المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على مقال للمدعوة وفاء سلطان ..



أبو الفداء
01-16-2009, 09:07 PM
الحمد لله وحده ..
أما بعد،
قلبت في أوراقي القديمة فوجدت ردا كنت قد كتبته على تلك المرأة الملحدة المدعوة وفاء سلطان، قاتلها الله ..
رددت فيه على مقال لها هو الرابع من سلسلة بعنوان (الوطن ليس أرضا وذكريات ... بل هو الانسان)
وكانت تحاول فيه محاولة سفيهة هزيلة لتحليل شخصية وعقلية الانسان المسلم من منظور نفساني، طعنا في منابع تلك الشخصية التي هي الدين نفسه ..
وفي الرد على طوله جملة من الفوائد والردود على شبهات شتى،
فرأيت أن أنشره هنا، سائلا الله أن ينفع به من يقرأه ..
........................................

الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أبدأ بهذه البداية وهذه الديبجة المقدسة رغم أنوف الكارهين في كل شيء أكتبه ولله الحمد، لأنها خير وأعظم ما يبدأ به انسان خطابه! فبها كان يبدأ سيد النبيين صلى الله عليه وسلم، وليس أعظم من الحمد والثناء على رب الأرض والسماء من كلام يكون في المفتتح والابتداء!
أيتها الطبيبة الملحدة – هذه هي صفتك عندنا وأنت لا يعنيك ما نصفك به أصلا! – سلام الله على من اتبع هداه، ولعنته على من عاداه.
أما بعد
قد راعني ما قرأت وما سمعت من كلامك وما فيه من تبجح ظاهر وتعال وتكبر على الدين وعلى المسلمين! فعزمت على كتابة هذا الكلام ردا عليك، وجعلته قربة لله تعالى، عساه أن يعفو به عني ويغفر لي ذنوبي، وأن يحسن خاتمتي عند الموت ويرفع قدري عند الحساب، ذلك اليوم الذي يبعث الله فيه الموتى جميعا، علموا به أم لم يعلموا، آمنوا به أم لم يؤمنوا!

أيتها الطبيبة الملحدة، اسمحي لي أن أبدأ بتعليق عام على مقالتك تلك قبل أن أفند أجزاءها تفصيلا ما وسع الله لي من الوقت.

أنت جاهلة... !
بل أنت أجهل مما تتصورين والله!

لعلك الآن يتلاعب الشرر أمام عينيك وتستشيط أعصابك غلا وغضبا، وتميل نفسك للرد المباشر السريع: بل أنت الجاهل المتخلف المتطرف ال.... الى آخر ما اختزنتيه في قلبك!
أليس كذلك؟
بل لعلك تقولينه الآن في نفسك بالفعل! هذا أمر طبيعي! ان اتهمك انسان بالجهل، تجدينك تردين الاتهام عليه هكذا مباشرة، تكيلينه له كيلا انتصارا لنفسك! ليس لأنك على بينه وبرهان علمي دقيق بأن مخاطبك هذا جاهل، وانما لأنك لا تحتملين أن يقال لك "أنت جاهلة" هكذا في وجهك وتسكتين!! هذا رد فعل تلقائي يا دكتورة، كما أخالك تعلمين!
أيتها الملحدة، اعلمي أن الأصل في الانسان انما هو الجهل وليس العلم. نحن لا نولد من بطون أمهاتنا علماء! وانما نولد صفحات بيضاء، يضع فيها آباؤنا ما يضعون، فاذا ما بلغت بنا السنون سن الحلم والعقل، ميزنا، فان سمعنا الحق، قامت علينا حجته، فاما قبلناه فنجونا، واما رددناه فهلكنا!
هكذا هو الانسان: "جاهل الا بما علمه الله"! وليس "عالما الا بما أجهله الله"! هل هذه فلسفة؟ أبدا!
أنا أحيل على الأصل! أقول، أنا جاهل! لا أخجل منها! أنا جاهل، ولكن الله علمني من علم كذا وعلم كذا قدرا يسيرا، أسأله سبحانه أن يبارك فيه وأن ينفعني به في الدنيا والآخرة.
ان أعلم أهل الأرض، انما هو على الأصل أيضا: جاهل، الا مما علمه الله. فأعلم الناس في علم من العلوم، انما هو أجهلهم – ولابد – في علم واحد على الأقل مما سوى ذلك العلم الذي توسع فيه!
فلعلني أجهل خلق الله على الاطلاق في علوم اللغة الصينية مثلا، أو في علم الفيزياء النووية! ولعلك أنت أجهل خلق الله في علم الرياضيات مثلا أو في علوم دين الاسلام (على الأقل)!
ولكن هذا لا يمنع أن تكوني أنت عالمة في واحد أو أكثر من مجالات المعرفة، وأنا كذلك.
ولكن كم يمثل الواحد أو الاثنان أو المائة أو حتى الألف، من جملة ما في الأرض من مجالات معرفية وعلوم على مختلف درجاتها وتشعباتها واختصاصاتها؟؟! لا شيء!
ان اقتناء الواحد منا لمكتبة أنيقة ضخمة في بيته يفاخر بها الناس، فيها آلاف الكتب من شتى المجالات المعرفية، هذا لا يجعلنا علماء في كل شيء! والذي قرأ كتابا واحدا فقط في كل علم من العلوم، ثم خرج يقول أنا أفهم و أنا أعلم، فهذا من أحمق البشر! فكتاب واحد في أي علم لا يصنع من الانسان عالما فيه! فالكتاب قد يكون مكتوبا بصورة مبسطة للمبتدئين، ولكن لو بحث الباحث لوجد أحسن منه، وأدق وأصح منه، ولربما وجد من ينتقدون ذلك الكتاب وينسفونه نسفا، من أهل ذات الاختصاص الذي وضع فيه الكتاب! ولربما كذا وكذا، فان من الكتب ما قد يغني عن مواصلة قراءته الاطلاع على فهرسه، وان منها ما قد يغني عنه كله قراءة فقرة من مقدمته أو خاتمته، ومنها ما لا يغني شيء عن قراءته كله واستيعاب جميع ما فيه كلمة كلمة!
وعمر الانسان محدود! فما أشبهه بالدابة العمياء وما أخسره لو أمضى عمره المحدود هذا يقرأ كل ما تقع عليه يده أيا كان من باب (ولم لا؟!!!!)، ولم يميز ولم يرتب أولويات التعلم، ولم يعلم غايته التي من أجلها يتعلم، وعلى أساسها يميز الأهم فالمهم!
ان الملحد لا غاية له في الحياة ولا هم له فيها الا الطعام والشراب والتناسل، وأن يرضي شهوة نفسه! نعم أيتها الملحدة! تأملي: أنتم كالفايروس، تتكاثرون بلا هم ولا غاية في الوجود سوى اهلاك موارد الأرض واستهلاك ما جعله الله فيها، بلا غاية ولا هدف عندكم الا الحياة في ذاتها!!! لا تريدون من الحياة الا أن تجعلوها أكثر متعة ولذة ورفاهية! يقول لسان حالكم: ان كنا قد جئنا الى الدنيا لنعيش ونصبح كل يوم على نفس ما أمسينا عليه، فلنقضها اذا على متعة ونعيم، ولنتنافس في خدمة هذه الغاية المقدسة جميعا! لقد جعلتم الوسيلة غاية في ذاتها وكأنكم مخلدون فيها وكأنكم لستم بخارجين منها أبدا!!
أنتم أنتم عباد الشهوة واللذة واللحظة العابرة وليس المسلمون! ولا يغرنكم شعارات (الانسانية) و(رفعة الجنس البشري) و(التقدم الانساني) وغيرها من الشعارات! فبئس العقل ذلك الذي يعرف أن عليه أن يناضل في الأرض ويكافح ويسعى لتحسين حاله ومعيشته فيها ما دام حيا، وهو أصلا لا يدري لأي شيء خلق فيها، ولا يدري لماذا جاء اليها ولماذا سيفارقها هكذا حتما ان عاجلا أو آجلا!!! بئس العقل هذا الذي يعرف كيف يعيش وكيف يتلذذ وكيف يفعل كذا وكذا، ولكنه لا يعرف لماذا وجد كما وجد حيث وجد ولماذا يعيش ولماذا يموت!!!
انه يفت في عضدكم أنكم ترون الموت ينتزعكم من الأرض انتزاعا! انه يقطع قلوبكم تقطيعا ولا مهرب منه! هو آتيكم عجلا أو آجلا! ولكنكم تريدون البقاء فيها أبدا! تريدون الخلود! يود الواحد منكم لو يغرس ساقيه في الطين غرسا فلا يفارق هذه الأرض أبدا ولا يأخذه الموت!! ولكن هيهات! أنتم ميتون شئتم أم أبيتم! أقررتم أم أعرضتم! مهما طال بكم العمر فأنتم مفارقون! كلنا الى الموت صائرون، والى مصيرنا المحتوم نحن جميعا منقلبون! فيالشتات وعذاب قلوبكم هذه! وياله من خسران!
اعلوا فيها ما بدى لكم فأنتم – رغم أنوفكم - تاركوها!
افجروا واستكبروا على الخلق ما شئتم واستعبدوا الناس ما بدى لكم فلن تخلدوا فيها!
ان الواحد منكم يشتهي أن يكون انسانا منتجا، فعالا في الأرض، ليسمع ثناء الناس ومدحهم وتعظيمهم له! أو حتى لمجرد أن يرضي كبر نفسه وشهوتها في أن ترى فضلها على البشر ومنزلتها بينهم، بعمل عملته أيا كان، حتى وان جحدوها ذلك الفضل وتلك المنزلة التي تطمع فيها! انه يريد جائزة كذا، فيعمل لها، يحلم بمركز كذا في جامعة كذا فيبذل لأجله، يطمع في أن يكون على أغلفة وصفحات الصحف والمجلات ممجدا مبجلا فيكتب ويصول ويجول ويقذف في عقول البشر ما يحلو له ويعجبهم، ولا يبالي أحقا قال أم باطل ما دام يعجبهم ويقبلونه ويمجدونه من أجله! وهكذا! من لذة دنيوية حقيرة الى لذة دنيوية أحقر تتقلبون كما الأنعام!

فان سألتك أنت أيتها الطبيبة: ثم ماذا بعد؟ ماذا بعد كل هذا؟؟
لن تجيبي!
لا يعنيك هذا ولا تريدين جوابا! انها أساطير! خرافات! أوهام! أنتم يا أصحاب الدين مستغفلون! أنتم مرضى مساكين تؤمنون بخرافات لا أساس لها! أنا أجزم بأنه ليس بعد الموت شيء! وليس فوق السماوات رب!
حقا؟؟ تجزمين؟؟ تتيقنين؟؟ سبحان الله! من أين لك بهذا اليقين؟؟
ألست تتبجحين بالعلم والمعرفة؟ فما العلم وما المعرفة ان لم تكن كلاما متينا ينطبق بالدليل الصحيح على ما هو موجود في الحقيقة؟ أنا أقول: أنا أعلم أن الحدث الفلاني قد حدث، اذا أنا أقر بكونه حقيقة واقعة لا وهما ولا كذبا! فلابد لي من دليل، والا كنت كاذبا!
فان كنت أيتها الملحدة تزعمين أننا لا دليل معنا على وجود رب عظيم، خالق بارئ عليم، فالأدلة أكثر من أن تحصى! وكل صغيرة وكبيرة في الحياة من حولك تكذبك لو كنت تبصرين! وأنت في الحقيقة المطالبة بتقديم الدليل على ما تعتقدين!
نعم! تقولين أنك لم تؤمني بما في الغيب لأنه لا دليل على وجوده، فدعيني أسألك من أين لك بتلك الثقة؟؟ وما هو دليلك أنت يا من جعلت دينك أن الغيب ليس فيه شيء؟؟ دعك من أدلتنا نحن، وهاتي أدلتكم أنتم! قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين! وان أتيتم بالدليل فاثبتوا لنا صحته وموضوعيته!
لو أن رجلا من ألفي سنة مضت قال للناس جازما بأنه لا توجد أرض بعد المحيط على الاطلاق، وأن العالم ينتهي عند حافة القارة التي يعيش هو فيها، وليس وراء النهر الا حافة الأرض، بأي شيء نصف هذا الرجل وبأي شيء نصف الذين يصدقونه فيما يقول؟؟
لو كنت أنت تعيشين في زمانه، ورأيت الناس يصفقون له ويهللون، ورأيتيهم يقبلون كلامه ويعدونه من العلماء الحكماء العظماء، لقبلت كلامه مع القابلين ولكنت له من التابعين!
وأقول أنه بمقاييس العقل، هذا الرجل أحمق وهم أغفل منه وأشد حماقة أن صدقوه وقبلوا كلامه! ان كونهم لا يملكون في ذلك الزمان القديم ما به يثبتون أن وراء المحيط توجد أمريكا – تلك البقعة من الأرض التي تعيشين أنت فيها اليوم – ومن ورائها محيط كبير آخر، هذا ليس دليلا للعقلاء منهم أبدا على أنه لا وجود لأمريكا أو لغيرها فيما وراء المحيط!! ان عجز بصرهم عن رؤية ما وراء أفق البحر لا يعني أنه ليس وراء البحر شيء! فلو قال مثل هذا أنا لا أعرف ما وراء المحيط، أنا أجهل ما وراء المحيط، وأقر بذلك وأقر بعجزي عن معرفة ما وراء المحيط، لاحترمناه ولوقرناه بما يستحق! لماذا؟ لأنه لم يتبجح وينسب لنفسه علما ليس عنده! وانما أقر بأنه لا يعلم ولا يملك بين يديه وسيلة للاستدلال والبرهان! فما يدريه أنه ليس وراء المحيط شي؟؟! أرأى ذلك بعينيه؟؟ أخترع في زمانه ما يمكنه من معرفة ذلك واثبات صحته؟ أبدا!
اذا فهو كذاب! ولا يزال مطالبا باقامة الدليل على زعمه بأنه ليس وراء المحيط شيء!
وها قد كذبه تراكم معارف البشر الحسية والتجريبية، فبئس المنزلة التي نزل اليها اليوم ذلك الجاهل الأعمى!
انه مما قيل أن "يوري جاجارين" رائد الفضاء الروسي لما صعد الى الفضاء نظر في سواد السماء وقال بعجرفة: "أين هو ربهم هذا الذي يزعمون وجوده؟؟ أنا لا أراه!!" فما أحمق هذا الكلام منه لو صحت نسبته اليه! ان مثله كمثل ذلك الرجل الذي أنكر وجود أي أرض وراء المحيط! فكأنما ركب في قارب صغير وأبحر في المحيط قليلا، وظل يبحر الى أبعد ما استطاع الوصول اليه، ثم نظر من حوله فلم ير الا الماء من كل جانب فقال في يقين السفهاء: "ها أنا ذا قد أثبت لكم أيها الناس أنه ليس وراء المحيط شيء!!!"
محض السفاهة!
انه يريد تصديق تلك الكذبة وذلك الوهم الذي أوهم به نفسه والناس بأي ثمن! لا يريد أن يفتح أمام عقله مجرد احتمال أو افتراض وجود شيء ما أيا كان وراء تلك السماء الواسعة! وهذا هو السبب في تحول نظرية كنظرية داروين - مع أنها مثخنة بالثقوب والحفر والطامات الكبرى في منطق استدلالها وفيها ما يهدمها هدما - الى ملة ودين ارتضاه أصحابها لأنفسهم، وصاروا يدافعون عنها دفاعا مستميتا لم تشهد مثله نظرية "علمية" في تاريخ البشرية من قبل أبدا!! فلماذا هذا الموقف؟؟ ومنذ متى تتحول النظريات العلمية والافتراضات النظرية الى ثوابت يجمع على صحتها العلماء ويتمسكون بها بكل شدة على الرغم من كثرة ما يدل دلالة واضحة على وجود عدة تفاسير أخرى محتملة لنشأة الكون وعلى الرغم مما يملؤها من المثالب والتناقضات؟؟ السبب ببساطة هو أنهم يدينون بالالحاد! هذا هو دينهم الذي ورثوه عن آبائهم ولا يتصورون له بديلا، هذه هي عقيدتهم في الغيب التي يتحمسون لها ويتمسكون بها، أن الكون صدفة ولا يوجد رب في السماء ولا شيء بعد الموت الا الفناء!!!
لا يريد أن يرى في النظام التام المحكم الا الفوضى والعشواء! زعم ذلك وصدق نفسه!!
لا يريد أن يري في علاقة الكائنات الحية ببعضها البعض الا التدرج والارتقاء العشوائي، زعم ذلك وصدقه وجعله هو الحق!!
يزعم أن مئات الملايين من السنين تكفي لتحويل الفوضى والعشواء بمحض الصدفة الى نظام محكم دقيق لا يطيق العقل البشري الاحاطة بجوانب احكامه ودقته!!! زعم ذلك وصدقه!!
فقطعا هو لا يريد قبول احتمال بطلان ما هو عليه، والا فلو صدق ما يزعمه أصحاب الدين لكان معناه النهاية لكل ما يتمتع هو به من شهرة ومجد بين أقرانه ممن يدينون بدينه ويصدقونه! ولكان معناه ذهاب مكانته ورسالة الدكتوراة التي بذل فيها عمره حول النشوء والارتقاء أدراج الرياح!! بل ولكان معناه أنه مستحق لعذاب أو منتظر ليوم حساب يأتيه بعد الموت كما يقولون! ان الاقرار بذلك المعنى يعني الاضطرار الى العمل بلازمه، وقبول الدخول في الدين! وهو ما لا تتصوره قلوبكم المستكبرة أبدا مع ما غرقت فيه من الأهواء والشهوات!
لذلك فانه هو – ذلك الملحد - الذي يرفع سيفا غاشما من الاتهام بالخرافة والأسطورة، ومن الرجم بالتخلف والرجعية، يطيح به كما الأعمى بين مخالفيه، وهو أجهل وأحمق مما يتصور!! هو الذي يهرف بما لا يعرف، يطيح بتخويف الناس وارهابهم بنزع صفة (العلم) و(العقل) عنهم ورميهم بصفة (التخلف والأسطورة) لمخالفتهم اياه في شأن الغيب! هو الذي يمارس ذلك الارهاب الفكري على مخالفيه ليل نهار، يتكلم معهم من فوق، من حيث أجلس نفسه بأمواله وصناعاته وآلته الاعلامية الطاغية، يملي على الخلق ما هو العلم وما هو الخرافة!! هو الذي يرهب العقلاء وليس المسلمون هم الذين يلوحون بسلاح التكفير في وجوه المخالفين بلا ضابط ولا رابط ولا وجه حق!! نحن نؤمن بأن غير المسلم كافر! قضية بسيطة وعادلة للغاية! فالناس في اعتبار الاسلام اما مسلم أو غير مسلم! وغير المسلم اسمه كافر! فهل في الأرض ملة من الملل لا تضع مسمى – أيا كان – لمن لم يقبلوا تلك الملة ويدخلوا فيها ويؤمنوا بها؟؟ ان جميع ملل الأرض تصنف البشر الى مؤمن بها وكافر مكذب بها! وملة الالحاد ليست استثناءا! أنت تعتقدين أنه ليس في الغيب شيء! فأنا بالنسبة لك مخرف مسكين صاحب أساطير وأوهام ورثتها عن أسلافي كما الأعمى – كما تتوهمين – فأنا اذا الكافر الضال المريض في نظرك! فلا ترمينا بما يمارسه البشر جميعا – وأنتم كذلك - من فرقان بين أوليائهم وأعدائهم وكأنه تهمة! فالأحمق الامعة هو ذلك الذي لا يرى فرقا بين عدوه وحبيبه!!
أنا عدوك ما دمت على دينك هذا! وأنت عدوتي الى أن يقضي الله فينا أمرا! لماذا؟؟ ها أنت تبذلين قصارى جهدك في ايهام الخلق بأن الاسلام دين باطل وبأنه أساطير وخرافات وليس هو الحق! تريدين اهلاك الناس معك كما هلكت أنت! تريدين لهم أن يموتوا مثلك كما البهائم لا يعلمون لأي شيء خلقوا في الأرض ولا يعلمون الى أي مصير هم ذاهبون بعدها!! انك تظنين – بجهلك – أن سعيك الحثيث لتكذيب الاسلام وتهوينه في أعين أتباعه – ولست على شيء في ذلك – هو رسالة سلام ومحبة وعقلانية وانقاذ للبشرية!! ولكنه عين العدوان عليهم جميعا، وعين الحرب على الحق وأهله!! تريدين اطفاء نور الشمس بنفخ فمك!! فهيهات! أنت عدوة لي، وكذلك أنا ان عملت على اثبات بطلان ما تشتهين وتحبين وتعتنقين لنفسك من عقيدة، فاني أصبح بذلك عدوا لك، تكرهينني قطعا، ولا ينكر ذلك البغض المتبادل بين العدوين الا أعمى أو كاذب أو مكابر!!!!
ان الحق والباطل في صراع الى يوم القيامة! هكذا خلقت هذه الأرض، وهكذا خلق الناس فيها، وستظل دائما حلبة صراع الى يوم الدين، رضيتم أنتم أم أبيتم!! فالجنة التي تحلمون بها في الأرض لن تجدوها في الدنيا أبدا! ذلك أن الأرض لم تخلق لتكون جنة، وانما خلقت للابتلاء والامتحان والصبر على ما يكون فيها من النوازل والأحداث والمدافعات ايمانا بخالقها وطاعة له ورفعا للحق فوق كل باطل! فاغرقوا اذا في أوهامكم ما طاب لكم، ولكن اياكم ثم اياكم أن تتصوروا أنكم تستطيعون هدم الحق أو محوه من الأرض! القرءان هو القرءان والاسلام هو الاسلام، ونور الله كان ولم يزل ولا يزال الى قيام الساعة! ولا يضير الجبل نباح الكلاب والهوام على سفحه!!
انني أقول بثقة تامة لكل من يزعم بأنه ليس وراء الكون شيء، وأنه ليس بعد الموت بعث ولا حساب ولا قيامة، أنت كهذا الأعمى الأحمق الذي أنكر وجود قارة أمريكا سواءا بسواء! وانتظروا يا هؤلاء الصم البكم العميان يوما ترون فيه الحق بأعينكم التي في رؤوسكم، وقد أنكرتموه استكبارا وعنادا وبلا حجة ولا برهان، ويومئذ لا ينفعكم الندم والحسرة!
أيتها الملحدة.. فكري مرارا وتكرارا وراجعي نفسك من قبل أن تغلقي أمام نفسك بجهلك بابا تعتقدينه - من بضعة كتب سوداء قرأتيها هنا وهناك وكلام باطل تربيتي عليه- باب شر، وهو في الحقيقة باب النجاة الوحيد للبشر في هذه الأرض!!
أنا أعلم أنه لا جدوى من مخاطبة أكثر الملاحدة – العلمانيين كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم – سيما المستكبرين المتغطرسين منهم من أمثالك! انهم غارقون في تمجيد الدهماء من حولهم لهم، غارقون في الزعاق والنعاق والتصفيق والأضواء والمال والشهرة، يستدرجهم الله استدراجا، وهذا بالنسبة اليهم هو كل شيء!! ولكن لا يملك الهداية الا الله ومفاتيح القلوب بيده يقلبها كيف يشاء! والانسان أهون وأصغر وأجهل مما يتصور! فكلما قرأ علم، وكلما سمع فهم! ولا يدري الى أي حال ينقلب غدا! فالله المستعان!

