المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعلان إعلام الأنام أن صفات الدين الحق تجتمع في دين الإسلام



د.ربيع أحمد
12-20-2008, 08:21 PM
إعلام الأنام أن صفات الدين الحق تجتمع في دين الإسلام

بسم رب العالمين خالق السماوات والأراضيين منزل الكتب على رسله عليهم أزكى الصلوات والتسليم ، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد :

فقد تعددت الأديان بين بوذية و هندوسية و يهودية و نصرانية و إسلام و غير ذلك ، وكل ديانة من الديانات يعتنقها بعض البشر رغبة في الوصول لرضا خالق الإنس والجان ، و يستحيل عقلا أن يكون اعتناق أي ديانة من هذه الديانات طريق موصل لرضا رب الأرض و السماوات بل لابد أن يكون هناك دين حق و ما سوى هذا الدين أديان باطلة ،فالله لا يريد إلا دين واحد ، ويقع الشخص في حيرة هل الدين الحق هو اليهودية أم الدين الحق هو النصرانية أم الدين الحق هو البوذية أم الدين الحق هو الإسلام ؟ و الكل يدعي أن دينه هو الدين الحق ، و البينة على المدعي و لذلك تحتم وضع صفات معينة هذه الصفات لابد أن تكون في الدين الحق كي يتميز عن الأديان الأخرى الباطلة فيكون الدين الذي جمع هذه الصفات هو الدين الذي يريد الله البشر أن يعتنقوه و يدينون له سبحانه به ، وكان هذا البحث محاولة لوضع صفات لابد تحققها في الدين الحق بحيث تباين بينه و بين سائر الأديان ،و الدين الحق هو الإسلام عند النظر و التأمل مع تجرد النية لرغبة في الدين الحق لا الدين الذي يوافق الهوى والآباء لذلك كان هذا السفر بعنوان : (( إعلام الأنام أن صفات الدين الحق تجتمع في دين الإسلام )) فاقرأ هذا السفر بتجرد للحق فإن كان الحق معي فستغنم ، وإن تركت ما دعوتك له فستندم ، و لو لم يكن الحق معي فلست عليك بوكيل

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 08:22 PM
الدين الحق هو الداعي لعبادة الإله المستحق للعبادة

يا من تريد معرفة الدين الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق هو الدين الداعي لعبادة الإله المستحق للعبادة ، و الإله المستحق للعبادة هو الله ؛ لأنه هو الخالق لكل شيء فكيف تعبد من لم يخلقك و تترك عبادة الله الذي خلقك فهذا ليس عدل منك ،و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[1] فهذا نداء من الله للبشر جميعًا: أن اعبدوا الله الذي ربَّاكم بنعمه, وخافوه ولا تخالفوا دينه; فقد أوجدكم من العدم, وأوجد الذين من قبلكم; لتكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه[2].و الله هو الحي بنفسه و الذي وهب الحياة لغيره فكيف تعبد ميتا وكيف تكون حيا و من تعبده ميتا وتترك عبادة الله الحي ؟!! ،و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾[3] أي : قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: مَن يرزقكم من السماء, بما يُنزله من المطر, ومن الأرض بما ينبته فيها من أنواع النبات والشجر تأكلون منه أنتم وأنعامكم؟ ومَن يملك ما تتمتعون به أنتم وغيركم من حواسِّ السمع والأبصار؟ ومن ذا الذي يملك الحياة والموت في الكون كلِّه, فيخرج الأحياء والأموات بعضها من بعض فيما تعرفون من المخلوقات, وفيما لا تعرفون؟ ومَن يدبِّر أمر السماء والأرض وما فيهن, وأمركم وأمر الخليقة جميعًا ؟ فسوف يجيبونك بأن الذي يفعل ذلك كله هو الله, فقل لهم : أفلا تخافون عقاب الله إن عبدتم معه غيره ؟[4] و الله هو القيوم القائم بنفسه و الذي أقام غيره ، وكيف تعبد من يحتاج إلى غيره ولا تعبد الله الذي يحتاج إليه غيره بشرا و ملائكة و جنا و حيوانات وجمادات ؟،و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾[5] أي : الله وحده المقصود في قضاء الحوائج والرغائب[6] ، و الله هو الأول الموجود قبل الخلق فكيف تعبد من وجد بعد الخلق ، ولا تعبد الله الذي هو موجود قبل خلق الكون ؟!! و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[7] و الله هو المنزه عن كل نقص الله منزه عن الغفلة و النوم و الموت و الصم و غير ذلك من صفات النقص ، و كيف من تعبد من يتصف بصفات نقص كالموت والمرض و الغفلة والنوم و تترك الله المنزه عن كل ذلك ؟!!!و صدق الله القائل في القرآن : ﴿لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[8] أي : للذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يعملون لها, الصفة القبيحة من العجز والحاجة والجهل والكفر, ولله الصفات العليا من الكمال والاستغناء عن خلقه, وهو العزيز في ملكه, الحكيم في تدبيره[9] و قال تعالى : ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً ﴾[10] ،و الله هو القوي الذي وهب القوة لغيره و هو القوي بنفسه ، و كيف من تعبد الضعيف الذي ولد ضعيفا و احتاج للطعام والشراب والنوم كي يتقوى ولا يضعف و يضعف بالمرض و تترك عبادة الله القوي ؟!!! و الله هو المحيي المميت يحيي الميت و يميت الحي ، وكيف تعبد من كان ميتا فأحياه الله في بطن أمه ثم خرج من بطن أمه للدنيا ثم الموت يلحقه لا محالة و تترك عبادة الله ؟!! ، والله له ما في السموات و الأرض وكيف تعبد من كان لا ذكر له ثم ولد و كبر فامتلك شيئا من الأرض و تترك عبادة الله من له ما في السموات والأرض ؟!! ، و الله لا يضره شيء ولا ينفعه شيء ، وكيف تعبد من يضره الناس و الجمادات ،و تترك عبادة الله الذي لا يضره شيء ؟!!! ، و الله فوق خلقه ، وكيف تعبد من حوته بطون الأمهات و حوته الأرض وكانت فوقه السماوات و تترك عبادة الله الذي هو فوق الكل ؟!! و الله هو الذي أرسل الرسل ليعرفنا نفسه و يعرفنا ما يحبه و ما يكره ، وكيف تعبد من لم يعرفنا نفسه أنه هو الخالق المتصف بكل كمال المنزه عن كل نقص الآمر بعبادته الناهي عن عبادة من سواه و تترك عبادة الله الذي عرفنا نفسه ، وعرفنا أنه هو الخالق المتصف بكل كمال المنزه عن كل نقص الآمر بعبادته الناهي عن عبادة من سواه و تترك عبادة الله ؟!! ، و عبادة الله وسيلة لمرضاة الله إذا اقترنت بالإخلاص والمتابعة، وذلك لأن العبادة كمال الذل والخضوع لله، وهذا يحبه الله سبحانه وتعالى، و الانشغال بالعبادة يبعد الإنسان عن الشيطان: وبالتالي يبعد عن الانتكاس ، و عبادة الله تعطي الإنسان قوة- على مجابهة الشدائد والمحن في الدنيا. و عبادة الله تحبب إلى العبد فعل الخيرات وترك المنكرات ؛ لأن الإنسان أصبح لا يمشي إلا لله، و لا يبطش إلا لله ، و لا يسمع إلا لله، ولا يبصر إلا لله، وكل عمله لله، فيحب كل ما يقربه إلى الله ويكره كل ما يبعده عن الله ، و عبادة الله تقود إلى محبة الآخرين للعبد؛ لأن الله سيحب الإنسان و من يحبه الله يطرح له القبول في الأرض ، و-وعبادة الله تعطي العبد صحة أفضل فالعبادة تخفف منالضغط والتوتر وينعكس ذلك إيجابيا على الجهاز المناعي،و الالتزام بشرع الله يمنع صاحبه من تناول الأطعمة المضرة ومن إتيان الفواحش المهلكة، فيصفى بدنه وتزكو نفسه و ذكر أحد الأطباء أن مادة الأندومورفين المقاومة للألم تكون كثيرة عند العّباد . و أوضحالأطباء أن الزيارات الروحية المنتظمة لأماكن العبادة يقلل مستويات مادةانترلوكين-6 في الدم ، و هي المادة المسؤولة عن تلف الشرايين ، عند زيادتها عن الحدالطبيعي .و نخلص من هذا إلى أن الدين الحق هو الدين الداعي لعبادة الإله المستحق للعبادة ، والدين الداعي لعبادة غير الله دين باطل .



[1]- البقرة الآية 21
[2]- التفسير الميسر
[3]- يونس الآية 31
[4]- التفسير الميسر
[5]- الإخلاص الآية 2
[6]- التفسير الميسر
[7]- الحديد الآية 3
[8]- النحل الآية 60
[9]- التفسير الميسر النحل الآية 60
[10]- الفرقان الآية 58

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 08:32 PM
الدين الحق هو الدين الداعي للتوحيد الله




يا من تريد معرفة الدين الحق وتبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق هو الدين الداعي للتوحيد الله الذي هو إفراد الله تعالى بما يختص به ، و تفرد الله بصفات الكمال و العظمة ، و الأسماء الحسنى ، و تفرد الله سبحانه و تعالى بالعبادة ، وجميع الرسل دعوا إلى توحيد الألوهية الذي هو إفراد الله وحده بالعبادة كلها و الأنبياء و الرسل دعوا أيضا إلى توحيد الربوبية الذي هو الإيمان بأن هو الرب المتفرد بالخلق و الرزق والتدبير ، و الدين الحق لابد أن يأمرنا إفراد الله تعالى بما يختص به ، و ينهى عن الشرك ،و الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية كجعل لله شريك في ملكه أو خصائص الإلهية من دعاء الأموات والاستغاثة بهم و الذبح لهم أو جعل مع الله شريك في أسمائه و صفاته كمن يعتقد أن بشراً يعلم من الغيب مثل علم الله و صدق الله القائل في القرآن : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾[1] أي : ولقد بعثنا في كل أمة سبقَتْ رسولا آمرًا لهم بعبادة الله وطاعته وحده وتَرْكِ عبادة غيره من الشياطين والأوثان والأموات وغير ذلك مما يتخذ من دون الله وليًا, فكان منهم مَن هدى الله, فاتبع المرسلين, ومنهم المعاند الذي اتبع سبيل الغيِّ, فوجبت عليه الضلالة, فلم يوفقه الله. فامشوا في الأرض, وأبصروا بأعينكم كيف كان مآل هؤلاء المكذبين, وماذا حلَّ بهم مِن دمار; لتعتبروا ؟[2] و قال تعالى : ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴾[3] أي قل -أيها الرسول لهؤلاء المشركين-: أيُّ شيء أعظم شهادة في إثبات صدقي فيما أخبرتكم به أني رسول الله؟ قل: الله شهيد بيني وبينكم أي: هو العالم بما جئتكم به وما أنتم قائلونه لي, وأوحى الله إليَّ هذا القرآن مِن أجل أن أنذركم به عذابه أن يحلَّ بكم, وأنذر به مَن وصل إليه من الأمم. إنكم لتقرون أن مع الله معبودات أخرى تشركونها به. قل لهم -أيها الرسول-: إني لا أشهد على ما أقررتم به, إنما الله إله واحد لا شريك له, وإنني بريء من كل شريك تعبدونه معه[4] ، ولما لا تعظم الأنبياء قبح الشرك ، والشرك بالله ظلم عظيم الله و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾[5] ، وقد سمى الله الشرك ظلم عظيم ؛ لأن الظلم في الأصل: وضع الشيء في غير موضعه، والشرك معناه: وضع العبادة في غيرموضعها، وهذا أعظم الظلم، لأنهم لما وضعوا العبادة في غير موضعها، أعطوها لغيرمستحقها ، وسوَّوْ المخلوق بالخالق، سوَّوْ الضعيف بالقوي الذي لا يُعجزه شيء، وهلبعد هذا ظلم ؟[6] ، و الشرك بكل صوره ومظاهره ليس إلا امتهانًا للإنسان و إذلالاً له حيث يلزمه العبودية لمخلوقات وأناس لا يخلقون شيئا وهم يُخلَقون، ولا يملكون لأنفسهم ضرًّا ولا نفعًا، ولا يملكون موتًا ولا حياةً ولا نشورًا ، و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً ﴾[7] ، وفي الإيمان بالله و توحيده تحقيق الحياة الطيبة للإنسان و إنعام البشرية فيظهر أثر الإيمان في سلوك المؤمن قولا و عملا فالمؤمن بالله يستشعر مراقبة الله التي تدفعه الى فعل الصالحات و تجنب المفاسد و يسعى الى نفع أخوانه مما يحقق له الطمأنينة و الراحة النفسية و نفع الآخرين .





