المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواعظات ينتشرن بأوروبا رغم الإسلاموفوبيا



muslimah
11-09-2008, 01:25 PM
الواعظات ينتشرن بأوروبا رغم الإسلاموفوبيا (مقابلة)

أكد الشيخ ونيس المبروك رئيس "التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين" أهمية دور المرشدات المسلمات التوجيهي والدعوي والخدمي في أوروبا، مشيرا إلى أن دورهن قد يفوق الأئمة والمرشدين الرجال أحيانا نظرا لاعتماد المجتمعات الأوروبية بشكل كبير على المرأة في تسيير كثير من إداراتها ومؤسساتها.
وفي لقاء خاص مع "إسلام أون لاين.نت" أشار المبروك إلى أن بعض المرشدات في أوروبا -وعددهن يقدر بالمئات - يعملن بطريقة رسمية مع الحكومات الأوروبية، التي تتيح لهن زيارة دور الرعاية الاجتماعية والجامعات والمدارس والسجون وغيرها من الأماكن، بل إن تلك الحكومات تهتم بهن بشكل خاص، وتشجعهن على المشاركة والعمل المجتمعي.
ولفت إلى أن عدد المرشدات زاد بشكل لافت في السنوات القليلة الماضية، وهو "في ازدياد مستمر".
كما نوه رئيس التجمع الذي أنشأه اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا في 28 فبراير الماضي إلى بعض التحديات التي تواجه عمل المرشدات، والتي من بينها الواجبات الأسرية، ومحدودية الحركة – بالنسبة إلى الرجل- وخلط كثير من المسلمين أنفسهم بين ما هو من الشرع وما هو من الثقافات والعادات الموروثة، إضافة لحملات التشويه والإسلاموفوبيا (العداء للإسلام)، والتي تنال المرأة المحجبة بشكل خاص.
وأردف: "ولكن تلك العقبات تتحول في كثير من الأحيان لدى المرشدات اللاتي ينتشرن في مئات المراكز والمؤسسات والمساجد العاملة في أوروبا إلى تحد كبير وقبول للمنافسة".
وفي السطور التالية تفاصيل الحوار الذي أجري في أعقاب اجتماع مجلس أمناء "التجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين" الذي عقد بإستانبول في الفترة ما بين 24 و26 أكتوبر الماضي.
* ركزت خلال الاجتماع الأخير بإستانبول على دور المرشدات الدينيات في حمل رسالة الإسلام إلى المجتمعات الغربية، فكيف ترون هذا الدور؟
- الذي يعيش في أوروبا يعلم جيدا مدى اعتماد الأوروبيين على المرأة في بناء الحضارة، وتحريك دوائر ومؤسسات الدولة، ونحن أولى الناس بهذا المبدأ، فالله تعالى جعل المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
والنساء شقائق الرجال كما رُويَ عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهن مكلفات بمقتضى عقد الإيمان، بعمل الخير وخير العمل، ما دمن يلتزمن بحدود الشرع وآدابه، ومن حق النساء علينا أن نقرب لهن كل خير، وأن نضم جهودهن، ونطور من أدائهن، حتى يستطعن حمل رسالتهن مع إخوانهن الرجال، بما لا ينقض دورهن في الحفاظ على الأسرة.
ومن ثم تتواجد الأخوات المرشدات في أهم مواقع العمل والتأثير في الغرب، وعلى عاتقهن أكثر من واجب، وأنا مقتنع أنه إذا توافر لهن المجال والإمكانات المناسبة، سيفقن المرشدين والأئمة الرجال.
* وإلى أي مدى يتحقق هذا الدور فعليا في الواقع الأوروبي؟
- الأمر يختلف بحسب الأقطار التي تمارس فيها المرشدات العمل، فهناك اختلافات نوعية بين الأقطار وأحيانا بين المدن نفسها.
كما تواجه المرشدات أثناء عملهن الدعوي نوعا خاصا من التحدي، بحكم طبيعة الواجبات الأسرية، ومحدودية الحركة مقارنة بالرجال، وتأثر كثير من المسلمين وخلطهم بين ما هو من الشرع وما هو من الثقافات والعادات الشرقية الموروثة، إضافة لحملات التشويه والإسلاموفوبيا، والتي تنال المرأة في أحيان كثيرة، مما يحد من مشاركتها.
