المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر حول صفات الله في الإسلام ..



The Lost
07-29-2008, 08:58 PM
تحياتي للجميع :

كلما حاول أحدنا الاقتراب من ماهية الله أكثر ... كلما غرق ببحر الأسئلة أكثر وأكثر ... فإن حاول أن يتعرف على موجد الله .. فإنه سيقع بإشكالية ما يسمى بالتسلسل .. تسلسل لا نهاية له ... فإن ظن أن الله أوجده إله آخر .. لوقع بسؤال رديف لسابقه .. من أوجد هذا الإله الآخر ؟؟ والأسئلة على هذه الشاكلة كثيرة جداً .... بصراحة ... هذه مسلمات لا شك ..

لكن .. ماذا لو بحثنا فيما يسمى بالصفات الإلهية ... ومن منظور المفهوم الإسلامي .... كالإرادة والعلم والعدل والقدرة وووووو ... فأنا شخصياً ... وقعت بمشكلة الكمال في الصفات الإلهية ... ما أقصده بالكمال هنا ... هو أن الصفات هذه هي صفات كاملة في الله لا يعوزها نقص ... فلا يمكن أن نقول أن الله يعلم بنسبة 99 % ... ولا قادر بنسبة 99 % ... وهذا ما يدفعني لحيرة وتعثر ......

علماء المسلمين كافة يتفقون على أن الله هو خالق كل شيء ... وكلمة شيء تدل على ظاهر الشيء وباطنه .. والشيء هو كل ما يمكن أن يراه الإنسان أو يتلمسه أو يشعر به ظاهراً أوباطناً ....

ماذا عن العلم ؟؟؟
القرآن يصف الله بأنه عليم .. على وزن فعيل .. وعلام .. على وزن فعّال ... ما يؤدي بالضرورة إلى يقين الله الكامل بعلمه تجاه الأشياء ....

حاولت أن أربط ما بين النقطتين .... فرأيت أن الله يعلم منذ الأزل كل شيء سيقع في الدنيا ... كل حركة وكل همسة وكل فعل ... دون استثناء .... ويعلم بأفعال عباده كلها ... وسيكتب للعبد مذ يخلقه الله أشقي هو أم سعيد ... أليس كذلك ؟؟؟
إذا حاولنا الربط بين علم الله في هذا الصدد وبين كونه هو الخالق لكل شيء ... فإن هذا سيؤدي حتماً إلى أن الله هو أيضاً خالق أفعال العباد التي علم بها سابقاً في الأزل ...

فيخطر التساؤل في بالي الذي يقول :
كيف يمكن أن يحاسبني الله على فعل خلقه لي وقدره لي ومعلوم عنده في الأزل بالكيفية والحتمية المطلقة ؟؟؟؟

ناقش علماء المسلمين والفلاسفة هذا الأمر كثيراً عبر التاريخ ... واختلفت الرؤى واختلفت الآراء ... وتعددت فيه المذاهب والملل ...... فنرى علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة يقولون :
// بأن أفعال العباد هي خلق الله وكسب العباد , بمعنى أن أفعالهم هذه هي من خلق الله باعتباره خالق كل شيء , لكن العبد يكتسبها ويتسببها بنفسه هو .. الله أوجدها وقدرها , وأنت اكتسبتها وباشرت بها فتصير بها طائعاً أو عاصياً حسب الفعل المكتسب هذا //

ولكن هذا الكلام أيضاً يدفع لتساؤل آخر يطرح نفسه فيقول : عندما يكتسب العبد شيئاً .. فهو يقوم بعملية الاكتساب .. فما هو الاكتساب ؟؟ ومن علم العبد اكتساب الأشياء ؟؟؟ وهل يكتسب العبد فعلاً بقدرته هو ؟؟ أم بقدرة خلقها له الله داخله ؟؟؟؟؟؟؟

نرى على الطرف الآخر من يسمون أنفسهم بفرقة المعتزلة ....... يؤمنون أن أفعال العباد اختيارية، بل زادوا على ذلك، وقالوا: هم الذين خلقوا أفعالهم، والله لا يقدر على أفعالهم، لا يقدر الله على خلق أفعال العباد، فالعباد هم الذين خلقوا الطاعات والمعاصي، وخلقوا الخير والشر، وباشروها وخلقوها وأوجدوا أفعالهم ...

وتعددت المذاهب بين مذهب الجبرية والقدرية وما إلى هؤلاء ..... وكل منهم يصف حسب ما فهم .....

تعدد الأفكار والمذاهب يدعونا لأن نتسائل ... لماذا كل هذا الاختلاف ؟؟؟ هل الغموض في القضية هو الذي دفع العلماء والمفكرين والفلاسفة لأن يختلفوا برأيهم ؟؟؟؟؟؟؟

أنا لا أدري بأي جهة أقف ...... ولكني سأناقش القضية بمنظار العقل ونرى إن كنت قد أخطأت باختيار المنظار أم لا .......

معظم الإجابات في عقولكم الآن تنطلق من مبدأ أن الله بعلمه الأزلي لفعل عباده ليس له علاقة بفعل العبد إن كان خيراً أو شراً ........ وكثيراً ما سمعنا الأمثلة التي تطرح في هذا الصدد .... والتي أذكر منها :

// رجل من الناس عنده ولد سيء الخلق ... الأب يعرف أن ابنه يذهب ليلاً مع أصدقائه لممارسة أشياء لا يرضى بها عاقل ولا سليم الخلق .. جاء يوم وحصل أن الولد هذا كان معه مبلغاً لا بأس به من المال ... الأب بمعرفته المسبقة بابنه هذا , سيتنبأ بأن ابنه سوف يذهب الليلة ليصرف هذا المال في أمر سيء أو شيء من هذا ... وبالفعل ذهب هذا الولد وحصل ما كان قد توقعه الأب , فهل يمكن عقلاً أن نقول بأن الأب هو الذي دفع ابنه وأجبره ليذهب إلى هذا المكان ؟؟؟ حتماً لا ...//

الكلام جيد ومقبول , ولكن المغالطة الكبرى تكمن بطرح مثال على البشر لإثبات أو نفي شيء عن الإله ... هذه مغالطة كبيرة جداً .. وأستطيع بكل بساطة أن أقول بأن علم الله أزلي مبني على اليقين , أما علم البشر لحظي مبني على الشك ... ما أقصده .. هو أن علم البشر حتى ولو كان سابقاً لأوانه ( كالمثال السابق ) مبني على الشك , أي أنه ليس يقينياً , حتى لو كانت نسبة الصحة فيه كبيرة جداً .... يعني , الأب هذا عندما تنبأ مسبقاً بأن ولده سيفعل أمراً سيئاً , كان على يقين بهذا حتماً , لكنه ليس يقيناً كاملاً ... أقصد بأنه حتى ولو كان نسبة احتمال ذهاب ابنه هي 99 % , يبقى هناك 1 % شك ... فهو ليس يقيناً كاملاً .. لأنه ربما ولو احتمال ضعيييييف جداً أن لا يذهب هذا الولد , ربما يعدل عن رأيه بلحظة من اللحظات ... بينما على الطرف الآخر , علم الله مبني على يقين كامل لا يحتمل ولا حتى نسبة 0.0000000001 % من الشك .. فهو يقين كاااااااامل .... واليقين الكامل لا يأتي إلا إذا كان المتيقن على صلة بالشيء الذي تنبأ به ...

لا شك أن العلم المسبق لا علاقة له بالنتائج , ولكن هذا العلم يتبعه شك دائماً عندما نقيسه على البشر , بينما لا يصلح هذا مع الله أبداً ...

الله عندما علم مسبقاً بأن فلان من الناس سيفعل كذا وكذا , كان قد خلق له سابقاً الفعل وردة الفعل والحركة والعقل والتفكير وكل شيء , وعندها .. كان الله على يقين كامل بأن فلاناً من الناس سيفعل كذا باعتباره من صنعة يده (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) .. بينما الرجل الذي تنبأ بفعل ابنه , لم يخلق له فعلاً ولا ردة فعل ولم يخلق له عقلاً ولا شيء من هذا , إنما بنى تنبؤه هذا بناء على معرفته بطبيعة ابنه , ولاحظوا معي هنا كلمة ( معرفته ) وليس ( خلقه ) .. فأنت تعرف عن الشيء لكنك لم تصنعه بيديك ... إذاً علمك به قائم على شك دائماً وأبداً ........أنا أعرف العمل على الحاسوب , ولكنني لم أصنعه بيدي , ومهما وصلت بعلمي في الحاسوب , فإنني لن أضاهي صانعه ومخترعه , أليس كذلك ؟؟؟

قد يقول البعض أن الله خلق للإنسان عقلاً كي يميز به طريق الخير من طريق الشر ... وهذا أمر صحيح لا يقبل الشك ... ولكن لازالت الحيرة قائمة ... وباختصار شديد جداً ... كي لا أطيل أكثر ... هناك دوامة أغرق بها دائماً بين سؤال وجواب أطرحهما على نفسي دائماً .... والدوامة باختصارما يلي :

الله خلقني وخلق لي أفعالي ... وأنا اكتسبت هذا الفعل وقمت به ولا علاقة لله بعملي إن عملت شراً ...

ولكن عندما عملت شراً , كنت قد عملت الشر هذا بإرادة مني ... والإرادة التي في نفسي هي من خلق الله ........

إجابة : ولكن الله لم يجبرك على عمل الشر , بل قمت به بنفسك ....
ولكن عندما قمت به , قمت به بقوة ما دفعتني لأريد هذا الشيء أو ذاك , وخالق تلك القوة هو الله ؟؟
إجابة : ومع ذلك فأنت المكتسب للفعل وليس الله ........
ماذا عن قوة الاكتساب وخلقها .. أليست من خلق الله ؟؟؟
إجابة : نعم هي من خلق الله ولكن الله زودك بالعقل لكي تفكر به وتميز به الخير من الشر .......
وماذا عن تركيبة العقل وخلاياه ؟؟ أليست هي من خلق الله أيضاً ؟؟؟ فالله خلق العقل للناس وجعل عقولهم تتفاوت في تحديد الصواب من غيره , فمنهم من يفعل صواباً وهو يعلم أنه يفعل صواباً , ومنهم من يظن أن هذا الصواب هو خاطئ بحد ذاته كما نرى اليوم من اختلاف العقليات ومنهجيات التفكير بين الناس وخصوصاً على مستوى المذهب والملة ووووووووو كل الفرق .... وبالتالي يكون العقل هو نتاج خلق الله وليس من أمر العبد شيء ........
إجابة : أنا الآن أكتب , وباستطاعتي أن أترك الكتابة في الوقت الذي أشاء وبالتالي فأنا من يقوم بالفعل ويتركه وليس الله .........
ولكن علم الله اليقيني بفعلي منذ الأزل يجعلني أقول أن الله لو لم يكن هو خالق هذا الفعل قدرة واكتساباً لما علم هذا الأمر ..

وهنا .. أقف في مكان لا أجد له حلاً .. ولا أستطيع بنفس الوقت أن أصف الله بالظلم إن افترضت أنه هو المتحكم بفعل عباده ..... لأن هذا ينسب إلى الله الظلم ... وهذا غير مقبول ..

ماذا إذاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتمنى من كل قلبي أن أجد منكم إجابة ........ وأن تكون قريبة من العقل وبعيدة عن التسليم ....... أقصد أن مثل هكذا نقطة ليست من المسلمات ... بل هي تستوجب التفكر والمناقشة .... شرط المنهجية والموضوعية في الحوار ... وبعيداً عن الهجومية في الأسلوب ...... فأنا لا أتهجم ولا أصارع ... أنا طالبة علم مثلكم تماماً ...... نتعلم من بعضنا ونستفيد من أخطاءنا ............ أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بانتظار إجابة الأخ الكريم ....

