المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التشابه بين نصر المسلمين في غزوة الأحزاب وغزة



عبـــاد
01-20-2009, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

منذ 1425 عاماً اجتمعت أمم الكفر من قريش وغطفان وتحالفت مع اليهود والمنافقين لتهاجم المسلمين في المدينة المنورة وحاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة المنورة في السنة الخامسة للهجرة وكان غرضهم إبادته وكسر شوكة أهل المدينة عامة والمسلمين خاصة وإرغامهم على الاستسلام والتصالح مع أمم الكفر بشروط مذلة مثل تقديم ثلث ثمار المدينة لغطفان عدى عن نزع سلاحهم وتبعيتهم لسواهم

وكان أن قرر المسلمون المقاومة والتحصن مع رد الحرب والجهاد ضد الكفار ومن والاهم - وحفروا خندقاً حول المدينة المنورة وحاربوا أياماً طويلة حتى رد الله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيراً

وكان ذلك نصراً مبيناً لم ينكره أحد على مر التاريخ رغم أن شهداء المسلمين كانوا 6 أشخاص مقابل 3 قتلى من المشركين

ما حصل في غزة من حفر الخندق (الأنفاق تحت المدينة والتحصن فيها) والاستبسال في المقاومة وعدم الاستسلام تحت أي شرط وأي مفاوضات وعدم قبول نزع السلاح يذكرني كثيراً بغزوة الأحزاب أو غزوة الخندق

كما أن عدد الشهداء والجرحى هو أقل من 1350 شهيد و أقل من 5500 جريح من أصل مليون ونصف من السكان الذين احتموا بالخنادق وهو عدد هائل ولكن كان من الممكن أن تقوم الدولة الصهيونية بأضعاف ذلك في مجزرة جماعية لو انهارت المقاومة أمامها - ونسبة هذا العدد إلى السكان هو 5 بالألف - لا أعلم عدد المسلمين في ذلك الزمن ولكن 6 شهداء هو عدد كبير بالنسبة لهم - ربما كان عدد المسلمين الكلي 2000 أو 3000 في ذلك الوقت - كما أن هؤلاء الشهداء الستة مقاتلين وليسوا نساء أوأطفال

الاختلاف الرئيسي والأكبر هو ما حصل بعد المعركة - فعندما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته أتاه جبريل عليه السلام على فرس وقال أوضعتم سلاحكم؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتها!

واستمر النبي صلى الله عليه وسلم في القتال حتى تحقق نصر الله تعالى الكامل

فيا أهل الإسلام - بالله عليكم كيف تضعون أسلحتكم؟

إخوتي خارج فلسطين - سلاحكم الوحيد هو الدعاء لله والقنوت على الأعداء والملائكة الكرام تؤمن على دعائكم وتسأل الله الإجابة
وهو سلاح مؤثر وفاعل وإلا فكيف حفظ الله أهل غزة ونصرهم؟
فكيف تزهدون في الدعاء وتتوقفون عنه؟ هل جفت دماء إخوتكم وأهلكم في فلسطين حتى تنسوها؟ هل أغمدتم سيوفكم وجمعتم سهام دعائكم في جعبة النسيان؟

بالله عليكم لا تتوقفوا - لا تهنوا ولا تحزنوا - قاوموا بدعائكم إن لم تستطيعوا الجهاد بأنفسكم
علماً أن الجهاد في غزة وقت السلم أكثر منه ضرورة وقت الحرب
يمكن لكل طفل وامرأة ورجل أن يجاهد هناك ولو لم يكن مدرباً على السلاح

فحفر الأنفاق والخنادق جهاد وتقويتها وتمتينها جهاد وبناء الجسور القوية والمباني المقاومة كذلك جهاد
وأن تبني ملجأ تحت بناءك جهاد والمباني الأكثر ضحايا هي التي لا يوجد تحتها ملجأ أو نفق مثل مدارس الأونروا

ألقى العدو أكثر من ألف طن من المتفجرات شديدة الإنفجار والفوسفور الأبيض عدا القنابل العنقودية - وهذا مساوي تقريباً لقنبلة ذرية صغيرة - كيف لمدينة صغيرة مكتظة بالسكان مثل غزة أن تتحمل ذلك وأن يدمر فيها 20000 مبنى بدون أن يقتل معظم أهلها؟

عليكم بالدعاء على الأعداء - فالحرب لم تتوقف - ورسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ثلاثين يوماً على من غدر بالمسلمين وآذاهم وليس 20 يوماً فقط كما نفعل الآن - دعا على قتلة القراء في بئر معونة وعلى رعل وذكوان وعصية وعلى أشخاص سماهم من قريش


اللهم عليك بيهود - اللهم عليك بيهود - اللهم عليك بيهود
اللهم أحصهم عدداً - واقتلهم بدداً - ولا تغادر منهم أحداً
اللهم ومن ساندهم ووالاهم ووقف معهم ضد المسلمين

