المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الآيات وأعمال الحفريات



human_pulse
02-28-2008, 03:05 AM
من يقرأ عن ممالك بني إسرائيل في العهد القديم (من الكتاب المقدس) أو في القرآن يعتريه الشعور بأنها كانت ممالك لا ترقى إلى رتبتها ممالك. جاءت –فيما قيل- نتيجة دعم مباشر وخاص جداً من الرب.
ولقد ملء علماء الآثار الإسرائيليون أرض كنعان ثقوباً من أجل البحث عن آثار لهذه الممالك فما باءوا إلا بخيبة الأمل. بل إن ما عثروا عليه لا يؤيد ما جاء في تلك الكتب المقدسة من حكاية هجرة اليهود إلى مصر والخروج والتيه في الصحراء ومن بعد الانتصار على الكنعانيين (جالوت وجنوده كما جاء في القرآن). أما بالنسبة للقدس فإن كل ما عثروا عليه من الآثار فيها لا يدل إلا على أنها كانت مدينة أبقار ولا شيئا وجدوا فيها يدعوا للتقديس !.

ونتائج التنقيب عن الآثار هذه وثقها اثنان من علمائهم (أحدهما رئيس قسم الآثار بجامعة تل أبيب) في كتاب عنوانه "The Bible Unearthed" كما أن ملخص النتائج موجود بالموقع:

http://archive.salon.com/books/feature/2001/02/07/solomon/index.html

)إذا أخفقت في الوصول من خلال الرابط فأبحث في Google عن
King David was a nebbish)

كل الممالك التي أرّخَ لها الإنسان خلّفت من الآثار ما يثبت أنها فعلا وجدت إلا هذه الممالك التي تباهت بها كتب الأديان! ممالك بلا آثار! إن لم يحتار العقل الآن فمتى يحتار؟

أنا لن أسأل عن عرش بلقيس الذي زعموا أنهم سرقوه في طرفة عين فأنا أستبعد أن تكون أقدام أحد منهم قد وطأت الأديم الذي خطت عليه بلقيس، ولكني أتساءل عن مثل هاذين النصين:

"وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"

"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ
وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ"

فمن هذا الحديد الذي ربما كان كالصلصال في يدي دَاوُودَ وعين النحاس التي ذابت سليمان والجن الذين له كانوا يكدحون ألم يصنعا أشياء تبقى كمصداق لهذه النصوص والقصص حول ممالك ورسل بني إسرائيل؟ أم أن تلك الممالك كانت مجرد خيالات تصاعدت من رؤوس الرعاة العبرانيين بادئ ذي بدء من أجل خلق هوية خاصة بهم كما للغير هوية تميزهم ... جمّعها فيما بعد من جمّعها ثم أكتتبها ليأتي من بعد ذلك من يتلقاها ويهذبها ويعيد صياغتها بإيجاز بليغ ومؤثر؟

كيف يمكن أن يتعاطى العقلاني مع كل هذه الحكايات عن بني إسرائيل وما اكتظت به من رموز ذات قدرات خارقه ابتدءاً من ذلك الذي رق اللهيب له كما النسمات مروراً بذلك الذي كان يتوكأ على ثعبان ويُجري من الأحجار عيون ماء ويسير على اليم وانتهاءً بذلك الذي كان يحي الموتى ويخلق من الطين طيورا ؟ هل عاشت مثل هذه الشخصيات فعلاً أم أن وجودها كان فقط بين ثنايا الأساطير؟
التنقيب عن الآثار أسعفنا كثيرا على اكتشاف تاريخ البابليين والفينيقيين والآشوريين والفراعنة والإغريق وغيرهم من الأمم ولكنه لم يسفر عما يشير إلى وجود مثل هذه الشخصيات وما يرتبط بها من أحداث وادعاءات وتداعيات تعذب الأبرياء إلى هذا اليوم وإلى – فيما يبدوا - ما لا آخر. ماذا يعني هذا؟ هل نقول – لكي نتهرب من مواجهة السؤال – كذب المنقبون - عن الآثار - ولو صدقوا ؟

ناصر التوحيد
02-28-2008, 05:41 AM
من يقرأ عن ممالك بني إسرائيل في العهد القديم (من الكتاب المقدس) أو في القرآن يعتريه الشعور بأنها كانت ممالك لا ترقى إلى رتبتها ممالك. جاءت –فيما قيل- نتيجة دعم مباشر وخاص جداً من الرب.
سيبيني من العهد القديم فهو اساطير ودعيني من الكتاب المقدس فهو مجرد كلام ناس مكدس
خلينا في كتاب الله وهو القران الكريم
هاتي نصا من القران الكريم يثبت صحة دعواك هذه من انه :

كانت ممالك لا ترقى إلى رتبتها ممالك.
لانه المعروف انها مملكة كانت صغيرة ودامت لفترة قصيرة
والمعروف ان الذي لم يرتق احد الى رتبته هو النبي سليمان –عليه السلام-
والمعروف ان النبي سليمان سأل الله ان يهبه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه
فقال سليمان عليه السلام :
( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )
فاستجاب الله تعالى لدعوة سليمان
وما هو هذا الملك ؟
ليس دولة واسعة ولا ممتدة الحدود .فمملكته من حيث المساحة كانت صغيرة
لا
بل :
آتاه الله العلم والحكمة
سخر الله له الجن
وسخر له الريح
وعلمه منطق الطير والحيوانات
ولعلمك لم يرسل النبي سليمان –عليه السلام- الى العالم ..بل الى بني اسرائيل فقط
فلا داع لتضخم ولا لتوسع مملكته لان مملكته لبني اسرائيل فقط


ملاحظة : هذا الموضوع طرح مرارا هنا وتم الرد عليه والتوضيح له
خذي هذا الموضوع الان :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10609




ولقد ملء علماء الآثار الإسرائيليون أرض كنعان ثقوباً من أجل البحث عن آثار لهذه الممالك فما باءوا إلا بخيبة الأمل.
نعم
فقد تم تدمير القدس وتدمير هيكل سليمان عدة مرات ثم كان التدمير الكلي لها من قبل الرومان
فلا يمكن ان يجدوا شيئا من اثارها


كل الممالك التي أرّخَ لها الإنسان خلّفت من الآثار ما يثبت أنها فعلا وجدت إلا هذه الممالك التي تباهت بها كتب الأديان! ممالك بلا آثار! إن لم يحتار العقل الآن فمتى يحتار؟
لا تحتاري ولا على بالك
فقد وجدوا مدن الرس
ووجدوا مدائن صالح
ووجدوا سفينة نوح
ووجدوا اشياء كثيرة ذكرها القران الكريم
هذا بالنسبة لاثار هذه الامم
اما الممالك فقد تحدثت عنها كتب التاريخ
وبالنسبة لمملكة سبأ ايضا تحدث عنها القران وتحدثت عنها كتب التاريخ
وسبا موجودة في اليمن ..وليس في القدس .. فطبيعي ان اثار هذه المملكة موجودة في اليمن
وقد وجدوا كثيرا من اثار هذه المملكة هناك
واطلعي على هذا الموقع اليمني الرسمي :
http://www.perishednations.com/ar/hzsuleyman.php
ففيه ما يفيدك في ذلك وينير لك دربا من الجهل المظلم



أنا لن أسأل عن عرش بلقيس الذي زعموا أنهم سرقوه في طرفة عين
سرقوه !!!!!!
شو هالالفاظ !!!!
قولي نقلوه ..
ولاّ لازم الدس ولو كذبا ولازم الاتهام ولو بالباطل عند العلمانيين !!
الظاهر ان هذا اساس عندهم لا يستغنون عنه ابدا



فأنا أستبعد أن تكون أقدام أحد منهم قد وطأت الأديم الذي خطت عليه بلقيس
تستبعدي ولاّ لا تستبعدي فقد دلت الاثار على وقوع ذلك .. وكشفت التحريات التي أجريت على آثار تلك المنطقة، أن ملكة عاشت في المنطقة ما بين 1000 و 590 قبل الميلاد قد سافرت شمالاً باتجاه القدس.




ولكني أتساءل عن مثل هاذين النصين:
"وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ"
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ"
فمن هذا الحديد الذي ربما كان كالصلصال في يدي دَاوُودَ وعين النحاس التي ذابت سليمان والجن الذين له كانوا يكدحون ألم يصنعا أشياء تبقى كمصداق لهذه النصوص والقصص حول ممالك ورسل بني إسرائيل؟
وماذا كان يعمل دَاوُودَ بالحديد وماذا كان يعمل سليمان بالنحاس ..
اعرفي جواب هذا السؤال تعرفين جواب سؤالك
لانه الان لهما الحديد والنحاس لعمل اغراض واشياء بسيطة اي صغيرة الحجم كالسلام والدروع والادوات اللازمة للحياة .وليس لاشادة القصور ولا لتاسيس ممالك حديدية ونحاسية


أم أن تلك الممالك كانت مجرد خيالات
لا مش خيالات بل حقائق ووقائع حصلت


كيف يمكن أن يتعاطى العقلاني مع كل هذه الحكايات عن بني إسرائيل وما اكتظت به من رموز ذات قدرات خارقه ابتدءاً من ذلك الذي رق اللهيب له كما النسمات مروراً بذلك الذي كان يتوكأ على ثعبان ويُجري من الأحجار عيون ماء ويسير على اليم وانتهاءً بذلك الذي كان يحي الموتى ويخلق من الطين طيورا ؟ هل عاشت مثل هذه الشخصيات فعلاً أم أن وجودها كان فقط بين ثنايا الأساطير؟
شو دخل العقلاني في الامور الغائبة عن ادراك عقل العقلاني لها
يروح يروّح هو وعقله اذا ياخذ الامور بهذا الشكل المزري والمعيب والناقص



التنقيب عن الآثار أسعفنا كثيرا على اكتشاف تاريخ البابليين والفينيقيين والآشوريين والفراعنة والإغريق وغيرهم من الأمم ولكنه لم يسفر عما يشير إلى وجود مثل هذه الشخصيات
عمرها ما اسفرت .. وان شاء الله تسفر ..
هو انت يعني لو شفتي اثر منها حتعرفي هو اثر مين فيهم !؟
بالمناسبة يوجد آثار لهذه الممالك
سد مأرب
وآثار مملكة سبأ
وقد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز : ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِم آيةٌ جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْناَهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ) (سبأ: 15-16) . وكلمة "عَرِم" تعني "السد " .
وأقر الكاتب وعالم الآثار وورنر كيلر أن سيل العرم قد حدث كما ورد وصفه في القرآن الكريم، وأنه وقع في تلك المنطقة، وأن هلاك المنطقة بكاملها بسبب انهياره، إنما يبرهن على أن المثال الذي ورد في القرآن الكريم عن قوم الجنتين قد وقع فعلاً.
وكان الجيش السبئي من أقوى جيوش ذلك الزمان، وفي عام 24 قبل الميلاد هزم الجيش السبئي جيش ماركوس إيليوس غالوس الروماني الذي كان يحكم مصر كجزء من الإمبراطورية الرومانية التي كانت أعظم قوة في ذلك الزمن دون منازع، ولقد ورد في القرآن ذكر جيش سبأ القوي، وتظهر ثقة هذا الجيش بنفسه من خلال كلام قواد الجيش السبئي مع ملكتهم كما ورد في سورة النمل: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ ) (النمل: 33) .
مدينة اريحا القديمة وهي أقدم مدينة في العالم



وما يرتبط بها من أحداث وادعاءات وتداعيات تعذب الأبرياء إلى هذا اليوم وإلى – فيما يبدوا - ما لا آخر. ماذا يعني هذا؟ هل نقول – لكي نتهرب من مواجهة السؤال – كذب المنقبون - عن الآثار - ولو صدقوا ؟
لا
بل نقول كذب العلمانيون ولا يمكن ان يَصدُقوا

خذي هذا الخبر :
لندن - المتحف البريطاني - معرض مملكة سبأ :
يسعى المعرض من خلال تشكيلة من المعروضات الأثرية والأعمال الفنية، إلى تسليط الضوء على كنوز من تراث اليمن القديم تستحضر تاريخا بائدا ولمحات من تفاصيل الحياة اليومية في جنوبي الجزيرة العربية. وقد تم إحضار معظم هذه المعروضات من اليمن بينما جُمع القسم المتبقي منها من مقتنيات المتحف البريطاني نفسه ومقتنيات خاصة أخرى.