شكراً لحسن الإصغاء ....

رانيا العظم .

ناصر الشريعة
07-29-2008, 09:19 PM
قبل الرد عليك ، هل يعني هذا أنك تقرين بوجود الله ولا يبقى سوى النقاش في الصفات ؟

وأما الموضوع فالرد عليه يسير جدا ، وما ذكرته من أقوال الأشاعرة والمعتزلة ليس هو جوابنا .

ناصر الشريعة
07-29-2008, 09:35 PM
أرجو أن يكون الجواب مختصرا فلا داعي لكثرة الكلام وتطويل العبارات ، فاللبيب بالإشارة يفهم .

ناصر الشريعة
07-29-2008, 10:20 PM
بما أن الزميلة خرجت من المنتدى ولم تجب !! فسوف أكتب تعليقا على ما ذكرته ، وأنتظر منها غدا الرد على سؤالي السابق .

وأرجو من الإدارة أن تقتصر من مشاركة الزميلة على موضوع السؤال وتحذف ما جاء فيه من مسائل أخرى كالتشكيك في بطلان التسلسل وحكاية أقوال المبتدعة من الجهمية والأشاعرة والمعتزلة .

لقد كان يكفيك لمعرفة جواب سؤالك أن تسألي عن الجمع بين حرية الاختيار وبين علم الله الأزلي بما سنختاره .

وأما تطويل السؤال بذكر أقوال غيرنا وإشكاليتك معهم ، فهذا أمر غريب منك ، لأنه رد على غير ما نقوله ، وتطويل لا حاجة إليه ، فنحن لا نقول بجبر الجهمية ولا كسب الأشاعرة ولا خلق العبد لأفعاله كما تقول المعتزلة.

وعلى كل فجميع ما ذكرته مخالف لجوابنا فلا تكون اعتراضاتك متوجهة على ما سيذكر لك من الرد .

وبيان الجواب فيما يلي :

أن علم الله الأزلي بما سيختاره الإنسان صفة تكشف عما سيختاره العبد ولا تجبره على غير ما يرغب فيه من اختيار ، فالعلم هنا يتبع المعلوم ويكشف عنه كما هو .

وعدم وقوع ما يخالف علم الله عز وجل سببه أن الله يعلم الكائنات بعلمه الأزلي على ما هي عليه حينما تكون ، لا أنه يعلمها على حال مخالفة فيجبرها على حال أخرى .


و أن الله عز وجل خلق للإنسان القدرة والإرادة والعقل والفطرة ، وهداه بالدين الحق إلى ما يميز به الخير من الشر .

وجعل الله للإنسان مشيئة وإرادة ، وهذا ظاهر من حرية الإنسان في الاختيار بين المتضادات والمختلفات ، فيختار الخير وضده ، والفعل وتركه أو فعل غيره ، وهذا يبطل القول بالجبر ويجعله قولا لا يعقل ولا له معنى .

وجعل الله للإنسان القدرة على فعل ما يشاء ، فيقدر على فعل ما شاء من الضدين بالقدرة التي أعطاه الله إياها .

فصار خلق الإنسان وخلق إرادته وقدرته سببا لحرية العبد في إرادة وفعل ما يشاء ، وبثبوت الحرية تثبت المسؤولية واستحقاق الثواب والعقاب .


وللعبد قدرة قبل الفعل وقدرة مع الفعل :

فأما القدرة قبل الفعل فهي كقدرة الجالس المعافى على القيام والمشي ، وأما القدرة التي عند الفعل فهي التي يحصل بها القيام والمشي .
وهاتان القدرتان مخلوقتان يخلقهما الله للعبد فيفعل بهما اختياراته التي بإرادته ، وهذه الإرادة المخلوقة تمكنه من اختيار ما يشاء من المختلفات والمتضادات دون إجبار .

فكما لا يلزم من علم الله إجبار العباد على غير اختياراتهم ، فكذلك لا يلزم من خلق الله للإنسان وإرادته وقدرته إجبار الإنسان على غير اختياراتهم .

فإن الإرادة المخلوقة لهم تمكنهم من الاختيار فينتفي الإجبار ، والقدرة المخلوقة لهم في ذواتهم وعند فعلهم تمكنهم من تحقيق ما تختاره إراداتهم .

وحينها لا يمكن القول بأن العبد مجبر على غير اختياراته ، ولا أنه خالق لقدرته ، وإنما هو فاعل بالقدرة التي خلقها الله له .

فإن الإنسان مع أنه قادر على المعصية إلا أنه لا يكون فاعلا لها بمجرد قدرته عليها .
وإنما لا بد من أن يريد بإرادته الحرة أن يستخدم قدرته المخلوقة له في فعل المعصية ، فتكون المعصية فعلا له يحاسب عليه .

وبهذا يتبين أنه ليس في الإيمان بعلم الله السابق وخلقه لقدرة العبد وإرادته ما يقودنا إلى قول الجبرية كما توهمته ، وهذا هو المطلوب .

مراقب 1
07-29-2008, 11:15 PM
الزميلة The Lost

رجاء إن كان لديكِ شبهة فاطرحيها مباشرة دون مقدمات وعبارات إنشائية ولا داعى لذكر أقوال علمائنا أو اختلافنا مع غيرنا من الفرق لأن هذا كلام فى غير موضعه ولا يظهر بحثًا عن الحق وانما استعراض لما عندك من معلومات لا تخفى علينا ، فرجاء الالتزام بما ذكرت لكى لا الجأ إلى التدخل الإشرافى وحتى لا تتغير صورتك عندى فحتى الآن ظنى بك باحثة عن الحق ولست مثيرة شبهات أو مستعرضة .

سيقتصر الحوار على الأخ ناصر الشريعة مع الزميلة The lost

The Lost
07-29-2008, 11:47 PM
تحياتي للجميع :


أرجو أن يكون الجواب مختصرا فلا داعي لكثرة الكلام وتطويل العبارات ، فاللبيب بالإشارة يفهم

أخي ناصر ... سبق وأخبرتك أن هذا أسلوبي في الكلام والطرح ... فأنا أكره أسلوب طرح سؤال أو إجابة بسطر أو سطرين كأسلوب تلاميذ المدرسة ..... نحن هنا لأجل نقاش اتفقنا عليه مسبقاً ... ولم يتم تحديد شروط بأسلوب الطرح وكيفيته ...صدقني أنا لا أستعرض مهاراتي ولا شيء من هذا ... ولو كان هذا فعلاً كنت رأيتني بمنتديات الأدب واللغة العربية والشعر وليس هنا ...


وأرجو من الإدارة أن تقتصر من مشاركة الزميلة على موضوع السؤال وتحذف ما جاء فيه من مسائل أخرى كالتشكيك في بطلان التسلسل وحكاية أقوال المبتدعة من الجهمية والأشاعرة والمعتزلة .

أولاً .. أنا لم أطرح تشكيكاً بموضوع التسلسل ... بل كنت أبطل قانون التسلسل وأؤكد على ذلك فقط .... وكان حديثي عنه بمثابة مقدمة بسيطة لما سأبدأ به ... فأنا كما قلت لكم ... أبتعد عن الأسلوب المدرسي في الطرح ... عداك عن أن المقدمة كانت مناسبة لتتمة المقال ......
ثانياً ... الاستشهاد بكلام المعتزلة وغيرهم لا يعني التأكيد على كلامهم والإيمان بقولهم .... بل سببه لأبرز لكم أن الاختلاف حول قضية معينة من قبل علماء ومفكرين سببه هو الغموض في تلك النقطة , وكيفية اتجاهات التفكير نحو تلك النقطة ........ وأضف إلى ذلك .. أن المعتزلة هم فئة من المسلمين .. ولا يحق لنا أن نضرب بكلامهم عرض الحائط لأجل أننا أصحاب فكر معين نسير عليه ونؤمن به ...
ثالثاً .... إن كل ما تم ذكره آنفاً ذو صلة بالموضوع المطروح فما الداعي لحذفه ؟؟؟؟ وهل برأيك أن طرح تلك النقاط التي تريد حذفها يؤثر على فحوى الموضوع ؟؟؟ لا أظن ذلك ... إلا إذا كان لك رأي آخر ....



وأما تطويل السؤال بذكر أقوال غيرنا وإشكاليتك معهم ، فهذا أمر غريب منك

هل فهمت من كلامي أن إشكاليتي كانت معهم فقط ؟؟؟ أرجوك أن تراجع الرسالة مرة أخرى .... أنا كنت أناقش مذهب أهل السنة والجماعة يا أخي ناصر ...!!!!!!! أما طرح كلام المعتزلة كان للسبب الذي ذكرته لك الآن ...

أما إجابتك على التساؤل ... فأشكرك عليها صديقي مع بعض التحفظ ...

كل الكلام الذي بدأته وتابعت به مقبول ... ولكن انتهيت إلى نقطة مفادها :


وللعبد قدرة قبل الفعل وقدرة مع الفعل :

فأما القدرة قبل الفعل فهي كقدرة الجالس المعافى على القيام والمشي ، وأما القدرة التي عند الفعل فهي التي يحصل بها القيام والمشي .
وهاتان القدرتان مخلوقتان يخلقهما الله للعبد فيفعل بهما اختياراته التي بإرادته ، وهذه الإرادة المخلوقة تمكنه من اختيار ما يشاء من المختلفات والمتضادات دون إجبار .

فكما لا يلزم من علم الله إجبار العباد على غير اختياراتهم ، فكذلك لا يلزم من خلق الله للإنسان وإرادته وقدرته إجبار الإنسان على غير اختياراتهم .

فإن الإرادة المخلوقة لهم تمكنهم من الاختيار فينتفي الإجبار ، والقدرة المخلوقة لهم في ذواتهم وعند فعلهم تمكنهم من تحقيق ما تختاره إراداتهم .

التتمة لم تنتهي بعد ... الإرادة المخلوقة لهم تمكنهم من الاختيار فينتفي الإجبار .... أتسائل كيف يتمكن هذا العبد من الاختيار ؟؟؟ أليس بقدرة خلقها له الله أيضاً غير القدرة الأولى التي ناقشتها منذ قليل ؟؟؟ فكلمة – تمكنهم – أوقعتنا بإشكالية أخرى ... كيف تمكنوا ؟؟؟ الإمكانية من خلق الله .. والقدرة على الإمكانية الأخيرة من خلق الله .. والإرادة التي يتم بها القدرة على تلك الإمكانية هي من خلق الله .. واختيار تلك الإرادة التي يتم بها القدرة على تلك الإمكانية هي من خلق الله أيضاً .... ولو تابعت أكثر ستقع بإشكالية تسلسل آخر لهذا الحدث ... كما هو حال التسلسل في قضية خلق الخالق ... فالتسلسل بقضية خلق الخالق باطلة لأنها تنتهي عند نقطة وهي أن الله لا مسبب له .... كذلك نفس الأمر في تلك القضية .. إذا تابعت تتبع خلق الإرادة والاختيار والقدرة على الاختيار .. ستصل إلى أن نقطة النهاية ستكون عند الله ....


وحينها لا يمكن القول بأن العبد مجبر على غير اختياراته ، ولا أنه خالق لقدرته ، وإنما هو فاعل بالقدرة التي خلقها الله له .

كيف يفعل العبد بالقدرة التي خلقها الله ؟؟؟ يفعل العبد من خلال قوة وقدرة أخرى .. وهي أيضاً من خلق الله ....


فإن الإنسان مع أنه قادر على المعصية إلا أنه لا يكون فاعلا لها بمجرد قدرته عليها .
وإنما لا بد من أن يريد بإرادته الحرة أن يستخدم قدرته المخلوقة له في فعل المعصية

وكيف يريد بإرادته الحرة ؟؟؟ عن طريق قدرة تمنحه القوة على الإرادة ... والتي هي من خلق الله ....