انك تزعمين في مقالك هذا أن المسلمين يعانون من (بارانويا) ومن تسلط فكرة "نظرية المؤامرة" عليهم، وخصوصا المتعلمون منهم! وأقول، ان مفهوم "نظرية المؤامرة" انما هو مفهوم اعلامي كارتوني – ان صح التعبير – لم يخرج الا تسفيها للذين يعتقدون في أن أمريكا تتآمر لتخفي حقيقة (اليوفو) ولتخفي هوية قتلة جون كينيدي!! أو الذين يعتقدون أن هناك مؤامرة لمجرد أنهم يرون في الأرض أحداثا كثيرة على مستوى القيادات والسياسات الدولية لا يفهمونها، ويرون أنفسهم يعانون من استصغار البشر لهم ولأفكارهم وتهميشهم في الأرض! ان الذي يعتقد أن أمريكا تتآمر مع شعوب اليوفو – مثلا - وتخفي ذلك عن الناس، هذا مسكين مريض، يحتاج الى علاج!! فهناك عقول صارت من الخواء والفراغ على درجة تجعلها تهوى أن تربط أمورا ببعضها البعض ولا علاقة لشيء منها بالآخر، لمجرد أن تشعر بقيمة لوجودها في الحياة!! انه مرض ولا شك! وهو عين البارانويا التي تتشدقين بها!
أما نحن المسلمون فلا نؤمن بأوهام ولا خرافات ولا نظريات وهمية! وانما نؤمن بأن أصحاب الباطل، كل باطل، يريدون له أن يظهر وينتشر، ويريدون للناس أن تقبله وأن تؤمن به، لأنهم يعلمون أن ذلك يمكنهم هم من الصعود على روؤس هؤلاء الخلق جميعا، ويمكنهم من السيادة عليهم، ومن التحكم فيهم بالباطل، اشباعا لشهوة الرياسة والسؤدد عندهم، وطمعا في أموال الأرض وما فيها من شهوات! هكذا هي تركبية الناس في تلك الأرض! كل انسان يتحرك من عقيدة يعتقدها، فاما حق واما باطل، والباطل كثير كثير، على كل شكل وطعم ولون! ولأن صاحب الباطل يريد أن يظل سائدا، وأن يظل مسيطرا حاكما، فانه لن يدخر جهدا في نشر باطله، وفي محاربة كل معارض له بالفكر والكلام تارة، وبالسيف والسلاح تارة أخرى! انه يعلم أنه لو جاء يوم، وتحول كل أتباعه الى ملة أخرى أوعقيدة أخرى أو قناعة أخرى، فانه لن يبقى له سلطان ولا مال ولا جاه بين الناس، وسينهدم القصر على رأسه!! فهل يتصور عاقل أن يسكت ملك على مجرد احتمال أن يزول ملكه؟؟
كل تاجر يريد أن يجذب الناس الى سلعته، يقول لهم: هذه أحسن سلعة في الدنيا، هذه أعظم شيء في الوجود، لن تروا بين المنتجات ما يضاهيها، يقول هكذا وهو قد يعلم بل ويتيقن من أنه كاذب مبطل! ولكنه يريد أن يبيع، يريد أن يكسب ويريد للسوق أن تروج!
لو اعتقد الناس جميعا ذات يوم في أن السيجارة مرض وخطر كبير وضرر، فانهم سينفضوا جميعا من حول سوقها! فهل ستقبل شركة أمريكية كبرى كشركة مارلبورو – مثلا- أن يسود ذلك الاعتقاد بين الناس، من دون أن تبذل قصارى جهدها لضمان استمرار السوق، واستمرار الربح، وجذب الناس اليها وترغيبهم فيها؟؟ لو اعتقد الناس جميعا ذات يوم أن تجارة البورنو هي صورة من صور النخاسة القذرة، وفيها من الأذى لهم ولأولادهم ما فيها، فهل سيبقى لصناعة البرونو من سوق يروج بين الناس؟؟ أبدا! فهل يسمح أصحاب تلك التجارة ورؤوسها بدخول أو وصول مثل ذلك الفكر – الهدام في نظرهم - الى الناس؟؟! أبدا!! انها بلاد الحرية، ويجب أن تظل هكذا، والا أغلقت تلك المؤسسات الكبرى جميعا أسواقها ان تغيرت قناعات الناس!!
ان الدنيا أيتها الملحدة، مصممة – ان صح التعبير- تصميما دقيقا على حتمية الصراع بين الحق والباطل، بل وبين صور الباطل المتنازعة جميعا على المصالح والموارد الدنيوية أيا كانت!!
فهل ان قلنا نحن المسلمون أن هناك من ينتفعون ويتحركون في حماسة من أجل اخفاء ما معنا من الحق ومنع وصوله الى الناس على وجهه الصحيح، نكون بذلك من أتباع "نظرية المؤامرة" ومصابين بالبارانويا؟؟!! الذي يعتقد أن كل مسلم متدين – أصولي على حد لفظكم – انما هو نواة ارهابي، هذا هو المريض بالبارانويا حقا!! هذا هو الذي تمكنت منه آلة صنع الرأي العام في بلاد الغرب وأوصلت اليه الكذب والافك مغلفا في أعمال فساد لشرذمات من العملاء والحمقى والجهال هنا وهناك تحت راية الاسلام، وهو ينفق في ذلك بسخاء ولا يدخر وسعا، في سبيل أن يحول الحق في أعين الناس الى باطل، ويلوث نظرتهم الى هذا الدين وهذا الكتاب ويسمم قلوبهم تجاهه! فهو يعلم أن الاسلام لو وصل على صورته الصحيحة الى الناس لأعرضوا عما ينشر فيهم ويبث فيهم ليل نهار من الفساد! واذا لزالت سوقه ولانهار سلطانه وزال ماله! فهل يقبل ويسكت على هذا؟؟ مستحيل!
الذي يقول أن العري ونشر ثقافة الاباحية هو أمر محرم شرعا، ولابد من منعه بكل حزم، هذا لو اقتنع الناس بكلامه وقبلوه، فان ذلك سيكون معناه زوال ممالك أكثر أباطرة الأموال في الأرض ممن أنشأوا تلك السوق الشيطانية وبثوها في الناس! فلابد أن يقتنع الخلق بأن صاحب هذا الفكر هو ارهابي متطرف! بل ولنذهب الى أبعد من ذلك! لنقنع المسلمين أنفسهم بأن هذا المسكين هو متطرف متشدد وليس هذا الذي يدعو اليه هو الدين الصحيح! لو حكم الشرع في الناس فان ذلك سيعني أنكم لن تتفرحوا على كذا وكذا بعد الآن، ولن تسمعوا كذا وكذا بعد الآن، وستنغلق تلك الأسواق!! انها مصيبة أيها الناس!! يجب أن تخافوا من هؤلاء الغيلان المجرمين الذين يريدون اخضاعكم لشريعتهم هذه!! يجب أن تكرهوهم!! ابقوا معنا تحت نعالنا، ابقوا مستهلكين أصحاب شهوات لا تشبع! ابقوا كالبهائم تمشون في الأرض وراء ما تشتهون وتشترون ببلاهة كل ما يحلو لكم! ابقوا هكذا أبدا والا زال ملكنا وزال سلطاننا على رقابكم! فلتحيا الحرية وليسقط قانون المسلمين!!
لو تمكن هؤلاء "الأصوليون" منكم لعذوبكم! لو تمكنوا منكم لأرجعوكم الى الوراء مئات السنين!! انهم يحاربون التطور والتقدم! انهم يحاربون صور حضارتكم التي تتلذذون بها وتشتهونها! انهم يريدون لكم السقوط والهلكة!! انهم .. الى آخر تلك الدعاية القذرة التي تروجين لها أنت وأمثالك لدوافع نفسية وعقدية كثيرة، على رأسها شهوة السلطة والمال والجاه! أبدا لن تسمحوا لشيء من ذلك بأن يزول من تحت أيديكم، على حق كنتم أو على باطل سواء عليكم!!

