المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات فى اّيات الله



ايمان نور
04-07-2008, 02:21 AM
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
صراحة كنت أنوى
كتابة مقال عن الصدقة وأشكالها ومصارفها وتوقفت عند هذه الاّية فتدبرتها وتغير مسار المقال الى تأملات فى اّيات الله تأمل لهذه الاّية النور
ماشاء الله كان .. ان شاء الله تعالى أكتب مقال شامل عن الصدقة
---------
الاّية الكريمة تحمل دعوة لفوز عظيم وربح لا حد له _دعنا نقول صفقة_ رابحة بكل تأكيد لا يمكن ان تخسر ابدا لانها صفقة وتجارة لن تبور لانها مع الله تعالى
الرابح الأكبر المتصدق يليه المتصدق عليه وان كان الاخير ربحه دنيوى فان ٍ قليل فأرى ان الرابح الأكبر والأول والأخير المتصدق
لكن العظمة التى جذبتنى والابداع الذى شد اليه خلدى **ترتيب كلمات الاّية **
$أولا --من ذا الذى ...سؤال لجذب الإنتباه وشد القارىء والسامع
$ ثانيا -- يقرض الله ....اى فى سبيله وطلبا لمرضاته
$ثالثا -- فيضاعفه له ...نتيجة الصفقة او الربح او نتيجة تلبية الدعوة او الجائزة
$رابعا -- العظمة العظمة فى والله يقبض ويبسط انظر هنا يذكرك الله
تذكر يا فلان يا مالك المال والعقارات والملابس والسيارات أنت وملكك ملكى "الله"أنا من بسطت لك وضيقت على الفقير فكما بسطت أقبض وأضيق فكما قبضت عليه وقدرت رزقه ممكن أن اقبض عليك ولكنّى بسطت فاشكر بالصدقات
%وقفة
===== قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْـزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
أى اعلم أنى أنا الله مالك الملك وأنت وملكك ملكاً لى أرفع بعضكم فوق بعض درجات أرفع هذا وأُذل ذاك اُعطى هذا أقدر واُضيق رزق ذاك
ثم
[ بيدك الخير]
بيدى اعطى من منعت عنه وقدرت"ضيقت" عليه بعض رزقى
بيدى وحدى الرفع والذل والمنح والمنع لأنى اعرف الخير لكم
ثم
[إنك على كل شىء قدير]
أى قدرتى واسعة بيدى أعطى من حرمت وأذل من رفعت .ومن حرمت =الفقير=امتحان للغنى فى الدنيا
%انتهت الوقفة نعوووووووود
$خامسا --وإليه ترجعون ...أى يوما ما ستعود إلى مالكك الملك بعملك لا بمالك ولا جاهك ولا ملكك لا صحة ولا أهل ولا عيال فقط عملك
فتذكر أن من ضمن عمملك الذى ستراه عندى صدقة تصدقت بها فضاعفتها لك اضعافا كثيرة
او ترى مالا بخلت به فسأسالك فيما أنفقته وأين حق الفقير فيه من صدقة وزكاة
*************لماذا أو كيف نرى العظمة فى هذا الترتيب ؟؟
أولا الله أكبر ما شاء الله
كان من الممكن ان يقول مالك الملك سبحانه وتعالى - الله يقبض ويبسط وإليه ترجعون فاقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم اضعافا كثيرا -اى يبدأ بما انتهى به
لكن انظر للترتيب المشار اليه فى الاّية الكريمة
جاءت أولا وثانيا ثم ثالثا كشرط وجوابه الذى يخرج صدقات يضاعفها له أضعافا كثيرة فالحسنة عند الله تتضاعف بمنه وكرمه وفى الحديث ===
ولأن الله سبحانه وتعالى ** كريم
يبدأ بالإحسان قبل ان يظهر نعمه "اقصد بسطه على الغنى "
لا يمنن بعطاء وهبة منه لعبده
جاء تذكيره فى رابعا فى "والله يقبض ويبسط"
تذكير لا يمنن به عليك بل تذكيرا لإحياء الخير فى القلوب حتى لا تأخذها زينة الحياة الدنيا
ولأن الله تعالى **شكور
قدم شكره
وشكر الله لعباده وحسناتهم جاء بمضاعفة الحسنات اضعافا كثيرة لا حد لها
قال صلى الله عليه وسلم : من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – فإن الله يقبلها بيمينه ، ثم يربيها له كما يربي أحدكم مهره ، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد
ولأن الله تعالى **جبار
انظر --يقبض ويبسط--
كلمتنان تهتز لها القلوب المؤمنة انت الاّن معك ربما بعد دقائق تحدث مصيبة يضيع فيها نصف او كل مالك والله سمعنا هذا كثيرا الدنيا اكبر وأوسع شاهد
تشعر فى (يقبض ويبسط) بحلاوة اسم الجبار
فهو يجبر بعبده الفقير الضعيف المنكسر فهزنا الله بتلك الكلمات من أجل ان نخرج صدقات للفقراء ليجبر الله بعبده الفقير وكما قلت قادر الله ان يبسط عليه ولكنه امتحان للغنى فإن كفر الغنى بنعم الله عليه ولم يؤدى شكرها بالصدقات فكما الله جبار للضعفاء جبار على الظالمين
ولأن الله تعالى**عدل
ايضا فى يقبض ويبسط تشعر بحلاوة اسم العدل
فكما أعطاك وأخذ من الفقير أوجب عليك الزكاة والصدقات وأسقطها عنه هو تتلمس عدل عظيم تدبر تدبر تدبر
ولأن الله تعالى **الاّخر
انهى الاّية الكريمة النور ب ( وإليه ترجعون) اى ان كل من عليها فان وأنت ومالك لله سيسألك عن عمرك وعن تلبية أمر الله واجتنابك نواهيه سيسألك عن حقوق الفقير فى مالك فتذكر يا مالك المال (وإليه ترجعون) أى
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )
فسبحان الكريم الشكور الجبار العدل الاّخر
فهلا يا فان ٍ تصدقت بفان ٍ على فان ٍ لتتنعم بخلد ونعيم مقيم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تذكر لا تقل معى القليل و" يربى الصدقات"
مال قميص بطانية قطعة أثاث ملقاة على سطح منزلك
من تأملاتى

