المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدعياء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم .



مجدي
07-13-2008, 05:22 PM
بين حين وآخر , نسمع من إغتر بنفسه , ووسوسة له الشياطين بأنه نبي , وأغرب ما في الأمر هوتصديق هؤلاء لأنفسهم ومتابعة بعض الناس لهم , والمعرفة بالشريعة تحيل أن يكون نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ,فما الفرق بين مدعي النبوة والنبي ؟ وهل دليل كذب هؤلاء الذين يكثروا في حالة جهل الناس بختم النبوة ؟ ألا يوجد أمور أخرى تفرق بين مدعي النبوة والنبي ؟.
بداية التفريق بين النبي ومدعي النبوة هو الفرق بين الصادق والكذاب :فالنبي: كل من أوحي اليه من الله بشرع ليعمل به .وأصلها من النبأ اي الخبر , أي أنه يخبر بالوحي بالأخبار والأوامر , أما مدعي النبوة فهو من يزعم ذلك كذبا .
وإنما يميز النبي عن المتنبيء بسيرة وأحوال كل منهما ثم ما يجريه الله على يد النبي ليبين للناس صدقه ,وهي الآيات البينات ,التي يعرفها الناس ولا يخفى عنهم حقيقتها , ولا يستطيعوا مثلها , ولا يمكن أن يلبس على الناس شيء من هذا إلا جهلا منهم وإستغفال لهم .
فالنبوة بإختيار الله عزوجل واصطفاؤه :أخبر الله عز وجل عن الأنبياء أنه اصطفاهم الله من بين الناس , قال عزوجل : "اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ " [الحج/75، 76] " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ" [آل عمران/33] , " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [البقرة/132]. "وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ" [الأنعام/124] فبين عز وجل أن أصل النبوة إصطفاء من الخالق , وهي ليست رياضة نفسية ولا علوم عقلية مكتسبة من التجربة في الحياة ولا مقدرة جسمية ,وأن هذا الإصطفاء إنما هو بعلم الله عز وجل :وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" [القصص/68], فهو عز وجل لا شريك له في خلقه ولا في إختياره ولا يشرك في حكمه أحدا ,وهذا أيضا يعني أن النبي إختاره الله بحكمته فلا يصطفي الله من يتغير حاله ولا من هو فاسد في الأصل ," وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [الزخرف/31، 32].فهذا أصل النبوة إنها إصطفاء من الخالق . وكذا يترتب عليه أن كل تبعات النبوة هي من إختيار الله عز وجل , سواء كانت الرسالة التي يكون مكلف بإتباعها أم الكتاب .قال عز وجل : "وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف/203] ," وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "[يونس/15]ولا تكون حتى الاية بإختياره بل بتفضل الله عزوجل :" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ" [العنكبوت/50] وقال عز وجل :" وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا "[الإسراء/90-93] فالنبي يتبع ما يوحى إليه وهومكلف كباقي البشر بالعبادة وإنما أُعطي من الآيات ما يكفي الناس لصدقوا نبوته وبلغهم من الشرع ما يحكم به بين الناس ويصلح حالهم .
سيرة النبي قبل وبعد النبوة : وهي أن النبي يكون مشهورا بخلقه الحسن الموافق للفطرة السليمة و فهو ليس مجهولا بل هومعروف بذلك فقد أخبر الله عز وجل عن إعتراف الكفار بسيرة نبيهم قبل الرسالة , وعدم كذبه وحسن خلقه :" قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" [هود/62] وأخبر عن يوسف عليه السلام عندما إستخبر الملك عن ما رمي به يوسف :" قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ "[يوسف/51] وأاخبر عن نبينا صلى الله علي هوسلم :" قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [يونس/16] وهو أمر معروف من سيرته صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس قال :" لما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) صعد النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فجعل ينادي : " يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا فقال : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ " قالوا : نعم ما جربنا عليك إلا صدقا . قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) " متفق عليه . وسبب معرفة سيرته قبل النبوة أن يعلم الناس صدقه , فلا يقبل الناس أن يأتي سيء الأخلاق فيزعم النبوة . فهي تدفع أن يكون سيء الأخلاق أو المجهول نبي . ولا يعني مجرد حسن الخلق والشهرة بذلك أنه نبي , ولكن لا يكون نبي بخلاف ذلك .
