المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاءات المخيم الرمضاني الرابع بالمويه عام 1427هـ



ماجد الغريب
08-24-2008, 07:59 PM
لقاءات
المخيم الرمضاني الرابع
بالمويه
عام 1427هـ

جمع
ماجد بن ناصر














المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
فهذا المخيم الرابع بالمويه لعام 1427هـ حيث ألقيت فيه دروس علميه لبعض الأخوان وكانت على شكل دورات لكل طالب علم فترة لمدة ثلاثة أيام حتى انتهى الوقت الزماني للدروس.
وقمت بتفريغها وطباعتها ثم عرضها عليهم لمراجعتها خوفاً من التصحيف أو الفهم الخاطئ
أسأل الله عز وجل أن ينفع بها القائل والكاتب والقارئ والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد.













الدرس الأول : { تفسير سورة الفاتحة وآية الكرسي }
*تفسير سورة الفاتحة:
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ )
قال الشيخ بان عثيمين رحمة الله إنها ليست أية .
(بِسْمِ اللهِ )
أي أبداء قرأتي بتبرك باسم الله والتبرك عبادة .
(الرَّحْمنِ )
صاحب الرحمة الواسعة .
(الرَّحِيمِ )
صاحب الرحمة الواصلة وتصل بالمؤمنين خاصة.
{ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وهي فاتحه الكتاب (الْحَمْدُ للّهِ ): أي أثني عليه والحمد المدح مع المحبة (رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الله الذي يُعبد والرب عامه قد تقول لشخص هذا رب المنزل أي المربي ولا كن لا يجوز أن تقول هذا الشخص الله .
(رَبِّ الْعَالَمِينَ ) : أي رب العالم رب عالم الجن ورب عالم الإنس ورب عالم الملائكة .
{ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }
(الرَّحْمنِ ) صاحب الرحمة الواسعة يرحم المسلمين ويرحم الكافرين ولا يجوز إن يقول هذا الرجل رحمن .
(الرَّحِيمِ) صاحب الرحمة الخاصة وهي خاصة بالمؤمنين يرحم المؤمنين ويجوز أن تقول هذا الرجل رحيم .
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } إنه سبحانه وتعالى مالك يوم القيامة الذي هو يوم الآخرة .
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ } إي نخصك بالعبادة.
{ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الاستعانة عبادة أي نستعين بك .
{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } وهو طريق الله أي ارشدنا على الصرط المستقيم .
{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } وهم المؤمنين
{ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ } وهم اليهود لنهم عندهم علم ولم يعملوا به.
{ وَلاَ الضَّالِّينَ } وهم النصارى لنهم يعملون على جهل .
قول (آمين) تقال في الصلاة ومعناها أي يا رب استجب دعائنا.
* فائدة سورة الفاتحة جمعت اقسام التوحيد:
1.الحمد لله رب العالمين وهو توحيد الربوبية .
2.الرحمن الرحيم توحيد الأسماء والصفات.
3.إياك نعبد وإياك نستعين وهو توحيد الالهية .
الحديث "
اسماء سورة الفاتحة:
1.الفاتحة 2.أم الكتاب 3.فاتحة الكتاب 4.الحمد
5.القرآن العظيم 6.الشافية 7. الكافية 8.السبع المثاني
مسالة: إذا كان الإمام يقراء ما تيسر من القرآن هل يجوز للمأمون أن يقراء؟
قال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله والشيخ صالح الفوزان حفظة الله إنه يجب عليه أن يقرا الفاتحة.
وقال : الشيخ عبد الله بن جبرين والشيخ عبد العزيز العمر حفظهم الله أنه يحاول في سكتات الإمام فإن لم يستطع سقطت عنه.
تفسير أية الكرسي:
{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ }
وهي كلمة التوحيد قوله صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله مستيقنن لها قلبة دخل الجنة "
(لَا إِلَهَ ) أي نفي جميع الالهه
(إِلَّا هُوَ)أي اثبات العبادة لله
{ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }
(الْحَيُّ) إذا كان فيه إله لا بد أن يكون حي لا يموت.
(الْقَيُّومُ) قائم بامور خلقه.
{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }
أي لا تأخذه غفلة أو نعسة ولا نوم أي لا ينام.
{ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ }
وهو ملك الله .
{ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ }
كل الشفاعه موقوفة عند الله حتى ياذن الله له .
لشفاعة شرطاً:
1.أن يأذن الله لشافع أن يشفع.
2.أن يرضى الله للمشفوع.
يعلم كل شيء سراً وعلاً ما تاخر وما تقدم ما بين أي
{ عْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }
أيديهم وما خلفهم.
{ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء }
لا أحد يحيط بعلم الله إلا بما إذن الله له .
{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ }
الكرسي موضع قدمي الله جلا وعلا.
{ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }
إي لا يعجزه شيء ولا يثقله شيء .
(الْعَلِيُّ ) إي فوق كل شيء.
(الْعَظِيمُ ) إي صاحب العظمة.

الدرس الثاني : { سيره الرسول صلى الله عليه وسلم صفه كلام الرسول}
فهذا جزء يسير في صفة كلامه  , استفدته من : " مختصر الشمائل المحمدية , للألباني - رحمه الله تعالى - , ومن : " قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الشرعية , لمحمد زينو – حفظه الله تعالى - " , سائلاً المولى  أن ينفع به كما نفع بأصله , والله الموفق .
كلام رسول الله  وحي وحق :
قال الله تعالى : { •     •                }
وقال  لعبد الله بن عمرو  : " أكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق " .
وكان عبد الله يكتب كل شيء عن رسول الله  فعابت قريش صنيعه فسأل النبي فأقره .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَة  ، قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا ، قَالَ : " إِنِّي لا أَقُولُ إِلا حَقًّا " . وقال  : " بعثت بجوامع الكلم [ الكلام القليل ذو المعنى الكثير] ، ونصرت بالرعب ، فبينما أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض [ تسهيل فتح البلاد] ، فوضعت في يدي " .
كيف كان كلام رسول الله  :
كان رسول الله  ، طويل الصمت .
وعن عائشة – رضي الله عنها - قالت : ما كان رسول الله  ، يسرد كسردكم هذا ، ولكنه كـــــان يتكلم بكلام بين فصل [ ظاهر ] يحفظه من جلس إليه .
وكان  يحدث حديثاً لو عدة العادة لأحصاه .
وكان  يُعيد الكلمة ثلاثاً لتُعقل عنه . وفي رواية : " حتى تُفهم عنه " .
[ والمراد : الكلمة الصعبة التي تحتاج للإعادة ]
كيف كان دعاء رسول الله  :
كان النبي  ، يحب الجوامع من الدعاء ، ويدع [ يترك ] ما بين ذلك .
وكان  , لا يرفع صوته ولا يُسر به , كما أمره ربه فقال : {            }
كلام رسول الله  حال الخطبة :
كان : إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم .
هذا ما يسر الله  , فما كان فيه من صواب فمحض فضله ومنّه سبحانه , وما كان فيه خطأ وزلل فالله ورسوله منه برئ وأستغفر الله , والله من وراء القصد .

الدرس الثالث : {دليلك إلى معرفة المخالفات القولية والعملية}
دليلك إلى معرفة المخالفات القولية والعملية


الحمد لله , والصلاة والسلام على رســول الله , وبعد :
فهذه جملة من المخالفات القولية والعملية , أردت بها تذكير نفسي و إخواني , سائلاً المولى  أن ينفع به , وأن يجعله خالصاً لوجهه ..

عدد الحرف المخالفة القولية المخالفة الفعلية
1 أ الله موجود في كل مكان , أنا حر [ في تصرفاتي ] , أنا بريء من الإسلام إن فعلت كذا , الإستهزاء , أهب ونحوه .. , الإيمان في القلب , الله ورسـوله أعلم , أقامها الله وأدامها , أجل ما يذكر وملكه ما يتغير, الله بالخير , الله كبير , أُف , أبك , اتق شر من أحسنت إليه , أحوول , أطلس , الأقشر , أحلقها . الإجتماع للتعزية , إطالة سنة الفجر , اعتقاد أن الرجل إذا أنقذ امرأة من غرق ونحوه أصبح لها محرماً , اعتقاد برء المعيون إذا صلى على العائن صلا ة الجنازة , اعتقاد أن عد النجوم يسبب الثآليل , اعتقاد من تخطى نائماً أصيب بالعقم , إهداء الورود والزهور للمرضى . إسبال الثياب , الأكل والشرب بالشمال , استعمال الجرائد سفرة , تعليق آيات قرآنية وأحاديث نبوية على الــجدران .
2 ب بجاه فلان ... , البقية في حياتك , باسم الوطن باسم الشعب , البساط أحمدي , بالرفاء والبنين . بذمتي .
3 ت تصغير شعائر الله : مُسيجد ومُصيحف ونحوهما , التعوذ بعد التثاؤب , التلفظ بالنية . تقبيل [ تعليق ] المصحف , تأخير دفن الميت , التصفيق والتصفير , تحية المسجد يوم الجمعة , تتبع الشهاب بالنظر , تحرج البعض من التعزية ليلاً , التداوي بدم الذئب , تأخير فريضة الحج بلا عذر , تقبيل الحجر الأسود لغير الطائفين , التهاون في أخذ الزينة عند المســــاجد , تيمم البعض والماء موجود , تعليق الدعاء بالمشيئة .
4 ث الثقة بالنفس , التعامل بالتاريخ الميلادي بدلاً من التاريخ الهجري , ثالث الحرمين .
5 ج جهنمي , جبل الرحمة , جبريل  خادم للنبي  , الجزم بالجنة والنار لمعين لم يعينه الله ورسوله . جلسة المغضوب عليهم , الجمرات ليست إبليس .
6 ح حرية الفكر , حمد الله بعد التجشؤ , حدثني قلبي عن ربي , حجر إسماعيل , الحلف بغير الله , حلم إبليس بالجنة . الحكم على معين بعدم المغفرة الهداية ونحوها .
7 خ
8 د دبلة الخطوبة , الدين لب وقشور . الدعاء بعد الصلاة المكتوبة , الدعاء بـ " اللهم إني لا أسألك رد القضاء , ولكن أسألك اللطف بي " .
9 ذ الذهاب لديار ثمود " مداين صالح " للتنزه , الذبح عن الميت إذا رآه في المنام .
10 ر ريح ملائكتك , رفع الصوت بالقراءة . رفع خاصية ماء زمزم عند خروجه من مكة .
11 ز
12 س سستر , سب الدهر , السؤال عند القيام للصلاة بـ : أنت طاهر أو نجس , الدعاء في الركوع .
13 ش الشرق الأوسط , شهيد , شاطر , شاءت قدرة الله . شراء الذهب والفضة ببطاقة الصرف الآلي .
14 ص صباح الخير صباح النور , صافطه اله لك , صدق الله العظيم .
15 ض الضيق في القبر . الضجر عند مولد الإناث .
16 ط طلب الدعاء من المسافر . طلب من يحضر العزاء أن يحُلّل _ يسامح _ الميت إن كان له على الميت حق .
17 ظ ظلمتني الله يظلمك ومثله : [ الله يظلم الظالم ] . ظن البعض حدوث الخير والشر عند طـّن الأُذن أو رمش العين , ظن البعض أن حمام الحرم لا يمر فوق الكعبة أثناء طيرانه , ظن البعض أن العواصف والأعـــاصير رقصة من رقصات الشيطان .
18 ع علي كرم الله وجهه , عزرائيل , عــدم إفشاء الســــلام , عباد الشمس , عشت عفر للعاطس , علّي الطلاق . عدم كظم التثاؤب , عدم ترك المصحف مفتوحاً بحجة أن الشيطان يقرأ فيه , عدم الخشوع في الصلاة .
19 غ غسل الدماغ . غسيل ملابس الميت قبل الصدقة بها .
20 ف فـلان بسبعة أرواح . فـلان ما يستاهل , الفكر الإسلامي , فلان شكله غلط , الفُتيا بغير علم .
21 ق القيام للمصافحة , قراءة الفاتحة في مناسبات مخصوصة , القراءة بالقلب في الصلاة , قوس قزح , في صلاتك ... , قول : أكرمك الله عند ذكر المرأة , قصة العنكبوت والغار , قوران – للقرآن - . قراءة سورة : " يس " عند المحتضر وبعد وفاته .
22 ك الكوشة : " منصة العروسين " . كتابة : " ص , أو صلعم " بدلاً من : صلى الله عليه وسلم .
23 ل ليس بعد الكفر ذنب , لعن إبليس . اللهم لا تحوجنا لأحد من خلقك , لا تحلف : الله مو شربة ماء , لا تطير الخيال .
24 م من المتوفي , المجاهرة بالذنوب والمعاصي , معبود الجماهير , متوكل على الله ثم عليك , المرحـــوم [ المغفـــور ] له , المأخوذ , المطوّع , مع خالص التحية . ما شاع عند الكثير أن التعزية لا تجوز بعد ثلاثة أيام , مسابقة ومخالفة وموافقة الإمام في الصلاة , مسح الوجه بعد الدعاء , مسح الرقبة عند الوضوء , مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية .
25 ن الناس يفعلون كذا , نشأة الآدميين , نسبة الفعل لغير الله , النكت .
26 هـ الهجر بين المسلمين .
27 و وجهه الله إن تأكل , وهو على ما يشاء قدير , وحياة الله . وضع المصحف على الأرض دون حائل , وسم الماشية على الوجه .
28 ي يا طويل العمر . يا وجه الله , يا ويلي .
تنبيه : من المخالفات : ما ندر فعله , ومنها ما هو في بلد دون غيره , ومهما يكن نذكر لتُعلم الفائدة ويعرف الخطأ , وحكم هذه المخالفات منه ما هو محرم , ومنه ما هو مكره , ومنه ما دون ذلك مما تركُه هو الآولى , والله أعلم .
قال ابن عقيل الحنبلي – رحمه الله- : " لو تمسك الناس بالشرعيات , تمسكهم بالخرافات , لاستقامت أمورهم ... " .
قال الشاطبي – رحمه الله - نقلاً عن بعض أهل العلم : " أكثر الجهالات , إنما رسخت في قلوب العوام , بتعصب جماعة من جهلة أهل الحق " .






