المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة العقائد الوضعية وتساؤلات حولها



اخت مسلمة
03-23-2009, 12:01 AM
شرح مختصر لبعض العقائد والتشريعات الوضعية التي اطلق عليها اسم أديان
البوذية اولا ::

*************



التعريف :

هي فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية ، وقد ظهرت في النهد بعد الديانة البرهمية الهندوسية في القرن الخامس قبل الميلاد ، وكانت في البداية تناهض الهندوسية وتتجه إلى العناية بالإنسان ، كما أن فيها دعوة إلى التصوف والخشونة ونبذ الترف والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخير . وبعد موت مؤسسها تحولت إلى معتقدات باطلة ، ذات طابع وثني ، ولقد غالى أتباعها في مؤسسها حتى ألهوه .

وهي تعتبر نظاماً أخلاقياً ومذهباً فكرياً مبنياً على نظريات فلسفية ، وتعاليمها ليست وحياً ، وإنما هي آراء وعقائد في إطار ديني . وتختلف البوذية القديمة عن البوذية الجديدة في أن الأولى صبغتها أخلاقية في حين أن البوذية الجديدة هي تعاليم بوذا مختلطة بآراء فلسفية وقياسية عقلية عن الكون والحياة .

التأسيس وأبرز الشخصيات :

· أسسها سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا 560-480ق.م وبوذا تعني العالم ويلقب أيضاً بسكيا موني ومعناه المعتكف . وقد نشأ بوذا في بلدة على حدود نيبال ، وكان أميراً فشب مترفاً في النعيم وتزوج في التاسعة عشرة من عمره ولما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته منصرفاً إلى الزهد والتقشف والخشونة في المعيشة والتأمل في الكون ورياضة النفس وعزم على أن يعمل على تخليص الإنسان من آلامه التي منبعها الشهوات ثم دعا إلى تبني وجهة نظره حيث تبعه أناس كثيرون .

- اجتمع أتباع بوذا بعد وفاته في مؤتمر كبير في قرية راجاجواها عام 483 ق.م لإزالة الخلاف بين أتباع المذهب ولتدوين تعاليم بوذا خشية ضياع أصولها وعهدوا بذلك إلى ثلاثة رهبان هم :

1- كاشيابا وقد اهتم بالمسائل العقلية .

2- أويالي وقد اهتم بقواعد تطهير النفس .

3- أناندا وقد دون جميع الأمثال والمحاورات .

الأفكار والمعتقدات :

· يعتقد البوذيون أن بوذا هو ابن الله ، وهو المخلص للبشرية من مآسيها وآلامها وأنه يتحمل عنهم جميع خطاياهم .

· يعتقدون أن تجسد بوذا قد تم بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا .

· ويقولون إنه قد دل على ولادة بوذا نجم ظهر في أفق السماء ويدعونه نجم بوذا .

· ويقولون أيضاً إنه لما ولد فرحت جنود السماء ورتلت الملائكة أناشيد المحبة للمولود المبارك .

· وقد قالوا : لقد عرف الحكماء بوذا وأدركو أسرار لاهوته . ولم يمض يوم واحد على ولادته حتى حياه الناس ، وقد قال بوذا لأمه وهو طفل إنه أعظم الناس جميعاً .

· وقالوا : دخل بوذا مرة أحد الهياكل فسجدت له الأصنام . وقد حاول الشيطان إغواءه فلم يفلح .

· ويعتقد البوذيون أن هيئة بوذا تغيرت في آخر أيامه ، وقد نزل عليه نور أحاط برأسه . وأضاء من جسده نور عظيم فقال الذين رأوه : ما هذا بشراً إن هو إلا إله عظيم .

· يصلي البوذيون لبوذا ويعتقدون أنه سيدخلهم الجنة . والصلاة عندهم تؤدى في اجتماعات يحضرها عدد كبير من الأتباع .

· لما مات بوذا قال أتباعه : صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض .

· يؤمنون برجعة بوذا ثانية إلى الأرض ليعيد السلام والبركة إليها .

· يعتقدون أن بوذا هو الكائن العظيم الواحد الأزلي وهو عندهم ذات من نور غير طبيعية ، وأنه سيحاسب الأموات على أعمالهم .

· يعتقدون أن بوذا ترك فرائض ملزمة للبشرية إلى يوم القيامة ، ويقولون إن بوذا أسس مملكة دينية على الأرض .

· قال بعض الباحثين إن بوذا أنكر الألوهية والنفس الإنسانية وأنه كان يقول بالتناسخ .

الجانب الأخلاقي في الديانة البوذية :

- في تعاليم بوذا دعوة إلى المحبة والتسامح والتعامل بالحسنى والتصدق على الفقراء وترك الغنى والترف وحمل النفس على التقشف والخشونة وفيها تحذير من النساء والمال وترغيب في البعد عن الزواج .

- يجب على البوذي التقيد بثمانية أمور حتى يتمكن من الانتصار على نفسه وشهواته :

1- الاتجاه الصحيح المستقيم الخالي من سلطان الشهوة واللذة وذلك عند الإقدام على أي عمل .

2- التفكير الصحيح المستقيم الذي لا يتأثر بالأهواء .

3- الإشراف الصحيح المستقيم .

4- الاعتقاد المستقيم الذي يصحبه ارتياح واطمئنان إلى ما يقوم به .

5- مطابقة السلوك للقلب واللسان .

6- الحياة الصحيحة التي يكون قوامها هجر اللذات .

7- الجهد الصحيح المتجه نحو استقامة الحياة على العلم والحق وترك الملاذ .

- في تعاليم بوذا أن الرذائل ترجع إلى أصول ثلاثة :

1- الاستسلام للملاذ والشهوات .

2- سوء النية في طلب الأشياء .

3- الغباء وعدم إدراك الأمور على وجهها الصحيح .

- من وصايا بوذا : لا تقض على حياة حي ، لا تسرق ولا تغتصب ، لا تكذب ، لا تناول مسكراً ، لا تزن ، لا تأكل طعاماً نضج في غير أوانه ، لا ترقص ولا تحضر مرقصاً ولا حفل غناء ، لا تتخذ طبيباً لا تقتن فراشاً وثيراً ، لا تأخذ ذهباً ولا فضة .

· ينقسم البوذيون إلى قسمين :

1- البوذيون المتدينون : وهؤلاء يأخذون بكل تعاليم بوذا وتوصياته .

2- البوذيون المدنيون : هؤلاء يقتصرون على بعض التعاليم والوصايا فقط .

· الناس في نظر بوذا سواسية لا فضل لأحد إلا بالمعرفة والسيطرة على الشهوات .

- وقد احتفظت البوذية ببعض صورها الأولي في منطقة جنوب آسيا وخاصة في سيلان وبورما ، أما في الشمال وعلى الأخص في الصين واليابان فقد ازدادت تعقيداً وانقسمت إلى مذهبين هما :

1- مذهب ماهايانا ( مذهب الشمال ) ويدعو إلى تأليه بوذا وعبادته وترسم خطاه .

2- مذهب هنايانا ( مذهب الجنوب ) وقد حافظ على تعاليم بوذا ويعتبر أتباع هذا المذهب أن بوذا هو المعلم الأخلاقي العظيم الذي بلغ أعلى درجة من الصفاء الروحي .

- وقد عبروا عن بلوغ النفس الكمال الأسمى والسعادة القصوى وانطلاقها من أسر المادة وانعتاقها من ضرورة التناسخ باليزفان وتعنى الخلاص من أسر المعاناة والرغبة ، واكتساب صفاء الدين والروح ، والتحرر من أسر العبودية واللذة ، وانبثاق نور المعرفة عن طريق تعذيب النفس ومقاومة النـزعات ، مع بذل الجهد والتأمل والتركيز الفكري والروحي ،وهو هدف البوذية الأسمى .

· علاقتهم بالمسلمين الآن لا تحمل طابع العداء العنيف ويمكن أن يكونوا مجالاً خصباً للدعوة الإسلامية .

· كتب البوذية : كتبهم ليست منـزلة ولا هم يدعون ذلك بل هي عبارات منسوبة إلى بوذا أو حكاية لأفعاله سجلها بعض أتباعه ، ونصوص تلك الكتب تختلف بسبب انقسام البوذيين ، فبوذيو الشمال اشتملت كتبهم على أوهام كثيرة تتعلق ببوذا أما كتب الجنوب فهي أبعد قليلاً عن الخرافات .

- تنقسم كتبهم إلى ثلاثة أقسام :

1- مجموعة قوانين البوذية ومسالكها .

2- مجموعة الخطب التي ألقاها بوذا .

3- الكتاب الذي يحوي أصل المذهب والفكر التي نبع منها .

4- وتعتمد جميع كتبهم على الآراء الفلسفية ومخاطبة الخيال وتختلف في الصين عنها في الهند لأنها تخضع لتغيرات الفلاسفة .

5- شعار البوذية عبارة عن قوس نصف دائرة وفي وسطه قائم ثالث على رأسه ما يشبه الوردة وأمام هذا التمثال صورة مجسمة لجرة الماء وبجوارها فيل يتربع عليه بوذا في لباسه التقليدي .

الجذور الفكرية والعقائدية :

· ليس هناك ما يثبت أن للبوذية جذوراً فكرية أو عقائدية إلا أن الناظر في الديانات الوضعية التي سبقتها أو عاصرتها يجد بينها وبين البوذية شبهاً من بعض الجوانب مثل :

- الهندوسية : في القول بالتناسخ والاتجاه نحو التصوف .

- الكونفوشيوسية : في الاتجاه إلى الاعتناء بالإنسان وتخليصه من آلامه .

- ينبغي أن يلاحظ التشابه الكبير بينها وبين النصرانية وبخاصة فيما يتعلق بظروف ولادة المسيح وحياته والظروف التي مر بها بوذا مما يؤكد تأثر النصرانية بها في كثير من معتقدات هذه الأخيرة .

الانتشار ومواقع النفوذ :

· الديانة البوذية منتشرة بين عدد كبير من الشعوب الآسيوية حيث يدين بها أكثر من ستمائة مليون نسمة ، ولهم معبد ضخم في كاتمندو بالنيبال ، وهو عبارة عن مبنى دائري الشكل وتتوسطه قبة كبيرة وعالية وبها رسم لعينين مفتوحتين وجزء من الوجه ، ويبلغ قطر المبنى 40 متراً ، أما الارتفاع فيزيد عن خمسة أدوار مقارنة بالمباني ذات الأدوار ، والبوذية مذهبان كما تقدم :

- المذهب الشمالي : وكتبه المقدسة مدونة باللغة السنسكريتية ، وهو سائد في الصين واليابان والتبت ونيبال وسومطره .

- المذهب الجنوبي : وكتبه المقدسة مدونة باللغة البالية ، وهو سائد في بورما وسيلان وسيام .

- ويمكن تقسيم انتشار البوذية إلى خمس مراحل :

1- من مطلع البوذية حتى القرن الأول الميلادي وقد دفع الملك آسوكا البوذية خارج حدود الهند وسيلان .

2- من القرن الأول حتى القرن الخامس الميلادي وفيها أخذت البوذية في الانتشار نحو الشرق إلى البنغال ونحو الجنوب الشرقي إلى كمبوديا وفيتنام ونحو الشمال الغربي إلى كشمير وفي القرن الثالث اتخذت طريقها إلى الصين وأواسط آسيا ومن الصين إلى كوريا .

3- من القرن السادس حتى القرن العاشر الميلادي وفيه انتشرت في اليابان ونيبال والتبت وتعد من أزهى مراحل انتشار البوذية .

4- من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر وفيها ضعفت البوذية واختفى كثير من آثارها لعودة النشاط الهندوسي وظهور الإسلام في الهند فاتجهت البوذية إلى لاوس ومنغوليا وبورما وسيام .

5- من القرن السادس عشر حتى الآن وفيه تواجه البوذية الفكر الغربي بعد انتشار الاستعمار الأوروبي وقد اصطدمت البوذية في هذه الفترة بالمسيحية ثم بالشيوعية بعد أن صار الحكم في أيدي الحكومات الشيوعية .

ويتضح مما سبق :

أن البوذية فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية وقد ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية ، وقامت على أساس أن بوذا هو ابن الله ومخلص البشرية من مآسيها ، وقد قال لأمه وهو طفل إنه أعظم الناس جميعاً ، ولما مات بوذا قال أتباعه : إنه صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض وإنه سيرجع ثانية إلى الأرض ليعيد السلام والبركة إليها ، ويقول البعض : : إن بوذا أنكر الألوهية والنفس الإنسانية وأنه كان يقول بالتناسخ ، وتعتمد جميع كتب البوذيين على الآراء الفلسفية ومخاطبة الخيال وتختلف البوذية في الصين عنها في الهند بحسب نظرة الفلاسفة .

يبقى هناك تساؤلات ينبغي للانسان سواء معتنق هذه العقيدة أو غيره الأجابة عليها
اولا : هل يمكن لمذهب أو تشريع وضعي صنعه وابتكره انسان أن يلم بأحتياجات البشر ومتطلباتهم وهو اي الانسان واضعه قاصرا فهما وعقلا وادراكا واحاطة عن معرفة كل نوعيات البشر ونوعية رغباتهم ومايريدون في خلال رحلة اعمارهم ؟؟؟
ثانيا:: مع مايحويه هذا المعتقد من صبغه أخلاقية هل يمكن لانسان بطبيعته المعروفه ورغباته الفطرية أن يحيا سعيدا أو منعما تحت هذا المعتقد ؟؟
ثالثا ::هل يمكن أن يكون هذا دينا أو تشريعا يلم يحياة البشرية خلال ازمان طويلة مع مايصاحبها من نمو عقلي وعلمي وتكنولوجي ؟؟

تساؤلات تخاطب العقل

يتبع

اخت مسلمة
03-23-2009, 12:27 AM
ثانيا ::الفلسفة الكونفوشوسية


التعريف :

الكونفوشيوسية ديانة(*) أهل الصين، وهي ترجع إلى الفيلسوف كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل الميلاد داعياً إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم مضيفاً إليها جانباً من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم. وهي تقوم على عبادة إله(*) السماء أو الإله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

• كونفوشيوس:

- يعتبر كونفوشيوس المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة الصينية.

- ولد سنة 551 ق.م في مدينة تسو Tsou وهي إحدى مدن مقاطعة لو Lu.

- اسمه كونج Kung وهو اسم القبيلة التي ينتمي إليها، وفوتس Futze معناه الرئيس أو الفيلسوف، فهو بذلك رئيس كونج أو فيلسوفها.

- ينتسب إلى أسرة عريقة، فجدّه كان والياً على تلك الولاية، ووالده كان ضابطاً حربيًّا ممتازاً، وكان هو ثمرة لزواج غير شرعي، توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات.

- عاش يتيماً، فعمل في الرعي، وتزوج في مقتبل عمره قبل العشرين، ورزق بولد وبنت، لكنه فارق زوجته بعد سنتين من الزواج لعدم استطاعتها تحمل دقته الشديدة في المأكل والملبس والمشرب.

- تلقى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس Laotse صاحب النِحلة الطاوية، حيث كان يدعو إلى القناعة والتسامح المطلق، ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلة السيئة بمثلها وذلك إحقاقاً للعدل.

- عندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة(*)، تكاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة آلاف تلميذ، بينهم حوالي ثمانين شخصاً عليهم أمارات.

- تنقل في عدد من الوظائف فقد عمل مستشاراً للأمراء والولاة، وعيّن قاضياً وحاكماً، ووزيراً للعمل، ووزيراً للعدل ورئيساً للوزراء في سنة 496 ق.م حيث أقدم حينها على إعدام بعض الوزراء السابقين وعدداً من رجال السياسة وأصحاب الشغب حتى صارت مقاطعة لو نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي بها.

- رحل بعد ذلك وتنقل بين كثير من البلدان ينصح الحكام ويرشدهم ويتصل بالناس يبث بينهم تعاليمه حاثًّا لهم على الأخلاق(*) القويمة.

- أخيراً عاد إلى مقاطعة لو فتفرغ لتدريس أصدقائه ومحبيه منكبًّا على كتب الأقدمين يلخّصها، ويرتبها، ويضمنها بعض أفكاره، وحدث أن مات وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره، وفقد كذلك تلميذه المحبّب إليه هووي فبكى عليه بكاءً مرًّا.

- مات في سنة 479 ق.م بعد أن ترك مذهباً(*) رسميًّا وشعبيًّا استمرّ حتى منتصف القرن العشرين الحالي.
أما أبرز الشخصيات إضافة إلى ما سبق فهم:

- تسي كنج Tsekung ولد سنة 520م وأصبح من أعظم رجال السلك السياسي الصيني.

- تسي هسيا Tsehsia ولد سنة 507م وأصبح من كبار المتفقهين في الدين الكونفوشيوسي.

- تسينكتنز Tsengtse كان أستاذاً لحفيد كونفوشيوس، ويأتي ترتيبه الثاني بعد منسيوس من حيث الأهمية.

- تشي هزيوان Chi- Husan عاش في عصر أسرة هان 127 –200 ميلادية.

- تشو هزي Cho-Hsi 1130 – 1200 ميلادية قام بنشر الكتب الأربعة التي كانت تدرس في المدارس الأولية والابتدائية في الصين، ويعد الحجة الوحيدة.

- الفيلسوف موتزي Motze 470 – 381 ق.م أضاف فكرة جديدة وهي تشخيص إله (*) السماء بشخص عظيم يشبه الآدميين.

• في سنة 422م أقيم معبد لكونفوشيوس في Chufu حيث قبره.

• في سنة 505 م أقيم معبد آخر في العاصمة، وأصبحت كتبه تدرس في المدارس على أنها كتب مقدسة.

• في سنة 630م أمر أحد الأباطرة ببناء معابد مزودة بتماثيل لكونفوشيوس في جميع أنحاء الإمبراطورية، كما أمر بإنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس الذي أصبح رمزاً للوحدتين السياسية والدينية.

• في سنة 735م منح كونفوشيوس لقب ملك.

في سنة 1013م منح لقب القديس الأعظم.

في سنة 1330م منح الأفراد المنحدرون من سلالته رتبة الشرف وصاروا يعدّون من طبقة النبلاء.

في سنة 1530م بدّلت التماثيل الموجودة في المعابد بصور ولوحات حتى لا تختلط الكونفوشيوسية بالوثنية.

في سنة 1905م بدأ نجم الكونفوشيوسية بالأفول، حيث أُلغي الامتحان الديني الذي كان يعتبر ضرورياً للتعيين في الوظائف.

في سنة 1910م ظهر شهاب هالي Halley في الأجواء الصينية فاعتبر ذلك استياء من الآلهة(*) على أسرة مانتشو التي بلغ الفساد في عهدها قمته مما أدى إلى ثورة(*) شعبية انتهت بتنازل الإمبراطور عن العرش سنة 1912م وتحول الصين إلى النظام الجمهوري (*) مما أدى إلى اختفاء الكونفوشيوسية من الحياة الدينية والسياسية، لكنها بقيت ماثلة في الأخلاق(*) والتقاليد الصينية.

في سنة 1928م صدر قرار بتحريم تقديم القرابين لكونفوشيوس ومنع إقامة الطقوس الدينية له.

عندما استولى اليابانيون على منشورياً عادت الصين إلى استنهاض الهمم بالعودة إلى الكونفوشيوسية وعاد الناس في عام 1930 – 1934م إلى تقديم القرابين مرة ثانية، كما أعيد تدريس الكونفوشيوسية في كل مكان لاعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إلى إهمالهم تعاليم المعلم الأكبر، وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة تشانج كاي شيك، وقد استمرت هذه الحركة إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

في عام 1949م سيطرت الشيوعية على الصين، ولكن شيئاً فشيئاً بدأت الخلافات بين الصين والاتحاد السوفيتي بالظهور مما أوجد تبايناً بين كل منهما، وبعد موت الزعيم الصيني الشيوعي الشهير ماو تسي تونج بدأ التراجع عن الشيوعية في الصين، وبدأت رياح الغرب تهب عليها.

يعتقد الباحثون بأن الروح الكونفوشيوسية ستعمل على تغيير معالم الشيوعية مما يجعلها أبعد ما تكون عن الشيوعية الروسية التي انهارت، لما للكونفوشيوسية من سيطرة روحية على الشعب الصيني.

• الأفكار والمعتقدات:

الكتب:

هناك مجموعتان أساسيتان تمثلان الفكر الكونفوشيوسي فضلاً عن كثير من الشروح والتعليقات والتلخيصات، المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة، والثانية تسمى الكتب الأربعة.

الكتب الخمسة: وهي الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي:

1- كتاب الأغاني أو الشعر: فيه 350 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينية تغني بمصاحبة الموسيقى.

2- كتاب التاريخ: فيه وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق.

3- كتاب التغييرات: فيه فلسفة تطور الحوادث الإنسانية، وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة السلوك الإنساني.

4- كتاب الربيع والخريف: كتاب تاريخي يؤرخ للفترة الواقعة بين 722 – 481 ق.م.

5- كتاب الطقوس: فيه وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة تشو تلك الأسرة التي لعبت دوراً هاماً في التاريخ الصيني البعيد.

الكتب الأربعة: وهي الكتب التي ألفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع التفسير تارة والتعليق أخرى، إنها تمثل فلسفة كونفوشيوس ذاته وهي:
1- كتاب الأخلاق(*) والسياسة.
2- كتاب الانسجام المركزي .Central Harmony
3- كتاب المنتجات Analects ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس.
4- كتاب منسيوس: وهو يتألف من سبعة كتب، ومن المحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس نفسه.

• المعتقدات الأساسية :

تتمثل المعتقدات الأساسية لديهم في الإله(*) أو إله السماء، والملائكة، وأرواح الأجداد.

1- الإله:

يعتقدون بالإله الأعظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، كما أن عبادته وتقديم القرابين إليه مخصوصة بالملك، أو بأمراء المقاطعات.

للأرض إله، وهو إله الأرض، ويعبده عامة الصينيين.

الشمس والقمر، والكواكب، والسحاب، والجبال.. لكل منها إله وعبادتها وتقديم القرابين إليها مخصوصة بالأمراء.

2- الملائكة : إنهم يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين.

3- أرواح الأجداد: يقدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين، ويعتقدون ببقاء الأرواح، والقرابين عبارة عن موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل.

• معتقدات وأفكار أخرى:

لم يكن كونفوشيوس نبيّا، ولم يدّع هو ذلك، بل يعتقدون أنه من الذين وهبوا تفويض السماء لهم ليقوموا بإرشاد الناس وهدايتهم، فقد كان مداوماً على إقامة الشعائر والطقوس الدينية، وكان يعبد الإله الأعظم والآلهة الأخرى على غير معرفة بهم ودون تثبُّت من حقيقة الآراء الدينية تلك.

كان كونفوشيوس مغرماً بالسعي لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها وهي مدينة مثالية لكنها تختلف عن مدينة أرسطو الفاضلة، إذ إنّ مدينة كونفوشيوس مثالية في حدود واقعٍ ممكن التحقيق والتطبيق، بينما مدينة أرسطو تجنح إلى مثالية خيالية بعيدة عن مستوى التطبيق البشري القاصر. وكلا الفيلسوفين متعاصران.

الجنة والنار: لا يعتقدون بهما، ولا يعتقدون بالبعث أصلاً، إذ إنّ همَّهم منصبّ على إصلاح الحياة الدنيا، ولا يسألون عن مصير الأرواح بعد خروجها من الأجساد. وقد سأل تلميذٌ أستاذه كونفوشيوس عن الموت، فقال: "إننا لم ندرس الحياة بعد، فكيف نستطيع أن ندرس الموت".

الجزاء والثواب: إنما يكونان في الدنيا، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر.

القضاء والقدر: يعتقدون بذلك، فإن تكاثرت الآثام والذنوب كان عقاب السماء لهم بالزلازل والبراكين.

الحاكم ابن للسماء: فإذا ما قسا وظلم وجانب العدل فإن السماء تسلّط عليه من رعيته من يخلعه ليحلّ محلّه شخص آخر عادل.

الأخلاق: هي الأمر الأساسي الذي تدعو إليه الكونفوشيوسية، وهي محور الفلسفة وأساس الدين، وهي تسعى إليه بتربية الوازع الداخلي لدى الفرد ليشعر بالانسجام الذي يسيطر على حياته النفسية مما يخضعها للقوانين الاجتماعية بشكل تلقائي.

تظهر الأخلاق في:
1- طاعة الوالد والخضوع له.
2- طاعة الأخ الأصغر لأخيه الأكبر.
3- طاعة الحاكم والانقياد إليه.
4- إخلاص الصديق لأصدقائه.
5- عدم جرح الآخرين بالكلام أثناء محادثتهم.
6- أن تكون الأقوال على قدر الأفعال، وكراهية ظهور الشخص بمظهر لا يتفق مع مركزه وحاله.
7- البعد عن المحسوبية في الوساطة أو المحاباة.

وتظهر أخلاق الحاكم في:
1- احترام الأفراد الجديرين باحترامه.
2- التودّد إلى من تربطهم به صلة قربى وقيامه بالتزاماته حيالهم.
3- معاملة وزرائه وموظفيه بالحسنى.
4- اهتمامه بالصالح العام، مع تشجيعه للفنون النافعة والنهوض بها.
5- العطف على رعايا الدول الأخرى المقيمين في دولته.
6- تحقيق الرفاهية لأمراء الإمبراطورية ولعامة أفرادها.

تحترم الكونفوشيوسية العادات والتقاليد الموروثة، فهم محافظون إلى أبعد الحدود، فيقدّسون العلم والأمانة، ويحترمون المعاملة اللينة من غير خضوع ولا استجداء لجبروت.

يقوم المجتمع الكونفوشيوسي على أساس احترام الملكية الفردية مع ضرورة رسم برنامج إصلاحي يؤدي إلى تنمية روح المحبّة بين الأغنياء والفقراء.

يعترفون بالفوارق بين الطبقات، ويظهر هذا جليًّا حين تأدية الطقوس الدينية وفي الأعياد الرسمية وعند تقديم القرابين.

النظام الطبقي لديهم نظام مفتوح، إذ بإمكان أي شخص أن ينتقل من طبقته إلى أية طبق اجتماعية أخرى إذا كانت لديه إمكاناته تؤهله لذلك.

ليس الإنسان إلا نتيجة لتزاوج القوى السماوية مع القوى الأرضية أي لتقمص الأرواح السماوية في جواهر العناصر الأرضية الخمسة. ومن هنا وجب على الإنسان أن يتمتع بكل شيء في حدود الأخلاق الإنسانية القويمة.

يبنون تفكيرهم على فكرة "العناصر الخمسة":

1- فتركيب الأشياء: معدن – خشب – ماء – نار – تراب.

2- الأضاحي والقرابين خمسة.

3- الموسيقى لها خمسة مفاتيح، والألوان الأساسية خمسة.

4- الجهات خمس : شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط.

5- درجات القرابة خمس: أبوّة – أمومة – زوجية – بنوّة – أخوّة.

تلعب الموسيقى دوراً هاماً في حياة الناس الاجتماعية، وتسهم في تنظيم سلوك الأفراد وتعمل على تعويدهم الطاعة والنظام، وتؤدي إلى الانسجام والألفة والإيثار.

الرجل الفاضل هو الذي يقف موقفاً وسطاً بين ذاته المركزية وبين انفعالاته ليصل إلى درجة الاستقرار الكامل .

• الجذور الفكرية والعقائدية:

ترجع الكونفوشيوسية إلى معتقدات الصينيين القدماء، تلك المعتقدات التي ترجع إلى 2600 سنة قبل الميلاد. وقد قبلها كونفوشيوس أولاً، والكونفوشيوسيون ثانياً، دون مناقشة أو جدال(*) أو تمحيص.

في القرن الرابع قبل الميلاد حدثت إضافة جديدة وهي عبادة النجمة القطبية لاعتقادهم بأنها المحور الذي تدور السماء حوله، ويعتقد الباحثون بأن هذه النزعة قد وفدت إليهم من ديانة بعض سكان حوض البحر المتوسط.

تغلبت الكونفوشيوسية على النزعة الشيوعية والنزعة الاشتراكية(*) اللتان طرأتا عليها في القرنين السابقين للميلاد وانتصرت عليهما. كما أنها استطاعت أن تصهر البوذية بالقالب الكونفوشيوسي الصيني وتنتج بوذية صينية خاصة متميزة عن البوذية الهندية الأصلية.

لا تزال المعتقدات الكونفوشيوسية موجودة في عقيدة أكثر الصينيين المعاصرين على الرغم من السيطرة السياسية للشيوعيين.

الانتشار ومواقع النفوذ :

انتشرت الكونفوشيوسية في الصين.

منذ عام 1949م أبعدت الكونفوشيوسية عن المسرحين السياسي والديني لكنها ما تزال كامنة في روح الشعب الصيني الأمر الذي يؤمل أن يؤدي إلى تغيير ملامح الشيوعية الماركسية في الصين.

ما تزال الكونفوشيوسية ماثلة في النظم الاجتماعية في فرموزا أو (الصين الوطنية).

انتشرت كذلك في كوريا وفي اليابان حيث درست في الجامعات اليابانية، وهي من الأسس الرئيسية التي تشكل الأخلاق(*) في معظم دول شرق آسيا وجنوبها الشرقي في العصرين الوسيط والحديث.

حظيت الكونفوشيوسية بتقدير بعض الفلاسفة الغربيين كالفيلسوف ليبنتز (1646 – 1716م) وبيتر نويل الذي نشر كتاب كلاسيكيات كونفوشيوس سنة 1711م كما ترجمت كتب الكونفوشيوسية إلى معظم اللغات الأوروبية.

ويتضح مما سبق :

أن الكونفوشيوسية ليست ديناً سماوياً معروفاً. وقد تتضمن بعض تعاليمها دعوة إلى خلق حميد أو رأي سليم أو سلوك قويم، ولكنها ليست مما يتقرب إلى الله به: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. وهي تماثل البوذية والهندوسية وغيرها من الأديان الباطلة.

وعموماً فقد جبَّ الإسلام ما قبله من الأديان {إن الدين عند الله الإسلام}. وللحق فليس هناك ما ينفي أو يثبت ابتعاث رسول معين إلى الشعوب الأخرى ودعوى ذلك لا تخلو من الحدس والتخمين والقرآن الكريم يقول: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك}.

وقد كان المزج المحكم بين الفلسفة الخلقية والتعاليم الدينية على أتم وضوح في الكونفوشيوسية وصاحبها كونفوشيوس الذي لم يكن رسولاً مبعوثاً ولا مدعياً لرسالة.

نخلص من هذا إلى أن العقائد و الفلسفات القديمة لم يكن هدفها تكوين المواطن الصالح. و إنما الحصول على زهّاد و رهبان , و تنشئة أجيال من المتعبدين و النسّاك , مما صرف أنظار الناس عن البحث عن حقوقهم و القيام بما عليهم من واجبات اجتماعية و سياسية , و سارت بهم بعيدا عن التفكير في الدولة و المجتمع و من ثم فان قدامى الهنود لم يتوصلوا الى المقومات الأساسية للنظم الاجتماعية و الحكم السياسي الأمثل , و ترتب على ذلك استمرار التحكم و التسلط لتدعيم أركان العبودية و الفقر و الجهل لعامة الشعب أحقابا طويلة.

تساؤلات :

هل يمكن لديانة سماوية مرسلة من عند اله أن تأمر بالعبادة لعدة آلهة وتوزع الانقياد اليها تبعا لرغبات الأنسان نفسه وبحسب من يحتاجه منهم الآن ؟؟
وهل يعقل أن يكون حرمان الدنيا ذات العمر القصير ثوابها أو عقابها خلال عمر الانسان وهو حي عليها سواء بالخير ام بالشر؟؟
هل يمكن ان يسعد الانسان معتنق هذا المذهب والسائر على تعاليمه او يطمئن في حياته ؟؟

يتبع

اخت مسلمة
03-23-2009, 12:41 AM
عقيدة الهندوس:

يقود البحث في عقيدة الهندوس في الألوهية إلى مزيد من التعقيد والإرباك، بحيث تطالعك المصادر والمراجع في الحديث عن آلاف الآلهة التي يقدسونها، واختصاص كلّ واحد منهم بمهمة.

ويبدو أن برهم يعتبر الإله الاساسي في عقيدة الهندوس وقد تحدث البستاني في دائرة معارفه عن أصله فقال: إنه من أصل فارسي مركب من كلمتين هما براي أي الارتفاع وماه أي عظيم أو ميه أي النشر والبسط كناية عن القبة المقعرة السموية التي لاتتغير شكلاً ولا وضعاً فإذاً هي غير متغيرة والنجوم الزاهرة هي تحتها، ويقال أن برهم حقيقة سنسكريتية وهي تحريف برماه وهي كلمة لا تأنيث فيها ولا تذكير فيكون المراد بها أن المعبود خنثى أي يمكن أن يجمع بين التذكير والتانيث أو يكون فاقداً لكليهما.

أما عن طبيعة الآلهة عند الهندوس يذكر ول ديورانت، في قصة الحضارة : «تزدحم بها مقبرة العظماء في الهند، ولو أحصينا أسماء هاتيك الآلهة لاقتضى ذلك مائة مجلد، وبعضها أقرب في طبيعته إلى الملائكة، وبعضها هو ما قد نسميه نحن بالشياطين، وطائفة منهم أجرام سماوية مثل الشمس، وطائفة منهم تمائم ... وكثير منها هي حيوانات الحقل أو طيور السَّماء، فالهندي لا يرى فارقاً بعيداً بين الحيوان والإنسان، فللحيوان روح كما للإنسان... وكلّ هذه الصنوف الإلهية قد نسجت خيوطها في شبكة واحدة لا نهاية لحدودها، هي (كارما)(1) وتناسخ الأرواح؛ فالفيل مثلاً قد أصبح الإله جانيشا واعتبروه ابن شيفا، وفيه تتجسّد طبيعة الإنسان الحيوانية... كذلك كانت القردة والأفاعي مصدر رعب، فكانت لذلك من طبيعة الآلهة؛ فالأفعى التي تؤدي عضة واحدة منها إلى موت سريع، واسمها ناجا، كان لها عندهم قدسية خاصة؛ وترى النّاس في كثير من أجزاء الهند يقيمون كلّ عام حفلاً دينياً تكريماً للأفاعي، ويقدّمون العطايا من اللبن والموز لأفاعي الناجا عند مداخل جحورها؛ كذلك أقيمت المعابد تمجيداً للأفاعي كما هي الحال في شرق ميسور».

وهذا العرض يخالف ما ذهب إليه البيروني من أنَّ عقيدة التوحيد هي القائمة وأنَّ الخالق منـزهٌ، حيث يقول «اعتقاد الهند في اللّه سبحانه أنَّه الواحد الأزلي من غير ابتداء ولا انتهاء، المختار في فعله، القادر الحكيم، الحي المحيي، المدبر المبقي، المفرد في ملكوته عن الأضداد والأنداد، لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء... هو المستغني بأزليته ووحدانيته عن فعل المكافأة عليه براحة تؤمل وترتجى، أو شدّة تُخاف وتُتقى».

أما البستاني فيقول "إن برهم هو نفس برهم معبود الهنود بعد أن شرع في أعماله، وهو الأقنوم الأول من الثالوث الهندي أي أن برهم ينبثق من نفسه في ثلاثة أقانيم كل مرة في أقنوم، فالأقنوم الأول الذي يظهر به أول مرة هو برهما، والثاني وشنو، والثالث سيوا". ويذهب إلى قريب من هذا د. إحسان حقّي حيث يقول في مقدمة كتابهم المقدس (منُّوسَمَرتي) في نسخته المترجمة: «يعتقد الهنادكة بالوحدة وله ثلاثة أعوان يديرون ملكه وهم: برهما، وشنو (فشنو)، فهِيش (شيفا)».

ولعلّ الأقرب إلى الواقع ما ورد هو أنَّهم يقولون بالثالوث من الآلهة الذين تُسند لكلّ منهم مهمة بعينها، والثالوث يكون من: براهما ـ فيشنو ـ شيفا.

أ ـ براهما: يُطلق عليه اسم (سانج هيانج)، واسمه بالسانسكريتية: (UTPETI)، وهو الخالق، حسب معتقدهم، لذلك نسجوا حوله أسطورة تدور حول عملية الخلق، وقد جاء في كتاب عالم الأديان لحميد فوزي مانصه:

«ويعتقد أنهَّ خالق الكون على طريقته، فقد أخذ براهما يتأمّل ويفكِّر طويلاً فنشأ عن تفكيره هذا فكرة مخصَّبة، تطوّرت إلى بذرة ذهبية، ومن تلك البيضة ولد براهما، خالق كلّ شيء فهو الخالق والمخلوق»، ورغم هذا الموقع الذي يحتله براهما في عقيدة الهندوس إلاَّ أنَّه مهمل في شعائرهم وطقوسهم.

ب ـ فيشنو: ويسمونه الحافظ وطريقته الحفـاظ على العالـم وبلغتهـم يسمونـه (Sthiti). فيشنو كما يصفه، كولر، في كتابه الفكر الشرقي القديم، فهو إله ممتلئ بالحبّ الذي يغذي الحياة، ويبقي عليها، وكثيراً ما يصوّرونه على هيئة إنسان يجسّد الخير والعون للبشر، ويساعده في مهمته آلهة آخرون، وفق معتقدهم ومنهم: راما ـ وكرشنا، ويحتل فيشنو موقعاً متميزاً في الشعائر الهندوسية.

ج ـ شيفا: يُنسب إليه الفناء والدمار، وهو المهلك للعالـم ومهمته نقيض مهمة فيشنو، ويسمونه بلغتهم (Sang Kan Par an).

وشيفا في عقيدة الهندوس وكما ورد في قصة الحضارة لديورانت هو «إله القسوة والتدمير قبل كلّ شيء آخر؛ هو تجسيد لتلك القوّة الكونية التي تعمل، واحدة بعد أخرى، على تخريب جميع الصور التي تتبدى فيها حقيقة الكون، جميع الخلايا الحيّة وجميع الكائنات العضوية، وكلّ الأنواع، وكلّ الأفكار وكلّ ما أبدعته يد الإنسان، وكلّ الكواكب، وكلّ شيء».

والهندوس الذي يعتبرون شيفا عندهم إله الفناء والدمار، حاولوا أن يفسّروا ما يصدر عنه بأنَّه بحدّ ذاته رحمة، وفي الحديث عن شيفا قالوا كما جاء في كتاب الفكر الشرقي القديم لكولر: «إنَّه يقدّم النعمة الإلهية التي بمقتضاها يمكن إزالة ضروب الافتقار التي تلوث والتي تتجلّى في صورة نواقص وعيوب في النفس المقيدة. ويحمل شيفا في راحة يده اليسرى العليا لساناً من لهب يمثِّل القوى المدمّرة التي ارتبطت طويلاً بهذا الإله»، وهكذا ترتكز الديانة الهندوسية على ثالوث إلهي قوامه: خالق هو براهما، وحافظ هو فيشنو، ومدمّر مهلك هو شيفا. ولهذا الثالوث تجليات في آلهة أخرى مثل كرشنا وراما وبودا وكاليكي.

وإذا أردنا أن نعرف بعض وظائف هذه الآلهة عندهم، نراهم قد اعتبروا كرشنا آتياً من أجل إحلال السّلام، وبودا، أو يووهي، من أجل نشر المعرفة والتعليم الذي يقود إلى الطمأنينة. أمّا كاليكي Kaluki فهو الإله المنتظر عند الهندوس والذي لـم ينـزل بعد، ولـم يحن وقت تجليه.

مصير الانسان بعد الموت

أمّا بالنسبة لمصير الإنسان بعد الموت، فإنَّ الهندوسية ـ كما يقول الحمراني في كتاب من قاموس الأديان، بحث الهندوسية ـ لا تؤمن بحياة أخرى فيها جنّة ونار وثواب وعقاب، وإنَّما يرتبط مصير النفس بموضوع التناسخ، حيث تنتقل الأنفس من بدن إلى آخر، وأعمال الإنسان هي التي تحدِّد مصير النفس، فإذا سلك سبيل الخير واتّبع الفضائل انعتقت نفسه من دورة الحياة في الأبدان واتحدّت بالروح الكلية، وإلاَّ تبقى في هذه الدورة متنقلة من بدن إلى آخر.

لذلك يركز الهندوس اهتمامهم على النفس، لأنَّ النفس في معتقدهم يمكن أن ترقى إلى الكمال، أمّا البدن فسمته النقص، ولكي يحقّق الجسد درجة ما من التطهير ينبغي عليه أن يستغل وجود الروح فيه، ولهذا قالوا بحرق البدن عند الموت، والموت عندهم نهاية لا تجدّد لها.

فكلّ الحواس لا يمكن أن تؤدي وظائفها، إذا لـم تكن آتما، وهي النفس، صاحبة القيادة والإرادة؛ وذلك لأنَّ النفس آتما هذه أصلها من براهما Sang Hay ang الذي يعتبرها كقرص الشمس وهي شعاعه، تلك الأشعة التي تدخل في كلّ مكان على امتداد العمران والكرة الأرضية.

والنفس عند الهندوس بالرغم من أنَّها كاملة، ولكنَّها لا تخلد كجوهر مستقل، وإنَّما خلاصها يتمّ عن طريق ممارسة رياضة «اليوغا»، وهذه الرياضة منها قسوة على البدن وتعويد للنفس على الصبر والثبات، واليوجا كلمة سنسكريتية معناها «النير» وسميت كذلك لأنَّها تخلّص النفس من نير البدن ومن نير الشهوات.

واليوغا هي طريق لتسهيل الاتحاد بالنفس الكلية، عن طريق رياضة روحية وجسدية، أو عن طريق القرابين، وتذهب اليوجا إلى أنَّه لا تكفي حياة واحدة لإدراك هذا الاتحاد لأنَّه بحسب مبدأ الكارما قد تتطلب أفعال العبد السيئة ولادات متتالية في صور إنسانية أو حيوانية.

ما تقدّم يدفعنا إلى القول إلى أنَّ الهندوس لا يتوافقون مع الرسالات السَّماوية عموماً في مسألة الخالق وفي النظر إلى اليوم الآخر.

ومن مظاهر التقديس عند الهندوس، نهر الغانج الذي يحجون إليه سنوياً بقصد التطهر بمائه، وكذلك يلقون فيه رماد موتاهم بعد أن يتمّ إحراق أجسادهم، فالدفن للأبدان ليس معتمداً عندهم.

ويقدس الهندوس البقر ولا يأكلون لحومه، والأبقار تنتقل عندهم في شوارع المدن حيث تشاء، وبحرية تامة، لا يزعجها أحد، وقد حصل الكثير من حوادث القطارات والسير في الهند، نتيجة توقف سريع إكراماً لبقرة، والأبقار تنتقل عندهم في شوارع المدن حيث تشاء، ويأكلون اللبن فقط، ويستخدمون الروث وقوداً، أمّا البول فهو عندهم للعلاج أحياناً كالدواء، ويضعه الكهنة في أوعية ويرشونه على الجمهور بعد انتهاء طقوسهم في المعابد، أما إذا ماتت البقرة وجب دفنها بجلال الطقوس الدينية.

الكتب الهندوسية:

لـم تنسب النصوص المقدسة عند الهنود كما ذكرنا إلى شخص بعينه، والفيدا أو الويدا Weda التي تعني في لغة الهنود السنسكريتية المعرفة، هي عبارة عن مدونة كبرى أو موسوعة تحوي الكثير عن بلاد الهند وشعبها على امتداد قرون عديدة تبدأ مع حوالي 2500 ق.م.

والفيدا هذه مرّت بمراحل، فقبل أن تدون كان معناها التأمّل، ولكن بعد أن دوّنت وسجلت تاريخ الهند وتراثه ومفاهيم الهندوس الدينية، أصبحت هي التي تنظم حياة أتباعها وصولاً إلى المعرفة المنشودة.

ويرجح ديورانت أن أول من قام بمهمة التدوين للمرة الأولى بعض التجار الهنود من طائفة الدرافيديين، ما جعل هذه الكتابة كما يظهر لا تستخدم إلاَّ لأغراض تجارية وإدارية، وهذا يعني أن التجار لا الكهنة هم الذين ارتقوا بهذا الفن الأساسي.

وبناء على ذلك يصل السحمراني إلى نتيجة مفادها أنَّ تدوين الفيدا تطوّر مع تطوّر اللغة السنسكريتية نفسها، ولعلّ هذا التأخر في التدوين هو الذي حرّم الباحثين من مصادر المعرفة عن تاريخ الهند القديـم.

ويبدو أنَّ الكهنة الهندوس ـ البراهمة ـ قد شجعوا فيما بعد هذا التدوين لتكون الفيدات في أيديهم سلاحاً دينياً يضمن لهم السيطرة والموقع المتقدّم، خاصة بعد أن وطدوا أسس النظام الطبقي في الهند وأعطوه بعداً دينياً.

الفيدات كما يبدو لم تكن كتاباً واحدا،ً وإنَّما هي مجموعة كتب تصل إلى أربعة عشر كتاباً، وأهم هذه الكتب كتاب اسمه: «منُّوسَمَرتي» أو «شرع منُّو» وقد نقله إلى العربية إحسان حقّي، وفي تقديمه للكتاب يبيِّن ما في نصوص الكتاب من تشويش وعدم انسجام فيقول: «وإذا شئنا أن نصف منُّوسَمَرتي قلنا إنَّها مجموعة متناقضات، إذ بينما نراه يرتفع بتشريعه إلى أعلى درجات العقل والإدراك وسلامة الذوق والتفكير نراه ينحدر فجأة إلى درجةٍ من السخافة والإسفاف المخجل... ولئن دلَّ هذا على شيء فإنَّما يدلُّ على أنَّ هذا الكتاب كُتب في أوقات متباعدة وبأيدي أناس مختلفين اختلافاً كبيراً في العلم والعقل والإدراك».

نظام الطبقات عند الهندوس:

تدين غالبية الشعب الهندي بالهندوسية، التي تطوّرت مع تطوّر الهند نفسها، وكما سبق القول، فإنَّ الهندوسية ليست ديانة فحسب وإنَّما حوت من خلال مفاهيمها وكتبها، تاريخ الهند الحضاري.

وقد اختلط النظام الديني، كما يقول السحمراني، بمختلف الأنظمة من سياسي واجتماعي واقتصادي ولكي يضمن أصحاب النفوذ الديني وأصحاب النفوذ السياسي نفوذهم كرّسوا نظام طبقي اجتماعي يضمن لهم السيطرة، فكان من ذلك أن تبلور نظام الطبقات عند الهندوس، الذي وزّع الهنود في أربع طبقات مغلقة، ينتمي الأبناء بذلك إلى طبقات آبائهم حكماً.

الطبقات الأربع: يتكون المجتمع حسب الهندوسية من أربع طبقات هي: البراهمة، الكشاتريا، الويشاش، الشودر.

ومزاعم الهندوسية تصل إلى حدِّ التمييز في مصدر ما يتكوّن منه أهل كلّ طبقة, وفي شرع منُّو، المعروف باسم «منُّوسَمَرتي»، يقولون: «لسعادة العالـم خلق برهما البراهمة من وجهه، والكشتريين من ذراعيه، والويش من فخذيه، والشودر من قدميه».

ووصف البيروني حال هذه الطبقات بشكل لا يبعد عن المفهوم الوارد في "منوسمرتي"حيث يقول: «وهذه الطبقات في أوّل الأمر أربع، علياها البراهمة، قد ذُكر في كتبهم أنَّ خلقتهم كان من رأس براهم... والرأس علاوة الحيوان، فالبراهمة نقاوة الجنس، ولذلك صاروا عندهم خيرة الإنس، والطبقة التي تتلوهم كشتر خُلقوا بزعمهم من مناكب براهم ويديه ورتبتهم عن رتبة البراهمة غير متباعدة جداً، ودونهم بَيْش، خُلقوا من رجلي براهم. وهاتان المرتبتان الأخيرتان متقاربتان، وعلى تمايزهم تجمع المدن والقرى، أربعتهم مختلطي المساكن والدور».

أ ـ البراهمة: جاء في نصوصهم المقدّسة (منُّوسَمَرتي) أنَّ الإله الأكبر برهما قد «عهد إلى البراهمة بقراءة الويد وتعليمه والقيام بأعمال يكيه لأنفسهم ولغيرهم وخصهم بإعطاء الصدقات وقبولها».

وأبناء هذه الطبقة هم كما يقول كولر«من الكهنة والمعلمين الذي يعدُّون بصفة عامة حملة الثقافة، ومهماتهم هي الحفاظ على المعرفة والثقافة وإرضاء الآلهة, والحفاظ على العدالة والأخلاق».

ب ـ كشاتريا: الطبقة الثانية رتبة بعد البراهمة. تتولّى هذه الفئة مسألة الحفاظ على الأمن في البلاد، لذلك من الواجب أن يتميّز أبناؤها بالكفاءة السياسية والعسكرية معاً بحيث يكون لهم في المجتمع الإقدام والمهابة، ويقول جون كولر في تعريف الكشاتريا ما يلي: «وتتألف طبقة الكشاتريا من حماة المجتمع والقائمين على إدارة شؤونه، وهم حرَّاس باقي المجتمع، والقائمون على أمنه، وعلى تنفيذ القواعد المختلفة التي تقتضيها الوظائف الاجتماعية الضرورية، وجاء في الجيتا أنَّ البطولة والقوّة والاستقامة والحذق، وعدم الهرب حتّى في المعركة، والكرم والقيادة، تلك هي واجبات رجال الكشاتريا التي تولّدت من طبيعته».

وما يُناط بهذه الطبقة يستلزم، كما قال البيروني، أن يكون (الكشتر) «مهيباً في القلوب، شجاعاً، متعظماً، ذلق اللسان، سمح اليد، غير مبالٍ بالشدائد، حريصاً على تيسير الخطوب».

ج ـ الفايشاش أو الويش: مهمة هذه الطبقة أساسية في المجتمع يقع عليها توفير الأمن الغذائي وتأمين الرخاء والاستقرار المعيشي، والشأن الاقتصادي بيد هذه الطبقة، وعملهم هذا لايقومون به اختياراً بل تنص عليه (منُّوسَمَرتي)، أو (شرع منُّو) التي تقول: «وفرض على الويش سبعة أمور هي: حفظ الحيوانات ورعيها، وإعطاء الصدقات، والقيام بعبادة يكيه، وقراءة الويد، والعمل بالتجارة، والتعامل بالربا، والاشتغال بالزراعة».

وتحاول هذه الطبقة رفع مستواها رويداً رويداً، وتعمل على تحرير نفسها من قيود الحياة ومشاغل الأيام، ولكنَّها تظلّ خادمة للأمّة وللشعب، فهي المسؤولة عن الإنتاج والرخاء».

د ـ شودار: أو سودرا؛ وهذه أدنى طبقات المجتمع في هرم التوزيع الهندوسي، وهؤلاء أشبه ما يكونون بالعبيد، فواجبهم الخدمة والعمل وإنجاز كلّ ما يوكل لهم من الطبقات الأعلى. يقول البيروني: «ويكون شُودر مجتهداً في الخدمة والتملُّق، متحبباً إلى كلّ أحدٍ بها، وكلّ من هؤلاء إذا ثبت على رسمه وعادته نال الخير».

أمّا إذا لـم يقم بواجبه ناله العقاب، وقد نص شرع الهندوس (منُّوسَمَرتي) بشأن وظيفة هذه الطبقة بما يلي: «وفرض الإله الأعظم على الشودار أمراً واحداً وهو أن يقوم بإخلاص تام بخدمة هذه الفرق الثلاث»، ويقصد بها الطبقات السابقة الذكر وهم: البراهمة، الكشاتريا، والفايشاش.

أوجد هذا التقسيم الطبقي انقسامٍاً حادٍاً في المجتمع الهندي الذي يربطه الهندوس بأصل النشأة، وهذا يعني إقفال الطريق أمام الكفاءات والقدرات، وبالتالي فقدان العدالة، ما أدى إلى قيام العديد من المحاولات للتخلص من هذا النظام الطبقي الجائر، وكانت أبرز هذه المحاولات محاولة المهاتما غاندي، في أوائل القرن العشرين، ولكن المحاولة لم تحقق النتائج المرجوة، لأن التميز الطبقي متأصل في العقيدة، وفي المجتمع عند الهندوس.

شعائر وعبادات الهندوس:

1 ـ الطهارة: يُلاحظ أنَّ المواقع المقدّسة التي يحج إليها الهندوس تتوزّع على ضفاف الأنهار، وخاصة نهر الغانج الذي يُعتبر أكثر الأنهار قداسة، ويلقى فيه رماد موتاهم بعد حرق جثثهم، ويكتسي هذه الأهمية من كونه ينبع حسب زعمهم من تحت قدمي الإله الحافظ «فيشنو».

فالجنابة كما جاء في نصوص كتابهم منُّوسَمَرتي يتمّ التطهر منها بالاغتسال «إذا ما خرج المني من الإنسان فإنَّه يتطهر بالغسل»، كما أنَّ «المرء يطهر بالغسل إذا ما لامس شخصاً من الأسافل، أو امرأة حائضاً أو نفساء، أو جثمان ميّت أو لمس من قد لمس جثمان ميّت».

وعندهم أيضاً أنَّ دم الشهيد طهرٌ له وبالتالي لا يغسَّل، ويقولون في شرعهم: «وكلّ من يموت في معركة أو قتال أو يهلك بصاعقة أو دون بقرة أو برهمي، أو يقتل بأمر الملك، أو يريد الملك أن يكون طاهراً، لا يتنجس أحد بموته»، أما للمرأة فإنَّها «تطهر بعد الإجهاض بيوم عن كلّ شهر من أشهر الحمل، وتطهر بعد الحيض بالغسل».

والطهارة عند الهندوس على نوعين؛ حسيّ وهو الاغتسال بالماء، ومعنوي كطهارة الروح بالعلوم المقدسة والقلب بالعبادات، وهكذا...

2 ـ الصلاة: يُعتبر الاستحمام، وارتداء الثياب النظيفة ذات اللون الأصفر أو الأبيض، هذا مع غسل الأيدي والأفواه بالماء المعطّر، ويؤدي كلّ من الرّجل والمرأة الصلاة بهيئة مختلفة عن الآخر، فالرّجل يجلس متربعاً والمرأة تجثو على ركبتيها، أمّا أداء الصلاة فيكون أداؤها كما يلي: «ليس في الهندوسية صلاة جامعة، ولا صلاة جماعة، فالصلاة كلّها فردية» كما ذكر شلبي، في كتابه أديان الهند الكبرى.

أمّا من ناحية الوقت، فقد جاء في منوسمرتي، أنهم يقيمونها في اليوم مرتين: صباحاً ومساءً، فصلاة الصبح عليه أن يؤديها وهو واقف على قدميه من انبلاج الفجر حتّى مطلع الشمس، ويقرأها في صلاة المساء، وهو جالس، إلى ظهور النجوم، فصلاة الصبح بهذه الطريقة تُذهب كلّ ذنوب الليل، وصلاة المساء تُذهب كلّ ذنوب النهار.

وقد تشدّد الهندوس في أمر الصلاة، وقد نصت منوسمرتي على طرد من لـم يؤدّها ويصبح من المنبوذين (الشودار) أو يُحرم من حقوق المولودين ثانية، أي من انتقلت إليهم روح كانت لها حياة سابقة.

ولشدّة ولع الهنود بالتنسك والاعتزال في الغابات وعلى ضفاف الأنهار، رأوا أنَّه «لا بأس بأن يقوم المرء بالعبادات حتّى ولو بقراءة كايتري وحدها، وذلك بالقرب من نهر أو غابة، وهو مطمئن البال، مستجمع الفكر».

ويستخدم الهندوس عند طقوسهم في معابدهم برفقة الكاهن، إضافة إلى الماء في الطهارة، النّار التي يوقدون بها البخور ومع ذلك الأزهار، والصلاة التي تؤدّى في المعابد تؤدّى ،كما يذكر شلبي، على الشكل التالي:

«يتلو الكاهن تعاويذه التقليدية، وبعدها يركع الشخص تحت قدمي الصنم متضرعاً... يتلو الكاهن الأدعية التقليدية... كلّ طبقة لها وضع خاص في الأدعية التي يتلوها الكاهن... في الختام يتلو الكاهن دعاءً مخصوصاً... يصلّي الشخص ثُمَّ يُرشُّ الماء ثُمَّ يخرج».

3 ـ إحراق الموتى: النفس هي الأساس في المفهوم الهندوسي، والبدن ليس له اعتبار كبير ضمن نظام التناسخ، فإنَّ النفس عندهم تنتقل في دورة الحياة من بدن إلى آخر طلباً للتزكية والتطهّر حتّى إذا ما تـمَّ لها ذلك توقف حلولها في الأبدان واتحدّت بالروح الكلية «النيرفانا».

لذلك اعتمدوا نظاماً قاسياً مع البدن في الحياة، وإذا ما مات المرء فيكون في طقوسهم إحراق جثمانه، ومن ثُمَّ وضع الرماد في أنبوب وإلقاء هذا الرماد في نهر الغانج، النهر المقدّس عندهم.

أمّا الإجراءات للحرق فهي كما حدّدها الدكتور شلبي كما يلي: «المقومات: النّار ـ الحطب ـ الجثة ـ الماء.

هذه الأشياء ينقلها أبناء الميّت تحت قدم الصنم.

طريقة التنفيذ: يغسل الميّت بالماء القراح ثُمَّ يُغسل مرة أخرى بالماء المعطر... كلّ الفتوح في الجسم تغلق تماماً. يحرق الجسم بالنّار المحترمة عندهم التي يقررها الكاهن... يلقى عليها الحطب الذي يعترف بأنَّه محترم عندهم... التراب المتخلّف (الرماد) من الحريق تتلى عليه التعاويذ والتراتيل الهندوسية»، ثُمَّ يتمّ وضعه في أنبوب لرميه بعدها في نهر الغانج.

4 ـ اليوغا: الإنسان في الهندوسية من نفس «آتمن» وجسده أشبه ما يكون بحاجز كثيف يمنع النفس من الانعتاق من توالي دورة الحياة عليها ليتحقّق الاتحاد بالروح الكلية أو بالإله برهما.

لذلك اعتمد الهندوس كما يقول السحمراني، مصطلح «كارما»؛ ويشير هذا المصطلح إلى نظريتهم في الولادة وتناسخ الأرواح بين الأبدان، ومصير الإنسان، خاصة النفس مرهون بأعمال الإنسان نفسه.

فإذا سلك الإنسان سُبُل الخير والعمل الصالح، وقام بواجباته الدينية بلغ الـ «موكشا» وانعتق من دورة الحياة والموت واتحدّ بالكلي «برهما».

وإذا سلك الإنسان طريق الشر والمفاسد وأهمل الواجب، بقيت روحه متنقلة من جسدٍ إلى آخر وتتكرر عليها دورة الحياة والموت.

لهذه الغاية عمد الهندوس إلى رياضة «اليوغا». وكلمة «يوغا» سنسكريتية معناها: النير، وفي ذلك إشارة إلى أنَّ هذه الرياضة «اليوغا» تحقّق خلاص النفس من نير الأبدان.

إنَّ براهما وآتمن (النفس) واحد، لذلك تكون اليوغا، كما يقول كولر، من أجل إعادة هذه اللحمة التي انفكَّت عند نزول النفس في بدن، فمطلب تحرير النفس لتتحدّ ببرهما إذن هو غاية اليوغا.

ويضيف في قوله: إنَّ العمل لملاشاة البدن وإطفاء نار الشهوة وإخمادها ليست كافية إن لـم يعرف الإنسان الحكمة وينتفي الجهل عنده، وعندما يتمّ إنجاز هذه الحكمة، لا تعود هناك معاناة، إذ لا يعود البوروشا (الروح) مرتبطاً على نحو خاطئ بالبراكريتي (المادة) المتغيِّر والمتعرِّض للمعاناة».

وبذلك يكون الوصول إلى رضوان الإلـه الخالق كما يقول شلبي هو الهدف، ووسيلة ذلك «ممارسة رياضة اليوغا (Catuyoga)، تلك الرياضة التي تقوم على أساس من التذكر والتفكير والصمت».

أما كولر فيقول إن اليوغا هي السبيل للخلاص من الآلام والبلايا تمهيداً لتحقيق النرفانا التي بها يتمّ الاتحاد والذوبان الكامل لآتمن (الروح) ببرهما.

وبذلك تنتهي اليوغا بالإنسان ـ كما يقول السحمراني ـ إلى خلاص من نير البدن، ومن نوازع الأنا ليكون محبّاً للنّاس جميعاً، هذه الدرجة الرفيعة تعطي لصاحبها لقب «مهاتما»، وهو لقب يطلق على الصلحاء والقديسين عند الهندوس، والكلمة بالأصل من مقطعين: آتما أو آتمن، أي الروح و «مها» معناه العظيم وبذلك يصبح مَنْ تحقّق له الخلاص صاحب الروح الأعظم.

5 ـ سَرادّة: Sraddha: وهي ـ كما ذكر البستاني في دائرة معارفه ـ لفظة هندية معناها الوضيمة وهي تُطلق على احتفال يجرونه في الهند للموتى ولأرواح الموتى، فإذا أجريت لشخص متوفٍ من مدّة قريبة يكون المقصود منها إيصال روحه إلى السَّماء وتسهيل قبولها بين الأرواح الخالصة المسماة بيرس، وعندهم أنَّ عدم إجراء هذا الاحتفال يُبقي الروح تائهة على وجه الأرض مع الأرواح النجسة، وأنَّ الذي يتأخر في أداء هذه الفروض نحو أقربائه المائتين تلعنه الآلهة والبشر وتبقى أرواح أقربائه محرومة مدّة سنوات معلومة من وليمة الأرواح الخالصة، والذي يموت بدون أن يترك ابناً ليتمّم بعده الفروض المأتمية يكون سبباً لطرد أرواح سلفائه من الجنَّة إلى الجحيم.

والبراهمة يجرون في أوّل كلّ شهر قمري سرّادات مشتركة عن أرواح سلفائهم عموماً ويقدّمون تقدمة يومية، ويقيمون كلّ شهر أو كلّ سنة سرّادات خصوصية لأقربائهم. وقد ورد في كتاب مانو تفصيل شريعة السرادّة عندهم، وذكر فيه أنَّ الذي يقدّم لأرواح الموتى أرزاً مسلوقاً في الحليب وعسلاً وزبدة مصفاة في أحد الأيام القمرية عندما يكون ظلّ الفيل متجهاً نحو الشرق يرضيها سنة كاملة والتقديمات الأخرى ترضيها شهرين أو ثلاثة أو أكثر حسب أنواعها، وتسر الأرواح مسرّة أبدية إذا قدّم لها لحم وحيد القرن أو سرطان البحر أو ما عزَّ صوفه يضرب إلى الحمرة أو عسل أو حبوب أكل منها ناسك، وبين هذه العوائد الهندية والعوائد اليونانية والرومانية مشابهة كلية، ولا يدعو الهنود إلى الوضائم سوى أشخاص طاهرين ومن الضرورة حضور برهميّ حاو كلّ الشروط المقتضاة، وحضور رجل واحد عارف بالكتب الدينية أفضل من حضور مليون رجل لا يعرفون بها وإذا لـم يكن للمتوفي ابن فالولد الذي يكون قد تبناه يتمّم فروض السرادّة وهذا مما يزيد تبنيه ثبوتاً.

6 ـ المرأة عند الهندوس: لم تتمتع المرأة في المجتمع الهندوسي بأي مكانة، بل كانت مسلوبة الحرية والحقوق بكل انواعها، وقد ورد في بعض النصوص في شرعهم أنه «لا تليق الحرية المطلقة بالمرأة قط، بل يجب أن يرعاها أبوها في صغرها وزوجها بعد ذلك وابنها في كبرها».

كما يجب عليها سواء كانت « صغيرة وشابّة أو مسنَّة ألا تعمل عملاً، ولو داخل دارها بمطلق إرادتها وحريتها، بل يجب أن تكون في صغرها تابعة لأبيها، وفي صباها لزوجها، وإذا مات زوجها فلإبنها، ولا تكون مطلقة الحرية».

كما فرضت الشريعة الهندوسية نظاماً سيئاً على المرأة جعلها أسيرة زوجها في شتى وجوه حياتها، وعليها أن تطيعه حتى لو كان منحرفاً وغير صالح، كما صورها المجتمع الهندوسي بأنها فاسدة ومفسدة حيث لامكان عندها للقيم والأخلاق، وبذلك دعا للتعامل معها بحذر«قد فطر النساء على إغراء الرجال، فعلى العقلاء أن يحذروهن، إنَّ في استطاعة النساء استهواء حتّى العلماء من الرجال، وجعلهم عبيد الهوى والغضب، بل الجهلاء منهم.

وتدعو الهندوسية الرّجل إلى عدم مواقعة زوجته، وهي في الحيض، لأن "وطء الحائض يذهب العقل والنشاط والقوّة والجمال، وبالاختصار إنَّه يضيع الحياة كلّها، أما اجتنابها وهي في حالة الحيض، فإن ذلك يزيد العقل والنشاط والقوّة والعمر.

والمرأة عند الهندوس لا تتاح لها فرصة التحصيل العلمي خاصة للفلسفة، لأنَّها لا تطيق ذلك ويقودها إلى الجنون. وكذلك يحرّمونها دراسة كتب الفيدا والويدا المقدسة عندهم. ينقل ديورانت في هذا: «ففي المهابهاراثا إذا درست المرأة كتب الفيدا كانت هذه علامة الفساد في المملكة. ويروي المجسطي عن أيام شاندرا جوبتا: إنَّ البراهمة يحولون بين زوجاتهم وبين دراسة الفلسفة؛ لأنَّ النساء إن عرفن كيف ينظرن إلى اللذّة والألـم، والحياة والحوت، نظرة فلسفية، أصابهن مسٌّ من جنون، أو أبَيْنَ بعد ذلك أن يظلّن على خضوعهن».

والهندوس ـ كما جاء في منوسمرتي ـ بشجعون على الزواج المبكر، ويعتبرون عدم الزواج عاراً، ومنذ الصغر يهتم الأهل بإتمام زواج أولادهم. والزواج يربط المرأة بزوجها رباطاً أبدياً، لذلك انتشر عندهم إذا مات الزوج قبل الزوجة أن تحرق الأرملة مع جثمان زوجها لأنَّه خير لها أن لا تبقى بعده.

ويدعون للتباعد في الزواج بحيث لا يتزوج الإنسان من قريباته، إن لجهة الأم أو الأب، ويضعون شروطاً قاسية تتعلق باختيار الزوجة.

وإذا كان موضوع حرق المرأة الأرملة مع جثمان زوجها قد توقف بشكل شبه نهائي بعد قانون أصدره المستعمرون الإنكليز سنة 1830، فإنَّ المرأة ظلّت محرومة من ميراث أبويها حتّى سنة 1956، حيث صدر قانون في الهند يعطيها هذا الحقّ ، إلاَّ أنَّ المرأة لـم تنتهِ معاناتها بعد في مجتمع الهند حيث لازالت مشكلة "الدوطة" التي على الأهل تأمينها تقف عائقاً أمام زواجها، وبعد تطوّر الفحص الجنيني قبل وضع الحمل لمعرفة جنس الجنين، ساعد على انتشار حركة وأد خطيرة للمولود الأنثى إمّا بالإجهاض أو بالدفن لحظة الولادة. وهذا ما تطلب من البرلمان الهندي أن يصدر في آب (أغسطس) من عام 1994م قانوناً يحظِّر إجراء الفحوص الطبية لتحديد نوع الجنين قبل ولادته.

وتعطي الهندوسية للرّجل حقَّ تطليق زوجته، وهذا الحقّ غير معطى لها، أمّا الأمور التي تبرّر له هذا الطلاق، فهي بحسب شرعهم في منُّوسَمَرتي محدّدة بالنص التالي: «يحقّ للرّجل أن يطلّق زوجته إذا ما ظهر له فيها عيب أو مرض أو أنَّها غير بكر، أو أنَّها أعطيت له بخدعة».

7 ـ من شرائع وتقاليد الهندوس: إنَّ تتبع نصوص شرع مانو أو منُّوسَمَرتي تبيِّن أنَّ الهندوس حريصون على نظام أخلاقي دقيق يتميَّز بالاحترام والفضائل، ومعظم ما يطرحونه في هذا الباب غير مخالف لما تأمر به الرسالات السَّماوية.

أول ذلك ما يأمرون به من احترام شديد لكبير السنّ، وما يطلبونه من الصغير من آداب يتعاطى من خلالها مع من هم أكبر منه،بأن يبدأ الكبار عندما يلقيهم بالسَّلام وأن يعرفهم نفسه، ومن لا يعرف ألفاظ السَّلام يستخدم مع الكبير تعبير تَمسْكار؛ أي أنحني أمامك.

ولم يقتصر هذا التكريم على العمر فقط، بل يتسع ليشمل الأمر مجموعة كبيرة من الأشخاص، «قف وعظِّم خالك وعمّك وحماك والعلماء الذين يقومون بالأعمال الدينية وأستاذك ولو كانوا أصغر منك سناً»..

وأعطى التشريع الهندوسي مكانة عظيمة للأبوين لما لهما من فضل في إعداد الأولاد وتربيتهم «ليس بالمستطاع مكافأة الأبوين، حتّى ولا بمئة سنة، على ما يقاسيانه من العذاب في نسل الأولاد... على التلميذ أن يقوم على خدمة الأبوين والأستاذ بما يرضيهم، وبذلك ينال ثواب عباداته كلّها... إنَّ طاعة هؤلاء الثلاثة هي خير العبادات، فعلى التلميذ ألاّ يقوم بعبادة ما رجاء الثواب وزيادة الحسنات إلاَّ بإذنهم».

فالوالدان والأستاذ هم أكثر من يحسن للإنسان ويسهم في تشكيل شخصيته، لذلك وجب عليه أن يبادلهما الإكرام والإجلال، وهذا الاحترام يعبَّر عنه بأسلوب المخاطبة وبالهيئة عند التخاطب مع الأستاذ.

والهندوسي عليه أن يسعى إلى النعيم الأخروي، وبذلك عليه أن يتحمّل الأذى في الدنيا، وأن لا يردّ الإساءة بمثلها.

وفي الهندوسية جملة وصايا تصبّ كلّها في مجرى اتباع الفضائل، وقد ركزت النصوص عندهم على عدم إذية الغير ولو أوذي، وأن لايحسدهم على ما آتاهم الله من فضله.

وتُحرّم الهندوسية القمار، وتطالب الحاكم أن يمنع القمار وكلّ أشكال الرهانات، وأن يعمل على معاقبة من يُمارس ذلك، ويعدون القمار كسباً غير مشروع، وهو من جملة أنواع السرقة.

وتستمر الهندوسية في تحريم ومحاربة النفاق والتدليس، وتحظّر التنجيم والارتزاق من خلاله، كما أنَّها تعاقب من لا يمارس عمله، خاصة الأطباء، بصدق وأمانة، وتطالب الحاكم بأن يلاحق هؤلاء وينـزل بهم العقاب المناسب لاستئصال الفساد من المجتمع، كما تحرم الرشوة والمكر والتدليس والمقامرة وسلوك طريق الخبث والنفاق والعيش بالتنجيم والشعوذة والمومسة والسرقة والغش، وتحرم إلى جانب ذلك السرقة والغش، وتعاقب على ارتكاب أي مما ورد من هذه الأمور.

وتحرِّم الهندوسية الخمر، لأنَّه نجس ومصدر للخبث «إنَّ الخمر نجسة كالإثـم، فعلى المولودين ثانية ألا يشربوها».

إنَّ ما ذكرناه، وهو يشكل بعض مواقف الشرع الهندوسي في مسألة الخلق والفضيلة والضبط الاجتماعي، يُظهر جلياً أنَّ الهندوسية تتمتع بنظام أخلاقي متقدّم وموضوعي ومفيد في ضبط المجتمع، ويلتقي في أغلب أسسه مع رسالات السَّماء.

وهكذا يمكننا أن نستنتج أن الهندوس يعتقدون بوجود ثالوث يعتبرون فيه أن برهم هو الأقنوم الأول الذي ينبثق من نفسه ثلاثة أقانيم كل مرة في أقنوم، وهذه الأقانيم تتجسد ببرهما وفيشنو وشيفا، وبعد ذلك بعددٍ لا حصر له من الآلهة، إلاَّ أنَّهم يقرّون لبرهما بأنَّه الأساس وأنَّه الخالق. أما من الناحية المجتمعية فإن الهندوسية تتميز بنظام طبقي جائر ومغلق، ينتمي فيه الأبناء حكماً إلى الطبقات التي ينتمي إليها الآباء، ما يجعل مسألة تكافؤ الفرص معدومة في هذا المجتمع ، وبالتالي تغيب عنه كلياً العدالة الاجتماعية، وأسوأ ما فيه هو تلك النظرة الدونية التي تنطلق من رؤيتهم لأصل الخلق الذي يجعل فئة الشودر في أدنى الهرم فيُصنفون عندهم كالعبيد ومهمتهم الخدمة، وبعبارة أخرى يشكلون طبقة المنبوذين في المجتمع، ولذلك جرت العديد من المحاولات لانصاف هؤلاء الشودر، ولكنها باءت بالفشل، ولم تحقق الآمال المرجوة منها.

هل يمكن ان يتخذ ماذكر أعلاه كدين من أجله نحيا وعليه نموت ؟؟؟

يتبع...

اخت مسلمة
03-23-2009, 12:53 AM
الزرادشـتيـة

من أوائل الأمم التي قالت بالتناسخ والحلول هي المجوس التي قالت بالتثنية ومحصل قولها: إنها أثبتت مدبرين قديمين يقتسمان الخير والشر، والنفع والضر، والإصلاح والفساد، وهذان الأصلان هما (يزدان وأهرمن) وتعني (النور والظلمة). وكل شيء عندهم يدور وفق قاعدتين، الأولى كيفية امتزاج النور بالظلمة، هذا هو المبدأ والقاعدة الثانية سبب خلاص النور من الظلمة وهذا هو المعاد.
المجوس فرق متعددة، فزعم بعضهم أن الأصلين النور والظلمة لم يكونا قديمين منذ الأزل، بل أحدهما قديم أزلي وهو (النور) والأصل الثاني (الظلمة) محدثة أي ليست أزلية، ولهذا اختلفوا في الأصل الثاني ومما تكون؟! لأن النور خير والخير لا يحدث شراً وهو الظلمة..

وهؤلاء يزعمون أن المبدأ الأول من الأشخاص هو كيومرث والمعني به آدم(ع) وبعضهم قال المبدأ الأول هو زوران الكبير ويعد أول معلم لهم، ثم النبي زرادشت.

وللكيومرثية مزاعم في خلق الظلمة وسيطرته على النور، وقد أثبتوا إلهاً قديماً وسموه يزدان ومعناه النور، يعنون به الله تعالى، وإلهاً مخلوقاً سموه أهرمن ومعناه الظلمة ويعنون به إبليس. ويزعمون أن سبب وجود أهرمن أن يزدان فكّر في نفسه أنه لو كان له منازع كيف يكون محدث، أهرمن مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والضرر والإضرار، فخرج على يزدان وخالف طبيعته فجرت بينهما محاربة، كان آخر الأمر فيها أن يكون العالم السفلي لأهرمن سبعة آلاف سنة ثم يخلي العالم ويسلمه ليزدان، ثم إنه أباد الذين كانوا في الدنيا قبل الصلح وأهلكهم وبدأ برجل يقال له كيومرث وحيوان يقال له الثور فكان من كيومرث البشر ومن الثور البقر وسائر الحيوان.

وقاعدة مذهبهم تعظيم النور والتحرز من الظلمة ومن هنا أبحروا إلى النار فعبدوها، لما اشتملت عليه من النور. ولما كان الثور أصل الحيوان عندهم المصادف لوجود كيومرث عظموا البقر فعبدوها لما اشتملت عليه من النور، ووصل بهم الأمر إلى أن يتعبدوا بأبوالها.

المزدية: النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة:

أما المزدية فكانت تقول إنّ هناك قوى متناقضة تسبّب تصادماً ونزاعاً يتجسد ألوهة منقسمة إلى ثنائية من نور وظلمة أو خير وشر، في نظام يحكم المسيرة الكونية، وقد تطورت فكرة النظام هذه إلى فكرة العدالة، التي اتخذت مظهراً إيجابياً بينت فيه المزدية أن النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة : إن عجلة الوجود التي تنظمها "أرتا" أو النظام، إنما تديرها وتحكمها "آث" أو "العدالة".

إن قانون العدالة يحتم حرية الاختيار لكل إنسان في اتباع أي الحزبين شاء، إما حزب "الإله الشر" أو حزب "الإله الخير"، ولكن لما كان كل من الإلهين يتحاربان والحرب بينها سجال ولا يباشرانها بأنفسهما وإنما بمخلوقاتهما، فإن الإنسان، وقد خلقه "مزدا" حر الإرادة، تتجاذب في حياته هاتان القوتان، فإن هو طهّر بدنه ونفسه وعمل صالحاً نصر خالقه وأضعف إله الشر، وبذلك يدين بدين "مزدا".

الإصلاح الزرادشتي:

ولكن المزدية لم تبق على حالها، وإنما تعرضت للإصلاح من جانب زرادشت الذي عاش من سنة 660 ـ 583 ق.م، وهو مدفون في ناخشي رستم، بالقرب من برسوبوليس. يعتبر كتاب"أفت" المصدر الأساسي والوحيد الذي يمدنا بالمعلومات عن طبيعة هذه الديانة ومؤسسها ، بينما يذكر المسعودي في كتابه الأشراف والتنبيه أنّ اسم ذلك الكتاب (الأيستا) وعدد سوره إحدى وعشرين سورة، تقع كل سورة في مائتي ورقة، وعدد حروفه ستون حرف، لكل حرف سورة مفردة فيها حروف تكرر وحروف تسقط، وزرادشت هو الذي أحدث هذا الخط والمجوس تسميه "دين تبره" أي كتاب الدين.

وكان زرادشت قد شرح "الأيستا" في كتاب سمّاه "بادزنده" وقد شرح علماء الزرادشتية الشرح المتقدم في كتاب أسموه "يازده".

ومن حيث اختلاف الناس في كتاب زرادشت المقدم ذكره هذا، هل نزل عليه أو أنه صنفه قال الفقهاء: إن للمجوس شبهة كتاب، لأنه غير مقطوع بكونه كتاباً منـزلاً.

تعتقد الزرادشتية أن الإله خلق في غابر الأزمان وفي ملكوته الأعلى خلقاً روحانياً، ولما مضت ثلاثة آلاف سنة أنفذ مشيئته في صورة من نور على تركيب صورة إنسان ثم أيده بالملائكة والكواكب والشمس والقمر، ثم جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين وبعدها خرج شبح زرادشت بلبن بقرة فشربه أبو زرادشت والتي صارت منها نطفة زرادشت، وبعد أن ولد وبلغ من العمر ثلاثين سنة وبعضهم قال أربعين سنة بعثه الله نبياً.

فزرادشت لا يحيد عن مقالة الفرق المجوسية إذ يقر النور والظلمة، ويقول إنهما اصلان متضادان، وكذلك يزدان وأهريمان وهما مبدأ الموجودات وحصلت التراكيب من امتزاجهما، كما أن الخير والشر والفساد والصلاح والطهارة والخبث وكل شيء يضاد شيء آخر إنما حاصل ذلك كله من امتزاج النور والظلمة، وأن الله تعالى مزجهما لحكمة رآها في التركيب، وأنهما لو لم يمتزجا لما كان هناك وجود للعالم، وأن الامتزاج لا يزال قائماً حتى يغلب النور الظلمة ثم يخلص الخير في عالمه وينحط الشر إلى عالمه وحينئذٍ تكون القيامة.

فلسفة زرادشت:

لقد تأمل زرادشت بمنشأ الشر وسبب الألم، فوجد نفسه أمام ثنائية الألوهة المشطورة. من ناحية يقف الإله الخير "أهور مزدا" وفي ناحية يقف الإله الشر "دروج"، ولكل من هذين الإلهين قدرة على الخلق، فكلاهما قد خلق ما شاءت له الطبيعة من خلق بسببه تتسم هذه الطبيعة بطابع التضاد وتنقسم إلى مظهري الخير والشر.

هذه الفلسفة الزرادشتية في تثنيتها ليست كالتثنية الأولى للدين المزدي، وإنما هي تثنية تنقسم إلى وحدة خيّرة تجعل المنشأ الخير وتهوي بالشر في النهاية إلى هوة العدم، وبالتالي ليست هي تثنية صحيحة بمعناها الصحيح، لأن الذي أوجد الوجود هو "الخير" وأما الشر فسيمحى وسيفنى، ولهذا تنفصل انفصالاً تاماً عن الثنائية المزدية.

الزردشتية هي عقيدة دينية تتمحور حول ألوهة إله واحد مطلق عالمي ومجرد، وقد جاء ذلك على صفحات الـ"أفت" حيث ينبعث صوت زرادشت عبر سطور الـ"جاتها يآسنا" يناجي الإله " أهور مزدا".

إني لأدرك أنك أنت وحدك الإله وأنك الأوحد الأحد، وإني من صحة إدراكي هذا أوقن تمام اليقين من يقيني هذا الموقن أنك أنت الإله الأوحد.. اشتد يقيني غداة انعطف الفكر مني على نفسي يسألها: من أنتِ؟

ولفكري جاوبت نفسي؛ أنا؟ إني زرادشت أنا، وأنا؟ كاره أنا الكراهية القصوى الرذيلة والكذب، وللعدل والعدالة أنا نصير!

من هذه أتفكّر الطيبة التي تحوم في خاطري، ومن هذا الانعطاف الطبيعي في نفسي نحو الخير، ومن هذا الميل الفطري في داخلي إلى محق الظلم وإحقاق الحق أعرفك.

من هذه الانفعالات النفسية والميول الفكرية التي تؤلّف كينونتي وتكوّن كياني ينبجس في قلبي ينبوع الإيمان بأنك أنت وحدك أهورا مزدا، الإله وأنك الأوحد الأقدس الخيّر الحق!!!

"الآي 44 من الجاتها ياسنا"

تنـزهت وحدانية "مزدا" عن الشرك تنزهاً إلى درجة محا معها وجود الأرباب وجعلها وهماً، هو إله لا يُسمع ولا يُرى ولا يكلّم، ولكنه يتجلى على صفحة المخيلة سيداً محاطاً بحاشية من الأرواح الطيبة أو الملائكة متفاوتة الرتب يصدر عن حفيف أجنحتها دويٌ يملأ الرحاب السماوي، وبه من كل جانب يحف، تبـرز الملائكة ككائنات مجنحة تكوينها نوري، كائنات نورية، لأنها من الإله نفسه، قد انبثقت وانتشرت في ملكوته السماوي كحاشية له وكجنود بأمره تأتمر بيده لينفرد من بينها ستة هم الرؤوس من الملائكة يحملون أسماء: العقل والحكمة والتقى والسلوك الطيب والخلود.

وهذه أسماء الصفات في الإله نفسه، منه انتشرت ككائنات نورية ولكن هذه الملائكة ليست أرباباً فلا يتجه إليها أحد بالعبادة، بل هي نفسها عابدة تتجه إلى من عليه قد قصرت العبادة.

ومن مقولات الزرادشتية: أن أول ما خلق من الملائكة (بهمن) ثم (ارديبهشت) ثم (شهريور) ثم (خرداد) ثم (مرداد) وخلق بعضهم من بعض، كما يؤخذ السراج من السراج من غير أن ينتقص من الأول شيء. ومن مقالاتهم أن للعالم قوة إلهية هي المدبرة لجميع ما في العالم المنتهية مبادئها إلى كمالاتها. وهذه القوة تسمى (ماسبند) وهي على لسان الصابئة: (المدبر الأقرب) وعلى لسان الفلاسفة (العقل الفعال) ومنه الفيض الإلهي، والعناية الربانية، وعلى لسان المانوية (الأرواح الطيبة).

زرادشت والقيم الأخلاقية:

وتدعو الزرادشتية إلى حمل القيم الأخلاقية، وفيها نظام أخلاقي راقٍ يعبر عنه زرادشت بقوله: "إني أشيد بالفكر الطيب، الكلمة الطيبة، العمل الطيب".

إن صرح القيم الأخلاقية بناء تشيده في النفس ثلاثة أركان:

ـ حُمادا أو التفكير الحميد.

ـ حُقاتا أو القول الحق أو الصدق.

ـ خفائر شتا، أو العمل الطيب أو الخير.

وانطلاقاً من ذلك يستطيع الإنسان أن يحدد بأن ما يراه حقاً هو حق بالفعل، وأن العمل الذي يراه خيراً هو حقاً الخير، وذلك على طريق التفريق بين الباطل والخير، فالباطل طبيعته الفناء، و الخير طبيعته البقاء. يا أيها الإنسان، حكِّم العقل منك.. وخالِف الهوى فيك، هذا هو التفكير الحميد، والقول الحق، والعمل الطيب أو الخير.

غرس زرادشت في البلاط في بلخ بذور دعوته، وجعل من تربتها الخصبة ميداناً لنشرها، فاعتنقها الملك الذي ذكرته "الشهنامة" باسم "جُشتاسْب، وبإعلان "جشتاسب" اعتناقه لمذهب زرادشت ديناً واعترافه بأنه الدين الحق، بدأت هذه النواة تنمو في تربة "التُبع" الأول من قبيلة المجوس، الذين أخذوا على عاتقهم التبشير بالزرادشتية وساروا في أرجاء هذه الهضبة الإيرانية يدعون إلى اعتناق هذا الدين، واعتنقتها قبيلة المجوس، ما أدى إلى انتشارها في تلك الهضبة، وعرفت هذه الديانة تبعاً لذلك باسمهم" المجوسية".