اللهم فرج عن إخواننا في غزة ما نزل بهم وصلهم وانصرهم واجبر كسرهم وكن معهم وكن لهم

اللهم أعنا على مواساتهم والوقوف معهم ومساندة حقوقهم أمام العالم وفي وجه أمم الكفر والظلم

اللهم أنر بصيرتنا وأرنا السبيل لنصرة المسلمين في فلسطين


والحمد لله رب العالمين

الواثق باللة
01-23-2009, 11:16 PM
اخى الحبيب :إذاكنا عجزنا عن نصرة إخواننا بالنفس والمال فلا اقل ان لاننساهم بسلاح الدعاء
نسال الله ان يغفر لنا تقصيرنا فى حق إخواننا

عبـــاد
02-04-2009, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


منقول:

----------------------

كتب كاتب اسمه جيش الانتقام في أحد المنتديات هذه المقارنة

هنا أقدم لكم هذه المقارنة بين غزوة الأحزاب سنه 5 هجرية وبين حرب الفرقان سنه 1430 هجرية

1:الأسباب وطريقه التنفيذ:

غزوة الأحزاب : تحريض وتواطؤ من اليهود (المجاورين للمدينة) , وتم القتال بجيوش عربية

حرب الفرقان : تحريض وتواطؤ من العرب (المجاورين لغزة) , وتم القتال بجيش يهودي



2: الأهداف :

غزوة الأحزاب : دخول المدينة والقضاء على الدولة الاسلامية

حرب الفرقان : دخول غزة والقضاء على حكومة حماس الإسلامية

3 :القوه العسكرية للطرفين:

غزوة الأحزاب : كانت قوة الأحزاب العسكرية أضعاف قوة الصحابة

حرب الفرقان : كانت قوة الجيش الإسرائيلي أضعاف مضاعفة لقوة القسام

4 :طريقة الدفاع والصمود :

غزوة الأحزاب : كان حفر الخندق المفاجأة الكبرى للأحزاب

حرب الفرقان : كان حفر شبكة من الخنادق والأنفاق المفاجأة الكبرى للصهاينة

5:الحصار :

غزوة الأحزاب : تزامن الحصار الخانق مع القتال

حرب الفرقان : الحصار الخانق سبق القتال بشهور

6:طريقة الهجوم :

غزوة الأحزاب : ((إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم......))

حرب الفرقان : قصف جوي مكثف, قصف بري وبحري عنيف من جميع الجهات

7 :الحالة النفسية الإجمالية :

غزوه الأحزاب : ((وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر))

حرب الفرقان : تماما زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر

8:موقف المنافقين :

غزوة الأحزاب : (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ))

حرب الفرقان : أتباع عباس بن أبى بن سلول قالوا إن حماس جرت الشعب الفلسطيني إلى التهلكة

9 :موقف المؤمنين :

غزوة الأحزاب : (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا

إيمانا وتسليما ))

حرب الفرقان : كتائب القسام قدرنا أن تتصدر غزة الدفاع عن الأمة , ونعاهد الله ثم نعاهد شعبنا أن نلقن العدو درسا لن

ينساه في الدفاع عن غزة )

10:مسار الحرب :

غزوة الأحزاب : مناوشات على أطراف المدينة ولم يستطيعوا دخول المدينة

حرب الفرقان : اشتباكات على أطراف غزة , ولم يستطيعوا دخول غزة

11:اسباب انتهاء الحرب :

غزوة الأحزاب : صمود المدينة وعدم تحقيق أي هدف, دبت الخلافات بين الأحزاب, و (( يا أيها الذين امنوا اذكروا

نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ))

حرب الفرقان : صمود غزة وعدم تحقيق أي هدف, دبت الخلافات بين الأعداء (الصهاينة و"أصدقائهم" العرب) كما ظهر في الإعلام

مؤخرا ,وباراك وأولمرت وليفني أيضا ,وتأييد رباني بلا شك

12 :نهاية الحرب :

غزوة الأحزاب: إنهاء القتال من طرف واحد وانسحاب الأحزاب دون تحقيق أي هدف ((ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم

ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال))

حرب الفرقان : وقف إطلاق نار من جانب واحد وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة دون تحقيق أي هدف وكفى الله

كتائب القسام من خوض الحرب البرية العنيفة داخل غزة

13 :نتائج الحرب :

غزوة الأحزاب : استئصال بني قريظة سبب التحريض والتواطؤ ,وبعد الغزوة قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن

قريش : (اليوم نغزوهم ولا يغزوننا) وبعدها كان صلح الحديبية ثم فتح خيبر ثم فتح الفتوح فتح مكة

حرب الفرقان : نسأل الله أن تكون بداية العزة والتمكين للدولة الإسلامية

14: مدة المعركة

غزوة الأحزاب : 24 ليلة

حرب الفرقان: 23 يوم



واقبلوا تحياتي

-----------------

انتهى

الحقيقةوالحق
02-05-2009, 01:57 PM
اي نصر ؟؟ يا اخوة الديموغرافيا السكانية بغزة حالة دون استطاعة اسرائيل دخول القطاع فان دخلت سوف يتم سقوط شهداء باعداد لن يتخيلها احد نظراً للكثافة السكانية

شهداء كتائب الاقصى هم الاكثر عدداً
87 شهيد من كتائب الاقصى التابعة لفتح بينما حماس اعلنت ان من كتائب القسام 49 و من الجبهة الديموقراطية 13 ... الخ


لماذا لا يتحدث احد عن مخيم جنين ؟؟
مخيم جنين الذي قاده العقيد ابو جندل و كتيبته الثالثة بالاضاقة لطوالبة من الجهاد الاسلام و معه مجموعة صغير من الشبان صمدوا 15 يوما في مخيم لا يتعدى 2 كلم مساحته و قتلوا 25 جندي صهيوني و اصابة ما يزيد عن الخمسين في اعظم معركة في الانتفاضة الثانية بينما معركت غزة لم تقتل سوى 10 !!!!

يا رجل غداً سوف ينقشع الضباب لتظهر بلاوي حماس هناك لكن اهل غزة ادرى بشعابها و لو قلت كلام لن يصدق احده شهادة غزازوة عن بعض الغضنفريين الذي كانوا يمشون بشوارع غزة بالترينغات و الشباشب و الحفايات اثناء الاجتياح .. او تخلف بعض الاسماء المعروفة من جنوب غزة و الوسط عن القتال و هم محسوبين على بعض الاطراف

يا رجل بلا قرف

muslimah
02-05-2009, 04:24 PM
يا رجل بلا قرف

قل هذا لنفسك !

فهل كانت إسرائيل جاهلة بالديموغرافية التي تزعم أنها سبب انسحابهم

أم أن الرغبة في تجريد المجاهدين من النصر هو هدفك؟

ويا عيني على الإنسانية الصهيونية التي لم ترغب في قتل الفلسطينيين كما تزعم !!!

أقول يا شاطر لك ولجميع أمثالك : لقد انفضحتم وانكشف عواركم والنصر للإسلام والمسلمين رغم أنوفكم

الحقيقةوالحق
02-05-2009, 04:57 PM
صدق المثل الذي قال ان لم تستحي فافعل ما شئت


قل هذا لنفسك !

فهل كانت إسرائيل جاهلة بالديموغرافية التي تزعم أنها سبب انسحابهم

اسرائيل لها اهداف معينة من دائماً منها توجيه ضربات او بعث تحذيرات الخ لكن لن تحرج فنسها امام العالم بمجزرة كبيرة جداً ، فمجرد استشهاد 1300 فلسطيني ادى لفقدان اسرائيل الكثير من الاصدقاء و التعاطف في الغرب و ايضاً حقد عربي اسلامي على اسرائيل ازداد فما بالك لو ارتفع عدد القتلى ؟؟ و هل تظنين ان اسرائيل بهذا الغباء !!

أم أن الرغبة في تجريد المجاهدين من النصر هو هدفك؟
اي مقاوميين ؟؟ الذين لبسوا ترينغات و حقايات في الاجتياح ؟؟؟ ام فصائل المقاومة كافة و على رأسها كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح التي دائماً تأخد النصيب الاكبر من الشهداء ؟؟ المصيبة العربان يهللوا لما تطرحه قناة الاكاذيب الجزيرة و ما يحصل على الارض شيء آخر لماذا لم يتحدثوا عن جنين اسطورة المقاومة الا ان من قاد تلك المعركة فتحاوي ؟؟؟ لماذا لم يتحدثوا عن نابلس و ما فعلته بالصهاينة فهو يفوق ما فعتله غزة اضعافاً اضعاف من حيث عدد الخسائر بالعدو ؟؟!!
يكفي مهازل مقرفة

استطلاع لصحيفة القدس خرج بان 54% من الضفة يعتبرون ان ما حصل انتصار و نحو 34% من غزة يعتبرونه انتصار ، انا من الضفة و اعلم من هم اهل الضفة الذين لم يذوقوا ويلات حماس على عكس اهل غزة و عندما تفرج الامور سوف تكشف كل شيء من الخبايا

سلام

muslimah
02-05-2009, 06:18 PM
إسرائيل ليست بهذا الغباء بل أكثر

وغيرها أكثر منها غباء ووقاحة

نحن لا نستثني من فصائل المقاومة أحدأً

والنصر للمقاومة

muslimah
02-06-2009, 04:09 PM
وهذا موضوع شبيه :

بين أحد وغزة تاريخ وعزة !
[ 04/02/2009 - 05:47 م ]