مع ألف شكر أخي ناصر ...

ملاحظة صغيرة :بناء على سؤالك.. أنا أؤمن بوجود الله أخي ناصر ... وإلا كنت دخلت بعقيدة الإلحاد وليس اللاأدرية .....

The Lost
07-29-2008, 11:53 PM
أخي المراقب :

صدقني والله أنني فعلاً أبحث عن الحق ... ولكن هل رأيت من تساؤلاتي إثارة شبه ؟؟؟ كيف يمكن أن أسأل إذاً ؟؟؟

فأسئلتي التي سأتابع بها , كلها تعتبر من وجهة نظركم شبهات .. فكيف تريدونني أن أطرح سؤالي ؟؟؟

أنا آسفة إن أخطأت بطريقة السؤال .. ولكن أسئلتي تدور حول صفات الله أولاً ... ثم أنتقل إلى تساؤلات في القرآن ... ثم إلى تساؤلات في الحديث ... ومن ثم إلى نقاش حول التاريخ الإسلامي ..... وهذا هو المشوار الذي أريد مواصلته معكم ... فإن كنتم تعارضون هكذا طرح ... فأرجو أن تخبروني بذلك ... وأنا أنسحب على الفور دون أي كلام .......

إن كان ثمة خطأ بدر مني فأرجو أن تهدوني إليه لأتداركه لاحقاً .......

ألف شكر لك أخي الكريم ...

مراقب 1
07-30-2008, 12:14 AM
كلامى واضح لكن اعيده بشىء من التوضيح مرة أخرى ، إذا كان لديك تساؤل حول حديث ضعيه ثم اذكرى اعتراضك بشكل مباشر حتى يجاب عليك مباشرة ، والتزمى بما كُتب بمصادرنا دون التعرض لأقوال فرق أخرى فإننا هنا أهل سنة لا يلزمنا إلا أقوال علمائنا ودونهم باطل لا يلزمنا ونقضه ليس موضعه هنا ولا معكم ، وابتعدى عن الفرع حتى لا يشغلك عن الأصل .

ناصر الشريعة
07-30-2008, 03:16 PM
شكرا للمراقب على حرصه على جدية الحوار ومنهجيته ، وأرجو أن تستفيد الزميلة من توجيهاته حتى لا يتحول الحوار إلى سرد إنشائي لا يعجز عنه أطفال الكتاتيب وصغار المدارس .

وأحب أن أوجه نظركِ أيتها الزميلة إلى أن أسلوب السؤال والجواب أسلوب علمي منهجي منذ عرف الإنسان الحوار والجدل ، وقد اشتهر بذلك من الفلاسفة سقراط وأفلاطون ، وهو من أساليب الحوار التي تجدين ضوابطها وشروطها في كتب صناعة الجدل وفنونه وآدابه وهي كثيرة جدا ولا تخفى على المؤهلين لذلك ، ولهذا فمفهومكِ عن السؤال والجواب أنه أسلوب مدرسي لا يتناسب إلا مع صغار الطلاب يعكس صورة عن عدم اطلاعكِ على أصول ومناهج الحوار الفلسفي والمنطقي والجدلي في مختلف العصور والحضارات بين أكبر العقول وأشهر الشخصيات .

وليت مفهومكِ عن السؤال والجواب الذي اقتبستِه من بيئتكِ المدرسية كان أيضا شاملا للإنشاء والسرد الذي هو من آثار تلك البيئة أيضا .

وعلى كل حال ، يمكنني أن أكتفي من سردياتكِ بزبدته بعد حذف الحشو والتكرار ، وهذا ما نحتاجه دوما مع من يستغرقون في الحوار اللفظي السردي بعيدا عن المعاني التي هي زبدة القول وغايته ، فيرهقون أنفسهم في التكثر بالقول ، ويسئمون القارئ من متابعة سردياتهم ، ولو ملكوا ناصية القول لما أعجزهم أن يوجزوا في موضع الإيجاز، فإن البلاغة الإيجاز لا بالإخلال ولا بالإملال ، وليس الإيجاز قصر القول وإنما سعت الألفاظ في دلالتها على المعاني الصحيحة الكثيرة .

وزبدة ما سبق من قولكِ :
أنكِ خرجتِ عن مناقشة مسألة العلم الأزلي ، إلى مسألة خلق أفعال العباد ، وهذا منكِ خلط بين المسائل ، وهو أمر غير محمود في أدبيات البحث والجدل .

ومراعاة للفصل بين المسألتين أقول :
إن اعتراضكِ على عدم التعارض بين علم الله الأزلي وبين حرية العبد في الاختيار ، بأن الاختيار غير ثابت عندكِ أو غير مفهوم ، هو اعتراض باطل ! وبيان بطلانه :

أن الاختيار ثابت عقلا وشرعا وحسا . ومنكره مسفسط مغالط جاحد للضروريات.

وكان ينبغي عليكِ أن تسألي عن : كيفية التوفيق بين الاختيار وبين خلق الله لأفعال العباد . فهذا ما يقتضيه المنهج الصحيح في النقاش .

فصار البحث حينها عن شرح هذا الاختيار الثابت عقلا وشرعا وحسا ، وهذه مسألة أخرى سأناقشكِ فيها ولا بد لأهميتها في الحوار ، ولكن لا بد أن ننهي القول في مسألة العلم الأزلي .

وهذا يكون بأن نتفق على أن :
الاختيار إذا ثبت للعبد - كما سنشرحه - فلا إشكال حينها في إثبات العلم الأزلي باختيارات العباد .

فهل تجدين مشكلة في الموافقة على هذا إذا تحقق الشرط وهو : ثبوت الاختيار للعبد ؟

أم أن ثبوت اختيار العبد يظل عندكِ متناقضا مع علم الله باختيارات العباد ؟

مع أن العلم تابع للمعلوم كاشف عنه لا موجد للمعلوم ، فالله يعلم منذ الأزل كل الأشياء قبل وجودها ، ولو كان علمه بها موجدا لها بمجرده لكانت كل الموجودات موجودة معه منذ الأزل ، ولصار ممتنعا أن توجد حوادث العالم المعلوم حدوثها لنا بالضرورة العقلية والحسية .

فإن كنت تزعمين أن العلم يوجد المعلوم ! وهذا ما لا أظنكِ تنحدرين إليه لكونه سفسطة تعيبها العقول وتنكرها وتخرج قائلها عن حد المخاطبة ، فحينها لا أظن أن هناك حاجة للحوار ، وإنما هناك حاجة لإبطال السفسطة بالعلاج والتداوي .

والخلاصة في هذا السؤال :

هل لو سلمتِ - ولو على سبيل الفرض والجدل - أن للعباد حرية الاختيار ، يكون إثبات علم الله السابق باختيارات العباد غير مفض إلى الجبر والإكراه ؟
وذلك لكون علم الله صفة كاشفة لما سيكون لا خالقة وموجدة للمعلومات .

فإن سلمتِ بذلك ولو على سبيل الفرض والجدل : انتقلنا إلى مناقشة كون أفعال العباد أفعالا حقيقة لهم باختيارهم مع أنها مخلوقة لله تعالى .

وإن لم تسلمي بذلك فلا فائدة من خوض النقاش في موضوع القدرة بينما مسألة العلم الأزلي التي هي النقطة الأولى في حوارنا لم ينتهي النقاش فيها ، وحينها فلا بد من أن تثبتي أن مجرد العلم يستلزم وجود المعلوم وجودا خارجيا حقيقيا ، وهو من السفسطة كما ذكرت ، وأحاشيك وحوارنا عنه .

متروي
07-30-2008, 03:49 PM
- ان الذي يتكلم في مثل هذا الموضوع يجب عليه اولا ان يؤمن بوجود الله عز وجل .
-ثانيا اذا آمن الانسان بوجود الله عز وجل فلابد عليه و لا مناص له من الاعتراف بكمال الله المطلق اذ لا يمكن ان نؤمن بالله عز وجل ثم نصفه بصفات النقص فهذه سفاهة فعندما يقول جاهل ان علم الله ليس مطلقا فمعناه نسبة الجهل اليه تعالى عن ذلك علوا كبيرا و الجهل ليس له معنى الا النقص او العجز فالجاهل هو الذي لا يعرف اشياء قليلة او كثيرة و كيف يكون الله جاهلا و هو الخالق الوحيد لكل شيئ ؟؟؟ و كيف يكون عاجزا و هو الخالق الوحيد لكل شيئ ؟؟؟ و النسيان مرض و المرض تسببه مخلوقات و هذا لا يتصور في الخالق فكل صفة نقص اذا تم شرحها تدل على استحالتها في ذات الله عز وجل فالموت مثلا مستحيل في حق الله عز وجل لان الموت اخو المرض يسببه مخلوقات اخرى مهما كانت اشكالها من هنا نستطيع ان نقول ان علم الله مطلق محيط بكل شيئ زمانا و مكانا و اذا كان الله عز وجل عليما كامل العلم فلابد من الاقتناع اليقيني بانه مطلع على ما كان و ما سيكون و على من سيؤمن و على من سيكفر و على من سيدخل الجنة و على من سيدخل النار
و هو عليم بكل اختيارات البشر الصغيرة و الكبيرة .
- ثم ان الله عز وجل فعال لما يريد لا يستطيع ان يمنعه مانع او يرد أمره راد و اذا كان الله عز وجل قد اراد خلق البشر و تحميلهم الامانة فهل يملك احد ان يرد أمر الله ؟؟؟؟
- ثم ان الله عز وجل كما قلنا تنتفي في حقه صفات النقص و من صفات النقص الكذب لان الكذب ضعف و خوف و جبن و هذه صفات لا يتصور نسبتها الى الله عز وجل و قد قال الله عز وجل في كتابه (ان الله لا يظلم مثقال ذرة) فاذا قال هذا فكيف يتصور فيه الظلم والعدل المطلق لا يمكن ان يأتي به الا الله لان اقامة العدل يتطلب الاحاطة بكل الامور و هذا لا يكون الا لله عز وجل
- ثم ان الله عز وجل خلقنا و طلب منا اشياء ووعدنا على الطاعة الجنة و توعدنا على المعصية بالنار و قد رأينا بعض الناس أطاع و بعضهم عصى و تكبر و معلوم انه لا يمكن لاحد رد قضاء الله و قدره و لا يمكن لاحد ان يخرج عن حكم الله عز وجل و الذين اختاروا الطاعة انما عرفوا ربهم و عرفوا انه لا يامرهم الا بخير ولا يدلهم الا على خير و علموا ان الخير كله في السمع و الطاعة و مثل هذا الكلام كجندي في جيش ضخم في معركة كبرى قسمهم قائدهم الى كتائب و سرايا و كلف كل احد بعمل و حذرهم من العصيان فألتزم الاكثرون الا افراد اخذوا يحللون ويناقشون اومر القائد و هم لا يملكون شيئا من المعلومات لا عن ساحة المعركة ولا عن وقتها ولا عن عدد الجنود ولا عن اي شيئ انما عرفوا فقط اوامر القائد منهم فقالوا لما نطبق هذا الامر و لما نتحرك هنا و لما نفعل كذا و ماذا لو لم نفعل وماذا بعد المعركة و ووووووو ؟؟؟؟ فهؤلاء الملاحدة
مثل هؤلاء الذين ليس لهم من العلم قليل و لا كثير قال تعالى ( سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون ) اي انك يا ملحد لا علم لك فتخرجه لنا انما انت مجرد كافر اعجبه كفره و لن يخفف عنك العذاب يوم القيامة مثل هذا الكلام فعندما يطلب منك رب العالمين عملا فلا تناقشه لانك جاهل مهما أوتيت من علم فأحرص على ما ينفعك في الدنيا و الاخرة .