فاذا كانت لندن اقرب لك من اليمن فزوري المتحف البريطاني وشاهدي اثار مملكة سبأ

وخذي هذه الصورة هدية

http://www.alshibami.net/yepic/134.jpg

إن هم إلا يظنون
02-28-2008, 06:54 AM
تحدث هارون يحيي في كتابه "الأمم البائدة - مصرع الأقوام وهلاكهم" عن آثار طوفان نوح وقوم لوط وثمود وغيرهم
http://www.harunyahya.com/arabic/m_download_api.html

ناصر التوحيد
02-28-2008, 07:00 AM
القُرْآن الكَرِيْم مَصْدَرٌ لِلتَّاريخ
للدكتور بشير كوكو حميدة / أستاذ مساعد بكلية الدعوة وأصول الدين

القرآن الكريم، كتاب الله المبين، والتنزيل الحكيم، لم ينزل ليكون سفرا في التاريخ أوفي العلوم أو في غيرها من المعارف الإنسانية، وإنـما جاء لهداية البشرية جمعاء. فهذه هي طبيعة القرآن لقوله تعالى في أول سورة البقرة المباركة: {آلم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}.
فهو هداية الله وهديته إلى خلقـه وليس كـتاب علم أرضي بمعنى أنـه لا يشـرح نظـريـات الهنـدسة أوقوانين الطب، ولنا أن نتساءل إذن عن مدار البحث الرئيسي في هذا الكتاب الحكيم، وعن موضوعه.
حقيقـة الأمر أن موضـوع القرآن هو :
أولاً: الإنسـان وحيـاته التي تفضي به إما إلى عيشـة راضيـة أو إلى نار حاميـة.
وثانيا: فإن بحثـه هو إجلاء الحقيقة ودعوة البشر إليها.
وثالثا: فإن هدفه دعوة الإنسان إلى الحق المبـين والنهج القويم.
على أن القـرآن يحوي بين دفتيـه الكثير من العلوم والمعـارف المختلفة.
وفي تقديري... أنه ليس على المؤرخ حرج في أن يستنبط حقائق التاريخ من آيات الله البينـات. فالقـرآن مأدبـة الله، وهو أدسم الموائد قاطبة. ويمكن لكل من أوتى حظا من العلم أن يتناول ما يناسبه من هذه المائدة الدسمة علما بأن فريقا من العلماء قد جوز استعمال بعض آيات القرآن في التصانيف والرسائل والخطب6. والتاريخ علم ويمكن أن نأخذه من القرآن. وعلى حد تعبير الزركشي: "وكل علم من العلوم منتزع من القرآن، وإلا فليس له برهان"7.
وفي المبتـدأ ينبغي لي أن أثبت حقيقـة ناصعـة لا تقبـل الشـك ألا وهي أن ما ورد في القـرآن الكـريم من التـاريـخ حق لا ريب فيه. وآية ذلك أن القرآن كتاب عزيز: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}. فصلت:46.
فلم يتصد للقرآن بالنقد والرفض في مطلع الدعوة الإسلامية إلا المشركون من أهل مكة الذين لم يؤمنوا بآيات الله سبحانه وتعالى وهي القرآن ومحمد - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا إن محـمدًا كان يتلقى القرآن من قـين (حـداد) نصراني كان النبي عليه الصلاة والسلام يدخل عليه. علماً بأن ذلك النصراني كان أعجميا لا يعـرف العـربيـة أو على الأقل لا يجيدها وفي هذا الصدد يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}.النحل:103.
ولا نزاع في أن زعماء المشركين بمكة كانوا يعلمون أن ما جاء به النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - حق قال تعـالى: {… فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}.الأنعام: 33. فها هو أبو جهل- أحد صناديد قريش وسادتها- يقول قولته المشهورة حينما سئل عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فقال: "واللّه إن محمدًا لصادق، وما كذب محمد قط". ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والسقـاية والحجابة والنبوة فـماذا يكون لسائر قريش!؟" .
إذن فإن أبا جهل إنما كان ينطلق من منطلق النعرة الضيقة والتفاخر بين الأسر القرشية. فلم يعجب بعض القرشيين أن يكون من الهاشميين نبي يأتيه الوحي من السماء، وهم لا يدركون ذلـك. فأقسمـوا بالله ألا يؤمنـوا بالنبي – صلى الله عليه وسلم - ولا يصـدقـوه. هذا بالطبـع أحـد الأسباب الأخرى التي جعلت المشركـين يقفون موقف العداء من الدعوة الإسلامية.
أما في العصر الحـديث فقـد تصـدى للقرآن ونبي الإسلام بعض المستشرقـين ومن ورائهم الكنيسـة التي أعـماهـا التعصب ضد الإسلام والبغض له، وأشـاعت بين الأوروبيين أن القرآن لم يأت بغير أساطير أستمد أصولها من التلمود وبعض ما ذهب إليه الفكـر المسيحي.بل إن التحـريف قد أصاب القرآن في أكثر من موضـع !!.
بيـد أن الكنيسـة لم تستطـع أن تبين موقفـا واحـدا حدث فيـه تحريف أو تغيـير في القرآن، ولن تستطيع أن تفعل ذلك لأن القرآن محفوظ بعناية الله وما ينبغي لبشر أو شيطان أن يعبث فيه. وكـان حريـا بالكنيسـة أن تتذكر أن التوراة والإنجيل هما اللذان أصابهما التحريف. وفي هذا الصدد يقـول الطبيب الفرنسي والعالم المستشرق موريس بوكاي في كتابه التوراة والإنجيل والقـرآن والعلم في ضوء المعـارف الحـديثة لما ما نصه: "لا يستطيع أحد أن يقول كيفَ كانت النصـوص الأصلية، ومـا نصيب الخيال والهوى في عمليـة تحريرها أو ما نصيب التحريف المقصود من قبل كتبة هذه النصوص أو ما نصيب التعديلات غير الواعية التي أدخلت على الكتب المقدسة".
أمـا أعـداء الله من المستشرقين الـذين هاجموا القرآن فمنهم من البريطانيين: الفرد جيـوم (A.Geom) وهـ. أ. ر. جِبْ (H.A.R.Gibb) ومن الفرنسيـين: لوى ماسينيون، ومن المجريين: جولد تسيهر وهو يهودي أصلا، ومن الأمريكيين: كينيت كراج. ثم يأتي أعداء الإسـلام من العـرب المسيحيين أمثال: فيليب حتى المؤرخ اللبناني، وعزيز عطية سوريال المصري، ومجيد قدوري العراقي. وكل أولئك قد تميزوا بحقدهم على الإسلام والمسلمين.
ويتبـع هذه القائمـة تلاميذ المستشرقين من المسلمين الضالعين في ركابهم الآكلين من شتات موائدهم وعلى رأس هؤلاء الدكتور طه حسين في كتابه "الشعر الجاهلي" "مسألة الانتحال والـوضـع في الشعر الجاهلي" ويخلص من ذلك إلى أن القرآن ليس وحيا الهـي وبذلك حقق هدفا من أهداف الاستشراق وهو أن القرآن ليس وحيا من الله، سبحـانـه وتعـالى. وفي هذه الضلالـة التي تردى فيها طه حسين زعم أنه كان يحكم منهج ديكارت الفيلسوف الفرنسي. فضل الطريق وضلل تلاميذه.
ومن هنـا نستطيـع القـول بأن طه حسـين لم يكن دقيقا فيـما ذهب إليـه عن مذهب ديكـارت. وقـد تبين لبعضهم أن الدكتور طه حسين كان واقعا تحت عبودية فكرية تمثلت في كتـابـه "الأدب الجاهلي" الذي كان ترديـدا لآراء غلاة المستشرقين المتعصبين ضد العرب والإسـلام أمثـال: مرجيليوث الذي نقـل طه حسين آراءه كلها في كتابه الأدب الجاهلي ونسبها إلى نفسه، وكتاب مرجليوث هذا هو "أصل الشعر العربي".
هذا، وقد رميت من هذا الاستطراد إلى أن القرآن حق لا يتطرق إليه الشك. وأن ما ذكره المستشرقون ومن سار في ركابهم لا يمس كتاب الله في قليل أو كثير على حد قول الشاعر:
كناطـح صخـرة يومـا ليـوهـنهـا فلم يضـرهـا وأوهى قرنـه الـوعـل

وعلى ذلك فما على المؤرخ إلا أن يعد عدته ويأخذ من القرآن ما يحتاج إليه في تدوين الأحـداث التـاريخيـة موقنـا بأن هذا الكتاب أصـدق وثيقـة على وجه الأرض، وأنه قد سما بنظراته العلمية والتاريخية عن الارتباط بحوادث تاريخية أو قضايا علمية مشكوك في صحتها .

على أن القرآن لم يفصل كثـيرا من الحقـائق عن المسـائـل الشـرعيـة إذ ترك مسألـة التفاصيل للرسول - صلى الله عليه وسلم - ليوضح ما غمض، وليفصل ما أجمل وليحلل ما أوجز. ومن هنا تأتى أهميـة السنـة المطهـرة في التشريـع الإسلامي. فإذا كانت هذه هي حال القرآن تجاه الأمور الشرعية، فمن الأولى أن يكون ذلك كذلك بالنسبة للتاريخ.

ولنا أن نتساءل لماذا لم يتناول القرآن الأحداث التاريخية بالأسلوب التاريخي المعهود؟ وفيما قدمت آنفا فإن من أهداف التنزيل دعوة البشرية إلى الحق وإلى سلوك النهج القويم. فالقرآن يتنـاول الأحـداث بأسلوب إجمالي لأغراض الدعوة والإنذار والتبشير. ويتبع نفس الأسلوب وهو الإشارات الإجمالية في ذكر آيات الكون التي تشير إلى حكمة الله وراء خلق العالم.
هذا ويمكن أن نقسم هذا الموضوع إلى فترتين متميزتين: الأولى عن القرآن وتاريخ الأمم السابقة، والثانية عن القرآن والحقبة الإسلامية. ولأن الحقبة الإسلامية قريبة منا نسبيا إذا ما قارنـاهـا بتـاريـخ الحضارات السـابقـة، وأن تاريخها قد سجل في كتب السيرة وكـتب التـاريـخ الإسلامي عامـة، فإني سأكتفي بالحـديث في هذا المقـام بـما تيسـر لي عن العهود القديمة السَابقة للإسلام.

أما عن الفترة الأولى فإن القرآن الكريم، فيما نعلم، قد تضمن قصـص الأنبياء وأشار إلى أخبار الأمم السابقة.
ومهما يكن من شيء فإن تلك الأحـداث والـوقـائـع التـاريخيـة عن الماضين من الأمم لتثبت أن للكون إلها واحدا أرسـل رسله بالهدى ودين الحق. وهـو الذي يحدد مصـير الشعوب وأقدار الحضارات.
ولهـذه الأحـداث التـاريخيـة أهميتهـا إذ بين الله في القرآن أخبار الأمم الماضية وما فعله بها لكي يفهموا أمر الله وتوحيده.