منذ بداية معركة غزة برز تساؤل؟ هل هذه المعركة هي معركة الأمة؟ أم هي لفئة دون أخرى ؟ هل هي معركة الفرقان كما أطلق عليها؟ هل أحداثها ومواقف الناس منا تشبه معركة بدر؟ أم أحد؟ أم الأحزاب؟ أم غير ذلك؟ وكنا بفضل الله نقول أن ظروف هذه المعركة وأحداثها فيها موافقات كثيرة لمعركة أحد وقبل أن نذكر بعضا من تلك الموافقات يجب أن ننوه أن التشابه لا يكون في الأعداد أو الأيام أو غيرها ولكن التشابه تطابق سنن الله في الحوادث ولبيان ذلك نلخص:-

أولاً : ما قبل المعركة :

1- الحسم العسكري في غزة:

قامت الحركة بالحسم العسكري والسيطرة على المقرات الأمنية وغنمت فيه كثير من الغنائم (معلومات، أسلحة، ذخائر، عتاد، أماكن، معدات، سيارات،...... الخ ) رغم رغبة كثير من السياسيين في الحركة بعدم اللجوء للحسم العسكري {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ } (7) سورة الأنفال ، وما أشبه ذلك بمعركة بدر.



2- تآمر أطراف عدة :

كان التآمر قبل معركة أحد بين كفار قريش والمنافقين ويهود المدينة كبيراً وهائلاً, وقد أثار الحسم العسكري في غزة أحقاد كثير من المخالفين لأهل الحركة من الداخل والخارج وقد تآمرت أطراف عدة (كفار ومنافقون ويهود) على عملية عسكرية لإنهاء وجود الحركة في غزة واستئصالها من جذورها .



3- دور المرأة في التحريض على الحرب :

كان للنساء في معركة أحد دور كبير حيث كان لهند بنت عتبة (زوجة أبي سفيان) دور كبير في تحشيد وحث قريش على المعركة وحملت (الحارثية) لواء الحرب في المعركة بعد هزيمة الكفار في الجولة الأولى، وما أشبه ذلك بما حصل في معركة غزة فقد كان للنساء في هذه المعركة دور كبير(ليفني، رايس) في تحشيد أطراف كثيرة لاستئصال الحركة انتقاماً لأحقاد سابقة ولتحقيق أهداف ومكاسب أخرى.



4- دور الداخل في التحريض :

كان (عبد الله بن سلول) مرشحاً لاستلام الحكم، وكان ُيجهز له تاج الملك حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة وانتهى كل ذلك, فكان لابن سلول في المعركة دور قذر، وكذلك موقف أبو عامر الفاسق (الراهب)، وما أشبه ذلك بموقف (دحلان) الذي كان مرشحاً لاستلام الرئاسة بعد عرفات وتأجل ذلك لأسباب كثيرة وجاء الحسم العسكري لإسقاط كل أحلامه فكان دوره في هذه المعركة قذراً وكان (كما ذكرت الأخبار) يستعد للانقضاض على غزة بمجرد انهيار الوضع الداخلي فيها بعد الضربة الأولى.



5- حب المواجهة :

أحب كثير من الصحابة بعد بدر أن يقاتلوا في سبيل الله وكانوا يتشوقون للقاء العدو كما قال أنس بن النضر رضي الله عنه (لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله ليرين الله كيف أصنع)، وقام الشباب من الصحابة بدور كبير في إقناع رسول الله بالمواجهة, حتى أنهم جعلوا رسول الله يخرج للقاء الكفار بعكس رغبته صلى الله عليه وسلم، وشباب المقاومة في غزة كانوا يتشوقون للقاء العدو وتلقينه درساً بعد سنوات من الاستعداد والتجهيز.



6- الأسرى :-

كان للمسلمين في بدر أسرى ، و تم بعد الحسم العسكري خطف الجندي "شاليط".



7- يوم البدء ويوم الانتهاء:

بدأت معركة أحد يوم السبت وانتهت في نفس اليوم وهذه المعركة بدأت يوم سبت وانتهت يوم سبت (بعد 22 يوماً).



ثانياً : في المعركة:-

1. الضربة الأولى:

كان هدف كفار قريش وحلفائهم من الضربة الأولى القضاء على الرسول وعلى الحكم في المدينة وكسر شوكة المسلمين وإنهاء كل مظاهر السيطرة.

وهذه نفس أهداف معركة غزة (القضاء على الحركة- أو إضعافها-، إسقاط الحكومة، قتل القيادات، حصول حالة فوضى، .....الخ).



2. الدور الاستخباراتي :

قام النبي صلى الله عليه وسلم في معركة أحد بإرسال عيون لتعرف موعد وصول جيش العدو(أنس ومؤنس ابني فضالة)... ونزعم (وليس لدينا معلومات) أن الحركة كانت تعلم بقرب موعد الضربة بل نكاد نجزم أنها تلقت معلومات إستخبارية قبل فترة وجيزة جداً -ساعة ربما- بدليل عدم ذهاب "هنية" لتخريج الشرطة ... وعدم إصابة أي من قادة الحركة أو الوزراء أو النواب في الضربة الأولى رغم قصف (200) مقر للحركة والحكومة.

3. استشهاد قائد الشرطة :

نعتقد أن قائد الشرطة الشهيد توفيق جبر قد خالف أمراً ما من الحركة في موضوع تخريج الشرطة (وهذا زعم وليس لدينا معلومات لكنه تطبيق للسنن فقط) وكان نتيجة تلك المخالفة استشهاد عدد كبير من رجال الشرطة في تشابه عجيب مع مخالفة الرماة على الجبل التى أدت إلى استشهاد عدد كبير من المسلمين في أحد واستشهاد عبد الله بن جبير قائد (الشرطة) في الجبل.



4.ضخامة عدد الشهداء :

استشهد في معركة بدر من المسلمين (13) رجلاً وقتل من المشركين (70) وأسر المسلمون (70)، وفي معركة أحد استشهد من المسلمين (70) ومن المشركين (22) ولم يأسر المسلمون أحداً (وفي إحدى الروايات واحد) وهذا دليل على أننا بحاجة لمراجعة أنفسنا في مكنوناتها {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (165) آل عمران ، وزيادة عدد الشهداء مكسب كبير للمؤمنين لأن الله هو من يختار الشهداء {وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء} (140) آل عمران كما أن في ذلك تمحيص للمؤمنين ومحق للكافرين {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} (141) آل عمران ، أما المؤمنون فهم فئتان فئة مجاهدة وفئة صابرة، والفئتان موعودتان بدخول الجنة بإذن الله {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) آل عمران، ومن أصبر من أهل غزة الذين ذاقوا أنواعاً كثيرة من القنابل الحارقة والفسفورية والعنقودية والدايم وغيرها....فنسأل الله للمجاهدين وللصابرين والمرابطين الجنة بإذن الله.



5. دور الملائكة:

يظن البعض أن كل الملائكة في بدر قد قاتلوا مع المسلمين وأنهم هم الذين قتلوا الكفار وفي هذا مجافاة للحقيقة (والله أعلم)، فقد أمد الله المؤمنين في بدر بألف من الملائكة {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} (9) الأنفال فهل يعقل أن يقاتل مع المسلمين ألف ملك ويقتل من الكفار سبعون رجلاً فقط, لقد كان دور الملائكة هو تثبيت الذين آمنوا {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ } (12) الأنفال وألقى الله الرعب في قلوب الذين كفروا {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ } (12) الأنفال ثم أمر المؤمنين أن يضربوا الكفار{فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (12) سورة الأنفال ، وفي معركة غزة ساهمت الملائكة في تثبيت المجاهدين وتثبيت المؤمنين من أهل غزة ولا أدل على ذلك من شهاداتهم على القنوات الفضائية ومدى السكينة التي أنزلها الله عليهم ورباطة جأشهم وحمدهم لله عز وجل على كل حال، وستتوالى الأخبار بإذن الله عن دور الملائكة في المعركة ودورهم في معاونة المجاهدين وتثبيتهم.





6. أبرز شهداء أحد :

لكل الشهداء فضل كبير في معركة أحد لكن كتّاب السيرة يركزون على شهيدين بشكل أكبـر (مصعب بن عمير، وحمزة بن عبد المطلب)، فقد كان لمصعب دور كبير في نشر الدعوة في المدينة، وكان حمزة قائداً ميدانياً وأسداً من أسود الله، وكان لاستشهادهم أثر كبير. وفي معركة غزة كان أبرز الشهداء الشهيد "نزار الريان" الداعية والعالم الذي كان له دور كبير في الدعوة وكان لثباته في المعركة وعدم اختفائه(كعالم) أكبر الأثر في تثبيت الناس. أما الشهيد الأسد سعيد صيام فقد قام بدور كبير في المعركة وإدارتها وإدارة الشؤون الداخلية قبل الحسم وبعده, وكان سبب استشهاده خيانة ورصد وتربص كما فعل وحشي تماماً (مع اختلاف الأدوات) لكن الحربة (القذيفة) أصابت منه (كما حمزة) مقتلاً وشوهت جسده تماماً كما جسد حمزة رضي الله عنه.



7. التمثيل في المصابين والقتلى:

قامت نساء قريش في معركة أحد بالتمثيل بشهداء المسلمين بشكل بشع جداً والمتابع لصور الشهداء والجرحى يدرك مدى التشابه في النتيجة من التشويه والحرق وبتر الأطراف...الخ.



8. تحالف الحركة وصبرها على الآخرين في الداخل:

تحالفت الحركة في المعركة وقبلها مع فصائل متعددة (وليس لدينا معلومات مؤكدة) لكنا نعتقد أن بعض الفصائل قد خذلت المجاهدين وتركت مواقعها أو رفضت الأوامر{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (120) آل عمران، وقد ظهر ذلك بشكل أوضح عند رفض بعض الفصائل إعلان المجاهدين وقف إطلاق النار من طرفهم وخروجهم على إجماع الفصائل.

كما أننا نعتقد (أيضا بدون معلومات) أن بعض الفصائل قد ترددت لكنها عادت وسارت في ركاب المجاهدين{إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (122) آل عمران



9. الفرز الكبير الواضح في مواقف كل الأطراف:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} (149) بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (150) آل عمران

{الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (168) آل عمران {وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} (167) آل عمران، تشرح هذه الآيات صورة الموقف الذي كان عليه المؤمنون في معركة أحد، وكذلك تشرح الحال الذي كانت عليه الحركة في غزة قبل المعركة، لقد كان لمعركة أحد دور كبير في فرز المواقف وتمايز الطوائف كلها , ومعركة غزة قد أفرزت مشهداً عجيباً من المواقف وبدا الناس وكأنهم في معسكرين، معسكر الاستسلام ومعسكر المقاومة وانكشف المنافقون في مواقفهم.



10. التمييز بين المؤمنين :

{مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيــمٌ} (179) آل عمران ، لقد كان لمعركة أحد دور كبير في فرز مواقف المؤمنين أنفسهم , وأفرزت معركة غزة من المؤمنين من أطاعوا ومن خالفوا ومن فيه خبث طهره الله منه، ومن هو طيب وبقى على طيبه وأصالته بل وازداد طيباً.



11. الدور الإعلامي والتحشيدي:

قامت قريش قبل معركة أحد وأثناءها وبعدها بحملة إعلامية ضخمة لإخافة المسلمين، واستخدمت لذلك ثلاثة من كبار الشعراء، وقام حسان بن ثابت رضي الله عنه بدور عظيم في معركة أحد وكان يجاهد رضي الله عنه بشعره الذي قال عنه الكفار أن وقعه عليهم أشد من وقع النبال ... ولقد قامت قناة الجزيرة بدور رئيس، وكذلك بقية القنوات (الأقصى، القدس، المنار...)، وإن قامت بأدوار أقل؛ في إيلام الأعداء بنشر أفعالهم القبيحة، ولقد استفزت الجزيرة مشاعر الأعداء (بموضوعيتها) وعدم انحيازها لهم (كبعض القنوات الأخرى) حتى أنها أصبحت واحدة من أعدائهم المباشرين في هذه الحرب.



12. عدم تمكن المقاومين من أسر الجنود:

لم يمكن الله للمجاهدين الاحتفاظ بأي جندي بعد أسره، لأن الأسر يكون بعد هزيمة الكفار وليس قبلها {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (67) الأنفال ، لأن العدو وهو قوي يستطيع أن يسير جيشاً كاملاً لاستنقاذ أسير واحد فقط، وهذا ما كان يحصل لاستعادة الأسرى في معركة غزة وعند العجز يقتلون الأسير ومن معه فكانت الخسائر في المجاهدين أكبر. أما خطف (شاليط) فتم بعد معركة وقتل لليهود ونسميه خطفاً لأن الأسر يكون بعد هزيمة الأعداء كما ذكرنا.



13. متانة الجبهة الداخلية:

لقد كان لتآخي المهاجرين والأنصار بعد الهجرة دور كبير في تمتين الجبهة الداخلية وتماسكها، والعارف بطبيعة تركيبة أهل غزة يعلم أن معظم سكانه من المهاجرين لعدة هجرات وبعض المهاجرين اصبحوا أنصاراً لمهاجرين جاءوا بعدهم وهكذا، وقد كان لهذا التراحم أكبر الأثر في تحمل الناس لبعضهم البعض أثناء المعركة، وهذا يشبه إلى حد كبير ما كان موجوداً بالمدينة.




14. إدارة الخدمات داخل غزة:

إن النجاح في إدارة الأزمات لا يمكن أن يتم دون استعداد له قبل الأزمة وقد استعد النبي صلى الله عليه وسلم للمعركة الاقتصادية بعد بدر وُجهزت المدينة بكل ما تحتاجه أما في معركة غزة فبرغم الحصار الخانق استطاعت الحركة بشتى الوسائل توفير كل ما يمكن أن يحفظ لأهل غزة الحد الأدنى من متطلبات المعيشة فلم نسمع عن مجاعة أو نقص في المياه، أما الدفاع المدني والطواقم الطبية فقد أدت واجبها بشكل أذهل جميع من تابعوا المعركة وأحداثها.



15. إدارة أمن غزة:

اختار النبي لحراسة المدينة أشداء المسلمين فحفظ الله المدينة من داخلها ومن خارجها، ونعتقد أن الحركة قد أفرزت خيرة شبابها لإدارة الأمن الداخلي خصوصاً بعد استهداف أفراد الشرطة فلم نسمع عن سرقات أو مناوشات أو خلافات بين أهل غزة طيلة فترة المعركة.



16. عدم تدخل الأطراف الأخرى (حزب الله ...):

على الرغم من النبرة الإعلامية العالية لهذه الفئة في نصرة أهل غزة لكنها بحمد الله لم تحظ بشرف المساهمة في المعركة، لأن الله تعالى أراد المعركة خالية من شوائب الخلافات الطائفية من أجل جمع الله شتات الأمة على المعركة، لأنها ترفع شعار التوحيد الخالص، وقد حظيت الحركة والمعركة بتأيد كل الناس (السنة بطوائفها (سلفية، صوفية، تحرير،....)، الشيعة، الزيدية، الإباضية، البهره، اليساريين، ....) وغيرهم من أهل الديانات الأخرى (مسيحيين ويهود وبوذيين ....).



17. قوة الضربات وإحساس المجاهدين بالمواجهة:

كما أسلفنا، كان المجاهدون (كما أهل أحد) يتمنون لقاء العدو، ويعدّون أنفسهم لمواجهة يقتلون فيها العدو شر قتلة، وكان للإعلاميين في معركة غزة دور كبير في تجييش مشاعر الأمة وأن غزة ستكون مقبرة لليهود. لكن شدة ضربات العدة جواً وبحراً وبراً؛ جعلت المجاهدين يعرفون القدرة التدميرية للعدو (عن بعد)، وكم هو مهزوم في المواجهة {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (143) آل عمران، مما جعل المجاهدين يعيدون حساباتهم في المواجهة ويعدلوا خططهم بناءً على ذلك.



18. صبر المجاهدين وثباتهم:

ثبت المسلمون في أحد ثباتاً قل نظيره خصوصاً بعد انكشاف ظهرهم، ولقد ثبت مجاهدو غزة ثباتاً كبيراً خصوصاً بعد خيانات تل الهوى -إن وجدت-، واستبسلوا في الدفاع عن مدينتهم. ولقد كان لدعاء هنية ومذيعي قناة الأقصى ودعاء كل المسلمين في العالم أكبر الأثر في تثبيتهم بالملائكة {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (147) فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (148) آل عمران



19. النعاس والنوم في المعركة:

أرهق المسلمون في أحد أيما إرهاق بعد معركة طاحنة ومواجهات كثيرة، خصوصاً بعد رد المشركين في الجولة الثانية فأنزل الله عليهم الاطمئنان فناموا { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ .....ِ} (154) آل عمران. وقد تواترت الأخبار عما حصل مع أكثر من مجاهد من النوم والسكينة أثناء المعركة رغم شدة القصف عليهم وهم في الخطوط الأمامية، وانسحاب اليهود دون المس بهم.



20. خسائر العدو:

لا شك أن معركة غزة قد آلمت العدو وسببت له خسائر كثيرة مادية ومعنوية {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104) النساء, والنتائج ليست بالكثرة لكن بالغلبة والتمكين بل إن الله حدد للمؤمنين في معركة أحد نتائج المعركة {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ} (127) آل عمران. أما الرعب الذي ناله الأعداء فهو من الله عز وجل بأيدي المؤمنين بحمد الله كما حصل في أحد {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} (151) آل عمران



21. القناعة بأن الموت يدرك الإنسان:
ظن كثير من الناس أن اللجوء إلى الأماكن الآمنة (المدارس، المناطق الأكثر أمناً) يمكن أن يؤجل الموت أو يؤخر الأجل {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} (145) آل عمران. إن غدر اليهود ونقضهم ميثاقهم (المواثيق الدولية) لم يراع حرمة مدرسة أو مستشفى أو مسجد أو غيرها، والمؤمنون يدركون أن نتيجتهم الفوز والنجاة {وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } (157) آل عمران.

أما الشهداء فهم أحياء عند ربهم يرزقون {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169) آل عمران.

22. مشاركة النساء في المعركة:

كانت أحد أول معركة تشارك فيها نساء المسلمين وظهرت فيها بطولاتهن وصدق إيمانهن، وفي معركة غزة كان استعداد النساء واضحاً، ونعتقد أن دورهن داخل غزة كان كبيراً وستكشف الأيام دورهن بشكل أوضح.

23. غزوة حمراء الأسد:
في اليوم التالي لمعركة أحد خرج النبي صل الله عليه وسلم لمعركة حمراء الأسد لإرهاب الكفار واثبات قدرة المؤمنين على مواصلة القتال وقد شهد يوم الأحد التالي لوقف إطلاق النار إطلاق (21) صاروخاً على البلدات والمستوطنات اليهودية وكان بيان الفصائل قوياً بإمهال العدو أسبوعاً واحداً لسحب قواته من غزة .



ثالثاً: نتائج المعركة:

1.وقف القتال:

أنهكت معركة أحد قوى المسلمين وقوى المشركين على حد سواء، وانتهت المعركة (من الناحية العسكرية) دون أن يحقق المشركون أهدافهم في القضاء على دولة الإسلام، أو قتل النبي صل الله عليه وسلم أو كبار الصحابة من حوله، لكنهم اعتبروا أنفسهم منتصرين لكثرة ما أوقعوا من قتلى وجرحى بين المسلمين، ولأنهم أوجعوا النبي صلى الله عليه وسلم وكادوا يقتلونه (لولا أن منعه الله منهم) ولأنهم آذوه بقتل حمزة رضي الله عنه، واعتبر المسلمون أنفسهم منتصرين بدحرهم الكفار وصدهم عن المدينة وعدم تمكنهم من تحقيق أهدافهم، حتى أن النبي صل الله عليه وسلم قال لعمر(يا ابن الخطاب إن قريشاً لن ينالوا منا مثل هذا اليوم حتى نستلم الركن).

ولعل المشهد في معركة غزة لا يختلف كثيراً فكل طرف ادعى النصر وأذية الطرف الآخر. وخاب اليهود بادعائهم، فجميع أهدافهم بفضل الله لم تتحقق، بل إنهم خسروا على كل الأصعدة باستثناء هيبة الردع التي ظنوا أنهم قد استعادوها بقتل المدنيين الأبرياء كما ظنت قريش بعد أحد أنها استعادت هيبتها بين العرب. أما المقاومة فقد انتصرت (بحمد الله) بصد العدو عن غزة وعدم تمكينه من دخولها، وثبات المجاهدين في المواجهة وإيلام العدو, وعدم إسقاط الحكومة وعدم قتل رموزها, وعدم فك أسر شاليط وعدم توقف إطلاق الصواريخ.



2. تعاطف الأمة ووقفتها :

كسبت الحركة تعاطف الأمة بأجمعها وبكل أطيافها وطوائفها، وأهم تعاطف هو تعاطف أهل غزة أنفسهم خصوصا أهالي الشهداء والجرحى والمصابين في بيوتهم وممتلكاتهم، فبالرغم من العدد الكبير بينهم إلا أن صمودهم وثباتهم وصبرهم ومعنوياتهم المرتفعة فاق كل التوقعات. وفي المشهد بعد أحد كانت زوجات الصحابة يستقبلن النبي فيعزيهن باستشهاد آبائهن وأبنائهن وأزواجهن... فيكون جوابهن (كل مصاب بعدك جلل يا رسول الله)( لا أبالي إذا سلمت من عَطبِ) في مشهد يوزع الصبر على الأمة.

3.إعادة الحسابات:

أعادت قريش حساباتها بعد أن رأت قوة المسلمين وشدتهم وصبرهم وثباتهم في المواجهة وكان لغزوة حمراء الأسد دور في ختم صورة معركة أحد برمزية كبيرة لقوة المسلمين, فقد شاهد جواسيس أبي سفيان خمسمائة نار أوقدها الصحابة في حمراء الأسد مما جعله ينسحب فورا إلى مكة. وفي معركة غزة أعاد اليهود حساباتهم وانسحبوا من غزة بأسرع مما كان متوقعاً.

وبقي سؤال واحد:

لماذا لم ننتصر نصراً مؤزراً؟

1. وجود عناصر بين المقاومة تريد الدنيا {... مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ... } (152) سورة آل عمران وكذلك الحال في معركة أحد.

2. وجود عناصر تقاتل لأهداف خاصة غير رفع كلمة الله، ففي أحد كان بين المسلمين "قزمان" الذي أبلى في المعركة بلاء حسناً فقال له الصحابة أبشر قال:بماذا؟ فوالله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت فقال عنه رسول الله (إنه من أهل النار). وكذلك الحال في معركة غزة فاختلاط المقاومين يجعل بينهم اختلاف النوايا.

3. النصر ينزل على الأمة وليس بين أبنائها منافقين ومرجفين وجواسيس وعملاء ... وطهارة الصف شرط لنزول النصر ... والحال متشابه.

4. المعاصي والذنوب ومخالفة الأوامر... سبب رئيس لتأخر نزول النصر وفي أحد كان المشهد واضحاً فكيف في غزة والناس لا زالوا حديثو عهد.

5. تهيئة الأمة واستعداها لما بعد النصر مهم جداً، وهو أمر لم يكن بالشكل المطلوب.

وهناك أسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها في هذا المقام.

وبعد ...

فهذه مجموعة من المطابقات بين المعركتين أكرمنا الله بكتابتها فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا ونسأل الله المغفرة وأن يعيننا على كتابة مرحلة ما بعد المعركة راجين من الله القبول والتوفيق آملين من الأحبة الدعاء بحسن الجزاء والخاتمة.



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (200) آل عمران



والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل



http://www.palestine-info.info/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd87MDI46m9rUxJEpMO%2bi 1s7dME%2fI3i6ykVSsTngJw75jlney1dZjaWjK7AhvPSxEMFnP gWMAx%2bCFzGUr5smz50WoTJadrulqtvZEdADB6kttaiRfdzc2 cVE%2fQm5y%2bjBnPc%3d