المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تناقضات مزعومة



القلم الحر
02-29-2008, 10:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

زعم القس يوسف الحداد ان فى الكتاب العزيز تناقضات , و هذا رد على مزاعمه الساقطة

-
نفي المساءلة يوم القيامة وإثباتها، في قوله " فإذا نفخ في الصور، فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءَلون" (المؤمنون 101)؛ وفي قوله: "وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون" (الصافات 27) – (أما الصافات 50 ففي الجنة؛ والطور 25 ففي الجنة).


الجواب عن الاشكال واضح و بسيط
فالآيات التى تنفى التساؤل تنفيه في ظرف الحساب والقضاء
ولا ينافيه ما وقع في مواضع أخر من قوله تعالى: " وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " الصافات: 27، فإنه حكاية تساؤل أهل الجنة بعد دخولها وتساؤل أهل النار بعد دخولها


كتمان المشركين حالهم ثم إفشاؤه باقي قوله: "ولا يكتمون الله حديثًا" (النساء 42)، وفي قوله: "ثم لم تكن فتنتهم إلاّ أن قالوا: والله ربنا ما كنا مشركين" (الأنعام 23).

ققيل فيها عن ابن عباس: انهم يكتمون بألسنتهم فتنطق ألسنتهم وجوارحهم – ولا أثر في النصين لهذا التفسير، انما هو استخدم آية اخرى لا ذكر فيها للسؤال، بل هي شهادة بلسان الحال: "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون" (النور 24)، وهي شهادة أهل جهنم: "هذه جهنم... اليوم نختم على أفواههم، وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون" (يس 63 – 65).

وقيل فيها عن ابن الازرق عن ابن عباس: إن الله لا يقبل الاّ ممّن وحّده، فيسألهم فيقولون: "والله ربنا ما كنا مشركين"، فيختم على أفواههم وتُستنطق جوارحهم هذا تقريب بعيد للمتعارضين بآية أخرى بعيدة عنهما، فهو تنسيق لا يرفع التعارض.


لنكتب أولاً مجموعة الآيات الأولى والثانية:
مجموعة الآيات الأولى:
} وَ يَومَ نَحْشُرُهُم جَمِيعَاً ثُمَّ نَقُولُ للَّذينَ أَشرَكُوا أينَ شُرَكَاؤُكُم الَّذين كُنتُم تَزعَمون  ثُمَّ لَم تَكُن فِتنَتُهُم إلاَّ أنْ قَالُوا وَاللهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشرِكين  انظُرْ كَيفَ كَذَبوا عَلى أَنفُسِهِم وَضَلَّ عَنهُم مَا كَانوا يَفتَرون { الأنعام 22 ـ 23 ـ24
مجموعة الآيات الثانية:
} فَكيفَ إذا جِئنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَجئنَا بِكَ عَلَى هَؤلاءِ شَهيدَا يَومَئِذٍ يَودُّ الَّذينَ كَفَروا وَعَصَوا الرَّسولَ لَو تُسوّى بِهِم الأرضُ وَلا يَكْتِمونَ اللهَ حَديثا {
النساء 41 ـ 42
نلاحظ الفوارق بين المجموعتين بصورةٍ سريعةٍ:
1. المجموعة الأولى هم الذين أشركوا، والمجموعة الثانية هم الذين كفروا.
2. المجموعة الأولى يحشرهم جميعاً، والمجموعة الثانية من كلّ أمةٍ فوج ومعهم شهيد.
3. المجموعة الأولى هم الأتباع من غير القادة، والمجموعة الثانية هم القادة بدون الاتباع.
4. المجموعة الأولى مستمرّةٌ في الفتنة وتحاول الحصول على فرصة، والمجموعة الثانية معترفةٌ لا فرصةَ لها.
5. المجموعة الأولى المشركون من كلِّ الأمم ولكافة الأزمان، والمجموعة الثانية الذين كفروا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لوجود اسم إشارة للقريب (هؤلاء) و(عصوا الرسول).

فما هي العلاقة بين الآيتين ليحدث التناقض المزعوم بينهما؟
فالمعترفون مجموعةٌ، والمنكرون مجموعةٌ غيرها، والمعترفون في زمانٍ، والمنكرون في كلِّ زمانٍ، والمعترفون قادةٌ والمنكرون أتباعٌ..

