المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نرى الله فى الجنة ؟



المتوكل بالله
08-06-2008, 04:50 AM
السلام عليكم جميعا
طابت اوقاتكم بكل خير
اود ان اطرح سؤال على بعض من كلام الاستاذ ناصر التوحيد في تعليقه الاخير وهذا اقتباس لما ذكره

والعقل المحدود يدرك وجود الله لان هذه حقيقة مدركة بالعقل
ولكن لا يدرك ذات الله لان عقل الانسان وكل صفاته محدودة ومقيدة والله مطلق ولا يستطيع المحدد والمقيد ان يدرك ذات المطلق غير المحدد وغير المقيد
انت قلتها بعضمت لسانك لايمكن ان ندرك ذات الله لاكن نستطيع ان ندرك وجوده
السؤال * كيف نرى الله الا محدود في الجنة ؟ وهل يليق باللامحدود ان يحد من نفسه او ذاته في مكان لكي نراه ؟

ناصر التوحيد
08-06-2008, 07:44 AM
السلام عليكم جميعا
طابت اوقاتكم بكل خير
اود ان اطرح سؤال على بعض من كلام الاستاذ ناصر التوحيد في تعليقه الاخير وهذا اقتباس لما ذكره

انت قلتها بعضمت لسانك لايمكن ان ندرك ذات الله لاكن نستطيع ان ندرك وجوده
السؤال * كيف نرى الله الا محدود في الجنة ؟ وهل يليق باللامحدود ان يحد من نفسه او ذاته في مكان لكي نراه ؟



وعليك السلام
انت تقول كما نقول بأن المحدود لا يمكن ان يحيط بالمطلق وتسأل :
كيف نرى الله اللامحدود في الجنة
نعم والله لا تدركه الأبصار
ولذلك فالرؤية غير الادراك .. فالادراك للذات غير متحققة .. لان الادراك يعني الاحاطة بالمدرك والادراك لذات الله او الاحاطة بها غير متحققة وغير ممكنة , فلا تدرك ماهيته، ولا تدرك كنهه، ولا تدرك كيفية ذاته, لعظمته ,وبالتالي فالرؤية الكاملة غير متحققة
قال الله تعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .
ولهذا قال تعالى : وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
اي عالم بها كلها ومدرك لها كلها
وحين نقول النظر الى الله فان المعنى ان النظر يكون إلى وجه الله تعالى
وعلى كل حال السؤال جيد
مع انك لو فكرت فيه قليلا لعرفت الجواب
ومع انك لو عرفت ماذا يحدث يوم القيامة لعرفت ان الكفار وعموم الناس سيرون الله مرة واحدة في المحشر حين يكلمهم ويحاسبهم يوم الحساب فما من أحد إلا سيكلمه ربه
ويراه المؤمنون مرتين، أول مرة مع عموم الناس في المحشر والمرة الثانية في الجنة .
وساعتها لن تقول :

وهل يليق باللامحدود ان يحد من نفسه او ذاته في مكان لكي نراه
لان هذا لا يحدث ولا يليق بالله تعالى

وعموما , يكون الجواب على سؤالك من شقين :
الشق الاول يقول بأن المطلق يظل مطلقا والله مطلق فيظل مطلقا دائما وابدا والله لا تتغير ذاته ولا صفاته فهو الله سبحانه والله القادر قدرة مطلقة
الشق الثاني يقول بأن الانسان محدود ومقيد ولا يمكن ان يرى هذا الانسان المحدود والمقيد الله المطلق والذي قدرته مطلقة , فالذي سيحصل هو التغيير في هذا الانسان المحدود والمقيد وفي خواص وخصائص هذا الانسان المحدودة والمقيدة حتى يستطيع ان يرى الله المطلق , ومنها البصر ولذلك ورد في الآية الكريمة: {فبصرك اليوم حديد} [سورة ق: 22].
فعلى العين حجاب يمنع من رؤية الله عز وجل، وانت لذلك غير مؤهل لرؤية الله تعالى , ولذلك فرؤيته مستحيلة بالنسبة للبشر الا اذا رفع الله من على عين الانسان الحجاب ، وهذا هو الذي سيحصل كما نفهمه من الاية الكريمة : " فرفعنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد " . وهكذا يتحقق قول الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ .

ومع انك فهمت الان قضية المحدود واللامحدود وتم تجاوز هذه الاشكالية بهذا الفهم لها , فقد تقول لي وحتى ولو صار البصر حديدا وقويا جدا ورفع عنه الحجاب بحيث يستطيع ان يرى الله عز وجل وما كان يغيب عنه في حالته السابقة , فالله عز وجل ليس ذاتا مادية وليس جسما حتى يمكن النظر اليه ورؤيته .. فليس كمثله شيء .

