المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حل العقدة الكبرى حلا يقنع العقل ويوافق الفطرة وتطمئن القلب



علاء فريد
03-15-2009, 09:38 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

العقيدة الاسلامية

العقيدة الاسلامية هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى . ومعنى الايمان هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل . لانه اذا كان التصديق عن غير دليل لا يكون ايمانا اذ لا يكون تصديقا جازما الا اذا كان ناجما عن دليل فان لم يكن له دليل لا يتأتى فيه الجزم. فيكون تصديقا فقط لخبر الاخبار فلا يعتبر ايمانا . وعليه فلا بد ان يكون التصديق عن دليل حتى يكون جازما اي حتى يكون ايمانا . ومن هنا كان لا بد من وجود الدليل على كل ما يطلب الايمان به حتى يكون التصديق به ايمانا . فوجود الدليل شرط اساسي في وجود الايمان .

والدليل اما ان يكون عقليا واما ان يكون نقليا . والذي يعين كون الدليل عقليا او نقليا هو واقع الموضوع الذي يستدل عليه للايمان به. فان كان الموضوع واقعا محسوسا تدركه الحواس فان دليله يكون عقليا حتما وليس نقليا . وان كان مما لا تدركه الحواس فان دليله نقلي .

والناظر في الامور التي تتطلب العقيدة الاسلامية الايمان به يجد ان الايمان بالله دليله عقلي . لان موضوعه همسوس تدركه الحواس وهو وجود خالق للموجودات المدركه المحسوسه . ولاكن الايمان بالملائكة غير مدركة بذاتها وغير مدرك اي شيء يدل عليها . وأما الايمان بالكتب فينظر فيه فان كان المراد الايمان بالقرأن فأن دليله عقلي لان القران مدرك محسوس واعجازه مدرك محسوس في كل عصر وان كان المراد بالايمان بغيره من الكتب كالتوراة والانجيل والزبور فدليله نقلي لان هذه الكتب غير مدرك كونها من عند الله في كل عصر بل ادرك كونها من عند الله حين وجود الرسول حين جاء بها . والايمان بالرسل فان الايمان بالرسول محمد دليله عقلي لان ادراك كون القران كلام الله وكونه قد جاء به محمد شيء يدركه الحس فيدرك من ادراك القران ان محمد رسول الله . واما الايمان بسائر الانبياء فدليله نقلي لان دليل نبوة الانبياء هو معجزاتهم وهي لم يحس بها غير من كانوا في زمنهم . اما من جاء بعدهم حتى الان وحتى قيام الساعة فلم يحسو بهذه المعجزات فلم يثبت له دليل محسوس على نبوتهم . فلم يكن دليل عقلي على نبوتهم بل دليل نبوتهم نقلي . واما دليل اليوم الاخر فهو نقلي لان يوم القيامة غير محسوس ولا يوجد شيء محسوس يدل عليه فلا يوجد له دليل عقلي بل دليله نقلي. واما القضاء والقدر فدليله عقلي لان القضاء هو فعل الانسان الذي يقع منه او عليه جبرا عنه وهو شيء محسوس يدركه الحس فدليله عقلي. والقدر هو الخاصية التي يحدثها الانسان في الشيء كالاحراق الذي في النار والقطع في السكين . وهذه الخاصية شيء محسوس يدركه الحس فدليل القدر عقلي..

هذه النبذه من حيث الادلة وكيف يستطيع ان يميز الباحث متى يكون الدلي عقلي ومتى يكون نقلي . وسنبدأ بئذن الله التعرف على الادلة العقلية التي من خلالها تبين لنا ان وراء هذا الكون العظيم خالق خلقه .

الايمان بالله
يتبع قريبا ان شاء الله


أسألة

ناصر الشريعة
03-15-2009, 10:32 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك


فان كان الموضوع واقعا محسوسا تدركه الحواس فان دليله يكون عقليا حتما وليس نقليا . وان كان مما لا تدركه الحواس فان دليله نقلي .

هذا الكلام فيه نظر، فإن المحسوسات دليلها الحس وغيره، وما ليس محسوسا يمكن الاستدلال عليه بالعقل والنقل.