وللنبي آية تدل على صدق دعواه , وهذه الآية هي دليل قطعي لا يقبل الشك تعرفه الناس بدون الحاجة إلى غيرهم , ولذلك سمية آية بينة , أي دليل واضح ,وهذه صفة آيات الله التي أرسلها مع رسله :" تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف/101-103]
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ "[يونس/74، 75]
وهذه الآيات تكون من عند الله عزوجل يرسلها مع النبي بحكمته جل وعلى وعلمه ,فتكون هذه الأية مما يفهم الناس ما هي ولا يلبس عليهم بها .فهي ليست سحر يزول بزوال أثر السحر, ولا كهانة فيها ما فيها من العجزوالكذب ,ولا من الخدع التي تنكشف,وأمثلة ذلك كثير منها :
ناقة صالح عليه السلام :" وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ " [هود/64] فهي تأكل وتشاركهم الماء وأصلها من الطين ,فلا يخفى على أحد انها ليست سحرا لأعينهم و لا خدعة عليهم . :وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا [الإسراء/59].
عصى موسى عليه السلام :" فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ " [الشعراء/44-47] فالكل يعلم أن الساحر لا يستطيع تحويل العصى ولا الحبل إلى أفعى وإنما هم يخيل إليهم ذلك فتحدث رهبة في صدورهم .وبعد إنتهاء أثر السحر يزوال كل شيء أما ما فعله موسى عليه السلام فهو حقيقة لقفت حبالهم وعصيهم .فلما أخذها لم تعد حبالهم ولا عصيهم" فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [الأعراف/118]
ولهذا يعلم الناس أن السحر لا يعدو كونه خدعة , وأدل شيء عليه حال الساحر , فالساحر يزعم تحويل اشياء, ومع هذا نرى فساد حاله وطلبه المال ممن يعمل له السحر ,وكأن هذه آية كذب السحرة وصدق الله عز وجل إذ قال" وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى "[طه/69]" فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ [يونس/76، 77].
ومن ما يكون مع النبي هو ما يدعوا له من الشرع أو الرسالة : فالنبي إن لم يرسله الله برسالة أمر بأن يتبع رسالة آخر الرسل : "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " [المائدة/44].
وهذه أدل علامة على النبوة وأكبر دليل يحتج به على من يدعي النبوة ,وبيان ذلك أن من يدعي النبوة لا يجوز أن يكون ممن من يجهل الشرع والحكم بين الناس بعد نبوته .بل يجب أن يكون بعد نبوته يعمل بالكتاب وما يوحى اليه : قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ [الأحقاف/9]فكل الانبياء يدعون الى التوحيد وعبادة الله والاحسان للناس , فليس أحد منهم يأتي بخلاف الآخر بالعقائد و الاخبار والشرع في أصوله واحد .
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل/123] فالحنفية السمحاء هي أصل دعوة الرسل . ولا يكون أحد من الأنبياء يدعو للشرك أو يدعي لنفسه الالوهية :" مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [آل عمران/79، 80] وهذا خلاف لما يفعله بعض هؤلاء وما سيفعله الدجال .فالنبوة تزيد صاحبها شرفا ورفعة ,وتجعله بالناس أرحم وإلى الله أقرب . و يؤخذ عليهم الميثاق : وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران/81] وكان النبي يخلف النبي كما أخبر النبي عن بني اسرائيل ثم إن النبي يخبر ويبشر بمن بعده ويبشر بنبي مخصوص , وهو محمد صلى الله عليه وسلم, فلما كان الميثاق أخذ عليهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم كان هوخاتم النبيين لإستحالة أخذ ميثاق اللاحق بان يتبع السابق ,ويترك ما معه, بل إما أن يسير على أثره أصلا أويأتي بشريعة تنسخ السابق ولا يجوز العكس .فالجديد لا ينسخ بالقديم .