ولعله من المهم في عصرنـا هذا تدوين علم الآثار القرآني بصورة أكبر لتصبح الرؤية بالنسبـة للباحثيـن والدارسين واضحة.
فالمؤرخون القدامى لم يستطيعوا تسجيل الأحداث بأسلوب التدوين التاريخي السليم. و الآن، وبعد أن تم اكتشاف سجلات ووثائق كثيرة عن تلك الأحداث بدراسة الآثار ونتائج الحفريات، أضحى من اليسير شرح الإشارات القرآنية حول أيام الله وتوثيقها تاريخيا، وبالتالي تدوين الدعوة القرآنية بلغة التاريخ.


إذا التفتنـا بعـد ذلـك إلى تاريـخ الأمم السـابقـة للإسلام في القرآن وبدأنا بالحضارة العربية في اليمن، ألفينا القرآن يشير إلى مملكة سبأ في سورة سبأ المباركة حيث يقول تعالى، وهو أصـدق القـائلين: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} سبأ: 15.
وبالرجوع إلى التفسير يتبين لنا أن سبأ أرض باليمن. ويقال إنها كانت قبيلة سميت باسم جدهـا من العـرب25. ويقـال إنها سميت بهذا الاسم لأنها كانت منازل ولد سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان26.
ومهـما يكن من شيء فإن أقـدم الحضـارات بالجـزيرة العربية قد وجدت- فيما يبدو- باليمن حيث قامت الـدولـة المعينيـة وحـاضرتها معين (1300-.65 ق. م) ثم ورثتها الدولة السبئيـة (950-1115 ق.م) وعـاصمتهـا مأرب. وكـان للسبئيـين أعمال عمرانية منها السدود كسـد مأرب الذي بنى من الحجـارة، وهو أعظم سد في الجزيرة العربية. وكان أشبه بخزان عظيم لميـاه السيـول التي تتكـون من الأمطـار السـاقطـة من الجبال. وثمـة "قنـاطر وسدود وأحواض تدل على نبوغ أهل اليمن في فن العمارة وهندسة المباني ومعرفتهم بأنظمة الـرى". فلا غرو فقد أشـار القـرآن الكـريم إلى "الجنتين" ويعني بذلك البساتين التي كانت تحف جانبي الطـريق أو عن يمين واديهم وشـمالـه. وهما رمز الخصـوبـة والنماء. فقد وجـدت في آثـار سبأ لوحـات وتمـاثيـل من المـرمر والـرخـام والـبر ونز لسنـابل القمح والبقر والخيـل. فضلا عن نقاء هواء سبأ الذي بينـه القرآن في قوله تعالى: {وبلدة طيبة}.

ولم يكن اقتصاد سبأ زراعيا فحسب، بل كانت منفتحة على العالم الخارجي ومزدهرة تجاريـا إذ كان من أهم أعـمال السبئييـن الملاحة في المحيط الهندي والبحر العربي حيث كانوا يسيرون سفنهم فيها حسب الرياح الموسمية.
وعلى الرغم من كل هذه النعم التي تمثلت في أوجه التطور المتعددة، والرخاء، وهناءة العيش إلا أن مدن سبأ وقراها كفرت بأنعم الله ولم تستجب لدعوة أنبيائه الذين بعث بهم إليهـا، والـذين بلغت عدتهم ثلاثـة عشـر نبيا دعوا أهل سبأ لتوحيد الله الواحد الأحد الفرد الصمـد. ولكنهم أعرضـوا عن الإيمان وإجابة الرسل، ولم يشكروا لله أنعمه. وآية ذلك أنهم كانـوا يصـرون على عبـادة آلهتهم المتعـددة ومنها عثتر (الزهرة) وذات حميم (الشمس) وذات بعـدان (القمر).
قال تعالى على لسان هدهد سليمان عليه السلام عن بلقيس ملكة سبأ: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ}. النمل24.
ومما يفسر إشارات الله تعالى هنا ما اكتشفه علماء الآثار عن هذه المعابد الكثيرة التي مازالت آثارها باقية تدل عليها بمأرب وغيرها.
على أن بلقيس، ملكة سبأ، قد آمنت بالله وبرسوله سليمان عليه السلام. وحين آبت من القدس إلى بلادهـا شيـدت معبدا بمـدينة مأرب لعبـادة الله وحده. وترى منه الآن أعمدته الجرانيتية الضخمة وأسس من بقاياه مسجد يعرف الآن بمسجـد سليـمان عليـه السلام بمدينة مأرب الحديثة التي تشغل الآن جانبا من المدينة الأثرية القديمة.
وأكـبر الظن أن السبئيين لم يواصلوا عبادة الله على دين سليـمان عليـه السـلام، بل ارتـدوا إلى تقـديس آلهتهم المتعـددة القـديمـة وكـان من الطبيعي أن يلقوا الجزاء وفاقا على كفرهم وصدهم عن سبيل الله إذ أرسل إليهم سيل العرم. فجرف ديارهم وجناتهم وبدلهم أشجارا ذوات ثمر مر لا يسمن ولا يغنى من جوع، ومن ذلـك الخمط وهو الأراك، والأثل وهو نبات الطـرفاء والسدر.
قال تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ. ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ}. سبأ: 6 ا-17.
وبعـد أن تصدع بناء سد مأرب في القرن الثاني من الميلاد، بعد أثنى عشر قرنا من الزمان، حلت الكوارث بالبلاد، وأصبح من العسير العيش فيها، فلم يملك الناس إلا أن يهاجروا إلى بلاد أخرى ويتفرقوا أيدي سبأ.


أما في شمالي الجزيرة العربية فقد وجدنا ثمود- قوم صالح عليه السلام - بوادي القرى
ويسمى ذلـك الوادي وادي الحجر الذي ورد في القرآن الكريم قال تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}. الفجر
ويقع في شمال غرب المدينة المنورة بين خيبر وبحر القلزم. وفيه ديار ثمود .
وفي قرية الحجر بئر ثمود التي مر بها النبي- صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه في طريقه إلى غزوة تبوك (رجب سنة 9 هجرية) فنهى أصحابه عن شرب مائها والوضوء منه للصلاة. وما كان من عجـين عجنوه أمرهم أن يعلفوه الإبل ولا يأكلوا منه شيئا ومن البين أن الـرسـول- صلى الله عليه وسلم - خشي أن تحل لعنـة ثمود على المجاهدين في سبيل الله فأمرهم بقوله: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم".
وفيـما ورد من أخبـار ثمـود أنهم ورثوا أرض عاد التي أهلكها الله بذنوبهـا فعمروا الأرض، وفجـروا العيـون، وغرسـوا الحـدائق والبسـاتين، وشـادوا القصـور في السهول (للصيف)، ونحتـوا من الجبـال بيـوتـا للشتـاء، وتمتعوا بسعة العيش. بيد أنهم لم يحمدوا لله فضله عليهم، إذ أشـركـوا به، وعبـدوا الأوثـان. ومن أصنامهم ود، وشمس، ومناف، والـلات وغـيرهـا . وكـما نعلم أن قريشـا وغـيرهـا كانت في الجـاهليـة تعبد بعض هذه الأصنـام.
وقـد أرسـل الله تعـالى نبيه صالحا إلى ثمود ليوحدوا الله ولا يشركوا به شيئا. قال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. الأعراف: 73.
غير أن أصحاب الحجر قد كذبوا رسولهم صالحا، وأعرضوا عن آيات الله وهي الناقة وغـيرهـا. بل عقـروا النـاقـة وعتـوا عن أمر ربهم. فما هي إلا أن أهلكهم الله بذنوبهم. قال تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}. الأعراف: 78.
ويهمنـا الآن أن آثـار ثمـود المتمثلة في بيـوتهم المنحوتة في الجبال مازالت باقية إلى يومنا هذا ماثلة للعيـان وهي تتفق مع ما ورد في كتاب الله الكـريم حيث يقـول تعالى: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ}. الحجر: 82. ويطلق على هذه الآثار اليوم "مدائن صالح ". بيد أن قصورهم التي شادوها في السهول ظلت مطمورة تحت أطباق الثرى بعد أن مرت عليها الدهور الطويلة.

والمأمول اليوم في الأوساط العلمية أن يوجه المسؤولون من العرب عنايتهم ويستثمروا جزءا من أموالهم في عمليـات التنقيب عن آثـار ثمـود وغيرها سيما وأن صالحا عليه السلام وقومه كانوا عربا. فصالح أحد أنبياء العرب الأربعة وهم هود وصالح وشعيب ومحمد عليهم السلام .
وتحضرني بهذه المناسبة حقيقة وهي أن قصة هود عليه السلام وقومه، قبيلة عاد التي وردت في القرآن (الأعراف وهـود والشعراء) قد صدقتها المكتشفات الأثرية الحديثة في منطقة الأحقاف التي تقع في شمال شرق حضرموت قرب البحر العربي.


ومن القصـص القرآني قصـة قوم لوط عليـه السلام- أهل سدوم- القرية التي كانت تعمل الخبائث وعلى رأسها ممارسة اللواط، ذلك الشذوذ الجنسي الذي لم يسبقهم أحد على مدار التـاريـخ الماضي إلى ممارستـه. ولم تكن أفعـالهم الخبيثة مقصورة على تلك الفاحشة فحسب، بل كانوا يفعلون المنكر علانية في ناديهم فلا يستترون. فلا غرو فقد تفشت فيهم الموبقات. وما هي إلا أن أوحى الله إلى لوط عليه السلام أن يدعوهم إلى عبادة الله، وينهـاهم عن ارتكاب الكبائر حتى صموا آذانهم، واستكبروا، وتحدوه أن يأتيهم بالعذاب من الله إن كان صادقا، بل توعدوه بالنفي من بلدهم4. فما كان من لوط إلا أن سأل ربه أن يوقـع بهم العـذاب الأليم على كفرهم وفجـورهم. فسلط الله على مدنهم زلـزالا جعل عاليها سافلها، وأتبع ذلك بوابل من الحجارة دمرتها تدميرا.
قال تعالى:
{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}. الحجر: س3 7-75.

ويعتقد بعضهم أن البحر الميت، المعروف الآن ببحر لوط وبحـيرة لوط لم يكن موجودا قبل الزلزال الذي دمر سدوم وغيرها حتى صارت أخفض من سطح البحر بنحو أربعمائة متر..
وقد جاءت الأخبار في السنين الماضية بأن المهتمين بالحفريات في الأردن قد اكتشفوا آثار مدن قوم لوط على حافة البحر الميت. وليس ذلك بمستغرب فالله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه العزيز أن تلك المدن تقع في طريق دائم يمر عليها الناس، حيث يقول: {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ}. الحجر: 76.
ولا نزاع في أن هذا الاكتشـاف العظيم الذي قام به المهتمون بالآثار في الأردن حديثا يؤيد ما ورد في القرآن الكريم عن المؤتفكات أو المنخسفات وهي مدن قوم لوط. ولعل أعمال الحفـر والتنقيب تسـير قدمـا في هذا الحقـل حتى تميط اللثام عن كـثير من الحقائق التي أشار إليها الله تعالى في كتابـه المبين، فتقنـع المرتابين المتشككيـن في آيات الله البينات، وتزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم.


بعد هذه الإلمامة بشيء عما ورد في القرآن الكـريم من إشارات عن تاريخ جزيرة العـرب والشام، نتجـه شطر العراق القديمة لنقف على بعض الإشارات القرآنية الخاصة بذلك البلد. والحديث عن العراق القديمة يجرنا بالضرورة إلى أن نتطرق إلى قصة إبراهيم عليه السلام.

فالخليل عليه السلام من أرض بابل. وبلدة أور الكلدانية التي تقع بين دجلة والفرات والتي تعرف اليـوم باسم مغير هي مهـده.
وكانت أور أعظم مدن السومريين وقد وجد علماء الآثار بها بقايا مملكة ازدهرت حول عام 2900 ق. م. وقد اكتشفوا من الكنوز والنفائس ما يرقى إلى مستوى المدنية المصرية القديمة.
ومما يؤكد أن إبراهيم نشأ بأور أن المستر وولى المبعـوث من قبـل المتحف البريطاني في الأعـوام 1922-1934 م قد وجـد رقيـما طينيا في حفريـاته بإحدى دور السكن بأور مكتوبا عليه اسم إبراهيم، فسمى الشارع باسم إبراهيم الذي يقال إنه نشأ في ذلك الحي سنة 2000 ق.م.
ولعل في هذا الاكتشاف، وهو برهان مادي، عن نشأة إبراهيم عليه السلام في مدينة أور ما يكفي للرد على تشكك الدكتور طه حسين وإلى ما ذهب إليه في كتابه الأدب الجاهلي حيث قرر أنه لم يقم دليل تاريخي وفق الطرق الحديثة بوجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وقصـة هجـرتـه إلى مكـة وبناء الكعبـة.
وكـان قوم إبـراهيم عليـه السـلام أهل أوثـان وكـان أبوه نجـارا ينحت الأصنام ويبيعها. أمـا إبراهيم فقـد أنـار الله بصـيرته وهداه إلى صراط مستقيم.
قال تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ. إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ. قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ. قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}. الأنبياء: 51-54

هذا ولعله من الأوفق أن نرجع مرة أخرى للذين في قلوبهم مرض، والذين لا يؤمنون بما جاء في القرآن العظيم إلا بعد ثبوت الدليل التاريخي القاطع.
فنقرر أن بلاد ما بين النهرين القديمة بابل، وأور، ونينوى، وآشور، ونمرود وغيرها لتزخر بالمعابد التي خصصت لعبادة آلهة متعددة كالإله شمش وهو الشمس، والقمر (نانار)، والزهرة (عشتار)، والمريخ (مردوخ) ونابو (إله الكتابة) وغيرهم. وكل هذه المعابد كانت تزخر بالأوثان وهي التماثيل التي كان الناس يعكفون لها ويقدسونها.
الشيء الذي دفع إبراهيم عليه السلام ليحطم بعضها وفق ما ورد في القرآن الكـريم. قال تعـالى: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ. فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ}.الأنبياء: 57ـ 58.
وفيـما نعلم أن إبراهيم عليـه السـلام كان يغتنم الفرص ويحـاور قومه ويجـادلهم في معبوداتهم ليصـل بهم إلى حقيقة أو نتيجـة هي أن المعبود بحق هو الله وحده لا شريك له. فقد جاء في القرآن:
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ. فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ. فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. ا لأنعام: 75-79.
وهكذا تبرأ إبراهيم من شرك قومه بعد أن قال لهم إن الكوكب ثم القمر ثم الشمس ربى. قال ذلـك على معنى الاستهزاء لهم لأنهم كانوا يعبـدون الشمس والقمر والنجوم. فأنكر عليهم، فاستهزأ بهم، وقال لهم: أمثل هذا يكون الرب؟.



ومن آثـار العـراق القـديمة التي وردت الإشـارة إليها في كتاب الله الكريم تل النبي يونس بن متى، ذي النون، صاحب الحوت عليه السلام. وهذا التل الذي يطلق عليه الآن "تـل التـوبـة" يقـوم اليـوم في داخـل أسوار مدينة نينـوى القديمة من أرض الموصل، وهي العاصمة الثانية بعد آشور .
ولعلنا نذكر ما ورد في سيرة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم - أنه سأل عداسا النصراني، غلام بنى ربيعة بالطائف الذي أحضر له قطفا من العنب حـين جلس يستريح في ظل حائط مما عاناه من آلام الضرب بالحجارة من سفهاء الطائف وصبيانها وعبيدها. من أي البلاد هو؟ فقال عداس من نينوى. فقال عليه الصلاة والسلام: "أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟ قال له: وما يدريك ما يونس؟ قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - : ذلك أخي يونس كان نبيا وأنا نبي" .



ولعل آخر ما هدى إليه البحث الأثري في أيامنا هذه ما وافق القرآن الكريم في سورة الكهف. وقصـة أهـل الكهف معـروفـة. فأولئـك الفتية الـذين آمنوا بربهم ووحدوه، نأوا بأنفسهم عن قومهم المشركـين الـذين عبـدوا آلهـة متفرقـة، وآووا إلى ذلـك الكهف. قال تعالى: وهو أصدق القائلين:
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً. إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً}. الكهف: 9-.1).
وفي هذه السورة المباركة يقول تعالى:
{سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً}. الكهف: 22.
وفي تفسـير هذه الآية قال عبـد الله بن عباس رضي الله عنهـما: "أنا من القليل هم ثمانية سوى كلبهم"
وقد ثبت بالدليل القاطع صحة هذا الرأي إذ كشف الدكتور معاوية إبراهيم، عميـد كلية الآداب بجامعة اليرموك بالأردن، في حفريات جامعة الأردن، كشف أهـل الكهف في مدينـة أفسـوس القديمة حيث عثر في كهف قديم على ثمانية هياكل بشرية ومعها هيكـل كلب، وقـد تم هذا الكشف العظيم منـذ خمس أو ست سنين. ولعل الدكتور معاوية إبراهيم يستقصي كل ما يمكن استقصاؤه في هذا الشأن، ومن ثم ينشـر نتيجـة اكتشـافه هذا في الأوساط العلمية العالمية، فيلقى بذلك ضوءاً ساطعا على هذا الموضوع.

هذا... ومن تحصيـل الحـاصل أن أقـرر أن القـرآن العظيم أدق وثيقـة على وجـه البسيطة. فلا يرقى التوراة والإنجيل إلى دقة القرآن وآية ذلك أن هذين الكتابين قد عهد الله بحفظهـما للبشر. وهؤلاء إمـا نسـوا حظا مما ذكروا به، وإما كتموا بعض ما لم ينسوا أو حرفـوا فيـه، وزعمـوا أنـه من عنـد الله تعـالى.

فالرسل السابقون كانوا يتلقون الكتب السماوية وهي التوراة والإنجيل والزبور في حالة الوحي معاني، ويعبرون عنها بعد رجوعهم إلى الحـالـة البشـريـة بكـلامهم المعتاد لهم. ولذلك لم يكن فيها إعجاز.
أما القرآن فقد تكفل الله تعـالى بحفظـه حيث يقـول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. الحجـر: 9.
ولا نزاع في أن القرآن قد مزق حجـاب الماضي وروى لنـا تاريـخ الرسل، وحـوادث الأمم السـابقـة .
.. بل أكـد القرآن صدق القصص القرآني، وأنه رواية لأخبار حدثت في الـواقـع دون إضـافة أي خبر لم يحدث بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. يوسف: 111 .

ومـادام القرآن قد تفـرد بهذه الصفات العظيمة فإن ما جاء فيه من قصص الأولـين أمما وأفـرادا، تاريـخ لا يتطـرق إليه الشك، وإن هدف من ذلك إلى الاعتبار والاتعاظ عسى أن يتطهر الناس من الأرجـاس والفسـاد .
فضلا عن أن الله سبحانه وتعالى اتخذ من أنباء الغيب وأخبـار الرسـل والصالحـين من عباده وأحاديث الأقوام الغابرين وسائل لشرح عقيدة التوحيد التي هي جوهر الدين، وما لقيه الأنبياء والمرسلون في سبيل بيان هذه العقيدة للناس من العنت والمتـاعب والبـلايـا
ولا ننسى أن في قصص الأنبياء، ومـا لاقوه من إيـذاء أقوامهم، وما تم لهم من نصر الله تعالى، تثبيتا للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم - ، وتسرية عنه، وتأكيدا له أن نصر الله قريب.

ولعله من الأوفق أن أشير هاهنا إلى الاختلاف بين القرآن والإنجيل فما يتعلق باحتواء الكتابين المقدسين على التاريخ. فالإنجيل يحوى بين دفتيه قسما يسمى "الأسفار التاريخية"، وهي خمسـة أسفار تشتمل على قصص تاريخية منها قصة حياة المسيح عيسى بن مريم عليه السـلام، وتـاريخـه وعظاتـه ومعجزاته. وثمة سفر أطلق عليه "رسالة أعمال الرسل" وتشمل قصص معلمي المسيحية لاسيـما بولس.
أما القـرآن، وإن لم يكن كتاب تاريخ، إلا أن الأحـداث التـاريخية التي تضمنتها قصصه إن هي إلا وقائع تاريخية لا ريب فيها، ويستحيل ألا يتفق معها التاريـخ الصادق الذي كتبه الثقات من المؤرخين. وآية ذلك أن علم القرآن "يقيني" في حين أن علم البشر لاسيما في مجال التاريخ علم "ظني" .
إجمال القول إن القرآن الكريم أدق وثيقة سماوية بين يدي المجتمع البشرى. وبالتالي فهو أصدق مصدر للتاريخ ومن هنا ففي وسع المؤرخـين على مر العصور أن ينهلوا من معينه الثر الذي لا ينضب.
كيف لا وهـذا الكتاب الحكيم الذي لا تحصى عجائبه قد حوى بين دفتيه عيون أخبار الأمم السالفة. وفي هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ستكون فتن قيل وما المخرج منها؟ قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم " .

وإذا كانت إشارات القرآن إلى الأمم السالفة بحاجة إلى مزيد من الشرح والتفصيل، فإن الكشـوف الأثريـة مازالت تتمخض من حـين إلى آخر عن بعض الحقائق التي من شأنها أن تلقى أضـواء ساطعـة على ما ورد في القرآن الكريم.
وغني عن البيان أن أعمال المنقبين عن آثار الماضي ذات أهمية كبرى ليس في كشف النقاب عن التاريخ القديم فحسب، بل لأنها تعيننا أيضا على فهم معاني القرآن. وحقيقة الأمر أن علم الآثار وأعمال الحفريات، وإن حققت بعض الإنجـازات في هذا الحقـل، إلا أنها لازالت تقصـر عن عرض أخبار الماضين بصـورة متكـاملة.
على أن الأمل كبير في أن يتقدم العلم وتتطور وسائل التكنولوجيا الحديثة فتكشف من الحقائق ما يوضـح للباحثيـن معاني الآيات البينات وما تضمنت من إشارات وقصص، فتخـرس ألسنة المرجفين والحاقدين على الإسلام والمسلمين والطاعنين في كتاب الله المبيـن. وتعـين فوق ذلـك على إجـلاء صورة الماضي فنكون على بينة من تاريخ العالم القديم. وعلى الله قصد السبيل.

