المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة أخذ الجزية من أهل الذمة في الإسلام



ابن القيم
09-04-2004, 05:26 PM
اضع هذه المشاركة المنقولة للشيخ ’’احمد الخطيب‘‘ .
---------------------------------------------------
الجزية: اسم لما يؤخذ من أهل الذمة، نظير حمايتهم والدفاع عنهم مأخوذة من قول العرب: جازيك فلان، أي: كافيك. وعلى هذا فالجزية هي ما تغني وتكفي أهل الذمة عن القتال والحروب للدفاع عن أوطانهم التي يعيشون فيها في ظل دولة الإسلام أو أنها مأخوذة من المجازاة بمعنى المكافأة ، وهي المقابلة من كل واحد من الطرفين ، وهذا المعنى يتوافر في معنى الجزية أيضا لأنها عبارة عن قيمة نقدية تدفع في سبيل قيمة أمنية توفرها الدولة لأبنائها المقيمين فيها أو أنها مأخوذة من الجزاء، لم لا وهي جزاء عن حفظ الأموال والأرواح
وقيل: إن هذا الاسم " معرب عن كلمة كزيت بالفارسية بمعنى الخراج " نقله المفسرون عن الخوارزمي،
( تفسير التحرير والتنوير عند تفسير الآية)

وقد علل أهل اللغة إطلاق اسم خراج على الجزية التي تؤخذ من أهل الذمة بأنها " كالغلة الواجبة على الأرض فيقال: أدى خراج أرضه، والذمى خراج رأسه
" ( تاج العروس للزبيدي مادة: خرج ).

والأصل في تشريع أخذ الجزية من أهل الذمة هو قوله تعالى:
{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 } ( سورة التوبة: 29 )
من دلالات الآية الكريمة
1- هذه الآية واردة في حق أهل الكتاب المعتدين الذين يعملون على الفت في عضد الدولة الإسلامية بدليل قوله { قاتلوا } ومثل هذا التعبير يفهم منه أن القتال هو واقع من طرفين وليس طرفا واحدا فهو لم يقل { اقتلوا } التي تشعر بالأحادية في إيقاع الفعل وذلك أن صيغة فاعَل تدل على المشاركة أن معناها يقع عادة من طرفين على الأقل ومن الأمثلة على ذلك ( قاتل ، شارك ، ضارب ، جادل ) فكل ذلك يقع من طرفين في حالة أخذ ورد منهما جميعا وليس من أحدهما دون الآخر
2- وبجانب هذه المعاداة التي برزت إلى حد المقاتلة من قبل أهل الكتاب المذكورين تضيف الآية عددا من الأوصاف والخلال وهي عدم الإيمان بالله ورسوله وفي تصوري أن المراد بالرسول هنا هو رسول أهل الكتاب موسى عليه السلام بالنسبة لليهود وعيسى عليه السلام بالنسبة للنصارى ولا شك أن في اتباعهما اتباعَ الرسول صلى الله عليه وسلم ضرورة أنهما قد بشرا به وأخبرا عن أوصافه كما قال تعالى في سورة البقرة: { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 146 } فمن لوازم الإيمان بهذين الرسولين الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ثم ومن صفاتهم أيضا أنهم لا يؤمنون باليوم الآخر وهم كذلك يحللون الحرام ولا يلتزمون بالدين الحق الذي ارتضاه الله تعالى لخلقه
3- بعد أن ذكرت الآية مقاتلة أهل الكتاب المعنيين للأسباب المذكورة جعلت لهذه المقاتلة غاية محددة وهي قوله { حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ } فـ " حتى " تفيد الغاية فالآية لم تغي الكلام بغاية أخرى قد تُتَوقع في أثناء الحروب فهي لم تقل مثلا: قاتلوهم حتى تُقطِّعوهم إربا إربا أو حتى تخرجوهم من ديارهم وأموالهم أو حتى تفعلوا بهم ما يفعله الأمريكان بأهل العراق والصهاينة بالفلسطينيين ومن قبلهم الصرب بالمسلمين ولم تقل كذلك: قاتلوهم حتى يُسلموا وإنما جعل الغاية أخذ الجزية.
ويالها من غاية فلعل الجزية المقصودة هي مال وفير قد يساعد على إثراء المسلمين ماديا وعلى الغنى السريع للدولة الإسلامية
بالطبع هذا ما سيدور بالأذهان عندما ننظر إلى تلك الغاية المذكورة وقد يفاجأ البعض عندما نستعرض معا قيمة هذه الجزية ونعرف أنها مقدار زهيد جدا يؤخذ في مقابل بذل عظيم من الدولة الإسلامية

