المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة إلى الحق



مهاجر
07-24-2008, 03:58 PM
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ، والحمد لله الذي جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله الذي من علينا فجعلنا من المتمسكين بهديه ، الداعين إلى سبيله .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين والآخرين ، وقيوم السماوات والأرضين ، أذعن له البر والفاجر ، وشهدت بعدله وفضله الأبصار والبصائر ، هدى من شاء - بفضله - إلى صراطه المستقيم ، وصرف عن سبيله - بعدله - من استحق العذاب المقيم ،

وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أفنى عمره جهادا ومجاهدة وصبرا ومصابرة ، ودعا إلى سبيل ربه في كل ساحة وواد ، ونادى : حي على الفلاح حي على الجهاد ، خصه الله بخصائص عظيمة تجل عن الحصر ، وجعل شريعته باقية إلى يوم القيامة ،

ودعاته من خلفه يحملون راياته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فلا تزال طائفة منهم على الحق منصورة لا يضرها من خذلها أو خالف أمرها ، إذ هم على بصيرة من أمرهم ، يقتفون أثر نبيهم محمدا صلى الله عليه وسلم : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي } 4 { أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } يدعون من ضل إلى الهدى ، ويحذرون الخلق من الهلاك والردى ، رغبة فيما عند الله ، ولئلا يتشبهوا بأهل الكتاب الذين أخذ عليهم الميثاق فنبذوه وراء ظهورهم ، قال تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }


أين الطريق

حينما يكبر الإنسان ويعقل تتوارد على ذهنه أسئلة كثيرة من مثل : من أين جئت ؟ ولماذا جئت ؟ وإلى أين المصير ؟ ومن خلقني وخلق هذا الكون من حولي ؟ ومن يملك هذا الكون ويتصرف فيه ؟ إلى غير ذلك من الأسئلة .

ولا يستطيع الإنسان أن يستقل بمعرفة إجابات هذه الأسئلة ، ولا يقدر العلم الحديث أن يرتقي إلى الإجابة عنها ، لأن هذه القضايا مما يدخل ضمن دائرة الدين ، ولأجل ذلك تعددت الروايات ، وتنوعت الخرافات والأساطير حول هذه المسائل مما يزيد في حيرة الإنسان وقلقه ، ولا يمكن أن يقف الإنسان على الإجابة الشافية الكافية لهذه المسائل إلا إذا هداه الله إلى الدين الصحيح الذي يأتي بالقول الفصل في هذه المسائل وغيرها ، لأن هذه القضايا تعد من الأمور الغيبية ، والدين الصحيح هو الذي ينفرد بالحق وقول الصدق ، لأنه وحده من الله أوحاه إلى أنبيائه ورسله ، ولذا كان لزاما على الإنسان أن يقصد الدين الحق ويتعلمه ويؤمن به ، لتذهب عنه الحيرة ، وتزول عنه الشكوك ، ويهتدي إلى الصراط المستقيم .
وفي الكلمات التالية أدعوك إلى اتباع صراط الله المستقيم ، وأعرض أمام ناظريك بعض أدلته وبراهينه وحججه ، لتنظر فيها بتجرد وتمعن وأنصاف ذلك لمن يبحث عن الحق وليس من همه هو الجدال والمعارضة


وجود الله وربوبيته
ووحدانيته وألوهيته سبحانه

يعبد كثير من الناس آلهة مخلوقة مصنوعة كالشجر والحجر والبشر ، ولذا سأل اليهود والمشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفة الله ومن أي شيء هو ، فأنزل الله تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } ،

وعرف عباده بنفسه فقال جل ثناؤه : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ،
وقال عز من قائل : { اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }
{ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ } ، إلى أن قال تعالى { اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } ،

وقال جل ثناؤه : { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،

وأقام سبحانه لهم آياته شواهد وبينات ،
فقال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }{ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْل وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ }

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ،

وقال سبحانه : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ }{ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } ،

ووصف نفسه بنعوت الجمال والكمال
فقال تعالى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } ،

وقال تعالى : { غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ } ،

وقال جل ثناؤه : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.



هذا الرب الإله الحكيم القادر الذي عرف عباده بنفسه ، وأقام لهم آياته شواهد وبينات ، ووصف نفسه بصفات الكمال دلت على وجوده وربوبيته وألوهيته الشرائع النبوية ، والضرورة العقلية ، والفطرة الخلقية ، وأجمعت الأمم على ذلك ،

وسأبين لك شيئا من ذلك فيما يلي ، فأما أدلة وجوده وربوبيته فهي :

1 - خلق هذا الكون وما فيه من بديع الصنع :

