشك والحيرة ، ونهدى لك أتم الحمد والثناء ....فهذا بيان لأحاديث صحيحة أشكلت على كبار العلماء ، فعجل فريق فكذبها وردها وتحامل عليها .. فجرأ العامة وأشباه العامة على أن يكذبوا كل مالم يحيطوا بعلمه ... فزاد كلامه أهل الشك شكاً وريبة ، وضل فريق في الشك والحيرة ، فرغب عن الدين وأوغل في الشهوات والملذات ، ونحن نسأل الله السلامة من ذلك كله ، كما نسأله لنا الرشاد والهداية فيما فعلنا وفيما سوف نفعل } .



فضَّلت أن أبدأ بهذه البداية لغرضٍ في نفسي , ولعلي أكشف هذا الغرض وأقول وبكل صراحة { العقل متاهة } فكل شيءٍ لا يستخدمه الإنسان في خير , يورده المهالك ويكن عليه حسرةً وندامة .

وخير مثال ما حصل لعبدالله القصيمي , ثم من قبله الشيطان , فذاك الشيطان الرجيم أوغل في تفكيره فكان يرد على الله وعلى أمرهِ بالسجود من خلال القياس العقلي فيقول { أنا خير منه , خلقتني من نارٍ وخلقته من طين } فذهب خلف عقله فهلك وخاب وخسر , ونَسِيَ أنَّ النار تأكل كل شيء , وأمَّا الطين فيُنبت الكلأ والثمر والزرع .


وقبل كل ذلك , أنَّه يريد نفاذ فكره وعقله على أمرِ الله , فهو يجهل الحكمة من سجوده لآدم , فرفض وأبى لأنَّه ظنَّ أنَّ عقله سيد الموقف .

ولكن كان الفريق المقابل للشيطان وهم الملائكة يقولون { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا } فطاعوا ربهم وعظموه , وكانوا في بداية الأمر سألوه { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك , قال إني أعلم ما لا تعلمون } وهذا هو الشاهد { أعلم ما لا تعلمون } فلماذا المكابرة عندما نعرف أنني { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } فلماذا نكابر عندما نعلم أنَّ { والله يعلم وأنتم لا تعلمون } !؟



اللبرالية أخت العلمانية :


كلاهما من بطنٍ واحد , وهو اللادينية { ولنقل الإلحاد } .


قبل الخوض في اللبرالية يجب معرفة أسباب نشوء تلك اللبرالية أو العلمانية :

يقول سل { sale } مترجم القرآن للإنجليزية { وأسرف المسيحيون في عبادة القديسين والصورة المسيحية } .

يقول مؤلفوا تاريخ العالم للمؤرخين { إن المدن العظيمة التي أسرع إليها الخراب ولم تسترد مجدها وزهرتها أبداً , تشهد بما أصيبت به الدولة البيزنطية في هذا العهد من الإنحطاط الهائل الذي كانت نتيجة المغالاة في المكوس والضرائب والإنحطاط في التجارة وإهمال الزراعة }وتناقص العمران في البلدان } .


يقول ربورت بريفلت { لقد أطبق على أوربا ليل حالك من القرن الخامس إلى القرن العاشر , وكان هذا الليل يزداد ظلاماً وسواداً , قد كانت همجية ذلك العهد أشد هولاً وأفظع من همجية العهد القديم , لأنها أشبه بجثة حضارة كبيرة تعفنت وقد انطمست معالم هذه الحضارة وقُضى عليها بالزوال , وقد كانت الأقطار الكبيرة التي ازدهرت فيها هذه الحضارة وبلغت أوجها في الماضي كإيطاليا وفرنسا , فريسة الدمار والفوضى والخراب }


وهنا نعرف أنَّ اليونانيين وأوربا بأسرها يعيشون تحت وطأة تسلط القساوسة بغير حق وبدينهم المحرف .

في كتاب تاريخ أخلاق أوربا مقتطفات منها { زاد عدد الرهبان زيادة عظيمة , وعَظُ مَ شانهم , واستفحلَ أمرهم , واسترعوا الأنظار وشغلوا الناس , ولا يمكن إحصاؤهم بدقة , ولكن مما يلقي الضوء على كثرتهم وانتشار الحركة الرهبانية ما روى المؤرخون أنه كان يجتمع أيام عيد الفصح خمسون ألفاً من الرهبان , وفي القرن الرابع المسيحي كان راهب واحد يشرف على خمسة آلاف راهب }

وفي نفس الكتاب من عجائبهم { أن الرهاب ماكاريوس نام في مستنقع الطين ليقرص جسمه الذباب السام وهو عاري لمدة ستة أشهر } ! { والراهب يوسيبيس كان يحمل قنطارين من حديد وأقام ثلاثة أعوام في بئر نزح } .
{ وأنَّ بعض الرهبان لا يكتسون دائماً وإنما يستترون بشعرهم الطويل ويمشون على أيديهم , ويسكن بعضهم في مغارات السباع , وكان أتقاهم أبعدهم عن الطهارة , وهم يعدون طهارة الجسم منافية للتدين والزهد , ويتأثمون من غسل الأعضاء } .

يقول الراهب اتهينس { إن الراهب أنتوني لم يقترف اثم غسل الوجه أبداً , وكان الراهب ابراهام لم يمس وجهه الماء ولا رجله خمسين سنة } .

وهناك الكثير والكثير في كتاب تاريخ أخلاق أوربا لكاتبهِ ليكي .


ثم يقول ليكي مصوراً العالم الرهباني والفجور فيقول { إن التبذل والإسفاف قد بلغا غايتهما في أخلاق الناس واجتماعهم , وكانت الدعارة والفجور والإخلاد إلى الترف والتساقط على الشهوات والتملق في مجالس الملوك وأندية الاغنياء والامراء والمسابقة في زخارف اللباس والحلي والزينة في حدتها , وشدتها , كانت الدنيا في الحين تتأرجح بين الرهبانية القصوى والفجور الأقصى , وإن المدن التي ظهرت فيها أكثر الزهاد كانت أسبق المدن في الخلاعة والفجور , وقد اجتمع في هذا العصر الفجور والوهم اللذان هما عدوان لشرف الإنسان وكرامته , وقد ضعف رأي الجمهور حتى أصبح الناس لا يحلفون بسوء الأحدوثة والفضيحة بين الناس , وكأنَّ الضمير الإنساني ربما يخاف الدين ووعيده , ولكنه امن واطمأن , لاعتقاده أن الأدعية وغيرها تكفر جميع أعمال الإنسان , ولقد نفقت سوق المكر والخديعة والكذب حتى فاق هذا العصر في ذلك عصر القياصرة } .


ثم بدأت النصرانية بخلط العلم البشري والمعلومات البشرية بعلم الشرع الإلهي , فأنشأوا مثلاً الجغرافية المسيحية , وكفروا كل من لم يدن بها , وبدأ العداء بين علماء الطبيعة وبين الرهبان والنصرانية .

فقتلوا بذلك غليلو الذي يرى بكروية الأرض , وعذبوه قبل ذلك حتى مات بين أيديهم , فثاروا على العلماء , وعذبوا كل من يخالف أقوالهم في الجغرافية المسيحية وغيرها من الكتب التي أدخلوها على النصرانية .

فأحرقوا اثنان وثلاثون ألفاً وهم أحياءً ومنهم العالم الطبيعي المعروف برونو .


فثار بعد ذلك العالم الأوربي على الدين وعلى التدين والرهبانية , فأصبح عدوهم اللدود هو الدين , وتزعم هذه الثروة أناس كثر , ولكل وجهة هو موليها , ولكل مآرب , فبعضهم مآربه سياسية , والبعض شهوانية , والبعض إقتصادية , والآخر فكرية , ولكل ميول .