- 3 –
خلق السماء أو الأرض، أيهما تقدًّم؟ في قوله: "أم السماء بناها، رفع سمكها فسوّاها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، والأرض بعد ذلك دحاها، أخرج منها ماءًها ومرعاها، والجبال أرساها" ( ا لنازعات 27 – 32)، مع قوله: "قلْ: أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين، وتجعلون له أنداداً، ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها، وبارك فيها وقدَّر فيها أوقاتها في أربعة أيام سواء للسائلين. ثم ا ستوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض: ائتيا طوعاً أو كرهاً، قالتا أتينا طائعين، فقضاهن سبع سموات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرها، وزيّنا السماء الدنيا بمصابيح" (فصلت 9 – 12).




الخالقَ تعالى لا يحتاج إلى أزمنة الخلق، بل قدّر لتمام الخلق والتكوين أزمنةً تلائم نفس الخلق في سُنَنٍ وضعها. وإذن فالأيّام المذكورة هي ليس فترةً قضاها في خلق هذه الأشياء، بل هي آمادٌ مضروبةٌ لها لتتشكّل كيفما شاء. وكما حدّدَ لها آماداً للتشكّل فقد حدّدَ لها آجالاً أيضاً. قال تعالى:
} وَمَا خَلَقنَا السَّماواتِ والأرضِ إلاَّ بالحَقِّ وأَجَلٍ مُسمّى { الأحقاف 3
فما أدراهم أنَّ بعضها لا زال في طورٍ من أطوار التكوين.. بل لا بدَّ من ذلك. فالأيّام الستّة هي رقمٌ عدديٌّ بديلٌ عن الأمد المضروب نفسه.
والحديث عن (أيّامٍ) وقت لا زال فيه الفلك في أوّل تكوينه وتشكيله، ووقت لم تنبثق عنه حركةٌ منتظمةٌ، هو من باب الحديث عن المعدوم. إذ كيف يفترض وجود زمانٍ قبل تكوّن حركة الفلك؟
ولكن حينما يكون هذا الزمان هو زمان الأجل التامّ فإنَّه سيكون من خصائص حركة الفلك، ويكون له معنى يفهمه السامع ويقدّره. ويكون هو الظرف العام لحركة هذه الأجزاء كلّها.. فهي إذن (فيه) تتحرّك وتتكوّن، و(فيه) تقع حوادثها من البدء والإعادة.
و لو قال الرجل لابنه المسافر (قدّرتُ لك نفقةً وطعاماً في شهرين)، لكان معناه أنَّ الطعام والنفقة يكفيانه شهرين، وليس المعنى أنَّه قضى شهرين في تقديرها. فلماذا أصبح قوله تعالى (وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين) مختلفاً، وأصبحت الأيام الأربعة ماضية كلّها؟ و لم يسأل أحدٌ عن معنى (سواء)، وبماذا هو متعلّق بالتقدير أم بالأيام الأربعة؟. فمن الواضح لغوياً أنَّه متعلّقٌ بأربعة أيامٍ فيها يظهر جميع السائلين. فهو من هذه الجهة أمدُ الخلق نفسه لا أمدُ السماوات والأرض. ومعلومٌ أنَّ حُقباً ودهوراً مرّت على أجناس وأطوار من الكائنات قبل الإنسان… فهذه الأيام الأربعة هي أمدُ الحياة على الأرض.
والخلق (مستمِّرٌ). قال تعالى:
} وَيَخلُقُ مَا لا تَعلَمون { النحل 81
وإنَّ توسيع السماء مستمرٌّ:
} والسَماء بَنينَاهَا بأيدٍ وَإنَّا لَموسِعون { الذاريات 47
مع وجودُ فعلِ مضارعٍ بجوارِهِ فعل مضارعٍ مستمرٍ في قوله تعالى:
} أنَّهُ يُبديءُ ويُعيد { البروج 13
فالخطأ كلُّ الخطأ هو في تصوّر أنَّ الأيام الستة مضت كلّها كزمنٍ للخلق، بينما الزمن لم يظهر كحركةٍ للفلك إلاَّ بعد الخلق الذي هو مستمرٌّ في ظرف زمانه.
والأرض هي جزءٌ من هذا الكون الواسع وأنَّه تعالى بدأ الجميع خلقاً وإيجاداً، إلاَّ أنَّه فصل المراحل والأحقاب والآجال في هذه الآيات


