المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إخواني الكرام: استفسار مهم حول أقوال الملحدين الصريحة في الإلحاد, ساعدوني.



سراج الليل
01-24-2008, 06:16 PM
إخواني الموحدون:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أخوكم سراج الليل من الأعاجم ويتقن اللغة العربية, ويدرس في مرحلة الدراسات العليا في إحدى الجامعات الإسلامية العالمية, وأكتب كثيرا بلغة بلدي في منتديات مختلفة, وقد واجهت المسيحيين و اليهود والملحدين من بني جلدتي.
أنا أعرف أن الشيوعيين, وعلى رأسهم ماركس ولينين وستالين وأمثالهم ملحدون لا يعترفون بالرب ولكن المشكلة أنه دائما في كلامهم تلبيس وتدليس, قد يصعب عليك أن تأخذ منه معنى الإلحاد صراحة,

ولذلك بحثت كثيرا في الإنترنت أن أجد لهؤلاء المذكورين أقوالا صريحة في الإلحاد فلم أجد,
وحينما اناقش الشيوعيين يقولون لي, إنهم ليسوا ملحدين ولكنهم يريدون المنهج الماركسي الاقتصادي وفلسفته وأن ماركس ليس ملحدا:


فأرجو من الإخوة الكرام أن يجمعوا لي أقوال هؤلاء الملحدين, والتي تكون صريحة في الإلحاد ويضع مع الحواله على الكتاب او المصدر الذي ينقل عنه,
وخصوصا اقوال ماركس, ولينين وستالين, وأمثالهم.

أسال الله لكم التوفيق والثبات,
ودمتم على خير وعافية.

أبو سعد الحنفي
01-25-2008, 04:32 PM
و عليكم السلام أخي سراج الليل

ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله ، نسأل الله لك الثبات أخي في الله

أما بعد ، فتسائلك عن إلحاد الماركسيين هو من تحصيل حاصل و الشيوعي الذي يقول أنه يأمن بوجود الله ، فهو إما جاهل بأصول الفلسفة الماركسية أو أنه منافق يريد التلبيس على خلق الله لكي لا يجد من البسطاء صدودا !!

فلكي يمرر سمومه الفكرية عليه أن لا يصادم عقائد الناس في مرحلة أولى ، بل يعمد إلى أخبث الوسائل و أقذرها :

فهو يقدم جرعاته الآسنة على مراحل ، و لا تجده يصرح بالإلحاد في المراحل الأولى إلى أن يجعل الشاب المستغفل في طريق مسدود ، و يقتنع بالإلحاد ، رغم أن الإلحاد لا يوجد فيه إقتناع أو يقين

هذا حال أتباع ماركس من المهرطقين العرب ، و هذا ما نلمسه صباحا مساء في محيطنا الجامعي ، فالعملية بإختصار عملية خداع و تغرير على مراحل ، كأسلوب شياطين الإنس و الجن ، لا تجده يأمرك بالكبائر مباشرة بل يهون من شأن الصغائر في عينيك حتى تتجرأ على الكبائر إلى أن تصل و العياذ بالله إلى الكفر برب الأرباب

في تونس كمثال ، نجد أن الأحزاب الماركسية تعمد في البداية إلى إستغلال فقر الشباب و نقمته على المجتمع لتجعل منها وقودا و زادا في تحركاتها أو ضغطها على الحكومة ، و في الحقيقة هؤلاء الشباب المساكين يفنون أعمارهم في سبيل طائفة بيروقراطية حقيرة تستغل نقمتهم أبشع إستغلال لتحقيق مكاسبها المادية

أيضا ، يحاول هؤلاء أن يشغلوا حياة الشاب عبر تخدير عقله بالحديث عن الجنة الموعودة التي ستأتي على إثر الثورة الإشتراكية ، بل يزيفون التاريخ و يصبح أصحاب الفكر المادي من أكبر الميتافيزيقين ، حيث يحدثون الشباب المستغفل عن كرامات جيفارا ، لن تسمع بها حتى عند المتصوفة

كما قلت يحاولون بعد ذلك تقوية الروابط الإجتماعية مع الشاب الجديد ، ثم يدعونه لحفلات خمر و سكر و عربدة ، أيضا يستغلون بعض الفتيات للقيام بعمليات دعارة منظمة و جماعية ، فتلك المسكينة هي ملك مشاع لكل الرفاق و لكل رفيق ينظم حديثا للحزب

كما تلاحظ فكل هذه المعاصي يرتكبها الشاب المسلم المغرر به دون أن يعرف أنه منتمي لحزب ماركسي ، فتجد أحدهم ماركسي و لا يعرف الكوع من البوع ، يردد كلمات كبيرة لا يدرك معانيها ، فقط يوهم نفسه أنه عارف وأنه يقول كلاما لا يدركه أقرانه : ديالكتيك ، ثورة ، صراع طبقات ، مشاعية ، وسائل إنتاج ...