قوانين زرادشت وتشريعاته:

سنّ زرادشت قوانين تنظم المجتمع تعتبر مثالاً راقياً في مجال حقوق الإنسان، فنهى عن حياة الغزو ودعا إلى حياة السلم، وترك للناس حرية الاختيار في اعتناق مذهبه أو رفضه، فهو لم يجبر أحداً لا من قومه ولا من أعدائه التورانيين على اتباع تعاليمه، وإنما سلك في دعوته المسلك المثالي.

وقال باستقبال المشرق حيث مطلع الأنوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجتناب الخبائث.

سقط قتيلاً بيد تورانية طعنته من الخلف في اللحظة التي كان فيها غارقاً يتعبد "الخير" ويسأله: "يا مزدا متى تشرق شمس انتصار الخير على العالم؟!".

وقد شكل السقوط بهذه الطريقة العامل الجوهري في نشر دعوته الخيرية، فقد أمر "جُشتاسب" أن تسجل التعاليم الزردشتية وأن يحملها المبشرون إلى سائر مناحي هذه الهضبة معلنين أن الإله الخير قد بعث زرادشت بشيراً بالخير وداعياً إلى الدين الحق، وذلك عن طريق غرسه في النفوس بوسيلة المعرفة، وطريق المعرفة التعليم.

كما يقول زرادشت" إن على الإنسان أن يؤدي صدقتين: "الصدقة العملية والصدقة العلمية..".

ففي مجال الصدقة العملية يقول "من يعاون الفقير البائس يسهم في إقامة دولة آهورا مزدا".

ويقول أيضاً: "إن الذي لا يجود بماله مع ما أوتي من سعة الرزق سوف يُساق إلى هاوية الفقر، سوقاً، ولتنصّب المصائب انصباباً على الأشحاء الذين لا يتصدقون".

أما الصدقة العلمية فيوجبها زرادشت على أهل المعرفة لتسد الحاجة العقلية والروحية للجهلاء! والإيمان بوحدانية الإله الخير، وتقويم انحراف أفراد المجتمع الذين حادوا عن الخلق الطيّب حتى يزول من نفس الأفراد الجهل، وتذوب في اضمحلال من هذه النفس شهوة الشهوات.

دعا زرادشت إلى مكارم الأخلاق، وجعل دعائم الأسرة تقوم على أسس قوية من قواعد الأخلاق، فاعتبر أن الرباط العائلي عن طريق الزواج هو جزء من الدين وفي البيت الزوجي تبلغ الدنيا أقصى سعادتها: "إنه البيت الذي يضمّ زوجة صالحة ويمرح فيه أطفال وتزداد فيه التقوى".ويقول إن البيت السعيد هو البيت الذي تتناسل فيه الماشية ويكثر فيه غذاء الحيوان ويكون الكلب فيه سعيداً.

لا تكلّف شريعة "مزدا" تكاليف مادية، فلا تفرض طقوساً ولا تلزم بشعائر يؤديها معتنقوها، فالمطلوب هو نقاء الفكر والعمل.

كان زرادشت طبيباً وإلى طب الجسد امتدّ إصلاحه، وشريعته تنصّ على الشروط التي ينبغي أن تتوفر في طبيب الجسد وهي: أن يعرف تشريح أعضاء الجسم وألا يزاول العلاج إلا بعد معرفة تامة بأنواع الأدوية وأسماء الأعشاب المختلفة وخصائصها، وأن يحرم من ممارسة الطب إذا عالج ثلاثة أشخاص فماتوا.

وهذا ما جعل الطب يتطوّر ويتقدّم في إيران، فكانت مدرسة "جنديسابور" من أهم مدارس الطب قبل الإسلام، وظلت كذلك إلى القرون الإسلامية الأولى.

اعتبر زرادشت أن العمل الزراعي هو العامل الأول لنهضة الأمة، لأنها توفر للأمة قوتها وتقيها في سنين الجفاف شر القحط، والقحط باعث على إثارة شهوات الغزو في النفس وباعث على الحروب، ومن ثم كانت الزراعة عامة من أهم النواحي التي دعا زرادشت أتباعه إلى النهوض بها بقوله: إنّ زرادشت سأله ربه عن خير الطرق لإعلاء كلمة دين مزدا، فأجابه: "إنها زراعة القمح، فمن زرع القمح يزرع الاستقامة ويعين دين مزدا"، لأنه "حين تبذر حبوب القمح تذعر الشياطين.. وحين تنبت تضطرب وتمرض.. وحين ترى سيقانها تبكي.. وحين ترى سنابلها تدير ظهرها".

وبالمقابل حرّمت الشريعة الزرادشتية على المؤمن إهمال الأرض وفرضت عليه إصلاحها..

وقد جاء في قانون أردشير فيما بعد أنه كانت تنـزع ملكية الأرض البور التي لم يفلحها صاحبها، وتعطى لمن يقدر على إصلاحها وزرعها.

اعتبر زرادشت أن الكون ساحة يدور عليها الصراع الدائم بين الخير والشر في العالم، في الأسرة، في نفس الإنسان.. وعلى الإنسان أن يحارب في هذه الميادين الثلاثة والنصر بجانبه إذا بدأ بنفسه.. إن جهاد النفس أشقّ الجهاد..

محاسبة النفس:

كما أنه دعا الإنسان إلى أن يعمل الخير دون أن ينتظر الجزاء، فإن الخير يحمل جزاؤه في نفسه، ولذلك عليه أن يستأصل عامل الشر من نفسه وينمّي في نفسه بذرة الخير، لأن خالقه جعل له عقلاً وأعطاه القلم بيده وعلّمه به ما لم يكن يعلم، وتركه يسطّر في لوحه ما يريد بعد أن بيّن له طرق الخير وأمره باتّباعها وبين له طرق الشر وأمره بمقاومتها، عن طريق هذا العقل الذي أعطاه إياه وهذا الضمير الذي أودعه فيه..

بيد أن عند هذه النقطة، القائلة بحرية الاختيار لا يكل بها زرادشت أمر الهداية والضلال إلى الإله تارة وإلى مشيئة الإنسان أخرى، وإنما يلتزم مبدأً واحداً يقول بحرية الاختيار وينفي نفياً قاطعاً فكرة التواكل، فلا تواكل عنده، وإنما حرية الاختيار، ونتائجها جزاء و قصاص: "يا أيها الناس؛ أمامكم طريقان.. تأملوا بذهن صافٍ هذين الطريقين، وفيها بوضوح انظروا حتى تختاروا أحدهما.. إن مصير كل واحد منكم يتكوّن تبعاً لهذا الاختيار".

بجوار الجسم تظل النفس معلّقة ثلاثة أيام، وفي فجر اليوم الرابع تهبّ عليها الرياح.. ريح عطرة إذا كانت النفس خيّرة، وغير عطرة إذا كانت شريرة، ليدفعها هذا الريح إلى موضع فيه تُلقى وفيه تَلقي إما كائناً حسناً وإما كائناً قبيحاً وليس كلاهما بحقيقي بل هو كناية عن مظهر وصورة كوّنتها منه الأعمال والفكر، وهذا قد كوّنهما منه الضمير، لقد قاد الضمير الإنسان إلى حيث تجري محاكمته أمام قضاة ثلاثة يرأسهم "ميتهرا"، حينذاك سيدرك الإنسان أنه لم يُترك سدىً، وإنما أحصيت عليه أعماله وإن عليها في يوم الحساب، سيحاسب حساباً عدلاً..

في يوم الحشر سيكون الحساب الأخير وسيكون أهل المعرفة أكثر الناس مسؤولية وسؤالاً، فإن المعلم مسؤول "يوم الحشر" عن إهماله في إرشاد من قد أجرم وعن الصراط السوي كان قد انحرف، "ولسوف يرى كل امرىء أعماله، حسنة أو قبيحة، ولسوف يتميز المجرم يوم الحشر ويبقى ظاهراً ظهور النعجة البيضاء وسط النعاج السود!.. ويعتب المجرم حينذاك على خلاّنه الذين عملوا صالحاً في دنياهم وكان لهم من المعرفة نصيب ولم يأبهوا بهدايته وتقويم خلقه، ويقول لهم: لماذا نسيتموني؟ لماذا تركتموني ولم تعلموني طريق الفضائل؟! وعندئذٍ يترك خلانه الأخيار مكانهم في الجمع وقد علاهم الخجل، وقد ختم الله على قلوبهم وألسنتهم لما فرطوا من حقّ إرشاد صاحبهم".

"زرادشت"

وهذا اليوم سيكون عسيراً، "فاليوم" إنما الآخرة في هذا اليوم سيمحق "مزدا" الباطل محقاً ويمنح "مزدا" لا لمن يشاء وإنما لمن يستحق منحه".

الزرادشتية تدعو الإنسان إلى أن يصغي جيداً إلى الحقيقة، ويتأمل بذهن صاف الطريقين وأن يتنبه إلى أي الطريقين أيهما الأسلم له يوم الحساب.

الزرادشتية دين رسمي:

تحوّل المذهب الزرادشتي إلى دين رسمي لبلاد فارس في عهد داريوس الأول، واعتنق مذهب زرادشت، ولعلّ سمة التسامح التي تحلى بها داريوس الأول مردّه إلى الفلسفة الزردشتية في تفكيرها الإلهي القائل بأن جوهرالفكرة الإلهية لن تنال، بتغير الأمم واللغات، متغير أسماء فهو إله واحد لكل العالم، ولكل أمة أن تناديه بالإسم الذي شاءت .

ويعظمون النيروز، وهو أول يوم من سنتهم وعيدهم الأكبر. وأول من رتبه "جمشيد" أخو "طهمورث". ويعظمون أيضاً المهرجان وهو عيد مشهور من أعيادهم.

يتبع...

اخت مسلمة
03-23-2009, 06:15 PM
الشنتوية ..

وهي الديانة الأكثر قدماً في اليابان، وتشكِّل الحيز الأساس من تراث اليابان، كان السكان الأوائل الذين هاجروا إلى اليابان من مناطق آسيا المجاورة يطلقون عليها اسم «ينبون» أي بلد الشمس، وذلك لاعتقادهم بأنَّ الشمس إنَّما تشرق من خلف الجبال المنتشرة على الجزر اليابانية لتنير العالـم كلّه، ولا تزال هذه التسمية معتمدة حتّى يومنا هذا.

والشنتو كلمة صينية الأصل مؤلَّفة من مقطعين: شن وتعني الروح أو إله، وتا وتعني الطريق، فهي، إذاً تعني طريق الإله.

مصادر العقيدة الشنتوية:

إنَّ معتقدات الشنتو يتضمنها كتابان يعود زمن صياغتهما بالشكل المتداول حالياً إلى النصف الأول من القرن الثامن الميلادي، والكتابان هما كوجيكي Kojiki، ونيهونجي Nihongi.

وكوجيكي أي سجلات الآثار القديمة، وقد كتب عام 712م، وكتب بالأصل بأحرف صينية تصوّر بالألفاظ الصوتية للسكان.

أمّا نيهونجي، أي سجلّ الأحداث التاريخيّة لليابان، فقد كتب عام 720م، وإذا كان الأول يتضمَّن أساطير اليابانيين حول خلق العالـم وانتشار المخلوقات وارتباطها والدور الأساس فيها للشمس، فإنَّ الثاني يعرض لتاريخ اليابان منذ القدم حتّى عام 697م، وفيه سعي لإثبات عراقة اليابان، ومكانة الأسرة الإمبراطورية، وهذان الكتابان يعدان من أهم مصادر عقيدة وفكر ديانة الشنتو.

الخلق والانبثاق الوجودي وفق كتاب ألـ «كوجيكي».

الأسطورة تقول: إنَّ أوّل الموجودات كان ولد آلهة في أسماءهم: الإلهة المولى مركز السَّماء المهيب، ثُمَّ بعدها كان وجود إله الإنتاج الأعلى المهيب، وأخيراً كان إله الولادات الإلهية، هذا الثالوث من الآلهة، هو الأول من سلسلة الآلهة، له عندهم صور جسدية، حيثُ صرّحوا أنَّ هؤلاء الآلهة كانوا عازبين وقد حجبوا أجسادهم عن الأنظار، ولـم يبرروا كلامهم وعمّن كان الحجب ما داموا هم أوّل من وجد، وقد نسبوا إلى هذه الآلهة الأمور الأساسية في الخلق والسلطان.

بعدها كان إلهان من الأرض هذه المرة، هما: الإله الأمير الرضي، والإله المقيم أبداً في السَّماء، وبذلك اكتمل عندهم عقد الآلهة الخمسة السَّماويين الذين يتميّزون عن الآلهة الأخرى التي يقولون بها.

بعدها كان إلهان آخران عازبان ومحجوبان عن الأنظار كالخمسة.

وبعدهما: الإله المقيم أبداً في الأرض، والإله حقل الفيوم الوافرة. وبعد ذلك يأتي دور الآلهة المتزاوجين، وحسب أسطورة ألـ «كوجيكي» يولد إله الطين وزوجته إلهة السيف، وبعدهما الإله الوتد الصلد وزوجته الإلهة الوتد الهائج، ومن ثَمَّ يولد الإله الذكر الهيكل الكبير وزوجته الإلهة الأنثى الهيكل الكبير، ويأتي دور ولادة الإله الهيئة الناضجة وزوجته الإلهة المعشوق، ومن نسلهما الأباطرة، وهما إلهان تبادلا الغواية، ما يجعل فعلهما قريباً مما كان في الجنّة من غوايةٍ ووسوسةٍ، وهذان الإلهان هما أيزاناكي فوكامي وزوجته إيزانامي نوكامي، وإلى هذين الأخيرين أسندت مسألة التكاثر والخلق والتوالد، ومن عملهما كانت الجزر اليابانية حسب الأسطورة.

وكلّ ما في اليابان مولود إلهي: الجزر، الجبال، البحار، مظاهر الطبيعة (السهول، الجبال، النبات، الأشجار)، وكذلك الحكام الأباطرة الذين انحدروا من سلالة أمايتراس، وبعدهم الشعب الياباني عموماً الذين يعدّونه مميّزاً ومتميّزاً على سائر الشعوب والأمم.

وتوالت عمليات الخلق والانبثاق إلى أن جاء دور ولادة العائلة الإمبراطورية، وهي من أنواع الآلهة، والآلهة في اليابان بالآلاف، والولادة الإمبراطورية جاءت من إله الشمس: أمايتراس.

«أمايتراس ـ نو ـ كامي منذ الزمن القديـم ينظر إليه على أنَّه رئيس أصنام نحلة الشنتو Shinto، ومن بقاياه قطع مادية يعتقد في قداستها، لأنَّه يعتقد أنَّها ترجع إلى أصل الصنم الرئيس المقدّم، وهذه القطع المقدّسة عبارة عن مرآة وخنجر وبقايا مسجة.

وتبعاً لهذه القصة، فإنَّ أمايتراس ـ نو ـ كامي أرسل ولده الذي يدعى: «ني ـ نيجي Ni-Nigi» ليحكم بلاد اليابان، ثُمَّ تزوج هذا الابن من ابنة جبل فوجي Fuji، وحفيد هذين الزوجين المسمى جمّو ـ تنّو Jimmu-Tenno نصّب نفسه قيصراً وملكاً ذا سلطان وحكم، فهو القيصر الياباني الأول.

وبناءً على ذلك، فمنـزلة الصنم المقدَّس (الشمس) مستمرة أبدية طالما أن حفيده قيصر على اليابان. تقوم عقيدة الشنتو في الأغلب على الأساطير، وكلّ شيء عندهم مقدس، «تربط معبوداتهم بتعدّد آلهة على علاقة بكلّ مظاهر الطبيعة، حيثُ الكلّ مقدس من الكواكب، إلى الأنهار، إلى الأجداد والسلف، إلى الأباطرة والكثير من المظاهر الطبيعية».

وللشمس مكانةٌ خاصَّةٌ عند الشنتو، وتسمى «أمايتراسو» ومنها الضوء، ووفقاً لمعتقداتهم، فإنَّ السلالة الإمبراطورية التي تحكم اليابان منذ آلاف السنين مقدسة، وسبب قداستها أنَّ مؤسسها الأول سليل الشمس المقدسة، وقد وصل إلى الأرض عبر جسر عائم قائم بين السَّماء والأرض، وما يبرر ذلك، أنَّ في معتقدات الشنتو ما مفاده أنَّ الأرض والسَّماء وثيقتا الصلة.

وعندهم مقدّس آخر هو الـ «كامي» Kame، ورغم أنَّ كامي عنصر أساسي في عقيدة الشنتو، إلاَّ أنَّها كلمة يلفُّها الغموض، وأحد فقهاء الشنتوية في القرن الثامن عشر للميلاد، وهو «توري نورينما»، صرّح بعجزه عن فهم كلمة «كامي» وعرّفها بصورة عامة، فقال: «جميع الأشياء أيّا كانت التي تستحق التبجيل، وتبعث على الرهبة، لأنَّها فوق المألوف، وكذلك القوى الضائعة التي تملكها تسمى: كامي».

ويقول عبد الفتاح شبانة: «تترجم كلمة (كامي) عادةً إلى كلمة الإله أو الروح، ولكنَّها في فلسفة الشنتو إنَّما تعني شيئاً له القداسة، وهو موجود في الحياة اليومية، ويؤثّر في الإنسان، بحيث يبعث فيه مشاعر الاحترام والقداسة أو مشاعر الغموض والانبهار».

وقد أوضح موتوري Motori، وهو من علماء الشنتوية في القرن السابع عشر للميلاد، نزعة اليابانيين إلى إظهار التفوق، وتبريرهم يقوم على مقولة هي: ما دام الإمبراطور الياباني سليل الآلهة المباشرة، فهذا كافٍ لتكون اليابان متفوّقة على بقية الأمم والشعوب.

وهذه النـزعة ولّدت روح المقاومة عند شعب اليابان، وروح الجدية في العمل لتحقيق إنجازات تثبت هذا التفوق، وقد عبّر عن هذه الحقيقة عبد الفتاح شبانة بقوله: «حدث بعد الاحتلال الأمريكي لليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية أنَّ اليابانيين لـم يستخدموا إطلاقاً كلمة تسليم أو استسلام أو كلمة جيش الاحتلال، لا في الوثائق الرسمية ولا في جرائدهم ومجلاتهم، واستخدم اليابانيون جملة: انتهاء الحرب بدلاً من التسليم، وحملة الجيش الذي عسكر في قاعدة متقدّمة، بدلاً من جيش الاحتلال».

هذه الروح حفزت الياباني على المقاومة، وقد تزامن انبعاث الشنتوية مع ثورة التجديد مع الإمبراطور يحيى (1867ـ1912)، ومعه أضحت الشنتوية وجه العملة الآخر للوطنية اليابانية، والقصر عندهم والمعبد لهما دلالة واحدة، ومع هذه الانطلاقة «أظهروا نفوراً من كلّ ما هو أجنبي... وعادت الشنتوية ديناً قومياً في المرتبة الأولى».

وكان عندهم من جملة احترام الإمبراطور أن لا تقع عين أحد على عينه، ومن يفعل ذلك يكون آثماً، وكفارة ذنبه الانتحار، وعندما يمرّ موكب الإمبراطور في الشوارع، فالكلّ ينحني والعين مقفلة، أمّا صوته فهو سرّ لا يسمعه إلاَّ الصفوة من رجال البلاط.

العبادة في الشنتوية:

لـم يذهب الشنتو في معتقداتهم إلى الإقرار بإله واحد هو الخالق الواحد للكون، وليس لعقيدة التوحيد مكان عند «الشنتو»، بل هم يؤمنون بتعددية الآلهة والمعبودات التي يقيمون لها المعابد (الهياكل) والأصنام أو التماثيل، وتتلازم عقيدتهم مع موقف أخلاقي حازم لجهة التقديس والطقوس، والطهارة الطقسية، تكون بتمكن الإنسان من إقامة علاقة مع الـ «كامي».

الشنتو لا يؤمنون بحياة أخرى غير الحياة الدنيا، والموت عندهم ينتهي بجسم المتوفى إلى منطقة ملوّثة، أمّا روح الميّت، فقد أطلق سراحها من قيودها المادية لتصبح مرة أخرى جزءاً من قوى تكوين الطبيعة.

والعبادة عندهم تتضمَّن أربعة عناصر، هي:

1 ـ فعل التطهّر هاراي (Harai) بالإضافة إلى الاغتسال، عندما يلوح الكاهن بفرع من شجرة السكاكي أو ورقة منها إلى رأس المتطهر.

2 ـ القربان «شينس Shinse» الذي يكون من الحبوب أو الشراب، وهذه الأيام جرت العادة أن يكون من المال، أو قد يكون رمزياً في صورة غصن من شجرة السكاكي.

3 ـ طقوس الصلاة Norito.

4 ـ الوليمة الرمزية «Neori»، وهي إشارة إلى تناول الطعام مع كامي، وتتبع هذه الطقوس عملية تناول شراب «ميكي» المقدس، وهو مصنوع من شراب الأرزّ المخمر، ومن المتعبدين من يطلب أداء الرقصة المقدسة للمعبد «كايورا»، وهي على خمس وثلاثين طريقة مستمدة من أساطيرهم القديمة.

والصلاة عندهم تنحصر نصوصها غالباً بالمطالب البشرية، ومن هذه النصوص النص التالي:

«أولاً وقبل كلّ شيء، هناك في حقلك المقدَّس أيُّها الاله المهيمن

ليت حبة الأرزّ الأخيرة التي سيحصدونها،

ليت الحبة الأخيرة من الأرزّ التي ستحصد،

بحبات العرق المتساقط من سواعدهم،

وتشدّ مع الوحل العالقين بالفخذين،

ليت هذه الحبة تزدهر بفضلك،

وتنفتح سنابل الأرزّ التي تتوق إليها الأيدي الكثيرة،

فتكون أولى الثمرات في الشراب وأعواد النبات».

ديانة الشنتو مبسَّطة ولا تطالب أتباعها بطقوس خاصة ومعقَّدة، كما أنَّها على استعدادٍ للتعايش مع أيِّ مذهب، لذلك باتت الشنتو بالنسبة لليابانيين في موقع التاريخ والتراث والعادات، وطقوسها متوارثة يُمارسها معظمهم على أنَّها حالة من التعبير عن الانتماء للوطن والحضارة.

عند هذا يصحُّ القول: «إنَّ مذهب الشنتو ما هو إلاَّ عاداتٍ اجتماعية يابانية تقليدية ومتوارثة عبر الأجيال... إنَّ الشنتو هي أسلوب حياة يعيشها اليابانيون».

تركز ديانة الشنتو على ثلاثة أمور هي: الشمس ولها صنم اما يتراس، والأسلاف، والعائلة الإمبراطورية، وتقتصر أغلب طقوسهم على زيارات موسمية، وفي ذلك قال ول ديورانت: «لـم تكن ديانة شنتو بحاجة إلى تفصيل مذهبي أو طقوس معقَّدة أو تشريع خلقي، ولـم تكن لها طبقة من الكهنة خاصة بها، كلا، ولا تذهب إلى ما يبعث العزاء في نفوس النّاس من خلود الروح ونعيم الفردوس، فكان كلّ ما تُطالب به معتنقيها أن يحجوا آناً بعد آنٍ لأسلافهم، وأن يقدّموا لهم ضراعة الخاشعين، ويفعلوا كذلك لإمبراطورهم ولماضي أمتهم».

وديانة الشنتو لا تستخدم الصور والرسوم في معابدها، لكنَّها تعتمد الرموز، وهي كثيرة وأبرزها المرآة، وهي عندهم تشير إلى الارتباط مع إله الشمس «أما يتراس»، حيثُ المرآة هي الجسم العاكس لنور الشمس، وكذلك يستخدمون السيف والسجّة أو العقد المكون من مجموعة من الحبّات أصلها من الجوهر.

تختص كلّ عشيرة بهيكل معيّن كان سببه ـ كما يبدو ـ ذلك التقديس للأسلاف الموجود في ديانة الشنتو، ويشترك الكونفوشيون الصينيون مع الشنتو في هذا الاعتقاد. لهذا كان من الطبيعي أن تلعب عبادة الأسلاف العائلية ـ العشائرية دوراً فائق الأهمية في الشنتوية، وهناك اعتقاد بأنَّ كلّ ميّت يتحوّل إلى «كامي» (وهي التسمية العامة التي تشمل كافة الأرواح والآلهة)، ويؤدي ربّ العائلة أو رئيس السلالة الصلوات اليومية كما يقدّم لها القرابين.

أهم الهياكل اليابانية التي يحج إليها الشنتويون هو هيكل مدينة آيس على المحيط الهادي، ويُعدُّ أهم هياكل الشنتو، وقد شيّد في القرن الثالث الميلادي، ويتألف من هيكل داخلي مخصص لعبادة آلهة الشمس «أما يتراس» وللجد الأول للأسرة الإمبراطورية، ومن هيكل خارجي تـمّ بناؤه في القرن الخامس الميلادي، وهذا أدنى مكانة من الأول، ويخصصونه لعبادة الإلهة «تويوك ميكامي Toyouke Mikami» إلهة الزراعة ودودة القز.

ومن الهياكل المتميّزة عند الشنتو هيكل «تيشا Taisha» في «إزومو Izumo»، وهو يحمل اسم العشيرة «إزومو»، وهناك هياكل عديدة أخرى في أوزومو، ومن معتقدات الشنتو أن الآلهة يجتمعون في شهر أكتوبر مرتين من كلّ عام في الهياكل الصغيرة، لهذا كانوا يسمونه شهراً بلا آلهة.

الأسرة في الشنتوية:

إنَّ الحياة في الجزر اليابانية بدأت بزواج وتوالد، هذا الزواج الذي يتمّ بين زوجين من الآلهة حسب الأساطير الشنتوية، وهذه العلاقة قامت على أساس المجتمع الذكوري الذي يقدّم الرّجل ولا يقبل تقدّم أو سبق المرأة له.

والمرأة هي الركيزة الأساس في الأسرة، وعلى عاتقها تقوم أمور الأسرة، حتّى شراء المنـزل والمقتنيات، ومن تقاليدهم أنَّها تستلم مرتب زوجها وتعطيه مصروفه الخاص، ولكن ذلك لا يمنعها، وهي تحمل المؤهلات العلمية، من طاعة الزوج، والانحناء له وتنفيذ أوامره، فهو السيِّد المطاع.

وللصبي دورٌ وامتيازاتٌ أكثر من الفتاة في مجتمع اليابان حتّى يومنا هذا، ومن أسباب ذلك ما في معتقداتهم الدينية التي تنص على أنَّ تقديس الآباء والأجداد، لا يمكن أن يقوم به إلاَّ الأبناء والأحفاد الذكور.

والمرأة اليابانية تميل للاستقالة من عملها بعد الزواج والإنجاب لتتفرغ لشؤون أسرتها، والرّجل يقدّس عمله ويقضي فيه أوقاتاً إضافية حتّى لو كان ذلك دون مقابل مادي، وهذا الأمر يكون محل رضى المرأة ويعزّز من تقديرها لزوجها، والزوجة التي يعود زوجها إلى المنـزل باكراً من عمله يصيبها الإحباط وخيبة الأمل، والمرأة اليابانية عندها الاستعداد لتحمل أمور كثيرة في بيت الزوجية وتفضل ذلك على الطلاق وترك منـزلها.

وشريعة الشنتو لا تُعارض تعدّد الزوجات لا بل تقرّه، وإن كان غير معمول به عندهم هذه الأيام، وتسلّم المرأة اليابانية بالمجتمع الذكوري، ومن ثمَّ بحقِّ الرّجل في تعدّد الزوجات، بينما المرأة لزوجها فقط. ولكنَّ هذا لـم يمنع من احترام الحياة الزوجية أو إعطائها هالة وموقفاً سامياً، حيثُ طقوس الزواج في اليابان لا تزال تعتمد الطقوس الشنتوية المتوارثة، حيثُ يتمّ الزواج في أحد معابد الشنتو.

ويتناول العروسان كأساً من الساكبة ـ المشروب الوطني المصنوع من الأرزّ المخمر، ويباركه الراهب بحضور الأسرتين، ويقوم كلّ من العروسين بارتشاف قليل من الساكية ثلاث مرات، لأنَّه في ديانة الشنتو رقم ثلاثة يعني الحظ الطيب، وهو رقم محبب للآلهة قد تستجيب للدعوات.

وتتميّز الأسرة اليابانية بتضامنها، حيثُ يتمّ تكريـم الأبوين من قبل الأبناء وإسكانهم في منـزل واحد، أو المشاركة في إعطاء مساعدات مالية، ما أسهم في الاستقرار لحياة الأسرة، وقد شجعت الحكومة هذا الأمر، ونظمت الضرائب، وبنت الوحدات السكنية وما إلى ذلك، ما أسهم في نهضة اليابان بعد كلّ الذي أصابها في الحرب العالمية الثانية.

لـم يعطِ الدستور الياباني أيَّ امتياز للشنتوية عن غيرها وتركوا الحرية للمشاركة في الأعمال الدينية، أو الاحتفالات وما إلى ذلك، وتمتنع الدولة وأجهزتها إدخال الدين في المناهج الدراسية أو القيام بأي نشاطٍ ديني آخر.

ولكن بالرغم من كلّ ذلك، فإنَّ الشنتوية تبقى عقيدة متأصلة في اليابان، فالإمبراطور رمز الوحدة، ومحطّ تقديس الأسلاف ورؤية التأله في كلِّ ما في الطبيعة من أمور من ممارسة للطقوس الشنتوية، في الزواج والجنائز، وكلّها جعلت تاريخ اليابان وواقعه لصيقاً بالشنتوية.

وتعايش الشنتوية الديانة البوذية التي كانت الأقدم في اليابان، حتّى غدا 80 % من اليابانيين يزاوجون ما بين البوذية والشنتوية، وتوجد إلى جانب الشنتوية ديانات أخرى كالكونفوشية والمسيحية والإسلام، ولكن ما يلفت هو أنَّ عدد المسيحيين والمسلمين لا يتجاوز المليون نسمة، من أصل سكان اليابان الـ 128 مليوناً، وبذلك يكون اليابانيون على الشنتوية الممزوجة بالبوذية في الغالب، والتي تتوزع على أكثر من مائة مذهب ومدرسة دينية.

اذا كان الاسلام ولله الحمد الحمد هو دين العلم والعقل فيصح تسمية هذه العقائد لمن وصفها بالدين بانها دين _اللاعقل_.

يتبع ...

اخت مسلمة
03-23-2009, 06:19 PM
المرمونية

المرمونية دعوة تلبس لباس المسيحية وتدعو الى العودة بها الى الاصل ويقصد بها ( الديانة اليهودية ) ولليهود دور كبير في نشأة المرمونية , والهدف من ذلك حتى يحدث انشقاق وخلاف داخل الديانة المسيحية , والدليل ان الكتاب المقدس لدى اتباع مذهب المرمونية يشبه الى حد كبير كتاب ( التلمود ) كتاب اليهود المقدس لديهم .

وقد اسس هذا المذهب شخص يدعى ( يوسف سميث ) وهو يهودي مولود في الولايات المتحدة الامريكية سنة 1805م ويعتبر هو نبي اتباع هذا المذهب , ويدعي ان كتابهم المقدس هو عبارة عن مخطوط يعتقدون انه منذ ايام ابونا آدم عليه السلام .

ودعوة المرمونية تخدم المصالح الاسرائيلية والقائمين عليها واتباع هذا المذهب يملكون محطة للبث التلفزيوني لاجزاء واسعة من الولايات المتحدة الامريكية كما يمتلكون عدد من المحطات الاذاعية لنشر افكارهم والمرموني يؤمن بالله ويسمسه الاب الازلي وان له ابن يسمى اليسوع المسيح وان الله على شكل انسان له روح ازلية وله لحم وعظم " تعالى الله عما يصفون علواَ كبيراَ " , وهذا من الافكار اليهودية , وتجده ينادي بالسماح للبشر للعبادة بما يمليه عليهم ضميرهم , فليعبدوا مايريدون واين ما ارادوا ومع هذا فهو يدعي بأن الله سوف يعاقب من لم يدين بالمرمونية " فكر بوذي " , ويعتقد بان اسرائيل سوف تتجمع وتحقق اهدافها وانها ستتاسس على القارة الامريكية بعد ان تكون قد هيمنت على جميع انحاء العالم " معتقد ماسوني " , وتجده يؤمن بالرؤيا وبالاحلام وبالشفاء بالادعية والاحجبة والطلاسم والاناشيد الدينية " فكر هندوسي " , وتجده يعتقد بان الله كان انسانا ثم تطور الى اله وان الناس يمكنهم ان يتطوروا الى آلهة وان البشر جميعهم ابناء الله " من افكار عبدة الشيطان " , ويعتقد بان المسيح هو الذي خلق الارض وكل ما فيها وكل ما عليها من مخلوقات بشرية وحيوانية ونباتية بتوجيه من والده السماوي " الاب " ويقصد بذلك الله سبحانه وتعالى " تعالى الله علوا كبيرا " , وهذا من الفكر الماسوني وتجده يعتقد بان المسيح عليه السلام قد ضرب وعذب ثم صلب ودفن في القبر , وبعد ثلاثة ايام من دفنه عادت اليه الروح فقام من قبره متغلبا على الموت وظهر في امريكا وبنى كنيسة ثم صعد الى السماء , ويعتقد بان المسيحية قد حادت عن الصواب فدخلت فيها الوثنية مما استوجب نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام عام 1825م بغية اعادة المسيحية الصحيحة ونشرها بواسطة نبي المرمونية المدعو " يوسف سمث " , ويعتقد بان الله سبحانه وتعالى بعد ان خلق الكون خلال اسبوع واحد استراح يوم السبت , لذا فيوم السبت هو يوم عطلة لدى اتباع مذهب المرمونية , لكنهم الغوا يوم السبت وجعلوا بدلا منه يوم الاحد الذي اصبح يومهم المقدس حيث يعتقدون انه اليوم الذي نزل فيه المسيح عييسى ابن مريم عليه السلام , وتجده يحرم شرب الشاي والقهوة وكافة انواع المرطبات و المشروبات الغازية ويحرم التدخين بجميع اشكاله وشرب الخمور بانواعها علما بان نبيهم " يوسف سميث " مات بسبب ادمانه للخمر , وتجده يبيح تعدد الزوجات وانه يحل للرجل ان يتزوج ما شاء له من النساء دون تحديد " وهذا من افكار ديانة الصابئة " , وتجده يعتقد بانه بعد عودة المسيح الى الارض ( دون ان يحدد متى سيحدث ذلك ) سوف يعيش الناس الف سنة في رخاء وامن وسعادة , وسيعود الى الارض كثير من الاموات الصالحينوان يسوع المسيح سوف يملك الارض خلال هذه الالف سنة السعيدة ثم ياتي بعد هذا الوقت يوم القيامة " فكر يهودي " .

الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى

يتبع ...

اخت مسلمة
03-23-2009, 06:24 PM
السيخية ::


عقيدة السيخ وكتبهم وطقوسهم

النشأة والتأسيس:

نشأت السيخية في شمالي الهند في إقليم البنجاب، في أجواء لم تكن منفصلة، ولا مغايرة لمفاهيم كثيرة تنتشر في بلد النشأة، والسيخية هي مزيجٌ من مؤثرات هندوسية ومؤثرات إسلامية، خاصة من قبل الصوفية.

المؤسس الأول لهذه الديانة هو «ناناك» المولود سنة 1469م، الذي عاش في ظلّ مناخ ديني هندوسي إسلامي، من أبوين هندوسيين وفي ظلّ جوّ إسلامي.

ولـم يكن ناناك هو أوّل من قام بمحاولات إصلاحية، بل سبقه إلى ذلك Kabir «كبير» (1440ـ1518) الذي تأثّر بالتراث الهندوسي وبالقرآن الكريـم.

ولعلّ ما حدا بكلّ من كبير Kabir، وناناك من بعده إلى طرح حركتيهما الإصلاحيتين، هو ذلك التعصب الذي وجداه في مجتمعيهما، ولهذا نجد ناناك قد أسس السيخية على أساس أنَّه لـم يلمس ثمة فارق بين اللّه اسم الجلالة عند المسلمين وفيشنو Vishnu الإله الحافظ عند الهندوس.

ولكنَّه كان ينكر الوحي، وعنده اللّه ينير الروح، ويحيط علمه بالملايين، وهو الخالق لملايين الأشكال والأجسام وهو ليس متجسماً، ومغاير لكلّ المخلوقات، وما هذا المفهوم إلاَّ ما نصّت عليه الآية الكريمة التي جاء فيها: ] ليس كمثله شيء وهو السميع العليم[ (الشورى:11).

المعلم ناناك (1469ـ1539م): Gourou Nanak:

يُعدُّ ناناك المؤسس الأول والحقيقي للسيخية في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، والسيخية لفظة هندية معناها تلامذة، اسم أمّة هندية أهم مواطنها البنجاب.

ولد ناناك في البنجاب من عائلة هندوسية وضيعة الشأن ضمن التصنيف الهندوسي للطبقات الاجتماعية، وطبقته كانت دون طبقة كشاتريا طبقة العسكر.

عمل ناناك في مطلع شبابه في خدمة حاكم سلطانبور Sultanpur، في المحاسبة مما أكسبه خبـرة في الحياة العملية، واغتنم وجوده في سلطانبور، وحصل ثقافة أولية في الهندوسية والاسلام، وتعرف على عامل مسلم يدعى ماردانا (Mardana)، وكان ماردانا هذا عازف ربابة، وبرفقته بدأ ناناك ينظّم بعض الأناشيد التي كان ينشدها على ألحان ربابة ماردانا، وأسسا معاً فرقة للإنشاد الديني، وتعاونا في إقامة مطعم صغير شعبي كان يقصده مسلمون وهندوس من مختلف الفئات، كلّ ذلك وفَّر للمعلم ناناك أوسع اتصال مع النّاس.

وعندما بلغ الغورو ناناك الثلاثين من العمر، اختفى عن الأنظار بعض الأيام ليظهر مدَّعياً أنَّه مكلّف بدعوة من الإله، «لقد زعم، وهو مقتنع بذلك بأنَّه، وبناءً لنداء إلهي علوي، بات الرسول المبعوث للمسلمين والهندوس ولكلّ الطبقات الاجتماعية وكذلك للفضلاء من النّاس والصالحين. ودعوته لها قواعد أساسية كالكد والعناء والتقشف، وممارسة الإحسان والبرّ، والتأمّل الذي تصدر عنه مدائح مؤلفه من قبل الغورو، وأهمية التأمّل لأنَّه يوفر للإنسان غذاءً روحياً مـمّا يمكنه من رؤية اللّه في وجوه كلّ أبناء الإنسانية، على حد تعبيرClarke .

وعلى هذا الأساس كما يقول بارندر جفري بدأ رحلته إلى البعيد، أهم الحواضر والبلدان كمكة، وبغداد والتيبت ومختلف أرجاء الهند وشرقي آسيا. ومن هنا اكتسب ناناك علومه من مشارب متعدّدة، وهو وإن لـم يكن في نيته بالأصل أن يؤسس ديناً أو مذهباً خاصاً به، إلاَّ أنَّه بعد فترة أصبح صاحب دين جديد، ولكنَّ الغزو المغولي لبلاد الهند دفعه لأن يوقف رحلاته، وقضى معظم سنوات حياته المتبقية في قرية كارتربور Kartur Pur إلى أن مات هناك قرب نهاية العقد الرابع من القرن السادس عشر حوالي شهر سبتمبر 1539»، وفي هذه القرية أقام ناناك أوّل معبد للسيخ والقرية تقع اليوم في باكستان.

ويذكر البستاني في دائرة معارف السلسلة الطويلة من الغورو أهم الحوادث في عهودهم فيقول : خلفه في زعامة الجماعة السيخية عدد من الأشخاص كان كلّ واحدٍ منهم يلقب بـ «غورو Gourou» أي المعلم، ويبدو أنَّ تحوّلاً حصل في نظرة السيخ إلى زعمائهم، حيث كان أتباع الغورو ناناك يدعون في البداية ناناك بنتيز (Nank Panthis)؛ أي المتحدون مع ناناك، وبعد مدّة أصبح الواحد منهم يُعرف باسم السيخ وتعني الكلمة: المتعلّم أو «المريد».

خلف ناناك في زعامة السيخ أنغاد Angad (1504ـ1552م)، فكتب على مذهب أبيه التفاسير، وخلف الغورو أنغاد، الغورو رامداس Amar Das (1479ـ1574م)، فبدأ بعملية بلورة الشخصية السيخية، مدخلاً بعض الطقوس الهندوسية إلى السيخية، كالاغتسال في الأعياد، والتركيز على زيارة الأنهار على طريقة الهندوس، كما أنَّه أحدث تطوّراً آخر حيثُ انتقل بالسيخ إلى الريف لينشر دعوته بين الريفيين بعد أن كانت محصورة، في عهد المؤسس وخليفته أنجاد، بين سكان المدينة.

وجاء دور الخليفة الرابع الغورو رامداس، وهو زوج ابنة رامداس Ram Das (1534ـ1581م)، ألّف أناشيد أضيفت إلى التراث السيخي، وقد أدخلت خمسة منها في نصوص كتاب السيخ المقدّس آدي غرانت Adi Granth، وما صاغه هو تأمّلات في اللّه تعالى الذي لا تدركه الأبصار ولا شكل له.

وهو الذي أسس مدينة أمريستار Amristar وهي تبعد 40 كيلومتراً عن جوندفال لجهة الشمال الغربي، وبعد هذا الإجراء باتت أمريستار مدينة السيخ المقدّسة، وفيها أهم معابدهم على الإطلاق، معبد الذهب Le Temple d’or، وإن كان بناء هذا المعبد قد تـمَّ من قبل الغورو الخامس أرجان Arjun.

أمّا الغورو الخامس أرجان Arjun، (1563ـ1606) ويُعتبر بحقّ من مؤسس السيخية الأساسيين، واستقر في أمريستار، وفي عهده وبإشرافه بنى السيخ معبدهم الرئيس المسمى معبد الذهب والذي لا يزال، حتّى يومنا هذا، الموقع الأكثر قداسة عند السيخ، كما أنَّ أرجان هو الذي جمع تعاليم السيخية في كتاب دعاه آدي غرانت Adi-Granth، أو غرانت صاحب Granth-Sahib، ومعناه الكتاب الأول، وعقد أتباعه محالفة سياسية تحت رياسته فنمت السيخية، وتعزز وجودهم ما أثار حفيظة المغول، فألقى حاكم المغول القبض عليه، وألقى به في السجن وقتله سنة 1606م، وقد كان لهذه الحادثة انعكاس قوي على مسار السيخ الأخلاقي، وانقلبت من محبة السلم والراحة إلى حبّ الحرب والانتقام، فاجتمعوا تحت قيادة هارغومند الغورو السادس، لمقاتلة المسلمين، ولكنَّ المسلمين ظفروا بالسيخ وطردوهم من جوار لاهور فلجأوا إلى الجبال الشمالية المجاورة، وكان هو أول الرؤساء السيخ الذي سمح لأتباعه بأكل لحوم الحيوانات إلاَّ لحم البقر.

وتوفي عام 1644 عن ولدين سورات سنغ وتغ سنغ وكانا وقتئذٍ فارّين من وجه المسلمين فخلفه حفيده هار راي Har Rai وسمي معلمهم سنة 1644م.

وجرى هارراي بخلاف سياسة سلفه، فآثر المسالمة مع المغول والعودة عمّا سنَّه سلفه، وكان عهده مرحلة سلام بالنسبة للسيخ. وهارراي هو حفيد الغورو السادس هارغوبند.

أمّا الغورو الثامن هاركريشان Har Krishan (1656ـ1664م) فقد سمّاه والده هار راي لمنصب الغورو، وآلت إليه الأمور وهو صغير السن سنة (1661م)، ولكنَّه لـم يعش طويلاً وأصيب بالجدري، وكانت وفاته عام (1664م)، أي عن عمر ثماني سنوات.

وأصبح الغورو التاسع تاج بهادور (Tegh-Bahadur) (1622ـ1676م)، وهو ابن هارغوبند الغورو السادس، وكان يميل إلى المسالمة وعدم اعتماد المواجهة والحرب. وآلت القيادة بعده إلى الغورو العاشر ابنه غوبند سنغ Ghobind Skngh (1666ـ1708م). وكان الغورو العاشر والأخير، تسلّم مهمته عام 1776م، وبالرغم من حداثة سنه عزم على الأخذ بثأر أبيه وإنقاذ أتباعه من يد المغول، فسنّ لهم قانوناً وألّف دولة مستقلة، وأضاف إلى كتابهم الأول تواريخ حياة أسلافه، وجعل لقومه ثوباً خاصاً وعادات خاصة كإطلاق شعر الرأس، واللحية وفرض عليهم أن يكونوا كلّهم جنوداً تحت السِّلاح وأسس الخلسا Khalsa (الطاهر) وتعرف عموماً عند السيخ بأنَّها (المخلصون للسيخية) ويوحد بين مختلف جوانب التزامات السيخي الدينية والاجتماعية والعسكرية، فحوّل بذلك السيخية إلى مؤسسة يحكمها نظام عسكري، وساوى بين الجميع وأطلق على أتباعه اسم سنغة ومعناه سباع وبدأ بمحاربة سلاطين المغول فلم يفلح وقتل أحد أخصامه وكان آخر أمراء السيخ فإنَّه وضع لهم قانوناً جعل به السيادة لمجلس وطني (غورو ماتا) مؤلف من رؤساء الأمّة.

مناطق انتشار السيخ:

تُعدُّ البنجاب والقسم الهندي منها خاصة الموطن الأساسي للسيخ، وهم يرون فيها رمز نشأتهم، وفيها معبدهم الذهبي وهو الرئيسي عندهم، ويقع على بحيرة في أوتيسار.

في صراعهم مع المغول تمكن السيخ من السيطرة على البنجاب، ودخلوا مدينة لاهور سنة 1799.

أراد الإنكليز عند دخولهم إلى الهند إخضاع السيخ لسيطرتهم، فحصلت بينهما عدّة حروب ما بين عامي (1845ـ1849) أسفرت عن إلحاق هزيمة ساحقة بالسيخ، وألحق الإنكليز إقليم البنجاب بالهند التي يحتلها الإنكليز.

عندما انفصلت باكستان عن الهند عام 1947م حصلت صدامات بين المسلمين والسيخ دفعت بالسيخ لأن ينتقلوا إلى القسم الهندي من البنجاب.

يتمتع السيخ في البنجاب بنفوذ قوي حيث يتسلمون مراكز حساسة، وبيدهم الزراعة، والمرافق الحيوية، حتّى أطلق على منطقتهم اسم «سلة الخبز الهندية».

ونتيجة للتعسف الهندي في معاملتهم، يُطالب السيخ بحكم ذاتي، ما حرّك الهندوس وجعلهم يصطدمون بالسلطات الهندية، وأدّى في نهاية الأمر إلى أن تأمر أندريرا غاندي رئيسة وزراء الهند يومها، بإخماد تمرّد السيخ، وتطويق المعبد الذهبي من قبل الجيش الهندي، وإخماد ثورتهم، فقتل قائدهم بندراويل Bhindrawal، ما دفع اثنين من حراس غاندي السيخ إلى القيام باغتيالها في 30 تشرين الثاني 1984.

ويبدو أنَّ التعامل الإيجابي للإنكليز مع السيخ واعتمادهم على السيخ في جيشهم سمح لهم بالانتشار خارج البنجاب وفي المناطق التي تحت سيطرة الإنكليز، بالإضافة إلى بريطانيا، كان هناك أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، والدول الإسكندنافية وكينيا وأوغندا وتانزانيا وملاوي وزامبيا، وغيرها من البلاد المجاورة للهند كباكستان وأفغانستان وماليزيا وبنغلادش وسواها.

وإذا كانت المعلومات متضاربة حول العدد الحقيقي للسيخ في العالـم إلاَّ أنَّ المتفق عليه أنَّ عددهم لا يقل عن 15 مليوناً، ولا يزيد عن 20 مليون نسمة يسكن حوالي 80% منهم في البنجاب.

استمرت العلاقة جيدة بين السيخ والإنكليز حتّى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث انضمّ السيخ إلى حركة المهاتما غاندي التحررية العاملة لإخراج الإنكليز من الهند.

عقيدة السيخ وكتبهم وطقوسهم:

تقوم عقيدة السيخ على «إجلال وتقديس الإله غير المشخَّص لتجنب أيّة حالة وثنية، وهو في الأصل خالق العالـم، وعملية الخلق هذه تستند إلى قدرة الإله الذي حوَّل العالـم من اللاكيف إلى حالة لها كيفياتها»، ولذلك فاعتقاد المسلمين بوحدانية اللّه لا يختلف برأيه عن اعتقاد الهندوس بفشنو إله الخير.

إنَّ خلق العالـم عند الهندوس ضرورة لإظهار قدرة اللّه تعالى، وقد فسَّروا عملية الخلق على الوجه التالي، وقد أوردها Delaroute في كتابه les sikhs«مضى زمن لـم يكن فيه سماء ولا أرض ولا نهار ولا ليل ولا شمس. والخالق كان في حالة تأمّل عميق ولـم يكن من موجود سواه تعالى.

العالـم جاء إلى الوجود بإرادة إلهية. عندما أمضى اللّه إرادته كان وجود أو ظهور العالـم... لقد خلق اللّه العالـم بأقسامه الجوهرية وعناصره الأساسية وعناصره الوسيطة والثانوية... والإله المطلق تجلّى وأعلن عن نفسه وعن قدرته من خلال مخلوقاته».

وإذا كانوا قد أعطوا الغورو مكانة خاصة، لكنَّ ذلك لـم يدفعهم إلى إعطائه صفة ألوهية، فتنـزيه الخالق هو أساس عقيدتهم، ورد عندهم في كتابهم المقدس «آدي غرانت»: «لا يوجد إلاَّ إله واحد، وليس كمثله شيء، ويوجد الغورو وهو معلّم الكلّ، الثواني والدقائق والساعات والأيام والفصول، كلّها نتيجة من المصدر الوحيد نفسه، وهو المصدر نفسه الذي خلق الشمس، وكلّ ما هو مخلوق صادر عن الإله».

وإذا كان الانسان عند السيخ يحتاج الغورو لتحقيق هذا الخلاص، والغورو عندهم معصوم، وقد ورد نص في كتابهم "آدي غرانت" منسوباً للغورو الخامس أرجان بهذا الصدد، وفيه:"كل البشر الذين الذين نعرفهم خطاؤون، الغورو الحقيقي وحده لايخطىء، إنه الزاهد الفعلي بكل جدارة".

إلاّ أن حالهم اليوم تختلف كما كان عليه الوضع من قبل وخاصة بعد الغورو غوبندسينغ، ومفهومهم اليوم يتلخص ـ كما يقول السحمراني ـ بما يلي: "الإنسان لا يمكنه الخلاص منفرداً، وهو بحاجة في ذلك إلى الغورو، والغورو اليوم هو كتابهم المقدس" آدي غرانت" المتوافر دوماًٍ في معابدهم "غودوارا" ويقع في 1430صفحة تحوي اناشيد من مصادر سيخية وغير سيخية وبشكل خاص من مصادر صوفية إسلامية، وهو ليس كتاباً دينياً تقليدياً وإنما مقتطفات على شكل أغان وأناشيد تناسب موسيقياً طقوسهم »

وإذا كان عندهم كتاب هو داسم غرانت، وهو مجموعة نصوص منسوبة للغورو العاشر إلاَّ أنَّه لا يتمتع بالقداسة التي يحتلها «آدي غرانت».

الكتاب الرئيسي المقدّس آدي غرانت «ألّفه الغورو الخامس أرجون سنة 1604م، وتوجد ثلاث نسخ من ألـ «آدي غرانت» على الأقل، وهي تختلف عن بعضها في تفاصيل بسيطة، والنسخة المعتمدة عند السيخ حالياً هي تلك التي راجعها ونقحها الغورو غوبندسينغ سنة 1704م.

والأمر المهم عند السيخ، بعد كتابهم "آدي غرانت"، هو ما يُسمّى بالكافات الخمسة، وهي خمس كلمات بالسنسكريتية يصعب نقلها إلى العربية على مبدأ الكافات الخمسة، لأنَّ اللفظ يختلف. وهذه الكافات تُنسب إلى الغورو العاشر غوبندسينغ، وقد ترافقت مع نظام الخلسا Kalsa، وهو نظام الأخوة بين السيخ الذي يوحِّد جوانب التزامات السيخي الدينية والاجتماعية والعسكرية.

الكافات الخمسة التي يصرّون على الالتزام بها كما أوردها فوزي، وبارندر، هي:

1 ـ الكيسا Kesh: وتعني الشعر الواجب أن يُحافظ عليه السيخي الذي انتسب إلى الأخوة Kalsa. فعندهم أنَّ شعر الرأس واللحية يجب أن يُطلق ولا يُقص منه شيء.

2 ـ مشط Kangha: والمشط يحمله كلّ واحد من السيخ، وهو لزوم شعر رأسه ولحيته الطويل ليُسرحه به ساعة الضرورة وساعة يشاء.

3 ـ الكاشا Kaccha: سروال قصير لا يتجاوز الركبة، وهو أشبه بشورت عسكري.

4 ـ كارا Kara: سوار من الفولاذ يضعه كلّ سيخي في معصم يده اليمنى، وهو عندهم أشبه ما يكون بتعويذة يظنّون أنَّها تبعد الشرّ عنهم والأذى.

5 ـ كيربان Kirpan: خنجر من الفولاذ، أو مدية، يتمنطق بهذا الخنجر كلّ رجل من السيخ، ويبدو أنَّ هذا الأمر يُلازم شخصيتهم العسكرية القائمة على فلسفة القوّة التي أصَّلها الغورو غوبندسينغ.

وعندهم كلّ من لـم يلتزم بهذه الكافات الخمسة ينعتونه بصفة باتت Patit أي المرتد، أمّا الذين لـم يتطهروا قط من قبل حسب طقوسهم ويلتزموا بهذه الأمور فيعطونهم فرص الاقتراب من الالتزام بهذه الكافات الخمسة تدريجاً ويُسمّون الواحد منهم «المتكيّف البطيء».

أمّا سائر المعابد المنتشرة خارج الهند، وخاصة في بريطانيا فتسمى غوردوارا (Gurdwara) ومعناه البوابة إلى الغورو.

لا وجود لنظام كهنوتي عند السيخ وإنَّما الراشدون من الجنسين هم الذين يقومون بإحياء الطقوس الدينية والشعائر بما في ذلك أداء الترانيم والأناشيد في صلاتهم وسائر مناسباتهم، وطقوسهم متنوّعة الأصول فمنها ما هو من أصل هندوسي ومنها ما هو من أصل إسلامي، وأخرى من مصدر مسيحي كالتعميد مثلاً.

المجتمع السيخي مجتمع ذكوري، يتمّ إقرار أمور الطائفة من خلال حالة شورى تتمّ في المعبد وبالتصويت، والنساء لا تشارك في هذا العمل.

وإذا انتقلنا إلى الأسرة، وهي الحلقة المهمة في المجتمع، نجد أنَّ الزواج عندهم زواج ديني بحت، ويتمّ في المعبد «الغوردوارا»، ومراسمه تتمّ أمام كتابهم «الغورو غرانت صاحب».

أمّا الولادة وإنجاب طفل فلها كذلك بعض المستلزمات، وأولها إنشاد بعض المقاطع من نصوصهم الدينية احتفالاً بالمولود الجديد، و «بعد أيام قليلة يحضرون الطفل إلى الغوردوارا ويفتح كتاب ألـ «آدي غرانت» ويعطى المولود اسماً استناداً إلى أحرف الكتاب ويكون عادة الحرف الأول من الكلمة الأولى على الصفحة اليسرى».

عندما يتفتح الوعي عند الطفل يبدأون بتعليمه بعض النصوص المقدّسة من كتبهم، وعند البلوغ يعمِّدون أولادهم، ويكون ذلك باحتفال في الغوردوارا يسقون المعمَّد فيه شراباً يسمّونه الرحيق الإلهي وبعدها يُعلنون انضمامه إلى الأخوية المسماة الخلسا.

وبعد وفاة الإنسان هناك مراسم خاصة بالجنائز مأخوذة من الهندوس، حيث تُحرق الجثة، ويتمّ حرق الجثمان وسط تواشيح وأناشيد معينة ترتل بشكل متواصل، وتتلى صلاة ابتهالية.

بعد إحراق جثة الميّت يتبع السيخ عادة الهندوس حيثُ يلقون رماد الجثمان في أحد الأنهار ويفضلون إلقاءها في نهر الغانج، وهو النهر المقدّس عند الهندوس.

بناء على ما تقدّم يمكننا القول إنَّ ديانة السيخ وعباداتهم وطقوسهم وسائر شعائرهم هي مزيج من مصادر متنوعة ومتعددة، فمنها الإسلامي ومنها الهندوسي ومنها المسيحي كالتعميد، ومنها عادات وتقاليد اجتماعية موروثة أو وافدة، لكن على أي حال فإنَّهم يشكّلون اليوم جماعة بشرية لها معتقدها ومفاهيمها وخصوصياتها، كما أنَّها تتصرّف بشكل عدواني حيال المسلمين، وبدرجة أقل عدوانية حيال الهندوس من مواطنيهم، وهم يشكلون مجتمعاً خاصاً ومتميزاً يُقارب عدده العشرين مليوناً.


يتبع ...

اخت مسلمة
03-23-2009, 06:31 PM
الجينية ( والله المستعان )

الجينية ديانة منشقة عن الهندوسية، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يدي مؤسسها (مهاويرا) وما تزال إلى يومنا هذا، إنها مبنية على أساس الخوف من تكرار المولد، داعية إلى التحرر من كل قيود الحياة والعيش بعيداً عن الشعور بالقيم كالعيب والإِثم والخير والشر، وهي تقوم على رياضات بدنية رهيبة وتأملات نفسية عميقة بغية إخماد شعلة الحياة في نفوس معتنقيها.

التأسيس وأبــرز الشخصيــات:
- يعتبر (مهاويرا) المؤسس الحقيقي للجينية، وعلى يديه تبلورت معتقداتها التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا.
- ينحدر (مهاويرا) من أسرة من طبقة الكاشتر المختصة بشؤون السياسية والحرب.
- أبوه (سدهارتها) أمير مدينة في ولاية بيهار.
- كان مولد (مهاويرا) سنة 599 ق.م. وهو الابن الثاني لوالديه.
- عاش حياته الأولى في كنف والديه متمتعاً بالخدم والملذات العادية، وكان شديد التقدير والاحترام لوالديه، تزوج ورزق بابنة.
- لما توفي والداه، استأذن أخاه في التخلي عن ولاية العهد والتنازل عن الملك والألقاب.
- حلق رأسه ونزع حليه، وخلع ملابسه الفاخرة، وبدأ مرحلة الزهد والخلوة والتبتل، وكانت سِنُّهُ آنذاك ثلاثين عاماً.
- صام يومين ونصف يوم، ونتف شعر جسده، وهام في البلاد عارياً مهتماً بالرياضات الصعبة والتأملات العميقة.
- اسمه الأصلي (وردهاماتا) لكن أتباعه يسمونه (مهاويرا) ويزعمون أن هذا الاسم من اختيار الآلهة له ومعناه البطل العظيم، ويطلقون عليه كذلك (جينا) أي القاهر لشهواته والمتغلب على رغباته المادية.
- يدعي أتباع هذه الطائفة بأن الجينية ترجع إلى ثلاثة وعشرين جينياً، ومهاويرا هو الجيني الرابع والعشرون.
- تلقى مهاويرا علومه على يدي (بارسواناث) الذي يعتبرونه الجيني الثالث والعشرين، وقد أخذ عنه مبادىء الجينية، وخالفه بعد ذلك في بعض الأمور، وزاد على هذه الطريقة شيئاً استخلصه من تجاربه وخبرته مما جعله المؤسس الحقيقي لها.
- غرق في تأملاته ورهبانيته وعري جسده المنتوف هائماً في البلاد لمدة ثلاثة عشر شهراً مداوماً على مراقبة نفسه في صمت مطبق يعيش على الصدقات التي تقدم إليه. حصل بعدها على الدرجة الرابعة مباشرة إذ كان مزوداً بثلاثة منها أصلاً كما يقولون.
- تابع بعد ذلك رحلة عدم الإحساس حتى حصل على الدرجة الخامسة وهي درجة العلم المطلق وصل إلى مرحلة النجاة.
- بعد سنة من الصراع والتهذيب النفسي فاز بدرجة المرشد، وبدأ بذلك مرحلة الدعوة لمعتقده، فدعا أسرته ثم عشيرته، ثم أهل مدينته، ومن ثم دعا الملوك والقواد، فوافقه كثير منهم لما في دعوته من ثورة على البراهمة.
- استمر بدعوته حتى بلغ الثانية والسبعين حيث توفي سنة 527 ق.م مخلفاً وراءه خطباً وأتباعاً ومذهباً.
- انقسمت الجينية بعده إلى قسمين :
-1 ديجاميرا : أي أصحاب الزي السماوي العراة، وهم طبقة الخاصة الذين يميلون إلى التقشف والزهد ومعظمهم من الكهان والرهبان والمتنسكين الذين يتخذون من حياة مهاويرا قدوة لهم.
-2 سويتامبرا : أي أصحاب الزي الأبيض، وهم طبقة العامة المعتدلون الذين يتخذون من حياة مهاويرا الأولى في رعاية والديه نبراساً لهم حيث كان يتمتع حينها بالخدم والملذات، إذ يفعلون كل أمر فيه خير ويبتعدون عن كل أمر فيه شرّ أو إزهاق لأرواح كل ذي حياة، يلبسون الثياب، ويطبقون مبادىء الجينية العامة على أنفسهم.
- أقبل الملوك والحكام في الهند على اعتناق الجينية مما سجل انتصاراً على العصر الويدي الهندوسي الأول، ذلك أنها تدعو إلى عدم إيقاع الأذى بذي روح مطلقاً، كما توجب أن يطيع الشعب حاكمه وتقضي بذبح من يتمرد على الحاكم أو يعصي أوامره. فصار لهم نفوذ كبير في بلاط كثير من الملوك والحكام في العصور الوسطى.
- نالوا كثيراً من الاحترام والتقدير أيام الحكم الإسلامي للهند، وقد بلغ الأمر بالأمبراطور "أكبر" الذي حكم الهند من (1556-1605م) أن ارتد عن الإسلام واعتنق بعض معتقدات الجينية وأصهر إلى الهنادكة واحتضن معلم الجينية هيراويجيا مطلقاً عليه لقب معلم الدنيا.

الأفكار والمعتقدات:
أولاً: الكتب:
- نزل مهاويرا قبل موته في مدينة بنابوري في ولاية تَبْنا وألقى خمساً وخمسين خطبة، وأجاب عن ستة وثلاثين سؤالاً. فهذه الخطب وتلك الأسئلة أصبحت كتابهم المقدس.- يضاف إلى ذلك الخطب والوصايا المنسوبة للمريدين والرهبان والنساك الجينيين.
- انتقل تراثهم مشافهة، وقد حاولوا تدوينه في القرن الرابع قبل الميلاد لكنهم فشلوا في جمع كلمة الناس حول ما كتبوه، فتأجلت كتابته إلى سنة 57م.
- في القرن الخامس الميلادي اجتمع كبار الجينيين في مدينة ويلابهي حيث قاموا بتدوين التراث الجيني باللغة السنسكريتية في حين أن لغته الأصلية كانت أردها مجدى.

ثانياً: الإِلـــه:
- الجينية في الأصل ثورة على البراهمة، لذا فإنهم لا يعترفون بآلهة الهندوس وبالذات الآلهة الثلاثة برهما - فشنو - سيفا، ومن هنا سميت حركتهم بالحركة الإِلحادية.
- لا تعترف الجينية بالروح الأكبر أو بالخالق الأعظم لهذا الكون لكنها تعترف بوجود أرواح خالدة.
- كل روح من الأرواح الخالدة مستقلة عن الأخرى ويجري عليها التناسخ.
- لم يستطيعوا أن يتحرروا تحرراً كاملاً من فكرة الألوهية، فاتخذوا من مهاويرا معبوداً لهم وقرنوا به الجينيات الثلاثة والعشرين الآخرين لتكمل في أذهانهم صورة الدين وليسدوا الفراغ الذي أحدثه عدم اعترافهم بالإِله الأوحد.
- خلق المسالمة والمجاملة دفعهم إلى الاعتراف بآلهة الهندوس عدا الآلهة الثلاثة ثم أخذوا يجلونها، لكنهم لم يصلوا بها إلى درجة تقديس البراهمة لها، ودعوا كذلك إلى احترام براهمة الهندوس باعتبارهم طائفة لها مكانتها في الدين الهندوسي.
- لا توجد لديهم صلاة، ولا تقديم قرابين، وليس للرهبان أية امتيازات مما جعل الرهبنة ذات مشقة وتضحية وتكليف ذاتي.

ثالثاً: من معتقداتهم:
-1 الكارمـــا:
- الكارما لديهم كائن مادي يخالط الروح ويحيط بها ولا سبيل لتحرير الروح منها إلا بشدة التقشف والحرمان من الملذات.- يظل الإِنسان يولد ويموت ما دامت الكارما متعلقة بروحه ولا تطهر نفسه حتى تتخلص من الكارما حيث تنتهي رغباته وعندها يبقى حياً خالداً في نعيم النجاة.
-2 النجــاة:
- إنها تعني الفوز بالسرور الخالد الخالي من الحزن والألم والهموم، وتعني التطهر من أدران الحيوانية المادية، إنها ترمي إلى التخلص من تكرار المولد والموت والتناسخ.
- طريق الوصول إلى النجاة يكون بالتمسك بالخير والابتعاد عن الشرور والذنوب والآثام، ولا يصل إليها الإِنسان إلا بعد تجاوز عوائق ومتاعب الحياة البشرية بقتل عواطفه وشهواته.
- الشخص الناجي مكانه فوق الخلاء الكوني، إنها نجاة أبدية سرمدية.
-3 تقديس كل ذي روح:
- يقدسون كل ما فيه روح تقديساً عجيباً.
- يمسك بعض الرهبان بمكنسة ينظف بها طريقه أو مجلسه خشية أن يطأ شيئاً فيه روح.
- يضع بعضهم غشاءً على وجهه يتنفس من خلاله خوفاً من استنشاق أي كائن حي من الهوام العالقة في الهواء.
- لا يعملون في الزراعة حذراً من قتل الديدان والحشرات الصغيرة الموجودة في التربة.
- لا يذبحون الحيوانات، ولا يأكلون لحومها وهم نباتيون.
- لا يشتركون في معركة ولا يدخلون في قتال خوفاً من إراقة الدماء وقتل الأحياء من البشر فهم مسالمون بعيدون عن كل مظاهر العنف.
-4 العواطـــف:
- يجب قهر العواطف والمشاعر جميعاً، حتى لا يشعر الراهب بحب أو كره، بحزن أو سرور، بحرّ أو برد، بخوف أو حياء، بخير أو شرّ، بجوع أو عطش، فيجب أن يصل إلى درجة الخمود والجمود والذهول بحيث تقتل في نفسه جميع العواطف البشرية.
-5 العـــري:
- قمة قتل العواطف هي الوصول إلى مرحلة العري الذي يعتبر أبرز مظاهر الجينية حيث يمشي الشخص في الشوارع بدون كساء يستر جسده من غير شعور بالحرج أو الحياء أو الخجل.
- الرهبان يعيشون عراة، وذلك نابع من فكرة نسيان العار أو الحياء مما يمكنه من اجتياز الحياة إلى مرحلة النجاة والخلود.
- إذا تذكر الإِنسان العاري الحياء والحسن والقبح فذلك يعني أنه ما زال متعلقاً بالدنيا مما يحجبه عن الفوز والنجاة.
- الشعور بالحياء يتضمن تصور الإِثم، وعدم الشعور بالحياء معناه عدم تصور الإِثم. فمن أراد الحياة البريئة البعيدة عن الشعور بالآلام فما عليه إلا أن يعيش عارياً متخذاً من السماء والهواء كساء له.
-6 الانتحــار البطــيء:
- يترك الرهبان والمتنسكون الطعام وكل ما يغذي الجسم لعدم الإِحساس بالجوع ولقطع الروابط التي تربطهم بالحياة مما يؤدي إلى الانتحار البطيء عن طريق التجويع الذاتي.
- الوصول إلى هذه المرحلة يعني أن الشخص قد خرج عن سلطان جسده الفاني، فهو ينتف شعره، ويعرضه لظواهر الطبيعة القاسية ويجيعه حتى الموت.
- الانتحار مرتبة لا يصل إليها إلا خواص الخواص من الرهبان الجينيين، وهم يعملون ذلك رغبة في الخلود أو النجاة ولا يصلون إلى هذه المرحلة إلا بعد أن يقضوا ثلاثة عشر عاماً في مبادئ الجينية وتعاليمها القاسية الرهيبة.
- العامة من الجينيين يكتفون بأن لا يقتلوا نفساً وبأن لا يأكلوا لحماً والبعد عن إيقاع الأذى بإنسان أو حيوان، وبقهر الرغبات المادية.

رابعاً: أفكار ومعتقدات أخرى:
- تبقى الروح في رهق الموت والولادة حتى تصل إلى مرحلة النور والسعادة حيث تجد فيها لذة لا تعدلها أية لذة في الدنيا.
- طريق النور يصله الإِنسان عن تطبيق ما يلي:
-1 الاعتقاد الصحيح بالقادة الجينيين الأربعة والعشرين وبالتخلص من أدران الذنوب
اللاصقة بالنفس.
-2 العلم الصحيح: بمعرفة الكون من ناحيته المادية والروحية.
-3 الخلق الصحيح: بالتحلي بالحسنات والتخلي عن السيئات والتمسك بالعفة والزهد.
- درجات العلم الجيني خمس:
-1 الإِدراك بطريق الحواس.
-2 العلم عن طريق الوثائق المقدسة.
-3 العلم بالوجدان المحدود وهو يدرك بالروح بعد تطهيرها من الأوساخ.
-4 العلم بالوجدان المحيط وهو يدرك بالروح بتخطي الأزمنة والمسافات.
-5 العلم بمخبآت الضمائر والتصورات في السرائر، ولا يصل الإِنسان إلىهذه الدرجة إلا بعد الرياضات الشاقة المضنية.
كان (مهاويرا) مزوداً بثلاث منها أصلاً، وقد حصّل الأُخريين حتى صار مرشداً وداعية
لمذهبه.
المعبد شيء ضروري للمجتمع الجيني وتعميره فرض ديني عليهم.

الجذور الفــكرية والعقائـــدية:
- الجينية ثورة على الهندوسية مستنكرة آلهتها وطبقاتها، لكنها لم تستطع أن تتحرر من طابعها العام ومن سماتها البارزة فاتخذت لنفسها آلهة خاصة بها.
- الفكر الجيني يقوم أصلاً على أفكار هندوسية كالانطلاق، والكارما، والنجاة، والتناسخ وتكرار المولد، والدعوة إلى السلبية مع صبغ هذه المفاهيم بالصبغة الجينية وتطويرها لتلائم المعتقد الجيني.
- تَدَّعي الجينية بأن فلسفتها ترجع إلى الجيني الأول الذي كان حياً في التاريخ البعيد، وإلى جينياتها الذين تتابعوا واحداً إثر الآخر حتى كان الجيني الثالث والعشرون (بارسواناث)، والرابع والعشرون (مهاويرا) الذي استقرت على يديه معالم هذه الديانة التي تشكلت خلال مرحلة طويلة من الزمن.
- كان ظهورها مواكباً لظهور البوذية، وكلتاهما ثورتان داخل الفكر الهندوسي.
- يعتقد بأن النصرانية قد أخذت عن الجينية فكرة الصيام عن كل ما فيه حياة إذ إنهم يصومون عن اللحوم وعن جميع المشتقات الحيوانية لأيام معدودة ويعيشون خلال ذلك على الأطعمة النباتية.

الانتشــار ومواقــع النفوذ:
لم تخرج الجينية من الهند، فمعابدهم منتشرة في كلكتا ودلوارا، ولهم معابد في كهجورا وجيل آبو تعدُّ من عجائب الدنيا زخرفة، وفي القرن الثاني قبل الميلاد نحتوا كهفهم العظيم المسمى هاتي كنبا في منطقة إدريسه ولهم كهوف أخرى منتشرة في أنحاء الهند مما يدلل على براعتهم في نحت التماثيل ورسوخ قدمهم في فن معمار المعابد وزخرفتها وتزيينها بالنقوش العجيبة. يبلغ تعدادهم الحالي حوالي المليون نسمة يعملون في التجارة وإقراض البنوك، فمعظمهم من الأغنياء مما ساعدهم على نشر الكتب والتأثير على الثقافة الهندية.

ولاحول ولاقوة الا بالله

يتبع ...

اخت مسلمة
03-23-2009, 06:33 PM
الخمينية ::

التعريف
جاء الخميني بآراء وأفكار خاصة فرضها على الحكومة الإيرانية والتزم بها الشيعة - في إيران على الأقل - والبعض لم يلتزم بها خارج إيران...مما دعانا إلى إطلاق الخمينية على بدعته هذه ، وقد يكون هذا العنوان مستغرباً ولكنه الواقع الذي فرض نفسه .

الأفكار والمعتقدات
· من بين الأفكار التي جاء بها الخميني ولم يسبقه فيها أحد من أئمة المذهب الإمامي ، فتعتبر من اجتهاده ، وقد تضمنها الدستور الإيراني ما يلي :
· ولاية الفقيه : وتستند هذه الفكرة التي نادى بها الخميني على أساس الاعتقاد بأن الفقيه الذي اجتمعت له الكفاءة العلمية وصفة العدالة يتمتع بولاية عامة وسلطة مطلقة على شؤون العباد والبلاد باعتباره الوصي على شؤونهم في غيبة الإمام المنتظر . وهذه الفكرة لم يقل بها علماء المذهب المحدثين ولا القدماء ، إذ أنهم خصوا الفقيه العادل الذي بلغ مرتبة الاجتهاد المطلق بالولاية الخاصة . وقد استدلوا جميعاً بدليلين هما :
- الأول : عدم وجود دليل قطعي مستفاد من آثار الأئمة المعصومين ومروياتهم يدل على وجوب طاعة الفقيه طاعة مطلقة في دائرتي الأحكام الخاصة والعامة سواء بسواء .
- الثاني : إن إثبات الولاية العامة للفقيه ينتهي لا محالة إلى التسوية بينه وبين الإمام المعصوم ، وهذا مالا تؤيده حجة من عقل أو نقل .
- فإن منح الفقيه حق الولاية العامة يؤدي منطقياً إلى رفع منزلته إلى مقام الإمام المعصوم ما ادعاه الخميني لنفسه بدعوى ( استمرارية الإمامة و القيادة ) العامة في غيبة المهدي . ومما يترتب على القول بولاية الفقيه :
الاستبداد واحتكار السلطة والتشريع والفقه وفهم الأحكام بحيث يصبح الحاكم معصوماً عن الخطأ ، ولا أحد من الأمة يخطئه في أمر من الأمور ، ولا يعترض عليه ولو كان مجلساً للشورى .
· ادعاء الخميني بأن الأنبياء والرسل لم يكملوا رسالات السماء ، ولم ينجحوا في إرساء قواعد العدالة في العالم وأن الشخص الذي سينجح في نشر العدل الكامل بين الناس هو المهدي المنتظر .
- وقد قال الخميني بهذا الإدعاء في ذكرى مولد الإمام المهدي ، وهو أحد أئمة الشيعة ، في الخامس عشر من شعبان 1400هـ .
- ويعد قوله هذا منافياً لكل ما قررته العقيدة الإسلامية ، وفيه إنكار لتعاليم الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وهو المصلح الأعظم للبشرية جمعاء حيث أرسل بأكمل الرسالات وأتمها كما قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) .
· يقول الخميني في بيان منزلة الأئمة : فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون .
- يقول : " والأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغلة " .
- ويقول : " ومن ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " .
- وأن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها واتباعها .
وهو بهذا يرفع الأئمة إلى مقام فوق مقام البشر والعياذ بالله .
· الولاء والبراء عند الشيعة بشكل عام هو : الولاء للأئمة والبراء من أعدائهم وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضي الله عنهم ، والخميني يجعل السجود موضع دعاء التولي والتبري وصيغته : " الإسلام ديني ومحمد نبي وعلي والحسن والحسين . ( يعدهم لآخرهم ) أئمتي ، بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرى " وهناك آراء وأفكار لدى الشيعة عامة قال بها الخميني ، وأعاد صياغتها في الدستور الإيراني وفي كتبه التي نشرها .
· مصادر التلقي : عنده هي مصادر الشيعة عامة وأهمها الكتب الأربعة الآتية :- كتاب الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني الرازي ويعد كصحيح البخاري عند أهل السنة .
- من لا يحضره الفقيه ، لمحدثهم محمد بن علي بن بابويه الرازي .
- تهذيب الأحكام ، لشيخ الطائفة ابن الحسن الطوسي المتوفي سنة 460هـ بالنجف .
- الاستبصار ، للطوسي نفسه .
والخميني يعتمد هذه الكتب الأربعة ويعرض عن كل كتب السنة المعتمدة .
· التقية : وهي من أصول المذهب الشيعي يقول عنها الخميني : " هذه التقية التي كانت تتخذ لحفظ المذهب من الاندراس لا لحفظ النفس خاصة " .· الجهاد الإسلامي معطل في حال غياب الإمام .
· موقف الخميني من الصحابة ، وهو موقف الشيعة عامة .
· وكذلك موقفه من الخلافة الإسلامية ، إذ يرى أن الإسلام لم يتمثل إلا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد علي رضي الله عنه .
· يوثق الخميني الملاحدة أمثال نصير الدين الطوسي 597-672هـ وزير هولاكو الذي دمر بغداد وقضى على الخلافة الإسلامية .
· الاحتفال بعيد النيروز - الفارسي الأصل - إذ يجعل الغسل فيه مستحب والصوم فيه مشروع .
· وللخميني في كتاب تحرير الوسيلة آراء فقهيه خاصة به وبالشيعة عامة ليس لها سند من السنة الصحيحة .. منها :
- طهارة ماء الاستنجاء .
- من مبطلات الصلاة وضع اليد على الأخرى .
- الطهارة ليست شرطاً في كل موضع الصلاة بل في موضع السجود فقط .
- جواز وطء الزوجة في دبرها .
- جواز الجمع بين المرأة وخالتها .

الجذور الفكريه والعقائديه
مذهب الشيعة الإمامية أو الجعفرية هو لأساس الفكري للخمينية ومن كتب الشيعة كون الخميني فكره .. وقد ظل متعصباً لمذهبه حتى آخر حياته .

الخلاصه
أن الخمينية تقيم فلسفتها جملة وتفصيلاً على قراءة منحرفة قوامها التلفيق والتدليس لكل تاريخ المسلمين ، فتأتي على رموزه وكبار مؤسسيه هدماً وتشويهاً وتمويهاً ، وتعمد إلى إفساد العقيدة وطمس معالم الإسلام وتشويه مقاصده النبيلة ، باسم التعصب لأهل البيت ، وتصرح بما يخرج عن ملة الإسلام ، مثل ادعائهم نقض القرآن وتغييره وجهرهم بالسوء في حق الصحابة ، ومخالفتهم الإجماع بإباحتهم نكاح المتعة وجعلهم المذهبية مادة في دستور إيران ، وتحالفاتهم الإستراتيجية المرفوضة وغير ذلك من صور التآمر على واقع الإسلام والمسلمين

سبحان ربك رب العزة على مايصفون

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 08:28 PM
الحبشية :

الأحباش
التعريف
طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي ، ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية

التأسيس وأبرز الشخصيات
عبد الله الهرري الحبشي : هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة ، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية . ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ثم ارتحل إلى منطقة جُمة وبها درس على الشيخ الشريف وفيها نشأ شذوذه وانحرافه حيث بايع على الطريقة التيجانية . ثم ارتحل إلى منطقة داويء من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير ثم ارتحل إلى قرية قريبة من داويء فالتقى بالشيخ مفتي السراج – تلميذ الشيخ يوسف النبهاني صاحب كتاب شواه الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ودرس على يديه الحديث .ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية . ثم أتى إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في أفريقيا عام 1969م . وذكر أتباعه أنه قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين ، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه‍ الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية ، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة (( الفتّان )) أو (( شيخ الفتنة )) .
- منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب : الجهمية في تأويل صفات الله ، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض ، وسب للصحابة ، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله ، بالإضافة إلى فتاوى شاذة .
- نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لايرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله . فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان .
· نزار الحلبي : خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب ((سماحة الشيخ )) حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق (( لا للمفتي حسن خالد الكافر ، نعم للمفتي نزار الحلبي )) وقد قتل مؤخراً .
· لديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على 1700 صوتاً معظمهم من النصارى حيث وعدهم بالقضاء على الأصولية الإسلامية ، لكن لم يكتب له النجاح ، وحسام قرقيرا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية ، وكمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبد الله البارودي وهؤلاء الذين يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات مثل المؤسسة الثقافية للخدمات ويحيلون إلى اسم غريب لايعرفه حتى طلبة العلم فمثلاً يقولون : ((قال الحافظ العبدري في دليله )) فيدلسون على الناس فيظنون أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين مثل الحافظ ابن حجر أو النووي وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون من كتابه الدليل القويم مثلاً

أهم العقائد
يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله . فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فـيُـأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية .
· يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى ، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى ، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل ، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص591 .
· الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمناً وإن ترك الصلاة وسائر الأركان ، ( انظر الدليل القويم ص7 ، بغية الطالب ص51 ) .
- تبعاً لذلك يقللون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي : (( ومن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات ، ولكنه قال ولو مرة في العمر : لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن . ويقال له أيضاً مؤمن مذنب )) الدليل القويم 9-10 بغية الطالب 51 .
· الأحباش في القدر جبرية منحرفة يزعمون أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر . ( النهج السليم 71 ) .
· يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم ، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها ، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار . ( الدليل القويم 173 ، بغية الطالب 8 ، صريح البيان 57 ، 62 ) . ( شريط خالد كنعان /ب / 70 ) ولو قال قائل أعوذ برسول الله من النار لكان هذا مشروعاً عندهم .
· يرجح الأحباش الأحاديث الضعيفة والموضوعة بما يؤيد مذهبهم بينما يحكمون بضعف الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا تؤيد مذهبهم ويتجلى ذلك في كتاب المولد النبوي .
· يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم . ويطعن في خالد بن الوليد وغيره ، ويقول إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية . ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة ، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض . إظهار العقيدة السنية 182 .
· يعتقد الحبشي أن الله تعالى خلق الكون لا لحكمة وأرسل الرسل لا لحكمة وأن من ربط فعلاً من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك .
· كفّر الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه ، وكذا الإمام الذهبي فهو عنده خبيث ، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم قاتل كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر ، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر أما الأستاذ سيد قطب فمن كبار الخوارج الكفرة في ظنه . انظر مجلة منار الهدى الحبشية عدد ( 3ص234 ) النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي ) أما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود ونظرية الحلول والاتحاد والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام . كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية والصوفية .
· وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بجواز التحايل في الدين وأن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية حلال لاشيء فيه بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة ولو بغير رضا زوجها .
· يبيح بيع الصبي وشراءه كما يجيز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى انها لاعلاقة لها بالزكاة إذ هي واجبة في الذهب والفضة كما يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبساً بالنجاسة . ( بغية الطالب 99 ) .
· أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة تغيير القبلة حتى صارت لهم مساجد خاصة حيث حرفوا القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون إلى عكس قبلة المسلمين حيث يعتقدون أن الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة ، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد ، كما اشتهر عنهم ضرب أئمة المساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس في مساجدهم لنشر أفكارهم رغماً عنهم . ويعملون على إثارة الشغب في المساجد ، كل هذا بمدٍ وعونٍ من أعداء المسلمين بما يقدمون لهم من دعم ومؤازرة .

الجذور العقائديه
· مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي :
- المذهب الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية ‍‍!!
- المرجئة والجهمية في قضايا الإيمان .
- الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشيندية .
- عقيدة الجفر الباطنية .
- مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين . ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها

أماكن الانتشار
ينتشر الأحباش في لبنان بصورة تثير الريبة ، حيث انتشرت مدارسهم الضخمة وصارت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية ، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم وتدعو إلى مذهبهم ، كما ينتشر أتباع الحبشي في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدانمارك . كما أثاروا الفتن في لبنان بسبب فتوى شيخهم بتحويل اتجاه القبلة إلى جهة الشمال .
وقد بدأ انتشار أتباع هذا المذهب الضال في مناطق عدة من العالم حيثما وجد لبنانيون في البداية ، ثم بعض المضللين ممن يعجب بدعوة الحبشي


يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 08:31 PM
العدمية ::

العـدمـيـة
التعريف
العدمية مذهب أدبي وفلسفي ملحد ، اهتم بالعدم باعتباره الوجه الآخر للوجود ، بل هو نهاية الوجود ، وبه نعرف حقيقة الحياة بعيداً عن النظرة المثالية والنظرة الواقعية السطحية .