قال رسول الله ( ص ) إنكم سترون ربكم، كما ترون القمر ليلة البدر . وقال ( ص ) إنكم سترون ربكم عيانًا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم "

نعم , فهذ شيء لا بد ان يحدث وسنرى الله تعالى ووجه الله تعالى بالعين والبصر بعد ان زال الحجاب
وجاء الحديث الشريف ان الله تعالى له صورة يكون عليها , والصورة في اللغة هي الشكل والهيئة والصفة . فإن المعدوم فقط هو الذي لا يُرى، فلا يوجد موجود ليس له صورة خاصة به وتليق به .. فكل موجود لا بد وان له صورة حقيقية , ولله تعالى صورة حقيقية تليق به جل وعلا ، فصورته صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته لا تشبه ذواتهم.
فلا يوجد موجود ليس له صورة خاصة به وتليق به , فالله عز وجل موجود قائم بذاته وليس ذاتا مادية وليس جسما ولكن له صورة تليق به جل وعلا حتى يمكن النظر اليه ورؤيته
وليس المعنى التشبيه والتمثيل , فنحن نؤمن بذلك بلا كيفية ولا حد ، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا بحد، فالصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، فنحن نؤمن أن الله سميع بصير متكلم ، وهكذا عباد الله فهم يسمعون ويبصرون ويتكلمون ، لكن ليس السمع كالسمع ولا البصر كالبصر ولا المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات العبد ناقصة ومحدودة ومحددة ، وصفات الله كاملة ومطلقة .

المتوكل بالله
08-06-2008, 03:01 PM
اهلا وسهلا بالاستاذ ناصر التوحيد المؤقر , اشكرك على المرور
وبعد اقتابس لبعض قولك


فقد تقول لي وحتى ولو صار البصر حديدا وقويا جدا ورفع عنه الحجاب بحيث يستطيع ان يرى الله عز وجل وما كان يغيب عنه في حالته السابقة , فالله عز وجل ليس ذاتا مادية وليس جسما حتى يمكن النظر اليه ورؤيته .. فليس كمثله شيء .

نعم سأسئل هذا السؤال الذي باللون الاحمر وازيد عليه بقول وهل حين يكشف الله للناس ويرونه هل يرون ماذا وجه فقط او جسم كامل (يليق به ) او ان الله ليس له جسم كامل بل وجه فقط , واليس رؤية الله بعد تقوية نظر المخلوق لينظر ويرى الله اليس بنظرنا لله اننا احطنا برؤية صورته وصورته لااتعقد انها تنفصل عن ذاته , فلهذا احطنا بذات الله ايضا

انتظر التوضيح وشكرا

محمد جابر
08-06-2008, 03:37 PM
إن رؤية المؤمنين لربهم في الجنة ثابتة بالقرآن والسنة, وكيفية رؤية الله عز وجل تختلف عن كيفية رؤيتنا للأشباء في هذه الدنيا, وإن كانت الرؤيا بالبصر فلا شك في اختلاف كيفيتها لاختلاف كيفية المرئي حيث أنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيئ , فالنظر إليه سبحانه لا شك أنه ليس كالنظر إلى الأشياء الدنيوية, والخوض في كيفية ذلك لا يصح لأن العقل يقصر عن معرفة كيفية ذلك كما هو عاجز عن معرفة كيف الله تعالى في هذه الحياة الدنيا, وإنما نؤمن بذلك لثبوته في الكتاب والسنة, وأما من لا حظ لهم من الإيمان بالكتاب والسنة (قل نار جهنم أشد حرا) ولا داعي لأن يتعبوا أنفسهم لأنهم عن ربهم (يومئذ لمحجوبون), فلا تتعب نفسك يا أخي ناصر التوحيد.

ناصر الشريعة
08-06-2008, 05:40 PM
مغالطة الزميل الملقب نفسه بألبرت إنشتاين ، مبنية على قوله بان الله لا محدود ، وهذا اللفظ الذي يحتمل الحق والباطل قد سبق نقاشه معه وبيان أن لله حدا يعلمه وحده ولا يعلمه خلقه ، وهو معنى أن الله بائن من خلقه غير حال فيهم ، ولا أحد من مخلوقاته يحل في ذاته المقدسة .

وهذا رابط النقاش مع ذلك الزميل حول ما يزعمه حول اللامحدودية :
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13664


وأما أن الله ليس بجسم ، فلفظ الجسم لم يرد في الكتاب ولا في السنة ، وهو يحتمل معاني مختلفة متبايننة فلا يصح إثباته ولا نفيه بإطلاق ، بل لا بد من التفصيل في دلالاته مع عدم استعمال اللفظ البدعي نفيا ولا إثباتا .