بعد بيان هذه الأمور فإن إدعاء النبوة ليس بالأمر الذي يستطيعه أحد إلا نبي وقد كفانا الله البحث في أحوال الناس بختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وهي واضحة جلية في الشرع مما يدفع أن يدعي أحد النبوة وكانت خصائص نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فيها ما يدل أيضا على كذب هؤلاء فكانت هذه الخصائص تشير الى كذب مدعي النبوة ختم النبوة والتشريع .
لماكان الإسلام خاتم الاديان وكان الرسول محمد صلى لله عليه وسلم خاتم النبيين كان لرسالة خصائص تكذب من يدعي النبوة بعده صلى الله عليه وسلم , وأهم هذه الخصائص :
آية نبوته دائمة :تناسب آية النبي ان تكون حجة على الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالقرآن هو آية صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم و كان لنبوته آيات أخر ولكن هذه هي الاية التي بينت نبوته وشهدها الجميع . وبيان ذلك أن الخالق عزوجل بعث كل نبي الى قومه خاصة فيبين لهم ,ويريهم الآية ,ويرونها في حياتهم,فتكون حجة عليهم,فناقة صالح عليه السلام كانت تجول وترد الحوض وتشرب الماء قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ [الشعراء/155-157] حتى عقرها أشقى القوم ,وموسى عليه السلام كان يأتي أهل مصر بما يشاهده كل الناس حتى بعد اجتماعهم يوم الزينة وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ [الأعراف/132-134] وهكذا حال كل آية ولكن الله عزوجل أراد أنتتناسب آية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مع كونها ستبقى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فكان دليل نبوته القرآن الذي تحدى الناس أن يأتوا بمثله: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة/23، 24] فتعهدعز وجل بجمعه وأن لا يضيع منه شيء :" لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" [القيامة/16-19] , وحفظ القران من الضياع والتحريف "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" [فصلت/41، 42],فكانت آية نبوته باقية بعد موته حتى يرث الله الأرض ومن عليها .وقد بين الله عز وجل حال الأمم السابقة في تكذيب رسله فقال جل وعلا :" وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا "[الإسراء/59] وذلك عندما طلب المشركين أن يأتيهم النبي بآية مثل الاولين فبين لهم ان هذا رحمة بهم, وتأخير لهم كي لا يتعجلهم العذاب . قال سبحانه :"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [القصص/48-50]. وحتى اليهود فقد طلبوا منه آية وهي :" الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ" [آل عمران/183، 184]
ولم يستجب الرسول لهم بما طلبوا من آيات . بل بين لهم أن هذا النبي متبع لما يوحى إليه من ربه وأن الآيات تأتي بأمر الله عز وجل : "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " [الأنعام/109، 110]" وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "[العنكبوت/50، 51] " قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ" [الأنعام/58].
فلما كانت دلالة النبوة هي القران وبين الله عز وجل أن هذه آية خالدة لا يغسلها الماء ولا تبليها الشهور كانت حجةعلى الناس إلى يوم الدين فلا يمكن أن يأتي نبي جديد وتكون الآية لغيره موجودة .
طبيعة الرسالة : وهي الاسلام الدين الخاتم فقد بين سبحانه عن ذلك لقوم موسى عليه السلام : "وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "[الأعراف/156، 157] وبين عز وجل خصائص القران وتشريعه بانه مهيمنا على الشرائع . :"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" [المائدة/48] فلا يكون شرع مبدلا للإسلام بل هو خاتمة الأديان .
فكل مدعي للنبوة يجب التحقق من حاله فنجد كذبه يتبين إما من حاله وسيرته وبتبين كذبه بما يزعم أنه دليل نبوته فيكون ما يدعيه هو أمر مما يستطيعه الناس فالناس يقدروا على تعلم السحر والخدع بل ويميزوها عن الحقيقة فلا يلتبس عليهم الأمر ثم إن الشرع اكتمل فلا يحتاج الى نبي مع وجود رسالة متبعة باقية خالدة ,فلا يلتبس الأمر بعد ذلك إلا على الجهال الذين لا يريدون أن يتبعوى شيئا سوى الهوى , وقد كفانا الله البحث عن نبي بختم النبوة وكمال الشريعة وحفظها ,والحمد لله رب العالمين

