المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتح العزيز الوهاب في بيان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في العهدين عند



د.ربيع أحمد
11-05-2008, 06:51 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :

فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هوالرد على شبهة النصارى في تخطئة القرآن لنصه على أن محمدا صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة والإنجيل ، و هم يقولون أنه غير مذكور ، و عليه فمحمد صلى الله عليه وسلم ليس برسول ، ونحن - المسلمين - نؤمن بكتابنا وبربنا وبرسولنا فمادام الله قال : ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [ الأعراف : 157 ] نقول صدق الله ، وكذب كل من يدعي خلاف ما قال الله ، وقد نص القرآن على ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل إذاً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة والإنجيل ، و لا نعبأ بقول أحد كائناً من كان نسأل الله الهداية والتوفيق .

د.ربيع أحمد
11-05-2008, 06:53 AM
أخوتاه إن نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ليست بحاجة إلى دليل يقام عليها من الكتب السابقة بحيث إذا لم يوجد ذلك الدليل بطلت نبوته صلى الله عليه وسلم فنبوته صلى الله عليه وسلم ثابتة في القرآن ،و في كتب الحديث ،وقد أيد الله النبي صلى الله عليه وسلم بالمعجزات التي تدل على صدقه في وقت كانت البشرية بحاجة إلى رسول ،وأكبر هذه المعجزات معجزة القرآن ، وقد شهد العلم الحديث بأن القرآن لا يقوله بشر ،وقد تحدى الله البلغاء والحكماء والشعراء وغيرهم عن الإتيان بمثله فعجزوا عن الإتيان بمثله قال تعالى : ﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ﴾ [ الإسراء : 88 ] . وقد تكفل الله بحفظ هذا القرآن ، وقد نقل إلينا بالتواتر فقد روى القرآن ألوف عن ألوف بما يستحيل معه تواطؤهم على الكذب ، و تعاقبت العصور عصر بعد عصر تتلو القرآن وتتدارسه بينهم ، فيحفظونه ويكتبونه ، لا يغيب عنهم حرف ، ولا يستطيع أحد تغيير كلمة ، ولا حرف ،ولا حتى حركة حرف منه ، ولم تكن الكتابة إلا وسيلة من وسائل حفظه و إلا فإن الأصل أن القرآن في صدورهم ،ولو جئت أيها الإنسان إلى آية من كتاب الله تعالى فذهبت إلى أمريكا أو آسيا أو أدغال أفريقيا أو جئت إلى صحراء العرب أو إلى أي مكان يوجد فيه مسلمون لوجدت هذه الآية نفسها في صدورهم جميعاً أو في كتبهم لم يتغير منها حرف ..ووجود بشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس عند النصارى لا يضيف إلي نبوته صلى الله عليه وسلم جديداً ، وعدم وجود بشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب لا ينال من نبوته صلى الله عليه وسلم شيئاً قط .

د.ربيع أحمد
11-05-2008, 06:56 AM
أخوتاه إن الواحد منا ليتعجب من النصارى إذ كيف يحتجون علينا بالكتاب المقدس عندهم ، و هذا الكتاب مقطوع السند عن كتبته ؟ !!! ولسنا نحن المسلمين الذين يقولون ذلك بل رجال منكم ، والحق ما شهدت به الأعداء فأما عن التوراة الحالية فقد كانت المطبعة الكاثوليكية قد أصدرت عام 1960م طبعة للكتاب المقدس جاء في مدخلها " ما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته كتب كل التوراة منذ قصة الخليقة ، أو أنه أشرف على وضع النص الذي كتبه عديدون بعده ، بل يجب القول بأن هناك ازدياداً تدريجياً سببته مناسبات العصور التالية الاجتماعية والدينية" ومثله في المدخل الفرنسي للكتاب المقدس ، وتذكر دائرة معارف القرن التاسع عشر “ العلم العصري ، ولاسيما النقد الألماني قد أثبت بعد أبحاث مستفيضة في الآثار القديمة ، والتاريخ وعلم اللغات أن التوراة لم يكتبها موسى عليه السلام ، وإنما هي من عمل أحبار لم يذكروا أسماءهم عليها ، وألفوها على التعاقب معتمدين في تأليفها على روايات سماعية سمعوها قبل أسر بابل " ويقول نولدكه في كتابه " اللغات السامية ": " جمعت التوراة بعد موسى بتسعمائة سنة، واستغرق تأليفها وجمعها زمناً متطاولاً تعرضت حياله للزيادة والنقص ، وإنه من العسير أن نجد كلمة متكاملة في التوراة مما جاء به موسى " ويقول جارودي في كتابه " إسرائيل والصهيونية السياسية " : " ليس هناك عالم من علماء التوراة وتفسيرها