التأسيس وأبرز الشخصيات
· من أهم الشخصيات العدمية في مجال الأدب ديستوفسكي الروائي الروسي ، وفي مجال الفلسفة نيتشه صاحب مقولة (موت الإله) والعدمية ترى أن الوجود تالإلهي وعدمه سواء ولا يحسن أن يجهد الناس أنفسهم في هذا الموضوع . والمؤرخون يفرقون بين الإلحاد والعدمية من حيث أن الملحد يختار الإلحاد الصريح (سارتر مثلاً) أما العدمي فيرى أن المسألة سواء (يستوي الوجود الإلهي وعدمه) وديستوفسكي يرى أنه إذا كان الإله غير موجود فكل شيء مباح ولا معنى للأخلاق .
· وهذا المذهب مرفوض إسلامياً لأننا مطالبون أولاً بتقرير الوجود الإلهي والتوحيد الخالص وثانياً تقرير ارتباط قيام الأخلاق على التشريع الإسلامي في مصدريه الأساسيين ، فالأديب والفيلسوف العدمي يناقضان الإسلام .
· برزت العدمية في الواقعية النقدية لجوستاف فلوبير 1821-1880م وأندريه دي بلزاك 1799-1850م وفي أعمال الطبيعة الانطباعية لأميل زولا 1840-1902م في القرن التاسع عشر . إلا أن الأديب الفرنسي جوستاف فلوبير هو المعبر الأول عن العدمية في رواياته ، ثم أصبحت مذهباً أدبياً لعدد كبير من الأدباء في القرن التاسع عشر .
· ويعد الشاعر والناقد جوتفريد بن 1886-1956م من أبرز العدميين الذين وضحوا معنى العدمية كمذهب أدبي ، إذ قال بأن العدمية ليست مجرد بث اليأس والخصوع في نفوس الناس بل مواجهة شجاعة وصريحة لحقائق الوجود .
· وقد رحب هذا الشاعر بالحكومة النازية عندما قامت في الثلاثينات من هذا القرن على أساس أنها مواجهة حاسمة للوجود الراكد . إلا أنه عد عدواً للنازية لأنه قال بأن البشر متساوون أمام العدم والفناء وليس جنس مفضل على غيره . وقد صودرت جميع أعماله الأدبية عام 1937م .

الأفكار والمعتقدات
· إن الأنسان خلق وله إمكانات محدودة ، وعليه لكي يثبت وجوده ، أن يتصرف في حدود هذه الإمكانات ، بحيث لا يتحول إلى يأئس متقاعس أو حالم مجنون .
· إن البشر يتصارعون ، وهم يدركون جيداً أن العدم في انتظارهم ، وهذا الصراع فوق طاقتهم البشرية ، لذلك يتحول صراعهم إلى عبث لا معنى له .
· ينحصر التزام الأديب العدمي في تذكره الإنسان بحدوده حتى يتمكن من استغلال حياته على أحسن وجه .
· العمل الأدبي يثبت أن لكل شيء نهاية ، ومعناه يتركز في نهايته التي تمنح الدلالة للوجود ، ولا يوجد عمل أدبي عظيم بدون نهاية وإلا فقد معناه ، وكذلك الحياة تفقد معناها إذا لم تكن لها نهاية .
· الرومانسية المثالية في نظر الأديب العدمي مجرد هروب مؤقت لا يلبث أن يصدم الإنسان بقسوة الواقع وبالعدم الذي ينتظره ، وقد يكون في هذا الاصطدام انهياره أو انحرافه .
· يهدف الالتزام الأدبي للعدمية إلى النضوج الفكري للإنسان ورفعه من مرتبة الحيوان الذي لا يدرك معنى العدم .
· تهدف العدمية إلى إلغاء الفواصل المصطنعة بين العلم والفن ، لأن العرفة الإنسانية لا تتجزأ في مواجهة قدر الإنسان ، وإذا اختلف طريق العلم عن طريق الفن فإن الهدف يبقى واحداً وهو : المزيد من المعرفة عن الإنسان وعلاقته بالعالم .
· إن اتهام العدمية بالسلبية وإشاعة اليأس ، يرجع إلى الخوف من لفظ العدم ذاته وهذه نظرة قاصرة ، لأن تجاهل العدم لا يلغي وجود من حياتنا .
· العدمية ليست مجرد إبراز الموت والبشاعة والعنف والقبح ولكن الأديب العدمي هو الذي ينفذ من خلال ذلك إلى معنى الحياة ، وبذلك يوضح بأن العدم هو الوجه الآخر للوجود ، ولا يمكن الفصل بينهما لأن معنى كل منهما يكمن في الآخر .

الجذور الفكريه والعقائديه
· ترجع العدمية في أفكارها إلى مسرحيات الإغريق القدامى ، التي تصور الإنسان وتصارعه مع الأقدار وكأنه صراع ضد فكرة العدم .
· وكذلك العقائد النصرانية وما تتضمنه من معاني الموت ، ونهاية العالم ، واليوم الآخر والحساب .. إلخ .
· إلا أن العدمية لم تبلور العقيدة الدينية في الحياة والموت .. في الإيمان الذي يبعث على عمل الخير والجد ، والاجتهاد لإعمار الأرض لتكون الحياة عليها سعيدة مطمئنة . وإنما اقتصرت على تصوير معاني العدم والجانب السلبي في الحياة على نحو يوحي بأن العدم هو الوجود الخالد ، وطالما كان الأمر كذلك فإن الإلحاد يحيط بالعدمية من كل جانب .

أماكن الأنتشار
انتشرت العدمية في فرنسا وإنكلترا بشكل خاص والعالم الغربي عامة .

الخلاصه
أن العدمية مذهب أدبي ملحد يعتبر العدم نهاية الوجود ، ووفقاً لهذا المذهب ينحصر التزام الأديب العدمي في تذكير الإنسان بحدوده حتى يستغل حياته استغلالاً عدمياً ، ينضج مع فكر الإنسان ، حسب زعم هذا المذهب ، نضجاً يرفعه من مرتبة الحيوان الذي لا يدرك معنى العدم إلى مرتبة الأديب المدرك له والذي يلغي الفواصل المصطنعة بين العلم والفن ، فالأديب العدمي هو الذي ينفذ من خلال الموت والبشاعة والعنف والقبح إلى معنى الحياة العدمية ، فالعدم هو الوجه الآخر للوجود . ولا شك أن هذه الأفكار لا تخدم أية فكرة أخلاقية أو دينية ، بل إنها تتنافى كلية معهما .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 08:42 PM
البلاليون ::

البلاليـون
التعـريــف:
"أمة الإِسلام"، حركة ظهرت بين السود في أمريكا وقد تبنت الإِسلام بمفاهيم خاصة غلبت عليها الروح العنصرية، عرفت فيما بعد باسم (البلاليين) بعد أن صححت كثيراً من معتقداتها وأفكارها.

التأسيس وأبرز الشخصيات:
- مؤسس هذه الحركة والاس دز فارد وهو شخص أسود غامض النسب، ظهر فجأة في ديترويت عام 1930م داعياً إلى مذهبه بين السود، وقد اختفى بصورة غامضة في يونيو 1934م.
- اليجابول أو اليجا محمد (1898 - 1975م) التحق بالحركة وترقى في مناصبها حتى صار رئيساً لها وخليفة لفارد من بعده، زار السعودية عام 1959م وتجول في تركيا وأثيوبيا والسودان والباكستان يرافقه ابنه والاس محمد الذي كان يقوم بالترجمة.
- مالك اكس (مالك شباز): كان وزيراً للمعبد رقم (7) بنيويورك. خطيب ومفكر قام برحلة إلى الشرق العربي وحج عام 1963م، ولما عاد تنكر لمبادئ الحركة العنصرية وخرج عليها وشكل فرقة عرفت باسم (جماعة أهل السنة) وقد اغتيل في 21 فبراير 1965م.
- الوزير لويس فرخان الذي دخل في الإِسلام عام 1950 وخلف مالكم اكس على معبد رقم (7) وهو أيضاً خطيب وكاتب ومحاضر، وهو على صلة قوية حالياً بالعقيد القذافي، يدعو إلى قيام دولة مستقلة بالسود في أمريكا ما لم يحصلوا على حقوقهم الاجتماعية والسياسية كاملة.
- والاس و. محمد: الذي تسمى باسم (وارث الدين محمد) ولد في ديترويت 30 أكتوبر 1933م وعمل وزيراً للحركة في معبد فيلادلفيا 1958 - 1960م وأدى فريضة الحج عام 1967م كما تكررت زياراته للمملكة العربية السعودية.
- انفصل عن الحركة وتخلى عن مبادئ والده عام 1946م لكنه عاد إليها قبيل وفاة والده بخمسة أشهر آملاً في إدخال إصلاحات على الحركة من داخلها.
- قام بزيارة للمركز الإِسلامي بواشنطن في ديسمبر 1975م.
- حضر المؤتمر الذي عقدته رابطة العالم الإِسلامي في نيو أرك بولاية نيوجرسي 1397هـ/ 1977م.
- حضر على رأس وفد المؤتمر الإِسلامي المنعقد في كندا عام 1977م وفي كل مرة منها كان يعلن عن صدق توجهه الإِسلامي وأنه سيسعى إلى تغيير المفاهيم الخاطئة في جماعته.
- زار المملكة العربية السعودية عام 1967م وتركيا وعدداً من بلاد الشرق وكان يقابل كبار الشخصيات في البلاد التي يزورها.
- أعلن في عام 1975م عن الشخصيات التي ستعتمد عليها في رئاسته للجماعة والذين من أبرزهم:
مساعد خاص له: كريم عبد العزيز ودكتور نعيم أكبر.
المتحدث باسم المنظمة: عبد الحليم فرخان.
مستشارون للنواحي الثقافية: د. عبد العليم شباز، د. فاطمة علي، فهمية سلطان.
الأمين العام: جون عبد الحق.
اليجا محمد الثاني: رئيس القيادة العسكرية.
ريموند شريف: صار وزيراً للعدل بعد أن كان قائداً أعلى لحرس الحركة المسمى ثمرة الإِسلام ويرمز إليه بالرمز والذي تأسس منذ عام 1937م.
أمينة رسول: مسؤولة عن جهاز تطوير المرأة .
د. ميكل رمضان: الممثل لكافة لجان المساجد ورئيس لجنة التوجيه.
ثيرون مهدي: الذي انضم للحركة عام 1967م رئيساً لهيئة اكتشاف الفساد والآفات الاجتماعية بين أفراد الحركة والتي تشكلت عام 1976م.
ابراهيم كمال الدين: المشرف على هيئة فرقة الأرض الحديثة للإشراف على مشروع الإِسكان في الناحية الجنوبية من شيكاغو.
سلطان محمد: أحد أحفاد اليجا محمد: يقال بأنه على فهم جيد للإِسلام، وهو إمام معبد واشنطن.
محمد علي كلاي: الملاكم العالمي المعروف: يقال بأن مالكم اكس هو الذي اجتذبه إلى الحركة كما أنه كان أحد اعضاء المجلس الذي أنشأه والاس محمد بعد استلامه رئاسة الحركة من أجل التخطيط للأمور المهمة في الجماعة.

الأفــكار والمعتــقدات:
لابد من ملاحظة أن أفكار هذه الحركة قد تطورت تدريجياً متأثرة بشخصية الزعيم الذي يدير أمورها، ولذا فإنه لابد من تقسيم تطور الحركة إلى ثلاث فترات.
أولاً: في عهد والاس د. فارد:
- عرفت المنظمة منذ تأسيسها باسم "أمة الإِسلام" كما عرفت باسم آخر هو (أمة الإِسلام المفقودة المكتشفة).
- التأكيد على الدعوة إلى الحرية والمساواة والعدالة والعمل على الرقي بأحوال الجماعة.
- التركيز على تفوق العنصر الأسود وأصالته والتأكيد على انتمائهم إلى الأصل الأفريقي والتهجم على البيض ووصفهم بالشياطين.
- العمل على تحويل أتباعه من التوراة والإِنجيل إلى القرآن.
- أنشأ منظمتين واحدة للنساء أطلق عليها اسم تدريب البنات وأخرى للرجال أسماها ثمرة الإِسلام بغية إيجاد جيش قوي يحمي الحركة ويدعم مركزها الاجتماعي والسياسي.
ثانياً: في عهد اليجا محمد:
- أعلن اليجا محمد أن الإِله ليس شيئاً غيبياً، بل يجب أن يكون متجسداً في شخص، وهذا الشخص هو فارد الذي حل فيه الإِله، وهو جدير بالدعاء والعبادة. وقد أدخل بذلك مفاهيم باطنية على فكر جماعته.
- اتخذ لنفسه مقام النبوة وصار يتصف بلقب رسول الله.
- حرم على أتباعه المراهنة وشرب الخمور والتدخين والتخمة في الطعام والزنى ومنع اختلاط المرأة برجل أجنبي عنها، وحثهم على الزواج داخل أبناء وبنات الحركة ومنعهم من ارتياد أماكن اللهو والمقاهي العامة.
- الإِصرار على إعلاء العنصر الأسود واعتباره مصدراً لكل معاني الخير مع الاستمرار في ازدراء العرق الأبيض ووصفه بالضعة والدونية، ولا شك بأن الاكتتاب في الحركة مقصور على السود دون البيض بشكل قطعي لا مجال لمناقشته إطلاقاً.
- لا يؤمن اليجا محمد إلا بما يخضع للحس، وعليه فإنه لا يؤمن بالملائكة ولا يؤمن كذلك بالبعث الجسماني إذ إن البعث لديه ليس أكثر من بعث عقلي للسود الأمريكيين.
- لا يؤمن بختم الرسالة عند محمد صلى الله عليه وسلم ويعلن أنه هو خاتم الرسل إذ ما من رسول إلا ويأتي بلسان قومه وهو أي - اليجا محمد - قد جاء نبياً يوحى إليه من قبل فارد بلسان قومه السود.
- يؤمن بالكتب السماوية، لكنه يؤمن بأن كتاباً خاصاً سوف ينزل على قومه السود والذي سيكون بذلك الكتاب السماوي الأخير للبشرية.
- الصلاة على عهده عبارة عن قراءة للفاتحة أو آيات أخرى ودعاء مأثور مع التوجه نحو مكة واستحضار صورة فارد في الأذهان، وهي خمس مرات في اليوم.
- صيام شهر ديسمبر من كل عام عوضاً عن صوم رمضان.
- يدفع كل عضو عُشْرَ دخله للحركة.
- ألف عدداً من الكتب التي تبين أفكاره، منها:
-1 رسالة إلى الرجل الأسود في أمريكا
-2 منقذنا قد وصل
-3 كتاب الحكمة العليا
-4 سقوط أمريكا
-5 كيف تأكل وكيف تعيش
-6أنشأ صحيفة تنطق بلسانه أسماها (محمد يتكلم).
ثالثاً: في عهد وارث الدين محمد:
- في 24 نوفمبر 1975م اختار وارث الدين اسماً جديداً للمنظمة هو (البلاليون) نسبة لبلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ألغى وارث الدين في 19 يونيو 1975م قانون منع البيض من الانضمام إلى الحركة وفي 25 فبراير 1976م ظهر في قاعة الاحتفالات عدد من البيض المنضمين إليهم جنباً إلى جنب مع السود.
- العلم الأمريكي صار يوضع إلى جانب علم المنظمة بعد أن كان ذلك العلم يمثل الرجل الأبيض ذا العيون الزرقاء، الشيطان، القوقازي.
- في 29 أغسطس 1975م صدر قرار بضرورة صوم رمضان والاحتفال بعيد الفطر.
- وفي 14 نوفمبر 1975م تحول اسم الصحيفة من (محمد يتكلم) إلى (بلاليان نيوز) .
- أعلن أن لقبه هو الإِمام الأكبر بدلاً من رئيس الوزراء كما أنه غير كلمة وزراء المعابد إلى كلمة إمام وقد حصر اهتمامه بالأمور الدينية بينما وزع الأمور الأخرى على القياديين في الحركة.
- ثم إعداد المعابد لتكون صالحة لإِقامة الصلاة.
- أصدر في أكتوبر 1975م أمراً بأن تكون الصلاة على الهيئة الصحيحة المعروفة لدى المسلمين خمس مرات في اليوم.
- التأكيد على الخلق الإِسلامي والأدب والذوق وحسن الهندام ولبس الحشمة بالنسبة للمرأة.
- يقوم الدعاة في الحركة بزيارة السجون لنشر الدعوة بين المساجين وقد لاحظت سلطات الأمن أن السجين الأسود الذي يعرف عنه التمرد وعدم الطاعة داخل السجن يصبح أكثر استقامة وانضباطاً بمجرد دخوله في الإِسلام، ومن هنا فإن السلطات تسر بقيام الدعاة بدعوتهم هذه بين المساجين.
- تصحيح المفاهيم الإِسلامية التي اعتنقتها الحركة منذ أيام فارد واليجا محمد بطريقة خاطئة ومحاولة تصويبها.
- إن الأمور التي ذكرناها سابقاً لا تدل على أن الحركة قد توجهت توجهاً إسلامياً صحيحاً مائة بالمائة، لكنها تدل على أن هناك تحسناً نوعياً قد طرأ على أفكار ومعتقدات الحركة قياساً لما كانت عليه في عهد من سبقه، وهي ما تزال بحاجة إلى إصلاحات عقائدية وتطبيقية حتى تكون على الجادة الإِسلامية.
- لقد اضطربت الأمور كثيراً بين قادة الحركة وكان محصلة هذا الاضطراب أن أعلن وارث الدين في 25 مايو 1985م حل الجماعة وترك كل شعبة من شعبها تعمل بشكل منفرد، وكل يوم هناك الجديد في المصير الذي ستؤول إليه الحركة.
- هناك محاولات يقوم بها القذافي ومحاولات تقوم بها إيران بغية احتواء الحركة وتسييرها في فلك كل منهما، وهناك شخصيات جديدة تظهر وزعامات تختفي وانقسامات تهدد الجميع.

الجذور الفكرية والعقائدية:
قامت هذه الحركة على أنقاض حركتين قويتين ظهرتا بين السود هما :
-1 الحركة المورية التي دعا إليها الزنجي الأمريكي تيموثي نوبل درو علي 1886-1929 والذي أسس حركته سنة 1913م وهي دعوة فيها خليط من المبادىء الاجتماعية والعقائدية الدينية الآسيوية المختلفة وهم يعدون أنفسهم مسلمين لكن حركتهم أصيبت بالضعف إثر وفاة زعيمها.
-2 منظمة ماركوس جارفي 1887-1940 والذي أسس منظمة سياسية للسود سنة 1916م وتتصف هذه الحركة بأنها نصرانية لكن على أساس جعل المسيح أسود وأمة سوداء وقد أبعد زعيمها عن أمريكا سنة 1925م مما أدى كذلك إلى اندثار هذه الحركة.
لهذا يمكن أن يقال بأن هذه الحركة تنظر إلى الإسلام على أنه إرث روحي يمكن أن ينقذ السود من سيطرة البيض ويدفع بهم إلى تشكيل أمة خاصة متميزة لها حقوقها ومكاسبها ومكانتها.

الانتشار ومواقع النفوذ :
- يبلغ عدد السود في أمريكا أكثر من 35 مليون نسمة منهم حوالي مليون مسلم.
- يسمون مساجدهم معابد ولهم الآن ثمانون شعبة في مختلف المدن الأمريكية كما أن مدارسهم قد بلغت أكثر من 60 معهداً في شتى أنحاء أمريكا وتخصص الحصة الأولى كل يوم لتعليم الدين الإسلامي.
- يتركز المسلمون السود في ديترويت وشيكاغو وواشنطن ويحلمون بقيام دولة مستقلة، وهم يناصرون قضايا السود بعامة.


يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 08:44 PM
بناي برث او ( أبناء العهد )::

التـــعريـــف :
بناي برث جمعية من أقدم الجمعيات والمحافل الماسونية المعاصرة وذراع من أذرعتها الهدامة، ولا تختلف عنها كثيراً من حيث المبادىء والغايات إلا أن عضويتها مقصورة على أبناء اليهود، وخدمتها موجهة أساسا لدعم الصهيونية في العالم.

التأسيس وأبرز الشخصيات :
- اليهودي الألماني هنري جونس من مدينة هامبورغ، ترأس عشرة من اليهود الذين هاجروا إلى نيويورك وحصلوا في 13/10/1843م على ترخيص بتأسيس هذه الجمعية.
- منذ سنة 1865م والجمعية تسعى لأن يكون لها وجود في فلسطين، وفي سنة 1888م تأسس أول محفل لها، ولغة العمل الرسمية فيه هي اللغة العبرية، ومن أبرز شخصياته : ناحوم سوكولوف-دزنكوف- حاييم نخمان- دافيد يلين- مائير برلين- حاييم وايزمن- جاد فرامكين.
- لقد عملوا على تأسيس مستعمرات يهودية صغيرة في فلسطين، وكانت (موتسا) أول قرية يؤسسونها عام 1894م بالقرب من القدس مشكلين بذلك نواة الكيان الإسرائيلي الحالي.
- اليهودي سيجموند فرويد عالم النفس الشهير (1856-1939م) : انضم عام 1895م إلى هذه الجمعية وكان مواظباً على حضور اجتماعاتها (انظر بحث الفرويدية).
- في عام 1913م أسسوا جمعية لمكافحة التشهير والإهانة وتشويه السمعة التي يتعرض لها اليهود في العالم.
- فيليب كلوزنيك كان رئيساً لهذه الجمعية عندما عين في عهد الرئيس أيزنهاور رئيساً للوفد الأمريكي لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
- جون فوستر دالاس : وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية عام 1958م وهو نصراني بروتستانتي شارك في الحفل الذي أقامته الجمعية في 8/5/1956م حيث قال في هذه المناسبة : "إن مدنية الغرب قامت في أساسها على العقيدة اليهودية في الطبيعة الروحية للإنسان، ولذلك يجب أن تدرك الدول الغربية أنه يتحتم عليها أن تعمل بعزم أكيد من أجل الدفاع عن هذه المدنية التي معقلها إسرائيل".
- إن رؤساء الولايات المتحدة يثنون دائما على الأعمال التي تقوم بها هذه الجمعية.

الأفـــــكار والمـــعتقدات :
أولاً : الشعارات الظاهرية المعلنة :
- حب الخير للإنسانية والعمل على تحقيق الرفاهية لها.
- مساعدة الضعفاء والعجزة وذوي العاهات وتقديم الدعم للمستشفيات الخيرية.
- افتتاح بيوت الشباب في جميع أنحاء العالم.
- الدفاع عن حقوق الإنسان.
- منع إهانة الجنس اليهودي.
- العطف على المضطهدين من اليهود.
- تطوير التبادل الثقافي بالاحتياجات الثقافية والدينية للطلاب اليهود.
- التوجيه في مجال التدريب المهني.
- مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية.
- فتح حوار مع مسؤولي الحكومات حول موضوعات الحقوق المدنية والهجرة والاضطهاد.

ثانياً : الأهداف الحقيقية :
- إنهم يهود ولا يهمهم إلا إعلاء هذا العنصر ليسود العالم.
- دعم الماسونية العالمية في خططها وبرامجها الهدامة.
- دعم الوجود الإسرائيلي في فلسطين وتشجيع اليهود ليهاجروا إليها.
- العمل على تدمير الأخلاق والحكومات الوطنية والأديان عدا اليهودية.
- التعاون مع الماسونية والصهيونية لإشعال الحروب والفتن وقد كان لهم دور بارز في الحرب العالمية الأولى.
- قاموا بشن هجوم على هتلر وحكمه حينما جاء إلى الحكم سنة 1933م.
- كان لهم دور خطير في التمهيد للحرب العالمية الثانية.
- التقاط الأخبار واحتلال المراكز الحساسة في الدول المختلفة، كما أن لهم أنظمة داخلية سرية وشبكة من العملاء السريين.
- تغلغلت هذه الجمعية في صميم الحياة الأمريكية والإنجليزية وتحكمت في شؤون الاجتماع والسياسة والاقتصاد لهذين البلدين بخاصة.
- انهم يستخدمون المال والجنس والدعاية المركزة من أجل تحقيق أهداف اليهودية المدمرة.
- لقد عملوا على خطف أدولف ايخمان النازي الشهير في عام 1960 من الأرجنتين إلى إسرائيل حيث أعدم هناك في 31/5/1962م.
- التصدي لكل من يحاول النيل من اليهود واغتيال الأقلام التي تتعرض لهم حتى يخضع الجميع لهيبتهم.
- إنها جمعية لا تقدم خدماتها إلا لأبناء الجالية اليهودية ولا تعمل إلا من أجل دعم تفوقهم وسيطرتهم.
- في الاجتماع الذي عقد في مدينة بال بسويسرا 1897م قال رئيس الوفد الأمريكي لجمعية بناي برث : "ولسوف يأتي الوقت الذي يسارع فيه المسيحيون أنفسهم طالبين من اليهود أن يتسلموا زمام السلطة".
- حظيت (بناي برث) بتمثيل في الأمم المتحدة وذلك من خلال عضويتها في المجلس التنسيقي للمنظمات اليهودية.
- يتقلد زمام المنظمة رئيس ينتخب كل (3) سنوات من قبل المحفل الأعلى الذي يتألف من ممثلي المحافل المحلية. وهناك لجنة إدارية ومدراء يشاركون في إدارة المنظمة أيضاً.

الجذور الفكرية والعقائدية :
- أنها منظمة يهودية وبالتالي فان التلمود هو محور عقيدتها وتفكيرها.
- بروتوكولات حكماء صهيون ركن أساسي في خططها وأهدافها.
- طموحات الماسونية الهدامة أمر مهم تعمل على تحقيقه وإنجازه.

الانتشار ومواقع النفوذ :
- تأسست بناي برث في نيويورك وانتشرت محافلها في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وصارت لها في هذه الدول مواقع نفوذ قوية.
- امتدت فروعها إلى استراليا وأفريقيا وبعض دول آسيا.
- في مصر تأسس لها محفلان أحدهما محفل ماغين دافيد رقم 436 وقانونه مطبوع باللغة العربية، والآخر محفل ميمونت رقم 365 وقانونه مطبوع بالألمانية، وقد تم حظر نشاطهما في الستينات.

يتبع ..

اخت مسلمة
03-24-2009, 08:46 PM
معتقد التغريب ::

الـتـغـريـب
التعريف
التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية ، يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامة ، والمسلمين بخاصة بالأسلوب الغربي ، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية

التأسيس وأبرز الشخصيات
- بدأ المشرقيون في العالم الإسلامي مع نهاية القرن الثامن عشر ومطلع التاسع عشر بتحديث جيوشهم وتعزيزها عن طريق إرسال بعثات إلى البلاد الأوربية أو باستقدام الخبراء الغربيين للتدريس والتخطيط للنهضة الحديثة ، وذلك لمواجهة تطلع الغربيين إلى بسط نفوذهم الاستعماري إثر بدء عهد النهضة الأوربية .
- لما قضى السلطان محمود الثاني على الإنكشارية العثمانية سنة 1826م أمر باتخاذ الزي الأوروبي الذي فرضه على العسكريين والمدنيين على حد سواء .
- استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء المدارس الحربية والبحرية .
- قام محمد علي والي مصر ، والذي تولى سنة 1805م ، ببناء جيش على النظام الأوروبي ، كما عمد إلى ابتعاث خرجي الأزهر من أجل التخصص في أوروبا .
- أنشأ أحمد باشا باي الأول في تونس جيشا نظاميا ، وافتتح مدرسة للعلوم الحربية فيها صباط وأساتذة فرنسيون وإيطاليون وإنجليز .
- افتتحت أسرة الفاجار التي حكمت إيران كلية للعلوم والفنون على أساس غربي سنة 1852م .
- منذ عام 1860م بدأت حركة التغريب عملها في لبنان عن طريق الإرساليات ، ومنها امتدت إلى مصر في ظل الخديوي إسماعيل الذي كان هدفه أن يجعل مصر قطعة من أوروبا .
- التقى الخديوي إسماعيل في باريس مع السلطان العثماني عبد العزيز 1284هـ/1867م حينما لبيا دعوة الإمبراطور نابليون الثالث لحضور المعرض الفرنسي العام ، وقد كانا يسيران في تيار الحضارة الغربية .
- ابتعث كل من رفاعة الطهطاوي إلى باريس وأقام فيها خمس سنوات 1826/1831م وكذلك ابتعث خير الدين التونسي إليها وأقام فيها أربع سنوات 1852-1856م وقد عاد كل منهما محملا بأفكار تدعو إلى تنظيم المجتمع على أساس علماني عقلاني .
- منذ 1830م بدأ المبتعثون العائدون من أوروبا بترجمة كتب فولتير وروسو ومونتسكيو في محاولة منهم لنشر الفكر الأوروبي الذي ثار ضد الدين الذي ظهر في القرن الثامن .
- أنشأ كرومر كلية فيكتوريا بالإسكندرية لتربية جيل من أبناء الحكام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي ليكونوا أداة المستقبل في نقل ونشر الحضارة الغربية .
- قال اللورد لويد (المندوب السامي البريطاني في مصر) حينما افتتح هذه الكلية سنة 1936م : كل هؤلاء لن يمضي عليهم وقت طويل حتى يتشبعوا بوجهة النظر البريطانية بفضل العشرة الوثيقة بين المعلمين والتلاميذ .
- كان نصارى الشام من أول من اتصل بالبعثات التبشيرية وبالإرساليات ومن المسارعين بتلقي الثقافة الفرنسية والإنجليزية ، كما كانوا يشجعون العلمانية التحررية وذلك لعدم إحساسهم بالولاء تجاه الدولة العثمانية ، فبالغوا من إظهار إعجابهم بالغرب ودعوا إلى الاقتداء به وتتبع طريقه ، وقد ظهر ذلك جليا في الصحف التي أسسوها وعملوا فيها .
- كان ناصيف اليازجي 1800-1871م وابنه إبراهيم اليازجي 1847-1906م على صلة وثيقة بالإساليات الأمريكية الإنجيلية .
- أسس بطرس البستاني 1819-1883م في عام 1863م مدرسة لتدريس اللغة العربية والعلوم الحديثة فكان بذلك أول نصراني يدعو إلى العروبة والوطنية إذ كان شعاره : حب الوطن من الإيمان . كما أصدر صحيفة الجنان سنة 1870م التي استمرت ست عشرة سنة وقد تولى منصب الترجمة في قنصلية أمريكا ببيروت مشاركا في الترجمة البروتستانتية للتوراة مع الأمريكيين سميث وفانديك .
- أنشأ جورجي زيدان 1861-1914م مجلة الهلال في مصر وذلك في سنة 1892م ، وقد كان على صلة بالمبعوثين الأمريكان ، كما كانت له سلسلة من القصص التاريخية التي حشاها بالافتراءات على الإسلام والمسلمين .
- أسس سليم تقلا صحيفة الأهرام في مصر وقد سبق له أن تلقى علومه في مدرسة عبية بلبنان والتي أنشأها المبشر الأمريكي فانديك .
- أصدر سليم النقاش صحيفة المقتطف التي عاشت ثمانية أعوام في لبنان انتقلت بعدها إلى مصر في سنة 1884م .
- تجول جمال الدين الأفغاني 1838-1897م كثيرا في العالم الإسلامي شرقا وغربا وقد أدخل نظام الجمعيات التسرية في العصر الحديث إلى مصر ، كما يقال بأنه انضم إلى المحافل الماسونية ، وكان على صلة بالمستربلنت البريطاني .
- كان الشيخ محمد عبده 1849-1905م من أبرز تلاميذ الأفغاني ، وشريكه في إنشاء مجلة العروة الوثقى ، وكانت له صداقة مع اللورد كرومر والمستربلنت ، ولقد كانت مدرسته ومنها رشيد رضا تدعو إلى مهاجمة التقاليد ، كما ظهرت لهم فتاوى تعتمد على أقصى ما تسمح به النصوص من تأويل بغية إظهار الإسلام بمظهر المتقبل لحضارة الغرب كما دعا الشيخ محمد عبده إلى إدخال العلوم العصرية إلى الأزهر لتطويره وتحديثه .
- كان المستشرق مستربلنت : يطوف هو وزوجته مرتديا الزي العربي ، داعيا إلى القومية العربية وإلى إنشاء خلافة عربية بغية تحطيم الرابطة الإسلامية .
- قاد قاسم أمين 1865-1908م وهو تلميذ محمد عبده ، الدعوة إلى تحرير المرأة وتمكينها من العمل في الوظائف والأعمال العامة . وقد كتب تحرير المرأة 1899م والمرأة الجديدة 1900م .
- كان سعد زغلول : الذي صار وزيرا للمعارف سنة 1906م شديد التأثر بآراء محمد عبده وقد نفذ فكرة كرومر القديمة والداعية إلى إنشاء مدرسة للقضاء الشرعي بقصد تطوير الفكر الإسلامي من خلال مؤسسة غير أزهرية منافسة له .
- كان أحمد لطفي السيد 1872-1963م من أكبر مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين الذين انشقوا عن سعد زغلول سياسيا ، وكان يدعو إلى الإقليمية الضيقة وهو صاحب العبارة المشهورة التي أطلقها عام 1907م وهي مصر للمصريين وقد تولى شؤون الجامعة المصرية منذ تسلمتها الحكومة المصرية عام 1916م وحتى 1941م تقريبا .
- وكان طه حسين 1889-1973م من أبرز دعاة التغريب في العالم الإسلامي حيث تلقى علومه على يد المستشرق دوركايم وقد نشر أخطر آرائه في كتابيه الشعر الجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر .
- يقول في كتابه الشعر الجاهلي ص26: للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا أيضا ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي .
- ويقول بعد ذلك : وقد كانت قريش مستعدة كل الاستعداد لقبول هذه الأسطورة في القرن السابع للمسيح . كما أنه ينفي فيه نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أشراف قريش .
- لقد بدأ طه حسين محاضرة له في اللغة والأدب بحمد الله والصلاة على نبيه ثم قال : سيضحك مني بعض الحاضرين إذا سمعني أبدأ هذه المحاضرة بحمد الله والصلاة على نبيه لأن ذلك يخالف عادة العصر .
- ازدهرت حركة التغريب بعد سيطرة الاتحاديين عام 1908م على الحكم في الدولة العثمانية وسقوط السلطان عبد الحميد .
- وفي سنة 1924م ألغت حكومة مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية مما مهد لانضمام تركيا إلى الركب العلماني الحديث ، وفرض عليها التغريب بأقصى صوره وأعنفها.
- علي عبد الرزاق : نشر سنة 1925م كتابه الإسلام وأصول الحكم الذي ترجم إلى الإنجليزي والأردية ، يحاول فيه المؤلف أن يقنع القارئ بأن الإسلام دين فقط وليس دينا ودولة ، وقد ضرب سميث مثلا به عندما أشار إلى أن التحررية العلمانية والعالمية لا تروج في العالم الإسلامي إلا إذا فسرت تفسيرا إسلاميا مقبولا ، وقد حوكم الكتاب والمؤلف من قبل هيئة العلماء بالأزهر في 12/8/1925م وصدرت ضده إدانة أخرجته من زمرة العلماء ، وكان يشرف على مجلة الرابطة الشرقية كما أقام حفل تكريم لأرنست رينان في الجامعة المصرية بمناسبة مرور مائة سنة على وفاة هذا المستشرق الذي لم يدخل وسعا في مهاجمة العرب والمسلمين .
- وكان محمود عزمي من أكبر دعاة الفرعونية في مصر ، درس على أستاذه دور كايم الذي كان يقول له : إذا ذكرت الاقتصاد فلا تذكر الشريعة ، وإذا ذكرت الشريعة فلا تذرك الاقتصاد .
- وسبق أن قدم منصور فهمي 1886-1959م : أول أطروحة للدكتوراه على أستاذه ليفي بريل مهاجما نظام الزواج في الإسلام التي موضوعها حالة المرأة في التقاليد الإسلامية وتطوراتها ، وفي هذه الرسالة يقول : محمد يشرع لجميع الناس ويستثني نفسه ، ويقول : إلا أنه أعفى نفسه من المهر والشهود ، لكنه انتقد بعد ذلك حركة التغريب في سنة 1915م وجاهر بآرائه في الأخطاء التي حملها طه حسين ومدرسته .
- ويعتبر إسماعيل مظهر من أئمة مدرسة التغريب لكنه لم يلبث أن تحول عنها إبان عصر النهضة الحديثة .
- وكان زكي مبارك في مقدمة تلاميذ طه حسين ، درس على أيدي المستشرقين وسق له أن قدم أطروحة للدكتوراه في الغزالي والمأمون مهاجما الغزالي هجوما عنيفا لكنه رجع عن ذلك فيما بعد وكتب مقاله المعروف إليك أعتذر أيها الغزالي .
- ويعتبر محمد حسين هيكل 1888-1956م رئيس تحرير جريدة السياسة في الفترة الأولى من حياته من أبرز المستغربين وقد أنكر الإسراء بالروح والجسد معا انطلاقا من نظرة عقلانية حياة محمد ، لكنه عدل عن ذلك وكتب معبرا عن توجهه الجديد في مقدمة كتابه في منـزل الوحي .
- وكان الشيخ أمي الخولي وهو من مدرسي مادتي التفسر والبلاغة بالجامعة المصرية ، يروج لأفكار طه حسين في الدعوة إلى دراسة القرآن دراسة فنية بغض النظر عن مكانته الدينية ، وقد استمر في ذلك حتى كشفه الشيخ محمود شلتوت سنة 1947م .
- وقاد شبلي شميل 1860-1917م الدعوة إلى العلمانية ومهاجمة قيم الأديان والأخلاق

الأفكار والمعتقدات
أفكار تغريبية :
- المستشرق الإنجليزي جب ألف كتاب إلى أين يتجه الإسلام الذي يقول فيه : من أهم مظاهر سياسة التغريب في العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة وقد أعلن في بحثه هذا صراحة أن هدف إلى معرفة إلى أي مدى وصلت حركة تغريب الشرق وما هي العوامل التي تحول دون تحقيق هذا التغريب .
- عندما دخل اللورد اللنبي القدس عام 1918م أعلن قائلا : الآن انتهت الحروب الصليبية .
- يقول لورنس بروان : إن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع وفي حيويته ، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الغربي . ولهذا فلا بد من الدعوة إلى أن يطبع العالم الإسلامي بطابع الغرب الحضاري .
- تشجيع فكرة إيجاد فكر إسلامي متطور يبرر الأنماط الغربية ومحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية بغية إيجاد علائق مستقرة بين الغرب وبين العالم الإسلامي خدمة لمصالحه .
- الدعوة إلى الوطنية ودراسة التاريخ القديم والدعوة إلى الحرية باعتبارها أساس نهضة الأمة مع عرض النظم الاقتصادية الغربية عرضا مصحوبا بالإعجاب ، وتكرار الكلام حول تعدد الزوجات في الإسلام وتحديد الطلاق واختلاط الجنسين .
- نشر فكرة العالمية والإنسانية التي يزعم أصحابها بأن ذلك هو السبيل إلى جمع الناس على مذهب واحد تزول معه الخلافات الدينية والعنصرية لإحلال السلام في العالم ، ولتصبح الأرض وطنا واحدا يدين بدين واحد ويتكلم بلغة واحدة وثقافة مشتركة بغية تذويب الفكر الإسلامي واحتوائه في بوتقة الأقوياء المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي .
- إن نشر الفكر القومي خطوة على طريق التغريب في القرن التاسع عشر وقد انتقل من أوروبا إلى العرب والإيرانيين والترك والإندونيسيين والهنود ، إلى كيانات جزئية تقوم على رابط جغرافي يجمع أناسا ينتمون إلى أصول عرقية مشتركة .
- تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة ، يقول المستشرق جب: وقد كان من أهم مظاهر سياسية التغريب في العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغلها المسلمون الآن … وقد تكون أهميته محصورة الآن في تقوية شعور العداء لأوروبا ولكن من الممكن أي يلعب في المستقبل دورا مهما في تقوية القوميات المحلية وتدعيم مقوماتها .
- عرض روكفلر الصهيوني المتعصب تبرعه بعشرة ملايين دولار لإنشاء متحف للآثار الفرعونية في مصر وملحق به معهد لتخريج المتخصصين في هذا الفن .
- إن كلا من الاستعمار والاستشراق والشيوعية والماسونية وفروعها والصهيونية ودعاة التوفيق بين الأديان "وحدة الأديان" قد تآزروا جميعا في دعم حركة التغريب وتأييدها بهدف تطويق العالم الإسلامي وتطويعه ليكون أداة لينة بأيديهم .
- نشر المذاهب الهدامة كالفرويدية والداروينية والماركسية والقول بتطور الأخلاق (ليفي برويل) وبتطور المجتمع (دوركايم) والتركيز على الفكر الوجودي والعلماني والتحرري والدراسات عن التصوف الإسلامي والدعوة إلى القومية والإقليمية والوطنية والفصل بين الدين والمجتمع وحملة الانتقاص من الدين ومهاجمة القرآن والنبوة والوحي والتاريخ الإسلامي والتشكيك في القيم الإسلامية عن فكرة الجهاد وإشاعة فكرة أن سبب تأخر العرب والمسلمين إنما هو الإسلام .
- اعتبار القرآن فيضا من العقل الباطن مع الإشادة بعبقرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم و ألمعيته وصفاء ذهنه ووصف ذلك بالإشراق الروحي تمهيدا لإزالة صفة النبوة عنه .

مؤتمرات تغريبيه
- عقد مؤتمر في بلتيمور عام 1942م وهو يدعو إلى دراسة وابتعاث الحركات السرية في الإسلام .
- في عام 1947م عقد في جامعة برنستون بأمريكا مؤتمر لدراسة (الشؤون الثقافية والاجتماعية في الشرق الأدنى) وقد ترجمت بحوث هذا المؤتمر إلى العربية تحت رقم 116 من مشروع الألف كتاب في مصر ، شارك فيه كويلر يونغ وحبيب كوراني وعبد الحق إديوار ولويس توماس .
- عقد مؤتر (الثقافة الإسلامي والحياة المعاصرة) في صيف عام 1953م في جامعة برنستون وشارك فيه كبار المفكرين من مثل ميل بروز ، وهارولد سميث وروفائيل باتاي ، وهارولد ألن ، وجون كرسويل ، والشيخ مصطفى الزرقا وكنت كراج واشتياق حسين وفضل الرحمن الهندي .
- وفي عام 1955م عقد في لاهور بالباكستان مؤتمر ثالث لكنه فشل وظهرت خطتهم بمحاولتهم إشراك باحثين من المسلمين والمستشرقين في توجيه الدراسات الإسلامية .
- انعقد مؤتمر للتأليف بين الإسلام والمسيحية في بيروت 1953م ، ثم في الاسكندرية 1954م وتتالت بعد ذلك اللقاءات والمؤتمرات في روما وغيرها من البلدان لنفس الغرض .
- في سبتمبر 1944م عقد بالقاهرة مؤتمر السكان والتنمية بهدف نشر أفكار التحلل الجنسي الغربية بين المسلمين من إتاحة للاتصالات غير المشروعة بين المراهقين والإجهاض والزواج الحر والسفاح والتدريب على موانع الحمل وقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية فتوى بضرورة مقاطعته والحذر من توصياته وأهدافه .

كتب تغريبيه خطره
- الإسلام في العصر الحديث لمؤلفه ولفرد كانتول سميث ، مدير معهد الدراسات الإسلامية وأستاذ الدين المقارن في جامعة ماكجيل بكندا ، حصل على الدكتوراه من جامعة برنستون سنة 1948م تحت إشراف المستشرق هـ.أ.ر. جب الذي تتلمذ عليه في جامعة كمبريدج وهذا الكتاب يدعو إلى التحررية والعلمانية وإلى الفصل الدين عن الدولة .
- نشر هـ.أ.ر.جب كتابه إلى أين يتجه الإسلام ، الذي نشر بلبنان سنة 1932م كان قد ألفه مع جماعة من المستشرقين وهو يبحث في أساب تعثر عملية التغريب في العالم الإسلامي ووسائل تقدمها وتطورها .
- إن بروتوكولات حكماء صهيون التي ظهرت في العالم كله عام 1902م ظلت ممنوعة من الدخول إلى الشرق الأوسط والعالم الاسلامي حتى عام 1952م تقريبا أي إلى ما بعد قيام إسرائيل في قلب الأمة العربية والإسلامية ولا شك بأن منعها كان خدمة لحركة التغريب عموما .
- تصوير بعض الشخصيات الإسلامية في صور من الابتذال والعهر والمزاجية كما في كتب جوردي زيدان ، وكذلك تلك الكتب التي تضيف الأساطير القديمة إلى التاريخ الإسلامي على هامش السيرة لطه حسين والكتب التي تعتمد على المصادر غير الموثوقة مثل محمد رسول الحرية للشرقاوي وكتبه عن الخلفاء الراشدين والأئمة التسعة .

الجذور الفكريه والعقائديه
- لقد ارتدت الحملة الصليبية مهزومة بعد حطين ، وفتح العثمانيون عاصمة الدولة البيزنطية ومقر كنيستهم عام 1453م واتخذوها عاصمة لهم وغيروا اسمها إلى اسلامبول أي دار الإسلام ، كما أن جيوش العثمانيين قد وصلت أوروبا وهددت فيينا سنة 1529م وقد ظل هذا التهديد قائما حتى سنة 1683م ، وسبق ذلك كله سقوط الأندلس وجعلها مقرا للخلافة الأموية ، كل ذلك كان مدعاة للتفكير بالتغريب ، والتبشير فرع منه ، ليكون السلاح الذي يحطم العالم الإسلامي من داخله .
- إن التغريب هجمة نصرانية صهيونية استعمارية في آن واحد التفت على هدف مشترك بينها وهو طبع العالم الإسلامية بالطابع الغربي تمهيدا لمحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية

الانتشار ومواقع النفوذ
- لقد استطاعت حركة التغريب أن تتغلغل في كل بلاد العالم الإسلامي ، وإلى كل البلاد المشرقية على أمل بسط بصمات الحضارة الغربية المادية الحديثة على هذه البلاد وربطها بالغرب فكرا وسلوكا .
- لقد تعالت تأثير حركة التغريب إذ أنه قد ظهر بوضوح في مصر ، وبلاد الشام وتركيا وأندونيسيا والمغرب العربي وتتدرج بعد ذلك في البلاد الإسلامية الأقل فالأقل ولم يخل بلد إسلامي أو مشرقي من آثار وبصمات هذه الحركة .

الخلاصه
أن التغريب تيار مشبوه يهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه واستقلاليته والدعوة إلى التبعية للغرب في كل توجهاته وممارساته ومن واجب قادة الفكر الإسلامي كشف مخططاته والوقوف بصلابة أمام سمومه ومفترياته التي تبثها الآن شخصيات مسلمة وصحافة ذات باع طويل في محاولات التغريب ، وأجهزة وثبقة الصلة بالصهيونية العالمية والماسونية الدولية ، وقد استطاع هذا التيار استقطاب كثير من المفكرين العرب ، فمسخوا هويتهم وحاولوا قطع صلتهم بدينهم والذهاب بولائهم وانتمائهم لأمتهم الإسلامية من خلال موالاة الغرب والزهو بكل ما هو غربي وهي أمور ذات خطر عظيم على الشباب المسلم .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 08:52 PM
الشيوعية ::

التعــريـــف:
هي مذهب فكري يقوم على الإِلحاد وأن المادة هي أساس كل شيء ويفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل الاقتصادي، ظهرت في ألمانيا على يد ماركس وانجلز، وتجسدت في الثورة البلشيفية التي ظهرت في روسيا سنة 1917م بتخطيط من اليهود، وتوسعت على حساب غيرها بالحديد والنار وقد تضرر المسلمون منها كثيراً، وتعرضت شعوب للاستئصال والانقراض بسبب هذه الدعوة.

التأسيــس وأبــرز الشخــصيات:
- وضعت أسسها الفكرية النظرية على يد كارل ماركس اليهودي الألماني (1818 - 1883م) وهو حفيد الحاخام اليهودي المعروف (مردخاي ماركس)، والمعروف عن كارل ماركس أنه شخص أناني متقلب المزاج، حاقد مادي، من مؤلفاته:
البيان الشيوعي الذي ظهر سنة 1848م.
رأس المال (ظهر سنة 1867م).
- ساعده في التنظير للمذهب فردريك انجلز (1820 - 1895م) وهو صديق كارل ماركس الحميم وقد ساعده في نشر المذهب كما أنه ظل ينفق على ماركس وعائلته حتى مات، من مؤلفاته:
أصل الأسرة.
الخاصة والدولة.
الثنائية في الطبيعة.
الاشتراكية الخرافية والاشتراكية العلمية.
- لينــين: واسمه الحقيقي: فلاديمير أليتش بوليانوف، وهو قائد الثورة البلشفية الدامية في روسيا (1917م) ودكتاتورها المرهوب، وكان قاسي القلب، مستبد برأيه، ولد سنة 1870م، ومات سنة 1924م، وهناك دراسات تؤكد بأن لينين يهودي الأصل، وكان يحمل اسماً يهودياً، ثم تسمى باسمه الروسي الذي عرف به، مثله مثل تروتسكي في ذلك.
- ولينين هو الذي وضع الشيوعية موضع التنفيذ وله كتب كثيرة وخطب ونشرات أهمها ما جمع في ما يسمى (مجموعة المؤلفات الكبرى).
- ستالين: واسمه الحقيقي جوزيف فاديونوفتش زوجا شفلى (1879 - 1954م) وهو سكرتير الحزب الشيوعي ورئيسه بعد لينين، اشتهر بالقسوة والجبروت والطغيان والدكتاتورية وشدة الإِصرار على رأيه، يعتمد في تصفية خصومه على القتل والنفي كما أثبتت تصرفاته أنه مستعد للتضحية بالشعب كله في سبيل شخصه وقد ناقشته زوجته مرة فقتلها.
- تروتسكي: ولد سنة 1879م واغتيل سنة 1940م بتدبير من ستالين، وهو يهودي واسمه الحقيقي بروشتاين. له مكانة هامة في الحزب وقد تولى الشؤون الخارجية بعد الثورة ثم أسندت إليه شؤون الحرب .. ثم فصل من الحزب بتهمة العمل ضد مصلحة الحزب ليخلو الجو لستالين الذي دبر له عملية اغتيال للخلاص منه نهائياً.

الأفـــكار والمعتقــدات:
- إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات والقول بأن المادة هي أساس كل شيء وشعارهم: نؤمن بثلاثة: ماركس ولينين وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، الدين، الملكية الخاصة، عليهم من الله ما يستحقون.
- فسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البورجوازية والبروليتاريا وينتهي هذا الصراع حسب زعمهم بدكتاتورية البروليتاريا.
- يحاربون الأديان ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب وخادماً للرأسمالية والإمبريالية والاستغلال مستثنين من ذلك اليهود لأن اليهود شعب مظلوم يحتاج إلى دينه ليستعيد حقوقه المغتصبة!!.
- يحاربون الملكية الفردية ويقولون بشيوعية الأموال وإلغاء الوراثة.
- لا قيمة عندهم للعمل أمام أهمية المادة وأساليب الإِنتاج.
- إن كل تغيير في العالم في نظرهم إنما هو نتيجة حتمية لتغيّر وسائل الإِنتاج وإن الفكر والحضارة والثقافة هي وليدة التطور الاقتصادي.
- يقولون بأن الأخلاق نسبية وهي انعكاس لآلة الإِنتاج.
- يحكمون الشعوب بالحديد والنار ولا مجال لإِعمال الفِكْر، والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
- يعتقدون بأنه لا آخرة وعقاب ولا ثواب في غير هذه الحياة الدنيا.
- يؤمنون بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات.
- يقولون بدكتاتورية الطبقة العامة ويبشرون بالحكومة العالمية.
- تؤمن الشيوعية بالصراع والعنف وتسعى لإِثارة الحقد والضغينة بين العمال وغيرهم.
- الدولة هي الحزب والحزب هو الدولة.
- المكتب السياسي الأول للثورة البلشفية يتكون من سبعة أشخاص كلهم يهود إلا واحداً وهذا يعكس مدى الارتباط بين الشيوعية واليهودية.
- يزعمون بأن القرآن الكريم وضع خلال حكم عثمان - رضي الله عنه - ثم طرأت عليه عدة تغييرات حتى القرن الثامن ويصفونه بأنه سلاح لتخدير الشعوب.
- تنكر الماركسية الروابط الأسرية وترى فيها دعامة للمجتمع البرجوازي وبالتالي لابد من أن تحل محلها الفوضى الجنسية.
- لا يحجمون عن أي عمل مهما كانت بشاعته في سبيل غايتهم وهي أن يصبح العالم شيوعياً تحت سيطرتهم. قال لينين: (إن هلاك ثلاثة أرباع العالم ليس بشيء إنما الشيء الهام هو أن يصبح الربع الباقي شيوعياً) وهذه القاعدة طبقوها في روسيا أيام الثورة وبعدها وكذلك في الصين وغيرها حيث أبيدت ملايين من البشر، كما أن اكتساحهم لأفغانستان بعد أن اكتسحوا الجمهوريات الإِسلامية الأخرى كبُخارى وسمرقند وبلاد الشيشان والشركس. إنما ينضوي تحت تلك القاعدة الإِجرامية.
- يهدمون المساجد ويحولونها إلى دور ترفيه ومراكز للحزب، ويمنعون المسلم من إظهار شعائر دينه، أما اقتناء المصحف فهو جريمة كبرى يعاقب عليها بالسجن لمدة سنة كاملة.
- لقد كان توسعهم على حساب المسلمين فكان أن احتلوا بلادهم وأفنوا شعوبهم وسرقوا ثرواتهم واعتدوا على حرمة دينهم ومقدساتهم.
- يعتمدون على الغدر والخيانة والاغتيالات لإِزاحة الخصوم ولو كانوا من أعضاء الحزب.

الجــذور الفــكرية والعقائــدية:
- لم تستطع الشيوعية إخفاء تواطئها مع اليهود وعملها لتحقيق أهدافهم فقد صدر منذ الأسبوع الأول للثورة قرار ذو شقين بحق اليهودي:
أ) يعتبر عداء اليهود عداء للجنس السامي يعاقب عليه القانون.
ب) الاعتراف بحق اليهود في إنشاء وطن قومي في فلسطين.
- يصرح ماركس بأنه اتصل بفيلسوف الصهيونية وواضع أساسها النظري وهو (موشيه هيس) أستاذ هرتزل الزعيم الصهيوني الشهير.
- جدُّ ماركس هو الحاخام اليهودي المشهور في الأوساط اليهودية (مردخاي ماركس).
- تأثرت الماركسية إضافة إلى الفكر اليهودي بجملة من الأفكار والنظريات الإلحادية منها:
مدرسة هيجل العقلية المثالية.
مدرسة كومت الحسية الوضعية.
مدرسة فيورباخ في الفلسفة الإِنسانية الطبيعية.
مدرسة باكونين صاحب المذهب الفوضوي المتخبط.

يتبع...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:07 PM
الحداثة ::

هي صبيانية المضمون وعبثية في شكلها الفني وتمثل نزعة الشر والفساد في عداء مستمر للماضي والقديم ،وهي افراز طبيعي لعزل الدين عن الدولة في المجتمع الاوروبي ولظهور الشك والقلق في حياة الناس مما جعل للمخدرات والجنس دورهما الكبير

التأسيس وأبرز الشخصيات
بدأ مذهب الحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تقريا في باريس على يد كثير من الأدباء السريالين والرمزيين والماركسيين والفوضويين والعبثيين،ولقي استجابة لدى الأدباء الماديين والعلمانين والملحدين في الشرق والغرب.حتى وصل إلى شرقننا الإسلامي والعربي .
ومن أبرز رموز مذهب الحداثة من الغربيين :
- شارل بودلير 1821-1867م وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ،ووصفها بالسادية أي التلذذبتعذيب الآخرين .له ديوان شعر مترجم بالعربية من قبل الشاعرإبراهيم ناجي ،ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالم الغربي.
-الاديب الفرنسي غوستاف فلوبير 1821-1880م.
- مالارامية 1842-1898م وهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز المذهب الرمزي .
-الأديب الروسي مايكوفوسكي ، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل
من أبرز رموزهم بالبلاد العربيه

ومن رموز مذهب الحداثة في البلاد العربية:
- يوسف الخال- الشاعر النصراني وهو سوري الاصل رئيس تحرير مجلة الحداثية .وقد مات منتحراً أثناء الحرب الاهلية اللبنانية .
- أدونيس( علي أحمد سعيد )نصيري سوري ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية ،وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالتة الجامعيةالتي قدمها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة ( القديس يوسف)في لبنان وهي بعنوان الثابت والمتحول ،ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل .وسبب شهرتة فساد الإعلام بتسليط الأضوءعلى كل غريب .
-د.عبد العزيز المقالح - وهو كاتب وشاعر يماني،وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر ييساري.
- عبد الله العروي - ماركسي مغربي.
- محمد عابد الجابري مغربي.
-الشاعرالعراقي الماركسي عبد الوهاب البياتي.
-الشاعر الفلسطيني محمود درويش- عضو الحزب الشيوعي الاسرائيلي أثناء اقامته بفلسطين المحتله , وهو الآن يعيش خارج فلسطين .
-كاتب ياسين ماركسي جزائري .
- محمد أركون جزائري يعيش فى فرنسا .
- الشاعر المصري صلاح عبدالصبور – مؤلف مسرحية الحلاج

الأفكار والمعتقدات
- نجمل أفكار ومعتقدات مذهب الحداثة وذلك من خلال كتاباتهم وشعرهم فيمايلي :
- رفض مصادر الدين الكتاب والسنة والجماع ومصادر عنها من عقيدة أما صراحة أوضمان .
- رفض الشريعة وأحكامها كموجه للحياة البشرية .
- الدعوة إلى نقد النصوص الشرعية والمناداة بتأويل جديد لها يتناسب والأفكار الحداثية .
- الدعوة الى إنشاء فلسفات حديثة على أنقاض الدين .
- الثورة على الأنضمة السياسية الحاكمة لأنها فى منظورها رجعية متخلفة أي غير حداثية , وربما استثنوا الحكم البعثي .
- تبني أفكار ماركس المادية الملحدة , ونظريات فرويد في النفس الإنسانية وأ وهامه , ونظريات دارون فى أصل الأنواع وفكار نيتشة ،وهلوسته،والتي سموها فلسفة ،في الإنسان على( السوبر بان) .
- تحطيم الأطر التقليدية والشخصية الفردية،وتبني رغبات الانسان الفوضوية والغريزية.
- الثورة على جميع القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والإنسانية،وحتى الاقتصادية والسياسية .
- رفض كل ما يمت الى المنطق والعقل.
- -اللغة- في رأيهم - قوى ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي السلطوي،لذا يجب أن تموت،ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة بعدأن أضحث اللغة والكلمات بضاعة عهد قديم يجب التخلص منها.
- -الغموض والابهام والرمز- معالم بارزة في الأدب والشعر الحداثي.
- ولا يقف الهجوم على اللغة وحدها ولكنه يمتد إلى الأرحام والوشائح حتى تتحلل الأسرة وتزول روابطها،وتنتهي سلطة الأدب وتنتصر إرادة الانسان وجهده على الطبيعة والكون .
ومن الغريب أن كل حركة جديدة للحداثة تعارض سابقتهافي بعض نواحي شذوذها وتتابع في الوقت نفسه مسيرتها في الخصائص الرئيسية للحداثة.
إن الحداثة هي خلاصة سموم الفكر البشري كله ، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عمود الشعر، إلى شجب تاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير.
ويتخفىالحداثيون وراء مظاهر تقتصرعلى الشعر والتفعيلة والتحليل،بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربية ومايتصل بها ممن يتصل بهامن مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم ،وهذا هو السر في الحملة علىالقديم وعلى التراث وعلى السلفية

تطور الحداثه بالغرب وفي البلاد العربيه
إن حركة الحداثة الأوروبية بدات قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيهابين الفنانين في الأحياء الفقيرة.
ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبي والاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بين الطبقات ، ووجود فوضىحضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية.
وقد تبنت الحداثة كثير من الطبقات ،ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية .وبلغت التفاعلات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى .وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.
وقد تبنت الحداثةكثير من المعتقدات واملذاهب الفلسفية والأدبية والنفسية أهمها:
1-الدادائية : وهي دعوةظهرت عام1916م،غالت في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.
2-السريالية : واعتمادها على التنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية ، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات ،ولهذا ترفض التحليل المنطقي ، وتعتمد بدلاً عنه الهوس والعاطفة.
3-الرمزية : وما تتضمنة من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيال والأوهام ،فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية ،واستخدام التعبيرات الغامضة والألفاظ الموحية برأي روادها .وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في جميع أنحاء أوروبا،
ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م تمهيد لظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية ، لخدمة التغريب ، وصرف العرب عن عقيدتهم ولغتهم الفصحى …لغة القرآن الكريم .
وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب ، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال :بودلير ورامبو ومالا رامية ، وبدأ رئيس تحريرها –أي مجلة شعر – بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الايقاع الشعري ،وقال بأنه ليس لللأوزان التقليدية أي قداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلتة أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود .
كان لعلي أحمد( أدونيس)دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس :
ما دعاه من الثبات والتحول فقال ( لايمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي ( الاتباع ) استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما :صدمة الحداثة عام 1978م وفيه لايعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية ،وكل مامن شأنه أن يكون تمرد على الدين والنظام تجاوز للشريعة.
لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة ، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي ،كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال :ثورة الزنج والقرامطة .
ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابت والمتحول : ( لانقدر أن نفصل بين الحداثه العربيه والحداثه في العالم ) .

أهم خصائص الحداثه
- محاربة الدين بالفكر والنشاط .
- الحيرة والشك والاضطراب .
- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد .الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور .
- ا لثورة على القديم كله وتحطيم جميع أطر الماضي إلى الحركات الشعوبية والباطنية .
- الثورة على اللغة بصورها التقليدية المتعددة .
- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكر الإنساني ونشاطه .
- قلب موازين المجتمع والمطالبة بدفع المرأة إلى ميادين الحياة بكل فتنها ، والدعوة إلى تحريرها من أحكام الشريعة .
- عزل الدين ورجاله واستغلاله في حروب عدوانية .
- تبني المصادفة والحظ والهوس والخبال لمعالجة الحالات النفسية والفكرية بعد فشل العقل في مجابهة الواقع .
- امتداد الثورة على الطبيعة والكون ونظامه وإظهار الإنسان بمظهر الذي يقهر الطبيعة .
- ولذا نلمس في الحداثة قدحاً في التراث الإسلامي ،وإبراز لشخصيات عرفت بجنوحها العقدي كالحلاج والأسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيرهم .وهذا المنهج يعبر به الأدباء المتحللون من قيم الدين والأمانة،عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية

الخلاصه
أن الحداثة تصور إلحادي جديد – تماما - للكون والإنسان والحياة ،وليست تجديد في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها .وأقوال سدنة الحداثة تكشف عن انحرافهم بإعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنمو إلا لتصبح هشيما تذرة الرياح وصدق الله العظيم إذ يقول (ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً ) .
حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص76: ( إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسلية أو تقدم له مادة استهلاكية ،وليست تلك التي تسايره في حياتة الجادة ،وإنما هي التي تعارض هذه الحياة .أي تصدمه وتخرجه من سباته ،تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه , إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها،الدين ومؤسساته العائلة وموسساتها، التراث ومؤسساته ، وبنية المجتمع القائم ,كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها ،وذلك من أجل تهديمها كلها أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد ،يلزمنا تحطيم الموروث الثابت ،فهنا يكمن العدو الأول للثروة والإنسان ) ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شئ باسم الحرية .
فالحداثة إذاً هي مذهب فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والإنسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل .وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد كما تقول الكتابات لأهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسؤلية الكلمة عند الضرورة ويريدون وأد الشعر العربي ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز كل ما هو قديم وقطع صلتهم به .
- ونستطيع أن نقرر أن الحداثين فقدوا الإنتماء لماضيهم وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية .ويكفي هراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسة بقوله :
لا الله أختار ولا الشيطان
كلاهما جدار
كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدل الجدار بالجدار
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:09 PM
القومية ::

حركة سياسية فكرية متعصبة ، تدعوا إلى تمجيد العرب ، وإقامة دولة موحدة لهم ، على أساس من رابطة الدم واللغة والتاريخ ، وإحلالها محل رابطة الدين . وهي صدى للفكر القومي الذي سبق أن ظهر في أوربا

التأسيس وأبرز الشخصيات
ظهرت بدايات الفكر القومي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين متمثلة في حركة سرية تألفت من أجلها الجمعيات والخلايا في عاصمة الخلافة العثمانية ، ثم في حركة علنية في جمعيات أدبية تتخذ من دمشق وبيروت مقراً لها ، ثم في حركة سياسية واضحة المعالم في المؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس سنة 1912م
وفيما يلي إشارة إلى أهم الجمعيات ذات التوجه القومي حسب التسلسل التاريخي :
- الجمعية السورية : أسسها نصارى منهم بطرس البستاني وناصيف اليازجي سنة 1847م في دمشق .
- الجمعية السورية في بيروت أسسها نصارى منهم سليم البستاني ومنيف خوري سنة 1868م .
- الجمعية العربية السرية : ظهرت سنة 1875م ولها فروع في دمشق وطرابلس وصيدا .
- جمعية حقوق الملة العربية ظهرت سنة 1881م ولها فروع كذلك ، وهي تهدف إلى وحدة المسلمين والنصارى .
- جمعية رابطة الوطن العربي أسسها نجيب عازوري سنة 1904م بباريس وألف كتاب يقظة العرب .
- جمعية الوطن العربي : أسسها خير الله سنة 1905م بباريس ، وفي هذه السنة نشر أول كتاب قومي بعنوان الحركة الوطنية العربية .
- الجمعية القحطانية ظهرت سنة 1909م وهي جمعية سرية من مؤسسيها خليل حمادة المصري .
- جمعية ( العربية القناة ) : أسسها في باريس طلاب عرب منهم محمد البعلبكي سنة 1911م .
- الكتلة النيابية العربية : ظهرت سنة 1911م .
- حزب اللامركزية : سنة 1912م .
- الجمعيات الإصلاحية : أوخر 1912م وقد قامت في بيروت ودمشق وحلب وبغداد والبصرة والموصل و تتكون من خليط من أعيان المسلمين والنصارى
- المؤتمر العربي في باريس : أسسه بعض الطلاب العرب سنة 1912م .
- حزب العهد :1912م وهو سري ، أنشأه ضباط عرب في الجيش العثماني .
- جمعية العلم الأخضر سنة 1913م ، من مؤسسها الدكتور فائق شاكر .
- جمعية العلم ، وقد ظهرت سنة 1914م ، في الموصل .
· هذا وقد ظلت الدعوة إلى القومية العربية محصورة في نطاق الأقليات الدينة غير المسلمة ، وفي عدد محدود من أبناء المسلمين الذين تأثروا بفكرتها ، ولم تصبح تياراً شعبياً عاماً إلا حين تبنى الدعوة إليها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حين سخر لها أجهزة إعلامه وإمكانات دولته . ويمكن أن يقال إنها الآن تعيش فترة انحسار أو جمود على الأقل .
· يعد ساطع الحصري 1880-1968م داعية القومية العربية وأهم مفكريها وأشهر دعاتها، وله مؤلفات كثيرة تعد الأساس الذي يقوم عليه فكرة القومية العربية ، ويأتي بعده في الأهمية مشيل عفلق

الأفكار والمعتقدات
· يعلي الفكر القومي من شأن رابطة القربى والدم على حساب رابطة الدين ، وإذا كان بعض كتاب القومية العربية يسكتون عن الدين ، فإن بعضهم الآخر يصر على إبعاده إبعاداً تاماً عن الروابط التي تقوم عليها الأمة ، بحجة أن ذلك يمزق الأمة بسبب وجود غير المسلمين فيها ويرون أن رابطة اللغة والجنس أقدر على جمع كلمة العرب من رابطة الدين .
· حيث إن أساسها إبعاد الدين الإسلامي عن معترك حياة العرب السياسية والإجتماعية والتربوية والتشريعية فإنها تعد ردة إلى الجاهلية ، وضرباً من ضروب الغزو الفكري الذي أصاب العالم الإسلامية ، لأنها في حقيقتها صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا .
· يصفها سماحة الشيخ ابن باز بأنها : " دعوة جاهلية إلحادية تهدف إلى محاربة الاسلام والتخلص من أحكامه وتعاليمه " . ويقول عنها : " وقد أحدثها الغربيون من النصارى لمحاربة الاسلام والقضاء عليه في داره بزخرف من القول .. فاعتنقها كثير من العرب من أعداء الإسلام واغتر بها كثير من الأغمار ومن قلدهم من الجهال وفرح بذلك أرباب الإلحاد وخصوم الإسلام في كل مكان " . ويقول أيضاً : " هي دعوة باطلة وخطأ عظيم ومكر ظاهر وجاهلية نكراء وكيد سافر للإسلام وأهله " .
· يرى دعاة الفكر القومي - على اختلاف بينهم في ترتيب مقومات هذا الفكر- أن أهم المقومات التي تقوم عليها القومية العربية هي : اللغة والدم والتاريخ ولأرض والآلام والأمال المشتركة .
· ويرون أن العرب أمة واحدة لها مقومات الأمة وأنها تعيش على أرض واحدة هي الوطن العربي الواحد الذي يمتد من الخليج إلى المحيط .
· كما يرون أن الحدود بين أجزاء هذا الوطن هي حدود طارئة ، ينبغي أن تزول وينبغي أن تكون للعرب دولة واحدة ، وحكومة واحدة ، تقوم على أساس من الفكر العلماني .
· يدعو الفكر القومي إلى تحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان كما يزعمون .
- لذلك يتبنى شعار : (( الدين لله والوطن للجميع )) . والهدف من هذا الشعار ، إقصاء الإسلام عن أن يكون له أي وجود فعلي من ناحية ، وجعل أخوة الوطن مقدمة على أخوة الدين من ناحية أخرى .
- يرى الفكر القومي أن الأديان و الأقليات والتقليد المتوارثة عقبات ينبغي التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة .
- يقول عدد من قادة هذا الفكر : نحن عرب قبل عيسى وموسى ومحمد عليهم الصلاة و السلام .
· ويقرر الفكر القومي أن الوحدة العربية حقيقة أما الوحدة الإسلامية فهي حلم
- وأن فكرة القومية العربية من التيارات الطبيعية التي تنبع من أغوار الطبيعة الإجتماعية ، لا من الآراء الاصطناعية التي يستطيع أن يبدعها الأفراد .
- كثيراُ ما يتمثل دعاة الفكر القومي بقول الشاعر القروي .
هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين برهم
سلام على كفر يوحد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
- يقول بعض دعاة الفكر القومي : إن العبقرية العربية عبرت عن نفسها بأشكال شتى ، فمثلاً عبرت ذات مرة عن نفسها بشريعة حمورابي ، ومرة أخرى بالشعر الجاهلي ، وثالثة بالإسلام .
- وقال أحد مشاهيرهم : لقد كان محمد كل العرب ، فليكن كل العرب محمداً .
· يرى دعاة الفكر القومي أن من الإجرام أن يتخلى العربي عن قوميته ، ويتجاوزها إلى الإيمان بفكرة عالمية أو أممية ، مع أن إبعاد الإسلام عن معترك حياة العرب ينهي وجودهم .
· يقول بعض مفكري القومية العربية : إذا كان لكل عصر بيوته المقدسة ، فإن القومية العربية نبوة هذا العصر .
- ويقول بعضهم الآخر : إن العروبة هي ديننا نحن العرب المؤمنين العريقين من مسلمين ومسيحيين ، لأنها وجدت قبل الإسلام وقبل المسيحية ، ويجب أن نغار عليها كما يغار المسلمون على قرآن النبي والمسيحيون على إنجيل المسيح .
· ويقرر بعضهم الآخر أن المرحلة القومية في حياة الأمة ، مرحلة حتمية ، وهي آخر مراحل التطور كما أنها أعلى درجات التفكير الإنساني
الجذور الفكريه والعقائديه
الدعوة القومية التي ظهرت في أوربا وتأسست بتأثيرها دول مثل إيطاليا وألمانيا .
· يظهر الواقع أن الإستعمار هو الذي شجع الفكر القومي وعمل على نشره بين المسلمين حتى تصبح القومية بديلاً عن الدين ، مما يؤدي إلى انهيار عقائدهم ، ويعمل على تمزيقهم سياسياً حيث تثور العداوات المتوقعة بين الشعوب المختلفة .
· يلاحظ نشاط نصارى بلاد الشام خاصة لبنان في الدعوة إلى الفكر القومي أيام الدولة العثمانية ، وذلك لأن هذا الفكر يعمق العداوة مع الدولة العثمانية المسلمة التي يكرهونها ، وينبه في العرب جانباً من شخصيتهم غير الدينية ، مما يبعد بهم عن العثمانيين .
· من بعض الجوانب يمكن أن يعد ظهور الفكر القومي العربي رد فعل للفكر القومي التركي الطوراني

الانتشار ومواقع النفوذ
يوجد كثير من الشباب العربي ومن المفكرين العرب الذين يحملون هذا الفكر ، كما توجد عدة أحزاب قومية منتشرة في البلاد العربية مثل حركة الوحدة الشعبية في تونس ، وحزب البعث بشقيه في العراق وسوريا ، وبقايا الناصريين في مصر وبلاد الشام ، وفي ليبيا .
· كثير من الحكام يتبارون في ادعاء القومية وكل منهم يفتخر بأنه رائد القومية العربية ويدعي أنه الأجدر بزعامتها .
· يلاحظ أن الفكر القومي الآن هو في حالة تراجع وانحسار .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:12 PM
الاستشراق ::

الاستشراق تعبير يدل على الاتجاه نحو الشرق ، ويطلق على كل ما يبحث في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم . ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي ، والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته . ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم الإسلامي بصورة خاصة ، معبرا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما

التأسيس وأبرز الشخصيات
البدايات :
- من الصعب تحديد بداية للاستشراق ، إذ أن بعض المؤرخين يعودون به إلى أيام الدولة الإسلامية في الأندلس ، في حين يعود به آخرون إلى أيام الصليبيين ، بينما يرجعه كثيرون إلى أيام الدولة الأموية في القرن الثاني الهجري . وأنه نشط في الشام بواسطة الراهب يوحنا الدمشقي في كتابين الأول : حياة محمد . والثاني : حوار بين مسيحي ومسلم . وكان هدفه إرشاد النصارى في جدل المسلمين . وأيا كان الأمر فإن حركة الاستشراق قد انطلقت بباعث ديني يستهدف خدمة الاستعمار وتسهيل عمله ونشر المسيحية .
- وقد بدأ الاستشراق اللاهوتي بشكل رسمي حين صدور قرار مجمع فيينا الكنسي عام 1312م وذلك بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية .
- لم يظهر مفهوم الاستشراق في أوروبا إلا مع نهاية القرن الثامن عشر ، فقد ظهر أولا في إنجلترا عام 1779م ، وفي فرنسا عام 1799م كما ادرج في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838م .
- هربر دي أورلياك (938-1003م) من الرهبانية البندكتية ، قصد الأندلس ، وقرأ على أساتذتها ثم انتخب – بعد عودته – حبرا أعظم باسم سلفستر الثاني 999-1003م فكان بذلك أول بابا فرنسي .
- في عام 1130م قام رئيس أساقفة طليطلة بترجمة بعض الكتب العلمية العربية .
- جيرار دي كريمونا 1114-1187م إيطالي ، قصد طليطلة وترجم ما لا يقل عن 87 مصنفا في الفلسفة والطب والفلك وضرب الرمل .
- بطرس المكرم 1094-1156م فرنسي من الرهبانية البندكتية ، رئيس دير كلوني ، قام بتششكيل جماعة من المترجمين للحصول على معرفة موضوعية عن الإسلام . وقد كان هو ذاته وراء أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية 1143م التي قام بها الإنجليزي روبرت أوف كيتون .
- يوحنا الإشبيلي : يهودي متنصر ظهر في منتصف القرن الثاني عشر وعني بعلم التنجيم ، نقل إلى العربية أربعة كتب لأبي معشر البخلي 1133م وقد كان ذلك بمعاونة إدلر أوف باث .
- روجر بيكون 1214-1294م إنجليزي ، تلقى علومه في أكسفورد وباريس حيث نال الدكتوراه في اللاهوت ، ترجم عن العربية كتاب مرآة الكيمياء نورمبرج 1521م .
- رايموند لول 1235-1314م قضى تسع سنوات 1266-1275م في تعلم العربية ودراسة القرآن وقصد بابا روما وطالبه بإنشاء جامعات تدرس العربية لتخريج مستشرقين قادرين على محاربة الإسلام . ووافقه البابا . وفي مؤتمر فينا سنة 1312م تم إنشاء كراس للغة العربية في خمس جامعات أوربية هي : باريس ، اكسفورد ، ويولونيا بإيطاليا ، وسلمنكا بأسبانيا ، بالإضافة إلى جامعة البابوية في روما .
- قام المستشرقون بدراسات متعددة عن الإسلام واللغة العربية والمجتمعات المسلمة . ووظفوا خلفياتهم الثقافية وتدريبهم البحثي لدراسة الحضارة الإسلامية والتعرف على خباياها لتحقيق أغراض الغرب الاستعمارية والتنصيرية .
- وقد اهتم عدد من المستشرقين اهتماما حقيقيا بالحضارة الإسلامية وحاول أن يتعامل معها بموضوعية . وقد نجح عدد قليل منهم في هذا المجال . ولكن حتى هؤلاء الذين حاولوا أن ينصفوا الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يستطيعوا أن ينفكوا من تأثير ثقافاتهم وعقائدهم فصدر منهم ما لا يقبله المسلم . وهذا يعني أن أي تصنيف للمستشرقين إلى منصفين ومتعصبين هو أمر تختلف حوله الآراء . فقد يصدر ممن عرف عن الاعتدال قولا أو رأيا مرفوضا ، وقد يحصل العكس فتكون بعض آراء المتعصبين إنصافا جميلا للإسلام ، ولهذا نتوقع أن تكون بعض الأسماء التي شملها تصنيفنا الآتي محل نظر .

مستشرقون منصفون
- هادريان ريلاند ت1718م أستاذ اللغات الشرقية في جامعة أوترشت بهولندا ، له كتاب الديانة المحمدية في جزأين باللغة اللاتينية 1705م ، لكن الكنيسة في أوروبا وضعت كتابه في قائمة الكتب المحرم تداولها .
- يوهان ج. رايسكه 1716-1774م هو مستشرق ألماني جدير بالذكر ، اتهم بالزندقة لموقفه الإيجابي من الإسلام ، عاش بائسا ومات مسلولا ، وإليه يرجع الفضل في إيجاد مكان بارز للدراسات العربية بألمانيا .
- سلفستر دي ساسي : 1838م اهتم بالأدب والنحو مبتعدا عن الخوض في الدراسات الإسلامية ، وإليه يرجع الفضل في جعل باريس مركزا للدراسات العربية ، وكان ممن اتصل به رفاعة الطهطاوي .
- توماس أرنولد 1864-1930م إنجليزي ، له الدعوة إلى الإسلام الذي نقل إلى التركية والأردية والعربية .
- غوستاف لوبون : مستشرق وفيلسوف مادي ، لا يؤمن بالأديان مطلقا ، جاءت أبحاثه وكتبه الكثيرة متسمة بإنصاف الحضارة الإسلامية مما دفع الغربيين إلى إهماله وعدم تقديره .
- زيجريد هونكه : اتسمت كتابتها بالإنصاف وذلك بإبرازها تأثير الحضارة العربية على الغرب في مؤلفها الشهير شمس العرب تسطع على الغرب .
- ومن المعتدلين : جاك بيرك، أنا ماري شمل، وكارلايل ، ورينيه جينو ، والدتور جرينيه وجوته الألماني .
- أ.ج. أربري ، من كتبه الإسلام اليوم صدر 1943م ، وله التصوف صدر 1950م ، وترجمة معاني القرآن الكريم

مستشرقون متعصبون
جولد زيهر 1850-1920م مجري يهودي ، من كتبه تاريخ مذاهب التفسير الإسلامي ، والعقيدة والشريعة ، ولقد أصبح زعيم الإسلاميات في أوروبا بلا منازع .
- جون ماينارد أمريكي ، متعصب ، من محرري مجلة الدراسات الإسلامية .
- ص م. زويمر مستشرق مبشر ، مؤسس مجلة العالم الإسلامي الأمريكية ، له كتاب الإسلام تحد لعقيدة صدر 1908م ، وله كتاب الإسلام عبارة عن مجموعة مقالات قدمت للمؤتمر التبشيري الثاني سنة 1911م في لكهنئو بالهند .
- غ. فون. غرونباوم ألماني يهودي ، درس في جامعات أمريكا ، له كتاب الأعياد المحمدية 1915م ودراسات في تاريخ الثقافة الإسلامية 1954م .
- أ.ج. فينسينك عدو للإسلام ، له كتاب عقيدة الإسلام 1932م ، وهو ناشر المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي في لغته الأولى .
- كينيث كراج أمريكي ، متعصب ، له كتاب دعوة المئذنة 1956م .
- لوي ماسينيون فرنسي ، مبشر ، مستشاراً في وزارة المستعمرات الفرنسية لشؤون شمال أفريقيا ، له كتاب الحلاج الصوفي شهيد الإسلام 1922م .
- د.ب. ماكدونالد أمريكي ، متعصب مبشر ، له كتاب تطور علم الكلام والفقه والنظرية الدستورية 1930م ، وله الموقف الديني والحياة في الإسلام 1908م .
- مايلز جرين سكرتير تحرير مجلة الشرق الأوسط
- د.س. مرجليوث 1885-1940م إنجليزي ، متعصب ، من مدرسته طه حسين وأحمد أمين ، وله كتاب التطورات المبكرة في الإسلام صدر 1913م ، وله محمد ومطلع الإسلام صدر 1905م وله الجامعة الإسلامية صدر 1912م .
- بارون كارادي فو فرنسي ، متعصب ، من كبار محرري دائرة المعارف الإسلامية .
- هـ. أ. ر. جب 1895-1965م إنجليزي ، من كتبه المذهب المحمدي 1947م والاتجاهات الحديثة في الإسلام 1947م .
- ر.أ. نيكولسون إنجليزي ، ينكر أن يكون الإسلام دينا روحيا وينعته بالمادية وعدم السمو الإنساني ، وله كتاب متصوفوا الإسلام 1910م وله التاريخ الأدبي للعرب 1930م .
- هنري لامنس اليسوعي 1872-1937فرنسي ، متعصب ، له كتاب الإسلام وله كتاب الطائف ، من محرري دائرة المعارف الإسلامية .
- دوزيف شاخت ألماني متعصب ضد الإسلام ، له كتاب أصول الفقه الإسلامي .
- بلاشير : كان يعمل في وزارة الخارجية الفرنسية كخبير في شؤون العرب والمسلمين .
- ألفردجيوم إنجليزي ، متعصب ضد الإسلام من كتبه الإسلام

أهداف الاستشراق
- الهدف الديني :
كان هذا الهدف وراء نشأة الاستشراق ، وقد صاحبه خلال مراحله الطويلة ، وهو يتمثل في :
1) التشكيك في صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، والزعم بأن الحديث النبوي إنما هو من عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى ، والهدف الخبيث من وراء ذلك هو محاربة السنة بهدف إسقاطها حتى يفقد المسلمون الصورة التطبيقية الحقيقية لأحكام الإسلام ولحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يفقد الإسلام أكبر عناصر قوته .
2) التشكيك في صحة القرآن والطعن فيه ، حتى ينصرف المسلمون عن الاتقاء على هدف واحد يجمعهم ويكون مصدر قوته وتنأى بهم اللهجات القومية عن الوحي باعتباره المصدر الأساسي لهذا الدين (تنـزيل من حكيم حميد) .
3) التقليل من قيمة الفقه الإسلامي واعتباره مستمدا من الفقه الروماني .
4) النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتها على مسايرة ركب التطور وتكريس دراسة اللهجات لتحل محل العربية الفصحى .
5) إرجاع الإسلام إلى مصادر يهودية ونصرانية بدلا من إرجاع التشابه بين الإسلام وهاتين الديانتين إلى وحدة المصدر .
6) العمل على تنصير المسلمين .
7) الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والأخبار الموضوعة في سبيل تدعيم آرائهم وبناء نظرياتهم .
8) لقد كان الهدف الاستراتيجي الديني من حملة التشويه ضد الإسلام هو حماية أوروبا من قبول الإسلام بعد أن عجزت عن القضاء عليه من خلال الحروب الصليبية .