4- لا تؤخذ الجزية إلا من القادر عليها لقوله { عن يد } أي عن قدرة على دفعها ومن ثم شهد التاريخ بأن كل من لم يستطع دفع الجزية من الذين كانت مفروضة عليهم قد أعفي منها كما سنعرف شيئا من ذلك عما قريب إن شاء الله تعالى واليد تطلق عند العرب ويراد بها القدرة على الشيء ومنه قوله تعالى في سورة الذاريات: { وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ 47 } أي بقدرة على بنائها وقيل: إن معنى { عن يد } أي يدفعها في وقتها يدا بيد نقدا غير نسيئة أي بلا تأخير ما دام قادرا على دفعها غير معوز ولا محتاج
5- يجب على من يعيش في دولة الإسلام من أهل الذمة أن يخلص لدولته وأن يخضع لنظامها وأن ينقاد له شأنه في ذلك شأن غيره من أبناء الدين الإسلامي الذين يجب عليهم الإخلاص أيضا لدولتهم ووطنهم ويدل لذلك قوله: { وَهُمْ صَاغِرُونَ } أي وهم خاضعون لسلطان الدولة منقادون له غير خارجين عليها لأن تشريع أي دولة وقانونها هو سلطان فوق الجميع مهما اختلفت الأديان أو الأيديولوجيات قال ابن القيم في كتابه ( أحكام أهل الذمة ) : والصواب في الآية أن الصغار هو التزامهم لجريان أحكام الملة عليهم وإعطاء الجزية فإن التزام ذلك هو الصغار أ.هـ
وعلى ذلك فدفع الجزية هو بمثابة إقامة الدليل على المسالمة من قبل دافعها على قبول العيش في ظل الدولة الإسلامية وعدم الخروج على قواعدها وقوانينها وأنظمتها كما هو حال الأقلية في ظل أي دولة من الدول يجب أن يحترموا دولهم التي يعيشون فيها كما يجب لهم المحافظة على كامل حقوقهم .
وقد أكد القرآن على ذلك بالنص في هذه الآية بقوله: { وَهُمْ صَاغِرُونَ } لئلا يُعتقد أنهم لمخالفتهم للمسلمين في الدين يجوز لهم الخروج على نظامه والتمرد على قوانينه وتشريعاته وقد ذكر اليازجي في كتابه " نجعة الرائد " أن الألفاظ َخَشَعَ ، وَخَضَعَ ، وَاسْتَقَادَ، وَتَصَاغَرَ هي ألفاظ مترادفة

وأما ما ذهب إليه بعض المفسّرين من أنّ المراد من الجزية في الآية هو تحقير أهل الكتاب وإهانتهم والسُخر منهم، فلا يستفاد ذلك من المفهوم اللغوي لكلمة الآية، ولا ينسجم وروح تعاليم الإِسلام السمحة، ولا ينطبق مع سائر التعاليم أو الدستور الذي وصلنا في شأن معاملة الأقليات. وما وقع من ذلك من بعض الولاة فهو خطأ تطبيقي ناتج عن سوء فهم النص القرآني من جهة وعدم الإلمام بالمقاصد العامة للشريعة المبنية على التسامح وقبول الآخر من جهة أخرى.
وهاهو القرآن يقول في سورة الممتحنة: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 8 إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 9 }

ممن تؤخذ الجزية؟

لا تؤخذ الجزية إلا من الصحيح المعتمل – أي الذي يعمل - من الرجال
ولذلك قيل في نصراني مرض السنة كلها فلم يقدر على أن يعمل وهو موسر أنه لا تجب عليه الجزية لأنها إنما تجب على الصحيح المعتمل . وكذلك إن مرض نصف السنة أو أكثرها فإن صح ثمانية أشهر أو أكثر فعليه الجزية ولأن المريض لا يقدر على العمل فهو خال من الغنى . وكذلك إذا مرض أكثر السنة أن الأكثر يقوم مقام الجميع . وكذلك إذا مرض نصف السنة أن الموجب والمسقط تساويا فيما طريقه العقوبة وكان الحكم للمسقط كالحدود
ومن ثم نعرف أنه لا جزية على صبي ولا امرأة ولا مجنون وهو مذهب الأئمة الأربعة وأتباعهم . بل قال ابن المنذر: ولا أعلم عن غيرهم خلافهم.
فإن حدث وبذلت امرأة الجزية من تلقاء نفسها وجب إخبارها بأنه لا جزية عليها فإن أصرت وقالت: أنا أتبرع بها قبل منها ولم تكن جزية ولو شرطته على نفسها ولها الرجوع متى شاءت.
وكان عمر رضي الله عنه قد كتب إلى أمراء الأجناد أن يقاتلوا في سبيل الله ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم ولا يقتلوا النساء ولا الصبيان ولا يقتلوا إلا من جرت عليه المواسي وكتب إلى أمراء الأجناد أيضا أن يضربوا الجزية ولا يضربوها على النساء والصبيان ولا يضربوها إلا على من جرت عليه المواسي . قال أبو عبيد يعني من أنبت
وكذلك أيضا لا جزية على شيخ فان ولا زمِن ولا أعمى ولا مريض لا يرجى برؤه بل قد أيس من صحته وإن كانوا موسرين وهذا مذهب أحمد وأصحابه وأبي حنيفة ومالك والشافعي فأما الرهبان فإن خالطوا الناس في مساكنهم ومعايشهم فعليهم الجزية.
ولا جزية كذلك على صحيح عاجز عن دفعها فلا واجب مع عجز ولا حرام مع ضرورة وقد قال الله تعالى: { اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا } ( سورة الطلاق: 7 ) وقال أيضا في خاتمة سورة البقرة: { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا }

مقدار الجزية:
ليت الذين يطبلون ويزمرون متهمين الإسلام بأنه عنصري وأنه مناهض لحقوق الإنسان ويتعللون بأشياء منها قضية الجزية ليتهم أن يتعلموا من تعاليمه السامية وآدابه الراقية فهاهي الجزية التي يثيرون حولها الزوابع قد عرفنا أنها لا تؤخذ إلا من فئة معينة من أهل الكتاب وعلى سبيل الجواز لا الوجوب وقد يزول كثير من سوء النظر عندما نعرف أن مقدار الجزية زهيد جدا ومع ذلك هي تتدرج إلى فئات ثلاث:

1- أعلاها وهي 48 درهماً في السنة على الأغنياء مهما بلغت ثرواتهم. ( وهي تقدر بـ 135.936 جراما من الفضة ) لأن الدرهم يساوي ( 2,832 جراما)
2- وأوسطها وهي 24 درهماً في السنة على المتوسطين من تجار وزرّاع.
3- وأدناها وهي 12 درهماً في السنة على العمال المحترفين الذين يجدون عملاً.
وهذا مبلغ لا يكاد يذكر بجانب ما يدفعه المسلم من زكاة ماله فحسب، ولنذكر هذه المقارنة الواضحة:
لو أن هناك مسلماً غنياً يملك مليون درهم لوجب عليه في زكاة ماله خمسة وعشرون ألف درهم بنسبة اثنين ونصف بالمائة وهو القدر الشرعي لفريضة الزكاة.
ولو أن هناك جاراً له مسيحياً يملك مليون درهم أيضاً لما وجب عليه في السنة كلها إلا ثمانية وأربعون درهماً فقط.. أي أن ما يدفعه المسلم للدولة يزيد أكثر من خمسمائة ضعف على ما يدفعه المسيحي، فأين يكون الاستغلال في مثل هذا النظام؟!
ونعتقد أن في إسقاط الجزية عن الفقير والصبي والمرأة والراهب المنقطع للعبادة والأعمى والمقعد وذوي العاهات، أكبر دليل على أن الجزية يراعى فيها قدرة المكلفين على دفعها، كما أن تقسيمها على ثلاث فئات دليل على مراعاة رفع الحرج والمشقة في تحصيلها. وقد جاء في عهد خالد لصاحب قس الناطف: "إني عاهدتكم على الجزية والمنعة على كل ذي يد، القوي على قدر قوته والمقلّ على قدر إقلاله".
ومع ذلك يجوز أن تخفض نسبة الجزية هذه ويجوز أيضا أن يعفى عنها مراعاة لحال اليسار وعدمه أو لمصلحة أخرى


االأنموذج الأمثل في علو الأخلاق والتسامح مقارنا بغيره:

1- كانت الجزية عن الأمم – سواء منها قبل الإسلام أو بعده – تفرض على المغلوبين للإذلال والامتهان، فهي بذلك تحمل معنىً بغيضاً من معاني الثأر والانتقام، ولكن الإسلام فرضها لحماية المغلوبين في أموالهم وعقائدهم وأعراضهم وكرامتهم، وتمكينهم من التمتع بحقوق الرعوية مع المسلمين الفاتحين سواء بسواء... ويدل على ذلك أن جميع المعاهدات التي تمت بين المسلمين وبين المغلوبين من سكان البلاد، كانت تنص على هذه الحماية في العقائد والأموال،
وقد جاء في عهد خالد بن الوليد لصاحب قس الناطف: "إني عاهدتكم على الجزية والمنعة.... فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا حتى نمنعكم". وقد ذكر الطبري في تاريخه هذه القصة كاملة فقال: ((ولما صالح أهل الحيرة خالدا خرج صلوبا بن نسطونا صاحب قس الناطف حتى دخل على خالد عسكره فصالحه على بانقيا وبسما وضمن له ما عليهما وعلى أرضيهما من شاطىء الفرات جميعا واعتقد لنفسه وأهله وقومه على عشرة آلاف دينار سوى الخرزة خرزة كسرى وكانت على كل رأس أربعة دراهم وكتب لهم كتابا هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن نسطونا وقومه إني عاهدتكم على الجزية والمنعة على كل ذي يد بانقيا وبسما جميعا على عشرة آلاف دينار سوى الخرزة القوي على قدر قوته والمقل على قدر إقلاله في كل سنة وإنك قد نقبت على قومك وإن قومك قد رضوا بك وقد قبلت ومن معي من المسلمين ورضيت ورضي قومك فلك الذمة والمنعة فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا حتى نمنعكم شهد هشام بن الوليد والقعقاع بن عمرو وجرير بن عبدالله الحميري وحنظلة بن الربيع وكتب سنة اثنتي عشرة في صف )) تاريخ الطبري 2 / 319