[1] - النحل الآية 36
[2] - التفسير الميسر
[3] - الأنعام الآية 19
[4] - التفسير الميسر
[5] - لقمان من الآية 13
[6] - إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان
[7] - الفرقان الآية 3

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 08:39 PM
الدين الحق لا بد أن يكون من عند الله

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق من عند الله إذ الله هو المستحق للعبادة ، والعبادة هي فعل ما يحبه الله ويرضاه و لا أحد يعرف ما يحبه الله و يرضاه إلا الله و من عرفه الله من الأنبياء و المرسلين الذين هم واسطة بين الله وبين خلقه في تعريفهم بالله و ما يحبه و ما يكرهه و كيفية عبادته فإذا كان الواحد من الناس عاجزا عن معرفة ما يحبه و ما يكرهه بشر مثله فكيف يعرف ما يحبه و ما يكرهه رب البشر إلا إذا اعلمه الله ذلك ؟!! و كل دين ليس من عند الله فليس بدين حق ، ومن الأدلة على معرفة كون الدين من عند الله هو خلو الدين من التناقضات و المعارضات فكل دين ليس من عند الله نجد فيه الاختلافات الكثيرة و المعارضات الشديدة التي تخالف الحقائق الثابتة و ما لا يختلف عليه اثنان .

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 08:42 PM
الدين الحق مبلغه رسول من عند الله و ليس الله


يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون مبلغ الدين الحق رسولا من عند الله و ليس الله فالله لا يعرفنا نفسه و ما يحبه و ما يكره عن طريق نزوله بنفسه لنا لعظمته و ملكه فإذا كان ملوك الدنيا لا يعرفون الناس أنفسهم بأنفسهم بل عن طريق رسل فلخالقهم المثل الأعلى فلابد أن يرسل الله الملك المعبود رسولا يعرف الناس بالله وما يحبه الله وما يكرهه و كيفية عبادته ،وبذلك يكون الأنبياء و الرسل الواسطة بين الله وبين خلقه في تعريفهم بالله و ما يحبه و ما يكرهه و كيفية عبادته فلا أحد يعرف صفات الله و ما يحبه وما يكره إلا من عرفه الله ذلك ، والذي يعرفه الله ذلك هو الرسول و النبي كي يعلِم من بعث فيهم بذلك و كل الشرائع السماوية تتفق أن الله يبعث في الناس رسولا لتبليغ الناس شرعه ، و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ وكل دين ليس مبلغه هو الرسول و النبي المبعوث من قبل الله فليس دين حق إذ كيف يعرف صفات الله و ما يحبه وما يكره ، والله لم يعرفه ، و من الأدلة على أن مدعي الرسالة صادق في دعواه تأيبد الله له بالأدلة الدالة على صدق دعوته كتأييده بالمعجزات ،و لم يبعث الخالق رسولا من الرسل إلا ومعه آية تدل على صدقه فيما أخبر به عن الله .

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 11:40 PM
الدين الحق مبلغه النبي الذي بعث في القوم إلا إذا كان دينا عاما

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق مبلغه النبي الذي بعث في القوم إلا إذا كان دينا عاما أما إذا كان الدين خاصا بقوم معينيين أو زمن من الأزمان فلا يصح العمل به فكل أمة يجب أن تكون متبعة لشرع النبي الذي بعثه الله فيهم ، وليس غيره إذ الواجب اتباع الدين الناسخ لما قبله لا الدين المنسوخ و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾[1] أي : قد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن, فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله[2]. و قوله تعالى : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) جعل التوراة لأهلها، والإنجيل لأهله، والقرآن لأهله، وهذا قبل نسخ الشرائع السابقة بالقرآن، وأما بعده فلا شرعة ولا منهاج إلا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) بشريعة واحدة، وكتاب واحد، ورسول واحد (ولكن ليبلوكم) بإختلاف الشرائع (فيما آتاكم) فيما أنزله عليكم من الشرائع المختلفة، أي ليختبر مقدار اتباع كل طائفة لشريعتهم، هل تعملون بذلك وتذعنون له، أو تتركونه، وتميلون إلى الهوى، وتشترون الضلالة بالهدى. وفيه دليل على أن أختلاف الشرائع هو لهذه العلة، أعنى: الامتحان والإبتلاء ، لا لكون مصالح العباد مختلفة باختلاف الأوقات والأشخاص فقط (فاستبقوا الخيرات) أي فسابقوا أيها المسلمون غيركم من أصحاب الشرائع الذين عملوا على أساسها بطاعة الله، واعملوا بطاعة الله على أساس شريعتكم[3] . و من هنا ندرك أن الحكمة من اختلاف الشرائع هي اختبار اتباع كل أمة لشريعتها المنزلة من السماء و التخصص في معالجة المشكلات الناتجة عن ظروف وأوضاع كل مجتمع بعينه ، و التي تختلف من زمان إلى زمان و من قوم إلى قوم حسب الظروف والأحوال ، و الأنبياء معلمون للناس ما يوصلهم لرضا الله و محبته ، و من المعروف أن المعلم الحديث يعرف أكثر من المعلم القديم إذ المعلم الحديث يعرف العلم القديم و العلم الحديث و إذا كان الدين أعظم علم فإن أول من يعلم هذا الدين من البشر يكون أقل علم من آخر من يعلمهم ، و على الإنسان أن يتبع ما أمر الله به بالامتثال وما نهى عنه بالاجتناب ، هذا هو العبد . أما الذي يتبع هواه ويتبع رغبته ، ويتعصب لما هو عليه أو عليه آباؤه ، وإن كان في الأصل مشروعًا ثم نسخ ، فهذا لا يكون عبدًا لله ولا يكون مسلمًا ، فإنه إذا نسخ انتهى العمل به ، فمن بقي على الدين المنسوخ فإنه يكون غير مسلم ، بل لا بد أن ينتقل إلى الدين الناسخ [4]، وهذا مما اتفقت عليه الشرائع.







[1] - المائدة من الآية 48
[2] - التفسير الميسر
[3] - زبدة التفاسير
[4] - دروس من القرآن للشيخ صالح الفوزان

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 11:45 PM
الدين الحق تعاليمه لابد أن تكون متصلة السند بالنبي المبلغ

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق تعاليمه متصلة السند بالنبي المبلغ إذ اتصال السند شرط لرفع جهالة كون هذه التعاليم من عند الله فإذا لم يتصل السند فلا ندري أهذه التعاليم صحيحة النسبة للنبي المبلغ و من ثم إلى الله الآمر بهذه التعاليم أم هذه التعاليم ليست صحيحة النسبة للنبي المبلغ و من ثم ليست صحيحة النسبة إلى الله الآمر بهذه التعاليم ، و كيف نعبد الله بشيء لا ندري أ الله يريدنا أن نعبده به أم الله لا يردنا أن نعبده به ؟!!! ،وهل هذا المنسوب للنبي دين أم ليس من الدين فإدخاله في الدين يؤدي إلى إدخال ما ليس من الدين في الدين و إذا كان الظن مذموما فكيف بالعمل بالظن في الدين ؟!!

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 11:48 PM
الدين الحق يحوي ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من الله

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق حاويا ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من الله ؛ لأن الدين الذي ينسب لله نقصا فهو دين ينفر الناس من عبادة الله و كونه لا يستحق للعبادة ،وكيف تعبد النفوس من علمت اتصافه بصفات نقص ؟!! إذ ناقص الكمال لا يعطي الكمال وكيف يهب الكمال وهو غير كامل ، والله قد أعطى الكمال لبعض عباده فالله كامل فالدين الذي يصفه الله بالنقص دين باطل و كيف تتعبد الله بدين لا يعظم الله ؟ و كيف تتعبد إلى الله بدين دين لا يقدر الله حق قدره ؟!! وكيف تتعبد الله بدين باطل ؟!!

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 11:54 PM
الدين الحق يحوي ما يليق بالأنبياء والرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم


يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق حاويا ما يليق بالأنبياء والرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم إذ الأنبياء أرسلهم الله تعالى ليبلغوا الناس مصالح دينهم ودنياهم ،فالله اصطفاهم لتبليغ دينه و كيف يصطفي الله من يتصف بالأخلاق الرذيلة ؟!! و الأنبياء هم القدوة الحسنة للناس و كيف تتأسى الناس بذوي الأخلاق السيئة ؟!! و الأنبياء هم القدوة المبلغين عن الله فلابد أن يكونوا سالمين من جميع الذنوب ، ولو قيل لشخص إن نبي من الأنبياء ذو أخلاق سيئة لاستعظم الخبر و استغربه و استنكره فالقدوةلابد أن يكونوا قدوة في الخير دون الشر و يستلزم من تحليهم بالرذائل أن يكونواقدوة في الشر وهذا باطل ، والصفات السيئة تستلزم النفرة منهم الأنبياءوالإزراء بهم فلابد أن يكون الأنبياء موصوفين بالأخلاق الحسنة والصفات الحميدة إذ اتصاف الأنبياء بالأخلاق السيئة قدح في الله ،و إذا كان الإنسان قدوة وأخطأ يكون ارتكب عملا خطيرا جدا ، لأن هذا المثل الأعلى اهتز فكيف بالأنبياء والمرسلين ؟!! وصدق الله القائل في القرآن : ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾[1] أي : الله سبحانه وتعالى يختار من الملائكة رسلا إلى أنبيائه, ويختار من الناس رسلا لتبليغ رسالاته إلى الخلق، إن الله سميع لأقوال عباده، بصير بجميع الأشياء، وبمن يختاره للرسالة مِن خلقه[2] .