كما قلت فهؤلاء المساكين هم أجهل خلق الله ، بل إني أشفق عليهم أحيانا عندما أناقشهم و أبدأ في استثارة عقولهم الجامدة ، المهم لا يحس أحدهم أنه على جرف هاوية ، و عندما يتعود على المعاصي و الذنوب ، و ينسى ربه ، يبدؤون في حقنه بخرافات فلسفية ، المهم أنهم يقرون له في الأخير بما يعتقدونه أي خرافة الأديان و أن الله غير موجود

قد يصدم بداية و لكنه لا يلبث أن يتعود ، بل و يصبح من المنافحين عن هذه الهرطقات فيما بعد ، و يصبح رفيق أصلي ، أي يسب الرب و يسب الواقع و يسب المجتمع ، و يريد التغيير ، و يعاقر الخمر و يسافح الزواني

هذا هو حال الرفاق في تونس كما سمعت و رأيت
أما حال الرفيقات فمأساوي للغاية ، حقيقة أشفق عليهن في بعض الأحيان

هذا هو حال الشيوعيين يا أخي ، و لا أظن أن تونس تختلف عن بقية بلداننا الإسلامية

أما تسائلك عن موقف الماركسية كفلسفة من مسألة الله و الدين ، فهي مسألة معروفة لا ينكرها إلا جاهل

أولى مقولات الماركسية ، تنص على كون العالم مادي في ماهيته و أن الأفكار و المشاعر و الأحاسيس و الأخلاق و الأديان و الروح نتاج الواقع أي المادة ، و الذي هو مرهون بتغير وسائل الإنتاج

فقل لي يا رعاك الله ، ماذا تفهم من هذا الهراء ؟؟؟

فالماركسية ترجع نشوء الأديان لعوامل إقتصادية ، أي أن الدين ليس بكيان مستقل يوحى لنبي من الله عز و جل ، و هذا الكفر الصراح و الإلحاد البين ، أما ماركس فأمره معلوم من الدين ، و لكن المشهور هو كلام إنجلس من مسألة الدين و الله ، ففي كتابه " ضد دوهرانغ " يسخر من دوهرنغ و هو ملحد ، يسخر منه بسبب تفكيره المثالي كما يزعم ، و يقول أن تفكيره هذا سيأدي به للإيمان بالله ، و هذا أمر يدعو للسخرية و الضحك عند إنجلس

أنا الآن تحدثت بعجالة ، و إن أردت التفصيل ، فسأحاول أن أفصل موقف الماركسية من الدين في موضوع متكامل و متناسق

و مرحبا بك في منتدى الأسود : منتدى التوحيد

فؤاد
01-25-2008, 11:45 PM
و مرحبا بك في منتدى الأسود : منتدى التوحيد

فعلا منتدي الأسود ولله الحمد والمنة

سراج الليل
01-26-2008, 09:58 PM
جزيت خيرا وبارك الله فيك أخي أبو سعد الحنفي,
وشكرا لمرورك أخي فؤاد
فعلا إنه منتدى الأسود, فقد وجدت فيه كل مبتغاي للرد على أهل الزندقة والإلحاد

أخي أبو سعد الحنفي:

شكرا لجوابك القيم, وهذا كما قلتم تحصيل حاصل,
ولكن الشيوعيون الكلاب مدلسون ملبسون, يستدرجون الجهلاء حتى يوقعهم في أفخاخهم
ولأقوال التي ذكرتها واضحة الكفر والإلحاد,
ولكن إذا تكون هنالك أقوال صريحة لهم في الإنكار عن الرب وذكرتها مع الإحالات
فاكون شاكرا لك.
حتى لا يبقى مجال للفرار لبعض الخدعة والملبسة منهم.

وشكرا جزيلا لك.

فلو أحلت على الكتب بالجزء والصفحة, فأكون شاكرا لك جدا.


ودمت بخير وعافية.

أبو سعد الحنفي
01-28-2008, 04:47 AM
بسم الله و صلي اللهم و بارك على أشرف الخلق

أما بعد ، فجوزيت الجنة أخي سراج الليل ، و بارك الله في جهودك

و أنصحك أخي فأقول : حذاري حذاري من تلبيس شياطين الإنس و الذين يعتمدون أساليب النفاق و اللف و الدوران كما ذكرت أعلاه ، و إذا أردت أن تعرف موقف الماركسية من أي مسألة فعليك بالمصادر المعتمدة و دع عنك تخريف هؤلاء الجهلة الأغرار ، فهؤلاء أجهل من الإحاطة بمسائل الماركسية بل أغلبهم مقلدون في عدم التقليد !!!

كذلك هم أبعد خلق الله عن الفهم السوي خصوصا لمسائل فلسفية أو عقلية ، فقط يعتمدون ثقافة التلقين ، و حشو العقل بكلام لا يعرف صحيحه من سقيمه ، عافانا الله من الجهل المركب !!!

أخي سراج الليل ، سأنقل لك بعض المقتطفات من كتاب " أصول الفلسفة الماركسية " لكتابه " جورج بوليتزر " ، " جي بيس " و " موريس كافين " ، و سيكون نقلي لبعض المقتطفات من الجزء الأول لهذه السلسلة و التي لا تحتوي إلا على جزئين : الجزء الأول يعنى بالمادية الديالكتيكية ، فيقوم بشرح لقوانينها مع عرض أمثلة من الطبيعة و المجتمع ، كذلك يعنى هذا الجزء بعرض عدد من مقولات الماركسية ، و أرى أن هذا النقل الذي سأقوم بإقتباسه سيكون شاف كاف في بيان موقف الماركسية من مسألة الله و الدين ، و الذي فيه تأكيد لكلامي الذي قلته لك فيما مضى

طبعا هذا الكتاب أي " أصول الفلسفة الماركسية " يعتبر من أهم كتب الماركسية في الفلسفة سواء للمبتدئين أو للمتقدمين ، و ذلك لمحاولته تلخيص و تجميع مسائل أصول الفلسفة الماركسية في مصنف واحد ، و هذا الكتاب مقدم في الفلسفة على أمهات كتب الماركسية ، و ذلك كون أصول الفلسفة الماركسية في أمهات الكتب مخلوطة بمسائل أخرى ، كالحديث عن الأحزاب ، البرامج السياسية ، شكل الدولة ، طبيعة التنظيم الثوري..... ، فكما قلت هذا الكتاب يعتبر من أبرز الكتب التي تعنى بمسائل الفلسفة الماركسية ، و عمل كتابه يقتصر أساسا على تجميع المسائل و وضعها في مصنف مستقل عن مصادرها في أمهات الكتب ، لذلك تجد في هذا الكتاب الإقتباسات كثيرة لائمة الماركسية ، كماركس ، إنجلس ، ماو تسي تونغ ، جوزيف ستالين ، لينين ..