والواقع التاريخي لهذه المعاهدات يثبت بجلاء لا يحتمل الشك، أن المسلمين لم يأخذوا الجزية إلا على هذا المبدأ، وكلنا يعلم كيف رد خالد بن الوليد على أهل حمص، وأبو عبيدة على أهل دمشق، وبقية القواد المسلمين على أهل المدن الشامية المفتوحة ما أخذوه منهم من الجزية حين اضطر المسلمون إلى مغادرتها قبيل معركة اليرموك، وكان مما قاله القواد المسلمون لأهل تلك المدن: "إنا كنا قد أخذنا منكم الجزية على المنعة والحماية، ونحن الآن عاجزون عن حمايتكم فهذه هي أموالكم نردها إليكم".
2- إن الجزية عند الأمم السابقة لم تكن تمنع دافعيها من تجنيدهم في جيش الغالبين، وإراقة دمائهم في سبيل مجد الفاتحين وامتداد سلطانهم، فكانوا يدفعون الجزية ويساقون إلى الحرب مرغمين!.. ولكن الإسلام أعفاهم من الخدمة في الجيش ذهاباً منه إلى أن الجيش الإسلامي إنما يحارب لأداء رسالة التحرير الإسلامية إلى العالم، فليس من العدالة أن يجبر شعب لا يؤمن بمبادئ هذه الرسالة على تقديم شبابه وبذل دمائه في سبيلها!.. هذا هو التفسير الصحيح لإعفاء الذميين من الخدمة العسكرية في الجيش الإسلامي، لا كما يزعم بعض المتعصبين من أن ذلك لانتقاصهم وعدم أهليتهم لشرف الجهاد... ودليلنا على ما قلناه أن الذمي لو رضي أن يتطوع في الجيش الإسلامي، قُبل ذلك منه وسقطت عنه الجزية، ففي الجزية إذاً معنى "بدل الخدمة العسكرية" في عصرنا الحاضر.
3- لم تكن الأمم الغالبة تلتزم نحو الأمم المغلوبة بأي حق نحو الفقراء والعاجزين وذوي العاهات، بل كانوا يرهقونهم بالجزية والضرائب، ثم يتركون ذوي الحاجات منهم، بل يتركونهم عند الفقر بعد الغنى فريسة للحاجة والجوع والمرض، ولكن الإسلام أعلن تأمينه الاجتماعي للذميين سواء منهم من دفع الجزية ومن لم يدفع (لفقر أو صغر مثلاً) وهو يعتبرهم رعايا الدولة كالمسلمين سواء بسواء، يجب عليها أن تضمن لهم حياة كريمة لا يحتاجون فيها إلى ذل السؤال ومرارة البؤس.
فنصوص القرآن الكريم التي تحتم إعالة البائسين والمحتاجين هي عامة شاملة لم تقيد بالمسلمين فحسب: ﴿وءات ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل﴾ [سورة الإسراء: 26]، ﴿وفي أموالهم حقٌ للسائل والمحروم﴾ [سورة الذاريات: 19]
وجاء في عهد خالد بن الوليد لأهل الحيرة: "أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات، أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وأعيل من بيت مال المسلمين وعياله"
وقد طبق عمر رضي الله عنه هذا المبدأ الإسلامي العظيم حين مر بشيخ كبير يسأل الناس الصدقة، فلما سأله وعلم أنه من أهل الجزية، أخذ بيده إلى بيته وأعطاه ما وجده من الطعام واللباس، ثم أرسل إلى خازن بيت المال يقول له: "انظر إلى هذا وأمثاله فأعطهم ما يكفيهم وعيالهم من بيت مال المسلمين فإن الله يقول ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين﴾ والفقراء هم المسلمون، والمساكين هم أهل الكتاب".
4- وكانت الجزية تفرض على المغلوبين بأي حال، أما في الإسلام فهي ليست كذلك، بل يجوز للإمام أن يعفيهم منها جميعاً كما فعل أبو عبيدة حين أسقط الجزية عن أهل السامرة بالأردن وفلسطين، وكما أسقط عمر الجزية على ملك شهر براز وجماعته لقاء اتفاقه معهم على قتال العدو، وكما أسقط معاوية الجزية عن سكان أرمينية ثلاث سنوات، كما يجوز إعفاء كل ذمي دخل في الجيش الإسلامي أو قدم خدمة عامة للدولة، وهي أحكام مسلّمة معروفة في الفقه الإسلامي.
5- وكانت الجزية قبل الإسلام تفرض على من لم يكن من الفاتحين عرقاً أو بلداً أو ديناً، سواء حارب أم لم يحارب، أما في الإسلام فلا تفرض إلا على المحاربين من أعداء الأمة، أما المواطنون من غير المسلمين ممن لم يحاربوا الدولة فلا تفرض عليهم الجزية كما فعل عمر مع نصارى تغلب، ولو رجعنا إلى آية الجزية في القرآن لوجدناها تقول: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون﴾ [سورة التوبة: 29] فهي كما ترون تجعل الجزية غاية لقتال أهل الكتاب حين نتغلب عليهم، وليس كل أهل الكتاب يجب علينا أن نقاتلهم، بل إنما نقاتل من يقاتلنا ويشهر علينا السلاح ويعرّض كيان الدولة للخطر، وهذا هو صريح الآية الكريمة ﴿وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ [سورة البقرة: 190] فالأمر بالقتال في آية الجزية ليس إلا لمن قاتلنا، فقتال من لم يقاتلنا عدوان لا يحبه الله تبارك وتعالى، ويؤيد هذا قوله تعالى ﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ¯ إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم﴾ [سورة الممتحنة: 8-9] فلا شك في أن الذين يعيشون في الدولة مع المسلمين من أهل الكتاب ويشاركونهم في الإخلاص والولاء لها، ليسوا ممن يجوز قتالهم فلا تفرض عليهم الجزية التي هي ثمرة القتال بعد النصر.
وهذا ما يفهم من آيات الجزية والقتال من غير تأول ولا تعسف، وإذا كان الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد أخذ من نصارى جزيرة العرب ويهودها الجزية في حياته عملاً بآية الجزية، فذلك لأنهم حاربوا الإسلام وكادوا له وتألبوا مع أعدائه من الفرس والروم عليه، وإذا كان المسلمون حين فتحوا الشام ومصر وفارس قد أخذوا الجزية من أهل الكتاب فيها، فذلك لأنهم رعايا دول أعلنت على دولة الإسلام الحرب، وناصبتها العداء وساهموا مع دولهم في حرب الإسلام، أما استمرار أخذ الجزية بعد عصور من الفتح الإسلامي وبعد أن أصبح أهل الكتاب رعايا مخلصين للدولة كالمسلمين، فذلك لا يسأل عنه الإسلام وإنما يسأل عنه الحاكمون والأمراء من المسلمين، ونحن إنما نتكلم عن نظام الجزية في الإٍسلام لا عن تاريخ الجزية في الدولة الإسلامية.
وإذا كانت الجزية لا تفرض إلا على من قاتل المسلمين، اندفع ما يورده بعض القوميين، والمتعصبون على الإسلام، من أن تنفيذ نظام الإسلام في السلم والحرب يحتم أن تؤخذ الجزية اليوم من غير المسلمين في الوطن العربي أو الإسلامي، وهذا مما لا يتفق مع مفهوم الدولة في العصر الحديث ولا تقبله فئات من المواطنين ترتبط برابطة الولاء للدولة مع مخالفتها لجمهور الشعب في عقيدته، إن ذلك مندفع بما قررناه من أن الجزية لا تفرض إلا على من أعلن عداءه للدولة وهو من غير أبنائها، ومن أن مبدأ الجزية ليس نظاماً أساسياً من أنظمة الدولة في الإسلام بل يتطور بتطور العلاقات والظروف التي تجعل الدولة في حل من إسقاطها حين تكون مصلحة الدولة في ذلك.