- الهدف التجاري :
لقد كانت المؤسسات والشركات الكبرى ، والملوك كذلك ، يدفعون المال الوفير للباحثين ، من أجل معرفة البلاد الإسلامية وكتابة تقارير عنها ، وقد كان ذلك جليا في عصر ما قبل الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي في القرنين التاسع والعشرين .
- الهدف السياسي يهدف إلى :
1) إضعاف روح الإخاء بين المسلمين والعمل على فرقتهم لإحكام السيطرة عليهم .
2) العناية باللهجات العامية ودراسة العادات السائدة لتمزيق وحدة المجتمعات المسلمة .
3) كانوا يوجهون موظفيهم في هذه المستعمرات إلى تعلم لغات تلك البلاد ودراسة آدابها ودينها ليعرفوا كيف يسوسونها ويحكمونها .
4) في كثير من الأحيان كان المستشرقون ملحقين بأجهزة الاستخبارات لسبر غور حالة المسلمين وتقديم النصائح لما ينبغي أن يفعلوه لمقاومة حركات البعث الإسلامي .
- الهدف العلمي الخالص :
بعضهم اتجه إلى البحث والتمحيص لمعرفة الحقيقة خالصة ، وقد وصل بعض هؤلاء إلى الإسلام ودخل فيه ، نذكر منهم :
1) توماس أرنولد الذي أنصف المسلمين في كتابه الدعوة إلى الإسلام .
2) المستشرق الفرنسي رينيه فقد أسلم وعاش في الجزائر وله كتاب أشعة خاصة بنور الإسلام مات في فرنسا لكنه دفن في الجزائر .
الكتب والمؤتمرات والمجلات
- تاريخ الأدب العربي : كارل بروكلمان ت1956م .
- دائرة المعارف الإسلامية : ظهرت الطبعة الأولى بالإنجليزية والفرنسية والألمانية وقد صدرت في الفترة 1913-1938م ، غير أن الطبعة الجديدة قد ظهرت بالإنجليزية والفرنسية فقط من عام 1945-م وحتى عام 1977م .
- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث الشريف والذي يشمل الكتب الستة المشهورة بالإضافة إلى مسند الدارمي وموطأ مالك ومسند أحمد بن حنبل وقد وضع في سبعة مجلدات نشرت ابتداء من عام 1936م .
- لقد بلغ ما ألفوه عن الشرق في قرن ونصف قرن ( منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين ) ستين ألف كتاب .
· المؤتمرات والجمعيات :
- عقد أول مؤتمر دولي للمستشرقين في باريس سنة 1873م .
- تتابعت المؤتمرات بعد ذلك حتى بلغت أكثر من ثلاثين مؤتمرا دوليا ، فضلا عن الندوات واللقاءات الإقليمية الكثيرة الخاصة بكل دولة من الدول كمؤتمر المستشرقين الألمان الذي عقد في مدينة درسدن بألمانيا عام 1849م ، وما تزال تنعقد مثل هذه المؤتمرات باستمرار حتى الآن .
- يحضر هذه المؤتمرات مئات من العلماء المستشرقين ، حيث حضر مؤتمر أكسفورد تسعمائة (900) عالم من خمس وعشرين دولة وثمانين جامعة وتسع وستين جمعية علمية .
- هناك العديد من الجمعيات الاستشراقية كالجمعية الآسيوية في باريس تأسست عام 1822م ، والجمعية الملكية الآسيوية في بريطانيا وإيرلندا عام 1823م ، والجمعية الشرقية الأمريكية عام 1842م والجمعية الشرقية الألمانية عام 1845م .
· المجلات الاستشراقية :
للمستشرقين اليوم من المجلات والدوريات عد هائل يزيد على ثلاثمائة مجلة متنوعة وبمختلف اللغات نذكر منها على سبيل المثال :
1) مجلة العالم الإسلامي أنشأها صمويل زويمر ت1952م في بريطانيا سنة 1911م وقد كان زويمر هذا رئيس المبشرين في الشرق الأوسط .
2) مجلة عالم الإسلام ظهرت في بطرسبرج عام 1912م لكنها لم تعمر طويلا .
3) مجلة ينابيع الشرق أصدرها هامر برجشتال في فيينا من 1809 إلى 1818م .
4) مجلة الإسلام ظهرت في باريس عام 1895م ثم خلفتها عام 1906م مجلة العالم الإسلامي التي صدرت عن البعثة العلمية الفرنسية في المغرب وقد تحولت بعد ذلك إلى مجلة الدراسات الإسلامية .
5) في عام 1910م ظهرت مجلة الإسلام

الاستشراق وخدمة الاستعمار
كارل هنيريش بيكر ت1933م مؤسس مجلة الإسلام الألمانية ، قام بدراسات تخدم الأهداف الاستعمارية في أفريقيا .
- بار تولد لآشقفاخمي ت 1930م مؤسس مجلة عالم الإسلام الروسية ، قام ببحوث تخدم مصالح السيادة الروسية في آسيا الوسطى .
- الهولندي سنوك هرجرونجه 1857-1936م قدم إلى مكة عام 1884م تحت اسم عبد الغفار ، ومكث مدة نصف عام ، وعاد ليكتب تقارير تخدم الاستعمار في المشرق الإسلامي ، وقد سبق له أن أقام في جاوه مدة 17 سنة ، وقد صدرت الصور التي أخذها لمكة والأماكن المقدسة في كتاب بمناسبة مرور مائة سنة على تصويرها .
- معهد اللغات الشرقية بباريس المؤسس عام 1885م كانت مهمته الحصول على معلومات عن البلدان الشرقية وبلدان الشرق الأقصى مما يكل أرضية تسهل عملية الاستعمار في تلك المناطق .
- وهكذا نرى أن مثل هؤلاء المستشرقين جزء من مخطط كبير هو المخطط الصهيوني الصليبي لمحاربة الإسلام ، ولا نستطيع أن نفهمهم على حقيقتهم إلا عندما نراهم في إطار ذلك المخطط الذي يهدف إلى تخريج أجيال لا تعرف الإسلام أو لا تعرف من الإسلام إلا الشبهات ، وقد تم انتقاء أفراد من هذه الأجيال لتتبوأ أعلى المناصب ومراكز القيادة والتوجيه لتستمر في خدمة الاستعمار

آراء استشراقيه خطره
- جورج سيل زعم في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن 1736م ، أن القرآن إنما هو من اختراع محمد ومن تأليفه وأن ذلك أمر لا يقبل الجدل .
- ريتشارد بل يزعم بأن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قد استمد القرآن من مصادر يهودية ومن العهد القديم بشكل خاص ، وكذلك من مصادر نصرانية .
- دوزي ت 1883م : يزعم أن القرآن الكريم ذو ذوق رديء للغاية ولا جديد فيه إلا القليل ، كما يزعم أن فيه إطنابا بالغا ومملا إلى حد بعيد .
- جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني أومسبي غو لرئيس حكومته بتاريخ 9 يناير 1938م : أن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الامبراطورية أن تحذره وتحاربه ، وليس الامبراطورية وحدها بل فرنسا أيضا ، ولفرحتنا فقد ذهبت الخلافة وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة .
- يقول شيلدون آموس : إن الشرع المحمدي ليس إلا القانون الروماني للامبراطورية الشرقية معدلا وفق الأحوال السياسية في الممتلكات العربية ، ويقول كذلك : إن القانون المحمدي ليس سوى قانون جستنيان في لباس عربي .
- قال رينان الفرنسي : إن الفلسفة العربية هي الفلسفة اليونانية مكتوبة بأحرف عربية .
- أما لويس ماسينيون فقد كان زعيم الحركة الرامية إلى الكتابة في العامية وبالحرف اللاتيني .
- مما لا شك فيه أن للمستشرقين فضلا كبيرا في إخراج الكثير من كتب التراث ونشرها محققة مفهرسة مبوبة .
- ولا شك أن الكثير منهم يملكون منهجية علمية تعينهم على البحث .
- ولا ريب في أن لدى بعضهم صبرا ودأبا وجلدا في التحقيق والتمحيص وتتبع المسائل .
- وما على المسلم إلا أن يلتقط الخير من مؤلفاتهم متنها إلى مواطن الدس والتحريف ليتجنبها أو ليكشفها أو ليرد عليها لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ، خاصة وأن الفكر الاستشراقي المعاصر قد بدأ يغير من أساليبه وقسماته من أجل المحافظة على الصداقة والتعاون بين العالم الغربي والعالم الإسلامي وإقامة حوار بين المسيحية والإسلام ، ومحاولة تغيير النظرة السطحية الغربية إلى المسلمين ، وربما كمحاولة لاستقطاب القوى الإسلامية وتوظيفها لخدمة أهدافهم فلنكن حذرين .

الجذور الفكريه والعقائديه
· لقد كان الاستشراق وليد الاحتكاك بين الشرق الإسلامي والغرب النصراني أيام الصليبيين ، وعن طريق السفارات والرحلات ويلاحظ دائما أن هناك تقاربا وتعاونا بين الثالوث المدمر : التنصير والاستشراق والاستعمار ، والمستعمرون يساندون المستشرقين والمنصرين لأنهم يستفيدون منهم كثيرا في خططهم الاستعمارية .
· كان الدافع الأساسي هو الجانب اللاهوتي النصراني بغية تحطيم الإسلام من داخله بالدس والكيد والتشويه ، ولكن الاستشراق بعد ذلك وفي الآونة الأخيرة بدأ يتحلل من هذا القيد نوعا ما ليتوجه توجها أقرب إلى الروح العلمية .

الانتشار وأماكن النفوذ
· الغرب هو المسرح الذي يتحرك فوق أرضه المستشرقون ، فمنهم الألمان ومنهم البريطانيون والفرنسيون والهولنديون والمجريون ، وظهر بعضهم في إيطاليا وفي إسبانيا ، وقد علا نجم الاستشراق في أمريكا وصارت له فيها مراكز كثيرة .
· لم تبخل الحكومات ، ولا الهيئات ولا الشركات ولا المؤسسات ولا الكنائس في يوم من الأيام في دعم حركة الاستشراق ومدها بما تحتاجه من مال ، وتأييد وإفساح الطريق أمامها في الجامعات حتى بلغ عدد هؤلاء المستشرقين آلافا كثيرة .
· لقد كانت حركة الاستشراق مسخرة في خدمة الاستعمار ، وفي خدمة التنصير وأخيرا في خدمة اليهودية والصهيونية التي يهمها إضعاف الشرق الإسلامي وإحكام السيطرة عليه بشكل مباشر أو غير مباشر .
· استطاع المستشرقون أن يتسللوا إلى المجامع العلمية وقد عين عدد كبير منهم أعضاء في هذه المجامع في سوريا ومصر ، كما استطاعوا أن يؤثروا على الدراسات العربية والإسلامية في العالم الإسلامي من خلال تلاميذهم ومؤلفاتهم

الخلاصه
· أن الاستشراق تيار فكري يتجه صوب الشرق ، لدراسة حضارته وأديانه وثقافته ولغته وآدابه ، من خلال أفكار اتسم معظمها بالتعصب ، والرغبة في خدمة الاستعمار ، وتنصير المسلمين ، وجعلهم مسخا مشوها للثقافة الغربية ، وذلك ببث الدونية فيهم ، وبيان أن دينهم مزيج من اليهودية والنصرانية ، وشريعتهم هي القوانين الرومانية مكتوبة بأحرف عربية ، والنيل من لغتهم ، وتشويه عقيدتهم وقيمهم ، ولكن بعضهم رأى نور الحقيقة فأسلم وخدم العقيدة الإسلامية ، وأثر في محدثيهم ، فبدأت كتاباتهم تجنح نحو العلمية ، وتنحو نهو العمق بدلا من السطحية ، وربما صدر ذلك عن رغبة من بعضهم في استقطاب القوى الإسلامية وتوظيفها لخدمة أهدافهم الاستشراقية ، وهذا يقتضي الحذر عند التعامل مع الفكر الاستشراقي الذي يتدثر الآن بدثار الموضوعية .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:14 PM
حركة تحرير المرأة ::

حركة تحرير المرأة . حركة علمانية ،نشأت في مصر في بادئ الأمر ، ثم انتشرت في أرجاء البلاد العربية والإسلامية . تدعوا إلى تحرير المرأة من الآداب الإسلامية والأحكام الشرعية الخاصة بها مثل الحجاب ، وتقييد الطلاق ، ومنع تعدد الزوجات والمساواة في الميراث وتقليد المرأة الغربية في كل أمر … ونشرت دعوتها من خلال الجمعيات والاتحادات النسائية في العالم الغربي .

التأسيس وأبرز الشخصيات
· قبل أن تتبلور الحركة بشكل دعوة منظمة لتحرير المرأة ضمن جمعية تسمى الاتحاد النسائي .. كان هناك تأسيس نظري فكري لها .. ظهر من خلال كتب ثلاث ومجلة صدرت في مصر .
- كتاب المرأة في الشرق تأليف مرقص فهمي المحامي ، نصراني الديانة ، دعا فيه إلى القضاء على الحجاب وإباحة الاختلاط وتقييد الطلاق ، ومنع الزواج بأكثر من واحدة ، وإباحة الزواج بين النساء المسلمات والنصارى .
- كتاب تحرير المرأة تأليف قاسم أمين ، نشره عام 1899م ، بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول ، وأحمد لطفي السيد . زعم في أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام ، وقال إن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين .
- كتاب : المرأة الجديدة تأليف قاسم أمين أيضاً - نشره عام 1900م يتضمن نفس أفكار الكتاب الأول ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيين .
- مجلة السفور ، صدرت أثناء الحرب العالمية الأولى ، من قبل أنصار سفور المرأة ، وتركز على السفور و الاختلاط .
· سبق سفور المرأة المصرية ، اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي ( زوجة علي شعراوي ) في ثورة سنة 1919م فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن ، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التي قمن بها في صباح يوم 20 مارس سنة 1919م .
· وأول مرحلة للسفور كانت عندما دعا سعد زغلول النساء اللواتي تحضرن خطبته أن يزحن النقاب عن وجوههن . وهو الذي نزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمد سلطان التي اشتهرت باسم : هدى شعراوي مكونة الاتحاد النسائي المصري وذلك عند استقباله في الإسكندرية بعد عودته من المنفى . واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك .
· تأسس الاتحاد النسائي في نيسان 1924م بعد عودة مؤسسته هدى شعراوي من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما عام 1922م .. ونادى بجميع المبادئ التي نادي بها من قبل مرقص فهمي المحامي وقاسم أمين .
· مهد هذا الاتحاد بعد عشرين عاماً لعقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي عام 1944م وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية . وقد رحبت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بانعقاد المؤتمر حتى أن حرم الرئيس الأمريكي روزفلت أبرقت مؤيدة للمؤتمر .

من أبرز شخصيات حركة تحرير المرأة
· الشيخ محمد عبده - فقد نبتت أفكار كتاب تحرير المرأة في حديقة أفكار الشيخ محمد عبده . وتطابقت مع كثير من أفكار الشيخ التي عبر فيها عن حقوق المرأة وحديثه عنها في مقالات الوقائع المصرية وفي تفسيره لآيات أحكام النساء . ( التفاصيل في كتاب المؤامرة على المرأة المسلمة د. السيد أحمد فرج ص 63 وما بعدها . دار الوفاء سنة 1985م كتاب عودة الحجاب الجزء الأول ، د.محمد أحمد بن إسماعيل المقدم ) .
· سعد زغلول ، زعيم حزب الوفد المصري ، الذي أعان قاسم أمين على إظهار كتبه وتشجيعه في هذا المجال .
· لطفي السيد الذي أطلق عليه أستاذ الجيل وظل يروج لحركة تحرير المرأة على صفحات الجريدة لسان حال حزب الأمة المصري في عهده .
· صفية زغلول . زوجة سعد زغلول وابنة مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء في تلك الأيام وأشهر صديق للإنكليز عرفته مصر .
· هدى شعراوي ابنة محمد سلطان باشا الذي كان يرافق الاحتلال الإنكليزي في زحفه على العاصمة وزوجة علي شعراوي باشا أحد أعضاء حزب الأمة ( حالياً الوفد ) ومن أنصار السفور .
· سيزا نبراوي ( واسمها الأصلي زينب محمد مراد ) ، وهي صديقة هدى شعراوي في المؤتمرات الدولية والداخلية . وهما أول من نزع الحجاب في مصر بعد عودتهما من الغرب إثر حضور مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما 1923م .
· درية شفيق . من تلميذات لطفي السيد ، رحلت وحدها إلى فرنسا لتحصل على الدكتوراه ، ثم إلى إنكلترا ، وصورتها وسائل الإعلام الغربية بأنها المرأة التي تدعوا إلى التحرر من أغلال الإسلام وتقاليده مثل : الحجاب والطلاق وتعدد الزوجات .
- لما عادة إلى مصر شكلت حزب ( بنت النيل ) في عام 1949م بدعم من السفارة الإنكليزية والسفارة الأمريكية .. وهذا ما ثبت عندما استقالت إحدى عضوات الحزب وكان هذا الدعم سبب استقالتها . وقد قادت درية شفيق المظاهرات ، وأشهرها مظاهرة في عام 19 فبراير 1951م و 12 مارس 1954م بالتنسيق مع أجهزة عبد الناصر فقد أضربت النساء في نقابة الصحافيين عن الطعام حتى الموت إذا لم تستجب مطالبهن . وأجيبت مطالبهن ودخلت درية شفيق الانتخابات ولم تنجح . وانتهى دورها . وحضرت المؤتمرات الدولية النسائية للمطالبة بحقوق المرأة - على حد قولها - .
· سهير القلماوي : - تربت في الجامعة الأمريكية في مصر - وتخرجت من معهد الأمريكان - وتنقلت بين الجامعات الأمريكية والأوربية ، ثم عادت للتدريس في الجامعة المصرية .
· أمينة السعيد : وهي من تلميذات طه حسين ، الأديب المصري الذي دعا إلى تغريب مصر .. ترأست مجلة حواء . وقد هاجمت حجاب المرأة بجرأة - ومن أقوالها في عهد عبد الناصر : " كيف نخضع لفقهاء أربعة ولدوا في عصر الظلام ولدينا الميثاق ؟ " . تقصد ميثاق عبد الناصر الذي يدعو فيه إلى الاشتراكية - وسخرت مجلة حواء للهجوم على الآداب الإسلامية .. وهي لا تزال تقوم بهذا الدور ..
· د . نوال السعداوي : زعيمة الاتحاد المصري حالياً .

الأفكار والمعتقدات
نجمل أفكار ومعتقدات أنصار حركة تحرير المرأة فيما يلي :
· تحرير المرأة من كل الآداب والشرائع الإسلامية وذلك عن طريق :
- الدعوة إلى السفور والقضاء على الحجاب الإسلامي .
- الدعوة إلى اختلاط الرجال مع النساء في كل المجالات في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية ، والأسواق .- تقييد الطلاق ، والاكتفاء بزوجة واحدة .
- المساواة في الميراث مع الرجل .
· الدعوة العلمانية الغربية أو اللادينية بحيث لا يتحكم الدين في مجال الحياة الاجتماعية خاصة .
· المطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية .
· أوروبا والغرب عامة هم القدوة في كل الأمور التي تتعلق بالحياة الاجتماعية للمرأة : كالعمل ، والحرية الجنسية ، ومجالات الأنشطة الرياضية والثقافية .

الجذور الفكريه والعقائديه
بعد تبلور حركة تحرير المرأة على شكل الاتحادات النسائية في البلاد العربية خاصة والدولية عامة ، أصبحت اللادينية أو ما يسمونه ( العلمانية ) الغربية هي الأساس الفكري والعقدي لحركة تحرير المرأة . وهي موجهة وبشكل خاص في البلاد العربية والإسلامية إلى المرأة المسلمة ؛ لإخراجها من دينها أولاً . ثم إفسادها خلقياً واجتماعياً .. وبفسادها ، يفسد المجتمع الإسلامي وتنتهي موجة حماسة العزة الإسلامية التي تقف في وجه الغرب الصليبي وجميع أعداء الإسلام وبهذا الشكل يسهل السيطرة عليه .
ومن الأدلة على أن جذور حركة تحرير المرأة تمتد نحو العلمانية الغربية مايلي :
- في عام 1894م ظهر كتاب للكاتب الفرنسي الكونت داركور ، حمل فيه على نساء مصر وهاجم الحجاب الإسلامي ، وهاجم المثقفين على سكوتهم .
- في عام 1899م ألف أمين كتابه تحرير المرأة أبدا فيه آراء داركور .
- وفي نفس العام هاجم الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل ( زعيم الحزب الوطني ) كتاب تحرير المرأة وربط أفكاره بالاستعمار الإنكليزي .- ألف الاقتصادي المصري الشهير محمد طلعت حرب كتاب تربية المرأة والحجاب في الرد على قاسم أمين ومما قاله : " إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا ".
- ترجم الإنكليز - أثناء وجودهم في مصر - كتاب تحرير المرأة إلى الإنكليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية .
- الدكتورة ( ريد ) رئيسة الاتحاد النسائي الدولي التي حضرت بنفسها إلى مصر لتدرس عن كثب تطور الحركة النسائية .- اغتباط الدوائر الغربية بحركة تحرير المرأة العربية وبنشاط الاتحاد النسائي في الشرق وتمثلت ببرقية حرم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمؤتمر النسائي العربي عام 1944م .
- صلة حزب ( بنت النيل ) بالسفارة الإنكليزية والدعم المالي الذي يتلقاه منهما - كما رأينا عند حديثنا عن درية شفيق .
- ترحيب الصحف البريطانية بدرية شفيق زعيمة حزب ( بنت النيل ) وتصويرها بصورة الداعية الكبرى إلى تحرير المرأة المصرية من أغلال الإسلام وتقاليده .
- برقية جمعية ( سان جيمس ) الإنكليزية إلى زعيمة حزب بنت النيل تهنئها على اتجاهها الجديد في القيام بمظاهرات للمطالبة بحقوق المرأة .
- مشاركة الزعيمة نفسها في مؤتمر نسائي دولي في أثينا عام 1951م ظهر من قرارته التي وافقت عليها أنها تخدم الاستعمار أكثر من خدمتها لبلادها .
- إعلان ( كاميلا يفي ) الهندية أن الاتحاد النسائي الدولي واقع تحت زيادة الدول الغربية ولاستعمارية واستقالتها منه .
- إعلان الدكتورة نوال السعداوي رئيسة الاتحاد النسائي المصري عام 1987م أثناء المؤتمر أن الدول الغربية هي التي هيأت المال اللازم لعقد مؤتمر الاتحاد النسائي والدول العربية لم تساهم في ذلك .
هذه بعض الوقائع التي تدل دلالة لا ريب فيها على صلة حركة تحرير المرأة بالقوى الاستعمارية الغربية .

الخلاصه
أن حركة تحرير المرأة هي حركة علمانية ، نشأت في مصر ، ومنها نشرت في أرجاء البلاد العربية والإسلامية ، وهدفها هو قطع صلة المرأة بالآداب الإسلامية والأحكام الشرعية الخاصة بها كالحجاب ، وتقييد الطلاق ومنع تعدد الزوجات والمساواة في الميراث وتقليد المرأة الغربية في كل شيء . ويعتبر كتاب المرأة في الشرق لمرقص فهمي المحامي ، وتحرير المرأة والمرأة الجديدة لقاسم أمين من أهم الكتب التي تدعوا إلى السفور والخروج على الدين ، وتمتد أهداف هذه الحركة لتصل إلى جعل العلمانية واللادينية أساس حركة المرأة والمجتمع

يتبع....

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:16 PM
العلمانية
التعريف
العلمانية وترجمتها الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللا دينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر . أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ،وقد اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه لادينية .
ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.
تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة وهذا واضح فيما ينسب للسيد المسيح من قوله :( إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) . أما الاسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) سورة الأنعام : آية 162

الاتجاهات العلمانيه بالعالم الاسلامي
1- في مصر : دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت . وقد اشار اليها الجبرتي الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر واحداثها – بعبارات تدور حول معنى العلمانية وان لم تذكر الفظة صراحة .أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يدعى اليأس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827 م .وادخل الخديوي اسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م،وكان هذا الخديوي مفتونا بالغرب ،وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا .
2- الهند: حتى سنة 1791م كانت الاحكام وفق الشريعة الاسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة الإسلامية بتدبير الإنجليز وانتهت تماما في أواسط القرن التاسع عشر .
3- الجزائر : إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830 م .
4- تونس : أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906 م.
5– المغرب: ادخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م.
6-تركيا لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك ، وان كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة .
7- العراق والشام : الغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيها .
8- معظم أفريقيا : فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الإستعمار
9- أندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرق اسيا دول علمانية .
10-إنتشار الأحزاب العلمانية والنزاعات القومية : حزب البعث ،الحزب القومي السوري ،النزعة الفرعونية ،النزعة الطورانية ،القومية العربية .
11- من اشهر دعاة العلمانية في العالم العربي الإسلامي : احمد لطفي السيد ، إسماعيل مظهر ، قاسم امين ، طه حسين ، عبد العزيز فهمي ، ميشيل عفلق ،أنطوان سعادة ، سوكارنو ، سوهارتو ، نهرو، مصطفى كمال اتاتورك ،جمال عبد الناصر ، أنور السادات ( صاحب شعار لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ) ، د. فؤاد زكريا ، د. فرج فودة وقد اغتيل بالقاهرة مؤخرا ، وغيرهم

الأفكار والمعتقدات
¨ بعض العلمانين ينكر وجود الله أصلاً .
¨ وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود آية علاقة بين الله وبين حياة الانسان .
¨ الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب .
¨ إقامة حاجز بين عالمي الروح والمادة والقيم الوحية لديهم قيم سلبية .
¨ فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي .
¨ تطبيق مبدأ النفعية على كل شئ في الحياة .
¨ اعتماد مبدأ الميكافيلية في فلسفة الحكم والسياسية والاخلاق .
¨ نشر الإباحة والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية .
أما معتقدات العلمانية في العالم الاسلامي والعربي التي انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير
فهي :
¨ الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة
¨ الزعم بان الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية
¨ الزعم بان الفقه الاسلامي مأخوذ عن القانون الروماني .
¨ الوهم بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف .
¨ الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي .
¨ تشويه الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة في التاريخ الاسلامي والزعم بأنها حركات إصلاح .
¨ إحياء الحضارات القديمة .
¨ اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن المغرب ومحاكاته فيها .
¨ تربية الأجيال تربية لادينية .
· إذا كان هناك عذر لوجود العلمانية في الغرب فليس هناك أي عذر لوجودها في بلاد المسلمين لأن النصراني إذا حكمه قانون مدني وضعي لا ينزعج كثيراً ولا قليلا لأنه لا يعطل قانون فرضه علية دينه وليس في دينه ما يعتبر منهجا للحياة ، أما مع المسلم فالأمر مختلف حيث يوجب عليه إيمانه الاحتكام لشرع الله . ومن ناحية أخرى كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي – فإنه إذا انفصلت الدولة عن الدين بقي الدين النصراني قائما في ظل سلطته القوية الفتية المتمكنة وبقيت جيوش من الراهبين والراهبات والمبشرين والمبشرات تعمل في مجالاتها المختلفة دون أن يكون للدولة عليهم سلطان بخلاف ما لو فعلت ذلك دولة إسلامية فأن النتيجة أن يبقى الدين بغير سلطان يؤيده ولا قوة تسنده حيث لا بابوية ولا كهنوت ولا اكلريوس وصدق الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال ( إن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن )

الجذور الفكريه والعقديه
العداء المطلق للكنيسة أولا وللدين ثانيا أياً كان ، سواء وقف إلى جانب العلم أم عاداه .
· لليهود دور بارز في ترسيخ العلمانية من أجل إزالة الحاجز الديني الذي يقف أمام اليهود حائلا بينهم وبين أمم الأرض .
· يقول الفرد هوايت هيو : ( ما من مسالة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين ) وهذا القول إن صح بين العلم واللاهوت في اوروبا فهو قول مردود ولا يصح بحال فيما يخص الاسلام حيث لا تعارض إطلاقاً بين الاسلام وبين حقائق العلم ، ولم يقم بينها أي صراع كما حدث في النصرانية . وقد نقل عن أحد الصحابة قوله عن الاسلام : ( ما أمر بشئ ، فقال العقل : ليته نهى عنه ، ولا نهى عن شئ فقال العقل ليته أمر به ) وهذا القول تصدقه الحقائق العلمية والموضوعية وقد أذعن لذلك صفوة من علماء الغرب وفصحوا عن إعجابهم وتصديقهم لتلك الحقيقة في مئات النصوص الصادرة عنهم .
· تعميم نظرية (العداء بين العلم من جهة والدين من جهة ) لتشمل الدين الاسلامي على الرغم أن الدين الاسلامي لم يقف موقف الكنيسة ضد الحياة والعلم حتى كان الاسلام سباقاً إلى تطبيق المنهج التجريبي ونشر العلوم .
· انكار الاخرة وعدم العمل لها واليقين بان الحياة الدنيا هي المجال الوحيد لماذا يرفض الاسلام العلمانية
لانها تغفل طبيعة الانسان البشرية باعتبارها مكونة من نفس وروح فتهتم بمطالب جسمة ولاتلقي اعتبارا لاشواق روحة .
- لانها نبتت في البيئة الغربية وفقا لظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية وتعتبر فكرا غريبا في بيئتنا الشرقية
- لانها تفصل الدين عن الدولة فتفتح المجال للفردية والطبقية والعنصرية والمذهبية والقومية والحزبية والطائفية .
- لانها تفسح المجال لانتشار الالحاد وعدم الانتماء والاغتراب والتفسخ والفساد والانحلال.
لانها تجعلنا نفكر بعقلية الغرب ، فلا ندين العلاقات الحرة بين الجنسين وندوس على اخلاقيات المجتمع ونفتح الابواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة ,وتبيح الربا وتعلي من قدر الفن للفن ,ويسعى كل انسان لاسعاد نفسة ولو على حساب غيرة .
- لانها تنقل الينا امراض المجتمع الغربي من انكار الحساب في اليوم الاخر ومن
ثم تسعى لان يعيش الانسان حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الديني ، مهيجة الغرائز الدنيوية كالطمع والمنفع وتنازع البقاء ويصبح صوت الضمير عدما .
- مع ظهور العلمنية يتم تكريس التعليم لدراسة ظواهر الحياة الخاضعة للتجريب والمشاهدة وتهمل امور الغيب من ايمان با لله والبعث والثواب والعقاب , وينشا بذلك مجتمع ٍغايته متاع الحياة وكل لهو رخيص

التأسيس وأبرز الشخصيات
انتشرت هذه الدعوة في أوربا وعمت أقطار العالم بحكم النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي . وقد أدت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789م وبعدها إلى انتشارها الواسع وتبلور منهجها وأفكارها وقد تطورت الأحداث وفق الترتيب التالي :
- تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الاكليريوس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران .
- وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيله ا لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة ، مثل:
1-كوبرنيكوس : نشر عام 1543م كتاب حركات الأجرام السماوية وقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب .
2- جرادانو:صنع التلسكوب فعذب عذاباً شديداً وعمره سبعون سنة وتوفي سنة 1642م.
3-سبينوزا : صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الموت مسلولاً .
4- جون لوك : طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعارض .
ظهور مبدا العقل والطبيعة : فقد اخذ العلمانيون يدعون الى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على الطبيعة .
- الثورة الفرنسية : نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة وبين الحركة الجديدة من جهة اخرى ، كانت ولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب . وهناك من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة والحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهدافهم .
- جان جاك روسو سنة 1778له كتاب العقد الاجتماعي الذي يعد إنجيل أ الثورة ، مونتسكيو له روح القوانين , سبينوزا ( يهودي) يعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجا للحياة والسلوك وله رسالة في اللاهوت والسياسة ، فولتير صاحب القانون الطبيعي كانت له الدين في حدود العقل وحده سنة 1804م ،وليم جودين 1793م له العدالة السياسية ودعوته فيه دعوة علمانية صريحة .
- ميرابو : الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية .
- سارت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل وشعارها الخبز ثم تحول شعارها الى ( الحرية والمساواة والإخاء ) وهو شعار ماسوني و( لتسقط الرجعية ) وهي كلمة ملتوية تعني الدين وقد تغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر الحواجز بينهم وبين أجهزة الدولة وإذابة الفوارق الدينية وتحولت الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين الى ثورة على الدين نفسه .
- نظربة التطور : ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859م لتشارز دارون الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين ، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها . وهذا النظرية التي أدت الى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد وقد استغل اليهود هذه النظرية بدهاء وخبث .
- ظهور نيتشه :وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان ) ينبغي أن يحل محله .
- دور كايم ( اليهودي ) : جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي .
- فرويد ( اليهودي ) :اعتمد الدافع الجنسي مفسرا لكل الظواهر .والإنسان في نظره حيوان جنسي
- كارل ماركس ( اليهودي ) : صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها والذي اعتبر الدين أفيون الشعوب .
- جان بول سارتر : في الوجودية وكولن ولسون في اللامنتمي : يدعوان إلى الوجودية والإلحاد

الخلاصه
الانتشار ومواقع النفوذ :
بدات العلمانية في اوروبا وصار لها وجود سياسي مع ميلاد الثورة الفرنسية سنة 1789م . وقد عمت اوروبا في القرن التاسع عشر وانتقلت لتشمل معظم دول العالم في السياسة والحكم في القرن العشرين بتاثير الستعمار والتبشر .

يتضح مما سبق :
ان العلمانية دعوة الى اقامة الحياة على اسس العلم الوضعي والعقل بعيدا عن الدين الذي يتم فصلة عن الدولة وحياة المجتمع وحبسة في ضمير الفرد ولايصرح بالتعبير عنة الا في اضيق الحدود . وعلى ذلك فأن الذي يؤمن بالعلمانية بديلا عن الدين ولا يقبل تحكيم
- الشرعية الاسلامية .في كل جوانب الحياة ولا يحرم ما حرم الله يعتبر مرتدا ولا ينتمي الى الاسلام . والواجب اقامة الحجة علية حتى واستتابتة حتى يدخل في حضيرة الاسلام والا جرت علية احكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة .
يتبع...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:18 PM
الداروينيــة
التعــريف:
تنتسب الحركة الفكرية الداروينية إلى الباحث الإِنجليزي تشارلز داروين الذي نشر كتابه "أصل الأنواع" سنة 1859م والذي طرح فيه نظريته في النشوء والارتقاء مما زعزع القيم الدينية، وترك آثاراً سلبية على الفكر العالمي.

التأسيــس وأبـــرز الشخــصيات:
- تشارلز داروين: صاحب هذه المدرسة، وهو باحث إنجليزي نشر في سنة 1859م كتابه "أصل الأنواع" وقد ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء معتبراً أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين، وقد تطورت هذه الخلية ومرّت بمراحل منها، مرحلة القرد، انتهاء بالإِنسان، وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية التي تجعل الإِنسان منتسباً إلى آدم وحواء ابتداء.
- آرثر كيت: دارويني متعصب، يعترف بأن هذه النظرية لا تزال حتى الآن بدون براهين فيضطر إلى كتابتها من جديد وهو يقول: "إن نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين، وستظل كذلك، والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد الممكن لها هو الإِيمان بالخلق المباشر وهذا غير وارد على الإطلاق".
- جوليان هكسلي: دارويني ملحد، ظهر في القرن العشرين، وهو الذي يقول عن النظرية:
"هكذا يضع علم الحياة الإِنسان في مركز مماثل لما أُنعم عليه كسيد للمخلوقات كما تقول الأديان".
"من المسلَّم به أن الإِنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر".
- ويزعم بأن الإِنسان قد اختلق فكرة "الله" إبان عصر عجزه وجهله، أما الآن فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه، ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آن واحد.
- يقول: "بعد نظرية داروين لم يعد الإِنسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيواناً".
- ليكونت دي نوي: من أشهر التطوريين المحدثين، وهو في الحقيقة صاحب نظرية تطورية مستقلة.
- د. هـ. سكوت: دارويني شديد التعصب، يقول: "إن نظرية النشوء جاءت لتبقى، ولا يمكن أن نتخلى عنها حتى ولو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد".
- برتراند راسل: فيلسوف ملحد، يشيد بالأثر الدارويني مركزاً على الناحية الميكانيكية في النظرية، فيقول: "إن الذي فعله جاليلاي ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة".

الأفــكار والمعتقــدات:
أولاً: نظريـة دارويـن: تدور هذه النظرية حول عدة أفكار وافتراضات هي:
- يفترض داروين أن أصل الكائنات العضوية ذات الملايين من الخلايا كائن حقير ذو خلية واحدة.
- تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقة والتعقيد.
- تتدرج هذه الكائنات من الأحط إلى الأرقى.
- الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنمو والتكيف مع البيئة لتصارع الكوارث وتندرج في سلم الرقي مما يؤدي إلى تحسن نوعي مستمر ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد، وأنواع أرقى تتجلى في "الإِنسان". بينما نجد أن الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفة فتعثرت وسقطت وزالت. وقد استمد داروين نظريته هذه من قانون "الانتقاء الطبعي" لمالتوس.
- الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة.
- الطبيعة تعطي وتحرم بدون خطة مرسومة، بل خط عشوائي، وخط التطور ذاته متعرج ومضطرب لا يسير على قاعدة مطردة منطقية.
- النظرية في جوهرها فرضية بيولوجية أبعد ما تكون عن النظريات الفلسفية.
- تقوم النظرية على أصلين كل منهما مستقل عن الآخر:
-1 المخلوقات الحية وجدت في مراحل تاريخية متدرجة ولم توجد دفعة واحدة. وهذا
الأصل من الممكن البرهنة عليه.
-2 هذه المخلوقات متسلسلة وراثياً ينتج بعضها عن بعض بطريق التعاقب خلال عملية
التطور البطيئة الطويلة. وهذا الأصل لم يتمكنوا من بهنته حتى الآن لوجود
حلقة أو حلقات مفقودة في سلسلة التطور الذي يزعمونه.
- تفترض النظرية أن كل مرحلة من مراحل التطور أعقبت التي قبلها بطريقة حتمية، أي أن العوامل الخارجية هي التي تحدد نوعية هذه المرحلة. أما خط سيرها ذاته بمراحله جميعها فهو خط مضطرب لا يسعى إلى غاية مرسومة أو هدف بعيد لأن الطبيعة التي أوجدته غير عاقلة ولا واعية، بل إنها خبط عشواء.

ثانياً: الآثار التي تركتها النظرية:
- قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى "حرية الاعتقاد" بسبب الثورة الفرنسية، ولكنهم بعدها أعلنوا إلحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبا إلى بقاع العالم.
- لم يعد هناك أي معنى لمدلول كلمة: آدم، حواء، الجنة، الشجرة التي أكل منها آدم وحواء، الخطيئة (التي صلب المسيح ليكفّر عنها ويخلص البشرية من أغلالها حسب اعتقاد النصارى).
- سيطرت الأفكار المادية على عقول الطبقة المثقفة وأوحت كذلك بمادية الإِنسان وخضوعه لقوانين المادة.
- تخلت جموع غفيرة من الناس عن إيمانها بالله تخلياً تاماً أو شبه تام.
- عبادة الطبيعة، فقد قال داروين: "الطبيعة تخلق كل شيء ولا حدّ لقدرتها على الخلق".
وقال: "إن تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله هو بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت".
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الإِنسان لأن داروين قد جعل بين الإِنسان والقرد نسباً بل زعم أن الجدّ الحقيقي للإِنسان هو خلية صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين.
- أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة "الغائية" بحجة أنها لا تهم الباحث العلمي ولا تقع في دائرة عمله.
- استبد شعور باليأس والقنوط والضياع وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي.
- طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع.
- كانت نظرية داروين إيذاناً وتمهيداً لميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي، وميلاد نظرية برجسون في الروحية الحديثة، وميلاد نظرية سارتر في الوجودية، وميلاد نظرية ماركس في المادية. وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين واعتمدت عليه في منطلقاتها وتفسيراتها للإِنسان والحياة والسلوك.
- زعم داروين أن الإِنسان حيوان كسائر الحيوانات مما هزّ المشاعر والمعتقدات.
- الإِنسان في نظرهم ما هو إلاّ مرآة تنعكس عليها تقلبات الطبيعة المفاجئة وتخبطاتها غير المنهجية.
"فكرة التطور" أوحت بحيوانية الإِنسان، و "تفسير عملية التطور" أوحت بماديته.
- نظرية التطور البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إلى التطور المطلق في كل شيء تطور لا غاية له ولا حدود، وانعكس ذلك على الدين والقيم والتقاليد. وساد الاعتقاد بأن كل عقيدة أو نظام أو خُلُق هو أفضل وأكمل من غيره ما دام تالياً له في الوجود الزمني.
- يقول برتراند راسل: "ليس ثمة كمال ثابت ولا حكمة لا تقوم بعدها وأي اعتقاد نعتقده ليس بباق مدى الدهر، ولو تخيلنا أنه يحتوي على الحق الأبدي فإن المستقبل كفيل بأن يضحك منا".
- استمد ماركس من نظرية داروين مادية الإِنسان وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على "الغذاء والسكن والجنس" مهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه.
- استمد فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان وكوّن منها مدرسته في التحليل النفسي، وقد فسّر السلوك الإِنساني معتمداً عل الدافع الجنسي الوحيد في ذلك، فالإِنسان عنده حيوان جنسي لا يملك إلاّ الانصياع لأوامر الغريزة وإلاّ وقع فريسة الكبت المدمر للأعصاب.
- استمد دور كايم من نظرية داروين حيوانية الإِنسان وماديته وجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي.
- استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطور الأخلاق الذي تطور عنده من المحرم (التابو) إلى أخلاق الطاعة الإِلهية ومن ثم إلى أخلاق المجتمع العلمي.
- والتطور عند فرويد أصبح مفسراً للدين تفسيراً جنسياً: "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمهم ثم صار عبادة للأب، ثم عبادة الطوطم، ثم عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي، وكل الأدوار تنبع وترتكز إلى عقدة أوديب".

ثالثاً: دور اليهود والقوى الهدامة في نشر هذه النظرية:
- لم يكن داروين يهودياً، بل كان نصرانياً، ولكن اليهود والقوى الهدامة وجدوافي هذه النظرية ضالتهم المنشودة فعملوا على استغلالها لتحطيم القيم في حياة الناس.
- تقول بروتوكولات حكماء صهيون: "لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد".
- نلاحظ السرعة المذهلة التي طبقت بها النظرية وذلك دليل على وجود أصابع خفية مستفيدة من نشرها علماً بأنها كانت وما تزال مجرد نظرية لا تستند إلى براهين.
- التقديس والتمجيد الخارق العجيب لداروين الذي اعتبر محرر الفكر البشري، ووصف بأنه قاهر الطبيعة.
- ميل الصحف بشكل كامل إلى صفّه ضدّ الكنيسة والتشهير بأعداء النظرية وذلك لأن معظم الصحف تعود ملكيتها لليهود وأتباعهم.

رابعاً: نقــادها:
- نقدها آغاسيز في إنجلترا، وأوين في أمريكا: "إن الأفكار الداروينية مجرد خرافة علمية وأنها سوف تنسى بسرعة". ونقدها كذلك العالم الفلكي هرشل ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي.
- كرسي موريسون: "إن القائلين بنظرية التطور لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة "الجينات" وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقاً، أعني عند الخلية".
- أنتوني ستاندن صاحب كتاب (العلم بقرة مقدسة) يناقش الحلقة المفقودة وهي ثغرة عجز الداروينيون عن سدّها فيقول: "إنه لأقرب من الحقيقة أن نقول: إن جزءاً كبيراً من السلسلة مفقودة وليس حلقة واحدة، بل إننا لنشك في وجود السلسلة ذاتها".
- ستيوارت تشيس: "أيّد علماء الأحياء جزئياً قصة آدم وحواء كما ترويها الأديان، وإن الفكرة صحيحة في مجملها".
- أوستن كلارك: "لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأن أيّاً من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيره، إن كل مرحلة لها وجودها المتميز الناتج عن عملية خلق خاصة متميزة، لقد ظهر الإِنسان على الأرض فجأة وفي نفس الشكل الذي تراه عليه الآن".
- أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.

خامساً: الداروينية الحديثة:
- اضطرب أصحاب الداروينية الحديثة أمام النقد العلمي الذي وُجِّهَ إلى النظرية، ولم يستطيعوا أمام ضعف نظريتهم إلا أن يخرجوا بأفكار جديدة تدعيماً لها وتدليلاً على تعصبهم الشديد حيالها، فأجروا سلسلة من التبديلات منها:
إقرارهم بأن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور واستبدلوه بقانون جديد أسموه قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات، وخرجوا بفكرة المصادفة.
أُرغموا على الاعتراف بأن هناك أصولاً عدة تفرعت عنها كل الأنواع وليس أصلاً واحداً كما كان سائداً في الاعتقاد.
أُجبروا على الإِقرار بتفرد الإِنسان بيولوجياً رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد، وهي النقطة التي سقط منها داروين ومعاصروه.
كل ما جاء به أصحاب الداروينية الحديثة ما هو إلا أفكار ونظريات هزيلة أعجز من أن تستطيع تفسير النظام الحياتي والكوني الذي يسير بدقة متناهية بتدبير الحكيم "الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثم هدى".
- لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين، وقد لاحظ العلماء بأن الأنواع المتأخرة في الظهور أكثر رقياً من الأنواع المتقدمة ومن هؤلاء: راي باكنسون، لينو.
- قالوا: "بأن التطور خطة مرسومة فيها رحمة للعالمين" ولكن نظريتهم وصفت بأنها لاهوتية فنسيت داخل معامل الأحياء.

الجــذور الفكرية والعقائــدية:
- استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكان، ومن نظرية مالتوس بالذات. فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتقاء والذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء.
- استفاد من أبحاث "ليل" الجيولوجية حيث تمكن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطور.
- صادفت هذه النظرية جواً مناسباً إذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين، وبعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية حيث كانت النفوس مهيأة لتفسير الحياة تفسيراً مادياً بحتاً، ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها إلى مزيد من الإِلحاد والبعد عن التفسيرات اللاهوتية، مصيبة كانت أم مخطئة.

الانتشار ومواقع النفــوذ:
بدأت الداروينية سنة 1859م، وانتشرت في أوروبا، انتقلت بعدها إلى جميع بقاع العالم، وما تزال هذه النظرية تدرس في كثير من الجامعات العالمية. كما أنها قد وجدت أتباعاً لها في العالم الإِسلامي بين الذين تربّوا تربية غربية، ودرسوا في جامعات أوروبية وأمريكية.

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:21 PM
الرأسمــاليـــة
التعــريف:
الرأسمالية نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية يقوم على أساس تنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها، متوسعاً في مفهوم الحرية، ولقد ذاق العالم بسببه ويلات كثيرة، وما تزال الرأسمالية تمارس ضغوطها وتدخلها السياسي والاجتماعي والثقافي وترمي بثقلها على مختلف شعوب الأرض.

التأسيـــس وأبــرز الشخصيـــات:
- كانت أوروبا محكومة بنظام الإمبراطورية الرومانية التي ورثها النظام الإقطاعي.
- لقد ظهرت ما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر الطبقة البورجوازية تالية لمرحلة الإِقطاع ومتداخلة معها.
- تلت مرحلة البورجوازية مرحلة الرأسمالية وذلك منذ بداية القرن السادس عشر ولكن بشكل متدرج.
- فلقد ظهرت أولاً الدعوة إلى الحرية وكذلك الدعوة إلى إنشاء القوميات اللادينية والدعوة إلى تقليص ظل البابا الروحي.
- ظهر المذهب الحر (الطبيعي) في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في فرنسا حيث ظهر الطبيعيون ومن أشهر دعاة هذا المذهب:
-1 فرانسوا كيزني (1694 - 1778) ولد في فرساي بفرنسا، وعمل طبيباً في بلاط لويس الخامس عشر، لكنه اهتم بالاقتصاد وأسس المذهب الطبيعي، نشر في سنة (1756م) مقالين عن الفلاحين وعن الجنوب، ثم أصدر في سنة (1758م) الجدول الاقتصادي وشبَّه فيه تداول المال داخل الجماعة بالدورة الدموية، قال ميرابو حينذاك عن هذا الجدول بأنه: "يوجد في العالم ثلاثة اختراعات عظيمة هي الكتابة والنقود والجدول الاقتصادي".
-2 جون لوك (1632-1704) صاغ النظرية الطبيعية الحرة حيث يقول عن الملكية الفردية: "وهذه الملكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة تنشأ مع نشأة الإِنسان، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة".
-3 ومن ممثلي هذا الاتجاه أيضاً تورجو وميرابو وجان باتست ساي وباستيا.
- ظهر بعد ذلك المذهب الكلاسيكي الذي تبلورت أفكاره على أيدي عدد من المفكرين الذين من أبرزهم:
- آدم سميث (1723-1790) وهو أشهر الكلاسيكيين على الإِطلاق، ولد في مدينة كيركالدي في اسكوتلنده، ودرس الفلسفة، وكان أستاذاً لعلم المنطق في جامعة جلاسجو، سافر إلى فرنسا سنة (1766م) والتقى هناك أصحابَ المذهب الحر. وفي سنة (1776م) أصدر كتابه (بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأم) هذا الكتاب الذي قال عنه أحد النقاد وهو (أدمون برك): "إنه أعظم مؤلف خطه قلم إنسان".
- دافيد ريكاردو (1772-1823) قام بشرح قوانين توزيع الدخل في الاقتصاد الرأسمالي، وله النظرية المعروفة باسم "قانون تناقص الغلة" ويقال عنه إنه كان ذا اتجاه فلسفي ممتزج بالدوافع الأخلاقية لقوله: "إن أي عمل يعتبر منافياً للأخلاق ما لم يصدر عن شعور بالمحبة للآخرين".
- روبرت مالتوس (1766-183) اقتصادي إنجليزي كلاسيكي متشائم صاحب النظرية المشهورة عن السكان إذ يعتبر أن عدد السكان يزيد وفق متوالية هندسية بينما يزيد الإِنتاج الزراعي وفق متوالية حسابية كما سيؤدي حتماً إلى نقص الغذاء والسكن.
- جون استيوارت مل (1806-1873) يعدُّ حلقة اتصال بين المذهب الفردي والمذهب الاشتراكي فقد نشر سنة (1836م) كتابه (مبادئ الاقتصاد السياسي).
- اللورد كينز (1946-1883) صاحب النظرية التي عرفت باسمه والتي تدور حول البطالة والتشغيل والتي تجاوزت غيرها من النظريات إذ يرجع إليه الفضل في تحقيق التشغيل الكامل للقوة العاملة في المجتمع الرأسمالي، وقد ذكر نظريته هذه ضمن كتابه (النظرية العامة في التشغيل والفائدة والنقود) الذي نشره سنة 1936م.
- دافيد هيوم (1711-1776م) صاحب نظرية النفعية التي وضعها بشكل متكامل والتي تقول بأن "الملكية الخاصة تقليداتبعه الناس وينبغي عليهم أن يتبعوه لأن في ذلك منفعتهم".
- أدمون برك من المدافعين عن الملكية الخاصة على أساس النظرية التاريخية أو نظرية تقادم الملكية.

الأفـــكار والمعتقــدات:
-1 أســس الرأسماليــة:
- البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب إلا ما تمنعه الدولة لضرر عام كالمخدرات مثلاً.
- تقديس الملكية الفردية وذلك بفتح الطريق لأن يستغل كل إنسان قدراته في زيادة ثروته وحمايتها وعدم الاعتداء عليها وتوفير القوانين اللازمة لنموها واطرادها وعدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية إلا بالقدر الذي يتطلبه النظام العام وتوطيد الأمن.
- المنافسة والمزاحمة في الأسواق.
- نظام حرية الأسعار وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب، واعتماد قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها.
-2 أشكال رأسمــالية:
- الرأسمالية التجارية التي ظهرت في القرن السادس عشر إثر إزالة الإِقطاع، إذ أخذ التاجر يقوم بنقل المنتجات من مكان إلى آخر حسب طلب السوق فكان بذلك وسيطاً بين المنتج والمستهلك.
- الرأسمالية الصناعية التي ساعد على ظهورها تقدم الصناعة وظهور الآلة البخارية التي اخترعها جيمس وات سنة 1770م والمغزل الآلي سنة 1785م مما أدى إلى قيام الثورة الصناعية في إنجلترا خاصة وفي أوروبا عامة إبان القرن التاسع عشر. وهذه الرأسمالية الصناعية تقوم على أساس الفصل بين رأس المال وبين العامل، أي بين الإِنسان وبين الآلة.
- نظام الكارتل الذي يعني اتفاق الشركات الكبيرة على اقتسام السوق العالمية فيما بينها مما يعطيها فرصة احتكار هذه الأسواق وابتزاز الأهالي بحرية تامة. وقد انتشر هذا المذهب في ألمانيا واليابان.
- نظام الترست والذي يعني تكوين شركة من الشركات المتنافسة لتكون أقدر في الإِنتاج وأقوى في التحكم والسيطرة على السوق.
-3 أفــكار ومعتقـدات أخــرى:
- إن المذهب الطبيعي الذي هو أساس الرأسمالية يدعو إلى أمور منها:
- الحياة الاقتصادية تخضع لنظام طبيعي ليس من وضع أحد حيث يحقق بهذه الصفة نمواً للحياة وتقدماً تلقائياً لها.
- يدعو إلى عدم تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وأن تقصر مهمتها على حماية الأفراد والأموال والمحافظة على الأمن والدفاع عن البلاد.
- الحرية الاقتصادية لكل فرد حيث إن له الحق في ممارسة واختيار العمل الذي يلائمه وقد عبروا عن ذلك بالمبدأ المشهور: "دعه يعمل دعه يمر".
- إن إيمان الرأسمالية بالحرية الواسعة أدى إلى فوضى في الاعتقاد وفي السلوك مما تولدت عنه هذه الصراعات الغربية التي تجتاح العالم معبرة عن الضياع الفكري والخواء الروحي.
- إن انخفاض الأجور وشدة الطلب على الأيدي العاملة دفع الأسرة لأن يعمل كل أفرادها مما أدى إلى تفكك عرى الأسرة وانحلال الروابط الاجتماعية فيما بينها.
- من أهم آراء سميث أن نمو الحياة الاقتصادية وتقدمها وازدهارها إنما يتوقف على الحرية الاقتصادية.
- وتتمثل هذه الحرية في نظره بما يلي:
- الحرية الفردية التي تتيح للإِنسان حرية اختيار عمله الذي يتفق مع استعداداته ويحقق له الدخل المطلوب.
- الحرية التجارية التي يتم فيها الإِنتاج والتداول والتوزيع في جو من المنافسة الحرة.
- يرى الرأسماليون بأن الحرية ضرورية للفرد من أجل تحقيق التوافق بينه وبين المجتمع، ولأنها قوة دافعة للإِنتاج، لكونها حقاً إنسانياً يعبر عن الكرامة البشرية.
-4 عيوب الرأسمالية:
- الرأسمالية نظام وضعي يقف على قدم المساواة مع الشيوعية وغيرها من النظم التي وضعها البشر بعيداً عن منهج الله الذي ارتضاه لعباده ولخلقه من بني الإِنسان.
- الأنانية: حيث يتحكم فرد أو أفراد قلائل بالأسواق تحقيقاً لمصالحهم الذاتية دون تقدير لحاجة المجتمع أو احترام للمصلحة العامة.
- الاحتكار: إذ يقوم الشخص الرأسمالي باحتكار البضائع وتخزينها حتى إذا ما فقدت من الأسواق نزل بها ليبيعها بسعر مضاعف يبتز فيه المستهلكين الضعفاء.
- لقد تطرفت الرأسمالية في تضخيم شأن الملكية الفردية كما تطرفت الشيوعية في إلغاء هذه الملكية.
- المزاحمة والمنافسة: إن بنية الرأسمالية تجعل الحياة ميدان سباق مسعور إذ يتنافس الجميع في سبيل إحراز الغلبة، وتتحول الحياة عندها إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف، وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى إفلاس المصانع والشركات بين عشية وضحاها.
- ابتزاز الأيدي العاملة: ذلك أن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب مما يجعل العامل معرضاً في كل لحظة لأن يُستبَدل به غيره ممن يأخذ أجراً أقل أو يؤدي عملاً أكثر أو خدمة أفضل.
- البطالة: وهي ظاهرة مألوفة في المجتمع الرأسمالي، وتكون شديدة البروز إذا كان الإِنتاج أكثر من الاستهلاك مما يدفع بصاحب العمل إلى الاستغناء عن الزيادة في هذه الأيدي التي تثقل كاهله.
- الحياة المحمومة: وذلك نتيجة للصراع القائم بين طبقتين إحداهما مبتزة يهمها جمع المال من كل السبل وأخرى محرومة تبحث عن المقومات الأساسية لحياتها، دون أن يشملها شيء من التراحم والتعاطف المتبادل.
- الاستعمار: ذلك أن الرأسمالية بدافع البحث عن المواد الأولية، وبدافع البحث عن أسواق جديدة لتسويق المنتجات تدخل في غمار استعمار الشعوب والأمم استعماراً اقتصادياً أولاً وفكرياً وسياسياً وثقافياً عامة، وذلك فضلاً عن استرقاق الشعوب وتسخير الأيدي العاملة فيها لمصلحتها.
- الحروب والتدمير: فلقد شهدت البشرية ألواناً عجيبة من القتل والتدمير وذلك نتيجة
طبيعية للاستعمار الذي أنزل بأمم الأرض أفظع الأهوال وأشرسها.
- الرأسماليون يعتمدون على مبدأ الديمقراطية في السياسة والحكم، وكثيراً ما تجنح الديمقراطية مع الأهواء بعيدة عن الحق والعدل والصواب.
- إن النظام الرأسمالي يقوم على أساس ربوي، ومعروف بأن الربا هو جوهر العلل التي يعاني سمنها العالم أجمع.
- أن الرأسمالية تنظر إلى الإِنسان على أنه كائن مادي وتتعامل معه بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، داعية إلى الفصل بين الاقتصاد وبين الأخلاق.
- تعمد الرأسمالية إلى حرق البضائع الفائضة، أو تقذفها في البحر خوفاً من أن تتدنى الأسعار لكثرة العرض، وبينما هي تقدم على هذا الأمر تكون كثير من الشعوب في حالة شكوى من المجاعات التي تجتاحها.
- يقوم الرأسماليون بإنتاج المواد الكمالية ويقيمون الدعايات الهائلة لها دونما التفات إلى
الحاجات الأساسية للمجتمع ذلك أنهم يفتشون عن الربح والمكسب أولاً وآخراً.
- يقوم الرأسمالي في أحيان كثيرة بطرد العامل عندما يكبر دون حفظ لشيخوخته إلا أن أمراً كهذا أخذت تخف حدته في الآونة الأخيرة بسبب الإِصلاحات التي طرأت على الرأسمالية.
-5 الإِصلاحات التي طرأت على الرأسمالية:
- كانت إنجلترا حتى سنة 1875م من أكبر البلاد الرأسمالية تقدماً. ولكن في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ظهرت كل من الولايات المتحدة وألمانيا، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت اليابان.
- في عام 1932م باشرت الدولة تدخلها بشكل أكبر في إنجلترا، وفي الولايات المتحدة زاد تدخل الدولة ابتداء من سنة 1933م، وفي ألمانيا بدءاً من العهد الهتلري وذلك في سبيل المحافظة على استمرارية النظام الرأسمالي.
- لقد تمثل تدخل الدولة في المواصلات والتعليم ورعاية حقوق المواطنين وسن القوانين ذات الصبغة الاجتماعية، كالضمان الاجتماعي والشيخوخة والبطالة والعجز والرعاية الصحية وتحسين الخدمات ورفع مستوى المعيشة.
- لقد توجهت الرأسمالية هذا التوجه الإِصلاحي الجزئي بسبب ظهور العمال كقوة انتخابية في البلدان الديمقراطية وبسبب لجان حقوق الإِنسان، ولوقف المد الشيوعي الذي يتظاهر بنصرة العمال ويدعي الدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم.

الجــذور الفكرية والعقـائــدية:
- تقوم الرأسمالية في جذورها على شيء من فلسفة الرومان القديمة، يظهر ذلك في رغبتها في امتلاك القوة وبسط النفوذ والسيطرة.
- لقد تطورت متنقلة من الإِقطاع إلى البورجوازية إلى الرأسمالية وخلال ذلك اكتسبت أفكاراً ومبادئ مختلفة تصب في تيار التوجه نحو تعزيز الملكية الفردية والدعوة إلى الحرية.
- قامت في الأصل على أفكار المذهب الحر والمذهب الكلاسيكي.
- إن الرأسمالية تناهض الدين متمردة على سلطان الكنيسة أولاً وعلى كل قانون أخلاقي أخيراً.
- لا يهم الرأسمالية من القوانين الأخلاقية إلا ما يحقق لها المنفعة ولاسيما الاقتصادية منها على وجه الخصوص.
- كان للأفكار والآراء التي تولدت نتيجة للثورة الصناعية في أوروبا دور بارز في تحديد ملامح الرأسمالية.
- تدعو الرأسمالية إلى الحرية وتتبنى الدفاع عنها، لكن الحرية السياسية تحولت إلى حرية أخلاقية واجتماعية، ثم تحولت هذه بدورها إلى إباحية.

الانتشـــار ومواقـــع النفــوذ:
- ازدهرت الرأسمالية في إنجلترا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأميركية وفي معظم العالم الغربي.
- وقف النظام الرأسمالي مثله كمثل النظام الشيوعي إلى جانب إسرائيل دعماً وتأييداً بشكل مباشر أو غير مباشر.

يتبع...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:23 PM
الفرويدية ::

التعــريـــف:
الفرويدية مدرسة في التحليل النفسي أسسها اليهودي سيجموند فرويد وهي تفسر السلوك الإِنساني تفسيراً جنسياً، وتجعل الجنس هو الدافع وراء كل شيء كما أنها تعتبر القيم والعقائد حواجز وعوائق تقف أمام الإِشباع الجنسي مما يورث الإِنسان عقداً وأمراضاً نفسية.

التأسيـس وأبــرز الشخصــيات:
أولاً: المؤســس وحياتــه:
- ولد سيجموند فرويد في 6 مايو 1856م في مدينة فريبورج بمقاطعة مورافيا بتشيكوسلوفاكيا الحالية من والدين يهوديين.
- استقرت أسرة أبيه في "كولونيا" بألمانيا زمناً طويلاً، وفي القرن الرابع أو الخامس عشر نزحت شرقاً. وفي القرن التاسع عشر هاجرت مرة أخرى من ليتوانيا عن طريق غاليسيا إلى مورافيا التابعة لأمبراطورية النمسا والمجر قبل زوالها عقب الحرب العالمية الأولى.
- ولدت أمه بمدينة برودي في الجزء الشمالي من غاليسيا الواقعة بالقرب من الحدود الروسية، وقد نزح والدها إلى فيينا وهي لا تزال طفلة ولما شبت تزوجت من جاكوب فرويد والد سيجموند فرويد حيث أنجبت له سبعة أبناء.
- و "غاليسيا" المدينة البولندية التي جاء منها والد فرويد كانت معقلاً رئيسياً ليهود شرق أوروبا، وبسبب ظروف الشغب رحلت الأسرة إلى برسلاو بألمانيا وعمر سيجموند حينها ثلاث سنوات، ثم رحلوا مرة أخرى إلى فيينا حيث أمضى معظم حياته (وبقى فيها إلى سنة 1938م حيث غادرها إلى لندن ليقضي أيامه الأخيرة فيها مصاباً بسرطان في خده وقد أدركته الوفاة في 23 سبتمبر 1939).
- تلقى تربيته الأولى وهو صغير على يدي مربية كاثوليكية دميمة عجوز متشددة كانت تصحبه معها أحياناً إلى الكنيسة مما شكل عنده عقدة ضدّ المسيحية فيما بعد.
- نشأ يهودياً، وأصدقاؤه من غير اليهود نادرون إذ كان لا يأنس لغير اليهود ولا يطمئن إلا إليهم.
- دخل الجامعة عام 1873م وكان يصر على أنه يرفض رفضاً قاطعاً أن يشعر بالدونية والخجل من يهوديته. لكن هذا الشعور الموهوم بالاضطهاد ظل يلاحقه على الرغم من احتلاله أرقى المناصب.
- في سنة 1885م غادر فيينا إلى باريس وتتلمذ على شاركوت مدة عام حيث كان أستاذه هذا يقوم بالتنويم المغناطسي لمعالجة الهستيريا وقد أعجب فرويد به وهو الذي أكّد له أن بعض حالات الأمراض العصبية يكون سببها مرتبطاً بوجود اضطراب في الحياة الجنسية.
- في سنة 1886م عاد إلى فيينا وبدأ يشتغل بدراسة الحالات العصبية بعامة والهستيريا بخاصة مستعملاً التنويم المغناطسي.
- عاد مرة أخرى إلى فرنسا ليتعرف على مدرسة نانسي، لكنه خاب أمله عندما علم بأنهم ينجحون في التنويم المغناطيسي مع الفقراء أكثر من نجاحهم مع الأغنياء الذين يتلقون علاجاً على حسابهم الشخصي.
- عاد إلى فيينا من جديد وعاد إلى استعمال التنويم المغناطيسي فحقق نجاحاً مقبولاً.
- أخذ يتعاون مع جوزيف بروير (1842 - 1925م) وهو طبيب نمساوي صديق لفرويد، وهو فيزيولوجي في الأصل لكنه انتقل إلى العمل الطبي وكان ممن يستعملون التنويم المغناطيسي أيضاً.
- بدأ الاثنان باستعمال طريقة التحدث مع المرضى فحقّقا بعض النجاح ونشرا أبحاثهما في عامي 1893 و 1895م وصارت طريقتهما مزيجاً من التنويم والتحدث، ولم يمض وقت طويل حتى انصرف بروير عن الطريقة كلها.
- انضم عام 1895م إلى جمعية (بناي برث) أي أبناء العهد وهذه التي لم تكن تقبل في عضويتها غير اليهود، وكان حينها في التاسعة والثلاثين من عمره، وقد واظب على حضور اجتماعاتها على مدى سنوات، كما ألقى فيها محاضراته عن تفسير الأحلام.
- تابع فرويد عمله تاركاً طريقة التنويم معتمداً على طريقة التحدث طالباً من المريض أن يضطجع ويتحدث مفصحاً عن كل خواطره، وسماها طريقة (الترابط الحر) سالكاً طريقَ رفعِ الرقابة عن الأفكار والذكريات، وقد نجحت طريقته هذه أكثر من الطريقة الأولى.
- كان يطلب من مريضه أن يسرد عليه حلمه الذي شاهده في الليلة الماضية، مستفيداً منه في التحليل، وقد وضع كتاب "تفسير الأحلام" الذي نشره سنة 1900م، ثم كتاب (علم النفس المرضي للحياة اليومية) ثم تتالت كتبه وصار للتحليل النفسي مدرسة سيكولوجية صريحة منذ ذلك الحين.
- أسس في فيينا مركز دائرة علمية، واتصل به أناس من سويسرا وأوروبا عامة، مما أدى إلى انعقاد المؤتمر الأول للمحللين النفسيين سنة 1908م إلا أن هذه الدائرة لم تدم طويلاً إذ انقسمت على نفسها إلى دوائر مختلفة.
- كان يعرف تيودور هرتزل الذي ولد عام 1860م، وقد أرسل فرويد إليه أحد كتبه مع إهداء شخصي عليه، كما سعيا معاً لتحقيق أفكار واحدة خدمة للصهيونية التي ينتميان إليها من مثل فكرة "معاداة السامية" التي ينشرها هرتزل سياسياً، ويحللها فرويد نفسياً.

ثانياً: مِنْ أصحابه وتلاميــذه:
- من أصحابه: ساخس، رايك، سالزمان، زيلبورج، شويزي، فرانكل، روينلز، سيمل، وهم جميعاً يهود.
- لارنست جونز، مؤرخ السيرة الفرويدية، مسيحي مولداً، ملحد فكراً، يهودي شعوراً ووجداناً، حتى إنهم خلعوا عليه لقب: اليهودي الفخري.
- ولهلهم ستكل، وفرنز وتلز: عضوان هامان في جماعة فرويد إلا أنهما قد خرجا عليه لاختلافات بسيطة تناولت النظريات أو الطرائق.
- أوتو رانك (1884 - 1939م) قام بوضع نظرية تقوم أساساً على أفكار فرويد الأصلية مع بعض التعديلات الهامة، وأبرز نقاط نظريته أن صدمة الميلاد العميقة تظل تؤثر في الإِنسان تأثيراً لا ينقطع سعيه بعدها من أجل استعادة اتزانه ونموه.
- الفرد آدلر: ولد في فيينا (1870 - 1937م)، وقد انضم إلى جماعة فرويد مبكراً لكنه افترق عنه بعد ذلك مؤسساً مدرسة سماها مدرسة "علم النفس الفردي" مستبدلاً بالدوافع الجنسية عند فرويد عدداً من الدوافع الاجتماعية مع التأكيد على إرادة القوة والمجهودات الشعورية.
- كارل جوستاف يونج (1875 - 1961م) ولد في زوريخ، وهو مسيحي، نصبه فرويد رئيساً للجمعية العالمية للتحليل النفسي، لكنه خرج على أستاذه معتقداً بأن هذه المدرسة التحليلية ذات جانب واحد وغير ناضجة، وكان لخروجه أثر بالغ على فرويد. وضع نظرية (السيكولوجيا التحليلية) مشيراً إلى وجود قوة دافعة أكبر هي طاقة الحياة مؤكداً على دور الخبرات اللاشعورية المتصلة بالعرق أو العنصر.

ثالثاً: الفرويـديون المحدثــون:
حدث انسلاخ كبير عن الفرويدية الأصلية، وذلك عندما تكونت الفرويدية الحديثة التي كان مركزها مدرسة واشنطن للطب العقلي، وكذلك معهد إليام ألانسون هوايت في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مدرسة تتميز بالتأكيد على العوامل الاجتماعية وعلى أن ملامح الإِنسان إيجابية، وهم يلحّون على نقل التحليل النفسي إلى علم الاجتماع للبحث عن أصول الحوافز البشرية في تلبية مطالب الوضع الاجتماعي، ومن أبرز شخصياتهم:
- هاري ستاك سليفان (1892 - 1949م) الذي يميل إلى تمحيص مظاهر التفاعل بين المريض والآخرين وانعكاسات ذلك على الناحية النفسية.
- أريك فروم: ظهر بين (1941 - 1947م) كان ينظر إلى الإِنسان على أنه مخلوق اجتماعي بالدرجة الأولى بينما ينظر إليه فرويد على أنه مخلوق مكتف بذاته، تحركه عوامل غريزية.
- إبرام كاردينر، ظهر ما بين (1939 - 1945م) وسار في طريق دراسة التفاعل بين المؤسسات الاجتماعية والشخصية الفردية.
- كارن هورني: استعملت طريقة فرويد خمسة عشر عاماً في أوروبا وأمريكا إلا أنها أعادت النظر فيها إذ وضعت نظرية جديدة تحرر فيها التطبيق العلاجي من كثير من القيود التي تفرضها النظرية الفرويدية.
- وعلى الرغم من ذلك فإن الفرويديين المحدثين لا يزالون متمسكين بأشياء كثيرة من نظرية فرويد الأصلية من مثل:
-1 أهمية القوى الانفعالية بوصفها مضادة للدفع العقلي والارتكاسات الاشتراطية وتكوين العادات.
-2 الدفع اللاشعوري.
-3 الكبت والمقاومة وأهمية ذلك في التحليل أثناء العلاج.
-4 الاهتمام بالنزاعات الداخلية وأثرها على التكوين النفسي.
-5 التأثير المستمر للخبرات الطفولية المبكرة.
-6 طريقة التداعي الحر، وتحليل الأحلام، واستعمال حقيقة النقل.

الأفــكار والمعتقــدات:
أولاً: الأســس النظريــة:
- الأسس الثلاثة التي تركز عليها المدرسة التحليلية هي: الجنس - الطفولة - الكبت. فهي مفاتيح السيكولوجية الفرويدية.
- نظرية الكبت: هي دعامة نظرية التحليل النفسي وهي أهم قسم فيه إذ لابدّ من الرجوع إلى الطفولة المبكرة وإلى الهجمات الخيالية التي يراد بها إخفاء فاعليات العشق الذاتي أيام الطفولة الأولى إذ تظهر كل الحياة الجنسية للطفل من وراء هذه الخيالات.
- يعتبر فرويد مص الأصابع لدى الطفل نوعاً من السرور الجنسي (الفموي) ومثل ذلك عض الأشياء، فيما يعدّ التغوط والتبول نوعاً من السرور الجنسي (الأستي) كما أن الحركات المنتظمة للرجلين واليدين عند الطفل إنما هي تعبيرات جنسية طفولية.
- اللبيدو طاقة جنسية أو جوع جنسي، وهي نظرية تعتمد على أساس التكوين البيولوجي للإِنسان الذي تعتبره حيواناً بشرياً فهو يرى أن كل ما نصرح بحبه أو حبّ القيام به في أحاديثنا الدارجة يقع ضمن دائرة الدافع الجنسي، فالجنس عنده هو النشاط الذي يستهدف اللذة وهو يلازم الفرد منذ مولده إذ يصبح الأداة الرئيسية التي تربط الطفل بالعالم الخارجي في استجابته لمنبهاته.
- الدفع: يقول بأن كل سلوك مدفوع، فإلى جانب الأفعال الإِرادية التي توجهها الدوافع والتمنيات هناك الأفعال غير الإِرادية أو العارضة، فكل هفوة مثلاً ترضي تمنياً وكل نسيان دافعه رغبة في إبعاد ذلك الشيء.
- الشلل أو العمى لديه قد يكون سببه الهروب من حالة صعبة يعجز الإِنسان عن تحقيقها، وهذا يسمى انقلاب الرغبة إلى عرض جسدي.
- الحلم عنده هو انحراف عن الرغبة الأصلية المستكنة في أعماق النفس وهي رغبة مكبوتة يقاومها صاحبها في مستوى الشعور ويعيدها إلى اللاشعور، وأثناء النوم عندما تضعف الرقابة تأخذ طريقها باحثة لها عن مخرج.
- يتكلم فرويد عن تطبيق مبدأين هما اللذة والواقع، فالإِنسان يتجه بطبيعته نحو مبدأ اللذة العاجلة لمباشرة الرغبة لكنه يواجه بحقائق الطبيعة المحيطة به فيتجنب هذه اللذة التي تجلب له آلاماً أكبر منها أو يؤجل تحقيقها.
- يفترض فرويد وجود غريزتين ينطوي فيهما كل ما يصدر عن الإِنسان من سلوك وهما غريزة الحياة وغريزة الموت. غريزة الحياة تتضمن مفهوم اللبيدو وجزءاً من غريزة حفظ الذات، أما غريزة الموت فتمثل نظرية العدوان والهدم موجهة أساساً إلى الذات ثم تنتقل إلى الآخرين.
- الحرب لديه هي محاولة جماعية للإِبقاء على الذات نفسياً، والذي لا يحارب يعرض نفسه لاتجاه العدوان إلى الداخل فيفني نفسه بالصراعات الداخلية، فالأولى به أن يفني غيره إذن، والانتحار هو مثل واضح لفشل الفرد في حفظ حياته. وهذا المفهوم إنما يعطي تبريراً يريح ضمائر اليهود أصحاب السلوك العدواني المدمر.
- اللاشعور: هو مستودع الدوافع البدائية الجنسية وهو مقر الرغبات والحاجات الانفعالية المكبوتة التي تظهر في عثرات اللسان والأخطاء الصغيرة والهفوات وأثناء بعض المظاهر الغامضة لسلوك الإِنسان. إنه مستودع ذو قوة ميكانيكية دافعة وليس مجرد مكان تلقى إليه الأفكار والذكريات غير الهامة.
- الـ (هي): مجموعة من الدوافع الغريزية الموجودة لدى الطفل عند ولادته والتي تحتاج إلى الشعور الموجه، وهي غرائز يشترك فيها الجنس البشري بكافة. إنها باطن النفس، وقد نتجت عن (الأنــا) إلا أنها تبقى ممزوجة بها في الأعماق أي حينما تكون (الأنــا) لا شعورية، وهي تشمل القوى الغريزية الدافعة، فإذا ما كبتت هذه الرغبات فإنها تعود إلى الـ (هي).
- (الأنــا): بعد قليل من ميلاد الطفل يزداد شعوراً بالواقع الخارجي فينفصل جزء من مجموعة الدوافع الـ (هي) لتصبح ذاتاً ووظيفتها الرئيسية هي اختيار الواقع حتى يستطيع الطفل بذلك تحويل استجاباته إلى سلوك منظم يرتبط بحقائق الواقع ومقتضياته، إنها ظاهر النفس الذي يرتبط بالمحيط.
- (الأنــا العليــا): هي الضمير الذي يوجه سلوك الفرد والجانب الأكبر منه لا شعوري، إنها ما نسميه بالضمير أو الوجدان الأخلاقي، لها زواجر وأوامر تفرضها على (الأنـا)، وهي سمة خاصة بالإِنسان، إذ إنها أمور حتمية صادرة من العالم الداخلي.
- النقــل: وهي أن المريض قد ينقل حبه أو بغضه المكبوت في أعماق الذكريات إلى الطبيب مثلاً خلال عملية المعالجة. وقد تعرض بروير لحب واحدة من اللواتي كان يعالجهن إذ نقلت عواطفها المكبوتة إليه، فكان ذلك سبباً في انصرافه عن هذه الطريقة بينما تابع فرويد عمله بمعالجة الواحدة منهم بنقل عواطفها مرة أخرى والوصول بها إلى الواقع.
- استفاد كثيراً من عقدة أوديب تلك الأسطورة التي تقول بأن شخصاً قد قتل أباه وتزوج أمه وأنجب منها وهو لا يدري. ولما علم بحقيقة ما فعل سمل عينيه، فقد استغلها فرويد من إسقاطات نفسية كثيرة واعتبرها مركزاً لتحليلاته المختلفة.
- شخصية الإِنسان هي حصيلة صراع بين قوى ثلاث: دوافع غريزية، واقع خارجي، ضمير، وهي أمور رئيسية تتحدد بشكل ثابت بانتهاء الموقف الأوديبي حوالي السنة الخامسة أو السادسة من العمر.

ثانيـاً: الآثــار السلبية للفرويديـة:
- لم ترد في كتب وتحليلات فرويد أية دعوة صريحة إلى الانحلال - كما يتبادر إلى الذهن - وإنما كانت هناك إيماءات تحليلية كثيرة تتخلل المفاهيم الفرويدية تدعو إلى ذلك، وقد استفاد الإِعلام الصهيوني من هذه المفاهيم لتقديمها على نحو يغري الناس بالتحلل من القيم وييسر لهم سبله بعيداً عن تعذيب الضمير.
- كان يتظاهر بالإِلحاد ليعطي لتفكيره روحاً علمانية، ولكنه على الرغم من ذلك كان غارقاً في يهوديته من قمة رأسه إلى أخمص قدميه.
- كان يناقش فكرة "معاداة السامية" وهي ظاهرة كراهية اليهود، هذه النغمة التي يعزف اليهود عليها لاستدرار العطف عليهم، وقد ردّ هذه الظاهرة نفسياً إلى اللاشعور وذلك لعدة أسباب:
- غيرة الشعوب الأخرى من اليهود لأنهم أكبر أبناء الله وآثرهم عنده (حاشا لله).
- تمسّك اليهود بطقس الختان الذي ينبه لدى الشعوب الأخرى خوف الخصاء ويقصد بذلك النصارى لأنهم لا يختتنون.
- كراهية الشعوب لليهود هو في الأصل كراهية للنصارى المسيحيين، وذلك عن طريق "النقل" إذ إن الشعوب التي تُنزِل الاضطهاد النازي باليهود إنما كانت شعوباً وثنية في الأصل، ثم تحولت إلى النصرانية بالقوة الدموية، فصارت هذه الشعوب بعد ذلك حاقدة على النصرانية لكنها بعد أن توحدت معها نقلت الحقد إلى الأصل الذي تعتمد على النصرانية ألا وهو اليهودية.
- يدعو إلى اشباع الرغبة الجنسية، وذلك لأن الإِنسان صاحب الطاقة الجنسية القوية والذي لا تسمح له النصرانية إلا بزوجة واحدة فإما أن يرفض قيود المدنية ويتحرر منها بإشباع رغباته الجنسية وإما أن يكون ذا طبيعة ضعيفة لا يستطيع الخروج على هذه القيود فيسقط صاحبها فريسة للمرض النفسي ونهبة للعقد النفسية.
- يقول بأن الامتناع عن الاتصال الجنسي قبل الزواج قد يؤدي إلى تعطيل الغرائز عند الزواج.
- عقد فصلاً عن "تحريم العذرة" وقال بأنها تحمل مشكلات وأمراضاً لكلا الطرفين، واستدل على ذلك بأن بعض الأقوام البدائية كانت تقوم بإسناد أمر فض البكارة لشخص آخر غير الزوج، ذلك ضمن احتفال وطقس رسمي.
- لقد برر "عشق المحارم" لأن اليهود أكثر الشعوب ممارسة له بسبب انغلاق مجتمعهم الذي يحرم الزواج على أفراده خارج دائرة اليهود، وهو يرجع هذا التحريم إلى قيود شديدة كانت تغلّ الروح وتعطلها، وهو بذلك يساعد اليهود أولاً على التحرر من مشاعر الخطيئة كما يسهل للآخرين اقتحام هذا الباب الخطير بإسقاط كل التحريمات واعتبارها قيوداً وأغلالاً وهمية. وقد استغل اليهود هذه النظرية وقاموا بإنتاج عدد من الأفلام الجنسية الفاضحة والتي تعرض نماذج من الزنى بالمحارم.
- لم يعتبر (التصعيد) أو الإِعلاء - كما يسميه - إلا طريقاً ضعيفاً من ضغط الدافع الجنسي إذ إن هذا الطريق لن يتيسر خلال مرحلة الشباب إلا لقلة ضئيلة من الناس وفي فترات متقطعة وبأكبر قدر من العنت والمشقة، أما الباقون - وهم الغالبية العظمى - فليس أمامهم إلا المرض النفسي يقعون صرعاه. كما أن أصحاب التصعيد هؤلاء إنما هم ضعاف يضيعون في زحمة الجماهير التي تنزع إلى السير بإرادة مسلوبة وراء زعامة الأقوياء.
- في كفاحه ضدّ القيود والأوامر العليا الموجهة إلى النفس صار إلى محاربة الدين واعتباره لوناً من العصاب النفسي الوسواسي.
- تطورت فكرة الألوهية لديه على النحو التالي:
- كان الأب هو السيد الذي يملك كل الإِناث في القبيلة ويحرمها على ذكورها.
- قام الأبناء بقتل الأب، ثم التهموا جزءاً نيئاً من لحمه للتوحد معه لأنهم يحبونه.
- صار هذا الأب موضع تبجيل وتقدير باعتباره أباهم أصلاً.
- ومن ثم اختاروا حيواناً مرهوباً لينقلوا إليه هذا التبجيل فكان الحيوان هو الطوطم.
- الطوطمية أول صورة للدين في التاريخ البشري.
- كانت الخطوة الأولى بعد ذلك هي التطور نحو الإِله الفرد فتطورت معها فكرة الموت الذي صار بهذا الاعتبار خطوة إلى حياة أخرى يلقى الإِنسان فيها جزاء ما قدم.
- الله - إذن في فهمه - هو بديل الأب أو بعبارة أصح هو أب عظيم، أو هو صورة الأب كما عرفها المرء في طفولته.
- نخلص من هذا بأن العقائد الدينية - في نظره - أوهام لا دليل عليها، فبعضها بعيد عن الاحتمال ولا يتفق مع حقائق الحياة، وهي تقارن بالهذيان، ومعظمها لا يمكن التحقق من صحته، ولا بدّ من مجيء اليوم الذي يصغي فيه الإِنسان لصوت العقل.
- حديثه عن الكبت فيه إيحاءات قوية وصارخة بأن الوقاية منه تكمن في الانطلاق والتحرر من كل القيود، كما يحرم الإِدانة الخلقية على أي عمل يأتيه المريض مركزاً على الآثار النفسية المترتبة على هذه الإِدانة في ازدياد العقد المختلفة مما يحرفه عن السلوك السوي.
- مما ساعد على انتشار أفكاره ما يلي:
- الفكر الدارويني الذي أرجع الإِنسان إلى أصول حيوانية مادية.
- الاتجاه العقلاني الذي ساد أوروبا حينذاك.
- الفكر العلماني الذي صبغ الحياة بثورته ضد الكنيسة أولاً وضد المفاهيم الدينية ثانياً.
- اليهود الذين قدموا فكره للإِنسانية باستخدام مختلف الوسائل الإِعلامية بغية نشر الرذيلة والفساد وتسهيل ذلك على ضمائر البشرية ليسهل لهم قيادة هذا الرعاع من الشعوب اللاهثة وراء الجنس، المتحللة من كل القيود والقيم.
- من أكبر الآثار المدمرة لآراء فرويد، أن الإِنسان حين كان يقع في الإِثم كان يشعر بالذنب وتأنيب الضمير، فجاء فرويد ليريحه من ذلك، ويوهمه بأنه يقوم بعمل طبيعي لا غبار عليه، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى توبة، وبذلك أضفى على
الفساد "صفة أخلاقية" إذا صح التعبير.

الجــذور الفــكرية والعقائــدية:
- لقد دخل التنويم المغناطيسي إلى حقل العلم والطب على يد مسمر 1780 إلا أنه قد مزج بكثير من الدجل مما نزع بالأطباء إلى أن ينصرفوا عنه انصرافاً دام حتى أيام مدرستي باريس ونانسي.
- لقد كان الدكتور شاركوت 1825 - 1893 أبرز شخصيات مدرسة باريس، إذ كان يعالج المصابين بالهستيريا عن طريق التنويم المغناطيسي.
- من تلاميذ شاركوت بيير جانه الذي اهتم بالأفعال العصبية غير الشعورية والتي سماها الآليات العقلية.
- ساهمت مدرسة نانسي بفرنسا بالتنويم المغناطيسي المعتدل وقالت بأنه أمر يمكن أن يحدث لكل الأسوياء، ذلك لأنه ليس إلا حالة انفعال و منشؤها الإِيحاء، وقد استعملته هذه المدرسة في معالجة الحالات العصبية.
- أما فرويد فقد أخذ الأسس النظرية ممن سبقه، وأدخل أفكاره في تحليل التنويم المغناطيسي باستخدام طريقة التداعي الحرّ. لكن لهذا الوجه العلمي الظاهر وجه آخر هو التراث اليهودي الذي استوحاه فرويد واستخلص منه معظم نظرياته التي قدمها للبشرية خدمة لأهداف صهيون.