يخرج الجندي الأمريكي المسكين الى العراق أو الى أفغانستان ليحارب ولا يدري لماذا عليه أن يبذل حياته في مقابل أن يتمتع الآخرون بالحياة!! أو حتى من أجل أن يتمتع هو بها!! فما معنى الموت من أجل الحياة؟؟ لا معنى له!! أنا اذا مت انقطع مأربي من تلك الحياة وتلك الحرية المزعومة ولم يبق أمامي الا ما هو آت بعد الموت، أيا كان!! فكيف أقاتل في سبيل ما أنا مدبر عنه مضح به، وليس في سبيل ما أنا مقبل عليه ذاهب اليه؟؟!! كيف أضحي بشيء في سبيل ذلك الشيء نفسه؟؟!
ما معنى الموت من أجل الحرية؟؟ أي حرية؟؟ أنا جندي مطالب بخوض النيران ليل نهار، والعيش في عذابات شتى، أقدم روحي ونفسي في سبيل ماذا؟؟ في سبيل أن أظل أمشي في الأرض كما الدابة لا أدري اذا ما ذهبت الى فراشي لأي شيء أقوم منه في اليوم التالي؟؟ في سبيل أن أظل أتخبط في المراقص والملاهي والحانات والخمارات طوال الليل هاربا من التفكر في الموت وفي مصيري وفيما تمضي الحياة اليه سريعا؟؟ في سبيل أن أظل أتلذذ بأحضان الساقطات أتنقل من فراش الى فراش والملل يقتلني ولا أتحمل أن أخلو بنفسي لحظة واحدة لأفكر في مصيري الحتمي؟؟ في سبيل أن أظل أتمتع بمسلسل تليفزيوني أو برنامج يخدر أعصابي ويحرق وقتي وحياتي حرقا كل ليلة، أتنقل من قناة الى قناة وجسدي يكاد يتعفن أمام ذلك الجهاز اللعين؟؟ من الذي قال أن تلك الأشياء جميعا تستحق ان أموت من أجلها؟؟!
انه عذاب فوق عذاب!!

