المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه لمن يرغب في الاحتفال بعيد الحب احذر فستخالف الشرع



د.ربيع أحمد
11-11-2008, 07:05 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام عامة المسلمين بحرمة الاحتفال بعيد الحب فهو عيد روماني وثنى أي أنه من أعياد الكفار يحتفلون به في يوم 14 فبراير من كل سنة تعبيراً عما يعتقدونه في دينهم الوثني أنهتعبير عن الحب الإلهي

وأحدث هذا العيد قبل ما يزيد على 1700 عام في وقت كانتالوثنية هي السائدة عند الرومان ، وقد أعدمت دولتهم أيام وثنيتها القديس فالنتينالذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً ، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يومإعدامه مناسبة للاحتفال بشهداء الحب

ولا زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكاوأوروبا لإعلان مشاعر الصداقة ، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين ، وأصبحلهذا العيد اهتمامه الاجتماعي والاقتصادي ، وتبدأ القصة بأن الرومان كانوا يحتفلون في 14 فبراير بملكة آلهة الرومانيين جونو ، وكانت تتفسخ وتنحل أثناء احتفالهم بهذا العيد ، فتقوم الفتيات بكتابة أسمائهن في أوراق ثم يضعنها في زجاجات فارغة، ثم يأتي كل شاب فيختار بالقرعة اسم عشيقته ليحتفل بها في هذا العيد

د.ربيع أحمد
11-11-2008, 07:09 AM
واستمر الحال على ذلك حتى القرن الثالث الميلادي الذي كان يحكم الرومان فيه الإمبراطور كلاوديس الثاني ، والذي قام بعدة حملات حربية باءت بالهزيمة والفشل ، فأدرك أن سبب ذلك هو صعوبة جمع رجال الجيش بسبب ارتباطهم بزوجاتهم وعشيقاتهم ، مما حدا به إلى إصدار أمر يمنع القساوسة فيه أن يتموا للجنود عقود الزواج

فاضطر القساوسة جميعهم للاستجابة لأمره إلا قسيساً كان يدعى : ( فالنتاين ) فقد أبى الانصياع لأمره ، وكان يتم عقود الزواج سراً ، لكن سرعان ما افتضح سره، وبان أمره، فتم اعتقاله وإدانته بمخالفة الإمبراطور وحُكِم عليه بالإعدام، وأثناء إقامته في السجن تعرف على ابنة السجان، والتي كانت تزوره متخفية، مصطحبة معها وردة حمراء لإهدائها له، فوقع في حبائل حبها وغرامها، وخرج عن تعاليم شريعته النصرانية التي تُحرِّم على القساوسة الزواج أو عقد العلاقات العاطفية، ثم إن الإمبراطور قد دعاه إلى عبادة آلهة الرومان مقـابل العفو عنه، ولكنه رفض ذلك وثبت على نصرانيته

فنُفِذ فيه حكم الإعدام في يوم 14 فبراير عام 207م ، ومن حينها أطلق عليه النصارى لقب قديس ؛ لأنه عندهم فدى النصرانية بروحه ، وشفعوا له خطيئة وقوعه في الحب بسبب ثباته على دينه ، وقاموا بإحياء ذكراه في هذا اليوم من كل عام ، وأصبح عشاقهم يتبادلون في هذا اليوم الهدايا و الورود الحمراء وبطاقات تحمل صورة كيوبد الطفل المجنح الذي يحمل قوساً ونشاباً والذي يمثل إله الحب لدى الرومان

د.ربيع أحمد
11-11-2008, 07:11 AM
ومن ذلك التاريخ وإلى هذا اليوم والنصارى يحيون هذه الذكرى ويسمونها عيد الحب ،وتحريم عيد الحب راجع إلى أن في الاحتفال بعيد الحب تشبه بالكفار ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :« خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ »[1]، و قال صلى الله عليه وسلم : « من تشبه بقوم فهو منهم »[2] ، فهذه الأحاديث تدل على تحريم التشبه بالكفار ،والأصل في النهى التحريم ما لم يأت ما يصرفه عن التحريم[3]

