المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خنفشاري ينفي عصمة النبي وعموم أحكامه بحجة أن العصمة والطاعة للرسول لا للنبي!!



نبيل مسلم
05-10-2008, 02:48 PM
مشاركات منقولة من : http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=12776

مراقب 2


بسم الله

أود أن أطرح مسألتان بشأن الآية : و قرن في بيوتكن ...

الأولى : أن هذا الأمر موجه لنساء النبي حصرا ، حتى أنه تعالى أكد على هذا بأمرين : الأول أنه خاطبهن بنساء النبي و لم يخطابهن بنساء الرسول . و نحن ملزمون بطاعة الرسول لا النبي . فلم يرد في الكتاب الكريم امر بطاعة النبي . و لا ترادف ، فحين يقول تعالى النبي لا يقصد الرسول و حين يقول الرسول لا يقصد علمنا الفرق أم جهلناه . ذلك أنه إن جاز الترادف جاز إبدال كلمة بأخرى مرادفة لها ، و معلوم أن هذا تحريف لا أحد يوافق عليه . و الثاني أنه أكد على خصوصية أمر القرار في البيوت و عدم التبرج تبرج الجاهلية الأولى بقوله تعالى : لستن كأحد من النساء . فما وجه تعميم من عمم امرا جاء واضحا قصوره على نساء النبي صلى الله عليه و سلم

الثانية : أن الآية تتحدث عن تبرج الجاهلية الأولى ، و هذا يشير إلى وجود جاهلية أخرى ثانية ، و لا يمكن معرفة مقصود التبرج هنا بإطلاقه إذ هو مرتبط بالجاهلية الأولى حصرا . و أرجو ممن لديه علم بما هي الجاهلية الأولى هذه و ما يميز تبرجها عن تبرج غيرها مما أوجب منعه عن نساء النبي . و ما يميزها عن غيرها من الجاهليات . أرجو أن يخبرنا .

تحية لكم و السلام عليكم

أميرة الجلباب
05-11-2008, 12:45 PM
نحن ملزمون بطاعة الرسول لا النبي!
وهل الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- شخص، والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - شخصٌ آخر؟!!
ومسألة الفرق بين النبي والرسول لن تؤثر بحال على وجوب الإلتزام بالتشريع، وليس لها علاقة هنا بحقيقة تخصيص الخطاب أوالمُخاطب به.

أما مسألة تخصيص الحكم الشرعي بنساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الخطاب ظاهرٌ بطلانها، وقد أجاب عنها العلماء وبيّنوا أن التشريعات الواردة في هذه الآيات عامة لكل النساء، والقاعدة الأصولية: (أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)، أي: لئِن كانت الآيات نزلت في نسائه صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنها تعم بأحكامها سائر نساء المسلمين.

ثم لا ينبغي أن تُبتر الآية عن سياقها .. قال تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33))الأحزاب.
فإن افترضنا اختصاص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالخطاب، وهُنّ بمنزِلة الأمهات، بل هُنّ أمهات للمؤمنين بِنَصّ قوله تعالى: ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ))، وهنّ الطاهرات المُطهرات التقيات النقيات؛ فغيرهنّ من باب أولى أن يَدخلن في هذا الخطاب .
فأيُّ وصية من الوصايا الواردة في هذه الآيات مخصوصة بأمهات المؤمنين دون سائر النساء؟!

فهل النساء المسلمات لا يجب عليهن أن يتقين الله تعالى، أو قد أبيح لهن أن يخضعن بالقول، أو يجوز لهن أن يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى؟ أو أن يتركن الصلاة والزكاة ويُعرِضن عن طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ؟ وهل يريد الله تعالى أن يتركهن في الرجس؟ والعياذ بالله ! ، فإذا كانت هذه الأوامر عامة لجميع المسلمات فما المبرر لتخصيص جملة: ( وقرن في بيوتكن ) بنساء النبي - صلى الله عليه وسلم- .

قال العلامة أبو بكر الجصاص -رحمه الله- في (أحكام القرآن): (وهذا الحكم وإن نزل خاصًا في النبي- صلى الله عليه وسلم - وأزواجه؛ فالمعنى فيه عام فيه وفي غيره، إذ كنا مأمورين باتباعه والاقتداء به، إلا مما خصه الله به دون أمته).اهـ "جـ3،صـ 455"

أما أسلوب الخطاب ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ )) والذي أدى سوء فهمه لهذا الادعاء، هذا الأسلوب كمثل رجل شريف يقول لولده وهو يؤدبه: يا بني لست كأحد من الأولاد حتى تطوف في الشوارع وتأتي بما لا يليق، فقوله هذا لا يعني أن عامة الأولاد يُحمد فيهم أن يفعلوا ذلك، أفاده المودودي - رحمه الله- ثم قال: (بل المراد تحديد معيار لمحاسن الأخلاق وفضائلها، لكي يصبو كل ولد يريد أن يعيش كنجباء الأولاد فيسعى في بلوغه).اهـ.

أما الجاهلية الأولى:
قال العلامة القاسمي في "محاسن التأويل" -بتصرف- في تفسير آية: ((وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)) أي: تبرج النساء أيام جاهلية الكفر الأولى، إذ لا دين يمنعهن ولا أدب يَزَعَهُن ...ثم قال: فائدة: قيل الأولى، بمعنى القديمة مطلقًا من غير تقييد بزمن، على القول بأن الأول لا يستلزم ثانيًا.
وعلى القول بأن الأول يستلزم ثانيًا: هي جاهلية تكون في الإسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الزمخشري : " ويجوز أن تكون الجاهلية الأولى؛ جاهلية الكفر قبل الإسلام، والجاهلية الأخرى جاهلية الفسوق والفجور في الإسلام" الكشاف(3/537).)اهـ

والمعنى والمقصود هو: نهي النساء عن إحداث جاهلية في الإسلام تشبه جاهلية الكفر قبله، وأن المسلمة المتبرجة امرأة فيها جاهلية، وأن التبرج مظهر جاهلي ينبغي ألا يظهر في المجتمع المسلم .

نبيل مسلم
05-11-2008, 02:19 PM
بسم الله

حين أقول أن الخطاب الموجه للنبي ليس كالخطاب الموجه للرسول ، فهذا لا يعني أنهما شخصان مختلفان ، ما يعنيه أنهما خطابان مختلفان . و لا يجوز التسوية بينهما لأن المخاطب - لا الشخص بل المخطاب - يختلف في كل خطاب .

و حين يقول تعالى يا نساء النبي لا يقصد يا نساء الرسول ، لأن خطاب النبي غير خطاب الرسول . و في الكتاب الكريم لا نجد امرا صريحا بطاعة النبي كما نجده في طاعة الرسول .

اما قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فالواقع أن اللفظ هنا خاص لا عام ، و هذه القاعدة لا تنطبق على الحال هنا ، و الخطاب بلا لبس موجه حصرا لنساء النبي صلى الله عليه و سلم ، و لا دليل أوضح من ذكره أنهن لسن كأحد من النساء ، و لكونهن لسن كذلك فما يرد في الخطاب من أوامر لهن حصرا . و أي تعميم لهذا الخطاب يتجاوز نساء النبي إنما هو كجعلهن مثل باقي النساء ، فالآي تجيب على سؤال مضمر : لماذا نساء النبي بالذات عليهن القرار في بيوتهن و عدم التبرج تبرج الجاهلية الأولى ؟ لكونهن لسن كأحد من النساء . فلا يجوز التعميم هنا لانتفاء التماثل بنص الآية .

أما بشأن الجاهلية الأولى ، و ما أوردته الأخت الكريمة من كلام للقاسمي رحمه الله ، فلا ينفي أن هناك أكثر من جاهلية : سواء سميت ثانية إن فهم من الأولى العدد أو سميت حديثة إن فهم من الأولى القدم . في كل الأحوال توجد اكثر من جاهلية ، و الآية تتحدث عن الأولى حصرا ، و السؤال المطروح ما هي هذه الجاهلية الأولى و ما الذي يميزها عن غيرها لتختص بالخطاب ؟ و كل ما طرح من آراء لا يشفي غليل السائل عن سبب اقتصار الخطاب الموجه لنساء النبي بشأن النهي عن التبرج على تبرج الجاهلية الأولى ؟ ما هذه الجاهلية الأولى و ما الذي يميزها ليقتصر الخطاب عليها ؟
و السلام عليكم

و السلام عليكم

أميرة الجلباب
05-14-2008, 04:35 PM
و حين يقول تعالى يا نساء النبي لا يقصد يا نساء الرسول ، لأن خطاب النبي غير خطاب الرسول . .
تزعُم أن هناك فرق بين النتيجة المترتبة على أسلوبي الإنشاء ! .. وأن النداء لوكان (يا نساء الرسول)، (يا أيها الرسول) يصبح التشريع عامًا، ولو كان (يا نساء النبي)، (يا أيها النبي)، يصبح التشريع خاصًا !
ما دليلك عل هذه التفرقة المبتدعة؟!

لاحظ: لا أطلب سرد الآيات التي تأمر بطاعة (الرسول) فهذا معلوم، لكن السؤال محدد: ما دليلك على هذه التفرقة بين لفظيّ الرسول والنبي من جهة الإلزام ؟!

وكيف لك أن تُسقط بادعائك هذا القاعدة الأصولية أن: ( الأصل هو التأسي بالنبي والرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- إلا فيما دلّ الدليل على اختصاصه)؟!

وماذا تفعل مع الآيات الكثيرة التي تشير إلى وجوب اتباع شخص محمد - صلى الله عليه وسلم- دون ذكر اسمه، أوذكر وصفه بالنبوة أو الرسالة.
سبحانك هذا بهتان عظيم !


اما قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فالواقع أن اللفظ هنا خاص لا عام ، و هذه القاعدة لا تنطبق على الحال هنا ، و الخطاب بلا لبس موجه حصرا لنساء النبي صلى الله عليه و سلم ، و لا دليل أوضح من ذكره أنهن لسن كأحد من النساء ، و لكونهن لسن كذلك فما يرد في الخطاب من أوامر لهن حصرا . و أي تعميم لهذا الخطاب يتجاوز نساء النبي إنما هو كجعلهن مثل باقي النساء ، فالآي تجيب على سؤال مضمر : لماذا نساء النبي بالذات عليهن القرار في بيوتهن و عدم التبرج تبرج الجاهلية الأولى ؟ لكونهن لسن كأحد من النساء . فلا يجوز التعميم هنا لانتفاء التماثل بنص الآية .
يبدو أنك لا تُفرق بين اللفظ والمعنى، فالعموم والخصوص من عوارض - أي "صفات"- الألفاظ، والأخصية والأعمية من عوارض المعنى.
والمقصود بقاعدة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) أنه إذا حدثت حادثة فوَرَد في حكمها نص بلفظ عام فإن هذ النص العام الوارد بخصوص سبب من الأسباب يُعمل به على عمومه ولا يُختص بذلك السبب، أي وجَبَ العمل بعموم النص، وهذه القاعدة "حُكم" وعلته أن الشريعة عامة فلو قصر الحكم فيها على السبب لكان ذلك قصورًا في الشريعة.
فيجب العمل بعموم اللفظ حتى يثبت تخصيصه، لأن العمل بنصوص الكتاب والسنة واجب على ما تقتضيه دلالتها حتى يقوم دليل على خلاف ذلك.
ومقتضى الدلالة في اللفظ العام أن يعم الحكم جميع أفراده الداخلة في ذلك فيكون الحكم عامًا حتى يقوم دليل على خلاف ذلك.

وعلى هذا يلزمك الإتيان بدليل على التخصيص لا يتطرق إليه الاحتمال حتى لا يسقط به الاستدلال، وأن يكون المخصِّص منافيًا للعام حتى يثبت التخصيص..

أما قولك: الدليل على التخصيص هو قوله تعالى:(لستن كأحد من النساء)
فهذا خطأ، وليس لك فيه حجة، وهو وصف لا يقتضي التخصيص، غاية ما فيه هو "نفي المماثلة بينهن وبين نساء العالمين" .. فما دليلك على أن "نفي المماثلة" يقتضي "إثبات التخصيص في الحكم الشرعي"؟!!

التخصيص اصطلاحًا هو (إخراج بعض أفراد العام)، ولا يوجد هنا دليل على التخصيص، والمُخصِّـص - بكسر الصاد- المتصل، وهو هنا: (الدليل الذي حصل به التخصيص)، إما أن يكون "بالاستثناء" أو "بالشرط" أو "بالصفة" .. ولم يقع أحدهم هنا .. ولا يقال إن التخصيص هنا بالصفة، فهذا غير صحيح لأن الصفة - بخلاف النحويين- هي: (كل ما أشعر بمعنى يختص به بعض أفراد العام)، والتخصيص المقصود هو ما سيترتب عليه العمل والحُكم كما سلف، لذا نجد أن الله تعالى لم يقل: (لستن كأحد من النساء المؤمنات) حيث أن الإيمان هو المُوجِب للطاعة والاتباع لهذه الأحكام .. بل قال: (من النساء) .. أفراد العام هنا هم "النساء" وهو لفظ يشمل المؤمنات وغير المؤمنات.

أما لو كان الخطاب (لستن كأحد من النساء المؤمنات)، ثم طبقنا قاعدة التخصيص وهي: (إخراج بعض أفراد العام) وأفراد العام هنا هم "المؤمنات" .. لوقع بالفعل التخصيص على "نساء النبي" ولزم إخراجهن من أفراد العام "المؤمنات".
حيث أن الإيمان هو الموجب للطاعة والاتباع لهذه التكاليف والآداب التي اشتملت عليها الآيات.

إذن هذه (الصفة) ليست دليل تخصيص للحكم الشرعي ولاتثبُت بها خصوصية الحكم.

وإنما المعنى هو أنهن لسن كباقي النساء في الشرف والكرامة والمنزلة والقدوة لنساء العالمين، ولا يقتضي ذلك الوصف التخصيص في التكليف، وهذا فرق كبير بين المسألتين.
قال تعالى: ((يانِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء))
قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله-: هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ونساء المؤمنين تبع لهن في ذلك، فقال مخاطباً نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنهن إذا اتقين الله عز وجل كما أمرهن فإنه لا يشبههن أحد من النساء ولا يلحقهن في الفضيلة والمنزلة.( تفسير القرآن العظيم [3/636])

هذا الأسلوب المقصود منه تحديد معيار لمحاسن الأخلاق والآداب وتنبيه لنساء النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمتثلن حق الإمتثال وأن يكنّ النموذج المحتذى لباقي النساء العالمين، كما تقول لشخص كريم الأصل من أشراف الناس: انتبه لا تفعل ذلك ..إياك وكذا .. أنت قدوة يقتدى بك . .وينظر إليك .. ويشار لك بالبنان .. فلا يليق أن تأتي بما قد يأتي به الآخرون .. أو تفعل كما يفعلون.

إذن لا يوجد دليل على تخصيص الحكم، وتبقى القاعدة: (يجب العمل بعموم اللفظ حتى يثبت تخصيصه) ..
وتبقى القاعدة (أن النص الخاص - من جهة أسلوب الخطاب أو السبب - يُراد به العام .. إذا وجدت قرينة تدل على ذلك).
وقد تضمنت الآيات بالفعل على قرينة ودليل يدل على العموم !
وهذا أرجأه إلى المداخلة التالية.

.

نبيل مسلم
05-14-2008, 07:27 PM
بسم الله
أولا : لم يقنع الأخت آيات مكررة تأمر بصريح العبارة بطاعة الرسول لم يرد مثلها بشأن النبي . و هذا هو دليل الإلزام الموجب ، اما دليله السالب فهو عدم اتصاف النبي بالعصمة لورود عدة آيات في عتابه و لومه . و لا نجد هذا في أي خطاب موجه للرسول . و تفريق الكتاب الكريم في الخطاب بين النبي و الرسول يدل على وجود فرق ، و قد أوردناه و لم يقنع الأخت و هذا حقها ، و لن نزيد على ما أوردناه ، و لكننا نسأل : إن لم يكن هذا هو الفرق فما هو الفرق إذن ؟ فإن قالت أنه لا فرق بين قوله يا نساء النبي و بين القول يا نساء الرسول لكان هذا يعني أمران :
الأول : أنه يجوز وضع كلمة الرسول بدلا من النبي في الآية دون محذور من تغير في المعنى . فمؤداهما كلاهما سواء . و الثاني : أن الله تعالى اختار خطاب النبي دون الرسول لا لسبب و هذا من العبث نؤمن جميعا أنه لا يجوز عليه سبجانه و تعالى بإطلاق .
و إن قررت الأخت أن هناك فرقا ، فلتورده لنا . اما قاعدة التأسي بالنبي و بالرسول إلا فيما ورد تخصيصه فلا تلزم إلا من يسوي بين خطاب النبي و خطاب الرسول ، و نحن لا نسوي بينهما فلا تلزمنا في شيء .
أما بشأن الآيات التي تقول الأخت أنها تشير إلى اتباع شخص محمد صلى الله عليه و سلم دون إشارة إلى نبوته او رسالته . فلتوردها الأخت لنناقشها .
ثانيا : تشرح الأخت قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ثم تستطرد في حديث يوحي بأن الآية محل النقاش جاءت عامة اللفظ خاصة السبب . و الأمر غير ذلك . لهذا قلت أن هذه القاعدة لا تطبق على هذه الآية لأنها وردت بلفظ خاص : فالخطاب موجه لنساء النبي حصرا . و اكد على تخصيص الخطاب امران : أنه خاطبهن نسبة إلى النبي . و الثاني نفيه التماثل بينهن و بين بقية النساء بإطلاق في هذا الشأن . أي عدم وجود نبي آخر غير النبي صلى الله عليه و سلم و بالتالي لا وجود لنساء نبي غير نساء النبي صلى الله عليه و سلم ، و هذه الصفة الخاصة هي ما جعل ما يلي خطابهن من أوامر تلزمهن وحدهن لكونهن نساء للنبي الوحيد . و لو أن كل النساء هن نساء النبي لشملهن الخطاب بالأمر . فاللفظ هنا أصلا خاص تقول الأخت بعمومه ، فهي من يلزمها ان تأتي بدليل العموم لا نحن .
و أمر آخر في نفس السياق ، أن الأخت تعطي قوة تشريعية لأسباب النزول لا نعطيها لها نحن . و السبب بسيط : هو أن ترتيب القرآن لم يعط اعتبارا لهذه الأسباب . فهو مرتب لا بحسب النزول . فكيف نلزمه باعتبار امر لم يعط له فيه اعتبار ؟
و تقول الأخت أن نفي المماثلة بين نساء النبي و بين باقي النساء ليس فيه حجة لنا على خصوص الأمر لهن ، و حين نسأل: ما جدواها إذن إن لم تكن لهذا السبب ؟ نجدها تجيب : أن سبب نفي المثلية كونهن لسن كباقي النساء في الشرف والكرامة والمنزلة والقدوة لنساء العالمين . و هذا لا يجيب عن السؤال ، لكونه لا يرفع التخصيص لأمرين : أنه لا يجيب على سؤال طرحناه و نكرره : لماذا ورد الخطاب لنساء النبي دون الرسول . و الثاني : أنهن قدوة للنساء المؤمنات ، لأن غير المؤمنات لا يقتدين أصلا بهن لكونهن لا يؤمن بشرفهن أو تميزهن بصفتهن نساء نبي . فكان المفروض على هذا أن يكون نفي المثلية أي القدوة للنساء المؤمنات ، إذ لا معنى له في غيرهن . لكن النفي شمل كل النساء بإطلاق مؤمنة كانت أو غير مؤمنة ، و هذا يدلك على أنه نفي لصفة كونهن نساء نبي ، فلا نساء نبي غيرهن ، لا في وقتهن و لا بعده إلى قيام الساعة .
أما قوله تعالى لستن كأحد من النساء ، بإطلاق دون نساء المؤمنين مثلا ، فقد قلنا أنه نفي للمثلية من ناحية كونهن نساء للنبي لا كونهن مؤمنات أو غير مؤمنات ، و لهذا ورد نفي المثلية بإطلاقه عاما لكل النساء بما فيهن نساء المؤمنين لأنهن لسن نساء نبي - مؤمنات كن أو غير مؤمنات - ولأنه لا نبي مع محمد و لا نبي بعده صلى الله عليه و سلم . فالأية و الآيات التي قبلها حدت صفة توجب الإلزام فيما ورد فيها من اوامر و نواه ، و هذه الصفة هي أن تكون المرأة الملزمة من نساء النبي . فإن لم تكن فليست ملزمة .
اما ما أوردته الأخت وأسندته بكلام لابن كثير رحمه الله ، فيتجاهل التفريق بين خطاب يا نساء النبي و خطاب يا نساء الرسول . كما أنه تعميم لخطاب خاص دون دليل سوى أن طاعة النبي ملزمة كطاعة الرسول .و هذا ما ننفيه .
ثالثا : أما قول الأخت أن النص الخاص - من جهة أسلوب الخطاب أو السبب - يُراد به العام .. إذا وجدت قرينة تدل على ذلك . ثم قولها أن الآيات تضمنت فعلا هذه القرينة . فنحن ننتظرها منها .

و السلام عليكم

ناصر التوحيد
05-15-2008, 01:26 AM
أولا : لم يقنع الأخت آيات مكررة تأمر بصريح العبارة بطاعة الرسول لم يرد مثلها بشأن النبي
كلامك لا يقنع الأخت الفاضلة ولا أي أخ فاضل
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسول مرسل
ولا فرق بين الخطاب بالرسول او بالنبي
وهذه الايات الكريمة تدحض كلامك :
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً

وكل خطاب موجه له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سواء كان بلفظ الرسول او بلفظ النبي فهو ملزم له ولكل المسلمين
و( الأصل أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب عام لكل المسلمين والمسلمات..ولا استثناء ولا تخصيص الا بدليل يدل عليه )



اما دليله السالب فهو عدم اتصاف النبي بالعصمة لورود عدة آيات في عتابه و لومه .
هل العتاب والوم دليل عدم العصمة ؟!!!!!
لا
هذا اللوم والعتاب ليس لعدم العصمة ولا يعني لوجود خطأ , بل لكون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك الأخذ بالأولى من بين الحكمين المتاحين له ..



و تفريق الكتاب الكريم في الخطاب بين النبي و الرسول يدل على وجود فرق
يعني هل تخرج من هذا الخطاب قوله تعالى " يا أيها المزمل " يا أيها االمدثر " فهي لم تخاطبه لا بالرسول ولا بالنبي !!!
أمرك عجب
فالخطاب هو خطاب وبأي لفط استعمل فيه
لا يهم
ولذلك لا يصح ولا يجوز قولك بأنهما خطابان مختلفان



و قد أوردناه و لم يقنع الأخت و هذا حقها ، و لن نزيد على ما أوردناه ،
ما الذي أوردته ؟
هل قولك :

أن الخطاب الموجه للنبي ليس كالخطاب الموجه للرسول ، فهذا لا يعني أنهما شخصان مختلفان ، ما يعنيه أنهما خطابان مختلفان . و لا يجوز التسوية بينهما لأن المخاطب - لا الشخص بل المخطاب - يختلف في كل خطاب .
هل هو كلام صحيح وهل هو دليل صحيح . بل هو كلام غلط والدليل يعوز كلامك
فخطاب الله ملزم باي لفط كان .. سواء بهذه او بغيرها مما هو مفهوم انه خطاب للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ولا داع للتفرقة بينها بل والتفرقة بينها ةغير صحيحة كخطاب موجه



و لكننا نسأل : إن لم يكن هذا هو الفرق فما هو الفرق إذن ؟
التفريق ليس بالخطاب الموجه , بل في الوصف للمرسل .. فكل رسول هو نبي لكن معه رسالة تشريعية بالاضافة الى باقي التعاليم الالهية الموكل بتبلغها الانبياء
لكن بالنسبة للخطاب فلا تفريق بينهما


فإن قالت أنه لا فرق بين قوله يا نساء النبي و بين القول يا نساء الرسول
لا فرق
نعم

لكان هذا يعني أمران :

الأول : أنه يجوز وضع كلمة الرسول بدلا من النبي في الآية دون محذور من تغير في المعنى . فمؤداهما كلاهما سواء .
نعم
هذا صحيح
ولا تغيير في المعنى ولا في الخطاب ولا في التكليف


و الثاني : أن الله تعالى اختار خطاب النبي دون الرسول لا لسبب و هذا من العبث نؤمن جميعا أنه لا يجوز عليه سبجانه و تعالى بإطلاق .
هذا كلام مردود عليك ..وهو كلام غلط تماما
فالله تعالى يخاطب رسوله بكلا اللفظين بدون تفريق والهدف من اتلغيير في انتقاء اللفظ اثبات انه نبي الله المبعوث الذي بعثه وانه رسول المرسَل الذي ارسله الله




و إن قررت الأخت أن هناك فرقا ، فلتورده لنا .
انت الذي تدعي الفرق والتفريق


اما قاعدة التأسي بالنبي و بالرسول إلا فيما ورد تخصيصه فلا تلزم إلا من يسوي بين خطاب النبي و خطاب الرسول ، و نحن لا نسوي بينهما فلا تلزمنا في شيء .
هذه بالفعل بدعة مبتدعة
هذا الذي تقوله اسمه تحايل وتلاعب للتنصل من التكاليف



ثانيا : تشرح الأخت قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ثم تستطرد في حديث يوحي بأن الآية محل النقاش جاءت عامة اللفظ خاصة السبب . و الأمر غير ذلك . لهذا قلت أن هذه القاعدة لا تطبق على هذه الآية لأنها وردت بلفظ خاص : فالخطاب موجه لنساء النبي حصرا . و اكد على تخصيص الخطاب امران : أنه خاطبهن نسبة إلى النبي . و الثاني نفيه التماثل بينهن و بين بقية النساء بإطلاق في هذا الشأن . أي عدم وجود نبي آخر غير النبي صلى الله عليه و سلم و بالتالي لا وجود لنساء نبي غير نساء النبي صلى الله عليه و سلم ، و هذه الصفة الخاصة هي ما جعل ما يلي خطابهن من أوامر تلزمهن وحدهن لكونهن نساء للنبي الوحيد . و لو أن كل النساء هن نساء النبي لشملهن الخطاب بالأمر . فاللفظ هنا أصلا خاص تقول الأخت بعمومه ، فهي من يلزمها ان تأتي بدليل العموم لا نحن .
لانهن الاولى باتباع الخطاب وهن أمهات المؤمنين
وهذا ليس تخصيصا لهم بالخطاب والتكليف
ولو - ولو من باب لو زرعنا اللو - ولو انه مخصص رغم عدم وجود التخصيص , لا لفظا ولا معنى ولا شرعا ولا عقلا ,فالواجب على عموم المسلمات التأسي بهن


و أمر آخر في نفس السياق ، أن الأخت تعطي قوة تشريعية لأسباب النزول لا نعطيها لها نحن . و السبب بسيط : هو أن ترتيب القرآن لم يعط اعتبارا لهذه الأسباب . فهو مرتب لا بحسب النزول . فكيف نلزمه باعتبار امر لم يعط له فيه اعتبار ؟
ما دخل ترتيب القرآن بأسباب النزول ؟؟ !!
وما دخل اسباب النزول بلزوم اتباع الحكم النازل من العموم كلهم
ولهذا ذكرت لك الاخت الفاضلة القاعدة الشرعية (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).. فافهم



لماذا ورد الخطاب لنساء النبي دون الرسول .
إسال ربك عن ذلك يوم يقوم الحساب .. فلا نعرف لماذا
لكن الذي نعرفه انه لا فرق بين اللفظين في الاستعمال والدلالة والالزام حين يوجه الله الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم او لنساء النبي صلى الله عليه و سلم او للمؤمنات او للمؤمنين .. الا اذا وجدت قرينة تحصيص اللفظ بالمخاطب بهذا الخطاب
فاذا لم يوجد المخصص لزم تعميم هذا الخطاب للجميع


اما ما أوردته الأخت وأسندته بكلام لابن كثير رحمه الله ، فيتجاهل التفريق بين خطاب يا نساء النبي و خطاب يا نساء الرسول .
الاخت ذكرت لك مثالا فقط.. فهذا هو راي جميع علماء المسلمين


كما أنه تعميم لخطاب خاص دون دليل سوى أن طاعة النبي ملزمة كطاعة الرسول .و هذا ما ننفيه .
لو تعلم بقدر علمهم لقلت مثل قولهم ولا تنفيه
فتعلّم

نبيل مسلم
05-16-2008, 12:35 PM
بسم الله

كتاب الله ليس كأي كتاب ، و حين يقول تعالى : يا أيها النبي لا يقصد يا أيها الرسول . و حين يقول قل سيروا في الأرض لا يقصد قل سيروا على الأرض ، و حين يقول أتى أمر الله ، لا يقصد جاء امر الله ، و حين يقول كتاب أنزلناه لا يقصد كتاب نزلناه . و حين يقول يا أيها الذين آمنوا لا يقصد يا أيها الذين أسلموا . فالكتاب الكريم دقيق جدا فيما يعبر به عن مقاصده لمطلق علم الله و قدرته . و إن لم يدرك قوم الفرق بين الخطاب الموجه للنبي و الخطاب الموجه للرسول ، فعدم إدراكهم هذا لا ينفي هذا الفرق ، لهذا قلت و أكرر أن هناك فرقا بين الخطابين و حين يقول تعالى يا أيها النبي بمطلق علمه لا يقصد يا أيها الرسول علمنا الفرق أم جهلناه .

يورد الأخ آيتان يراهما حجة له على أن لا فرق في الخطاب للرسول و الخطاب للنبي ، و هما :

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً

لكن الآيتان ليس فيهما خطاب موجه للنبي و للرسول معا ، بل هما إخبار بأن محمد صلى الله عليه و سلم هو نبي و رسول و هذا ما نؤمن به .و إخبار بأن موسى عليه السلام نبي و رسول و هذا ما نؤمن به أيضا .
و ما قلته أنه حين يقول تعالى يا أيها النبي و هذا هو الخطاب الموجه للنبي بصفته نبيا لا يقصد به يا أيها الرسول و هو الخطاب الموجه للرسول بصفته رسولا . و حين يقول تعالى يا نساء النبي و هو خطاب موجه لنساء النبي بهذه الصفة ، لا يقصد به يا نساء الرسول و هو خطاب مختلف .

ناصر التوحيد
05-16-2008, 05:00 PM
الرد على كلام فقرتك الاولى يرده ما يلي :
عندما امر فرعون بصلب السحرة الذين امنوا بمعجزة موسى عليه السلام قال : ولأُصلِّبنَّكُم فِي جُذُوعِ النَّخلِ
فهل كلمة "في" هنا تعني في داخل جذوع النخل أم عليها ؟
طبعا تعني عليها
فإن من المعلوم ان "على" هي من معاني " في "
ومن المعلوم ان الصلب يكون علي جذوع النخل ، لا فيها .
ولذلك قال كثير من المفسرين والنحاة بأن "في" هنا بمعنى "على" أي لأصلبنكم على جذوع النخل

والرد على كلام فقرتك الاخيرة يرده ما يلي :
انت تقول : هما إخبار بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي ورسول وهذا ما نؤمن به
نعم
وأيضا فإن هذا يدل على ان الله سبحانه حين يخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام بلفظ النبي او بلفظ الرسول .. والله خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : " يا أيها الرسول .." ، " يا أيها المزمل .. " ، " يا أيها المدثر .. ", " يا أيها النبي " .. فهو خطاب من الله موجه لنفس الشخص بدون تفرقة في مؤدى خطاب الله اليه عليه الصلاة والسلام من انه طلب وتكليف الهي واجب اتباعه والالتزام به



" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا "

عبد الواحد
05-16-2008, 05:10 PM
يقول نبيل,

و نحن ملزمون بطاعة الرسول لا النبي

وهذا يعني ان نبيل يرى الصحابة غير ملزمين بطاعة النبي (ص) في قوله تعالى :
الأنفال {65} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ

الله يقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)
محمد (ص) بصفه نبي حرض المؤمنين على القتال.
الصحابة رضي الله عنهم قالوا سمعنا وأطعنا. لم يقلوا أنهم غير ملزمين بكلام محمد (ص) لأنه لم يكلمهم بصفه رسول.
أما نبيل المبتدع فينصح الصحابة قائلاً: انتم لستم ملزمين بتلك الطاعة لان محمد (ص) خاطبكم بصفته نبي !!!
نبيل يقول للصحابة: انتم لا تفرقون بين النبي والرسول وقبل أن تطيعوا محمداً (ص) في أي أمر عليكم أن تسألوه هل تكلمنا كنبي أم كرسول!!
نبيل يقول للمسلمين: كل الأوامر والنواهي في السنة النبوية لا نعلم الآن هل تلزمنا أم لا, لأننا لم نكن نعلم هل قالها النبي أم الرسول.

الكارثة لا تتوقف هنا, فالزميل يدعو الناس إلى أمر لم يقله حتى المخلفين من الأعراب الذي توعدهم الله بالعذاب الأليم إن تولوا مرة أخرى. قال تعالى:
الفتح {16} قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
أولائك الأعراب إن تخلفوا مرة أخرى -وهَناً أو لضعف إيمان - كما تخلفوا أول مرة.. سيعذبهم الله عذاباً أليما.
لكنك يا نبيل لا ترى بأساً أن يتولوا اعتقاداً منهم أنهم غير ملزمين بكلام النبي (ص) الذي قال له الله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)
فلا دعوة إلى النار أكثر صراحة من دعوتك يا نبيل....
الأعراب لم يقولوا للنبي (ص) : عد إالى ربك واتنا بآية تقول ( يا أيها الرسول حرض المؤمنين على القتال) ...

مثال آخر من القرآن الكريم قال تعالى :
الممتحنة {12} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
المؤمنات بايعن النبي (ص) على الطاعة في عدم الشرك وعدم الزنا ...
وأنت ترى أنها مبايعة لا تلزمهم بالتوحيد ولا العفاف ... لأن المبايعة هنا كانت للنبي وليس للرسول !!!

مثال آخر من القرآن الكريم قال تعلى :
الأحزاب {13} وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا
هنا الله يذم فريقاً لم يصدقوا في ما قالوه من أعذار .. لكن إستئذانهم من النبي (ص) هو إقرار ظاهري ان طاعة النبي واجبة. وهذا يعني ان جرمهم أقل من الجرم الذي تدعوهم أنت إليه.
أنت لا ترى أن عليهم الاستئذان أصلاً من النبي (ص) لانهم غير ملزمين بطاعته..

ولا تنسى ان ذلك الفريق إستأذن من محمد إبن عبد الله النبي الرسول,
فإن قال احدهم (يا نبي الله إئذن لي).. فلما لم يقل له النبي (ص) انه غير ملزم بطاعته كنبي؟
وإن قال له (يا رسلول الله إئذن لي) .. فلماذا وصفه الله بالنبي (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ) ؟


ملخص:
1- الله كلف النبي (ص) في قوله تعالى ( (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)
فهل ترى أن الصحابة غير ملزمين بطاعة النبي (ص) ؟ نعم لا؟

2- في آية الفتح {16} الله توعد المخلفين من الأعراب بالعذاب الأليم إذا تولوا كما تولوا أول مرة.
فهل تدعي بعد ذلك آن الأعراب غير ملزمين بطاعة النبي لأنه (ص) حرض المؤمنين بصفته نبي لا رسول؟

3- قال تعالى ( الممتحنة {12} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
هل تلك المبايعة غير ملزمة لان المؤمنات بايعن النبي لا الرسول؟
هل تلك المبايعة ألزمتهم بالتوحيد و بالعفة وعدم قتل الأولاد وعدم الإتيان بالبهتان ...... نعم أم لا؟


ولا أدري أين كان عقلك عندما قلتَ (ونحن ملزمون بطاعة الرسول لا النبي)
أليس النبي يُنبئه الله؟ هذا يعني انك تقول (نحن غير ملزمون بما انبأ الله نبيه)
بعبارة أخرى انت غير ملزم بكلام الله ....

نبيل مسلم
05-16-2008, 10:48 PM
بسم الله

أولا : بشأن قوله تعالى : و لأصلبنكم في جذوع النخل .و أن في هنا تعني على أي على جذوع النخل . و هذا يورده الأخ ردا على قولنا أن قوله تعالى قل في سيروا في الأرض لا تعني قل سيروا على الأرض . في التفسير نجد أن المفسرين يقولون أن في هنا بمعنى على ، لأنه لا يعقل أن يكون معناها على الحقيقة لأننا نسير على الأرض لا فيها . ثم تطورت العلوم و علم الناس ما لم يكونوا يعلمون و اتضح أننا نسير في الأرض حقيقة لا عليها ، لأن الطبقة الغازية هي إحدى طبقات الأرض و أن سطح الأرض هو حد هذه الطبقة الخارجي . فنحن نسير في الأرض لا عليها . و ماحكاه الكتاب الكريم عن فرعون و التصليب في الجذوع إنما هو حقيقة تاريخية لم يصل العلم بعد إلى مستوى الكشف عنها . و عدم وصول العلم إلى هذا المستوى الذي يجيبنا على سؤال : لم قال تعالى في جذوع و لم يقل على جذوع ؟ لا ينفي أنه تعالى حين يقول في لا يقصد على بل يقصد في ، و نحن نقول أنه يقصد على مجازا لا لإنه الصواب و إنما لأنه ذلك هو مبلغ علمنا . و لا نجد فيما وصلت إليه العلوم حاليا ما يوضح لنا الحكمة من قوله في دون على . ذلك أنه إن كان المقصود بفي هنا هو على ، فلماذا لم يقل الكتاب الكريم على جذوع النخل و قال في جذوع النخل ؟ لأي حكمة ؟ عجزنا عن الجواب لا يعني أنه أراد بفي هنا على و إنما أراد بفي في و ما علينا إلا أن ننتظر يوما يتطور العلم ليشرح لنا كيف هذا و ليبين للناس مرة أخرى معجزة أخرى من معجزات الكتاب الكريم شهادة له أنه من عند الله .

ثانيا : أقول و أكرر ، أن شخص النبي هو نفسه شخص الرسول ، هو نفسه شخص المدثر هو نفسه شخص المزمل ، لكن المخاطب مختلف ، و من هنا يختلف مؤدى الخطاب . مثلا : مدير مؤسسة يعملفيها والده . في البيت يعامله كوالده بكل البر الواجب له ، اما في المؤسسة فسيعامله كأي موظف آخر لا كوالده . و إلا كان مديرا غير امين و غير عادل . رغم شخص والده هو نفسه شخص موظف يعمل لديه . لكنه حين يخاطبه في البيت بخطاب البنوة ليس نفسه حين يخاطبه في العمل بخطاب الوظيفة . ففي البيت على الإبن أن يطيع الوالد لأن المخاطب هنا هو الإبن ، اما في العمل فعلى الوالد الموظف أن يطيع الإبن المدير لأن المخاطب هنا هو المدير ، اختلف المخاطب و مؤدى الخطاب رغم أن الشخص نفسه . كذلك الأمر في خطاب النبوة و خطاب الرسالة . فإن لم يوافق الإخوة على مضمون الاختلاف كما أوردناه ، فليخبرونا بالحكمة من اختلاف المخاطب و لم قال يا أيها النبي و لم يقل يا أيها الرسول ؟ فإن لم يقروا بوجود اختلاف ، فهذا شأن آخر و ليس لدي ما أضيفه بعد هذا .

ثالثا : أورد الأخ قوله تعالى : يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال ... ثم قال: " الصحابة رضي الله عنهم قالوا سمعنا وأطعنا. لم يقولوا أنهم غير ملزمين بكلام محمد لأنه لم يكلمهم بصفته رسولا." و ليس في الآية حجة للأخ ، لأن الأمر بالقتال غير التحريض على القتال .
فقد وردت آيات عدة تأمر المؤمنين بالقتال في سبيل الله و هو خطاب لهم من الله مباشرة . و لهذا فهو أمر ملزم لهم . فالمؤمنون التزموا بالقتال في سبيل الله مبدئيا و لم يتخلف منهم أحد ، اما التحريض فمن اجل رفع المعنويات و بذل أقصى جهد و اكبر مصابرة ممكنة و الهدف الوصول إلى درجة يمكن عشرين مؤمنا صابرا من التغلب على عشرة أضعافهم . و من هنا تلت آية الأمر بالتحريض آية تشير إلى الضعف الذي هو في الطبيعة البشرية و الذي جاء التحريض من اجل التقليل من تأثيره قدر الإمكان :" الآن خفف الله عنكم و علم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين ..." . فإن استجاب المؤمنون لتحريض النبي كان العدد منهم يغلب عشرة أضعافه ، و إن غلبهم الضعف كان العدد منهم يغلب الضعف . و السبب في هذه الغلبة الدائمة للمؤمنين هو أنهم يقاتلون في سبيل الله و الله معهم قوما قتالهم في سبيل الباطل . فليس هناك الزام بالاستجابة للتحريض . و لا علاقة له بالإلزام بالقتال في سبيل الله ، لهذا وردت الآية بخطاب للنبي دون الرسول ، إذ لو وردت بخطاب للرسول ، لكان ملزما للمؤمنين أن يستجيبوا للتحريض و تغلب منهم الفئة عشرة أضعافها مهما كان . لكن علم الله أن فيهم ضعفا فجاء الخطاب للنبي غير ملزم رحمة منه بهم . و هذه هي الحكمة من ورود الخطاب هنا للنبي دون الرسول ، فليخبرني الأخ ما وجه الحكمة من إيراد هذا الخطاب حصرا للنبي إن لم يقتنع بما أوردناه . فإن لم يقر بوجود اختلاف في الخطابين و بوجود حكمة في اختيار النبي دون الرسول فلا حاجة لأن نزيد على ما قلناه .

نبيل مسلم
05-16-2008, 10:51 PM
رابعا : أورد الأخ آية : " قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد .. " و يربطها الأخ بآية التحريض على القتال . و لا وجه للربط هنا ، لسابق ما قلناه ، و نضيف إليه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بتحريض المؤمنين حصرا على القتال : " يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال .. " و الأعراب المخلفون لم يرد لهم وصف بالإيمان . بل ما ورد في حقهم كان عكس هذا . فلا وجه للأخ فيما أورده . أما بشأن إيعادهم بالعذاب الأليم ، فليس لعدم استجابتهم للتحريض بل لنفاقهم و ظنهم بالله ظن السوء ، ففي الآية السادسة من نفس السورة - سورة الفتح - يقول تعالى : " وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا " و إنما تخلفوا بسبب النفاق و الظن السيء ، و من هنا أوعدوا بالعذاب الأليم إن تخلفوا مرة أخرى ، اما عن نفاقهم ، ففي الآية الحادية عشرة من نفس السورة - سورة الفتح - " سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا اموالنا واهلونا فاستغفر لنا يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم ... " أما عن سوء ظنهم ، ففي الآية التي تليها تماما : " بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا " ثم يقول تعالى بعدها تماما : " وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا " فالمسألة إذن ليست مسألة عدم استجابة للتحريض بل مسألة إيمان و كفر . لهذا كان إيعادهم بالعذاب الأليم . فلا وجه للربط الذي أورده الأخ بين آية الأعراب و آية التحريض على القتال .

خامسا : أورد الأخ الآية : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " ثم قال : وأنت ترى أنها مبايعة لا تلزمهم بالتوحيد ولا العفاف ... لأن المبايعة هنا كانت للنبي وليس للرسول !!!
النهي عن الشرك و السرقة و الزنا و القتل والبهتان لم ترد في هذه الآية وحدها لكي يقول الأخ ما قال ، فإن لم تلزمهن هذه الآية ألزمتهن آيات اخرى كثيرة تنهى عن كل هذه الأمور . لكن وجه الحكمة من إيراد الخطاب للنبي هنا إنما هو في قوله : " و لا يعصينك في معروف " . و المعروف هو ما تعارف عليه الناس في زمن النبي ، و هو متغير و لكون المعروف هنا هو معروف عصر معين و مكان معين جاء الخطاب للنبي لا للرسول . فلو جاء الخطاب للرسول لكان معروف ذاك الزمن و ذاك المكان ملزما لكل زمان و مكان . و لو ورد معرفة لا نكرة لكن معروف - أي ما تعارف عليه الناس - زمن النبوة هو معروف كل زمان و كل مكان غيره . و كلاهما محال . و حين أقول هذا ادرك تماما أن الإخوة سيردون بنقاش في معنى المعروف و المنكر . و هذا موضوع آخر ، إن أرادوا النقاش فيه فلا مانع لدي .

سادسا : أورد الأخ الآية : " وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا " ثم قال : إستئذانهم من النبي هو إقرار ظاهري ان طاعة النبي واجبة.

الآية هذه حجة لنا على أن النبي غير معصوم بخلاف الرسول ، لأننا نقول أن النبي عوتب و ليم و هذا دليل عدم عصمة النبي و هو ما لم يقع للرسول ، و قد قال تعالى بشأن استئذان المنافقين في سورة التوبة : " عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ "
فالذي يطلب منه المنافقون هنا أن يأذن لهم لأن بيوتهم عورة هو النبي غير المعصوم الذي أذن لهم سابقا فعوتب على هذا ، إذ لوكان الرسول هو المستأذن - بفتح الهمزة - بدل النبي لما جاز عليه الخطأ و بالتالي العتاب . فالرسول إنما هو حصرا مبلغ عن الله :" ... و ما على الرسول إلا البلاغ المبين " و الفارق بينهما في هذا الشأن ، أن الرسول هو مبلغ الرسالة الإلهية - التي هي كتاب الله حصرا - و لتعهد الله تعالى بحفظه أوجب العصمة للرسول كي تصل الرسالة كاملة صحيحة . أما النبي فهو المجتهد الأول في تطبيق هذه الرسالة على زمن معين و مكان معين و في ظروف معينة . فتلزمنا رسالته و نستفيد من اجتهاده لكنه لا يلزمنا لاختلاف زماننا عن زمانه و ظروفنا عن ظروفه صلى الله عليه و سلم . لهذا كان عليه الصلاة و السلام يخطئ احيانا في اجتهاده فيأذن للمنافقين بالتخلف عن القتال فيعاتب على ذلك . و يخاطب في هذه المسألة بخطاب النبوة لا الرسالة . فالرسول ما عليه إلا البلاغ اما النبي فهو الذي عليه أن يجتهد في تطبيق الرسالة على زمانه . و لهذا يخطئ و يصيب . و لهذا عوتب النبي في الكتاب الكريم دون الرسول . و كلاهما شخص واحد لكن الخطاب مختلف لاختلاف المخاطب .

و السلام عليكم

ناصر التوحيد
05-17-2008, 01:06 AM
فلماذا لم يقل الكتاب الكريم على جذوع النخل و قال في جذوع النخل ؟ لأي حكمة ؟ عجزنا عن الجواب....


فليخبرونا بالحكمة من اختلاف المخاطب

في الاولى عجزت عن الجواب.... لانها تنقض وتفند دعواك
واما في الثانية فلا تزال تخوض فيها رغم انها تم تفنيدها ونقضها ايضا بالامثلة وبالاستدلالات


أن شخص النبي هو نفسه شخص الرسول ، هو نفسه شخص المدثر هو نفسه شخص المزمل ، لكن المخاطب مختلف
هل المخاطب هنا تعني بها المخاطِب أم المخاطـَب أم المخاطـَب به
وكيف يختلف وهو واحد رغم اختلاف وتعدد المسميات التي لها دلالاتها الايمانية والدينية
وهل حين يقول الله عن نفسه انه الرحمن الرحيم يختلف المخاطِب - أو حتى المخاطـَب به - حين يقول عن نفسه عزيز ذو انتقام ؟؟
او حين يقول سبحانه بصيغة الجمع :إنا نحن نزلنا الذكر , يختلف حين يقول سبحانه بصيغة المفرد : وأنا اخترتك فاستمع لما يوحي . انني أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني ؟؟؟ وهي من ضمن ضمير المتكلم وضمير المتكلم لا يحتمل غيره وضمير المتكلم لا يحيل على كائن خارج النص ؟؟؟

وهل حين يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام " وإنك لعلى خلق عظيم " يختلف المخاطـَب لانه تحدث الله سبحانه الى رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام بضمير المخاطب ولم يقل رسول ولم يقل نبي ولم يقل مدثر ولا مزمل في هذا النص ؟؟؟

ناصر التوحيد
05-17-2008, 02:06 AM
وصل الامر به الى عدم فهم معاني الكلمات


مبايعة لا تلزمهم بالتوحيد ولا العفاف ... لأن المبايعة هنا كانت للنبي وليس للرسول !!!

البيعة تعني التعاقد والتعاهد. ومفهوم البيعة في الإسلام يعطي معنى الطاعة والانقياد للمبايع له
واعلم أن البيعة هي العهد على الطاعة فالمبايع يعاهد من بايعه على السمع والطاعة، وعلى أنه يسلم له النظر في أمرنفسه وأمور المسلمين لا ينازغه في شيء من ذلك ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره‏.‏ وكانوا إذا بايعوا جعلوا أيديهم في يده تأكيداً للعهد
البيعة والمبايعة هي قمة التعهد والالتزام والاتباع والطاعة والالزام .. وهو المعنى المراد في الحديث في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وعند الشجرة
البيعة تعني السمع والطاعة؛ وصلى الله وسلم على النبي الأمين الذي أخذ البيعة من الصحابة والصحابيات .
وهذا واضح في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}.

فافهم معنى البيعة الشرعية والمبايعة الشرعية فإنه أكيد على الإنسان معرفته لما يلزمه من حق سلطانه وإمامه ولا تكون أفعاله عبثاً
فمن مات ولم يكن في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية
البيعة واجبة على كل مسلم، فلو لم تكن البيعة واجبة ما استدعى ذلك ذمَ تاركها وتبكيته ، لأن من المعلوم أن الذم والتأثيم لا يأتي في معهود الشارع إلا عند ترك واجب أو فعل محرم , وعليه فإن المسلم يأثم بتركه لهذه المبايعة , فكيف بنكثه لها ؟؟؟؟؟؟
وتاتي وتقول :

مبايعة لا تلزمهم بالتوحيد ولا العفاف ...
ومليار علامة استفهام وتعجب لما تقوله من تخبيص



المعروف هو ما تعارف عليه الناس في زمن النبي ، و هو متغير
المعروف هنا هو المعروف الشرعي وليس المعروف العرفي
فإن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بالمعروف الشرعي وهو ثابت ولا يتغير

{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ( آل عمران - 110)·
تأمرون بالمعروف... أي الدعوة عن طريق الشرع .. والامر بالخير والإيمان والصلاح والتقوى والبر والإحسان والعفة والنهي عن المنكر والكفر والضلال والفساد والبغي والفسوق والعصيان

وقال تعالى : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
أي بِالْمَعْرُوفِ الشرعي وليس المعروف العرفي
ولذلك قال الله تعالى :
(وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) (النساء/ 19)
ومن ذلك : معاملتهن كما كان رسول الله (ص) يقول ويفعل , فكان أكرم الناس مع أهله، وأرفقهم بزوجاته ما رؤي متجهماً في وجه أحداهن، ولا غاضباً غضباً يخرجه عن سكونه ورحمته، ولا سباباً ولا فاحشاً، ولا يحتقر الطعام، ولا مؤثراً به نفسه ولكن ما رضي عنه أكله. وما كرهه تلطف في رده، وما غاب لم يسأل عنه.
ومن ذلك قوله (ص) فاستوصوا بالنساء خيراً

فأمر الله سبحانه الأزواج إذا عقدوا على النساء معاشرتهن بالمعروف وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها فافعل انت بها مثله كما قال تعالى { وّلّهٍنَّ مٌثًلٍ الَّذٌي عّلّيًهٌنَّ بٌالًمّعًرٍوفٌ } البقرة - 228
فإنه أصل قرآني للحياة الاجتماعية
ومن المعاشرة بالمعروف أن يتصنع لها كما تتصنع له:
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: " إني لأحب أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن تتزين لي ". الجامع لأحكام القرآن ( أي زينة في غير مأثم )
ب - ومن المعاشرة بالمعروف حسن الخلق معها:
فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذي حسنه الألباني.
فالمعروف هو بحسب شريعة الإسلام بالدرجة الاولى
ومع ذلك فلا مانع من المعاشرة بالمعروف اذا كان في العادات والتقاليد والعرف ما يندرج تخت معنى المعروف الشرعي والاستيصاء بالنساء خيرا
فزيادة الخير خير
واما اذا كان في العادات والتقاليد والعرف ما يخالف المعروف الشرعي فلا يؤخذ به بل ويجب محاربته
وفي النهاية نقول :

(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (الاحزاب/ 21)


فافهم معنى المعروف

أميرة الجلباب
05-17-2008, 10:09 AM
نحن لا ننكر وجود فرق لغوي بين لفظي: (نبي) و (رسول) وأنه لا يجوز وضع كلمة مكان الأخرى، كسائر ألفاظ القرآن الكريم .. ولكن يبقى السؤال الذي لم تجب عليه !
ما دليلك على هذه التفرقة بين لفظيّ الرسول والنبي من جهة الإلزام ؟! وهل هناك فرق بين (يا بني آدم) و (ياأيها الناس) ..
ما دليلك أن اختلاف الدلالة اللغوية يترتب عليها اختلاف تشريعي؟

هل تعلم ما معنى دليل؟


وماذا تفعل مع الآيات الكثيرة التي تشير إلى وجوب اتباع شخص محمد - صلى الله عليه وسلم- دون ذكر اسمه، أوذكر وصفه بالنبوة أو الرسالة.
قال تعالى: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)) النساء 65.
من هو المخاطب هنا النبي أم الرسول؟!

((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ)).

((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)).

((وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)).

((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )).آل عمران 31

وسؤال : من القائل ((من رغب عن سنتي فليس مني)) البخاري ومسلم.
أهو الرسول أم النبي؟

أم أنك منكر للسنة؟!

مجرّد إنسان
05-17-2008, 03:51 PM
اما التحريض فمن اجل رفع المعنويات و بذل أقصى جهد و اكبر مصابرة ممكنة و الهدف الوصول إلى درجة يمكن عشرين مؤمنا صابرا من التغلب على عشرة أضعافهم

مغالطة كبرى....حاولت أن تمررها هنا


الخطاب هنا ليس وعظيا فحسب....بل هو شامل لحكم تشريعي....


ألا وهو حرمة الفرار من الزحف لأجل الانحياز إلى فئة مؤمنة مع اختلاف تقدير العدد قبل وبعد النسخ


فلو كان الخطاب غير ملزم...فأين المشقّة في خطاب غير ملزم؟؟؟ ولماذا يجيء التخفيف وتعليل التخفيف بالضعف؟؟؟؟

نبيل مسلم
05-17-2008, 07:06 PM
بسم الله

أولا : بشأن سؤال الأخ عن المقصود بالمخاطب في قولنا أن شخص النبي هو نفسه شخص الرسول هو نفسه شخص المدثر و هو نفسه شخص المزمل لكن المخاطب مختلف . و المقصود هو المخاطَب ، بفتح الطاء . أما ما أورده من أسماء حسنى فهي بشأن اختلاف المخاطِب بكسر الطاء . و اختلاف المخاطب بفتح أو المخاطب بكسر ينتج اختلافا في مؤدى الخطاب . إذ لو كان مؤدى الخطاب نفسه رغم اختلاف المخاطب بفتح أو كسر لكن هذا الاختلاف لا معنى له و لا حكمة فيه . و هو من العبث الذي يتعالى الله عنه و لا يجوز عليه لمطلق علمه . و هذه قاعدة عامة : اختلاف اللفظ يؤدي إلى اختلاف المعنى . فإن أدركنا هذا الاختلاف فبها و نعمت و إن لم ندركه فعدم إدراكنا هذا لا يقلب القاعدة . بل هو دلالة على أن المستوى العلمي الذي وصل إليه عصرنا لم يبلغ بعد درجة تأويل كل آيات الكتاب الكريم . و كتاب الله عطاؤه مستمر إلى يوم القيامة و لكل عصر عطاؤه من كتاب الله ، و لهذا فهو معجزة مستمرة و حجة دائمة . فحين يقول تعالى "نحن" فلا يقصد "أنا" بل يقصد "نحن" ، أدركنا الفرق أم لم ندركه . فإن أدركناه فلله المنة ، و إن لم ندركه فلن نبني على هذا قاعدة أخرى تقلب القاعدة . و لا حاجة للإخوة بإيراد كل آيات الكتاب علينا إثباتا لما يذهبون إليه من أن اختلاف المخاطب -بفتح أو كسر- لا ينتج اختلافا في مؤدى الخطاب . لأننا إن علمنا جواب ما يوردون أجبنا و إن لم نعلم لم يكن هذا حجة لهم علينا بل حجة لنا عليهم في أن المستوى العلمي لعصرنا لم يبلغ بعد تأويل كل الآيات و سيأتي زمان يزداد فيه العلم و يعلم الناس تأويل ما لم نعلمه . و ذلك مؤدى قوله تعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " . و قد أوردنا مثالا يمكن القياس عليه ، حين قلنا أن المفسرين قبل عصرنا فهموا " في" في قوله تعالى " قل سيروا في الأرض " على المجاز بمعنى "على" لا على الحقيقة بمعنى "في " و هم معذورون ، فذاك أقصى ما بلغه المستوى العلمي لزمانهم ، ثم اتضح في زماننا أن الله تعالى حين قال " في الأرض " فهو يقصد في الأرض على الحقيقة ، لأن المستوى العلمي لزماننا ارتفع و زاد و أصبحنا نعلم أن الطبقة الغازية هي جزء من الأرض و أننا في الحقيقة نسير في الأرض لا عليها . و سأل الأخ عن قوله " لأصلبنكم في جذوع النخل " قائلا أن " في " هنا لا يمكن إلا أن تكون بمعنى " على " ، و رددت عليه أنه يقول هذا لأن هذا ما يتيحه لنا المستوى العلمي لزماننا ، لا لأن قوله هو الصواب . و حاله في هذا كحال المفسرين السابقين حين فسروا السير في الأرض بالسير عليها . ثم اتضح أنه سير فيها على الحقيقة . ثم قلت له بالحرف : " فلماذا لم يقل الكتاب الكريم على جذوع النخل و قال في جذوع النخل ؟ لأي حكمة ؟ عجزنا عن الجواب لا يعني أنه أراد ب"في" هنا "على" و إنما أراد ب"في" "في" و ما علينا إلا أن ننتظر يوما يتطور العلم ليشرح لنا كيف هذا و ليبين للناس مرة أخرى معجزة أخرى من معجزات الكتاب الكريم شهادة له أنه من عند الله ".
فكان رد الأخ أن قال " عجزت عن الجواب لأنها تنقض و تفند دعواك " . و دعواي أنه تعالى حين يقول "في" لا يقصد "على" و حين يقول " يا أيها النبي " لا يقصد " يا أيها الرسول " و قس عليها . فإن جهلنا الحكمة من اختياره لفظا دون لفظ قريب منه فجهلنا هذا لا يلغي الفرق في القصد . و هذه هي دعواي التي بنيت عليها أن الخطاب بالنبوة غير الخطاب بالرسالة . كما أن "في" غير "على" علمنا الفرق أم لم نعلمه . و سأكتفي بما قلته بهذا الشأن . فمن رأى في ما قلته مقنعا فهو ذاك ، و من لم ير فيه مقنعا ، فله الحق في أن لا يقتنع و هذا شأنه .

ثانيا : ما أورده الأخ على أنه قولنا إنما هو قول اقتبسناه عن الأخ الذي أورد علينا آية :" يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ..." . إذ بعد أن أورد الأخ هذه الآية قال فيما قال : " وأنت ترى أنها مبايعة لا تلزمهم بالتوحيد ولا العفاف ... لأن المبايعة هنا كانت للنبي وليس للرسول !!!" . فرد الأخ إنما هو على كلام ليس لي . و ما قاله الأخ في شرحه للبيعة و أنها عهد لا يجوز نكثه بل هو ملزم لمن أعطاها فلا أخالفه فيه . و إنما كان موضوع النقاش بيني و بين الأخ الذي أورد آية البيعة هو الحكمة من خطابه فيها للنبي دون الرسول . و قد أجبته سابقا و لا حاجة لأن أعيد .

ثالثا : بشأن موضوع المعروف و معانيه في الكتاب الكريم ، فأرجو أن يتاح لي الوقت لأجيب عنه في موضوع مستقل قريبا إن شاء الله .

نبيل مسلم
05-17-2008, 07:08 PM
رابعا : تعيد الأخت سؤالها قائلة أننا لم نجب عليه ، و سؤالها هو : " ما دليلك على هذه التفرقة بين لفظي الرسول و النبي من جهة الإلزام ؟ " و قد أوردت لها الجواب فلم يقنعها . فقلت لها إنه إن لم تقتنع فهذا حقها و لن نزيد على ما أوردناه . و سأعيد ما أوردته بأسلوب آخر : لا جدال في أننا مطالبون بطاعة الرسول و أننا ملزمون بهذه الطاعة لورود آيات كثيرة تأمرنا بهذا . و هذا دليل الإلزام الإيجابي . هذا من ناحية . من ناحية أخرى لا نجد في الكتاب الكريم أمرا صريحا يلزمنا بطاعة النبي كما هو موجود بشأن الرسول . فمن يقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما أننا ملزمون بطاعة الرسول سواء بسواء فعليه أن يأتي بدليل على هذا . فكيف نقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما نحن ملزمون بطاعة الرسول و لا يوجد أمر صريح بهذا الإلزام ؟ من جاءت هذه التسوية في الإلزام ؟ . من ناحية ثالثة ، نجد آيات في لوم النبي و عتابه صلى الله عليه و سلم و لا نجد مثلها في الرسول ، و هذا يدل على أن النبي غير معصوم بخلاف الرسول ، و عدم عصمته هذه أتت من كونه هو المجتهد الأول في تطبيق الرسالة الإلهية على واقعه الخاص و ظروف زمانه الخاصة . لهذا فهو يخطئ و يصيب . و لكون زمان النبي و ظروفه غير زماننا و ظروفنا فلا يمكن أن يلزمنا اجتهاده الذي يتأثر بالزمان و المكان . أما الرسول فهو حامل الرسالة مبلغها و ليس عليه بصفته رسولا إلا البلاغ . و الرسالة أبدية صالحة لكل زمان و مكان ، و علينا أن نجتهد بدورنا لتطبيقها في زمننا كما اجتهد النبي صلى الله عليه و سلم لتطبيقها في زمانه ، فنحن نستفيد من اجتهاده لكننا لا نلزم به لاختلاف الزمان و الظروف و الوقائع . لهذا ورد الأمر اللزوم بطاعة الرسول ما لم يرد مثله في النبي ، و لهذا نجد اللوم و العتاب موجها للنبي بصفته نبيا و لا نجده موجها للرسول بصفته رسولا . من ناحية رابعة : الأخت تقول أن هناك اختلافا في الدلالة اللغوية بين لفظي الرسول و النبي ، و هو ما نتفق عليه . لكنها لا ترى أن هذا الاختلاف اللغوي ينعكس في اختلاف تشريعي . و هنا مكمن الخلاف بيننا . لكن إن لم ينعكس فما جدواه ؟ . و نعيد القول أنه إن لم تقتنع الأخت بما أوردناه فهذا حقها .

خامسا : بشأن الآية " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " فالمخاطَب هنا هو الرسول ، لأن الآية التي سبقتها تقول " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا "

سادسا : بشأن الآية : " إلا تنصروه فقد نصره الله .." فالخطاب موجه للذين آمنوا ، لا اختصاص بالمقصود بالنصر هنا فهو للرسول و للنبي ، فالرسول منصور و النبي منصور.

سابعا : بشأن قوله : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" فالآية بتمامها :" لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " فالآية تتحدث عن الرسول ، لكن الضمير في " أمره " عائد لله تعالى . و إن قال بعضهم أنه عائد للرسول فلا بأس ، لأن طاعة الرسول من طاعة الله .

ثامنا : بشأن قوله تعالى : " وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا " فالآية بتمامها : " قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " واضح أن المقصود هنا هو الرسول صلى الله عليه و سلم .

تاسعا : بشأن قوله تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" فالمخاطب هنا هو الرسول صلى الله عليه و سلم ، ففي نفس السورة – آل عمران – في آية قبلها يقول تعالى : " فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" و الخطاب هنا للرسول لأنه هو الذي ما عليه إلا البلاغ .

نبيل مسلم
05-17-2008, 07:10 PM
عاشرا : أوردت الأخت حديثا منسوبا للنبي صلى الله عليه و سلم ، ثم سألت سؤالا فتحت به موضوعا جديدا حول السنة . فأقول : لم يرد في الكتاب الكريم أمر باتباع السنة وبأنها وحي ، بل نحن مأمورون بنص الكتاب باتباع الكتاب وحده و أن نجعله حكما بيننا على ما اختلفنا فيه . و هذا ما ينفي أي سلطة تشريعية لغير كتاب الله . و من هنا لا تلزمني حجة من احتج بغير كتاب الله . و إن شاء الإخوة أن يفتحوا موضوع السنة فلا مانع لدي .

و أخيرا : قال الأخ بشأن آية التحريض أن الخطاب هنا ليس وعظيا فحسب ، بل هو شامل لحكم تشريعي ، و هذا الحكم هو حرمة الفرار من الزحف . ثم تحدث عن وجود نسخ في العدد .
و نقول أن الآيتان كالتالي : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ
الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "
ففي حالي القوة و الضعف نجد أن المؤمنين هم الغالبون . في حال القوة المرتبط بالتحريض على القتال يغلب العدد منهم عشرة أضعافه . و في حال الضعف المرتبط بالتخفيف يغلب العدد منهم ضعفه . ففي الحالين هم الغالبون . فأين ما يقوله الأخ عن الفرار من الزحف ؟ و هل يفر الغالب من المغلوب ؟
الأمر بالتحريض على القتال صدر للنبي فهو ملزم له ، و الهدف من التحريض الوصول إلى أقصى قوة مثلتها الآية في أن عدد من المؤمنين يغلب عشرة أضعافه . و ليس هنا خطاب وعظ بل هو خطاب أمر إلهي للنبي بتحريض المؤمنين على القتال لبذل أقصى جهد ممكن. و قد يستجيب المؤمنون لهذا التحريض بكل قوتهم دون ادنى ضعف فيغلب العدد منهم عشرة أضعافه . و قد تضعف استجابتهم و تضعف و تضعف لضعف فيهم إلى أن تصل إلى حدها الأدنى و هو أن العدد منهم يغلب ضِعفه . إذن لا ذكر للفرار و لا وعيد بشأنه . و لا وجود لخطاب وعظي . و الآية إنما تتحدث عن التحريض على القتال لا عن الأمر بالقتال . فالأمر بالقتال في سبيل الله خاطب به تعالى المؤمنين مباشرة فهو ملزم لهم بهذا ، اما الأمر بالتحريض فمخاطب به النبي صلى الله عليه و سلم فهو ملزم له وحده و ليس على المؤمنين تبعا له أن يحرضوا هم أيضا على القتال . و عليهم أن يستجيبوا للتحريض ببذل أقصى الجهد و هذا هدف التحريض . لهذا اختلف العدد الوارد ، فالاستجابة بالجهد لا تتماثل بين مؤمن و آخر و بين يوم و آخر . و ليس في الآية تشريع و لا فيها نسخ .

و بعد : فإنني أستأذن في الغياب مدة لحاجات علي قضاؤها . و لنا عودة كما أرجو إن شاء الله .

و السلام عليكم

عبد الواحد
05-17-2008, 08:16 PM
الزميل نبيل أصبحت تكرر نفس الكلام وتجتره ولم تأتي بجديد, لكن...

لنتفق أولاً انك تدعو صراحة إلى عصيان الله, وإليك الدليل:
بما انك تقول (نحن ملزمون بطاعة الرسول لا النبي) هذا يعني بالضرورة انك غير ملزم بطاعة أي نبي من أنبياء الله. وبما أن الله يقول ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ) إذاً نبيل غير ملزم بطاعة أي نبي سواء تكلم بوحي أم لا. النتيجة: عقيدة نبيل تحلل له عصيان الله وعدم الالتزام بكلامه الذي يجري على لسان أي نبي.. وهكذا حتى إن كان النبي يتكلم دون وحي تارة ويعاتبه الله تارة أخرى إلا انه يتكلم بوحي أيضاً بصفته نبي كما يخبرنا الله انه يوحي إليه كما أوحى للنبيين من قبله. وعدم إلتزامك بطاعته لا يعني فقط عدم إلتزامك بما عاتبه الله فيه بل هو عدم إلتزام بالوحي الذي تكلم به. وهكذا ترسخت حقيقة جهرك بعصيان الله وعدم إلتزامك بالوحي!

الزميل مشوش يخلط بين وجوب الطاعة وبين العصمة.
إذا كان عدم طاعة الوالدين في معروف هو أمر مستقبح, فمن باب أولى أن تستقبح عدم طاعتك لأنبياء الله في غير الوحي. ولذلك استشهدتُ بقوله تعلى (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا )
نحن هنا نتحدث عن القاضي وحاكم الواجب طاعته وهذا لا يشترط فيه علم الغيب بل كما قال المصطفى (لعل أحدكم أن يكون ألحن في حجته من صاحبه، فمن اقتطعت له من حق أخيه شيئًا فإنما أقتطع له قطعة من النار) وكذلك في الآية السابقة النبي حاكم أخذ بظاهر الأمر, الشاهد أن الله نصب النبي (ص) قاضياً وحاكماً وأنت تقول انك غير ملزم بطاعته. ولذلك سألتك ماذا قال كل شخص عند استئذانه ؟
إذا قال (يا نبي الله إئذن لي).. فلما لم يقل له انه غير ملزم بطاعته كنبي (كما تدعي أنت) ؟ لم تجب!
وإن قال له (يا رسلول الله إئذن لي) .. فلماذا وصفه الله بالنبي في ذلك الموقف ؟ لم تجب!

الآية هذه حجة لنا على أن النبي غير معصوم بخلاف الرسول ، لأننا نقول أن النبي عوتب و ليم و هذا دليل عدم عصمة النبي و هو ما لم يقع للرسول ،
هذه حجة ضدك -ما دمت تفرق بين شخصية النبي و شخصية الرسول - فقول الله ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ) هو عتاب وخطاب موجه للرسول الذي ذكر بتلك الصفة -أي الرسول- في تسعة آيات قبل معاتب الله له, وفي المقابل لن تجد ذكر إسم (النبي) ولو مرة واحد قبل الآية 43. ولا قبل الآية 61. وهذا دليل آخر أن معاتبة الله للنبي هي نفسها معاتبة الرسول وكذلك طاعة النبي هي نفسها طاعة الرسول.
ولا تنسى أن ردك لا علاقة له بالشاهد الذي لم تستوعبه .. فطاعتك له كحاكم واجبة حتى إذا حكم لخصمك الألحن في حجته منك.
ولا تنسى ان عدم التزامك بطاعته ليس مقتصرا على ما عوتب عليه .. بل أيضاً -تدعي- انك غير ملزم بكل ما يقوله بما في ذلك الوحي.

إذ لوكان الرسول هو المستأذن - بفتح الهمزة - بدل النبي لما جاز عليه الخطأ و بالتالي العتاب .
بنفس المنطق الفاسد أقول لك, لو كان النبي هو المستأذن لما جاز عليه الخطأ والعتاب لأنه ما سمي نبياً إلا لان الله ينبئه كما أنبأ نوح (وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ) .
ثم من أين جئت باختراعك أن معاتبة الله لنبي دليل على عدم وجوب إتباعه؟ ألم تقرأ قوله تعالى (#لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ) فتوبة الله على النبي (ص) لا تعفي الصحابة من عدم إتباعه بل بالعكس الله خص بالتوبة من اتبعوا النبي (ص). وبما انك تفرق بين الرسول والنبي في الإتباع.. المفترض ان تذكر الآية (إتباع الرسول) بدل (إتباع النبي) .. هذا مثل آخر على بطلان كلامك!

من وسائل الهروب والمراوغة عندك:
عندما آتيك بآية تقول أن طاعة النبي واجبة .. فلا تقل أن تلك الطاعة معلومة في آيات أخرى, بذلك تهرب إلى الأمام ودون تفكير. لم يدعي أحد انحصار الطاعة في تلك الآية بالذات حتى تخبرني عن آيات أخرى. بل الشاهد في الآية هو بطلان إدعائك انه لا توجد آية تشير إلى وجوب طاعة النبي (ص). وعلى أساس هذا الإدعاء الكاذب حاولت ان تقنع القارئ انك غير ملزم بطاعته (ص) .

أمثلة على مراوغتك:
يقول الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ) الآية..
تجيب: ((النهي عن الشرك و السرقة و الزنا و القتل والبهتان لم ترد في هذه الآية وحدها لكي يقول الأخ ما قال))
مرة أخرى أنت تلجأ هنا إلى الإفتراء وكأني إدعيت أن ما جاء في الآية لم يرد في آيات أخرى. هذا غير صحيح بل الشاهد أن الآية دليل قاطع على وجوب طاعة النبي عموماً وطاعته في أهم أمر في الدين ألا وهو التوحيد. والعجيب أن الكبر غلبك وقلتَ أن المبايعة على التوحيد أمر غير ملزم أحياناً !!!! وذلك حتى لا تلتزم بطاعته (ص) !!!! الدليل في كلامك التالي: (( فإن لم تلزمهن هذه الآية ألزمتهن آيات اخرى كثيرة تنهى عن كل هذه الأمور ))
هذا الكلام لا يصدر عن عاقل! كيف لا يلتزم المؤمن بالتوحيد في آية ويلتزم به في آية أخرى! يا رجل قل كلام يعقل ودعك من الكِبر. كيف تجرؤ على القول أن مبايعة النبي (ص) على عدم الشرك هو أمر غير ملزم في هذه الآية بالذات؟ ثم تتفلسف حول قوله "و لا يعصينك في معروف " وهذا أيضاً لا يغير من الشاهد الذي أراك مرعوباً منه. الشاهد أن المؤمنات بايعن النبي (ص) على أمور كثيرة من أهمها التوحيد. أجبني عن هذه الآية بالذات وعن المبايعة على عدم الشرك بالتحديد. أليس ذلك دليل قاطع على كذبك عندما أدعيتَ انه لا يوجد في القرآن ما يشير إلى وجوب طاعة النبي (ص) (لا الرسول) ؟

نفس المراوغة تتكرر :
استشهدتُ بقوله تعلى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) حتى أرد على نفس إدعائك السابق. لكنك لجأت مرة أخرى إلى نفس أسلوبك في الهروب إذ تقول: ((فقد وردت آيات عدة تأمر المؤمنين بالقتال في سبيل الله و هو خطاب لهم من الله مباشرة ))
وهكذا ثبت بالدليل القاطع انك فاقد لبوصلة التفكير كلياً. ولابأس أن أشرح لك مرة أخرى: لم أستشهد بالآية لأثبت أن الأمر بالقتال محصور في هذه الآية .. بل حتى أبين لك أن في القرآن آيات تثبت وجوب طاعة النبي(ص). ومتى تبث ذلك تسقطت حجتك الوحيدة التي على أساسها ادعيت انك غير ملزم بطاعة النبي.

لماذا تدعي أن الصحابة غير ملزمين بتحريض النبي؟
تقول لان التحريض هنا هو فقط "رفع معنويات". وهذا خطأ فاحش لان "رفع المعنويات" ليست أحكام وتكاليف حتى تنسخ وتخفف ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ ). لكن سأسايرك جدلاً إلى حين ولنقل انك في زمن الرسول (ص).. إذاً أنت لا ترى نفسك ملزما بالجهد الذي قام به النبي (ص) في سبيل رفع معنوياتك. أليست هذه وحدها من علامات النفاق؟ إذا بذلت والدتك جهدا يسيراً لتحضرك لك الماء ستشربه وإن لم تكن عطشان. فما بالك إذا بذل النبي (ص) جهداً كبيراً لتحريض المؤمنين واستنفارهم فمن يا ترى سيرى نفسه غير ملزم بذلك الجهد غير المنافقين ؟؟؟

هل ذلك للتحريض من الله أم لا؟
الله هو الذي أمر نبيه أن يحرض المؤمنين وان يكلفهم (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) والله هو الذي خفف عنهم بعد ذلك ( الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ ) وبالتالي سواء أدعيتَ أن الله خفف عنهم "رفع المعنويات" !!! أو خفف عنهم تكليفا ما .. فأنت في الحالتين تدعي انك غير ملزم بكلام الله الذي به حرض النبي (ص) المؤمنين.

تخبطك في تفسير معنى التحريض.
تقول ( إذ لو وردت بخطاب للرسول ، لكان ملزما للمؤمنين أن يستجيبوا للتحريض)
إذاً التحريض في حد ذاته ليس مجرد رفع للمعنويات كما قلت من قبل بل هو كما تقول الآن وكما تخبرنا الآية يحوي تكليفا يمكن للمرء أن يلتزم به أو يتركه, وهذا هو الشاهد الذي نحتاجه! أنت تقول الآن انك ملزم بالطاعة إذا كان المحرض رسولاً وغير ملزم إذا كان المحرض نبياً رغم أن تحريضه في حد ذاته لم يتغير ورغم انه أمر من الله في جميع الأحوال.. مرة أخرى أثبتَ انك لا ترى نفسك ملزما بكلام الله. تلخيصاً لما سبق: حتى لو ادعيت أن النبي (ص) كان يرفع فقط معنويات الصحابة .. فقولك انك غير ملزم بجهد النبي هو نفاق باطن وقلة أدب ظاهرة مع النبي (ص). وحقيقة الأمر أن تحريض النبي ليس مجرد رفع معنويات بل هي أوامر من الله نسخها الله في الآية التي تلتها..

وشهد على نفسه من حيث لا يدري.

أورد الأخ آية : " قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد .. " و يربطها الأخ بآية التحريض على القتال . و لا وجه للربط هنا ، لسابق ما قلناه ، و نضيف إليه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بتحريض المؤمنين حصرا على القتال : " يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال .. " و الأعراب المخلفون لم يرد لهم وصف بالإيمان . بل ما ورد في حقهم كان عكس هذا . فلا وجه للأخ فيما أورده
من فمك أدينك..
بما انك تقول أن التحريض موجه للمؤمنين حصراً وبما انك لا ترى نفسك ملزماً به.. هكذا أخرجت نفسك من دائرة الإيمان.
ما يسري على بعض الأعراب يسري عليك لأنك ترى في نفسك ما تراه في الأعراب الغير معنيين بالتحريض ..
النتيجة ان بينك وبين المنافقين قاسم مشترك: أنتم غير معنيين بذلك التحريض ولا ترون أنفسكم ملزمين به !

فقد الرجل بوصلته من جديد:

. أما بشأن إيعادهم بالعذاب الأليم ، فليس لعدم استجابتهم للتحريض بل لنفاقهم و ظنهم بالله ظن السوء ،
سبحن الله كيف تفهم! .. يا عزيزي ليس الخلاف حول نفاق بعض الأعراب. بل الشاهد هو عن نتيجة نفاقهم الذي قادهم إلى تخلفهم عن تحريض الجيش و استنفاره للجهاد ... فصلك بين (عدم الاستجابة للتحريض) و بين ( النفاق او الوهن) هو تفريق ساذج أرجو ان لا تكرره حفاظا على ماء وجهك. أنظر ستناقض كلامك فوراً (( و من هنا أوعدوا بالعذاب الأليم إن تخلفوا مرة أخرى))
إذاً الله يعذبهم عن تخلفهم .. تخلفهم عن القتال بعد سماعهم لدعوة الجهاد وبعد تحريض واستنفار الجيش.. فلماذا قلت من قبل ان الوعد بالعذاب ليس بسبب عدم استجابتهم للتحريض؟

التشتيت لن ينفك:

، اما عن نفاقهم ، ففي الآية الحادية عشرة من نفس السورة - سورة الفتح - " سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا اموالنا واهلونا فاستغفر لنا يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم ... " أما عن سوء ظنهم ، ففي الآية التي تليها تماما : " بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا " ثم يقول تعالى بعدها تماما : " وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا "
هذه عينة من حشوك لكلام ليس محل خلاف أصلاً. ركز معي يا عزيزي: لا خلاف في نفاق بعض الأعراب وسوء ظنهم بالله ..
لكن الخلاف هو في فصلك بين الاستجابة للتحريض و بين الإيمان.

فالمسألة إذن ليست مسألة عدم استجابة للتحريض بل مسألة إيمان و كفر .
سبحن الله على بعض العقول. وحدة وحدة ستفهم : هناك من الأعراب منافقين ... هذه سهل أكيد فهمتها.
وبما أنهم كذلك فمن البديهي أن يتخلفوا عن أي تحريض للجهاد لظنهم مثلك أنهم غير ملزمين بطاعته (ص) .

في الختام أكتفي بتذكيرك بنقطتين:
1- عدم إلتزامك بطاعة النبي يعني : عدم إلتزامك بكلامه كقاضي حين يحكم بظاهر الأمر وهذا نفاق منك ! ويعني أيضاً عدم التزامك بأي كلامك تلفظ به النبي (ص) حتى وإن كان وحياً من عند الله, وهذه دعوة صريحة لعدم طاعة الله الذي قال ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ) إذاً هروبك إلى معاتبة الله لأنبيائه لا يخدمك لان عدم الالتزام بطاعتهم يعني بالضرورة عدم طاعة الله فيما أوحي إليهم.
2- بلغ بك الكبر درجة ادعيت فيها أن المبايعة على التوحيد ملزمة في بعض الآيات و غير ملزمة في آيات أخرى.. وإذا تراجعت عن ذلك تكون قد اعترفت أن مبايعة المؤمنات للنبي (ص) على أن لا يشركن بالله هو دليل قاطع على وجوب طاعة النبي (ص).
يا رجل دعك من هذه الصورة البشعة التي تدافع عنها.. بالله عليك هل إذا أمرك النبي (ص) بأمر.. هل ستقول له (لست ملزما بطاعتك كنبي).

يتبع إن شاء الله ...

نبيل مسلم
05-18-2008, 01:07 PM
بسم الله
كنت قد استأذنت في الغياب مدة لحاجات , ثم وجدت أنه يمكنني المرور على النقاش هذا اليوم . و تأجيل ما أنا بصدده من سفر طويل إلى غد . و عليه أقول :

أورد الأخ الآية : " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا " ثم قال أنني لست ملزما بطاعة أي نبي من الأنبياء سواء تكلم بوحي أم لا .
أقول : النبي يوحى إليه و الرسول أيضا يوحى إليه . و الوحي الموحى به للنبي غير الوحي الموحى به للرسول. و ما يلزمنا هو الوحي الموحى به للرسول . فنبوة النبي صلى الله عليه و سلم غير رسالته . و كلاهما وحي . و قد ذكرت أن الخطاب للنبي غير ملزم لغير من خوطب به . و أن الخطاب للرسول ملزم إلزاما أبديا .

سأحاول بعد قليل - بقدر ما هو متاح لي من وقت- أن أطرح ما أود طرحه اختصارا في موضوع المعروف و المقصود منه .

و السلام عليكم

نبيل مسلم
05-18-2008, 03:02 PM
بسم الله

بشأن المعروف ، و تبعا له المنكر و الحلال و الحرام .
هناك دائرتان لا تتداخلان أبدا : دائرة الحرام و دائرة الحلال . و هما من اختصاص الله تعالى وحده لا حق فيها لغيره . فلا أحد يحرم إلا الله و لا أحد يحلل إلا هو سبحانه . لأن الحرام أبدي مطلق لا يتحول إلى حلال و الحلال أبدي مطلق لا يتحول إلى حرام مهما تطاول الزمان و تغيرت الظروف ، و لهذا فتشريعهما إنما هو من حق من له العلم المطلق ، و ليس هذا لغير الله تعالى .
اما المنكر و المعروف فكلاهما حلال ، و هما في دائرة الحلال . إذ لا معروف و لا منكر في دائرة الحرام . و المعروف هو ما عرفه ناس في مجتمع معين و زمن معين و مكان معين من عوادئهم و تقالديهم مما ليس فيه حرام . و المنكر هو ما أنكره ناس في مجتمع معين و زمن معين و مكان معين من عوائدهم و تقالديهم مما ليس فيه حرام . فرب أمر يعرفه الناس في اليمن و مألوف لديهم ينكره الناس في المغرب لكونهم لم يألفوه .

و المعروف و المنكر هما جزء أساسي من هوية أي مجتمع و احد الصمامات المهمة في الحفاظ على هويته و تماسكه و عدم اضطرابه .
لهذا وجب الأمر بالمعروف و وجب النهي عن المنكر . أي وجب علينا أن ننهى من يخالف تقاليد مجتمع نحن أهله و عاداته ما دامت في دائرة الحلال للحفاظ على هوية ذلك المجتمع و تماسكه . و نامر باحترام هذه التقاليد و العادات .
و لكون المعروف و المنكر في الناس مفتوحا لا حد له لكون عادات الناس و تقاليدها لا حد لتنوعها و تعددها . لكونها كذلك فلا يمكن حصرها في قائمة محدودة ، فلن نجد في الكتاب الكريم قائمة بالأمور المنكرة و التي تتحدد بناء عليها الأمور المعروفة ، كما هو الحال في الحرام و الحلال . فلكون المنكر و المعروف متغير بتغير الزمان و المكان بين مجتمع و آخر لم يرد له عد و حصر في كتاب الله .

قد يأتي أخ يقول لي أن لحم الخنزير امر متعارف عليه في المجتمعات الغربية ، فهل هذا يجعله معروفا ؟ اجيبه بتذكيره أن المعروف و المنكر كلاهما حلال ، و اكل لحم الخنزير غنما هو حرام . فكونه معروفا عن مجتمع معين لا يجعله حلالا . إنما حديثي عن المعروف و المنكر في دائرة الحلال . إذ لا عبرة بهذا التصنيف و لا معنى له في دائرة الحرام .

و السلام عليكم

عبد الواحد
05-18-2008, 04:47 PM
ملخص كلامكم

النبي يوحى إليه و الرسول أيضا يوحى إليه . و الوحي الموحى به للنبي غير الوحي الموحى به للرسول. و ما يلزمنا هو الوحي الموحى به للرسول . فنبوة النبي صلى الله عليه و سلم غير رسالته . و كلاهما وحي . و قد ذكرت أن الخطاب للنبي غير ملزم لغير من خوطب به . و أن الخطاب للرسول ملزم إلزاما أبديا .
إذاً أنت تدعي أن الوحي الخاص بالنبي غير مُلزِم لغيره. والقرآن يكذبك في هذا الإدعاء, قال تعالى:

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة.

الله اصطفى طالوت ملكا, فهل طاعة النبي في هذا الأمر واجبة أم لا؟

نبيل مسلم
05-18-2008, 05:01 PM
بسم الله

قلت بالحرف الواحد ان خطاب النبوة ملزم فحسب لمن خوطب به لا لغيره . و الآية التي أوردها الأخ عن طالوت هي مثال على هذا . فهذا النبي قال لقومه أن الله بعث إليهم طالوت ملكا . فملكه عليهم ملزم لهم وحدهم لا لغيرهم . فأين وجه الإلزام لنا نحن . فأرجو من الأخ أن ينتبه إلى أن خطاب النبوة لا إلزام فيه لغير من خوطب به في عصر النبي . فهو إلزام محدود مرحلي . اما خطاب الرسالة فهو ملزم أبدي . فخطاب النبوة لا يلزمنا و خطاب الرسالة ملزم لنا . و ملزم لمن يأتي بعدنا إلى يوم القيامة . فطاعة النبي واجبة فيمن ورد لهم الخطاب لا في غيرهم . فهو ليس وجوبا عاما أبديا . أرجو أن يكون الأمر قد اتضح .

و السلام عليكم

و السلام عليكم

عبد الواحد
05-18-2008, 05:54 PM
بدأت تترنح يا عزيزي, الآن و بعد أن علمت أن في القرآن أوامر صريحة بوجوب طاعة الأنبياء وآخر الأمثلة في (247) البقرة. الآن تتراجع لتقول:

خطاب النبوة لا إلزام فيه لغير من خوطب به
وبما اننا نحن المخاطبون .. تراجعت مرة أخرى لتقول:

خطاب النبوة لا إلزام فيه لغير من خوطب به في عصر النبي
أفهم من ذلك أن كل محاولاتك السابق لإنكار إلتزام الصحابة بكلام النبي (ص) كانت محاولة تضليل منك؟
المهم انك اعترفت أخيراً أن كل صحابي ملزم بطاعة محمد (ص) كنبي !
نتفق على ذلك أولاً ثم ننتقل الى السؤال هل محمد ابن عبد الله هو (نبي لصحابته ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟

نبيل مسلم
05-18-2008, 06:10 PM
بسم الله

لا وجود فعلا في الكتاب الكريم لأمر يلزمنا بطاعة النبي كما هو موجود في طاعة الرسول ، لأن طاعة النبي ملزمة لمن خوطب بها في زمن النبي حصرا لا لغيرهم مثلنا نحن . لأن طاعة النبي غير أبدية كطاعة الرسول ، لهذا لا تلزمنا طاعته . فأين للأخ ما قاله عن ترنح ؟

اما عن الصحابة فإن كان المر صادرا لهم بخطاب النبوة كما صدرت اوامر لنساء النبي بخطاب النبوة كونهن نساء نبي ، فهم ملزمون بهذا الأمر وحدهم دون غيرهم ممن يأتي بعدهم . و مثاله تلك الآيات التي خوطبت فيها نساء النبي بالنبوة لا بالرسالة ، و قلت حينها أن ما ورد فيها من أوامر لهن حصرا . فنعم ، الصحابي ملزم بطاعة النبي و هو في عصر النبي إن كان الخطاب موجه له باسم النبي . و لا يلزم غيره . و هو في كل الأحوال خطاب ملزم لمن خوطب به في زمن النبي لا لنا نحن ممن جاء بعده . لهذا قلت و اكرر أن خطاب النبي لا يلزمنا كما يلزمنا خطاب الرسول .

نبيل مسلم
05-18-2008, 06:13 PM
أما ما قاله الأخ بشأن ناقة صالح عليه السلام . فلا شأن لنا به ، لأننا إنما نتحدث عن الإلزام في رسالة محمد صلى الله عليه و سلم التي نسخت كل الرسالات ممن جاءت قبلها . فحين اقول أن خطاب الرسول ملزم ، فالمقصود هو الرسول صلى الله عليه و سلم لأن رسالته جاءت عامة للناس كلهم و أبدية إلى يوم القيامة .

و السلام عليكم

نبيل مسلم
05-18-2008, 06:38 PM
خطاب النبوة لأي نبي لا يلزمنا ، و خطاب الرسالة لأي رسول دون الرسول محمد صلى الله عليه و سلم لا يلزمنا . هذا هو الأمر ببساطة

نبيل مسلم
05-18-2008, 06:46 PM
طاعة النبي ليست واجبة إلا لمن خوطب بها في زمن النبي .

عبد الواحد
05-18-2008, 06:51 PM
وجزاك الله خيراً أخي فجر الإسلام الصارخ

عزيزي نبيل من البديهي أننا نتحدث عن علاقة النبي بمن بُعث إليهم .. فلا تحاول الرد على كلام لم يدعيه أحد.

طاعة النبي ليست واجبة إلا لمن خوطب بها في زمن النبي .
كلام بدون دليل بل ومناقض للقرآن .. وسأثبت لك ذلك بعد ان تجيبني على آخر سؤال في هذه المداخلة.
تقول الآن:

اما عن الصحابة فإن كان المر صادرا لهم بخطاب النبوة كما صدرت اوامر لنساء النبي بخطاب النبوة كونهن نساء نبي ، فهم ملزمون بهذا الأمر وحدهم دون غيرهم ممن يأتي بعدهم . و مثاله تلك الآيات التي خوطبت فيها نساء النبي بالنبوة لا بالرسالة ، و قلت حينها أن ما ورد فيها من أوامر لهن حصرا .
ما زلت تترنح للأسف. لأنك في الأصل قلتَ أن تلك البيعة للنبي (ص) على عدم الشرك ليست ملزمة لهن في تلك الآية .. بل ملزمة لهن في آيات أخرى لها علاقة بالرسالة لا النبوة... هذا كلامك وأنت الآن تتراجع عنه.

، الصحابي ملزم بطاعة النبي و هو في عصر النبي إن كان الخطاب موجه له باسم النبي . و لا يلزم غيره . و هو في كل الأحوال خطاب ملزم لمن خوطب به في زمن النبي لا لنا نحن ممن جاء بعده . لهذا قلت و اكرر أن خطاب النبي لا يلزمنا كما يلزمنا خطاب الرسول .
وهذا تراجع آخر. أنت لم تقل من قبل أن الصحابي ملزم بطاعة محمد (ص) كنبي. وإن شئت آتيك بعشرات الأسطر من كلامك تحاول فيها إنكار وجوب طاعة الصحابة للنبي (ص). أليس هذا كلامك في المداخلة رقم 10:

فليس هناك الزام بالاستجابة للتحريض . و لا علاقة له بالإلزام بالقتال في سبيل الله ، لهذا وردت الآية بخطاب للنبي دون الرسول ، إذ لو وردت بخطاب للرسول ، لكان ملزما للمؤمنين أن يستجيبوا للتحريض
هنا أنت تقول أن هذا التحريض الذي هو أمر من الله و الذي خففه بعد ذلك ...
تقول عنه أنه غير ملزم للصحابة إذا خاطبهم كنبي وملزم لهم إذا خاطبهم كرسول !!
والآن تناقض نفسك وتقول أن كل أمر من النبي ملزم للصحابة حتى وإن خاطبهم كنبي !

================================================== ======

ليس الهدف هو صناعة نصب تذكاري لتناقضاتك.. بل الهدف هو البحث عن الحق..
المهم انك اعترفت الآن بجزء من الحق بإقرارك أن طاعة الصحابة للنبي (ص) واجبة ... ننتقل الآن إلى السؤال التالي :
هل محمد ابن عبد الله (ص) (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
فقط أجبني مشكوراً على ذلك حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي (ص) كما كان الصحابي ملزم بطاعته .. أم لا؟؟
.

نبيل مسلم
05-18-2008, 07:37 PM
أولا : بشأن آية البيعة ، أنا قلت ردا على الأخ: إن لم تلزمهن ألزمتهن آيات أخرى . و هذا يعني أن البيعة تلزمهن لكون البيعة واجبة الوفاء و من نكث بها فقد خان امانته . و قلت أن سبب ورود الخطاب هنا للنبي هو عدم عصيانهن في معروف ، و المعروف قلت أنه ما تعارف عليه المؤمنون في زمن النبي في المدينة زمن النبي . و لكونه وارد كبند من عدة بنود شكلت البيعة جاء الخطاب للنبي ، لأنه لو جاء للرسول لألزمنا نحن أيضا باتباع ما تعارف عليه أهل المدينة وقت النبي . أما باقي البنود فلا يمكن فصلها عن بند المعروف . لأنها كلها تشكل بيعة ملزمة التنفيذ إن تم إعطاؤها . لكن هذه البيعة لا تلزمنا نحن لأن فيها بندا لا يمكننا أن نتلزم به . اما باقي البنود ، فإن فهم الأخ من قولي أن خطاب النبوة لا يلزمنا و استنتج منه أن التوحيد لا يلزمنا لأنه وارد في هذه الآية ، اجبت أنه إن لم يلزمنا في هذه الآية فهو يلزمنا في غيرها .
لكن اكرر ، الحكمة من إيراد الخطاب للنبي في الآية هو بالذات و التحديد بند المعروف لا غيره .

اما بشأن آية التحريض ، فالخطاب فيها موجه للنبي يامره بتحريض المؤمنين ، فهو لا يلزم غيره بأن يحرض هو أيضا على القتال . هذا من ناحية ، و من ناحية ثانية ، قلت أن الحكمة من التحريض هو بذل أقصى جهد و ، قد تلت آية التحريض آية تدل على أنه قد لا ينجح هذا التحريض لضعف في المؤمنين بطبيعتهم بشرا . فلو كان الامر بالاستجابة للتحريض ملزما لهم - و قد قلت هذا - لوجب عليهم أن يغلب العدد منهم عشرة أضعافه مهما كان . فأرجو من الآخ أن يعيد قراءة ما كتبت .
و السلام عليكم

نبيل مسلم
05-18-2008, 07:41 PM
و بعد :

أعتقد أنه يكفي ما دار بيننا من حوار أنا و الإخوة . و أستاذن في الانصراف الآن .

أشكر كل من حاورني . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عبد الواحد
05-18-2008, 07:49 PM
حسناً لندع القارئ يحدد هل هناك تناقض بين ما كنت تقوله سابقاً وما أقررتَ به مؤخراً حول وجوب طاعة النبي. مناقشة تراجعك من عدمه لا يفيد الآن مادمت تقر الآن أن الصحابي ملزم بطاعة محمد (ص) كنبي . المشكلة المتبقية هي في إدعائك: (أن المسلم اليوم ملزم بطاعة الرسول لا النبي) ولذلك سألتك مرتين من قبل و أعيد السؤال للمرة الثالثة:
هل محمد ابن عبد الله (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
رجاء أجب على السؤال, حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي كما كان الصحابي ملزم بطاعته؟؟

ناصر التوحيد
05-18-2008, 08:57 PM
سألتك مرتين من قبل و أعيد السؤال للمرة الثالثة:
هل محمد ابن عبد الله (ص) (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
رجاء أجب على السؤال, حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي كما كان الصحابي ملزم بطاعته؟؟

لن يعود هذا ... لان هذا الخراص الكبير صار الان في " خانةِ اليَكّ " بعد ان اطيح به وبكل خزعبلاته وكشفت ألاعيبه وانفضح هو وتلاعبه
واضح انه من جماعة الساقط جمال البنا المعروف للجميع بضلاله , وأحد اتباع تيار الإسلام الليبرالي الذى صنعته وتروج له أجهزة المخابرات الأمريكية والأوربية فى المنطقة , كصيغة بديلة لإسلامنا الحقيقي , فيقومون بإنكار الثوابت فى القرآن الكريم لتفتقد المرجعية التى يعود الناس إليها ... ولا تكون هناك مرجعيه سوى مرجعية العقل العميل للغرب

فمن قال إنه لا يوجد شئ إسمه الحجاب يكون قد أنكر معلوما من الدين بالضرورة
ومن حرم تعدد الزوجات او الطلاق -مثلا -.يخرج من الملة لأن هذا إجتراء على شرع الله والذي يقول ذلك ينازع الله تعالى فى حقه فى التحليل والتحريم .
وقول من يقول بأن تحديد نظام الدولة وقواعد الحكم والمواقف من أعدائها والموقف من الخارجين عليها أمور ترجع لما يسمى بالاجتهاد السياسي القابل للتغيير تبعاً للظروف والأحوال فكلام لا علاقة له بالاسلام على الإطلاق.
والكلام الذي يفرق بين الاوامر النبوية والرسولية هو كلام لا علاقة له بالاسلام على الإطلاق.
والكلام الذي يفرق بين الاوامر النبوية والرسولية ويحصرها في عصر دون عصر هو كلام لا علاقة له بالاسلام على الإطلاق.
ومن يقول بالاكتفاء بصلاتين بدلاً من خمسة وعدم إبطال شرب الدخان لصيام رمضان والجهاد في سبيل الحياة الدنيا بدلاً من الجهاد في سبيل الآخرة , فهو مبتدع وخارجي يقول بما لم يقله السابقون ولا اللاحقون .
ولا مجال للاجتهاد في المسائل والمواضيع الإسلامية الواضحة والمحسومة والثابتة التي لا تحتاج الى اجتهاد أصلا ولا للاجتهاد في ما ورد فيه نص

فهذا الجمال البنا افتضح أمره العديد من المرات على أيدي مفكري الإسلام وعلمائه وعالماته على شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية ومن بين هؤلاء العديد من علماء الأزهر الذين كان آخرهم الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وكل هؤلاء اتهموه بالتخريف بعيداً عن الدين حتى غدا الرجل لايستدعى على هذه القنوات إلا من باب الطرائف.

وصية المهدي
05-18-2008, 10:27 PM
الأستاذ الفاضل / عبد الواحد

ما شاء الله ، وبارك الله في ردودك واضحة ومجملة ، خاصة أنها من القرآن الكريم .

وإن شاء الله فيها الكفاية للرد على ضلال من قال أن ما جاء به النبي من أمر خاص بمن عايشه من الناس .

أما الزميل نبيل ، فالرجاء أن يعيد قراءة المناظرة مرة أخرى ليرى بعد موقفه عن القرآن الكريم .

عمر الأنصاري
05-18-2008, 11:46 PM
أكمل أكمل أستاذنا الفاضل عبد الواحد، واحتسب ذلك لله

ناصر التوحيد
05-19-2008, 02:18 AM
جزاكما الله خير الجزاء يا أخواي أ.عبد الواحد وناصر التوحيد , وبارك الله فيكما. خزعبلاته تبين بطلانها وهشاشتها من البداية , ولكنه أصر على تعنته و على الجدال بالباطل , ويكفيه ما جاء به من تناقضات فهو لم يكد يأتي بقول حتى يغيره .... .

وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخونا الحبيب فجر الاسلام الصارخ
نعم
فأخونا الحبيب عبد الواحد جعله يضعف ويترنح تدريجيا ثم أتاه بالضربة القاضية - انا لا اتكم عن مصارعة اجسام بل عن صراع افكار -
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد :

سألتك مرتين من قبل و أعيد السؤال للمرة الثالثة:
هل محمد ابن عبد الله (ص) (نبي لصحابته خاصة ورسول للعالمين) كما تدعي أم هو (نبي ورسول للعالمين)؟
رجاء أجب على السؤال, حتى نرى هل المسلم اليوم ملزم بطاعة النبي كما كان الصحابي ملزم بطاعته؟؟
فكان لا بد له من الهرب من هذا السؤال ,, فلم يعد امامه من مفر غير الاقرار والاعتراف بانحراف وضلال كلامه

doreme
05-19-2008, 02:40 AM
.


بسمك اللهم يامن خلقتنا والصلاة والسلام على نبينا
صاحب الحوض وحامل لواء الحمد ، يوم نلقى ربنا
***
أما بعد ، . .
أخي الكريم ( نبيـل مسلم ) السلام عليكم ورحمة الله

قرأت طرحك بتدبر وتمعن قدر علمي ، . .
كما قرأت رد الأخوان عليك . . وقد كان موضوعك فصل النبوة عن الرساله ،

وقد أفاض الإخوة الأفاضل بالرد الجميل الذي لا أجد معه مجالا ً لمداخلتي
فمن أجتهد ولم يصب فله أجر ومن إجتهد وأصاب فله أجران بإذن الله ،

( نحسن الظن و الله تعالى أعلم بما في الصدور )

غير أني لدي تساؤل أرجو إجابتك عليه . .
ذلك السؤال يطرح نفسه بقوة بعيدا ً عن الهدف من فتح موضوع كهذا . . .

إن كنت أخي تعرف أمر الله للنبي كان موجها ً لجانب النبوة فيه ( ص ) ،
أو أن أمر الله له كان موجها ً لجانب الرسولية فيه ( ص ) ؟ !! . . .

إن كنت تعرف جوابا ً على ذلك ، من غير الرجوع لنص قرءآني ، يذكر فيه الباري
لفظة نبي أو رسول ، أو حتى بالقياس على معنى الآية أو الغرض منها أو سبب

نزولها أو تأويلها ، إن كنت في علم يقيني فعلمنا إياه ، ولطرح السؤال بطريقةأخرى
تصور أخي الكريم أننا عدنا لزمن النبوة وكان رسول الله بين ظهرانينا

وأخذ يكلمنا - ينهانا ويأمرنا ، أو يقُص علينا نبأ من كان قبلنا ومن يأتي بعدنا . .
ولم يكن قد اكتمل تنزيل القرءآن بعد ،

فما هو معيارك للحكم على حديثه معنا ، إن كان كلام رسول أو كان كلام نبي ؟! .

أرجو منك أخي عدم إهمال الرد . . وقد عهدنا فيك الإجابة على كل سؤال ،
ولك وافر الشكر والإمتنان ، ولجميع الإخوة والأخوات المشاركين في الحوار .

والله ولينا في الدنيا والأخرة ، والسلام عليكم ورحمة الله

.

أميرة الجلباب
05-19-2008, 08:48 AM
بارك الله فيكم ..
بعض النقاط أضيفها ..

فمن يقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما أننا ملزمون بطاعة الرسول سواء بسواء فعليه أن يأتي بدليل على هذا . فكيف نقول أننا ملزمون بطاعة النبي كما نحن ملزمون بطاعة الرسول و لا يوجد أمر صريح بهذا الإلزام ؟ من جاءت هذه التسوية في الإلزام ؟ .
الأصل عدم وجود فرق في الإلزام بين لفظي (نبي) و(رسول) ولا يوجد دلالة تشريعية مختلفة لكل منهما، والصحيح أننا لا نجد إشارة واحدة في القرآن الكريم لهذا الفرق المبتَدع لا من قريب ولا من بعيد، ولا نجد تلميح من هنا أو هناك يخدم هذه الفِرية، ومعلوم أن أمرًا كهذا لا يجوز السكوت عنه ولا تأخير البيان خاصة إذا كان في هذا الأصل العظيم من أصول الشريعة، بل إن آيات كتاب الله لا تقبل هذا الفرض وتمجُّه وترفضه ولا تستقيم معه، والمستقريء لكتاب الله تعالى يجد هذا بيِّنًا واضحًا، كما أن هذا القول المتهافت لم يقل به أحد من العلماء ولا الأنبياء، لم نجد على لسان أحد من الرسل يأمر أتباعه بالتحري حول كل أمر يأمرهم به ويطالبهم أن يتبينوا أولاً هل يأمرهم بصفته نبي أم بصفته رسول !..
الأصل أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو نفسه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو نفسه المبلِّغ عن الله عز وجل، هو نفسه النذير البشير الشهيد علينا، هو نفسه من أُمرنا بطاعته واتباعه، هو نفسه من أُمِرنا بنصرته وتعزيره وتوقيره، هو نفسه من أُمرنا بالإيمان به وبما أُنزل عليه من ربه..
سواء ذُكر بصفة النبوة أم بصفة الرسالة .. أو لم يذكر بأحدهما .. فنحن نعلم أنه هو المخاطب في قوله تعالى (يسألونك) و(قل) أو غيرها من الآيات التي جاء فيها (كاف الخطاب) وهي كثيرة .. فهل يعقل أن نتوقف في هذه الآيات ولا نعمل بها لأننا لا نعلم هل جاءت بصفته رسول أم بصفته نبي .. وهل يعقل أن يكون هذا حال الصحابة معه فيسألونه قبل تنفيذ أي أمر هل أنت الآن تخاطبنا بصفتك نبي أم بصفتك رسول ؟!!!!
ومن ادعى وجود الفرق فعليه أن يأتي بدليل يخالف هذا الأصل المستقر والقاعدة المطردة في الشرع والتي عليها عمل المسلمين وإجماعهم منذ العصور الأولى ! .. وإلا لكان ادعائه هذا طعنًا في الشرع واتهامًا له بعدم البيان، وتكذيبًا لآيات الله تعالى التي تحث على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، أو تلك التي جاءت في خطاب شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم دون ذكر صفته، واتهامًا لشرع الله الحكيم أنه جاء قاصرًا وأن الإسلام جاء ليتعبد به محمد صلى الله عليه وسلم وآله وليس للبشرية جمعاء، وكأن فترة وجود النبي صلى الله عليه وسلم - 23 عامًا - لم يكن لها داعي بل كان يكفي أن يلقي عليهم الكتاب ويرحل، إذ أن أسباب النزول أيضًا -على حد قوله- ليس لها قوة تشريعية، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسًا مع الصحابة طوال هذه الفترة صامتًا لا يتكلم وإذا نطق وتكلم سألوه أولا هل ستحدثنا بصفتك نبي أم رسول؟ ويلزم أن نسأل نحن أيضًا عن كل الأوامر والنواهي التي تضمنتها الآيات هل جاءت بصفته نبي أم رسول.

سبحانك هذا بهتان عظيم !
كلام لا يعقل ولا يستساغ ولا يتفق مع روح الشريعة ومقاصدها.

ونحن لا زلنا نطالب بهذا الدليل الذي يخالف هذا الأصل الثابت المستقر قبل أن نبحث في غيرها من المسائل كمسألة هل يجود دليل ملزم بطاعة النبي أم لا؟ وهل عدم وجود هذا الدليل يعني أننا غير ملزمون بطاعته؟ والجواب على السؤال الأول: نعم، بالفعل يوجد آيات تدل على وجوب طاعة النبي واتباعه، والجواب على الثاني: لا، لا يعني عدم وجود الدليل أننا غير ملزمون بطاعته، ذلك لأنه على فرض عدم وجود دليل - أقول فرضًا- فهذا لا ينفي الأصل الثابت المستقر أنه لا فرق أصلاً بين لفظ (نبي) و(رسول) من جهة الإلزام والتشريع.
إذن عندنا نقطتين ينبغي عدم الخلط بينهما:
1- الفرق بين لفظي النبي والرسول من حيث التشريع والإلزام.
2- وجود أو عدم وجود دليل على طاعة النبي.


قد أوردت لها الجواب فلم يقنعها . فقلت لها إنه إن لم تقتنع فهذا حقهاالمسألة ليست مسألة قناعة شخصية أو رأي ورأي آخر أو حرية شخصية، إن هذا الأمر دين وعقيدة فليس من حقي أو حق أحد أن يخالف أو يرد الحق إذا تبيّن، فليس الهوى حاكمًا ولا العقل مصدرًا من مصادر التشريع.


من ناحية ثالثة ، نجد آيات في لوم النبي و عتابه صلى الله عليه و سلم و لا نجد مثلها في الرسول ، و هذا يدل على أن النبي غير معصوم بخلاف الرسول

أما عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبتت في القرآن الكريم والدليل قوله تعالى: (( وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)) آل عمران 161.
قال القاسمي رحمه الله في تفسيرها: (ما صح وما تأتى لنبي من الأنبياء أن يخون في المغنم، بعد مقام النبوة وعصمة الأنبياء عن جميع الرذائل، وعن تأثير النفس والشيطان فيهم) محاسن التأويل.
وقال تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى )). النجم 1-2.


و لهذا نجد اللوم و العتاب موجها للنبي بصفته نبيا و لا نجده موجها للرسول بصفته رسولا.بل إن العتاب ورد للرسول كما ورد للنبي صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى: (( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ)) التوبة 84.
نجد أن السياق ذكره بصفة الرسالة لا النبوة.
كما وردت من جهة أخرى آيات للومِه - صلى الله عليه وسلم - دون ذكر الرسالة أو النبوة كما في سورة عبس.
وبالتالي يسقط هذا الادعاء أن اللوم موجهًا للنبي لا للرسول.

وهذا اللوم والعتاب لا يتنافى مع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ ياسر برهامي : (من صفات الرسل أنهم معصومون من ارتكاب المعاصي، لأن الله تعالى اصطفاهم واجتباهم وهداهم، وإجماع من يعتد به من أهل العلم منعقد على عصمتهم من الكبائر الظاهرة والباطنة وأيضًا منعقد على عصمتهم من الصغائر المزرية، أما الصغائر غير المزرية فهذا فيه خلاف سائغ، والراجح أنهم معصومون من تعمد ارتكاب المعاصي عمومًا). وقال: (لا تعارض بين قولنا أنهم معصومون من ارتكاب المعاصي وبين وقوع الذنوب، إذ أن ذنوب الأنبياء من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، بمعنى أن الأنبياء لعلو شأنهم وارتفاعه منزلتهم عند الله عز وجل قد يؤاخذون بأشد مما يؤاخذ به غيرهم، فترك الأفضل في حقهم يسمى ذنبًا، والخطأ والنسيان في حقهم يسمى ذنبًا، والفتور عن الذكر يسمى ذنبًا يستغفرون الله عز وجل ويتوبون إلى الله منه .. والدليل أن الأنبياء لا يتعمدون المعصية قوله تعالى عن صالح: ((فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ))هود 63. .. يعني: لو أنه عصى الله لانتصر منه ولما وجد من ينصره ولم يقع قط أن الله انتصر من رسول أو عاقبه أو عذبه وإنما انتصر لهم وأكرمهم ودمر أعدائهم، ولهذا جعلهم قدوة للعباد بكونهم لا يعصون الله عمدًا، كما قال سبحانه: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)) فهذه الآية من أدلة العصمة، فإذا كان كل من هداهم الله يقتدى بهم، فهذا يدل على أنهم لا يتعمدون المعصية. وأما السهو والنسيان والفتور عن الذكر فغن ذلك يقع منهم، لكي يتعلم العباد منهم كيف يتوبون إلى الله ويستغفرونه، فإذا علموا أن الأنبياء يستغفرون، عرفوا أنهم أولى من الأنبياء بالاستغفار، ولم يرووا لأنفسهم الكمال، حتى لا يظن العبد أنه استكمل حق الله عليه، أو أنه أدّى ما عليه كاملاً، لا بل لابد للعبد أن يرى نفسه دائمًا مقصرًا)اهـ بتصرف من المنة.

قال تعالى: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)).الأنعام 89-90.
نلاحظ أن الوصف هنا جاء بالنبوة، وجاء بعدها الأمر بالاقتداء بهم .


الأخت تقول أن هناك اختلافا في الدلالة اللغوية بين لفظي الرسول و النبي ، و هو ما نتفق عليه . لكنها لا ترى أن هذا الاختلاف اللغوي ينعكس في اختلاف تشريعي . و هنا مكمن الخلاف بيننا . لكن إن لم ينعكس فما جدواه ؟ .
قد يكون لكل من اللفظ القرآني (نبي) و (رسول) دلالات بيانية وبلاغية وحكمة وغاية الله تعالى يعلمها بحيث لا يصلح أحدهما أن يستخدم في موضع الآخر .. ولا يلزم بالضرورة أن يكون لكل منهما دلالة تشريعية مختلفة، مثل لفظي (يا بني آدم) و (يا أيها الناس) .. هل يصح أن يقول قائل نحن ملزمون بأحدهما دون الآخر؟! .. رغم أننا نقر أن هناك فرقًا وحكمة لكن لا يعني عدم علمنا بالحكمة عدم وجودها، ولا يعني عدم علمنا بالحكمة أن نحدد نحن بأهوائنا وآرائنا حكمة ومقصد دون مستند أو دليل.

يتبع ..

أميرة الجلباب
05-19-2008, 11:04 AM
آيات تأمر باتباعه ونصرته صلى الله عليه وسلم دون ذكر صفة النبوة أو الرسالة:

1- قال تعالى: (( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) الزخرف61.

السؤال: من المتحدث هنا حتى نتبعه أهو النبي أم الرسول؟! .. هذه الآية الكريمة دليل قاطع على بطلان هذه الفِرية .. فلا يوجد هنا تحديد قبلها ولا بعدها بصفة (الرسول) .. وهي تأكيد على قولنا أن القرآن الكريم لم يأبه لهذه التفرقة المزعومة وأنه يمجّها ويرفضها ولا تستقيم آياته الكريمة معها ..
إذ الأمر في الآية باتباع محمد صلى الله عليه وسلم الرسول النبي بلا فرق بينهما، وهذا هو الأصل الثابت المستقر ومن ادعى خلافه فهو المبتدع الضال.

2- ((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ )) التوبة 40.
إلا تنصروه فقد نصره الله" فالخطاب موجه للذين آمنوا ، لا اختصاص بالمقصود بالنصر هنا فهو للرسول و للنبي ،!!!
تنصروه : الفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم، والهاء ضمير يعود على محمد صلى الله عليه وسلم، , وعدم التخصيص برسالة أو نبوة دليل أننا ملزمون بنصرته صلى الله عليه وسلم في الحالتين، وأنه لا فرق بينهما، والنصرة تكون بالطاعة والاتباع والتأييد.