جمال الدين عثمان
07-24-2008, 02:39 PM
أنت جميل وكلامك أجمل وشرحك مفعم بالحقائق والأسانيد والموثقات البينة....أكرمك الله وجعل كل هذا فى ميزان حسناتك.
أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وخاتم النبيين ولا نبى بعده

جمال الدين

الربان
07-24-2008, 05:21 PM
مجدي ,

فمثال البهائية هو دين مستقل اسسه بهاء الله فبعد أن انطلق من الاسلام ويستدل بآيات قرآنية على صحة دينه ثم يأتي بدين جديد .
أليس هذه الحركة قد عملها الرسول محمد من قبل حين اخذ من اليهود والمسيحين وقال انه مذكور في كتبهم ثم بعدها اتى بدين جديد.

(...)

نصرة الإسلام
07-24-2008, 05:45 PM
فمثال البهائية هو دين مستقل اسسه بهاء الله فبعد أن انطلق من الاسلام ويستدل بآيات قرآنية على صحة دينه ثم يأتي بدين جديد .
أليس هذه الحركة قد عملها الرسول محمد من قبل حين اخذ من اليهود والمسيحين وقال انه مذكور في كتبهم ثم بعدها اتى بدين جديد.

(...)


جهلُك مطبِق

نديم السلطان
07-25-2008, 06:13 AM
جزاك الله خيرا

أبو المسيطر
07-25-2008, 04:45 PM
بارك الله فيك

هذه سبيلي
07-25-2008, 08:21 PM
جزاك الله خير

أبو المسيطر
09-01-2008, 03:26 AM
بارك الله فيك ما شاء الله موضوعك جميل وشرحك اجمل جزاك الله خير

مجدي
09-01-2008, 09:44 AM
مجدي ,

فمثال البهائية هو دين مستقل اسسه بهاء الله فبعد أن انطلق من الاسلام ويستدل بآيات قرآنية على صحة دينه ثم يأتي بدين جديد .
أليس هذه الحركة قد عملها الرسول محمد من قبل حين اخذ من اليهود والمسيحين وقال انه مذكور في كتبهم ثم بعدها اتى بدين جديد.

(...)
هلا يا ريان ., لم يقل المسيح أنه خاتم النبيين ولا قالها موسى عليه السلام ولا قالها نبي الا الخاتم صلى الله عليه وسلم .
ولو رجعت الى كتب اليهود والنصارى فانهم ينتظروا الخاتم .....

على أي حال لو تمعنت بالموضوع لتبين لك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن خاتم النبوة , لعلمنا الكذابين ممن يدعي النبوة.
انصحك ان تقرأ المقالين التاليين وهما بنفس صلة الموضوع :
يدّعون أن النبوّة لم تختم !!! (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13611)



دلائل ختم النبوّة والرّسالة (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13600)


وهذه الادلة يمكنك مناقشتها والنظر فيها : وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [سبأ/24]
فالحق اما أن يكون خاتم النبيين أو لا يكون .... فهذا قولنا وهذه أدلتنا فما قولكم
قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ [الأنعام/148]

جمال الدين عثمان
10-27-2008, 01:37 PM
أحبتى فى الله..فى مخياتى والتى أصفها ب(العامة)أن الناس أصبحوا على يقين من صدق ديننا الحنيف ومن محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله ونبيه.
أما عن المهاترات والعبث اللا متناهي وعشوائيات الفكر الضحل وسموم المعتقدات التى نجدها فى بعض الفضائيات والأيميلات واللقائات والحوارات الفجة السفيهة..والتى تسعى بكل طاقاتها لأفراغ ما فى داخلها من نتن وعفن الفكر من أجل تحطيم قيمنا وديننا بطريقة الأسلوب البطىء (slow motion(
والفكرة التى تلح علي تتلخص فى مقولة(لو كان الفقر رجل لقتلته).
نعم أخوانى الفقر أعاذنا الله منه يغلق العقل ويجعله يعيش فى ظلام دامس ويحيط بالفكر إحاطة السوار بالمعصم فيتخبط الأنسان فى هموم وأحزان وكروب وذل ومهانة..وهذا هو مايريده الأعداء كى ينفذوا لأعماق الشخص ويتم أغرائه بالعون المالى وبالتلى يتم التحكم فيه وفى معتقداتة وسلخه عن ومن كل مايعتقد وإدخاله فى جديد المعتقد..الذى يريدونه له.
وهنا يأتينا الشخص الجاهل الجهول مدعي النبوة والمصنوع بأيديهم ليترجم هذه الأفكار ويتبعه بعض اللذين أصابهم الفقر فى مقتل من البسطاء ويهرعون إليه لأنه أنقذهم بحفنة من الأموال فتوسموا فيه الخير الذى من وراءه الشر وهم لا يعلمون.
هذا واحد من العديد..لذا أدعوا الله سبحانه أن يزيدكم همة وحسن عمل تجاه هذا الموضوع