ثبت المراجـع
(1) أبو الأعلى المودودي: تفهيم القرآن، "الجزء الأول ". تعريب أحمد يونس (دار القلم. الكويت 1398 هـ 1978 م).
(2) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، "الجزء الثالث ". (بيروت 1385 هـ-1966م).
(3) ابن هشام: سيرة ابن هشام، "الجزء الأول ". (القاهرة 383 1 هـ- 1963م).
(4)ابن عباس: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، (بيروت، غفل من التاريخ).
(5) ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر. (بيروت 1956 م).
(6) إبراهيم خليل أحمد: المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي، (القاهرة 1964 م).
(7) أحمد شلبي (الدكتور): مقارنة الأديان: المسيحية (القاهرة 1978 م).
(8) الجـلاليـن: جلال الـدين محمد بن على، وجـلال الـدين عبـد الرحمن بن أبى بكـر السيوطي: تفسير الجلالين (المطبعة الهاشمية بدمشق 1385 هـ).
(9) المعالم الأثرية في البلاد العربية، " الجزء الأول ". أصدرته جامعة الدول العربية (القاهرة 1970 م).
(10) بدر الـدين محمد بن عبـد الله الـزركشى: البرهان في علوم القرآن، "الجزء الأول "(القاهرة 1376هـ- 1957 م).
(11)جامعة الدول العربية: المعالم الأثرية في البلاد العربية، "الجزء الأول ". (القاهرة 1970 م).
(12) جلال الدين السيوطى: الإتقان في علوم القرآن، "الجزء الثالث". (بيروت 1973 م).
(13) طه حسين: في الأدب الجاهلى. (القاهرة 1958).
(14) محمد الغزالي: فقه السيرة. (القاهرة 1976 م).
(15) محمـد أحمـد جاد المـولى، محمد أبـو الفضل إبراهيم، على محمد البخاري، وسيد شحاته: قصص القرآن (القاهرة 973 1 هـ- 1954م).
(16) محمد متولي الشعراوي: الله والكون (القاهرة 1400 هـ- 1980 م).
(17) محمد متولي الشعراوي: معجزة القرآن، "الجزء الأول " (القاهرة 1401 هـ- 1981 م).
(18) محمد فريد وجدي: المصحف المفسر (القاهرة 1377 هـ).
(19) موريس بوكاى: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم في ضوء المعارف الحديثة، ترجمة دار المعارف، (دار المعارف. القاهرة 1979 م). ص 13.
(20) مصطفى السباعي (الـدكتـور): الاستشـراق والمستشـرقـون، (مكتبـة دار البيـان. الكويت 387 1 هـ 1968). ص 10.
(1 2) أصالة الحضارة العربية، (بيروت 1395 هـ-1975م).
(22) عبد الوهاب النجار: قصص الأنبياء، (بيروت 1353 هـ-1934م).
(23) عبد الحميد كشك: مصارع الظالمين، (القاهرة. بلا تاريخ).
(24) عفيف عبد الفتاح طبارة: مع الأنبياء في القرآن الكريم (بيروت1980م).
دوريـات:
مجلة الاعتصام: العدد (9)، شعبان 1398 هـ- يوليو 1978م، ص 17.
مجلة الوعي الإسلامي: السنـة الثانيـة عشـرة، العـدد (137)، غرة جماد الأول 1397 هـ أيار 1976، ص ه 2.
مجلة الوعي الإسلامي: العدد (206) 1402هـ- ديسمبر 1981م ص 13 ا-114.
مجلة منار الإسلام: العدد الثامن، شعبان 03 4 1 هـ- مايو- يونيو1982 م، ص 85.

ناصر التوحيد
02-28-2008, 07:26 AM
قصة موسى - عليه السلام -رائعة كبقية القصص الأخرى التي يذكرها القرآن الكريم ....
فيما يخص : ( هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى)


كان موسى شريدا في بلاد مدين ،،، ووحيدا طريدا نائبا عن الأهل ،، قصيا عن الأخلاء ،، مستوحشه نفسه ، فلم يكد يسمع دعوة الشيخ حتى سرى أمل الحياة في نفسه مسرى الماء في العود ،،، وانطلق لسانه يقول للشيخ : إني لسعيد بصحبتك أيها السيد الكريم ،، قوي بمناصرتك ،، عزيز بمؤازرتك ...
طاب مقام موسى ،، واخضر في حياته عود الأمل : فأتم أقصى الأجلين ،، يكلأ أمور الشيخ ،،، ويدبر شؤونه برعاية الأمين المناصح الحكيم ،،، وتم الزواج بإحدى الفتاتين ...
ثم وهب له صهره الكريم أغناما له خالصة سائغة ،، وبعد ذلك تحركت في صدره نشوة الحنين إلى الوطن ،،، ونزعت نفسه إليه ،، ولج به الشوق والهيام ..
جمع موسى أشتات متاعه ، وهيأ رحله ، واستعد ليذهب مع زوجه إلى مصر ،، فودعا الشيخ وداعا حسنا ، ودعا لهما بالتوفيق والسداد ،،، ثم سارا نحو الجنوب ،، حتى طور سيناء ... وهناك ضل موسى الطريق فحار في أمره ،، والتوى عليه قصده ,,,,,, ولكن عناية الله لاحظته ،،،، فلم يخب ضياؤه ...... ولم ينطفيء رجاؤه .....

وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان

سار موسى غير بعيد ، فأبصر من الجهة التي تلي الطور نارا ، فحط رحاله وأسرع وحده إلى النار بعد أن قال لأهله :
( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) القصص .
وهي من سمة المسافرين برا ... اذا رأو نارا من بعيد هي اشارة لهم بأن هناك مسافرين أو قرية قريبة .. او هناك من يسكن البر والوادي ... يستعينون بهم للسؤال عن الطريق اذا اضاعوه او لطلب المساعده في الاكل والمشرب وما غيره ...
فنودي عليه .. ( أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ) القصص
فكانت بدء نبوته ,,,,,, اذ خصه الله بكرامته ، وبعثه برسالته ، وهناك سمع نداء ربه الله الكريم ....
فلما أتيها نودي يموسى(11)إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى(12)وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى(13)إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلوة لذكري(14)إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى(15)فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هويه فتردى(16)
وما تلك بيمينك يموسى(17) سورة طه
فعجزت قدرته البشرية أن تسمو إلى سر الإبداع في السؤال الكريم ، وحكمته ،،، فأجاب كما يجيب غيره من الناس ...
( قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى)
ظنا منه أن المقصود أن يذكر خصائص العصا ،، ومنافعها ....... تسامت قدرة الله وتعالي سبحانه علوا كبيرا ،،، فلم يكن السؤال إلا تمهيدا لتبيان ومقدمة لإعلان

سأل الله عن حقيقة العصا ، حتى إذا رأى موسى بعد ذلك فيها خوارق ، واستبان عندها معجزات ، على أن في ذلك آيات بينات ، وحججا صادقات ، خصه بها رب السموات ، تمييزا لرسالته وتقوية لدعوته ،،

فكم طابت به للحق نفس بحبل الله تعتصم اعتصاما ...

أمر موسى أن يلقي عصاه فألقاها ، فإذا هي حية تسعى ،،، نمت وعظمت حتى غدت في جلادة الثعبان ، لمحها موسى فخاف ....
قال ألقها يموسى(19)فألقيها فإذا هي حية
فسمع نداء العلي العظيم يقول له :
قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى(21)
حقت نبوة موسى واطمأنت نفسه لنداء الله الكريم ،، وقرت عينه بنور الحق الواضح
فتوجه ربه بمعجزة أخرى ،،، إذ أمره فأدخل يده في جيبه ، فإذا هي بيضاء ،، من غير سوء .....
واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء ءاية أخرى(22)لنريك من ءايتنا الكبرى(23)
اذهب إلى فرعون إنه طغى(24)

كانت هاتان المعجزتان لموسى نبي الله الكريم أمرا له ما بعده ،، جعلها الله تثبيتا لقلبه ،، وتمكينا لرسالته بين فرعون وقومه ،،، وتهيئة للمناداة بالحق ،، فرفع صوته عاليا ،، وشهر سيفه قاطعا ،،،، ليمزق به حجب الزيغ والضلال .


الحكمة الربانيه حسب تفسير العلامة الشيخ محمد متولي الشعراوي .. رحمه الله .

يفسر قائلا ... عندما ساله الله عن العصاة ... اجاب موسى عليه السلام هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ...

الزيادة هنا في كلمة مآرب أخرى والتي لم يفصح عنها ولكن كانت زيادة في الاجابة وكانت اجابته لعدم قدرته الانسانية في فهم كنه سؤال الله سبحانه ..

ثم امره ان يرمي العصاة فرماها وارتعب مما تحولت ... ثم استزاد عليه بامره بان يدخل يده في جيبه لتخرج بيضاء ... وفعل واستغرب من تحول لون يده ...

يفسر الشيخ ذلك .. بانها الحكمة الربانيه في ان يهيء نبيه لمعجزته كما يفعل مع كل انبياءه وبالذات اولي العزم منهم .. وذلك حتى لا يستغرب ولا يخاف الرسول من معجزته عندما تحدث للمرة الاولى وذلك امام الناس الذين يريد ان يثبت الحجة لهم لما يدعوهم له .. وان يكون واثق كل الثقة بمعجزته وحدوثها ولا يتزعزع موقفه امام الناس فتسقط حجته بخوفه ويتغلب عليه عدوه ...

لذلك عندما تهيأ سيدنا موسى لمعجزته وعظمتها كان قوي الارادة وآمن عندما ظهرت أمام فرعون واعوانه ...

حازم
02-28-2008, 08:01 AM
موضوعين لهما صلة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=701
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5008

البرهان الساطع
03-02-2008, 03:09 PM
خرافة خرافة خرافة
الممالك السابقة موجودة بلا شك و قد بنيت الخرافة على اطلالها ، و لا يوجد دليل واحد من التاريخ على وجود نوح ولا إبراهيم ولا موسى و لا غيره ممن هو قبل عيسى و محمد .
كل واحد يفسر نتائج التنقيبات الآثارية على هواه ...
و القرىن اخذ من خرافات من سبقوه ، قصة نوح موجودة في الأساطير البابلية و السومرية و لكنها بالأساس أسطورة و خرافة ؟ كيف يحمل معه نوح من كل زوجين اثنين ؟ كيف حمل الفيل و ووحيد القرن و الخرتيت و الأسد و النمر و ووووو في سفينة صنعها بيديه ؟ لا يمكن لأكبر حاملة طائرات الآن أن تحمل ما حمله معه نوح في سفينته ...التي صنعها بيديه من خشب ...عجيب ..أين العقول؟؟؟؟؟؟؟؟

ناصر التوحيد
03-02-2008, 07:45 PM
نوح عليه السلام مهنته نجار
وظل يعمل نوح عليه السلام هو والمؤمنون عشرات السنوات حتى انتهوا من بناء سفينة نوح ..ونوح يستمر بدعوته مشركي قومه الى الايمان بالله الواحد وعبادته لوحده طوال هذا الفترة

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (18) .سورة العنكبوت

قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) . سورة نوح


ورغم انني لا اهتم بالدراسات الأنثروبولوجية ولا الحفريات الا انه ليس غريبا البتة أن أقرأ عنها قولها :

تشير الأبحاث الجيولوجية وإستنادا إلى دراسة المتحجرات و طبقات علم الأرض إن هناك دلائل على حدوث فيضان في منطقة الشرق الأوسط في العصور القديمة ولكن الأبحاث لم تؤكد إن الطوفان المذكور قد شمل جميع أصقاع الأرض . وتشير دراسات من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة إنه قبل مايقارب 7000 عاما حدث إمتداد لمياه البحر المتوسط وحدث طوفان بإتجاه تركيا وكانت قوة الطوفان معادلة لما يقارب 200 مرة قوة شلالات نياجارا .
وتشير دراسة المتحجرات إلى حدوث سلسلة من الفيضانات بين عامي 2000 إلى 4000 قبل الميلاد في ما كانت تسمى سابقا بلاد ما بين النهرين والتي كانت تشمل الأرض الواقعة بين نهري دجلة و الفرات بما في ضمنها اراضي تقع الآن في سوريا و تركيا و العراق


لا يمكن لأكبر حاملة طائرات الآن أن تحمل ما حمله معه نوح في سفينته ...التي صنعها بيديه من خشب
لا يمكن لأكبر حاملة طائرات الآن أن تحمل ما حمله معه نوح في سفينته .. بلاش .. ولكن سفينة نوح الخشبية حملت كل ذلك
فبالفعل كان بإمكان هذه السفينة ان يحْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ..
عارف ليش ؟
اسمع ليش :
(36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) . سورة هود

لكن هل تظن ان نوح عليه السلام قعد يبحث عن كل الحيوانات والمخلوقات الموجودة في العالم كله ليحملها !!
لا ابدا ..
بدليل قوله تعالى :
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ "
يعني يجمع مما حوله فقط منها

يعني ( بالعنجليزي ) :
Noah didn’t have to search or travel to far away places to bring the animals on board

د. هشام عزمي
03-02-2008, 07:48 PM
عزيزي (البرهان الساطع) ..