الدرس الرابع : { طالوت وجالوت}
قال تعالى{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
أي لما طلبوا من نبيهم أن يعين لهم ملكاً منهم فعين لهم طالوت وكان رجلاً من أجنادهم ولم يكن من بيت الملك فيهم لأن الملك [ فيهم] كان في سبط يهود ذا ولم يكن هذا من ذلك السبط { أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا } أي كيف يكون ملكاً علينا { وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ } أي هو مع هذا فقير لا مال له يقوم بالملك وقد ذكر بعضهم أنه كان سقاء وقيل دباغًا وهذا اعتراض على نبيهم وتعنت وكان الأولى بهم طاعة وقول معروف ثم قد أجابهم النبي قائلاً { َقالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ } أي اختاره الله لكم من بينكم والله أعلم به منكم.
{ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ }
أي وهو مع هذا أعلم منكم وأنبل وأشكل منكم وأشد قوة وصبراً في الحرب ومعرفة بها أي أتم علماً وقامة منكم
{ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ } أي هو الحاكم الذي ما شاء فعل ولا يسئل عما يفعل.
{ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } أي هو واسع الفضل يختص برحمته من يشاء عليم بمن يستحق الملك ممن لا يستحقه.
{ وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
يقول لهم نبيهم : إن علامة بركة ملك طالوت عليكم أن يرد الله عليكم التابوت الذي كان أخذ منكم { فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ }قيل وقار وجلالة.
{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }
يقول تعالى مخبرًا عن طالوت ملك بني إسرئيل حين خرج في جنوده ومن أطاعه من ملأ بني إسرئيل وكان جيشه يومئذ فيما ذكره السدي ثمانين ألفاً فالله أعلم
{ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
أي لما واجه حزب الإيمان وهم قليل من أصحاب طالوت لعدوهم أصحاب جالوت وهم عدد كثير { قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } أي أنزل علينا صبرًا من عندك { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } أي في لقاء الأعداء وجنبنا الفرار والعجز { وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
قال الله تعالى { فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ } أي غلبوهم بنصر الله لهم { وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ } ذكر في الإسرائيليات أنه قتله بمقلاع كان في يده، رماه به فأصابه فقتله.
الدرس الخامس : {دار السعادة}
أسباب السعادة وصفات السعداء :
إن من يريد أن ينال السعادة، وهو لم يأخذ بأسبابها يصدق عليه قول الشاعر :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس

فلنقف معا على أسباب السعادة وصفات السعداء لعل الله أن يوفقنا للأخذ بها إنه جواد كريم :

1.الإيمان بالله، والعمل الصالح :
يقول الله تعالى { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } أي فلنحيينه حياة سعيدة .
وكلنا يريد الحياة الطيبة ، فعلينا بالعمل الصالح مع الإيمان { مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } وفي حديث أبي يحيي صهيب بن سنان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن ، إن أمر كله له خير ، وليس ذلك لأحد ، إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء ، شكر ، فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء ، صبر ، فكان خيراً له "
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجد راحته ولذته في الصلاة والطاعة ، كان يقول : " أقم الصلاة يا بلال ، أرحنا بالصلاة " بينما نجد كثير من الناس يقول : أرحنا من الصلاة ، نحن في غم ، في هم ، نحن مشغولون عن الصلاة ـ هكذا يقولون ـ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " وجعلت قرة عيني في الصلاة "
ولنعرج على مثال حي واقعي ، لنرى كيف يفعل الإيمان بأصحابه ، كيف يجعلهم يشعرون بالسعادة في كل الأحوال !! ابن تيمية ـ رحمة الله ـ ذب وسجن وطرد ، ومع هذا نجده يقول ، وهو في قلعه دمشق ، في آخر مرحلة من مراحل إيذائه وجهاده ، يقول ( ما يصنع أعدائي بي ، أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنى رحلت فهي معي لا تفارقني ، أنا حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة )
هكذا نجد شيخ الإسلام يغلق الطرق في وجوه أعدائه بهذه المقولة الخالدة ، التي تعد نبراسا يضيء الطريق للمؤمنين ، ولا يستطيعها إلا الرجال ، وذوو الهمم العالية .