الموحد
09-04-2004, 07:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله اخى ابن القيم على نقلك القيم .. ولعلنا نرى الشيخ الخطيب معنا هاهنا ليثرى المنتدى بمواضيعه الجميلة المعهوده .

واحد
09-18-2004, 06:25 AM
وهل تقبل أنت كمسلم مقيم في الغرب أن يؤخذ منك جزية

ابن القيم
09-18-2004, 07:09 AM
الست انت بقابل دفع الضرائب عن طيب خاطر .. فما المانع من دفع الجزية ؟

واحد
09-18-2004, 07:29 AM
هناك فرق شاسع بين الضرائب التي تحصل من المواطنين بدون النظر إلي دينهم أو لونهم وبين الجزية كضريبة تستهدف الإنسان بسبب دينه وهو في هذه الحالة أهل الكتاب

دعني أضع لك السؤال في صورة أخري

هل تقبل كمسلم يعيش في أمريكا أن تفرض الحكومة ضريبة علي من يعتنق الدين الإسلامي

ابن القيم
09-18-2004, 08:47 AM
هناك فرق شاسع بين الضرائب التي تحصل من المواطنين بدون النظر إلي دينهم أو لونهم وبين الجزية كضريبة تستهدف الإنسان بسبب دينه وهو في هذه الحالة أهل الكتاب

هل انت متأكد من قولك هذا ؟! هل الضرائب التى تفرض على اهل البلد هى نفسها التى تفرض على غربائها ؟! فلترد بصدق .
وما رأيك ان كانت الضرائب التى تفرض على الغرباء تكون اكثر من التى تفرض على اهل البلد .. وفى المقابل نرى ان الجزية قد تكون اقل من الزكاة عند بعض الفئات المسلمة .
فى الضرائب تدفع الاموال لمجرد دخول البلد .. اما فى الجزية فانت تدفع من اجل حمايتك وحماية اسرتك والدفاع عنك وقت الحروب وغير مطالب بالذهاب مع المسلمين ولا حتى دفع مبالغ اضافية لهم بسبب الحرب .
ترفع مبالغ الضريبة حسب اهواء الحكومة وقد لا تتناسب مع محدودى الدخل .. اما فى الجزية فهى تناسب اقل الناس معيشة وتسقط فى حلات معينة رفقاً وتيسيراً .
الضريبة مشرعينها بشر ما الجزية مشرعها الله .. فهل تأخذ بما قاله البشر على حساب الله ؟! هل تتحمل ظلم البشر من غلو وزيادة ولا تطيق عدل ورحمة الله ؟!