فؤاد
07-30-2008, 04:46 PM
الزميلة the lost

سيقتصر الحوار على الأخ ناصر الشريعة مع الزميلة the lost

أذكر أخي الفاضل متروي بهذا الشرط فلعله لم يقرأه بعد وجزاه الله خيرا
وأقول لاخي ناصر الشريعة أشهد الله اني أحبك في الله وأشتاق لقراءة ردودك انت والاخ عبد الواحد (الذي غاب عنا طويلا)
وانت اسم على مسمى فعلا واسف للتدخل

مراقب 1
07-30-2008, 05:30 PM
الزميلة The Lost غير ملزمة بالرد على مداخلة الأخ متروى ، فإن أرادت الرد نقلت لها المداخلة إلى موضوع مستقل .

The Lost
07-31-2008, 08:46 AM
أخي ناصر :

مشكور من القلب على هذا السرد الرائع ...

بالنسبة لموضوع العلم الأزلي , المشكلة الوحيدة التي أواجهها هي أن علم الله الأزلي هو يقيني لا يقبل شك , فكيف جاء هذا اليقين الكامل ؟؟ أقصد أنه لا يقبل شكاً ولا بنسبة ضئيلة ...وهذا ما يسبب لي مشكلة بموضوع علمه بأفعال العبد ... فأقول في نفسي لو لم يكن الله هو خالق فعل هذا العبد تقديراً وحركة وووو كل شيء لما كان اليقين كاملاً ... لا أدري إن كان هناك ثمة عثرة في التقدير ... فهل يمكن أن تشرح لي هذه الفقرة ولو بشيء بسيط , وإن تفضلت أن تكون بعيدة عن فكرة التسليم بالأمر نوعاً ما .... حاول أخي الكريم أن يكون شرحك لهذه النقطة وافياً ...

أما بالنسبة لموضوع الاختيار ... فأنا أوافقك الرأي بكلامك كله - مشكوراً - بأنني أستطيع اختيار الأشياء بكامل الحرية ... لكن يبقى عندي التساؤل الذي يقول : عندما أنا أختار طريقاً أو أمراً , فإنني أبذل قوة أو إرادة أو قدرة أو سمها ما شئت , لأجل أن أختار .. أليست هذه القوة أو القدرة أو الإرادة هي من خلق الله أيضاً ؟؟؟ لا أدري لماذا أتوقف أنا دائماً عند هذه الفقرة ..

لو كانت هذه القدرة أو القوة التي أتحدث عنها هي من خلق العبد نفسه أو أن الله لا علاقة له بها ....... فأنا أنتهي من هذه النقطة وأنتقل إلى التي تليها ..... أرجو شرح بسيط حول هذه الإشكالية أخي ناصر ....

ولك جزيل الشكر

رانيا العظم

جـواد
07-31-2008, 01:50 PM
أنصحك اختاه قبل رد أستادنا الحبيب ناصر بهذا الرابط

درء تعارض الخلق و التخيير (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=6205)


..........

ناصر الشريعة
07-31-2008, 01:50 PM
أشكرك على صبرك ، وعلى استجابتك في جعل الحوار أبعد عن الإنشاء والسرد ، لا سيما عند مناقشة القضايا العقلية العقدية .


قولك : " لو لم يكن الله هو خالق فعل هذا العبد تقديراً وحركة وووو كل شيء لما كان اليقين كاملاً " أي اليقين في العلم الأزلي .

فأقول جوابا على ذلك مع ذكر أمور قبله :

إنه لا يلزم من علم الله بالشيء أن يكون مخلوقا ، فالله يعلم ذاته وصفاته وأفعاله وهي ليست مخلوقة .

ولا يلزم من علم الله بغيره أن يكون مخلوقا ، بل قد يكون معدوما أصلا والله يعلمه معدوما ولو بقي معدوما إلى الأبد مع إمكان وجوده .كما يعلم حاله عند إيجاده له قبل إيجاده أيضا .

بل يعلم الله امتناع الممتنعات وعدمها فلا توجد أصلا .

ولهذا فعلم الله الأزلي ثابت في كل حال ، سواء لما هو موجود أو لما هو غير موجود ، ولما هو مخلوق أو لما هو غير مخلوق ، ولما هو ممكن أو لما هو ممتنع .

فإن قيل : كلامنا عن ما هو مخلوق ولكن لغير الله كما تقوله المعتزلة في خلق العباد لأفعالهم .

فنقول : حتى على هذا القول الباطل فإن ذلك لا ينفي علم الله الأزلي ، فهؤلاء المعتزلة أنفسهم قد أقروا بأن الله يعلم في الأزل ما سيخلقه هؤلاء العباد لأنفسهم من أفعال بمقتضى اختياراتهم ، فيثبتون العلم الأزلي وينكرون خلق الله لأفعال العباد .
فحتى على القول الباطل بخلق العباد لأفعالهم فلا يتنافى ذلك مع علم الله الأزلي ، لأن علم الله يكشف كل ما كان وما سيكون ، وما لم يكن لو قُدر وجوده كيف سيكون .

وإثبات وجود الله ليس هو إثبات ذات لا كمال لها ، بل إثبات ذات كاملة ، ومن هذا الكمال الواجب كمال علم الله ، فيثبت كونه علما أزليا .

مما سبق يعلم :

أن علم الله الأزلي ثابت على تقدير كون أفعال العباد مخلوقة لله كما هو الحق ، أو مخلوقة للعباد كما يقوله أهل الضلال .


فإن قيل : إننا إنما قصدنا أن حرية العبد في اختياره تجعل علم الله مترددا بين اختياراته المختلفة ، وهذا التردد يتنافي مع علم الله الذي لا يقبل التردد والاحتمال . وأن الله لو علم أن العبد سيختار فعلا ما وكان العبد ما زال حرا في اختيار ضده فيمكن أن يختار العبد ضده فيتخلف علم الله ولا يقع !

فنقول : إن منشأ الغلط والمغالطة في هذا التصور أمور منها جعل العلم بتردد العبد ترددا في العلم ، وهذا باطل لأن العلم يقين لا تردد فيه ، فكما أن العلم بجهل العبد لا يجعل العلم نفسه جهلا وإنما علما بجهل العبد ، فكذلك العلم بتردد العبد لا يجعل العلم مترددا ولا ترددا وإنما علما بتردد العبد ، وإنما التردد في الإدراك هو الشك الذي هو نقيض اليقين والعلم .

كما أن من المغالطة البينة جعل تردد العبد بين اختياراته الممكنة له بمثابة الحد الذي يقف عنده علم الله بحال العبد وأفعاله فلا يعلم ما بعده مما يطابق الواقع ولا يتجاوزه ، وهذا باطل لأن علم الله لا يتوقف عند ما قبل الفعل بل يشمل حال العبد قبل فعله وبعد فعله فلا يكون هناك تردد في العلم ولا شك في اليقين !! فيعلم الله الحالتين : حالة تردد العبد بين اختياراته ، وحالة تعيينه أحدها وإيقاعه دون بقيتها باختياره وإرادته. ، فكيف يجعل العلم جهلا ، واليقين شكا ؟!

ومن هنا يعلم بطلان القول بأن العبد قد يختار ضد ما علمه الله منه ، فإن الله لم يعلم منه خلاف ما سيختاره حتى يقال أن اختيار العبد وقع على خلاف علم الله ! فالمغالطة هنا بجعل علم الله بمثابة التوقع والتخمين لما قد يختاره العبد كما يتوقع رامي النرد ما سيكون عليه عند توقفه ، بينما علم الله يكون مطابقا لما يكون عليه الشيء لا تخمينا بين الاحتمالات .
وعليه نقول أن العبد مخير بين احتمالات الفعل والترك ، والذي اختاره منها ووقع منه مطابق لما علمه الله أنه سيختاره من بين تلك الاحتمالات ، فلا يصح حينئذ أن يقال أن ما اختاره بعد تردده وقع على خلاف علم الله ، بل وقع كما علم الله جل وعلا .

وهذا الاعتراض يرجع في حقيقته إلى إنكار علم الله بما هو كائن إلى الأبد ! وهذا قول باطل قاله غلاة القدرية حيث زعموا أن الله لا يعلم ما سيكون ، وإنما يعلم الشيء بعد أن يكون ! وهذا مناقض لكمال الله ولما هو معلوم من أن إيجاد المخلوقات بصفتها المتقنة الصنع لا تكون إلا بعلم وحكمة ، فإذا ثبت كمال علم الله امتنع القول بعدم علمه السابق بمخلوقاته .

ولو تنبهنا إلى أن الله يعلم ما سيكون إلى الأبد دون حد ، لما توقفنا حينها عند ما قبل الفعل من تردد العبد بين اختياراته وإمكان جميعها منه .

ولهذا لا بد أن ننظر إلى أن علم الله الأزلي يشمل الأزل والأبد ، فلا يمكن أن نوقفه عند حال العبد قبل إيقاعه أفعاله ، بل ننظر إلى ما هو أعم من ذلك من عموم علمه بحال العبد قبل الفعل وبعده ، بل علمه بالأزل والأبد ، فيتضح بجلاء أن علم الله الأزلي لا يتنافي أبدا مع حرية اختيار العبد ، لأن ما سيختاره العبد بإرادته الحرة معلوم لله ، والعلم لا يستلزم الإكراه وإنما يستلزم مطابقة الواقع على ما هو عليه .

ولهذا يذكر أهل العلم أمثلة واقعية على أن علم المرء بشيء لا يستلزم الإكراه والجبر ، كعلم المعلم بنجاح المجتهد ورسوب الضعيف إلا أن هذا المثال مع إيفائه بالغرض من إيراده وهو عدم التلازم بين علم العالم بحال غيره وبين إكراه الغير على خلاف مراده ، فهو مع ذلك لا يعني أن علم المعلم قبل وقوعه لا بد من مطابقته للواقع ، فإنه لم يكن علما حقا إلا بعد وقوعه ، وأما قبل ذلك فيسمى علما تجوزا وإلا فهو ظن غالب . ولهذا قد يرسب المجتهد لعارض ألم به ، وينجح الضعيف بغش وخديعة ، فيتناقض ذلك مع ما كان يظنه المعلم ظنا غالبا ويحدث له ذلك الشك والريب .

ثم هو بعد وقوعه ليس علما تفصيليا بل علم مجمل ، فلا يعلم تفصيل جميع ما كان في اختبارات الطالب وأجوبته قبل النظر إليها ، ولهذا يتفاوت طلابه في درجاتهم على خلاف توقعاته مع ظنه الغالب في بعضهم أنه ينجح أو يرسب.

فالمقصود من هذه الأمثلة :
توضيح أن تحقق ظن المرء بما سيكون عليه حال غيره في المستقبل ووقوع ذلك منه ومطابقته للواقع لا يستلزم أن يكون هذا الظن السابق - الذي يعتبر بعد وقوعه علما - سببا لوقوع الفعل أو إجباره عليه وإكراهه له .

ولهذا لو اعتذر الطالب الكسول عن رسوبه بأنه كان مكرها على ذلك بسبب علم والده أو معلمه أو زميله أو ظنهم بأنه سيرسب ، وأنه كان مجبرا على الرسوب فاقدا القدرة على الأخذ بأسباب النجاح لمجرد ذلك الظن منهم . لكان هذا الاعتذار من أسمج ما يعتذر به ، وحق فيه أن يقال : عذر أقبح من ذنب .


فمن هنا لا يبقى مجال للقول بأن علم الله الأزلي يتنافى مع حرية اختيار العبد ! فحرية الاختيار ثابتة مع وجود علم الله الأزلي السابق .