قوله "فألقى (موسى) عصاه، فإذا هي ثعبان مبين" (107:7؛32:26)، وهو الكبير من الحيات؛ مع قوله: "فلمّا رآها تهتز كأنها جان" (10:27؛31:28)، وهو الصغير من الحيات. إنه اختلاف تعبير، لا اختلاف أحوال.
الجواب عن هذا – كما ذكر العلامة الشنقيطى - أنه شبهها بالثعبان في عظم خلقتها وبالجان في اهتزازها وخفتها وسرعة حركتها فهي جامعة بين العظم وخفة الحركة على خلاف العادة


– هل من سؤال في يوم الدين؟ يقول: "وقفوهم انهم مسؤولون" (24:37) ويقول: فلنسألن الذين أرسل اليهم، ولنسألن المرسلين" (6:7)؛ ثم يقول: لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان" (39:55).

كما قال العلامة الشنقيطى - السؤال قسمان: سؤال توبيخ وتقريع, وأداته غالبا (لم )، وسؤال استخبار واستعلام وأداته غالبا (هل) فالمثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع, والمنفي هو سؤال: الاستخبار والاستعلام، وجه دلالة القرآن على هذا أن سؤاله لهم المنصوص في القرآن كله توبيخ وتقريع كقوله: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ, مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ}, وكقوله: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ}، وكقوله: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}، وكقوله: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}، إلى غير ذلك من الآيات، وسؤال الله للرسل ماذا أجبتم لتوبيخ الذين كذبوهم كسؤال الموؤودة بأي ذنب قتلت لتوبيخ قاتلها.

الأمر بالفحشاء. يقول: "إن الله لا يأمر بالفحشاء" (28:7 كذلك 90:16؛ 45:29) – ولا يأمر بالفحشاء الاّ ابليس (169:2؛ 268:2؛ 21:24) – ولكنه يقول أيضًا: "أمرنا مترفيها ففسقوا فيها" (16:17).

معنى {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}: أي كثرناهم حتى بطروا النعمة ففسقوا، ويدل لهذا المعنى الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد مرفوعا من حديث سويد بن هبيرة ـ رضي الله عنه ـ: "خير مال امرئ مهرة مأمورة أو سكة مأبورة" فقوله مأمورة أي كثيرة النسل وهي محل الشاهد.


بصر الكافرين في يوم الدين. يقول: "فبصرك اليوم حديد" (22:50). ثم يقول: "خاشعين من الذل ينظر و ن من طرف خفي" (45:42).

قال العلامة الشنقيطى فى كتابه القيم " دفع ايهام الاضطراب ":
"قال بعض العلماء: فبصرك اليوم حديد أي تدرك به ما عميت عنه في دار الدنيا ويدل لهذا قوله تعالى: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا} الآية، وقوله: {وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}الآية، وقوله: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

فخر الدين المناظر
02-29-2008, 10:38 PM
بارك الله فيك على هذا الجمع المبارك،وهؤلاء الأغبياء مازالوا يؤمنون بخرافة وجود التناقض في القرآن الكريم، وهذه روابط بها فائدة أيضا إن شاء الله تعالى:

الأجوبة البهية على الأسئلة الغبية (الجزء الأول) (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8503)

الأجوبة البهية على الأسئلة الغبية ( الجزء الثاني ) (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8620)

الأجوبة البهية على الأسئلة الغبية (الجزء الثالث والأخير) (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9267)

انسانه
02-29-2008, 10:58 PM
العجيب ان رجلا عاش قبل اكثر من 1400 سنه بصحراء قاحلة اهلها يخيم عليهم الجهل والخرافات والاساطير و....الخ الى مالانعلمه من

العجائب في ذاك الزمن

انه لم تؤخذ عليه اي كلمة تناقض مع العلم الحديث او اي خبر اخبر به وكان كذب ,, ألا يكفي هذا بحق انه نبي ورسول من الله

جمعني بك الله ياحبيبيي يارسول الله( ص )

جزاك الله خيرا اخينا القلم الحر على ماتقدم وتذود به عن دين الله وجمعك الله به( ص )

muslimah
03-01-2008, 09:49 AM
لو كان عند أولئك ذرة من عقل ما تفوهوا بكلمة
فلو كان في كتاب الله أي تناقض
أو كان من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وجدنا هذه الآية الكريمة التي هي بمثابة تحد لهم لإيجاد تناقض فيه