في هذا الكتاب يوجد فصل صغير نسبيا يوضح الموقف الماركسي بوضوح من مسألة الدين عموما و الله خصوصا ، و عنوانه " الماركسية و الدين " ، من ص 236 إلى ص 245 ، منشورات المكتبة العربية ( صيدا ـ بيروت ) ، تعريب شعبان بركات :





أما النزعة المادية فأن نظرتها إلى المادة ونموها الداخلي الضروري يؤدي بها إلى النظرية القائلة بخلود الكون ولا نهائيته في تحوله المستمر، والقول بأن المادة لا تفنى وليست مخلوقة.




ولا شك في أن فكرة الله والعواطف الدينية والديانة موجودة، وهي تتطلب تفسيراً: وبدلا من القول بأن الإنسان كائن "الهي" يجمع في ذاته العنصر الطبيعي والعنصر الإلهي، كما يجمع عنصر الموت والخلود في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى، يجب القول بأن "الله" و"الديانة" هما ظاهرتان إنسانيتان لأن العنصر الإلهي هو من إبداع الإنسان وليس الإنسان هو من إبداع الله.



، ثم جاءت النزعة الماركسية بالعناصر النهائية لتفسير الدين وهاك مبادىء هذا التفسير:

1ـ أن الصور البدائية للديانة، وكذلك المراسيم السحرية والتفسيرالمثالي البدائي للظواهر الطبيعية والاجتماعية، وكذلك أسمى صور الديانة التي تقوم على نظريات فلسفية وأخلاقية ومراسيم سحرية "روحانية" كالصلاة والاضحيات التصوفية تعبر جميعاً عن معطى معين حقيقي عن الفعل الإنساني الا وهو عجزه النسبي الكبير في مطلع الإنسانية، وهو عجز أمام الطبيعة، ذلك العجز الذي يتعلق بنمو الإنتاج الضعيف . وهو أيضاً عجز أمام الظواهر الاجتماعية الذي يتعلق بالاضطهاد الطبقي وفقدان الأمل وضعف الوعي الاجتماعي....
ولكن إذا كانت الديانة تعكس لنا معطيات الحياة العملية فأنها تصور هذه المعطيات معكوسة. وهي لا تعكسها حسب المعطيات الموضوعية بل حسب المعطيات الذاتية. فهي تعكس لنا رؤى الأحلام ورغبات الإنسان الذي وقع فريسة للجهل. فيصبح "الله" المنقذ الأسمى، وأكمل الكمالات. ولا تعبر التناقضات التي وجدناها في فكرة "الله" الا عن التناقضات الداخلية في أفكار "الكمال المطلق" و "المعرفة المطلقة" و "السعادة المطلقة" التي يصنعها الإنسان لنفسه. وهي أفكار خيالية ميتافيزيقية يعكس فيها تناقضات العالم الواقعي والرغبات الخيالية التي تصورها في جهله.

2ـ يجب مع ذلك أن نقدر أهمية عامل آخر في دراستنا للدين، ذلك لأن الديانة لما كانت تتولد من الجهل فأنها تحل محل التفسيرات العلمية تفسيرات خيالية فتعمل بذلك على ستر الواقع وإسدال الستار على التفسير الموضوعي للظواهر، ولهذا كان الرجل المتدين مناوئاً لمبادىء العلم التي هي عمل الشيطان لأنه حريص على أوهامه. وتستخدم الطبقات المستغلة هذه الخاصية لاهتمامها بإخفاء استغلالها عن أعين الطبقات الكادحة كما أشرنا إلى ذلك في الدرس السابق. فهي بحاجة إلى سلبية هذه الطبقات وجمودها كي يستمر اضطهادها، كما أنها بحاجة لخضوعها وايمانها بالقضاء المحتوم. هذا من ناحية ومن ناحية ثانية يجب توجيه أمل الجماهير بالسعادة نحو العالم الآخر. وهكذا يعرض الأمل والعزاء بدخول الجنة على أنهما تعويض عما بذلته الطبقات الشعبية من تضحيات على الأرض. فيتحول الاعتقاد بخلود النفس، الذي كان ينظر إليه في القدم على أنه مصيبة مرهقة، إلى أمل بالخلاص في الآخرة.




استخدمت الديانة، إذن، منذ أقدم العصور كقوة فكرية "للمحافظة على النظام" وكأفيون للشعب حسب قول ماركس بالرغم من أن الطبقات الحاكمة المستنيرة لم تعد تعتقد بأية كلمة من النظريات التي كانت تعمل على استمرار تاثيرها في الطبقات الشعبية.




نخرج من هذا الدرس بفكرة عن مادية العالم. فالنزعة المادية الجدلية في أيامنا هي النزعة الثورية الوحيدة. فإذا كانت "فكرة الله" أو فكرة "الروح" الخ... ليست سوى فكرة فارغة ورمز للدلالة على جميع ألوان الجهل الماضية للإنسان "فليس هناك أي منقذ أعلى" كمال تقول العالمية.ليس للإنسان ما يرتجيه ألا ما يكسبه بنفسه في هذه الحياة الدنيا، والنزعة المادية تعلمه أن يرى "العالم كما هو"، العالم في وضعه الصحيح وليس بالمقلوب.


