المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظافة في الإسلام بحث للدكتور محمود ناظم النسيمي



قتيبة
10-24-2008, 01:21 AM
النظافة في الإسلام بحث للدكتور محمود ناظم النسيمي


النظافة في الإسلام
بحث للدكتور محمود ناظم النسيمي
من نعم الله تعالى على الإنسان أن خلق له ما يصنع من ثيابه فيستر عورته ويجمِّل مظهره، ويتقي به الحر والبرد، ويخفف عن وطأة الرياح والغبار.
قال تعالى :( بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {26} ) [سورة الأعراف ].
ولا يكمل جمال الظاهر بغير النظافة، ولا يكمل صفاء الباطن وحسن المعاملة بغير تقوى ولطافة .
إن النظافة تزيد من حسن الثوب ورونقه، ولو كان متخذاً من نسيج رخيص. ولا حسن ولا بهجة لثوب فذر ولو كان من أفخر المنسوجات. فعلى المسلم أن يعتني بنظافة ثوبه وحسن هندامه، كما يعتني بنظافة جسمه وحسن خلقه. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنها قال : " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره فقال : أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره ؟ " ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة فقال : " أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه "[1].
يلبس المسلم الثوب النظيف ويتخذه من نوع يتلاءم مع إمكانياته وسعته، ولا يجوز له أن يتخذ من ثيابه مجالاً للخيلاء والكبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، فقال : إن الله جميل يحب الجمال، الكبِر بطر الحق وغمط الناس "[2].
وتكلم المناوي في فيض القدير عن إهمال نظافة الثياب من قبل بعض العامة بحجة الزهد والسلوك والاشتغال بنظافة الباطن فقال : وقد تهاون بذلك جمع من الفقراء حتى بلغ ثوب أحدهم إلى حد يذم عقلاً وعرفاً، ويكاد يذم شرعاً.
سوّل الشيطان لأحدهم فأقعده عن التنظيف بنحو نظف قلبك قبل ثوبك لا لنصحه بل لتخذيله عن امتثال أوامر الله ورسوله وإقعاده عن القيام بحق جليسه ومجامع الجماعة المطلوب فيها النظافة، ولو حقق لوجد نظافة الظاهر تعين على نظافة الباطن . ومن ثم ورد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يتسخ له ثوب قط كما في المواهب وغيرها أ هـ[3].
وليعلم أن النجاسة تؤلف قسماً كبيراً من الأوساخ، وإنها من أسباب عدوى الأمراض السارية، لأنها مفعمة بالجراثيم أو وسط صالح لتكاثرها، فإذا أهمل تطهير ما أصابته من ثوب أو بدن تعرض الجسم للعدوى، وإذا كثر عدد الجراثيم الداخلة إلى الجسم تغلبت على مقاومته ووسائل دفاعه وتكاثرت فيه وأدت إلى أمراضه . ولذا حكم الإسلام بأن طهارة ثياب المصلي كطهارة بدنه شرط في صحة صلاته قال تعالى : " وثيابك فطَّهر "[4].
قال الإمام فخر الدين الرازي : إذا ترك لفظ الثياب والتطهر على ظاهره وحقيقته، فيكون المراد منه أنه عليه الصلاة والسلام أمر بتطهير ثيابه من الأنجاس والأقذار.
قال الشافعي : المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز في ثياب طاهرة من الأنجاس[5].
ولقد رغب الإسلام من المسلم أن يكون ثوب صلاته مع الجماعة غير ثوب عمله، حرصاً على تمام النظافة وحسن المظهر واللقاء، وسنَّ للمقتدر أن يكون له ثوباً عمل وثوب صلاة ليوم الجمعة يلبس النظيف منهما، عن محمد بن يحيى ابن حبّان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما على أحدكم إن وجد ـ أو ما على أحدكم إن وجدتم ـ أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته " وفي رواية عنه عن ابن سلام : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر " ما على .. إلخ " [6] .
هذا وقد أوصى عليه الصلاة والسلام صحابته وهم في بيئة حارة بالثياب البيض، لأن اللون الأبيض أقل الألوان اكتنازاً للحرارة، ولأن الوسخ والنجاسة يظهران عليها بجلاء، وذلك مدعاة في تنظيفها وتطهيرها وعدم إهمالها . قال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفّنوا موتاكم "[7].
صحة المسكن
نظافة المسكن :
إن التنفس لتنشرح للمكان التنظيف وتنقبض لمنظر القذارة وإن قذارة المكان قد تصيب ثياب الإنسان المجاور أو بدنه فتحلق به وساخة أو جراثيم تكون سبباً في عدواه بالأمراض السارية.
وليتذكر المسلم أن طهارة مكان الصلاة شرط في صحة صلاته كما أسلفت لقوله تعالى : (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) وهذا التطهير يشمل التطهير من الأنجاس والأقذار ومن مظاهر الشرك والآثام. وإن بيت المسلم الملتزم لا يخلو من الصلاة فيه أداء لفريضة أو تنقلاً أو تهجداً .
وسنرى أن الإسلام اهتم بنظافة الطريق فكيف بنظافة المسكن . يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم "[8].
وبما أن المساجد هي البيوت المعدة لأداء الصلاة ولاجتماع المسلمين لطلب العلم والتفقه في الدين، فإن الاعتناء بنظافتها آكد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : " البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها"[9].
ومن تمام نظافة المسكن ومكان العمل، العناية بنظافة دورات المياه وتغطية علب الأوساخ منعاً لانتشار الروائح المستكرهة، ولئلا يقف عليها ذباب أو بعوضة أو صراصير، فتكون هذه واسطة لنقل الجراثيم إلى الأغذية وغيرها فتلوثها وتكون سبباً في عدوى الأمراض من ديدان وزحار وتيفوئيد وهيضة (كوليرا) وإنتانات معوية أخرى .
وبهذه المناسبة أذكر إخوننا أهل الريف أن يكون تخليهم في أماكن خاصة،لا في الفلاة ليقل انتشار الأمراض السارية والأوبئة وأن تكون دورات المياه بعيدة عن الآبار وعن موارد المياه لئلا تتلوث هذه وإذا لم يكون للمرحاض (سيفون ) فيجب تغطيته لأنّ الجرذان سبب في انتشار الطاعون، لأنها تمرض به وتنقله براغيثها إلى الإنسان، كما تنقل الجرذان جراثيم الأقذار.
ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبول الإنسان في مكان الاستحمام صوناً له من النجاسة وبعداً عن تردد الوسواس ببقاء النجاسة والإصابة ثانية برشاش الماء المنصبِ، فقال عليه الصلاة والسلام : " لا يبولنَّ أحدكم في مستحمه فإن عامة الوسواس منه " [10] .
ويلزم أن تجمع أقذار المسكن في مكان منزو منه في سطل أو صندوق محكم الإغلاق يحوي كيساً من النايلون .
وينبغي ألا تترك الأقذار في البيت طويلاً، أي أكثر من أربع وعشرين ساعة، لما يخشى من ضررها بعد ذلك. وعلى الفرع المختص في دائرة البلدية تعهد نقلها بالطرق الصحية بما يمكن من السرعة. ويستحسن أن يضاف إلى هذه الأقذار شيء من الكلس المطفأ إن عرف أنها لن تنقل من المسكن بسرعة درءاً لضررها وأذاه[11].