2.الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره :
فكله من الله ـ سبحانه وتعالى ـ فاعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك .
وهذه الصفة من أهم صفات السعداء ، إذ لا يمكن أن تحصل السعادة إلا لمن يؤمن بالله ، ومن الإيمان بالله الإيمان بقضاء الله وقدره ، والرضا بقسمه ، لأن الإنسان في هذه الحياة لا بد أن ينتابه شيء من الهموم والمصائب ، فإن لم يؤمن بالقضاء والقدر ، هلك .
ولنضرب مثلاً للإيمان بالقضاء والقدر ، وأثرة في سعادة الإنسان :
عروة بن الزبير ـ رجمة الله ـ أرادوا أن يقطعوا رجله ، لأن فيها الآكلة ( السرطان ) فقالوا له : لا بد أن نسقيك خمراً ، لكي نستطيع أن نقطع رجلك بدون أن تحس بالآم القطع ـ خاصة أنهم بعد القطع سيضعونها في الزيت المغلي ليقف الدم ـ فماذا كان موقفه ؟
لقد رفض وقال : لا ، أيغفل قلبي عن ذكر الله !! فقالوا : أذن ماذا نفعل ؟ قال : سادلكم إلى طريقة أخرى ، إذا قمت إلى الصلاة ن فافعلوا ما تشاؤون ، لأن قلبه ـ حينئذ ـ يتعلق بالله ، فلا يحس بما يفعل به .
وفعلاً عندما كبر مصلياً ، قطعوا رجله من فوق الركبة ، ولم يتحرك ، ولكن عندما وضعوا رجله في الزيت المغلي سقط مغشياً عليه ، وفي الليل أفاق ، فإذا الناس يقولون له : أحسن الله عزاءك في رجلك ، وأحسن الله عزاءك في ابنك .
لقد مات ابنه في هذه الأثناء , فماذا قال ؟ قال بكل تسليم وإيمان بالقضاء : ( الحمد لله ، يا رب إن كنت ابتليت فقد عافيت ، وإن كنت أخذت فقد أعطيت وأبقيت ) .
وهذا هو الإيمان الصادق بالقضاء والقدر ن ولكن أين مثل هؤلاء التقاة الخاضعين لله ، المسلمين لمشيئته ، { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
3.العلم الشرعي :
فالعلماء العارفون بالله هم السعداء.
وإليك يا أخي الكريم قصة تناسب هذا المقام ، وهي قصة لأحد العلماء الزهاد ، ألا وهو أبو الحسن الزاهد ، فما أحداث تلك القصة المثيرة ؟ كان أحمد بن طولون ـ أحد ولاة مصر ـ من أشد الظلمة ، حتى قيل : ثمانية عشر ألف إنسان صبراً ( أي يقطع عنه الطعام والشراب حتى يموت ) وهذا أشد أنواع القتل ، فذهب أبو الحسن الزاهد إلى أحمد بن طولون امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " [ رواه أحمد والنسائي وابن ماجة ] وقال له : ( إنك ظلمت الرعية ) وخوفه بالله ـ تعالى ـ فغضب ابن طولون غضباً شديداً ، وأمر بأن يجوع أسد ثم يطلق على أبي الحسن !! يا له من موقف رهيب !! لكن نفس أبي الحسن الممتلئة بالإيمان والثقة بالله ، جعلت موقفه موقفاً عجيباً.
عندما أطلقوا عليه الأسد أخذ يزار ، ويتقدم ، ويتأخر ، وأبو الحسن جالس لا يتحرك ، ولا يبالي ، والناس ينظرون إلى الموقف ، بين باك وخائف على هذا العالم الورع.
وضعوا أمامه أسداً جائعاً !! إنها معركة غير متكافئة !! ولكن ما ال ذي حدث ؟ لقد تقدم الأسد وتأخر ، وزأر ، ثم سكت ، ثم طاطا رأسه ، فقرب من أبي الحسن ، فشمه ، ثم انصرف عنه هادئاً ، ولم يمسسه بسوء.
وهنا تعجب الناس ! وكبروا ، وهللوا.
ولكن في القصة ما هو أعجب من ذلك .
لقد استدعى ابن طولون أبا الحسن ، وقال له : قل لي بما ذا كنت تفكر ، والأسد عندك ، وأنت لا تلتفت إليه , ولا تكترث به ؟ فأجابه قائلاً : إني كنت أفكر في لعاب الأسد ـ إن مسني ـ أهو طاهر أم نجس ؟ قال له : الم تخف الأسد ؟ قال : لا ، فإن الله قد كفاني ذلك .
هذه السعادة الحقيقية ، التي يورثها الإيمان والعلم النافع , هذا هو الانشراح الذي يبث عنه الناس .
هذا الموقف الصلب من أبي الحسن يذكرنا بموقف الصحابي الجليل خبيب بن عدي ـ رضي الله عنه ـ عندما أسرة المشركون ، وقبل أن يقتلوه ، سألوه : هل لك حاجة قبل أن تموت ؟ فطلب منهم أن يمهلوه حتى يصلي ركعتين ، فأمهلوه فصلى ركعتين ـ وكان أول من سن ركعتين قبل القتل .
وبعد الصلاة قال : والله لولا أني خشيت أن تظنوا أني جزع من القتل , لأطلت الصلاة ..
فما رفعوه ليصلبوه ، سألوه : أتحب أن محمد مكانك وأنك بين اهلك ؟
فقال : والله إني لا أحب أن يصاب محمد بشوكة بين أهله ، وأنا في مكاني هذا !!
انظر يا أخي إلى قوة اليقين ، وصلابة المؤمنين !! ثم قال : ( اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا ) .