والناظر في الامور التي تتطلب العقيدة الاسلامية الايمان به يجد ان الايمان بالله دليله عقلي
نعم الإيمان بالله دليله عقلي، ولكن من الأدلة على وجود الله أيضا الأدلة النقلية، ومن أعظم الأدلة على وجود الله تعالى وحيه وكتابه، فالقرآن من أعظم البراهين على وجود الله وكماله ووحدانيته، وعجبا لمن يزعم أنه لا يجوز الاستدلال بالقرآن على من ينكر وجود الله تعالى؟! وهذا خطأ شائع سببه بدع الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين يقولون أن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين، وإنما تفيد الظن، وأن أعظم مطالب الإيمان والنبوة لا ينفع فيها إلا كلام الفلاسفة والمتكلمين لا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الذكر الحكيم!

ومثل هذا القول في السوء من يزعم أن القرآن لا تقوم به حجة الله على الملاحدة إلا بما كان فيه على طريقة أقيسة المتكلمين والفلاسفة، وأما ما عدا ذلك من سور القرآن الكريم فلا تقوم به الحجة البالغة على الملاحدة! وهذا ضلال صريح وطعن شديد في الرسالة، واستهانة بوحي الله تعالى وجهل بوحدانية الله تعالى ودلائلها.

وهذا استطراد لا علاقة له بما ذكره الأخ الكريم علاء فريد بارك الله فيه.

وما من عقيدة من العقائد الإسلامية إلا والدليل النقلي من أعظم الأدلة عليها، ويكفي القرآن الكريم وحده حجة عليها، فكيف يجعل شيئا من العقيدة لا يدل عليه دليل النقل، وهل هناك أصدق من خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم.

وما من عقيدة من العقائد الإسلامية إلا والدليل العقلي دال عليها إما دلالة على وجوبها أو جوازها.

وهناك أدلة أخرى وهي أدلة الفطرة والحس وإجماع العقلاء يصح الاستدلال بها في مواضعها من إثبات العقائد الإسلامية.

وينبغي الحذر من تسرب مناهج الفلاسفة والمتكلمين المبتدعة في طرق الاستدلال على العقائد الإسلامية، فإنها مناهج مليئة بالثغرات والمغالطات والتناقضات التي ينزه عنها الإسلام والإيمان.

علاء فريد
03-16-2009, 07:34 PM
هذا الكلام فيه نظر، فإن المحسوسات دليلها الحس وغيره، وما ليس محسوسا يمكن الاستدلال عليه بالعقل والنقل.

.

السلام عليكم اخي الكريم ناصر الشريعة

ربما اختلف معك بكثير من الطروحات التي قدمتها وسأبينها لك لاحقا بأذن الله .

انت تقول انه يمكن للانسان ان يستدل على اشياء الغير مدركة بعقله كيف يكون ذلك؟ . كيف تثبت لنا ان الملائكة مجودة عقلا ؟ اكتفي بدليل واحد منك .

علاء فريد
03-16-2009, 08:33 PM
الايمان بالله عقلا ليس نقلا

الدليل على وجود الله موجود في كل شيء. ذلك ان كون الاشياء المدركة المحسوسة موجودة هو امر قطعي . وكونها محتاجة الى غيرها هو امر قطعي ايضا. فكونها مخلوقةن لخالق امر قطعي لان كونها محتاجة يعني انها مخلوقة.اذ احتياجها يدل على ان قبلها شيء فهي ليست ازلية. ولا يقال هنا ان الشيء محتاج لشيء اخر لا لغير الشيء فالاشياء مكملة لبعضها ولكنها في مجموعها غير محتاجة . لا يقال ذلك لان البرهان هو عن شيء معين كقلم او ابريق او ورقة او ما شاكل ذلك فيكون البرهان على ان هذا القلم او الابريق او الورقة مخلوقة لخالق. فيظهر ان هذا الشيء من حيث هو محتاج لغيره بغض النظر عن الذي تكون اليه الحاجة موجودة. وهذا الغير الذي احتاجه الشيء هو غيره قطعا بالمشاهد المحسوس. ومتى احتاج الشيء لغيره ثبت انه غير ازلي فهو اذن مخلوق. ولا يقال ان الشيء من حيث هو المادة فهو في حاجة الى مادة فهو محتاج الى نفسه لا الى غيرهفهو غير محتاج . لا يقال ذلك لانه لو سلم ان الشيء مادة ويحتاج الى مادة فان هذا الاحتياج من المادة انما هو احتياج الى غير المادة لا احتياج لنفسها . ذلك ان المادة لا تستطيع من نفسها ان تكمل احتياج مادة اخرى . بل لا بد من وجود غير المادة حتى يسد الاحتياج . فغهي محتاجة الى غيرها لا الى نفسها . فمثلا الماء حتى يتحول الى بخار يحتاج الى حرارة . فلو سلمنا ان الحرارة مادة والماء منادة فانه لا يكفي وجود الحرارة من حيث هي حرارة حتى يتحول الماء بل لا بد من نسبة معينة من الحرارة حتى يحصل التحول . فالنسبة المعينة من الحرارة هي المحتاج اليه الماء . وهذه النسبة يفرضها غير الماء وغير الحرارة اي غير المادة . ويجبر المادة على الخضوع لهذه النسبة . وعلى ذلك تكون المادة احتاجت الى من يعين لها النسبة فهي محتاجة لغير المادة. فيكون احتياج المادة الى غيرها امرا قطعيا فهي محتاجة اي مخلوقة لخالق وعليه فان الاشياء المدركة المحسوسة مخلوقة لخالق.