{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82

القلم الحر
03-01-2008, 06:21 PM
بارك الله فيكم

ايمان نور
03-01-2008, 06:47 PM
الله ينور عليك يا استاذنا كفيت ووفيت

البرهان الساطع
03-02-2008, 02:21 PM
الكل يطبل و يزمر و يصفق لرد شبهة اختلاف القرآن و تناقضه مع بعضه ، و التناقض واضح هنا في مثالين لا يمكن ردهما بأي شكل من أشكال اللف وة الدوران و التأويل :
1 _ الله يأمر المترفين فيفسقوا ، ثم يقول :لا يأمر بالفحشاء ...تناقض لا يقنع في رده أي جواب .
2 _ خلق الأرض بعد السموات [ و الأرض بعد ذلك دحاها ] و خلقها قبل السموات [ ثم أستوى إلى السماء و هي دخان ]، فكلمة بعد ذلك و كلمة ثم تفيدان الترتيب وهنا يكمن التناقض .
الاختلاف مليء بالقرآن ، لكن لا يمكن أن يراه من ازال عقله جانبا و وضع القرآن مكانه مقدسا لا يمكن التفكر فيه و في اختلافه .
أنما من يظن أن النبي محمد لم يناقض العلم فهو مسكين كبير لجهله بالعلم ، فالنبي مثلا يقول في صحيح البخاري : لا عدوى ، و العلم أثبت العدوى ، و يقول : يجمع خلقه في بطن أمه اربعين يوما نطفة كما في الصحيحين ، و العلم يقول أن النطفة عمرها ساعات و بعد 42 يوم يكون الجنيني قد تشكلت أقسامه الرئيسية ،و القرآن يقول و مسونا العظام لحما ، و العلم يقول أن التعظم لا يكون مطلقا قبل نشوء العضلات و الأنسجة و الأجهزة الرئيسية ، بل يحدث بعد ذلك و يستمر لما بعد الولادة ، و النبي يقول أن اربعة أسياء من الغيب لا يعلمها إلا الله و ذكر جنس الجنين ، و العلم يعرف الآن ببساطة جنس الجنين ...ة هكذا لا يخرج الإسلام عن ثقافة عصره ...الله يهيدكم جميعا ...

د. هشام عزمي
03-02-2008, 07:38 PM
ما يؤتى المرء إلا من ضيق فهمه وقلة استيعابه ، والواقع أن ما ذكره الزميل (البرهان الساطع) في المشاركة السابقة مردود عليه وقد بينه أهل العلم لمن ساورته الشبهات في الماضي والحاضر .

وما أغاظ الزميل الملحد هو رد الشبهات وتفنيدها ، وما ذكره من وجود تناقضات لا يمكن تبريرها ، فإنما هو من غروره وتسرعه ، فإنا والله ما وجدنا لكم شبهة إلا وردها عندنا ، وما فتئتم تحذروننا من التناقضات والإشكالات ، فوالله الذي لا إله غيره ما وجدنا إشكالاً ولا عيبًا إلا في عقولهم وفهومكم ، شفاكم الله .

أما قوله (الله يأمر المترفين فيفسقوا ، ثم يقول :لا يأمر بالفحشاء) ، فالله لم يأمر المترفين بالفسق ، بل أمرهم بالخير ففسقوا كقولك : أمرته فعصاني ، فأنت كما أمرت بالطاعة فعصاك ، كذلك الله أمر المترفين بالخير ففسقوا ، وهذا واضح جلي لمن يحسن العربية وقد ذكره المفسرون في تفاسيرهم .

وقوله (خلق الأرض بعد السموات [ و الأرض بعد ذلك دحاها ] و خلقها قبل السموات [ ثم أستوى إلى السماء و هي دخان ]، فكلمة بعد ذلك و كلمة ثم تفيدان الترتيب وهنا يكمن التناقض) خطأ ؛ لأن (ثم) لا تفيد الترتيب كما توهم إلا في عطف الاسم على الاسم والفعل على الفعل ، أما في الجمل فليس كذلك ، وانظر الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس .. أما (بعد ذلك) فلا تفيد الترتيب لأنها أحيانًا تأتي بمعنى (مع ذلك) كقولك : هو كريم وهو بعد ذلك فصيح . وقد فسرها بذلك ابن عباس ومجاهد وغيرهم من السلف ، وهم عندنا أعلم بالعربية وبالقرآن من مجاهيل الملاحدة .