وأما ثبوت حرية الاختيار مع القول بأن العبد وإرادته وقدرته وأفعاله مخلوقة لله ، فهي المسألة الثانية التي ننتظر جوابك على ما سبق لمناقشتها .

The Lost
08-01-2008, 08:36 AM
أخي ناصر :

أحسنت أحسنت طرحاً .... بصراحة .. لم تترك لي مجالاً للكلام ... ما شالله عنك


ننتهي من هذه النقطة الآن وبشكل نهائي ..

إلى النقطة التالية : عندما يختار العبد أمراً , فهو يختاره عن طريق قوة أو إرادة هي من خلق الله أيضاً .. والله عندما يخلق تلك الإرادة أو القوة فهو أعلم بما خلق .. لأن تركيبتها وردة الفعل الناجمة عنها هي من صنع يده ... فكيف يمكن أن نشرح هذه النقطة وننفي عن الله صفة إجبار العبد على الاختيار ؟؟؟؟

مع ألف شكر

رانيا

ناصر الشريعة
08-01-2008, 08:47 PM
جزاك الله هدى ونورا يرفعك الله به إلى عزة الحق ونعيم طاعته .

نأتي الآن إلى : مسألة خلق الله لأفعال العباد مع كونهم أحرارا مختارين لأفعالهم .

والإشكال هنا يقول : كيف تكون أفعال العباد مخلوقة لله ، وهي مع ذلك أفعال للعباد حقيقة ؟

وفهم هذه المسألة ينبني على فهم أصولها التي تؤثر فيها ، ومن غلط في هذه الأصول جره ذلك إلى الغلط في النتائج ، ومن غلط في هذه الأصول كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية تسلط عليه أهل الضلال من الملاحدة بقدر ما وقع فيه من الغلط والجهل .

وهذه الأصول ترجع إلى أصلين جامعين :

الأصل الأول : التفريق بين الفعل والمفعول .
ولفهم هذا الفرق لا بد أولا من التفريق بين ما يقوم بذات الله من صفات وأفعال ، وما يقوم بمخلوقاته من صفات وأفعال ، وحرف المسألة أن الصفة لا تقوم إلا بالموصوف ، والفعل لا يقوم إلا بفاعله ، فلا يوصف بالعلم وأنه عالم إلا من قامت به صفة العلم ، ولا يوصف بالقدرة وأنه قادر إلا من قامت به صفة القدرة ، ولا يوصف بالكلام وأنه متكلم إلا من قامت به صفة الكلام .

ولهذا فلا يصح وصف ذات بما لم يقم بها من الصفات ، ولا نسبة فعل إلى غير فاعله ، كما لا يصح الإخبار عن صفة لا تقوم بموصوف ، وفعل لا يقوم بفاعل . ومع أن هذه الأمور معلومة ببداهة العقل وضرورة اللغة إلا أن هناك من فسد عقله حتى جوز وجود صفة بلا موصوف أو ثبوت صفة قائمة في غير الموصوف بها !! والتزموا تعطيل الله عن معاني أسمائه وصفاته وأفعاله فضلا عن كمال معانيها ، وهؤلاء هم الجهمية ومن وافقهم في كثير أو قليل من قولهم كالمعتزلة والأشاعرة وغيرهم ، فظهر عليهم الملاحدة حينما ظفروا بمخالفتهم ضروريات العقل واللغة والحس والفطرة ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بعضهم ما يعم جميعهم : " لا للإسلام نصروا ، ولا للفلاسفة كسروا " .

فإذا تقرر أن الموصوف لا يوصف إلا بما يقوم به من صفات وأفعال ، تبين أن ما يكون في مخلوقات الله من صفات وأفعال هي صفات للمخلوقات لا للخالق ، وأفعال للمخلوقات لا للخالق ، وذلك لأنها لم تقم بذات الخالق حتى يوصف بها ، وإنما قامت بذات المخلوقات فتكون صفات لهم وأفعالا لا لخالقهم .

وكما أن الله عز وجل خلق للعباد ألوانا وروائح وأشكالا قائمة بذواتهم هي صفات للعباد لا لخالقها فلا يوصف الله بتلك الألوان والروائح والأشكال ، سبحانه وتعالى عن ذلك ، فكذلك خلق الله لهم أفعالا وإرادات وقدرات قائمة بذواتهم هي أفعالهم وإراداتهم وقدراتهم لا لخالقها ، فلا يوصف الله بتلك الأفعال والإرادات والقدرات المخلوقة .

وبهذا نعلم أنه كما وجب التفريق بين ما يقوم بذات الله وما يقوم بذات المخلوق من صفات وأفعال ، وجب كذلك التفريق بين فعل الله ، وما هو مخلوق من مفعولات الله في ذوات الخلق وصفاتهم وأفعالهم .

فتبين أن القول الحق هو :

التفريق بين فعل الله عز وجل القائم بذاته وبين مفعولاته المخلوقة المنفصلة عنه البائنة عن ذاته ، كما أن صفات الله عز وجل قائمة بذاته الموصوفة بالكمال لا منفصله عنها ولا قائمة في غيره ، فلا يوصف الله بما ليس في ذاته العلية ، وأما مخلوقاته فصفاتها كذواتها غير قائمة في ذات الله تعالى فلا يوصف الله بما يصدر عنها من خير أو شر ، وفعل أو ترك .

وكما أن العبد تنسب له صفاته وأفعاله القائمة بذاته الصادرة عنه ولا تنسب إليه صفات غيره ولا أفعال غيره ، فمن باب أولى أن لا يوصف الخالق جل وعلا بما في غيره من صفات وأفعال ، ولا يوصف المخلوق بما في ذات الله عز وجل من صفات وما لها من أفعال .

فإذا علم هذا ، فإن خلق الله لفعل العبد فيه أمران :

الأمر الأول : فعل الله الذي هو معنى صفة الخلق وهو قائم في ذات الله تعالى ، فهذا فعل لله يوصف به ، وهو غير المفعول المخلوق القائم بالعبد والمتعلق بقدرة العبد .

الأمر الثاني : المخلوق البائن عن الله ، القائم في ذات العبد المتعلق به ، فلقيامه بالعبد يوصف العبد به ، فيكون فعلا للعبد لا لغيره ، ولا يكون فعلا لله لأنه غير قائم في ذات الله تعالى ، فلا يلزم من كونه مخلوقا لله أن يكون صفة لله أو فعلا له .


وبهذا الأصل الأول في التفريق بين : ما يقوم بذات الله وما يقوم بذات غيره ، والتفريق بين فعل الله ومفعوله ، وخلقه ومخلوقاته ، وعلمه ومعلوماته ، وقدرته ومقدوراته ، وإرادته ومراداته ، يعلم بهذا الأصل كيف أن أفعال العباد هي أفعال لهم حقيقة وإن كانت مخلوقة لله ، كما أن ذوات العباد هي ذواتهم حقيقة وإن كانت مخلوقة لله .

فإذا كانت للعباد ذوات حقيقة لهم مع كونها مخلوقة لله ، فلا إشكال في أن تكون لهم أفعال حقيقة وصفات حقيقة مع أنها مخلوقة لله .

وهذا يعني أن كون الشيء مخلوقا لله لا يلزم منه أن يكون صفة للخالق بل يجب أن يكون صفة للمخلوق :
فالله خلق السماوات والأرض وهي ليست بصفات لله تعالى ، وخلق لها أشكالا وأفعالا وهيئات وحركات وهذه صفات للسماوات والأرض لا لله تعالى الله عن ذلك ، فلا يقال حينئذ : كيف تكون للمخلوق أفعال حقيقة مع كون الأفعال مخلوقة ؟ كما لا يقال : كيف يكون للمخلوق صفات وألوان مع كون الصفات والألوان مخلوقة ؟ فبطلان هذا السؤال كبطلان ذلك .


وهكذا يدرك العقل ببداهته بعد التصور الصحيح للمسألة أن خلق الله لفعل العبد لا ينفي فعل العبد القائم بذاته المخلوقة ، ولا ينفي فعل الخلق القائم بذات الله العلية ، وكما لا يصح إنكار ما قام بذات الله تعالى من صفة الخلق وفعلها ، فكذلك لا يصح إنكار ما قام بذات العبد من الأفعال والصفات .

ومثال ذلك : أن العبد إذا ضحك ، فضحكه حصل في ذات العبد فصار فعلا للعبد ، ولكن حصوله في ذات العبد فعلا له كان بخلق الله للضحك فيه ، وكذلك البكاء والنطق ، ولهذا قال الله عز وجل { وأنه هو أضحك وأبكى } ، وقال تعالى : { وقالوا لجلودهم لم شهدتهم علينا ، قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } ، فالضحك والبكاء والنطق قائم في ذات المخلوق فهو فعله وصفته ، والذي أقامه في المخلوق هو خلق الله له في ذات المخلوق ، فيكون الفعل فعلا للعبد ويكون الفعل نفسه مخلوقا لله .

ومثل خلق أفعال العباد ما يخلقه الله فيهم جزاء لهم بالثواب الحسن أو العقوبة لهم من : هدى وضلال ، وإيمان وكفر ، وصحة ومرض وقوة وضعف ولذة وألم ، فجميعها مخلوقة لله وهي عائدة إلى العباد يوصفون بها فيكون هم : المهتدون أو الضالون ، والمؤمنون أو الكفار ، والأصحاء أو المرضى ...، ولا يوصف الله بذلك ولاتنسب إليه صفة ولا فعلا وإنما هو خالقها فيهم .

ولدينا هنا في مسألة أفعال العباد ثلاثة أمور :
( فعل العبد ) المخلوق ويمكن أن نعبره عنه أيضا بأنه مفعول العبد أي بمعنى فعله .
و ( فعل الله ) غير مخلوق .
و ( مفعول الله ) المخلوق الكائن في ذات العبد الذي هو فعل العبد ومفعوله.

وحاصلها أمران :
فعل الله القائم بذات الله وهو غير مخلوق .
ومفعول الله المخلوق في ذات العبد الذي هو في الوقت نفسه فعل العبد .

وأما في غير أفعال العباد الاختيارية كاللون والشكل فلدينا أمران فقط :
فعل الله غير المخلوق وهو فعله القائم بذات الله تعالى
ومفعول الله المخلوق في ذات العبد مما هو من ( صفات العبد لا من أفعاله الاختيارية ) كلون جسده ، فهو مخلوق مفعول في ذات العبد وليس بفعل للعبد لعدم الاختيار .

وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (8 / 123) ذاكرا القول الحق في المسألة :
" وأما من قال : خلق الرب تعالى لمخلوقاته ليس هو نفس مخلوقاته ، قال :
إن أفعال العباد مخلوقة كسائر المخلوقات ، ومفعولة للرب كسائر المفعولات .
ولم يقل أنها نفس فعل الرب وخلقه ، بل قال أنها نفس فعل العبد وعلى هذا تزول الشبهة .