الانتشـــار ومواقـــع النفــوذ:
- بدأت هذه الحركة في فيينا، وانتقلت إلى سويسرا، ومن ثم عمت أوروبا، وصارت لها مدارس في أمريكا.
- وقد حملت الأيامُ هذه النظرية إلى العالم كله عن طريق الطلاب الذي يذهبون إلى هناك ويعودون لنشرها في بلادهم.
- تلاقي هذه الحركة اعتراضات قوية من عدد من علماء النفس الغربيين اليوم.


يتبع ..

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:28 PM
عـبـدة الـشـيـطـان
التعريف
هؤلاء جماعة اشتهروا في مصر في أواخر سنة 1996م وأوائل سنة 1997م، وتحدثت عنهم وسائل الإعلام وخاضت في ذكر أوصافهم وطقوسهم ومصادر ثقافتهم ، وقبضت الشرطة على نحو 140 فرداً منهم من الذكور والإناث ، كانوا جميعاً من أولاد الطبقة الغنية التي استحدثها الإنفتاح الإقتصادي والثقافي ، وأثرتها أموال المخابرات الأجنبية التي تنفق في مصر باسم المعونات الخارجية ، وأفردها التوسع في إقراض البنوك باسم تشجيع الاستثمار ، ورسخها ما آلت إليه الأحوال في مصر نتيجة بيع القطاع العام لغير المصريين ، وتخصيص أراضي البناء بالمجان للأثرياء ، وما انتهى إليه الأمر من الفساد والتردي العام للأوضاع في مصر عموماً وخاصة في مجال التعليم ، وخلو الساحة من الأشراف نتيجة ملاحقة الشرطة للإسلاميين حتى لم تعد بالساحة إلا هذه الجماعات التابعة للفكر الانحلالي الغربي ، وقد تبين أن المقبوض عليهم من أعضاء ما يُسمى بعبادة الشيطان ، تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة ، وأنهم من خريجي المدارس الأجنبية ، ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام برغم انهم مسلمون .هؤلاء الشباب لايحفظون الفاتحة ولا أياً من سور القرآن ، ولا يعرفون أركان الإسلام ولا معنى الشهادتين ، ولا أياً من القيم الإسلامية

التأسيس
وتبين من بحوث الباحثين التي نشرت في الصحف والمجلات اليومية أن هذه الفرقة قد تلقت معلوماتها من طريق الاختلاط بالإسرائيليين في المنطقة المصرح فيها بدخولهم إلى الأراضي المصرية بدون جوازات إلى جوار طابا

الأفكار والمعتقدات
تغليب الممارسات الجنسية والرقص بطريقة عبدة الشيطان ، والحوار بين الجماعات الاسرائيلية المكلفة بنشر هذه العبادة والشباب الموسر في مصر ، وهم الذين يعدهم لتولي قيادة الإقتصاد والسياسة المصرية بعدهم ، وثبت أن الموساد الإسرائيلي يستهدف الشباب المصري بهذه التقليعات والبدع لإفساده ، طالما أن هذا الشباب يمثل 75 % من الطاقة العاملة المصرية . وعبادتهم للشيطان – كما ذكر هؤلاء الشباب لأساتذة الأزهر الذين ناقشوهم – إنما لأنه رمز للقوة والإصرار ، ولكل ما هو لذيذ وينبغي اقتناؤه وحيازته . وفي الأسطورة الدينية في اليهودية والإسلام والمسيحية – كما ذكروا – يلعب الشيطان الدور الحضاري الكبر ، فهو الذي عرف آدم وحواء شجرة الخلود أو المعرفة ، والمعرفة خلود ، وبسببه خرج آدم وحواء إلى الحياة ليتناسلا وينجبا الذكور والإناث ، ويتكاثروا ، ويفعلوا ، ويرتقوا ، ويعرفوا ، والقانون الحاكم هو قيم الأقوى ، والأقوى هو الأصلح . ولم تكن أخلاقيات التوراة والإنجيل والقرآن إلا لتكريس الضعف وحماية الضعفاء . وهؤلاء الأولاد يريدون القوة ، وان يشكلوا النظام التربوي من جديد ، ويعيدوا النظر في أهداف التعليم ، ويقيموا العلاقات بين الناس وفق مذهب اللذة والمنفعة ، ويقننوا للحرب التي هدفها الأستعلاء والأستكبار وسيادة الجنس الأقوى ، والفرد الأقوى . وهم ضد المساواة ، فالكون ليست فيه مساواة فكيف تكون المساواة هدفاً وهي ضد طبيعة الأمور ؟ وضد الخير ، لأن الخير تكريس للعجز ، ووسيلة بقاء للمتسولين والأغبياء والكسالى وقليلي الحيلة وبغاث الناس . والمعلمون لهذه الفرقة يزعمون أن لجوئهم للموسيقى والرقص ليس إلا لخلق المناسبة والمناخ النفسي الذي يمكن به اكتشاف الأقوياء من أصحاب الطموح والخيال والحس المتفرد والذكاء النادر . وموسيقى البلاك ميتاليك من شأنها إزكاء هذه المزايا والخصال عند أصحاب المزاج النادر ، وإلا فهؤلاء الجماعة ليسوا نادياً ليلياً أو مضحكة يلهو بها الضاحكون ، وغنما هم مجتمع رسالة ، هدفهم تحصيل البديل للدافع الديني المعاصر ، بأن تكون لهم القوة الشيطانية ، والقدرات الشيطانية ، والذكاء الشيطاني . وللجماعة كتابهم الديني وهو كتاب ( الشيطان ) من تأليف الأمريكي اليهودي المدعو ليفي ، يعنى اللاوي والمؤسس لكنيسة الشيطان بسان فرانسيسكو من أعمال الولايات المتحدة ، وواضح من اقوال معلمي الجماعة الذين ناقشهم علماء الزهر أنهم يعتبرون عبادة الشيطان هي الموضة الجديدة، أو صرعة التسعينات ، مثلما كانت الوجودية صرعة الخمسينات ، والهيبيز صرعة السبعينات . وللجماعة مراتب ، فبعضهم أمير وبعضهم مجرد منتمٍ وبعضهم أمير مجموعة ، وبعضهم له اسم الشر ، وبعضهم يطلقون عليه اسم الشر الأعظم . وتمارس الجماعة إثر كل جلسة استماع لموسيقى الشيطان الجنس الجماعي ، فعندما يحمى الوجد يتعاطون المخدرات ، ويتعرون ، وعندئذ يشتد بهم الرقص ، ويستبيحون الأعراض ، ويمارسون الجنس المشاعي واللواط ، وقد يجتمع الشابان على شابة واحدة ، ويختلط الحابل بالنابل . ويؤكد معلمو الجماعة أن عبدة الشيطان ليسوا من الخاملين ، فهم موهوبون ومبدعون ، وليسوا منحرفين ، ولكنهم يمارسون الحياة من غير قيود الأخلاقيين ، فالأخلاقيون أفسدوا الحياة وآن أوان التخلص من الأخلاق ، لأنها عنصر تعويق وليست عامل دفع وترقية ، وللجماعة وصاياها المناقضة للوصايا العشر في التوراة ، ولوصايا القرآن وهي أطلق العنان لأهوائك وانغمس في اللذة ، واتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك ويجعل وجودك وجوداً حيوياً ، والشيطان يمثل الحكمة والحيوية غير المشوهة ، والتي لا خداع فيها للنفس ، ولا أفكار فيها زائفة سرابية الهدف ، فأفكار الشيطان محسوسة ملموسة ومشاهدة ، ولها مذاق ، وتفعل في النفس والجسم فعل الترياق ، والعمل بها فيه الشفاء لكل أمراض النفس والوقاية منها . ولا ينبغي أن تتورط في الحب ، فالحب ضعف وتخاذل وتهافت ، فأزهق الحب في نفسك لتكون كاملاً ، وليظهر انك لست في حاجة لأحد وأن سعادتك من ذاتك لا يعطيها لك أحد ، وليس لأحد أن يمن بها عليك . وفي الحجب يكون التفريط في حقوقك فلا تحب ، وانتزع حقوقك من الآخرين ، ومن يضربك على خدك فاضربه بجميع يديك على جسمه كله ، ولا تحب جارك وإنما عامله كأحد الناس العاديين ، ولا تتزوج ، ولا تنجب ، فتتخلص من أن تكون وسيلة بيولوجية للحياة وللاستمرار فيها ، وتكون لنفسك فقط ، وجماعة الشيطان يرتدون الثياب السوداء ، ويطلقون شعورهم ، ويرسمون وشم الصليب المعقوف على صدورهم وأذرعهم ، أو نجمة داود ، ومن تقاليدهم القداس الأسود ، يتعرى فيه كاهنهم باعتباره الشيطان ، وتتعرى أمامه فتاة وتلمس أعضاءه الجنسية وتنتهي الملامسات بالغناء والرقص والجنس الجماعي

بعض الآراء
ومن رأي المفكر الإسلامي الدكتور عبد العظيم المطعني أن الشباب المسلم مستهدف ، والمدرسة لم تعد تهتم بالتعليم الديني . ولا ينبغي ان ننسى بروتوكولات حكماء صهيون التي تركز في مخططها لضرب الأمة على الشباب لتدميره ، ويضيف المطعني أن إسرائيل تريد تخريب شبابنا والقضاء على قيمنا . وتأثير إسرائيل جاءنا من منفذ طابا حيث يأتي عبد الشيطان بتخطيط من المخابرات الإسرائيلية لغواية أولادنا بالجنس والموسيقى وبهرج الحضارة . وعبد الشيطان في مصر يستمدون أفكارهم بالإضافة إلى ذلك من كتاب الإنجيل الأسود المطبوع في إسرائيل خصيصاً لبلاد الإسلام ، وكانت أول مجموعة تم القبض عليها من المترددين على منفذ طابا ، ويرد الدكتور مصطفى الشكعة حركة عبدة الشيطان إلى شكلية تدريس الدين في المدارس الإسلامية ، ويزيد ذلك دراسة طلبة الجامعات لمواد تدعو إلى الغربة الدينية ، ولذلك يتخرج الكثيرون وقد تعروا من كل ثوب ديني . ويرسخ التلفزيون المصري الكفر بالدين وينبه إلى الرموز السيئة في المجتمع ويجعل منها قدوة . ويقول الدكتور عبد البديع عبد العزيز إن قضية مثل عبد الشيطان لا تنشأ في مجتمع جاد تميز بالقيم الدينية ، ولكنها تظهر في طبقة المترفين ذوى الخواء الفكري والضحالة الدينية ، فعلى الرغم من الوفرة المادية وملذاتها الحسية نجد الشباب متخلفاً روحياً ، يبحثون عن أي معبود ، من دون الله ، وقد ثبت الآن أن الإيمان فطري ، وان الشباب في حاجة للإيمان ، وقد تهيأت لشبابنا الأفكار الشيطانية دون غرها فصاروا شيطانيين . ويقول الدكتور عادل الأشول إن هذه الدعوى لم تجد صدى إلا عند الشباب في سن المراهقة ، ومعروف ان مرحلة المراهقة بمثابة ميلاد جديد ، وفترة تمرد وعصيان ، وتكوين هوية ، ووسائل الإعلام عليها العبء الأكبر في التأثير على أبنائنا في سن المراهقة ، ويقول الدكتور حمدي زقزوق إن ظاهرة عبدة الشيطان سببها الترف والفراغ الفكري والديني ، والتقليد الأعمى ، ويقول الدكتور أحمد زايد إن عبد الشيطان إحدى صور الانحراف ، أفرزتها موضة الثقافة الاستهلاكية ، وكان ظهورها بين أبناء الطبقة المترفة الذين هم أكثر انفتاحاً على نمط الثقافة الاستهلاكية . ويقول الدكتور عطية القوصي إن هذه الحركات ظهر مثلها في العصر العباسي الأول ، ولوحظ ارتباطها منذ البداية بالمجوسية والزردشتية ، وتمثلت في حركة المقنعة والخرمية ، وتبنت أفكار الزندقة التي راجت آنذاك على يد الفرس ، ابتداءً من حكم أبي جعفر المنصور حتى عصر الخليفة المأمون وهي حركات هدامة ، قصد بها الفرس هدم الدين الإسلامي وتقويض المجتمع ، ولكنها دعت إلى أن ينغمس الناس في الملذات والشهوات بلا ضابط ، وإسقاط الفرائض ، وعبدة الشيطان حركة كغيرها من الحركات الإلحادية في الإسلام ، ومثيلتها قديماً حركة الصابئة ، وهم عبدة الشيطان في منطقة حران بشمال العراق ، ولما زارهم الخليفة المأمون وجدهم قد أطالوا لحاهم وشعورهم وأظافرهم ، وكان هؤلاء أول إعلان لعبدة الشيطان في التاريخ سنه 170 ه‍ .وقد نبهت وسائل الإعلام إلى بعض غرائب هذه الجماعة في مصر ، منها مسألة نبش القبور السابق ذكرها ، وعادة ما يذهبون نهاراً إلى المقابر خاصة مقابر الكومنولث بمصر الجديدة ويقومون بالنبش والبحث عن جثث الموتى ، ويتراقص كبيرهم فوق الجثة التي يعثرون عليها ، وغالباً ما يفضلون الجثث حديثة الوفاة ، ويذبحون القطط باعتبارنفوسها من الشيطان كما في الفولكلور المصري ، ويشربون من دمائها ويلطخون أجسادهم ووجوههم بها ، ثم يذهبون إلى الصحراء ليعيشوا فيها أياما لا يضيئون شمعة وإنما يحيون في الظلام ، وعلامتهم بينهم رفع إصبعين رمز الشيطان ، وتلك الإشارة هي السلام فيما بينهم .وقيل في تبرير نبش القبور والمبيت في الجبانات إنه لتقسية قلوبهم ، ولمعاينة العدم والشعور به محسوساً ، والتدريب على ممارسة القتل دون أن تطرف لهم عين . وقيل عن تلطيخ اليدين والجسم بالدم إنه ليكون العضو دموياً عنيفاً لا يخشى الموت ، ولا يرهب القتل ، ويتأبى على الخضوع لأحد ، ويزيد إحساسه بالقوة ومن علامات الإناث عابدات الشيطان طلاء الأظافر والشفاه باللون الأسود ، وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوش الشيطان والمقابر والموت ، والتزين بالحلي الفضية ذات الأشكال غير المألوفة التي تعبر عن أفكارهم ، مثل الجماجم ورؤوس الكباش ويخزن شرائط كاسيت مسجلاً عليها أغان فيها ازدراء للدين

ولما قبض على أفراد عبدة الشيطان كشفت التحقيقات أن هدفهم اعتناق الفكر المنحرف ، والترويج له ، والدعوة إلى عدم الإيمان بالله ، وإنكار الذات الألهية ، وتقديس الشيطان باعتباره القوة العظمى التي تحرك الحياة والبشر ، وأثبتت التحقيقات أن منظمات وهيئات خارجية تخطط لنشر الفكر المنحرف بهدف اختراق الشباب المصري وإفساده .
ومن قيادات الجماعة المدعو خالد مدني عن خلية مصر الجديدة ، وهو الذي دبر الحفل الراقص في قصر البارون إمبان والذي لطخ أفراد الجماعة جدرانه بدماء القطط والكلاب والدجاج باعتباره قصراً مهجوراً تسكنه العفاريت ، وأكدت التحقيقات أن أفراد الجماعة يبلغ في مصر ألفي عضواً منهم مذيعات وأبناء فنانين وموسيقيين كبار ، وتبين أن هناك محلات متخصصة في ملابس عبدة الشيطان وفي موسيقاهم ، واندية خاصة ومطاعم تستقبلهم وتتخصص لهم .
والحق أن وجود هذه الجماعة لا يبشر إلا بالشر ، فأمثالهم في بلجيكا اغتصبوا الأطفال وقتلوهم أمام الناس كقرابين لاسترضاء الشيطان ، وقد شهدت حفلاتهم بعض الشخصيات المهمة في المجتمع البلجيكي ، ومنهم مبعوث سابق لمنظمة الوحدة الأوروبية وبعض القضاة .
ويقول فهمي هويدي إن أسباب سقوط الشباب المصري المسلم منها : غياب المشروع الوطني الذي يستثير حماس الشباب ، والفراغ الشديد الذي يعانون منه ، والجدب السياسي ، وانعدام النشاط الطلابي والتربية في المدارس ، وتدهور الثقافة الدينية ، وتغيير منظومة القيم في المجتمع ، وصدارة قيم الوجاهة والفهلوة والثراء والكسب السريع ، واشتداد حملة التغريب ، والإصرار على هتك الهوية واقتلاع الجذور والإنقطاع عن الأصول ، وتخبط الخطاب الإعلامي ، واجتراء البعض على المقدس ، والتركيز على الأمن السياسي دون الأمن الإجتماعي ، وتأثيرات الوجه السلبي لثورة الاتصال .
وفي رأي الدكتور عبد الوهاب المسيرس أن إبليس في عبادة الشيطان ليس كائن له قرون وذيل ، وإنما هو يتمثل في فكرة إنكار الحدود وإعلان الذات والإرادة ، وهي فكرة محورية في الحداثة الغربية ظهرت في الرؤية الداروينية الاجتماعية ، والفلسفة النيتشوية التي تهاجم العطف والمحبة والعدل والمساواة باعتبارها أخلاق الضعفاء ، والعالم في منظورها ليس سوى خلية صراع لا يوجد فيه عدل او ظلم ، وإنما فقط قوة وضعف ، ونصر وهزيمة ، والبقاء ليس للأفضل ، وإنما للأصلح من منظور مادي أي للأقوى ، وإذاً فهناك مطلق واحد هو إرادة الإنسان البطل القوي المنتصر : الإنسان المتأله ، أي الشيطان بالمعنى الفلسفي ، وعبادة الشيطان من انماط الغنوص أو العرفان الفلسفي الذي يعجب الذين يعانون الفراغ الروحي والفلسفي والنفسي ، والعبادة الإبليسية هي عبادة ذات ، وهي قبول النسبي والغوص فيه دون بحث عن ثوابت ، وهي ميتافيزيقا كاملة ولكنها متجسمة في المادة داخل الطبيعة والزمان ، فهي عبادة لشيء حقيقي ملموس وهذا هو جوهر العبادات الجديدة التي تجعل الإله مادياً يمكن الإمساك به ، ومن ثم فهي وثنية جديدة كما أن الإيمان هنا لا يحمل الإنسان أية أعباء أخلاقية فهو لا يضطر لكبح جماع ذاته ، وإنما يطلب منه أن يطلق لها العنان ، ولذلك فليس غريباً أن تأخذ هذه العبادة شكل ممارسات جنسية ، فهي تعبير عن تمجيد الذات ، وتعظيم اللذة ، ورفض المعايير الاجتماعية ، كما أنها تعبير عن فلسفة القوة والإرادة وهي القيم السائدة حالياً . ولعل أجمل تسمية لهذه الديانة هو الاسم الذي أذاعه فهمي هويدي : الديانة الإبليسية ويذكر ان من إرهاصاتها في بلادنا العربية والإسلامية محاضرة الدكتور صادق جلال العظم السوري لسنة 1996 باسم مأساة إبليس دعا فيها إلى رد الإعتبار لإبليس ، والكف عن كيل السباب له والتعوذ منه ، والعفو عنه وطلب الصفح له ، وتوصية الناس به خيراً ، وهي المحاضرة التي ساقته إلى المحاكمة وضمنها من بعد كتابه نقد الفكر الديني
ومن القيادات الرئيسية في الجماعة طارق حسن وهو طالب جامعي وصاحب فرقة موسيقية تقيم الحفلات الصاخبة ، ويفسر اتخاذ الصليب المقلوب رمزاً للجماعة أنه يعني اتخاذ عكس طريق الأديان ، والإسلام ليس له نقيض ، على عكس المسيحية ، ولذلك اتخذوا الصليب المقلوب رمزاً لهم . ومتهمة أخرى اسمها أنجى ، وأخوها اسمه أشرف ، ومتهم اسمه تامر علاء . وآخر اسمه هاني برهان ، اعترفوا بأن جذور اعتناق الشباب المصري لهذه الأفكار من خلال مجموعة من الإسرائيليين عبر منفذ طابا عن طريق استدراجهم بالجنس والمخدرات والخمور .
وذكر المفتي الدكتور نصر فريد أن عبد الشيطان مرتدون عن الدين ، ونظراً لحداثة سنهم يجب استتابتهم فإن رجعوا عن أفكارهم الفاسدة يمكن العفو عنهم ، وإن أصروا على الانحراف ينفذ فيهم حكم الشرع .
ولقد أطلقت النيابة سراح الجميع بعد ذلك ، وتوقفت الحملة في الصحف وكأن لم تكن ، ولم يعد أحد إلى الموضوع بعد ذلك ، ولم يعرف الناس شيئاً عما تم بشأن هذه الجماعة التي أدانوها جميعاً

لاحول ولاقوة الا بالله

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:29 PM
الدروز ::

التعريف
هي فرقة باطنية تؤلِّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ، أخذت جل عقائدها من الإسماعيلية، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي، نشأت في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام، عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها، فلا تنشرها على الناس، ولا تعلمها لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين

أهم العقائد
· الناس في الدرزية على درجات ثلاث :
- العقل : وهم طبقة رجال الدين الدارسين له والحفاظ عليه . وهم ثلاثة أقسام : رؤساء أو عقلاء أو أجاويد ، ويسمى رئيسهم شيخ العقل
- الأجاويد : وهم الذين اطلعوا على تعاليم الدين والتزموا بها
- الجهال : وهم عامة الناس
يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله ولما مات قالوا بغيبته وانه سيرجع
· ينكرون الأنبياء والرسل جميعاً ويلقبونهم بالأبالسة
· يعتقدون بان المسيح هو داعيتهم حمزة
· يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى والمسلمين منهم بخاصة ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة
· يعتقدون بأن ديانتهم نسخت كل ما قبلها وينكرون جميع أحكام وعبادات الإسلام وأصوله كلها
· حج بعض كبار مفكريهم المعاصرين إلى الهند متظاهرين بأن عقيدتهم نابعة من حكمة الهند
· ولا يكون الإنسان درزياً إلا إذا كتب أو تلى الميثاق الخاص
· يقولون بتناسخ الأرواح وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسد أسعد أو أشقى
· ينكرون الجنة والنار والثواب والعقاب الأخرويين .
· ينكرون القرآن الكريم ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي ولهم مصحف خاص بهم يسمى المنفرد بذاته
· يرجعون عقائدهم إلى عصور متقدمة جداً ويفتخرون بالإنتساب إلى الفرعونية القديمة وإلى حكماء الهند القدامى
· يبدأ التاريخ عندهم من سنة 408هـ‍ وهي السنة التي أعلن فيها حمزة ألوهية الحاكم .
· يعتقدون أن القيامة هي رجوع الحاكم الذي سيقودهم إلى هدم الكعبة وسحق المسلمين والنصارى في جميع أنحاء الأرض وأنهم سيحكمون العالم إلى الأبد ويفرضون الجزية والذل على المسلمين
· يعتقدون أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء
· يحرمون التزاوج مع غيرهم والصدقة عليهم ومساعدتهم كما يمنعون التعدد وإرجاع المطلقة
· يحرمون البنات من الميراث
· لا يعترفون بحرمة الأخت والأخ من الرضاعة
· لا يقبل الدروز أحداً في دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه
· ينقسم المجتمع الدرزي المعاصر – كما هو الحال سابقاً – من الناحية الدينية إلى قسمين :
_ الروحانيين : بيدهم أسرار الطائفة وينقسمون إلى : رؤساء وعقلاء واجاويد
_ الجثمانيين : الذين يعتنون بالأمور الدنيوية وهم قسمان : أمراء وجهال
· أما من الناحية الإجتماعية فلا يعترفون بالسلطات القائمة إنما يحكمهم شيخ العقل ونوابه وفق نظام الإقطاع الديني
· يعتقدون ما يعتقده الفلاسفة من ان إلههم خلق العقل الكلي وبواسطته وجدت النفس الكلية وعنها تفرعت المخلوقات
· يقولون في الصحابة أقوالاً منكرة منها قولهم : الفحشاء والمنكر هما ( أبو بكر وعمر ) رضي الله عنهما
· التستر والكتمان من أصول معتقداتهم فهي ليست من باب التقية إنما هي مشروعة في أصول دينهم
· مناطقهم خالية من المساجد ويستعيضون عنها بخلوات يجتمعون فيها ولا يسمحون لأحد بدخولها
· لا يصومون في رمضان ولا يحجون إلى بيت الله الحرام ، وإنما يحجون إلى خلوة البياضة في بلدة حاصبية في لبنان ولا يزورون مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم يزورون الكنيسة المريمية في قرية معلولا بمحافظة دمشق
· لا يتلقى الدرزي عقيدته ولا يبوحون بها إليه ولا يكون مكلفاً بتعاليمها إلا إذا بلغ سن الأربعين وهو سن العقل لديهم
· يصنف الدروز ضمن الفرق الباطنية لإيمانها بالتقية والقول بالباطن وبسرية العقائد
· تؤمن بالتناسخ بمعنى أن الإنسان إذا مات فإن روحه تتقمص إنساناً آخر يولد بعد موت الأول ، فإذا مات الثاني تقمصت روحه إنساناً ثالثاً وهكذا في مراحل متتابعة للفرد الواحد
· للأعداد خمسة وسبعة مكانة خاصة في العقيدة الدرزية

الجذور العقائديه
تأثروا بالباطنية عموماً وخاصة الباطنية اليونانية متمثلة في أرسطو وأفلاطون وأتباع فيثاغورس واعتبرهم أسيادهم الروحانيين
· أخذوا جُل معتقداتهم عن الطائفة الإسماعيلية
· تأثروا بالدهريين في قولهم بالحياة الأبدية
· وقد تأثروا بالبوذية في كثير من الأفكار والمعتقدات ، كما تأثروا ببعض فلسفة الفرس والهند والفراعنة القدامى

من كتب الدروز
لهم رسائل مقدسة تسمى رسائل الحكمة وعددها 111 رسالة وهي من تأليف حمزة وبهاء الدين والتميمي
_ لهم مصحف يسمى المنفرد بذاته
_ كتاب النقاط والدوائر وينسب إلى حمزة بن علي ويذهب بعض المؤرخين في نسبته إلى عبد الغفار تقي الدين البعقلي الذي قتل سنة 900 هـ‍
_ ميثاق ولي الزمان : كتبه حمزة بن علي ، وهو الذي يؤخذ على الدرزي حين يعرف بعقيدته
_ النقض الخفي : وهو الذي نقض فيه حمزة الشرائع كلها وخاصة أركان الإسلام الخمسة
_ أضواء على مسلك التوحيد : د. سامي مكارم

أماكن الأنتشار
يعيش الدروز اليوم في لبنان وسوريا وفلسطين .
·غالبيتهم العظمى في لبنان ونسبة كبيرة من الموجودين منهم في فلسطين المحتلة قد أخذوا الجنسية الإسرائلية وبعضهم يعمل في الجيش الإسرائيلي .
·توجد لهم رابطة في البرازيل ورابطة في استراليا وغيرهما .
·نفوذهم في لبنان الآن قوي جداً تحت زعامة وليد جنبلاط ويمثلهم الحزب الإشتراكي التقدمي ولهم دور كبير في الحرب اللبنانية وعداوتهم للمسلمين لا تخفى على أحد .
·ويبلغ عدد المنتمين إليها حوالي 250 ألف نسمة موزعين بين سوريا 121 ألفاً ، ولبنان 90 ألفاً والباقي في فلسطين وبعض دول المهجر

أبرز الشخصيات
·محور العقدية الدرزية هو الخليفة الفاطمي : أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي الملقب بالحاكم بأمر الله ولد سنة 375هـ‍ وقتل سنة 411هـ‍، كان شاذاً في فكره وسلوكه وتصرفاته، شديد القسوة والتناقض والحقد على الناس، أكثر من القتل والتعذيب دون أسباب تدعو إلى ذلك .
·المؤسس الفعلي لهذه العقيدة هو : حمزة بن علي بن محمد الزوزني وهو الذي أعلن سنة 408ـه‍ أن روح الإله قد حلت في الحاكم ودعا إلى ذلك وألف كتب العقائد الدرزية .
·محمد بن إسماعيل الدرزي : المعروف بنشتكين، كان مع حمزة في تأسيس عقائد الدروز إلا أنه تسرع في إعلان ألوهية الحاكم سنة 407 هـ‍ مما أغضب حمزة عليه وأثار الناس ضده حيث فر إلى الشام وهناك دعا إلى مذهبه وظهرت الفرقة الدرزية التي ارتبطت باسمه على الرغم من أنهم يلعنونه لأنه خرج عن تعاليم حمزة الذي دبر لقتله سنة 411 هـ .
·الحسين بن حيدرة الفرغاني المعروف بالأخرم أو الأجدع : وهو المبشر بدعوة حمزة بين الناس .
·بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المعروف بالضيف :كان له أكبر الأثر في انتشار المذهب وقت غياب حمزة سنة 411هـ‍ . وقد ألف كثيراً من نشراتهم مثل : رسالة التنبيه والتأنيب والتوبيخ ورسالة التعنيف والتهجين وغيرها . وهو الذي أغلق باب الإجتهاد في المذهب حرصاً على بقاء الأصول التي وضعها هو وحمزة والتميمي .
·أبو إبراهيم إسماعيل بن حامد التميمي : صهر حمزة وساعده الأيمن في الدعوة وهو الذي يليه في المرتبة .
·ومن الزعماء المعاصرين لهذه الفرقة :
1-كمال جنبلاط : زعيم سياسي لبناني أسس الحزب التقدمي الأشتراكي وقتل سنة 1977م.
2-وليد جنبلاط : وهو زعيمهم الحالي وخليفة والده في زعامة الدروز وقيادة الحزب .
3-د. نجيب العسراوي : رئيس الرابطة الدرزية بالبرازيل .
4-عدنان بشير رشيد : رئيس الرابطة الدرزية في استراليا .
5-سامي مكارم : الذي ساهم مع كمال جنبلاط في عدة تآليف في الدفاع عن الدروز


يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:31 PM
العلويون- النصيريون
التعريف
النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة ، أصحابها يعدون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهياً في علي وألهوه به ، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه وهم مع كل غاز لأرض المسلمين ، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً وتغطية لحقيقتهم الرافضية والباطنية

أبرز الشخصيات
مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270ه‍ ) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي( العاشر ) والحسن العسكري ( الحادي عشر ) ومحمد المهدي (الموهوم ) (الثاني عشر) .
_ زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري ، وأنه وارث علمه ، والحجة والمرجع للشيعة من بعده ، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي .
_ ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية .
· خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب .
· ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه‍ من جنبلا بفارس ، وكنيته العابد والزاهد والفارسي ، سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته إلى الخصيبي .
· حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبسي : المولود سنة 260 ه‍ مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا ، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري .
_ وقد توفي في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول .
· انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها .
· انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ 427 ه‍ .
· اشتدت هجمات الكراد والتراك عليهم مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري 583 _ 638ه‍ ومداهمة المنطقة مرتين ، فشل في حملته الولى ونجح في الثانية حيث أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية .
· ظهر فيهم عصمة الدولة حاتم الطوبان حوالي 700ه‍ 1300م وهو كاتب الرسالة القبرصية .
· وظهر حسن عجرد من منطقة أعنا ، وقد توفي في اللاذقية سنة 836 / 1432م .
· نجد بعد ذلك رؤساء تجمعات نصيرية كتلك التي أنشأها الشاعر القمري محمد بن يونس كلاذي 1011ه‍/1602م قرب أنطاكية ، وعلي الماخوس وناصر نصيفي ويوسف عبيدي .
· سليمان أفندي الأذني : ولد في أنطاكية سنة 1250 ه‍ وتلقى تعاليم الطائفة لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار هذه الطائفة ، استدرجه النصيريون بعد ذلك وطمأنوه فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية .
· عرفوا تاريخيا باسم النصيرية ، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب سياسي في سوريا باسم ( الكتلة الوطنية ) أراد الحزب أن يقرب النصيرية إليه ليكسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين وصادف هذا هوى في نفوسهم وهم يحرصون عليه الآن . هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم ( دولة العلويين ) وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920 إلى سنة 1936 م .
· محمد أمين غالب الطويل : شخصية نصيرية ، كان أحد قادتهم أيام الإحتلال الفرنسي لسوريا ، ألف كتاب تاريخ العلويين يتحدث فيه عن جذور هذه الفرقة .
· سليمان المرشد : كان راعي بقر ، لكن الفرنسيين احتضنوه وأعانوه على ادعاء الربوبية ، كما اتخذ له رسولا ( سليمان الميده ) وهو راعي غنم ، ولقد قضت عليه حكومة الإستقلال وأعدمته شنقاً عام 1946 م .
جاء بعده ابنه مجيب ، وادعى الألوهية ، لكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية آنذاك سنة 1951 م ، وما تزال فرقة ( المواخسة ) النصيرية يذكرون اسمه على ذبائحهم .
· ويقال بأن الأبن الثاني لسليمان المرشد اسمه ( مغيث ) وقد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه . واستطاع العلويون ( النصيريون ) أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سنية ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين بحركته الثورية في 12 مارس 1971 م وتولى الحكم العلويين رئاسة الجمهورية

أهم العقائد
جعل النصيرية علياً إلها، وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص .
· لم يكن ظهور ( الإله علي ) في صورة الناسوت إلا إيناساً لخلقه وعبيده .
· يحبون ( عبد الرحمن بن ملجم ) قاتل الإمام علي ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه .
· يعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك أبا الحسن ، ويقولون إن الرعد صوته والبرق سوطه
· يعتقدون أن علياً خلق محمد صلى الله عليه وسلم وان محمداً خلق سلمان الفارسي وان سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة الذين هم :
_ المقداد بن الأسود ويعدونه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود .
_ أبو ذر الغفاري : الموكل بدوران الكواكب والنجوم .
_ عبد الله بن رواحة : الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر .
_ عثمان بن مظعون : الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان .
_ قنبر بن كادان : الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام .
· لهم ليلة يختلط فيهم الحابل بالنابل كشأن بعض الفرق الباطنية .
· يعظمون الخمرة ، ويحتسونها ، ويعظمون شجرة العنب لذلك ، ويستفظعون قلعها او قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمونها( النور ) .
· يصلون في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود وإن كان فيها نوع من ركوع أحيانا. ً
_ لايصلون الجمعة ولا يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع جنابة قبل أداء الصلاة .
_ ليس لهم مساجد عامة ، بل يصلون في بيوتهم ، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات .
· لهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى من مثل :
_ قداس الطيب لك أخ حبيب .
_ قداس البخور في روح ما يدور في محل الفرح والسرور .
_ قداس الأذان وبالله المستعان .
· لا يعترفون بالحج ، ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام !! .
· لا يعترفون بالزكاة الشرعية المعروفة لدينا – نحن المسلمين – وإنما يدفعون ضريبة إلى مشايخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون .
· الصيام لديهم هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان .
· يبغضون الصحابة بغضاً شديداً ، ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .
· يزعمون بأن للعقيدة باطنا وظاهراً وانهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار، ومن ذلك :
_ الجنابة : هي موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني ._ الطهارة : هي معاداة الأضداد ومعرفة العلم الباطني .
_ الصيام : هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة .
_ الزكاة : يرمز لها بشخصية سلمان .
_ الجهاد : هو صب اللعنات على الخصوم وفُشاة الأسرار .
_ الولاية : هي الإخلاص للأسرة النصيرية وكراهية خصومها .
_ الشهادة : هي أن تشير إلى صيغة ( ع . م . س ) .
_ القرآن : هو مدخل لتعليم الإخلاص لعلي ، وقد قام سلمان (( تحت اسم جبريل )) بتعليم القرآن لمحمد .
_ الصلاة : عبارة عن خمس أسماء هي : علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة و( محسن ) هذا هو ( السر الخفي ) إذ يزعمون بأنه سقط طرحته فاطمة ، وذكر هذه الأسماء يجزئ عن الغسل والجنابة والوضوء .
· اتفق علماء المسلمين على أن هؤلاء النصيريين لا تجوز مناكحتهم ، ولا تباح ذبائحهم ، ولا يصلى على من مات منهم ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ولا يجوز استخدامهم في الثغور والحصون .
· يقول ابن تيمية : ( هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية – هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية – أكفر من اليهود والنصارى ، بل وأكفر من كثير من المشركين ، وضررهم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل التتار والفرنج وغيرهم.. وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين ، فهم مع النصارى على المسلمين ، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم .
· الأعياد : لهم أعياد كثيرة تدل على مجمل العقائد التي تشتمل عليها عقيدتهم ومن ذلك :
_ عيد النيروز : في اليوم الرابع من نيسان ، وهو أول أيام سنة الفرس .
_ عيد الغدير : وعيد الفراش وزيارة يوم عاشوراء في العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الحسين في كربلاء .
_ يوم المباهلة أو يوم الكساء :في التاسع من ربيع الأول ذكرى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران للمباهلة .
_ عيد الأضحى : ويكون لديهم في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة .
_ يحتفلون بأعياد النصارى كعيد الغطاس ، وعيد العنصرة ، وعيد القديسة بربارة ، وعيد الميلاد ، وعيد الصليب الذي يتخذونه تاريخاً لبدء الزراعة وقطف الثمار وبداية المعاملات التجارية وعقود الإيجار والأستئجار .
_ يحتفلون بيوم ( دلام ) وهو اليوم التاسع من ربيع الأول ويقصدون به مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فرحاً بمقتله وشماتة به .

الجذور الفكريه والعقائديه
استمدوا معتقداتهم من الوثنية القديمة وقدسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي .
· تأثروا بالأفلاطونية الحديثة ونقلوا عنهم نظرية الفيض النوراني على الأشياء .
· بنوا معتقداتهم على مذهب الفلاسفة المجوس .
· أخذوا عن النصرانية ، ونقلوا عن الغنوصية النصرانية ، وتمسكوا بما لديهم من التثليث والقداسات وإباحة الخمور .
· نقلوا فكرة التناسخ والحلول عن المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية .
· هم من غلاة الشيعة مما جعل فكرهم يتسم بكثير من المعتقدات الشيعية وبالذات تلك المعتقدات التي قالت بها الرافضة بعامة والسبئية (جماعة عبد الله بن سبأ اليهودي) بخاصة

الانتشار وأماكن النفوذ
يستوطن النصيريون منطقة جبال النصيريين في اللاذقية ، ولقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم .
· يوجد عدد كبير منهم أيضاً في غربي الأناضول ويعرفون باسم ( التختجية والحطابون ) فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم ( القزل باشيه )
· ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم البكتاشية .
· هناك عدد منهم في فارس وتركستان ويعرفون باسم ( العلي إلهية ) . وعدد منهم يعيشون في لبنان وفلسطين .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:33 PM
القاديانية الأحمدية ::

التعريف
القاديانية حركة نشأت سنة 1900 م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية ، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص ، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام ، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية

التأسيس وأبرز الشخصيات
كان مرزا غلام أحمد القادياني 1839-1908م أداة التنفيذ الأساسية لإيجاد القاديانية . وقد ولد في قرية قاديان من بنجاب في الهند عام 1839م ، وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن ، وهكذا نشأ غلام أحمد وفياً للاستعمار مطيعاً له في كل حال ، فاختير لدور المتنبئ حتى يلتف حوله المسلمون وينشغلوا به عن جهادهم للاستعمار الإنجليزي . وكان للحكومة البريطانية إحسانات كثيرة عليهم ، فأظهروا الولاء لها ، وكان غلام أحمد معروفاً عند أتباعه باختلال المزاج وكثرة الأمراض وإدمان المخدرات .
- وممن تصدى له ولدعوته الخبيثة ، الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتستري أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند ، حيث ناظره وأفحم حجته ، وكشف خبث طويته ، وكفر وانحراف نحلته . ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق ، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك المرزا غلام أحمد القادياني في عام 1908م مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً ، ومن أهم كتبه : إزالة الأوهام ، إعجاز أحمدي ، براهين أحمدية ، أنوار الإسلام ، إعجاز المسيح ، التبليغ ، تجليات إلهية .
· نور الدين : الخليفة الأول للقاديانية ، وضع الإنجليز تاج الخلافة على رأسه فتبعه المريدون . من مؤلفاته : فصل الخطاب .
· محمد علي وخوجه كمال الدين : أمير القاديانية اللاهورية ، وهما منظرا القاديانية وقد قدم الأول ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية ومن مؤلفاته : حقيقة الاختلاف ، النبوة في الإسلام ، والدين الإسلامي . أما الخوجه كمال الدين فله كتاب المثل الأعلى في الأنبياء وغيره من الكتب ، وجماعة لاهور هذه تنظر إلى غلام أحمد ميرزا على انه مجدد فحسب ، ولكنهما يعتبران حركة واحدة تستوعب الأولى ماضاقت به الثانية وبالعكس .
· محمد علي : أمير القاديانية اللاهورية ، وهو منظر القاديانية وجاسوس الاستعمار والقائم على المجلة الناطقة باسم القاديانية ، قدم ترجمة محرفة للقرآن الكريم إلى الإنجليزية . من مؤلفاته : حقيقة الاختلاف ، النبوة في الإسلام على ما تقدم .
· محمد صادق : مفتي القاديانية ، من مؤلفاته : خاتم النبيين .
· بشير احمد بن الغلام : من مؤلفاته سيرة المهدي ، كلمة الفصل
· محمود أحمد بن الغلام وخليفته الثاني : من مؤلفاته أنوار الخلافة ، تحفة الملوك ، حقيقة النبوة .
· كان لتعيين ظفر الله خان القادياني كأول وزير للخارجية الباكستانية أثر كبير في دعم هذه الفرقة الضالة حيث خصص لها بقعة كبيرة في إقليم بنجاب لتكون مركزاً عالمياً لهذه الطائفة وسموها ربوة استعارة من نص الآية القرآنية (( وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين )) .[سورة المؤمنون ،الآية50]

أهم العقائد
· بدأ غلام أحمد نشاطه كداعية إسلامي حتى يلتف حوله الأنصار ثم ادعى أنه مجدد وملهم من الله ثم تدرج خطوة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ثم ادعى النبوة وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
· يعتقد القاديانيون أن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ ويجامع – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - .
· يعتقد القادياني بأن الهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !!! .
· تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية ، والله يرسل الرسول حسب الضرورة ، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً .
· يعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحى إليه ، وأن إلهاماته كالقرآن .
· يقولون لاقرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام ) ، ولاحديث إلا مايكون في ضوء تعليماته ، ولانبي إلا تحت سيادة غلام أحمد .
· يعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم .
· يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة.
· يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم .
· نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأن حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن !!! .
· كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية : كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر .
· يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات

الجذور العقائديه
كانت حركة سير سيد أحمد خان التغريبية قد مهدت لظهور القاديانية بما بثته من الأفكار المنحرفة.
· استغل الإنجليز هذه الظروف فصنعوا الحركة القاديانية واختاروا لها رجلاً من أسرة عريقة في العمالة .
· في عام 1953م قامت ثورة شعبية في باكستان طالبت بإقالة ظفر اله خان وزير الخارجية حينئذ واعتبار الطائفة القاديانية أقلية غير مسلمة ، وقد استشهد فيها حوالي العشرة آلاف من المسلمين ونجحوا في إقالة الوزير القادياني .
· وفي شهر ربيع الأول 1394ه‍ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم ، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام ، وطالب المسلمون بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .
· قام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة زعيم الطائفة مرزا ناصر أحمد والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة ، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة

من الأسباب التي تدعوا لتكفير الميرزا غلام أحمد
- ادعاؤه النبوة .
- نسخه فريضة الجهاد خدمة للاستعمار .
- إلغاؤه الحج إلى مكة وتحويله إلى قاديان .
- تشبيهه الله تعالى بالبشر .
- إيمانه بعقيدة التناسخ والحلول .
- نسبته الولد إلى الله تعالى وادعاؤه أنه ابن الإله .
- إنكاره ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وفتح بابها لكل من هب ودب .
· للقاديانية علاقات وطيدة مع إسرائيل وقد فتحت لهم إسرائيل المراكز والمدارس ومكنتهم من إصدار مجلة تنطق باسمهم وطبع الكتب والنشرات لتوزيعها في العالم .
· تأثرهم بالمسيحية واليهودية والحركات الباطنية واضح في عقائدهم وسلوكهم رغم ادعائهم الإسلام ظاهرياً

أماكن الانتشار
معظم القاديانيين يعيشون الآن في الهند وباكستان وقليل منهم في إسرائيل والعالم العربي ويسعون بمساعدة الاستعمار للحصول على المراكز الحساسة في كل بلد يستقرون فيه .
· وللقاديانيين نشاط كبير في أفريقيا ، وفي بعض الدول الغربية ، ولهم في أفريقيا وحدها مايزيد عن خمسة آلاف مرشد وداعية متفرغين لدعوة الناس إلى القاديانية ، ونشاطهم الواسع يؤكد دعم الجهات الاستعمارية لهم .
· هذا وتحتضن الحكومة الإنجليزية هذا المذهب وتسهل لأتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية في إدارة الشركات والمفوضيات وتتخذ منهم ضباطاً من رتب عالية في مخابراتها السرية .
· نشط القاديانيون في الدعوة إلى مذهبهم بكافة الوسائل ، وخصوصاً الثقافية منها حيث أنهم مثقفون ولديهم كثير من العلماء والمهندسين والأطباء . ويوجد في بريطانيا قناة فضائية باسم التلفزيون الإسلامي يديرها القاديانية .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:35 PM
الصــــابئة المندائيــــون
التعـــريــف:
الصابئة المندائية هي الطائفة الصابئة الوحيدة الباقية إلى اليوم والتي تعتبر "يحيى" عليه السلام نبياً لها، يقدّس أصحابها الكواكب والنجوم ويعظمونها، ويعتبر الاتجاه نحو نجم القطب الشمالي وكذلك التعميد في المياه الجارية من أهم معالم هذه الديانة التي يجيز أغلب فقهاء المسلمين أخذ الجزية من معتنقيها أسوة بالكتابيين من اليهود والنصارى.

التأسيــس وأبـــرز الشخصــيات:
- يدّعي الصابئة المندائيون بأن دينهم يرجع إلى عهد آدم عليه السلام.
- ينتسبون إلى سام بن نوح عليه السلام، فهم ساميون.
- يزعمون أن يحيى عليه السلام هو نبيهم الذي أرسل إليهم.
- كانوا يقيمون في القدس، وبعد الميلاد طردوا من فلسطين فهاجروا إلى مدينة حران فأثروا هناك بمن حولهم وتأثروا بعبدة الكواكب والنجوم من الصابئة الحرانيين.
- ومن حران هاجروا إلى موطنهم الحالي في جنوبي العراق وإيران وما يزالون فيه، حيث يعرفون بصابئة البطائح.
- منهم الكنزبرا الشيخ عبدالله بن الشيخ سام الذي كان مقيماً في بغداد سنة 1969م وهو الرئيس الروحي لهم، وقد كان في عام 1954م يسكن في دار واقعة بجوار السفارة البريطانية في الكرخ ببغداد.

الأفــكار والمعتقــدات:
أولاً: كتبهم:
لديهم عدد من الكتب المقدسة مكتوبة بلغة سامية قريبة من السريانية وهي:
الكنزاربّا: أي الكتاب العظيم ويعتقدون بأنه صحف آدم عليه السلام، فيه موضوعات كثيرة عن نظام تكوين العالم وحساب الخليقة وأدعية وقصص، وتوجد في خزانة المتحف العراقي نسخة كاملة منه. طبع في كوبنهاجن سنة 1815م، وطبع في لا ييزيغ سنة 1867م.
دراشة إديهيا: أي تعاليم يحيى، وفيه تعاليم وحياة النبي يحيى عليه السلام.
الفلستا: أي كتاب عقد الزواج، ويتعلق بالاحتفالات والنكاح الشرعي والخطبة.
سدرة إدنشماثا: يدور حول التعميد والدفن والحداد، وانتقال الروح من الجسد إلى الأرض ومن ثمّ إلى عالم الأنوار، وفي خزانة المتحف العراقي نسخة حديثة منه مكتوبة باللغة المندائية.
كتاب الديونان: فيه قصص وسير بعض الروحانيين مع صور لهم.
كتاب إسفر ملواشه: أي سفر البروج لمعرفة حوادث السنة المقبلة عن طريق علم الفلك والتنجيم.
كتاب النياني: أي الأناشيد والأذكار الدينية، وتوجد نسخة منه في المتحف العراقي.
كتاب قماها ذهيقل زيوا: ويتألف من 200 سطر وهو عبارة عن حجاب يعتقدون بأن من يحمله لا يؤثر فيه سلاح أو نار.
تفسير بغره: يختص في علم تشريح جسم الإنسان وتركيبه والأطعمة المناسبة لكل طقس مما يجوز لأبناء الطائفة تناوله.
كتاب ترسسر ألف شياله: أي كتاب الاثني عشر ألف سؤال، يتناول الأخطاء في الطقوس وطريقة غفرانها، وكذلك الشعائر الدينية المصاحبة لذلك.
ديوان طقوس التطهير: وهو كتاب يبين طرق التعميد بأنواعه على شكل ديوان.
كتاب كداواكدفياتا: أي كتاب العوذ.

ثانياً: طبقات رجال الدين:
يشترط في رجل الدين أن يكون سليم الجسم، صحيح الحواس، متزوجاً منجباً، غير مختون، وله كلمة نافذة في شؤون الطائفة كحالات الولادة والتسمية والتعميد والزواج والصلاة والذبح والجنازة، ورتبهم على النحو التالي:
الحلالي: ويسمى "الشماس" يسير في الجنازات ويقيم سنن الذبح للعامة، ولا يتزوج إلا بكراً، فإذا تزوج ثيباً سقطت مرتبته ومنع من وظيفته إلا إذا تعمد هو وزوجته (360) مرة في ماء النهر الجاري.
الترميدة: إذا فقه الحلالي الكتابين المقدسين سدره إنشماثا والنياني أي كتابي التعميد والأذكار فإنه يتعمد بالارتماس في الماء الموجود عند "المندي" ويبقى بعدها سبعة أيام مستيقظاً لا تغمض له عين حتى لا يحتلم، ويترقى بعدها هذا الحلالي إلى ترميدة، وتنحصر وظيفته في العقد على البنات الأبكار.
الأبيسق: الترميدة الذي يختص في العقد على الأرامل يتحول إلى أبيسق ولا ينتقل من مرتبته هذه.
الكنزبرا: الترميدة الفاضل الذي لم يعقد على الثيبات مطلقاً يمكنه أن ينتقل إلى كنزبرا وذلك إذا حفظ كتاب الكنزاربّا فيصبح حينئذ مفسراً له، ويجوز له ما لا يجوز لغيره، فلو قتل واحداً من أفراد الطائفة لا يقتص منه لأنه وكيل الرئيس الإِلهي عليها.
الـ (ريش أمه): أي رئيس الأمة، وصاحب الكلمة النافذة فيها، ولا يوجد بين صابئة اليوم من بلغ هذه الدرجة لأنها تحتاج إلى علم وفير وقدرة فائقة.
الربّاني: لم يصل إلى هذه الدرجة إلا يحيى بن زكريا عليهما السلام كما أنه لا يجوز أن يوجد شخصان من هذه الدرجة في وقت واحد. والرباني يرتفع ليسكن في عالم الأنوار وينزل ليبلغ طائفته تعاليم الدين ثم يرتفع كرة أخرى إلى عالمه الرباني النوراني.

ثالثاً: الإِلــه:
- يعتقدون - من حيث المبدأ - بوجود الإِله الخالق الواحد الأزلي الذي لا تناله الحواس ولا يفضي إليه مخلوق.
- ولكنهم يجعلون بعد هذا الإِله (360) شخصاً خلقوا ليفعلوا أفعال الإِله، وهؤلاء الأشخاص ليسوا بآلهة ولا ملائكة يعملون كل شيء من رعد وبرق ومطر وشمس وليل ونهار ... وهؤلاء يعرفون الغيب، ولكل منهم مملكته في عالم الأنوار.
- هؤلاء الأشخاص الـ (360) ليسوا مخلوقين كبقية الكائنات الحية، ولكن الله ناداهم بأسمائهم فخلقوا وتزوجوا بنساء من صنفهم، ويتناسلون بأن يلفظ أحدهم كلمة فتحمل امرأته فوراً وتلد واحداً منهم.
- يعتقدون بأن الكواكب مسكن للملائكة، ولذلك يعظمونها ويقدسونها.

رابعاً: المنـــدي:
- هو معبد الصابئة، وفيه كتبهم المقدسة، ويجري فيه تعميد رجال الدين، يقام على الضفاف اليمنى من الأنهر الجارية، له باب واحد يقابل الجنوب بحيث يستقبل الداخل إليه نجمَ القطبِ الشمالي، ولا بدّ من وجود قناة فيه متصلة بماء النهر، ولا يجوز دخوله من قبل النساء، ولا بدّ من وجود عَلَمِ يحيى فوقه في ساعات العمل.

خامسـاً: الصـــلاة:
- تؤدى ثلاث مرات في اليوم: قبيل الشروق، وعند الزوال، وقبيل الغروب، وتستحبّ أن تكون جماعة في أيام الآحاد والأعياد، فيها وقوف وركوع وجلوس على الأرض من غير سجود، وهي تستغرق ساعة وربع الساعة تقريباً.
- يتوجه المصلي خلالها إلى الجدي بلباسه الطاهر، حافي القدمين، يتلو سبع قراءات يمجد فيها الرب مستمداً منه العون طالباً منه تيسير اتصاله بعالم الأنوار.

سادساً: الصـــوم:
- صابئة اليوم يحرمون الصوم لأنه من باب تحريم ما أحل الله.
- لكنهم يمتنعون عن أكل اللحوم المباحة لهم لمدة (36) يوماً متفرقة على طول أيام السنة.
- ابن النديم المتوفى سنة 385هـ في فهرسته، وابن العبري المتوفى سنة 685هـ في تاريخ مختصر الدول ينصان على أن الصيام كان مفروضاً عليهم لمدة ثلاثين يوماً من كل سنة.

سابعاً: الطهـــارة:
- الطهارة مفروضة على الذكر والأنثى سواء بلا تمييز.
- تكون الطهارة في الماء الحي غير المنقطع عن مجراه الطبيعي.
- الجنابة تحتاج إلى طهارة وذلك بالارتماء في الماء ثلاث دفعات مع استحضار نية الاغتسال من غير قراءة لأنها لا تجوز على جنب.
- عقب الارتماء في الماء يجب الوضوء، وهو واجب لكل صلاة، حيث يتوضأ الشخص وهو متجه إلى نجم القطب، فيؤديه على هيئة تشبه وضوء المسلمين مصحوباً بأدعية خاصة.
- مفسدات الوضوء: البول، الغائط، الريح، لمس الحائض والنفساء.

ثامناً: التعميد وأنواعه:
- يعتبر التعميد من أبرز معالم هذه الديانة ولا يكون إلاّ في الماء الحيّ، ولا تتمّ الطقوس إلاّ بالارتماء في الماء سواء أكان الوقت صيفاً أم شتاءً، وقد أجاز لهم رجال دينهم مؤخراً الاغتسال في الحمامات وأجازوا لهم كذلك ماء العيون النابعة لتحقيق الطهارة.
- يجب أن يتم التعميد على أيدي رجال الدين.
- يكون العماد في حالات الولادة، والزواج، وعماد الجماعة، وعماد الأعياد وهي على النحو التالي:
أ- الولادة: يعمد المولود بعد 45 يوماً ليصبح طاهراً من دنس الولادة حيث يُدخل هذا الوليد في الماء الجاري إلى ركبتيه مع الاتجاه جهة نجم القطب، ويوضع في يده خاتم أخضر من الآس.
ب-عماد الزواج: يتمّ في يوم الأحد وبحضور ترميدة وكنزبرا، يتمّ بثلاث دفعات في الماء مع قراءة من كتاب الفلستا وبلباس خاص، ثم يشربان من قنينة ملئت بماء أخذ من النهر يسمى (ممبوهة) ثم يطعمان (البهثة) ويدهن جبينهما بدهن السمسم، ويكون ذلك لكلا العروسين لكل واحد منهما على حدة، بعد ذلك لا يُلمسان لمدة سبعة أيام حيث يكونان نجسين، وبعد الأيام السبعة من الزواج يعمدان من جديد وتعمد معهما كافة القدور والأواني التي أكلا فيها أو شربا منها.
جـ- عماد الجماعة: يكون في كل عيد (بنجة) من كل سنة كبيسة لمدة خمسة أيام ويشمل أبناء الطائفة كافة رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، وذلك بالارتماء في الماء الجاري ثلاث دفعات قبل تناول الطعام في كل يوم من الأيام الخمسة. والمقصود منه هو التكفير عن الخطايا والذنوب المرتكبة في بحر السنة الماضية، كما يجوز التعميد في أيام البنجة ليلاً ونهاراً على حين أن التعميد في سائر المواسم لا يجوز إلا نهاراً وفي أيام الآحاد فقط.
د- عماد الأعياد: وهي:
العيد الكبير: عيد ملك الأنوار حيث يعتكفون في بيوتهم (36) ساعة متتالية لا تغمض لهم عين خشية أن يتطرق الشيطان إليهم لأن الاحتلام يفسد فرحتهم، وبعد الاعتكاف مباشرة يرتسمون، ومدة العيد أربعة أيام، تنحر فيه الخراف ويذبح فيه الدجاج ولا يقومون خلاله بأي عمل دنيوي.
العيد الصغير: يوم واحد شرعاً، وقد يمتدّ لثلاثة أيام من أجل التزاور ويكون بعد العيد الكبير بمائة وثمانية عشر يوماً.
عيد البنجة: سبق الحديث عنه، وهو خمسة أيام تكبس بها السنة، ويأتي بعد العيد الصغير بأربعة أشهر.
عيد يحيى: يوم واحد من أقدس الأيام، يأتي بعد عيد البنجة بستين يوماً وفيه كانت ولادة النبي يحيى عليه السلام الذي يعتبرونه نبياً خاصاً بهم، والذي جاء ليعيد إلى دين آدم صفاءه بعد أن دخله الانحراف بسبب تقادم الزمان.
هـ- تعميد المحتضر ودفنه:
عندما يحتضر الصابئ يجب أن يؤخذ - وقبل زهوق روحه - إلى الماء الجاري ليتمّ تعميده.
من مات من دون عماد نجس ويحرم لمسه.
أثناء العماد يغسلونه متجهاً إلى نجم القطب الشمالي، ثم يعيدونه إلى بيته ويجلسونه في فراشه بحيث يواجه نجم القطب أيضاً حتى يوافيه الأجل.
بعد ثلاث ساعات من موته يغسل ويكفن ويدفن حيث يموت إذ لا يجوز نقله مطلقاً من بلد إلى بلد آخر.
من مات غيلة أو فجأة، فإنه لا يغسل ولا يلمس، ويقوم الكنزبرا بواجب العماد عنه.
يدفن الصابئ بحيث يكون مستلقياً على ظهره ووجهه ورجلاه متجهة نحو الجدى حتى إذا بعث واجه الكوكب الثابت بالذات.
يضعون في فم الميت قليلاً من تراب أول حفرة تحفر لقبره فيها.
يحرم على أهل الميت الندب والبكاء والعويل، والموت عندهم مدعاة للسرور، ويوم المأتم من أكثر الأيام فرحاً حسب وصية يحيى لزوجته.
لا يوجد لديهم خلود في الجحيم، بل عندما يموت الإِنسان إما أن ينتقل إلى الجنة أو المطهر حيث يعذب بدرجات متفاوتة حتى يطهر فتنتقل روحه بعدها إلى الملأ الأعلى، فالروح خالدة والجسد فان.

تاسعاً: أفكار ومعتقدات أخرى:
- البكارة: تقوم والدة الكنزبرا أو زوجته بفحص كل فتاة عذراء بعد تعميدها وقبل تسليمها لعريسها وذلك بغية التأكد من سلامة بكارتها.
- الخطيئة: إذا وقعت الفتاة أو المرأة في جريمة الزنى فإنها لا تقتل، بل تهجر، وبإمكانها أن تكفر عن خطيئتها بالارتماء في الماء الجاري.
- الطلاق: لا يعترف دينهم بالطلاق إلا إذا كانت هناك انحرافات أخلاقية خطيرة فيتمّ التفريق عن طريق الكنزبرا.
- السنة المندائية: 360 يوماً، في 12 شهراً، وفي كل شهر ثلاثون يوماً مع خمسة أيام كبيسة يقام فيها عيد البنجة.
- يعتقدون بصحة التاريخ الهجري ويستعملونه، وذلك بسبب اختلاطهم بالمسلمين، ولأن ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان مذكوراً في الكتب المقدسة الموجودة لديهم.
- يعظمون يوم الأحد كالنصارى ويقدسونه ولا يعملون فيه أي شيء على الإِطلاق.
- ينفرون من اللون الأزرق النيلي ولا يلامسونه مطلقاً.
- ليس للرجل غير المتزوج من جنة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
- يتنبأون بحوادث المستقبل عن طريق التأمل في السماء والنجوم وبعض الحسابات الفلكية.
- لكل مناسبة دينية ألبسة خاصة بها، ولكل مرتبة دينية لباس خاص بها يميزها عن غيرها.
- إذا توفى شخص دون أن ينجب أولاداً فإنه يمرّ بالمطهر ليعود بعد إقامته في العالم الآخر إلى عالم الأنوار ثم يعود إلى حالته البدنية مرة أخرى حيث تتلبس روحه في جسم روحاني فيتزوج وينجب أطفالاً.
- يؤمنون بالتناسخ ويعتقدون بتطبيقاته في بعض جوانب عقيدتهم.
- للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء على قدر ما تسمح له به ظروفه.
- يرفضون شرب الدواء، ولا يعترضون على الدهون والحقن الجلدية.
- الشباب والشابات يأتون إلى الكهان ليخبروهم عن اليوم السعيد الذي يمكنهم أن يتزوجوا فيه، وكذلك يخبرون السائلين عن الوقت المناسب للتجارة أو السفر، وذلك عن طريق علم النجوم.
- لا تؤكل الذبيحة إلا أن تذبح بيدي رجال الدين وبحضور الشهود، ويقوم الذابح - بعد أن يتوضأ- بغمسها في الماء الجاري ثلاث مرات ثم يقرأ عليها أذكاراً دينية خاصة ثم يذبحها مستقبلاً الشمال، ويستزف دمها حتى آخر قطرة، ويحرم الذبح بعد غروب الشمس أو قبل شروقها إلا في عيد البنجة.
- تنص عقيدتهم على أن يكون الميراث محصوراً في الابن الأكبر، لكنهم لمجاورتهم المسلمين فقد أخذوا بقانون المواريث الإِسلامي.

الجــذور الفــكرية والعقائــدية:
- تأثر الصابئة بكثير من الديانات والمعتقدات التي احتكوا بها.
- أشهر فرق الصابئة قديماً أربعة هي: أصحاب الروحانيات، وأصحاب الهياكل، وأصحاب الأشخاص، والحلولية.
- لقد ورد ذكرهم في القرآن مقترناً باليهود والنصارى والمجوس والمشركين انظر الآيات 62/البقرة - 69/المائدة، 17/الحجّ، ولهم أحكام خاصة بهم من حيث جواز أخذ الجزية منهم أو عدمها أسوة بالكتابيين من اليهود والنصارى.
- عرف منهم الصابئة الحرانيون الذين انقرضوا والذين تختلف معتقداتهم بعض الشيء عن الصابئة المندائيين الحاليين.
- لم يبق من الصابئة اليوم إلا صابئة البطائح المنتشرون على ضفاف الأنهر الكبيرة في جنوب العراق وإيران.
- تأثروا باليهودية، وبالمسيحية، وبالمجوسية لمجاورتهم لهم. كما تأثروا أيضاً بالمسلمين.
- تأثروا بالحرانيين الذين ساكنوهم في حران عقب طردهم من فلسطين فنقلوا عنهم عبادة الكواكب والنجوم أو على الأقل تقديس هذه الكواكب وتعظيمها علم الفلك وأخذوا عنهم حسابات النجوم.
- تأثروا بالأفلاطونية الحديثة التي استقرت فلسفتها في سوريا مثل الاعتقاد بالفيض الروحي على العالم المادي.
- تأثروا بالفلسفة الدينية التي ظهرت أيام إبراهيم الخليل، فقد كان الناس حينها يعتقدون بقدرة الكواكب والنجوم على التأثير في حياة الناس، وقد تمثل هذا في قول إبراهيم: "إني لا أحبّ الآفلين".
- تأثروا بالفلسفة اليونانية التي استقلت عن الدين، ويلاحظ أثر هذه الفلسفة اليونانية في كتبهم.
- لدى الصابئة قسط وافر من الوثنية القديمة يتجلى في تعظيم الكواكب والنجوم على صورة من الصور.

الانتشــار ومواقــع النفـــوذ:
- الصابئة المندائيون الحاليون ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات، ويسكنون في منطقة الأهوار وشط العرب، ويكثرون في مدة العمارة والناصرية والبصرة وقلعة صالح والحلفاية والزكية وسوق الشيوخ والقرنة وهي موضع اقتران دجلة بالفرات، وهم موزعون على عدد من الألوية مثل لواء بغداد، والحلة، والديوانية والكوت وكركوك والموصل. كما يوجد أعداد مختلفة منهم في ناصرية المنتفق والشرش ونهر صالح والجبايش والسليمانية.
- كذلك ينتشرون في إيران، وتحديداً على ضفاف نهر الكارون والدز ويسكنون في مدن إيران الساحلية، كالمحمرة، وناصرية الأهواز وششتر ودزبول.
- يقدر عددهم بعشرة آلاف شخص تقريباً، معظمهم في العراق.
- تهدمت معابدهم في العراق، ولم يبق لهم إلا معبدان في قلعة صالح، وقد بنوا معبداً "مندياً" بجوار المصافي في بغداد، وذلك لكثرة الصابئين النازحين إلى هناك من أجل العمل.
- يعمل معظمهم في صياغة ميناء الفضة لتزيين الحلي والأواني والساعات وتكاد هذه الصناعة تنحصر فيهم لأنهم يحرصون على حفظ أسرارها كما يجيدون صناعة القوارب الخشبية والحدادة وصناعة الخناجر.
- مهارتهم في صياغة الميناء دفعتهم إلى الرحيل للعمل في بيروت ودمشق والإسكندرية ووصل بعضهم إلى إيطاليا وفرنسا وأمريكا.
- ليس لديهم أي طموح سياسي، وهم يتقربون إلى أصحاب الديانات الأخرى بنقاط التشابه الموجودة بينهم وبين الآخرين.

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:38 PM
الـبـهـائـيـه
التعريف
البابية والبهائية حركة نبعت من المذهب الشيعي الشيخي سنة 1260ه‍ تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية

أهم العقائد
· يعتقد البهائيون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جمع الأشياء .
· يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وان الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال .
· يقدسون العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوماً ، وقد تابعهم في هذا الهراء المدعو محمد رشاد خليفة حين ادعى قدسية خاصة للرقم 19 ، وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19 ولكن كلامه ساقط بكا المقاييس .
· يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأول .
· يوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح .
· يؤولون القرآن تأويلات باطنية ليتوافق مع مذهبهم .
· ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن كما ينكرون الجنة والنار .
· يحرمون الحجاب على المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال .
· يقولون إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
· يؤولون القيامة بظهور البهاء ، أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام .
· والصلاة تؤدي في تسع ركعات ثلاث مرات والوضوء بماء الورد وغن لم يوجد فالبسملة بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات .
· لا توجد صلاة الجماعة إلا في الصلاة على الميت وهي ست تكبيرات يقول كل تكبيرة (الله أبهى).
· الصيام عندهم في الشهر التاسع عشر شهر العلا فيجب فيه الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب مدة تسعة عشر يوماً ( شهر بهائي ) ويكون آخرها عيد النيروز 21 آذار وذلك من سن 11 إلى 42 فقط يعفى البهائيون من الصيام .
· تحريم الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ضد الأعداء خدمة للمصالح الاستعمارية .
· ينكرون أن محمداً – خاتم النبيين مدعين استمرار الوحي وقد وضعوا كتباً معارضة للقرآن الكريم مليئة بالأخطاء اللغوية والركاكة في الأسلوب .
· يبطلون الحج إلى مكة وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين

الحذور العقديه
· الرافضة الإمامية .
· الشيخية أتباع الشيخ أحمد الإحسائي .
· الماسونية العالمية .
· الصهيونية العالمية

أماكن الانتشار
تقطن الغالبية العظمى من البهائيين في إيران وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسي وكذلك لهم وجود في مصر حيث أغلقت محافلهم بقرار جمهوري رقم 263 لسنة 1960 م وكما إن لهم عدة محافل مركزية في أفريقيا بأديس أبابا وفي الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا التي عقد بها مؤتمرهم السنوي في الفترة من 23 مايو حتى 13 يونيو 1989 م ، وجوها نسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك المحفلى الملى بكراتشي بباكستان . ولهم أيضاً حضور في الدول الغربية فلهم في لندن وفينا وفرانكفورت محافل وكذلك بسيدني في استراليا ويوجد في شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك في ويلمنت النويز ( المركز المريكي للعقيدة البهائية ) وفي نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم . ولهم تجمعات كبيرة في هيوستن ولوس انجلوس وبيركلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالي مليوني بهائي ينتسبون إلى 600 جمعية ، ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل في الأمم المتحدة في نيويورك فيكتور دي أرخو ولهم ممثل في مقر المم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشاري في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة أيكو سكو وكذلك في برنامج البيئة للأمم المتحدة وفي اليونيسيف وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات ودزي بوس ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ورستم خيروف الذي ينتمي إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية .

التأسيس وأبرز الشخصيات
· أسسها الميرزا علي محمد رضا الشيرازي 1235_1266 ( 1819 _ 1850 م )، ففي السادسة مم عمره تلقى تعليمه الأولي على يد دعاة الشيخية من الشيعة ثم انقطع عن الدراسة ومارس التجارة .
_ وفي السابعة عشر من عمره عاد للدراسة واشتغل بدراسة كتب الصوفية والرياضة الروحانية وخاصة كتب الحروفيين وممارسة الأعمال الباطنية المتعبة .
_ في عام 1259 م ذهب إلى بغداد وبدأ يرتاد مجلس إمام الشيخية في زمانه كاظم الرشتي ويدرس أفكاره وآراء الشيخية . وفي مجالس الرشتي تعرف عليه الجاسوس الروسي كينازد الغوركي والمدعي الإسلام باسم عيسى النكراني والذي بدأ يلقي في روعهم أن الميرزا علي محمد الشيرازي هو المهدي المنتظر والباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية والذي سيظهر بعد وفاة الرشتي وذلك لما وجده مؤهلاً لتحقيق خطته في تمزيق وحدة المسلمين .
_ في ليلية الخميس 5 جمادى الأولى 1260 ه‍ _ 23 مارس 1844مأعلن أنه الباب نسبة إلى ما يعتقده الشيعة الشيخية من ظهوره بعد وفاة الرشتي المتوفى 1259 ه‍ وأنه رسول كموسى وعيسى ومحمد – عليهم السلام – بل وعياذاً بالله – أفضل منهم شأناً .
_ فآمن به تلاميذ الرشتي وانخدع به العامة واختار ثمانية عشرة مبشراً لدعوته أطلق عليهم حروف الحي إلا أنه في عام 1261 ه‍ قبض عليه فأعلن توبته على منبر مسجد الوكيل بعد أن عاث وأتباعه في الأرض فساداً وتقتيلاً وتكفيراً للمسلمين .
_ في عام 1266 ه‍ ادعى الباب حلول الإلهية في شخصه حلولاً مادياً وجسمانياً، لكن بعد أن ناقشه العلماء حاول التظاهر بالتوبة والرجوع ، ولم يصدقوه فقد عرف بالجبن والتنصل عند المواجهة . وحكم عليه بالإعدام هو والزنوزي وكاتب وحيه حسين اليزدي الذي تاب وتبرأ من البابية قبل الإعدام فأفرج عنه وذلك في 27 شعبان سنة 1266 ه‍ _ 8 يوليو 1850 م .
· قرة العين واسمها الحقيقي أم سلمى ولدت في قزوين سنة 1231 ه‍ أو 1233 ه‍ أو 1235 ه‍ للملا محمد صالح القزويني أحد علماء الشيعة ودرست عليه العلوم ومالت إلى الشيخية بواسطة عمها الأصغر الملا علي الشيخي وتأثرت بأفكارهم ومعتقداتهم ، ثم رافقت الباب في الدراسة عند كاظم الرشتي بكربلاء حتى قيل إنها مهندسة أفكاره إذ كانت خطيبة مؤثرة ، أديبة فصيحة اللسان فضلاً عن أنها جميلة جذابة ، إلا أنها إباحية فاجرة طلقها زوجها وتبرأ منها أولادها . كانت تلقب بزرين تاج – صاحبة الشعر الذهبي – بالفارسية .
_ في رجب 1264 ه‍ اجتمعت مع زعماء البابية في مؤتمر بيدشت وكانت خطيبة القوم ومحرضة الأتباع على الخروج في مظاهرات احتجاج على اعتقال الباب ، وفيه أعلنت نسخ الشريعة الإسلامية .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:40 PM
جماعة التكفير والهجره
التعريف
جماعة المسلمين كما سمت نفسها ، أو جماعة التكفير والهجرة كما أطلق عليها إعلامياً ، هي جماعة إسلامية غالية نهجت نهج الخوارج في التكفير بالمعصية ، نشأت داخل السجون المصرية في بادئ الأمر ، وبعد إطلاق سراح أفرادها ، تبلورت أفكارها ، وكثر أتباعها في صعيد مصر ن وبين طلبة الجامعات خاصة

الأفكار والمعتقدات
· أن التكفير عنصر أساسي في أفكار ومعتقدات هذه الجماعة .
- فهم يكفرون كل من أرتكب كبيرة وأصر عليها ولم يتب منها ، وكذلك يكفرون الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله بإطلاق ودون تفصيل ، ويكفرون المحكومين لأنهم رضوا بذلك وتابعوهم أيضاً بإطلاق ودون تفصيل ، أما العلماء فيكفرونهم لأنهم لم يكفروا هؤلاء ولا أولئك ، كما يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله أو قبله ولم ينضم إلى جماعتهم ويبايع إمامهم . أما من انضم إلى جماعتهم ثم تركها فهو مرتد حلال الدم ، وعلى ذلك فالجماعات الإسلامية إذا بلغتها دعوتهم ولم تبايع إمامهم فهي كافرة مارقة من الدين .
- وكل من أخذ بأقوال الأئمة بالإجماع حتى ولو كان إجماع الصحابة أو بالقياس أو بالمصلحة المرسلة أو بالاستحسان ونحوها فهو في نظرهم مشرك كافر .
- والعصور الإسلامية بعد القرن الرابع الهجري كلها عصور كفر وجاهلية لتقديسها لصنم التقليد المعبود من دون الله تعالى فعلى المسلم أن يعرف الأحكام بأدلتها ولا يجوز لديهم التقليد في أي أمر من أمور الدين .
- قول الصحابي وفعله ليس بحجة ولو كان من الخلفاء الراشدين .
· والهجرة هي العنصر الثاني في فكر الجماعة ، ويقصد بها العزلة عن المجتمع الجاهلي ، وعندهم أن كل المجتمعات الحالية مجتمعات جاهلية . والعزلة المعنية عندهم عزلة مكانية وعزلة شعورية ، بحيث تعيش الجماعة في بيئة تتحقق فيها الحياة الإسلامية الحقيقة - برأيهم - كما عاش الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في الفترة المكية .
- يجب على المسلمين في هذه المرحلة الحالية من عهد الاستضعاف الإسلامي أن يمارسوا المفاضلة الشعورية لتقوية ولائهم للإسلام من خلال جماعة المسلمين - التكفير والهجرة - وفي الوقت ذاته عليهم أن يكفوا عن الجهاد حتى تكتسب القوة الكافية .
· لا قيمة عندهم للتاريخ الإسلامي لأن التاريخ هو أحسن القصص الوارد في القرآن الكريم فقط .
· لا قيمة أيضاَ لأقوال العلماء المحققين وأمهات كتب التفسير والعقائد لأن كبار علماء الأمة في القديم والحديث - بزعمهم - مرتدون عن الإسلام .
· قالوا بحجية الكتاب والسنة فقط ولكن كغيرهم من أصحاب البدع الذي اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه فما وافق أقوالهم من السنة قبلوه وما خالفها تحايلوا في رده أو رد دلالته .
· دعوا إلى الأمية لتأويلهم الخاطئ لحديث ( نحن أمة أمية …) فدعوا إلى ترك الكليات ومنع الانتساب للجامعات والمعاهد إسلامية أو غير إسلامية لأنها مؤسسات الطاغوت وتدخل ضمن مساجد الضرار .
- أطلقوا أن الدعوة لمحو الأمية دعوة يهودية لشغل الناس بعلوم الكفر عن تعلم الإسلام ، فما العلم إلا ما يتلقونه في حلقاتهم الخاصة .
· قالوا بترك صلاة الجمعة والجماعة بالمساجد لأن المساجد كلها ضرار وأئمتها كفار إلا أربعة مساجد : المسجد الحرام والمسجد النبوي وقباء والمسجد الأقصى ولا يصلون فيها أيضاً إلا إذا كان الإمام منهم .
· يزعمون أن أميرهم شكري مصطفى هو مهدي هذه الأمة المنتظر وأن الله تعالى سيحقق على يد جماعته ما لم يحقق عل يد محمد صلى الله عليه وسلم من ظهور الإسلام على جميع الأديان .
- وعليه فإن دور الجماعة يبدأ بعد تدمر الأرض بمن عليها بحرب كونية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي تنقرض بسببها الأسلحة الحديثة كالصواريخ والطائرات وغيرها ويعود القتال كما كان في السابق رجل لرجل بالسلاح القديم من سيوف ورماح وحراب . ..
· ادعى زعماء الجماعة أنهم بلغوا درجة الإمامة ، والاجتهاد المطلق ، وأن لهم أن يخالفوا الأمة كلها وما أجمعت عليه سلفاً وخلفاً .
- وأهم كتاب كشف عن أسرار دعوتهم وعقيدتهم هو - ذكريات مع جماعة المسلمين - التكفير والهجرة - لأحد أعضاء الجماعة عبد الرحمن أبو الخير الذي تركهم فيما بعد

الجذور الفكريه والعقائديه
إن قضية تكفير المسلم قديمة ، ولها جذورها في تاريخ الفكر الإسلامي منذ عهد الخوارج . وقد تركت آثاراً علمية لعدة أجيال . وقد استيقظت هذه الظاهرة لأسباب عدة ذكرها العلماء ويمكن إجمالها فيما يلي :
- انتشار الفساد والفسق والإلحاد في المجمعات الإسلامية دونما محاسبة من أحد لا من قبل الحكام ولا من المجتمعات الإسلامية المسحوقة تحت أقدام الطغاة والظالمين .
- محاربة الحركات الإسلامية الإصلاحية من قبل حكام المسلمين ، وامتلاء السجون بدعاة الإسلام واستخدام أقسى أنواع التعذيب ، مع التلفظ بألفاظ لكفر من قبل المعذبين والسجانين .
- ظهور وانتشار بعض الكتب الإسلامية التي ألفت في هذه الظروف القاسية وكانت تحمل بذور هذا الفكر ، واحتضان هذا الفكر من هذه الجماعة - التكفير والهجرة - وطبعه بطابع الغلو والعنف .
- ويعد أساس جميع ما تقدم : ضعف البصيرة بحقيقية الدين والاتجاه الظاهري في فهم النصوص والإسراف في التحريم والتباس المفاهيم وتميع عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة لدى بعض قادة الحركة الإسلامية بالإضافة إلى اتباع المتشابهات وترك المحكمات وضعف المعرفة بالتاريخ والواقع وسنن الكون والحياة ومنهج أهل السنة والجماعة .

