المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل اسكان آدم كان لطرد ابليس



فارسة الاسلام
08-24-2008, 06:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قام احد الاعضاء في طرح هذا السؤال
هل اسكان ادم كان لطرد ابليس اما عصيان ابليس لانزال ادم الى الارض

فارجو المساعدة منكم

فارسة الاسلام
08-25-2008, 08:30 PM
تم الرد من قبل اخوتي حراس العقيدة
الدكتور امير عبد الله جزاه الله خيرا
وسأضعه هنا حتى الجميع يستفيد منه


نص السؤال
هل اسكان ادم كان لطرد ابليس اما عصيان ابليس لانزال ادم الى الارض

اجابة د امير عبد الله
لا هذا ولا ذاك ..! ...

اللهُ خلق البشر والجان ليُعْبَدَ على الأرض .. وليْسَ لإخراج الشيْطان او إغواء آدم!! .. فخلق الله الخلْقَ ... ليُعْبَدَ في السماء (الملائِكة) , ويُعْبَدَ على الأرْضِ (البشرو الجان)..!! , وكِلا المُتعبِّدين الطائِعينَ من البشر والجان مآلُهُ الجنة ..!!

بل هي واقِعةٌ حدثت بينهما لاختِبارِ صِدْقِ إيمان ابليسَ واختِبار صِدْقِ إيمانِ آدم , وآدمُ كان هابِطاً إلى الأرْضِ سواءاً أغواه ابليس ام لم يُغْوِه ... كما سأبيِّنُهُ أدناه .

فاختبر اللهُ إبْليس فسقطَ في نقطةِ ضعْفِهِ وهي (المكابرة والغرور) ولم يتثب , فرفض التذلل والخضوع (بالسجود) واكمل الطريق بإغواء آدم أيْضاً . واختبر الله آدم فسقطَ في نُقطةِ ضعْفِهِ وهي (الهوى واتِّباع السُبل ) فاستمع للشيطان وخالف أمر الله.. لكِنهُ تاب وأقر ورجع عن خطئِه!!


وهكذا شرع الله التوبة فكان يُمكِن ان يتوب ابليس لولا أنه كابر وتمادى وكفر وفجر وصار شيطاناً غاوِياً مُتربِّصاً..!!
__________


إذاً فقد كان الشيْطانُ مِن الجان المتعهِّدينَ بالطاعة لله في الجنّة .. لكِنِ الله بعِلْمِهِ الأزلِي يعلمُ أن الشيطان يتملّكُهُ الغرور والمُكابرة فاختبر صِدْقَ إيمانِهِ فسقط حينَ عصى ورفَض السجود لِآدم .. ولم يكتفِ الشيطان بالعِصْيانِ , وكان أولى ان يتوبَ إلى الله , وأمهلهُ الله إلا أنه تمادى وعكف على إغواءِ آدم حتى في الجنّة ... وجعل الشيطانُ آدمَ أيْضاً يخالف أمر الله ... يعني استسلم الشيطان تماماً لفتنةِ المكابرة والعِناد ولم يكتفِ بأن يعانِد هو بل وأغوى معهُ غيْره وأصرّ على ذلِك و ولم يتوقّف بهِ الأمر عِنْد ذلِكَ بل أصرّ على الإغواء إلى يوْمِ الدين!!

وكان آدمُ أوّلَ البشرِ المتعهِّدينَ بِطاعةِ اللهِ في الجنة, ولكِنِ اللهُ يعْلَمُ بِعِلْمِهِ الأزلِيِّ أن آدَمَ قد ينسى ويسهو ويتّبِع الهوى , فاختَبَرَ اللهُ صِدْقَ طاعتِهِ فوقَعَ في حبائِلِ الشيْطانِ وخالفَ أمر الله .. وأمْهلهُ الله فتاب آدَم , فقبِلَ اللهُ توْبَتَهُ فتاب عليْهِ , ولم يسْتسْلِم آدم إلى فتنة الهوى , وإنما أقر بخطئِهِ واعترف وتاب !!

____________

ولو أن آدم تاب , وابليسَ تاب , لما تغيّرَ في أمر هبوطِ آدم شيء , لأن الله خلقَ آدم أساساً ليعمُر الارْضَ (إني جاعِلٌ في الأرْضِ خليفة) , كما ان آدم نزل إلى الارضِ أساساً بعد توْبةِ الله عليْهِ , وليسَ عِقاباً ... ( فتلقى آدمُ مِن ربِّهِ كلماتٍ فتاب عليْهِ إنه هو التواب الرحيم , قُلنا اهبِطوا منها جميعا فإما ياتينكم مني هدىً فمن تبِعَ هُدايَ فلا خوْفٌ عليْهِم ولا هم يحزنون )

ولو أن آدم تاب , وابليسَ تاب .. لاستمر كِلاهما على عِبادةِ الله ... ولاستمر كِلاهما بِنفْسِ نِقاطِ ضعْفِهِم , الشهوة والهوى لآدم , والغرور و المكابرة لإبْليسَ ...

ولو أن آدم تاب , وابليسَ تاب ...لاستمر ابليس في الجنة او على الأرض ليعبد الله فيهما .. ولهبطَ آدم إلى الأرضِ ليعبد الله فيها ... فكان لا يضُر الوقوع في المكابرة لو تبعها التوبةِ , كما لا يضُر اتباع الهوى لو تبِعَهُ التوبة ... ولأكمل كِلاهما طريقه في عبادة الله.