[1] - الحج الآية 75
[2] - التفسير الميسر

د.ربيع أحمد
12-20-2008, 11:57 PM
الدين الحق يخلو من التعارض


يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون الدين الحق خاليا من التعارض و التناقض فالتعارض و التناقض يستلزم أن يكون أحد أخبار الله كذبا أو أحد أخبار الله يخالف الواقع و هذا مستحيل في أخبار الله فمن أصدق من الله حديثا ، والله هو الخالق و الخالق يعلم ما خلق و الله هو العليم يعلم ما كان و ما هو كائن وما سيكون و الله يعلم حقائق الأشياء و الله منزه عن الغفلة فلا يخبر بخلاف ما يعلم فأي دين يحوي متناقضات و متعارضات و عدم مطابقة الواقع فليس هو الدين الحق المنزل من عند الله و أي دين يحوي تناقضات و تعارضات، وعدم المطابقة للواقع فهو دين بشري من كلام البشر فالبشر أخبارهم قد توافق الواقع وقد تخالفه وأي دين يحوي مطابقة بعض أخباره المستقبلة للواقع دون بعض فهو دين بشري من كلام البشر فالبشر قد تتنبأ بالشيء فيحدث وقد لايحدث ، و أي دين يحوي موافقة العقل لبعض أحكامه دون بعض فهو دين بشري من كلام البشر ؛ لأن كلام البشر قد يتوافق مع المعقول وقد يختلف ،و أي دين يناقض بعضه بعضاً فهو دين بشري من كلام البشر فدين الله منزه عن التناقضات و الدين الذي لا يكون من عند الله لا يخلو عن تناقض واختلاف وصدق الله القائل في القرآن :﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾[1].







[1]- النساء الآية 82

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 12:04 AM
الدين الحق في اتباع تعاليمه صلاح البشرية

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون في اتباع تعاليم الدين الحق صلاح البشرية دينا ودنيا لأن الله هو الذي يعلم عواقب الأمور و حقائق الأشياء و ما هو كائن و ما سيكون و يعلم ما فيه السعادة للناس و ما فيه الشر لهم و يعلم ما يضر الناس و يعلم ما ينفعهم أما الدين البشري فالإنسان يرى بهواه النافع ضارا والضار نافعا متأثر بشهواته وتطلعه للنفع العاجل اليسير دون التفات إلى الضرر الآجل الجسيم ، و العقول البشرية متفاوتة فقد يكون الحسن عند أحدهم قبيح عند الآخر ، و أهواء الناس تختلف ورغبات الناس تتنوع ، ولذلك وضع الله للناس دينا و لم يكلهم لنفوسهم وعقولهم ، و رسم لهم طريقاً يسيرون عليه في حياتهم لنفعهم في دينهم ودنياهم و هو ما أرسل به رسله وأنزل به كتبه فإذا قام الناس باتباع الرسل وعملوا بكتب الله صلحوا دينا ودنيا وإذا كانوا بخلاف ذلك فسدوا دينا ودنيا ، ولو اتبع الحق أهواء الناس لفسدت الأرض و قد ظهر الفساد في البر والبحر بسبب الناس ، وصدق الله القائل في القرآن :﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ﴾[1] أي : ولو شرع الله لهم ما يوافق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومَن فيهن، بل أتيناهم بما فيه عزهم وشرفهم، وهو القرآن، فهم عنه معرضون[2].






[1] - المؤمنون الآية 71
[2]- التفسير الميسر

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 12:17 AM
الدين الحق يأمر بالفضائل وينهى عن الرذائل

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يأمر الدين الحق بالفضائل و ينهى عن الرذائل و أعظم فضيلة هي الإيمان و أقبح رذيلة هي الكفر والشرك فكل دين يدعو لرذيلة فليس دين الله بل دين بشري و كل دين ينهى عن فعل فضيلة فليس دين الله بل دين بشري ، والدين الحق هو الدين الذي يدعو إلى مكارمالأخلاق و مكارم الأفعال كالصدق والعدل والأمانة والحياء والعفاف والكرم , وينهى عن سيء الأخلاق والأفعال كعقوق الوالدين وقتل النفس وتحريم الفواحش والكذب والظلم والبغي والبخل والفجور و صدق الله القائل في القرآن :﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[1] أي : إن الله سبحانه وتعالى يأمر عباده في هذا القرآن بالعدل والإنصاف في حقه بتوحيده وعدم الإشراك به, وفي حق عباده بإعطاء كل ذي حق حقه, ويأمر بالإحسان في حقه بعبادته وأداء فرائضه على الوجه المشروع, وإلى الخلق في الأقوال والأفعال, ويأمر بإعطاء ذوي القرابة ما به صلتهم وبرُّهم, وينهى عن كل ما قَبُحَ قولا أو عملا وعما ينكره الشرع ولا يرضاه من الكفر والمعاصي, وعن ظلم الناس والتعدي عليهم, والله -بهذا الأمر وهذا النهي- يَعِظكم ويذكِّركم العواقب; لكي تتذكروا أوامر الله وتنتفعوا بها[2].









[1] - النحل الآية 90
[2]- التفسير الميسر

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 12:26 AM
الدين الحق يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه الدين الحق هو الدين الذي يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير ؟ فيبين له الدين أنه إنسان مخلوق خلقه الله إذ الإنسان الناقص يحناج إلى إله كامل فيستحيل أن يكون قد خلق نفسط بنفسه و يستحيل أن يكون قد خلق من غير شيء و صدق الله القائل في القرآن[1]﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾[2] يعني : أنهم لم يُخْلَقُوا من غير خالق ، ولا هم الذين خلقُـوا أنفسهـم ؛ فتعين أن يكـون خالقـهم هو الله تبارك و تعالى[3] ، ويبين له الدين إلى أين مصيره فلم يخلق الله الإنسان إلا لعبادته فإذا لم يعبده و عصاه فله عذاب أليم في الآخرة و إذا عبده و أطاعه فله نعيم في الآخرة فليس مصير الإنسان العدم و الفناء أن تطويه الأرض في بطنها كما طوت من قبله أو بحد تعبير الماديين أرحام تدفع، و أرض تبلع فلا خلود في الجنة أو النار ولا جزاء بعقاب الطالح و إثابة الصالح ، يستوي في ذلك من ضحى بحياته في سبيل الله ، ومن اعتدى على حياة الآخرين في سبيل الشهوات ،و صدق الله القائل في القرآن : ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ و قال في القرآن : ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ و َمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾[4] ، وقال في القرآن : ﴿ و َمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾[5] وقال في القرآن : ﴿ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾[6] أي : ومَن يَعْصِ الله ورسوله, بإنكاره لأحكام الله, وتجاوزه ما شرعه الله لعباده بتغييرها, أو تعطيل العمل بها, يدخله نارًا ماكثًا فيها, وله عذاب يخزيه ويهينه[7].




[1] - القرآن : كلام الله المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس .
[2] - الطور الآية 35
[3] - نبذة في العقيدة الإسلامية لابن عثيمين
[4] - الزلزلة الآية 7 - 8
[5] - النساء الآية 124
[6] - النساء الآية 14
[7] - التفسير الميسر

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 12:34 AM
الدين الحق يوافق العلم ولا يخالف العلم

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه الدين الحق يوافق العلم و لا يخالف العلم الصريح والحقائق العلمية الثابتة إذ الدين إنما هو دين الله خالق الأشياء و مدبرها و الله أعلم بما خلق ،و الله أعلم بحقائق الأشياء و صدق الله القائل في القرآن : ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾[1] أي : ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم و بأعمالهم[2] فعند وجود دين يخالف الحقائق العلمية الثابتة التي لا تقبل التغيير و لا التبديل فهذا ليس دين الله بل دين بشري .





[1]- الملك الآية 14
[2]- التفسير الميسر

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 12:40 AM
الدين المستحق لأن تعتنقه لابد أن يشتمل على جميع الصفات

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه يستحيل أن تكون جميع الأديان حق فهي أديان متعددة و الحق واحد لا يتعدد ،و اتفاق بعض الأديان في بعض صفات الدين الحق لا تعني بالضروة أنها دين حق فقد يوافقك الشخص في شيء و يخالفك في أشياء ، وقد يصدق الشخص في بعض الأخبار و يكذب في البعض ،و كذلك الأديان قد توافق الدين الحق في بعض الأمور لكنها تخالفه في أمور أخرى ، وبالتالي فليست دين حق و إن اتفقت مع الدين الحق في أمور ، والدين الحق هو الدين المتصف بجميع هذه الصفات لا بعضها .

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 12:47 AM
هل البوذية هي الدين الحق ؟

ليست البوذية هي الدين الحق فهو دين ظهر في الهند ، و قام على أساس أن بوذا هو ابن الله ، و الله لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك فاتخاذ الولد من صفات البشر ، وبوذا وجد بعد خلق الكون فكيف يكون إلها ؟!! وبوذا قد تزوج و الله لا يتزوج فالزواج من صفات البشر وبوذا كان في الأرض و السماء فوقه و الكون يحويه والله فوق السماوات لا يحويه مكان و البوذية تؤمن بأن بوذا جاء مخلصا البشرية من مآسيها ، وهذا باطل في جميع الشرائع السماوية فالمذنب هو الذي يعاقب ، و لا تخليص لذنبه إلا بالتوبة إلى الله قال تعالى : ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ﴾[1] و قال تعالى : ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾[2] ، و شقاء البشرية لا تنجو البشرية منه إلا باتباع دينه الحق و البوذية تنكر وجود إله وتؤمن بأنّ الكون جاء نتيجة للمصادفة ، و هذا كفر تنكره جميع الشرائع السماوية فكل موجود له من أوجده فهل الكون خلق نفسه بنفسه أم العدم خلقه أم هناك من خلقه و يستحيل أن يكون الكون خلق نفسه بنفسه ففاقد الشيء لا يعطيه و يستحيل أن يكون العدم هو الذي خلق الكون ؛ لأن العدم ليس بشيء حتى يخلق فتعين أن يكون للكون إله و هو الله قال تعالى : ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾[3] ،و البوذية تنكر الإيمان باليوم الآخر فلا حياة بعد الموت عندهم و لا قيامة ، وهذا باطل و كفر و تنكره جميع الشرائع السماوية ،و الإيمان بالله واليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب هو الدافع الحقيقي لسلوكالإنسان سبيلالخير ,ففرق بين سلوكمن يؤمن بالله واليوم الآخر , ويعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة , وأن الأعمال الصالحة زاد الآخرة فيكثر منها و ينفع نفسه وينفع البشرية ،و بين الذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء ؛ فهو يحاول جاهداً أن يحقق مآربه في الحياة الدنيا , لاهثاً وراء مُتعها , فهو يقيس الأموربمنافعها العاجلة اليسيرة فيفعل ما بدى له إذ لايوجد ما يردعه فيشقي نفسه ويشقي البشرية ، والله الذي خلق الإنسان من عدم يقدر أن يعيده مرة أخرى إذ الإعادة أسهل من الابتداء وكل شيء عند الله يسير ،والبوذيين يستعيذون ببوذا و بتعاليمه و هذا شرك فالذي يعيذ الناس هو الله لا بوذا ولا تعاليمه .







