حسام الدين حامد
05-07-2008, 10:28 PM
إذا كان كل شيء في الكون لا يكون إلا بإرادة الله عز و جل ، فكيف نفهم مع ذلك وجود أفعالٍ اختياريةٍ للعبد ؟ و كيف نفهم مسؤوليته عنها رغم ذلك ؟
الجواب :
يجب على كل مؤمنٍ أن يؤمنَ بمشيئة الله النافذة و قدرته الشاملة لكل شيء حتى الأفعال الاختيارية ، و لا تعارض بين أن يكون للعبد إرادةٌ و للرب إرادة ، لأن إرادة الله عز و جل هي القاهرة ، قال تعالى ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) " الأنعام : 18 "
فهو سبحانه بإرادته القاهرة أراد أن يكون للعباد أفعالٌ اختيارية ، و لو شاء لجعل كلَّ أفعالهم اضطرارية ، و لجعلهم مكرهين على أعمالهم ، كما أنهم مكرهون على أصل وجودهم ، و لكنه أراد أن يكون للإنسان إرادةٌ على بعض أعماله ، و هذه الإرادة تابعةٌ لإرادة الله عز و جل ، كما قال ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) " التكوير : 28-29 "
فأفعال العباد تكون بإرادتهم التي خلقها الله لهم ، فلا مانع أبدًا أن يخلق الله شيئًا ثم يجعله سببًا في وجود مخلوق آخر ، كما يخلق الله عز و جل الولد من أبٍ و أم ، فهل كون الأب و الأم مخلوقيْن يمنع من كونهما سببًا في حدوث الولد ؟
و هل كون الولد مخلوقًا ينفي مسؤولية أبويه عنه ؟ أو يمنع أن ينسب إليهما ؟
في ضوء هذا المثال السابق تستطيع أن تفهم العلاقة بين إرادة العبد و إرادة الرب ، و مسؤولية العبد عن أفعاله في نفس الوقت .
فالفعل كالولد يتكون بسبب قدرة الإنسان و إرادته ، فهل كون قدرة الإنسان و إرادته مخلوقتين يمنع كونهما سببًا في حدوث الفعل ؟
و هل كون الفعل مخلوقًا يمنع مسؤولية الإنسان عنه ؟ أو يمنع نسبته إليه ؟
و الكل واقع بمشيئة الله و خلقه لهم ، فهو الذي شاء وجود الأب و الأم و وجود الولد منهما ، و هو الذي شاء وجود إرادة الإنسان و قدرته و وجود الفعل الاختياري بهما .
( الإيمان بالقضاء و القدر و أثره في السلوك - د. ياسر برهامي حفظه الله - صفحة 114 فما بعدها ) .
الجواب :
يجب على كل مؤمنٍ أن يؤمنَ بمشيئة الله النافذة و قدرته الشاملة لكل شيء حتى الأفعال الاختيارية ، و لا تعارض بين أن يكون للعبد إرادةٌ و للرب إرادة ، لأن إرادة الله عز و جل هي القاهرة ، قال تعالى ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) " الأنعام : 18 "
فهو سبحانه بإرادته القاهرة أراد أن يكون للعباد أفعالٌ اختيارية ، و لو شاء لجعل كلَّ أفعالهم اضطرارية ، و لجعلهم مكرهين على أعمالهم ، كما أنهم مكرهون على أصل وجودهم ، و لكنه أراد أن يكون للإنسان إرادةٌ على بعض أعماله ، و هذه الإرادة تابعةٌ لإرادة الله عز و جل ، كما قال ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) " التكوير : 28-29 "
فأفعال العباد تكون بإرادتهم التي خلقها الله لهم ، فلا مانع أبدًا أن يخلق الله شيئًا ثم يجعله سببًا في وجود مخلوق آخر ، كما يخلق الله عز و جل الولد من أبٍ و أم ، فهل كون الأب و الأم مخلوقيْن يمنع من كونهما سببًا في حدوث الولد ؟
و هل كون الولد مخلوقًا ينفي مسؤولية أبويه عنه ؟ أو يمنع أن ينسب إليهما ؟
في ضوء هذا المثال السابق تستطيع أن تفهم العلاقة بين إرادة العبد و إرادة الرب ، و مسؤولية العبد عن أفعاله في نفس الوقت .
فالفعل كالولد يتكون بسبب قدرة الإنسان و إرادته ، فهل كون قدرة الإنسان و إرادته مخلوقتين يمنع كونهما سببًا في حدوث الفعل ؟
و هل كون الفعل مخلوقًا يمنع مسؤولية الإنسان عنه ؟ أو يمنع نسبته إليه ؟
و الكل واقع بمشيئة الله و خلقه لهم ، فهو الذي شاء وجود الأب و الأم و وجود الولد منهما ، و هو الذي شاء وجود إرادة الإنسان و قدرته و وجود الفعل الاختياري بهما .
( الإيمان بالقضاء و القدر و أثره في السلوك - د. ياسر برهامي حفظه الله - صفحة 114 فما بعدها ) .