لكِن ما حدَثَ انه قد تاب آدمُ وأقرّ بخطئِهِ .. بينما كفر الشيطان وفجر .. وأصرّ على مخالفةِ أمر الله !! .. فحينَ جاء ميعاد الهبوط ... هبط ونزل آدمُ إلى الأرْضِ واللهُ راضٍ عنه لأنه تاب , وكما عرفنا أنه أساساً خُلِقَ ليُعمِّرَ الأرْضِ (إني جاعِلٌ في الأرْضِ خليفة ) .. بينما نزل الشيطانُ إلى الأرْضِ لأنهُ طُرِدَ مِن رحمةِ الله وجنّتِهِ ( فاخْرُج مِنْها فإنّكَ رجيم وإن عليْكَ اللعنة إلى يوم الدين )... بل وزاد الشيْطانُ في أن تعهّد ليسَ أن يعبُد الله بل أن يهْبِطَ إلى الارْضِ ليكون كل همِّهِ أن يغوي آدم ( فبِعِزّتِكَ لأغوِيَنهُمُ أجْمَعينَ إلا عِبادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصين) ..!!!

فبدلاً من أن يستمِرا عابِديْنِ لله مُتحابّيْنِ , تغيّرَ الحال واستمرا فيها أعداءاً إلى أبدِ الآبِدين "اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ"

وأخيراً نقول أنها كانت فترة إعداد جيدةٍ لآدم , ليُدْرِكَ من هو لشيطان , حتى يكون على بيِّنَةٍ وبصيرةٍ بمن سيُعاديهِ ويُدْرِكَ مدى هذه العداوة , حتى يحْرِصَ علاى أن يتجنّبها وأن لا يسقُطَ في حِبالِهِ مرة أخرى.

إذاً فالخطيئة والسقوط ليست عندنا نحن المسلمين وإنما هي عند النصارى وحدهم ,,, وقضِيّتُهُم , فعندهم ان الله أغوى آدم ليهبطه الارض ... واستغْفِرُ الله .!!

إياك نعبد
08-25-2008, 09:00 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كنت أعد رداً وفُصل الإنترنت سأضعه زيادة متواضعة بعد إسهاب الأخ الكريم
المسألة ننظر إليها بتدرج بسيط
وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة

إذاً اّدم خُلق لتعمير الأرض وتوحيد الله على الأرض

المرحلة الثانية بعد الخلق هى التدريب

وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين
إذا ترى فى الاية ومنهج وقانون تواجد ادم فى الجنة الاّتى :
تدريب على أوامر
وقدرة وحرية إختيار
ونواهى
على الترتيب فى الاّية الكريمة
أى تدريب على منهج الحياة وقوانين الخلافة
يأتى محاور على الجانب الاخر ويذكر قول الله تعالى
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى، فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى، إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى
الله هنا ينهاه إذا لم يكن يريد أن يخرجه من الجنة !
لا طبعاً هذا فهم خاطىء يردده النصارى والملاحدة
النهى والأمر والإختيار فى الجنة فترة تأهيلية لما سيقع فى الدنيا على الأرض فالهبوط حتمى
والنهى فى فلا يخرجنكما نهى عن إرتكاب معصية تسبب فى الخروج من نعيم وترف الجنة
أى أن الله يُحذر ادم من نتائج المعاصى والذنوب .فهى سبب رفع النعم .
وهذا المعنى نجده فى رواية شهيرة

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((حاج موسى ءادم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال ءادم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني ؟ قال صلى الله عليه وسلم -فحج ءادمُ موسى -
الأمر المكتوب المُشار إليه هو الهبوط على الأرض
فى الاية فلايخرجنكما
هنا تنبيه من الله لادم ألا يستمع لإبليس فيخرج بمعصية فالخروج مكتوب ولكن إن كان بمعصية سيصحبه شقاوة الذنب ونرى بعد ذلك أتت التوبة ثم اجتباه ربه كما نعلم أى تجربة حية للأمر والنهى والمعصية والتوبة وقبول التوبة . .
أما إبليس فهو خُلق مخيراً واختار المعصية
ونبه الله اّدم منه ولكنه نسى فحدثت المعصية فالجنة مكان تأهيلى بدليل أن إبليس وسوس وبدليل أن فيها أوامر ونواه وبدليل أن الله جعله يرى أن المعصية سبب الذل والهوان فبدت لهما سوءاتهما وهكذا .
إذا الهبوط مكتوب
والمعصية إختيار من ادم ومعلومة لله مسبقا بكماله
والجنة مكان تأهيلى وتجربة لواقع الدنيا وعداوة إبليس لادم وذريته .قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى
فمن اتبع لن يشقى ومن يعصى الله ويوسوس له إبليس سيشقى لذا قال الله تعالى يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يؤمنون
هنا أشير إلى أن إبليس أخرجهما أى وسوس وأطاعوه فخرجا من الجنة أى من نعيمها ورغدها . وبعد الخروج حدث الهبوط إلى الأرض لتبدأ الحياة و الرسالات .مع الإشارة إلى أن هناك أقوال أن الجنة كانت على الأرض وأخرى تقول فى السماء .
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إلى اخر الاية يليها
قلنا أهبطوا منها جميعا فتاب بعد أن خرج من الجنة ثم هبط على الأرض فلم يكن الهبوط لمعصيته بل أمر مكتوب عليه .

فارسة الاسلام
09-02-2008, 03:17 PM
جزاك الله كل الخير اخي اياك نعبد على ردك الشافي والوافي
جعلها الله ثقلا في ميزان حسناتك