ومن أولئك ولا أريد أن أقول على رأسهم السياسي المعروف ميكاويلي الموتفي سنة 1527 , وهو ممن دعوا بفصل الدين عن الدولة , وتقسيم الأخلاق إلى شخصية واجتماعية , وقرروا هو ومن معه وقبله أنَّ الدين قضية شخصية لا ينبغي أن تتدخل في أمور السياسة والدولة , وأن الدولة عندهم أعز واهم من كل شيء , وأنَّ النصرانية فقط تعتني بالحياة الاخروية , وأنَّ الرجل المتدين لا يفيد الدولة بشيء , وأن الملوك والأمراء يجب أن يتخلقوا بأخلاق الثعالب ولا يحتشموا من نقض العهود والكذب والخيانة والغش والنفاق إذا كان ذلك في مصلحة الدولة .

ولاحظوا هذه المبادئ من يطبقها الآن غير المقبور صدام وكثير من الزعماء الغربيين من قبل كهلتر النازي وموسيليني وغيرهم ممن طبقوها خير تطبيق على دول كثيرة !


نعود لمحور حديثنا ونشوء اللبرالية المادية الفكرية العلمانية وكل الطرق تؤدي إلى روما .

وذلك بأنَّ أوربا أصبحت بعد ذلك مادية وتنظر للأمور بالحس المادي فقط , يقول الأستاذ جود joad رئيس قسم الفلسفة وعلم النفس في جامعة لندن { ولم يزل سائداً في عقلية انكلترا منذ قرون حب المال والتملك , وكانت رغبة نيل الثروة أوقى عامل في حياة البلاد وأكبر باعث على العمل , لأن الثروة وسيلة للتملك , وضخامته ووفرته مقياس لكفاءة الإنسان , ولم يزل الناس يتلقون من طرق السياسة والأدب والتمثيل والسينما والإذاعة اللاسلكية , وفي بعض الاحيان من منابر الكنائس وفي كل عام وشهر , يتلقون التحريضات على جمع المال , والإقناع بأن الأمة المتمدنة هي التي ارتقت فيها عاطفة الحب الشره والتلمك } .

وأجاد في وصف المادية كثيراً الصحفي المشهور jhon gunther جون في كتابه { داخل أوربا } عندما قال ( إن الإنجليز إنما يعبدون بنك إنجليترا سنة أيام في الأسبوع , ويتجهون في اليوم السابع إلى الكنيسة !!!!!!! ) .



فهم انهمكوا في الحياة المادية حتى الثمالة ووضعوا لها مصطلحات كثيرة , وخرجت من يحمل لواءها من شرذمة تلو الأخرى , فتار رأسمالية وتارة اشتراكية ومصطلحات كلها تؤدي إلى فكرة واحدة فقط { المادية وهجر الغيبيات والضمير الإنساني } .

بعد أن شرحنا بنتف يسيرة ظروف العالم الأوربي , وهناك عندي تفصيل أكثر للعالم الأوربي والأسيوي بشقيه والأفريقي والهندي والتركي والفارسي , ولكني اكتفيت بالأوربي لكي لا أطيل , ولأنَّ أغلب الظروف والواقع الأوربي المختزل , هو الذي لفظ اللبرالية وكانت شموسه المزيفة تشق سناها وبريقها منه .




مفهوم اللبرالية :


بعد أن بيَّنا حال البشر في ذلك الوضع المزري والمنحط , خرجوا القوم باللبرالية وحملوا لواءها , واختلفوا في مرادهم فيها , فقالوا تارة هي حفظ كيان الإنسان وصيانة كرامته والدفاع عن سيادته .


ونذهب للموسوعة الميسرة فنرى اللبرالية هي { التحرر التام من كل انواع الإكراه الخارجي وفق ما يمليه قانون النفس ورغباتها , والإنطلاقه والإنفلات نحو الحريات بكل صورها } .