لا يقر بأن أقدم نصوص التوراة قد ألف وكتب على الأكثر في عهد سليمان ، وهذه النصوص ليست إلا تجميعاً لروايات شفهية ، وإذا التزمنا بمعايير الموضوعية التاريخية كان علينا الإقرار بأن هذه الروايات التي تتحدث عن ملاحم مرت عليها قرون ليست أكثر تاريخية - بالمعنى الدقيق للكلمة - من الإلياذة أو الرامايانا " وأما عن الإنجيل فلا يوجد أصلاً إنجيل المسيح بل يوجد عدة أناجيل ينسبونها لبعض تلامذة المسيح عليه السلام وتلامذة تلامذته ، وحتى هذه الأناجيل والرسائل لو أخذنا بها تنزلاً مع النصارى نجدها مقطوعة السند إلى كاتبها فكيف يؤخذ دين من كتب مجهولة الكاتب أو لا يعرف بالضبط من الكاتب أو مقطوعة السند إلى الكاتب ؟ وفي مقدمة الطبعة المسكونية للأناجيل : ( قبل عام 140 بعد الميلاد لم يكن هنالك بأي حال من الأحوال ما يدل على كتابات للأناجيل تحريرية ) ،وفي دائرة المعارف البريطانية : ( أقدم نسخة من الأناجيل الرسمية الحالية كتبت في القرن الخامس أما الزمان الممتد بين الحواريين والقرن الخامس فلم يخلف لنا نسخة من هذه الأناجيل الأربعة الرسمية ) ، وقد قال القس سويجارت : ( يوجد ما يقرب من أربعة وعشرين ألف مخطوط يدوي قديم من كلمة الرب من العهد الجديد ... وأقدمها يرجع إلى ثلاثمائة وخمسين عاماً بعد الميلاد ، والنسخة الأصلية أو المنظورة ، أو المخطوط الأول لكلمة الرب لا وجود لها ) .

د.ربيع أحمد
11-05-2008, 06:58 AM
إن المسلم ليتعجب من هؤلاء النصارى كيف يحتجون على المسلمين بهذا الكتاب المقدس عندهم ، والحس والعقل والتاريخ والعلم يشهد بورود الخطأ فيه وورود الخطأ فيه يدحض فرية أنه كلام الله فكلام الله لا يوجد فيه خطأ إن الكتاب المقدس عند النصارى ينسب لله أفعالاً لا تليق به والفطرة والعقل والحس تنفي هذه الصفات عن الله فأما العقل فكل موجود حقيقة ، فلابد أن تكون له صفات إما صفات كمال ، وإما صفات نقص فالرب المستحق بالعبادة لا يليق به صفات النقص ، وأما الحس فقد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال ، وهي من الله تعالى ، ومادامت من الله فمعطي الكمال أولى به . وأما الفطرة فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتهاب وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته ؟!!! وقد نسب الكتاب المقدس عند النصارى لله الجهل والمشي ففي سفر التكوين في قصة خطيئة آدم وحواء : " وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار...فنادى الرب الإله آدم وقال له : أين أنت ؟ فقال : سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان، فاختبأت. فقال : من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها ؟ " (التكوين 3/8) . وفي سفر ميخا :" الرب يخرج من مكانه ، وينزل ويمشي على شوامخ الأرض .. كل هذا من أجل إثم يعقوب " ( ميخا 1/3 - 5 ) . وقد نسب الكتاب المقدس عند النصارى لله المصارعة فهو ينص على أن الله ظهر ليعقوب وصارعه حتى الفجر : " فدعى يعقوب اسم المكان:" فينئيل ". قائلاً : لأني نظرت الله وجهاً لوجه ، ونجيت نفسي " ( التكوين 32/30 ) . وفي سفر القضاة نسبة العجز لله : "وكان الرب مع يهوذا ، فملك الجبل ، ولم يطرد سكان الوادي، لأن لهم مركبات من حديد " ( القضاة 1/19 ) وفي سفر التكوين نسبة التعب لله " وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح " ( التكوين 2/1 ) " وفي سفر الخروج لما أراد معاقبة المصريين جعل الله الدم علامة على البيوت الإسرائيلية حتى يعرفها الله فلا يهلكها مع بقية البيوت : " كلم الرب موسى وهارون .... فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة ، وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم ، وأصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين . أنا الرب ، ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها ، فأرى الدم ، وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر " ( الخروج 12/1 - 13 ) . ويذكر سفر التكوين أن الرب بعد ما أغرق الأرض بالطوفان زمن نوح قال لنوح ومن معه جعل قوس قزح علامة تذكره بالميثاق الذي ضربه لنوح ومن معه . : "أقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد أيضاً بمياه الطوفان ،... وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض .... فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً ..." ( التكوين 9/11 - 17 ) ويذكر سفر حزقيال أن الله أمر نبيه حزقيال وبني إسرائيل أن يأكلوا كعك الشعير مخبوزاً مع فضلات الإنسان، ولما صعب الأمر على حزقيال وسمح له أن يخبز كعكة الشعير مع فضلات البقر، بدلاً من فضلات الإنسان.: " وتأكل كعكاً من الشعير ، على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم . وقال الرب : هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم . فقلت آه يا سيد ، الرب، ها نفسي لم تتنجس ، ومن صباي إلى الآن لم أكل ميتة أو فريسة، ولا دخل فمي لحم نجس ، فقال لي: انظر . قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الإنسان فتصنع خبزك عليه " ( حزقيال 4/12 - 15 ) وأما عن الأنبياء فتجد في الكتاب المقدس عند النصارى إساءة الأدب فيذكر سفر الخروج أن هارون هو الذي صنع لبني إسرائيل العجل ليعبدوه :" قال لهم هارون : انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هارون. فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالأزميل، وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر" (الخروج 32/2-4) . ويذكر سفر صموئيل عن داود عليه السلام أنه لما أراد الزواج من ابنة شاول ملك إسرائيل الأول ( طالوت ) قدم إليه الغلف ( مفرد غلفة وهي الجلدة التي تقطع في الختان ) مهراً : " قام داود ، وذهب هو ورجاله ، وقتل من الفلسطينيين مائتي رجل ، وأتى داود بغلفهم ، فأكملوها للملك لمصاهرة الملك " ( صموئيل (1) 18/27 ) .أما عن الأخلاق ففي سفر الأناشيد كلام في الجنس لا يمكن أن يقال أن هذا الكلام من عند الله : " ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم. دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعة يدي صناع. سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. عنقك كبرج من عاج.عيناك كالبرك ... قامتك هذه شبيهة بالنخلة، وثدياك بالعناقيد.....وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ورائحة أنفك كالتفاح، وحنكك كأجود الخمر لحبيبي السائغة المرقرقة السائحة على شفاه النائمين ، أنا لحبيبي ، وإليّ اشتياقه. تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى. لنبكرنّ إلى الكروم لننظر هل أزهر الكرم هل تفتح القعال؟ هل نور الرمان. هنالك أعطيك حبي... ليتك كأخ لي، الراضع ثديي أمي، فأجدك في الخارج وأقبلك، ولا يخزونني. وأقودك وأدخل بك بيت أمي، وهي تعلمني، فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني ، شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني. (نشيد 7/1-13) ويحكي لنا هذا الكتاب المقدس عند النصارى أشياء لا يصدقها عاقل لما ربط قوم شمشون شمشون وسلموه للفلسطينيين موثقاً : " فحل الوثاق عن يديه ، ووجد لحي حمار طرياً، فمد يده ، وأخذه ، وضرب به ألف رجل . فقال شمشون بلحمي حمار كومّةُ كومتين ، بلحي حمار قتلت ألف رجل " (القضاة 15/14-16) و البطل يوشيبا " هز رمحه على ثمانمائة قتلهم دفعة واحدة " (صموئيل (2) 23/8 ) أما عن العلم الذي في الكتاب المقدس عند النصارى فتجد فيه ما يخالف العلم الحديث فقد تحدث عن طيور لها أربع أرجل، بعضها يدب، وبعضها يمشي، ولا وجود لهذه الطيور إلا في أساطير الخيال: "وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم. إلا هذا تأكلونه من جميع دبيب الطير الماشي على أربع. ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما على الأرض. هذا منه تأكلون...لكن سائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل فهو مكروه لكم."(اللاويين 11/20-23) ، أما عن التاريخ فقد جاء في إنجيل متى ما يخالف التاريخ حيث ذكر أن القيامة تقترن بعودة المسيح القريبة، والتي حددها المسيح كما يقول متى أنها قبيل انقضاء جيله : " فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله . الحق أقول لكم : إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته " ( متى 16/27 - 28 ) فكيف بعد هذه الأخطاء وغيرها كثير يحتج النصارى علينا بهذا الكتاب المقدس عندهم ، ومن يقرؤه تنفر فطرته وينفر عقله من نسبة هذا الكلام إلى الله ؟!! .

د.ربيع أحمد
11-05-2008, 07:02 AM
فصل 4 : بقاء بعض البشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب المقدس عند النصارى اليوم :


أخوتاه إذا وجدت توراة موسى غير المحرفة وإنجيل المسيح عليه السلام فسوف نجد اسم نبينا صلى الله عليه وسلم مكتوبا فيهما كما أخبر الله حيث قال : ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [ الأعراف : 157 ] و رغم أن توراة موسى عليه السلام الحالية توراة محرفة ، والأناجيل المعترف بها لدى آباء الكنيسة ليس فيها إنجيل المسيح إلا أننا نجد بعض البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في أسفار موسى الحالية وفي أناجيل النصارى الحالية ، وإليكم من هذه البشارات ما جاء في سفر التثنية : " أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ،ويكون الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذى يتكلم به باسمي أنا أطالبه "( التثنية الإصحاح 18 : العدد 18 _ 19) فهذا النص يدل على أن الله قد وعد موسى عليه السلام ببعث رسول لبني إسرائيل مثله عليه السلام، و ليس هذا النبي من بني إسرائيل بل من إخوة بني إسرائيل وقالت اليهود المراد بهذا النبي نبي من أنبياء إسرائيل هو يوشع بن نون فتى موسى ، أو صموئيل وقالت النصارى هذه بشارة بعيسىوكلا القولين يبطله سياق النص فالنص يقيد البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو من وسط إخوة بنى إسرائيل وليس منهم وهذا النبي مثل موسى عليه السلام صاحب شريعة وجهاد لأعداء الله ،وهذان الشرطان لا وجود لهما لا في يوشع بن نون ، ولا فى صموئيل كمايدعى اليهود ولا فى عيسى عليه السلام كما يدعى النصارى؛ لأن يوشع وصموئيل وعيسى من بنى إسرائيل وليسو من وسط إخوة بنى إسرائيلولو كان المراد نبياً من بني إسرائيل لكان الوعد أقيم لهم نبياً منهم ، ونجد نصا يخرج يوشع وصموئيل، والنص في سفر التثنية : " لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى " ( التثنية الإصحاح 34 : العدد 10 ) وقد كان موسى عليه السلام صاحب شريعة ، ويوشع وصموئيل وعيسى وجميع الرسل الذين جاءوا بعد موسى عليه السلاملم يكن واحداً منهم صاحب شريعة ، وإنما كانوا على شريعة موسى بما فيهم المسيح عليه السلام وقد قال المسيح عليه السلام في إنجيل متى: " ما جئت لأنقض بل لأكمل " ( الإصحاح 5 : لعدد 17 ) إذاً عيسى عليه السلام ما جاء بشريعة جديدة ،ولكن جاء متمماً ومعدلاً لشريعة موسى ،وعيسى عليه السلام له أم فقط أما موسى عليه السلام فله أب وأم وعيسى عليه السلام ولادته معجزة أما موسى عليه السلام فقد ولد ولادة طبيعية وعيسى عليه السلام لم يتزوج أما موسى عليه السلام فقد تزوج وأنجب ، وعيسى عليه السلام لم يحكم قومه أما موسى عليه السلام فقد حكم قومه والمسيح عليه السلام رفع إلى السماء أما موسى عليه السلام فقد مات ودفن في الأرض فليس عيسى عليه السلام مثل موسى عليه السلام وإن قيل موسى وعيسى عليهما السلام من بني إسرائيل وأيضا موسى وعيسى عليهما السلام نبيان لذلك عيسى عليه السلام كموسى عليه السلام نقول هذا يستوي فيه كل أنبياء بني إسرائيل فلما يترجح عيسى عليه السلام إذاً ؟ ، ومحمد صلى الله عليه وسلم يتحقق فيه الشرطان فهو من نسل إسماعيل ، وإسماعيل أخو إسحاق كما في سفر التكوين الإصحاح 16 : العدد 12 وإسحاق عليه السلام هو أبو يعقوب المسمى إسرائيل لذلكيكون محمد صلى الله عليه وسلم من وسط إخوة بنى إسرائيل وليس من إسرائيل نفسها، ومحمد صلى الله عليه وسلم صاحب شريعة مستقلة مثلما كان موسى عليه السلام ،ومحمد صلى الله عليه وسلم كان له أب وأم مثل موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم قد ولد ولادة طبيعية من زواج رجل وامرأة كموسى عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم تزوج وأنجب كموسى عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان نبياً وحاكماً كموسى عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم مات ميتة طبيعية ودفن في الأرض كموسى عليه السلام

د.ربيع أحمد
11-05-2008, 07:05 AM
تابع : فصل 4 : بقاء بعض البشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب المقدس عند النصارى اليوم :
ومن البشارات في الأناجيل : " إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر، ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله ؛ لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم... إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده نصنع منـزلا ً. الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني ، بهذا كلمتكم وأنا عندكم ، وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب فهو يعلمكم كل شيء ، ويذكركم بكل ما قلته لكم …. قلت لكم الآن قبل أن يكون ، حتى متى كان تؤمنون ، لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي ، وليس له فيّ شيء " (يوحنا الإصحاح 14 : الإعداد 15 – 30)." متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب ، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق ، فهو يشهد لي ، وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي في الابتداء. قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا، سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله.... قد ملأ الحزن قلوبكم، لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق ؛ لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً، وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين. إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك، روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية ، ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يوحنا 15/26 - 16/14). فهذه الكلمات من عيسى عليه عن المعزى الروح القدس روح الحق ، وهذا المعزى أو الروح القدس مثل المسيح أي أنه بشر ، وقد قال المسيح عليه السلام في إنجيل يوحنا عن نفسه : " وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله" ( يوحنا الإصحاح 8 : العدد 40 ) وقال المسيح أيضاً : " لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص " ( لوقا الإصحاح 9 : العدد56 ) ، وهذا المعزى يمكث إلى الأبد ورسالة الإسلام رسالة خالدة إلى يوم القيامة والمعزى يعلم الناس كل شىء ، ومعنى هذا أنرسالة هذا المعزى رسالة شاملة لكل مقومات الإصلاح فى الدنيا والدين ، وهذا ينطبق على الإسلام ، وهذا المعزى يذكر بكل ما قال المسيح وقد تكلم القرآن عما قاله المسيح للحواريين ، قال تعالى : ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [ آل عمران : 52] ، والنبي محمد r قد ذكر بكل ما غفلت عنه البشرية من أوامر الله التي أنزلها على أنبيائه ،وقال المسيح عن المعزى رئيس العالم ، ومحمد r بعث للناس أجمعين وهذا المعزى يشهد للمسيح ، وقد ورد في القرآن نبوة المسيح و معجزاته قال تعالى : ﴿وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [ آل عمران : 49] و هذا المعزىأفضل منه ، ويأتي بعد المسيح لقول المسيح :( خير لكم أن أنطلق ، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي) فكلمة " خير " أفعل تفضيل بمعنى أكثر خيراًوكلمة ( إن لم انطلق ) دل على أن المعزى غير موجود في وقت المسيح أي يأتي بعد ذهاب المسيح من الأرض فالمسيح وذلك المعزى لا يجتمعان في الدنيا،و قوله عليه السلام :( يبكت العالم على خطية)كلمة العالم تدل على أن دينه دين شامل ،والإسلام دين شامللكل الناس فى كل زمان ومكانوقد قال تعالى : ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ﴾ [ الأعراف من الآية 158]وقال تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء : 107] ، ويذكر بما مضى وهذا المعزى يخبر بأمور آتية، ومحمد r قد تنبأ ببعض الغيب الذي أطلعه الله عليه تأييداً لنبوته فأخبر r بأمور آتية فكم فى القرآن من أمور أخبر rبها قبل أن تقع فوقعت كما أخبر ، وكم فيه من الإخبار بما سيكون فى الحياة الآخرة،وهذا المعزى يمجد المسيح ،وقد قد نص القرآن على تمجيده قال تعالى : ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾ [آل عمران : 45] فكل هذا يدل أنه يبشر بالنبي محمد r ،ولا يمكن أن يكون المراد بالروح القدس نبياً بعد عيسى غير محمد r ؛ لأنه لم يأت بعد المسيح عليه السلام نبي قبل النبي rفتعين أن يكون روح القدس ، أو المعزَّى ، أو روح الحق تبشيراً بالنبي محمد r إذ فيه تجتمع تلك الأوصاف ، و يتحقق فيه معنى الأفضلية و الخيرية إذ هو خاتم النبيينالذى جاء بشريعة خالدة عامة ،ويقول النصارى : ( إن المعزى الروح القدس هو الإله الثالث في الثالوث المقدس ،والمسيح عليه السلام قبل رحيله من الدنيا وعد بأن يرسل إليهم الإله الثالث ،وأتى وعده بعد عشرة أيام من صعوده إلى السماء ؛ لأنه مكث أربعين يوماً معهم بعد الصلب كما يدعون ، ونزل بعده الروح القدس بعد رفعه بعشرة أيام ) وهذا الكلام باطل ؛ لأن الله واحد أحد ، وقال المسيح عليه السلام : " أنت الإله الحقيقي وحدك "( يوحنا الإصحاح 17 : العدد 3 ) ومعنى هذا أن غير الله ليس بإله حقيقي والروح القدس والمسيح غير الله بدليل ما جاء في إنجيل متى : " لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السماوات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة ، وآتياً عليه ، وصوت من السماء قائلاً : هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به " ( متى الإصحاح 3 : العدد 16 -17) فقد جمع النص الآب والابن الحبيب والروح النازل مثل الحمامة . ففي النص ثلاث ذوات تمايزت بالأسماء والأعمال ، والعطف بالواو يقتضي المغايرة ، وقال المسيح : " الآب الذي في السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه " ( لوقا الإصحاح 11: العدد 13) والروح القدس الذي تحدث عنه المسيح يكون بشراً مثله ،ومحمد r بشر ، أما الروح القدس عند النصارى فهو شيء روحي ،والروح القدس الذي تحدث عنه المسيح عليه السلام يتصف بصفات حسية كالكلام والسمع والتوبيخ ، والروح القدس عند النصارى غاية ما يصنعه الإلهام القلبي ، وأما الكلام فهو صفة بشرية ، لا روحية ،والروح القدس الذي تحدث عنه المسيح عليه السلام يأتي بعد المسيح أما الروح القدس عند النصارى سابق في الوجود على المسيح ، فلا يعني الروح القدس الذي تحدث عنه المسيح عليه السلام الروح النازل على تلاميذ المسيح عليه السلام ؛ لأن الروح القدس هذا قد وجد منذ الخلق ورف على وجه الماء كما في سفر التكوين الإصحاح 1 : العدد 2 ،وكان الروح القدس مع الأنبياء فقد ملأ يوحنا (يحيى عليه السلام) في إنجيل لوقا الإصحاح 1 : العدد 15 ، وملأ زكريا في إنجيل لوقا الإصحاح 1 : العدد67 ،وكان على سمعان في إنجيل لوقا الإصحاح 2 : العدد 25 وملأ الحواريين في إنجيل يوحنا الإصحاح 20 : العدد 21-22 ،و كان كالحمامة عند نهر الأردن كما في إنجيل متى الإصحاح 3 : العدد 16 ، وروح القدس سابق في الوجود على المسيح، وموجود في التلاميذ من قبل ذهاب المسيح فاجتمع روح القدس مع المسيح أما محمد r فقد جاء بعد المسيح عليه السلام ، و الروح القدس الذي تحدث عنه المسيح عليه السلام يشهد للمسيح والروح القدس عند النصارى لم يشهد للمسيح ، ومحمد r قد شهد للمسيح عليه السلام ، وإن قال النصارى المعزى قد ورد أنه روح الحق وورد أنه روح القدس فلا تنطبق على نبي ، ونحن نقول للنصارى لفظة روح الله دالة على الأنبياء أيضاً ، كما جاء في رسالة يوحنا الأولى : " فلا تؤمنوا أيها الأحباء بكل روح من الأرواح، بل امتحنوا الأرواح حتى تعلموا هل هي من عند الله أم لا ؟ لأن كثيرين من الأنبياء الكذبة برزوا إلى هذا العالم " ( يوحنا(1) 4/1-2 ) ، فالأنبياء الصادقون هم روح الله، والأنبياء الكذبة هم روح الشيطان وبين يوحنا كيفية معرفة روح الحق من روح الضلال ، فقال : " بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله ، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله، وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي ، والآن هو في العالم " (يوحنا (1) 4/2 - 6). وفي الأناجيليعبرون عن المنتسب إلى الله أنه ممتليء بالروح القدس فلا مكان للشيطان في قلبه ففي إنجيل لوقا : " أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس " ( لوقا الإصحاح 4: العدد 1 ) أي رجع مع الله ، ولا يقدر الشيطان أن يغويه ،و ملأ الروح القدس يوحنا (يحيى عليه السلام) في إنجيل لوقا الإصحاح 1 : العدد 15 أي يسير يوحنا مع الله من صغره ، ويملأ الله جوفه علماً وحكمة فالسائر مع الله في عرف الأناجيل يطلق عليه الممتلئ من الروح القدس فإطلاق المسيح عليه السلام على محمد r الروح القدس جاء مجاراة على عادة القوم في النطق والتعبير ، ويقول النصارى : ( المسيح كان يخاطب تلامذته فينبغي أن يوجد الروح القدس في زمنهم ) نقول الخطاب لتلامذة المسيح والمراد النصارى بعدهم ، وقد أقامهم المسيح عليه السلام مقام التلاميذ ، وهو أمر معهود في العهد الجديد فقد جاء في متى في خطاب رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع " أقول لكم : من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة ، وآتياً على سحاب السماء " (متى 26/64)، وقد مات المخاطبون وفنوا ، ولم يروه آتياً على سحاب السماء فقطعاً المراد النصارى بعدهم ، ويقول النصارى : ( لا يراه العالم ولا يعرفه ، فقد جاء "لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم" بينما محمد قد عرفه الناس ورأوه ) نقول للنصارى العالم لا يعرفون هذا النبي المعرفة الحقيقية ، وهي معرفة نبوته أما اليهود والنصارى فيعرفونه ؛ لإخبار المسيح والأنبياء لهم عنه. وأما سائر الناس فهم كما قال المسيح : " لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون " ( متى الإصحاح 13 : العدد 13) ، و لا يمكن أن يكون المراد الروح القدس الذي يعرفونه ؛ لأن روح القدس عندهم هو الله أو روح الله والعالم يعرف ربه أكثر من محمد عليه الصلاة والسلام ، فهي لا تصدق على تأويلهم بحال ، ويقول النصارى : ( جاء في سفر أعمال الرسل : " وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الأب الذي سمعتموه مني ؛ لأن يوحنا عمد الماء ، وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ، ليس بعد هذه الأيام بكثير ". (أعمال الرسل الإصحاح 1 العدد 4 - 5) ، فهذا عندنا يدل على أن المعزى هو الروح النازل يوم الدار ؛ لأن المراد بموعد الآب هو المعزى ) نقول للنصارى : ما جاء في الأعمال وعد آخر لا علاقة له بالمعزى الذي تحدث عنه يوحنا فحسب ، فقد وعدوا بمجيء الروح القدس في وعد آخر، وتحقق الموعود بما ذكر لوقا في أعمال الرسل . أما ما ذكره يوحنا عن مجيء المعزى فلا صلة له بهذه المسألة ، وأخيراً بشارة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ثابتة في كتب اليهود والنصارى رغم أنوفهم ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،وكتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب جامعة عين شمس الجمعة 21 محرم 1428 هـ 9/2/2007م

د.ربيع أحمد
11-05-2008, 07:11 AM
فتح العزيزالوهاب في بيان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في العهدين عند أهل الكتاب (http://www.4shared.com/file/44544238/2da20727/__online.html?dirPwdVerified=95e123a0)