[1] - طه الآية 82
[2] - الشورى الآية 25
[3]- الطور الآية 35

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 12:55 AM
هل الهندوسية هي الدين الحق ؟


الهندوسية ليست هي الدين الحق فهي تقوم على عبادة أكثر من إله ، وهذا ينافي وحدانية الله التي دعت لها الأديان السماويةو تدد الآلهة أمر مستحيل عقلا فهذا العالم منتظم ، و لو كانهناك إله آخر ، لفسد نظام العالم ، لتنازع الآلهة ، ورغبة كل منهما في العلو على الآخر قال تعالى : ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾[1] أي : لو كان في السموات والأرض آلهة غير الله سبحانه وتعالى تدبر شؤونهما, لاختلَّ نظامهما فتنزَّه الله رب العرش, وتقدَّس عَمَّا يصفه الجاحدون الكافرون, من الكذب والافتراء وكل نقص [2]. و لوكان هناك ألهة كثيرة لذهب كل إله بما خلق قال تعالى : ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾[3] أي : أي لو قدّر تعدد الآلهة لانفرد كل منهم بما خلق ، فما كان ينتظم الوجود ، والمشاهدأن الوجود منتظم متسق ، كل من العالم العلوي والسفلي مرتبط بعضه ببعض في غايةالكمال ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ثم لكان كل منهم يطلب قهر الآخر وخلافه ،فيعلو بعضهم على بعض[4] وقد اتخذ الهندوس من قوى الطبيعة كالمطر والشمسوالعواصف والرعد والنار والماء آلهة ، و يمكن تقسيم الهندوس إلى ثلاث جماعات: من يعبدون شيفا، ومن يعبدون فشنا في تجسداته المختلفة،وأولئك الذين يعبدون شاكتي و هل يسمعون هذه الألهة المزعومة دعائهم إذ يدعون أو ينفعونهم أو يضرون ؟





[1] - الأنبياء الآية 22
[2]- التفسير الميسر
[3] - المؤمنون الآية 91
[4] - تفسير ابن كثير

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 01:09 AM
هل النصرانية هي الدين الحق ؟


و النصرانية ليست هي الدين الحق فهي دين يعتقد أن الإله واحد في أقانيم ثلاثة : الأب، والابن، والروح القدس ، و الاعتقاد بأن المسيح ابن الله أو الله و أن الروح القدس إله و المسيح إله اعتقاد كفري اعتقاد إلهين من دون الله و قال الدكتوربوست: طبيعة اللهعبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية: الله الأب، والله الابن، والله الروح القدس، فإلىالأب ينتمي الخلق بواسطة الابن، وإلى الابن الفداء، وإلى الروح القدس التطهير[1]. أي يعتقد النصارى أن كل واحد من الثلاثة هم الله وأنهم معا هم الله فالآب إله كليالقدرة و الابن إله كليالقدرة والروح القدس إله كليالقدرة ولكنهم ليسوا ثلاثة بلإله واحدكليالقدرةو إن الواحد منا ليتعجب من قولهم فإذا كان أقنوم الآب متصفبالالوهية والكمال المطلق و القدرة على كل شىء فما فائدة أقنوم الابن والعكس صحيح ؟و إذا كان أقنزم الروح القدس متصفبالالوهية والكمال المطلق و القدرة على كل شىء فما فائدة أقنوم الآب و الابن ؟ وكون النصارى يعتقدون أن كل أقنوم من الثلاثة يختص بعمل معين يؤكد أن الآب والابن والروح القدس ثلاثة آلهة تبرز برؤوسها و إذا كان لكل منهم وظيفة لا يستطيع الآخر القيام بها ، لا يكون أى منهم إله ، لأن الله كامل ، وعلى كل شيء قدير. و إن كان لكل منهم و ظيفة محددة ، يكون كل منهم إله ناقص ، ولازم قولهم أن الله آب و ابن وروح قدس أن الله ثلاثة وليس واحد فالعطف بالواو يقتضي المغايرة و التغاير والتوحيدنقيضان لايجتمعان ويقول النصارى الجمع بين النقيضين في ذات الله هو منتهىكمال الإله ، وكذبوا فأي كمال يجمع بين النقيضين ؟! و لم يدع أي رسول من الرسل أو نبي من الأنبياء قبل المسيح عليه السلام أو بعده شيئا بالتثليث ،و جميع الأنبياء والرسلدعوا بالتوحيد فكيف يكون التثليث دينا و اعتقادا في ذات الله ولم تعرفه رسل الله لنا ناهيك أن التثليث لم يكن معروفاًلاتباع المسيح عليه السلام الأوليين و أن التثليث قد تمت صياغته بعد القرون الثلاثة ، وفي دائرة المعارف الفرنسية : (( وكان الشأن في تلك العصور أن عقيدة إنسانية المسيح كانت غالبة طيلة مدة تكون الكنيسة الأولى من اليهود المتنصرين ، فإن الناصريين سكان مدينة الناصرة وجميع الفرق النصرانية التي تكونت من اليهودية ، أعتقدت بأن المسيح إنسان بحت ، مؤيد بالروح القدس وما كان أحدهم يتهمهم إذ ذاك بأنهم مبتدعون وملحدون ، فكان في القرن الثاني في الكنيسة مؤمنون يعتقدون أن المسيح هو المسيح ، ويعتبرونه إنساناً بحتاً ، وإن كان أرقى من غيره من الناس ، وحدث بعد ذلك أنه كلما نما عدد من تنصر من الوثنيين ظهرت عقائد جديدة لم تكن من قبل )) [2] ، وفي الموسوعة الكاثولوكية : (( إن صيغة الإله الواحد في ذوات ثلاثة لم تترسخ في الحياة المسيحية والممارسات الدينية قبل نهاية القرن الرابع هذه الصيغة هي التي أخذت في البداية اسم مبدأ التثليث ولا نجد لدى الآباء الحواريين أية فكرة أو تصور مشابه من قريب أو بعيد ))[3] ، و يستدلون بما في كتبهم المقطوعة السند لكتابها فضلا عن عدم نبوة كاتبيها عند التحقيق : ( لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السماوات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة ، وآتياً عليه ، وصوت من السماء قائلاً : هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به )[4] و هذا النص دليل عليهم لا لهم فقد جمع النص الآب ( صوت من السماء ) والابن الحبيب الذي صعد من الماء و الروح النازل مثل الحمامة فكيف يكون الله آب و ابن وروح قدس و شخص في السماء و شخص نازل من السماء وشخص خارج من الماء ؟!! . و يستدلون بقول بولس : " بنعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله ، وشركة الروح القدس مع جميعكم . آمين " [5] و هذا النص ينفي التثليث لا يثبته إذ في النص ثلاث ذوات تمايزت بالأسماء و الأعمال ، فكيف بعد ذلك يقولون عنها بأنها وحدة واحدة ؟ ، و يستدلون بقول يوحنا : " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب والكلمة والروح القدس ، و هؤلاء الثلاثة هم الواحد "[6] ، و هذا النص يبطل التثليث إذ في النص عطف بين الآب والابن وبين الابن والروح القدس ، و العطف يدل على المغايرة ،و يستدلون بقول المسيح للاتباعه كما في كتبهم: " كلمهم قائلاً : دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض ، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس ، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين" [7]، و هذا النص يبطل التثليث فقول شخص أتكلم باسم فلان وفلان وفلان لا يعني أن الثلاثة واحد و يستدل النصارى على التثليث بكلام الله عن نفسه أحيانا بصيغة الجمع ، و صيغة الجمع قد يتكلم بها الواحد على سبيل العظمة و إذ كان فيها دلالة على وجود أكثر من الإله فلما قصروه على ثلاثة فربما أربع فيصير تربيعا وربما خمسا فيصير تخميسا و هذا باطل ، و و يستدل النصارى على التثليث بقول الله في الكتاب المقدس عندهم ألوهيم ، و الوهيم فى صيغة الجمع تعنى آلهة ولا تعنى أقانيم وهم يقولون إله واحد و أقانيم ثلاث ، و إذ كان فيها دلالة على وجود أكثر من الإله فلما قصروه على ثلاثة ، ومن الملاحظ في كتبهم أن المسيح لم يقل لاتباعه إني إله فأعبدوني بل قال لهم أنه مرسل من عند الله ففي كتبهم : (( من يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني ))[8] فالمسيح أخبر بأنه مرسَل من عند الله ، و الرسول غير من أرسله والرسول يكون من جنس قومه والقوم الذين بعث فيهم المسيح بشر فالمسيح إذاً بشر ، و في كتبهم أن المسيح عليه السلام قال : (( أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ))[9] فالمسيح أخبر أن الله هو الإله الحقيقي ،وبدلالة مفهوم المخالفة أن ما سوى الله ليس بإله حقيقي ، والمسيح أخبر أنه مرسل ، وهذا يستلزم كونه بشر ، وكان المسيح عليه السلاميعبر عن نفسه بابن الإنسان ، و ابن الإنسان لا يكون إلا إنساناً ،و من الغريب تمسك النصارى بألوهية المسيح ، و أن النصوص الدالة على بشرية إنما هي دالة على ناسوته لا لاهوته رغم أن المسيح لم يذكر أن له طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية فهل نسي المسيح أن يبلغهم أم غفل عن ذلك أم أن اعتقاد لاهوته ناسوته اعتقاد سري لم يرغب بإعلانها للناس؟ و كيف عرفوا أن للمسيح طبيعة لاهوتية وطبيعة ناسوتية ،و المسيح لم يخبر بها أحدا ؟!! و النصارى لا يمكن أن يكونوا موحدين فقائل التثليث مشرك غير موحد جعل مع الله إله آخر فالواحد ليس له ثلث صحيح و الله واحد ، والثلاثة لها ثلث صحيح ، وهوالواحد ، و الثلاثة مجموع آحاد ثلاثةفيستلزم من قولهم أن الله ثلاثة أي أكثر من إله وهذا شرك بالله ووثنية و النصارى يسوون بين الله و من أرسله ( المسيح )فهم مشركون و من عقيدة النصارى الخطئية والفداء ، وهي أن المسيح عليه السلام جاء ليخلص البشرية من خطيئة آدم فقد ورث الناس ذنبه فتجسد الله في صورة بشر _ تعالى الله عما يقولون – و مكن أعداءه اليهود منه فصلبوه و مات ثلاثة أيام ثم قام من قبره وارتفع إلى السماء ، وهذا الاعتقاد اعتقاد كفري إذ لايليق بالله أن يتجسد في صورة إنسان و الله منزه عن أن يتجسد في صورة مخلوق من مخلوقاته ، و تجسد الإله في صورة بشر معروف في الدبانات الوثية كالهندوسية و الله يتوب عن المذنبيين ، وليس بحاجة إلى تجسد و كيف يقال أن الله تمكنت أعدائه منه ، و أن اليهود صلبوه والله هو القوي العزيز ؟ فهذا كفر بالله إذ فيه وصف لله بالعجز و كيف يقال أن الله مات و الله لا يموت ؟!! و الذنب لا يورث كما في الكتاب المقدس عندهم : (( النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ))[10] و : (( لا يقتل الآباء عن الأولاد ، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل ))[11] و : (( لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته ))[12] ، وهل من العدالة الإلهية أن يحاسب الإنسان على فعل غيره ؟و عقيدة الخطيئة و الفداء يشوبها العديد من الغموض فهل الله تجسد وأتى بنفسه إلى هذا العالم أم أنه أرسل ابنه الوحيد ؟و الاحتمالين كفر فالأول ينسب لله التجسد في صورة المخلوق والعجز و الضعف والموت و الأخرى تنسب لله الولد و الله لم يتخذ ولدا ،و إذا كان الكتاب المقدس عند النصارى ينص على أن جزاء الخطيئة الموت، فلماذا لم يمت إبليس وهو سبب الخطيئة بينما يعاقب الناس مع أن أخطاءهم تأتي تبعا لخطيئة إبليس ؟ ، و إذا كان آدم هو الذي أخطأ في حق الله، فآدم عليه السلام هو الذي يعتذر و ليس الله أما عند النصارى فالله هو الذي يضحي بابنه الوحيد عن ذلك الخطأ ، و هل لله ابن تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ؟ و إذا كان الهدف هو الغفران فلماذا لا يغفر الله لنا دون الحاجة لهذه التضحية من جانبه؟ أليس هو الخالق المتصرف ؟ أليس من السخف والإستهزاء بالعقول أن تغفر خطيئة آدم عندما أكل من الشجرة بخطيئة وجريمة أبشع وهي تعليق الإله على الصليب ليذوق الآلآم الكفارية كما تقول المسيحية ؟أليس من السفه الفكري أن نقول ان الله سبحانه وتعالى لم يرضى ان ينتقم من المجرمين الظالمين وانتقم من ابنه البرىء كما فعل الملك السفيه ؟ومن يقرأ في كتب التاريخ يجد أن عقيدة الخطيئة والفداء عقيدة معروفة لدى الديانات الوثنية ففي البوذية يعتبر بوذا المخلص و هو الابن البكر الذي قدم نفسه ذبحية ليكفر آثام البشر و يجعلهم يرثون ملكوت السموات و قد كانت ولادته بسبب خلاص العالم من التعاسة ، و المصريون القدماء اعتقدوا أن أوزريس مخلص الناس من شرورهم و آثامهم و أنه يلاقي في سبيل هذا الاضطهاد و العذاب ، و عند الهنود الوثنيين يعتبر كرشنة البطل الذي صلب و قدم نفسه ذبيحة لفداء للبشرية ، و في الديانة الفارسية يعتبر مثرا الوسيط بين الله والبشر و قد صلب في بلاد الفرس تكفيراً عن خطايا وآثام البشر ، و ليس عند النصارى كتاب منسوب للمسيح فضلا عن أن يكون متصل السند له فهي ديانة بلا كتاب سماوي كتابها قد ضيعه معتنقيها ،و و دين النصرانية دين يدعو إلى شرب الخمر ، والخمر أم الخبائث قال بولس : (( لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة ))[13] ، والنصرانية دين يدعو إلى هدم تعاليم الأنبياء قال بولس : (( إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.))[14] فإذا كان الإيمان فقط هو الذي ينجي العبد فما فائدة الأعمال الصالحة فتنتهك المحرمات و يفرط في الطاعات ولاحول ولا قوة إلا بالله ، ودين النصرانية ينسب لله الحماقة والضعف قال بولس : (( إن حماقة الله أعقل من الناس وضعف الله أشد قوة من الناس ))[15] ، والنصرانية دين يدعو للرهبة فينسبون للمسيح عليه السلام أنه قال : (( يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، من استطاع أن يقبل فليقبل ))[16] ، ودين النصرانية يدعو للتكاسل والقعود فينسبون للمسيح عليه السلام أنه قال : (( لاتهتموا لحياتكم بما تأكلون ، ولا للجسد بما تلبسون ، الحياة أفضل من الطعام ، و الجسد أفضل من اللباس، تأملوا الغربان إنها لا تزرع ولا تحصد ، وليس لها مخدع ولا مخزن ، والله يقوتها ... تأملوا الزنابق كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل ... فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ، ولا تقلقوا ... بل اطلبوا ملكوت الله ، وهذه كلها تزاد لكم ))[17] و دين النصرانية دين يدعو لترك الأعمال الصالحة قال بولس : (( إن كان بالناموس بر، فالمسيح إذا مات بلا سبب ))[18] و دين النصرانية دين يدعو للأكل من الخبائث و المحرمات قال بولس : (( أنا عالم ومتيقن في الرب يسوع أن لاشيء نجس في حد ذاته ، ولكنه يكون نجساً لمن يعتبره نجساً ))[19] ، وتنسب النصرانية للمسيح أن يسب ففي كتبهم أنه قال لبطرس : (( اذهب عني يا شيطان ))[20] ،وأخيرا النصرانية نسخت بالإسلام فلايصح الابقاء على الدين المنسوخ .