وقد كنَّا نقول أنَّ اللبرالية لا تتوافق مع الدين , وقد وافقينا بذلك الأخ لبرالي كويتي , وخالفنا بذلك اللبراليين المسلمين , طبعا إلا لبرالي كويتي فهو يرى بأنها لاتتوافق ويستحيل أن نتناقش عن اللبرالية على ضوء التشريع الإسلامي .

فلذلك عندما نقول في التعريف { من كل أنواع الإكراه } نعني بذلك كل الانواع بشتى مشاربها , وإن كانت الصلاة أو الزكاة أو الصيام , أو حتى نكاح المحارم , والحواجز الإجتماعية له والشرعية هي من أنواع الإكراه الخارجي .

فالدين مُقصي هنا , وأيضاً العادات والتقاليد مقصية , والنفس تميل إلى الخبيث بلا رادع ديني , { إن النفس لآمارة بالسوء } وأخشى أن يعترض اللبرالي الكريم على إيراد هذه الآية , ولكني أجدها مناسبة ومعبرة في هذا الموضع .

فالنفس تأمر بالسوء , فلها الحرية المطلقة والإنفلات التام على ضوء تعريف اللبرالية في الموسوعة الميسرة .



ثم نأتي لأحد أعلامها والذي عرفها وقال عنها { هي أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا } وهذا هو جان جاك روسو .


فبعد أن بيَّنا حال أوربا في ذلك العهد الآفل , كان حري بهم أن يخرجوا بهكذا أفكار , فهذه رواسب الدين الباطل , فمن يملك ديناً واضحاً حقاً كما الشرع , لكفاه ذلك هرطقات روسو وصفصفة هاليفي .

لي عودة قريبة مع اللبراليين العرب وفهمهم للبرالية وتناقضهم الفاضح في فهم اللبرالية وقولهم لا تضاد بينها وبين الشريعة , ولا أريد أن أثقل على الأخ , وأكتفي بهذا القدر الآن وسأعود لأبين جوانب أخرى بهذا الخصوص .

عبدالله بن خدعان المطيري

محارب الروافض
01-02-2008, 10:21 PM
كيف يرى العرب الفضلاء من المسلمين اللبرالية وكيانها , وكيف يفهم المسلمين العرب اللبرالية !؟



سنة 2001 ميلادي في المغرب , تم تأسيس الحزب اللبرالي المغرب , ولكن ماذا فعل أولئك عندما وجدوا أن لا توافق بين اللبرالية والإسلام , قاموا بوضع أحد الأسس يقول مانصه :



إذا ثبت بآية صريحة او حديث صحيح أن هناك تعارضاً بين اللبرالية والإسلام , عطلنا هذه اللبرالية وضحينا بها مقابل ما تفرضه علينا مبادئ الإسلام !



وأني لأعجب ثم أعجب ثم أعجب من هذا الخبل الفكري الغارقين فيهِ عرب لبرال , فهناك من يقولها على خجل { هناك لبرالية إسلامية ولا تعارض } وهناك من يصدع بها { لا توافق بين اللبرالية والإسلام البتة } ووالله عندي الذي يقول بالقول الأخير أصدق وأثبت وأفضل من الذي يتلون كالحرباء !




محمد بودهان هذا العلماني المحترق , يقول معلقاً على الأساس الذي وضعه اللبراليين المغاربة بعد كلام طويل وتعليق طويل في إحدى مقالاته , اختصرته بهذه العبارات البسيطة :




اقتباس:
فالمبدأ الفلسفي العام الذي يحكم الليبرالية إذن هو العلمانية، فلا يمكن تصور فلسفة علمانية يكون من مبادئها الولاء لهذا الدين أو ذاك، أو الدفاع عن هذه العقيدة أو تلك" .







وهنا يقرر سفاح العلمانية للبرالية وأنَّ العلمانية الأم لا توافق أي عقيدة ولا تدعو لها , فينكر عليهم وضع ذلك الأساس في أسس الحزب اللبرالي المغربي .




