المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنصير بألمرية الإسبانية على قدم و ساق... و المسلمون أوّل المستهدفين



أبوتاشفين المغربي
10-24-2008, 02:15 PM
هذا الموضوع هو ترجمة لما ذكره القس الإسباني خيسوس مارية سان خوان المسؤول بالمنظمة التنصيرية الإفريقية MAFR حول جهود منظمته لتنصير الأفارقة و المغاربة الوافدين على مدينة ألمرية الإسبانية. و قد ذكر فيه أساليب الإيقاع بالناس لتنصيرهم و الوسائل المعتمدة في ذلك.


هذا نص الموضوع:

"يقع إقليم ألمرية بجنوب إسبانيا, وقد كان أرض استقبال و عرضة للغزو و لفترة طويلة من الزمن. الفينيقيون, اليونان, الرومان, كل هؤلاء تركوا أثارهم. أخر من وصل إلى هنا كانوا هم المسلمون (العرب, البربر...). تقريبا كل الساحل المتوسطي مُحاط بأبراج المراقبة. الأبراج المربّعة ذات أصل عربي بينما الدائرية فمسيحية "الأصل" أغلبها بني على أنقاض الأبراج العربية المربعة. منذ استعادة بلنسية و طيلة قرن, حاول المسلمون استعادة هذه الأراضي لأن سواحل البحر سهلة الوصول. من هنا أتت العبارة التقليدية المشهورة بالمنطقة: " لا يوجد مسلمون بالساحل" No Hay moros en la Costa. هذه العبارة كانت تجعل الناس بالإقليم ينامون بسلام. لكن منذ الوصول الكثيف للقوارب التي تحمل المهاجرين من المغرب, أصبح الناس يقولون بجدية: "المسلمون بالساحل" Moros en la costa.."

.و بعدما تحدث عن المساعدات الإنسانية المقدمة للمهاجرين دخل في صلب الموضوع:

"بخصوص المساعدات الروحية, الأمر صعب شيئا ما. قام الأسقف باستدعاء مبشرين من إفريقيا لأن القساوسة المحليين, رغم إرادتهم الطيبة, لهم مشاكل مع لغة و عقلية المهاجر. لدا تم و ضع مشروع مشترك بين القساوسة و بعثة أفريقيا التبشيرية MAFR و بدأ العمل به منذ يناير سنة 2000.

مدينة روكيتا دو مار Roquetas de Mar تقع بالجنوب الشرقي لإسبانيا على الساحل المعروف بساحل الشمس Costa de Sol و تقع على بعد 25 كلم من ألمرية....منزلنا يقع بالتحديد على بعد 2 كلم من الشاطئ.... الأفارقة المنحدرون من جنوب الصحراء يأتون غالبا من غينيا بيساو , السنغال, مالي, غانا, نيجيريا, بوركينافاسو, غينيا كناكري و الكاميرون. هناك كذلك موريتانيون سود و عدد كبير من المغاربيين ينحدرون من المغرب.
المهاجرون المنحدرون من جنوب الصحراء مستحسن وجودهم لأنهم لا يطرحون المشاكل. لا يمكننا قول نفس الشيء بالنسبة للمغاربة, وذلك لعدة أسباب تاريخية و لأن الشباب المغاربي, على العموم, أباة و أحيانا ممتكبرون و مستعلون, لهذا هناك سوئ ظن اتجاههم. رغم ذلك, الذين يعرفونهم جيدا يبدون سعادتهم لاستئجارهم. فجيراننا أصحاب المستنبتات الزجاجية يخبروننا أن المغاربة هم عمّال جيدون و أنه لم تحصل معهم مشاكل. الجميع, أفارقة و مغاربة متفتحون ووديون."
ثم بدأ يتحدّث عن ظروف عيش المهاجرين بإقليم ألمرية و عن مشاكل المهاجرين, إلى أن قال :

"أبناء الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء يدخلون بكثافة إلى المدارس أكثر من أبناء المغاربة..."
ثم دخل في شرح مهمة مؤسسته التبشيرية:

"و نحن البعثة التبشيرية الأفريقية MAFR : الفريق الحالي, المكون من مانولو فرنانديز و خيسوس مارية سان خوان, سيبدأ قريبا بتلقي الدعم من الزميل الإيطالي بيير أنجيلو بيروتا. بيدرو بيريز ذذو السبعة و السبعون عاما يعيش بيننا. رسميا, نحن قساوسة بكنائس مختلفة, لكن هذه المهمة لا تأخذ منا إلا الوقت اليسير لأن عملنا مرتبط بالمهاجرين الأفارقة. قمنا بإتباع مثال الذين كانوا قبلنا و الذين حملوا الإنجيل للمهاجرين بعدة طرق منها تنظيم قداسات مهمة لتعميد الراغبين في المسيحية. لقد فتحوا لنا الباب بعملهم على تحسين ظروف استقبال المهاجرين,
و تعليم بعضهم اللغة الإسبانية أو بتوجيههم إلى منظمات و أشخاص يسهلون لهم الحصول على عقود عمل, أو عقد الإقامة أو السكن, أو الحصول على بطاقة التغطية الصحية, أو الحصول على بعض الطعام و اللباس. أحيانا يجب دفع ثمن بعض الأدوية للصيدلية. لكن المهم هو الحضور معهم. منذ حوالي سنة شرعنا في تأسيس المركز الثقافي الأفريقي."

قداسات التعميد

"منذ سنة 2000 و نحن نقوم بتعميد الأفارقة بتعاون مع القساوسة المرتبطين بالكنائس. في الحقيقة, المسيحيون و الذين يريدون أن يصبحوا مسيحيين يوجدون بروكيتا و خمس مدن أخرى مجاورة و نقوم بزيارتهم بانتظام. يوم الأحد يحضر البعض القداس بكنائس المدن الخمسة. هذه السنة 26 (2007م) بالغا سيتم تعميدهم ليلة عيد الفصح. و 73 قداسا تعميد يٌحضّر له في سنة 2008م. بما أن أغلبهم من "المانجاكو" (قبائل عرقية من غينيا بيساو) و لا يعرفون اللغة الإسبانية, قمنا بتجنيد معمّدين من نفس العرق يدرسونهم بلغتهم. جهودنا لتجنيد معمدين آخرين بدأت متواضعة. هناك أخت مُعمّدة, طبيب و نحن, نعطي دروسنا باللغة الإسبانية. أحيانا ندرس بالفرنسية للسنغاليين. نقوم بهذا العمل يوم الأحد لأن المهاجرين يشتغلون 6 أيام في الأسبوع, دون ذكر أولئك الذين يشتغلون حتى الأحد. في القرية, اجتماع المعمدين يعقد الأحد مساءا بعد العمل.

الإستقبال

"باب منزلنا الصغير مفتوح دائما. رغم أننا نتلقى الطعام و الملبس, نقود زوارنا المعوزين إلى ملجأ الكنيسة الأكثر تجهيزا للإستجابة لحاجياتهم. في كل مرّة نكتشف حاجة جديدة. و هكذا في السنة الماضية, قُتل أربعة أفارقة من جنوب الصحراء في حادثة مميتة لما كانوا يقودون دراّجة هوائية. فقمنا بشراء 85 فنار دراجة بثمن زهيد, ونحن في انتظار أن يقوم الأخرون بتنظيم حملة للوقاية الطرقية."

المركز الثقافي الأفريقي

منذ ثلاث سنوات, قمنا بوضع مشروع لتحسين استقبال المهاجرين الذين لم يجدوا لا مأوى و لا عمل. فكرنا في إنشاء مكان للقاء ثقافي لعقد لقاءات بين الأفارقة بعضهم ببعض. هذا سيساعد على اللقاء الديني مع المسلمين الكثر, خاصة القادمين من مالي و السنغال.
بالمركز الإفريقي نعطي دروسا في محاربة الأمية لثمانين أفريقيا. 35 منهم تعلموا كيف يتعاملوا مع الحاسوب و 35 لازالوا تلاميذ استفادوا من دعم مدرسي. النساء يتعلّمن الخياطة. و هناك عدد مهم من المتطوعة يسهرون على سير هذا المشروع...و هناك مكتبة إسبانية و مؤلفات فرنسية لكن لا أحد يقرأها. و هذا أمر طبيعي لكن يوما ما سيتم قراءتها ... لقد أصبح المركز الأفريقي ذا شعبية كبيرة بمدينة روكيتا."
انتهى

كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي غفر الله له و لوالديه و لجميع المسلمين.