و إليك هذا المقتطف اليسير لفريدريك إنجلس كتدعيم لكلام الكتاب ، من كتابه " ضد دوهرنغ " و سترى التطابق بين أراء المتقدمين و المتأخرين من مسألة الله أو الدين ، ( ضد دوهرنج-انجلس/ دار التقدم/ ص 366 ) ، حيث يقول :



ان الدين ايا كان ماهو الا انعكاس خيالي في اذهان الناس للقوى الخارجية التي تسيطر عليهم في حياتهم اليومية, وهو انعكاس تتخذ فية القوى الارضية شكل القوى غير الارضية . في بداية التأريخ كانت مواد هذا الانعكاس بالدرجة الاولى قوى الطبيعية التي تمر في التطور اللاحق عند مختلف الشعوب عبر مختلف انواع التجسيدات المنبثقة,...



هذا الذي نقلته لك و غيره المئات يصب في نفس القضية ، حيث كل هذا الهراء هو نتاج لمقولة أن " الفكر نتاج المادة " أو " المادة موجود أزلي معطى أولي و الفكر نتاج هذا المعطى و إنعكاس له ، فهو معطى ثاني متفرع عن الأول "

فكما قلت منذ البداية إن الفكر حسب الماركسية نتاج للواقع المادي المحكوم بتطور وسائل الإنتاج ، و هي ترى أن الروح و الله و الدين و المشاعر و الأخلاق ...أفكار نتاج لواقع مادي

ففكرة أي شيء مادي هي إنعكاس صورة هذا الشيء في الذهن ، و لأنهم لا يستطعون إنكار وجود الله و الدين كفكرة ، فأعطوه تفسيرا ماديا ، أي كون الدين نتيجة الجهل و الخوف من ظواهر الطبيعة و عدم القدرة على تفسيرها تفسيرا علميا ، أو كما يقول إنجلس " تكمن أصول الديانة في النظريات المحدودة الجاهلة التي تنشأ في حالة الهمجية "
فكما قلت مرارا و تكرارا هذا الكلام لا يجعل من الدين وحيا من رب الأرباب لرسول معصوم كما نعتقد و كما برهنا على معتقدنا بأدلة ماحقة ساحقة ، بل المفهوم من هذا الكلام الإلحاد الصريح دون مواربة

و عليك أن تعلم أخي أن الفلاسفة الملحدون الآخرون تناقضوا مع أنفسهم حين لم يجدوا دليلا واحدا يقرهم على ضلالهم ، فلذلك قلبت الماركسية أصول اللعبة ، و عوض تفنيد الأدلة العقلية التي قدمها المؤمنين ، قامت الماركسية بمصادرة سافرة مفتقرة لأي دليل عقلي أو علمي يأيدها ، مفادها أن الكون مادي في ماهيته و قديم أزلي أما تطور المادة ، أي ما يسمى عندنا تغير المادة و الذي يأدي لحدوث المادة ، أرجعوه لتناقضات موجودة في رحم المادة و ليس لسبب آخر مخالف لطبيعة المادة ، و كما قلت هذه مصادرة سافرة و الأدلة العلمية و العقلية تفند هذا الزعم

كخلاصة ، فإن الماركسية حاولت تفسير العلة الفاعلية للعالم بعلته المادية ، و قدمت غثاء أثبت منه الهباء ، و إن شاء الله و بقي في العمر بقية فسأقوم بإبطال مزاعمها في موضوع مستقل و مفصل

كذلك أريد التبيه على أمر مهم ، هو أن بعض الجهلة يريدون ترقيع مذهبهم و التغرير بالشباب المسلم ، و كمثال المدعو نوري المرادي الذي يزعم أنه يأمن بالله ، بل يرى أن الماركسية تنص على وجود الله ، و هذا هو الجنون بعينه ، بل كل ما في الأمر أن الماركسية أقامت صرحا فلسفيا متهافت ، و كمثال فإن تعريفهم للمادة يلزمهم بالإعتراف بوجود الرب جل و علا ، و ذلك لإستحالة أن تكون الأفكار نتاج المادة بالطريقة التي ذكرتها الماركسية ، كما بينت في موضوع سابق

فنوري هذا و غيره كثير من المتسولين على موائد المجاهدين ، يريد أن يدلس و يظهر التطابق بين الماركسية و الإسلام ، و ذلك كله نتاج إفلاس هؤلاء و كساد بضاعتهم و تعفنها بعد أن كفرت بهم أمتنا و كفرت بفكرهم الذي لم يجلب لنا سوى الدمار و التأخر ، فكما قلت أساليب الشياطين متعددة ، و تراهم يدسون السم في الدسم ، يبررون كفرهم و ردتهم بدعوى العلمية و العقلانية ، و هم أبعد خلق الله عن العلم و العقل

ألا ترى أن هذا المتسول نوري المرادي يطبل و يزمر و يحاول الركوب على الأحداث ، فتراه يمجد المجاهدين في العراق ليوهم الناس أن مجاهدينا يقبلون به أو بأمثاله ، بل لو وقع أمثاله في يد مجاهدينا لرأيت جثثهم صرعى كالخرفان

و حتى مع فرض جهل أحدهم بماركسيته و زعمه زورا و بهتانا أنه مؤمن بالله ، فلن ينفعه إيمانه هذا و هو يرى أن شريعة ماركس و غيره أفضل من شريعة الله ، بل من السخف أن يظن البعض أن الإيمان بالله فقط ، يجعلهم مسلمون ، فكيف لعمري يكون مسلم و هو يرى حاكما و مشرعا غير الله جل في علاه ، كيف يسلم أحدهم و هو لا يستسلم لأوامر الله و نواهيه !!!!