وكذلك لفظ المكان فيه تفصيل فلا يصح إثباته ولا نفيه دون هذا التفصيل بين ما هو مكان وجودي ، وما هو مكان ذهني عدمي .

المتوكل بالله
08-06-2008, 06:33 PM
اهلا ومرحبا بالاستاذ الكريم ناصر الشريعة , اعتقد انني لم اجد الاجابة في الرابط الذي وضعتة واود ان تبين ماقاله الاستاذ ناصر التوحيد بقوله اننا نعلم بوجود الله وندركه ولاكن لانستطيع ان ندرك ذات الله , وقلت له كيف نرى الله فالجنة واجاب اننا نراه وله صورة نراه عليها ( تليق به ليس كمثله شي) بعد مايصبح بصرونا حديد ولاكن إذا رئينا الله في الجنة احطنا بصورته التي عليها بالنظر إليه وبذلك احطنا بذاته لانني لااعتقد ان صورة الله التي نراه عليها تنفصل عن ذاته , هذا كل مافي الامر ممكن توضح لي السطر السابق الذي تحته خط ؟

للمعلومية انا لم اطرح موضوع للحوار ولاكن قرأت هذا الموضوع وعلقت على بعض طرح الاستاذ ناصر التوحيد للاستفهام فقط
ممكن اجد اجابة سريعة من جنابكم
وشكرا

ناصر الشريعة
08-06-2008, 07:23 PM
الإجابة موجودة في ذلك الرابط ، ولكن راجع فهمك .


إذا رئينا الله في الجنة احطنا بصورته التي عليها

هنا مكمن المغالطة في قولك ، فإنه لا يلزم من الرؤية الإحاطة ، وهذا في رؤية المخلوقات بعضها لبعض فكيف برؤية المخلوق للخالق ؟!!

إنك ترى السماء ولا تحيط بها ، والنملة ترى ما تحت قدميها ولا تحيط بالأرض ، وصاحب المرصاد الفلكي يرى المجرات والنجوم ولا يحيط بالسماء ، فكيف تقول أن رؤية المخلوق للخالق يلزم منها الإحاطة بالخالق ؟!

هل صارت عندك المخلوقات أكبر من الخالق حتى يحاط بالخالق ولا يحاط بالمخلوقات ؟!

ولهذا نبطل قولك بالإحاطة لأنها ممتنعة أعظم من امتناع إحاطة بصر المخلوق بجميع المخلوقات .

وفي هذا الجواب كفاية بإذن الله تعالى .

متروي
08-06-2008, 08:00 PM
- لي ملاحظة على كلام الاخ الفاضل ناصر التوحيد فقد قال

ومع انك لو عرفت ماذا يحدث يوم القيامة لعرفت ان الكفار وعموم الناس سيرون الله مرة واحدة في المحشر حين يكلمهم ويحاسبهم يوم الحساب فما من أحد إلا سيكلمه ربه

و اقول ان الله عز وجل لا يراه الا المؤمنون لان رؤيته كما ثبتت بالاحاديث الصحيحة اعظم نعمة على الاطلاق و هي اعظم من الجنة نفسها وهي الزيادة التي يتشوق لها اهل الجنة كل جمعة و لدة النظر الى وجهه لا مثيل لها على الاطلاق فكيف يمتع الكفرة بالنظر اليه و قد نظرت النسوة الى يوسف عليه السلام و هو مخلوق بسيط فزال عنهن الالم فكيف برب الجمال ولا علاقة بين تكليم الله لهم و بين رؤيتهم له.

المتوكل بالله
08-06-2008, 08:10 PM
شكرا جزيلا لكم جميعا على مروركم وتعليقاتكم وبصراحة انني بدأة استفيد كثير في هذا الموقع وبالاخذ والعطاء في الاسئلة والاجوبة ولو كان هناك بعض الاحيان تهكمات في البداية ولاكن اعتقد انها بسبب انني جديد في موقعكم ولذلك حصلت "

واتمنى للجميع التوفيق

ناصر الشريعة
08-07-2008, 01:33 PM
- لي ملاحظة على كلام الاخ الفاضل ناصر التوحيد فقد قال


و اقول ان الله عز وجل لا يراه الا المؤمنون لان رؤيته كما ثبتت بالاحاديث الصحيحة اعظم نعمة على الاطلاق و هي اعظم من الجنة نفسها وهي الزيادة التي يتشوق لها اهل الجنة كل جمعة و لدة النظر الى وجهه لا مثيل لها على الاطلاق فكيف يمتع الكفرة بالنظر اليه و قد نظرت النسوة الى يوسف عليه السلام و هو مخلوق بسيط فزال عنهن الالم فكيف برب الجمال ولا علاقة بين تكليم الله لهم و بين رؤيتهم له.