لماذا أنت منفعل هكذا ؟
أظن أنه من المناسب أن تهدأ وتناقش بجدية وبروية دون حدة أو انفعال .

وعجيب حقًا قولك إن ما ذكره القرآن عن الأنبياء خرافة ، فهل شهدت هذه العصور لتجزم بهذا النفي أم هو كلام انفعالي يُلقى على عواهنه ؟

وأعجب منه زعمك أن حاملة الطائرات لا يمكنها حمل ما حملته سفينة نوح عليه السلام ، فحاملة الطائرات في الواقع تصلح لحمل هذا وأضعافه ، وأشك أن تكون قد رأيت حاملة طائرات بعينيك .

ولا تنس أن نوح عليه السلام قد أمضى في بناء الفلك أعوامًا متطاولة يواصل فيها البناء والتشييد دون كلل أو ملل ، فلا عجب أن يكون فلك نوح من الضخامة والسعة بحيث يحمل من كل جنس زوجين .

والله يهدي من يشاء .

نائل سيد أحمد
03-02-2008, 10:35 PM
أتمنى عليكم في أخر المطاف مع شكري لكم عمل تلخيص على شكل تلخيصات أو عمل فرز على طريقة ما هو موافق للشرع وما هو مخالف .. وأتمنى على الله البركة في الأوقات ومعرفة الأولويات .. معذرة لا أقصد الخروج عن النص ولكن كلمة صريحة يتبعها منكم نصيحة .

human_pulse
03-06-2008, 03:13 AM
لا جدال حول مملكة سبأ فقد خلفت من الآثار ما أعان الباحثين على فهم تاريخ المملكة بشكل جيد. ولا شك أنها كانت مملكة متألقة إلى درجة أنّ حائكي الحكايا – في وقت متأخر - لم يستطيعوا مقاومة الشهوة في إقامة علاقة (خيالية) بينها وبين مملكة سليمان فهذا مما ينشر الشعور بالفخر بين أفراد الشياه الضالة من بني إسرائيل بعد الهزائم المتوالية ويثبت قلوبهم على اليقين بأنهم شعب الله المختار.

والآثار الموجودة شمال شرق العلا بالسعودية والمسماة مدائن صالح لا زالت ماثلة للعيان ولا شك أنها أيضا كانت مصدر إلهام لحابكي الحكايا، غير أن جميع الدراسات التي أجريت عليها وعلى ما فيها من رميم تأكد بأن النبطيين هم من أنشأها فيما يقارب الـ 100 عام قبل الميلاد من أجل حفظ جثامين موتاهم وأنّ لا علاقة لها بقوم ثمود ولا بصالح وناقته.هذا ما صرح به علماء الآثار من عرب وغربيين و كذلك المسؤولون عن تلك المنطقة الأثرية. ولمعرفة المزيد يمكن الإطلاع على ما نُشر بصحيفة الشرق الأوسط حول هذا الموضوع:
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=404564&issue=10293
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=3&article=381814&issue=10146


والأستاذ يحي هارون – فيما يبدو – يعي ذلك جيدا ولهذا فقد أحجم عن القول بصريح العبارة عن وجود علاقة بين هذه الآثار وبين الثموديين في كتابه "الأمم البائدة" ولكنه (أو الناشر) في نفس الوقت يضع بعض النصوص القرآنية حول قوم ثمود على صور لتلك الآثار مما يؤدي بطبيعة الحال إلى إيهام القراء بوجود مثل هذه العلاقة وهذا بعيد عن الموضوعية.

غير أنّ بيت القصيد في موضوعي ما كان مملكة سبأ ولا مدائن صالح. كان الهدف هو التنويه عن أن الدراسات المتأخرة حول الحفريات التي تمت في فلسطين و تاريخ بني إسرائيل تنتهي باستنتاجات تخالف الفهم السائد. وأهم هذه الاستنتاجات:

1- عدم صحة حكاية التيه في الصحراء إذا لا يوجد آثار تدل عليه رغم أنه – حسب ما قيل – استمر لأربعين سنة (وهذا يلغي مسألة الدخول والخروج من مصر وما بينهما من أحداث خارقة ليس لها من تسجيل في كتابات ولا نقوش المصريين)
2- نفي حكاية دك الإسرائيليين لأسوار مدينة أريحا Jericho(الكنعانية) ودخولها حيث أنها ظهرت في وقت متأخر عن الزمن المفترض لذلك الحدث ( أن يكونوا فتحوا مدينة لم تكن أصلا على الخارطة فتلك إذن معجزة ما بعدها من إعجاز)
3- مدينة Meggedo لم تكن من المدن الرئيسية في مملكة سليمان (المزعومة) حيث أن بقايا تلك المدينة بما فيها البوابات تدل على أنها نشأت بعد الزمن المفترض لسليمان بـ 100 عام.
4- ليس هناك ما يرجح وجود مملكة داود/سليمان بل ربما مجرد سلطة محلية (عشائرية)

وبالطبع فإنّ هذه الاستنتاجات لم تُستقبل بالنشوة والابتهاج في الأوساط اليهودية والمسيحية (وربما حتى الإسلامية) ولكن العلماء الذين شاركوا فيها وهم إسرائيليو المولد والمنشأ والجنسية آثروا الموضوعية العلمية على الوقوع في فخ الانتماء الدين- قومي.

المشكلة أن العهد القديم كان هو المصدر الرئيسي للمؤرخين الغربيين فيما يخص تاريخ بني إسرائيل ولذلك فإن الكتب التاريخية حول هذا الموضوع تزخر بالمعلومات المغلوطة. وللأسف أنّه قد عبّ منها المؤرخون العرب حتى الثمالة. لذا فإنّ ما لدينا من مصادر حول هذا الموضوع لا ينبغي أن تُمنح كامل الموثوقية.

وعلى كل فإنّ نتائج تلك الدراسات حرضتني على التفكير في المعجزات والكرامات المنسوبة لداود وسليمان إذا أنها لم تخدم أي غرض! فهما أولا – حسب المصادر الدينية - كانا نبيين (وربما كان لهما نوع من السلطة) وما منهما من حُمل رسالة لكي يحتاج أن يبرهن على صحة رسالته من خلال المعجزات، فموسى من المفترض أن يكون قد أكمل لهم دينهم. وإن كانا قد استغلا وفرة النحاس وليونة الحديد في تصنيع السلاح فما هي الفتوحات التي حققاها مقارنة بملوك الجوار(لا سيما وأن الجن والرياح كانت دائماً في جانب سليمان حسب ما جاء بالقرآن! ) ؟ يبدوا أن الأمم الأخرى كانت أكثر إعجازا من تلك الأمة التي أيدها ربها بالعناية والرسل ذوي الخوارق! فهل كان النطاق الجغرافي لتلك لخوارق ضيق؟!
والعاقل يتوقع من سليمان (على ما أوتي من حكمة) أن يستغل – على الأقل – علاقته النادرة بالطيور فيما ينفع شعبه كأن يرسلهم بإمامة ذلك الهدهد (الذي قطع ما يزيد على 2000 كم في مهمة غير رسمية من أجل التلصص على شئون سبأ الداخلية) في رحلات استكشافية للبحث عن مناطق أكثر موارد لكي يعيش الشعب المختار في رفاهية (ويتركوا الأممين يعيشون في أمان) بدل أن يستمروا في ممارسة دور الولد المشاغب في مدرسة التاريخ.

وأما ذلك الهدهد الفضولي فلا ذكر له في العهد القديم. وما يروي سفر الملوك 1 (10:1-10) هو أنّ ملكة سبأ وردتها أخبار عن حكمة سليمان فجاءت إليه كي تزن حكمته ومن ثمَّ كافأته على (إبداعه في) الإجابة على أسألتها. إذن فيدها كانت هي العليا، فما فقدت عرشها ولا كشفت عن ساقها.

والحقيقة أن حكاية الهدهد تمثل نشازاً في النمط الأساسي لتفكير العقلية الإسرائيلية. فالهدهد بعد غياب (بدون عذر) يأتي ليقدم تقريره إلى سليمان ويعلن عن الاكتشاف العظيم "..... وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ..... وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ"، وما الجديد في ذلك؟ أليست كل البلاد حول سليمان تمارس الشرك؟ كيف إذن لم يسلط عليهم من يحظر عروشهم جميعا ويلقي عليهم رسائله كي يأتوا إليه مسلمين؟ وما شأن سليمان بمن يسجد للشمس أو للقمر أو للشجر؟ هل كان رسولاً للناس أجمعين؟ كما أن رسل بني إسرائيل جاءوا لبني إسرائيل فقط ، فما المثير في قضية ملكة سبأ وقومها؟

ملاحظه: أستاذ ناصر التوحيد آمل أن تغير ظمير المخاطب حين تعقب على ما أقول وشكراً

عبد الواحد
03-06-2008, 07:17 AM
الزميل human_pulse
دعنا نتفق أولاً انك من خلفية مسيحية ولا أظنك تنكر, فكل مداخلاتك تدل على ذلك آخرها حديثك عن الأرواح في الفردوس :
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?p=85102#post85102

ثانياً وكعادة اللادينيين و الملاحدة لا تخلو مداخلاتهم من تناقضات في مواقفهم.

1- بعد أن كنت تتساءل أين هي آثار من ذكرت أخبارهم في الكتب السماوية.. تراجعت قليلاً لتقول: ربما كانت مجرد سلطة محلية.
(سلطة محلية) يمكن ان يفهم منها احد أمرين: مملكة غير مترامية الأطراف وهذا صحيح لان القرآن لم يخبرنا أن ملك سليمان كان ممتداً من الصين الى جنوب أفريقيا. أما إذا كنت تقصد بالسلطة المحلية سلطة مدنية خاضعة لمملكة أخرى حينها أنت مطالب بدليل تاريخي يثبت أن سليمان كان حكمه خاضعاً لسلطان مملكة أخرى.

2- مثال آخر على التخبط في مواقفك: بعد سطور من طعنك في مصداقية مصادر أهل الكتاب .. نسيت كل ذلك لتنتقد قصة الهدد في القرآن وكان دليلك العلمي هو عدم وجود القصة في العهد القديم وعدم وجوده بالتحديد في سفر الملوك. وهكذا يتضح انك تارة تنقد الإسلام بعين مسيحية وتعتبر العهد القديم مرجعاً كل ما يخالفه هو خاطئ.. و تارة تدعي أن العهد القديم هو مجرد خيالات كاتب يهودي يحاول أن يقيم علاقة خيالية مع ممالك متألقة.