أبرز الشخصيات
· الشيخ علي إسماعيل : كان إمام هذه الفئة من الشباب داخل المعتقل ، وهو أحد جريجي الأزهر ، وشقيق الشيخ عبد الفتاح إسماعيل أحد الستة الذين تم إعدامهم مع الأستاذ سيد قطب ، وقد صاغ الشيخ علي مبادئ العزلة والتكفير لدى الجماعة ضمن أطر شرعية حتى تبدو وكأنها أمور شرعية لها أدلتها من الكتاب والسنة ومن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في الفترتين : المكية والمدنية ، متأثراً في ذلك بأفكار الخوارج ، إلا أنه رجع إلى رشده وأعلن براءته من تلك الأفكار التي كان ينادي بها .
- شكري أحمد مصطفى ( أبو سعد ) من مواليد قرية الحوائكة بمحافظة أسيوط 1942م ، أحد شباب جماعة الأخوان المسلمين الذين اعتقلوا عام 1965م لانتسابهم لجماعة الأخوان المسلمين وكان عمره وقتئذ ثلاثة وعشرون عاماً .
- تولى قيادة الجماعة داخل السجن بعد أن تبرأ من أفكارها الشيخ علي عبده إسماعيل .
- في عام 1971م أفرج عنه بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة ومن ثم بدأ التحرك في مجال تكوين الهيكل التنظيمي لجماعته . ولذلك تمت مبايعته أميراً للمؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين - على حد زعمهم - فعين أمراء للمحافظات والمناطق واستأجر العديد من الشقق كمقار سرية للجماعة بالقاهرة والاسكندرية والجيزة وبعض محافظات الوجه القبلي .
- في سبتمبر 1973م أمر بخروج أعضاء الجماعة إلى المناطق الجبلية واللجوء إلى المغارات الواقعة بدائرة أبي قاص بمحافظة المنيا بعد أن تصوفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة والسلاح الأبيض ، تطبيقاً لمفاهيمهم الفكرية حول الهجرة .
- في 26 اكتوبر 1973م اشتبه في أمرهم رجال الأمن المصري فتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة في قضية رقم 618 لسنة 73 أمن دولة عليا .
- في 21 ابريل 1974م عقب حرب أكتوبر 1973م صدر قرار جمهوري بالعفو عن مصطفى شكري وجماعته ، إلا أنه عاود ممارسة نشاطه مرة أخرى ولكن هذه المرة بصورة مكثفة أكثر من ذي قبل ، حيث عمل على توسيع قاعدة الجماعة ، وإعادة تنظيم صفوفها ، وقد تمكن من ضم أعضاء جدد للجماعة من شتى محافظات مصر ، كما قام بتسفير مجموعات أخرى إلى خارج البلاد بغرض التمويل ، مما مكن لانتشار أفكارهم في أكثر من دولة .
- هيأ شكري مصطفى لأتباعه بيئة متكاملة من النشاط وشغلهم بالدعوة والعمل و الصلوات والدراسة وبذلك عزلهم عن المجتمع إذ أصبح العضو يعتمد على الجماعة في كل احتياجاته ، ومن ينحرف من الأعضاء يتعرض لعقاب بدني ، وإذا ترك العضو الجماعة اعتبر كافراً ، حيث اعتبر المجتمع خارج الجماعة كله كافرا . ومن ثم يتم تعقبه وتصفيته جسدياً .
- رغم أن شكري مصطفى كان مستبداً في قراراته ، إلا أن أتباعه كانوا يطيعونه طاعة عمياء بمقتضى عقد البيعة الذي أخذ عليهم في بداية انتسابهم للجماعة .
- وكما هو معلوم وثابت أن هذه الجماعة جوبهت بقوة من قبل السلطات المصرية بخاصة بعد مقتل الشيخ حسن الذهبي وزير الأوقاف المصري السابق ، وبعد مواجهات شديدة بين أعضاء الجماعة والسلطات المصرية تم القبض على المئات من أفراد الجماعة وتقديمهم للمحاكمة في القضية رقم 6 لسنة 1977م التي حكمت بإعدام خمسة من قادات الجماعة على رأسهم شكري مصطفى ، وماهر عبد العزيز بكري ، وأحكام بالسجن متفاوتة على باقي أفراد الجماعة .
- في 390 مارس صبيحة زيارة السادات للقدس تم تنفيذ حكم الإعدام في شكري مصطفى وإخوانه .
- بعد الضربات القاسية التي تلقتها الجماعة اتخذت طابع السرية في العمل ، الأمر الذي حافظت به الجماعة على وجودها حتى الآن ، ولكن وجود غير مؤثر ولا ملحوظ لشدة موجهة تيار الصحوة الإسلامية من أصحاب العقيدة والمنهج السلفي لهم بالحوار والمناظرات سواء كان داخل السجون والمعتقلات أم خارجه ، مما دفع الكثير منهم إلى العودة إلى رشده والتبرؤ من الجماعة .
· ماهر عبد العزيز زناتي ( أبو عبد الله ) ابن شقيقة شكري مصطفى ونائبه في قيادة الجماعة بمصر وكان يشغل منصب المسؤول الإعلامي للجماعة ، أعدم مع شكري في قضية ***** محمد حسين الذهبي رقم 6 لسنة 1977م . وله كتاب الهجرة

أماكن الانتشار
انتشرت هذه الجماعة في معظم محافظات مصر وفي منطقة الصعيد على الخصوص ، ولها وجود في بعض الدول العربية مثل اليمن والأردن والجزائر … وغيرها

الخلاصه
أن هذه الجماعة هي جماعة غالية أحيت فكر الخوارج بتكفير كل من ارتكب كبيرة وأصر عليها وتكفير الحكام بإطلاق ودون تفصيل لأنهم لا يحمون بشرع الله وتكفير المحكومين لرضاهم بهم بدون تفصيل وتكفر العلماء لعدم تكفيرهم أولئك الحكام . كما أن الهجرة هي العنصر الثاني في تفكير هذه الجماعة ، ويقصد بها اعتزال المجتمع الجاهلي عزلة مكانية وعزلة شعورية ، وتتمثل في اعتزال معابد الجاهلية ( ويقصد بها المساجد ) ووجوب التوقف والتبين بالنسبة لأحاد المسلمين بالإضافة إلى إشاعة مفهوم الحد الأدنى من الإسلام . ولا يخفى مدى مخالفة أفكار ومنهج هذه الجماعة لمنهج أهل السنة والجماعة في مصادر التلقي والإستدلال وقضايا الكفر والإيمان وغير ذلك مما سبق بيانه .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:43 PM
التنصيـر (التبشير)
التعريف
التنصير حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة وبين المسلمين بخاصة بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب .
ويساعدهم في ذلك ثلاثة عوامل :
- انتشار الفقر والجهل والمرض في معظم بلدان العالم الإسلامي .
- النفوذ الغربي في كثير من بلدان المسلمين .
- ضعف بعض حكام المسلمين الذين يسكتون عنهم أو ييسرون لهم السبل رغبا ورهبا أو نفاقا لهم

التأسيس وأبرز الشخصيات
· ريمون لول : أول نصراني تولى التبشير بعد فشل الحروب الصليبية في مهمتها إذ إنه قد تعلم اللغة العربية بكل مشقة وأخذ يجول في بلاد الشام مناقشاً علماء المسلمين .
· منذ القرن الخامس عشر وأثناء الاكتشافات البرتغالية دخل المبشرون الكاثوليك إلى إفريقيا وبعد ذلك بكثير أخذت ترد الإرساليات التبشيرية البروتستانتية إنجليزية وألمانية وفرنسية .
· بيتر هيلنغ : احتك بمسلمي سواحل إفريقيا منذ وقت مبكر .
· البارون دوبيتز : حرك ضمائر النصارى منذ عام 1664م إلى تأسيس كلية تكون قاعدة لتعليم التبشير المسيحي .
· المستر كاري : فاق أسلافه في مهنة التبشير وقد ظهر إبان القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر .
· كان للمبشر هنري مارتن ت 1812م يد طولى في إرسال المبشرين إلى بلاد آسيا الغربية وقد ترجم التوراة إلى الهندية والفارسية والأرمنية .
· في عام 1795م تأسست جمعية لندن التبشيرية وتبعتها أخريات في اسكوتلانده ونيويورك .
· في سنة 1819م اتفقت جمعية الكنيسة البروتستانتية مع النصارى في مصر وكونت هناك إرسالية عهد إليها نشر الإنجيل في إفريقيا .
· دافيد ليفنستون 1813-1873م : رحالة بريطاني اخترق أواسط إفريقيا وقد كان مبشرا قبل أن يكون مستكشفا . · في سنة 1849م أخذت ترد إرساليات التبشير إلى بلاد الشام وقد قامت بتقسيم المناطق بينها .
· وفي سنة 1855م تأسست جمعية الشبان المسيحية من الإنجليز والأمريكان وقد انحصرت مهمتها في إدخال ملكوت المسيح بين الشبان كما يزعمون .
· في سنة 1895م تأسست جمعية اتحاد الطلبة المسيحيين في العالم ، وهي تهتم بدراسة أحوال التلاميذ في كل البلاد مع العمل على بث روح المحبة بينهم (المحبة تعني التبشير بالنصرانية) .
· صموئيل زويمر : رئيس إرسالية التبشير العربية في البحرين ورئيس جمعيات التنصير في الشرق الأوسط كان يتولى إدارة مجلة العالم الإسلامي الإنجليزية التي أنشأها سنة 1911م وما تزال تصدر إلى الآن من هارتيفورد ، دخل البحرين عام 1890م ومنذ عام 1894م قدمت له الكنيسة الإصلاحية الأمريكية دعمها الكامل . وأبرز مظاهر عمل البعثة التي أسسها زويمر كان في حقل التطبيب في منطقة الخليج وتبعا لذلك فقد افتتحت مستوصفات لها في البحرين والكويت ومسقط وعمان ، ويعد زويمر من أكبر أعمدة التنصير في العصر الحديث وقد أسس معهدا باسمه في أمريكا لأبحاث تنصير المسلمين .
· كنيث كراج : خلف صموئيل زويمر على رئاسة مجلة العالم الإسلامي وقام بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة فترة من الوقت وهو رئيس قسم اللاهوت المسيحي في هارتفيفورد بأمريكا وهو معهد للمبشرين ومن كتبه ( دعوة المئذنة ) صدر عام 1956م .
· لويس ماسينيون : قام على رعاية التبشير والتنصير في مصر وهو عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة كما أنه مستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال إفريقيا .
· دانيال بلس : يقول : إن كلية روبرت في استانبول (الجامعة الأمريكية حاليا) كلية مسيحية غير مستترة لا في تعليمها ولا في الجو الذي تهيئه لطلابها لأن الذي أنشأها مبشر ولا تزال إلى اليوم لا يتولى رئاستها إلا مبشر .
· الأب شانتور : رأس الكلية اليسوعية في بيروت زمنا طويلا أيام الانتداب الفرنسي .
· مستر نبورز : ترأس جامعة بيروت الأمريكية عام 1948م يقول : لقد أدى البرهان إلى أن التعليم أثمن وسيلة استغلها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سوريا ولبنان .
· دون هك كري : كان أكبر شخصية في مؤتمر لوزان التبشيري عام 1974م وهو بروتستانتي عمل مبشرا في الباكستان لمدة عشرين سنة وهو أحد طلبة مدرسة فلر للتبشير العالمي وبعد مؤتمر كولورادو التبشيري عام 1978م وهو أحد طلبة مدرسة فلر للتبشير العالمي وبعد مؤتمر كولورادو التبشيري عام 1978م أصبح مديرا لمعهد صموئيل زويمر الذي يضم إلى جانبه داراً للنشر ولإصدار الدراسات المختصة بقضايا تنصير المسلمين ومقرها في كاليفورنيا وهو يقوم بإعداد دورات تدريبية لإعداد المبشرين وتأهيلهم .
· يرى بابا الفاتيكان بعد سقوط الشيوعية أن من مصلحة الكنيسة ومصلحة رجال السياسة توجيه عموم الشعب المسيحي نحو خصم جديد يخيفه به وتجنده ضده والإسلام هو الذي يمكن أن يقوم بهذا الدور في المقام الأول ويقوم البابا بمغادرة مقره بمعدل أربع رجلات دولية لكسب الصراع مع الأيديولوجيات العالمية وعلى رأسها الإسلام وتوجد بلايين الدولارات تحت تصرفه للإنفاق منها على إرسال المنصرين وإجراء البحوث وعقد المؤتمرات والتخطيط لتنصير أبناء العالم الثالث وتنظيم وتنفيذ ومتابعة النشاط التنصيري في كل أحاء العالم وتقويم نتائجه أولا بأول

الأفكار والمعتقدات
أفكارهم
· محاربة الوحدة الإسلامية : يقول القس سيمون : إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة من أجل ذلك يجب أن نجول بالتبشير باتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية .
· يقول لورنس براون إذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة علىالعالم وخطرا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير .
· يقول مستر بلس : إن الدين الإسلامي هو العقبة القائمة في طريق تقدم التبشير بالنصرانية في إفريقيا .
· لقد دأب المنصرون على بث الأكاذيب والأباطيل بين أتباعهم ليمنعوهم من دخول الإسلام وليشوهوا جمال هذا الدين .
· انتشار الإسلام بالسيف : يقول المبشر نلسون : وأخضع سيف الإسلام شعوب إفريقيا وآسيا شعبا بعد شعب .
· يقول هنري جسب الأمريكي : المسلمون لا يفهمون الأديان ولا يقدرونها قدرها إنهم لصوص وقتلة ومتأخرون وإن التبشير سيعمل على تمدينهم .
· لطفي ليفونيان وهو أرمني ألف بضعة كتب للنيل من الإسلام يقول إن تاريخ الإسلام كان سلسلة مخيفة من سفك الدماء والحروب والمذابح .
· أديسون الذي يقول عن محمد صلى الله عليه وسلم محمد لم يستطع فهم النصرانية ولذلك لم يكن في خياله إلا صورة مشوهة بنى عليها دينه الذي جاء به العرب .
· المبشر نلسن يزعم بأن الإسلام مقلد وأن أحسن ما فيه إنما هو مأخوذ من النصرانية وسائر ما فيه أخذ من الوثنية كما هو أو مع شيء من التبديل .
· المبشر ف.ج هاربر يقول : إن محمدا كان في الحقيقة عابد أصنام ذلك لأن إدراكه في الواقع كاريكاتور .
· المبشر جسب يقول : إن الإسلام مبني على الأحاديث أكثر مما هو مبني على القرآن ولكننا إذا حذفنا الأحاديث الكاذبة لم يبق من الإسلام شيء .
· ويقول كذلك : الإسلام ناقص والمرأة فيه متعبدة .
· المبشر جون تاكلي يقول : يجب أن نري هؤلاء الناس أن الصحيح في القرآن ليس جديدا وأن الجديد فيه ليس صحيحا .
· أما القس صموئيل زويمر فيقول في كتابه العالم الإسلامي اليوم يجب إقناع المسلمين بأن النصارى ليسوا أعداء لهم .
· يجب نشر الكتاب المقدس بلغات المسلمين لأنه أهم عمل مسيحي .
· تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها .
· ينبغي للمبشرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة إذ إن من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين وتحرير النساء .
· وقال صموئيل زويمر كذلك في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م : … لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها .
· إنكم أعددتم نشئاً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي فقد جاء النشء طبقا لما أراده الاستعمار لا يهتم بعظائم الأمور ويحب الراحة والكسل فإذا تعلم فللشهرة وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهرة يجود بكل شيء .
· وقد كتب أحد المبشرين في بداية هذا القرن الميلادي يقول : سيظل الإسلام صخرة عاتية تتحطم عليها كل محاولات التبشير مادام للمسلمين هذه الدعائم الأربع : القرآن والأزهر واجتماع الجمعة الأسبوعي ومؤتمر الحج السنوي العام

مؤتمراتهم
· لقد كان لهم وما يزال الكثير من المؤتمرات الإقليمية والعالمية ومن ذلك :
· مؤتمر القاهرة عام 1324هـ 1906م وقد دعا إليه زويمر بهدف عقد مؤتمر يجمع الإرساليات التبشيرية البروتستانتية للتفكير في مسألة نشر الإنجيل بين المسلمين وقد بلغ عدد المؤتمرين 62 شخصا بين رجال ونساء وكان زويمر رئيسا لهم .
· المؤتمر التبشيري العالمي في أدنبرة باسكوتلندة عام 1328هـ 1910م وقد حضره مندوبون عن 159 جمعية تبشيرية في العالم .
· مؤتمر التبشير في لكهنؤ بالهند عام 1339هـ 1911م حضره صموئيل زويمر وبعد انفضاض المؤتمر وزعت على الأعضاء رقاع مكتوب على أحد وجهيها تذكار لهكنؤ سنة 1911م وعلى الوجه الآخر اللهم يا من يسجد له العالم الإسلامي خمس مرات في اليوم بخشوع انظر بشفقة إلى الشعوب الإسلامية وألهمها الخلاص بيسوع المسيح .

مؤتمرات التبشير في القدس
· في عام 1343ه‍ 1924م .
· في عام 1928م مؤتمر تبشيري دولي .
· في عام 1354ه‍ 1935م وقد كان يضم 1200 مندوب .
· في عام 1380ه‍ 1961م .
· مؤتمر الكنائس البروتستانتية عام 1974م في لوزان بسويسرا .
· وأخطر المؤتمرات مؤتمر كولورادوا في 15 اكتوبر 1978م تحت اسم مؤتمر أمريكا الشمالية لتنصير المسلمين حضره 150 مشتركا يمثلون أنشط العناصر التنصيرية في العالم استمر لمدة أسبوعين بشكل مغلق وقدمت فيه بحوث حول التبليغ الشامل للإنجيل وتقديمه للمسلمين والكنائس الديناميكية في المجتمع المسلم وتجسيد المسيح وتحبيبه إلى قلب المسلم ومحاولات نصرانية جديدة لتنصير المسلمين وتحليل مقاومة واستجابة المسلم واستخدام الغذاء والصحة كعنصرين في تنصير المسلمين وتنشيط دور الكنائس المحلية في تنصير العالم الإسلامي .
· وقد انتهى المؤتمر بوضع استراتيجية بقيت سرية لخطورتها مع وضع ميزانية لهذه الخطة مقدارها (1000 ) مليون دولار وقد تم جمع هذا المبلغ فعلا وتم إيداعه في أحد البنوك الأمريكية الكبرى .
· المؤتمر العالمي للتنصير الذي عقد في السويد في شهر اكتوبر 1981م تحت إشراف المجلس الفيدرالي اللوثراني الذي نوقشت فيه تنائج مؤتمري لوزان وكولورادو وخرج بدراسة مستفيضة عن التنصير لما وراء البحار بهدف التركيز على دول العالم الثالث

ومن مؤتمراتهم ايضا
· مؤتمر استانبول .
· مؤتمر حلوان بمصر .
· مؤتمر لبنان التبشيري .
· مؤتمر لبنان بغداد البتشيري .
· مؤتمر قسطنطينية التبشيري في الجزائر وذلك قبل الاستقلال .
· مؤتمر شيكاغو .
· مؤتمر مدارس التبشيري في بلاد الهند وكان ينعقد هذا المؤتمر كل عشر سنوات .
· مؤتمر بلتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية 1942م وهو مؤتمر خطير جدا وقد حضره من اليهود بن غوريون .
· بعد الحرب العالمية الثانية تخذت النصرانية نظاما جديدا إذ ينعقد مؤتمر للكنائس مرة كل ست أو سبع سنوات متنقلا من بلد إلى آخر .
· مؤتمر امستردام 1948م هولندا .
· مؤتمر ايفانستون 1954م أمريكا .
· مؤتمر نيودلهي 1961م الهند .
· مؤتمر أوفتالا 1967م أوفتالا بأوروبا .
· مؤتمر جاكرتا 1975م أندونيسيا وقد اشترك فيه 3000 مبشر نصراني .
· عقد المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي في يوليو سنة 1980م في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وقد حث المؤتمر على ضرورة زيادة البعثات التنصيرية بين مسلمي الشرق الأوسط خاصة في دول الخليج العربي

أشهر المراكز والمعاهد التنصيريه
· معهد صموئيل زويمر في ولاية كاليفورنيا فقد تم إنشاؤه بناء على توصية من قرارات مؤتمر كولورادو .
· المركز العالمي للأبحاث والتبشير في كاليفورنيا الذي قام بتقديم الأشخاص اللازمين للإعداد لمؤتمر كولورادو مع تهيئة عوامل نجاح هذا المؤتمر .
· الجامعة الأمريكية في بيروت الكلية السورية الإنجيلية سابقا أنشئت عام 1865م .
· الجامعة الأمريكية في القاهرة أنشئت لتكون قريبة من الأزهر ومنافسة له .
· الكلية الفرنسية في لاهور .
· جمعية التبشير الكنيسية الإنجليزية وهي أهم جمعية بروتستانتية وقد مضى على إنشائها قرابة قرنيين من الزمان .
· إرساليات التبشير الأمريكية أهمها الجمعية البشيرية الأمريكية والتي يرجع عهدها إلى سنة 1810م .
· جمعية إرساليات التبشير الألمانية الشرقية أسسها القسيس لبسيوس سنة 1895م وقد بدأ عملها فعلا سنة 1900م .
· أسس الإنجليز في سنة 1809م الجمعية اللندنية لنشر النصرانية بين اليهود وبدأ عملها بأن ساقت اليهود المتفرقين في شتات الأرض إلى أرض فلسطين

بعض كتبهم ووسائلهم الدعائيه
· صنف زويمر كتابا جمع فيه بعض التقارير عن التبشير أسماه العالم الإسلامي اليوم تحدث فيه عن الوسائل المؤدية للاحتكاك بالشعوب غير المسيحية وجلبها إلى حظيرة المسيح مع بيان الخطط التي يجب على المبشر اتباعها .
· تاريخ التبشير : للمبشر أدوين بلس البروتستانتي .
· كتاب المستر فاردنر : ركز فيه حديثه عن إفريقيا وسبل نشر النصرانية فيها وعائق ذلك ومعالجاته.
· مجلة إرساليات التبشير البروتستانتية التي تصدر في مدينة بال بسويسرا والتي تحدثت عن مؤتمر أدنبره سنة 1910م .
· مجلة الشرق المسيحي الألمانية تصدرها جمعية التبشير الألمانية منذ سنة 1910م .
· دائرة المعارف الإسلامية التي صدرت بعدة لغات حية .
· موجز دائرة المعارف الإسلامية .
· طبع الإنجيل بشكل أنيق وبأعداد هائلة وتوزيعه مجانا وإرساله بالبريد لمن يطلبه وأحيانا لمن لا يطلبه أيضا .
· توزيع أشرطة الفيديو والكاسيت المسجل عليها ما يصرف المسلم عن دينه واستخدام الموجات الإذاعية والتليفزيونية التي تبث سمومها وتصل إلى المسلمين في مخادعهم وتعتمد على التمثيليات والبرامج الترفيهية والثقافية والرياضية من أجل خدمة أهدافهم الخبيثة

وسائل اخرى لها تأثير واسع
· من هذه الوسائل :
· تقديم الخدمات الطبية بهدف استغلال هذه المهنة في التنصير :
· بول هاريسون له كتاب الطبيب في بلاد العرب يقول : لقد وجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى .
· س.أ. موريسون محرر في مجلة العالم الإسلامي يقول : وحينئذ تكون الفرصة سانحة حتى يبشر هذا الطبيب بين أكبر عدد ممكن من المسلمين في القرى الكثيرة في طول مصر وعرضها .
· المبشرة ايد هاريس تقول : يجب على الطبيب أن ينتهز الفرصة ليصل إلى أذان المسلمين وقلوبهم .
· المستر هاربر يقول بوجوب الإكثار من الإرساليات الطبية لأن رجالها يحتكون دائما بالجمهور ويكون لهم تأثير على المسلمين أكثر مما للمبشرين الآخرين مؤتمر القاهرة 1906 .
· من المبشرين الأطباء : آن أساوودج ، فورست ، كار نيليوسي فانديك ، جورج بوست ، وتشارلز كلهون ، ماري أوي ، الدكتور طومسون

التعليم
· إنهم يضعون كل ثقلهم في استغلال التعليم وتوجيهه بما يخدم أهدافهم التنصيرية .
· إنشاء المدارس والكليات والجامعات والمعاهد العليا وكذلك إنشاء دور للحضانة ورياض للأطفال واستقبال الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية .
· لقد وزعوا خلال مائة وخمسين عاما ما يزيد عن ألف مليون نسخة من نسخ العهد القديم والجديد مترجمة إلى 1130 لغة عدا النشرات والمجلات التي تبلغ قيمتها بم يقدر بـ 7000 مليون دولار .
· الاستشراق والتنصير يتعاونان تعليميا في خدمة أهدافهما المشتركة

الأعمال الاجتماعيه
· إيجاد بيوت للطلبة من الذكور والإناث .
· إيجاد الأندية .
· الاهتمام بدور الضيافة والملاجيء للكبار ودور لليتامى واللقطاء .
· الاعتناء بالأعمال الترفيهية وحشد المتطوعين لأمثال هذه الأعمال .
· إنشاء المكتبات التبشيرية واستغلال الصحافة بشكل واسع .
· إنشاء مخيمات الكشافة التي تستغل أفضل استغلال في التنصير .
· زيارة المسجونين والمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا والخدمات لهم .
· تكلمت المس ولسون ومس هلداي في مؤتمر القاهرة 1906م عن دور المرأة كمبشرة لتقوم بنشر ذلك بين نساء المسلمين المسلمات

النسل
· في اجتماع البابا شنودة في 5/3/1973م مع القساوسة والأثرياء في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية طرحوا بعض المقررات وقد كان منها تحريم تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة وتشجيع الإكثار من النسل بوضع الحوافز والمساعدات المادية والمعنوية مع تشجيع الزواج المبكر بين النصارى وبالمقابل تحديد النسل وتنظيمه بين المسلمين خاصة علما بأن أكثر من 65% من الأطباء وبعض القائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة

الفتن والحروب
· يعملون على تشجيع الحروب والفتن وذلك لإضعاف الشعوب الإسلامية .
· إثارة الاضطرابات المختلفة بإذكاء نار العداوة والبغضاء وإيقاظ روح القوميات الإقليمية الطائفية الضيقة كالفرعونية في مصر والفينيقية في الشام وفلسطين ولبنان والآشورية في العراق والبربرية في شمال إفريقيا واستغلال جميع ذلك في التنصير .
· يقول زويمر في مؤتمر التبشير في لكهنؤ بالهند 1911م إن الانقسام السياسي الحاضر في العالم الإسلامي دليل بالغ على عمل يد الله في التاريخ واستثارة للديانة المسيحية كي تقوم بعملها .

الامكانات
في إندونيسيا يسيطرون على وسائل الاعلام ولديهم إذاعات تبشيرية وصحف قومية وإحصائية 1975م تكشف بأن فيها 8919 كنيسة لطائفة البروتستانت و 3897 قسيسا و 8504 مبشرين متفرغين ولطائفة الكاثوليك 720 كنيسة و 2630 قسيسا و 5393 مبشرا متفرغا وقد وضعوا خطة للانتهاء من تنصيرها في عام 2000 ميلادية .
· في بنجلاديش إرساليات تبشيرية كثيرة لتنصير المسلمين هناك .
· في كينيا : يعدون لتنصيرها تماما في عام 2000 ميلادية أيضا . · ذكر في مؤتمر عدم الإنحياز في كوالالمبور بأن هناك حوالي 2500 محطة إذاعية بـ 64 لغة قومية تشن هجوما صريحا وضارياً ضد الإسلام .
· مجموع الإرساليات الموجودة في 38 بلدا إفريقيا يبلغ 111.000 إرسالية بعضها يملك طائرات تنقل الأطباء والأدوية والممرضات لعلاج المرضى في الغابات وأحراش الجبال .
· يوجد الآن في العالم ما يربو على 220 ألف مبشر منهم 138.000 كاثوليكي والباقي 82.000 بروتستانتي وفي إفريقيا وحدها 119.000 مبشر ومبشرة ينفقون بليوني دولار سنويا .
· يستخدمون سفناً معدة إعدادا خاصا يسمح بإقامة الحفلات على ظهرها للاستعانة بها في توزيع المطبوعات الكنسية وإقامة الحفلات التي تستغل لأهدافهم الخاصة في التنصير ويعلنون عنها باسم إقامة معرض عائم للكتاب .
· يقوم مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان وهيئات أخرى بالإشراف والتوجيه والدعم المالي لكافة الأنشطة التنصيرية وتتوفر مصادر تمويل ثابة من مختلف الحكومات والمؤسسات في الدول الغربية وعن طريق المشروعات الاقتصادية والأراضي الزراعية والأرصدة في البنوك والشركات التابعة لهذه الحركات التنصيرية مباشرة وحملات جمع التبرعات التي يقوم بها القساوسة من حين لآخر ، وتوجد هيئات ومراكز للبحوث والتخطيط يعمل بها نخبة ممتازة من الباحثين المؤهلين ومن أهم هذه المراكز :
· مركز البحوث التابع للفاتيكان .
· مركز البحوث التابع لمجلس الكنائس العالمي .
· حركة الدراسات المسيحية في كاليفورنيا .
· مركز البحث في كولورادو .
· المركز المسيحي في نيروبي ( كينيا وقد أنشيء في عام 1401هـ )
· مركز المعلومات المسيحي في نيجيريا .
· المركز المسيحي الدراسي في روالبندي (باكستان) وقد تأسس سنة 1966م ويعتبر من أكبر المراكز في آسيا

الجذور الفكريه
· يبلغ عدد المبشرين في أنحاء العالم ما يزيد على 220 ألف منهم 138000 كاثوليكي والباقي وعددهم 62000 من البروستانت .
· لقد بدأ التنصير وتوسع إثر الانهزامات التي مني بها الصليبيون طوال قرنين من الزمان 1099-1254 أنفقوهما في محاولة الاستيلاء على بيت المقدس وانتزاعه من أيدي المسلمين .
· الأب اليسوعي ميبز يقول : إن الحروب الصليبية الهادئة التي بدأها مبشرونا في القرن السابع عشر لا تزال مستمرة إلى أيامنا إن الرهبان الفرنسيين والراهبات الفرنسيات لا يزالون كثيرين في الشرق .
· يرى المستشرق الألماني بيكر بأن هناك عداء من النصرانية ضد الإسلام بسبب أن الإسلام عندما انتشر في العصور الوسطى أقام سدا منيعا في وجه انتشار النصرانية في أساسه يهدف إلى تمكين الغرب النصراني من البلاد الإسلامية وهو مقدمة أساسية للاستعمار وسبب مباشر لتوهين قوة المسلمين وإضعافها

الانتشار وأماكن النفوذ
· لقد انتشر التنصير وامتد إلى كل دول العالم الثالث .
· إنه يتلقى الدعم الدولي الهائل من أوروبا وأمريكا ومن مختلف الكنائس والهيئات والجامعات والمؤسسات العالمية .
· إنه يلقى بثقله بشكل كثيف حول العالم الإسلامي عن طريق فتح المدارس الأجنبية وتصدير البعوث والإرساليات التبشيرية وتشجيع انتشار المجلات الخليعة والكتب العابثة والبرامج التلفزيونية الفاسدة والسخرية من علماء الدين والترويج لفكرة تحديد النسل والعمل على إفساد المرأة المسلمة ومحاربة اللغة العربية وتشجيع النعرات القومية .
· إنه يتمركز في أندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش والباكستان وفي إفريقيا بعامة .
· يزداد تيار التنصير نتيجة لسياسة التساهل من قبل الحكام في بعض البلدان الإسلامية فبعضهم يحضر القداس بنفسه وبعضهم يتبرع بماله لبناء الكنائس وبعضهم يتغافل عن دخول المسيحيين بصورة غير مشروعة والمطلوب اتخاذ سياسة حازمة لإيقاف تيار التنصير قبل فوات الأوان

الخلاصه
· أن التنصير حركة سياسية استعمارية تستهدف نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث عامة وبين المسلمين على وجه الخصوص ويستغل زعماؤها انتشار الجهل والفقر والمرض للتغلغل بين شعوب تلك الأمم متوسلين بوسائل الإعلام التقليدية من كتب ومطبوعات وإذاعة وتلفاز وأشرطة سمعية ومرئية فضلا عن المخيمات والتعليم والطب إلى جانب الأنشطة الاجتماعية الإنسانية والإغاثية الموجهة لمنكوبي الفتن والحروب وغفلة وتساهل حكام بعض الدول الإسلامية ، وتعتمد تلك الحركة في تحقيق أهدافها على تشويه صورة الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم مسخرين إمكاناتهم الضخمة لتحقيق مآربهم .

يتبع ...

اخت مسلمة
03-24-2009, 09:45 PM
الصهيــونيـــة
التعــريــف:
الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله. واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) في القدس حيث تطمع الصهيونية أن تشيد فيها هيكل سليمان، وتقيم مملكة لها تكون القدس عاصمتها. ارتبطت الحركة الصهيونية بشخصية اليهودي النمساوي "هرتزل" الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم.

التأسيــس وأبــرز الشخصــيات:
للصهيونية العالمية جذور تاريخية فكرية وسياسية تجعل من الضروري لفهم هذه الحركة الوقوف عند الأدوار التالية:
-1 حركة المكابيين التي أعقبت العودة من السبي البابلي (586 - 538م) قبل الميلاد، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان.
-2 حركة باركو خبا (118 - 138م) وقد أثار هذا اليهودي الحماسة في نفوس اليهود وحثهم على التجمع في فلسطين وتأسيس دولة يهودية فيها.
-3 حركة موزس الكريتي وكانت شبيهة بحركة باركو خبا.
-4 مرحلة الركود في النشاط اليهودي بسبب اضطهاد اليهود وتشتتهم. ومع ذلك فقد ظل الشعور القومي عند اليهود عنيفاً لم يضعف.
-5 حركة دافيد روبين وتلميذه سولومون مولوخ (1501م - 1532م) وقد حثا اليهود على ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل في فلسطين.
-6 حركة منشه بن إسرائيل (1604 0 1657م) وهي النواة الأولى التي وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا في تحقيق أهداف الصهيونية.
-7 حركة شبتاي زفي (1626 - 1676م) الذي ادعى أنه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن مخلصهم مات.
-8 حركة رجال المال التي تزعمها روتشيلد وموسى مونتفيوري وكانت تهدف إلى إنشاء مستعمرات يهودية في فلسطين كخطوة أولى لامتلاك الأرض ثم إقامة دولة اليهود.-9 الحركة الفكرية الاستعمارية التي دعت إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين في بداية القرن التاسع عشر.-
-9 حركة صهيونية عنيفة قامت إثر مذابح اليهود في روسيا سنة 1882م وفي هذه الفترة ألف هيكلر الجرماني كتاب بعنوان (إرجاع اليهود إلى فلسطين حسب أقوال الأنبياء).
-10 الصهيونية الحديثة وهي الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل الصحفي اليهودي النمساوي (1860 - 1904م) وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءاً بإقامة دولة لهم في فلسطين. وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص في محاولتين، لكنه أخفق، عند ذلك عملت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان وإلغاء الخلافة الإِسلامية.
وقد أقام هرتزل أول مؤتمر صهيوني عالمي سنة 1897م، ونجح في تجميع يهود العالم حوله كما نجح في جمع دهاة اليهود الذين صدرت عنهم أخطر مقررات في تاريخ العالم وهي "بروتوكولات حكماء صهيون" المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التي يقدسونها، ومن ذلك الوقت أحكم اليهود تنظيماتهم وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميرية التي أصبحت نتائجها واضحة للعيان في زمننا هذا.

الأفــــكار والمعتقــدات:
- تستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة التي حرفها اليهود، وقد صاغت الصهيونية فكرها في "بروتوكولات حكماء صهيون".
- تعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء في جنسية واحدة هي الجنسية الإِسرائيلية.
- تهدف الصهيونية إلى سيطرة اليهود على العالم كما وعدهم إلههم يهوه، وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.
- يعتقدون أن اليهود هم العنصر الممتاز الذي يجب أن يسود وكل الشعوب الأخرى خدم لهم.
- يرون أن أقوم السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف.
- يدعون إلى تسخير الحرية السياسية من أجل السيطرة على الجماهير ويقولون: يجب أن نعرف كيف نقدم لهم الطعم الذي يوقعهم في شباكنا.
- يقولون لقد انتهى العهد الذي كانت فيه السلطة للدين، والسلطة اليوم للذهب وحده فلا بد من تجميعه في قبضتنا بكل وسيلة لتسهل سيطرتنا على العالم.
- يرون أن السياسة نقيض للأخلاق ولا بد فيها من المكر والرياء أما الفضائل والصدق فهي رذائل في عرف السياسة.
- يقولون: لا بد من إغراق الأمميين في الرذائل بتدبيرنا عن طريق من نهيئهم لذلك من أساتذة وخدم وحاضنات ونساء الملاهي.
- يقولون: يجب أن نستخدم الرشوة والخديعة والخيانة دون تردد ما دامت تحقق مآربنا.
- يقولون: يجب أن نعمل على بث الفزع الذي يضمن لنا الطاعة العمياء ويكفي أن يشتهر عنا أننا أهل بأس شديد ليذوب كل تمرد وعصيان.
- يقولون: ننادي بشعارات (الحرية والمساواة والإِخاء) لينخدع بها الناس ويهتفوا بها وينساقوا وراء ما نريد لهم.
- يقولون: لا بد من تشييد أرستقراطية تقوم على المال الذي هو في يدنا والعلم الذي اختص به علماؤنا.
- يقولون: سنعمل على دفع الزعماء إلى قبضتنا وسيكون تعيينهم في أيدينا واختيارهم يكون حسب وفرة أنصبتهم من الأخلاق الدنيئة وحب الزعامة وقلة الخبرة.
- يقولون: سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة التي توجه العالم نحو ما نريد.
- يقولون: لابد من توسيع الشقة بين الحكام والشعوب وبالعكس ليصبح السلطان كالأعمى الذي فقد عصاه ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه.
- يقولون: لابد من إشعال نار الخصومة الحاقدة بين كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفاً مقدساً تتنافس كل القوى للوصول إليه، ولا بد من إشعال نار الحرب بين الدول بل داخل كل دولة عند ذلك تضمحل القوى وتسقط الحكومات وتقوم حكومتنا العالمية على أنقاضها.
- يقولون: سنتقدم إلى الشعوب الفقيرة المظلومة في زي محرريها ومنقذيها من الظلم وندعوها إلى الانضمام إلى صفوف جنودنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين والماسونيين وبفضل الجوع سنتحكم في الجماهير ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سبيلنا.
- يقولون: لابد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية لكي يخضع لنا الجميع بفضل الذهب الذي احتكرناه.
- يقولون: إننا الآن بفضل وسائلنا الخفية في وضع منيع بحيث إذا هاجمتنا دولة نهضت أخرى للدفاع عنا.
- يقولون: إن كلمة الحرية تدفع الجماهير إلى الصراع مع الله ومقاومة سنته فلنشعها هي وأمثالها إلى أن تصبح السلطة في أيدينا.
- يقولون: لنا قوة خفية لا يستطيع أحد تدميرها تعمل في صمت وخفاء وجبروت ويتغير أعضاؤها على الدوام وهي الكفيلة بتوجيه حكام الأمميين كما نريد.
- يقولون: لابد أن نهدم دولة الإِيمان في قلوب الشعوب وننزع من عقولهم فكرة وجود الله ونحل محلها قوانين رياضية مادية لأن الشعب يحيا سعيداً هانئاً تحت رعاية دولة الإِيمان. ولكي لا ندع للناس فرصة المراجعة يجب أن نشغلهم بشتى الوسائل وبذلك لا يفطنوا لعدوهم العام في الصراع العالمي.
- يقولون: لابد أن نتبع كل الوسائل التي تتولى نقل أموال الأمميين من خزائنهم إلى صناديقنا.
- يقولون: سنعمل على إنشاء مجتمعات منحلة مجردة من الإِنسانية والأخلاق، متحجرة المشاعر، ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة، ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية، وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة فيقعوا تحت أيدينا صاغرين.
- يقولون: سنقبض بأيدينا علىكل مقاليد القوى ونسيطر على جميع الوظائف وتكون السياسة بأيدي رعايانا وبذلك نستطيع في كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين.
- يقولون: لقد بثثنا بذور الشقاق في كل مكان بحيث لا يمكن اجتثاثه، وأوجدنا التنافر بين مصالح الأمميين المادية والقومية وأشعلنا نار النعرات الدينية والعنصرية في مجتمعاتهم ولم ننفك عن بذل جهودنا في إشعالها منذ 20 قرناً ولذلك من المستحيل على أي حكومة أن تجد عوناً من أخرى لضربنا وأن الدول لن تقدم على إبرام أي اتفاق مهما كان ضئيلاً دون موافقتنا لأن محرك آلة الدول في قبضتنا.
- يقولون: لقد هيأنا الله لحكم العالم وزودنا بخصائص وامتيازات لا توجد عند الأمميين ولو كان في صفوفهم عباقرة لاستطاعوا مقاومتنا.
- يقولون: لابد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة أغراضنا عوض إخمادها ولابد من الاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها.
- يقولون: سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها والوعود الكاذبة فلا بد أن نكوّن هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التي تغدق الوعود ولا بد أن نبث في الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة وخير لهم أن يدعوها لأهلها.
- يقولون: سنكثر من إشاعة المتناقضات ونلهب الشهوات ونؤجج العواطف.
- يقولون: سننشئ "إدراة الحكومة العليا" ذات الأيدي الكثيرة الممتدة إلى كل أقطار الأرض والتي يخضع لها كل الحكام.
- يقولون: يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة ونعود الناس على البذخ الترف والانحلال ونعمل على رفع الأجور وتيسير القروض ومضاعفة فوائدها عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا
- يقولون: في الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر فنستنكر الظلم وننادي بالحريات ونندد بالطغيان.
- يقولون: إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها، وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق وسنشغل بها الأمميين عما ينفعهم ونجعلهم ينجرون وراء الشهوة والمتعة.
- يقولون: الحكام أعجز من أن يعصوا أوامرنا لأنهم يدركون أن السجن أو الاختفاء من الوجود مصير المتمرد منهم فيكونوا أعظم طاعة لنا وأشد حرصاً ورعاية لمصالحنا.
- يقولون: سنعمل على ألا يكشف مخططنا قبل وقته ولا نهدم قوة الأمميين قبل الأوان.
- يقولون: نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة ليصل إلى الحكم كل من نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم.
- يقولون: سنفكك الأسرة وننفخ روح الذاتية في كل فرد ليتمرد ونحول دون وصول ذوي الامتياز إلى الرتب العالية.
- يقولون: لا يصل إلى الحكم إلا أصحاب الصحائف السود غير المكشوفة وهؤلاء سيكونون أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهير. كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة والبطولة عليها.
- يقولون: سنستعين بالانقلابات والثورات كلما رأينا فائدة لذلك.
- يقولون: لقد أنشأنا قوانا الخفية لتحقيق أهدافنا ولكن البهائم من الأمميين يجهلون أسرارها فوثقوا بها وانتسبوا إلى محافلها فسيطرنا عليهم وسخرناهم لخدمتنا.
- يقولون: إن تشتيت شعب الله المختار نعمة وليست ضعفاً وهو الذي أفضى بنا إلى السيادة العالمية.
- يقولون: ستكون كل دور النشر بأيدينا وستكون سجلات التعبير عن الفكر الإِنساني بيد حكومتنا وكل دار تخالف فكرنا سنعمل على إغلاقها باسم القانون.- يقولون: ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ وكلها تخدم أهدافنا.
- يقولون: لابد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي والألعاب والمنتديات العامة والفنون والجنس والمخدرات لنلهيهم عن مخالفتنا أو التعرض لمخططاتنا.
- يقولون: سنمحو كل ما هو جماعي وسنبدأ المرحلة بتغيير الجامعات وسنعيد تأسيسها حسب خططنا الخاصة.
- يقولون: سنتصرف مع كل من يقف في طريقنا بكل عنف وقسوة.
- يقولون: سنكثر من المحافل الماسونية وننشرها في كل وسط لتوسيع نطاق سيطرتنا.
- يقولون: عندما تصبح السلطة في أيدينا لن نسمح بوجود دين غير ديننا على الأرض.

الجــذور الفــكرية والعقائــدية:
- الصهيونية قديمة بدأت تظهر مع تحريف التوراة، فالنصوص المحرّفة نفسها هي التي أججت الروح القومية عند اليهود منذ أيامها الأولى. وحركة هرتزل إنما هي تجديد وتنظيم للصهيونية القديمة.
- تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة المحرفة والتلمود. ولكن لا بد من الإِشارة إلى إن عدداً من زعماء الصهيونية هم من الملاحدة، واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق المطامع السياسية والاقتصادية.

الانتشـــار ومواقــع النفــوذ:
- الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالمية وهي كما وصفها اليهود أنفسهم (مثل الإِله الهندي فشنو الذي له مائة يد) فهي لها في جل الأجهزة الحكومية في العالم يد مسيطرة موجهة تعمل لمصلحتها.
- هي التي تقود إسرائيل وتخطط لها.
- الماسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتها وتخضع لها زعماء العالم ومفكريه.
- للصهيونية مئات الجمعيات في أوروبا وأمريكا في مختلف المجالات التي تبدو متناقضة في الظاهر لكنها كلها في الواقع تعمل لمصلحة اليهودية العالمية.
- هناك من يبالغ في قوتها مبالغة كبيرة جداً، وهناك من يهون من شأنها، والرأيان فيهما خطأ، على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الآن يحيون فترة علو استثنائية.

ابو يوسف المصرى
04-07-2009, 03:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الكريمة الاخت المسلمة
جزاكى الله تعالى كل خير
وزادكى علما وثباتا .ونصركى على اعداء الدين
==================
ساورد لكم دراسة على اجزاء فهي طويلة

صاحب الدراسة هو الدكتور محمد عباس
يوثق بنفسه مسألة القومية العربية....كشاهد حي ..وكدليل مادى....وقد من الله علية بالهداية ..وله عدة كتب...انصح بقرائتها لانها تزخر بوثائق هائلة ...نسال الله ان ننتفع بها.........حسب ما اظنه وحسب علمى القليل ..والله تعالى اعلم
وارجو منكم اخوانى ان تغفروا لى كونى انقلها كاملة دون ان اختصرها..او احذف منها ما هو غير مفيد حسب علمى القليل.لانها تمثل كلها وثيقة متصلة...كما ان الدكتور بين كيف تسير الخيوط ومن يمسك بها
================================================== =====
بسم الله الرحمن الرحيم

محاورة موقع الفرسان مع د محمد عباس عن القومية العربية
مقدمة
دعني قبل البداية أسرد عليكم هذه الحكاية من القصص الشعبي المفعم بحكمة الأجيال عبر الزمن، إذ يحكى أن رجلا كان يذهب لصلاة الصبح في المسجد كل صباح فأراد الشيطان أن يعطله عن صلاته فكمن له في الطريق إلى المسجد بعد أن تشكل في صورة أحد أصدقائه، وتصنع الشيطان في صورة الصديق أنه سيصحبه إلى المسجد للصلاة معه، وفي الطريق صرخ الشيطان فجأة لأن شوكة دخلت في قدمه وطلب من صديقه أن يخرجها، وهرع الصديق لنجدة صديقه الذي مدّ قدمه ففوجئ الرجل أن القدم ذات حافر مشقوق، فأدرك والرعب يكاد يقتله أنه الشيطان يعبث به فصرخ عاليا، وانطلق لا يلوي علي شيء والشيطان يقهقه خلفه، كان يجري مبتعدا عن طريق المسجد، و ظل الرجل يجري حتى أدرك حيهم فقابل جاره في طريقه إلى المسجد، و حاول الجار أن يهدئ من روعه حتى هدأت نفسه، فسأله عما أفزعه كل هذا الفزع، فأخذ الرجل يحكي له الحكاية حتى وصل إلى الحافر المشقوق فتساءل الجار : مشقوق مثل هذا؟ ومد قدمه فإذا به هو الآخر مشقوق وأدرك الرجل أن الشيطان قد تجسد في صورة جاره، فولى منه فرارا بعد أن ملئ رعبا، واندفع يجري حتى أدرك شارعهم فوجد أخاه خارجا من بيته متوجها للمسجد، و حاول أخوه أن يهدئ من روعه حتى هدأت نفسه، فسأله عما أفزعه كل هذا الفزع، فأخذ الرجل يحكي له الحكاية حتى وصل إلى الحافر المشقوق فتساءل أخوه : مشقوق مثل هذا؟ ومد قدمه فإذا به هو الآخر مشقوق وأدرك الرجل أن الشيطان قد تجسد في صورة أخيه، فانطلق يجري صائحا وهو من الرعب في غاية، إلى أن وصل إلى بيته فهرعت إليه زوجته وأخذت تهدئ من روعه متسائلة عما به، فأخذ يحكي لها عما ألم به حتى وصل إلى الحافر المشقوق فمدت زوجته قدمها صائحة به : مثل هذا ؟

لا تذكر القصة الشعبية تلك نهاية الحكاية ، أغلب الظن لأنها بلا نهاية.

تذكرت هذه الحكاية عندما سألتموني عن القومية العربية.

فحكاية القومية العربية تشبه قصة ذلك الرجل الذي روعه الشيطان ليصرفه عن الصلاة حين تشكل بشكل صاحبه و جاره و أخيه وزوجته، ولم يكن أيا منهم، والنهاية المفتوحة للقصة توحي بإمكانيات للخداع لا حصر لها.

نعم..

القومية العربية هي العلمانية هي الليبرإلىة هي الرأسمإلىة هي الاشتراكية هي الشيوعية هي البراجماتية هي الحداثة هي ما بعد الحداثة هي النظام العالمي الجديد..

هي أيضا الحرية والإخاء والمساواة هي الديموقراطية هي تحرير المرأة هي القطرية هي الماسونية هي الروتاري هي الليونز هي العولمة ..

هي كل ذلك وكل ما قبله وكل ما بعدة .. إلى ما لانهاية..

لكن هذا التعدد كله لا يحمل داخله أي ثراء ولا أي تنوع، فما كل واحدة مما ذكرت إلا شكلا، مجرد شكل تجسد الشيطان فيه..

نعم..

شكل تجسد الشيطان فيه..

وكلما انكشف منها شكل لجأ إلى شكل آخر..

وكانت – دائما – كل الأشكال خداع وما كان سوى الشيطان.

والكفر ملة واحدة..

ولن يختلف الأمر حين يرتد المسلم إلى ماركسية أو قومية أو علمانية..أو..أو..أو..

نعم..

تجسد الشيطان نفس الشيطان في كل اتجاه من تلك الاتجاهات..

الصديق الذي تجسد الشيطان على صورته لم يكن فيه من الصديق أي شئ، ولا من الجار ولا من الأخ ولا من الزوجة.

كان الشيطان خالصا بلا زيادة ولا نقصان.

وكان الهدف كله هو الخديعة..

في الحكاية أن يصرف صاحبنا عن صلاة الصبح..

وفي القومية ومرادفاتها كان الشيطان هو نفس الشيطان و إن اختلفت تجسداته، وكان هدفه في كل الأحوال أن يصرفنا عن الدين كله.

لا أريد أن أصدمكم ولا أن أدعكم تشعرون بالفجيعة و أنتم تستعيدون ماضيا فعل فيه الشيطان بكم أكثر مما فعله بصاحبنا ذاك..

ففي القومية كان هناك طائفتان: الأقلون ، فلاسفة القومية وقادتها ومفكروها وكتبتها وطائفة المنتفعين بها، وجل أولئك كانوا يدركون أن القومية مروق من الإسلام..

أقول جل.. لأن هناك استثناءات نادرة أدعو الله أن يغفر لها بالجهل.. أما الغالبية العظمى من تلك الفئة الأولى فقد كانت تدرك منذ البداية أن القومية خروج على الإسلام.

الطائفة الثانية هي الأغلبية ، هم الناس في الشارع، هم الجماهير الذين أضلهم سادتهم فضلوا، تلك الأغلبية المسكينة التي خدعتها الأقلية كان وضعها أسوأ من وضع صاحبنا ذاك الذي حكيت لكم للتو حكايته..

لأن هذه الأغلبية لم تكتف من الغنيمة بالإياب، لم ترجع عن المسجد فقط، بل راحت تصلي خلف الشيطان نفسه..

نعم ..

كان الشيطان لهم إماما..

وكانوا يحسبون أنهم لم يثلموا من الإسلام شيئا.

غفر الله لهم بجهلهم.

***

لو صفي الفكر واستقام العقل وصلحت النية لكان مثلا واحدا من سيرتنا كافيا لوأد القومية يوم ولدت، ذلك أن سيدنا بلال بن رباح، العبد الحبشي، أفضل بما لا يقاس من أبي طالب، العربي القرشي، عم النبي صلى الله عليه وسلم وسنده في نشر الدين.

ألم تكن تلك فقط كافية لتدحض فكرا نتنا متخلفا يقوم على التمايز بين الناس على أساس العنصر والجنس؟.

***

التمايز على أساس العنصر..

العنصر..

فهل نسينا..

ألم تكن تلك خطيئة إبليس حين ظن أن عنصره الناري أسمى من عنصر الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام.

حقا..

فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور..

***

لا أدعي الحكمة بأثر رجعي.. ولا أريد أن أسبب لأي قارئ من القراء إحساسا بالفجيعة وهو يراجع نفسه كيف وقع ذات يوم في هذا الخطأ الفاجع، كيف خدع هذه الخديعة القاتلة؟ فلقد كنت أنا نفسي واحدا من المخدوعين، ليس بالحماس للقومية، أو حتى الموافقة عليها، فقد كنت دائما أشعر بشيء من النقص والعوار فيها، يجعلها عصية على التطبيق، وكنت أبحث عن السبب في كتب التاريخ والاجتماع والفلسفة، وتلك كانت خطيئتي الكبرى، إذ كيف لم أفهم منذ اللحظة الأولى أنها خروج من الإسلام، و أن هذا هو سر عوارها وعماها.

***

ثم أن جمال عبد الناصر، الذي تلتبس علاقتي به أشد الالتباس، كان بشخصيته الطاغية الآسرة حجابا ستر عنا عوار القومية، التي لم تأخذ دفعتها الهائلة في مجال التطبيق إلا عندما تبناها، فأخرجها من كهوف نتنة لم يكن يقطنها إلا منبوذون من شعوبهم، تنظر إلىهم أمتهم نظرة الريبة مدركة أن جذورهم تمتد إلى أعدائها، وكان معظمهم غير مسلمين، أخرج عبد الناصر القومية من ذلك الكهف المنتن، فتجسد الشيطان فيها ليقدمها للأمة كالأمل الذي طال انتظاره والخلاص الذي أمضّنا الصبر عليه، أخرجها وقدمها إلى الأمة كذلك لتسقط إلى الأبد في عام 1967، بعد عام وبضعة شهور من استشهاد سيد شهداء عصرنا: سيد قطب.

***

لم تكن المشكلة أنني كرهت جمال عبد الناصر، بل كانت المشكلة أنني ذات يوم أحببته: بالتحديد ما بين خطاب التنحي وموته، بعد أن ذُبحنا الذبحة الكبرى في يونيو 67( رغم أننا ذبحنا بعد ذلك ذبحات أكبر)، والتي ربطت بيننا بوشائج الألم الذي لا تنفصم، ولم يكن هينا عليّ، أن أقتنع أن جمال بتبني فكرة القومية العربية قد أساء إلى العرب والمسلمين وكان خطوة كبرى في النكبة الكبرى..

لم يكن ذلك يهون عليّ، حتى جاء يوم كنت أقرأ فيه من القرآن آية قرأتها عشرات المرات وسمعتها مئات، لكن وقعها في ذلك إلىوم كان وقع زلزال رهيب مروع، أو رصاصة في القلب، دخلت ولم تخرج أبدا.. تلك الآية:

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلىكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة..

***

ولعلي أدعو أن يكون جمال عبد الناصر ممن يغفر الله لهم بجهلهم.

ولعل دعائي له ذاك يزداد كلما رأيت من جاءوا بعده.

***

تبقى نقطة أخيرة يرفع القوميون لواءها، وهي كاذبة ذلك الكذب الشامل المشترك كقاسم أعظم مع كل مرادفاتها، حين يتهم القوميون من يرفض القومية العربية بأنه يكره لعرب والعروبة..

كذبت الألسنة وماتت الضمائر وشاهت الوجوه..

فكيف ننكر فضل العرب وقرآننا أنزل بلسان عربي ونبينا صلى الله عليه وسلم عربي، وقد جمع لنا شيخ الإسلام بن تيمية فصلا في الدليل على فضل العرب جاء فيه ما رواه الترمذي عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله إن قريشا جلسوا يتذاكرون أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم ثم خير القبائل فجعلني في خير قبيلة ثم خير البيوت فجعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا قال الترمذي هذا حديث حسن

وروى عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك قلت يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هداني الله قال تبغض العرب فتبغضني قال الترمذي هذا حديث حسن غريب.

وروى أبو جعفر الحافظ الكوفي عن ابن عباس قال قال رسول الله.

صلى الله عليه وسلم أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي قال الحافظ السلفي هذا حديث حسن.

ولما وضع عمر الديوان للعطاء كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بالأقرب فالأقرب إلى رسول الله فلما انقضت العرب ذكر العجم هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وخلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة أصحها ما ذكرناه

وسبب ما اختصوا به من الفضل والله أعلم ما جعل الله لهم من العقول والألسنة والأخلاق والأعمال وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع أو العمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة فالعرب هم أفهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني

وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس فغرائزهم أطوع من غرائز غيرهم فهم أقرب إلى السخاء والحلم والشجاعة والوفاء من غيرهم ولكن حازوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل ولا شريعة مأثورة ولا اشتغلوا ببعض العلوم بخلاف غيرهم فإنهم كانت بين أظهرهم الكتب المنزلة وأقوال الأنبياء فضلوا لضعف عقولهم وخبث غرائزهم

وإنما كان علم العرب ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم والحروب فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى تلقفوه عنه بعد مجاهدة شديدة ونقلهم الله عن تلك العادات الجاهلية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها فلما تلقوا عنه ذلك الهدى زالت تلك الريون عن قلوبهم فقبلوا هذا الهدى العظيم وأخذوه بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال بالقوة.

انتهى كلام شيخ الإسلام..

ونحن نؤمن بكل حرف فيه..

ثم يأتي القوميون ليتهمونا بالعداء للعرب..

ألا كذبت الألسنة وماتت الضمائر وشاهت الوجوه.. بل لم ينكب العرب بأعدائهم قدر نكبتهم بهم..

***

لقد أطلت مقدمتي..

والآن هات أسئلتك..













الأسئلة حول القومية العربية





س1: هل لك في أن تقدم تعريفا للقومية العربية؟

أحب أن أنبه قبل أن نتناول التعريف إلى فخ المصطلحات الذي تناولته في مقالات منشورة، و أريد أن أنبهك لشيء هام جدا فيما يتعلق بمصداقية الكلمة، فالمسلمون يعرفون أن الكون خلق بكلمة من حرفين، بـ:كن، وقد كانت عملية جمع القرآن وتحقيق الأحاديث النبوية الشريفة أعظم عملية موضوعية منهجية في التاريخ، وهي تعطيك دليلا على مدى احتفال المسلمين بالكلمة، فتغيير حرف يمكن أن يترتب عليه تغيير العالم، بل العالمين، فبين الإيمان والكفر شعرة، وهذا الاحتفال بالكلمة انتقل من مرتبة التقديس مع القرآن والكريم والحديث النبوي الشريف، إلى درجة هائلة من تقديس الصدق، فالمسلم يعرف أن المؤمن قد يقتل وقد يزني وقد يسرق لكنه لا يكذب، لذلك فإن المسلم عندما يطلق تعريفا أو مصطلحا فإنه يتحرى الصدق قدر استطاعته، ولقد ترتب علو هذا – على سبيل المثال – أوردوا روايات شاذة، ليدحضوها، لكن أمانتهم لم تسوغ لهم أن يتجاهلوها، ومثل هذه الروايات يستغلها الآن أعداؤنا للنيل من ديننا. أما في الجانب الآخر، جانب التنويريين والمستغربين، فالأمر ليس كذلك، بل إن السمة الجامعة المشتركة في حضارتهم وفكرهم هي الكذب ، الكذب الذي تدعمه قوة الإعلام فإن لم تنجح فبالضغط الاقتصادي فإن لم تنجح فبالصواريخ، لتعاقب بمنتهى القسوة من يتصدى لدحض هذا الكذب أو لفضحه. وما أن ينضم أحد إلى جوقة الهجوم على الإسلام، حتى تتكاتف كل إلىات الغرب لتمجيده، بل لتقديسه، إن نظرة فاحصة مأساوية على حال عالمنا العربي، ستكتشف أن الهجوم علي واحد من المستغربين، بداية من الطهطاوي، ومرورا بقاسم أمين و أحمد لطفي السيد وسلامة موسى وطه حسين ولويس عوض وجابر عصفور، وليس نهاية بسيد القمني وصلاح عيسى وجمال الغيطاني ويوسف القعيد وخليل عبد الكريم، الهجوم على أي واحد من هؤلاء، يجابه بمنتهى القسوة والعنف، إذ أن من يهاجمهم، لا بد أن يكون ظلاميا رجعيا متخلفا أو إرهابيا. لقد منحوهم قداسة كقداسة الرهبان والقديسين، ومن يسب القديس لابد أن يكون كافرا يستحق الموت، أما من يسب الأنبياء، وحتى الله، فإنه مستنير، ولابد للقانون، مدعما بالدولة أن يحميه.

لطالما تمنيت على سبيل المثال أن أري قوميا يتحدث عن حديث نبوي شريف بالتقديس الذي يتحدث به عن كلمة للزعيم الملهم ( من الذي ألهمه إذا كانوا قد أنكروا دور السماء) أو حتى بذات الوله الذي يتلو به رباعيات صلاح جاهين.

***

التعريف الذي تطلبه مني إذن سيكون مشحونا بالكذب، ومثل هذه التعريفات عادة وظيفتها إخفاء الحقيقة لا إظهارها، ولأعطك مثلا صغيرا بشعا على ذلك، فالتعريفات المبهرة التي انطلقت حول الطفل وحقوقه .. و..و..و.... أسفرت في الواقع عن إجرام فاحش.. فالأمر يتعلق بضرورة تعليم الأطفال الجنس!!.. وضرورة منع الكبت الجنسي!!.. وضرورة إباحة الزنا - يسمونه الحب أو العلاقات السوية أو عدم القهر الجنسي!!- ولم يكتفوا بذلك كله، بل طالبوا بحرية الشذوذ أيضا. ومثل آخر لتعريف العلمانية بالعلم، وهو تعريف لم يقل به أحد في الغرب أبدا، لم يقل به إلا علمانيونا ومثقفونا، قالوه وهم يعرفون أنه كذب، لمجرد خداع الناس، لكيلا يقفوا حجر عثرة تعوقهم عن تحيق مآربهم.

وانظر في نفس هذا الإطار إلى تعريفات أمريكا للحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والإرهاب والحرية الدينية، فالتعريف في كل واحد منها هو أداة لإخفاء الحقيقة لا لبيانها.

انظر إلى هذا الإطار الفاجر الذي يجعل من محمد الدرة إرهابيا ومن شارون رجل سلام.

انظر إلى هذا الإذلال للعراق تحت راية تحرير شعب العراق.

وانظر..

وانظر..

وانظر..

***

في نفس هذا الإطار نستطيع أن نستعرض التعريفات المتاحة للقومية العربية. راجيا من القارئ أن ينتبه ليس لما يقوله التعريف بل لما لا يقوله، أو على الأحرى لما يخفيه.

أحد التعريفات للقومية العربية يقول أنها حركة سياسية فكرية ، تدعو إلى تمجيد العرب ، وإقامة دولة موحدة لهم ، على أساس من رابطة الدم واللغة والتاريخ .

الذي لا يقوله التعريف أن القومية تنحي الدين جانبا.

تعريف آخر للقومية يقرر أنها صلة اجتماعية عاطفية تنشأ من الاشتراك في الوطن والجنس واللغة والمنافع، وقد تنتهي بالتضامن والتعاون إلى الوحدة.

ومرة أخرى فالمسكوت عنه هو الدين.

أما جيلنر فيرى أن القومية "هي أساساً مبدأ سياسي يقوم على ضرورة التطابق بين الوحدة السياسية والوحدة القومية".

وتعرّف القومية في شكلها الأحدث والأكثر انتشاراً بأنها الأمة انطلاقاً من أسس علمانية وثقافية، وهي تساوي بين الأمة و/أو بين مجموعة من الناس يملكون لغة مشتركة وبالتإلى يتشاركون في عناصر من تقإلىد ثقافية شفهية و/أو كتابية مشتركة تعرفهم وتمكنهم من تإلىف وحدة سياسية مستقلة وموحدة. إنها الرغبة في التطابق بين حدود الأمة وحدود الدولة.

أما المجاهد الشهيد الشيخ عبد الله عزام فيعرف القومية بقوله إنها: مبدأ سياسي اجتماعي يفضل معه صاحبه كل ما يتعلق بأمته على سواه مما يتعلق بغيرها، أو هو: عقيدة تصور وعيا جديدا يمجد فيه الإنسان جماعة محدودة من الناس يضمها إطار جغرافي ثابت، ويجمعها تراث مشترك وتنتمي إلى أصول عرقية واحدة.

أما التعريف الألمانى فيقول أن القومية لغة بينما ينحو التعريف الفرنسى إلى أنها إرادة..

فلماذا يا دعاة القومية – يطعن قلبى أننا - تحت شعارات القومية نفقد اللغة والإرادة.. بعد أن فقدنا الدين والسيادة؟!



***

يقول جارودى ( الإسلام الحى- دار البيرونى-بيروت) أنه ليس هناك فكرة مناقضة لعقلية الأمة الإسلامية أكثر من فكرة القومية، وهى فكرة تتناقض مع وحدة الإنسانية التي تعتبر المفتاح الرئيسي للنظرة الإسلامية للعالم. كانت القومية تمزيقا للأمة، وكانت مؤامرة غربية صليبية، وكانت شَركا وقعت فيه الثورة، وطعما ابتلعته، فما نجحت في إرساء الدولة القومية ولا هي سعت إلى وحدة الدولة الإسلامية. بل لقد استبعدت الدين أصلا كمحرك للصراع. وتجاهلت تاريخا طويلا مضمخا بالدم والمعارك.

إلا أن الدراسة المتعمقة تكشف عوار الفكرة من أساسها، فرابطة الدم واللغة والتاريخ لم تجعل من بريطانيا والولايات المتحدة واسترإلىا ونيوزيلندا دولة متحدة، ولا ألمانيا والنمسا، ولا إسبانيا والأرجنتين والتشيلي وكولومبيا وفنزويلا والباراغواي والاورغواي وكوستاريكا وغواتيمالا والسلفادور إلخ.. فإذا كانت هذه الروابط المرتكزة أساسا إلى اللغة والتاريخ قد فشلت في توحيد تلك الدول كلها فلماذا نتصور نجاحها في عالمنا العربي.

***

ولقد اختلف الدعاة إلى القومية في عناصرها ، فمن قائل : إنها الوطن ، والنسب ، واللغة العربية . ومن قائل : إنها اللغة فقط. ومن قائل: إنها اللغة مع المشاركة في الآلام والآمال.

المجمع عليه أن الدين ليس من عناصر القومية عند الصرحاء منهم، و حتى لو ادعى بعضهم أنها تحترم الأديان كلها من الإسلام وغيره فإن هذا الادعاء لا يتجاوز كونه عنصر مهادنة والأغلب أنه مؤقت، ويحمل سوء نية لا يتغافل عنه إلا متآمر أو أحمق، ذلك أن الإسلام يرفض معطيات القومية أصلا، حيث لا يميز الناس بعضهم عن بعضهم إلا التقوى، أما أتباع الأديان الأخرى فلهم الحقوق التي يكفلها لهم الإسلام وهي هائلة.

الهدنة المؤقتة التي يتبناها الأقلون من القوميين مع الدين كمثل تلك الهدنة التي خدع بها الغرب المسلمين كي يتحالف معهم ضد الشيوعية لينقلب عليهم بعد ذلك.

لذلك فإن ادعاء بعضهم – وهم أقلية على أية حال – لا يتجاوز الهدنة المؤقتة التي ينقلبون بعدها عليك، فكيف تتهادن مع يرفض أصلا وجودك إلا إذا كنت سيئ النية. فمن المعروف أن مبادئ الإسلام ومبادئ القوميين متباينة كلياً ، فالذي يعتبره القوميون مصدر القوة ، هو مصدر الضعف والخذلان عند الأمة الإسلامية ، فقوة المسلمين على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وأوطانهم هي في وحدتهم التي توجدها آصرة الدين وليس الوطن أو النسب أو اللغة أو غير ذلك من الأمور التي يلتف حولها القوميون ، وآصرة الدين هي التي كانت سبب قوتهم وعزتهم وسيادتهم للدنيا طوال قرون عديدة ، ولذا كان من غير المعقول ولا الممكن ـ كما يقول الأستاذ المودودي ـ أن توجد في الأمة الإسلامية قوميات على أساس الألوان والأجناس واللغات والأوطان . كما لا يمكن أن توجد في داخل دولة دول كثيرة ومختلفة [1][1].ومن كان مسلماً وأراد أن يبقى على إسلامه فلابد له أن يبطل في نفسه الشعور بأي أساس غير أساس الإسلام ، ويقطع العلاقات والروابط القائمة على أساس اللون والتراب . ولا يمكن بقاء الرابطة الإسلامية مع نشوء الشعور بالقومية العنصرية ومن المغالطة الزعم بأن إحداها تساير الأخرى ، ولا تغايرها .

الأخطر من ذلك، والذي عانينا منه طويلا، أن الأكثر خبثا من بين القوميين قد استعملوا الدين كعنصر حشد لا كعنصر إيمان واقتناع. كانوا يعرفون أن هذه الأمة لا يحركها مثل الدين، فلماذا لا يستغلونه؟ تماما كما استغله نابليون حين ادعى أنه مسلم، وكالشائعة التي راجت عن إسلام الحاج محمد هتلر!!‍ .. كان عنصر استغلال لا عنصر إيمان. وكانوا منافقين لا مسلمين.

***

الصادقون مع أنفسهم من القوميين أدركوا ذلك، أدركوا عبث ما يسعون خلفه، فانتقل بعضهم إلى جماعة المسلمين، أما العض الآخر، فكان كالعشيقة التي خدعها معشوقها فاكتشفت في النهاية أنها مجرد بغي، وبواقع الصدمة راحت تبيع نفسها لمن يدفع الثمن. وفي حالات نادرة، لم يستطيعوا هذا أو ذاك، فأقدموا على الانتحار. وكان من هذا الصنف الأخير الكاتبة أروى صالح، والتي تنبأت في شفافية عإلىة بأن النهاية المنطقية للقومية وإلىسار هي: أن تقع في حجر إسرائيل. ولكم روعتها بشاعة النهاية، ورغم أنها لم تكن تحمل للإسلام اعتزازا فقد روعها تناقض النهاية مع البداية، تضاد الشعار والواقع، فرأت بشفافيتها الحلف الذي تنعقد أواصره بين القوميين وبين إلىسار لمحاربة الإسلام، وأن الخطوة التإلىة لهذا الحزب هو أن يتحالف مع إسرائيل لمحاربة الإسلاميين( الإرهابيين الرجعيين المتخلفين).. ولم يكن لديها من الإسلام رصيد يحميها من الغرق، فكتبت كتابا ضمنته رؤاها، وذهبت إلى خالتها في حي الزمالك، في الدور الحادي عشر، وغافلتها، وقفزت من النافذة.

في كتابها الذي تجاهله القوميون جميعا: ( المبتسرون ) تقول أروى صالح:

" لم يعد هناك حلم مشترك، بل خوف مشترك من الخواء الذي يحل بعد ضياع الأحلام، من عدم الأمان الاقتصادي، ومن الوحدة التي تكتسح مجتمعا يبدو الجميع فيه منشغلا بنفسه وقد فقد الموضوع مع ذلك، ليس لديه ما بتبادله مع بعضه البعض سوى الشكوك أحيانا والمنافع طول الوقت،الأفكار فيه ترف غريب فاقد المعنى، شأن الواقع نفسه الذي لم يعد أحد يحلم بالخلاص من سطوته.."

وتواصل أروى صالح:

" وسط الانهيار العظيم، أخذ الجميع يبحث عن أرض مضمونة يسند عليها قدميه اللتين اتضح أنهما كانتا معلقتين في الهواء، وفي واقع انعدمت فيه كل أرضية مشتركة بين أفراد المجتمع بأسره، حيث الهم الوحيد الحقيقي هو أن يؤمن كل فرد نفسه ماديا، أصبحت الأسرة - بعد الشغل - هي الحصن الرئيسي للفرد الذي لم يعد ينتمي في الواقع إلا لأسرته، الأرض الحقيقية الوحيدة تحت قدميه، وهو ما لم يمنعها من أن تبلغ ذروة من التحلل لم تعرفها بلادنا من قبل ولم يكن الثوريون السابقون استثناء من هذا البحث عن جزيرة صغيرة خاصة يقف عليها المرء وسط هذا الطوفان، بل لعل حاجتهم كانت أشد ضراوة".

وتصل أروى صالح إلى تقاطع قمة مأساتها الشخصية مع مأساتها الفكرية، بعد أن تزوجت ثلاث مرات من ثلاثة ثوار قوميين، لتراهم من الداخل، ولتكتشف في كل منهم شذوذا يختلف عن الآخر، وتكتشف بشفافيتها الفائقة سر دعاوى تحرير المرأة، فتحت هذه الدعاوى لا تكلف المرأة الرجل ليزني بها أكثر من ثمن كوبين من الشاي على مقهى " ريش" وقليل من المناقشات في السياسة ثم يتجهان للفراش، وهي بذلك أرخص من أي بغي.

لقد كانت إدانة أروى صالح للفكر القومي وإلىساري إدانة هائلة لم يكلف أحد القوميين نفسه عناء الرد عليها أو أنهم أشفقوا من مواجهة من يعلمون أنها كشفت بصدقها عارهم وخواءهم فأحاطوا كتابها بالصمت حتى انفجر ذلك الصمت بانتحارها..

***

كانت هذه شهادة شاهد من أهلها.

***

يعلي الفكر القومي من شأن رابطة القربى والدم على حساب رابطة الدين ، وإذا كان بعض كتاب القومية العربية يسكتون عن الدين ، فإن بعضهم الآخر يصر على إبعاده إبعاداً تاماً عن الروابط التي تقوم عليها الأمة ، بحجة أن ذلك يمزق الأمة بسبب وجود غير المسلمين فيها ويرون أن رابطة اللغة والجنس أقدر على جمع كلمة العرب من رابطة الدين .

ولقد تسبب هؤلاء الخونة بموقفهم ذلك في انفراط العقد ، فلنقل على سبيل المثال أن خمسة بالمائة من العالم العربي تشكله ديانات أخرى: المسيحية أساسا، من أجل هذه الخمسة بالمائة ضحى هؤلاء الحمقى بالرابطة الإسلامية التي تربط العرب بغير العرب الذين يعيشون في البلاد العربية ونسبتهم لا تقل عن 20% : الأكراد والبربر والنوبيون والزنوج على سبيل المثال. فإذا كنا سنعلي قيمة العنصر في سبيل القومية العربية فلماذا لا نسمح لهذه الأقليات كلها أن تنفصل عن هذه الدولة العربية؟!.

كانوا يمزقون الدولة العربية وهم يزعمون توحيدها.

ولقد تنازلوا عن الدين كي يصلوا إلى قاسم مشترك مع الأقباط، لكن الأقباط أعلوا من شأن دينهم، وانتموا إلى كنائس خارج أوطانهم العربية.. ولأول مرة في التاريخ.

***

نعم.. يرى دعاة الفكر القومي أن الحدود بين أجزاء هذا الوطن هي حدود طارئة ، ينبغي أن تزول وينبغي أن تكون للعرب دولة واحدة ، وحكومة واحدة ، تقوم على أساس من الفكر العلماني.

كان على الأمة أن تدرك من مجرد اقتران العلمانية بالقومية أنها مروق من الإسلام.. لكنهم لا يتركوننا لمجرد استنتاجاتنا.. إذ ما نلبث أن نقرأ:

- و يدعو الفكر القومي إلى تحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان (!!!) .

- لذلك يتبنى شعار : (( الدين لله والوطن للجميع )) . والهدف من هذا الشعار ، إقصاء الإسلام عن أن يكون له أي وجود فعلي من ناحية ، وجعل أخوة الوطن مقدمة على أخوة الدين من ناحية أخرى .

- يرى الفكر القومي أن الأديان و الأقليات والتقليد المتوارثة عقبات ينبغي التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة .

- يقول عدد من قادة هذا الفكر : نحن عرب قبل عيسى وموسى ومحمد عليهم الصلاة و السلام .

· ويقرر الفكر القومي أن الوحدة العربية حقيقة أما الوحدة الإسلامية فهي حلم

- وأن فكرة القومية العربية من التيارات الطبيعية التي تنبع من أغوار الطبيعة الإجتماعية ، لا من الآراء الاصطناعية التي يستطيع أن يبدعها الأفراد .

- كثيراُ ما يتمثل دعاة الفكر القومي بقول الشاعر القروي .

هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين برهم

سلام على كفر يوحد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم

- ويقول بعضهم الآخر : إن العروبة هي ديننا نحن العرب المؤمنين العريقين من مسلمين ومسيحيين ، لأنها وجدت قبل الإسلام وقبل المسيحية، ويجب أن نغار عليها كما يغار المسلمون على قرآن النبي والمسيحيون على إنجيل المسيح

ويقرر بعضهم الآخر أن المرحلة القومية في حياة الأمة ، مرحلة حتمية ، وهي آخر مراحل التطور كما أنها أعلى درجات التفكير الإنساني .

***



س2: منذ متى ظهر هذا المصطلح؟

في تغيرات المجتمع والتاريخ لا تستطيع أن تقول أن الأمر بدأ في الساسة صباحا من يوم كذا عام كذا..!! لأن تلك التغيرات تستغرق عشرات العقود بل والقرون حتى تتطور وتتشكل لكي تظهر أخيرا، ومن ناحية فإننا نستطيع أن نجد ملمحا للقومية في العصبية القبلية العربية في الجاهلية، والتي كانت أكثر تقدما و إنسانية من العلاقات السائدة في روما وفارس، حيث الاستعباد بمعناه الكامل وتقديس الملك الذي كانوا يعتبرونه من نسل الآلهة، كان كسرى أو قيصر يستعبدان كل من دونهما، وكل من دونهما يستعبدون كل من دونهم في سلسلة للعبودية لا تنتهي، نفس الشئ كان مع فرعون قبل ذلك.

ولأول مرة يعرف فيه التاريخ معنى الأمة كان مع ظهور الإسلام، حين وجدت أمة لها شكلها ومنهجها وعقد العلاقة مع الحاكم، ومنهاج العلاقة بين الأفراد.

كانت ثورة هائلة في التاريخ البشري، فلأول مرة لا يميز إنسانا عن إنسان قبيلة ولا وطن ولا جنس ولا لون، والناس سواسية كأسنان المشط لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

كانت أوروبا قد سقطت قبل ذلك بقرن ونصف قرن في حمأة العصور الوسطى، منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 476 أى قبل الهجرة بنحو من مائة وخمسين سنة، و وكما يقول لنا العلامة محمود شاكر أن أوروبا كانت ساقطة فيما هو أسوأ من القرون الوسطى قبل ذلك بقرون طويلة. كانوا في جاهلية جهلاء، أهلها همج هامج، لا دين يجمعهم، وعند مجىء الإسلام لم يكن سلطان الكنائس المسيحية مبسوطا علي معظم أوربا المعروفة الآن، كانت روما قد سقطت والشمال كله وثنيون برابرة ، و كان سلطانهم مبسوطا على الشام ومصر وشمال أفريقية منذ قرون طويلة سبقت، وفي طرفة عين، في أقل من ثمانين سنة، تقوض فجأة سلطان الرومان على هذه الرقعة الواسعة، وتقوض أيضا سلطانها على نفوس الجماهير الغفيرة من رعاياها ، الذين دخلوا الإسلام طوعا، بل و أعجب من ذلك، صاروا هم جند الإسلام وحماة ثغوره وعواصمه، وحصروا الروم في الشمال، وجاهدت الدولة البيزنطية في الشمال أن تسترد ما ضاع، وظلت أربعة قرون تحاول أن تعود فتخترق هذا العالم الإسلامى من طرفه الشمالى عند الشام، وذهب جهدها هدرا، ولم يغن عنهم السلاح شيئا، وكل يوم يمر، يزداد رعايا الرهبان والملوك انبهارا بالإسلام وخلقه وثقافته وحضارته، وظل الصراع مشتعلا مدة أربعة قرون بين الروم المحصورين في الشمال وبين المسلمين الذين يتاخمونهم جنوبا، وتدبر الأمر قادتهم، وداخلتهم الخشية أن يفضى الأمر إلى زوال سلطانهم عن جنوب أوروبا، وخيم إلىأس فانطلق الرهبان يجوبون شمال أوروبا ليدخلوا أهلها من الهمج الهامج الذي لا دين له في النصرانية، ليكونوا بعد قليل مددا لجيوش جرارة تطبق على ثغور الإسلام ، ويعدوهم لخوض المعركة العظمى ، ثم جاء ما يبدد هذا إلىأس، هذه هى الجيوش الجرارة من النورمنديين والصقالبة والسكسون بقيادة الرهبان وملوك الإقطاع التي جيشت من الهمج الهامج جيوشا تتدفق من قلب أوروبة، تريد مرة أخرى اختراق العالم الإسلامى من شماله في الشام، ونشبت الحروب الصليبية التي استمرت قرنين كاملين (489-690 هجرية/ 1096- 1291 ميلادية) ، وفي خلالها استولوا على جزء من أرض الشام، و أقام به بعضهم إقامة دائمة، و أنشأوا ممالك، وخالطوا المسلمين مخالطة طويلة، كانت فرحة رائعة لهم لكنها انتهت بالإخفاق وإلىأس من حرب السلاح، وخمدت الحروب تقريبا بين الإسلام والصليبية نحو قرن ونصف قرن، ثم وقعت الواقعة، اكتسحت الأرض الرومية في آسيا، في شمال الشام، ودخلت برمتها في الإسلام، وفي يوم الثلاثاء 20 من جمادى الأولى سنة857/ 29 مايو سنة 1453 ميلادية، سقطت القسطنطينية، ودخلها محمد الفاتح بالتكبير والتهليل، إذن فقد وقعت الواقعة، واهتز العالم الأوروبى كله هزة عنيفة ممزوجة بالخزى والخوف والرعب والغضب والحقد، ولكن قارن ذلك إصرار مستميت على دفع هذا الخزى، و إماطة هذا الخوف والرعب، وإشعال نيران الغضب والحقد، ومن يومئذ بدأت أوروبا تتغير ، لتخرج من هذا المأزق الضنك، وبهمة لا تفتر ولا تعرف الكلل، بدأ الرهبان معركة أخرى أقسى من معارك الحرب، معركة المعرفة والعلم….. فقد أدركوا أنها الوسيلة للانتصار علينا…

***

نترك العلامة محمود شاكر ونقرأ في كتاب "محمد" تإلىف كارين آرمسترونج أن بعض الأوروبيين أصبحوا يعتقدون آنذاك أن الإسلام قد يكتسح الممالك المسيحية اكتساحا شاملا، وفي سنة 1453، بعيد الفتح التركى لإمبراطورية بيزنطة الذي أتى بالإسلام إلى عتبة أوروبا، بدأ الأوروبيون يفكرون في ضرورة العثور على أسلوب جديد لمواجهة الخطر الإسلامى، قائلين أنه من المحال أن يلقى الهزيمة في ميدان القتال أو عن طريق أنشطة التبشير التقليدية، ثم جاء عصر النهضة الأوروبية، واكتسب الغرب الثقة في ذاته، ولم يعد الأوربيون يجفلون فرقا من الخطر الإسلامى، بل أصبحوا ينظرون إلى الدين الإسلامى نظرة المترفع الذي يجد فيه بعض التسلية والترفيه..

***

ونترك كارين آرمسترونج لنكمل الحكاية الدامية مع الدكتور محمد عمارة الذي يستحثنا أن ننظر إلى مآسينا كحلقات من حلقات الصراع بين المشروع الاستعمارى الغربى وبين الإسلام و أمته وعالمه وحضارته، إنهم لا ينسون أبدا ونحن لا نتعلم أبدا ، لقد أقاموا الدورة الأوليمبية في أسبانيا سنة 1992 ميلادية احتفالا بمرور خمسمائة عام على اقتلاع الإسلام من غرب أوروبا عندما سقطت غرناطة ( 897 هـ/ 1492م) ، وفي ذلك الوقت (1992) كان الصرب يقومون باقتلاع الإسلام من وسط أوروبا( وكنا نحن نشاركهم احتفالهم الدامى بتسليم بغداد وفلسطين في مدريد).. وكان وزير الإعلام الصربى يصرح أن ما يحدث هو " طليعة الحروب الصليبية الجديدة ضد الإسلام"…

وكنا نشاركهم ونتحالف معهم على أنفسنا…

يقول الدكتور محمد عمارة: إن هذه القرون الخمسة التي مرت على سقوط غرناطة واقتلاع الإسلام – بالإبادة ومحاكم التفتيش- من غرب أوروبا لم تكن هدنة من الغرب تجاه الإسلام، بل لقد مثلت في حقيقة الأمر غزوة صليبية دائمة، ومتعددة الحلقات، والجهات ، على امتداد هذه القرون.. لقد بدأت الصليبية الغربية منذ اللحظة التي سقطت فيها غرناطة حتى مشروعها الاستعمارى الكبير الذي بدأ بتطويق عالم الإسلام تمهيدا لغزو قلبه وذلك حتى يتحقق نهب الثروة واحتلال الأرض وتغريب العقل وكسر شوكة الإسلام، وفي إطار هذا المشروع وعلى جبهاته توالت الوقائع والأحداث والمعارك البارزة في صراع الغرب ضد الإسلام وأمته وعالمه، فتحقيقا لمخطط تطويق العالم الإسلامى جهز الأسبان بعد شهر من سقوط غرناطة أسطول كولومبس للذهاب إلى جزر الهند الشرقية الإسلامية، دورانا حول إفريقيا لاكتشاف طريق تطويق عالم الإسلام، فلما ضل كولومبس الطريق وذهب إلى أمريكا نهض البرتغإلىون بذات المهمة بعد خمسة سنوات فوصل فاسكو دى جاما إلى رأس الرجاء الصالح مكتشفا طريق الالتفاف الأوروبى حول عالم الإسلام وليواصل رحلة الالتفاف والتطويق إلى المحيط الهندى، وبعد سنوات قليلة حقق البرتغإلىون أول انتصاراتهم فوق الساحل الهندى ضد جيش الممإلىك الذي خرج من مصر لمجابهة هذا التطويق، وما هى إلا سنوات حتى كان البرتغإلىون بقيادة ماجلان – الذي تمجده كتبنا المدرسية يٌقتل وهو يحارب المسلمين في الفليبين، ويبدأ عصر الاستعمار الغربى الصليبى للفليبين التي تحولت إلى النصرانية بعد الإسلام وأصبح اسم عاصمتها : "مانيلا" بعد أن كانت تُنطق : " أمان الله" …. وبعد مرحلة التطويق لعالم الإسلام بدأت مرحلة الغزو لقلبه: حملة بونابارت على مصر( 1798) تلتها بعد فشلها حملة فريزر (1807) ثم غزو الفرنسيين للجزائر ثم هيمنة البريطانيين على الخليج العربى وعدن ثم احتلال الفرنسيين لتونس والإنجليز لمصر والإيطإلىين لليبيا وفرنسا للمغرب ثم كان عموم البلوى عندما وزع الغرب بقايا العالم العربى بين قواه الاستعمارية في معاهدة سايكس بيكو التي تبعها وعد بلفور ليأتى بعد ذلك إلغاء رمز الوحدة الإسلامية وتحطيم وعائها بإسقاط الخلافة الإسلامية عام 1924 وطى صفحتها من الوجود للمرة الأولى في تاريخ الإسلام. وعندما حقق الغرب هذا الانتصار في تطويق العالم الإسلامى وغزو قلبه واحتلال أوطانه لم يُخف قادته أن ذلك جميعه قد تم ومنذ سقوط غرناطة في إطار حملة صليبية شنها الغرب على ديار الإسلام وواصل معاركها طوال هذه القرون، فالجنرال الفرنسى جورو يقتحم قبر صلاح الدين الأيوبى بعد احتلاله لدمشق ويركله بقدمه ويقول : " ها قد عدنا ياصلاح الدين" والجنرال الإنجليزى اللنبى يقول عندما احتل القدس – بمساعدة عربية!!- : الآن انتهت الحروب الصليبية…

***

ننتهى من حديث محمد عمارة لننتقل إلى "محمد حسنين هيكل" في كتابه حرب الخليج- آخر حرب صليبية ما تزال – حيث يلخص الأمر كله بقوله" … وعندما بدأ الغرب المسيحى (القرن الخامس عشر) يلتف حول القلب العربى الإسلامى، كان الخليج بعيدا يواجه مصيره دون أن يلتفت إليه بالقدر الكافي أحد، كان القلب العربى الإسلامى (مصر وسوريا) يقف حاجزا دون الغرب(…) مرتكزا في الشرق على الدولة المغولية الإسلامية في الهند، ومستندا في الغرب على الدولة أو الدول الإسلامية في الأندلس. وحاول الغرب المسيحى في الحروب الصليبية كسر الحاجز عند القلب، ولكنه فشل واستدار إلى الأطراف، فإذا سقطت في يده أمكن تطويق القلب وكسر الحاجز و إزالته تماما … وتحقق النجاح………….." ..

***

كانت كل تلك الحضارات تحمل تاريخ حضارة وتعصب جنس وجبروت بشر وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ولقد أعادت الدولة الرومانية الشرقية فجور وجبروت الحضارة الإغريقية، حيث كانت الإنسانية أو الوحشية لا ترتبط بأي قيم مجردة، لكنها ببساطة تعنى هل ستبيد الشعوب التي تحتلها عن بكرة أبيها أم تكتفي باستعباد أهلها واستنزاف ثرواتهم..