[1] - قاموس الكتاب المقدس
[2] - دائرة المعارف الفرنسي
[3]- الموسوعة الكاثولوكية
[4] - متى إصحاح 3 عدد 16- 17
[5]- كورنثوس (2) إصحاح 13 عدد 14
[6] - يوحنا(1) إصحاح 5 عدد7
[7] - متى إصحاح 28 عدد 18 - 20
[8] - يوحنا إصحاح 12 عدد 44
[9] - يوحنا إصحاح 17 عدد 3
[10] - حزقيال إصحاح 18 عدد 20 - 21
[11] - التثنية إصحاح 24 عدد 16
[12] - الأيام (2 ) إصحاح 25 عدد 4
[13] - رسالة إلى أهل تيموثاوس (1 ) إصحاح 5 عدد 23
[14] - غلاطية إصحاح 2 عدد 16
[15] - رسالة إلى أهل كورنثوس ( 1 ) إصحاح 1 عدد 25
[16] - متى إصحاح 19عدد 12
[17] - لوقا إصحاح 12 عدد 22 - 33
[18] - غلاطية إصحاح 2 عدد 21
[19] - رومية إصحاح 14 عدد 14
[20] - متى إصحاح 16 عدد 23

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 01:17 AM
هل اليهودية هي الدين الحق ؟


اليهودية ، وهي الملة التي يدين بها اليهود و هم أمة موسى عليه السلام ، وهي الآن ليست الدين الحق فكتابهم مقطوع السند إلى موسى عليه السلام ،فموسى عليه السلام عاش في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، و أقدم مخطوطات التوراة يعود لما بعد ميلاد المسيح – باستثناء مخطوطات قمران المكتشفة حديثاً والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد - أي أن بين هذه المخطوطات وبين موسى ما يقارب الستة عشر قرناً فقط؟! و قد جاء في مقدمة دائرة المعارف الأمريكية : (( لم يصلنا أي نسخة بخط المؤلف الأصلي لكتب العهد القديم أما النصوص التي بين أيدينا فقد نقلتها إلينا أجيال عديدة من الكتبة و النساخ ، ولدينا شواهد تبين أن الكتبة قد غيروا بقصد أو دون قصد منهم في الوثائق و الأسفار التي كان عملهم الرئيسي هو كتابتها ونقلها ))[1] ، و اليهودية دين منسوخ بالإسلام ، واليهود يصفون الله بالعجز ففي كتبهم : (( وكان الرب مع يهوذا ، فملك الجبل ، ولم يطرد سكان الوادي، لأن لهم مركبات من حديد ))[2] ، و اليهود يصفون الله بالتعب ففي كتبهم (( وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح ))[3]،واليهود يصفون الله بالندم ففي كتبهم: (( ندمت على أني جعلت شاول ملكاً ،لأنه رجع من ورائي ، ولم يقم كلامي ))[4] ،و في كتب اليهود ما تتأفف منه الفطر ففي كتبهم (( وتأكل كعكاً من الشعير ، على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه أمام عيونهم . وقال الرب : هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم . فقلت آه يا سيد ، الرب، ها نفسي لم تتنجس ، ومن صباي إلى الآن لم أكل ميتة أو فريسة، ولا دخل فمي لحم نجس ، فقال لي: انظر . قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الإنسان فتصنع خبزك عليه ))[5]و في كتبهم : (( أول ما كلم الرب هوشع قال له : اذهب خذ لنفسك امرأة زنا وأولاد زنا، لأن الأرض قد زنت زنىً تاركة الرب ))[6] ، واليهود ينسبون لله الظلم ففي كتبهم : (( وَلَكِنَّ كُلَّ بِكْرِ حِمَارٍ تَفْدِيهِ بِشَاةٍ. وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ فَتَكْسِرُ عُنُقَهُ. وَكُلُّ بِكْرِ إِنْسَانٍ مِنْ أَوْلاَدِكَ تَفْدِيهِ ))[7] ما ذنب الحمار الذي لم يفدى ، وفي كتبهم : (( لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ ))[8] فما ذنب المخصي ، واليهودية دين قسوة ووحشية ففي كتبهم : (( إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا ))[9] ،و في كتبهم : (( وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك ، فلا تستبق منهم نسمة ما ))[10] واليهودية دين لا يحترم المرأة ففي كتبهم : (( قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا ))[11] ، وفي كتبهم : (( وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ ))[12] ، وفي كتبهم المرأة تأكل أبنائها : ((وبينما كان ملك اسرائيل جائزا على السور صرخت امرأة اليه تقول خلّص يا سيدي الملك. فقال لا يخلصك الرب.من اين اخلّصك.أمن البيدر او من المعصرة. ثم قال لها الملك مالك.فقالت ان هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنك فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غدا. فسلقنا ابني واكلناه ثم قلت لها في اليوم الآخر هاتي ابنك فنأكله فخبأت ابنها. فلما سمع الملك كلام المرأة مزّق ثيابه وهو مجتاز على السور فنظر الشعب واذا مسح من داخل على جسده ))[13] أما بالنسبة للعلم فحدث و لا حرج فقد خلق النور و الليل والنهار في اليوم الأول أي قبل خلق النجوم والشمس حسب الكتاب المقدس ففي كتبهم : (( فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَ كَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً ))[14] و خلق الله الشمس والقمر في اليوم الرابع ففي كتبهم : (( وقال الله لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ. وَكَانَ كَذَلِكَ. فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ وَالنُّجُومَ. وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً رَابِعاً ))[15] ، والاغرب من ذلك أن الليل والنهار خلق قبل الأرض فالليل والنهار خلقا في اليوم الأول بينما الأرض خلقت في اليوم الثالث ففي كتبهم : (( و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة. وكان كذلك. ودعا الله اليابسة ارضا. ومجتمع المياه دعاه بحارا. ورأى الله ذلك أنه حسن. وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض. وكان كذلك. فأخرجت الأرض عشبا وبقلا يبزر بزرا كجنسه وشجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه. ورأى الله ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يوما ثالثا ))[16] فكيف يكون هناك ليل ونهار و الأرض لم تخلق بعد و حدوث الليل والنهار ناتج عن دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس ؟!! و الأغرب من ذلك أيضا أن خلق الشمس والقمر بعد خلق الأرض حسب كتبهم فالشمس والقمر خلقا في اليوم الرابع والأرض في اليوم الثالث ، وهذا مخالفة جلية للعلم الذي أثبت أن الأرض والقمر قد انفتقا من الشمس ،و الأغرب من ذلك أيضا أن النبات خلق قبل الشمس كما في العدد 11- 13 من الإصحاح الأول من سفر التكوين مع أن الشمس خلقت في اليوم الرابع كما في 14 – 19 من الإصحاح الأول من سفر التكوين ، و من الأمور الغريبة جدا في كتبهم أن الرجل يحيض : (( وكلم الرب موسى وهارون قائلاكلما بني إسرائيل وقولا لهم كل رجل يكون له سيل من لحمه فسيله نجس وهذه تكون نجاسته بسيله.ان كان لحمه يبصق سيله أو يحتبس لحمه عن سيله فذلك نجاسته كل فراش يضطجع عليه الذي له السيل يكون نجسا وكل متاع يجلس عليه يكون نجس ))[17] و من الأمور الغريبة جدا في كتبهم أن الغنم تتوحم : (( فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطاً بِيضاً كَاشِطاً عَنِ الْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى الْقُضْبَانِ. وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً ))[18] و من الأمور الغريبة جدا في كتبهم أوجود طيور بأربع أرجل : (( وكل دبيب الطير الماشي على أبع فهو مكروه لكم ))[19] ،ونأتي لكلام اليهود عن الأنبياء فقد اتهم اليهود الأنبياء بصفات لا تليق إلا بالفجار و الكفار فنبي الله نوح عليه السلام يسكر و يتعرى : (( وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ))[20] ، وموسى عليه السلام يأمر بني إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر : (( وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ ))[21] و سليمان عليه السلام يعبد غير الله : (( فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ ))[22] ، وحزقيال عليه السلام يمشي عاريا لأمر الرب : (( فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ. فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِيا ً))[23] فدين منسوخ و تعاليمه مقطوعة السند لنبيه المبلغ و يصف الله بالنقص و يصف الأنبياء بما لا يليق إلا بالفساق و يخالف العلم و لا يحترم المرأة و فيه ما يتنافى مع الفطرة و العقل فهل يمكن أن يقال أنه الدين الحق ؟!! كلا و ألف كلا .




