المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخرافة



مهاجر
09-02-2008, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم الخرافة في فكر ووجدان العلمانيين
بالدراسة المقارنة لسمات المنهج الإسلامي والمناهج الفكرية الأخرى يتجلى للباحث المنصف أنه لا يوجد منهجا تصدى للخرافة بمثل ما تصدى به منهج الإسلام فلقد أقامها رسول الله eحربا ضروسا لا هوادة فيها على كل أشكال ومظاهر الخرافة في مجتمع قامت جاهليته على ثوابت من الخرافات رسخت في الأفئدة والعقول عبر فترات سحيقة من الزمان ، وكلما تعمق المرء في أبعاد هذا المنهج الرشيد كلما ازداد عجبه من هذا الهمز واللمز من قبل العلمانيين للإسلام وأهله وعلى وفق سياسة دس السم في العسل حاول رضعاء ألبان الغرب العلماني إيهامنا بأنه مازالت في الإسلام شوائب من الخرافات عالقة بكيانه أولى بنا أن نخلصه منها في عصر المعلومات والتقنيات والفضائيات حتى وصلت الجرأة بأحدهم فقالها صراحة ( إن الإسلام تبنى كثيرا من الخرافات التي دحضتها المختبرات العلمية والأجهزة القياسية في عصرنا الحديث ). فمتى يفيق هؤلاء من سكرتهم ويدركوا أن الخرف في عقولهم هم ، فمختبراتهم وأجهزتهم لم تصل إلى نهاية العلم وشريعة الإسلام ليست من نتاج فكر بشر ولكنها من لدن حكيم خبير الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين
لنضع النقاط فوق الحروف أولا
عرف العلماء الخرافة بأنها ما يستملح من الكذب من الأمور الخارقة للعادة والتي لا يشهد لصحتها شريعة منزلة ولا حقيقة مجربة وهذا التعريف الجامع ينبغي أن يكون الأساس الفاصل بيننا وبين العلمانيين الذين قصروا فهمهم في إقرار كل أمر خارق للعادة على ( الحقيقة المجربة ) مما أقرته الأجهزة القياسية أو التجارب المعملية وما عدا ذلك فقد ضربوا به عُرض الحائط مما أيدت وجوده الشريعة الإسلامية ولم تدرك طبيعته الوسائل المادية كالمعجزات النبوية والحسد والسحر وغيرها ، وحجة العلمانيين الماديين في هذا الشأن تقوم على فكر أخرق لأن الأجهزة قدراتها نسبية فهي اليوم قد لا تدرك حقيقة شيء ثم تتطور بفعل التقدم العلمي المستمر فتدرك في الغد حقيقة نفس الشيء الذي أنكرته بالأمس ، ولو تصورنا مثلا أننا أخبرنا أول مخترع للهاتف أنه سيكون في المستقبل هواتف جوالة ( محمولة ) يتخاطب الناس خلالها دون أسلاك تصل بينها لما وسعه إلا أن يقرر أن هذا محض خرافة لأن القواعد العلمية في هذا الوقت لا يمكن أن تتصور نقل المحادثات من هاتف لآخر دون أسلاك موصلة ومع ذلك تحقق في عصرنا الحاضر ما رآه العلم بالأمس خرافة وأوهاما ونقلت المكالمات عبر الموجات دون الأسلاك
أما الشريعة الإسلامية فتتفوق على التجارب المعملية والأجهزة القياسية بميزة المصداقية والثبات لأنها وحي من بارئ الكون كله الذي أحاط بكل شيء علما فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين وكم حدثنا القرآن والسنة النبوية عن أمور كونية لم تدرك الأجيال السابقة حقيقتها العلمية ولكن العلم الحديث أثبتها وهو ما يعرف حديثا بالإعجاز العلمي للقرآن والسنة ، فهل بعد قول الله تعالى أو قول رسوله e قول في إثبات أي ظاهرة خارقة للعادة بحجة أن العلم الحديث لم يجد لها تفسيرا وماذا لو وجد لها العلم في المستقبل تفسيرا هل نكون تارة مكذبين وتارة مصدقين سبحانك هذا بهتان عظيم !