يحيط بك أيها الإنسان هذا الكون العظيم ويتكون من سماوات وكواكب ومجرات ، وأرض ممدودة فيها قطع متجاورات يختلف ما ينبت فيها باختلافها ، وفيها من كل الثمرات ، ومن كل المخلوقات تجد زوجين اثنين . . فهذا الكون لم يخلق نفسه ، ولا بد له من خالق حتما ، لأنه لا يمكن أن يخلق نفسه ، فمن الذي خلقه على هذا النظام البديع ؟ وأكمله هذا الكمال الحسن ؟ وجعله آية للناظرين إلا الله الواحد القهار الذي لا رب سواه ولا إله غيره ؟ قال تعالى : { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ }{ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ } ، فتضمنت هاتان الآيتان ثلاث مقدمات هي :
1 - هل خلقوا من العدم ؟
2 - هل خلقوا أنفسهم ؟
3 - هل خلقوا السماوات والأرض ؟
فإذا لم يكونوا خلقوا من عدم ، ولم يخلقوا أنفسهم ، ولم يخلقوا السماوات والأرض ، فتعين أنه لا بد من الإقرار بوجود خالق خلقهم وخلق السماوات والأرض ، وهو الله الواحد القهار .



2 - الفطرة :
الخلق مفطورون على الإقرار بالخالق ، وأنه أجل وأكبر وأعظم وأكمل من كل شيء ، وهذا الأمر راسخ في الفطرة أشد رسوخا من مبادئ العلوم الرياضية ، ولا يحتاج إلى إقامة الدليل إلا من تغيرت فطرته ، وعرض لها من الأحوال ما يصرفها عما تسلم به ، قال تعالى : { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } ، وقال صلى الله عليه وسلم : « ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول أبو هريرة : واقرؤوا إن شئتم : { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ }» ، وقال - أيضا - صلى الله عليه وسلم : « ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا : كل مال نحلته عبدا حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ».

3 - إجماع الأمم :
أجمعت الأمم - قديمها وحديثها - بأن لهذا الكون خالقا وهو الله رب العالمين ، وأنه خالق السماوات والأرض ، ليس له شريك في خلقه ، كما أنه ليس له شريك في ملكه سبحانه .
ولم ينقل عن أية أمة من الأمم الماضية أنها كانت تعتقد أن آلهتها شاركت الله في خلق السماوات والأرض ، بل كانوا يعتقدون أن الله خالقهم وخالق آلهتهم ، فلا خالق ولا رازق غيره ، والنفع والضر بيده سبحانه ، قال تعالى مخبرا عن إقرار المشركين بربوبيته : { وَلَئِنْ }{ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }{ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } ، وقال جل ثناؤه : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ }.


4 - الضرورة العقلية :
لا تجد العقول بدا من الإقرار بأن لهذا الكون خالقا عظيما ، لأن العقل يرى الكون مخلوقا محدثا ، وأنه لم يوجد نفسه ، والمحدث لا بد له من محدث .

والإنسان يعلم أنه تمر به أزمات ومصائب ، وحينما لا يقدر البشر على دفعها فإنه يتجه بقلبه إلى السماء ، ويستغيث بربه ليفرج همه ، ويكشف غمه ، وإن كان في سائر أيامه ينكر ربه ويعبد صنمه ، فهذه ضرورة لا تدفع ، ولا بد من الإقرار بها ، بل إن الحيوان إذا ألمت به مصيبة رفع رأسه وشخص ببصره إلى السماء ،

وقد أخبر الله عن الإنسان أنه إذا أصابه ضر أسرع إلى ربه يسأله أن يكشف ضره ، قال تعالى : { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ }{ من قبل وجعل لله أندادا } ،

وقال تعالى مخبرا عن حال المشركين : { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ،

وقال عز من قائل : { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ }



هذا الإله الذي أوجد الكون من عدم ،
وخلق الإنسان في أحسن تقويم ،
وركز في فطرته عبوديته والاستسلام له ،
وأذعنت العقول لربوبيته وألوهيته ،
وأجمعت الأمم على الاعتراف بربوبيته . . .
لا بد أن يكون واحدا في ربوبيته وألوهيته ، فكما أنه لا شريك له في الخلق ، فكذلك لا شريك له في ألوهيته ،

والأدلة على ذلك كثيرة منها:

ا - ليس في هذا الكون إلا إله واحد هو الخالق الرازق ، ولا يجلب النفع ويدفع الضر إلا هو ، ولو كان في هذا الكون إله آخر لكان له فعل وخلق وأمر ، ولا يرضى أحدهما بمشاركة الإله الآخر ، ولا بد لأحدهما من مغالبة الآخر وقهره ، والمغلوب لا يمكن أن يكون إلها ، والغالب هو الإله الحق ، لا يشاركه إله في ألوهيته كما لم يشاركه إله في ربوبيته ،
قال تعالى : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } .

2 - لا يستحق العبادة إلا الله الذي له ملك السماوات والأرض ، لأن الإنسان يتقرب إلى الإله الذي يجلب له النفع ويدفع عنه الضر ، ويصرف عنه الشر والفتن ، وهذه الأمور لا يستطيعها إلا من ملك السماوات والأرض وما بينهما


وأخيرا
أحب أن أقول أن كلامي هذا موجه فقط إلى من يبحث عن الحق بإنصاف بدون تكبر واستعلاء وبدون عنادا ومكابرة .



متابعة إشرافية
تنسيق الفقرات
مراقب 2