واحد
09-18-2004, 08:56 AM
أنا متأكد مما أقول مائة بالمائة لأني أنا شخصيا أعيش في دولة غربية والضرائب التي أدفعها هي نفسها التي يدفعها أبناء البلد الأصليين بل علي العكس يتمتع المهاجرون بمزايا وخدمات وإعانات لايتمتع بها أبناء البلد الأصليين وذلك لمساعدتهم مثل كوبونات الطعام والسكن المخفض

أبو مريم
09-18-2004, 10:23 AM
الواقع يا أستاذ واحد أن الأضعف دائما يدفع الجزية منذ الدولة الرومانية وبغض النظر عن المسميات وحتى الآن فلماذا تستثنى الإسلام من هذه القاعدة ؟ّ
لو كان هناك اختلاف بين الإسلام وغيره فهو فى الرفق بالفقراء والتخفيف ولو قارنت بين ما أقره الإسلام من جزية على أهل الكتاب وما يفرض علينا الآن لتحقق لك الأمر واتضح .

واحد
09-18-2004, 10:32 AM
كلامك صحيح ياأستاذ أبو مريم فيما يتعلق بمثالك عن الدولة الرومانية ولكن هذا يؤدي بنا إلي الإعتقاد بأن الإسلام لم يأت بشئ مختلف عن الأخرين كما أن الوضع الأن بكثير من الدول الغربية أفضل من الوضع الذي ذكرته ولم يعد واجبا علي الضعيف أن يدفع للأقوي منه

أبو مريم
09-18-2004, 10:44 AM
لا الإسلام اتى بالتخفيف والرفق ولم يسر على نمط الدولة الرومانية التى أرهقت الناس وكانت تحصل منهم الضرائب على المقابر والنوافذ وأما قولك بالوضع فى الدول الأربية وأنه افضل فلا أقرك عليه أبدا قلت لك دعك من المسميات الجزية تحصل أضعافا مضاعفة من بلدك الأصلى وبالطريقة والأسلوب الذى قد علمته .

ابن القيم
09-18-2004, 02:01 PM
أنا متأكد مما أقول مائة بالمائة لأني أنا شخصيا أعيش في دولة غربية والضرائب التي أدفعها هي نفسها التي يدفعها أبناء البلد الأصليين بل علي العكس يتمتع المهاجرون بمزايا وخدمات وإعانات لايتمتع بها أبناء البلد الأصليين وذلك لمساعدتهم مثل كوبونات الطعام والسكن المخفض

وكم من مرة تم التعديل فى هذه القوانين حتى تتناسب مع كل الأشخاص أصحاب البلد وغربائها .. وهل كل البلاد فى نفس العدل الذى تذكره سادتك هذا .. أما عن الجزية فهى من الف وأربعمائة عام وهى ثابتة غير متغيرة وتسير فى كل العصور ولا تحتاج الى تغير وتبديل لتناسب الناس .

ما أريد ان اصل اليه هو تعجبى من مقدرة الإنسان على تقبل قوانين غيره من البشر مهما كانت ظالمة ولما نتكلم عن شرع الله فقد عدنا الى العصور الوسطى !!!

واحد
09-19-2004, 02:16 AM
وكم من مرة تم التعديل فى هذه القوانين حتى تتناسب مع كل الأشخاص أصحاب البلد وغربائها

تعديل القوانين ليس عيبا لأن المجتمع في حالة حراك دائم وماكان يصلح من عشر سنوات لايصلح الأن لكن العيب هو الجمود وتحكيم النصوص في رقاب الناس

لو عندك مثال واحد عن حالة تمييز في دفع الضرائب علي أساس الدين بدولة أوروبية أو أمريكا أرجو من سيادتك وضعه بدلا من الحديث في فراغ

ابن القيم
09-19-2004, 07:21 AM
تقول : تعديل القوانين ليس عيبا لأن المجتمع في حالة حراك دائم وماكان يصلح من عشر سنوات لايصلح الأن لكن العيب هو الجمود وتحكيم النصوص في رقاب الناس
لو عندك مثال واحد عن حالة تمييز في دفع الضرائب علي أساس الدين بدولة أوروبية أو أمريكا أرجو من سيادتك وضعه بدلا من الحديث في فراغ

أذن فلماذا نتمسك بما يتغير حسب المتغيرات والذى قد يكون فى زمن ما مناسب وفى الاخر لا .. ونترك ما يناسب كل العصور فعلى الرغم من هذا التغير فى المجتمع الا انها مناسبة لكل العصور وهذا ما تفتقده القوانين التى تتبختر بها .