وقوله (فالنبي مثلا يقول في صحيح البخاري : لا عدوى ، و العلم أثبت العدوى) من جهله بمراد النبي صلى الله عليه وسلم ، فمقصوده إنه لا عدوى للشيء في ذاته إلا بإذن الله ومشيئته ، والحديث جاء في سياق الرد على المتعلقين بالأسباب من دون الله تعالى ، وإلا فقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم العدوى في أحاديث عدة كقوله (فر من المجذوم فرارك من الأسد) .

وقوله (يجمع خلقه في بطن أمه اربعين يوما نطفة كما في الصحيحين ، و العلم يقول أن النطفة عمرها ساعات و بعد 42 يوم يكون الجنيني قد تشكلت أقسامه الرئيسية) فهو من جهله بما يقوله العلم وما ذكره علماء الأجنة والأطباء في هذا المجال ، وقد أشبعنا هذه النقاط بحثًا في مواضع مختلفة من المنتدى .

وقوله (القرآن يقول و مسونا العظام لحما ، و العلم يقول أن التعظم لا يكون مطلقا قبل نشوء العضلات و الأنسجة و الأجهزة الرئيسية ، بل يحدث بعد ذلك و يستمر لما بعد الولادة) فهو لجهله بمراد الله تعالى ، فقوله تعالى (فكسونا العظام لحمًا) لا يعني أن خلق العظام سبق اللحم ، بل معناه أنه خلق العظم مكسوًا باللحم لذا قال (فكسونا) ولم يقل (فخلقنا) وهذا التصوير كما يضع المرء قدمه في الجورب الخالي ، ثم إن المضغة أصلاً هي قطعة من اللحم ، فالقرآن لا يحكي خلق اللحم بعد العظام كما فهم القاصرون .

وقوله (و النبي يقول أن اربعة أسياء من الغيب لا يعلمها إلا الله و ذكر جنس الجنين ، و العلم يعرف الآن ببساطة جنس الجنين) هذا جهل فاضح ، فهو يقصد آية سورة لقمان (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام) لا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم إن الآية تقول (ما في الأرحام) لا جنس الجنين ، فهل كل ما في الرحم هو جنس الجنين فقط ؟!! إنها حقًا عقول قاصرة .

والخلاصة إن هذه الشبهات ناشئة عن الجهل باللغة وأساليب البلاغة من جهة ، وعن الفهم المغلوط لنصوص الآيات والأحاديث من جهة أخرى .

والله يهدي إلى سواء السبيل .

ناصر التوحيد
03-02-2008, 07:55 PM
والخلاصة إن هذه الشبهات ناشئة عن الجهل باللغة وأساليب البلاغة من جهة ، وعن الفهم المغلوط لنصوص الآيات والأحاديث من جهة أخرى .
والله يهدي إلى سواء السبيل .
نعم
جهل مركّب ..جهل فوق جهل فوق جهل ..طبقات بعضها فوق بعض ..
فالله المستعان على بشر يحملون عقولا لا يستعملونها
انما هي منه مجرد تعبير عن غصات قلبه المريض والموجوع من ضربات هذه البراهين والدلالات الايمانية والعلمية

عبد الواحد
03-05-2008, 08:32 AM
خلق السماء أو الأرض، أيهما تقدًّم؟ في قوله: "أم السماء بناها، رفع سمكها فسوّاها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها، والأرض بعد ذلك دحاها، أخرج منها ماءًها ومرعاها، والجبال أرساها" ( ا لنازعات 27 – 32)، مع قوله: "قلْ: أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين، وتجعلون له أنداداً، ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها، وبارك فيها وقدَّر فيها أوقاتها في أربعة أيام سواء للسائلين. ثم ا ستوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض: ائتيا طوعاً أو كرهاً، قالتا أتينا طائعين، فقضاهن سبع سموات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرها، وزيّنا السماء الدنيا بمصابيح" (فصلت 9 – 12).
السؤال: خلق السماء أو الأرض، أيهما تقدًّم؟
الجواب عليه في قوله تعالى: ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)
إذاً السماوات والْأرض كَانَتَا رتقا واحدا وبالتالي لا معنى للسؤال عن أيهما خلق أولاً.