لا يلزم من رؤية الكفار والمنافقين لله عز وجل أن يكون ذلك رؤية إكرام ولذة وإنعام ، كما لا يلزم من تكليم الله لهم عند الحساب والتقرير أن يكون تكليم إكرام ولذة وإنعام .

ولهذا كما يكون كلام الله مع من يحاسبهم من الكفار يوم القيامة كلام توبيخ وتقريع وتبكيت، فكذلك يمكن إذا شاء الله أن يراه الكفار والمنافقون أن يكون ذلك رؤية تعريف وتقرير وحساب ، وقد ثبت أن المؤمنين عندما يرون الله وهم في أرض المحشر بعد اتباع كل أمة لأوثانها إلى النار ، أن المؤمنين يسجدون لله تعالى عندما يتجلى لهم على الصفة التي يعرفونها بينما لا يتمكن المنافقون من السجود مع إرادتهم له وينقلبون على أقفائهم ، وهذا فيه إثبات رؤية المنافقين لله ، وهي رؤية يخزيهم الله بها على خلاف رؤية المؤمنين لله عز وجل .

وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أقوال أهل السنة في رؤية الكفار والمنافقين لله عز وجل في الآخرة في رسالته إلى أهل البحرين في رؤية الكفار ربهم ، وهي ضمن مجموع الفتاوى (6/ 485 - 507) ، وبين الفرق بين رؤية المؤمنين لله ، ورؤية غير المؤمنين لله على القول بحصولها ، وأن الخلاف في هذه المسألة لا يحل فيه الهجر ولا الإنكار ، وما يجب على المتكلم في هذه المسألة من الإنصاف والحكمة .

وصحح ابن القيم رحمه الله في " حادي الأرواح " دلالة الأخبار الصحيحة على رؤية جميع أهل الموقف لله عز وجل مؤمنهم وكافرهم ، مع اختلاف حال رؤية المؤمنين عن رؤية غيرهم ، وهذا كله راجع إلى قدرة الله تعالى ومشيئته وحكمته .

وأجمع أهل السنة على أن رؤية الإكرام والنعيم والتلذذ خاصة بالمؤمنين دون الكافرين ، وأن الكافرين ليس لهم من رؤية الإكرام والنعيم نصيب بل هم محجوبون عن رؤية الإكرام والنعيم مطلقا في الدنيا والآخرة .

وأختم بنقل كلام نفيس لابن تيمية رحمه الله تعالى في آداب تجب مراعاتها في بحث هذه المسألة ، ذكرها آخر رسالته إلى أهل البحرين حينما اختلفوا وتهاجروا بسببها ، فقال رحمه الله تعالى :

" وهنا آداب تجب مراعاتها :

منها : أن من سكت عن الكلام فى هذه المسألة ولم يدع الى شىء فانه لا يحل هجره وإن كان يعتقد أحد الطرفين ؛ فان البدع التى هى أعظم منها لا يهجر فيها الا الداعية دون الساكت فهذه أولى .

ومن ذلك : أنه لا ينبغى لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة محنة وشعارا يفضلون بها بين اخوانهم واضدادهم فان مثل هذا مما يكرهه الله ورسوله .

وكذلك : لا يفاتحوا فيها عوام المسلمين الذين هم فى عافية وسلام عن الفتن ولكن اذا سئل الرجل عنها أو رأى من هو أهل لتعريفه ذلك ألقى اليه مما عنده من العلم ما يرجو النفع به ؛ بخلاف الايمان بأن المؤمنين يرون ربهم فى الآخرة فان الايمان بذلك فرض واجب لما قد تواتر فيها عن النبى وصحابته وسلف الأمة .

ومن ذلك : أنه ليس لاحد أن يطلق القول بأن الكفار يرون ربهم من غير تقييد لوجهين :

( أحدهما ) : ان "الرؤية المطلقة" قد صار يفهم منها الكرامة والثواب ، ففى اطلاق ذلك ايهام وايحاش ، وليس لأحد أن يطلق لفظا يوهم خلاف الحق الا أن يكون مأثورا عن السلف وهذا اللفظ ليس مأثورا .

( الثانى ) : أن الحكم اذا كان عاما [و] فى تخصيص بعضه باللفظ خروج عن القول الجميل فانه يمنع من التخصيص:
فان الله خالق كل شىء ومريد لكل حادث ومع هذا يمنع الانسان أن يخص ما يستقذر من المخلوقات وما يستقبحه الشرع من الحوادث بأن يقول على الانفراد : يا خالق الكلاب ، ويا مريدا للزنا ، ونحو ذلك. بخلاف ما لو قال : يا خالق كل شىء ، ويا من كل شىء يجرى بمشيئته ، فكذلك هنا لو قال : ما من أحد الا سيخلو به ربه وليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان ، أو قال أن الناس كلهم يحشرون الى الله فينظر اليهم وينظرون اليه ، كان هذا اللفظ مخالفا فى الايهام للفظ الاول .

فلا يخرجن أحد عن الالفاظ المأثورة ، وان كان قد يقع تنازع فى بعض معناها فان هذا الأمر لابد منه، فالأمر كما قد أخبر به نبينا والخير كل الخير فى اتباع السلف الصالح والاستكثار من معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم والتفقه فيه والاعتصام بحبل الله وملازمة ما يدعو الى الجماعة والالفة ، ومجانبة ما يدعو الى الخلاف والفرقة ؛ إلا أن يكون أمرا بينا قد أمر الله ورسوله فيه بأمر من المجانبة فعلى الرأس والعين .

وأما اذا اشتبه الامر هل هذا القول أو الفعل مما يعاقب صاحبه عليه أو ما لا يعاقب ؟ فالواجب ترك العقوبة ؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم : ( ادرءوا الحدود بالشبهات ، فإنك أن تخطىء فى العفو خير من أن تخطىء فى العقوبة ) رواه ابو داود ، ولا سيما اذا آل الامر الى شر طويل ، وافتراق أهل السنة والجماعة ؛ فان الفساد الناشىء فى هذه الفُرقة أضعاف الشر الناشىء من خطأ نفر قليل فى مسألة فرعية .

واذا اشتبه على الانسان أمر فليدعُ بما رواه مسلم فى صحيحه عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام الى الصلاة يقول : ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدنى لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشاء الى صراط مستقيم ) " اهــ

ناصر التوحيد
08-07-2008, 04:26 PM
نعم يا اخي الفاضل ناصر
وشكرا لمداخلتك التي افادت في بيان بعض النقاط المهمة وخاصة لما جاء من اعتراض غير صحيح عليها من الاخوين الفاضلين
وانا لم اكتب شيئا في مداخلاتي الا اذا جاء نص صحيح فيها
فبالنسبة لرؤية كل الناس لله يوم المحشر فيه حديث رواه البخاري ومسلم
وكذلك حين قلت ان المؤمنين يرونه تعالى مرتين فهذا وارد في نفس نص الحديث المذكور الذي رواه الشيخان اي متفق عليه وهو اعلى درجات الصحة كما نعلم
وكذلك حين خضت في كيفية رؤية المؤمنين لله تعالى فهو مما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم لانه معلوم بالضرورة ان الخوض في الامور الغيبية لا يجوز الا بحسب النص فقط ..واذا لا يوجد نص يجب ان نتوقف ولا نخوض فيه البتة
وكذلك قال العلماء - كما ذكرت اخي الفاضل ناصر - بانه لا يلزم من رؤية الكفار والمنافقين لله عز وجل أن يكون ذلك رؤية إكرام ولذة وإنعام بل رؤية تعريف وتوبيخ وتقريع وتبكيت

متروي
08-07-2008, 07:20 PM
- صدق الله القائل (وفوق كل ذي علم عليم )
- وهذه المسألة لم يكن عندي علم بوجود خلاف فيها و سابحث فيها ان شاء الله حتى اصل الى الحق فيها ان شاء الله و بارك الله في الناصرين .

ناصر الشريعة
08-07-2008, 07:40 PM
زادكما الله عزا بالحق ورفعة بالإخلاص لله تعالى ، والحمد لله الذي جعل أهل الإسلام أولى الناس بالحكمة والحق حيث كان ، وخذل أهل الكفر والطغيان فصاروا أخدان الجهالة وأعداء البرهان .

محمد جابر
08-08-2008, 08:28 PM
بارك الله في الأخوة , ومن باب الفائدة فقد ذكر إمام الإئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتابه (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل ) هذه المسألة وبين أن رؤية الكفار لله عز وجل يوم القيامة هي رؤية اختبار وتبكيت وليست رؤية تنعم وتلذذ, فمن شاء فاليرجع للكتاب للفائدة. وسددكم الله, وجزى الله أخي ناصر الشريعة على ما تفضل به, وأنت يا أخي بحق مفيد.