فالباطل له وجوه كثيرة و يزل من يرى أن الشيطان يأتي من باب واحد !!!

مسألة أخيرة ، و هي : هل يمكن إبطال هذه المقولة أو التحوير فيها ، أي " كون الكون مادي في ماهيته و أن الفكر نتاج المادة " ، لتوافق الإيمان بالله ، فنستطيع التوفيق بين الماركسية و الإيمان بالله ، فكما يقولون : الماركسية فلسفة التطور ؟؟؟

أقول هذا السؤال لا يصدر إلا من جاهل بأصول الفلسفة الماركسية ، فإبطال هذه المقولة يبطل تفسيرات ماركس تباعا في الإقتصاد و الطبقية و الدولة و حتمية الثورة و المادية التاريخية .... ، كل شيء سينهار و يصبح الحديث عن الماركسية في تلك الحالة جنون ، و أستطيع أن أنطلق من بطلان هذه المقولة لأصل بك إلى الميتافيزقية أو المثالية التي حاربتها الماركسية

و لا حول و لا قوة إلا بالله

و بارك الله فيك أخي سراج و ثبتك الله و أيدك

سراج الليل
01-28-2008, 10:30 AM
بارك الله فيك أخي أبو سعد الحنفي.
لا شلت يمينك,
وأقر الله عينك بما يفرحك في الدنيا والآخرة.
هذا ما أردته بالضبط,
وأرجو أن تثري الموضوع أكثر كما تفضلت.


بالنسبة للكلام الذي اقتبسته من كلامك, أسأل فأقول:
كيف يبطل إبطال مقولة أن الفكر نتاج المادة, جميع تفسيرات ماركس تباعا في الاقتصاد والطبقية وحتمية الثورة, والمادية التاريخية؟
أرجو أن توضح لي هذه النقطة تفصيليا, وإذا كنت أخي الكريم كتبت قبلا حول هذا فأرشدني إليه.
أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة, بمعلوماتك القيمة التي أثلجت بها صدري.
ودمت بخير و عافية.




أقول هذا السؤال لا يصدر إلا من جاهل بأصول الفلسفة الماركسية ، فإبطال هذه المقولة يبطل تفسيرات ماركس تباعا في الإقتصاد و الطبقية و الدولة و حتمية الثورة و المادية التاريخية .... ، كل شيء سينهار و يصبح الحديث عن الماركسية في تلك الحالة جنون ، و أستطيع أن أنطلق من بطلان هذه المقولة لأصل بك إلى الميتافيزقية أو المثالية التي حاربتها الماركسية

و لا حول و لا قوة إلا بالله

و بارك الله فيك أخي سراج و ثبتك الله و أيدك

سراج الليل
02-01-2008, 01:56 AM
أخي الفاضل المحترم, أبو سعد الحنفي.
بارك الله فيك وفي وقتك, وفي جميع الإخوة أسود التوحيد:

أخي الكريم:
ما زلت انتظر ردك بكل اشتياق.
وأريد جوابا للسؤال التالي, أعرف أنك ستكون مشغولا, فإن كان كتب حول هذا السؤال مقال فأرشدني, او يجيب على سؤالي الإخوة الآخرون في هذا المنتدى الحبيب, فإني قد وعدت الناس أني أجيبهم على هذا السؤال, وهم من النوع الذبن يتظاهرون بالجمع بين الماركسية والدين.




والسؤال هو:
كيف يبطل إبطال مقولة أن الفكر نتاج المادة, جميع تفسيرات ماركس تباعا في الاقتصاد والطبقية وحتمية الثورة, والمادية التاريخية؟
أحسن الله إليكم في الدنيا والآخرة,
ودمتم بخير و عافية.

samahoo
02-02-2008, 01:47 AM
السلام عليكم و رحمة الله
الأخ سرا ج الليل
هذه بعض النصوص الصريحة في الحاد الماركسية علّها تفيدك
يقول ماركس في البيان الشيوعي :

إننا نطالب بالفصل الكامل بين الكنيسة والدولة لكي نحارب الضباب الديني بأسلحة فكرية محضة وبأسلحة فكرية فقط : صحافتنا ودعايتنا. لكن جمعيتنا، الحزب العمالي الإشتراكي الديمقراطي الروسي، إتخذ لنفسه منذ تأسيسه هدفا، بين أهداف أخرى : محاربة كلّ تغبية دينية للعمال. إن صراع الأفكار ليس قضية خاصة بالنسبة إلينا. إنه صراع يهم كلّ حزبنا وكلّ البروليتاريا.
إذا كنا كذلك فلماذا لا نعلن في برنامجنا أننا ملحدون؟ ولماذا لا نمنع المسيحيين والمؤمنين من الدخول في حزبنا؟
و إليك أخي هذه الرسالة من لينين إلى أحد أصدقائه يناقشه فيها في موقفه من الدين ليس من جهة اثباثه أو نفيه ، فالرجل ملحد و لكن فقط لأنه قد أبدى بعض النفاق البراغماتي في طريقة تعامله مع الواقع الديني في المجتمع الشيئ الذي لم يقبله لينين


إلى ا.م.غوركي




عزيزي ألكسي مكسيموفيتش،
ماذا حدث لك ؟ ببساطة انه حقا لرهيب

البارحة قرأت ردك في "الريتش" على "العويل" الذي أقيم حول دوستوفسكي (1) و كنت على أتم استعداد لان اسر به، و لكني اليوم حصلت على الجريدة التصفوية حيث نشرت هناك فقرة من مقالتك لم تكن موجودة في "الريتش" .