ويبقى السؤال عن الخلق بمعنى التحويل من حال إلى حال.
(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)
هذه أطوار مرت بها السماء المخلوقة من قبل وليس الخلق من عدم.
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا)
دُحيت الأرض المخلوقة من قبل. دحيها هو طور من أطوار تكونها و ليس أول تكونها.
كان ذلك في سورة النازعات (27 الى 30) أما في فصلت (9 و 10)
(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * {10} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ )
ذكر أطوار مدة خلق الأرض لا ينفي وجود السماء من قبل ولا ينفي مرورها هي الأخرى بأطوار خلق خاصة بها ابتداء من طور الرتق الذي فتق.
{11} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
ثم إستوى إلى سماء مخلوقة من قبل (وهي دخان)
{12} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
فغير حالة السماء من دخان إلى سبع سماوات.


خلق السماء أو الأرض، أيهما تقدًّم؟
للجواب يكفي عرض ملخص الآيات دون أي تأويل:
أقدم طور نعلمه عن خلق السماوات والأرض نجده في قوله ( السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا )
ثم فتقهما الله
ثم رفع الله سمك السماء
ثم دحى الأرض وجعل فيها رواسي وقدر أقواتها في أربعة أيام.
ثم سوى السماء الواحدة و هي دخان إلى سبعة سموات.

فأين هو ذلك التناقض ؟

فؤاد
03-05-2008, 04:59 PM
أخي عبد الواحد
رد مخرس لا يستطيع الملحد ان يفتح فمهاه ليناقش هذه النقطة مرة اخرى
بارك الله فيك وعلمك ما لم تكن تعلم

ناصر التوحيد
03-05-2008, 05:33 PM
1 _ الله يأمر المترفين فيفسقوا ، ثم يقول :لا يأمر بالفحشاء ...تناقض لا يقنع في رده أي جواب .
...
التناقض فيك لجهلك
"
وذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها"
وبماذا أمر الله مترفيها ؟؟
أمر الله مترفيها بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ونهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي
كما في قول الله تعالى :
((ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) سورة النحل آية رقم 90
امرنا مترفيها اي امرناهم بالطاعة والصلاح
فماذا فعل مترفوها ؟؟
ففسقوا فيها اي عصوا امر الله لهم بالطاعة والصلاح
لقوله تعالى في سورة الكهف (( ففسق عن أمر ربه ))
هل رايت هذا التناسق والترابط بين ايات القران الكريم

فقوله تعالى ((وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها)) أي رؤسائها بالطاعة علي لسان رسلنا ((ففسقوا فيها)) اي خرجوا عن امرنا فحق عليها القول عليها القول) بالعذاب (فدمرناها تدميرا) اهلكناها بإهلاك أهلها
والعذاب لا يكون الا بعد التبيان لهم ما يجب عليهم
"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
هل رايت عدل الله تعالى وهل رايت أنه تعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه

تفسير الجلالين:
(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) منعميها بمعنى رؤسائها بالطاعة على لسان رسلنا (ففسقوا فيها) فخرجوا عن أمرنا (فحق عليها القول) بالعذاب (فدمرناها تدميرا) اهلكناها بإهلاك أهلها وتخريبها

عبد الواحد
03-06-2008, 08:25 AM
أخي فواد جزاكم الله خيراً على مروركم الكريم.
أخي ناصر التوحيد صدقت .. (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) أي خرج عن أمر ربه.
كما جاء في المعجم فسق أي خرج فنقول: فَسَقَتِ الرُّطبة عن قشرها/ فَسَقَتِ الفَأْرَةُ عن جُحْرها.
وبالتالي (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا) تعني (أمرنا مترفيها فخرجوا عن طاعته) وليس كما يدعي المعترض (أمرهم بالفسق)
لو كان لهذا المعترض عقل لعلم أن الجملة حسب فهمه لا تستقيم: (أمرهم الله بالخروج عن أمره) هذه الجملة فيها تناقض دائري:
إذا خرجوا -عن أمره بالخروج عن أمره- لما خرجوا.
وإذا أطاعوه - في أمره بالخروج عن أمره - لما أطاعوه.