وأنشد يقول :
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ولست بمبد للعدو تخشعا
وذلك في ذات الإله وإن يشأ على أي جنب كان في الله مصرعي
ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي يبارك على أوصال شلو ممزع

شجاعة ، بطولة ! رسوخ إيمان ! يصلي بثبات ، يرد عليهم بثبات ، يدعو عليهم بثبات ، ينشد هذه الآبيات بثبات ، هذا هو لب السعادة لمن أرادها.

4.الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن :
{ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } إن من داوم على ذكر الله يعش سعيداً مطمئن القلب ، أما من أعرض عن ذكر الله ، فهو من التعساء البؤساء . { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } وقال { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } وقال { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }

5.انشراح صدر وسلامته من الأدغال :
وفي القرآن الكريم آيات عديدة في مقام الأنشراح ، فقد حكى الله عن موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ قوله { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي } وقال تعالى ممتنا على رسوله محمد { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } وقال تعالى { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } ويقول جل شأنه { أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } فانشراح الصدر وطلبه من علامات السعادة وصفات السعداء.
6.الإحسان إلى الناس :
وهذا أمر مجرب ، ومشاهد ، فإننا نجد الذي يحسن إلى الناس من أسعد الناس ، ومن أكثرهم قبولاً في الأرض.

7.النظر إلى من هو دونك في أمور الدنيا وإلى من هو فوقك في أمور الآخرة :
كما ورد في التوجيه النبوي الكريم حين قال صلى الله عليه وسلم " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله " هذا في أمور الدنيا ، لأنك إذا تذكرت من هو دونك ، علمت فضل الله عليك .
أما في أمور الآخرة فانظر إلى من هو أعلى منك ، لتدرك تقصيرك وتفريطك ، لا تنظر إلى من هلك كيف هلك ، ولكن انظر إلى من نجا كيف نجا .

8.قصر الأمل وعدم التعلق بالدنيا , والاستعداد ليوم الرحيل :
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في كلمة جامعة مع أنها قصيرة : ( الحياة قصيرة ، فلا تقصرها بالهم والأكدار )
وهناك يا أخي هذه المحاورة القيمة التي دارت بين نفر ، من المتخلين عن الدنيا ، المتاهبين ليوم الرحيل .
جلس نفر من الصالحين يتذاكرون ، ويتساءلون حول قصر الأمل.
فقيل لأحدهم : ما بلغ منك قصر الأمل ؟ فقال : بلغ مني قصر الأمل أنني إذا رفعت اللقمة إلى فمي ، لا أدري أأتمكن من أكلها أم لا !!
إن الحياة ـ يا أخي ـ قصيرة ، فلا تزدها قصرا ومحقا بالهموم والأكدار .

9.اليقين بأن سعادة المؤمن الحقيقية في الآخرة لا في الدنيا :
قال تعالى { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ } ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر " .
وهنا قصة عجيبة لابن حجر العسقلاني ـ رحمة الله ـ خرج يوما بأبهته ـ كان رئيس القضاة بمصر ـ فإذا برجل يهودي ، في حالة رثه ، فقال اليهودي : قف ، فوقف ابن حجر ، فقال له : كيف تفسر قول رسولكم : " الدنيا سجن المؤمن ، جنة الكافر " فقال ابن حجر : أنت مع تعاستك وبؤسك تعد في جنة ، لما ينتظرك في الآخرة من عذاب اليم ـ إن مت كافرا ـ وأنا مع هذه الأبهة ـ إن أدخلني الله الجنة ـ فهذا النعيم الدنيوي يعد سجنا بالمقارنة مع النعيم الذي ينتظرني في الجنات .
فقال : أكذلك ؟ قال : نعم . فقال : أشهد إلا إله إلا الله ، محمداً رسول الله .