و هي التالية :
<< لكن يجب مؤقتا>> (مؤقتا ، لا غير ؟) <<إرجاء<< البحث عن الله>> . انه انشغال لا فائدة منه : ليس للمرء أن يبحث في مكان لم يضع فيه شيئا . إن من لم يزرع ، لا يحصد. انك لا تمتلك اله، <<فما زلت>> (زلت ) << لم تخلقه>>. إن الآلهة لا يبحث عنها، بل تخلق...الحياة لا تخترع، بل تخلق>>.

يتضح من ذلك انك ضد <<البحث عن الله>> مؤقتا

و انك ضد <<البحث عن الله>> فقط لأنك تريد أن تستبدله بصنع الله

أليس رهيبا أن تحدث لك مثل هذه الأشياء ؟

<< البحث عن الله>>لا يختلف عن صنع الله أو خلق الله...الخ. بمثقال ذرة أكثر مما يختلف شيطان اصفر عن اخر ازرق. أن تتكلم عن <<البحث عن الله>> . ليس لكي تعارض كل أنواع الشياطين و الآلهة. كل أنواع النيكروفيليا (2) الإيديولوجية (كل اله هو ضلال . هو نيكروفيليا ، حتى لو كان من بين أكثر الآلهة نظافة و مثالية ؛ الإله الذي يصنع فضلا عن الإله الذي يبحث عنه ، ذلك لا يغير من الأمر شيئا)، و لكن تفضيلا للشيطان الارزق على الأصفر ، لهو أسوا مئة مرة من أن لا تقول شيئا على الإطلاق .في البلدان الديمقراطية ، في البلدان حيث سيكون تماما في غير محله أن تحتكم <<إلى الديمقراطية ، إلى الشعب ، إلى الناس ، و إلى العلم>> ، في مثل هذه البلدان (سويسرا ، أمريكا،الخ) تبلد أذهان الشعب و العمال بحماسة خاصة بالضبط بفضل فكرة اله نظوف ، مفعم بالروحانية، يهدي للتي هي أحسن، إن كل فكرة دينية، أي فكرة عن أي معبود ، حتى أي غنج مع اله ما.هي إفساد لا مثيل له ، تتقبله البورجوازية الديمقراطية بتسامح خاص (و حتى غالبا باستحسان أيضا) . و لذلك، فهو الإفساد الأكثر خطرا، <<العدوى>> الأكثر بشاعة، إن مليونا من الخطايا الجسدية، البذاءات، أعمال العنف و العدوى، يفضحها الجمهور بسهولة فائقة جدا، و بالتالي فهي اقل خطرا من الفكرة البارعة. الروحية عن الإله الذي تحلى بأكثر الحلي << الإيديولوجية >> جمالا.
إن الكاهن الكاثوليكي الذي يفتض الصبايا (و ذلك ما قرأته بالصدفة في جريدة ألمانية ) هو اقل خطرا بالنسبة <<للديمقراطية>> من كاهن بدون لباس كاهن ، كاهن لا يحمل دينا فظا، كاهن ديمقراطي يحمل إيديولوجيا و يبشر بصنع اله أو خلقه . من السهولة بمكان نزع قناع الكاهن الأول ، إدانته و طرده ، لكننا لا نستطيع طرد الثاني بنفس البساطة ؛ إن نزع قناعه لأصعب ألف مرة ، و ليس هناك من تافه ضيق الأفق <<هش و يرتعش بصورة يرثى لها>> سيوافق على <<إدانته>>.

و أنت ، الذي تعرف <<الهشاشة و الارتعاش الذي يرثى له>> عند الروح البورجوازية الصغيرة (الروسية؟ لماذا الروسية؟ هل الايطالية أفضل؟) ، تبلبل تلك الروح بسم أكثر حلاوة ، و أكثر تغليفا بالحلوى و بكل أنواع الأوراق الملونة الجميلة .

حقا انه لرهيب.

<<كفاية من هذا التحقير الذاتي الذي هو عندنا بديل النقد الذاتي>>.

لكن أليس صنع اله هو أكثر أنواع التحقير الذاتي شرا؟ كل شخص يشغل نفسه بصنع اله، أو حتى يسلم بمثل هذا الصنع لله ، أو حتى يسلم بمثل هذا الصنع لله ، يبصق في وجهه هو بأسوأ طريقة ممكنة، ذلك انه بدلا عن <<الأفعال>> ينهمك في التأمل الذاتي ، العبادة الذاتية، و بهذه المناسبة فان مثل هذا الشخص <<يتأمل>> الملامح الأكثر قذارة، الأكثر بلادة و الأكثر مذلة للانا التي ألهها عبر صنعه لإله.إذا حكمنا من وجهة النظر الاجتماعية و ليس الشخصية ، فان كل صنع لإله يمثل بالضبط التأمل الذاتي المحبوب من الطبقة الوسطى البلهاء، من العقول الهشة الضيقة، انه التحقير الذاتي الحالم عند التافهين الضيقي الأفق و البورجوازيين الصغار ، <<اليائسين و المنهكين>> (كما طاب لك أن تقول بصدق تام عن الروح –إلا انه ما كان ينبغي لك أن تقول الروسية، بل البورجوازية الصغيرة ، سواء كانت يهودية أم ايطالية أم انجليزية، فهي كلها سواسية. في كل مكان ، الطبقة الوسطى الحقيرة بليدة و بشعة بنفس الدرجة، و <<الطبقة الوسطى الديمقراطية>> المولعة النيكروفيليا الإيديولوجية فهي ، بشكل خاص، بليدة و بشعة).