فإنه يقال الكذب والظلم ونحو ذلك من القبائح يتصف بها من كانت فعلا له ، كما يفعلها العبد ، وتقوم به ، ولا يتصف بها من كانت مخلوقة له إذا كان قد جعلها صفة لغيره ، كما أنه سبحانه لا يتصف بما خلقه فى غيره من الطعوم والألوان والروائح والأشكال والمقادير والحركات وغير ذلك ؛ فإذا كان قد خلق لون الإنسان لم يكن هو المتلون به ، وإذا خلق رائحة منتنة أو طعما مرا أو صورة قبيحة ونحو ذلك مما هو مكروه مذموم مستقبح لم يكن هو متصفا بهذه المخلوقات القبيحة المذمومة المكروهة والأفعال القبيحة . ومعنى قبحها كونها ضارة لفاعلها ، وسببا لذمه وعقابه ، وجالبة لألمه وعذابه . وهذا أمر يعود على الفاعل الذي قامت به ، لا على الخالق الذي خلقها فعلا لغيره "

وبهذا يكون خلاصة الكلام في هذا الأصل :
أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى ، وهي في الوقت نفسه أفعال للعباد حقيقة لأنها :
قامت بذواتهم المخلوقة .
(وما يقوم بالذات من صفات وأفعال ، فهي صفاتها وأفعالها هي ، لا صفات وأفعال خالقها في تلك الذات )

وأما كيف تكون هذه الأفعال باختيارهم بعد أن ثبت كونها أفعالهم حقيقة فيتبين بالأصل الثاني الذي سأورده في المشاركة التالية في وقت آخر تيسيرا لمطالعته ، ولضيق الوقت .

والمهم هنا إبطال التمانع بين كون الفعل مخلوقا لله وكونه فعلا للعبد حقيقة

فإن كان هناك اعتراض على هذا ، وإلا أتبعنا القول بذكر الأصل الثاني بتوفيق الله تعالى .

The Lost
08-01-2008, 09:50 PM
معروف عني دائماً أنني لا أسلّم الأمور بسهولة .... لكن يبدو أن الأخ ناصر قد غيّر رأيي بنفسي ...

وصدقني أنني من خلال بحثي في الأربع سنوات الماضية , لم أقرأ إجابة عن هذا التساؤل كما قرأت الآن ... أقسم لك على ذلك .... فقولك :

خلق الله لفعل العبد فيه أمران :


الأمر الأول : فعل الله الذي هو معنى صفة الخلق وهو قائم في ذات الله تعالى ، فهذا فعل لله يوصف به ، وهو غير المفعول المخلوق القائم بالعبد والمتعلق بقدرة العبد .

الأمر الثاني : المخلوق البائن عن الله ، القائم في ذات العبد المتعلق به ، فلقيامه بالعبد يوصف العبد به ، فيكون فعلا للعبد لا لغيره ، ولا يكون فعلا لله لأنه غير قائم في ذات الله تعالى ، فلا يلزم من كونه مخلوقا لله أن يكون صفة لله أو فعلا له .

كلام يسطر بماء الذهب ...

لن أطيل بالكلام كعادتي ...

إلى النقطة التالية أخي ناصر مشكوراً مشكوراً مشكوراً ...

رانيا

alqods arabia
08-01-2008, 10:00 PM
ابشري اختي رانيا :): ..
تسجيل مرور فقط و .. عذرا على التطفل.

The Lost
08-02-2008, 02:19 PM
مرورك لطيف جداً أختي ...

أشكرك من القلب على وقفتك الطيبة معي ...

رانيا:hearts:

ناصر الشريعة
08-02-2008, 10:41 PM
جزاك الله بالحق الذي أحققته فرقانا يهديك الله به إلى وحدانيته وكماله وحكمته في خلقه وشرعه .
وأستغفر الله من تقصيري وزللي ، وأعترف له بعجزي وضعفي ، وأسأل الله الكريم الرحيم أن يرحمني وإياك برحمته الواسعة المقتضية كمال المحبة له والعبودية لجلاله والإخبات لعظمته والسعادة بطاعته والعمل بشريعته .

وهذه تتمة الكلام في بيان أنه : كيف تكون هذه الأفعال باختيار العباد بعد أن ثبت كونها أفعالهم حقيقة ؟
وبيانه بشرح الأصل التالي وهو :

الأصل الثاني : في إثبات حقيقة تأثير الأسباب في إيجاد مسبباتها على غير وجه الاستقلال : كتأثير قدرة العبد في حصول المفعول.

أهمية هذه المسألة :

وهذه المسألة من أهم المسائل لما حصل فيها من الضلال في الكلام في القضاء والقدر ، ولأثرها في مسألة حدوث العالم ، حتى أنه حين قالت الأشاعرة بإنكار تأثير الأسباب في مسبباتها مطلقا تسلط عليهم الملاحدة فقالوا إذا كانت المسببات تحصل بغير أسباب ، فلم لا يكون العالم موجودا بغير سبب خالق له ! وهذا إيراد مستند على دعوى إنكار تأثير الأسباب وكونها أسبابا حقيقة وهي دعوى باطلة ، ومثل هذا يرد على منكري الأسباب كالأشاعرة لا على من يثبتها ، ويكثر إيراد الملاحدة له جهلا منهم بالحق ، ومن هؤلاء ديفيد هيوم الهائم على وجهه الجاحد لضروريات العقل والحس .

وهذا ما يجعل المؤمن على حذر من الأصول الباطلة التي قال بها الأشاعرة كما يحذر من الأصول الباطلة عند غيرهم من الجهمية والمعتزلة والكرامية والكلابية ، فضلا عن باطل الفلاسفة سواء من انتسب منهم إلى الإسلام ومن لم يكن منتسبا إليه .

ولهذا يجب الحذر عند الاستدلال على وجود الله مما يذكره هؤلاء من الأدلة في كتبهم المبنية على أصول باطلة كالاستدلال بثبوت الجواهر والأعراض ، وتماثل الأجسام ، وأن العرض لا يبقى زمانين ، وأن كل ( متغير ) محدث ، واستحالة حوادث لا أول لها ، إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة أو الألفاظ المجملة أو المعاني المشتبهة .


القول الحق في تأثير الأسباب بمسبباتها :

فأما القول الحق في هذه المسألة فهو : أن الله خلق الأسباب مؤثرة بذاتها تأثيرا حقيقيا لكن حصول مسبباتها لا يكون بمجرد تأثير السبب بل بما يخلقه الله معه بمشيئته من الشروط وإزالة الموانع .

فمجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبَّب ، وإنما لا بد من تمام الشروط وانتفاء الموانع ؛ فكما أن المطر سبب لحصول النبات ، إلا أنه لا يحصل ذلك بمجرد هذا السبب بل لا بد من توفر الشروط ، كأن تكون التربة مما يصلح للزرع ، والبذر قد بذر فيها ، والريح سائقة للمطر إليه بقدر ما ، وحال الجو من حرارة ورطوبة على ما يوافق النماء ، ولا بد من انتفاء الموانع ، بحصول السلامة من الآفات وهي كثيرة ، فمن تصور أن مجرد المطر سبب تام في حصول الإنبات فقد أخطأ خطأ بينا ، ومن أنكر أن يكون للمطر شيئا من الأثر في حصول الإنبات فهو أكثر جحدا للعقل والحس.

ولهذا فإن الأسباب المخلوقة غير مستقلة بالتأثير في مسبباتها بل هي بعض السبب وجزء منه وشرط من شروط حصول المسبب .

وأما السبب التام فهو : أن يشاء الله حصول جميع الأسباب مع تحقق شروطها وانتفاء موانعها ، فتؤثر بمجموعها بمشيئة الله تعالى حقيقة في حصول مسبباتها .

فمن أنكر - مثلا - أثر المطر في حصول الإنبات فقد أنكر ضرورة العقل والحس ، ومن جعل المطر وحده سببا تاما في حصول الإنبات فقد خالف ضرورة العقل والحس أيضا . والجميع مخالف للشرع كذلك .

والحق : أن يجعل السبب سببا سواء كان في جملة أسباب هو أحدها أو كان سببا له شروط لا بد منها وموانع يجب زوالها لحصول تأثيره . وأنه مع جعله سببا فهو سبب غير تام إلا بأن يخلق الله جميع ما لا بد منه لحصول المسبّب ، ويشاء بحكمته حصوله وكونه سببا لما يحصل عقبه من المسببات .


علاقة أفعال العباد الاختيارية بتأثير الأسباب في مسبباتها دون استقلال:

فإذا كان واضحا أن إنكار الأسباب مناقض لضرورة العقل والحس ، وكذلك جعل الأسباب مستقلة بنفسها في التأثير دون ما يخلقه الله بمشيئته الحكيمة من شروط للتأثير وإزالة الموانع .
= إذا كان ذلك واضحا ، فإن القول في أثر قدرة العبد وإرادته في حصول أفعاله كذلك ، جميعها من باب واحد إلا أن للعبد إرادة واختيارا ليست لبقية الأسباب:

فالقدرة والإرادة مؤثرة في وجود الفعل ، فلا يوجد الفعل الاختياري بدون قدرة العبد وإرادته ، ولكن تأثير قدرته وإرادته في حصول الفعل هو جزء وبعض من السبب التام ، والسبب التام لحصول فعل العبد يتضمن :
قدرته وإرادته المخلوقة ، وما يخلقه الله مما لا يحصل الفعل إلا به من الدواعي للفعل ، وتحقق الشروط وإزالة الموانع .

ولما كانت أفعال العبد تقع بأثر من جملة أمور من بينها إرادته الحرة الجازمة وقدرته التامة كان فعل العبد اختياريا بضرورة العقل والحس بخلاف حركة المرتعش ولون الجسم وطوله الكائنة بغير اختياره .

فلا إشكال أن العبد يقطع بضرورة عقله وحسه أن صعوده للسلم حاصل باختياره غير مكره عليه ، بخلاف من ألقي من جبل مكتفا مربوطا لا اختيار له في حال سقوطه ، ومن جعل هذا كهذا فقد جحد ضروريات العقل والحس .

فإذا تقرر أن لإرادة العبد وقدرته أثرا في حصول الفعل ، ثبت بذلك الاختيار والمسؤولية ، وهو المطلوب .

ولا يمكن إنكار الاختيار بعد الإقرار بأن لإرادة العبد أثرا حقيقيا ضمن السبب التام لحصول الفعل .

ولا يمكن إنكار ضرورة العقل والحس في أنفسنا وغيرنا من حصول أفعالنا الاختيارية بإرادتنا بغير إكراه ، بل إنكار ذلك جحد لضروريات لعقل والحس بالكلية ، وإنما قد يطلب العبد فهم كيفية ذلك لا إنكارا له وإنما حيرة في تصوره كما يحار العقل في تصور كثير من الممكنات دون حكمه باستحالتها.

وهذه مسألة أخرى عظيمة القدر خطيرة الشأن بعد أن قطع العقل والحس بإثبات اختيار العبد لأفعاله وما يترتب عليه من المسؤولية والجزاء ، وبعد أن قطع العقل بأن كل ما سوى الله مخلوق من الأعيان وصفاتها ، والعباد وجميع ما يقوم بهم . وهذه المسألة هي :

كيفية كون العبد مريدا شائيا بمشيئة الله تعالى وحكمته ؟

وهي من أدق المسائل ، بل هي سر من أسرار قدرة الله تعالى ، فكما أننا لا نحيط بذات الله تعالى فكذلك لا نحيط بصفة من صفاته ، ومن صفاته تعالى القدرة والحكمة والمشيئة والإرادة والخلق ، وجميع هذه الصفات لها أثر لا يحيط به العقل في حدوث أفعال العباد ، ولا يمكن بلوغ نهاية العلم في ما يحصل لإرادة العبد ومشيئته وفقا لمشيئة الله تعالى ما دمنا عاجزين عن الإحاطة بحكمة الله ومشيئته وقدرته وإرادته وخلقه .

ولكن هناك أمور تهدي العقل إلى بعض العلم الممكن للعبد في هذه المسألة وهي كشعلة السراج بالنسبة للشمس ، وهي كافية في تسليم العقل بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا يحصل بنا من خير إلا برحمته ، ولا يكون بنا من سوء وشر إلا من أنفسنا عدلا من الله وحكمة .

وهذه الأمور تتبين بمعرفة الحق في المسائل التالية فيما يأتي بتوفيق الله تعالى وهدايته .