وصايا صحية أخرى :
لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمور تنفذ قبل النوم لوقاية البيت وساكنيه قال عليه الصلاة والسلام : " لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون " [12] فقد يتطاير شرر في النار يؤدي إلى حريق البيت وأذية من فيهن وقد ينتشر من النار غاز أوكسيد الفحم بكمية تؤدي إلى تسمم من في البيت . وتبقى هذه الوصية نافذة بالنسبة للمدافئ المنزلية التي تعمل بالمازوت أوالغاز أو الكهرباء، بسبب المخاطر التي قد يؤدي إلهيا العوارض التي يمكن أن تطرأ على تلك الآلات وسير العمل فيها.
ولئلا يدخل البيت لص أو حيوان مفترس أو حيوان مؤذ أو كلب أو مصاب بدون (الشريطية المكورة المشوكة) فيلح الضرر المباشر أو غير المباشر على ساكني المنزل أو محتوياته، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " خمِّروا الآنية وأوكئوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وأطفئوا المصابيح فإن الفويسقة ربما جرَّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت "[13].
أي ربما جرت الفأرة فتيل السراج الزيتي المستعمل في الأزمنة السابقة فيحرق الطرف المشتعل من الفتيل البيت .
وفي إقامة المخيمات والنوم في طريق السفر أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يكون ذلك جوار الطريق مباشرة، لأن الطريق ممر الدواب ومأوى الهوام بالليل،إذ تأتي حيث ترمى الفضلات من غذاء المسافرين . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيهاً وإذا عرّستم فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل "[14].
نظافة الطريق :
إن نظافة الطريق أبهج لنفوس السالكين وأنقى للنسيم وأبعد عن أذى العاثرين ووسيلة هامة للحد من تكاثر الذباب ونقله لجراثيم الأمراض. وما أقبح عادة من يرمي الأقذار إلى الشارع من شرف الطوابق فتنتشر فيه وتسيء إلى منظره وهوائه وإلى الصحة العامة، فمن فعل ذلك فقد أذى مجتمعه ولوث سمعة بلده وفعل مستهجناً ووقع في الإثم .
إن إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، وإن لفاعلها ثواباً عند الله تعالى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بعض وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وإدناها إماطة الإذى عن الطريق، والحياء شبعة من الإيمان "[15]. وقال : " بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك على الطريق فأخَّره، فشكر الله له فغفر له " [16] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " عُرضت عليّ أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن"[17]. فالتسبب في اتساخ الطريق وأذى المارة سيئة تنقص من درجة الإيمان الكامل وخاصة التخلي في طريق المارّة أو ظلهم. قال عليه الصلاة والسلام : " أتقو اللاعنين ، قيل : وما اللاعنان؟ قال : الذذي يتخلىّ في طريق الناس أو ظلهم "[18].
فعلى المواطنين كافة أن يساهموا في نظافة بلدهم، فلا يلقوا الأوساخ من النوافذ والشرف، بل يضعوها في أماكنها من الطريق ليلاً قبل جولة عمال التنظيفات، وهي في أكياس النايلون بعد إحكام ربطها وبعد إضافة شيء من المطهرات إذا أمكن .
ونأمل من رجال التنظيفات جزاهم الله خيراً وضاعف حسناتهم، أن ينشطوا في إماطة الأوساخ والأذى عن الطريق. ومن الواجب نقل الأقذار في صناديق محكمة الإغلاق، حتى لا تتناثر في الطريق أو تفسد الهواء برائحتها المستكرهة، وأن يكون النقل في الأوقات التي تكون الطرق والشوارع فيهاخالية من المارة كما في آخر الليل .
إن الإسلام طهارة ونظافة وعبادة ولطافة، والنظافة جمال وكمال، والطهارة ركن وقائي من الأمراض السارية، فتحلّوا بهما وربوا أولادكم عليها وساهموا في نشرهما في المجتمع وربوع الوطن ترضوا ربكم وتبلغوا المظهر اللائق بكم وتساعدوا في تخفيف وطأة الأمراض وانتشارها بينكم .