3- مثال آخر على تخبط مواقفك: تتساءل ( فما هي الفتوحات التي حققاها مقارنة بملوك الجوار.. يبدوا أن الأمم الأخرى كانت أكثر إعجازا من تلك الأمة التي أيدها ربها بالعناية والرسل ذوي الخوارق! فهل كان النطاق الجغرافي لتلك لخوارق ضيق؟!) لكنك بعد بعضة سطور نسيت كل كلامك السابق لتقول : (وما شأن سليمان بمن يسجد للشمس أو للقمر أو للشجر؟ هل كان رسولاً للناس أجمعين؟ كما أن رسل بني إسرائيل جاءوا لبني إسرائيل فقط ، فما المثير في قضية ملكة سبأ وقومها؟)
فعلاً مشكلة..
إذا لم يتوسع سليمان في ملكه أكثر تقول: لماذا لم يستعمل الخوارق التي أيده الله بها ليزيد في سلطانه؟
وإذا تدخل في شؤون مملكة أخرى تقول: وما شأنه هو ألم يرسل فقط لليهود فما دخله بالأمم الأخرى؟

4- مثال آخر على كلامك المرسل: (عدم صحة حكاية التيه في الصحراء إذا لا يوجد آثار تدل عليه رغم أنه – حسب ما قيل – استمر لأربعين سنة وهذا يلغي مسألة الدخول والخروج من مصر وما بينهما من أحداث خارقة ليس لها من تسجيل في كتابات ولا نقوش المصريين)
الرد: أي عاقل يطلب دليل أثري على تيه قبائل في الصحراء؟ هل كنت تتوقع منهم أن يتركوا في كل موقع توقفوا فيه هرماً ليثبتوا لك خط مسيرهم و تيههم ؟

بقية كلامك المرسل .. تقول (مدينة Meggedo لم تكن من المدن الرئيسية في مملكة سليمان )
قبل أن تبحث في التاريخ عليك أن تضع آية من القران الكريم تتحدث عن تلك المدينة حتى نقارن ما قيل في القرآن بنتيجة بحثك عن تلك المدينة. وإذا لم تجد فإعلم انك مبرمج على الرد على دين آخر تركتَه وعلى نصوص أخرى لا علاقة لها بالإسلام.. فاختلط عليك الأمر.
تقول : (ليس هناك ما يرجح وجود مملكة داود/سليمان بل ربما مجرد سلطة محلية
دليلك إذاً هو : يرجح و ربما ..

تحياتي.

ناصر التوحيد
03-06-2008, 06:58 PM
يوجد حتى اليوم ممالك أفريقية يكون الزعيم في بعضها ملكا على قبيلة واحدة
وبعضها ملكا على عدة قبائل
ولا يمانع احدا في ذلك
فهل عندك انت مانع يكون النبي سليمان ملكا على عدة قبائل من بني اسرائيل وان نسميها مملكة سليمان !!

محمد أحمد محمود
03-07-2008, 01:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
التكذيب سهل ولكن الدليل لا ينافق

human_pulse
03-07-2008, 02:12 AM
شكراُ يا استاذ محمد على هذه النصيحه.
لكن لماذا تظن أني مهرج أومتعنت؟ إنّ بعض الظن إثم.
ثق أني هنا أفكر بصوت عال لا من أجل الصخب ولكن بحثا عن جواب شاف
لا أدري ماذا أقول في هذا الموقف سوى : إنما الأعمال بالنيات.
أنا ليس لي مصلحه في إزعاج أحد ولا أتحيز لأي شيء ولو عرفتني لغيرت إنطباعك عني. لكن شكراُ على النصيحه وأنا واثق من كلماتك أنك إنسان طيب.

ناصر التوحيد
03-07-2008, 03:43 AM
شكراُ يا استاذ محمد على هذه النصيحه.
لكن لماذا تظن أني مهرج أومتعنت؟ إنّ بعض الظن إثم.
ثق أني هنا أفكر بصوت عال لا من أجل الصخب ولكن بحثا عن جواب شاف
لا أدري ماذا أقول في هذا الموقف سوى : إنما الأعمال بالنيات.
أنا ليس لي مصلحه في إزعاج أحد ولا أتحيز لأي شيء ولو عرفتني لغيرت إنطباعك عني. لكن شكراُ على النصيحه وأنا واثق من كلماتك أنك إنسان طيب.

ألووووو يا human_pulse
هذا توقيع الاخ محمد وهو لا يخصك خصا به
ولذلك تراه مرفقا بعد كل رد له

ردك الله الى الصواب

human_pulse
03-12-2008, 02:34 PM
آسف

human_pulse
03-12-2008, 02:37 PM
أستاذ ناصر،
نظر الله أمرءً أهدى إلي عيوبي. ربما أن طول التوقيع وفحواه جعلاني أظنه جزءً من المداخلة. آسف على سؤ الفهم. هل يلزمني كفاره؟

ناصر التوحيد
03-12-2008, 03:43 PM
لا عليك
فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون

متروي
03-12-2008, 06:20 PM
- ملاحظات حول التاريخ.
1- اولا التاريخ القديم كتب بلغة ميتة لا يعرفها على حقيقتها الا اهلها و معروف ان اللغة تستعمل الكنايات و الاستعارات و الالغاز و الحكم و الامثال لكن مترجمو هذه الكتابات الينا لا يملكون من ذلك شيئا فيفسرون الكلام كما هو ثم يخرجون علينا و يقولون زورا و كذبا هذه حقائق ؟؟؟؟؟
2- الامر الثاني ان الكتابات القديمة فيها كسور و تشويهات لا تحصى فيعمد هؤلاء القراء الى الاضافة من عندياتهم حسب هوى كل واحد فيهم او حسب ما قرؤه في الكتابات اللاحقة التي بينها و بين الاولى الف سنة او اكثر و يخرجون علينا و يقولون حقائق ؟؟؟؟؟؟؟؟
3- الامر الثالث و هو تحديد سنة الكتاب و هذه طامة كبرى فبين عالم و آخر تجد فروق تتجاوز ال 500سنة ثم يخرجون علينا و يقولون عمر الكربون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
4- قراءة الاسماء و التحريفات التي تلحق بها طامة كبرى و اذكر مثلا ان القراء العباقرة قرؤوا اسم الجماعة التي كتبت مخطوطات البحر الميت قرؤوها هكذا ( الايسيين ) و قرأها الدكتور احمد عثمان العيساويين فحرف العين العربي لا ينطقه الغربيون و المترجمون العرب ينقلون دون فهم و حروف المد غير موجودة في الكتابات القديمة و التعمد في الكذب موجود و ثابث بدليل ان هذه المخطوطات الكاملة لم تنشر حتى الان مع انها مكتشفة منذ 1947 م فأين التاريخ يا علماء؟؟؟؟
5- حتى يعرف المتعلمين التاريخ على حقيقته يجب اخذه من المصدر الاول لا ان نأخذ الترجمة عن سبعين ترجمة قبلها بحيث يحذف كل سابق ما يشاء منها ؟؟؟؟؟؟
6- اعجب من الملاحدة الكفار كيف يأخذون أراء هؤلاء المؤرخين كحقائق لا يرقى اليها الشك و لو كان لهم علم حقيقي لعرفوا انهم انفسهم غير مسلمين بتلك النتائج .

human_pulse
03-13-2008, 02:41 AM
الأستاذ عبد الواحد،
ما كنت أظن أن للخلفية الدينية في هذا المقام أية أهمية ولكن بما أنك سألت فعلي أن أعترف خوفاً من أن يؤدي السكوت إلى ترسيخ ما أبديت حولي من انطباعات.
أنا أنتمي إلى عائلة مسلمة وسنيّة محافظة جدا. وكذلك كنت في مرحلة الشباب. بل أنني شاركت في العمل الدعوي مع جماعة التبليغ في منتصف السبعينات حين كنّا نخرج من مدينة إلى أخرى نُلوّح للناس بالحل المثالي لإشكالات دنيا لم تكن قط مثالية. وكنت ألاحظ إدمان مشائخ الجماعة على استخدام الأحاديث الضعيفة والمكذوبة لتخويف الناس وحين أنكرت ذلك عليهم في أحد المواقف قالوا أن السلف أجازوا ذلك من أجل الترغيب والترهيب فقلت إن كانوا أجازوه فأنا لا أقبله. فشعروا بالنفور مني وبادلتهم ذات الشعور ثم مضيت في طريق ومضوا في طريق.
وعندما ذهبت إلى أمريكا لإكمال الدراسة ما بعد الجامعية تورطت في مناظرات مع طلبة مسيحيين كانوا يرغبون في استمالتي إلى دينهم وكنت أرغب في استمالتهم إلى الإسلام. وانتهت الجولات بالتعادل (صفر للكل) ثم مضيت في طريق ومضوا في طريق.
لكن للحقيقة فلقد رأيت منهم أثناء التحاور هدوء وأدب واحترام لم أشعر بوجودها في أسلوب أحمد ديدات الذي كنت أستعين بتسجيلات مناظراته عليهم.
وما كنت أثناء الحوار معهم أظن أنني بعد العودة لبلدي ببضع سنين سأعيد مراجعة كل ما كنت أستمتع بتلاوته وتحفظه من نصوص وأعيد التفكير في ما كنت أحسبه مُسلمات. لكنَّ رياح التفكير إذا هبت لا تبقي ولا تذر .هذا كل شيء.

محمد زايد
03-13-2008, 10:35 AM
إنة لمن العجيب فعلا ان ينتقل فكر إنسان من قمة اليقين إلى منتهى الشك (لاأدري) أم انة لم يكن يقينا لاأظن أنك كنت تفهم معنى الأيمان أنها غلطة الأباء فكان يجب قبل أن يعلمونا الصلاة والصيام أن يعلمونا اليقين كيف نعرف الله كيف نراة في كل شيء كيف نصل إلية دون مساعدة من احد ثم يأتي بعد ذلك دورنا في عدم الحفظ لمجرد الحفظ التدين لمجرد أن أسمي مسلما المناضرة لمجرد الرغبة في إستمالة غيري فيما لم اصل أنا نفسي إلى الإقتناع بة وفهم اساسة فأساسة الله وحب الله وأنت للأسف لم تصل إلى الله فكيف ستحبة وتجعل كل أعمالك لإرضائة (إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولاشكورا) صدق الله لعظيم
هذة الحالة فقط سنكون محصنين ولن نتأثر بشوائب لاتؤثر إلا في من لايعرف الله فالإيمان ليس أشخاص وإن كانو علماء فهم أولا وأخيرا أشخاص قدتكون مصالحهم الشخصية هي التي تحركهم وهناك حركات إسلامية قد تكون عالمية شعارها الرئيسي الغاية تبرر الوسيلة والغاية قد تكون سياسية إقتصادية ولاكنها أبدا لن تكون إسلامية
هل أنتم لاتؤمنون بوجود الله لما لاتتكلمون عن وجودة ما دخل بلقيس والأقصى في وجودة وإن لم يجد الباحثون شيئا مامعنى ذلك برأيك ان الله غير موجود وإذا فرضا كان العلماء قد اكتشفو شيئا هل كنت ستغير فكرك ودينك إن القرأن موجود ولايحتاج إلا تنقيب لما لاتستغل هذا الوقت في التنقيب فية لما لاتسأل نفسك من أين جاءت المعجزات العلمية واللغوية

ناصر التوحيد
03-14-2008, 02:42 AM
أنا أنتمي إلى عائلة مسلمة وسنيّة محافظة جدا. وكذلك كنت في مرحلة الشباب. بل أنني شاركت في العمل الدعوي مع جماعة التبليغ في منتصف السبعينات حين كنّا نخرج من مدينة إلى أخرى نُلوّح للناس بالحل المثالي لإشكالات دنيا لم تكن قط مثالية. وكنت ألاحظ إدمان مشائخ الجماعة على استخدام الأحاديث الضعيفة والمكذوبة لتخويف الناس وحين أنكرت ذلك عليهم في أحد المواقف قالوا أن السلف أجازوا ذلك من أجل الترغيب والترهيب فقلت إن كانوا أجازوه فأنا لا أقبله. فشعروا بالنفور مني وبادلتهم ذات الشعور ثم مضيت في طريق ومضوا في طريق.
وعندما ذهبت إلى أمريكا لإكمال الدراسة ما بعد الجامعية تورطت في مناظرات مع طلبة مسيحيين كانوا يرغبون في استمالتي إلى دينهم وكنت أرغب في استمالتهم إلى الإسلام. وانتهت الجولات بالتعادل (صفر للكل) ثم مضيت في طريق ومضوا في طريق.
لكن للحقيقة فلقد رأيت منهم أثناء التحاور هدوء وأدب واحترام لم أشعر بوجودها في أسلوب أحمد ديدات الذي كنت أستعين بتسجيلات مناظراته عليهم.
وما كنت أثناء الحوار معهم أظن أنني بعد العودة لبلدي ببضع سنين سأعيد مراجعة كل ما كنت أستمتع بتلاوته وتحفظه من نصوص وأعيد التفكير في ما كنت أحسبه مُسلمات. لكنَّ رياح التفكير إذا هبت لا تبقي ولا تذر .هذا كل شيء.