اعلمي أيتها الملحدة أننا لسنا مرضى، ولا نعاني من البارانويا كما تتهكمين، ولا ننظر الى أنفسنا بجنون العظمة كما تقولين! بل نحن بشر ممن خلق الله، فان آمنا وعلمنا الحق وعملنا به، لم نزل نسأل الله أن يثبتنا عليه ولا يفتنا عنه، ولم نكن الا خاضعين منكسرين للعظيم الأعظم جل وعلا! أما جنون العظمة والكبر فليس لمسلم ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!! نحن لسنا كاليهود نقول لغيرنا من البشر، هم الأغيار الجوييم الجنتيل الذين لا وزن لهم، ولا ترقى أرواحهم لقبول الدين كما ترقى أرواح سلالة أسرائيل! هذا دينهم وهذه عقيدتهم هم! هم يرون أنفسهم أهلا لاستعباد البشر لمطامعهم وشهواتهم، وأن الرب جعلهم أسيادا للخلق وجعلهم شعبه المختار مهما عملوا! أما نحن فنحن عبيد لله، ما نريد الا الرحمة والخير للعالمين! ما نريد الا النجاة لنا ولغيرنا من الناس!! ما نريد الا كف شياطين الانس والجن عن أمم من المساكين استعبدتهم فروجهم وبطونهم، وصاروا يتعذبون العذابات الكبرى ولا يدرون في أي جزء من أجزاء حياتهم يكمن العطب والفساد!! ما نريد الا ايصال الحق الى الخلق صافيا كما نزل علينا، لأن الله كلفنا بهذا!
وأنا لا أملك الا أن أتساءل، أي الخلق أضيق أفقا وعقلا؟ الذي حصر نظره في لذته المؤقتة، وفي حطام فان زائل يلعب ويلهو فيه كما الأطفال ولا يدري من أين أتى ولا الى أين يذهب اذا ما تركه وهو تاركه لا محالة؟ أم الذي فهم وأدرك المعاني الكبرى في الوجود، وعلم ما فوق الكون، وما بعد الموت، وتلقى كلام الخالق فجعل الدنيا كلها تحت قدمه حيث خلقت، وجعل السماء فوق رأسه حيث جعلها الله؟؟ الذي يمشي فيها كالدابة العمياء يتقلب من شهوة الى شهوة ولا يدري ماذا يكون من أمره ان هو مات اليوم أو غدا، أم الذي يعلم الحق في الحياة والموت، ويضع كل شيء في موضعه الصحيح، بعلم وفهم ويقين وثقة؟؟
سبحان الله العظيم!

دعيني أيتها الملحدة أتناول الآن مقالتك هذه تعقيبا على بعض ما جاء فيها
تقولين: "في تعاملنا مع الطبيب واجهتنا معضلة لم نواجهها مع المريض!
تسجيل؟!!
هذا هو السؤال الذي كان يقابلنا به معظم الأطباء بدهشة، ليتبعه الطبيب السائل بسؤال آخر: هل أنتم إف بي آي أو سي آي أي؟!!
ولم نكن قادرين على إقناعه بسلامة الأمر وبأنّه لاصحّة لمخاوفه إلاّ بعد "أن تطلع روحنا"!
كانوا يتظاهرون بالمزح عند طرح هذا السؤال، لكن خلف مزحهم كانت تنطوي حالة نفسيّة مرضيّة تدعى "بارانويا".
وأعتقد أنّ العالم العربي والإسلامي بأكمله مصاب بها وبتّ أطلق عليها شخصيّا Islamic Paranoia .
هل تحتاج السي آي أي للإستماع إلى محادثة بين طبيب ومريض مصاب بحالة اسهال حاد في أحد مشافي دمشق، كي تتّطلع على الأسرار العسكريّة لسوريّا؟!!"

وأقول أن هذا الذي قابلتيه – ان صدقت فيما تقولين – ليس علامة على المسلمين وليس حجة عليهم! فنحن نملك مقاييس وضوابط سمواية لتمييز الحق من الباطل والخير من الشر! فكلام جاهل من جهلائنا ليس فيه حجة علينا! ان الطبيب المسلم الفقيه، سينظر الى ما بين أيديكم من أبحاث، وسيستشير أهل الاختصاص والخبرة فيه ممن يوثق في دينهم وفي ففهمهم ان لم يكن يدري، فان كان ما معك من الأبحاث ليس فيه ضرر، وانما فيه المنفعة، فهو اذا آثم أحمق لو مانع من تمكينك من اتمامه، فقد سد باب خير للمسلمين! على شرط أن ننتفع نحن لأيضا منه ولا تؤخذ نتائجه لينتفع بها غيرنا ونحن نبقى في النهاية فئران تجارب لا يصلنا نتاج ذلك البحث أو غيره! الضابط هو موازنة الضرر بالمنفعة. انه ضابط لا تعلمونه أنتم ولا تملكون له مقياسا ثابتا وليس لكم فيه كلام الا على حسب هوى كل واحد منكم ومزاجه وما قبل من افتراضات ونظريات الفلاسفة وما ارتضى لنفسه من عقيدة!!
أما أن يكون رد فعله هكذا كما تزعمين خوفا من التسجيل أيا كان فهذه حماقة!! فلو أنك تسألينني عن رأيي في المريض أو رأي المريض في، فسجلت أنت هذا الكلام وأخذتيه الى أي مكان كان فان ذلك ليس فيه ضرر ولا خطر ولا شبهة! فالأمر مناطه ومداره هو طبيعة ذلك التسجيل وما يكون فيه من موضوعات ومن معلومات، وليس مطلق التسجيل هكذا! هذه الحماقة لا تكون لمسلم يعرف دينه يا هذه!
ثم تقولين: "أولا: عندما تكثر العوامل المسببة للإضطرابات النفسيّة في جماعة ما نجد ازديادا في حدوث هذا النوع من الإضطرابات لدى تلك الجماعة.
ثانيا: عندما تغيب المصادر المعلوماتيّة الصحيحة والموثوقة عن جماعة ما، تنتشر الأفكار الوهميّة بالعدوى، من الموهوم إلى السليم، بين أبناء تلك الجماعة.
استنادا إلى تلك الحقيقتين العلميّتين، وبعد دراسة قمت به شخصيا تناولت الطريقة التي يتعايش بها المسلمون عموما والعرب خصوصا مع العالم المحيط بهم والطريقة التي يتراءى لهم بها هذا العالم، وصلت إلى قناعة، سأسعى مستقبليا لوثقها علميّا، قناعة أكّدت لي أن المسلمين مصابون بحالة من البارانويا أطلق عليها: البارانويا الإسلاميّة أو الجماعيّة National Paranoia ."

وأقول أنت لا تعرفيننا ولا تعلمين السلام النفسي العميق الذي يعيشه كل مسلم مع نفسه ومع ما يتعقد في أمر الدينا وما فيها، وفي أمر الآخرة وما فيها! أنت أجهل والله مما تتصورين!
لا أحتاج الى أن أثبت لك عدد المرضى النفسيين الذين يترددون على عياداتكم ومشافيكم النفسية كل يوم، في بلاد الحرية والحلم الأمريكي الوردي، مقارنة بما عندنا نحن ممن يمرضون ويلجأون الى الطب النفسي!! لست في حاجة الى مقارنة نسب حالات الانتحار عندكم سنويا بما عندنا! لست محتاجا الى أن أقارن حالات العنف الأسري وضرب الزوجات والجرائم الجنسية وما الى ذلك من فساد في كل أركان الأرض عندكم بما عندنا!! لقد أصبح الطبيب النفسي عندكم حاجة ماسة لكل اسنان! قلما تجد أمريكيا لم يمر على طبيب أو على استشاري أو على معالج نفساني من قبل ولو لمرة واحدة!! ويظل المسكين رهينة لمعالجه ما بقي له من العمر لا يشفى أبدا لأن طبيبه هذا أجهل منه بحقيقة الفجوة التي في قلوبهم جميعا، والسبب الأصيل الذي يكمن تحت انقاض قلوبهم!! وفاقد الشيء لا يعطيه!!
أهذا أنتم أم نحن يا هذه؟؟ أينا هو المريض واينا هو المعافى؟؟ ومن الذي يسعى الى إمراض الآخر وهو يزعم أنه يصلحه، ويسعى حثيثا في نقل أوساخ نفسه اليه ونشرها فيه؟؟!!
نحن لا نتكلم بأوهام وانما بحقائق دامغة، وعندنا أيضا أبحاثنا القائمة على بصيرة وعمق فهم، بنفوسكم المريضة التالفة، وزبالة اعلامكم تغرقنا ليل نهار، ومنا من خالطوكم ومنا من هم أعلم بعلل نفوسكم من أكثركم!! فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟؟
أينا الذي تغيبت عنده المصادر المعلوماتية الصحيحة بشأن ما يعتقده الآخر وما يؤمن به؟؟ نحن لا يتراءى لنا العالم على أنه عدو لنا هكذا باطلاق! وانما نحن قوم نزن كل شيء بميزانه الصحيح! فالحق حق والباطل باطل، ونحن أعداء للباطل ولو اعتقنته كل أمم الأرض!! هكذا نحن، وهكذا سنكون أبدا، وسنمضي في نشر الحق والخير بالحجة والبرهان الدامغ ما أبقى الله في هذه الأرض من حياة وما أشرقت عليها شمس وتقلبت فيها الأيام!!