فإن كان هناك اعتراض على تأثير الأسباب في مسبباتها حقيقة دون استقلال ، وإلا انتقلنا إلى الكلام في :
أنواع قدرة العبد واستطاعته ، ثم إرادة العبد واختياره ، وما يتعلق بها من مسائل وقواعد .

صادق
08-03-2008, 06:03 AM
جزا الله الأخ الكريم ناصر الشريعة بكل الخير ..
أشهدكم أني أحبه في الله :): .

الشامي
08-03-2008, 01:54 PM
لا فض فوك أخي ناصر الشريعة


وبارك الله في انقياد أختنا إلى الحق

The Lost
08-03-2008, 08:26 PM
ينتابني إحساس أن الأخ ناصر الشريعة هو بروفيسور في علم الفلسفة ... بوركت جهودك يا ناصر ..

أخي الكريم ناصر الشريعة :
دخلت الفكرة موضعها المناسب في عقلي .. وتم استيعاب الفكرة وتحليلها والإيمان بها إيماناً مطلقاً أيضاً ...
وأقول لك : لاداعي للحديث عن أنواع قدرة العبد واستطاعته , فالطرح السابق قد أنهى المسألة من جذورها , فلا داعي لأن تضيع وقتك بهذه النقطة , فقد أصبحت واضحة ومفهومة ..
أما إرادة العبد واختياره .. لطالما توصلنا إلى نتيجة مفادها أن :

القدرة والإرادة مؤثرة في وجود الفعل ، فلا يوجد الفعل الاختياري بدون قدرة العبد وإرادته ، ولكن تأثير قدرته وإرادته في حصول الفعل هو جزء وبعض من السبب التام ، والسبب التام لحصول فعل العبد يتضمن :
قدرته وإرادته المخلوقة ، وما يخلقه الله مما لا يحصل الفعل إلا به من الدواعي للفعل ، وتحقق الشروط وإزالة الموانع .

فالأمور على ما يرام ولا داعي لذكر التفاصيل في هذه النقطة , لأنها فرع من أصل .. فإذا كان الأصل واضحاً , فالفرع واضح بالضرورة .... مشكور سلفاً أخي العزيز ...

دعني أنتقل وإياك إلى نقطة أخرى ... سأطرحها برابط آخر نظراً لتغير العنوان ....

ناصر الشريعة
08-04-2008, 11:04 AM
الحمد لله الذي ما بنا من نعمة دينية ولا دنيوية إلا من فيض فضله وكرمه ورحمته ، خالق كل شيء لا رب سواه ، الحكيم في خلقه وأمره ، الذي لا يحيط به علم أحد من خلقه . والحمد لله الذي هدانا بالإسلام ودلائله السمعية والعقلية والفطرية والحسية فلم يحوجنا إلى خطل الخائضين فيما لا علم لهم به باسم الفلسفة ، وقانا الله وإياكم شرها وجهلها وسفهها .

وإن العبد إذا ثبت عنده بضرورة الشرع والعقل والحس والفطرة :
أن الله خالق كل شيء لا خالق سواه .
وأن الله حكيم عليم عدل منزه عن العبث والجهل والظلم .
وأن قدرة الله الشاملة ومشيئته العامة جعلت لقدرة العبد ومشيئته أثرا في حصول الفعل الاختياري وترتب المسؤولية عليه مع خلق الله لجميع الأسباب والمسببات والدواعي والآثار .

= إذا استحضر العبد ثبوت ذلك بضرورة الشرع والعقل والحس والفطرة : علم أنه يمتنع بعد ذلك القول بأن أفعال العباد الاختيارية غير اختيارية للعبد !! أو غير مخلوقة لله تعالى !!

وهذه الضروريات كافية لإبطال كل شبهة من أصلها ، لأن كل ما عارض الضروريات معارضة حقيقة كان باطلا بيقين ، وأما تفسير بطلانه وإطالة القول في ذلك فأمر آخر لا يتوقف إثبات البطلان عليه ، كما أن إنكار الأعمى لإمكان غيره رؤية الشمس وإنكاره وجود الشمس لعدم رؤيته لها مع سفعها وجهه وتعرقه من لهيب حرها لا يوجب توقف بطلان دعواه على تفسير ثبوت الشمس من حيث رؤية العين لها ، وهو أمر لا يعلقه من ولد أعمى لا يبصر المحسوسات.

فأسأل الله الكريم أن يأخذ بناصيتك إلى التقوى ، ويهديك بعد هدى البيان بهداية التوفيق والإعانة ، فما للإنسان سعادة إلا بالإيمان بخالقه ، والتقرب منه بطاعته التي هي صلاح لدنيا الإنسان وآخرته ، مع إقرار العقول والفطر لصحة هذا الدين الحق دون سائر الأديان الباطلة المناقضة للعقل والفطرة .

ناصر الشريعة
08-04-2008, 11:30 AM
وجزى الله خيرا الإخوة الذين مروا على هذا النقاش بجميل قولهم وحسن ظنهم وجمعنا الله بهم في مستقر رحمته ودار كرامته .

وأرجو القارئ الكريم الحريص على مزيد الفائدة وعظيم العائدة أن يجد من الوقت والجهد ما يمكنه من الاستفادة مما قاله أهل العلم في الإيمان بالقضاء والقدر ، والجمع بين الشرع والقدر ، ومن الكتب النافعة في ذلك ما يلي :

المجلد الثامن من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، جمع فيه عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله ما كتبه ابن تيمية حول ( القدر ) ، ومن أهم ما فيه رسالة بعنوان : " أقوم ما قيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل " . وفي سائر كتب شيخ الإسلام ابن تيمية مباحث كثيرة ومهمة في الحكمة والتعليل ، والجمع بين الشرع والقدر .

والمجلد الثالث من كتاب : "موقف ابن تيمية من الأشاعرة " للدكتور الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود ، عند مباحث القضاء والقدر ، ونحوه كتاب " القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه " للشيخ المحمود أيضا .

كتاب : " شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى ، وهو من أجل الكتب وأجملها في هذا الشأن ، وفي سائر كتبه مباحث كثيرة في الحكمة والتعليل والجمع بين الشرع والقدر .

وشرح ابن أبي العز الحنفي للعقيدة الطحاوية ، وشروح أهل العلم عليه عند مباحث القضاء والقدر المتفرقة في الكتاب .

وجميع هذه الكتب متوفرة في المكتبات ومرفوعة أيضا على المواقع الإسلامية ، فاحرص عليها بارك الله فيك ، واستفد منها ، وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح .

مجرّد إنسان
08-04-2008, 07:23 PM
أخي ناصر بارك الله فيك...


الذي أراه أن تكمل ما بدأت.....ليكون ما تكتبه مرجع للجميع إذ1ا ما أثير الموضوع مرة أخرى

ناصر الشريعة
08-04-2008, 10:17 PM
وفيك بارك الله .

أما المرجع ففي كلام أهل العلم كفاية للمستهدي والمسترشد . وأما إكمال ما بدأت فسأكمله إن شاء الله تعالى ، على أن يكون في شريط مستقل في قسم العقيدة والتوحيد مع الإكثار من نقل أقوال أهل العلم .

ايمان نور
08-05-2008, 12:12 AM
جزاك الله عنّا خيرا أخ ناصر
ورفع قدرك
وأستعملك لنصرة دينه
ونولك الجنة والحور الحسان
الله يرضا عليك وينولك حبه
اّمين .

مجرّد إنسان
01-05-2012, 05:35 PM
من النقاشات القويّة التي توارت بين طيّات الصفحات....للرفع

عبدالرحمن الحنبلي
01-05-2012, 06:02 PM
أعتقد أن الاستاذ ناصر فهم المسأله فهما خاطئا ....تابعت اغلب الحوار واغلب ردود الاستاذ ناصر وجدته يثبت العلم ولايلتفت الى جانب ارادة الله جل وعز

الوضع كالتالي ...الله قدر لحكمه ثم كتب تقديره ثم عزم على خلقه في الوقت الذي اقتضته حكمته ثم اراد حدوث الشيء وبالتالي وجود الشيء بكن فيكون

الاستاذ ناصر اغفل جانب صفة الحكمه لله تعالى وهذا ولد لدي التباسا كبيرا

مجرّد إنسان
01-05-2012, 07:09 PM
ما شاء الله عليك.....وصرت تخطّيء وتصوّب وتقرّر وتتكلّم في العقيدة!! بل وفي مسائل القدر أيضاً!!!

ولله في خلقه شئون....

على أية حال لو أنك تفهم ما تقرأ لما قلت هذا الكلام

لأن الأستاذ ناصر قرّر أن أن خلق الله لفعل العبد لا ينفي فعل العبد القائم بذاته المخلوقة ، فكذلك إرادة الله للعبد لا تنفي فعل العبد ولا إرادته

ثم إنه أفرد هذه المسألة التي تتكلم عنها في هذا الرابط:




http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=96986&postcount=21

مجرّد إنسان
01-05-2012, 07:19 PM
يوضّح الأستاذ أبو الفداء المسألة قائلاً:

نقول: إن حقيقة اختيار الإنسان الحر غير المكره لا تتنافى مع حقيقة كون ذلك الاختيار نفسه مقدورا في مشيئة الله الكونية من قبل خلق السماوات الأرض وما فيها. وأعني هنا بالحقيقة، الحقيقة اللغوية التي نعقل بها معاشر بني آدم معنى ما نسميه بحرية الاختيار في حقنا. فكل إنسان يعلم أنه قد تحققت في نفسه معاني الإرادة والاختيار والعمد قبل الإقدام على الفعل ما لم يكن مكرها، وهو يعقل الفرق المعنوي بين الإكراه والاختيار الحر في حقه، وهو يعلم كذلك أن مناط المسؤولية الأخلاقية عن الفعل إنما هو ذلك "العمد" الذي لا يملك صاحبه أن ينفي وقوعه في نفسه على الحقيقة. هذا العلم بمناط المساءلة الأخلاقية في حقه لا ينافيه علمه بأنه ما من شيء يختاره لنفسه ويتعمده إلا وقد قضاه الله بمشيئته كما قدر كل شيء وكتب كل شيء! لماذا؟ لأن العبرة في المسؤولية الأخلاقية بما كان يعلمه حال استحضاره الإرادة والتعمد في نفسه للإقدام على الفعل! فإنه في تلك الحال كان يعلم أنه ما من شيء يفعله إلا وقد أراده الله له وقدره، ولكنه لم يكن يعلم هل أراد الله له أن يمضي في فعلته تلك تبعا لذلك التعمد في نفسه، أم أراد له التراجع عن ذلك والخضوع لإرادة الله الشرعية! لم يكن يعلم أي الوجهين هو ما كتبه الله له وهو مشيئة الله الكونية، ولم يكن يعلم أي الفعلين (الفعل أم الترك) بما يفضي إليه من اختيار وعمد في نفسه، هو ما كتب الله في لوحه المحفوظ أنه سيخلقه لا محالة! وإنما كان يعلم حال الإقدام على الفعل أنه من عمده واختياره الحر! لا يتبين له - أي لا يدخل إلى علمه - أن الله قد كتب عليه الفعل إلا بعدما يفعله! فكيف يحتج - عند مساءلته الأخلاقية التي مدارها على حقيقة علمه بذلك العمد في نفسه كما أسلفنا - بشيء لم يكن يعلمه حال إقدامه على الجريمة؟

ليس علم الخالق كعلم المخلوق، ولا يناط السؤال الأخلاقي في الحساب والجزاء إلا بعلم المخلوق وحسب! فلو أننا فرضنا أن دخل في علم المخلوق شيء مما كتب الله في اللوح المحفوظ أن ذلك المخلوق سيفعله وسيختاره في مستقبل أمره لا محالة، لبطل أحد المعنيين لزاما: اختيار المخلوق (لأنه يعلم أنه لا يملك تغيير ذلك التقدير مهما اختار)، أو اختيار الخالق وتقديره المسبق (إن افترضنا قدرة المخلوق على مخالفة ذلك التقدير وإمضاء اختياره أيا ما كان)! ولكن هذا لا يجيز العقل وقوعه أصلا!