[1] - دائرة المعارف الأمريكية ج 3 طبعة 1959
[2]- القضاة إصحاح 1 عدد 19
[3]- التكوين إصحاح 2 عدد 1
[4] - صموئيل (1) إصحاح 15 عدد 10
[5] - حزقيال إصحاح 4 عدد 12 - 15
[6] - هوشع إصحاح 1 عدد 2
[7] - الخروج إصحاح 13
[8] - التثنية إصحاح 23 عدد 1
[9] - التثنية إصحاح 21 عدد 11 - 14
[10] - التثنية إصحاح 20 عدد 16
[11] - اللاويين إصحاح 12
[12] - اللاويين إصحاح 15 عدد 19 - 2
[13] - سفر الملوك (2 ) إصحاح 6 عدد 26
[14] - التكوين إصحاح 1 عدد 1 – 5
[15]- التكوين إصحاح 1 عدد 14 - 19
[16]- التكوين إصحاح 1 عدد 9 - 13
[17] - اللاويين إصحاح 15 عدد 1 – 4
[18] - التكوين إصحاح 30 عدد 37 - 39
[19] - اللاويين إصحاح 11 عدد 20
[20] - التكوين إصحاح 9 عدد 21 - 25
[21] - الخروج إصحاح 12 عدد 35 - 36
[22] - الملوك ( 1 ) إصحاح 11 عدد 9 - 10
[23] - حزقيال إصحاح 20 عدد 2

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 01:29 AM
الإسلام هو الدين الحق