قبل الإسلام انفردت الإمبراطورية الرومانية الشرقية بقيادة العالم في نظام عالمي جديد أحادى القطب..

سنة 476 ميلادية..

تذكروا هذا التاريخ..

تذكروه، فهو بداية ما يطلقون عليه في الغرب: القرون الوسطى والتي تمتد من هذا التاريخ حتى تنتهي بفتح القسطنطينية عام 1453 م.

كانت هذه القرون في أوروبا عصور الجهل و الظلام الخرافة، لكننا لم نتساءل :هل كانت كذلك مقارنة بما قبلها؟ بالدولة الرومانية الغربية أو باليونان مثلا؟ لا، بل إنهم يتباهون بحضارتهم قبل ذلك سواء تقدم روما المادي والعسكري أو تقدم أثينا في الفلسفة والرياضيات . ظلام العصور الوسطى، إذن كان كذلك لأن هذه الفترة ( 1476-1453م) قورنت ببزوغ الحضارة الإسلامية والتي شكلت تقدما روحيا باهرا وتقدما ماديا لا يبارى، نعم، كانت عصور ظلام للغرب عندما نقارن علماءهم بعلماء الدولة الإسلامية، وعندما نقارن مدنا بمدن، ففي هذه الفترة شيد المسلمون مدنا يقارب سكانها المليون بينما كانت كبرى عواصم الغرب في ذلك الوقت مجرد أكواخ تشكل قرى صغيرة لا يزيد تعدادها عن بضع مئات، هى عصورهم المظلمة إذن، أما بالنسبة لنا نحن فقد كانت عصورنا المضيئة المبهرة، فيها بدأت الرسالة المحمدية، فيها أنزل القرآن، فيها كان للسحاب أن يمطر حيثما تسوقه الرياح ففي بلاد المسلمين سيمطر، فيها كان أكثر من نصف المعمورة مسلما، حرىٌّّ إذن بها أن تكون عصور فخارنا.. دعاة التنوير في بلادنا ينظرون إلى الأمور بعيون أعدائنا!! ويحذروننا كل آن وآخر من العودة إلى ظلام القرون الوسطى!!..

تنبهوا يا قراء إلى نمط آخر من التزوير يمارسه رواد التنوير.. إنهم دائما يحذرون من أن يعود بهم الظلاميون أمثالنا إلى جهالات القرون الوسطى لكنهم يتجنبون تماما أن يقولوا للناس ما هى الفترة التي تشملها هذه القرون، لأن رجل الشارع العادي لو اكتشف أن هذه الفترة تشتمل على فترة الرسالة لكشف دورهم و أدرك خيانتهم وللفظهم على الفور، يدركون ذلك، لذلك يطلقون التعبير غامضا ليسرى في هدوء ودون مقاومة بين الناس سريان سم حية رقطاء، وبعد أن يكمل السم مفعوله بعد أن يلوثوا وجدان الأمة وبعد أن يزيفوا وعيها، وعندها تكون الأمة قد وصلت إلى درجة من البوار لا يفيدها فيها أن تعرف و أن تكتشف..

يقول على عزت بيجوفيتش في كتابه: الإعلان الإسلامى :لقد توفي محمد صلى الله عليه وسلم سنة 632 ميلادية، وفي أقل من مائة عام على وفاته انتشرت القوة الروحية والسياسية لرسالته إلى بقعة هائلة من الكرة الأرضية ممتدة من المحيط الأطلسى إلى الصين ومن بحيرة آرال إلى منابع النيل فتحت سوريا سنة 634م وسقطت دمشق أمام الجيش الإسلامى سنة 635م، ووصل الإسلام إلى الهند سنة 641 م، و إلى قرطاج سنة 647م، و إلى سمرقند سنة 647م، وكان المسلمون على أبواب القسطنطينية سنة 717م، وفي سنة 720م كانوا في جنوب فرنسا، وكان هناك مساجد في شانتونج سنة 700م، وحوالى سنة 730 وصل الإسلام إلى جزيرة جاوه..

ولم يغفر الرومان لنا قط أننا حررنا بلادنا من استعمارهم..

لم يغفروا ولم ينسوا..

فبعد أن دكت مدافع محمد الفاتح العثماني القسطنطينية واستيلائه عليها وخروج كثير من فلاسفة القسطنطينية وعلمائها إلى روما وإلى غيرها من مدن أوروبا كان ذلك إيذانا للأوروبيين بالتنبه من سبات طويل وعميق عاشوا فيه . وبدأ عندهم عصر عرف بعصر التنوير أقبل فيه الأوروبيون على دراسة العلم من جديد وعلى تلمس ذاتهم تلمسا جديدا. في ذلك الوقت كان المجتمع الأوروبي يخضع لنظام إقطاعي، حيث تكون منطقة واسعة بكاملها بكل ما فيها من مزارع، من مدن، من قرى ومن عليها وما عليها من حيوان وإنسان تكون ملكا لشخص واحد يتصرف فيها كيف يشاء فله أن يقتل من يشاء أن يقتله، أن يهجر من يريد أن يهجره، له أن يتصرف في كل شيء على تلك الأرض. كانت أوروبا كلها مقسمة إلى إقطاعيات . هذه الإقطاعيات أو رؤساء المقاطعات، ملوك المقاطعات يخضعون لملك أكبر منهم يسمى الإمبراطور وتنظمهم دولة واحدة عرفت عندنا نحن الشرقيين بالإمبراطورية الرومانية الغربية تمييزا لها عن إمبراطورية الروم الشرقية والتي نسميها في كتب التاريخ عادة بيزنطة، وكانت عاصمتها القسطنطينية والتي فتحت أخيرا عن طريق الدولة العثمانية . وبسقوطها انتهى عهد الإمبراطورية الرومية الشرقية وبقيت الإمبراطورية الرومية الغربية . الأباطرة الذين يحكمون هذه الأرض أو القارة الأوروبية كانوا يخضعون أيضا لبابا الفاتيكان والناس عبيد للإقطاعيين، الإقطاعيون تابعون للإمبراطور، والإمبراطور تابع للبابا الموجود في كنيسة الفاتيكان والحاكم المطلق في أوروبا كان هو بابا الفاتيكان، و بطبيعة الحال الأباطرة في أوروبا ابتدءوا يتمردون على البابا، بسبب جشع البابوات وفسادهم من ناحية، وبسبب انفجار حركات الإصلاح الديني التي قوضت من سلطة البابا ونقلت التمرد عليه من إطار المستحيل إلى إطار الممكن. وقد وجد الأمراء في ذلك فرصة أن يستقل كل واحد منهم بقطعة من الأرض التي تحت سلطانه ونشأت هنالك الدولة القومية في أوروبا . هذه تسمى فرنسا، وتلك تسمى بريطانيا وهنا مثلا تسمى بروسيا وهناك جرمانيا وهناك سلوفاكيا إلى غير ذلك من الدول القومية . وصار في كل دولة قومية إمبراطور غير الإمبراطور الذي يكون في الدولة القومية الأخرى ؛ وبذلك فقدت روما سلطتها المهيمنة على أوروبا ككل.

وكان دخول الصناعة سببا في تسارع الصراع بين الإقطاعيين وبين الملوك والأباطرة وأدى ذلك إلى تفتيت الإقطاع في أوروبا.

وانقسمت أوروبا أو جرى الصراع في أوروبا على ناحيتين، في ألمانيا مثلا الصراع كان هو حول قدسية الدولة القومية أو عدم قدسية الدولة القومية، هيجل يرى أن الدولة القومية مقدسة ولا يجوز المساس بها وهيجل هذا هو الذي أوجد منطق الجدل أو المنطق الجدلي المعروف بالديالكتيك ؛ وطبعا هو فيلسوف قومي مثالى متعصب. وجاء كارل ماركس اليهودي فجمع بين الديالكتيكية الهيجلية الجدلية والمادية التي جاء بها فيورباخ ليخرج لنا الديالكتيكية المادية. منذ ذلك الوقت أصبح الصراع في أوروبا على نحوين، صراع في شرق أوروبا يقوم على أساس نظرية وجدلية معينة، وصراع في غرب أوروبا يقوم بدون التفات إلى نظرية مادية أو غير مادية ولا يهمه أن يصلي الإنسان أو لا يصلي ولا يهمه أن يكون الإنسان مؤمنا أو لا يكون وإنما الذي يهمه هو أن تنتصر هذه الطبقة أو تلك الطبقة، الجوهر الذي يجمع الجهتين من أوروبا شيء واحد هو أن هذا الصراع سواء كان على نحو الرأسمإلى الغربي أو على نحو الديالكتيك الماركسي في شرق أوروبا وأن كلا من الصراعين جاء تنظيره وفلسفته على أساس لا علاقة لها بالدين. طبعا في أوروبا الغربية الصراع أفرز الديمقراطية، في أوروبا الشرقية الصراع أفرز دكتاتورية البروليتاريا.

انتهى هذا الزخم والتدافع بالثورة الفرنسية التي تعتبر البداية الحقيقية ( أو على الأحرى نضج الثمار) للفكرة القومية.

مع الثورة الفرنسية صدرت (وثيقة حقوقق الإنسان) واجتاح أوروبا فكر جديد هيأ الأرضية لكتابة المنطلقات النظرية لحقوق الإنسان، ومن الذين استهوتهم (أفكار الحرية) الفيلسوف الألماني (فيخته) ـ عام 1800 ـ إلا أنه اكتشف خطأ ما آمن به بعد أن لمس عنصرية (وثيقة حقوق الإنسان الفرنسية)، لهذا ركّز (فيخته) جهوده على إحياء نظرية (الدولة التجارية المطلقة)، التي اعتبرها أفضل الطرق لتوحيد (العرق الألماني بوطن قومي واحد وأمة ألمانية واحدة)، وإنشاء دولة اقتصادية قوية لها حقوق غير منقوصة عن حقوق (فرنسا وبريطانيا).

وقد اعتبرت جهود (فيخته) الأساس النظري الأول للأطروحة القومية، التي استفاد منها (شارل موراس) و(بارس)، اللذان انطلقا ينظران ويكتبان عن (الأسس القومية الأوروبية)، فيما بلغ التعصب بـ(موراس) إلى اعتبار (العناصر القومية) مهمة لكي تتحول الأمة إلى (شخصية اعتبارية) تعطي السلطة الحاكمة (قوة استبدادية مطلقة) للتحكم بالفرد والمجتمع.

ويعتقد المؤرخون أن نظرية (القومية الأوروبية المتعصبة) قادت إلى ظهور (النازية والفاشية)، وسهّلت ظهور (دكتاتورية الدولة) في أوروبا، وحدوث الحروب العالمية.

***

كان هذا بعض من التاريخ الذي سبق وواكب نشوء الفكرة القومية..

***

كانت هذه هي الخلفية التي نشأ في إطارها الفكر القومي..

وكما ذكرنا أن الإسلام كون أول أمة في التاريخ.. و كان أساسها هو الدين..

وعندما بدأت أوروبا في النهوض فقد عجزت عن تكوين أمة كالأمة الإسلامية، فقد كانت الخلافات الطائفية بين الفرق المسيحية المختلفة أشد حتى من الخلافات بين هذه الفرق وبين الإسلام.

وعلى سبيل المثال ففي الحملة الصليبية الرابعة وفي طريقهم إلى القدس اغتصب نصارى الغرب "القسطنطينية "المدينة التي يحرسها الله ، وقتل الصليبيون إخوانهم الصليبيين من غير إعلان حرب وهتكوا أعراض نسائهم وسرقوا كنائس "فخر إلىونان "، وخطفوا عظام القديسين ونبشوا قبور أبطال المسيحية وعربدوا فوق مذبح الرب السامى، حدث كل ذلك والصليبيون في طريقهم - في الحملة الصليبية الرابعة -إلى حرب مقدسة- ليخلصوا بيت المقدس والقبر المقدس من المسلمين المتوحشين!!..

وما حدث بعد ذلك يرويه المؤرخ "أومان" :

فقأوا عينى البطريرك خليفة المسيح وحامل تاجه وعصاه ولفوا به القسطنطينية (سبع لفات) وفي النهاية قطعوا رأسه والقوه في البسفور!.. .. قتلوا ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف من أهالى المدينة المجردين من السلاح وأظهر الجيش انقيادا للشهوة والشراسة. ولا يقل جميع الكتاب الغربيين تحمسا عن الكتاب الإغريق في إظهار فظائع كرنفال الخطف والنهب الذي قام في هذا الوقت – إذ كان كل فارس أو جندي يستولي على المنزل الذي يريده ويتصرف في سكانه كما يشاء، ولم يكن مصير الكنائس والأديرة أحسن من مصير المساكن الخاصة، وقد وضع الجنود السكارى إحدى العاهرات في الكرسي البطريركي في كنيسة سانت صوفيا وأمروها أن تتلو أغانى بذيئة وترقص رقصات خليعة أمام المذبح السامي، وكان يوجد كثيرون من رجال الدين مع الجيش الصليبي ولكنهم بدلا من أن يحاولوا وضع حد لهذه الأعمال التي صدرت من مواطنيهم، وكانت تقوم على انتهاك الحرمات، كرسوا أنفسهم لنهب خزائن الكنائس من جميع العظام المقدسة التي كانت مخزونة فيها"..

كانت هذه هي العلاقة بين فئتين مسيحيتين!!

***

في أوروبا بدأت المحاولات الأولى لتحليل ظاهرة القومية من قبل جون ستيوارت ميل وارنست رينان، ومن ثم توسع في التحليل كل من كارل كاوتسكي، واوتو بوير، وفلاديمير ايليتش لينين، وجوزيف ستالين، وكارلتون هاينـز، وهانز كون وكارل دويتش وآخرين. ومن بين المحاولات الأخيرة ثمة مساهمات لكل من ا.ج. هوبسبوم، وبنديكت اندرسون، وارنست جيلنر.

أما في العالم العربي فان الاهتمام بالقومية وجد افضل تعبير عنه في كتابات ساطع الحصري وميشال عفلق اللذين وفرا القاعدة النظرية للقومية العربية. وذلك إلى جانب كتابات أخرى لأنطون سعادة في القومية السورية وأحمد لطفي السيد في القومية المصرية. وعلى الرغم من النكسات المتتابعة على المستوى السياسي فان الاهتمام بالقومية العربية، وخصوصاً في أوساط المثقفين، بقي مستمراً.

ولا يطعن في بعض هذه الأسماء دعوتها إلى القطرية لا القومية، فالقطرية نفسها قومية على أساس آخر: فظهر عند الأتراك القومية الطورانية وظهر عند العرب القومية العربية، وظهرت قومية سورية تدعو إلى الفينيقية وكذا، وظهرت قومية فرعونية في مصر، وقومية آشورية في العراق..

***

الدكتور عبد الله عزام[2][2] ممن يرون أن البداية الحقيقية للفكر القومي في العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة هي الحملة الفرنسية على مصر و أن حملة نابليون هي النقطة الأولى في بداية تحويل العرب من الإسلام إلى القومية، وقد اختمرت هذه الفكرة في ذهن نابليون على أثر المقاومة التي حركها الأزهر بنداء (الله اكبر) واقتنع الغرب بهذه الفكرة. وخرج الفرنسيون من مصر، وجاء محمد علي باشا. وكان محمد علي ضابطا ألبانيا- لا يعرف العربية – وكان هو بداية القومية العربية!!

كان محمد علي معجبا بالفرنسيين منذ صغره على صلة بفرنسي اسمه ليون (6‎). ثم استقدم إلى مصر د. (كلوت) الطبيب الفرنسي ليكون مستشاره فأشار عليه بفكرة القومية . وبدأ محمد علي يرسل البعثات إلى فرنسا فرجعت البعثات تحمل بذور الفكرة القومية ومن بين هؤلاء رفاعة الطهطاوي الذي أقام في باريس 1826- 1831 فحمل فكرة الثورة الفرنسية القومية.

كان محمد علي باشا يطمع في امبراطورية عربية تنفصل عن الحكم العثماني، وقد زين له هذا الأمر الغرب (الفرنسيون بالذات) فأرسل ابنه ابراهيم باشا واحتل الشام كلها، ومكث حكم ابراهيم في بلاد الشام سبع سنوات 1833 - 1840م. وقد كان لهذه السنوات أثر عميق في تغيير مجرى الأحداث في الشام ولمدة قرن ونيف. فماذا صنع ابراهيم باشا في الشام ؟ لقد ألغى الأحكام الإسلامية المطبقة في الشام مما أفقدها مناعتها الإسلامية وجعلها بؤرة للتآمر على عاصمة الخلافة بعد ذلك، كما شجع الجمعيات التبشيرية ومدارسها وأما أبوه في مصر فكان جلساؤه دائما من السفراء والسائحين والمنصرين، وقد واكب هذا كارثة أخرى هي قدوم البعثات البروتستنتية (الأمريكية).

***

وفي نفس هذا الوقت، اشترت أمريكا مزبلة في بيروت، وأسستها لكي تصبح الجامعة الأمريكية بعد ذلك، كان كل طلابها لمدة عقود من المسيحيين، وكان كل دعاة القومية الأوائل من طلابها ، وكان اسمها في البداية (الكلية السورية الانجيلية) وكان أول رئيس لها هو (دانيال بلس) راهب أمريكي يحمل الدكتوراة في اللاهوت، وبقي رئيسا للجامعة حتى 1902، وخلفه ابنه هوارد بلس.

أن أثر الجامعة الأمريكية، في المنطقة لا يوازيه أي أثر في الفكرة القومية. ولقد خرجت الجامعة أجيالا من قادة بلاد الشام على مدى قرن ونيف. ومن أساتذتها المعروفين برعاية الفكر القومي قسطنطين زريق الذي تخرج على يديه جورج حبش.

وكان ناصيف إليازجي: (1800- 1871م) اللبناني المسيحي، ممن عمل مع البعثة الأمريكية. وفي مطبعتها مع سمث وفانديك، قام هو وابنه ابراهيم إليازجي بترجمة التوراة، وكان ابنه ابراهيم هو أول من اسس (جمعية بيروت السرية) وابراهيم – داعي القومية - هذا كان نصرانيا، ماسونيا عاش ما بين (1847- 1906 ) مات في مصر ونعته المحافل الماسونية فيها.

وكان منهم أيضا بطرس البستاني: 1819 - 1883 وهو لبناني كان يعمل مترجما في القنصلية الأمريكية في بيروت وغير دينه من ماروني إلى بروتستنت بسبب صداقته مع المبشرين.

ويعتبر اليازجي والبستاني من الرواد الأوائل لفكرة القومية العربي، فلقد قام تلاميذهم بالتنظيمات القومية التي آتت أكلها فيما بعد وأثمرت هذا الإقصاء لدين الله عن الحياة وتربية الرواد الذين يعتبرون القومية مثلهم الأعلى تقدم له القرابين والتضحيات.

***

لم يقتصر الهجوم العلماني القومي على الشام فقط، بل ذهب إلى عقر دار الخلافة الإسلامية، فأشعلوا فيها من الفتن والمؤامرات والضغوط والغواية ما دفع السلطان محمود الثاني للقضاء على الإنكشارية العثمانية سنة 1826م ثم أمر باتخاذ الزي الأوروبي الذي فرضه على العسكريين والمدنيين على حد سواء، ولم تكن القومية سافرة في ذلك الوقت، كان أبويها هما السافران: التغريب والعلمانية .

وفي نفس الاتجاه استقدم السلطان سليم الثالث المهندسين من السويد وفرنسا والمجر وانجلترا وذلك لإنشاء المدارس الحربية والبحرية . وأنشأ أحمد باشا باي الأول في تونس جيشا نظاميا ، وافتتح مدرسة للعلوم الحربية فيها ضباط وأساتذة فرنسيون وإيطاليون وإنجليز . وافتتحت أسرة الفاجار التي حكمت إيران كلية للعلوم والفنون على أساس غربي سنة 1852م .

كانت مقدمات الهجوم شاملة وقد طالت العالم الإسلامي كله، فى المغرب والشمال الإفريقي كله و في الهند و إندونيسيا .. وكل بلد مسلم.

***

كان طفل القومية يشب ويترعرع على جثة العالم الإسلامي.

- منذ 1830م بدأ المبتعثون العائدون من أوروبا بترجمة كتب فولتير وروسو ومونتسكيو في محاولة منهم لنشر الفكر الأوروبي الذي ثار ضد الدين الذي ظهر في القرن الثامن .

و أنشأ كرومر كلية فيكتوريا بالإسكندرية لتربية جيل من أبناء الحكام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي ليكونوا أداة المستقبل في نقل ونشر الحضارة الغربية .

وقد قال اللورد لويد (المندوب السامي البريطاني في مصر) حينما افتتح هذه الكلية سنة 1936م : كل هؤلاء لن يمضي عليهم وقت طويل حتى يتشبعوا بوجهة النظر البريطانية بفضل العشرة الوثيقة بين المعلمين والتلاميذ .

كان نصارى الشام من أول من اتصل بالبعثات التبشيرية وبالإرساليات ومن المسارعين بتلقي الثقافة الفرنسية والإنجليزية ، كما كانوا يشجعون العلمانية التحررية والقومية وذلك لعدم إحساسهم بالولاء تجاه الدولة العثمانية.

وأسس بطرس البستاني 1819-1883م في عام 1863م مدرسة لتدريس اللغة العربية والعلوم الحديثة فكان بذلك أول نصراني يدعو إلى العروبة والوطنية إذ كان شعاره : حب الوطن من الإيمان . كما أصدر صحيفة الجنان سنة 1870م التي استمرت ست عشرة سنة وقد تولى منصب الترجمة في قنصلية أمريكا ببيروت مشاركا في الترجمة البروتستانتية للتوراة مع الأمريكيين سميث وفانديك.

كان بعض المسيحيين لا يستطيعون المجاهرة بعدائه للدولة العثمانية مباشرة، فقد كانت الأغلبية حولهم مسلمة تناصر عاصمة الخلافة، وهي حقيقة اجتهد الغرب والقوميون كي يخفوها، بل أن يدّعوا العكس تماما.

والتقف هؤلاء المسيحيون فكرة القومية العربية، التي تمكنهم من الخروج على الخلافة مستترين برداء العروبة.

و وكان منهم جورجي زيدان 1861-1914م الذي أنشأ مجلة الهلال في مصر وذلك في سنة 1892م ، وقد كان على صلة بالمبعوثين الأمريكان ، كما كانت له سلسلة من القصص التاريخية التي حشاها بالافتراءات على الإسلام والمسلمين .

وأسس سليم تقلا صحيفة الأهرام في مصر وقد سبق له أن تلقى علومه في مدرسة عبية بلبنان والتي أنشأها المبشر الأمريكي فانديك.

وأصدر سليم النقاش صحيفة المقتطف التي عاشت ثمانية أعوام في لبنان انتقلت بعدها إلى مصر في سنة 1884م .

كان المستشرق مستر بلنت صديق الأفغاني ومحمد عبده يطوف هو وزوجته مرتديا الزي العربي ، داعيا إلى القومية العربية وإلى إنشاء خلافة كان سعد زغلول : زوج ابنة أول رئيس وزراء مصري يتعاون مع الاحتلال الانجليزي من أوائل من تخلوا عن المرجعية الإسلامية.الذي صار وزيرا للمعارف سنة

و كان أحمد لطفي السيد 1872-1963م يدعو إلى الإقليمية الضيقة وهو صاحب العبارة المشهورة التي أطلقها عام 1907م وهي مصر للمصريين وقد تولى شؤون الجامعة المصرية منذ تسلمتها الحكومة المصرية عام 1916م وحتى 1941م تقريبا .

ويذكر الدكتور عبد الله عزام كيف قامت البعثات التبشيرية بإنشاء الجمعيات التي تنادي بالفكر القومي وأهمها:

1 - جمعية الآداب والفنون: 1847 أسستها البعثة التبشيرية الأمريكية وعلى رأسها سمث وفانديك والبستاني وناصيف اليازجي. لم يمضي عليها عامان حتى بلغ أعضاؤها خمسين عضوا أكثرهم من النصارى السوريين في بيروت ولم يكن فيهم مسلم واحد ولا درزي. وبقيت الجمعية خمس سنوات.

2-الجمعية الشرقية: 1850 أسسها اليسوعيون وكان يشرف عليها الأب دبرونر.

3- الجمعية العلمية السورية: سنة1857م بلغ أعضاؤها مائة وخمسين عضوا، اشترك فيها بالاضافة إلى مؤسسيها النصارى من أتباع البعث، بعض المسلمين والدروز ونالت اعتراف الحكومة بها 1868م.

4-جمعية بيروت السورية: 1875م، يقول جورج انطونيوس: ( يرجع أول جهد منظم في حركة العرب القومية 1875 أي قبل ارتقاء عبدالحميد العرش بسنتين - حين ألف خمسة شبان من الذين درسوا في الكلية البروتستنتينية السورية -الجامعة الأمريكية- ببيروت جمعية سرية وكانوا جميعا من النصارى ولكنهم أدركوا قيمة انضمام المسلمين والدروز إليهم، فاستطاعوا أن يضموا إلى الجمعية نحو اثنين وعشرين شخصا ينتمون إلى مختلف الطوائف الدينية ويمثلون الصفوة المختارة المستنيرة في البلاد، وكانت الماسونية قد دخلت قبل ذلك بلاد الشام على صورتها التي عرفتها أروبا، فاستطاع مؤسسو الجمعية السرية، عن طريق أحد زملائهم أن يستميلوا إليهم المحفل الماسوني الذي كان قد أنشئ منذ عهد قريب ويشركوه في أعمالهم) .

كانت الأيادي الماسونية - اليهودية - هي التي تبنت فكرة القومية العربية، وهي نفس الأيادي التي كانت تحرك في الوقت ذاته القومية الطورانية التي يتبناها يهود الدونمة في سالونيك وتعقد اجتماعاتهم في بيوت اليهود الإيطاليين.

وقد حاول السلطان عبد الحميد تدارك الأمر، ومواجهة الحركة القومية، ففرت قياداتها – وكان معظمها كما قلنا من المسيحيين- إلى القاهرة حتى تعيش الفكرة القومية في محضن الرعاية البريطانية حيث يجثم كرومر المعتمد البريطاني، فهاجرت العائلات النصرانية والكتاب النصارى إلى القاهرة لتكون القاهرة منطلقا لمحاربة عاصمة الخلافة ولنشر الأفكار العلمانية والقومية لتحل تدريجيا محل الإسلام ولتكون رابطة عربية بدل الرابطة الإسلامية ومن بين هذه الأسماء التي هاجرت:

ابراهيم إلىازجي بن ناصيف إلىازجي: ماسونيان، وإبراهيم هذا نعته المحافل الماسونية في القاهرة. وأسس جريدة (الضياء).

فارس نمر وصهره شاهين مكاريوس: صاحب جريدة (المقطم) إلىومية، ومجلة (المقتطف الشهرية) وهما نصرانيان ماسونيان.

سليم تقلا: الذي اسس الأهرام (جريدة يومية) تصدر حتى يومنا هذا.

جورجي زيدان: صاحب دارالهلال وله مؤلفات كثيرة.

أديب اسحق: (مدير صحيفة (مصر) وسليم نقاش (مدير إدارة صحيفة التجارة) وهذان النصرانيان من الشام كانا يعملان بارشاد جمال الدين الأفغاني وهو الذي أسس هاتين الصحيفتين (16).

روزإلىوسف: جاءت من الشام نصرانية ثم تظاهرت بالإسلام وسمت نفسها فاطمة إلىوسف، ولكنها أصدرت المجلة باسمها القديم (روز إلىوسف).

أحمد فارس الشدياق: ماروني اعتنق البروتستانتيه على يد البعثة الأمريكية، ثم جاء مصر وأصدر صحيفة (الجوائب )، ثم أسلم على يد باي تونس.

وكانت أفكار تلاميذ المبشرين، من يسمونهم رواد التنوير تمهيدا للعلمانية، فقد كانت آراؤهم قنطرة عبرت عليها العلمانية والقومية إلى العالم الإسلامي كما حطم الحاجز النفسي بين الكافرين والمسلمين، وأصبحت نفوس المسلمين قابلة لتقبل الأفكار الواردة وعلى رأسها القومية.

ثم جاء تلاميذ محمد عبده ليعمقوا هذا التيار وليقودوا المجتمع بعلمانتيهم.

فمثلا لطفي السيد: عمق الوطنية الاقليمية وتزعم الدعوة الى التاريخ الفرعوني.

وجاء سعد زغلول: وسلمه كرومر وزارة المعارف لينادي بالاتجاه الوطني الإقليمي الفرعوني على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ويقول كرومر: (بأني سلمته وزارة المعارف لأنه من تلاميذ الشيخ عبده).

وجاء قاسم أمين: ليوضح العموميات ويفصل مجمل ما كان يدعو إليه الشيخ عبده وينادي بخلع الحجاب ونزع الحياء من حياة المرأة.

***

لقد كان قلبي ينزف ألما و أنا أقرأ عن هذه الفترة، أقرأ على سبيل المثال مذكرات السلطان عبد الحميد ومن حوله.

كانت بريطانيا المجرمة تفعل في الخلافة ما فعلته قبل ذلك في الهند وبعد ذلك في فلسطين..

كانت الدولة الإسلامية تُذبح، ولو أدرك عامة المسلمين ما يحدث لها لافتدوها بدمائهم. لكنهم كانوا معزولين عما يحدث، وتلك من خطايا الدولة العثمانية، وكان الغرب والخونة من بني جلدتنا والمغفلون هم الذين يسيطرون على الأمور. وكانت وسيلتهم في ذلك دعاوى القومية والعلمانية والتحديث.

***

كانت الخلافة العثمانية تقاوم الاحتضار، وكما يقول الدكتور عبد الله عزام فقد استطاعت شخصية عبدالحميد الفذة أن تجمد الدعوة إلى القومية خاصة وأنه رفع شعار (يا مسلمي العالم اتحدوا). وقبل نهاية القرن التاسع عشر عقد مؤتمر بال سنة 1897 الصهيوني، وقرروا إنشاء وطن لليهود في فلسطين، وزار هرتزل السلطان عبدالحميد مرتين وعرض عليه مبلغ (150) مليون جنيه وانشاء اسطول عثماني والدفاع عن سياسته في أوربا وأمريكا وسداد كثير من ديون الدولة العثمانية، مقابل السماح لليهود بشراء بعض الأراضي في فلسطين. وكان جواب السلطان عبدالحميد قاطعا: (بأن قطع عضو من أعضائي أهون علي من أن تقطع فلسطين - من الدولة العثمانية).

فبدأت أجهزة البث تعمل ليل نهار ضد السلطان عبدالحميد، وقد أصبحت القاهرة وباريس أهم مراكز التآمرعلى السلطان، وتجمع في القاهرة كذلك شباب تركيا الفتاة - وهم من أعداء الله وأدعياء القومية الطورانية - تحركهم أصابع إليهودية في سلانيك وايطاليا وأسبانيا.

ويتحدث الدكتور عزام عن العوامل الهامة في تطور الحركة القومية ومنها استلام جمعية الاتحاد والترقي الحكم: في تركيا بعد اسقاط السلطان عبدالحميد في 27 نيسان سنة 1909، وبدأت المناداة بالقومية الطورانية التركية، ومن فلاسفتها خالدة أديب -اليهود ية - التي أصبحت فيما بعد وزيرة للمعارف. وكذلك ضياكوك ألب: وهو تلميذ اليهودي دوركايم وتلميذ إليهودي الآخر مويزألب.

ومن المعلوم أن قادة الاتحاد والترقي كلهم على الإطلاق من الماسون وليس منهم واحد مسلم الأصل أو تركي العرق. فانور بولندي، جاويد -يهود دونمة- كراسو - يهودي اسباني... وبدأت جمعية الاتحاد والترقي بفرض عملية التتريك على جميع المحافظات العربية وغيرها. ففرضت التركية في الدواوين والمدارس والمناهج كخطوة من خطوات تشجيع القومية الطورانية. وكانت بريطانيا واليهود من وراء ذلك.

وعملية التتريك الجبري على يد يهود الدونمة أدى إلى ردود فعل عنيفة لدى العرب بإنشاء الجمعيات السرية والعلنية التي رعتها بريطانيا واليهود.

وقد شجع ذلك على تشكيل الجمعيات العلنية والسرية: التي تنادي بالقومية العربية وتنادي بفصل الدول العربية عن الأتراك. وكان السلطان عبد الحميد يطاردهم في الشام.. فيهربون إلى القاهرة ليحميهم اللورد كرومر.

وقد ترتب على هذا كله نجاح المؤامرة الغربية عامة والبريطانية خاصة في ترك مرجعية الإسلام إلى المرجعية القومية فدخل الشريف حسين الحرب العالمية بجانب بريطانيا ضد تركيا.

كان الشريف حسين يتلمس المناسبة للتخلص من الحكم التركي خاصة وأنه أحس أن الاتحاديين سنة 1914 يريدون التخلص منه. وكان عبدالله بن الحسين آنذاك نائبا في البرلمان التركي وقد اتصل بكتشنر (المعتمد البريطاني في مصر) ورونالدستورز المستشار الشرقي في دارالاعتماد البريطاني.

وأعلن الشريف الحرب على تركيا يوم الاثنين 5حزيران سنة 1916 (وسبحان ربي! كانت هزيمة العرب في 5 حزيران يوم الاثنين سنة 1967) وقد وعدته بريطانيا باستقلال بلاد العرب وبتتويجه ملكا عليها، وكان كتشنر قد أصبح وزيرا للحربية البريطانية واستلم مكماهون معتمدا بريطانيا في مصر، وحدثت المكاتبات المعروفة بينه وبين مكماهون ووعدوه بملك البلاد العربية بعد استقلالها.

واندفع الشريف حسين بكل طاقته – مدفوعا بالإنجليز - يؤجح نارالحمية العربية ضد الأتراك وهزم الأتراك. وتمت اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم البلاد العربية بين بريطانيا وفرنسا وأعطيت فلسطين لليهود بوعد بلفور وكان الجزاء الجميل للشريف حسين أن نفته بريطانيا ست سنوات وسلبت ملكه. كانت هذه النتيجة الأسيفة الأليمة للتعاون مع الإنجليز وصدق الله العظيم (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين) (37).

ولقد حذر الكثيرون الشريف حسين من مغبة غدر الإنجليز ومن هذه الفاجعة المتوقعة ومنهم الشيخ رشيد رضا و شكيب أرسلان (38) إلى الشريف عندما بلغه عزم الشريف لغزو سوريا مع جيوش الحلفاء قائلا: أتقاتل العرب بالعرب أيها الأمير، حتى تكون ثمرة دماء قاتلهم ومقتولهم استيلاء انجلترا على جزيرة العرب وفرنسا على سوريا واليهود على فلسطين). وقد أمر الشريف حسين بمنع دخول مجلة "المنار" التي يصدرها الشيخ رشيد رضا من دخول مكة.

ويذكر الدكتور عبد الله عزام أن وقفة العرب بجانب الحلفاء ضد تركيا المسلمة نقطة تحول كبرى في الفكر القومي والتجمع على أساس القومية. إذ لم يكن الإنجليز يحلمون في يوم من الأيام أن يقف العرب بجانبهم ككفار ضد بني دينهم وعقيدتهم. يقول لورنس (40) ( رجل المخابرات البريطاني وملك الصحراء العربية كما يسمونه ): (وأخذت أفكر طيلة الطريق إلى سوريا وأتساءل هل تتغلب القومية ذات يوم على النزعة الدينية؟ وهل يغلب الاعتقاد الوطني المعتقدات الدينية؟ وبمعنى أوضح هل تحل المثل العليا السياسية مكان الوحي والإلهام وتستبدل سوريا مثلها الأعلى الديني بمثلها الأعلى الوطني).

***

ويعتبر الغرب هذا الموقف نقطة تحول إلى مرحلة جديدة في التفكير القومي. كتبت الايكونومست في حزيران سنة 1962 تحت عنوان (الاسلام ضد القومية ) مايلي: (لقد وضع العرب منذ الحرب العالمية الأولى القومية في المكان الأول حين قاتلوا بجانب الانجليز الكفار - من أجل التحرر من المسلمين الأتراك. وباستثناء البقية الهزيلة من الإخوان المسلمين فليس هناك في العالم العربي اليوم أناس ذوو تفكير سياسي يضعون مجتمع الدول الاسلامية فوق قوميتهم العربية).

فهل أدركتم الآن يا قراء سر الهجوم الضاري على الإخوان المسلمين .. ومن وراءه؟..

وهل لاحظتم أن الدول القومية بالذات هي التي دبرت لهم أبشع المذابح..

سوريا ومصر والعراق..

ثم الجزائر..

ثم..

ثم..

***

في فترة احتضار الخلافة، كان ما يرعب الغرب أن تدرك الأمة غاية ما يحدث، وكانت فرائصهم ترتعد إزاء تهديد السلطان عبد الحميد بإعلان الجهاد.

وكانت بريطانيا بالذات ثم فرنسا و إيطاليا وباقي الغرب يعدون جيشا من الخونة والمغفلين العرب كي يخدروا الأمة ويزيفوا وعيها.

كان من الممكن أن يكون رد الفعل على انهيار الخلافة عودة الأمة إلى أصولها، إلى الطريق الصحيح، لكن الغرب كان قد جهز السماسرة كي يضلوا الأمة عن طريقها، وكان على رأس هؤلاء: القوميون والشيوعيون.

كان النصارى خلف القوميين..

وكان الصهاينة خلف الشيوعيين..( راجع طلعت رميح- مجلة المنار-2002).. بل لقد ثبت بعد ذلك أن المخابرات الغربية كانت تمول الشيوعيين العرب: راجع كتاب: من يدفع أجر العازف للكاتبة البريطانية فرانسيس ستونز.

نعم .. كان النصارى خلف القوميين.. وكان الصهاينة خلف الشيوعيين.. كانت هذه الحقيقة مستحيلة التصديق في بداية القرن العشرين..

ولكن انظروا إلى نهايات الأمور في القرن الحادي والعشرين..

إلى الصليبية الصهيونية..

و إلى موقف روسيا..

هل تفاجأ الآن أيها القارئ: كم أن هذا الكلام صحيح؟!..

***

كانت الأصابع تحركهم من الخارج، وربما لم يفطن بعض القوميين ولعض الشيوعيين للعلاقة الوثيقة بيتهم..

وكان هذا ضروريا لنجاح الخطة..

كان الاتجاهان معا يستهدفان الإسلام..

وكان يمكن للأمة المسلمة أن تنخدع لدعاوى القومية.. و كان من الصعب عليها تقبل الشيوعية.. لذلك اقتضت الخطة انفصالهما في البداية..

ولم تكن القومية العربية ـ كما لاحظ ذلك الدكتور قسطنطين زريق بقادرة على تحمل ثقل المذهب الاشتراكي ، بحيث أخلت مكانها لـ"الاشتراكية" فحلت "الاشتراكية العربية" بسرعة محل " القومية العربية" . وبدأت تختفي "الاشتراكية العربية" نفسها ليحل محلها " التطبيق العربي للاشتراكية"

كان جراب القوميين خاليا من المعرفة والتراث بعد أن نفضوا أيديهم من الإسلام فقرروا صياغة القوانين من أي مصدر - عدا الاسلام- أما (العقيدة) في الله، والنظرة إلى الكون والانسان والحياة، فليس عندهم نصوص في هذا، ولذا لجئوا إلى الماركسية لملأ الفراغ الفكري عندهم. أما الأخلاق: أي بيان قائمة الحلال والحرام في المجتمع العربي، فليس هنالك أي شيء من هذا، ولذا فأخلاق المجتمعات العربية -بدون اسلام- اخلاق نفعية تبنى على المصلحة والمنفعة المؤقتة العاجلة. والغاية تبرر الوسيلة -كما قال ميكافيلي-.

بعد ذلك بنصف قرن.. في مرحلة أخرى من الخطة.. اتحد القوميون والشيوعيون معا.. وتبنت جميع الدول القومية العربية بلا استثناء الفكر الشيوعي أو الاشتراكي..

***

نعم..

كان رعب الغرب أن تفيق الأمة الإسلامية على الكارثة فنعود إلى الإسلام..

لذلك جهزوا سماسرة القوميين والشيوعيين ليضلوها عن الطريق..

سمسار خلف سمسار..

وخائن خلف خائن..

وعندما انتهت القومية وانهارت الشيوعية فإن نفس السماسرة الخونة والمغفلين ما يزالون يمارسون نفس الدور في التضليل تحت رايات العلمانية والحداثة والتنوير.

***

بعد الحرب الأولى وإن كانت التجربة القومية مريرة إلا أنه برز عامل جديد وهو: جثوم الاستعمار بثقله على كاهل العالم العربي وأصبح هذا العامل وترا جديدا يعزف عليه دعاة القومية ومفكروها، خاصة بعد ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين وقيام ثورة سنة 1936 الفلسطينية. فهناك نقاط بارزة مابين الحربين الأولى والثانية أدت الى ازدياد التفكير القومي أهمها:[3][3]

1- الاستعمار البريطاني والفرنسي وقد نقل معه:

أ- العلمانية (اللادينية) إلى أجهزة الدولة ورفع الطبقة الممزقة اجتماعيا، المتفلتة أخلاقيا، المستعدة للنفاق وايقاد البخور واشعال الشموع للحاكم الجديد.

وأصبحت هذه الطبقة هي المستعمر الجديد وإن كانت من ابناء المنطقة.

ب - المناداة بالأفكار القومية كبديل للاسلام وكأساس للتفكير والتجمع، والتنفير من الاتجاه الديني وأخذ العبرة من التاريخ الأسود المرير لرجال الدين في العصور الوسطى في أوربا.

ج- أصبح نغم التحرر من الاستعمار مادة دسمة للطبقات الناقمة على الإسلام والتي زيفت التاريخ لتجعل الخلافة الإسلامية استعمارا تركيا يتساوى مع الاستعمار الصليبي مستغلة بعض فترات الحكم التركي لتشويه صورة الإسلام.

2 - إسقاط الخلافة على يد مصطفي كمال اتاتورك وما تبع ذلك من تفكير جدي بإنشاء تنظيم حركي إسلامي لإعادة الخلافة وقيام حركة (الاخوان المسلمين) على يد حسن البنا.

3 - بروز التفكير القومي على شكل تنظيمات يقودها النصارى وبرز حزب البعث، والقوميون العرب، والقوميون السوريون على السطح، وكانت الجامعة الأمريكية محضنا دافئا لكثيرمن هذه الأفكار.

كان حزب البعث قد أصبح هو الممثل للتيار القومي الذي ترعاه بريطانيا وفرنسا، ولكن الصراع كان على أشده بين قادة الحزب حتى أنه في انتخابات سنة 1955 للمؤتمر القطري كانوا يقولون: (عفلق جاسوس انجليزي والحوراني فرنسي والبيطار عميل لأكثر من دولة ). أما الاتهامات بالسرقة والجرائم الخلقية فحدث عنها ولا حرج.

و لقد كان الحزب مأوى يتجمع فيه كل الناقمين على الاسلام أوالطامعين في الحكم: فانتبه النصيريون إليه ودخلوه ليكون سلما إلى دولتهم النصيرية، ودخل فيه الاسماعيليون مثل سامي الجندي وعبدالكريم الجندي.

والدروز: مثل سليم حاطوم، واليهود : مثل أحمد رباح الذي كان رئيسا للحزب في دمشق، وإيلي كوهين لم يكن المؤسسون لحزب البعث مسلمين أصلا: فزكي الأرسوزي نصيري ملحد، وميشيل عفلق نصراني - قيل أنه يوناني الأصل.

========================
يتبع
=========================

ابو يوسف المصرى
04-07-2009, 03:50 AM
***

وقد ظلت الدعوة إلى القومية العربية محصورة في نطاق الأقليات الدينة غير المسلمة ، وفي عدد محدود من أبناء المسلمين الذين تأثروا بفكرتها ، ولم تصبح تياراً شعبياً عاماً إلا حين تبنى الدعوة إليها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حين سخر لها أجهزة إعلامه وإمكانات دولته . ولم يؤثر عبد الناصر في عدد كبير من المصريين في اتجاه حملهم على تبني القومية العربية فحسب ولكنه ما لبث أيضاً ان تحول إلى التجسيد الحي للقومية العربية بالنسبة إلى الكثير من العرب في المغرب والمشرق العربيين وفي الجزيرة العربية.

***

باختصار شديد يقول جورج كيرك في كتابه" موجز في تاريخ الشرق الأوسط": " إن القومية العربية ولدت في دار المندوب السامي البريطاني"..

ونضيف نحن إليه: والجامعة العربية أيضا..

ونضيف أيضا إليه أن كل الدول القومية، لم تحترم شيئا في حياتها كما احترمت حدود سايكس بيكو!..

و أن الدول القومية، التي ترتكز في فلسفة وجودها على اللغة العربية، كانت هي أكثر الدول التي أساءت إلى اللغة العربية وامتهنتها.. بل لقد بلغ الأمر أن ممثلا سفيها مثل عادل إمام.. وكاتبا مغفلا مثل محمد جلال راحا في أعمالهما الفنية يعتبران اللغة العربية الفصحى دليلا لا يدحض على الإرهاب والجمود والتخلف..

وكانت أجهزة إعلام الدول القومية(!!) تحتفل بهذه الإساءة للغة أيما احتفال.

***

لقد كان منطقيا أن ننتقد ونرفض تخلف وظلم وبطش نظام الحكم في الدولة العثمانية، واضعين في الاعتبار كيف قلب عباد الشيطان الصورة، لقد تعرضت الدولة العثمانية القدر هائل من التشويه، وبرغم كل ذلك، حتى لو صدق ما قالوه، فقد كان على مشاعرنا أن تتوجه ضد ظلم مؤسسة الحكم لا وحدة الدولة… لأن ما حدث يشبه تماما أن يسوغ لنا اختلافنا وانتقادنا لنظام الحكم في مصر أن نطالب بتقسيمها إلى دول …و أن تطالب المحافظات بالانفصال عن القاهرة…

تاريخهم المجرم الذي تعدل مناهجنا الدراسية كى توافقه يغفل أن تركيا في مطلع هذا القرن كانت قد أصبحت دولة عربية!! وحتى عهد كمال أتاتورك كان تعدادها 32 مليون نسمة منهم عشرة ملايين عربى وسبعة ملايين ونصف المليون من الأتراك والباقى جنسيات أخرى…أثار الغرب أيامها النعرات القومية مشجعا القومية… ثم سحق القومية رافعا لواء الوطنية … ثم هاهو ذا يسحق الأوطان لتقسيمها على أساس ديني …

النقطة الهامة جدا في هذه الدراسة أن القومية لم تكن الوحش الوحيد الذي أطلقه الغرب لافتراس الإسلام، كان جزءا من منظومة كاملة، كانت العلمانية إحدى مفرداتها.

إن نشر الفكر القومي لم يكن سوى إحدى الخطوات على طريق التغريب في القرن التاسع عشر وقد انتقل من أوروبا إلى العرب والإيرانيين والترك والإندونيسيين والهنود ، إلى كيانات جزئية تقوم على رابط جغرافي يجمع أناسا ينتمون إلى أصول عرقية مشتركة .

وفي نفس الإطار نشأ الاهتمام ببعث الحضارات القديمة ، يقول المستشرق جب: وقد كان من أهم مظاهر سياسية التغريب في العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغلها المسلمون الآن … وقد تكون أهميته محصورة الآن في تقوية شعور العداء لأوروبا ولكن من الممكن أي يلعب في المستقبل دورا مهما في تقوية القوميات المحلية وتدعيم مقوماتها .

لقد عرض روكفلر الصهيوني المتعصب تبرعه بعشرة ملايين دولار لإنشاء متحف للآثار الفرعونية في مصر وملحق به معهد لتخريج المتخصصين في هذا الفن.

انظروا مثلا إلى الاهتمام البالغ الذي يحظى به كاتب تافه مثل جمال الغيطاني.. أدرك من أين تؤكل الكتف فراح يكتب عن الحضارة الفرعونية فتستضيفه الإذاعة البريطانية بالساعات الطوال – وهي ساعات مأجورة بالطبع- .. وذلك طبيعي من إذاعة بريطانية أو حتى إسرائيلية..

لكن الفضائيات العربية كانت تفعل نفس الشيء.

***

في نفس الاتجاه تكفلت النخبة المستغربة في العالم العربي بنشر المذاهب الهدامة كالفرويدية والداروينية والماركسية والقول بتطور الأخلاق (ليفي برويل) وبتطور المجتمع (دوركايم) والتركيز على الفكر الوجودي والعلماني والتحرري والدراسات عن التصوف الإسلامي والدعوة إلى القومية والإقليمية والوطنية والفصل بين الدين والمجتمع وحملة الانتقاص من الدين ومهاجمة القرآن والنبوة والوحي والتاريخ الإسلامي والتشكيك في القيم الإسلامية عن فكرة الجهاد وإشاعة فكرة أن سبب تأخر العرب والمسلمين إنما هو الإسلام .

***

نريد أن ننظر للأمر نظرة شاملة بعد اكتمال الانهيار لكي نراه أوضح: ففي نفس الوقت الذي انفجرت دعاوى القومية في البلقان فيه كانت تنفجر في أرجاء عالمنا العربى.. [4][4] تركيا دولة احتلال فاستقلوا.. أنتم الأصل و أنتم الأعرق.. بريطانيا العظمى تؤيدنا وفرنسا أيضا.. نقع في الفخ.. نحارب جيش الدولة الأم مع بريطانيا.. تنهزم الدولة الأم.. تتفتت الدولة الأم.. هيا يا غرب أنجز وعدك.. فإذا به يأتى ليحتل أرضنا ويرمل نساءنا و ييتم أطفالنا وينزح ثرواتنا وينزع كرامتنا القومية.. تخلف ما دفعكم إلىها سوى عقل مريض.. لُدِغْتم.. ثم ما لبت العرب حتى راح يعبث في عقولكم مرة أخرى: ما الذي يربط المصرى ذا الحضارة الموغلة في التاريخ أكثر من سبعة آلاف عام ببدوى جاهل؟.. لكنهم في الطرف الآخر كانوا يقولون لهم: ما علاقة العرب بالفراعنة..؟.. إن المصريين كالأتراك يريدون احتلال بلادكم.. شحاذون طامعون في ثرواتكم.. دعوا القومية إلى القطرية.. مصر أولا ومصر أخيرا.. مصر قبل الجميع.. سوريا قبل الجميع.. العراق قبل الجميع الحجاز قبل الجميع.. الكويت قبل الجميع.. فلما اندفعنا إلى القطرية اكتملت الدائرة لنعود من حيث بدأنا لكن لصالحهم هذه المرة.. فإذا بهم يثيرون الفتن الطائفية لتبرز دعاوى تقسيم الأقطار على أساس دينى .. السودان مهدد ومصر مهددة والمغرب مهدد ولإسرائيل مطالب دينية في المدينة.. التقسيم على أساس دينى.. الأساس الذي حرضونا على الدولة العثمانية من أجله!!..

لم نحاول أن نربط أجزاء الصورة لنفهم وندرك فطفقنا على سبيل المثال نشيد بكتاب على عبد الرازق :" الإسلام و أصول الحكم " الذي لم يكن صدوره بعد انهيار الدولة الإسلامية بعام واحد مجرد صدفة ... لا … بل كان تعضيدا للإنجليز لهدم دولة المسلمين المحورية... كان الإنجليز قبلها بنصف قرن قد أخذوا يبثون العصبيات القبلية والقومية كى تأكل نيرانها الدولة الإسلامية الواحدة … وكانوا قد وعدوا كل قومية بالاستقلال … كما وعدوا الشريف حسين بتكوين الدولة القومية العربية الكبرى كدولة محورية للمسلمين إن هو ساعدهم على هدم الدولة الإسلامية في تركيا … وبلعنا الطعم … وجاء أوان تنفيذ وعد لم تكن بريطانيا تنوى أبدا تنفيذه … كان حنثها بكل الوعود قد جاوز كل الحدود وكانت تحتاج إلى محلل منا فتقدم الشيخ على عبد الرازق ليفتى أن الإسلام ليس دولة ولا يحق أن يكون له دولة …

لم نحاول كما لم يحاول الاتجاه القومى أن يفهم .. ووجدنا على سبيل المثال الكارثة من قال عن رجال ثورة يوليو52 بأنهم كانوا يستلهمون فكر كمال أتاتورك بل ويعتبره بعضهم مثلا يحتذى … لقد اعتذرت ذات يوم لهم بأن ثقافتهم المحدودة لم تترك لهم المجال ليفهموا … لكننى صرخت من الألم عندما وجدت حتى مصطفي النحاس ... الزعيم الوطنى يمجد ما فعله كمال أتاتورك فيقول : ".... ولست أعجب فحسب لعبقريته السياسية بل أعجب أيضا لعبقريته الخالقة وفهمه لمفهوم الدولة الحديثة التي تستطيع وحدها في الحالة العالمية الحاضرة أن تعيش وتنمو …" فيرد عليه الإمام حسن البنا قائلا: " هل يفهم من هذا التصريح أن دولة النحاس باشا - وهو الزعيم المسلم الرشيد - يوافق على أن يكون الأخذ بعد الانتهاء من القضية السياسية ببرنامج كالبرنامج الكمالى يبدل كل الأوضاع فيها ويقصيها عن الشرق والإسلام ويسقط من يدها لواء الزعامة... لقد كان من أعز الأمانى أن يؤيدكم الله فيؤيد بكم الدين والأخلاق ..."…

***

لم نحاول أن نكمل الصورة..

لم نحاول أن نقرأ التاريخ..

لم نتنبه لما حدث مع محمد على حتى بعد أن قام بالدور المطلوب خير قيام .. فإن الجيش الذي صنعته له فرنسا، وقام بتدريبه سليمان باشا الفرنساوى قد استخدمه محمد على لا في محاولة الاستقلال عن الخلافة فحسب، بل في محاربة الخليفة نفسه ! وقد كاد يتغلب على جيش الخليفة بالفعل لولا تدخل بريطانيا.. تظاهرا بالوقوف في صف الخليفة، وغيرة في الحقيقة من أن تستأثر فرنسا بصداقة السلطان، وبالنفوذ في مصر! وفي الوقت نفسه لتخدم الهدف العام للصليبية بطريقة أخرى.. فقد أوقفت بريطانيا محمد على عند حده في ظاهر الأمر، و منعته من مهاجمة الخليفة، وفي الوقت ذاته ضمنت له الاستقلال الفعلى عن الخليفة، وكرست أول شق عميق لفكرة الدولة الإسلامية المحورية.. سلحته أوروبا كى يستنزف قوة الإسلام وكى يكون كل الضحايا مسلمين.. هذا بينما تجمعت أوربا الصليبية كلها لتحطيم محمد على في معركة نافارين لأنه نسى نفسه وتجرأ على مهاجمة دولة صليبية هى إلىونان ! فقد كبّرته الصليبية وسلحته لمحاربة الإسلام فقط ، فإذا فعل ذلك فله كل العون . أما إذا هاجت أطماعه لحسابه الخاص ، فمسّ أحد الصليبيين بسوء، فإنهم يتحدون عليه لتحطيمه تحطيما كاملا إذا لزم الأمر..

***

لقد كان جهل الشعب العربي بالصورة الحقيقية للقومية العامل الرئيسي على اجتيازها العقبة الأولى وتمريرها على المسلمين وخاصة بعد ان تبناها البيطار وكسر طوق حصر القومية فقط على العناصر المسيحية..

يعد ساطع الحصري 188080?-1968م داعية القومية العربية وأهم مفكريها وأشهر دعاتها، وله مؤلفات كثيرة تعد الأساس الذي يقوم عليه فكرة القومية العربية ، ويأتي بعده في الأهمية مشيل عفلق .

كان ساطع الحصري من موقعه في إطار الدولة العثمانية منخرطاً في سلك (الاتحاد والترقي) الحزب التركي الطوراني الذي حمل راية التتريك ضد العرب. ولكنه في لحظة ما انقلب من موقفه الطوراني ليحمل راية القومية العربية وليجعل من نفسه منظراً لها.

كيف يدافع عن قوميتين متعارضتين إلا لهدف مشترك واحد: القضاء على الإسلام.

دعته الحكومة العربية التي تشكلت في سورية بعد الانفصال عن الدولة العثمانية، وكلفته بوظيفة مفتش عام للمعارف ثم مديراً عاماً للمعارف في سورية، ويوم أعلن المؤتمر السوري استقلال سورية وتُوج فيصل بن الحسين ملكاً على سورية بتاريخ 8 آذار1920، وقامت أول حكومة عربية دستورية، أُختير الحصري وزيراً للمعارف فيها، كما أصدر مجلة باسم (التربية والتعليم) نشر فيها عدة مقالات تربوية ووطنية.

يوم احتل الفرنسيون دمشق، غادر الحصري سورية مع مليكها المبعد عن العرش فيصل الأول، مرافقاً مليكه في رحلاته بين العواصم الأوروبية، وبعد أن توج فيصل ملكاً على العراق استدعى ساطع الحصري الذي كان وقتها في مصر يطّلع على الأوضاع التربوية والتعليمية فيها، ليعمل مستشاراً لشؤون المعارف في الدولة العراقية الجديدة، حيث تسلم طيلة ما يقارب العشرين عاماً عدة مناصب تربوية في بغداد.

كرر ساطع الحصري النظريات الغربية عن القومية باعتبار اللغة والتاريخ المشترك المكونين الأساسيين لتكوين الأمم (مع لكنة أعجمية شديدة كانت في لسانه العربي). وكان يعتبر الدين (الإسلام) عنصراً ثانوياً مكملاً في حرص مسبق على تفتيت الرابطة الإسلامية التي كانت تقوم عليها الدولة العثمانية. ومع أن ساطع الحصري قد نادى في كل دراساته بدولة قومية علمانية إلا أنه كان يؤكد أن علمانيته لا تعني (اللادينية) كما كان يفهمها كثير من رفاقه وإنما كان يؤكد على أن الدين بعد شخصي في حياة الفرد مردداً بذلك الموقف العلماني الغربي.

نظر الحصري إلى الإسلام على أنه حركة تجديدية عربية كان لها دورها في صنع تاريخ الأمة العربية ولكنه يرى أن قراءة التاريخ بأعين معاصرة تؤكد أن دور الإسلام في العصر الحديث قد غدا ثانوياً أو هامشياً.

ومثله مثل الكثير من دعاة القومية حاول ساطع الحصري أن يعيد الاعتبار إلى المرحلة الجاهلية باعتبارها تمثل المهد الذي نشأت فيه الدعوة الإسلامية حيث يغمز هؤلاء القوميون كثيراً البعد الرباني لهذه الدعوة محاولين أن يصوروها وليدة البيئة العربية الجاهلية بكل معطياتها السلبية والإيجابية.

يعتبر ساطع الحصري أحد الرواد الأوائل للفكر القومي العربي وهو بسبب عصبيته المسبقة ضد الإسلام وجهده المتكرر لإقصائه عن دوره الحقيقي في حياة الأمة قد شارك تاريخياً في صنع الفجوة بين مكونات الأمة الأساسية (الدين) و(القومية) وكان لهذه الفجوة أثرها في بعثرة جهود الأمة وضرب قواها بعضها ببعض.

والحصري من الآباء الروحيين لكثير من الأحزاب القومية العربية ومن هنا فقد كنا نجد أن وزارات المعارف والمجامع العربية تفتح له أبوابها من قطر إلى قطر (سورية، العراق، مصر، لبنان، الجامعة العربية) وكل هذه التسهيلات لا ترتبط بمقدرة الرجل فقط وإنما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بموقفه الأصلي من الدولة العثمانية ومن الوحدة الإسلامية.

***

لم تكن القومية إلا ستارا كتلك الستائر التي يخفون بها بناية شرعوا في هدمها.. وقد تواكبت معها جهود كانت تتيح للمغيبين أن يفيقوا وللعميان أن يبصروا.. لكنها لا تعمى الأبصار بل تعمي القلوب التي في الصدور.

ولم تقتصر هذه الجهود على العالم العربي بل امتدت لتشمل العالم الإسلامي بأسره.

في المغرب: حاولت الادارة الفرنسية أن تشد أزر الروح الجنسية بين بربر مراكش، فقامت با صدار الظهير البربري في 61 مايو سنة 1930 الذي قضى بتنفيذ الأحكام العرفية البربرية وقانونهم الخاص بالأحوال الشخصية بدل الشريعة الاسلامية.

وفي اندونيسيا: اكتشفت الحضارة الجاوية - الهندوكية.

وفي لبنان: أثار سعيد عقل و يوسف السود وفيكتور خلاط شبح الفنيقية وقالوا: بأن لبنان لا ينتمي إلى العرب بل جزء من حضارة البحر المتوسط - ايطإلىا، إلىونان.

وفي مصر: اثيرت الحضارة الفرعونية خاصة بعد اكتشاف توت عنخ آمون، وبعد أن حل شاملبيون حجر روزيتا، وتولى سلامة موسى، ولطفي السيد، ثم سعد زغلول، وطه حسين الدعوة إلى الفرعونية، وبدأت تظهر أسماء رعمسيس، الأهرام نقمرتيتي، أبوالهول، واتخذ أبو الهول شعارا ليمثل نهضة مصر، وفي زمن عبدالناصر أقيم السد العإلى فأثارت إلىونسكو همة العالم لانقاذ معبد أبي سنبل الفرعوني، ونقل تمثال رمسيس - فرعون موسى- الى القاهرة وكلف الملايين.

وأصبح الأتراك ينادون بشعار (تركيا للأتراك) ومصر (للمصريين)، يقول كويلرينغ عن لويس توماس (104): (أنه قد استطاع أن يرسم الخطوط العريضة للظروف التاريخيه والأجتماعية للحركة التي انتهت بالزعماء الآتراك المحدثين إلى تحقيق مبدأ تركيا للأتراك وهذا المبدأ الذي سار عليه أغلب شعوب المنطقة ولذلك كان الكماليون يقولون (نريد أن نبني إسلاما تركيا يصبح ملكا لنا وجزءا في مجتمعنا الجديد على نحو الكنيسة الأنجليكانية التي هي نصرانية على النمط الأنجليزي).

وفي مصر العربية كانت أضواء هذه الصيحات تتجاوب فتحرك الببغاوات المصرية التي تلعب بها الأصابع الغربية (الانجليزية بالذات) فتنادي (بفرعونية مصر)، فقال طه حسين: (المصري فرعوني قبل أن يكون عربيا)، وقال طه: (لو وقفا الإسلام بيني وبين فرعونيتي لنبذت إسلامي).

وعليه فانه ليس من الغريب اهتمام الغرب الكبير بالأثار والمتاحف الوطنية، فتأسست قبل قرن تقريبا هيئات غربيــة للأشــراف علـى التنقيب فـي العالـم الإسلامي، لـربط المسلميـن بالآثــار وبالقيــم والأعلام الذين كانـوا قبل مجيء الاسلام، فجـاء (بوتا) ولايارد إلى العراق botta and loyard‎‏. (ومارييت) mariet في مص‏وسشلمان في تركيا (106)، ثم أنشئوا دوائر الأثار والمتاحف الوطنية، وليس عجيبا تبرع مؤسسة ؛رو كفلر اليهود ية« بعشرة ملايين دولار لإنشاء متحف للأثار الفرعونية ومعهد لتخريج رجال الأثار(107‏)، ولعلنا بعد هذا نصل إلى سبب النص في صك الإنتداب البريطاني على فلسطين مادة (12‏): يجب أن تضع الدولة المنتدبة وتنفذ في السنة الأولى من تاريخ هذا الانتداب قانونا خاصا الاثاروالعاديات). كل هذا لقطع صلة المسلمين باسلامهم وربطهم بالجاهلية الأولى حتى يتسنى للغرب أن يستعبدهم ويذلهم تحت يده.

وفي إيران (108): قام الصفويون والحكم البهلوي بتوهين العلاقة مع العالم الاسلامي، فأنشأ الحكم البهلوي أكاديمية للتخلصمن المفردات العربية في الفارسية، واكتشفت الأكاديمية مجد ايران القديمة وبزغ مذهب زرداشت من جديد واحتل مكانا مرموقا في بلاد السبع والشمس، وبدأت العمارات الجديدة تبنى على الطراز الأخميني القديم، وأقام الشاه محمد رضا بهلوي احتفالا بمناسبة مرور (52‏) قرنا على كورش صانع الأمبراطورية الفارسية وثارتفي ايران قوميات أخرى: مثل: البلوش - الأكراد، العرب.

وفي العراق: ثارت النعرات، فنادى بعضه بالقومية العربية، ونادى الأكراد بقوميتهم الكردية، والأتراك بالتركية، وثارت الدعوات الأشورية والكلدانية.

وفي الهند: تأججت نار العصبية الهندية، وأصبح الهنود يفخرون بالهندية و يرون الانقطاع عن ماء زمزم في مكة إلى نهر (جنجا) ويتغنون بأبطال لهندوس (بهيم أرجن، رامها) (109‏). وأصبحوا ينظرون إلى الفتح العربي على انه استعمار واستعباد واحتلال الغريب لأرض الوطن.

وفي الأردن وفلسطين: ارتفعت الأصوات بالتغني بالأمجاد القبلية القديمة، وقامت النزاعات بين قبائل الشمال والجنوب في شرق الأردن وبين الفلسطينيين وبين أبناء شرق الأردن، وأصبحنا نسمع مؤاب، فيلادلفيا، عمون:

***

ولنترك الدكتور عبد الله عزام يلخص لنا الأمر كله: فقد حاول الغرب الصليبي تقويض الدولة الإسلامية عن طريق الحروب العسكرية ، فيما سمي بالحروب الصليبية ، ولكن كلها تحطمت على صخرة الإسلام القوية ، وكان لصلاح الدين الأيوبي الكردي المسلم دور عظيم في تحطيم تلك الحملات .

وأيقن مفكروا الغرب الصليبي أنه لا سبيل إلى البلاد الإسلامية والإسلام حي ينبض في عروقهم ، فبدأوا يشنون مع الحروب الإستعمارية حروباً من نوع آخر ، تستهدف هدم الإسلام في قلوب المسلمين ، فبدأ ما عرف بالاستشراق الذي كان في حقيقته عبارة عن شبكة للجاسوسية تنقل للدولة الاستعمارية الحديثة أمثل الطرق للسيطرة على بلاد المسلمين ، وتهدم دينهم بعد أن كانوا يدفعون الجزية لمدة قرون عديدة للخاقان التركي المسلم .

وعمل المستشرقون كخبراء ـ للحكومات الغربية ـ بشؤون الشرق الإسلامي ، وسيطر الغرب في القرن التاسع عشر على البلاد الإسلامية ، ولكن وجد أن الإسلام ما يزال يحرك الشعوب ، فأوحي إلى من أوحي إليه بالقومية .

كما ذكرنا أن القومية العربية فكرة أوروبية المنشأ . أما الذين قاموا على نقلها ونشرها في المنطقة العربية فهم النصارى ، فالفكرة أوروبية والتنفيذ صليبي .

أما الأهداف التي من أجلها ظهرت دعوى القومية فهي : طرد تركيا ـ دولة الخلافة ـ من المنطقة ، وتفريغ المنطقة والعالم الإسلامي من دينه بإحلال العروبة مكان الدين ، وبالتإلى يمكن أن يدخل مكانه أي دين أو فكر جديد في المنطقة ، وهذا ما حدث .

أما كون النصارى هم الذين بدأوا بالدعوة لهذه الفكرة ، وكانوا هم زعماء القوميين في المنطقة ، فهذا واضح جداً كما أشار إليه معرّب كتاب " لعبة الأمم " . من أن أكثر من تسعين بالمائة من قادة حركة القومية العربية هم خريجو الجامعة الأمريكية في بيروت ، ويشير كذلك إلى أسماء زعماء القومية العربية وكلهم من النصارى ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر :

ميشيل عفلق زعيم حزب البعث العربي الاشتراكي ، وأنطون سعادة زعيم القوميين السوريين ، وجورج حبش زعيم القوميين العرب ، وقسطنطين زريق وغيرهم .

بدأت الدعوة للقومية العربية بجمعية الآداب والفنون سنة (1847) وأسسها إبراهيم إلىازجي وبطرس البستاني ، وهما من النصارى ، ثم تحول اسمها إلى الجمعية العلمية السورية سنة (1868) وكانت تدعو العرب إلى الانفصال عن تركيا ، وطالما علمونا أشعار إبراهيم النازجي في المدارس وحتى الآن مازالت تدرس إذ يقول :

تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب لقد طمى السيل حتى غاصت الركب

أقداركم في عيون الترك نازلـة وحقكم بين أيدي الترك منتهـب

ويقول إدورد عطية ـ أحد دعاة القومية : " كان المسيحيون يكرهون السيادة التركية ويتطلعون نحو التحرر " .

وجاء في كتاب " المجتمع العربي " الذي ألفه مجموعة من الأساتذة في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية :" إن أول حركة ذات صبغة عربية قامت في العالم العربي صد الحكم التركي ، واتخذت العروبة أساساً وهدفاً ، كانت جمعية سرية يتزعمها مجموعة من الشباب المسيحي في بيروت وتهدف إلى التفرقة بين العرب والأتراك ، والذي أوحى بفكرة تأسيس القومية رجل يسمى ( إلياس جبّالين ) من بلدة دوك مكايل ، وكان أستاذاً للغة الفرنسية في الجامعة الأمريكية ، وكان من بين الطلاب إبراهيم إليازجي ويعقوب فرهود وشاهين مكاريوس ، وكان الأستاذ معجباً بالثورة الفرنسية .

أما أنها غربية التخطيط فيقول أستاذهم فيليب حتى ـ وهو معروف عندهم أنه مؤرخ الأجيال الذي مجده القوميون ـ يقول :" كان من نتيجة الاحتكاك بين العقلية السورية والنتاج الفكري الغربي أن تولدت فكرة القومية ، واستمدت وحيها من أكثر النظريات السياسية الأمريكية ، بخلاف القومية التركية التي جاءت متأخرة عن القومية العربية ، واستمدت وحيها من الثورة الفرنسية " .

ويقول حتى " لقد كان ظهور مبادئ القومية العربية في العقد السابع من القرن التاسع عشر على يد رجال الفكر الثوريين ، وأغلبهم من اللبنانيين المسيحيين الذين تثقفوا في المدارس الأمريكية في بلادهم ، ومما لا ريب فيه أن القومية بضاعة غربية استوردها العالم بما فيه الشرق العربي من أوربا " أما عن التنظيم الدقيق للقومية فكان أول من اهتم به " نجيب عاذوري " النصراني في هذا القرن وكوّن جمعية " عقيدة الوطن العربي " في باريس وألّف كتاباً سماه " يقظة الأمة العربية " وفي سنة (1907) أصدرت جريدة الاستقلال العربي .

يقول ساطع الحصري :" إن القومية العربية بدأت بنجيب عاذوري الذي يضع آماله العربية السورية في فرنسا أولاً وفي بريطانيا ثانياً " .

ثم كان بعد ذلك مؤتمر باريس الذي عقده نجيب عاذوري ، واتفق المؤرخون على اعتباره أساس القومية الحديثة فيقول عنه إميل صوصائيل :" إنه كان ـ أي المؤتمر ـ خإلىاً من المطالبة بالاستقلال حتى لا نحرج بعض الدول الأوروبية التي كانت تشجع الدول العربية وتمدها بالأموال ، وقد صرح الزهراوي ـ رئيس المؤتمر ـ لمراسل جريدة فرنسية : إنه ليس للمؤتمر علاقة بولايات العرب غير العثمانية ـ أي الشمال الأفريقي ـ وأشاد فيه بالمدنية الأوروبية ووزارة الخارجية الفرنسية " .

إنها دين جديد يريد القوميون أن يحلوه محل الإسلام ، فذلك واضح جداً في كتاباتهم ، ومن أقوالهم ، ومن ومنهم من يصرح بذلك دون مواربة .

فيقول عمر فاخوري في كتابة كيف ينهض العرب : " لا ينهض العرب إلا إذا أصبحت العروبة مبدأ يغار عليه العربي كما يغار المسلم على قرآنه " .

ومن هنا نرى أن مساعدة حكومات الاحتلال الغربية الحكومات الوطنية ـ في الشرق الإسلامي والعربي خاصة ـ في كل المشاريع التي من شأنها تقوية الشعوبية فيها ، وعمل الحدود بين البلاد ، وإبراز تاريخ هذه البلاد ما قبل الإسلام ، وتدريسه للطلاب والتفاخر بالحضارات القديمة المصرية والأشورية وغيرها ، وجعل الاختلاف حتى في الأشياء البسيطة كغطاء الرأس والزي القومي وكل ذلك يعمق فكرة القومية في نفوس الناس.

ويستمر القوميون في الدعوة لأن تحل العروبة محل الإسلام ، فيكتب بعض القوميون الذين يتسمون بأسماء المسلمين ، فيقول محمود تيمور في مجلة " العالم العربي " عدد (171) : " وأن كُتّاب العرب في أعناقهم أمانة بأن يكونوا حواريين لتلك النبوة الصادقة ـ القومية العربية ـ يزكونها بأقلامهم " .

ويقول في هذا الصدد أيضاً علي ناصر الدين في كتابه " قضية العرب" : " العروبة نفسها دين لنا نحن القوميين العرب المؤمنين العريقين من المسيحيين والمسلمين ، ولئن كان لكل عهد نبوته المقدسة فإن القومية العربية هي نبوة هذا العصر " . ويقول في مجلة العربي عدد (2) يناير (1959) : " القومية العربية يجب أن تنزل من قلوب العرب أينما كانوا منزلة وحدة الله من قلوب المسلمين " .

ويزداد التبجح والكفر في قول إبراهيم خلاص ـ البعثي السوري ـ في مجلة الجيش السوري في (25/4/1967) أي قبل الهزيمة أو النكسة بشهر ونصف تقريباً فيقول : " والطريق الوحيد لتشييد حضارة العرب وبناء المجتمع العربي هو خلق الإنسان الاشتراكي العربي ، الذي يؤمن أن الله والأديان والإقطاع ورأس المال والمتخمين وكل القيم ليست إلا دمى محنطة في متاحف التاريخ " . تعالى الله عما يقول علواً كبيرا .

فها هي أقوال وكتابات القوميين ومن أوحي لهم واضحة في أنهم يريدون أن تحل القومية محل الإسلام ، ومن هنا قامت كل الانقلابات العسكرية في المنطقة العربية منذ أول انقلاب ، تم فيها وكان في سوريا على يد حسني الزعيم ، ثم انقلاب مصر عام 1952م ، ولقد كانت الشعارات التي ترفعها هذه الانقلابات هي القومية العربية .

وحتى الأحزاب التي تمخضت في أرض الواقع ، كل مؤسسيها وزعمائها من النصارى ، فظهرت أحزاب البعث العربي الأشتراكي ، وحزب القوميين العرب وحزب القوميين السوريين .

أما حزب القوميين العرب فخرج من الجامعة الأمريكية ، فلقد كان رئيس الجامعة دودج وقسطنطين زريق يشجعون الآراء القومية وسط الطلاب ويدفعون الطلاب دفعاً للقيام بمظاهرات ضد فرنسا باسم العروبة .

ورّبى قسطنطين زريق تلميذاً قاد القوميون العرب ومازال ، هو جورج حبش .

أما القوميون السوريون ، فزعيمهم أنطون سعادة الذي قُتل ثم تولت أرملته القيادة ، وبعدها جاء أسد أشقر ثم جورج عبدالمسيح .

وحزب البعث بشقيه ، صاحب الخيانات الكبيرة ، فزعيمه هو ميشيل عفلق الذي نال من البابا وساماً رفيعاً ، وقال له البابا : " لقد فعلت ما لم تفعله جميع الجمعيات التبشيرية طيلة ثلاثة قرون " . وحينما عاد إلى العراق " الإله العائد " ومن المضحكات المبكيات ما حدث عندما هلك ، فقد أقيمت عليه صلاة الجنازة في كل أرجاء العراق ، وصلى أبناؤه عليه مع المصلين ، ومن الجدير بالذكر أن صدام حسين الرئيس العراقي ـ وهو تلميذ وفيّ للهالك عفلق يقول : إن جلسة واحدة مع الاستاذ ـ كما كان يطلق عليه ـ استلهم منها مدداً لمدة ستة شهور آتية .

وجدير بالذكر كذلك أن عفلق هو الذي أوعز للانجليز بتدبير الانقلاب الذي قام به أحمد حسن البكر ، وعين صداماً نائباً له .

ولكن لماذا كانت العقيدة الشيوعية هي عقيدة كل الأحزاب ؟

كل الأحزاب القومية العربية ذات فكر اشتراكي ، وذلك لأن القومية كما ذكرنا أنفاً جاءت لتقوض الإسلام وتخرجه من نفوس وقلوب المسلمين ، فكان لا بد من وجود فكرة عقائدية يعتنقها الناس والمجتمعات ، وذلك لأن المجتمعات لا تقبل الفراغ .

وهكذا كان ديدن الشباب الذين فتنوا بالقومية العربية في الخمسينات والستينات ، يتفاخرون بأنهم قوميون عرب اشتراكيون تقدميون ، وكانت الأسماء المفضلة لهم هي : كاسترو ، وجيفارا ، وهوشي منّه ، وماو ، وغيرها من أسماء زعماء الاشتراكية ، بل أن بعضهم لم يكن يسمي نفسه إلا بأبي جهل وأبي لهب ، ولعل قصة وزير الصحة الأردني الذي كنى نفسه : بأبي لهب معروفة .

ظلمات بعضها فوق بعض :

وكما اقتربت القومية العربية بالعداء للإسلام ، وكما هو واضح من كلام منظريهم ومفكريهم ، اقترنت القومية والقوميون بالعمالة للاستعمار وأعداء الأمة ، وإذا ذهبنا نستعرض خيانات القوميين وعمالاتهم التي أظهرها الله على ألسنتهم وألسنة الذين كانوا يعملون لحسابهم ، لطال المقام وطال ولكن نذكر منها طرفاً للتدليل والاستشهاد على أن شعار القوميين المرفوع ما هو إلا دهان باطنه العمالة والخسة ، وظاهرة التقدمية والثورية إلى آخر هذه الشعارات .

ففي سنة (1939) طالبت عصبة التحرر الوطني التي أنشأها الشيوعيون في فلسطين بجلاء الإنجليز ، وتشكيل حكومة مشتركة بين اليهود والعرب ، وفي حرب (1948) تحول أعضاء عصبة التحرر الوطني إلى قادة عصابات مسلحة ، يذبحون الشعب الفلسطيني ، وكان في هذه العصبة توفيق طوبي وإبراهيم بكر المحامي ، وفؤاد نصار في يافا .

أما سقوط فلسطين وإعلان دولة اليهود فقد كان للقوميين العرب دور بارز في ذلك

الوطنية والقومية كلامها وثنٌ، يقدم الجنس والوطن على الإسلام، ويجعل رابطة الوطن والجنس أعظم من رابطة الإسلام .

وهكذا دخل الشرق العربي في مرحلة الاستعمار الأوروبي وتجزئة المنطقة العربية إلى وحدات وكيانات سياسية تكافح الاستعمار الأوروبي بعد اختفاء الدولة العثمانية، وكان نصيب الشريف حسين من ثورته، تمجيد القوميين والغربيين له في كتب التاريخ بوصفه قائد "الثورة العربية الكبرى".. والحق أنها كانت الخيبة العربية الكبرى.

***

وهنا يجب أن نركز على نقطة خطيرة، هي أن القوميين عندما أفرغوا العروبة من الإسلام قد أفقدوها جوهرها كله.. فأمة بلا ماضي أو بماض مشوه لا شك أنها أمة تائهة متذبذبة لن تبصر طريقها أبداً ، وهذا عين ما يرمي إليه هؤلاء ، أي أن الأمر ليس مجرد خطأ غير مقصود في تشويههم التاريخ بهذا الأسلوب ، أو زلل عن جهالة ، وإنما الأمر عمد موجه تقصد من ورائه هذه الدارسات المنحرفة ، إلى أن ترسب مفاهيم جديدة وخطيرة في أذهان الناشئة ، تتمثل في إقناعهم بإمكانية عزل مجتمعهم عن الإسلام ، بل ووجوب ذلك !! مستثمرين البحث التاريخي ، في إحداث هذه الخلخلة الفكرية ، عن طريق تشويه مواقف التاريخ وحقائقه ، واتجاهات شخوصه وإعادة ترتيبها ، بما يوافق وجهات عقائدية ومذهبية معينة حيث ينعكس هذا التشويه – ضرورة – على التكوين العقلي والنفسي للمسلم المعاصر ومواقفه من تحديات نهضته الحاضرة .

إن المارقين مذهبياً وحضارياً وأخلاقياً عندما يتجهون إلى إعادة كتابة التاريخ ، فإن العقلاء لن يفهموا من هذه الوجهة إلا أنها محاولة جديدة لتمزيق التاريخ نفسه ، وجعله رقعاً يرقع بها كل منا ثوبه المذهبي المجلوب ، أو يستر بها عواره الحضاري المتغرب .

إن الفوضى والانتهازية ، والتلاعب الفاضح بالأحداث ، وتزويرها الصريح أحيانا ، يقع الآن في تناول الباحثين لأحداث القرن الحالى ، بل العقود القريبة التي خلت ، فكيف بهم إذا امتدت أيديهم – غلت أيديهم – إلى تاريخنا القديم ، والذي يفصلنا عنه القرون الطوال ، والأزمان المتطاولة والحقب المديدة ؟! .

وإذا أضفنا إلى ذلك ما قرره ( أ.لوشاتلييه ) من أن الهدف الأول والمقصود الأكبر ، من عمليات التبشير في ديار المسلمين بالذات هو ( هدم الفكرة الدينية الإسلامية ) استطعنا أن نكشف عن أحد المسالك الخطيرة ، التي يتوجه إلىها البث الفكري المعادي وذلك هو مسلك ( هدم الفكرة الإسلامية عن طريف أحد أبنائها ) أو بتغبير آخر ( الغزو من الداخل ) .







س3:ما الرابطة بين القومية العربية والشريعة الإسلامية؟



اختلافات القوميين في النظرة للإسلام اختلافات شكلية، فقد اختلفوا في النظرة إليه في الماضي أما في الحاضر فهم على اتفاق أنه يجب أن ينبذ من الحياة، أما بالنسبة للاسلام في الماضي:

1- فمنهم الجاحد لفضله أبدا: مثل قسطنطين زريق الذي يرى أن العرب هم نقلة لحضارة اليونان والرومان ولم يصنعوا حضارة.

2 - ومنهم المغفل: أمثال علي عبدالرازق (الاسلام وأصول الحكم) وخالد محمد خالد (من هنا نبدأ) الذين يرون أن الدين هو أساس التفرقة والتمزق ولذا يجب إبعاده من المجتمعات.

3- ومنهم المنكر فقط وليس جاحدا بالمرة: مثل ميشيل عفلق: فهو يرى أن الاسلام وثبة من وثبات الأمة العربية ولكن لا يرد ذلك إلى الوحي والنبوة فقدارات الأمة العربية تجمعت في الماضي حتى أنتجت محمدا.

4- ومنهم المذبذب والمنافق: مثل حازم نسيبة

ولقد أدت الدعوة القومية العلمانية إلى قطع صلة العرب بالدول الاسلامية وتمزيق العالم العربي الى دويلات هزيلة حتى تبقى في قبضة العالم الغربي والشرقي، تتسابق في ولائها لأمريكا أو إلى روسيا لتحمي أنظمتها في المنطقة. وقد أدى ذلك إلى تضخم الكيان الاسرائيلي الذي أصبح تنينا يفتح شدقيه يبتلع كل فترة جزءا من بلاد العرب. وأدى أيضا إلى انهيارات في معظم النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، و إلى نشوء أجيال ليس لها هوية معينة، وليس لها أي مبدأ في الحياة، لا تعلم لماذا تعيش؟ ممزقة خلقيا متفسخة اجتماعيا، متفككة أسريا، أفئدتهم هواء، تراهم كل يوم في رأي، يغيرون أفكارهم كما يغيرون أزياءهم في الاعتقاد والاقتصاد والثقافة والاجتماع .

يقول زويمر - زعيم المنصرين - مخاطبا المبشرين (إنكم أعددتم شبابا في ديار الاسلام لا يعرف الصلة بالله ولايريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الاسلام فجاء النشئ الاسلامي طبقا لما أراده الاستعمار لا يهتم للعظائم ويحب الراحة والكسل ولا يصرف همه في الدنيا إلآ في الشهوات) .

إن هذا الشرق لم يشهد في يوم من الأيام وحدة ولا عزة ولم يكن له كيان إلآ بالاسلام الذي وحده أول مرة ولن يجد نفسه مرة ثانية إلآ بالاسلام.

ويقول جب: (إن الأسلوب الذي استطاعت به طبقة المتغربين تأمين قبضتها الثابته على السلطة في الدولة... كان القومية... فالقومية هي فكرة غربية تماما).

وإن سبب انتشار القومية في العالم العربي هو سيطرة الغرب نفسه على العالم الاسلامي.

ان القومية ليست الدواء الناجع لأمراضنا، بل هي داء عضال مما أصابنا، يقول سمث: (وتاريخ الشرق الأدنى الحديث يدل أن القومية المجردة ليست القاعدة الملائمة للنهوض بالواجب الشاق، ومالم يكن المثل الأعلى إسلاميا على وجه من الوجوه، لن تثمر الجهود البتة).

وما أجمل كلمة سيد نا عمر بن الخطاب ننهي بها هذا البحث: (نحن قوم أعزنا الله بهذا الدين ومهما ابتغينا العزة - عن غير طريقه - أذلنا الله).