ثم يأتي التعيس ذاته محمد بودهان ويقول في مقال آخر :




اقتباس:
الدافع إليها هو تحرير الإسلام ( اللبرالية ) ـ وليس الإنسان ـ من استغلال هذا الأخير له واستعماله لأغراض سياسية ومصلحية. فإذا كانت غاية العلمانية ـ وسبب قيامها ـ في أوروبا المسيحية هي حماية الإنسان من الدين ممثلا في مؤسسة الكنيسة، فإن غاية العلمانية التي توجد المجتمعات الإسلامية، مثل المغرب، في أمس الحاجة إليها، هي حماية الإسلام من الإنسان







وفعلاً { لو كان من غير عند الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا } تناقضات يليها تناقضات , وكل فذ منهم يشق صف الآخرين بأفكارهِ , تارة يرون الدين لبرالي وتارة يرون اللبرالية لا تتوافق مع أي دين لأنها لاتدعو لأي دين , وهنا الحرباء نفسها أصدق منهم .



قبل قليل ينتقد محمد بودهان الأساس الذي وضعه الحزب اللبرالي المغربي بأنَّ لمجرد ثبوت آية صريحة في معارضتها للبرالية أو حديث صحيح وصريح في معارضته للبرالية , يتم التضحية باللبرالية .



فيأتي محمد بودهان وينقم ذلك عليهم , ثم يأتي اللبرالي الآخر من المملكة العربية السعودية عبدالرحمن الحبيب في جريدة الوطن فيقول :





اقتباس:
وقبل الختام، ثمة سؤال مهم، هل تتعارض اللبرالية مع الإسلام؟ وأجيب، ليس بالضرورة.. فالترجمة العربية المباشرة لكلمة اللبرالية هي الحرية، ويمكن القول إنها التحرر، فهل ذلك يتعارض مع الإسلام أو مع الدين عموما؟ ربما يتعارض مع المتشددين وأصحاب المصالح المتضررة من التطور، بينما التوافق بين اللبرالية والإسلام ممكن واقعياً، فهناك أحزاب لبرالية في بعض الدول الإسلامية تضع في بنودها عدم تبنيها لأي فكرة أو مبدأ يتعارض مع الإسلام، مثلما هو موجود في الحزب اللبرالي في المغرب


وهذا في صحيفة الوطن السعودية عدد سبعة إبريل 2006



رأينا هذا الخلط العظيم في فهم اللبرالية ومعناها الصعب المستصعب .




اللبرالية = الجاهلية :




اللبرالية هي دعوة جاهلية , بل هي أشد وأنكى , وأمر وأدهى من الجاهلية , فهي متوشحة لباس التقدم , ولكن التقدم إلى الوراء , ومتزينة بلباس الفكر , ولباسها منسوج من الكفر والزندقة والإنحلال .



يقول الفيلسوف هوبز شارحاً الحرية التي هي اللبرالية بمفهومها الحقيقي وملا مشاحاة في الإصطلاح :



غياب العوائق الخارجية التي تحد من قدرة الإنسان على أن يفعل ما يشاء , انتهى كلامه .




وأساساً لو ذهبت إلى اللبراليين في مشارق الأرض ومغاربها , لوجدتم مختلفين كما أسلفنا وقلنا , فآدم سميث ولبراليته ليست كلبرالية ليست كلبرالية جون لوك , فلبرالية آدم سميث أدخل مبدأ الإقتصاد الحر واللبرالية الإقتصادية , بحيث يفعل الفرد ما يشاء مقابل الحصول على مُراده .



إذاً الحرية تساوي المبدأ الميكيافيلي القديم , الغاية تبرر الوسيلة , فغايتي حريتي ونفاذ رغباتي النفسية , ولا يكون ذلك إلا بنفي الآخر , فالحرية اللبرالية هي مبدأ من مبادئ القمع والإضطهاد والظلم الحديثة .




فالإسلام منع الإحتكار وحرَّمه , ولكن اللبرالية أباحت للفرد حرية التصرف بما يملك وإن احتكر , فانظر الفرق !