Brain_User
08-10-2006, 01:41 AM
الزميل/ ابن القيم
هل يمكنك من فضلك أن تذكر لي المرجع الذي استندت عليه في بيان أن قيمة الجزية هي قيمة زهيدة ثابتة لاتتغير؟ أظنك ترجع الى كتاب "الخراج" للإمام أبي يوسف. من جهتي فقد قرأت في كتاب المقريزي "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الأول" مايلي:

"وقال هشام بن أبي رقية اللخمي‏:‏ قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له‏:‏ أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها‏.‏ فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم "

كذلك فإنه من المعروف أنه عندما فتح الخليفة عمر الشام حدد الجزية على الغني أربعة دنانير وعلى المتوسط دينارين وعلى الفقير دينارا، وذلك بالإضافة الى التزامهم بإطعام الجند وضيافة المسلمين.

كذلك فقد حدد الخليفة عمر مقدار الجزية لنصارى بني تغلب بضعف الزكاة التي يدفعها المسلم.

مما سبق أرى أن تحديد مقدار الجزية كان متروكا للخليفة طبقا لما يراه.

مجدي
08-10-2006, 05:05 PM
الزميل مستخدم عقله بالطبع مقدار الجزية هو زهيد لو قيس بأي شيء تأخذه باقي الدول قديما ام حديثا .هذا خلاصة الموضوع .
هذا اولا . ثانيا يجب ان تفرق بين التأريخ وكتب التأريخ وبين الأحكام الشرعية . ثم اراك لا تفرق بين ورود الخبر وبين صحته من عدمه .
اليك نص الخطيب واسألك لماذا هذا الاستقطاع للخبر ؟


ولذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط وجعل لكل فدان عليهم‏:‏ نصف أردب قمح ويبتين من شعير إلا القرظ فلم يكن عليه ضريبة والويبة ستة أمداد وكان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يأخذ ممن صالحه من المعاهدين ما سمى على نفسه لا يضع من ذلك شيئًا ولا يزيد عليه ومن نزل منهم على الجزية ولم يسم شيئًا يؤدّيه نظر عمر في أمره فإذا احتاجوا خفف عنهم وإن استغنوا زاد عليهم بقدر استغنائهم‏.‏

وقال هشام بن أبي رقية اللخمي‏:‏ قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له‏:‏ أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها‏.‏

فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم ومن ذهب إلى هذا الحديث ذهب إلى أن مصر فتحت عنوة‏.‏

وعن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ قال عمر بن عبد‏:‏ العزيز أيُّما ذميّ أسلم فإن إسلامه يحرز له نفسه وماله وما كان من أرض فإنها من فيء الله على المسلمين وأيما قوم صالحوا على جزية يعطونها فمن أسلم منهم كانت داره وأرضه لبقيتهم‏.‏

وقال الليث‏:‏ كتب إلي يحيى بن سعيد‏:‏ أن ما باع القبط في جزيتهم وما يؤخذون به من الحق الذي عليهم من عبد أو وليدة أو بعير أو بقرة أو دابة فإن ذلك جائز عليهم فمن ابتاعه منهم فهو غير مردود عليهم أن أيسروا وما أكروا من أرضهم فجائز كراؤه إلا أن يكون يُضر بالجزية التي عليهم فلعل الأرض إن ترد عليهم أن أضرت بجزيتهم وإن كان فضلًا بعد الجزية فإنا نرى كراءها جائزًا لمن يكراها منهم‏.‏

قال يحيى‏:‏ فنحن نقول‏:‏ الجزية جزيتان‏:‏ جزية على رؤوس الرجال وجزية جملة تكون على أهل القرية يؤخذ بها أهل القرية فمن هلك من أهل القرية التي عليهم جزية مسماة على القرية ليست على رؤوس الرجال فإنا نرى أنّ من هلك من أهل القرية ممن لا ولد له ولا وارث إن أرضه ترجع إلى قريته في جملة ما عليهم من الجزية ومن هلك ممن جزيته على رؤوس الرجال ولم يدع وارثًا فإن أرضه للمسلمين‏.‏

وقال الليث عن عمر بن العزيز‏:‏ الجزية على الرؤوس وليست على الأرضين يريد أهل الذمّة‏.‏

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان بن شريح‏:‏ أن يجعل جزية موتي القبط على أحيائهم وهذا يدل على أنّ عمر كان يرى أنّ أرض مصر فتحت عنوة وأن الجزية إنما هي على القرى فمن مات من أهل القرى كانت تلك الجزية ثابتة عليهم وإن موت من مات منهم لا يضع عنهم من الجزية شيئًا‏.‏

قال‏:‏ ويحتمل أن تكون مصر فتحت بصلح فذلك الصلح ثابت على من بقي منهم وإن موت من مات منهم لا يضع عنهم ممن صالحوا عليه شيئًا‏.‏

لاحظ انك لم تكمل حتى العبارة التي تدلل على قيمة الخبر الذي ذكرت
هنا اود ان اقول عند حوارنا معكم اكثر ما نجد من صعوبة اما في جهلكم بالاسلام او بتجاهلكم الاسلام !!!