عوالم لها أسرارها
في دراسة حديثة قام بها أحد الكتاب العلمانيين حول موضوع الخرافة أخذ يفند الخرافات التي تدندن حول الإحساس في النبات مستدلا بنتائج أجرتها الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم والتي فشلت فيها أدق الأجهزة الحساسة في تسجيل أي أثر من آثار الانفعالات في النباتات من حزن أو فرح أو خوف أو أمن ويلخص في النهاية منطقه المادي البحت بقوله ( مثل هذا الخيال السقيم لا يمكن أن تجد له أثرا في مجلاتنا العلمية لسبب بسيط ذلك أن النبات لا يمتلك جهازا عصبيا ولا مخا متطورا ليدرك به ما يدركه الإنسان ) وفي مكر ودهاء خبيث يعرج هذا الكاتب إلى تفيد حادثة حنين جذع النخل إلى رسول الله e معرضا عن ثبوت هذه الواقعة في صحاح كتب الحديث الشريف فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي e كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس فجاءه رومي فقال ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم ؟ فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة فلما قعد نبي الله e على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله e فنزل إليه رسول الله e من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه رسول الله e سكن ثم قال ( أما والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله e ) فأمر به رسول الله e فدفن ( 1 )
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن ، ماذا يصنع العلمانيون بأمثال تلك النصوص الصريحة الصحيحة التي عجزت تقنياتهم المعاصرة عن التآلف معها ؟ وهل لو أنكروها كما هو دأبهم ألا يكون ذلك تكذيبا لله ولرسوله ولآلاف الصحابة الذين رأوا تلك الحوادث رأي العين وأخبرونا بها ؟ الأمر الذي ينسحب على الدين بالكلية فيهدمه لعدم مصداقية وعدالة ناقليه
لكن المؤمن الصادق يدور مع إسلامه حيث دار ويؤمن بأن النباتات والحيوانات والجمادات والأرض والسماوات وسائر المخلوقات عوالم لها نظامها وأسرارها أنبئنا الله خالقها ورسوله الأمين عن بعض أحوالها وهذا مما تكاثرت به النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة فقال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) الأحزاب 72 وقال تعالى ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) فصلت 11وقال ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) الإسراء 44 وقال تعالى ( إصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ) ص 17 –18 وعن أنس قال : صعد النبي e أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال e ( اسكن أحد فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ) رواه البخاري ، وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله e ( إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على قبل أن أبعث ) رواه مسلم ، وعن أنس قال ( أتي النبي e بإناء وهو بالزوراء فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم قال قتادة قلت لأنس كم كنتم ؟ قال ثلاثمائة ) رواه البخاري ، وعن أبي هريرة قال : أتيت النبي e بتمرات فقلت يا رسول الله ! ادع الله فيهن بالبركة فضمهن ثم دعا لي فيهن بالبركة فقال لي ( يا أبا هريرة خذهن فاجمعهن في مزودك هذا كلما أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فيه فخذه ولا تنثره نثرا ) قال أبو هريرة : فقد حملت من هذا التمر خمسين وسقا في سبيل الله وكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان فإنه انقطع عن حقوي فسقط ( 2)

الرقية الشرعية حقيقة لا خرافة
أنكر الكثيرون حقيقة الرقية الشرعية ومدى تأثيرها خاصة أوساط الماديين والعلمانيين الذين يرون الرقية ضربا من ضروب الخرافة والدجل لا يتناسب مع العصر الحديث ، لكن عجز أدق الأجهزة القياسية المعاصرة عن إدراك كيفية تأثير الرقية لا يجعلنا نطرح جانبا هذا الكم من الأدلة الشرعية الصحيحة التي تُثبت حقيقة الرقية فضلا عن الواقع والتجربة العملية التي تؤكد فاعليتها ، فالرقى من الأمور التي أثبتها الشرع وأكدتها التجربة وصدقتها المعاينة ولها آثار عجيبة تتقاعد العقول عن الوصول إلى كنهها