[1] رواه أبو داود، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير إلى المسند أيضاً ورواه ابن حبان والحاكم . وقال المناوي في فيض القدير : على شرطهما وأقره الذهبي : إسناده جيد .
[2] أخرجه مسلم واللفظ له والترمذي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
[3] الفيض القدير: في شرح ما يروى أنه عليه السلام قال إن الله جميل يحب الجمال سخي يحب السخاء، نظيف يحب النظافة، وهذا حديث أشار السيوطي إلى ضعفه .
[4] سورة المدثر ـ 4.
[5] التفسير الكبير للرازي
[6] أخرجه أبو داود كما في جامع الأصول . قال الأستاذ عبد القادر الأرناؤوط في تعليقه : إسناده صحيح ورقمه في سنن أبي داود 1078 باب اللبس للجمعة .
الرواية الأولى مرسلة والثانية موصولة . وفي معنى هذا الحديث روى ابن ماجة عن عبد الله بن سلام مرفوعاً : " ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته " وفي الزوائد إسناده صحيح ورجاله ثقات . وأخرج عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً : " ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته " .
[7] رواه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد جيد . ورواية الترمذي : " ألبسوا البياض فإنه أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم " وقال حسن صحيح .
[8] رواه الترمذي وقال حديث غريب وخالد بن إياس يضعف أ هـ فالحديث ضعيف .
[9] أخرجه البخاري ومسلم عن أنس .
[10] رواه الترمذي ورواه أبو داود بزيادة (مستحمه ) هي : ( ثم يغتسل منه ) وفي أخرى (ثم يتوضأ فيه .. الحديث ) وهو حديث حسن كما في جامع الأصول والتعليق عليه للأستاذ عبد القادر الأرناؤوط .
[11] فن الصحة
[12] رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر .
[13] رواه الترمذي في الأطعمة وأبواب الأدب وقال : هذا حديث حسن صحيح .
[14] أخرجه مسلم ورقمه 1926 والترمذي في أبواب الأدب ورقمه 2862 وأبو داود في الجهاد وفي رواية أبي داود عن جابر بعد قوله " حقها " " ولا تعدوا المنازل " .
[15] رواه مسلم عن أبي هريرة ورواية الترمذي : " الإيمان بضع وسبعون باباً أدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرقعها قول : لا إله إلا الله " .
[16] جزء من حديث رواه البخاري ومسلم
[17] رواه البخاري ومسلم ومالك والترمذي كما في جامع الأصول .
[18] رواه مسلم

قتيبة
10-24-2008, 01:22 AM
منقول من كتاب
الطب الوقائي في الإسلام دلائل إعجازية بقلم الدكتور مصباح سيد كامل جامعة المنيا


الفصل الثانى

الطهارة والنظافة في الإسلام

الأهداف التربوية :