وفي الاحتفال بهذا العيد مضاهاة لما شرعه الله فالله شرع عيدين ،وهو قد ضاهى ما شرعه الله بعيد آخر




[1] - رواه البخاري في صحيحه رقم 5892 ورواه مسلمفي صحيحه رقم 259
[2] - حديث صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبى داود رقم 4031
[3]- انظر أصول الفقه للشيخ محمد الخضري ص 198 دار الحديث الطبعة الأولى 2001 م وعلم أصول الفقه د. محمد الزحيلي ص 236 دار القلم الطبعة الأولى 2004 م ،و الوجيز في أصول الفقه د. عبد الكريم زيدان ص 302 مؤسسة الرسالة الطبعة السابعة 2000 م ، و أصول الفقه د. محمود بلال مهران ص 352 دار الثقافة العربية 2004 م ،والوجيز في أصول الفقه د. وهبة الزحيلي ص 215 دار الفكر ،وشرح الأصول من علم الأصول للعلامة ابن عثيمين ص 136 المكتبة التوفيقية

د.ربيع أحمد
11-11-2008, 07:13 AM
وفي الاحتفال بهذا العيد عصيان الله بفعل ما نهى الله عنه ،وهو الاحتفال بغير عيدي الإسلام ، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( كَانَ لأهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى )[1] فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقر الاحتفال باليومين الجاهليين النبيصلى الله عليه وسلم، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل استكر قائلا : (( كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْأَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا ))

والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدلمنه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ، فيكون ما سوى عيد الفطر والأضحى يحرم الاحتفال به ، فمثلاً عندنا فريق من فرق كرة القدم أصيب أحد الفريق بإصابة تمنعه من اللعب فيأتي المدرب فيضع لاعباً آخر مكانه فيكون هذا اللاعب بدل اللاعب المصاب ،ولا يجتمع اللاعب البدل ولا اللاعب المبدل منه في اللعب ومثال آخر شخص أتلف قلماً ليس ملكه فأعطى لصاحب القلم قلماً غيره فيكون هذا القلم بدل القلم التالف

وهنا في هذا الحديث الله قد أبدل أعياد الجاهلية بعيد الفطر وعيد الأضحى ،وبما أن الله هو الذي أبدل أعياد الجاهلية بأعياد الإسلام فيستفاد منه أن الاحتفال أن الله هو الذي يشرع الأعياد ،وليس أمر الأعياد متروك للناس يحتفلون كما يشأون فالله أبدل أعياد الجاهلية بأعياد الإسلام فمن يسوغ له أن يحتفل بما أبدله الله ،و ليس أبدل الله وحسب بل أبدله بخير منه ؟!!!

وأيضا لما سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن اليومين فأجابوه إنهما يومان كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية دليل على أنه نهاهم عنهما اعتياضاً بيومي الإسلام إذ لو لم يقصد النهي لم يكن لذكر هذا الإبدال مناسبة .







[1] - حديث صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي رقم 1556

د.ربيع أحمد
11-11-2008, 07:14 AM
و من المعلوم أن الأفعال التي تيسر فعلها للنبي صلى الله عليه وسلم وتركها باختياره فإننا نتعبد لله بتركها ؛ لأنها لو كانت مشروعة لما تركها ، فلما تركها دل على أنها ليست من الشريعة في شيء ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، وأتم الله جل وعلا به الدين


فما ترك خيرًا إلا دلنا عليه ، ولا شرًا إلا حذرنا منه ، فتركه تشريع كما أن فعله تشريع أيضًا ، فهو قدوتنا وإمامنا كما قال تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أسْوَة حَسَنَةٌ ﴾ ( الأحزاب من الآية 21 ) أي هو قدوتنا في فعله وتركه ، فكما أننا نتأسـى به في فعله فكذلك علينا أن نتأسى به في تركه ، وخاصة الفعل الذي قدر أن يفعله ،ولم يمنعه من فعله شيء ومع ذلك تركه فيدل ذلك أن المشروع تركه .



و لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا سلف الأمة الاحتفال بالحب أو يوم الزواج ،ولو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة والتابعين بل والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه إذ زيادة المودة بين الزوجين أمر مستحب شرعا ، ومع ذلك لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا الصحابة بعيد الحب أو الزواج لزيادة المودة بينهم وبين زوجاتهم مما يدل على أنه بدعة .


و لا يقال إنها عادة ، و ليست عبادة فكما يدخل الابتداع في العبادات فهو يدخل أيضا في العادات ؛ لأن أحاديث ذم البدع جاءت عامة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث فى أمرنا ماليس منه فهو رد) (متفق عليه ) والحديث يدل على أن من فعل ما لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع توافر مقتضاها وعدم ذكر مانع يكون مبتدعا فقد عرف الأمر بالإضافة ،والمعرفة بالإضافة عام أي يصدق على كل أمر محدث سواء كان عادة أو عبادة أو غيرهما

د.ربيع أحمد
11-11-2008, 07:17 AM
وعن عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ دَخَلَ أَبُوبَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلتِ الأنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِصلى الله عليه وسلم ؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَاعِيدُنَا ) ( متفق عليه )

هذا الحديث الشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم : (هذا عيدنا ) عندما غضب سيدنا أبو بكر من سماع غناء الجاريتين وقال : ( أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ )، وهذا دليل على عدم مشروعية الاحتفال بغير أعياد الإسلام إذ لو كان يجوز الاحتفال بأي عيد ما كان لقوله صلى الله عليه وسلم : (هذا عيدنا ) عقب كلام سيدنا أبي بكر معنى ،وفي الحديث أيضا قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا ) دليل على اختصاص كل قوم بعيدهم


وأعياد المسلمين كانت في العصر النبوي عيد الفطر و الأضحي ،وما لم يكن في العصر النبوي عيدا فليس بعيد ،والمشروع هو الاحتفال بأعيادنا و يوم الحب أو عيد الحب لم يكن من أعيادنا ،وإن قيل هذا إحياء ذكرى مناسبة جميلة يقال إنما سمي العيد عيد من العود أي أنه سرور واحتفال يتكرر ،ولاشك أن الاحتفال بيوم الحب أو عيد الحب يتكرر كل عام أي هو عيد


والعبرة بالحقائق والمسميات وليست بالأسماء فقد أطلق الناس على الخمر في هذا العصر أسماء عديدة كالبيرة و والكحول والشمبانيا والوسكي والمشروبات الروحية ....،وهذا لا يستلزم حلها فلا عبرة لهذه الأسماء في الحكم عليها بل العبرة في الحكم عليها بحقيقتها فما دامت هذه الأشياء تؤثر على العقل ،وتسكره فهي خمر ،والخمر حرام


والناس لو سموا الاحتفال عيد الحب إحياء ذكرى الزواج فهذا مجرد تسمية لا تستلزم حل هذا الاحتفال فلا عبرة بما سموه به في الحكم على هذا الاحتفال بل العبرة في الحكم عليه بحقيقته فمادام هذا الاحتفال يتكرر كل عام فهو عيد و الشرع نهى عن الاحتفال بأعياد غير أعياد الإسلام .


و حل هذا العيد لأنه سبب لدوام الألفة والمحبة بين الزوجين لا يصح فالنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد ، و لابد أن تكون الوسيلة مشروعة للمقصد المشروع أما إذا خالفت الشرع فهي وسيلة محرمة .

د.ربيع أحمد
11-11-2008, 07:19 AM
و نخلص من هذا الكلام أن عيد الحب أو يوم الحب لا يجوز الاحتفال به
لأنه :
أولا : إقرار للكفار بما هم عليه من الباطل ،وهذا من التعاون على الإثم
ثانيا : مضاهاة أعياد المسلمين ، وهذا لايجوز

ثالثا :مخالفة الشرع بفعل ما نهى الله عنه

رابعا : احتفال مبتدع لم يفعل في العصر النبوي ولا عصر الصحابة مع توافر المقتضى .
،و من يحتفل بها العيد فقد تشبه بالكفار وخالف هدى سيد الأخيار ،واتبع ما لم يشرعه العزيز الغفار وبالله التوفيق

وكتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس طب السبت 9/2/2008 م