بل هي رياح السموم
وللحقيقة لا يمكن ان استوعب ان واحدا يعرف الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ويقول انه تورط في مناظرات مع طلبة مسيحيين (تقصد نصارى فهذا هو اسمهم الحقيقي ) وبعد العودة لبلده ببضع سنين يعيد مراجعة المُسلمات .. فاذا به يقول عنها :

ما كنت أحسبه مُسلمات
فهل كانوا سحرة ام نوموك مغناطيسيا

وللحقيقة لا يمكن ان استوعب ان واحدا يعرف أسلوب الداعية الكبير أحمد ديدات مناظر رؤوس النصرانية ثم يقول انه راى من حتة طلبة " مسيحيين " هدوء وأدب واحترام لم يشعر بوجودها في أسلوب أحمد ديدات . مع ان أسلوب أحمد ديدات أثّر في نفوس المستمعين له من النصارى وقساوستهم وتسببت بدخول كثير من المسيحيين وقساوستهم لدين الله الحق دين الاسلام , بل وأحبه منافسه في المناظرات انيس شروش..
وهل لو كان أسلوب الداعية الكبير أحمد ديدات كما تقول .. هل يحاوره اشخاص مثل "بول فندلى "عضو الكونجرس الأمريكى .. و "باستر أستانلى شوبيرج" كبير قساوسة السويد .. وكبار رجال الدين المسيحى أمثال: كلارك جيمى سواجارت أنيس شروش
فإن الداعية أحمد ديدات لا يخرج في أسلوبه وآرائه عما ورد في القرآن الكريم، فهو يدعو إلى مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} ويرى أن الدعوة إلى الله لا تكون إلا بالأسلوب الذي وضحه القرآن {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن}. فالمجادلة والمناظرة في الدعوة لا تكون إلا بالتي هي أحسن، والدعوة إلى الله يجب أن تكون بالحكمة، والموعظة الحسنة، هذا هو الأسلوب الذي دعانا القرآن الكريم أن نتبعه في الدعوة إلى الله، وهو الأسلوب الأمثل للدعوة.


وما كنت لاتصور ان رياح التفكير إذا هبت لا تبقي ولا تذر شيئا من كل المسلّمات بل وحتى لو كانت زوابع وأعاصيرا ..
وهل تكلمتم اقصد تحاورتم في كل المسلّمات حتى لم يبقوا منها شيئا ؟
وهل عدمت وجود مسلمين يساعدونك في حوارهم .. او تراجعهم وتفهم منهم ما اثرتموه في الحوار .. وما اكثرهم

وهل كنت لا تلاحظ إدمان مشائخ الجماعة على استخدام الأحاديث الضعيفة والمكذوبة قبل ان تخرج معهم من مدينة إلى أخرى ..
كما ان المعلوم عن جماعة التبليغ ان اي خروج لهم لا تقل فترته عن شهر .. فكيف تمكنت من توفير هذا الوقت كله رغم انك لا تزال طالبا يعني ملتزما بالحضور والدوام

ناصر التوحيد
03-14-2008, 04:27 AM
فدعك من الخراريف .. وخلينا في الحفريات بتوعك

حدثناك عن مملكة سبأ .. فقلت :

لا جدال حول مملكة سبأ
جيد

لكنك قلت عن مدائن صالح - نبي الله الى قومه ثمود - :

بأن النبطيين هم من أنشأها فيما يقارب الـ 100 عام قبل الميلاد من أجل حفظ جثامين موتاهم وأنّ لا علاقة لها بقوم ثمود ولا بصالح وناقته.هذا ما صرح به علماء الآثار من عرب وغربيين و كذلك المسؤولون عن تلك المنطقة الأثرية. ولمعرفة المزيد يمكن الإطلاع على ما نُشر بصحيفة الشرق الأوسط حول هذا الموضوع
ابدا ..
وما نُشر بصحيفة الشرق الأوسط حول هذا الموضوع هو كلام مراسلتهم الشاعرة في جدة والتي موضوع رسالتها الجامعية : فن المسرح " ..وصحيفة الشرق الأوسط صارت تغص بالعلمانيين .. والعلمانيون فاقدون للثقة والصدق ..

سانقل اولا الصورتين من الخبرين الذين وضعت رابطهما ثم اتيك بهذه الحقائق

http://www.asharqalawsat.com/2007/02/02/images/news.404564.jpg


لكن الصورة الثانية اوسع مدى من سابقتها :

http://www.asharqalawsat.com/2006/09/08/images/front.381814.jpg

وهذه هي الصور لمدائن صالح :

http://www.alfalaq.com/images/23md-saleh.jpg

وهذه اوسع مدى .. " مع ان الصحيفة اكتفت بصورة مغارة واحدة من بين كل هذه الكهوف والمغر !"

http://www.phroon.com/files/mdaeensale7-1.jpg

http://www.alfalaq.com/images/24md-saleh.jpg


ومدائن صالح توجد في وادي القرى والحجر التابعة لمدينة العلا
وفي غربها توجد أرض مدين وبها مقابر قوم شعيب عليه السلام وأصحاب الأيكة
ثمود من العرب البائدة وهم قوم صالح عليه السلام وسكنوا في وادي " الحجر "
ورثت ثمود أرض عاد التي أهلكها الله بذنوبهـا . فعمرت ثمود الأرض، وشـادوا القصـور في السهول (للصيف)- ظلت مطمورة تحت أطباق الثرى بعد أن مرت عليها الدهور الطويلة- ..واعطاهم الله القوه في نحت الجبال فنحتـوا من الجبـال بيـوتـا للشتـاء .. غير أنهم أشـركـوا بالله، وعبـدوا الأوثـان.
والانباط الذين جاءوا بعد ثمود - بعد فترة زمنية طويلة - سكنوا مدائن صالح
وتشمل حتى الان عدة كهوف ومقابر منحوتة في الجبال .. ويشاهد عند مدخل كل جبل دهليز مفرغ، ثم سلم من الصخر يصعد إلى بعض المجالس الجبلية وبعض المصاعد التي توصل إلى غرف واسعة، أمامها مقدمة جبلية فيها نحت كالشباك تطل منه على نوافذ صغيرة يدخل منها نور وشمس وريح، كما يشاهد على المداخل ونوافذ معظم الجبال نقوشاً قديمة الحفر، وبعض الكتابة "الثمودية ".
والنقوش الصخرية التي تركتها الأقوام المتعاقبة عليها .. هي آثار ثمودية وديدانية ولحيانية ونبطية " وليس كما ذكر الخبر لحيانية ونبطية فقط "


والحجر هو موضع ثمود بلا شك ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في أكثر من آية
قال الله تعالى {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين}.. الحجر آية (80)..
وقال تعالى {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ}. الحجر: 82.
وقال تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. الأعراف: 73
قال تعالى: { وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ } الأعراف74.

غير أن أصحاب الحجر كذبوا رسولهم صالحا، وأعرضوا عن آيات الله وهي الناقة وغـيرهـا. بل عقـروا النـاقـة وعتـوا عن أمر ربهم. فما هي إلا أن أهلكهم الله بذنوبهم.
قال تعالى: { وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } النمل 48-52.

قال القرطبي، الحجر ديار ثمود، وهو المراد هنا، أي المدينة
قال الأزهري قتادة، وهي ما بين مكة وتبوك، وهو الوادي الذي فيه ثمود.
وفي تفسير الطبري، هي أرض بين الحجاز والشام، وهم قوم صالح
كما ورد في تفسير الجلالين، واد بين المدينة والشام وهم ثمود.

وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما مر بالحجاز قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم ثم تقنّع بردائه وهو على الرحل.. ( صحيح البخاري).
وفي الصحيح عن ابن عمر أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الحجر أرض ثمود فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة.. فاستقوا منها واعتجنوا ببئارها .
وفي العصر العباسي كانت المنطقة تسمى أيضاً بـ(الحجر) ويؤكد ذلك قول البحتري في البيت التالي:
وكانوا ثمود الحجر حق عليهم وقوع العذاب والخصي لهم سقب
كما أشار صاحب كتاب لسان العرب إلى الحجر بقوله: الحجر: ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى وهم قوم صالح النبي صالح (صلى الله عليه وسلم)..
كذلك أشار الفيروز أبادي إلى الحجر وذكر أنها: ديار ثمود أو بلادهم
أيضاً ذكر ياقوت الحجر حين قال: اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام
قال الإصطخري: الحجر قرية صغيرة قليلة السكان، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال، وبها منازل ثمود..



وللعلم , فهناك " مدينة صالح " التي عرفت قديماً (بالرحبة)، وكانت في وادي القرى، وخربت في منتصف القرن الرابع الهجري، والرجل الذي تنسب إليه مدينة صالح ليس صالحاً النبي عليه السلام، وإنما هو من بني عباس.. كما ذكر ياقوت الرحبة حين قال: والرحبة. ناحية بين المدينة والشام قريبة من وادي القرى (الحموى، ج3، ص33). وهذه هي التي لا علاقة لها بقوم ثمود ولا بصالح عليه السلام

human_pulse
03-16-2008, 11:54 AM
الأقتباس من ناصر التوحيد:
فهل كانوا سحرة ام نوموك مغناطيسيا

سحره؟! لا. وأنا لا أؤمن إلا بنوع واحد من السحر وهو سحر العيون التي في طرفها حور ويحميني من هذا السحر الأسود حرصي على غض البصر والابتعاد عن تجمعات النساء. والتنويم لم يحصل أبدا. ولا أذكر أنني قلت أنهم أثروا علي ولا زعمت أني أثرت عليهم. أنا فقط - و لدرء الشبهات حولي - سردت أحداثاً حسب ترتيب حدوثها ولا يعني ذلك وجود علاقة سببيه بينها. أنت افترضت ذلك.
المسألة أنني لم أكن في السابق أقرأ النصوص الدينية بتمعن. كنت أقرأ بعيون العاطفة وأهز راسي مع الإيقاع اللفظي ويعميني الإبداع البياني عن تدبر المعاني. وبعدما حدث التدبر سبب الإدبار.

المشكلة أن الأيمان ليس وليد القناعة العقلية بل حالة نفسية يقويها الاقتداء اللاواعي. ولهذا فقد روي عن علي أبن أبي طالب قوله "لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره " والرأي هنا يرمز إلى العقل وليس مجرد الهوى.
ولهذا أيضا تجد أن هناك أديان كثيرة تزخر بما هو لا معقول ومع هذا فإنّ المؤمنين بها يتمسكون بأهدابها وينافحون عنها ويمارسون شعائرها بكل صدق وحرارة حتى ولو كانوا على مستوى عال من الثقافة ويعيشون في مجتمعات اشتهرت بالبحث العلمي والتقدم التكنولوجي. بل لا يتورعون عن توظيف نتائج العلم الحديث لتلميع نصوصهم ولكن هذا لا ينطلي إلا على المؤمنين بها أصلا.