بعد دراسة هذا الفصل من المتوقع أن يكون الطالب قادراً على أن :
يستنتج العلاقة بين النظافة والإسلام والإيمان .
يستنتج مصادر الأضرار التي تصيب الجلد وأهمية النظافة الخارجية في الحفاظ على الجلد.
يستنتج الفوائد الطبية على الجلد والجسم كله من تكرار الاغتسال.
يستنتج مفاهيم الطب الوقائي التي تعود على المسلم من الوضوء.
يذكر الآيات الكريمة التي تحث على الطهارة وفضل المطهرين .
يذكر الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على الوضوء والطهور قبل الصلاة.
يستنتج الإعجاز العلمي في تدليك الأعضاء والتخليل في الوضوء والغسل.
يدرك الهدي النبوي الشريف في النظافة الموضوعية ( اليدين – الرجلين – الأنف – الأذن – العينين).
الطهارة والنظافة في الإسلام
النظافة من الإيمان لا تتم الصلاة إلا بها، والصلاة من أهم أركان الإسلام الخمسة التي بنى عليها، كما أن النظافة وقاية من الأمراض والأوبئة المعدية. تعد نظافة الأقسام الظاهرة من الجسم أساسا في طهارته والتي يعتبر فيها الجلد الدرع الواقي المتين، والحصن المكين لما تحته من الأنسجة والأعضاء. وهو عرضة لملامسة مواد متنوعة من غبار وجراثيم وفضلات ورواسب وأوساخ سواء منها الأقذار الخارجية التي تأتيه من المحيط والبيئة، أو الأدران البدنية التي تنجم عن تراكم مفرزاته المختلفة، من عرق وزهم (مادة دهنية يفرزها الجلد) وما إلى ذلك تجتمع على سطحه فتولد الأقذار الكريهة والروائح القبيحة وقد تسد الأوساخ مسام الجلد فتحدث أمراضا عامة وموضعية.
والطهارة فى الإسلام تشمل ركيزيتين أساسيتين هما الغسل والوضوء.
وقد اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بنظافة جسم الإنسان ويظهر لنا هذا الاهتمام جلبا في تشريعاته السامية، المتمثلة في إيجاب الوضوء والغسل، والأمر بغسل اليدين قبل الأكل وبعده وغسل الثياب وتطهيرها، وما إلى ذلك، وربط ذلك بالعبادات الفردية والجماعية، توكيدا لإصرار الإسلام على الربط المتكامل بين الجسم والروح.
وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في منهج الطب النبوي، الطب كعلم وإيمان، ففي الصلاة وطبقا لأوامر القرآن الكريم يلزم الغسل للجنب والوضوء لغيره وهما من أكبر مفاهيم الوقاية.وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية كلا منهما بالتفصيل قولا وفعلا والمتأمل فى ذلك يجد العديد من أوجه الإعجاز التى سبقت فى ترسيخ مفاهيم الطب الوقائى الذى لم تكن تدرى عنه البشرية شيئا.
أوجه الإعجاز العلمى فى الغسل والوضوء:(الإسباغ – التخليل – التدليك – التكرار)
الوضوء
شرع الله الوضوء وجعله فرضا على كل من يريد الصلاة وكذلك الغسل من الجنابة فقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وامسحوا برؤوسكم، وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا " (المائدة: 6). وقال النبي عليه السلام: "لا يقبل الله صلاة إلا بطهور " (رواه ابن ماجة)، وقال: "لا صلاة لمن لا وضوء له" (رواه ابن ماجة)، وقال: "مفتاح الصلاة الطهور" (رواه أبو داوود). وقال صلى الله عليه وسلم "الطهور شطر الإيمان" (رواه مسلم)وقال: "تخللوا فإنه نظافة، والنظافة تدعو إلى الإيمان والإيمان مع صاحبه في الجنة ".وقال: "حبذا المخللون من أمتي، قيل وما المتخللون يا رسول الله؟ قال المتخللون في الوضوء والمتخللون من الطعام، أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع، أما تخليل الطعام فمن الطعام أنه ليس شىء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو قائم يصلي".
كما أن الوضوء بالماء يقي الوجه مما يعلق به ويقي العينين مما يصيبها ويلوثها، وينظف الأنف من إفرازاته التي التقطت أثناء التنفس من الأوساخ التي قد تذهب إلى القصبات، فالقصبات الرئوية، فالرئة. كما أن غسل الأذنين يزيل ما يتراكم فيها من إفرازات تفرز في الأذنين لاصطياد الجراثيم، والضرر الذي يمكن أن يلحق بالأذنين ويؤدي إلى التهابهما كما أن عملية الوضوء تنشط الدورة الدموية لاستحسان تدليك الأعضاء التي يجرى غسلها في أثناء الوضوء.
الاغتسال
لا تقتصر فائدته على نظافة الجلد فحسب، بل يكون داعيا لنشاط الجسم كله. ذلك أنه عندما يفيض الإنسان بالماء على عضو من أعضاء جسمه، فإنه يجذب الدم إلى العضو المغسول بقوة، فتنشط الدورة الدموية في الجسم كله، ويترافق ذلك بتخفيف احتقان المخ وسائر أجزاء الجملة العصبية المركزية فتنتبه، مما يبعث نشاطا في الجسم كله.
الإعجاز العلمي في تدليك الأعضاء والتخليل في الوضوء والغسل:
يؤدي التدليك والتخليل إلى الضغط على نقاط معينة تؤدي بالتالي إلى تنشيط وتوازن الأجهزة الداخلية ويستثير القدرة الشفائية الذاتية للجسم وهذا هو الأساس الذي قامت عليه نظريات العلاج بالإبر الصينية والحجامة والتدليك. كما أن التدليك يؤدي إلى تخفيف التوتر اليومي والشعور بالإسترخاء والراحة وتنشيط الدورة الدموية وقد توصل العلماء إلى أن سقوط أشعة الضوء على الماء أثناء الوضوء يؤدي إلى إنطلاق أيونات سالبة ويقلل الأيونات الموجبة مما يؤدي إلى استرخاء الأعصاب والعضلات ويتخلص الجسم من ارتفاع ضغط الدم والآلام العضلية وحالات القلق والأرق وهنا يبرز الإعجاز في حديث الرسول ص (إذا غضب أحدكم فليتوضأ) حيث أن هذا التدليك يؤدي إلى إفراز مادة الأندورفين المسكنة وأيضا عملية التخليل المتكررة تؤدي إلى التخفيف من أوجاع الرأس والصداع لتنشيط مسارات الطاقة الفسيولوجية كما يحدث مثل ذلك في الغسل حيث يتم التدليك من أعلى إلى أسفل … ويؤكد ذلك أحد العلماء الأمريكيين في قوله: إن للماء قوة سرية بل إن رذاذ الماء على الوجه واليدين يقصد الوضوء هو أفضل وسيلة للاسترخاء وإزالة التوتر.