الإسلام هو الملة التي يدين بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،أمره الله بإبلاغ دينه للناس قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا ﴾[1] ، و قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾[2] و هو آخر الأنبياء فلا نبي بعده قال تعالى : ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾[3] ، و الإسلام هو الدين المقبول عند الله فلا يقبل الله دين سواه قال تعالى : ﴿ و َمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[4] ، و قال تعالى : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾[5] و الإسلام هو الدين الناسخ لما قبله من الشرائع السماوية و قد أظهره الله على كل الأديان قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾[6] ، و دين الإسلام لجميع الناس قال تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾[7] و قال تعالى : ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[8] ، وقد أيد الله النبي صلى الله عليه وسلم يالمعجزات الباهرة التي أجلها و أعظمها القرآن فالقرآن من جنس ما تكلم به العرب ورغم ذلك يستحيل أن يأتي أحدا بمثله في البيانوالحلاوة والحسن والكمال والعذوبة وأداء المعنى المرادمع حرص العرب، وغير العرب على معارضته فلما عجزوا عن الإتيان بمثله علم أنه ليس قول البشر قال تعالى : ﴿ أمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [9] ، وقد تكفل الله بحفظ القرآن قال تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[10] ، و القرآن متصل السند للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد نقله إلينا الالاف عن الالاف بحيث يستحيل تواطئهم على الكذب فالقرآن مأخوذ بالسماع و ليس السماع وحسب بل السماع والكتابة و ليس القرآن فقط الذي حفظه المسلمون بل حفظوا أيضا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم و شددوا في رواية الأحاديث النبوية بأرقى ما وصل إليه علم النقد ،و اعتنى العلماء بتصحيح الأخبار والتثبت فيها و نقدها من جهة السند و من جهة المتن ، وامتازت الرواية في الإسلام بدقة الضبط و التحري من حيث صدقها و مطابقتها للواقع و من حيث اتصال سندها بنقل العدل الضابط عن مثله حتى يصل به إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم و اعتنى العلماء بعلم الإسناد ونقد الرواة إذ به يعرف التمييز بين الصحيح و الحسن و الضعيف من المرويات والمقبول والمردود منها و هذا من خصوصية أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يعرف عن أمة من الأمم السابقة العناية بما جاء عن نبيها فضلا عن العناية بكلام ربها كما حصل لهذه الأمة ،و قال بعض المنصرين رواية القرآن لم يتوافر في نقلها شروط الرواية المتواترة، إذ إن الصحابة الذين نقلوا القرآن عن الرسول عددهم أربعة أو ستة أنفار على أكثر تقدير ، واستدلوا بحديث : ( جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار: أُبيُّ بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و زيد بن ثابت ، و أبو زيد )[11] و حديث : ( جمع القرآن على عهد رسول الله ستة نفر: أُبيُّ بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و أبو الدرداء ، و زيد بن ثابت ، و سعد ، و أبو زيد )[12] ، والجواب على هذه الشبهة أن هذين الحديثين يجب عدم أخذهما بمنأى عن الروايات المصرحة بكثرة الحفاظ من الصحابة إذ قُتِل يوم بئر معونة سبعون مِمَّن جمع القرآن ، وليس كل من جمع القرآن مما يدل على أنهم أكثر من ذلك فعَنْ أَنَسِ رضي الله عنه قَالَ: (( جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: أَنِ ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْماءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ وَلِلْفُقَرَاءِ فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ ))[13] ، و في موقعة اليمامة قتل الكثير ممن جمع القرآن ، وقال عمر رضي الله عنه : (( إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْموَاطِنِ ))[14] فما جاء عن الذين قتلوا من جامعي القرآن في حادثة بئر معونة و في موقعة اليمامة، فكيف الظن بِمن لم يُقتل مِمَّن حضر موقعة اليمامة ، ومن لم يحضر موقعة اليمامة وبقي بالْمدينة أو بمكة أو غيرهما ،و كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص أن يتعلم كل من التحق بدار الإسلام بالْمدينة القرآن، فكان يختار لهم من يعلِّمهم فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت ِقَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُشْغَلُ، فَإِذَا قَدِمَ رَجُلٌ مُهَاجِرٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ[15] ، وكما يقال الجمع بين الدليلين أولى من إهمال أحدهما ، ولذلك يمكن أن يكون لم يجمع القرآن إلا أربع أي لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بِها إلا أولئك أو لم يجمع القرآن إلا أربع أي لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته، وما لم ينسخ غيرهم أو لم لم يجمع القرآن إلا أربع أي من تلقاه من فِي النبي صلى الله عليه وسلم بغير واسطة، هم هؤلاء بخلاف غيرهم يمكن أن يونوا تلقوه بالواسطة ،و الإسلام دين يدعو لعبادة الله الواحد الديان قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[16] ونهى الله عن عبادة من سواه قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾[17] و الإسلام دين يدعو إلى توحيد الله و ينهى عن الشرك قال تعالى : ﴿ و َإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾[18] و قال تعالى : ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾[19]و قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟ قلت ( أي معاذ ) الله ورسوله أعلم قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا[20] و الله المنفرد بالصفات العلى قال تعالى : ﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[21] و المنفرد بالأسماء الحسنى قال تعالى : ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾[22] ، و دين الإسلام من عند الله فكتاب المسلمين الذي يأخذون منه دينهم من عند الله قال تعالى : ﴿ وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾[23] أي : و إن كنتم - أيها الكافرون المعاندون - في شَكٍّ من القرآن الذي نَزَّلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وتزعمون أنه ليس من عند الله, فهاتوا سورة تماثل سورة من القرآن, واستعينوا بمن تقدرون عليه مِن أعوانكم, إن كنتم صادقين في دعواكم[24] ، و كلام محمد صلى الله عليه وسلم سواء القرآن أو السنة[25] وحي من عند الله قال تعالى : ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾[26] أي : ما القرآن وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم[27]. و البشر مهما كانوا من العلم والفهم فلابد أن يقع منهم الخطأ و السهو ، و النقص ، و لو كان هذا الدين و هذا الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من عند غير الله لحصل فيه أنواع من الاختلاف و النقص قال تعالى : ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَ لَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾[28] و ما يتوهم منه الاختلاف والتعارض فهو في ذهن القاريء و عند الرد لأهل العلم يجد المعنى الصحيح المراد كتقييد مطلق و تخصيص عام أو نسخ حكم أو دليل ضعيف لا يصح و من لم يعرف أوجه الجمع و الترجيح و النسخ و التصحيح والتضعيف آتى بالعجائب و الغرائب و هذا حدث كثيرا في كتابات المستشرقين لجهلهم الفادح بعلم التعارض والترجيح و الجرح و التعديل ، و مما يدل على أن دين الإسلام من عند الله ما اشتمل عليه هذا الدين من التشريعات ، والأحكام ، والقصص ، والعقائد ، الذي لا يمكن أن يصدر عن أي مخلوق مهما بلغ من العقل و الفهم ، فمهما حاول الناس أن يسنوا تشريعات وقوانين لتنظيم حياتهم ، فلا يمكن أن تفلح ما دامت بعيدة عن هدي الإسلام ، و المشهور أن أرقى البشر عقلا و رأيا في شئون العالم رجال السياسة الدولية في الغرب و إنك لتجد غاية سياستهم أن يسخروا ثروة شعوبهم ونتائج علومها و فنونها لعداوة بعضهم لبعض و إعدادها للتقتيل و التدمير [29] ، و الإسلام مبلغه محمد صلى الله عليه وسلم رسول من رسل الله ، و ليس الله قال تعالى : ﴿ و َمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾[30] ، و قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾[31] و قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾[32] ،و دين الإسلام مبلغه النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث في مكة قال تعالى : ﴿ ُهوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾[33] ، وقال تعالى : ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ﴾[34] و الإسلام عقائد و أعمال و أخبار متصلة السند لنبي محمد صلى الله عليهه وسلم و من ثم لله فقد قيد لهذا الدين من يحفظون القرآن و الأحاديث حفظ صدر وحفظ كتابة ، و دين الإسلام يحوي ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من اللهقال تعالى : : ﴿ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[35] ، و نفى الإسلام عن الله ما لا يليق به مع إثبات كمال ضده قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾[36] أي : ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من أصناف المخلوقات في ستة أيام, وما أصابنا من ذلك الخلق تعب ولا نَصَب. وفي هذه القدرة العظيمة دليل على قدرته -سبحانه - على إحياء الموتى من باب أولى[37]. وقال تعالى : ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾[38] أي : الله الذي لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو, الحيُّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله, القائم على كل شيء, لا تأخذه سِنَة أي: نعاس, ولا نوم, كل ما في السموات وما في الأرض ملك له, ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه, محيط علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها, يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلة, وما خلفهم من الأمور الماضية, ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه. وسع كرسيه السموات والأرض, والكرسي: هو موضع قدمي الرب -جل جلاله- ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه, ولا يثقله سبحانه حفظهما, وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته, الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء[39]. و دين الإسلام يحوي ما يليق بالأنبياء و الرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم ، و الإسلام يدعو إلى الإيمان بجميع الرسل و الأنبياء وعدم التفريق بينهم قال تعالى : ﴿ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾[40] و قال تعالى : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾[41] قال تعالى : ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُون أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾[42] أي : وتلك الحجة التي حاجَّ بها إبراهيم عليه السلام قومه هي حجتنا التي وفقناه إليها حتى انقطعت حجتهم. نرفع مَن نشاء من عبادنا مراتب في الدنيا والآخرة. إن ربك حكيم في تدبير خلقه, عليم بهم.ومننَّا على إبراهيم عليه السلام بأن رزقناه إسحاق ابنًا ويعقوب حفيدًا, ووفَّقنا كلا منهما لسبيل الرشاد, وكذلك وفَّقنا للحق نوحًا -من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب- وكذلك وفَّقنا للحق من ذرية نوح داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون عليهم السلام, وكما جزينا هؤلاء الأنبياء لإحسانهم نجزي كل محسن.وكذلك هدينا زكريا ويحيى وعيسى وإلياس, وكل هؤلاء الأنبياء عليهم السلام من الصالحين. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِه وهدينا كذلك إسماعيل واليسع ويونس ولوطا, وكل هؤلاء الرسل فضَّلناهم على أهل زمانهم .وكذلك وفَّقنا للحق من شئنا هدايته من آباء هؤلاء وذرياتهم وإخوانهم, واخترناهم لديننا وإبلاغ رسالتنا إلى مَن أرسلناهم إليهم, وأرشدناهم إلى طريق صحيح, لا عوج فيه, وهو توحيد الله تعالى وتنزيهه عن الشرك.ذلك الهدى هو توفيق الله, الذي يوفق به من يشاء من عباده. ولو أن هؤلاء الأنبياء أشركوا بالله -على سبيل الفرض والتقدير- لبطل عملهم ; لأن الله تعالى لا يقبل مع الشرك عملا.أولئك الأنبياء الذين أنعمنا عليهم بالهداية والنبوة هم الذين آتيناهم الكتاب كصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى, و آتيناهم فَهْمَ هذه الكتب , و اخترناهم لإبلاغ وحينا, فإن يجحد - أيها الرسول - بآيات هذا القرآن الكفارُ من قومك, فقد وكلنا بها قومًا آخرين – أي : المهاجرين والأنصار وأتباعهم إلى يوم القيامة- ليسوا بها بكافرين , بل مؤمنون بها, عاملون بما تدل عليه.أولئك الأنبياء المذكورون هم الذين وفقهم الله تعالى لدينه الحق, فاتبع هداهم -أيها الرسول- واسلك سبيلهم . قل للمشركين : لا أطلب منكم على تبليغ الإسلام عوضًا من الدنيا, إنْ أجري إلا على الله, وما الإسلام إلا دعوة جميع الناس إلى الطريق المستقيم وتذكير لكم ولكل مَن كان مثلكم, ممن هو مقيم على باطل, لعلكم تتذكرون به ما ينفعكم[43] ،و الإسلام دين يخلو التعارض ، و من توهم حدوث بعض التعارض فهذا لقلة علمه و لو رجع الأمر لأهل العلم المختصين لعرفه أن موهم التعارض هذا سببه عدم جمع ما يستحق الجمع أو عدم ترجيح ما يستحق الترجيح أو عدم القول بالنسخ لما قامت عليه الأدلة بنسخه أو عدم تضعيف ما لا يجمع شروط الحسن و الصحة في الحديث ، و الإسلام عندما يحرم شيئا ينهى عن الأسباب الموصلة إليه و عندما يأمر بشيء يأمر بالأشياء المعينة على أدائه ، والإسلام ينهى عن المباحات إذا كانت طريقا موصلا للحرام ،و في اتباع تعاليم الإسلام صلاح البشرية فهو يدعو لعبادة الله ، وعدم عبادة من سواه ،وعبادة الله وحده تبعد الإنسان عن المعاصي و المعاصي تضر بالإنسان نفسه و المجتمع الذي فيه ، قال تعالى : ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾[44] و عبادة الله تعطي الإنسان قوة على مجابهة الشدائد والمحن في الدنيا فلا ييأس ولا يكتئب بل يجد ويعمل قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[45] و عبادة الله تحبب إلى العبد فعل الخيرات وترك المنكرات و بالتالي يصلح نفسه والمجتمع الذي فيه ،و المؤمن بالله يستشعر مراقبة الله له في كل شيء مما يدفعه إلى فعل الصالحات و تجنب المفاسد و يسعى الى نفع أخوانه مما يحقق له الطمأنينة و الراحة النفسية و نفع الآخرين ، و الإسلام يأمر بالفضائل وينهى عن الرذائل و الإسلام يأمر بالعدل و يدعو للتعاون على البر و التقوى وعدم التعاون على الاثم و العدوان و يدعو للتواصي بالحق و الصبر قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون ﴾[46] و قال تعالى : ﴿ و َتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[47] و قال تعالى : ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾[48] ، و الإسلام دين يدعو لإعطاء الفقراء و المساكين و العفو عن الناس قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾[49] ، و الإسلام دين يدعو إلى الرفق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه » [50] ، و الإسلام دين يدعو إلى حسن الأخلاق و الأعمال قال تعالى : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾[51] ،و الإسلام دين يدعو لحفظ العقول فحرم ما يؤدي لتدميرها قال : « كل مسكر خمر ،وكل مسكر حرام »[52] ،و الإسلام دين يدعو حفظ الأموال فنهى عن القمار و ما يفسد الأموال قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمـَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسـِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِـنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبـُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[53] ،و الإسلام دين يدعو للرحمة بالآخرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء »[54] ،و الإسلام دين يدعو إلى عدم الإسراف في الطعام والشراب و بذلك تحفظ الصحة قال تعالى : ﴿ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[55] و نهى الإسلام عن التبذير في إنفاق الأموال قال تعالى : ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ﴾[56] ، و الإسلام دين يدعو للشورى مما يؤدي إلى توحيد الأمة واجتماعها على كلمة واحدةقال تعالى : ﴿ فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾[57] ، و الإسلام دين يدعو إلى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لردع نفوس أهل الإسلام الضعيفة عن التهاون في الواجبات و ارتكاب المحرماتقال تعالى : ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[58] ، و الإسلام دين وضع كيفية توزيع المال على الورثة حسب قرب النفع ، وما يحب العبد أن يصل إليه ماله ، وما هو أولى ببره وفضله مرتبا ترتيبا تشهد العقول بحسنه قال تعالى : ﴿ يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً ﴾[59] ، والإسلام دين يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾[60] أي : يا أيها الناس خافوا الله والتزموا أوامره, واجتنبوا نواهيه; فهو الذي خلقكم من نفس واحدة هي آدم عليه السلام, وخلق منها زوجها وهي حواء, ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرًا ونساء كثيرات, وراقبوا الله الذي يَسْأل به بعضكم بعضًا, واحذروا أن تقطعوا أرحامكم. إن الله مراقب لجميع أحوالكم[61] فبينت الآية أن الله هو خالق الإنسان و أن الله خلق جميع البشر من نفس واحدة آدم عليه السلام ، و قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[62] أي : وما خلقت الجن والإنس وبعثت جميع الرسل إلا لغاية سامية, هي عبادتي وحدي دون مَن سواي[63] قال تعالى : ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾[64] ،و الإسلام دين يوافق العلم و لا يخالفه بل قد شهدت الاكتشافات العلمية للإسلام بالصحة قال تعالى : ﴿ و َلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴾[65] ، و ثبت علميا أن الإنسان العناصر التي يتكون منها الإنسان هي نفس العناصر التي تتكون منها الأرض ،و قال تعالى : ﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً ﴾[66] والوتد في كلام العرب هو ما يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض ومعظمه غائر فيها ، وقد ثبت علميا أن للجبال جذور ممتدة تحت الأرض ، والتي ثبت أخيراً أنها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات ، وقال تعالى : ﴿ و َجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً﴾[67] فقد وصف الله سبحانه وتعالى النهار بأنه مبصر ، و قد ثبت علميا أن ضوء الشمس ينعكس على الأشياء ثم تدخل أشعة النور إلى العين فتبصر فالعين تبصر بالضوء الذى ينعكس على الأشياء الموجودة أمامها فيدخل إلى العين فإذا ذهب هذا الضوء وجاء الظلام فإن العين لا تبصر ،و قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : « ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله »[68] ، و قد ثبت علميا أن الماء الذي يحمل البويضة لونه أصفر ،و المسئول عن تحديد جنس الجنين هي النطفة القادمة من الأب ، و معنى الحديث أن ماء الرجل أى المنى الذي يكون منه الرجل و هو النطفة المذكّرة ( أي التي تحمل الصبغي الجنسي y ) إذا علا و سبق ماء المرأة أى المنى الذي تكون منه المرأة وهو النطفة المؤنثة ( وهي التي تحمل الصبغي الجنسي x ) يكون المولود ذكرا و العكس بالعكس و هو ما أثبته العلم الحديث ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحية داء وفــي الأخرى شفاء »[69] و ثبت علميا أن الذباب يحمل أنواعاً كثيرة من البكتريا والفيروسات والجراثيم الممرضة، و لكنه أيضا يحمل على سطح جسده مواد مضادة لهذه الجراثيم، وإن أفضل طريقة لاستخلاص المواد الحيوية المضادة من الذبابة تكون بغمسها في السائل،ومن هنا نجد أن الإسلام قد جمع جميع صفات الدين الحق فهو من عند الله و آخر الأديان السماوية والناسخ لجميع الشرائع التي قبله ،ومبلغه رسول من عند الله و الرسول الذي بعث في الأمة الإسلامية ،و هو دين يدعو لعبادة الله و توحيده ، و تعاليمه متصلة السند بالنبي المبلغ ،و الإسلام يحوي ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من الله ،و الإسلام يخلو من التعارض ويوافق العلم و يدعو لمحاسن الأخلاق و جميع الفضائل و ينهى عن المنكرات وجميع الرذائل ، وفي اتباع الإسلام صلاح البشرية ، و الإسلام يحوي ما يليق بالأنبياء والرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم والإسلام يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير ،ويوافق العلم و العلم الحديث شهد له بالصحة فهيا أيها الإنسان بادر بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله و أقم الصلاة و أت الزكاة و صم رمضان و حج البيت الحرام إن استطعت و اتبع تعاليم الإسلام تفوز بالجنان و محبة الرحمن و تنعم بعدل الإسلام وراحة البال .