ولكن كل ذلك قد ينقلب لدى الأخوات إلى تحد، ينعكس في كثير من الأحيان لنوع من السمو وقبول المنافسة، والإصرار على المطالبة بالحقوق عبر المجالات القانونية والحقوقية الكثيرة في هذه البلاد.
* وماذا عن مساحة الحركة المتاحة للمرشدات في المجتمع الأوروبي؟
- مساحات الحركة بالنسبة للمرشدات مفتوحة، بل إن الحكومات الأوروبية تعطيهن نوعا من الاهتمام الخاص، لتشجيعهن على المشاركة والعمل.
وفي تقديري أننا نحتاج لتحرير النزاع حول وصف "التشدد"، وأستطيع القول بأن الاتجاهات التي تمنع المرأة من المشاركة في الشأن الإسلامي والاجتماعي العام في أوروبا بدأ ينحسر، خاصة مع مرور الوقت والمعيشة الطويلة في الغرب.
ولكن ما نخشاه حقا هو بروز النمط الثاني من التوجهات، التي تنادي بمخالفة بعض الأحكام الشرعية الثابتة، أو تشجع على خرق العرف الإسلامي العام، وتحاول تشكيل عقل المرأة وعاطفتها، بعيدا عن ضوابط الشرع، ومقتضيات الأدب، اللذان يمثلان عناصر الهوية الإسلامية الصحيحة.
وتكمن خطورة هذه الحملات في أنها تقدم ذلك في إطار حرية المرأة وحرية التدين، والتحرر من سلطان الرجل وظلمه، والثورة على الميراث الفقهي باعتباره عنصرا من عناصر التخلف،على حد قولهم، ولا شك أن وسائل الإعلام والكثير من دوائر التأثير في هذه الدول يشجع على ذلك بل يصنعه على يديه صناعة، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[يوسف:21].
* وكم عدد المرشدات والمؤسسات التي يؤدين دورهن من خلالها؟
- الأخوات المرشدات يمارسن دورهن عبر المراكز التي يتواجد فيها الأئمة، فلا يكاد يوجد مركز أو مسجد ، إلا وللأخوات فيه نشاط دوري، وليس لدينا عدد حصري دقيق لعدد المؤسسات بعد، ولكنها تعد بمئات المراكز والمساجد والمدارس والمنتديات، ونظرا لمحدودية مجال التعريف بالتجمع فإن عدد المرشدات الذي يمكن تقديره بالمئات، لا يزال قليلا بالنسبة لعدد الأئمة والمرشدين، ويمكن القول إن عدد المرشدات زاد في السنوات القليلة الماضية، وهو في ازدياد مستمر.
* وما هي القنوات التي تنطلق من خلالها المرشدات للقيام بهذا الدور؟
- أهم هذه القنوات هي التجمعات النسوية والمراكز الإسلامية، ثم المنتديات والجمعيات النسوية الخاصة، وهناك بعض المرشدات في التجمع يمارسن العمل بشكل رسمي مع الحكومات، بحيث يخصص لهن وقت لزيارات دور الرعاية الاجتماعية والجامعات والمدارس والسجون وغيرها من الأماكن، وقد خصصنا في موقعنا الإلكتروني قسما للمرشدات يمكن من خلاله تقديم البحوث والمقالات والمحاضرات لمزيد من التوعية والتواصل.
* وهل من آفاق مستقبلية لدعم هذا التوجه وتطوير هذا الدور؟
- نعم، حيث نعمل حاليا على ضم إحدى المرشدات للمكتب التنفيذي للتجمع لتولي مسئولية قسم المرشدات الدينيات، وقد قمت بزيارة لبعض الأقطار الأوروبية، وتحدثت مع بعض المرشدات في هذا الأمر، وسوف نخصص لجنة للمرشدات التابعات للتجمع في أي قطر أوروبي به نسبة من الوجود المناسب.