تقول "عبر تاريخ طويل كانت، ولم تزل، المصادر الإسلاميّة هي المصادر الفكريّة والتربويّة الوحيدة التي اعتمد عليها الناس في البلاد الإسلاميّة والعربيّة لتنشئة الإنسان المسلم.
رفضت تلك المصادر السماح لأيّ مصدر آخر بأن يحلّ محلّها أو حتّى بأن ينافسها! فظلّ الإنسان المسلم رهينة تلك المصادر، عاجزا عن تبني الحقائق العلميّة التي تنفي صحّة الكثير من الأوهام التي ساهمت تلك المصادر في تكريسها. وانتقل الوهم في تلك المجتمعات حتى صار وباءا شمل المريض والسليم، المتعلّم والجاهل على حدّ سواء!"

وأقول هذا كلام فارغ، عار من الحجة والبرهان! ان المصادر الاسلامية هي الأساس والأصل وهي التي نربي عليها أبناءنا، وهي التي يتعلم الناس بها كيف يميزون الحبيث من الطيب، وكيف ينفعون أنفسهم وغيرهم من الناس نفعا صحيحا حقيقيا لا وهما وخيالا وافكا!! لا نربي أبناءنا على أوهام فرويد المريضة، أو على كلام هذا أو ذاك من فلاسفة يضعون نظريات لا يعلمون أحق هي أم باطل حتى يثبت لهم بعد انهيار قلوب أمم وتفشي المرض النفسي العضال فيها أن اتجاههم كان فاسدا وأن نظريتهم كانت خطأ!! لا نربي أبناءنا على ظنون وأوهام لم تثبت بدليل قطعي وانما نربيهم على حقائق ثابتة نزلت من السماء، وشهدت الأرض بها قيام أمة رفيعة لم تشهد البشرية مثلها في البر والخير والمحبة لمن هم أهل للمحبة، والكره لمن هم أهل للكره، آيات من علو الهمة ورجاحة العقل والحكمة واستيعاب المعارف النافعة والزيادة عليها وبثها في كل مكان! آيات من صحة النفس والقلب والسمو فوق الحيوانية والبهيمية التي غرق فيها المشركون! أمة لم تنحط بها الحال الا لما افتتن الناس فيها بما عندكم أنتم من ملاه وألعاب! لم تنزل الى ما نزلت اليه الا بسبب ما نشرتموه أنتم فيها!!! فالله المستعان!
ان رفض الباطل الذي عند الآخر لا يعني عدم قبول ما يقوله من الحق، وما يظهر عنده مما ينفع الناس!! الذي يظن أن الانسان اما ان يقبل نموذج حياة الغرب بكل ما فيه فيكون متحضرا محترما، واما أن يرفضه كله بكل ما فيه فيكون متخلفا جاهلا، هذا هو الأعمى المحارب للحق الرافض لفهم معنى الحق والباطل ابتداءا!!! الذي يرفض ما عند الآخر لمجرد أنه الآخر، هذا أحمق أعمى!! ونحن نطالبكم بقراءة ما عندنا مما نزعم أنه الخير، كما نقرأ نحن ما عندكم مما تزعمون أنه الخير!! ونؤكد لكم أننا لا نقبل الا ما تبين لنا بالحجة والدليل أنه نفع لا ضرر فيه، أو يفوق نفعه ضرره! اما ما يعلو فيه الضرر على المنفعة فهو فساد لا نقبله، ولو كان عندكم من أهم مظاهر حضارتكم ومن ثوابت حياتكم التي لا ترون الانسان انسانا الا بها!!!
هكذا نحن وهكذا حكماؤنا والحمد لله على نعمة الاسلام!
وأنا أتحداك يا هذه أن تناظري واحدا من علماء الاسلام المعتبرين عندنا والمشهود لهم بالعلم بيننا، في أي مكان من الأرض تختارين، وتظهري لنا تلك "الحقائق العلمية" التي تزعمين أننا لا نقبلها لأنها "تنفي صحّة الكثير من الأوهام التي ساهمت تلك المصادر في تكريسها" كما تزعمين! أتحداك أن تسمي لنا تلك الأوهام التي تزعمين وهما وهما، وأن تفصليهم لنا لنا تفصيلا! أتحداك وأنا خصيمك الى يوم القيامة!
انه ما من شيء أسهل من القذف بالادعاءات العارية من الصحة على مسامع الناس لاغراقهم فوق غرقهم فيما اقتنعوا به من الوهم عن الاسلام والمسلمين!
لا شيء أسهل من تلك اللعبة القذرة!

ان الذي لا يرى في أمة – أي أمة – تخرج لتأمر الناس بالمعروف والخير وتنهاهم عن كل منكر وشر، وتزيل عنهم من استعبدوهم بملذاتهم وشهواتهم ونزواتهم الحيوانية، فتعرفهم بالغاية من وجودهم وبالرب الذي خلقهم وما يريد منهم، وتظهر ذلك بالدليل الصحيح والحجة الظاهرة، الذي لا يرى مثل تلك الأمة، والتي تحمل مثل تلك المهمة والتكليف النبيل، على أنها خير أمة أخرجت للناس، أيا كان عرقها أو جنسها او لونها، انما هو مريض لا يريد أن يرى الحق حقا ولا الباطل باطلا! هو عبد لهواه لا يحتمل أن يتصور للحظة واحدة أن يستفيق منه!!
أنتم تنشرون نمط الحياة الأمريكي في الأرض على أنه خير ما يكون للانسان، وهذا ما أنت داعية اليه بكل ما أوتيت من قوة! فأنتم ترون أنفسكم أنكم خير أمة أخرجت للناس! فأينا على الحق وأينا على الباطل؟ ليخرج كل منا ما معه من البراهين والأدلة اذا، ونتناقش في هذا المعنى!! ولتكن الأدلة هي أصول المذهب العقدي ومصادره الأصلية التي يرجع اليها كل منا فيما يذهب اليه، وليس ما عليه حال الناس في كل من الأمتين اليوم، فنحن اليوم أبعد ما يكون عن تطبيق ديننا كما أنزله الله، وما صار الحال بنا الى تمكين الكلاب من النهش فينا هكذا الا لما فرطنا نحن فيما عندنا من الحق وجهلنا به وتبرأ الجبناء المنافقون في صفوفونا منه!!
أما أن تردي على تلك الآية الكريمة بأنها تكريس لوهم وبارانويا بكلام لا أساس له، فهذا بث مرضي أعمى من قلب مريض!! نسأل الله العافية!

ثم تقولين: " توهّم المسلم بأنّه خير عباد الله أعماه عن رؤية الواقع على حقيقته، وأقعده عن العمل على تغيير هذا الواقع الذي يتعارض مع انسانيّته وكرامته.
لقد سلّم بوهمه، واعتبره حقيقة إلهيّة ليس مطلوبا منه أن يثبت صحّتها."
قلت ما أعمى قلبك! أي واقع الذي لا يراه المسلمون على حقيقته، بسبب ما تربوا عليه من الدين؟؟ الدين حركة وعمل واصلاح للقلب والنفس وللآخرين، وجوبا! فالمسلم يجب عليه اصلاح المنكر وغييره قدر استطاعته كما يجب عليه الصلاة والزكاة وسائر الخيرات!! فهل تعلمين في الأرض منهجا يوجب على الناس اصلاح أنفسهم وغيرهم من الناس وجوبا ويفرضه عليهم فرضا؟؟! أي واقع هذا الذي عميت أعين المسلمين عن اصلاحه بسبب دينهم؟؟!!

تقولين: " ألم يقل له الله أنّه جاء إلى تلك الدنيا ليأمر بالمعروف؟!
إذا كلّ مايفعله معروفا!"

قلت ما هذه الحماقة؟؟! من الذي قال أن القضية الأولى يلزم منها صحة القضية الثانية في هذه العبارة؟؟ من الذي قال أنني لو قلت لك افعلي الخير، وذكرتك بأنك مكلفة بذلك ما دمت حية في الأرض، فانك تفهمين من كلامي هذا أن كل ما تفعلينه هو خير أيا كان!! كيف يسوغ لك ذلك الفهم من أمري اياك بأن تظلي دائما ما حييت على فعل الخير وأمر الناس به؟ ما هو الخير ومن أين نستمده وكيف نعرفه؟ بمزاجنا وهوانا أم بما أمرنا الله به؟؟ ان الأمر بعمل الخير، يلزم منه الأمر بتعلم الخير أولا من مصدره الصحيح، من قبل دعوة الناس اليه ومن قبل العمل به!
قلت لك من قبل نحن لسنا يهودا من بني اسرائيل، نحرف الكلام ونعبث في الدين بمزاجنا ثم نقول الله أمرنا بهذا وأيا كان ما نفعل فهو راض عنا!!! اقرأي في كتب المسلمين وفي كتب اليهود وقارني ان كنت لا يزال فيك بقية من سمع أو بصر!!

ثم تقولين : "خض في أيّ قضيّة مع مسلم واصغ جيدا إلى طريقته في الحوار. يجرّك، وبسهولة، مع الوقت إلى جدل عقيم لاطائل منه، فتجد نفسك وإياه في النهاية تتهاوشان على البيضة والفرخة ومن فيهما أنجب الآخر! "
قلت أي بيضة وأي فرخة؟! انظري أيتها الملحدة من تجادلين (هذه هي الأولى) وفي أي شيء تجادلينه (هذه هي الثانية)، قبل أن تعممي الكلام هكذا وتطلقي اطلاقات لا أساس لها من الصحة! هذه من أصول العقلية العلمية ان كنت تزعمين أنك عالمة حقا!!
ان الجدال ان خلا من الأدلة والبراهين، صار عبثا وهراءا أيتها العالمة الفذة!
ان المثال الذي تعرضينه بشأن الطائرة التي تحطمت وجدال الرجل المسلم – قريبك كما تدعين – في أن وراء ذلك الحدث مؤامرة، هذا مثال ساقط لا تقوم به حجة لما تدعين، فهو يخلو من الأدلة والبراهين ابتداءا، سواءا في كلامك أنت أو في كلامه هو!
والعقل يقول أنه لا يبعد أن يكون هناك من أهل القرار الاستراتيجي في بلاد تحارب (الاسلاموفاشيزم) المزعوم من قرر اسقاط تلك الطائرة بصورة تبدو وكأنها حادث غير متعمد بسبب معلومة ما بلغته بشأن بعض ركابها! والعقل أيضا يقول أنه لا يبعد أن يكون ذلك الحادث مجرد حادث عادي لسقوط طائرة! ولأننا نعلم – لا توهما ولا مرضا وانما بقرائن لا ينكرها الا أعمى - أن أعداءنا لا يريدون لنا الخير نحن المسلمون، وهذا قد فاضت البراهين في اثباته بالجملة، والتاريخ يطفح به طفحا، فضلا عما أخبر الله به في كتابه، فاننا نميل الى قبول ذلك الاحتمال، أعني أن يكون الأمر مقصودا مدبرا متعمدا منهم! فهل من مرض أو خلل في ظن السوء بمن هم أهل لذلك السوء وليس بغريبا عليهم؟؟ وهل نحتاج لأكثر من قراءة تاريخ اليهود الأسود ليثبت لنا أن أمرا هينا كهذا ليس مما يصعب عليهم؟ أبدا!! فمن حيث المبدأ نعم ممكن وممكن جدا أن يكون وراء الحادث تخطيط وتدبير! ونحن نميل الى قبول تلك الفكرة – حتى وان لم نر أدلة مادية على صحتها - لأننا نفهم عدونا جيدا ونعرف كيف يفكر! اننا نعلم ألد أعداءنا في الأرض ونفهم عقليتهم ولكن أكثرنا لا يعلم من دينه ما يكفيه شر تلك العقلية! فالغفلة عن الدين في حد ذاتها سلاح بيد أعدائنا للحرب علينا وان لم يتعمد القائمون عليه محاربة المسلمين، ولم يظهروا ذلك ولم يقصدوا بما يصنعون الا التربح المادي المجرد!
اننا لم نسقط الا بالغفلة عن الدين! وماذا ترين دعوة (الاصلاح) و (تجديد الخطاب الديني) وحذف آيات من القرءان، وغير ذلك من دعاوى تتحرك فيها أمريكا وأعوانها في بلادنا حركة دأوبة نشطة وتنفق فيه المبالغ الطائلة الا أن يكون حربا على صميم الدين نفسه؟؟ أنت تعتقدين أن منبع الفساد انما هو في ذات نصوص الدين ومصادره، وكذا يعتقد قادة البلاد المحاربة لنا في العالم جميعا! هم في حرب على الاسلام نفسه، كما أنك أنت في حرب عليه! فمن ذا الذي يجرؤ مع هذا كله على وصفنا ان سمينا أعداءنا باسمهم الصحيح، ووصفناهم بأنهم أعداء وبأنهم يريدون نزع الاسلام وتحريفه كما حرفوا كتبهم هم من قبل، على أن يتهمنا بالبارانويا أو توهم ما ليس له أساس؟؟!!! تريدين تحريف ديننا وتغييره، وفي ذات الوقت تريدين منا أن نقر ونعترف بأننا مرضى مساكين اذ نتوهم فيك وفي أمثالك أعداءا لنا؟؟! ما ظنك بنا يا هذه؟؟!
اننا أمة ذات رسالة سماوية يكرهها رؤوس الطغيان في الأرض جميعا، أيا كانت ملتهم! يريدون اخماد دعوتنا حفاظا على عروشهم وأمجادهم الزائلة التي بنوها على بث الباطل في قلوب البشر واستعبادهم بالباطل!! انهم لن يهدأ لهم بال أبدا حتى يتأكدوا من أن تلك الأمة لم يبق فيها منبع صوت واحد ينطق بشيء مما يكرهون سماعه أيا كان!!!
يقولون: هؤلاء "خطر" على البشرية ولابد من محاربة أصول فكرهم، فهي منبع الارهاب!! أنت أيها المسلم الغالف المسكين، أنت انسان معتدل! أنت تحبنا وتطمع فينا وما من شيء أسهل علينا من امتصاص قلبك وكل كيانك واذابته فينا واخضاعه لشهواتنا! نعم المسلم أنت!! أما ذلك المتشدد المتطرف الذي لا يقول الا قال الله وقال الرسول، والذي يريد من الناس أن تتبع فكره هو، فهذا مجرم ارهابي، هو "متأسلم" وليس مسلما! فاياك أن تتأسلم أنت الآخر وتطالب الناس بارجاع هذا الدين الى حيث كان في حياتهم، فتصبح مثله ارهابيا أنت الآخر!!!!
((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ)) [البقرة : 120]
اننا لا نعاني من أمراض نفسية اذ نكره أعداءنا ونبغضهم من كل قلوبنا! بل الذي لا يكره أعداءه ولا يعرفهم أصلا فهذا هو الأحمق الغبي!! اننا نعلم فيما علمنا ربنا كيف نتعامل مع ذلك العدو ولو كان يعيش بين أظهرنا! نعلم كيف نحفظ لبلاد المسلمين أمنها وكيف نقدر كل شيء بقدره الصحيح، وكيف نعد العدة لقهر أعدائنا ودفع أذاهم عن بلادنا ورفع سطوتهم وسلطانهم الشياطيني على قلوب وعقول شعوبهم في كل مكان! اننا نعلم كيف ننزل مراد الله على قلوبنا ومشاعرنا، وكذلك على جوارحنا ولفتاتنا وسكناتنا، ونعلم بالدليل الدامغ أنه الحق والخير في كل الأحوال! فما أدراك أنت وأمثالك وما علمك بنا وبديننا الا ترديد نعاق المجرمين ممن تعلمت على أيديهم وشربت كلامهم شربا؟؟!