10.مصاحبة الأخيار والرفقة الصالحة :
ولا يستطيع أحد أن ينكر أثر القرين على قرينة ، فهو مشهود ، ومجرب ، وواضح من خلال الواقع ، ومن خلال التاريخ .
ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم " مثل الجليس الصالح ، والجليس السوء كحامل المسك ، ونافخ الكير .... "

11.أن تعلم أن أذى الناس خير لك ووبال عليهم :
قال إبراهيم التيمي : ( إن الرجل ليظلمني ، فأرحمه )
ويروى أن ابن تيمية أساء إليه عدد من العلماء وعدد من الناس ، وسجن في الإسكندرية.
فلما خرج ، قيل له : أتريد أن تنتقم ممن أساء إليك ؟ فقال : قد أحللت كل من ظلمني ، وعفوت عنه ، أحلهم جميعاً ، لأنه يعلم أن ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة .
ويحكي الفضيل بن عياض ـ رحمة الله ـ أنه كان في الحرم ، فجاء خراساني يبكي ، فقال له : لماذا تبكي ؟ قال : فقدت دنانير ، فعلمت أنها سرقت مني ، فبكيت .
قال : أتبكي من أجل الدنانير ؟ قال : لا , لكني بكيت ، لعلمي أني سأقف بين يدي الله أنا وهذا السارق ، فرحمت السارق ، فبكيت. وبلغ أحد السلف أن رجلاً اغتابه ، فبحث عن هدية جميلة ومناسبة ، ثم ذهب إلى الذي اغتابه ، وقدم إليه الهدية ، فسأله عن سبب الهدية ، فقال : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " من صنع لكم معروفاً فكافئوه " وإنك أهديت لي حسناتك ، وليس عندي مكافأة لك إلا من الدنيا . سبحان الله .

12.الكلمة الطيبة ، ودفع السيئة بالحسنة :
قال تعالى { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } فتأمل يا أخي هذا الإرشاد الإلهي العظيم ـ وقال تعالى ـ واصفاً عبادة المؤمنين { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً } .

13.الالتجاء إلى الله وكثرة الدعاء :
وقد كان ذلك من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم .
كان يقول " اللهم أصلح لي ديني ، الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي ، التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي ، التي فيها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر " وكان يقول ـ كما ورد في الأثر " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، ومن الجبن والبخل ، ومن غلبه الدين وقهر الرجال" .

الدرس السادس : { اختلاف الزمن}

فوئد الشتاء الدينية يسمى الشتاء ربيع المؤمن لأنه يطول اليل ويقصر النهار.
ولذلك : 1.يقوم اليل 2.ويصوم النهار.
ومن فوئد ة اسباغ الوضوء على المكارة لإن الإنسان يكره الوضوء في الشتاء فيسبغ الوضوء على أعضاء الوضوء وهو كاره لذلك مباشرة البرد ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الشتاء " أنه الغنيمة الباردة أنه ربيع المؤمن " يحتاج مراجعه نص الحديث.
مسائل تتعلق بالشتاء:
1.مسألة المسح على الخفين أو الشرا من أحكامة:
أ.يلبسه طاهر ب.يلبسه وهو على طاهرة ج.ابتداء مدة المسح بعد أول مسحة بعد حدث يوم وليله للمقيم وثلاث أيام بلاياليها للمسافر.
2.الطريقة :
أ.أن يبل يده اليمنى ويمسح على رجله اليمنى ويبل يده اليسرى ويمسح على رجله اليسرى.
ب.أن يبل يديه إلا ثنين فيمسح رجليه سوء.
الجزمة نوعاً:
أ. أن يكون تحت الكعبين فلا يجوز المسح عليها
ب.أعلى الكعبين فيجوز المسح عليها .

وختاماً:
تمت هذه الدروس في جامع الإمام أحمد بن حنبل في مدينة الموية واسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح وأساله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا الكتاب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.