كلما تعمقت في مقالك باحثا عن مصدر زلة قلمك، بقيت مرتبكا. فما عساه يكون؟ بقايا من <<الاعتراف>> الذي لم توافق عليه أنت نفسك؟ أصداء منه؟

أو هل هو شئ ما آخر؟ مثلا، هل هي محاولة غير ناجحة أن تنحط إلى مستوى وجهة النظر الديمقراطية العامة بدلا عن وجهة النظر البروليتاريا؟ ربما أردت أن تزأزأ (3) مع <<الديمقراطية بشكل عام>> كما يفعل المرء عادة مع الأطفال؟ ربما أردت،<<بيان شعبي من اجل الجمهور، أن تتبنى للحظة أوهام<<ها>> أو أوهامه(الجمهور)؟

لكنه أسلوب، من أي النواحي أتيته، خاطئ لقد قلت في البداية انه سيكون تماما في غير محله أن يحتكم كاتب بروليتاري في البلدان الديمقراطية<<إلى الديمقراطية، إلى الشعب، إلى الناس و إلى العلم>> . و عندنا في روسيا؟ مثل هذه الاحتكام ليس تماما في محله لأنه يطري أيضا بطريقة ما أوهام الجمهور. إن الاحتكام إلى الجماهير عام جدا حتى ليصبح سديميا _ في روسيا حتى ازجوييف <<راسكاياميل>> يبصم بأصابعه العشرة على مثل هذه الأشياء. لماذا تتبنى شعارات تستطيع أنت، بالتأكيد، تمييزها تماما عن شعارات ازجوييف، لكن القارئ لا يستطيع تمييزها؟ لماذا تشوش القارئ بعبارات و جمل عن الديمقراطية بدلا من أن تميز بوضوح بين البورجوازي الصغير (الهش، المرتعش بصورة يرثى لها ، المنهك ، اليائس، المتأمل لذاته، المتأمل لله، الصانع لله،المقدس لله، المحقر لذاته، المتفوضض بتخبط _ يالها من كلمة رائعة ...الخ) و بين البروليتاري (قادر على أن يظل مستيقظا ليس في الكلمات وحدها ، قادر على أن يميز <<علم و مجتمع>> البورجوازية عن علمه و مجتمعه، و الديمقراطية البورجوازية عن الديمقراطية البروليتارية)؟
لماذا فعلت هذا؟
انه لمؤسف و شنيع.

صديقك ف.ا




ملاحظة : لقد أرسلت لك رواية مسجلة، فهل استلمتها؟


عالج نفسك بجدية؛ افعل _ لكي تستطيع السفر في الشتاء بدون أن تأخذ بردا (و هو خطر في الشتاء).


صديقك ف.أوليانوف

هوامش :
1- يقصد لينين إلى احتجاج غوركي في صحيفة <<راسكاياميل>> ضد إخراج رواية دوستوفسكي <الممسوسون>> في مسرح موسكو. لقد امتدحت الصحافة الرجعية هذه الرواية . _الناشر الروسي_

2- نيكروفيليا : الولع بأكل الجثث . _المترجم-

3- زأزأ : نطق حرف <<ج>> زايا.

كتبت في منتصف تشرين ثاني ، 1913
المولفات الكاملة، المجلد 3


المصدر:
" نصوص حول الموقف من الدين"، ترجمة: محمد كبة. مراجعة و تقديم:العفيف الأخضر. دار الطليعة_بيروت
ص 128



و إليك أخي بعض الفقرات من مقال لواحد من كبار الماركسيين المتطرفين العرب سابقا ، قبل أن ينقلب بعدها بزاوية 360 درجة و يصبح من معتنقي الليبرالية المتطرفة و ممن بات يطلق عليهم "الليبراليون الجدد" يستشهد فيها بأراء للينين و انجلز و مواقفهما من الدين و طريقة التعامل معه ، و المقال بالمناسبة كتبه هذا الهالك انتقادا للأحزاب الماركسية العربية في ما اعتبره تصالحا منها مع الدين أو مهادنة له في الوقت الذي يجب التعامل معه بحزم و العمل على استأصاله بكل الوسائل !

وكتب لينين : ”من واجب الإشتراكيين المطلق أن يتدخلوا (في البرلمان 1909) لاعلان وجهة نظرهم من الدين (...) الاساس الفلسفي للماركسة، كما أعلنه ماركس وإنجلز مرارا، هو المادية الجدلية، التي تبنت تماما التقاليد التاريخية لمادية القرن 18ع في فرنسا ومادية فيوررباخ في ألمانيا. وهي مادية بلا جدال ملحدة ومناهضة بإصرار لجميع الأديان. لنتذكر ان كتاب إنجلز (انتى - دوهرنج) الذى قرا ماركس مخطوطته، اتهم المادى الملحد، دوهرنج، بعدم التماسك في مادتيه وبمجاملته للدين والفلسفة الدينية. لنتذكر أن إنجلز، في مقالته عن فيورباخ، يأخذ على هذا الأخير بأنه حارب الدين لا بهدف تقويضه بل بهدف إصلاحه، بهدف إختراع دين جديد (...) إن الدين هو أفيون الشعوب. هذا القول الماثور لماركس هو حجر الزاوية لمجمل وجهة النظر الماركسية حول الدين. لقد نظرت الماركسية دائما إلى الأديان والكنائس وجميع المنظمات الدينية، كأدوات بيد الرجعية البورجوازية للدفاع عن الاستغلال ولتسميم الطبقة العاملة“


ينبغي ان نزود الجماهير بالمواد الأكثر تنوعا للدعاية الالحادية (...) ينبغى أن نوقظها من سباتها الديني، وان نهزها حتى الاعماق وبكل الوسائل“.