3- قال تعالى: (( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ )) الشعراء 215-216.
الأسلوب يتضمن الأمر بالاتباع، والتحذير من العصيان .. دون ذكر لوصف النبوة أو الرسالة فدلّ على عدم وجود هذا الفرق المبتدع.


آيات تأمر صراحةً باتباع النبي صلى الله عليه وسلم:

1- قال تعالى: (( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) الأعراف157- 158.

هنا نجد تأكيدًا من القرآن الكريم أنه لا فرق بين المسميات من جهة الإلزام، وأن الرسول النبي الأمي يأمر وينهى ويُحل ويُحرم ويضع عنهم إصرهم .. وأن علينا أن نؤمن به ونعزّره وننصره ونتبع النور الذي أُنزل معه لنكون من المفلحين، وفي الآية الثانية تأكيد مرة أخرى بدون تفرقة في الإلزام بوجوب اتباع النبي والرسول والإيمان به لنكون من المهتدين .. والنداء للناس كافة وليس للصحابة فقط !
إذن النبي له أن يأمر وينهى ويُحل ويُحرم وعلينا أن نطيعه ونتبعه وننصره ..

2- قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) الأحزاب 59
أمر صريح لنساء المؤمنين باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أمر النبي وطاعته واجبة على المسلمين كافة، وأن التشريع في حالة الخطاب بـ (يا أيها النبي) تشريع عام مالم يرد ما يخصصه .. وسأورد مثالاً على التخصيص بعد قليل ..

3- قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)) الطلاق 1.
دليل قاطع على وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (طلقتم) أنتم يا مسلمون، ولم يقل "طلقت"، وفي الآيات تحديد أحكام الطلاق وما يتبعه من العدة والإنفاق والإسكان وغيرها، ومعلوم أنها عامة لجميع المسلمين، وأننا استفدنا هذه الأحكام من هذه الآيات التي خاطب الله تعالى في بدايتها نبيه صلى الله عليه وسلم .. وكأني بهذا الخطاب جاء ليرد على من يقول: طالما الخطاب موجه للنبي فهو خاص بالنبي وأزواجه ولا دخل لي به !.

أما إذا كان هناك ما يُخصص الخطاب فلا بد من وجود قرينة تدل على التخصيص :

مثل قوله تعالى:
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) الأحزاب 50.

( قال تعالى: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) الأحزاب21.
الأصل التأسي به صلى الله عليه وسلم - في أفعاله من العبادات والمعاملات والأطعمة واللباس وغير ذلك، فيجب العمل بقتضى هذه الآية حتى يقوم الدليل المانع من التأسي وهو الدال على الخصوصية كما في قوله تعالى:((وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)) الأحزاب 50. فهذه الآية تدل على أن الأصل التأسي به لقوله: ((خَالِصَةً لَّكَ))، ولو لم يكن هذا هو الأصل لما كان لقوله: ((خَالِصَةً لَّكَ)) فائدة لأن الخصوصية تكون ثابتة بدون هذه الكلمة)اهـ. أصول السرخسي "2/ 89.

4- قال تعالى: (( لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)) التوبة 117.

تاب الله تعالى على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوا النبي (ص)، وهذا دليل آخر على لزوم اتباعه صلى الله عليه وسلم، فالمهاجرين والأنصار متبعون للنبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نتبعهم على هذا الاتباع؛ فنكون متبعين للنبي (ص) مثلهم، قال تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) التوبة 100..
وهذا يبطل القول بأن الاتباع يكون للمعاصرين له - صلى الله عليه وسلم - دون غيرهم.

5- قال تعالى: (( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )) الأحزاب 6 .
(المعنى: أي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كل شيء من أمور الدين والدنيا فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها، وحقه آثر لديهم من حقوقها، ويتبعوا كل ما دعاهم إليه النبي (ص) وصرفهم عنه ..) محاسن التأويل.

6- قال تعالى: (( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)) آل عمران 146.
القتال مع النبي أعلى درجات الاتباع والطاعة وبذل النفس، وقد أثنى عليهم ربهم وذكر محبته لهم جزاء طاعتهم وصبرهم وقتالهم في سبيل الله.

7- قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )). التحريم.8.
مرة أخرى ثناء من الله عز وجل على من اتبع النبي (ص) وأطاعه، إذ أن المعية هنا تستلزم الاتباع والملازمة لهديه وسنته.

8- قال تعالى: ((وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) المائدة 81.
عدم الإيمان بالنبي (ص) يقتضي الفسق، والإيمان بالنبي (ص) يتضمن متابعته وطاعته.


آيات تأمر باتباع الأنبياء عمومًا ومن ضمنهم النبي صلى الله عليه وسلم:

1- قال تعالى: (( قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) البقرة 136-137.

2- قال تعالى: (( قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) آل عمران84

3- قال تعالى: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ . أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)). الأنعام 89-90.



أوحى الله تعالى إلى النبي (ص) كما أوحى إلى الأنبياء من قبله، وهذا الوحي ملزم لنا، ونحن أولى باتباعه من النبي (ص)!:

أوحى الله تعالى إلى النبي (ص) كما أوحى إلى الأنبياء من قبله:
قال تعالى: (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)) النساء 163.

هذا الوحي ملزم لنا وشريعة واجبة الاتباع:
قال تعالى: (( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ..)) الشورى 13

إذا كان النبي أُمر باتباع الوحي، فنحن مأمورون باتباعه من باب أولى:
- قال تعالى: ((اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ))الأنعام 106.
- قال تعالى: (( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) الزخرف 43.
- قال تعالى: (( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))الأنعام 145.
هذا وحي الله لنبيه ونحن تبعٌ له، وإلا هل يقول أحد أن لحم الخنزير حِل لنا !

- قال تعالى: ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ))الجاثية 18.

- قال تعالى: (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) الكهف 110.
وحي الله تعالى إلى نبيه يُلزِمنا أن نعمل عملا صالحًا ولا نشرك بالله أحدًا، وهذا الإلزام يربط بين شطري الآية، ولو كان الوحى إلى النبي غير ملزم لنا فما المراد من التعقيب بقوله تعالى: ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) على الشطر الأول من الآية؟! ..
والله أعلم.


الرسول أرسل ليبشر وينذر، والنبي أرسل أيضًا ليبشر وينذر، وكلاهما شاهدٌ علينا، وهذا يثبت أن القرآن الكريم لا يفرق بينهما من جهة التشريع:

- قال تعالى: ((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ)) فاطر 24.
- قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) سبأ 28.
- قال تعالى: ((إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا))المزمل 15.

- و قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )) الأحزاب 45.
- وقال تعالى: ((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ )) البقرة 213.
- قال تعالى: ((وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ)) الزخرف 6.
- قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ))الأعراف 94.


النبي يأمر وينهى ليطاع ويُتّبع (إبراهيم عليه السلام كمثال) :

- قال تعالى: (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا)) مريم 41-44.
في هذه الآيات الكريمة نجد وصف إبراهيم عليه السلام بالنبوة فقط ! ومع ذلك يأمر أباه باتباعه في قوله: (فاتبعني) .. وهذا دليل أن النبي يجب أن يُطاع ويُتبع .. قال تعالى: ((ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))النحل 123
وإن كان نبينا (ص) أُمر باتباعه فنحن أولى باتباع هذا النبي الكريم.


نحن مأمورون باتباع الأنبياء في سجودهم :

- قال تعالى: (( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)) مريم58
إذا كان الأنبياء يخرون سجدًا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن فنحن من باب أولى أن نسجد، لذا نجد موضع السجدة في ختام هذه الآية الكريمة.


النبي صلى الله عليه وسلم يحكم، وحكمه ملزم :

- قال تعالى: (( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)) المائدة 44.
- قال تعالى: ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ ))المائدة 48.
- قال تعالى: ((وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)) المائدة 49.


الأمر بعدم رفع الصوت فوق صوت النبي والأمر بغض الصوت عند الرسول، دليل آخر!

- قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ )) الحجرات 2-3.
لو كان اتباع النبي غير ملزم وطاعته غير واجبة لما كان هناك عبرة بالنهي عن رفع الصوت على صوته، فإذا كان مجرد رفع الصوت عليه غير جائز فعصيانه ومخالفته من باب أولى، ثم لأن القرآن الكريم لا يأبه لمسألة الفرق هذه فنجد التعبير في الآية الثانية بـ (رسول الله)، فالأمر المنهي عنه واحد، ولا فرق في الإلزام بين الحالتين سواء تم التعبير بالنبي أو الرسول فكلاهما يخدمان الغرض ذاته .


وأخيرًا .. من القائل؟!:

- قال تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) الأنعام 151.إلى آخر الوصايا العشر ..من القائل هنا؟ أهو الرسول أم النبي؟
لو كان الفرق المزعوم صحيح؛ لأصبح الأمر في هذه الآيات محيّرًا .. ويلزمنا التوقف فيها للأبد! لأننا لا نعلم هل هذه الأوامر جاءتنا بصفة النبوة أم بصفة الرسالة، ومثلها الآيات التي فيها (يسألونك) ، والرد (قل) كذا .. وهي كثيرة، وبالتالى تصبح هذه الأوامر والتشريعات غير ملزمة لأننا لا ندري من هو القائل؟!!

.

ناصر الشريعة
05-19-2008, 09:50 PM
بارك الله فيكم على هذه الردود النافعة المفيدة .

فهذا الجاهل الخارج عن الإسلام قد فضح نفسه وأذلها بنفيه العصمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا كفر مخرج من الملة .
ورده لكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية مما يسميه خطاب نبوة لا خطاب رسالة هو الآخر ردة حمقاء عن الإسلام .

وكل ذلك الضلال بناه على دعوى غبية يدلل عليها بدعاوى تضحك الثكالى :

فيزعم أولا التفريق بين النبي والرسول بفرق ساذج لا معنى له .
ثم يبني على هذا التفريق أن خطاب النبي غير ملزم وخطاب الرسول ملزم ، بلا برهان ولا دليل إلا الحماقة .

ولا عجب أن يجهل جاهل ويضل هالك مثله ، بل العجب أن يهتدي وهو بهذه الحال من الفدامة والزيغ .

فأما زعمه التفريق بين النبي والرسول بالذي ذكره فلا معنى له :
إذ أن لفظ النبوة والرسالة من الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت ، ومن الأدلة على أن النبي يطلق عليه وصف الإرسال قول الله تعالى : { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ }
ومثله قوله جل وعلا : { وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ }
فهذا نص صريح في إطلاق وصف الإرسال على الأنبياء .
وهذا كاف في إبطال كل ما قاله الأخرق الخنفشاري من نفي الرسالة عن الأنبياء !!

وهو إرسال عام يشمل الأنبياء والرسل .
وأما الإرسال الخاص فهو ما بينه أهل العلم عند الكلام على الفرق بين النبي والرسول :

والفرق الصحيح بين النبي والرسول هو :
أن النبي من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه إلى قوم موافقين .
والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه إلى قوم مخالفين .
فالجميع موحى إليه بشرع ومأمور بتبليغه ومرسل به والفرق إنما هو في نوعية القوم المرسل إليهم لا في النبي أو الرسول نفسه .


ثم تأتي مسألة أخرى جهلها هذا الدعي الخنفشاري البقباق :
وهي مسألة الفرق بين عالمية دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وخصوصية دعوات الأنبياء السابقين .
فهذا الفرق ليس من جهة النبوة والرسالة فكلهم أنبياء أصلا ورسل عموما أو خصوصا .
وإنما الفرق من جهة : الوحي الذي كلفوا بتبليغه إلى عموم الناس أو خصوص قوم منهم .

ومن هنا فإن عالمية أوامر الإسلام ليست راجعة إلى كونها خطابا من نبي أو خطابا من رسول كما يسفسط الخنفشاري ، وإنما مأخوذة من الوحي المنزل في قول الله تعالى : { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }
وقوله تعالى : { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }
وقوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
وقوله تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا }
وقوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }
وقوله تعالى : { وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }

وهذه الآيات لم تقيد بالرسول دون النبي ، بل شملت وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية وهذا يشمل بدلالة الأولى دخوله بوصف النبوة ، كما أنها لم تقيد بشخص الرسول أيضا وإنما جاءت وصفا للقرآن نفسه أنه ذكر ونذير للعالمين ، فكل ما في القرآن الكريم مخاطب به العالم كله ، لا كما يدعي البقباق النفاج !!

فكيف إذا كان صلى الله عليه وسلم موصوفا منذ بعثه الله إلى قيام الساعة بوصف النبوة والرسالة والعبودية لله في كل وقت ومكان ، فكيف يفرق بين آية وآخرى وحديث وآخر بأن ذلك مخاطب به النبي دون الرسول ، أو الرسول دون النبي ، فما هذا الانفصام المزعوم والتفريق الأحمق الذي يريد أن يروجه هذا الخنفشاري في خطاب الله له ، أو في خطابه صلى الله عليه وسلم لأمته ؟!

فاللهم نعوذ بك من مرض القلب وفساد العقل ورديء القول وسيء الفعل .

نبيل مسلم
06-24-2008, 04:37 PM
بسم الله ما شاء و لا قوة إلا بالله

قرأت من الردود ما فاتني ، و لم أجد فيها جديدا ، مع انها كلها لم تجب على ما طرحته من مسائل بشكل واضح ، بل ركزت على طرح الأسئلة علي تلو الأسئلة علها تجد في كلامي إن كثر خللا يُعمَم على كل ما قلت سواء اكنت على صواب ام على خطأ ، و هذا ما وقع .

هناك أخ ركبه العناد فقال أنه يجوز وضع كلمة نبي بدل كلمة رسول أو العكس و لا يتغير المعنى ، و أسعدني ان اختا ردت عليه بشكل غير مباشر و بأدب أشكرها عليه .

و قد عدت لما كتبت و ما كتب لي فرأيت أنني لم أمس أحدا من الإخوة أبدا في شخصه و لم أسئ الأدب مع أحد منهم ، اما بعضهم فخلط ردودا نحترمها بكلام نأسف أنه خرج من لسان من يقول أن الرسول - صلى الله عليه و سلم - أسوته و قدوته .

لا حاجة لأن ازيد على ما قلت ، و أصلا لم أدخل في النقاش إلا لأرى إن كان فاتني شيء مما لم أعلمه من قبل من حجج قوم كنت واحدا منهم قبل أعوام قليلة ، و لم أر شيئا من هذا . فكل ما قيل أعلمه و لا جديد تحت شمس الإخوة .

خذوا الأمر ببساطة ، حين يقول تعالى يا أيها النبي لا يقصد يا أيها الرسول ، علم من علم و جهل من جهل الفرق بينهما ، و جهلنا بالفرق لا ينعكس علما بدعوى أن لا فرق . لا ترادف في كتاب الله ، و هذا أحد أسباب عدم جواز تغيير و لو حرف منه .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

حم

تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ

إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ

وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ

وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ

يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ

صدق الله العظيم

و سلام على من إن جادل لم يجادل بالحسنة بل بالتي هي احسن . و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ناصر الشريعة
06-24-2008, 05:18 PM
لا تنتظر فضيلة الاعتراف بالخطأ إلا ممن عرف للعلم حرمته وللصدق منزلته

أما من كان دعيا في المعرفة ، زنيما في الفهم ، فعجب أن يذعن للحق وحقائقه ، وعجب أن يرعوي عن غيه وعيِّه !! فكيف ذلك وقد أراق ماء وجهه في سوق الدجل ، وتمحل بالشبه الردية تصحيح ما بان فيه الخطل !!

إن العاقل يزعه عقله عن الإصرار على الزلل ، والعالم يفيئ بعلمه إلى الحق فرارا من الجهل ، وأما الجاهل الرقيع فلا عقل ولا علم فكيف يهتدي من هذا حاله ، وكيف ينتهي عن قبيحة من لا نُهى له .

وقديما ما قيل : لو ناظرت عالما لغلبته ، ولو ناظرني جاهل لغلبني ، وأبئس بغلبة لا تنال إلا بضلالة الجهل ، وما هي بغلبة وإنما هي إعراض عن الحق وتكذيب بالصدق .

ولا جديد تحت شمس الخنفشاريين إلا مزيد الخنفشارية .

نبيل مسلم
06-24-2008, 05:24 PM
السلام عليكم

كل إناء ينضح بما فيه ، و قد احسنت التعبير عما في انائك أيها الأخ .

ناصر الشريعة
06-24-2008, 05:38 PM
وعليكم
الموصوف هو ما قد رأيناه من نضح إنائك ، فشكرا على استحسانك صحة الوصف .