Brain_User
08-11-2006, 07:09 AM
الزميل العزيز/ مجدي
الحقيقة أنا لاأفهم بم تتهمني بالضبط؟ فحينما أقتبس شيئا من كتاب هل يجب علىّ اقتباس الكتاب كلّه؟ لقد ذكرت اسم الكتاب ورقم الصفحة لمن يريد الاستزادة (كما فعلت أنت) وأنا لاأرى أنني أخرجت العبارة التي استشهدت بها من سياقها بل هذا هو بالضبط ماكان مقصودا بالعبارة.

أما عن قولك:

هنا اود ان اقول عند حوارنا معكم اكثر ما نجد من صعوبة اما في جهلكم بالاسلام او بتجاهلكم الاسلام !!!
فأنا في الحقيقة لاادري المقصود بقولك معكم. فأنا لاأذكر أنني قد صرحت بانضمامي لأية جماعة أو هيئة أو نادي أو خلافه. أرجو التوضيح من فضلك.

كذلك فإنك إذا كنت تقصدني بقولك "جهلكم بالإسلام" فبالطبع أنا مازلت أجهل بعض التفاصيل عن الإسلام وذلك هو سبب وجودي هنا لأتوجه بتساؤلاتي التي لاأجد لها إجابة فإذا كنت أعرف الإجابة ماضيّعت وقتي ووقتكم في هذا المنتدى.

في النهاية أذكّرك مرة أخرى (كما أذكّر كافة الزملاء) بضرورة الالتزام بآداب المنتدى وآداب الحوار كما أوصانا بها الرسول ( ص ) وذلك كيّ تعم الفائدة وشكرا مرة أخرى

الفقير الى الله
08-11-2006, 07:18 AM
الاستاذ Brain_User
اود ان اسألك سؤالا خارج الموضوع و ارجو الا اتسبب في ازعاجك

انا ارى في اسلوب كلامك احترام للرسول (ص) و دائما ما تتبع كلمة الرسول ب (ص)
فهل انت مؤمن به و لكن لديك بعض الشكوك التي تسأل عنها؟
ام انك تفعل ذلك من باب الاحترام فقط؟
ام انك تميل الى انه نبي حقا و لكنك تريد التأكد من ذلك؟

تحياتي لك

فخر الدين المناظر
10-27-2007, 02:38 AM
مقال جميل قيم ،، يستحق إعادة إنعاشه.

متروي
10-27-2007, 12:18 PM
- اولا من قال ان حديث اللخمي صحيح او صريح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ثانيا نقاشنا معكم حول الجزية لا معنى له لاننا نختلف معكم في الاصل فنحن نرى اننا على حق وانتم على باطل
فالجزية فرض على الذمي في بلادنا شاء ام كره وهو ليس مخير و ليس مخيرين فيها فاذا كنتم مقتنعين بالضرائب التي هي أخذ للاموال بدون وجه حق حتى و ان زعموا انها تحقق المصلحة العامة مع انها نفس حجتنا ايضا لو نشاء فقبولك بظلم المشرعين من العباد لكم لا يجعلنا نرفض حكم الله لنا و لغيرنا فان كنتم ترون في الضرائب و غيرها من الاقتطاعات الاجبارية نوع مصلحة فنحن نرى في الجزية على الذميين كل المصلحة .

مرتد اريد ان اتوب
05-02-2008, 11:13 PM
السؤال الكلاسيكي الذي يتردد هو لماذا الجزيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بمعنى ان المسلمين عندما كانو يريدون ان يفتحو دوله كانو يخيرونهم بثلاث خيارات اسلم تسلم او الحرب او الجزيه
ولكن لو قيل للمسلمين نحن غير مقتنعبن بالاسلام ولا نريد ان ندخله ولا طاقة لنا بالحرب معكم لماذا تريدون ان تأخذو الجزيه منا عن يد ونحن صاغرون
سيقول المسلمون لاجل ان نحميكم سيقال لكم لا تحمونا ومن من تحمونا ؟؟؟ ومن كان يحمينا قبلكم؟؟؟
وما الفرق بين الاستعمار الغربي والفتوحات الاسلاميه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الم يقل عمر بن عبد العزيز ان الرسول صلى الله عليه وسلم بعث هاديا ولم يبعث جابيا

ونحن نقرا بل ونفتخر بقول هارون الرشيد بعد انت تربع بين الجواري والغلمان وهو يأكل عنقودا من العنب ويخاطب السحابه بسخريه
(امطري حيث شئت سيأتيني خراجك الى هنا)
هنا يأتي السؤال مرة اخرى مالفرق بين الاستعمار الغربي والفتوحات الاسلاميه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عمر الأنصاري
05-03-2008, 02:33 AM
قبل أن يأتيك الرد لي عند نصيحة وسؤال
النصيحة : تصفح فهرس المنتدى

السؤال : ما دليلك على هذا الكلام

ونحن نقرا بل ونفتخر بقول هارون الرشيد بعد انت تربع بين الجواري والغلمان وهو يأكل عنقودا من العنب ويخاطب السحابه بسخريه
(امطري حيث شئت سيأتيني خراجك الى هنا)