لهذا يعتبر تحرير حدود علم المخلوق فيما به يصح له الاحتجاج عند المساءلة الأخلاقية، جوابا كافيا لتحرير حقيقة حرية العبد على وجهها الصحيح. فإنما هي تلك الحرية التي علمها من نفسه في كل فعل يختاره دون إكراه أو جبر، ولم يعلم مما هو واقع تحت إدراكه ما يحول بينه وبين إمضائها على نحو ما أراد في نفسه! هذا العلم لديه، هو ما به تقوم عليه حجة المساءلة الأخلاقية، ولهذا كانت الأعمال بالنيات وكانت حصائد القلوب هي مناط الحساب في الآخرة. فكل هذا مداره ما وقع في علم وفي إدراك المخلوق المكلف عند إقدامه على كل فعل يفعله! ونقول إنه يقينا لم يكن يعلم أن الله قد كتب عليه في جملة ما كتب من أمور تجري في هذا الكون، أنه سيفعل هذا دون ذاك، وسيأتي هذا ويترك ذاك! فلم يكن له - والحالة هذه - من حجة لدعواه الجبر والإكراه، ونفي الاختيار والإرادة عن نفسه، والله أعلى وأعلم.

محب القران
01-05-2012, 10:10 PM
ما أجمل الحوارات هنا لكن حبذا تكون بلغة عاميه أو بالاصح بأسلوب أكثر تماشيا مع فهم عامة الناس فمن يدخل المنتديات ربما لا يكون له علاقه بدهاليز المصطلحات والتراكيب
العلميه والأدبيه والفلسفيه المحضه..ملاحظه لجميع العلماء والفلاسفه الموجودين معنا جزاكم الله خير.

عبدالرحمن الحنبلي
01-05-2012, 10:34 PM
لأن الأستاذ ناصر قرّر أن أن خلق الله لفعل العبد لا ينفي فعل العبد القائم بذاته المخلوقة ، فكذلك إرادة الله للعبد لا تنفي فعل العبد ولا إرادته

لكنه يقول ان علم الله صفه كاشفه وليست سائقه ...معنى الكلام ...أن الله يعلم مالايريد !!!
وهذا يستلزم ان مشيئة الله تابعه لمشيئتنا !!

اريد ان تشرح لي كيف يعلم الله الغيب ؟؟

هل لانه هو الذي خلق كل شيء وبالتالي يعلم ماذا سيخلق في المستقبل

ام يعلم الغيب بمحض القدره ؟؟!

المشكله في علمائنا ...انهم يطلقون عبارات متشابهه يحتار معها اللبيب ..مثل عبارة علم الله صفه كاشفه

عبدالرحمن الحنبلي
01-05-2012, 10:39 PM
ما أجمل الحوارات هنا لكن حبذا تكون بلغة عاميه أو بالاصح بأسلوب أكثر تماشيا مع فهم عامة الناس فمن يدخل المنتديات ربما لا يكون له علاقه بدهاليز المصطلحات والتراكيب
العلميه والأدبيه والفلسفيه المحضه..ملاحظه لجميع العلماء والفلاسفه الموجودين معنا جزاكم الله خير.

مارأيك ان تكون الحوارات باللهجه اللبنانيه ..مثل قناة ناشيونال جوغرافيك سابقا ..كانت تقدم البرامج باللهجه اللبنانيه ..ثم اشتكى المشاهدون عليها ..فقدمت البرامج باللهجه الفصحى

كانت اللهجه اللبنانيه قبيحه جدا اثناء تقديم البرامج الوثائقيه ...أمزح معك يامحب ..خذ :emrose:

محب القران
01-05-2012, 11:03 PM
لقد جعلتني اقهقه ضاحكا متوسدا عبق الرحيل الآتي ههههههه

مجرّد إنسان
01-06-2012, 12:33 AM
نعوذ بالله من إعجاب كل ذي رأي برأيه....ونسأل الله التوفيق والهداية

عبدالرحمن الحنبلي
01-06-2012, 01:05 AM
نعوذ بالله من إعجاب كل ذي رأي برأيه....ونسأل الله التوفيق والهداية

لاحول ولاقوة الابالله ....يااستاذ مجرد انسان قل ليس لدي اجابه ...لااعلم ...بدلا من اتهامي بالاعجاب

ثم اعجب بماذا !!! وهل لدي راي اساسا حتى اعجب به !!! انا محتار ...وانت تلتزم الصمت امام اسئلتي

ابو ذر الغفارى
01-06-2012, 01:52 AM
أخى عبد الرحمن لقد اجبت على سؤالك هذا فى موضوعك الذى سميته هلى هذا الكلام مقبول عقائديا

عبدالرحمن الحنبلي
01-06-2012, 01:58 AM
أخى عبد الرحمن لقد اجبت على سؤالك هذا فى موضوعك الذى سميته هلى هذا الكلام مقبول عقائديا


لكنه يقول ان علم الله صفه كاشفه وليست سائقه ...معنى الكلام ...أن الله يعلم مالايريد !!!
وهذا يستلزم ان مشيئة الله تابعه لمشيئتنا !!

اريد ان تشرح لي كيف يعلم الله الغيب ؟؟
هل لانه هو الذي خلق كل شيء وبالتالي يعلم ماذا سيخلق في المستقبل
ام يعلم الغيب بمحض القدره ؟؟!

المشكله في علمائنا ...انهم يطلقون عبارات متشابهه يحتار معها اللبيب ..مثل عبارة علم الله صفه كاشفه

بارك الله فيك يااخ احمد ....لكن استشكل علي هذا

واسطة العقد
01-06-2012, 02:02 AM
جميلة هذه الحوارات, الا تجمع و تحفظ؟

ابو ذر الغفارى
01-06-2012, 02:17 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الله يعلم الغيب لأنه بكل شيء عليم ولا يحتاج أن يقع الشيء ليعلمه لأن الحاجة هى النقص والله غنى كامل
والله يعلم ما سيفعل هو سبحانه وتعالى ويعلم المستحيلات التى ليست بشيء لو كانت ماذا كان سيقع بسببها
والله علم ما سيفعله عباده وأراده أيضا

أبو عثمان
01-06-2012, 02:20 AM
اخيتي واسطة
جل هذه الاعتراضات تجيدنها منظومة في تائية ابن تيمية في القدر
ولكن اقتنيها بشرح لأحد العلماء
طبعاّ هذا ان كنت قد وُفِّقتُ في فهم مرادك بالحوارات , هل التي وقعت عليها عيني او لا .

واسطة العقد
01-06-2012, 02:43 AM
أخي الفاضل,
قصدت هذه الحوارات الثمينة التي بالمنتدى, مثل ردود ناصر الشريعة و غيرها, استخسر ان تضيع بين صفحات المنتدى.
لكن بخصوص تائية ابن تيمية, هل ترشح لي شرحًا معينًا؟

اخت مسلمة
01-06-2012, 04:41 AM
لكن بخصوص تائية ابن تيمية, هل ترشح لي شرحًا معينًا؟

شرحها الشيخ عبد الرزاق البدر بطريقة ماتعه ومفهومة للجميع , كذلك هناك شرح لها للعلاّمة السعدي بعنوان الدرّة البهيّة , انتقي أطايبهما يافاضلة


لكنه يقول ان علم الله صفه كاشفه وليست سائقه ...معنى الكلام ...أن الله يعلم مالايريد !!!
وهذا يستلزم ان مشيئة الله تابعه لمشيئتنا !!

ليسَ كما فهِمتها ياعبد الرحمن
بل كاشفَة بمعنى علمه بما سيفعله فلان ويكون من حاله قبل وقوع الفعل وقوام الحال من فلان هذا , فيقَع ماعلمه عن حاله كما هوَ عنده من قبل وقوعه , فيعلم الله عز وجل أن فلان سيعصي الله عز وجل، ثم يموت على معصية الله، ثم يدخله النار، هذا العلم قبل أن يوجد، فإذا وجد العبد، وفعل الفعل، ومات عليه؛ علمه أيضاً بعد وجوده، فالعلم الأول قبل وجوده والعلم الثاني بعد وجوده، والثواب والعقاب يترتب على الشيء بعد الوجود وليس قبل الوجود ..هذا معنى كاشِفة ,,,


اريد ان تشرح لي كيف يعلم الله الغيب ؟؟
هل لانه هو الذي خلق كل شيء وبالتالي يعلم ماذا سيخلق في المستقبل
ام يعلم الغيب بمحض القدره ؟؟!

علم الله تعالى سابِق أزلي كُتِبَ قبل أن يخلق كل هذا المُلك , بدأ سُبحانه بِالقلم فكتَب كل ماهو كائِن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ...ونفرّق بين صفة العلم وبين الإرادة والقدرة من حيث التعلق فإن صفة العلم تتعلق بالواجب والمستحيل والجائز تعلق إحاطة وانكشاف , والإرادة والقدرة تعلقهما فقط بالجائز وهو الممكنات ,وإرادة الله تعالى كانت وفق علمه الأزلي من وقوع وحدوث إيمان وكفر وطاعة ومعصية فكل هذا كان بعلم الله أزلاً، فبإرادته الأزلية أراد أن يقع ويحدث ويجري في ملكه من غير إكراه له وحاشا لله أن يُكره ويُجبر على فعل شيء لا يريده سيما كان خيراً أو شراً، إيماناً أو كفراً , والعلم والإرادة معاً بهذا المفهوم هما القضاء ...

واسطة العقد
01-06-2012, 04:58 AM
شكر الله لكِ اختي

عبدالرحمن الحنبلي
02-12-2012, 02:11 PM
للرفع

سلفي مناضل
02-12-2012, 05:50 PM
بارك الله فيكم اخوتي

لي سؤال اود اجابة دقيقة عليه نوعاً ما

ان الله كتب ما اراد في اللوح المحفوظ كل شيء المعصية والطاعة وكل شيء دونه فهو مخلوق
طيب ان الله تبارك وتعالى كتب ان اطيعه او اعصيه. فسؤالي هو :
كيف اكون صاحب قرار الطاعة او المعصية اذا كان الله قرر ذلك واراده وكتبه قبل ان يكون شيء سواه ؟
وكيف يعذبني الله ان عصيته وقد كتب لي ان اعصيه ؟
فمن مسبب المعصية انا ؟ ام الله ؟

ارجو الاجابة بشكل مفصل بارك الله فيكم

عبدالرحمن الحنبلي
02-12-2012, 06:14 PM
بارك الله فيكم اخوتي

لي سؤال اود اجابة دقيقة عليه نوعاً ما

ان الله كتب ما اراد في اللوح المحفوظ كل شيء المعصية والطاعة وكل شيء دونه فهو مخلوق
طيب ان الله تبارك وتعالى كتب ان اطيعه او اعصيه. فسؤالي هو :
كيف اكون صاحب قرار الطاعة او المعصية اذا كان الله قرر ذلك واراده وكتبه قبل ان يكون شيء سواه ؟
وكيف يعذبني الله ان عصيته وقد كتب لي ان اعصيه ؟
فمن مسبب المعصية انا ؟ ام الله ؟

ارجو الاجابة بشكل مفصل بارك الله فيكم

اخي الكريم ...الموضوع اساسا ...تم كتابته من قبل الاستاذ ناصر الشريعه للاجابه على هذا السؤال ...راجع ردود الاستاذ ناصر الشريعه ...