إيمان عبد الفتاح

ايمان نور
04-07-2008, 02:25 AM
هذا الموضوع تمهيد لسلسلة حول فهم وشرح مبسط لاّيات معينة يلتبس على البعض فهمها من المسلمين وغير المسلمين
هذا الموضوع مختلف عن السلسلة ولكن وضعته لغرض يظهر غدا إن شاء المولى
السلسلة ستكون بعنوان
تأملات فى اّيات الله للمسلمين وغير المسلمين
سأتناول شرح اّيات
مثل
وما رميت إذا رميت ولكن الله رمى
ومن يضلل الله فما له من هاد
وغيرها
أظن اتضحت الصورة
أسأل الله أن يضع القبول فيها
سأبدأ غدا نظرا لتأخر الوقت
رعاكم الله وسدد خطاكم
السلام عليكم

نصرة الإسلام
04-07-2008, 07:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ,اولاً : جزاك الله خيراً اختى العزيزة ايمان و اعانك على اتمام ما بدأتيه و ثقل به ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .
ثانياً : نعلم ان القرآن الكريم بحر لا تنقضى غرائبه و لا تفنى عجائبه حتى فى الآية الواحدة , و لذلك فانى اضيف معنى آخر بعد الذى ذكرتيه حول قوله تعالى فى الآية الكريمة (....و الله يقبض و يبسط و اليه ترجعون ) و كأن الله تعالى يلفت نظر العبد المتصدق الى انه قد يتأخر وعده فيقدر على العبد رزقه بعد تصدقه امتحاناً منه تعالى للعبد , ايثبت على طاعته و يستمر فى صدقاته ام لا ؟؟؟ ايشك فى وعد الله له ببسط الرزق ام لا ؟؟؟ فاعلم ايها العبد ان الله تعالى يقبض و يبسط لمن يشاء , كيف يشاء و متى يشاء لحكمة يعلمها سبحانه و تعالى , فقد يؤخر الله الوعد ليس فى الدنيا فقط , بل و قد يدخره للعبد فى الآخرة و لذلك قال ( و اليه ترجعون ) فانك ايها العبد حتماً ملاق ربك فى الآخرة فيثيبك على ما فعلت اضعافاً مضاعفة - مهما تأخر الوعد و الاثابة - .
ثالثاً : تذكرنى آية سورة البقرة باختها فى سورة المائدة , فقال تعالى ( و لقد اخذ الله ميثاق بنى اسرائيل و بعثنا منهم اثنى عشر نقيباً و قال الله انى معكم لئن اقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و آمنتم برسلى و عزرتموهم و اقرضتم الله قرضاً حسناً لاكفرن عنكم سيئاتكم و ..... ) فالشاهد ههنا ان الله تعالى قال ( و اقرضتم الله ) و لم يقل - و اقرضتمونى - فأسند تعالى طاعة الاقراض الى لفظ الجلالة ( الله ) و لم يسندها الى ضمير المتكلم على الرغم من كون السياق متلائماً جداً مع ضمير المتكلم , و هذا و الله اعلم يدل على شيئين :
1- تعظيم قدر طاعة الصدقة و الاقراض حيث اقترنت باسم العظيم جل جلاله , و من ثم تعظيم اجرها و ثوابها .
2- لفت النظر و جذب الانتباه من خلال اسم الله و انه يقترض على الرغم من كونه غنياً غير محتاج و لا فقير , فيثار انتباه العبد و يسعى جاهداً الى معرفة كيف يستقرضه ربه ثم يسارع الى فعل تلك الطاعة العظيمة طمعاً فى ثواب الله و كرمه و جوده .
و الله تعالى اعلم و اعز و اكرم