فسبحان الله العظيم
وصح أن عثمان رضي الله عنه دعا بوضوء فافرغ على يديه من إنانه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر (أخرج الماء من أنفه بالنفخ)، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضا نحو وضوئي هذا (رواه البخاري).
فالآية والحديث طلبا من المسلم الذي يريد الصلاة غسل الوجه واليدين، والرجلين، ومسح الرأس، وأضاف الحديث إلى تنظيف الفم بالمضمضة، وتنظيف الأنف بالاستنشاق والاستنثار. وبذلك يتحقق غسل الأعضاء الظاهرة التي يكثر تعرضها للتلوث كما أشرنا أنفا. وقد يتعدد ذلك بعدد الصلوات في اليوم والليلة لمن انتقض وضوؤه قبل كل صلاة وهكذا يؤكد الإسلام على هذا الإنسجام الكامل والتوافق التام بين طهارة الروح وطهارة الجسد، فهذه الطهارة الجسدية التي هي الوضوء، مفتاح للطهارة الروحية التي هي الصلاة، وفي ذلك ضمان للصحة النفسية للمسلم، فليس هناك أي صراع أو فصام بين الروح والجسد، وإنما هما عنصران متكاملان يتخلل كل منهما الآخر، كما يدل على ذلك الحديث التالي: "إذا توضأ العبد المسلم فتمضمض خرجت الخطايا من فيه (فمه)، فإذا استثتر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار (أطراف أجفان) عينيه، فإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه، حتى تخرج من تحت أظافره، فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من تحت أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه (رواه مسلم). ولم يهمل الإسلام حالة من لم ينتقض وضوئه، إذ قد يكتفي بالوضوء مرة أو مرتين في اليوم والليلة، بل حثه على تكرار وضوئه وتجديد نظافته. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة (رواه الترمذي). وإذا كان لم يوجب ذلك على أمته، فإنه قد رغب فيه فقال: "لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن (رواه الدرامي)، وقال: "من توضأ على طهر كتب الله له به عشر حسنات" (رواه الترمذي). كذلك دعا الإسلام إلى الوضوء في عديد من المناسبات الأخرى، غير مناسبة الصلاة. فقد طلب من الجنب الوضوء إذا أراد الأكل أو النوم.
والجنب هو من باشر العملية الجنسية، أو نزل منه المني ولو لم يباشر العملية الجنسية. والجنابة تستلزم الغسل أي غسل البدن كله. وعلى الرغم من ذلك نرى تشجيع الجنب على الوضوء ريثما يغتسل. فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنب هل ينام أو يأكل أو يشرب فقال: "نعم! إذا توضأ وضوئه للصلاة" (رواه ابن ماجة)، وضرب المثل لأمته بذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوئه للصلاة" (رواه مسلم). كما طلب الإسلام من الرجل إذا اتصل بزوجته جنسيا، ثم أراد أن يباشر هذه العملية مرة ثانية، أن يتوضأ قبل المباشرة الثانية. ففي الحديث "إذا أتى أحدكم أهله، ثم أراد أن يعود فليتوضأ" (رواه مسلم). وفي هذا تطهير للأعضاء مما يكون قد علق بها من أدران منعا لإنتشار العدوى في الإتصال الثاني. كذلك يسن الوضوء قبل النوم، ففي الحديث: "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة" (متفق عليه). كما يسن الوضوء عند الغضب ومن مس الميت ومن حمله وعند قراءة القرآن والحديث وعند تلقي العلم ودخول المسجد والآذان والخطبة وزيارة القبور وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء وهو إتمامه وإحسانه حتى يوفى كل عضو حقه من النظافة فقال في حديث له: "اسبغوا الوضوء" (رواه أبو داوود) وقال: "إسباغ الوضوء شطر الإيمان" (رواه ابن ماجة). حتى إن "رجلا توضأ فترك موضع ظفر عن قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فأحسن وضوءك" (رواه مسلم). ومن هذا كله نرى "أنه لا يكاد يعلق بالجسم بعض لإفرازاته أو شىء من الأتربة أو الأقذار من خارجه، إلا ويأتي الوضوء على عجل فينزعها عن جسم الإنسان فيسلم بدنه ويألفه من يجاوره ولا يتأذى أحد من قذراته وهكذا نجد أن الوضوء هو الضمانة الأكيدة لنظافة البدن ونصرته، ونقائه وصفائه.
النظافة الموضعية
ويختلف إجراء هذه النظافة بحسب موضعها والعضو المطلوب نظافته، لذلك تقسم بحسب تلك النواحي على الوجه الآتي:
أ-غسل اليدين: يجب أن تغسل اليدين عند ملامسة كل شىء قذر أو ملوث وكذا قبل الطعام على كل حال، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أراد أن يأكل غسل يديه" (رواه النسائي) وبعد الطعام إن لزم الأمر فقد قال عليه السلام: "من بات وفي يداه ريح غمر (دسم) فأصابه شىء فلا يلومن إلا نفسه" (رواه الترمذي) وقد صح أنه عليه السلام "أكل كنف شاه فمضمض وغسل يديه" (رواه ابن ماجة).
ويتصل بنظافة اليدين وجوب تقليم الأظفار، درءا لتجمع الأوساخ تحتها، ودفعا لما قد ينشأ من الأضرار. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "خمس من الفطرة: الختان، وحلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وأخذ الشارب" (رواه النسائي). والقاعدة الصحية في التقليم أن يكون بحسب شكل الأظفار، أي يقص منها الزائد عن الجلد، لا أكثر ولا أقل والأوفق أن يكون تقليم أظفار الأرجل مربعا لا مدورا، لتبقى زويا الظفر بارزة عن الجلد قليلا حتى لا تنشب فيه.
ثم إنه ينبغي إتقان غسل اليدين في الوضوء، فقد قال النبي عليه السلام: "إذا توضأت فخلل بين أصابع يديك ورجليك" (رواه الترمذي).
ب-نظافة الأرجل: لا بد من العناية بنظافة هذه الأطراف يوميا، بغسلها جيدا بماء غزير، مع الإنتباه إلى عدم ترك أي جزء منها دون غسل، بما في ذلك المناطق التي بين الأصابع، والتي كثيرا ما تكون عرضة للتعطن ونمو الفطريات المؤذية وهذه النظافة البالغة هي ما أكد عليها الإسلام، فقد قال النبي عليه السلام: "ويل للأعقاب من النار .. اسبغوا الوضوء" (رواه أبو داوود) وقال: "اسبغ الوضوء وخلل بين الاصابع" (رواه ابن ماجة)، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا توضأ، يدلك أصابع رجليه بخنصره" (رواه أبو داوود).
ج-نظافة الفم: وأهم ما في هذه النظافة الإكثار من غسل الفم أو المضمضة. وقد تقدم أن المضمضة جزء من الوضوء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا توضأت فمضمض" (رواه أبو داوود). كما تنبغي المضمضة بعد كل طعام وبعد تخليل الأسنان لرفع بقية الطعام، فقد قال النبي عليه السلام: "مضمضوا .. من اللبن، فإن له دسما" (رواه أبو داوود) ويعني ذلك طلب المضمضة من كل ما فيه دسم. وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم "أكل كتف شاة فمضمض"، كما أنه خرج مرة مع أصحابه إلى خيبر "ثم دعا بأطعمة، فلم يؤت إلا بسويق فأكلوا وشربوا ثم دعا بماء فمضمض فاه" (رواه ابن ماجة) والسويق: طعام من دقيق الحنطة أو الشعير.
والأمر الثاني المهم في المحافظة على صحة الفم هو السواك. وهو عامل أساسي في تطهير الفم وتنظيف الاسنان. والمراد بالسواك عموما تنظيف الأسنان، ويكون ذلك بدلكها بالإصبع، أو بمسواك من عود الآراك، أو بفرشاة خاصة، وسط في الصلابة، فلا تكون قاسية تدمي اللثة وتخدش الأسنان، ولا لينة لا تنفع مطلقا. ويشترط في هذا السواك أن يجري بلطف وتؤدة، وأن يكون عاما شاملا ينظف الأسنان من كل ما يبقى عالقا فيها.
ومن الأفضل أن يتابع هذا السواك بعد كل طعام إن أمكن، حتى ولو كان فىعجالة، وقبل النوم على كل حال. ويستحسن السواك كذلك عند القيام من النوم، لأن تكاتف اللعاب في الفم أثناء النوم ولا سيما إذا كان الشخص عرضة لبقاء فمه مفتوحا مدة طويلة أو قصيرة أثناء نومه يخدم الجراثيم ويسهل تكاثرها في الفم، فمن الضروري التخلص منها عند القيام من النوم.
وقد اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بنظافة الفم، حيث طلب من المسلم طلبا مؤكدا ان يستخدم عودا من آراك ونحوه من كل خشن (كالفرشاة) لإزالة ما علق بالأسنان والفم من أوساخ وروائح كريهة وأكد على السواك عند القيام للصلاة وعند النوم وعند القيام منه، وعند الجوع، وعند تغير الفم. كما أكد على تنظيف الفم بالمسواك (أو الفرشاة) لمن أراد حضور صلاة الجمعة، ويقاس على الجمعة من أراد حضور مجمع من الناس.
يدل على ما تقدم ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تسوكوا فإن السواك مطهرة للغفم، مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض على وعلى أمتي ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أخفي مقادم فمي (أي أزيل جزءا من اللثة لكثرة السواك" (رواه ابن ماجة). وقال عله السلام: "لولا أنم أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" (متفق عليه). كما قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء" (رواه ابن خزيمة). ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يدخل بيته بدأ بالسواك" (رواه مسلم) وكان إذا قام من الليل يشوص فمه بالسواك" (متفق عليه) وكان يصلي بالليل ركعتين ثم ينصرف فيستاك" (رواه ابن ماجة) وكان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ (رواه ابو داوود).
الإعجاز العلمى فى السواك:
لو نظرنا إليى السواك من الناحية الطبية لوجدنا أن الآراك هذا النبات الذى يستعمل فى السواك يتكون كيميائيا من ألياف السيليلوز وبعض الزيوت الطيارة وبه راتنج عطري وأملاح معدنية وأهمها: كلور الصوديوم والبوتاسيوم واكسالات الجير. وهذه المواد لها دور فعال في القضاء على البكتريا والجراثيم التي تكثر في الفم وإزالة الجير المتكون والذي يضر باللثة والأسنان.
د-نظافة الأذنين: وقوام ذلك مسح الأذن الظاهرة بالماء، وإخراج الصملاخ منهما، والصملاخ هو تلك المادة الشمعية التي يفرزها مجرى السمع وتتراكم في صماغ الأذن وهو المجرى الذي ينتهي بغشاء الطبل على مدخل الاذن الوسطى.
وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح بأذنيه ظاهرهما وأدخل أصابعه في صماغ أذنيه (رواه أبو داوود) وأنه مسح أذنيه داخلهما بالسبابتين وخالف إبهامه إلى ظاهر أذنيه فمسح ظاهرهما وباطنهما (رواه ابن ماجة).
هـ نظافة العينين: ويكفي في ذلك نظافة الوجه إجمالا بغسله بالماء وحده أو بالماء والصابون مع العناية بنظافة زوايا العينين كالماقين خاصة وهما زاويتا العينين القريبتان من الأنف إذ تجتمع فيهما تلك المفرزات العينية الخاصة وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يمسح الماقين" (رواه ابن ماجة).
و-نظافة الأنف: يطرد المخاط من الأنف بالاستنثار أو التمخط على أن لا يكون شديدا بل يتمخط بلطف بعد سد أحد المنخرين مناوبة وقد يغسل الأنف بعد ذلك باستنشاق الماء النقي استنشاقا خفيفا ثم استنثاره وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينتثر" (رواه مسلم) وقال "استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثا" (رواه ابن ماجة) .
الإعجاز العلمى فى الإستنثار:
قد أثبتت الفحوص الميكروبية التي أجريت على مسحات الأنف التي أخذت بعد الوضوء بساعة أو ساعتين وثلاث وأربع وخمس ساعات وقد أظهرت أن تلوث الأنف بالجراثيم يأخذ في الإرتفاع التدريجي بعد الوضوء ويتزايد مع مرور الوقت حتى يعود لحالته الأولى قبل الوضوء التالي في خلال فترة متوسطها الزمني أربع ساعات وهذه هي المدة التقريبية بين كل وضوء وآخر أما الفحوص التكميلية التي أجريت على أنف المصلين بعمل مزارع ميكروبية لمسحات الأنف التي أخذت تحت ظروف مختلفة فلقد أعطت نتائج أكثر أهمية وقيمة علمية، لقد أظهرت المسحات الميكروبية التي أجريت للمصلين الذين طلب منهم غسيل الأنف دون غسيل اليدين أن جميع أنواع الميكروبات قد قلت كثافتها وانخفضت أنواعها، إلا أنه قد ظهر عند حالتين منها ميكروب جديد هو إيشيريشيا القولون، التي لم تكن موجودة في الأنف قبل الوضوء، والتي جاءت من تلوث اليدين وبهذا يتأكد ضرورة غسل اليدين في أول عملية الوضوء قبل المضمضة والاستنشاق. أما الفحص التكميلي الثاني الذي أجرى على مجموعة المصلين فهو عمل مسحات من داخل الأنف بعد غسل الأنف عند الوضوء مرة واحدة ومرتين وثلاث مرات، والتعرف على نسبة انخفاض الميكروبات بعد كل مرة من الغسيل فظهرت النتائج مظهرة أن محتويات الأنف انخفضت كثيرا بعد الاستنشاق الأول ثم أكثر انخفاضا بعد الثاني ثم أصبحت شبه نظيفة أو خالية تماما من الجراثيم بعد الاستنشاق الثالث. وبهذا يمكن لوصول إلى الاستنتاج المبني على الحقائق والأرقام العلمية الذي يقرر أن غسيل الأنف المتكرر عند الوضوء هو عملية صحية وقائية وعلاجية للتخلص من جراثيم الأنف ومنع تواجدها في مدخل الأنف إلى حالة لتركيز الميكروبي الذي يجعله مصدرا رئيسيا للعدوى وبالتالي التقليل من الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان وحمايته من التلوث الميكروبي الذي يسبب التقيح والالتهاب للإصابات والجروح والأعضاء الخارجية والداخلية لجسم الإنسان. ولقد جاء الإسلام كديانة سماوية تهتم بصحة الإنسان وسلامته بحل سهل ميسر لضمان سلامة الأنف وطهارته فأمر بالوضوء عند كل صلاة وفي هذا الوضوء يتم غسل الأنف ثلاث مرات متتالية.
ح-نظافة السبيلين والأعضاء التناسلية: وتكون هذه النظافة على نوعين:
بالاستجمار والاستنجاء فالاستجمار هو مسح المكان الملوث بالورق أو بالحجر أو ما شابه الاستنجاء هو الغسل بالماء. وإنه وإن كان الاستجمار ولا سيما بالورق الهش ينظف ذلك الموضع ظاهرا ولكنها نظافة غير كافية لأن ذرات الورق لا يمكنها أن تحوز المواد العالقة بالجلد تماما أو الداخلة في مسامه الدقيقة أو الباقية في ثنياته مع كثير من الجراثيم أيضا وبقاء هذا القليل لا يؤمن شره للمرة الواحدة فكيف به إذا تكرر؟ لذلك يمكن الاقتصار على ذلك عند عدم وجود الماء فقط ولكن ينبغي تكراره للمبالغة في إزالة البراز فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا تغوط أحدكم فليتمسح ثلاث مرات" (رواه ابن حزام). وإنما لا تكون هذه النظافة تامة كما لو كانت بالاستنجاء بالماء كما قال أنس "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسل به" (متفق عليه) وكما قالت السيدة عائشة: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من غائط قط إلا مس ماء" (رواه ابن ماجة). حتى إن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت تعلم نساء المسلمين: "مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء، فإني أستحييهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله" (رواه الترمذي).
أما طهارة الأعضاء التناسلية في الإناث فتحتاج إلى العناية بها عناية خاصة فتغسل خارجا عند كل تبول أو تبرز مع اجتناب تلوثها بهذه المفرغات أو بآثارها أيضا، لذلك يجب غسلها جيدا. بعد كل بيلة، كما أنه من الأوفق أن تغسل قبل الاستنجاء في حالة التغوط. أما في المحيض فيجب تلقى الدم بخرقة نظيفة جدا أو بالورق الهش الخاص في اليوم مرة أو أكثر بحسب الضرورة وأن تغسل هذه الأعضاء خارجا عند كل تبول.
وقد حث الطب النبوي على التطهر من النجاسة والنجاسة هي اسم أطلق على كل ما هو ملوث بالجراثيم أو على الأقل عرضة لنقل العدوى والمرض إلى الإنسان لذا أمر الإنسان بالتطهر منها كوقاية فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره ولا يمسح بيمينه).
وإعجاز الطب النبوي في هذا الحديث بالنسبة للنهي عن التنفس في الإناء إذا شرب المسلم لأن شارب الماء قد يتنفس في إناء الشرب فيخرج مع نفسه في الزفير ما يخالط الشراب إذ الماء من اللعاب أو من غاز ثاني أكسيد الكربون وربما يغص شارب الماء عند تنفسه لامتزاج النفس والشراب وعدم وجود الهواء الكافي للتنفس، أما النهى عن امس الذكر والتمسح باليمين فلأن اليد اليمنى هى التى تستعمل فى تناول الطعام وقد رأينا آنفا كيف أن البكتيريا تنتقل من هذه الأماكن إلى الفم عن عن هذا الطريق.

قتيبة
10-24-2008, 03:20 AM
الكثير من النصارى في اوروبا لا يستحمون انما يمسحون جسدهم بقطنة مبلولة ب eau de toilette بما ء التواليت ولا يتطهرون من الجنابة و البول


المسلمين هم الذين صنعوا الصابون لأول مرة، وكانوا يعملون منه صنفين، صنفاً من الصودا، وصنفا آخر أبيض اللون من البوتاس، وقد ذكره ابن دريد سنة 933 ميلادية، وقبل المسلمين كان يستخدم رماد النباتات جاء في الحديث (حق على كل مسلم في كل سبعة أيام يوم يغسل فيه رأسه وجسده، ) حق عليه إذا لم تأتي الظروف الطبيعية وتسمح له بالغسل من الجنابة أو نحو ذلك فينبغي في كل أسبوع مرة على الأقل، يوم يغسل فيه رأسه وجسده، هذا في الوقت الذي كان الرهبان في العصور الوسطى في أوروبا يتقربون إلى الله بالقذارة وكلما كان أحدهم أقذر ظن أنه إلى الله أقرب.,يذكر عن الصليبين انه كانت تفوح من أجساد الصليبيين الذين غزوا البيت المقدس روائح كريهة للغاية حسبما يقول مسلمو ذلك الزمان؟ ورحم الله المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي حرربيت المقدس وحرر مصر من الفاطميين الشيعة الاسماعيلية

قتيبة
10-24-2008, 04:36 AM
الطب الوقائي في الإسلام



أ.د. مجاهد محمد أبو المجد

أستاذ الباطنية بكلية طب المنصورة

عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (لجنة الإعجاز)

محاضرة هامة عن الطب الوقائي في الإسلام تناول فيها الدكتور أهمية الوضوء والسواك والغسل وسنن الفطرة وبعض أوجه الإعجاز الطبي في القرآن والسنة المشرفة



http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1426&select_page=3

DirghaM
10-24-2008, 02:58 PM
قال الشافعي : المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز في ثياب طاهرة من الأنجاس[5].


قال الشافعي : المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز إلا في ثياب طاهرة من الأنجاس[5].

أو

قال الشافعي : المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز في ثياب غير طاهرة من الأنجاس[5].

أليس كذلك ؟!

قتيبة
10-24-2008, 04:19 PM
قال الشافعي : المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز إلا في ثياب طاهرة من الأنجاس[5].

أو

قال الشافعي : المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز في ثياب غير طاهرة من الأنجاس[5].

أليس كذلك ؟!


اخي الكريم ملاحظتك في محلها نعم يبدو انه خطأ مطبعي العبارة الصحيحة

( قال الشافعي المقصود منه الإعلام بأن الصلاة لا تجوز إلا في ثياب طاهرة من الأنجاس)
وجزاك الله خيرا انك نبهت الي ذلك وبناء على ملاحظتك قمت بمراسلة الموقع الذي نقلت منه الموضوع واخبرتهم عن هذا الحطأ المطبعي


واتمنى من المشرف الكريم في هذا المنتدى المبارك ان يصحح العبارة المشار اليها سابقا مع الشكر