هناك أيظا أخي في الكتاب الثاني من سلسلة دفاتر فلسفية للينين (الجزء الأول) فصل خصصه لينين لنقد الدين عند فيورباخ بعنوان "دروس عن جوهر الدين" كله نصوص في فلسفة الالحاد و رفض الدين ساقها لينين و علق عليها شرحا و تزكية و تأكيدا.
ملاحظة
بالنسبة للنصوص التي أوردتها أخي فهي مأخوذة من مواقع يسارية أو ماركسية ، و لم أشئ وضع الروابط لأن ذلك محظور هنا ربما .
و لكن ان شئت أرسلت لك الروابط على الخاص

سراج الليل
02-02-2008, 02:43 PM
بارك الله فيك يا أخي, ووفقك للمزيد.
أكرر سؤالي القديم مرة أخرى لعل أحد الإخوة يجيب عليه بالتفصيل.
وإذا كان أجيب عليه فليرشدني الإخوة على ذلك الموضع.


والسؤال هو:
كيف يبطل إبطال مقولة أن الفكر نتاج المادة, جميع تفسيرات ماركس تباعا في الاقتصاد والطبقية وحتمية الثورة, والمادية التاريخية؟
أحسن الله إليكم في الدنيا والآخرة,
ودمتم بخير و عافية.

samahoo
02-04-2008, 06:42 AM
والسؤال هو:
كيف يبطل إبطال مقولة أن الفكر نتاج المادة, جميع تفسيرات ماركس تباعا في الاقتصاد والطبقية وحتمية الثورة, والمادية التاريخية؟
الجواب ببساطة يا أخي هو أن القول بمادية الفكر ، أو أنه كما يقول الماركسيون ليس سوى نتاج لانعكاس الواقع المادي المحسوس على صفحة الدماغ يقودنا إلى نفي كل استقلالية للأنسان في تفكيره ووعيه بمعزل عن واقعه الخارجي فيكون بذلك الانسان فاقدا لأية ارادة أو حرية في تعامله مع هذا الواقع ، و تصبح كل تصرفاته و أفكاره و اراءه و أحلامه .. مجرد ظلال لواقعه المعاش ، و بالظبط واقعه الاقتصادي ،ما دام أن الماركسية تعتبر بأن الدافع الاقتصادي هو الدافع الأول و الوحيد الباعث على العمل و التطور عند الانسان و أنه البنية التحتية التي تتأسس عليها و تتحدد من خلالها مختلف الظواهر الأخرى التي يعرفها الانسان في حياته
اذن فواقع الناس هو الذي يحدد لهم أفكارهم وليست الأفكار هي من يصنع هذا الواقع
و يمكننا على ضوء هذه المقولة الخلوص الى بعض النتائج التي تترتب عليها :

_ إن فكر الانسان محكوم بالواقع لا حاكم له أو عليه ، و أنه لا يعدو كونه صورة لهذا الواقع من نوع اخر
_ القدرة على تفسير مختلف الظواهر الانسانية و اخضاعها للبحث التجريبي المادي الصرف على ضوء دراسة و تحليل الواقع الاقتصادي للأفراد لأنه الأساس الذي تقوم عليه كما قلنا من قبل
_ تابعية الفكر للواقع يقود إلى القول بحتمية الفعل الانساني في التاريخ ، و أنه فعل مشروط و مرهون بإملاءات هذا الواقع لا يملك فكاكا عنها ، و من تم أمكن التنبؤ بطبيعة هذا الفعل و اثره الرجعي على هذا الواقع و معرفة مختلف الأطوار المجتمعية التي يمكن أن يتقلب فيها الانسان في المستقبل من منطلق واقعه الحالي
_ ليست الأفكار و القيم و السعي نحو الحق و العدل الأزليين هو ما يصنع التاريخ و يدفع بعجلته نحو الأمام ، و إنما هي علاقات الانتاج التي يدخلها الناس فيما بينهم و التي تتحدد هي الأخرى بتطور وسائل الانتاج
_ لا يجوز تقويم أفكار الناس و أعمالهم من أي زاوية أخلاقية فكل فعل يحمل بالضرورة مبرره في ذاته، أي أن مجرد وجوده هو سبب كاف لتبريره

من خلال كل ما سبق ذكره و كما هو ملحوظ فإن مجموعة من المقولات و المبادئ الماركسية تستمد قيمتها من القول بمادية الفكر ( الحتمية ، التفسير المادي للتاريخ ، التنبؤ بالشيوعية كطور مستقبلي من أطوار التاريخ البشري ...) ، و عليه فإن تفنيد هذا القول باثبات استقلالية الفكر عن المادة ، و أنه ماهية مستقلة بذاتها ، أو أنه يستمد وجوده من ماهية أخرى غير المادة (الروح مثلا) يخلخل كل تلك المزاعم و الدعاوى التي بنتها الماركسية على القول بمادية الفكر .

حازم
02-04-2008, 10:43 AM
مزعم اسبقية المادة على الفكرة فى الوجود
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4528

سراج الليل
02-04-2008, 09:20 PM
بارك الله أخي حازم, لقد أحلتنى على مليء, ومن أحيل على مليء فليتبع, بس الموضوع هناك ما هو مكتمل, وقلت في نهاية القطعة الأولى من الموضوع يتبع..
فلو كملت الموضوع فهذا إحسان منك, وأدعو لك بالتوفيق

حازم
02-10-2008, 08:18 PM
اكملت الموضوع من اجلك خصيصا

سراج الليل
02-10-2008, 08:49 PM
اكملت الموضوع من اجلك خصيصا

جزاكم الله خيرا, وبارك فيكم, وأبقاكم ذخرا للإسلام والمسلمين.