ان الأمريكان لما وافقوا على منح الضباط المصريين ما منحوهم من شهادات وتدريبات، لم يكن ذلك خدمة للمسلمين أبدا!! هم لا يرون شيئا اسمه المسلمون أصلا!! وانما يرون سكانا لرقعة من الأرض تحكمهم جماعة من المنافقين الأذلاء، كلهم الا ما رحم ربك عبد لشهوته وكرسيه ومنصبه! فما أسهل استعباد هؤلاء وشراؤهم!! والا فكيف أعطي عدوي سلاحا وأقول له كن "مؤدبا" ولا تضربني بهذا السلاح؟؟! انه أحمق من يعمل عملا كهذا وأعداؤنا ليسوا بحمقى!! نعم انهم ينفقون على جيوشنا اليوم بسخاء، ولكن أكانوا ينفقون مثل هذا الانفاق لو أنهم شكوا ولو للحظة واحدة في مطاوعة ومسالمة النظم الحاكمة في بلاد المسلمين اليوم لهم؟؟ مستحيل! هذه ليست نظرية مؤامرة! هذا واقع يسمونه بلعبة المصالح، ونسميها نحن بعبادة الهوى والشهوة الفردية لصاحب المنصب والكرسي! ونحن نراه ونلمس آثاره ونشهده في بلادنا ونحن أعلم بما في بلادنا منكم!! ان حكام المسلمين اليوم لا يكادون يحركون ساكنا للذود عن اخوانهم المنتهكة بلادهم ودماؤهم وحرماتهم وأعراضهم في شتى أنحاء هذه الأمة!! ولا يرون الا مصالحهم ومطامعهم هم، ويريدون بقاء الحكم في ذراريهم وأولادهم من بعدهم، وهذا هو ما تضمنه لهم أمريكا اذا ما واصلوا العمل معها وخدمة أهدافها في المنقطة، ومحاربة ما يسمونه بالارهاب وما يعدونه من مصادره ومنابعه أيا كان!
ان أهل الحق محاربون في بلادهم متهمون بالارهاب لا لشيء الا لقول الحق! فمن أين يأتي هذا الا من جهالة وعمالة؟؟ انه اتباع الهوى والشهوة! نسأل الله الهداية للمسلمين جميعا.

تقولين " حوار الأحمق غباء، ولكن أقصى حدود الغباء أن تترك أحمقا يسرح ويمرح دون أن تفضح جهله! فالأوهام التي يكرّسها جهله، وخصوصا في مجتمع معزول عن كلّ مصادر المعلومات العلميّة، تنتقل بالعدوى ويصبح المجنون الحقيقي، حسب تعريف ذلك المجتمع، هو الذي يرفضها."

قلت ما أسهل السب والاستهزاء! فهيا أخرجي أضغان قلبك وما فيه من سموم، فقد أنبأنا الله بأخباركم، وما تخفي صدوركم أكبر!
لن ألتفت لكلامك عن الطبيب "المتغطرس الجاهل" على حد لفظك، الذي ضيع فرصة نادرة للاستفادة من معارف وعلوم ذلك الملاك الطاهر المنزل من السماء لانقاذه هو وفقراء بلده!!! لقد بينت من قبل أن العلم النافع له علاماته التي يعلمها المسلمون المتعلمون الفاهمون لدينهم والبارعون في اختصاصهم العلمي، ولن يرفض عاقل – فضلا عن مسلم – علما ينفع به المسلمين أبدا، أيا كان مصدره!
ان جهل الجاهلين منا ليس بحجة علينا، كما أن جهل الجاهلين منكم بمذهبكم وملتكم وعقائدكم ليس بحجة عليكم أيضا! قلتها مرارا ولن أمل من تكرارها!
أما كلامك عن المواءمة بين الشيوعية الماركسية وبين (الأصولية) الاسلامية فهذا كلام باطل لا وزن له! فكل من له أدنى علم بالاسلام وبمبادئ الماركسية يعلم أن الماركسية مذهب إلحادي لا يرى الأديان ولا يعترف بالواحد الديان! والمسلم المؤمن والماركسي الملحد لا يجتمعان في مكان أبدا!! وحتى لو فرضنا أن المسلمين قد يكون لهم الخير – في ظل ظروف معينة استثنائية - في مساعدة عدو لهم على عدو مشترك لهما مساعدة سياسية أو عسكرية، فهذا مبدأ معمول به في السياسة في كل أمم الأرض!!
أما مقولة (عدو عدوي هو صديقي أو وليي) فهذه عبارة لا تؤخذ هكذا باطلاق! فعدو عدوي قد يكون عدوي أيضا، ولا يغير تاعوننا على عدونا المشترك – ان وقع - من حقيقة عداوتنا لبعضنا البعض شيئا! ولا يلزم أبدا من تعاوننا مع عدو لنا ضد عدو آخر أن نندمج مع ذلك العدو الأول فكريا أو أن يكون الباعث على ذلك التعاون هو سوغ أفكاره وعقائده عندنا وقبولنا لها!! العدو اليهودي كافر محارب والعدو الماركسي الشيوعي الروسي كان كافرا محاربا أيضا! وكلاهما سواء فيما لهما من الأحكام عندنا! أما أن يقال أن المسلمين وجدوا في عداوة وبغض الشيوعيين لأمريكا ما يسوغ لهم ادخال أفكارهم الى المسلمين ونشرها بينهم، فهذا لا يقوله الا جاهل بالاسلام! والذين أنشأوا حزب البعث هذا كانوا ملحدين ماركسيين ولم يكونوا من الاسلام في شيء قط، وان أظهروا انتماءهم اليه! فتبا للجهال جميعا ولما ألحقته جهالتهم بالحق وأهله! ونسأل الله الهداية والعافية للمسلمين في كل مكان.
"الوطن ليس أرضا ولا ذكريات بل هو الانسان"!!
لا أدري ما علاقة هذا العنوان بموضوع هذا المقال تحديدا، ولعله متعلق بأجزاء سابقة على هذا الجزء! وعلى أي حال فالوطن في الحقيقة ليس أرضا ولا ذكريات ولا قبائل ولا عشائر ولا بشرا، وانما هو العقيدة!
كل من يعبد ربي ويدين بديني ويحبني على ما يكون به الحب صحيحا خالصا لله، فهو مني وأنا منه وأيما أرض جمعتنا فهي وطن لنا، أينما كانت!

ثم تختمين بقولك: " للأسف لقد ضيّقت أساليب التربية في بلادنا على إنسان تلك البلاد ساحة بصره، فلم يعد يرى الكون إلاّ بمنظار أضيق من فتحة أنفه!"
وأختم أنا بقولي: (بلادنا)؟؟ ليست هذه البلاد لك فلا تنسبي نفسك اليها، ليس أهلها منك ولست منهم! تكفيك أمريكا، اشبعي بها وامرحي والعبي فيها كيفما تشاءين! وانتظري موعد يوم عظيم! يوم يقوم الناس لرب العالمين! يومئذ "يضحك كثيرا من يضحك أخيرا" كما يقولون!
تقولين أننا ننظر الى الكون من فتحة أضيق من فتحات أنوفنا! ولو أني قلت لك أي فتحة هي تلك التي ينظر منها الانسان الملحد الى الكون فستغضبي! فيكفيني أن أغضبتك باحقاق الحق وابطال الباطل، وكفى بها قربة الى الله، قولي بعد ذلك ما يحلو لك، واغضبي كما تشاءين، لن أشتم ولن أهجو ولا حاجة بي الى ذلك!
قاتل الله أعداءه جميعا وأخزاهم في الدنيا والآخرة، وهو بهم كفيل! فحسبنا الله ونعم الوكيل
والحمد لله رب العالمين.

انتهى.

ناصر الشريعة
01-16-2009, 11:26 PM
جزاك الله خيرا، لي عودة للاستفادة من هذه المقالة بارك الله فيك، وزادك علما وصلاحا، ونفعنا بما تكتب من الحق والنصح.

أبو الفداء
01-17-2009, 08:05 PM
آمين واياك أخي الحبيب ..
وفي الحقيقة فقد راجعت المقال الآن لتوي فوجدت فيه بعض اللحون اللغوية والأخطاء الكتابية التي أرجو من الاخوة المشرفين وفقهم الله أن يصوبوها في مكانها .. فالمقال قديم ومكتوب على حين عجلة، وفي فورة غضب من تلك المرأة أخزاها الله ..
وجزاكم ربي خيرا

الحقيقة غايتي
01-19-2009, 02:12 AM
جزاك الله خيراً أبا الفداء على المقال الجميل ..
و الحقيقة أن هذه المرأة مصابة بمرض نفسي هو الإسلاموفوبيا [الخوف المرضي من الإسلام] بالإضافة إلى الذهان الكبريائي [جنون العظمة]
و المرض سواء كان نفسياً أو جسدياً ليس بعيب إن اعترف به صاحبه و طلب العلاج , لكن هذه تتحدث عن أن لديها ملياراً و ثلاثمئة مليون مريض نفسي [تعنينا نحن المسلمين]...
نسأل الله لها الشفاء من أمراضها و الانتقال من عبادة الدولار إلى عبادة الواحد القهار ..و الله تعالى على كل شئ قدير ...
تحياتي.

مسلم أسود
01-05-2013, 06:19 PM
تهانينا يا ( غدر زلطات ) أو ( وباء بطلان ) أنت أول امرأة في حياتي أقول عنها "عاهرة" و "كلبة مسعورة كأجورة" . عليك اللعائن و على من تلعقين أدبارهم !