المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا للرجال فماذا للنساء فيها؟



مجدي
07-13-2008, 04:21 PM
سمعنا كثيرا عن تنعم الرجال في الجنة , فقد أخبرنا ربنا عن حور عين كأمثال الؤلوء المكنون لا يقارن بنساء الدنيا, فهل هذا يعني أنها دار حرمان للنساء ؟؟ أيتها العابدة الصابرة أيتها الصائمة القائمة ,إن ربك حكيم لطيف خبير عليم بحالك وبما يرضيك , إنها جنات كما قال ربنا عز وجل : " وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "[الزخرف/71]وليس ما يشتهيه الرجال فقط , فما هي الأمور الخاصة بالنساء في جنات الخلد ؟.

خصوصيات النساء في الجنة في جمالهن:
كم تنفق النساء في الدنيا لتبدوا أكثر جمالا ؟ هل تصل لبغيتها ؟ كيف تصل إلى قمة الجمال بين أهلها ؟ ومهما بلغت من جمال فإنها ستكبر , وبعد الكبر يأتي الهرم ويذهب الشباب . فأي خير لعيش بعد الكبر , وإن كان ما كان .وإن دام ومهما دام فمصيره لزوال , وزوال النعيم هو عين العذاب فأي جمال يدوم وأي عيش يبقى ؟.
فبين العزيز الحكيم نساء الجنة فقال عز وجل :" إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا "[الواقعة/35-37] .
"وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ" [الصافات/48، 49]" وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ "[الواقعة/22، 23]
فنساء الدنيا وعجائزها سيعدن إلى الوصف الذي أخبرنا ربنا منتهى الجمال ودوام الجمال بلا خوف من كبر أوهرم أوسلب أوزوال .


تفضيل الرجال والنساء بعضهم على بعض
كثيرا ما يتبادرإلى الأذهان لكل رجل زوجتان من الحور فهل هذا ظلم للنساء ؟ حاشا لله أن يظلم أحد وإنما هوفضل من الله يؤتيه من يشاء, ألا ترى أن الرجال أيضا يتفاضلوا فيما بينهم في الآخرة ؟
"انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا " [الإسراء/21]
"وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" [النساء/32]

نساء الجنة فضلن على رجال النار ونسائها
"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ "[آل عمران/185] وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ,فيسعى المؤمن لرضى الله فيوفق اليه ويطبع أهل النار على الضلال , وقد يدخل الانسان النار فترة ويخرج منها فيصيبه من خزي النار:" رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ "[آل عمران/192] إنه خزي وعار , يستمر مع المرء إلى أن يتغمده الله برحمته فتصيبه شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
وهؤلاء تترك النار عليهم آثار كما أخبر الصادق المصدوق :" قَالَ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ" رواه البخاري .فإن من ينجوا من النار خير ممن لا يموت فيها ولا يحيى , وخير من لا يرد النار الا تحلة القسم ,وأهل الجنة يتفاضلون في منازلهم فمن هنا علمنا أن التفاضل تكون فيه النساء الآتي هن من المقربين خير منزلة من الرجال الذين كانوا أقل درجة ونساء الجنة خير من افضل أهل النار ,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا


فإذا كان تفضل الله على أهل الحنة بأن يدخلهم الجنة ويصرف عنهم السيئات فيطهرهم من مفاسد الدنيا وتطهر النساء مما كان في الدنيا من طبيعة خلقها الله فيها فلا يكون عز وجل ظلم أي منهن , بل إنه عز وجل جعل نقاء نفوسهن عند دخول الجنة فلا يجد أحد من أهل الجنة على أخيه شيء:" وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ " [الحجر/47، 48] فعلم ان الغيرة بين الزوجتين لن يكون موجود ,لانغل الدنيا ينزع من الصدور والجنة ليس فيها حزن ولا نصب , وتنال ما تشتهي ولا ينغص فرحها شيء , فهذه قمة السعادة انتقضى الحاجات دون تعب ولا إرهاق ,دون نغصات الغيرة والحسد , دون زوال النعمة بحال .
" فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ"
عمل لا يضيع ورب عنده حسن الثواب , فهل يخاف العبد من ظلم عند العادل الحكيم , فالعمل لا يضيع والأجر عنده مضاعف . وإذا كان أصل النعيم بلوغ المراد وإشباع النفس ورضاها, فإن النساء والرجال في ذلك سواء , فإذا نال الإنسان رغبة دون أن يكون في صدره شيء من المنغصات كالغيرة و الحسد والمكايدة من الآخرين يكون راضيا عن نفسه وحاله , وإذا كان أصل هذه الأمور منزوعة من الصدور فلا يخشى أن يصاب ذكر ولا أنثى بتبعات ذلك في الآخرة , وهذا عين النعيم ,وأصل راحة النفس التي تتعب لمرادها الأجسام في الدنيا ولا تنالها إلا منغصة , فالآخرة ليس فيها شيء من هذه المنغصات , بل كلها كما أخبر ربنا عز وجل :" وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "[البقرة/25] "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ" [محمد/15]
إذا فكل نفس في الجنة ستنال مرادها , وستكون نفوس نقية خالية من الأضغان وأجسام خالية من الأسقام , فلا ينظر أحد إلى غيره من أهل الجنة ولا يتمنى أن يكون مكان غيره , لأنه يرضى بما هو عليه مع زوال الحسد من النفوس ,فلا ينظر رجل إلى مكانة غيره في الجنة سواء كان ذكر أم أنثى ولا يتمنى زوال ذلك عن الآخر وعند الرضى تكون قمة السعادة وأصلها نزع الغل وتحقيق المراد وإشباع الرغبات الصحيحة التي ستكون كلها على الفطرة السليمة دون أن يكون للملوثات مكان .
"وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " [الأعراف/43]. فتكون قمة السعادة ومنتهاها , بلا حسد ولا حقد فلا يتمنى أحد أن يكون مكان الآخر لزوال الحسد والغل بل هم في شغل فاكهين , منشغلين عن لذة غيرهم وعذاب أهل النار بلذة لا يوجد بعدها لذة , فكانت الصالحات من أهل الدنيا يطلبن لأنفسهن جنات عدن وإن احداهن لتكون في أشد النعيم وتحت بيت الكفر فترغب عن الدنيا ومتاعها وزخرفها , فجعلها مثلا للمؤمنات الصادقات :
"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11 "[التحريم/11]فكانت امرأة فرعون ترغب عما اعطيت من متاع الدنيا وهي تحت فرعون الذي أوتي من الملك الى ما وعد الله من جنات الخلد , فقصر في الجنة دائم خير من ملك فرعون الزائل , فباعت ملك فرعون بجنة ربها وطلبت بيت في الجنة , فنعم التجارة الرابحة , وهي مثال يحتذب هب لكل مؤمنة , تبيع حطام الدنيا وتشتري نعيم الآخرة , تبيع نعيما زائلا وتشتري الدائم المقيم , وهذا مايبين نباهتها وجمال عقلها ,وتكون بذلك كسبت جنات وصفها لنا ربنا " وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" فيها كل شيء تشتهيه النفس وفيها ما تلذ له الأعين وضرب الله لنا صورة لها
: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ" وكل هذا للرجال والنساء سواء بسواء :" فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ "[آل عمران/195]فالعمل للذكر والأنثى لا يضيع والرجال والنساء بعضهم من بعض , فلا يفضل أحد على الآخر , بل يقبل العمل ويثاب عليه بغض الظر عن الجنس.فكما كان إيمانهم سواء , وعملهم سواء , كان أجرهم سواء,قال عز وجل:" وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا" [النساء/124]والنقير هو مقدار صغير يكون في النواة وهي نقرة النوى وهو قدر يسير لا يلحظه الناس ,ولا يتحاسبوا عليه في الدنيا , الا أن الله عز وجل لا ينقصهم بمثقاله , وهذا لن ينقص لا من ذكر ولا من أنثى . بل انه ليس في الآخرة وحدها , وانما في الدنيا أيضا قال تعالى :"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل/97]فسواء كان ذكرا أم أنثى فان له حياة طيبة , وفي الآخرة سيجزون بأحسن عملهم ويتجاوز عنهم عز وجل . وكذلك فان السيئات هي للناس سواء , فلا تكون الا بقدر ما اقترف الإنسان ولا يجزا الا بمثلها فلا يتجاوز عن انسان لجنسه ولا تزاد لأحد من أجل جنسه , قال عز وجل :"مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ "[غافر/40]ثم يمتد الأمر بدعاء الملائكة للذين آمنوا فيدعون لذكورهم وإناثهم لأزواجهم وآبائهم وذرياتهم , فيكون الذكر والانثى في الثواب سواء .
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [غافر/8].
إلا أن الأنثى ستحظى بالإضافة إلى جمالها وحسنها بمزية التطهير مما كان يأتيها في الدنيا مما كتبه الله على بنات آدم في الدنيا , بالإضافة إلى نزع الضغينة والغل والحسد من أهل الجنة جميعا , رجالا ونساء , فلا يرى انسان منهم الا أنه أسعد الناس ولا يعطى أحد أفضل من النظر لوجه رب العزة جل وعلى وهذه ايضا لا تحرم منها النساء ولا الرجال إذا دخلوا الجنة , وأنعم الله عليهم .


فخلاصة الكلام أن الرجال والنساء في الجنة سينال كل منهما الثواب بدون تميز وأن الناس سيتفاضلوا بالمنزلة حسب أعمالهم ,ورحمة ربهم أفضل لهم من أعمالهم , فيهبهم من رحمته أكثر مما كانوا يظنون , وللنساء مزايا الجمال و التطهير مما كان عليها في الدنيا , وأن الرجال والنساء سينزع منم الغيرة والحسد والغل , فلا يحزن أحد بما فضل الله غيره عليه , ولا بما نال غيره , وإنما يشبع رغباته , ويكون في شغل عن ذلك , فاكها بما آتاه الله من فضله , فلا تدخل الغيرة بين النساء ولا الحسد ولا يتمنى إنسان مكان آخر , بل الكل فرح لا يدخل قلبه شيء من هم أو حزن , ولا تعب ولا نصب , ولا شيء من غيرة الدنيا ولا منغص من منغصات العيش . فيكون الجزاء الأوفى , وهذا فضل من الله نسأله عز وجل ان لا يحرمنا منه , ثم ان نساء الجنة بعضهن في الدرجات العلا اكثر من منزلة بعض رجال الجنة وكذا فإن ادنى نساء أهل الجنة منزلة لهي السعيدة بنجاتها من النار , لهي أفضل من كل أهل النار منزلة , ومع هذا فلن تغار ممن هم ارفع منها درجة من نساء ولن يكون في صدرها غل ولا حسد , بل لها كل ما تشتهي نفسها وتلذ عينها . وإن غاية السعادة التي سيلقاها الناس يوم القيامة هو رؤية ربهم ,وسيسعدوا بزوال المنغصات من حياتهم . فالله نسأل أن يجمعنا جميعا في دار الخلد إنه نعم المولى ونعم النصير .

tamazmazeen
07-16-2008, 01:15 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا