المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسماء والصفات



ATmaCA
05-09-2005, 09:00 AM
المشاركة الاصلية بواسطة مجدى
انه اسلوب القران المعجز الذي يطلب منك اخذ الحكمة والعبرة اكثر من خوضك في تفاصيل تعرف من السياق .
وهو في القران كثير .
القران نزل بلسان عربى مبين ( بليغ ) فيجب على المعترض معرفة اللغة العربية والبلاغة وفنونها قبل الخوض فيما لايعرف . .
فى منتديات الملاحدة احد الملحدين يقول لى عن الاية ( يوم يكشف عن ساق ) . . فهم هذا الملحد ان لله ساق ( قدم ) من خلال الاية . .
والاخر يقول عن الاية ( يد الله مغلولة ) . . ان الله لة يد ومغلولة كمان . .
تعالى الله عن هذة الاوصاف . .
والمشكلة ان هذة الايات كانت احد الاسباب التى جعلتة يترك الاسلام . . :confused: :confused:

ربنا يشفى . . :emrose: :emrose:

مجدي
05-09-2005, 10:03 AM
القران نزل بلسان عربى مبين ( بليغ ) فيجب على المعترض معرفة اللغة العربية والبلاغة وفنونها قبل الخوض فيما لايعرف . .
فى منتديات الملاحدة احد الملحدين يقول لى عن الاية ( يوم يكشف عن ساق ) . . فهم هذا الملحد ان لله ساق ( قدم ) من خلال الاية . .
والاخر يقول عن الاية ( يد الله مغلولة ) . . ان الله لة يد ومغلولة كمان . .
تعالى الله عن هذة الاوصاف . .
والمشكلة ان هذة الايات كانت احد الاسباب التى جعلتة يترك الاسلام . . :confused: :confused:

ربنا يشفى . . :emrose: :emrose:
اخي اتماكا : الصفات الواردة في القران والسنة هي صفات لله عز وجل نؤمن بها ولا نتأول منها شيء ولا نتوهم .
لان االله عز وجل لا يشبهنا في شيء ولكنه موجود وله صفات كما اخبرنا .فنثبت الصفة ولا نقول كيف ولا نتوهم في خيالنا ما يشابه ما نعلم لان الله ليس كمثله شيء.

بالنسبة للاية الاخرى فهو قول اليهود ولذلك قال الله لهم غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا.

ATmaCA
05-09-2005, 12:22 PM
المشاركة الاصلية بواسطة مجدى
اخي اتماكا : الصفات الواردة في القران والسنة هي صفات لله عز وجل نؤمن بها ولا نتأول منها شيء ولا نتوهم .
لان االله عز وجل لا يشبهنا في شيء ولكنه موجود وله صفات كما اخبرنا .فنثبت الصفة ولا نقول كيف ولا نتوهم في خيالنا ما يشابه ما نعلم لان الله ليس كمثله شيء.
بالنسبة للاية الاخرى فهو قول اليهود ولذلك قال الله لهم غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا.

شكراً اخى مجدى . . انا اقصد ان الملحدين لايستطيعوا فهم القرآن فهم جيد

فمثلاً يقول الله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) القلم : 42 . . . فتوهم الملحد ان الله تعالى لة ساق اى قدم . . ولكن المعنى مختلف فى هذة الاية فيكشف عن ساق بمعنى يكشف عن شدة . . مثل مايقال ( وقامت الحرب بنا على ساق ) او قال آخرون : إذا شمرت عن ساقها الحرب شمرا.

بالنسبة لليد

منها مثلاً قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) ص : 75 . اليد في اللغة : بمعنى النعمة والاحسان . ومثلاً قول اليهود ( يد الله مغلولة ) المائدة : 64 ، أي : محبوسة عن النفقة ، واليد : القوة ، يقولون : ما لنا بهذا الامر من يد . .
وقوله : " لما خلقت بيدي " أي : بقدرتي ونعمتي ، وقال الحسن في قوله تعالى : ( يد الله فوق أيديهم ) الفتح : 10 ، أي : منته وإحسانه .
مثلاً
(ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) المراد ما منعك أن تسجد لما خلقت أنا ولم يخلقه غيري وأنا ربك وربه . .

تحيتى لك . . :emrose: :emrose:

أميرة الجلباب
05-09-2005, 01:02 PM
الأخ الكريم بارك الله فيك..

من دراستنا لتوحيد الأسماء والصفات.. نثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولاتحريف ولا تكييف ولا تمثيل .

وأرجو منك أن تطالع هذا الرابط،،

أسس وقواعد في توحيد الأسماء والصفات ينبغي على كل موحد أن يعلمها:
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=1600

وأيضًا:

يد الله (http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=651)

وبارك الله فيك.

ATmaCA
05-09-2005, 01:21 PM
الاخت اميرة الجلباب . .

انا اصفة كما وصف نفسة سبحانة وتعالى ( ليس كمثلة شىء )

اليد فى القرآن تعنى النعمة والاحسان . . وليست يد بمعنى يد . .

تحيتى لــك . . :emrose: :emrose:

حازم
05-09-2005, 01:29 PM
اخى اتاماكا لو سمحت اكمل موضوع يد الله فى قسم التوحيد فهو غير مناسب هنا :emrose: :emrose:
ويا حبذا لو اكملته فى الموضوع الذى احالتك اليه الاخت اميرة الجلباب

مجدي
05-09-2005, 01:31 PM
اخي اتماكا .
في البداية اود ان اذكرك بامر مهم ان صفات الله انما نعرفها على وجهين :
الاول عقلي .: وهي صفات تعرف وجودها من ما خلق الله عز وجل .
فالتنظيم يدل على صانع واحد . والاتقان والتناسق يدلان على العلم والحكمة وثبات الدنيا من الزوال .
الا ان باقي الصفات هي صفات لا تثبت الا بالسماع كاليد والعين والسمع والكلام .والنزول والاستواء.
المشكلة هي مع من يظن ان هذا تشبيه للخالق بالمخلوق من وجوه :
الاول ان من ظن هذا تشبيها انما ظنه كذلك لانه يتوهم ان ما يلزمه يلزم الخالق وهذا معروف فساده عقلا وشرعا .
الثاني ان من ظن التشبيه بهذه الكيفية انما اثبت التشبيه بكيفية اخرى وهي الضد : فالموجد عكس المعدم والقوي كسه الضعيف ون يسمع عكس الاطرش ومن لا يرى عكس الاعمى وهكذا . وانما هذا القياس الذي قاسوا به الخالق بالمخلوق هو قياس فاسد لذلك فهم ينفو عن الله الشيء وضده بمحصلة تجده يصف لك العدم
اما اهل التشبيه فيشبهون الله بعباده مشابهة .
فكان الاول يعبد عدما والثاني يعبد صنما .
بالنسبة للامثلة التي ذكرتها ليس المقصود بالنسبة للصفات ما قلت به . اذ ان مجرد ذكر الصفة هو اثبات لها لان اللغة العربية لا تجيز اجراء المجاز بين ادنى واعلى الا علا سبيل المدح ولا العكس الا على سبيل الذم .
والذي اود منك ان ترجع له لمزيد من المعلومات كتب العقيدة كالطحاوية مثلا فهي مفيدة .
خلاصة الامر انك لا تستطيع ان تثبت لله صفة الا بما اخبر الله به ولا يجوز تشبيه الصفة بصفات البشر ابدا ولا يجوز الوهم (رسم صورة بالذهن ) بل تمرر كما جائت نؤمن بها وبصدقها .

ATmaCA
05-10-2005, 04:18 AM
الاخ مجدى . . صراحة انا لى رأى خاص فى هذة المسألة . . ولااريد ان اجادل فيها مع اخوانى المسلمين . . ولكن بأختصار ارى ان اثبات يد وقدم لله هو مجرد لغو كلام . . فنحن نملك يد لاننا نستخدمها ( لها وظيفة معينة ) الزرافة لها رقبة طويلة حتى تطول الشجر وتأكل منة . . . الطائر لة اجنحة لانها تساعدة فى مقاومة الجاذبية . . اما الله تعالى فهو لايحتاج الى مُعين . . او خاصية معينة تساعدة . . . فهو القائم بذاتة . . فأنا اختلف معك . . .

واذا كان لله تعالى يد . . فما وظيفتها ؟؟

الاترى ان هذا مجرد لغو كلام ؟؟!!

وسابقاً قرائت لشيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية ــ واثبات صفات الله . . وارى انة مجرد كلام لمحاولة اثبات ( ذات لله ) . . حتى لايقع فى ماوقع فية الــ الجهمية و المعتزلة والأشاعرة وغيرهم .

وكأن الله تعالى يحتاج لااثبات ( ذات ) .

هذا يبعدنا كثيراً يااخ مجدى . . ويرجع بنا الى العهد القديم وسفر التكوين . . ( خلق الله االانسان على صورتة وشبهة ) .

فما فائدة ان نقول ان لله يد ولكنها ليست كيد البشر . .

او لة ساق ولكنها ليست كساق البشر . . :(: :(:

مجدي
05-11-2005, 01:20 PM
التشبيه له وجهان يا اخي فمنه تشبيه بمن له وتشبيه بمن ليس له الشيء
فلو سالتك عن الذنب فان من له ذنب يتبع فئة ومن ليس له ذنب يتبع فئة اخرى .
فمن له ذنب ليس متشابها بالذنب ومن ليس له ذنب ليس ايضا واحد.
اي انك موجود والله تعالى موجود ولكن وجودك متناسب مع ضعفك وفنائك ووجود الله عز وجل هو وجود مطلق ليس قابلا للفناء.
وكذا السمع فانت تسمع والله يسمع دعائك ولكن ليس سماعك الا نتيجة لعوامل كثيرة كوجود الهواء والاهتزاز وهو سمع محدود . اما الله تعالى فليس يخفى عليه شيء في السماء ولا في الارض وهو كامل في صفته ليس بحاجة لمخلوق في صفته.
اما اثبات الصفات فانه امر لا محالة منه في اللغة .
لانك ان قلت ليس لله يد ثم قلت يد الله استعارة كان معنى كلامك ذم والعياذ بالله لانه استعارة من اعلى الى اسفل واليك اربط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28256
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=1001
والامر مستلزم ان لا تتوهم شيء من الصفات.

ATmaCA
05-12-2005, 03:08 AM
مشكور اخى مجدى . . وان شاء الله سأحاول ان استزيد في توحيد الأسماء والصفات وافهمها جيداً .
ونسأل الله الفهم الصحيح لدين الله . .
مع تحيتى لك . . :emrose: :emrose:

د. هشام عزمي
05-13-2005, 01:41 AM
أخي الحبيب اتماكا ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

أرجو أن تدرس عقيدة أهل السنة و الجماعة بطريقة منهجية سليمة أخي الحبيب حتى يكون إيمانك بالله و صفاته كاملاً و حاضرًا في قلبك ؛ فمن ذا الذي لا يشكر الله على عطاياه و نعمه عندما يعلم أنه يداه مبسوطتان ؟ و من ذا الذي لا يرتجف فؤاده عندما يعلم أن قلبه بين اصبعين من أصابع الرحمن ؟

و الله عز و جل صمد لا يتركب من أعضاء و جوارح كالمخلوقات و لا يخرج منه شيء و لا يدخل فيه شيء و لا ينبثق منه شيء و لا يتولد منه شيء ؛ فكوننا نثبت لله اليد و الوجه و العين و غيرها من الصفات الخبرية فهذا لا يعني أن هذه أعضاء لله - معاذ الله ! - بل مقصودنا أنها صفات أخبر بها الكتاب و السنة .. فنحن نثبتها كما هي دون تبعيض أو تجزيء أو تركيب لأن التجزيء و التركيب و التبعيض تنافي صمدية الله عز و جل .

و أنا لي بحث قصير في موضوع الأسماء و الصفات كنت قد جمعته من كتب أهل العلم ، سأضعه هنا إن شاء الله .

د. هشام عزمي
05-13-2005, 01:43 AM
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=2601

و قد سارع النصارى إلى سرقة شبهات أهل التأويل الباطل و التعطيل من المخالفين لأهل السنة و الجماعة ، و قذفنا بها قائلين : ( أنكم تثبتون لله وجهًا و يدًا و عينًا و صورتموه جالسًا على عرش و كاتبًا للألواح و جعلتموه يحب و يرضى و يغضب و يمكر ) ظنًا منهم انهم قد ألزمونا بتجسيد الله فلا فرق بيننا و بينهم في هذه الناحية .

و لسان حالهم يقول : ( طالما أنتم تثبتون لله أعضاءً و جوارح فهذا يقتضي منكم الإيمان بكون الله جسدًا ، فلم إذن تنكرون علينا عقيدتنا في تجسد الإله ؟ )

و الجواب بعون الملك الوهاب :

أن أهل السنة و الجماعة المتبعين لعقيدة السلف الصالح من الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم ينزهون الله تعالى عن أن يشبه شئ من صفاته صفات المخلوقين ، وهذا يدل عليه قوله تعالى : ( ليس كمثله شئ) ، (ولم يكن له كفوا أحد) ، (فلا تضربوا لله الأمثال) .

و في نفس الوقت فهم يثبتون له – جل و علا – كل ما وصف به نفسه في كتابه أو وصفه به سيد الخلق – عليه صلوات الله و سلامه – دون تشبيه أو تمثيل . و هذان الأصلان ( إثبات الصفات و التنزيه عن التشبيه ) هما اللذان سار عليهما أهل السنة و الجماعة .

قال الشهرستاني :
فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث مثل مالك بن أنس ومقاتل بن سليمان وسلكوا طريق السلامة فقالوا: نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة ولا نتعرض للتأويل بعد أن نعلم قطعاً أن الله عز وجل لا يشبه شيئاً من المخلوقات وأن كل ما تمثل في الوهم فإنه خالقه ومقدره .
( الشهرستاني ، الملل و النحل ص604 )

وقال ابن خزيمة في كتابه (التوحيد) :
فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنــا: أن نثبت لله ما أثبته الله لنفسه نقر بذلك بألسنتنا ونصدق بذلك في قلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين وعز ربنا أن نشبهه بالمخلوقين ، وجل ربنا عن مقالة العاطلين وعز أن يكون كما قال المبطلون .
( ابن خزيمة ، التوحيد و إثبات صفات الرب ص10 )

قال ابن قدامة المقدسي :
وعلى هذا درج السلف والخلف رضي الله عنهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم والاهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها ضلالات .
( ابن قدامة المقدسي ، لمعة الاعتقاد ص4 )

وقال ابن عبدالبر :
أهل السنن مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة ، ولم يكيفوا شيئاً منها .
( ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري ج13 ص407 )

وقال الإمام الترمذي في سننه في باب فضل الصدقة :
ما ثبت بهذه الروايات فنؤمن بها ولا نتوهم ولا يقال كيف هذا ، هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أَمِرُّها بلا كيف ، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة .
( سنن الترمذي ج3 ص87 )

د. هشام عزمي
05-13-2005, 01:48 AM
و رب معترض يقول :

أنا لا أفهم كيف تقول نثبت الصفات و في نفس الوقت تنفي التشبيه ! هذه سفسطة و مغالطة لا تخفى على أحد ؛ فأنت إن أثبت لله يدًا فلا يخطر ببالي سوى يد بها أصابع و عظم و عروق ، و لا أدري كيف يكون لله يد لا تشبه أيدي مخلوقاته !!

و الجواب بعون الملك الوهاب :

أولا :
اتفق جميع أهل الملل أن الله عالم قادر سميع بصير ، و هم مع ذلك لا يقولون أن علم الله كعلم أي من مخلوقاته كمًا أو كيفًا ، و لا أن قدرة الله كقدرة أي من مخلوقاته كمًا أو كيفًا ، و لا أن سمع الله كسمع أي من مخلوقاته ، و لا أن بصر الله كبصر أي من مخلوقاته . فلم يستلزم إثبات هذه الصفات أي تشبيه ، أليس كذلك ؟!
إذن من الطبيعي أن نتبع نفس المنهج مع كل ما أثبته الله لنفسه ، و هذا مما يقتضيه العقل و المنطق .

قال شيخ الإسلام في التدمرية :
القولُ في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر , فإن ما أثبت من الصفات على وجهٍ يليق بالله عز وجل , يلزمك الباقي على هذا الوجه اللائق بالله .
( ابن تيمية ، العقيدة التدمرية ص46 و كذلك مجموع الفتاوى ج5 ص212 )

و قال في الجواب الصحيح :
ومن فرق بين صفة وصفة ، مع تساويهما في أسباب الحقيقة والمجاز ؛ كان متناقضاً في قولـه ، متهافتاً في مذهـبه ، مشابهاً لمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض .
( ابن تيمية ، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج3 ص145 و كذلك مجموع الفتاوى ج9 ص290 )

و كذلك نحن جميعًا نثبت لله ذاتًا حقيقية و موجودة ، و في نفس الوقت لا نشبهها بذواتنا المخلوقة . فأولى بنا أن نتبع نفس المنهج و الأسلوب في إثبات الصفات كلها ، أليس كذلك ؟!

فكما أن ذاته حقيقية لا تشبه الذوات ؛ فهي متصفة بصفات حقيقية لا تشبه الصفات ، وكما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، كذلك إثبات الصفات .

يقول شيخ الإسلام :
إن الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات , فكما أننا نُثبت لله ذاتاً لا تُشبه ذوات المخلوقات , فيجب أن نثبت كل ما ثبت في الكتاب والسنة من الصفات دون أن يكون فيها مشابهةٌ للمخلوقات .
( العقيدة التدمرية ص31 )

و هذا هو منهج أهل السنة و الجماعة مع كل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به نبيه – صلى الله عليه و سلم – فهم يثبتون الصفة فقط و لا يثبتون المثل الموجود في المخلوقات .

قال العلامة الشنقيطي :
ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل، ملحد ضال، ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل. وهذا التحقيق هو مضمون: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهده الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع. ذلك لأن الله قال: (وهو السميع البصير) بعد قوله (ليس كمثله: شئ). ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات، فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس (ليس كمثله شىء). فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه.
إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأكل من أن تشبه صفات المخلوقين، فمن نفي عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم من الله (سبحانك هذا بهتان عظيم). من ظن أن صفة ربه تشبه شيثا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين). ومن يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون .
( محمد الأمين الشنقيطي ، منهج و دراسات لآيات الأسماء و الصفات ص3 )

و قال شارح الطحاوية في شرحه لقول الإمام الطحاوي (ولا يشبه الأنام) :
ولكن المشهور من استعمال هذا اللفظ عند علماء السنة المشهورين : أنهم لا يريدون بنفي التشبيه نفي الصفات ، ولا يصفون به كل من أثبت الصفات . بل مرادهم أنه لا يشبه المخلوق في أسمائه وصفاته وأفعاله ، كما تقدم من كلام أبي حنيفة رحمه الله " أنه تعالى يعلم لا كعلمنا ، ويقدر لا كقدرتنا ، ويرى لا كرؤيتنا ". وهذا معنى قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) . فنفى المثل وأثبت الصفة .
( ابن أبي العز الحنفي ، شرح العقيدة الطحاوية ص26 )

ثانيًا :
كيفية الصفة تختلف حتمًا باختلاف الموصوف ، فأنت مثلاً عندما تقول أن زيدًا حي يتبادر إلى ذهنك أن الحياة في زيد عبارة عن سريان الدم في الأوعية الدموية و ضربات القلب و تردد الأنفاس . و لكن عندما تقول أن النبات حي فلا يتبادر لذهنك نفس المتبادر من نفس الصفة عند إثباتها لزيد . و لا يقول أحد أن في وصف النبات بالحياة تشبيه له بزيد ، فهذا من الهراء الذي لا يخطر على عقل بشر .

لذا فنحن عندما نقرأ في القرآن أن لله وجهًا أو يدًا أو عينًا لا يتبادر إلى أذهاننا نفس الأعضاء أو الجوارح المخلوقة ، بل يتجه تفكيرنا لوجهة أخرى تثبت هذه الصفات – و ليس الأعضاء لأن الله منزه عن الأعضاء و الأجزاء – بما يليق بكمال الله و جلاله تعالى عما يصفون .

و خلاصة الجواب :
أن دعوى النصارى بأن إثبات هذه الصفات في القرآن و الإيمان بها على ظاهرها يستلزم الإيمان بكون الله جسدًا و بالتالي فلا مناص لنا من الإقرار بتجسد الإله في شخص المسيح أو – على الأقل – عدم الاعتراض عليه من الناحية العقلية أو العقائدية ، هذه الدعوى لا تخرج عن كونها جهلاً فاضحًا بمعتقد أهل السنة و الجماعة في هذه الصفات أو تدليسًا على هذا المعتقد . و قد سبق توضيح معتقد أهل السنة و الجماعة في هذه الصفات و هو إثباتها كما هي على ظواهرها المفهومة من كلام العرب بلا تأويل أو نفي و في نفس الوقت بلا تشبيه أو تمثيل بالمخلوقات .

قال الصابوني في عقيدته :
أصحاب الحديث، حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم، يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلته العدول الثقات عنه، ويثبتون له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسم، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيده، كما نص سبحانه عليه في قوله عز من قائل: (يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين، تحريف المعتزلة الجهمية، أهلكهم الله، ولا يكيفونهما بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة، خذلهم الله، وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف، ومن عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام، والرضا والسخط والحياة، واليقظة والفرح والضحك وغرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله، كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا. وما يذكر إلا أولو الألباب).
( أبو عثمان الصابوني ، عقيدة السلف أهل الحديث ص1-2 )

ATmaCA
05-13-2005, 08:40 AM
شكراً اخى الاستاذ هشام عزمى ( بحث مختصر ومفيد وسلس ان صح التعبير ـ وقد استفدت منة كثيراً ) . . تجد بعض البحوث الاخرى طويلة ومملة وبدون فائدة . . http://www.aljame3.com/forums/html/emoticons/smile.gif

:emrose:

ATmaCA
05-13-2005, 10:35 AM
قمت بكتابة تعليق فى منتدى الجامع حول هذة المسألة .

http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=2601&view=findpost&p=36693

د. هشام عزمي
05-13-2005, 12:54 PM
قرأت تعليقك في الرابط لكن تم حذفه لأنه خارج نطاق موضوعات منتدى الجامع ؛ فهو لا يسمح بالمناقشات بين المسلمين في المسائل العقدية أو الفقهية .. و ملخص كلامك أن صفات اليد و الساق و الضحك و المجيء و غيرها صفات موجودة في البشر لهذا فهي لا تليق بالله تعالى .

و قد كنت أود لو قرأت كلامي بتمعن اكثر لأن فيه الرد على هذا المنطق غير السليم .. لكن على أية حال ، ما رأيك فيمن يثبت لله صفات العلم و القوة و الحياة رغم أنها صفات موجودة في البشر ؟

ATmaCA
05-14-2005, 05:01 AM
لاادرى لماذا يحذف الرد هناك . . فهذة ليست مناقشة فى مسائل فقهية . . بل سؤال عادى .

عموماً انا قرأت ردك السابق جيداً . . وانت تقصد فية بأختصار (أن نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه و ما وصفه به رسوله ، صلى الله عليه و سلم سواء كانت تلك الصفة ذاتية أم فعلية و لكن بدون تكييف وبدون تمثيل ) .

وهذا كلام علماء اهل السنة والجماعة مع انى اختلف معهم كثيراً . . لان صفات الله لم يثبتها الله لنفسة بشكل اكيد . . وايضا لم يثبتها النبى علية الصلاة والسلام . . بل ( برأيى الخاص ) ان هذة صفات مجازية لتقريب المعنى للبشر . . وليست صفات اكيدة موجودة فى الله تعالى . .

مثلا :

(وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (الفجر: الآية22) .

طبعاً اهل السنة سيقولون ( مجيء يليق بجلاله و عظمته لا يشبه مجيء المخلوقين ) :wallbash:

حتى المجىء اصبح لايشابة مجىء المخلوقين .!!

اما لو وصفنا الاية بأسلوب مجازى . . سيكون افضل ..

مثلا :

بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (الصافات 12).

طبعاً تعجب يليق بجلاله وعظمتة ولايشبة تعجب المخلوقين .

اما لو قلنا التعجب ليس تعجب ولكن الله يقرب المعنى للاذهان .

الذى يضع صفة لله تعالى علية ان يقول ( كيفيتها ) او ليصمت . . لان وضع صفة بدون الكيفية ستضع من يضع الصفة فى مأزق مضحك .

[ ما رأيك فيمن يثبت لله صفات العلم و القوة و الحياة رغم أنها صفات موجودة في البشر ؟ ]

لماذا تطلب رأيى فى هذا . .( انا يادكتور لست مع من يثبت صفات لله ) . .

الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذى اثبت ان لله صفات واضحة مثل صفات البشر .

بالنسبة لصفة العلم .

نعم الله عليم ( ولكنة معنى تقريب للاذهان ) لان الله يعلم ماكان وماسيكون ولانستطيع ان نقول ان كل هذا (علم) ولكنة مجرد تقريب صورة للاذهان ان الله عليم .

بالنسبة للقوة فهى قوة ليست ذاتية ( كقوة البشر ) .

اما عن الحياة ( فالله تعالى هو من خلق الحياة ) ولانستطيع ان نقول ان الله حى ـ لانة قائم بذاتة بدون حياة ..

وبعدين لاحظ ان اهل السنة والجماعة تثبت لله صفات مثل :

اليدين ـ والوجة ـ والعين ـ والساق ـ ويضحك ـ ويستحى ـ ولة اصابع ـ ويبغض ـويتدلى ـ ويتردد ـ ويبدل الكلام ـ ويمكر ـ ويتعجب ـ ويمل.

وقد كتبت شرح هذة الصفات بالتفصيل فى ردى الذى تم حذفة فى منتدى الجامع . .

ماهذة الاصفات بشرية اخى الدكتور هشام . .

اما لو قلنا ان كل هذا مجاز سيكون افضل .

مع تحيتى لك . .

مجدي
05-14-2005, 10:10 PM
اخي اتماكا :
كي لا تحتار تذكر دائما ان الالفاظ تشترك بالاسم ولكن عند اضافتها تخصص:
فمثلا قد يقال يد فلان اطول من يد فلان . ويد السعدان طويلة جدا .
والحية لا يد لها . وكذا السمكة . فلا يجوز هنا ان يكون ما له يد مشابه للفئة الاولى ولا من ليس له يد مشابه للفئة الثانية .
هذا للمخلوقات فكيف الخالق جل جلاله .
التشبيه اكثر شيء يحصل عندما يدخل الانسان نفسه في الصفات فيقول كيف ولم ؟ فنقول له هل وجود الله مثل وجودك ؟ او علم الله مثل علمك؟ فيقول ان كان عاقلا لا لان وجود الله هو وجود كمال غير قابل للزوال ووجود العبد لم يكن ثم كان ثم يزول
وعلم الانسان يزيد وينقص وعلم الله كامل لا ينقص منه شيء.
فاحذر اخي ان تهرب من التشبيه الى وصف اللع عز وجل بما توصف به المعدومات .
واحذر ان تثبت له صفة بهواك بان تتوهمها كيف .
لان كيف تقولها لامر احطت بما يوصلك الى علمه والله تعالى لا تحيط به علما .