والخالق لا بد ان يكون ازليا لا اول له. اذ لو لم يكن ازليا لكان مخلوقا لا خالقا. فكونه خالقا يحتم ان يكون ازليا . فالخالق ازلي حتما . واذا استعرضت الاشياء التي يمكن ان يظن فيها انها الخالق يتبين من استعراضها ان الخالق اما ان يكون المادة واما ان يكون الطبيعة واما ان يكون الله تعالى. اما كون المادة هي الخالق فباطل لما تقدم توضيحه من المادة تحتاج الى من يعين لها النسبة حتى يحصل تحويل الاشياء فهي غير ازليةوغير الازلي لا يكون خالقا . واما كون الطبيعة هي الخالق فباطل لان الطبيعة هي مجموع الاشياء والنظام الذي ينتظمها فيسير كل شيء في الكون طبق هذا النظام وهذا الانتظام ليس اتيا من النظام وحده لانه دون وجود الاشياء التي تنظم لا يسوجد نظام ولا هو ات من الاشياء لان وجود الاشياء لا يوجد النظام اليا او حتميا ولا يجعلها وجودها تنتظم من نفسها دون منظم. ولا هو ات من مجموع الاشياء والنظام لانه لا يحدث التنظيم الا وفق وضع مخصوص يخضع له النظام والاشياء .فهذا الوضع المخصوص للنظام مع الاشياء هو الذي يوجد التنظيم فالوضع المخصوص مفروض على النظام وعلى الاشياء ولا يحصل التنظيم الا بحسبه . وهو ليس اتيا من النظام ولا من الاشياء ولا من مجموعها فهو ات اذن من غيرها فتكون الطبيعة التي لا تستطيع ان تتحرك الا بحسب وضع مخصوص مفروض عليها من غيرها . فتكون غير ازلية . وغير الازلي لا يكون خالقا. فلم يبق الا ان يكون الخالق هو الذي اتصف بصفة الازلية اتصافا حتميا وهو الله سبحانه وتعالى.

فوجود الله امر محسوس ومدرك عن طريق الحس لان الاشياء المدركة المحسوسة قد دل على احتياجها الى الازلي. على وجود الخالق . والانسان كلما امعن النظر في مخلوقات الله واتصل بالكون وحاول الاحاطة بالزمان والمكان راى نفسه انه ذرة صغيرة جدا بالنسبة لهذه العوالم المتحركة . ورأى ان هذه العوالم المتعددة تجري كلها على سنن معينة وقوانين ثابته. وبهذا يدرك تمام الادراك وجود هذا الخالق ويدرك وحدانيته وتتجلى له عظمته وقدرته. ويدرك ان ما يراه من اختلاف الليل والنهار ومن تصريف الرياح ومن وجود البحار والانهار والافلاك ان هو الا دلائل عقلية وبينات ناطقة على وجود الله وعلى وحدانيته وقدرته. قال تعالى ( ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقو يعقلون) وقال تعالى ( ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ام خلقو السموات والارض بل لا يوقنون ) فالعقل هو الذي يدرك وجود الله وهو الذي يتخذ طريقة للايمان. لذلك اوجب الباسلام استعمال العقل وجعله الحكم في الايمان بوجود الله سبحانه وتعالى ومن هنا كان الدليل على وجود الله دليلا عقليا ..

يتبع

من كتاب الشخصية