وهؤلاء المنكرون الذين لا يؤمنون إلا بما يقع تحت حواسهم محجوجون بكل موجود غير مشاهد كالروح التي تسري في أجسادنا وتحمل معها سر الحياة ومع ذلك لا نراها بل مازالت أجسامنا والكون من حولنا يصدر عنهما أسرار لا يملك لها العلم حتى اليوم تفسيرا لكن المؤمن الصادق الإيمان يعتقد صحة ما جاء به القرآن والسنة النبوية الثابتة فإن اتفق العلماء مع الدين فقد أصابوا وإن أخطئوا واختلفوا فمن قصور نظرياتهم وعجز أجهزتهم
فعن أبي سعيد الخدري أن جبريل عليه السلام أتي النبي e فقال يا محمد اشتكيت ؟ فقال نعم فقال جبريل عليه السلام [ باسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ] رواه مسلم وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي e كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمني ويقول [ اللهم رب الناس أذهب البأس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ] رواه البخاري ، وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلي رسول الله e وجعا يجده فى جسده فقال له رسول الله e [ ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ] قال ففعلت ذلك مرارا فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم ( رواه مسلم )، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله e ( كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه بالمعوذات وأمسح بيده عليه رجاء بركتها ) رواه مسلم ،وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي e فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال [ أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك ] رواه مسلم ، وفى الصحيحين عن عائشة قالت كان رسول الله e إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها وقال بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يُشفى سقيمنا بإذن ربنا ، وفي البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه [ أن ناسا من أصحاب النبي e أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا : هل معكم من دواء أو راق ؟ فقالوا : إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا . فجعلوا لهم قطيعا من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا لا تأخذه حتى نسأل النبي e فسألوه فضحك وقال وما أدراك أنها رقية ؟ خذوها واضربوا لي بسهم .
قال ابن القيم ( ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة فما الظن بكلام رب العالمين الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام والعصمة النافعة والنور الهادي والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته قال تعالي [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ] فما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن ولا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها المتضمنة لجميع معاني كتب الله المشتملة على ذكر أصول أسماء الرب تعالي ومجامعها وهي الله , والرب ، والرحمن وإثبات الميعاد وذكر التوحيدين توحيد الربوبية ، وتوحيد الإلهية وذكر الافتقار إلى الرب سبحانه في طلب الإعانة وطلب الهداية وتخصيصه سبحانه بذلك وذكر أفضل الدعاء على الإطلاق وأنفعه وأفرضه وما العباد أحوج شئ إليه وهو الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والاستقامة عليه إلى الممات ويتضمن ذكر أصناف الخلائق وانقسامهم إلى منعم عليه بمعرفة الحق والعمل به ومحبته وإيثاره ومغضوب عليه بعدوله عن الحق بعد معرفته له وضال بعدم معرفته له وهؤلاء أقسام الخليقة مع تضمنها لإثبات القدر والشرع والأسماء والصفات والمعاد والنبوات وتزكية النفوس وإصلاح القلوب وذكر عدل الله وإحسانه والرد على جميع أهل البدع والباطـل )

حسن البصري
09-02-2008, 06:36 PM
كلما تقدم الأنسان في العلم , كلما زاد جهله , و كلما زاد جهله , كلما أغرق في الخرافة , و كلما أغرق في الخرافة , كلما فتح الشيطان ابواب رزق للدجالين و المشعوذين و المزورين و الكذابين و النصابين و المحتالين , الذين يظهرون علينا في ثياب الحملان ,
و بالمناسبة إليكم هذه القصيدة الطويلة التي كانت مقررة في منهج النصوص في خمسينات القرن الماضي .

برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين و مشى في الأرض يهدي و يسب الماكرين
ويقول الحمد لله إله العالمين يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين
و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا فأتى الديك رسولا من امام الناسكين
م خطيء من ظن يوما ان للثعلب دينا