فالانسان بطبيعته ان ذكرت له شيء حصل عنده نوع من التصور لذلك قال الله تعالى ليس كمثله شيء . وكيلا تنفي صفاته اعلكم فقال: وهو السميع العليم.
هل يفرق مجيء الرب عن مجيء العبد ؟
نعم يختلف وهل تعلم كيف؟
ان لتتحرك فانت بحاجة الى قوة تساعدك ولتنتقل بحاجة الى حيز تنتقل فيه والحيز مخلوق .
فان قلت ان المجيء تشبيه افلا تقول بنف الطريقة ان عدم المجيء تشبيه !

اما لو وصفنا الاية بأسلوب مجازى . . سيكون افضل ..
ضع التفسير المجازي الذي تريده ستجد انك لم تاتي بجديد!!


بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (الصافات 12).

طبعاً تعجب يليق بجلاله وعظمتة ولايشبة تعجب المخلوقين .

اما لو قلنا التعجب ليس تعجب ولكن الله يقرب المعنى للاذهان .
لاحظ الان انك لن تستطيع ان توضح كيف يقرب الله المعنى للاذهان .

الذى يضع صفة لله تعالى علية ان يقول ( كيفيتها ) او ليصمت . . لان وضع صفة بدون الكيفية ستضع من يضع الصفة فى مأزق مضحك .
كيف يوضح كيفيتها وهو لم يحط به علما؟
اما وضعه للصفة في مازق مضحك فهو في حالة واحدة وهو ان اراد ان يفسرها بما يعرف .

لماذا تطلب رأيى فى هذا . .( انا يادكتور لست مع من يثبت صفات لله ) . .

الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذى اثبت ان لله صفات واضحة
مثل صفات البشر . وكذلك بعض الناس جعل له صفات مثل العدم اليس كذلك ؟


بالنسبة لصفة العلم .

نعم الله عليم ( ولكنة معنى تقريب للاذهان ) لان الله يعلم ماكان وماسيكون ولانستطيع ان نقول ان كل هذا (علم) ولكنة مجرد تقريب صورة للاذهان ان الله عليم .
العلم هو ليس الفهم بعد العدم .
وعلم الله مطلق وليس مكتسب .
ومن ليس عليم هو جاهل اليس كذلك؟

بالنسبة للقوة فهى قوة ليست ذاتية ( كقوة البشر ) .
اخي العزيز اظنك قلبت الامور ! قوة البشر ليست ذاتية بكمالها بل يستمد قوته مما ياكل وبتوفيق الله وتيسيره له . ومهما كان للانسان قوة فانها زائلة وبعده ضعف ولا تصل الى الكمال بل هو عاجز في كل اوقاته فلا يستطيع عمل الكثر وان اعجبة فعل القليل.

اما عن الحياة ( فالله تعالى هو من خلق الحياة ) ولانستطيع ان نقول ان الله حى ـ لانة قائم بذاتة بدون حياة ..
هل من احد من هل الاسلام قال لك ذلك ؟
اخي اتماكا . اعذرني قليلا هل لك ان ترشدني الى فهمك كيف هو ؟
هل الحياة منتفية عمن يقول : "هو الحي لا اله الا هو"
فكيف لا يكون حي وهو يخبر عن نفسه انه حي ؟
اخي العزيز الحياة بالنسبة لنا قابلة للزوال لاننا لسنا ارواحا فقط بل ارواح واجسام فما كان منا من اجسام فانه يتبدل ويتغير واماالانسان فبدون الجسم او الروح مجتمعين يحصل لها الموت .
اما الله فحياته ليس لها حدود.
الان اطلب منك ان تبين لنا كيف يكون المجاز لصغة معينة وسيتبين من الرد ان المجاز غير مراد ابدا .