[1] - الأحزاب الآية 45
[2] - المائدة 67
[3] - الأحزاب الآية 40
[4] - ال عمران الآية 85
[5] - ال عمران الآية 19
[6] - التوبة الآية 33
[7] - الأنبياء 107
[8] - سبأ الآية 28
[9] - يونس الآية 38
[10] - الحجر الآية 9
[11] - رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
[12] - الطبقات لابن سعد
[13] - رواه البخاري في صحيحه رقم 2801 و مسلم في صحيحه رقم 677
[14] - رواه البخاري في صحيحه رقم 4986
[15] - رواه أحمد في مسنده رقم 22260
[16] - الذاريات الآية 56
[17] - النحل الآية 36
[18] - البقرة الآية 163
[19]- يوسف الآية 39
[20] - رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
[21] - النحل الآية 60
[22] - الأعراف الآية 180
[23] - البقرة الآية 23
[24] - التفسير الميسر
[25] - السنة : ما أضيف للنبي صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال والتقريرات
[26] - النجم الآية 3 - 4
[27] - التفسير الميسر
[28] - النساء الآية 82
[29] - الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص 45
[30] - ال عمران الآية 144
[31] - الكهف الآية 110
[32] - المائدة الآية 67
[33] - الجمعة الآية 2
[34] - ال عمران من الآية 164
[35] - النحل الآية 60
[36] - ق الآية 39
[37] - التفسير الميسر
[38] - البقرة الآية 255
[39] - التفسير الميسر
[40] - البقرة الآية 136
[41] - البقرة الآية 285
[42] - الأنعام الآية 83 - 90
[43] - التفسير الميس
[44] - العنكبوت 49
[45] - البقرة الآية 149
[46] - النحل الآية 90
[47] - المائدة من الآية 2
[48] - العصر الآية 3
[49] - ال عمران 13
[50] - صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 5654
[51] - الأعراف الآية 199
[52] - رواه مسلم في صحيحه 3735
[53] - المائدة الآية 141
[54] - صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 4941
[55] - الأعراف الآية 31
[56] - الإسراء الآية 26
[57] - ال عمران الآية 159
[58] - ال عمران الآية 104
[59] - النساء الآية 11
[60] - النساء الآية 1
[61] - التفسير الميسر
[62] - الذاريات الآية 56
[63] - التفسير الميسر
[64] - سورة الزلزلة
[65] - المؤمنون الآية 12
[66] - النبأ الآية 7
[67] - الإسراء الآية 12
[68] - مسند أبى عوانة رقم 843 وحديث رقم: 5500 في صحيح الجامع
[69] - رواه البخاري في صحيحه

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 01:34 AM
نداء لمن لم يسلم


أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام ، وتعتنق أديان منسوخة كاليهودية والنصرانية ؟!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الدين الذي من عند الله ، و تعتنق أديان أصولها و فروعها ليست من عند الله بل ديانات بشرية وثنية كالبوذية و الهندوسية ؟!!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الداعي للتوحيد الله وعبادته وحده ، وتعتنق أديان تدعو لعبادة غير الله و إلى الشرك بالله كالنصرانية والبوذية والهندوسية ؟!!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي مبلغه رسول من عند الله مؤيد من الله و تعتنق أديان مبلغوها ليسوا رسل من عند الله كالبوذية و الهندوسية!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي مبلغه الرسول الذي أرسل لجميع الناس و تعتنق أديان إن كان لهم رسل فرسلهم لقوم معينيين لا لكل الناس كاليهودية والنصرانية ؟!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي كتابه و تعاليمه محفوظة مكتوبة و متصلة السند للنبي المبلغ و تتبع أديان محرفة تعاليمها و كتبها ليست متصلة السند للنبي المبلغ كاليهودية والنصرانية ؟!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي وصف الله بما يليق به من صفات و نفى عنه النقائص و تتبع أديان وصفت الله بالنقائص كاليهودية والنصرانية ؟!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي وصف الأنبياء بصفات المدح ، وكفر من يصفهم بالنقائص ، وتتبع أديان سبت الأنبياء ووصفتهم بالنقائص كاليهودية والنصرانية ؟!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي يحرم شرب الخمر و ينهى عن الاقتراب من الزنا ، وتتبع أديان تبيح شرب الخمر كالنصرانية و كتبها تهيج الغريزة البشرية للزنا كاليهودية ؟!!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي يوافق العلم و يشهد العلم بصحته وتتبع أديان تخالف العلم في كثير من الأمور كاليهودية ؟!!!
أيها الإنسان كيف لا تعتنق الإسلام الذي يأمرك بالإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين و تتبع أديان تفرق بين الأنبياء كاليهودية ؟!!

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 01:39 AM
نتائج البحث :


- بين البحث الصفات التي لا بد أن يتحلى بها الدين الحق ، و هي :
الدين الحق هو الداعي لعبادة الإله المستحق للعبادة .
الدين الحق هو الدين الداعي للتوحيد الله .
الدين الحق لا بد أن يكون من عند الله .
الدين الحق مبلغه رسول من عند الله و ليس الله .
الدين الحق مبلغه النبي الذي بعث في القوم إلا إذا كان دينا عاما .
الدين الحق تعاليمه لابد أن تكون متصلة السند بالنبي المبلغ .
الدين الحق يحوي ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من الله .
الدين الحق يحوي ما يليق بالأنبياء والرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم .
الدين الحق يخلو من التعارض .
الدين الحق في اتباع تعاليمه صلاح البشرية .
الدين الحق يأمر بالفضائل وينهى عن الرذائل .
الدين الحق يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير .
الدين الحق يوافق العلم ولا يخالف العلم .
- بين البحث وجوب تحلى الدين الحق بجميع هذه الصفات ، وليس بعضها ، و أن الاشتراك في بعض الحق لا يعني الاشتراك في كل الحق .
- بين البحث أن البوذية ليست الدين الحق لدعوتها لعبادة غير الله ، ونسبت الولد لله و غير ذلك .
- بين البحث أن الهندوسية ليست الدين الحق لدعوتها لعبادة غير الله و للقول بتعدد الآلهة و غير ذلك .
- بين البحث أن النصرانية ليست الدين الحق لدعوتها فهي دين منسوخ و تدعو لعبادة غير الله و تنسب لله الولد و لقولها بتوارث الخطيئة و لنسبتها لله النقص كالحماقة و لدعوتها للإيمان و أنه الخلاص من الآثام دون العمل الصالح و اجتناب المحرمات و لعدم وجود كتاب سماوي متصل لنبي الله عيسى عليه السلام و كتابها محرف و مليء بالتناقضات و غير ذلك من مخالفات الدين الحق .
- بين البحث أن اليهودية ليست الدين الحق فهي دين منسوخ ، وتنسب لله صفات نقص كالتعب و العجز وتنسب للأنبياء نقائص كالزنا وشرب الخمر و تحوي ما يخالف الخقائق الثابتة كأن للأرض أربع زوايا مع أن الأرض كرة ،ولاشتمالها على ما يدعو للوقوع في الزنا و إثارة الشهوة و غير ذلك من مخالفات الدين الحق .
- بين البحث أن الإسلام هو الذي تجتمع فيه جميع صفات الدين الحق فهو دين من عند الله و آخر الأديان السماوية والناسخ لجميع الشرائع التي قبله ،ومبلغه رسول من عند الله و الرسول الذي بعث في الأمة الإسلامية ،و هو دين يدعو لعبادة الله و توحيده ، و تعاليمه متصلة السند بالنبي المبلغ ،و الإسلام يحوي ما يليق بالله من صفات و لا يوجد به صفات تنتقص من الله ،و يخلو من التعارض ويوافق العلم و يدعو لمحاسن الأخلاق و جميع الفضائل و ينهى عن المنكرات وجميع الرذائل ، وفي اتباعه صلاح البشرية ، و يحوي ما يليق بالأنبياء والرسل و لا يحوي ما ينتقص منهم و يحوي الجواب عما أراده الخالق من الإنسان و من أين أتي و إلى أين المصير ،ويوافق العلم و العلم الحديث شهد له بالصحة .
- دعى البحث للمبادرة بالدخول في الإسلام و شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله .




هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد بكالوريوس الطب والجراحة السبت 22 ذو الحجة 1429 هـ 20 /12 / 2008 م

د.ربيع أحمد
12-21-2008, 01:50 AM
إعلام الأنام أن صفات الدين الحق تجتمع في دين الإسلام (http://www.4shared.com/file/76909877/bddef2c8/_________.html?dirPwdVerified=f3b26646)

ولكن ليطمئن قلبي
12-21-2008, 02:46 PM
الله .. الله ..

ما أروع هذا البحث .. وكم من الجهد بذل فيه ..

بارك الله فيك د. ربيع وفي جهودك الطيبة .. حقاً أنت ممن يفتخر بهم منتدى مثل منتدى التوحيد.

د.ربيع أحمد
12-23-2008, 11:27 AM
الله .. الله ..

ما أروع هذا البحث .. وكم من الجهد بذل فيه ..

بارك الله فيك د. ربيع وفي جهودك الطيبة .. حقاً أنت ممن يفتخر بهم منتدى مثل منتدى التوحيد.

هذا ما من الله على عبده الفقير إليه ربيع ثم قد جعلكم الله سببا في أن يلوح في خاطري هذا البحث الذي كان يحتاج إليه الناس خاصة من يدعون للإسلام في البلاد المختلفة و قد حدثني بعض من يدعو للإسلام في الخارج بوجود نقص في الكتبات الإسلامية في هذا المجال والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات