المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عذرا رسول الله.. إننا في زمن التداعي!



محارب الروافض
07-11-2008, 04:26 PM
الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة
عذرا رسول الله.. إننا في زمن التداعي!

عذرا يا سيدي يا رسول الله...إننا نعيش في زمن التداعي... كما اخبرتنا في قولك الكريم (تتداعى عليكم الأمم) ... فالمطلع على قضايا المسلمين واحوالهم والصور المأساوية والاذلال والاهانة التي تتعرض لها امة الاسلام... وهي تعيش مرحلة من احرج المراحل في تاريخها...وتمر بأزمة لايعلم متى تفيق من ازمتها الا الواحد... الاحد.
وهل هناك ازمة اكبر من هذه الازمة? حيث ضاعت هيبة امة الاسلام بالاساءة الى رسولها صلى الله عليه وسلم علنا, ويقوم برسمه بعض الحاقدين في الغرب على صوره, يعف ويرتجف القلم ان يصفها, ولله در الشاعر حيث يقول:
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
ان كان في القلب اسلام وايمان
عذرا يا سيدي ... يا رسول الله
لاننا ابتعدنا عن تعاليمك بالتمسك بكتاب الله وسنتك فهانت علينا انفسنا... وانشغلنا بدنيانا... فهنا على الاخرين واصبحنا لانملك من هويتنا...إلا اسماءنا...
سيدي يا رسول الله:
ناديت بلا إله إلا الله:
وهناك من اتخذو الههم هواهم
وناديت بالايمان بجميع الرسل والرسالات.
ولكن كل حزب بما لديهم فرحون وناديت بالحب في الله...
وهناك ... الالاف يعيشون على اشعال البغضاء بين الناس.
وناديت... بوجوب العلم... والتعلم...والتعليم... على الناس جميعا.
وهناك الالاف... مصالحها مرتبطة... ببقاء الجهالة... في الافراد... والأمم.
عذرا... ياسيدي يارسول الله... لم يدرك من حاول التطاول على شخصك الكريم... بأنك سيد ولد آدم.
ولم يدرك ان محمدا... صلى الله عليه وسلم..
هو أعلى انسان... تكوينا
وأعلى انسان... نفسا
وأعلى انسان... تربية
واعلى انسان ... في الحياة الدنيا... على الاطلاق
واعلى انسان... في الحياة الآخرة... على الاطلاق
واعلى انسان... عند الله على الاطلاق.
واعلى انسان... درجة في الجنة.
واعلى انسان... درجة في الاخلاق.
عذرا ... ياسيدي يارسول الله...
لقد تركنا اعداء الاسلام يتهموننا بالتخلف والجمود.
ولم نضع رؤية... لمحاورتهم واطلاعهم... اننا سبب نهضتهم وان حضارتهم القديمة... تحررت من قيود التخلف بما كانت تزخر به...الحضارة الاسلامية في الاندلس... حيث كانت حضارتنا حاضنة... للرسالات السماوية الاخرى... وذلك بشهادة المفكرين الغربيين انفسهم.
المفكر الفرنسي لامرتين:
بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية... اود ان اتساءل... هل هناك من هو اعظم من النبي محمد.
برنارد شو (مؤرخ اوروبي شهير):
ان العالم احوج ما يكون... الى رجل... في تفكير محمد... هذا النبي الذي وضع دينه دائما موضع المدنيات... خالدا خلود الابد... بل يجب ان يسمى منقذ البشرية... وفي رأي انه لو تولى امر العالم اليوم... لحل مشكلاتنا... بما يؤمن السلام والسعادة... التي يرنوا البشر إليها.
تولستوي:
يكفي محمدا فخرا انه خلص امة ذليلة من مخالب شياطين العادات الذميمة وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم...وان شريعة محمد.. ستسود العالم.. لانسجامها مع العقل والحكمة.
ويل ديورانت»تاريخ الحضارة«
اذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا ان محمدا.. كان من أعظم عظماء التاريخ.
مايكل هارت »الخالدون مئة«
ان اختياري لمحمد ليأتي في المرتبة الأولى من قائمة اكثر اشخاص العالم تأثيرا في البشرية قد يدهش بعض القراء وقد يعترض عليه البعض ولكنه كان الرجل الوحيد في العالم الذي حقق نجاحا بارزا على كل من المستوى الديني والدنيوي..
المؤرخ الانكليزي ويلز
ان اوروبا مدينة للسلام بالجانب الاكبر من قوانينها الادارية والتجارية وتقول دائرة المعارف البريطانية تحت مادة »محمد«
محمد بن عبدالله مؤسس الدين الاسلامي ولد في مكة وقليلون هم الرجال الذين احدثوا في البشرية الاثر العميق الدائم الذي احدثه محمد.
سيدي يارسول الله..
لم يدرك كثير من الناس.. في الشرق.. والغرب.. ماهية علم محمد صلى الله عليه وسلم حيث امرك ربك جل وعلا في سماه بقوله:
»يأمر بالمعروف وينهاهم عن المنكر«
يأمر محمد صلى الله عليه وسلم.. الناس جميعا بكل خير..
وينهاهم عن كل شر. ما من خير.. الا امر به.. وما من شر الا نهى عنه وهذا لا يتيسر لبشر..
الا اذا كان علمه شاملا كاملا... وانما جاء الشمول والكمال في علم محمد صلى الله عليه وسلم.
»ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث«.
ما هذا??
هذا اعجاز..
فوق اعجاز!
او هذا بدائع.. اعجاز شخصية محمد صلى الله عليه وسلم هناك استحالة .. ان يقول هذا بشر..
ان هذا الا قول رب العالمين..
يحل لهم .. محمد صلى الله عليه وسلم.. للناس.. الى يوم القيامة كل ما هو طيب نية.. أو تفكيرا.. أو هما.. أو إرادة أو قولا.. أو عملا..
يحل لهم.. كل شيء.. فيه التوجه إلى الله..
ومايعينهم على التوجه الخالص إلى الله..
إن الله طيب.. لا يقبل إلا طيباً..
إنها بحار.. ما لها من قرار..
ان معانيها.. لا تتناهى..
لأن كلام الله, لا أول لمعانيه.. ولا آخر
»ويحرم عليهم الخبائث«
يحرم.. محمد صلى الله عليه وسلم.. الخبائث على الناس جميعا... كل شيء خبيث
نية..أو تفكيرا.. أو إرادة .. أو هماً.. أو عملاً أو قولا.. يحرم عليهم أن ينووا شراً..
أو يفكروا شراً..
أو يريدوا شراً..
أو يهموا شراً..
أو يعملوا شراً..
أو يقولوا شراً..
من ذا الذي يستطيع ان يقول شيئاً من هذا الشمول إلا أن يكون الله.. من ورائه..
ينطقه.. بما شاء ان يحله لعباده.
وبما شاء أن يحرمه على عباده.
»وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى«
مستحيل.. ثم مستحيل .. أن يستطيع عقل بشر الاحاطة التامة.. بكل الطيبات التي تحل للناس جميعاً.
إلى يوم القيامة... بكل الخبائث التي تحرم عليهم.. فلئن أحاط محمد صلى الله عليه وسلم.. بكل أولئك.. كان ذلك برهانا على أن الله.. هو الذي أوحى لرسوله صلى الله عليه وسلم.
عذرا سيدي.. يا رسول الله..
مهما أسهبت في تعداد مزاياك لن أبلغ ما وصفك ربك بقوله »وإنك لعلى خلق عظيم«.
وقد علم »ان كل شعبه« من أخلاقك موصوفة بالعظمة .. فالمعنى تفصيلا.. فأنت صلى الله عليك..
في الصدق عظيم, والوفاء عظيم, وفي العلم عظيم, وفي الحلم عظيم, وفي السمو عظيم, وفي الرقي عظيم, وفي السلوك عظيم, وفي الصفاء عظيم, وفي البساطة عظيم.
وهذا هو وجه الإعجاز..
قد يكون الرجل عظيماً.. في آحاد من شعب الأخلاق ... أما ان يكون عظيماً.. في جميع أنواع شعب الأخلاق.. شعبة.. شعبة. وصفة.. صفة فهذا هو المستحيل..
ولم يكن إلا لك ياسيدي يا رسول الله عذراً سيدي يا رسول الله..
لم يكن تطاول هؤلاء على شخصك الكريم إلا بسبب تفرقنا وعدم تمسكنا بكتاب الله وسنتك, فهما السبب في هذا التطاول الموجه لشخصك الكريم..
عذراً ... سيدي يا رسول الله..
لقد ارادوا بما اقترفت أيديهم القضاء على حضارتنا الإسلامية لأنهم يعلمون أنك أحب إلينا من أنفسنا وأولادنا وأموالنا.
عذراً.. سيدي يا رسول الله..
لقد تعمدوا الإساءة والتشويه ولكن لعل الله يريد لهذه الأمة ان تنهض من سياستها ويعيد إليها عزتها وكرامتها انه على كل شيء قدير.
سيدي يا رسول الله..
بإساءة المعتدين لشخصك الكريم.. زادوك في قلوب الأمة شموخا من حيث لم يحتسبوا.. وبتطاولهم المشين.. وحدوا أمتك على ما جمع قلوبهم من محبتك.. وبسوء صنيعهم أحيوا سنة المحبين في اتباعك ونصرتك..
والذي بعثك بالحق يا رسول الله..
ستفديك الأمة.. أفراداً وجماعات .. وستقدم الغالي والرخيص ..ونبذل النفس والنفيس .. فداء لك .. ودفاعا عنك..
صلوات ربي وسلامه عليك سيدي يا رسول الله..
في الختام.. كان حقا علينا الاعتذار لمقامك الكريم, حيث إننا نعيش في زمن التداعي.


* سفير مملكة البحرين لدى الكويت