يرى الدكتور عبد الله عزام والشيخ بن باز وجل العلماء أن القومية كفر مخرج من الملة.

يقول الدكتور عزام:

1- القومية العربية: تقيم التجمع واللقاء على أساس الجنس والأرض بدل العقيدة. وهذا يصطدم مع الاسلام.

2 - القومية العربية: تفضل النصراني العربي على المسلم الباكستاني أو التركي وهذا يناقض القرآن (إن أكرمكم عندالله أتقاكم...).

3 - القومية العربية: تنصر اليهود ي العربي أو النصراني العربي على المسلم الباكستاني أو الأفغاني وإن كان الحق للباكستاني أو الأفغاني أو الايراني.

وهذا يناقض (فاصبحتم بنعمته إخوانا....)، (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه).

4- القومية العربية: توإلى الكفار وتتبع القادة الكفار، فهي تقدم كلام ميشيل عفلق أو جورج حبش أو اساتذتهم أمثال نيتشة وروسو على أي كلام آخر ولو كان كلام الرسول صلى الله عليه وسلم. والله يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم...) (82).

5 - القومية العربية: لا تقبل أن تجعل قانونها من الاسلام خوفا من اثارة النعرات الدينية والطائفية كما يدعون فهي تريد أن تبعد 90% من أبناء الدول العربية عن اسلامهم وتخرجهم عن دينهم مراعاة لشعور فئة قليلة من النصارى العرب. (وإذا قيل لهم تعالوا الى ما انزال الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم....) (83).

6 -القومية العربية: لا ترى أن الاسلام صالح لهذا الزمان، ولذلك كثيرا ما تصف الاسلام بالرجعية والجمود والتأخر، وتصف العلمانية والتحلل من الدين بالتقدمية والتحرر.

7 - القوميون العرب: يرون أن الاسلام وثبة من وثبات الأمة العربية أدت دورها ومضت، وأما إلىوم فهناك مبادئ أخرى تؤدي دورها دون الاسلام الذي لايستطيع أن يواكب العصر.

8 - القوميون يرون أن القومية العربية دين جديد له سدنته وحواريوه وأتباعه وقديسوه، يقول محمود تيمور (84): (وان كتاب العرب في أعناقهم أمانة هي أن يكونوا حواريين لتلك النبوة الصادقة - القومية- يزكونها باقلامهم)، ويقول علي ناصر الدين (84) في مقدمة كتابه (قضية العرب ط3): (العروبة نفسها دين عندنا - نحن القوميين العرب- المؤمنين العريقين من مسلمين ومسيحيين، ولئن كان لكل عصر نبوته المقدسة، إن القومية العربية لهي نبوة هذا العصر)، جاء في مجلة العربي (85) عدد 2 ص 9 يناير 59: (الوحدة العربية يجب أن تنزل من قلوب العرب أينما كانوا منزل وحدة الله من قلوب قوم مؤمنين )، ويقول عمر فاخوري (كيف ينهض العرب): (لا ينهض العرب إلآ إذا أصبحت العربية - أو المبدأ العربي - ديان يغارون عليها كما يغار المسلم على قرآن النبي الكريم وغرضي من هذا الكتاب تشكيل ديانة جديدة هي الجنسية أو العنصرية العربية).

9 - القومية العربية: تقديم للجاهلية على الاسلام (أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)، والجاهلية: هي كل حكم غير حكم الله. ولقد رأينا أن زكي الأرسوزي (43) يرى أن الجاهلية العربية هي الفترة الذهبية في حياة العرب ويراها مثله الأعلى.

10 - القوميةالعربية: طاغوت جديد (صنم جديد) والطاغوت: كل حكم غير حكم الله، وكل ما أطيع من دون الله، وكل من تحاكم إليه الناس دون الله، سواء كان صنما أو كاهنا أو شيطانا أو قانونا أو وطنا أو‏قوما أو زعيم قبيلة أو عشيرة أو بلدا. وهذا كفر بنص القرآن (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما انزل إلىك وما أنزل من قبل يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزال الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فيكف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا) (86)، صدق الله العظيم: إنهم يقولون لا نريد إلآ الاحسان والتوفيق بالقومية، لا نريد إلآ الوحدة الوطنية، ونريد أن نتلافي الخلافات المذهبية والطائفية والدينية. يقول ابن كثير (87): (من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة فقد كفر. فكيف بمن تحاكم إلى إلىاسا - قانون جنكيرخان - وقدمها عليه - على الاسلام - لا شك أن هذا يكفر باجماع المسلمين)، ويقول سيدقطب (إن الذي يحكم على عابد الوثن بالشرك ولا يحكم على الذي يتحاكم إلى الطاغوت بالشرك. ويتحرج من هذه - الحكم بالكفر على من يتحاكم إلى الطاغوت - ولا يتحرج من تلك، إن هؤلاء لا يقرأون القرآن، فليقرأوا القرآن كما أنزل،وليأخذوا قول الله بجد (وان أطعتموهم إنكم لمشركون).

وبعد: فهذه نقاط عشرة كل واحدة منها تخرج القومي من الاسلام وتكفره كفرا ينقله عن الملة الاسلامية.

ويقول الشيخ بن باز: إن هدف القومية غير هدف الإسلام وإن مقاصدها تخالف مقاصد الإسلام والدليل على ذلك أن الدعوة إلى القومية العربية وردت إلينا وجاءت من أعدائنا الغربيين ليكيدونا بها نحن المسلمين ولفصل بعضنا عن بعض وتحطيم كياننا وتفريق شملنا على نحو قاعدتهم المشؤومة ( فرق تسد ) وذكر كثيرمن مؤرخي الدعوة إلى القومية العربية ومنهم مؤلف الموسوعة العربية : أن أول من دعا إلى القومية العربية هم الغربيون على أيدي بعثات التبشير في سويا ليفصلوا الترك عن العرب ويفرقوا بين المسلمين



(( القومية أو الوطنية أو القبلية أو الحزبية أو النعرات العرقية أو الطائفية أو ما أشبه ذلك كلها يجمعها أنها تنافي وتخالف التفاضل بين الناس بالتقوى .))

، لأن هذا المشروع السياسى هو جوهر الدين وأساسه ، أو بصريح عبارة سيد قطب (نقلا عن المودودى): أن كلمة "دين" في القرآن تعنى على وجه الدقة والتحديد نظام الحكم

رغم أن الفترة الزمنية التي نجح فيها القوميون في امتلاك أزقّة الأمور والحكم ، كانت ومازالت أسوأ الاحقاب الزمنية التي مرت ، وليس على الأمة العربية فحسب ، ولكن على كل الأمة الإسلامية فكم من الهزائم مُنيَ بها العرب وكم من عداوات وأحقاد فيما بينهم لازالت إلى الآن تطحن الشعوب العربية المسلمة طحنا .

ما ذلك إلا جرّاء لمخالفة نص الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول : ( لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى ) وقوله : ( دعوها فإنها منتنة ) بعد ما سمّاها جاهلية .



س4:ما هي الفوائد التي يمكن للقومية العربية أن تقدمها للأمة العربية؟

للقومية العربية فوائد جمة .. لكن ليس للأمة العربية بل لأعداء الأمة العربية، لأمريكا و إسرائيل.

أما الفائدة التي يمكن أن تؤديها للأمة فهي أن تدفن نفسها بعد أن تعفنت.

لقد زيفت وعي الأمة حتى أوردتها موارد الهلاك، وهي تشترك مع الحداثة التي تنادي بالقطيعة المعرفية، بعد أن قامت بالتمهيد لها بتزييف التاريخ، فلكي تسوغ ارتماءها في أحضان الشيوعية والاشتراكية أخفت عن الأمة التاريخ الأسود للاتحاد السوفيتي.

لقد راجعني كثير من القراء بل وبعض الكتاب فيما ذكرته في أحد مقالاتي من أن روسيا الأصلية كانت تشكل 7% فقط من مساحة الاتحاد السوفيتي، أما الـ93% الباقية.. ففلسطين أخرى..

والحقيقة أن النسبة كانت أفدح مما ذكرت.. لأنني انتقيت لحظة متأخرة في التاريخ!!.

سوف أحاول قدر ما أستطيع في المساحة المتاحة أن أضع رؤوس موضوعات شديدة الإيجاز:

- في عام 18 هجرية (638م) أرسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائده عياض بن غنم والصحابي الجليل حذيفة بن اليمان فلم يأت عام 24هـ (644م) إلا و قد خضع جنوب القوقاز كله للحكم الإسلامي.

- لجأ الأمويون والعباسيون لتعزيز الفتح في بلاد القوقاز إلى توطين العناصر العربية في تلك المناطق ليعلموا الناس الإسلام. وكانت البداية توطين 24000 من أهل الشام في المنطقة تبعتها عشرات أخرى من الآلاف.. و ذلك تفسير ما يقولونه اليوم هناك عن أصولهم العربية.

- حتى سنة 921 م كانت روسيا غير موجودة، كان الموجود إمارة حقيرة اسمها موسكوفيا، مساحتها 250 كيلومترا مربعا، وكان عدد سكانها مائة ألف يصفهم شاهد عيان هو العالم و المؤرخ المسلم " ابن فضلان" بأنهم : " أشر خلق الله على الأرض".

- بعد ذلك وحتى القرن الحادي عشر كانت روسيا الأوروبية مقسمة إلى أربع وستين إمارة. وظلت موسكو قرية مغمورة حتى القرن الثالث عشر حيث كان دوق روسيا الأعظم يقسم يمين الولاء للمسلمين ويعلن خضوعه وجميع الأمراء الروس لهم ويدعون لهم في الكنائس. كان إيفان الأول موظفا عينه الحكام المسلمون لتحصيل الجزية من الروس.. فكان يسرق لنفسه أضعاف الجزية وبدأ في تكوين جيش قوى بالمال المسروق.. وحتى عام 1480 كانت روسيا تدفع الجزية للمسلمين القوقازيين.

- وحتى ذلك الوقت لم تكن مساحة روسيا تتجاوز مساحة مصر لكنها أخذت بعد ذلك تتوسع توسعا همجياً فوق جماجم المسلمين حتى بلغت اليوم خمسة عشر ضعفاً من حجمها.

- في منتصف القرن السادس عشر الميلادي بدأ إيفان الرابع المسمى "بالرهيب" ( حفيد إيفان الأول أجير المسلمين) هجومه وتغلب على بعض إمارات المسلمين ودخل عاصمتهم قازان ثم استراخان فقام بقتل كل سكان تلك المدن في مجزرة هائلة عام 959هـ (1552م). وفى عام 988 (1580م) و بعد معارك استمرت 56 عاما سقطت سيبريا بعد أن كانت تحكم بالإسلام..

- عام 1604 حيث قام القيصر بوريس جودونوف بهجوم كبير على داغستان في محاولة لاحتلالها ولكن حملته انتهت بكارثة كبرى فقد دمر المسلمون جيشه وحطموا القلاع الروسية على أنهار سولاك وسونجا وتريك.

- و في عام 1722م بدأت حملة روسية استعمارية جديدة بقيادة بطرس (المسمى بالكبير). و استطاع بطرس انتزاع داغستان من جسد الأمة الإسلامية . ثم استولى للمرة الأولى في التاريخ على شمال الشيشان و شرقها .

- توالت المصائب بتولي كاثرين عرش روسيا و تلك المرأة كان حلمها وهدفها المعلن هو السيطرة على بلدان المسلمين و تحويلها إلى بلدان أرثوذكسية .

- لم يكتمل سقوط القوقاز والشيشان بين أيدى البرابرة الهمج إلا في عام 1785..

- إن القوقاز التي احتلتها روسيا تقارب مساحتها مساحة أوروبا.. و دولة منها هي الداغستان -وليست السودان- هي أكبر بلد في العالم الإسلامي من ناحية المساحة.

- خان الحكام وساوموا وتنصر بعضهم أما العلماء و القادة فحملوا راية الجهاد ضد الروس. . و كان أولهم الشيخ منصور الشيشانى الذي استطاع أن يذل ناصية الروس على أرض القوقاز الإسلامية. . وذلك بعد أن تمكن من إلحاق هزائم متتالية و مذلة بالروس خلال ما يقرب من تسع سنوات (1783-1791م).ثم استطاع الروس أن يأسروا الشيخ منصور أثناء معركة ضارية تسمى تتار-تومب عام 1791م .. فخلفه في الجهاد الإمام مولا الداغستانى.. ثم الإمام شامل.. الذي قاد المقاومة في عام 1824، فحقق انتصارات هائلة حتى تمكن الروس من أسره بعد خمسة ثلاثين عاما من الجهاد.

- بعد الحرب العالمية الثانية قتل ستالين نصف مليون شيشانى ( 60% من الشعب الشيشانى ذلك الوقت ) .. لكن أبناء الشهداء عادوا ليواصلوا الجهاد..

- و حتى عام 1928 كانت اللغة الشيشانية تكتب بالحروف العربية..

***

يقول المؤرخ جون بادلي في كتابه: "الغزو الروسي للقوقاز" : لو اتحدت إيران وتركيا لتم هزيمة الروس هزيمة ساحقة..

ويقول المؤرخ الروسي فادييف:" إن الحرب القوقازية شلت حركات الجزء الأكبر من الجيوش الروسية بعض الوقت، ولولاها لاستطاعت الجيوش الروسية أن تحتل الشرق جميعه من مصر إلى اليابان".

***

ولقد أخفى القوميون هذا كله عن الأمة سترا لعارهم.. وتسويغا لقبول الأمة للفكر الاشتراكي الذي لا يقل عن الفكر الصليبي أو الصهيوني ضراوة.

***

في بحث قيم بعنوان "الشعوبية الجديدة" يؤكد محمد مصطفي رمضان أن القومية العلمانية مشروع مستورد ، ثم يتساءل تساؤل الإقرار لا الاستنكار:هل افلست القومية العربية وصار لزاما عليها ان تلملم اوراقها وتنسحب خارج التاريخ والحاضر بعد ان تحمل نفسها مسؤولية كل ماحدث للامة خلال القرن العشرين وهل على التيار القومي بكل تشعباته وفروعه واجتهاد شعبه وتناحرها ان يخلي الساحة لسواه بعد ان يعلن ادانة نفسه وافلاسه ووصوله الى درجة من الجمود لاتجدي معها المراجعة ونقد الذات، والتصحيح .

***

وإذا كنا نؤمن إيماناً جازماً بأننا أمة مسلمة مرجعيتها كتاب الله وسنة رسوله وأنهما مصدر الهدى والنور اللذان صنع الله بهما الأمة وأحياها فإن الأمر يصبح أمر ( دين ) فقضية ( الولاء ) والهوية ، ليست من قبيل ( الفكر العام ) حتى يجوز لكل أحد أن يبتدع فيها جديداً أو يستدرك فيها على علماء الأمة وإجماع السلف ، وإنما هي مسألة ( علمية ) بكل ما يحمله ( العلم ) من قداسة وقواعد ومناهج ، وبكل ما يستدعيه ( الاجتهاد ) من شروط وإمكانات ، تبدأ من الشرط الأخلاقي ( العدالة ) ثم الشروط العلمية المتفق عليها .



س5: كيف ينظرالعرب والغرب لهذه القومية في الوقت الراهن؟

لقد كانت القومية العربية العلمانية مجرد محطة في طريق تجزئة الأمة يتم تجاوزها بعد استنفاذ أغراضها واستثمارها من قبل العدو.

وقد بدأ العالم العربي يكتشف أن كل رؤاه السابقة التي انحرفت عن الإسلام لم تكن سوى حلقة من حلقات الحصار..

أما الغرب فقد تكفل بتدمير القومية في 67 وفي حربي الخليج الأولى والثانية، وهو على وشك اجتياح القوميات الصغري التي تفتت القومية العربية إليها تحت وطأة ضرباته

***

إذا شئنا أن نلخص هدف الغرب في جملة جامعة مانعة، لما كانت هذه الجملة إلا: إنما أتيت لأدمر مكارم الأخلاق..!!

و لأن الإسلام نزل على البشرية ليتمم مكارم الأخلاق فليس ثمة قوة في العالم بقادرة على وقف هذا الوحش الغبي المسعور إلا الإسلام والمسلمين.

إن إدراكنا لحتمية الصدام هو سبيلنا الوحيد لا إلى الانتصار فقط.. بل إلى مجرد حماية وجودنا وديننا. لذلك فإن كل القوى الإسلامية الداعية إلي الحوار والتقريب و إزالة أسباب الخلاف إنما هي – علمت أم لم تعلم – تقوم بدور النخاس الذي يقوم بترويض العبيد كي يحسنوا خدمة زبائنه وسادته الراغبين في بضاعته.

وكان القوميون من أول المغررين..

***

وما دام الصدام حتميا فإن علينا أن ننظر إلى الوضع الكارثة الذي نجد الآن أنفسنا فيه بعد أن خاننا الحكام والنخبة وظلوا كل تلك الفترة يتخلصون من كنزنا الإسلامي ليستبدلوه بالوباء الغربي.

نجح الغرب أن يحاصرنا في حلقات.. حلقة خلف حلقة.. كظلمات فوقها ظلمات.. وقد تواكب مع ذلك ضرائب حروب لم نحاربها في الوقت المناسب، أو حروب دخلها القوميون فانهزموا هزائم ساحقة، وجهادا لم نجاهده كما ينبغي للجهاد أن يكون، فإذا بالعالم يتداعى علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها.

فالهند على سبيل المثال، الهند التي لم نجاهد فيها كما ينبغي للجهاد أن يكون، تحولت من مملكة إسلامية إلى خطر علي الإسلام. والصين، التي غزت بلادا إسلامية يوجد فيها الآن أكثر من مائة مليون مسلم، تخشى اشتداد ساعد الإسلام الذي سيطالب حين استعادة قوته بعودة بلاده، وروسيا التي تشكل البلاد الإسلامية المحتلة 93% من مساحتها ( نعم.. مساحة الاتحاد السوفيتي في القرن الخامس عشر كانت 7% من مساحته الآن.. أما الـ 93% الأخرى كلها فهي بلاد إسلامية استولت عليها روسيا تماما كما استولى اليهود على فلسطين).. و..و..و..

يترتب علي هذا أن العالم كله يخشى أن يستعيد المسلمون قواهم، ليطالبوا بحقوقهم المغتصبة.

يتكالب العالم كله على العالم الإسلامي تكالب الفريسة على الضحية التي عجز رعاتها عن حمايتها.. بل خانوا وهانوا فساهموا في اصطياد الفريسة.. وكان ما كان فتكالبت الوحوش على الغنيمة..

دائرة الحصار تلك تشمل العالم كله.. داخلها دائرة حصار أخرى تشمل حكام العالم الإسلامي الذين أوصلوا الأمة إلي ما وصلت إليه قرنا بعد قرن عن طريق الجهل والخيانة والسطحية والأنانية وقصر النظر.. داخل دائرة حصار الحكام دائرة أخرى هي دائرة الجيوش.. التي تركت مهمتها الأساسية لحماية بلادها لتكون وحدات متخلفة سيئة التدريب تابعة للجيش الأمريكي ولا تتحرك إلا لصالح أمريكا أو لحماية أنظمة الحكم التي ترضى عنها أمريكا.

داخل دائرة الحصار تلك توجد دائرة حصار أخرى أخس و أشرس هي دائرة أجهزة الأمن الضارية المتوحشة والتي قدمت لها القومية المسوغ والتدريب، لتدمر وجدان شعوبها خدمة للموساد والسي آي إيه. . دائرة بلا دين ولا خلق ولا ضمير.. دائرة لا تقل وحشية وشيطانية عن الوحش الأمريكي نفسه.. بل ربما تزيد.

داخل دائرة حصار الأمن توجد دائرة حصار الإعلام الذي تكفل عبر القرن الماضي على الأقل بغسيل مخ أمته وتزييف وعيها خدمة للحاكم النخاس وللقرصان الغربي. إعلام لم يتورع طيلة الوقت عن الكذب المجرم ترويضا للأمة.

وما القومية والعلمانية والحداثة إلا فصولا في المأساة.

داخل دائرة الإعلام يوجد دائرة المثقفين، وهم في الغالب الأعم ليسوا مثقفين بأي معنى، فما هم سوى موظفين عينتهم جهة الإدارة التي تعين رجال الأمن ( أو على الأحرى وحوش الأمن) وبنفس المنهج، وهم أيضا وحوش وذئاب ضارية كانت وظيفتهم نهش عقيدة الأمة وتسفيه لغتها و أخلاقها.. لا أقول لمصلحة العقيدة الغربية أو الأخلاق .. بل أقول لمصلحة انعدام العقيدة الغربية وانعدام الأخلاق.

في عام 1912- على سبيل المثال – كانت المظاهرات الحاشدة تخرج في العالم العربي تأييدا لكوسوفا وكان عشرات الشعراء يكتبون فيها القصائد العصماء .. وسنة 1995- على سبيل المثال أيضا وبعد قرن من القومية– لم يكن أحد من معظم الناس قد سمع مجرد سماع عن كوسوفا ولا أحد كان يعرف مكانها على الخريطة بله تاريخها الإسلامي.. وكان عشرات الشعراء مشغولون بكتابة قصائد تمجد الشذوذ الجنسي وتجترئ على الله سبحانه وتعالى وتسخر من القرآن الكريم وتسب الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكانت حلقة الفساد والكذب تتخلل هذا كله وتستنزف الأمة المحاصرة في مركز الدائرة التي تحيطها كل هذه الحلقات من الحصار.

***

إنني أقدم لكم يا قراء هذه الصورة القاتمة البالغة السواد لا لكي أبث اليأس في قلوبكم بل لأزرع الأمل.. ولأقول لكم أن أمة احتملت كل هذا الحصار والنزيف والخيانة والقهر ولم تمت هي أمة موصولة بحبل السماء وستنهض لتنتصر.. إن شاء الله..

***

عبر التاريخ كله كانت الدولة الغازية تتحمل نفقات الغزو كي تنهبه بعد ذلك.. حتى بريطانيا المجرمة فعلت ذلك.. أما أمريكا الأكثر إجراما فقد قلبت الآية و أصبحنا نحن الذين نمول لها حروبنا ضدنا!!..

***

انظر أيها القارئ في أي بقعة من بقاع عالمنا الإسلامي إلى حكومتك وقارن كيف تسوسك ثم قارن كيف تسوس أمريكا عالمنا الإسلامي.. انظر وقارن.. وستكتشف على الفور أن الكفر ملة واحدة.

نعم..

والفكرة القومية ليست سوى ابن شرعي للفكر الصليبي والصهيوني.

سند حكم الحاكم في العالم الإسلامي هو رضاء أمريكا عنه، هذا الحاكم يعامل شعبه كعدو أعزل، أما هو فيملك الدبابات والطائرات وفرق الأمن والأسلحة التي يستوردها من أمريكا طبقا لحاجة الاقتصاد الأمريكي وليس طبقا لاحتياجات بلده.. وتسهل له أمريكا الحصول على العمولات والرشاوى لتكون نقطة ضغط عليه في أي وقت. هذا الحاكم سيعين وزراء ومساعدين علي شاكلته، وسيدرب جهاز أمن قوي شرس في أمريكا.. وسيستورد أجهزة التعذيب من أمريكا.. وسيقرب ويعلي كتابا منافقين مزورين يعلون من شأنه.. وسيعين معارضة مستأنسة هزيلة وهزلية للديكور أمام الغرب.. وستحلل له أمريكا ما يفعل.. 40% من ميزانية أي دولة إسلامية تنفق على تأمين البيت الحاكم: ابتداء بالجيش والأمن والأحزاب المصطنعة والصحف الحكومية التي تخسر المليارات بغير حساب وانتهاء بالسرقة والأموال المهربة.. وبلد يستنزف 40% من ميزانيته فيما لا طائل خلفه لا يمكن أن يحقق أي تنمية اقتصادية.. وتتدهور الأحوال ويزيد السخط على الحاكم فتزداد حاجته إلى الأسلحة والجيش والأمن ليتفاقم الوضع ويتفاقم الانتقاد فلا يجد الحاكم إلا تفتيت قوى شعبه كي يتناحر كل فصيل منها مع الفصيل الآخر..

كل هذا يتم على حساب الشعب وبماله.. حصار الشعب وترويعه وقتله وتهديد أمنه يتم على حسابه وبماله.

***

والآن انظر أيها القارئ إلى أمريكا.. إنها تتعامل بنفس المنهج.. التفتيت.. استثارة العداوات التي زرعتها بريطانيا المجرمة كألغام موقوتة.. محاباة الفاسدين أعداء شعوبهم.. تسليط كل دولة على الأخرى.. أما عندما تقوم هي بمهمة الغزو والدمار فإن البلد الذي لا يدفع نصيبه في الفاتورة يكون مهددا هو الآخر بغزوه وتغيير نظامه.. وحتى عندما يدرك الحكام خطورة الوضع عليهم فإن كل حاكم منهم يرتاب في شقيقه فيسارع إلى مزيد من التورط والخيانة كي يحظى عند القرصان الأمريكي بالحماية.

***

كان الاستعمار دائما كذلك.. كان شيطانا.. وكان كالشيطان يغطي غواياته بالشعارات والمواثيق والقوانين حتي لو كانت زائفة.. حتى جاء القرصان بوش.. ليتصرف لأول مرة في التاريخ على مستوى الدول كقرصان وقاطع طريق وبلطجي.. ولم يعد يسعى لتغطية غاياته ولا لتسويغ سلوكه إلا كما يلجأ القرصان وقاطع الطريق والقاتل المأجور لتفسير لماذا يرتكب جرائمه.

***

إن حرية السوق – أساس النظرية الرأسمالية كلها - لا تؤمنها حركة السوق التي خدعونا بها عشرات العقود بل تؤمنها البوارج والصواريخ والطائرات والانقلابات العسكرية التي يقوم بها ضد الحاكم الخائن جنرال أشد خيانة.. والانقلاب خلفه أمريكا..

وشفافية البورصة تسفر عن عمليات النصب والاحتيال والتهديد والخطف والاغتصاب.. والاحتيال خلفه أمريكا..

وفي هذا كله تفوق بوش – كرمز لحضارة الغرب – على الشيطان ذاته والذي لم يكن يملك من وسائل الإفساد سوى الغواية.. أما هو فقد تعدى مرحلة الغواية إلى الإرغام بأقوى جيش في التاريخ و أسلحة دماره الشامل.

***

الآن تبدأ الحلقات في الانهيار..

ولكي تعلموا كيف: انظروا إلي أي بلد إسلامي.. أي بلد فيها يستطيع جيشه أن يفديه بروحه وهو الذي تم تدجينه و إفساده فلم يعد يصلح لخوض حرب مع جيش آخر.. و إنما لمجرد مواجهة المظاهرات بالدبابات والطائرات....

بل أي نائب أو وزير يأتمنه و أي صحيفة من الصحف التي نماها ورعاها لن تكون أول من يمزق لحمه عندما تقترب القوات الأمريكية..

***

إن الخيانة التي كانت تحمي وترسخ الاستقرار في السلطة هي بذاتها الآن هي الخيانة التي تهدد..

الآن تدرك الأمة كما لم تدرك أبدا أن عدوها أقرب من أمريكا بكثير..

والآن يدرك الحكام أن الخطر عليهم إنما هو من أمريكا ومن عملائه المقربين..

أكلت الخيانة نفسها.. والأخلاء الآن بعضهم لبعض عدو..

وتلك بداية انعكاس الدورة..

***

في ظل القومية يقف شارون أثناء انعقاد المؤتمر ليقول: إن دخول الأقصى لا يحتاج إلا لمجرد خلع حذائي؟! هذا هو العائق الوحيد أمام شارون فقد جعل حملكم ومخاضكم وصياحكم وتهييجكم أدنى من الجهد الذي يستلزمه خلع حذائه!!

س6: ما الدور الذي يمكن أن تلعبه القومية العربية أمام العولمة؟

الاستسلام التام.

الاستسلام والخراب والدمار..

الاستسلام وليس الانضمام..

س7:هل ترى أن صلاحية القومية العربية لاتزال سارية المفعول؟

لم تكن أبدا سارية المفعول بالنسبة للعرب والمسلمين، كانت مرحلة هامة لصالح الغرب، وقد أدت دورها بالكامل في القضاء على القوة الوحيدة التي كان يمكن لها التصدي للغرب، القوة الإسلامية. أدت دورها كاملا في ذلك، ولم يعد للغرب فيها مأرب، فتخلى عنها، فسقطت.

س8: هل مرت القومية العربية بفترة ذهبية وبارزة؟

لم تكن فترة ذهبية عظيمة بل كانت فترة تضليل هائلة أغوت الناس وجرفتهم وضللتهم.



س9:ما هي المراحل التي مرت بها القومية العربية؟ وإلى أين وصلت؟

بدأت فكرة القومية متمثلة في حركة سرية تألفت من أجلها الجمعيات في عاصمة الخلافة العثمانية، ثم في حركة علنية في جمعيات أدبية تتخذ دمشق وبيروت مقرا لها، ثم في حركة سياسية واضحة المعالم في المؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس، فظلت الدعوة إلى القومية العربية محصورة في نطاق الأقليات الدينية غير مسلمة وفي عدد محدود من أبناء المسلمين؛ ولم تصبح تيارا شعبيا عاما إلا حين تبنى الدعوة إليها الرئيس المصري جمال عبدالناصر.

س10: كيف يمكن لرابطة القومية العربية تستفيد من الرابطة الإسلامية؟

طريقة واحدة فقط: أن يتوب القوميون ويعودوا إلى الإسلام.

س11: ما رأيك في القومية العربية؟

كفر بالله وخيانة للوطن وتدمير للأمة.

س12: لماذا تبنيت هذا الموقف؟

لأنني مسلم..

ولأنني أري كما يرى الجميع اليوم أن الغرب كان يأكلنا قطعة قطعة..وهو يتقلب الآن حتى على عملائه من القوميين فيتهمهم بالإرهاب..

وقد كان القوميين إرهابيون فعلا.. لكن ضدنا نحن المسلمين لا ضده

ليس لدي شك في أن ثلاثية الشيطان التي مارسها الغرب ضدنا منذ ألف عام أو يزيد ، وهى: الاستشراق ثم التبشير ثم الاستعمار، والتي تمخضت بعد اكتمال الثلاثية الأولى عن ثلاثية ثانية هي السيطرة على التعليم والإعلام والثقافة، ولم يكن يتسنى لهم الوصول إلى ذلك دون ثلاثية أخرى، هي نظام حكم قومي علماني، أنكر الدين كمرجعية و إن لم يعلن ذلك، ورجل أمن غبي يهدر أمن أمته ويسومها سوء العذاب، ومثقف خائن، يتقاضى ثمن خيانته مجدا وشهرة، ليسفر الأمر، عن ضابط أمن دولة، يوازيه مثقف أمن دولة، وكما يجوز لضابط أمن الدولة، أن يمثل دور المعارض للنظام، ليخترق المعارضين ويهدمهم من الداخل، فإن المثقف الذي باع نفسه يقوم بنفس الدور، خاصة عندما يدعي أنه يجدد الإسلام من داخل الإسلام.

***

ليس لدي شك، في أن الدور الذي قامت به الإسرائيليات للدس على الإسلام، وتشويه وعي المسلمين، و صناعة الفتن، و إشعال الحروب، وسحق الأمة، قد ورثته منها قوافل المبشرين الصليبيين، وشاركت فيه، ومع تقدم خطوات المؤامرة، كان من المحتم أن يدخل العملاء المحليون، عملاء القومية، من حكام ومثقفين، لإكمال الإجهاز على الأمة، لأن تزييف الوعي الذي لا يستطيعه كرومر يستطيعه الخديوي، والذي لا يستطيعه كوهين يستطيعه أمين، وما لا يستطيعه دافيد يستطيعه السعيد.. وما لا يستطيعه ميجور.. يستطيعه منصور.

ليس لدي شك في أن هذا الدور الذي اضطلع به في سالف الزمان اليهود والمبشرون يقوم به الآن: القوميون العلمانيون عامة والشيوعيون خاصة، فمنذ بداية القرن العشرين، حرموا الأمة من فرصة نادرة لاستعادة وعيها وطريقها الصحيح، بالعودة إلى مرجعية الإسلام. كان الاستعمار جاثما علي كل بلادنا الإسلامية، ورفعوا هم لواء الحرب، لا على الاستعمار بل على الإسلام.

***

كان الهجوم ضاريا وعنيفا، وكانت مصر، بلد الأزهر، هي القلعة الفكرية الحصينة للإسلام، وكانت تركيا حصنه العسكري، وتعرض البلدان معا لأقصي محاولات السحق، لكن الضغط التي تعرضت له مصر كان ضغطا مزدوجا، فبالإضافة للسحق العسكري، كان المطلوب منها أن تكون حصان طروادة، لتنطلق منها عملية تغريب العالم الإسلامي وعلمنته، وللوصول إلى ذلك، شهدت الساحة الثقافية فيها مهازل لا يمكن أن يتصورها العقل، ويكفي أن تلاميذ اللورد كرومر، في مطلع القرن العشرين، هم الذين يقودون الفكر في مصر حتى الآن، بل إن من يراجع التقارير السنوية للورد كرومر، يجد الحداثيين العصريين الذين يمسكون بمقاليد الثقافة والفكر في مصر يرددون نفس مقولاته، وبنفس الألفاظ. والمحزن حتى الموت، أن نفس المرض الوبيل قد انتقل إلى معظم بلاد عالمنا العربي.

ومهما كان جهل النجم الحداثي وضحالته، فإن ثلاثيات الشيطان لا تتخلى عنه أبدا. وليست بعيدة فضيحة الدكتور لويس عوض، عندما قرأ بعين الغشاوة والجهل كلمة " الصليان" – بالياء- على أنها " الصلبان" بالباء كي يثبت الخلفية المسيحية لا الإسلامية لأبي العلاء المعري، ولا هو بعيد ذلك الجهل الفادح الذي تورط فيه الدكتور نصر حامد أبو زيد، عندما اتهم الإمام الشافعي بأنه كان متحزبا لبني أمية، دون أن يعلم أن الإمام الشافعي لم يولد إلا بعد انتهاء الدولة الأموية.. ولا فضيحة الدكتور – دكتوراه مجهولة النسب والأصل- سيد القمني في كتاباته عن الدولة الهاشمية، عندما جعل الحفيد يولد قبل جده!..

وكان أولئك جميعا نجوم القوميين..

حتى فضيحة ذلك القومي الذي ظهر علي إحدى القنوات الفضائية ليجدد الإسلام مستشهدا بالقرآن ليذكر سورة الرمز ، فيواجهه محاوره بأن القرآن لا توجد فيه سورة بهذا الاسم، فيؤكد العلماني أنه قرأها منذ ساعات قليلة و أنه واثق مما يقول، وعندما واجهه محاوره بأن السورة هي سورة "الزمر" لا "الرمز"، لم يسقط العلماني مغشيا عليه، ولم يذكر أحد من العلمانيين هذه السقطة أبدا.

***

السمة الجامعة المشتركة في ثلاثيات الشيطان، هي الكذب، الكذب الفادح الفاضح، الكذب الذي تدعمه الثلاثيات جميعا، وتعاقب بمنتهى القسوة من يتصدى لدحضه أو لفضحه.

وما أن ينضم أحد إلى جوقة الهجوم على الإسلام، حتى تتكاتف ثلاثيات الشيطان كلها لتمجيده، بل لتقديسه، بل إن نظرة فاحصة مأساوية على حال عالمنا العربي، ستكتشف أن الهجوم علي واحد من رواد تلك الحركة، بداية من الطهطاوي، ومرورا بقاسم أمين و أحمد لطفي السيد وسلامة موسى وطه حسين ولويس عوض وجابر عصفور، وليس نهاية بسيد القمني وخليل عبد الكريم، الهجوم على أي واحد من هؤلاء، يجابه بمنتهى القسوة والعنف، إذ أن من يهاجمهم، لا بد أن يكون ظلاميا رجعيا متخلفا أو إرهابيا. لقد منحوهم قداسة كقداسة الرهبان والقديسين، ومن يسب القديس لابد أن يكون كافرا يستحق الموت، أما من يسب الأنبياء، وحتى الله، فإنه مستنير، ولابد للقانون، مدعما بالدولة أن يحميه.

***

في المسلسل التليفزيوني : " قاسم أمين" الذي تعرضه قنوات تلفازية عديدة، خدمة للمجهود العلماني، وحربا على الإسلام، لم يتطرق المسلسل أبدا لكتاب قاسم أمين : "المصريون"، الذي كتبه قبل سفره إلى فرنسا، مدافعا عن الإسلام، ولا عن كتاب مرقص فهمي الذي صدر قبل كتابه :" تحرير المرأة" والذي يحتوي علي كل أفكار قاسم أمين، و أظن المسلسل لن يتطرق أبدا إلى رجوعه عن أفكاره قبل موته، ولا عما يقال عن موته انتحارا بعد إفلاسه بسبب القمار، فذهب إلى شركة تأمين وأمن على حياته بمبلغ ضخم ثم انتحر.

بل إن المسلسل وقع في جريمة فادحة للتدليس علي الناس، فلكي لا يكشف أن قاسم أمين قد تمت صياغته وتصنيعه في مفرخة اللورد كرومر، فقد أخفي المسلسل عامدا متعمدا اسم كرومر ليضع مكانه اسمه الأصلي: "إيفيلين بارنج" وهو الاسم الذي لا يعرفه المشاهدون.

***

لا يتسع المجال لذكر أكاذيبهم عندما يدافعون بالباطل عن طه حسين وعلي عبد الرازق علي سبيل المثال، ولا عن إشادتهما بخالد محمد خالد عندما انحرف، وصمتهم صمت القبور عندما عاد إلى الصواب.

***

ولقد أسفرت التجربة ، عن استقطاب العنيف الذي حدث بإذن الله ليميز الله به الخبيث من الطيب. فعندما نتناول بعضا من القضايا الرئيسية في الأعوام الأخيرة، مثل قضية الأمة المحورية في فلسطين، وقضايا العراق و أفغانستان والشيشان، وقضية الوليمة، سنجد في هذا الاستقطاب: أن من يدافع عن فلسطين كلها مسلمة عربية، هو الذي يدافع عن أفغانستان والعراق والشيشان، وقدسية الله وعدم جواز السخرية بالدين، وفي الجانب الآخر.. ستجد الأوباش جميعا.. وعلى رأسهم القوميون.

***

المشروع الفكري للقوميين – كما شهد شاهد منهم هو الدكتور فؤاد زكريا – ليس مشروعا.. لأنهم لا يملكون في الحقيقة سوي مشروع واحد: هو محاربة المشروع الإسلامي.

ولم يقل لنا فؤاد زكريا: لصالح من؟

***

هل تريدون يا قراء جملة وحيدة تجمع أعداء الإسلام جميعا وتلخص مشروعهم كله، علي اختلاف أصولهم ومشاربهم ودعاواهم..

إليكم هذه الجملة..

إن مشروعهم هو مشروع "كرومر"..

أما مشروع اللورد كرومر فهو:

إن الدين الإسلامي دين جامد لا يتسع صدره للمدنية الإسلامية، ولا يصلح للنظام الاجتماعي، وأن الإسلام دين موضوع ابتدعه عربي بدوي أمي ما قرأ في حياته صحيفة، ولا دخل مدرسة، ولا سمع حكمة اليونان، ولا رأى مدينة الرومان، ولا تلقي شيئاً من علوم الشرائع والعمران.

بل لنترك اللورد كرومر يلخص لنا الأمر بنفسه..

جئت إلى مصر لأمحو ثلاثاً : القرآن والكعبة والأزهر ..

***

س13: كيف يمكن تفعيل رابطة القومية العربية لحل مشاكل الواقع العربي؟

حل مشاكل الواقع لا يأتي بتفعيلعا بل بالقضاء عليها..

حيث إن أساس القومية هو إبعاد الدين الإسلامي عن معترك حياة العرب السياسية والإجتماعية والتربوية والتشريعية فإنها تعد ردة إلى الجاهلية ، وضرباً من ضروب الغزو الفكري الذي أصاب العالم الإسلامية ، لأنها في حقيقتها صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا .

ردة يصفها سماحة الشيخ ابن باز بأنها : " دعوة جاهلية إلحادية تهدف إلى محاربة الاسلام والتخلص من أحكامه وتعاليمه " . ويقول عنها : " وقد أحدثها الغربيون من النصارى لمحاربة الاسلام والقضاء عليه في داره بزخرف من القول .. فاعتنقها كثير من العرب من أعداء الإسلام واغتر بها كثير من الأغمار ومن قلدهم من الجهال وفرح بذلك أرباب الإلحاد وخصوم الإسلام في كل مكان " . ويقول أيضاً : " هي دعوة باطلة وخطأ عظيم ومكر ظاهر وجاهلية نكراء وكيد سافر للإسلام وأهله " .

ويقول الشيخ عزام: إن اعتناق مبادئ القومية العربية -وغير العربية كالكردية والايرانية- كفر ينقل عن الملة ويخرج من الاسلام.

فمن اعتنق مبادئ القومية فإنه يخرج من الاسلام فلا تؤكل ذبيحته، ولا تنكح البنت القومية، ولا يزوج القومي من بنات المسلمين، ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولا يقبر في مقابر المسلمين، ولا يرد عليه السلام، ولا يترحم عليه إذا مات ـفلا نقول يرحمه الله- ولا يرث الشاب القومي من أبيه المسلم، ولا يرثه أبناؤه إن كانوا مسلمين ويخالفونه في مذهبه القومي. وإذا اعتنق الشاب القومية وهو متزوج مسلمة فتطلق منه وتحرم عليه، وإذا بقيت على صلة به، فالصلة الجنسية بينهما زنا، وأولادهما أولاد زنا، وعورة المرأة المسلمة أمام الفتاة القومية كعورتها أمام الرجل فلا يحل لها كشف رأسها أمام الفتاة القومية. والمرأة اذا اعتنقت القومية وهي متزوجة مسلما ينفسخ العقد حالا.

1- سيقول أناس: ان بعضهم يصلي ويصوم أحيانا !!، فنقول: إن الصلاة والصيام لا يقبلان مع فساد العقيدة والشرك، فلقد كان الجاهليون يصلون ويحجون ويدعون ولكن الله رد أعمالهم كلها لأنها ليست مبنية على إيمان بالله وبرسوله وبدينه، ولأن الأفعال الصالحة لا تقبل من الكفار.

2 - وسيقول آخرون: إن كثيرا من الحزبيين منتفعون من أجل المناصب والأموال يقبلون على الحزب!!، فنرد عليهم: نحن لا نعلم الغيب ونجري أحكامنا على الظاهر ونحاسبهم على ما يخرج من أفواههم وندع قلوبهم إلى الله- عز وجل- فالقاعدة العامة: أن القومي كافر، والاستثناء إنما هو استثناء من عموم القاعدة فلا يثبت إلآ بدليل قوي يرجح على الأصل، أي أننا إذا تأكدنا من شاب أنه يكره القومية ويحب انتهاءها ويقاوم في الواقع انتشارها فإننا نحكم له بالاسلام.

ولا بد من معرفة أن هؤلاء المنتفعين هم انصار الكفر بهم ينتشر وعلى أكتافهم يقوم.

3 - وسيقول فريق ثالث: إن معظم الأفراد جهلة بالحكم الشرعي !! فنرد عليهم: الجاهل يعلم ويبين له الحكم فإن أصر فإنه يحكم عليه بالكفر. فإذا كتب بعض العلماء الذين يوثق بدينهم مقالات أو كتبا في تكفير القوميين فإن هذا يكفي في التبليغ ولم يبق الجهل عذرا بعد البيان.

4 - وقد يسأل شاب قومي: ما حكم القومي إذا تاب ورجع: هل يقضي الصلواة والصيام؟ فنقول -والله المستعان- (الاسلام يجب (يقطع) ما قبله) فليس عليه أن يقضي الصلاة والصيام. وفي الحديث (إذا أسلم العبد فحسن اسلامه، يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها (قدمها). وفي الحديث الآخر (إذا أسلم العبد فحسن اسلامه، كتب الله كل حسنة كان أسلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها).







على عزت بيجوفيتش

في كتابه الهام الإعلان الإسلامى [12] – ترجمة وتقديم الأستاذ محمد يوسف عدس – يتحدث على عزت بيجوفيتش عن النخبة المثقفة الخائنة فيقرر أنه من بين السلع المشكوك في قيمها- مما يجلبه مستغربونا معهم إلى أوطانهم - أفكار "ثورية" مختلفة وبرامج إصلاح ، و"مذاهب إنقاذ" موصوفة لعلاج جميع المشكلات . فإذا تأملناها مليا نجد- لدهشتنا- نماذج لا يصدقها عقل في قصر نظرها وارتجالها. ثم يضرب المثل بمصطفي كمال أتاتورك" الذي كان قائدا عسكريا أكثر منه مصلحا ثقافيا ، والذي ينبغى وضع خدماته لتركيا في حجمها الصحيح ؛ ففي أحد برامجه الإصلاحية منع لبس الطربوش . . وطبعا ظهر على الفور أن تغيير غطاء الرءوس لا يعنى تغيير ما في هذه الرءوس ولا تغيير عادات أصحابها .

لقد واجهت أمم كثيرة خارج العالم الغربى- على مدى قرن من الزمن - مشكلة: كيف تنتسب إلى الحضارة الغربية ، هل ترفضها كلية . . أم تختار منها بحذر . . أم نأخذها كلها خيرها وشرها؟ ولقد تحددت عوامل سقوط كثير من هذه الأمم أو ارتفاعها بالطريقة النى أجابت بها على هذا السؤال المصيرى . فهناك إصلاحات تعكس حكمة أمة ما ، وإصلاحات تمثل خداع أمة لنفسها ، والمثل على ذلك قائم في نموذجين هما: إلىابان وتركيا. [13]

ابو يوسف المصرى
04-07-2009, 03:54 AM
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين يجد المتأمل أن كلا الدولتين تقدمان صورة شبيهة جدا لدول أخرى مثيلة . فقدك كانت الدولتان تمثلان إمبراطوريتين قديمتين ، كل منها له ملامحه ومكانته التاريخية . كلاهما وجدت نفسها على نفس المستوى من التطور . . كلاهما يملك ماضيا باهرا . . وهذا يشير إلى الامتياز العظيم وإلى العبء العظيم في نفس الوقت . . وفي كلمة واحدة كانت فرصتهما في المستقبل - عند نقطة معينة- تكاد تكون متساوية .

ثم جاءت الإصلاحات المشهورة في كل من الدولتين . أما إلىابان - فلكى تستمر في الحياة بطريقتها الخاصة وليس بأى طريقة أخرى- حاولت أن توحد بين تقإلىدها الخاصة وبين متطلبات التقدم. بينما اتجه التقدميون دعاة الحداثة في تركيا إلى سلوك الطريق المعاكس فتخلوا عن تقإلىدهم واندفعوا في طريق التغريب . فماذا كانت النتيجة؟.. أصبحت اليوم تركيا من الدرجة الثالثة ، بينما إلىابان ترتفع إلى القمة بين أمم العالم. ويبدو الاختلاف بين فلسفة الإصلاح إلىابانى وفلسفة الإصلاح التركى أكثر وضوحا في موقفهما المختلف من مسألة حروف الكتابة: حيث قامت تركيا بإلغاء حروف الكتابة العربية في حين أن هذه الحروف لبساطتها ولأنها تتألف من ثمانية وعشرين حرفا فقط – تعتبر واحدة من أكمل وأرقى حروف الكتابة وأكثرها انتشارا في العالم . أما إلىابان فقد رفضت دعوة مستغربيها في تبنى حروف الكتابة اللاتيني وأصرت على الاحتفاظ بنظام كتابتها المعقد الذي يحتوى على 880 شكلا صينيا بالإضافة إلى46 حرفا أخرى. ورغم ذلك فلا يوجد في إلىابان أمية بينما نجد تركيا بعد أربعين سنة من استخدام الحروف اللاتينية تزيد الأمية فيها على خمسين في المائة من تعداد السكان الذين يجهلون القراءة والكتابة . وتلك نتيجة تجعل الأعمى يسترد بصره .

وليس هذا هو كل شىء ، فقد أصبح واضحا أن القضية لم تكن مجرد حروف كتابة هى مجرد وسيلة للتسجيل ، ولكن الأسباب الحقيقية وبالتالى النتائج التي ترتبت عليها كانت أكثر عمقا وأكبر خطرا . فجوهر كل حضارة أو تقدم إنسانى يكمن في الاستمرارية وليس في التخريب والتنكر للماضى . إن طريقة الأمة في الكتابة هى الطريقة التي تتذكر بها الأمة وتستمر في وجودها التاريخى . وعندما ألغت تركيا الحروف العربية فقدت كل ثراء الماضى الذي حفظته الكلمة المكتوبة . وبهذا الإجراء وحده وضعت الأمة على حافة البربرية . ومع سلسلة أخرى من الإصلاحات المماثلة وجدت الأجيال التركية نفسها بلا دعامة روحية تقوم حياتها . . وجدت نفسها في فراغ روحى بعد أن فقدت ذاكرتها الماضية . . فمن الذي استفاد بهذا الوضع؟ .

فهل تستطيع دولة لا تعرف هويتها ولا تعرف أين تمتد جذورها أن تكون لنفسها صورة واضحة عن الموقع الذي تنتمى إليه ، والأهداف التي يجب أن تسعى لتحقيقها؟ .

قد يبدو النموذج الذي قدمه "أتاتورك " مفجعا ، ومع ذلك فانه يمثل النمط الغربى لفهم مشكلات العالم المسلم كما يمثل الطريقة التي يفكر بها الغربيون والمستغربون لإصلاح هذه المشكلات.



س14: تعرضت بعض الأقطار العربية لهجمات مختلفة من الغرب مثل السودان والصومال ومصر وليبيا وغيرها كيف تقيم دور القومية العربية أمام هذه المشاكل؟

القومية العربية هي المأساة التى خلعت رابطة الإسلام ومرجعيته فوقعنا فيما نحن فيه ولا نستطيع الخروج منه.

إنها ليست السودان والصومال ومصر وليبيا فقط.. بل كل الدول العربية والإسلامية..

لقد خلعت الدول العربية رداء الإسلام وارتدت رداء العصبية النتن..

تركت كنزا و أخذت وباءً..

أفقدتنا المرجعية التي كان يمكن أن نحاسب بها وعليها

إذ ما هو نموذج الإجابات الصحيحة التي نراجع عليها قرارات أي بلد عربي لنعلم إن كان قد نجح أم رسب؟

هل هى مرجعية الدولة القطرية؟ أم مرجعية القومية العربية ؟ أم مرجعية الإسلام والخلافة؟؟

فإن كانت مرجعيتنا هى الدولة القطرية الوطنية فما لنا وفلسطين ومالنا و السودان والصومال ومصر وليبيا..و..و..

إن كانت مصر أولا وأخيرا فلماذا لا تكون العراق أيضا أولا و أخيرا والكويت أيضا بل و إسرائيل..

إن كانت خطوط الخرائط في أطالس الجغرافيا هى المرجعية فلماذا نلوم من تباعدت خطوطهم..

إن العروبة لا قيمة لها بدون محتواها الإسلامى الذي يعطيها قيمتها ومعناها ومحتواها..

فإن نزعنا الإسلام من الصراع فإننا ننزع العروبة أيضا..

فإن أفرغنا مشكلتنا مع اليهود من الإسلام والعروبة معا فماذا يبقى..

تبقى مشكلة الفلسطينيين مع اليهود وهى مشكلة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. وليس مطروحا أبدا أن نحارب من أجلها بنفس الدرجة التي تعفي كوستاريكا من الحرب إلى جوار الفلسطينيين.

نعم .. إن كانت مرجعيتنا هى الدولة القطرية الوطنية فإن الوشائج التي تربطنا بالفلسطينيين لا تفرض علينا سوى إبداء نوع من التعاطف ربما يقل عما نبديه الآن.

نوع التعاطف الذي نبديه مع شيلى أو نيكاراجوا أو التبت أو زنوج جنوب أفريقيا قبل الاستقلال.

(دعونا الآن من أن مرجعيتنا دون الدولة القطرية بكثير.. بل دون الدولة القَبَلِيّة أيضا .. فقد تدهورت الأمور في كثير من بلادنا لتصبح مرجعية النخبة الحاكمة هى مرجعية العصابات واللصوص)

***

فإن كانت مرجعيتنا هى القومية العربية ( بعد أن نفرغها من روحها الإسلامى لتصبح هيكلا محنطا لا يصلح إلا لمتاحف التاريخ) فلماذا نندهش عندما تسقط دعاوانا ودعاوى القومية في الدنيا كلها تسقط أو سقطت تحت معاول محو التمايز وطمس الهوية إضافة إلى القصور الكامن في الفكرة

لماذا لا نصدق طه حسين وسلامة موسى و أحمد لطفي السيد وعلى عبد الرازق وموجات الحداثة التي تلطمنا لنقتنع أن ما يربط مصر – على سبيل المثال بالغرب أكثر مما يربطها بالشرق؟

ما هو الإجبار الذي يدفع أى دولة عربية على الاحتفاظ بهويتها العربية وتحمل أعباء التزاماتها؟

أليس واردا – ليس على سبيل المثال ولا الخيال .. بل على سبيل الواقع- أن دولة أو دولا ترى في القومية العربىة رداء تمزق وبلى و أكل الدهر عليه وشرب وبال.. و أن الأفضل لها أن تلجأ إلى قومية أخرى أو أن تخلع رداء القومية كلية لتلحق بالعولمة في نظامها الجديد.

بل أليس واردا - ليس على سبيل المثال ولا الخيال .. بل على سبيل الواقع الذي يحدث الآن – أن دولة عربية أو دولا ترى في إسرائيل صديقا وفي بعض العرب عدوا؟

لماذا نتعسف فنلبس الدول القطرية ثوب القومية الذي بلى وضاق. لماذا نرغم هذه الدولة أو تلك على اعتناق رؤى.. ولماذا لا نتركها على اقتناعها بأن مصلحتها في العلاقة مع أمريكا وإسرائيل ولو ضد العرب؟

ما هى المرجعية

هل هناك مرجعية غيبية للقومية العربية ترغم الجميع على الالتحاف بها والتسربل بغطائها؟

في ظل رؤى نخبنا فقد سلبنا الإسلام غيبيته.. و أصبح الحديث عن الغيب تخلفا ورجعية وظلامية و إرهابا.

هل نمنح تلك القوة الغيبية للعروبة دون الإسلام؟.

هل نقدس المدنس وندنس المقدس؟.

وهل الرؤية القومية إجبار أم اختيار؟.

فإن كانت إجبارا فما هى دوافعه؟

هل هى اللغة؟

سنترك اللغة لنتحدث لغة أخرى!!.. اذهب الآن إلى السعودية والخليج.. إن لم تكن تجيد الإنجليزية فلن تستطيع التعامل في الأسواق..!!..

اذهب إلى أماكن النخبة في أي بلد عربي..

إنهم لا يتكلمون العربية..!!

هل هو العرق؟

أنسابنا مختلطة وعروقنا شتى..

هل هو التاريخ؟..

فلماذا إذن نشوه تاريخنا ونعتمد رؤى أعدائنا فيه؟

هل هو الجوار؟

إسرائيل جار..

وبالنسبة لدول المغرب ففرنسا جار.. وبالنسبة للمشرق فالهندوس جار.. وبالنسبة للشمال فالإرثوزكس جار .. وبالنسبة للجنوب فالوثنيون جار..

وإن كان من حقنا أن نقطع أوصال الإسلام لنشكل من أشلائه ما شاء لنا الهوى فلماذا نصادر على أي دولة أن تفعل نفس الشيء بالقومية فتفسرها بما شاء لها هواها.. حتى لو كان التفسير مسخا شائها يمثل النقيض على طول الخط..

ألم تفعل ذلك بالإسلام..

ألم نصمه بالإرهاب والظلامية والتخلف؟..

ولماذا نعتب على واحد منهم صرح عن رأيه في أن يذهب المسجد الأقصى "في ستين داهية!!" .. أستغفر الله العظيم.. عليه وزر ما قال لكننى لا أملك إلا تقريظ جهره بالفحشاء التي يمارسها الآخرون في الخفاء وربما أكثر

لكن.. لماذا لا تكون القومية العربية هى التي تذهب "في ستين داهية؟

نعم.. إن كانت القومية العربية اختيارا فلماذا نلوم من يختار سواها؟

***

في كتاب: أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ : الدكتور جمال عبد الهادى و آخرين – دار الوفاء- المنصورة-مصر يقول المؤلفون:

لقد عقد اليهود مؤتمرهم في عام 1897 في مدينة بال بسويسرا بناء على طلب تيودور هرتزل النمساوى اليهودى . وكانت القرارات ومنها إنشاء دولة يهودية في فلسطين تجمع شتات اليهود من أنحاء العالم .. وقد عرض هرتزل على السلطان عبد الحميد الثانى أن يصدر فرمانا بالسماح لليهود الأجانب بالهجرة إلى فلسطين ، والتوطن فيها، وأن يدفع ، اليهود عند صدور الفرمان مبلغا كبيرا من المال ، ثم يقومون بعد ذلك بدفع جزية سنوية للدولة. وجاء الرد على لسان السلطان عبد الحميد: انصحوا هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، إنى لا أستطيع أن تخلى عن شبر واحد من فلسطين فهى ليست ملك يمينى بل ملك شعبى. لقد ناضل شعبى في سبيل هذه الأرض ، ورواها بدمه ، فليحتفظ اليهود بملايينهم . وإذا مزقت إمبراطوريتى يوما فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن . أما وأنا حى فإن عمل المبضع في بدنى لأهون على من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتى . وهذا أمر لا يكون . إننى لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة). وجاء اليوم الذي يتخذ فيه الخونة قرارا بعزل السلطان عبد الحميد الثانى عن العرش وقد حمل إليه قرار العزل وفد من ثلاثة أعضاء كان أحدهم يهوديا اسمه (قره صو) أفندى الذي يكن العداوة والبغضاء للسلطان ، لأن الأخير كان قد طرده من قصره حين حاول التأثير عليه لقبول تهجير اليهود إلى فلسين وتوطينهم فيها

نعم.. خلع سلطان الدولة العثمانية وخليفة المسلمين أحد أبناء اليهود الذين حرم عليهم فلسطين



***

إننى أدرك أن الدولة العثمانية لم تكن في بعض أحوالها – وليس كلها – إلا صورة مشوهة للخلافة.. ومع ذلك فإن هذه الصورة المشوهة استطاعت الحفاظ على فلسطين ليضيعها بعد ذلك صناديد القومية العربية بصورتها الأصيلة.. وبلا ثمن

***

في الكتاب القيم: مفهوم الدولة: عبد الله العروى: المركز الثقافي العربى- الدار البيضاء يقول المؤلف

" تعاقبت على الرقعة الجغرافية التي تكون اليوم الوطن العربي دول متعددة ، تختلف الواحدة عن الأخرى إما بالانتماء المذهبى أو القبلي أو العرقي . فنقول الدولة العربية ، الدولة الفاطمية ، دولة الخوارج ، دولة الملثمين . . . الخ . تعني الكلمة هنا الجماعة المستقلة بالسلطة المستأثرة بالخيرات وتعني في نفس الوقت الامتداد الزمني لتلك الاستفادة. لنرتفع إلى مستوى التجريد ، فنتكلم عن الدولة إطلاقا ، أى عن الشكل العام لتنظيم السلطة العليا في جميع الدول المذكورة . تنتفي الصفات العرضية ، المذهبية والقبلية والجنسية، باستثناء صفة واحدة هي الصفة الإسلامية

***

ألا ترون يا قراء أننا في أقطارنا الآن قد استبعدنا الأصيل واستبقينا العارض؟

***

لقد قدمت لنا القومية العربية نظم الحكم العميلة الخائنة التي قادتنا إلى الخراب..

كانت أسوأ من أي عهد آخر في التاريخ..

حتى أبوجهل كان أعلم من حكامنا وأبو لهب كان أقل قسوة منهم..

فلننظر إلى نمط الحكم الذي يعدنا الإسلام به.

***

في إيجاز معجز وإعجاز مذهل يتحدث ابن خلدون عن ثلاثة أنماط من الحكم:

- النوع الأول: الملك الطبيعي وهو حمل الكافة على مقتضى الغرض والشهوة

- النوع الثانى: الملك السياسي وهو حمل الكافة على مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيوية ودفع المضار. ثم يعود ابن خلدون ليقسم هذا النوع من الحكم إلى قسمين: نوع يهدف إلى مراعاة الصالح على العموم ونوع ثان يهدف إلى مصلحة السلطان فقط

- النوع الثالث: الخلافة وهي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إلىها إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به

***

النوع الأول الذي ذكره ابن خلدون هو السائد في جل العالم الإسلامى، حكم القهر والتسلط والجبروت والهوى، فما أضيعنا إذا طلبنا ممن كانت مرجعيته تلك أن يناصر فلسطين أو العراق أو السودان أو الشيشان !! هذا الصنف لن يناصر إلا نفسه، ومواجهته بالمنطق تسفيه للمنطق لأن الهوى لا المنطق مبدؤه ومنتهاه

النوع الثانى بقسميه: الذي يهدف إلى مصلحة الدولة والذي يهدف إلى مصلحة الحاكم فقط

النوع الثالث: هو المهجور، هو الذي لا يكف ولاة أمورنا عن إقناعنا أنه هو الإرهاب والظلامية والتحجر والجمود والقرون الوسطى ومحاكم التفتيش. وليس صدفة بالطبع، أن هذا النوع من الحكم هو الذي يمكننا من أن نحاسب ولاة أمورنا، وهو الذي لا نستطيع معه أبدا أن نقول : ما لنا وفلسطين، ففلسطين الأرض ليست وطنا، ولا مصر ولا السودان ولا الشيشان ولا الكويت ولا العراق، الإسلام هو الوطن، وعلى كل مسلم أن يدافع عنه، بنفس المسئولية ونفس الحمية ونفس الإثم إن لم يفعل

***

يوضح محمد عبد الله العروى أن ما يفصل الملك عن الخلافة ليس تطبيق الشرع بل الهدف المتوخى من ذلك التطبيق . قد يجدد حاكم ما معالم الشرع لأسباب سياسية عقلية ، ليحفظ الأمن ويشجع على العمل والإنتاج ، وبالتإلى ليزيد في عمر دولته ، في حين أن الخلافة هى تطبيق الشرع لتحقيق مقاصده وليست تلك المقاصد إلا مكارم الأخلاق . لا يكفي أن نقول : هدف الشرع هو المصلحة ، حتى لو فهمنا منها مصلحة العموم ، أى زيادة الخيرات وتقدم العلوم واستدامة السلم والأمن . يقول ابن رشد ، الفقيه المالكى: إن الشرع اعلى من الناموس العقلي ، ويصرح ابن خلدون : " وما كان منه بمقتضى السياسة وأحكامها فمذموم أيضا لأنه نظر بغير نور الله . . لان الشارع أعلم بمصالح الكافة فيما هو مغيب عنهم من أمور آخرتهم . ) يعني هذا الكلام وهو كلام الفقهاء جميعا أن الدولة السلطانية التي تطبق الشرع حرفيا ليست خلافة لأنها تهدف من وراء ذلك التطبيق إلى الراحة والاستقرار ، أى إلى غاية دنيوية أما الخلافة فهى الحكم الذي يهدف من وراء المصلحة الدنيوية المحققة إلى مقصد الشريعة . إلى ما يسميه الفقهاء وغيرهم مكارم الأخلاق لا يكون الحكم خلافة إلا إذا نظر إلى ذاته كأداة في خدمة هدف أعلى ، لا تكون الدولة خلافة إلا إذا جاوزت أهدافها الذاتية . عندئذ قد يكون الجهاد علامة على ذلك التجاوز وقد لا يكون . إذا كان الهدف منه هو التوسع فهو داخل في سياسة الدولة لا اكثر ولا اقل و إذا كان الهدف منه هو إعلاء كلمة الله فقد يدل على إحياء الخلافة ، بشرط أن تكون كلمة الله هي العليا في الداخل قبل التوجه إلى الخارج

***

نعم المرجعية هنا هى الإسلام

إجبار على المسلم لا اختيار

ففي اللحظة التي يقر فيها أنه مسلم تنعقد مسئوليات الإسلام عليه ..

ومنها أن الإسلام - لا خطوط الخرائط في أطالس الجغرافيا – هو الوطن..

وبذلك يكون الدفاع عن فلسطين ليس تضامنا مع شقيق أو قريب .. بل هو دفاع عن النفس نخاطر بآخرتنا إن لم نبذل غاية الجهد فيه..

أما هؤلاء – الطابور الخامس من أنصار القومية وسواها– الذين يلتحفون بعباءة الإسلام دون أن يلتزموا بأوامره وينتهوا بنواهيه فليسوا سوى عملاء للشيطان والأعداء يريدون أن يفسدوا علينا ديننا ودنيانا

وهم بالفعل مرقوا من الإسلام..

فهل تدرك أيها القارئ الآن سر رعبهم من إثارة قضية التكفير

فللإسلام مرجعيته و أعمدته و أركانه فمن خرج عليها فقد خرج عن الإسلام.. فماذا يرعبهم من ذلك إلا رعب جاسوس يحمل جواز سفر مزور من اكتشاف التزوير.. جاسوس ما دخل إلا ليخرب ويهدم

***

في حوار مع المستشار طارق البشرى كان أحد اليساريين يحاول حصاره بذلك النوع العفن من الأسئلة الذي تمرسوا عليه، كان يحاول أن يبتز منه رفضا مطلقا للتكفير.. وأجاب المستشار الكبير قائلا: لو أن ماركسيا جاء إليك ليقول أنه كف عن الإيمان بالمادية الجدلية.. هل ستواصل اعتباره ماركسيا أم تقرر أنه كفر بالماركسية؟!.. سوف تقول بالطبع – وهذا حقك – أنه كفر بأمر معلوم من الماركسية بالضرورة ولذلك فقد كفر بالماركسية. ورد المستشار السؤال بسؤال..

- لماذا تحرمون المسلمين من هذا الحق؟

***

ليس ثمة أمل ولا حل إلا بحكم إسلامى

هو الأرقى والأفضل والأعظم

حكم الخلافة

بمثل هذا الحكم نستطيع أن نقوم اعوجاج ولاة أمورنا بأقلامنا وبسيوفنا إن لزم الأمر

***

ولقد صدقت يا سيدى ومولاى وحبيبى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم.. لا يصلح آخر هذه الأمر إلا بما صلح به أوله..



س15: ما تأثير القومية العربية على الجانب الثقافي وخصوصا الإعلام وكذلك على الجانب الإقتصادي في داخل الوطن العربي وخارجه؟



كما أدركنا من العرض السابق فإن فكرة القومية العربية هي فكرة غربية بالكامل تمت صياغاتها وتصديرها إلينا، ليس من أروقة الجامعات بل من دهاليز المخابرات..

كانت الثقافة هي ميدان المعركة الأول، وبعده يأتي النهب الاقتصادي والتدمير السياسي..

يقول العلامة محمود شاكر في كتابه: أباطيل و أسمار:

" فهذه الفصول التى كتبتها ، ترفع اللثام عن شئ عن هذه القصة التى تجرى أحداثها فى أخطر ميدان من ميادين هذا الصراع، وهو ميدان الثقافة والأدب والفكر جميعا، ويزيده خطرا : أن الذين تولوا كير هذا الصراع ، والذين ورثوهم من خلفهم ، إنما هم رجال منا، من بنى جلدتنا ، من أنفسنا، ينطقون بلساننا، وينظرون بأعيننا. ويسيرون بيننا آمنين بميثاق الأخوة فى الأرض أو فى الدين، أو فى اللغة أو فى الجنس ويزيد الأمر بشاعة : أن الذين هم هدف للتدمير والتمزيق والنفس لا يكادون يتوهمون أن ميدان الثقافة والأدب والفكر أخطر ميادين هذه الحرب الخسيسة الدائرة على أرضنا من مشرق الشمس إلى مغربها ، ولا أن معارك الثقافة والأدب والفكر متراحبة لا تحد بحدود ، ولا أكثرها يأتى مؤقتا توقيتا دقيقا إما قبيل حركات النهضة والإحياء ، وإما معها ، وإما فى أعقابها ولا أن الأمر صار أخطر مما كان منذ سبعين سنة ولا أن هذه المعارك ليست فى حقيقتها أدبية أو فكرية أو ثقافية، بل هى معارك سياسية، تتخذ الثقافة والأدب والفكر سلاحا ناسفا لقوى متجمعة، أو لقوى هى فى طريقها إلى التجمع ، ولا أن أمضى سلاح فى يد عدونا هو سلاح الكلمة الذى يحمله رجال من أنفسنا ينبثون فى كل ناحية ، ويعملون فى كل ميدان وينفثون سمومهم بكل سبيل، ولا أن بعض هؤلاء الرجال يأتون ما يأتون عن علم علم ، وبعضهم قد أخذ من غفلته ، فهو ماض فى طريقه على غير بينه "

***

نعم..

كان ميدان الثقافة هو الميدان الذي عبث فيه القوميون – و أظن أن القارئ معي الآن في أنهم عملاء للاستعمار والشيطان معا- فزيفوا وعي الأمة..

كانوا يخدعون الأمة فيطلون المعدن الرخيص بقشرة ذهب زائفة يخدعون بها الأمة..

***

ولولا غيبة الفكر الإسلامي الذي غيبته القومية ما كان لقشرة الذهب الرقيقة التي تغطى المعدن الرخيص أن تخدع خبيرا، قد ينخدع بها البسطاء والسذج والعامة، حين يحتال المحتالون عليهم فيبذل المساكين أنفس ما يملكون مقابل ما لا قيمة له، بل إنهم في الغالب يستدينون ، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم فقدوا كل شئ، لا ليصلوا إلى نقطة الصفر، بل دونها، حين يطالبهم الدائنون بسداد الديون، أما أعلى الأصوات دفاعا عن المعدن المزين المغشوش فهي أصوات مجموعة من الصبيان استأجرهم المحتال و أجزل لهم العطاء كي يروجوا بضاعته المغشوشة.

خدش واحد يكسر القشرة الرقيقة كان كفيلا بكشف عملية النصب والاحتىال لكن أصوات الغلمان المستأجرين غيبت العقل و أضاعت الحرص ودفعت إلى الهاوية.

نعم.. خدش واحد..

***

لا أقصد مما أقول إلا ما فعلته الحضارة الغربية معنا، وما الغلمان المستأجرون إلا بعض كتابنا ومفكرينا فمهما اختلفت أسماؤهم من قوميين أو اشتراكيين أو ماركسيين أو حداثيين أو تنويريين فهم نفس الشئ....

وسؤال واحد كان كفيلا دائما بكسر القشرة المزيفة البراقة لنكتشف الخدعة.. لكننا بين الخيانات والعمالات والضجيج والتشويش لا نسأله..

نعم.. عرّضوا أي بناء فكرى من الحضارة التي يطرحها علينا الفكر القومي التغريبي للسؤال الأول وسوف يبدأ البناء في الانهيار على الفور.

***

لنأخذ على سبيل المثال دعاوى حرية المرأة..

ولنخدش القشرة البراقة المزيفة بسؤال يقول: أي امرأة؟ هل هي الزوجة أم الأم أم الإبنة أم الجدة؟..

سوف نكتشف على الفور أن دعاوى حرية المرأة لا تقصد أي واحدة من هؤلاء!! وهن جميع أنماط النساء اللائى نعرفهن..!!. يبقى نوع واحد لا نعرفه والحمد لله..

تنكسر القشرة ويطفح المعنى على الفور ليتضح أن الدعوى لا تقصد إلا امرأة في عمر الإغراء، خلال عقد أو عقدين من عمرها، وهى لا تقصد حقها في الطهر بل في العهر، ولا تقصد حق أبنائها في أم فاضلة ولا أمها في ابنة بارة، ولا زوجها في زوجة رؤوم عفيفة تصون أولاده وبيته، كل هذا غير مطروح على الإطلاق. المطروح فقط تعهير المرأة، ولتسقط مؤسسة الأسرة إلى غيابات الضياع ولترتفع نسبة الطلاق إلى أربعين في المائة في بعض بلادنا وليتشرد الأطفال وليصدق الحديث النبوي الشريف فيصبح الحر قيظا والولد غيظا، فكل ذلك هين مقابل أن تتعرى المرأة وتتحرر!!..

على إحدى القنوات الفضائية كانت أستاذة جامعية، سافرة، من الداعيات لتحرير المرأة، تتحدث عن الموجات الثلاث لتحرير المرأة عبر قرن مضى، وكانت تؤيد الموجة الأولى وتتحفظ على الثانية وتعترض على الثالثة، وكانت تكتشف الحقيقة فتصرخ: هل ظللنا مائة عام نناضل كي نتعرى.. لماذا لم نفعل ذلك منذ البداية.. وما كان أسهله؟!..

***

قشرة أخرى.. وخدش آخر.. وسؤال..

الغلمان، صبيان المحتال، طالما نظروا إلينا بتعال وازدراء ونحن ننادى بالاحتشام والعفة..

أنتم أيها الإسلاميون منغلقون متحجرون لا تفكرون إلا في الجنس.. أنتم لا تعرفون سمو الفكر ولا تعدد ما يمكن أن يدور بين رجل وامرأة دون أن يكون الشيطان ثالثهما إلا في عقولكم .. ( تجاهل الفسقة أنه حديث نبوي شريف).. وتعالت هتافات الغلمان وضوضائهم.. ثم تحولت الضوضاء بعد ذلك – تحت رايات الأمم المتحدة – إلى قوانين تلزم وتعاقب من لا يطبقها حول حرية ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج.. ولم ينخفض صوت الغلمان درجة واحدة.. وراحوا يروجون للعهر باسم الحرية الشخصية ونسوا اتهاماتهم لنا و أصبح العهر حقا يحاربوننا عليه.

في الموجة الثالثة كان النداء لترويج حرية الشذوذ..

انشرخت القشرة.. وكانوا هم الدعار والداعرات الذين ملأت الفاحشة وجدانهم ودنست أرواحهم طيلة الوقت..

إلا أننى أريد أن أذكركم هنا يا قراء: أن هؤلاء الفاسقين المنافقين، عندما اتهموا المسلمين بأنهم لا يفكرون إلا بالجنس، وعندما ادعوا لأنفسهم العفة والترفع والتسامى، في نفس الوقت واللحظة، لم يكونوا يزنون فقط، بل كانوا يلوطون أيضا، وراجعوا سيرهم الشخصية، ( راجعوا شذوذ الأزواج الثلاثة لأروى صالح.. وكانوا قوميين) و ما أريد أن أثبته هنا، أنهم لم يُخدعوا فخُدِعوا، بل شاركوا في مؤامرة شيطانية هائلة، كانوا يدركون منذ بدايتها نهايتها، وكانوا يرومون منها نقض عرى الإسلام عروة بعد عروة.

كانوا – جلهم- يدركون منذ البداية، لكنهم لفرط خستهم استتروا خلف الإسلام ولبسوا عباءته وادعوا أنهم يقولون ما يقولونه حين يقولونه انطلاقا من الدين الصحيح.

***

قشرة أخرى ولمعان آخر: الديموقراطية: حكم الشعب وبالشعب وللشعب، تنكسر القشرة، فإذا بالديموقراطية المزعومة ليست إلا حكم العملاء والخونة والغلمان للشعب بمعونة أجهزة الأمن، التي حلت محل بوارج المستعمر..

نعم .. أجهزة الأمن التي اقتصرت وظيفتها الأولى على ما كانت تقوم به جيوش الاحتلال من قهر للأمة وتنكيل بالشرفاء وسحق للأبطال وتمجيد للخونة.

نعم .. انكسرت قشرة الديموقراطية المزيفة فإذا أخشى ما يخشونه هو إجراء انتخابات حرة نزيهة في أي بقعة من بقاع عالمنا الإسلامي لأنهم يعلمون – رغم التشويه والتزوير و ادعاءات الباطل – ماذا ستختار الشعوب.. و إذا أقرب المقربين إليهم المزورون والعملاء و أما عدوهم من حكامنا فمن يفكر في انتخابات حرة.

حكم الشعب بالشعب وللشعب..

اختارت شعوبهم اللواط فأرادوا فرضه علينا..

اختارت شعوبهم نهب ثرواتنا واحتلال بلادنا وتسفيه أحلامنا وضياع ديننا فأرادوا من شعوبنا الانصياع لإرادة شعوبهم.

ونكتشف بعد أن صدقنا الخدعة والفرية أنهم يقصدون من حكم الشعب وبالشعب وللشعب : حكم الشعب المسلم بالشعب الصليبي والصهيونى ولمصلحة الشعب الصليبى الصهيونى.

***

قشرة أخرى ولمعان آخر.. القومية والوطنية..

ويتصايح الغلمان الخونة عبيد المحتال بالصياح والأناشيد والأهازيج التي تمجدهما.. وتعليها ولا تعلى عليها بحيث يكون أي صوت معارض أو كاشف: خيانة للوطن.. وما هو خيانة بل هم الخونة.. فإن ألقيت بسؤال وحيد تمزقت كل دعاواهم كبيت العنكبوت..

والسؤال يقول: في عالمنا العربي والإسلامي.. لماذا لم تُمجّد إلا وطنية الأقطار بالحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو.. وخنازير العلمانية الذين يسبحون بحمد أي كاتب غربى ويكادون يسجدون أمامه تراهم يستعيدون حدود سايكس بيكو عندما يكون الكاتب أو المفكر أو الداعية مسلما.. فتجد خنزيرا من مصر يحتج على ندوات الشيخ على الجفرى في مصر وتجد خنزيرا سعوديا يحتج على دعوة عمرو خالد لإلقاء محاضرات في جدة.

لماذا لا يغنى الغلمان الخنازير لوطن بحدود الشام.. أو للدولة العربية الكبرى.. ولن تبلغ بنا الآمال أن ندعوهم للتغني بدولة حدودها الإسلام..

***

وبالرغم من ذلك كله لم يكف الغلمان عن التصايح أبدا..

تنكشف الخدعة وراء الخدعة.. والجريمة بعد الجريمة .. والفضيحة تلو الفضيحة.. لكن أحدا لا يلقى القبض على عصابة الغلمان و أسيادهم أبدا.. وتظل الدائرة تدور..

***

الأمثلة السابقة، نموذج لما حدث في كل القضايا الأخرى..

في الحرية والإخاء والمساواة والديموقراطية والحداثة والاستنارة والتحضر..

كانت القشرة البراقة الخادعة تخطف الأبصار وكان الغلمان – صبيان المحتال المأجورين – يذهلون العقول.. وكانت الأمة تفقد كل ما تملك مقابل سراب حسبته الأمة تحضرا، و مقابل احتيال محتال وخديعة غلمان.. وكانت تستبدل ببيتها المكين.. بيت عنكبوت..

***

نعم..

كانت رحى المعركة كلها تدور في ميدان الثقافة..

وهو ميدان قد يظن المسلم المطحون أنه ميدان لا يهمه على الإطلاق.. قضية لا تهمه.. ومع ذلك فقد يموت غدا بدليل يستقى منها.. أو بقانون يعتمد عليها..

***

قد.. لا يهمك هذا الميدان أيها القارئ..

وقد هذه تعنى شكا..

أما اليقين الذى لا شك فيه فهو إذلالك و إهدار كرامتك وسحق مشاعرك وتشريد أهلك واحتلال أوطانك و وتسفيه دينك.. وكل ذلك بسبب هذه القضية التى لا تهمك على الإطلاق..

***

ولنبدأ طرح القضية التى نقلها إلينا غلمان القوميين والحداثيين والعلمانيين و أدعياء الثقافة والتنوير من عباد الغرب والشيطان..

والقضية قضية لغوية.. وهى تنحصر فى التساؤل عن العلاقة بين اللفظ ومعناه أو كما يقول الحداثيون: العلاقة بين الدال والمدلول، ثم يتطور السؤال إلى: هل سبق اللفظ المعنى أم سبق المعنى اللفظ؟!!..

ما هى العلاقة بين الصوت الذى ينطلق من الحنجرة واللسان والفم وبين ما يعبر عنه هذا الصوت.

هل وجدت الأشياء أولا ثم أطلقت عليها الأسماء؟ ولماذا إذن لا تتشابه الأسماء فى اللغات جميعا؟. أم أن اللغة وجدت أولا بحيث أن مدلول اللفظ يكون كامنا فيه؟..

***

ألم أقل لك منذ البداية أنها قضية لا تهمك.. لكننى سأستميح عذرك لأستبيح صبرك..

ودعنى أطرح عليك هذا السؤال الذى يطرحه جهابذة عباد الشيطان:

لو أن الناس جميعا اتفقوا على إطلاق اسم: " لكب" على الكلب، هل كانت صفات الكلب ستتغير؟ أو أنهم أطلقوا اسم: " رشجة" على الشجرة.. أو أى اسم آخر.. لو أنهم سموها: " ذئبا " أو "كلبا" أو "ماء" فهل كان الأمر سيختلف. ثم: هل تمثل كلمة "الشجرة" الشجرة نفسها ، أم أنها تعنى غيابها؟ تعنى أننا عجزنا عن الإتيان بالشجرة فأتينا بكلمة بدلا منها، وبهذا يتضافر الحضور والغياب. ويصل هؤلاء إلى أن الناس اتفقت اعتباطيا على معنى كل لفظ، و أنه لا توجد علاقة على الإطلاق بين اللفظ ومعناه. و أن المجتمعات البشرية هى التى أعطت المعنى لكل لفظ.

لن نسوق إليهم الآن حجتنا اليقينية أن الله سبحانه وتعالى علم آدم الأسماء كلها.. هم أقل و أضأل من أن نسوق إليهم دليلا من القرآن الكريم.. ثم أننا نريد أن نكشف منطقهم من خلال منطقهم ذاته.

لكن تذكر أننا لو احتفظنا بالمرجعية الإسلامية ما كان لنا أن نضل كل هذا الضلال.

***

الفصل بين اللفظ ومعناه، أو بين الدال والمدلول كان بدايات أفكار البنيوية والتفكيكية التى انتشرت فى بدايات القرن العشرين على يد فلاسفة الغرب مثل دريدا وسوسير ورولان بارت وجاك كوهين وياكوبسون وغيرهم. بدأت بفصم عرى لا يتصور أن تنفصم، لكن هذا الانفصام كان نتيجة حتمية للفلسفة الإلحادية، ذلك أن الإنسان لا يتبوأ مكانه السامى إلا بإيمانه بالله. فإذا فقد الإيمان بالله ضاع، وتحول إلى مجرد حيوان، ووجب علينا أن نناقش الأصوات المنطلقة منه- من الحيوان- ولكان منطقيا أن نشك فيما إذا كانت هذه الأصوات المختلفة تعبر عن أى معنى.

كان منطقيا أن يتلو الكفر بالله الكفر بالإنسان أيضا.. ليكون مجرد حيوان..

وكان منطقيا أن تسقط كل القيم.. فالقيم لا تستمد قيمتها إلا من الله ومن كتبه ومن رسله.. و إلا فماذا يجعل الصدق خيرا وهو قد يضر؟ وماذا يجعل الكذب شرا وهو قد يفيد.. وماذا يجعل القتل جريمة وانتهاك الأعراض عارا والظلم سبّة؟!..

أدى الكفر بالله، وجحود نعمته علينا بتعليمنا الأسماء إلى فصم العري بين اللفظ ومعناه.. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.. لأن الحضارة المادية الملحدة التى عبدت المادة والعلم والعقل من دون الله ما لبثت أن اكتشفت قصورها جميعا وعجزها عن تلبية احتياجات الإنسان أو تقليل شقائه.

وهكذا أدت الفلسفات الإلحادية فى النهاية إلى سقوط الأرباب التى اتبعها أسلافهم فى القرن التاسع عشر لعبادتها من دون الله: المادة والعلم والعقل.

ولقد أدت العملية التفكيكية فى نهايتها إلى تجاوز الكفر بعالم الغيب إلى الكفر بعالم الشهادة! وسيطرت الفلسفة الألمانية وتكفلت ظاهرية هوسيرل وتأويلية هايدجر وجادامر برفض أى سلطات مرجعية، وكما يعبرون هم فقد انفرط عقد العالم بعد أن فقد كل شئ الإحالة إلى مرجع ثابت وموثوق به.

يرى ميشيل فوكوه أن كل عصر معرفى جديد يزيح العصر المعرفى السابق، وفى مرحلة معرفية سابقة تمت إزاحة المقدس من مركز الوجود ليحل محله العلم والعقلانية، أما فى المرحلة الأخيرة فقد أزيح العقل لتحل محله اللغة، ليصبح الشك وانعدام اليقين هو الحقيقة الوحيدة المطلقة، ويصبح لا ووجود حقيقيا لأى شئ خارج إطار اللغة.

لكن اللغة نفسها مراوغة والعلاقة بين اللفظ والمعنى فيها علاقة اعتباطية..

إذن: فقد انتهى كل شئ..!!..

***

أعرف أن الكلام صعب وغامض، بل أعرف أكثر من ذلك أن صعوبته لا ترجع إلى عمقه، بل إلى أنه هراء، سفسطة مجانين ، قد تبدو منهم هنا وهناك لمحات مبهرة كما تبدو من أى مجنون، نعم هراء أحمق مجنون يريدون منا أن نستبدله وهو الأدنى بالذى هو خير، أناس طمس الله على قلوبهم و أعمى بصائرهم فلا يفقهون، لكن المهم هنا، أن هذه الفلسفات النظرية تنجم عنها تطبيقات عملية نتلظى بنارها ونكتوي بنيرها.

***

الخطير فى الأمر.. الخطير جدا.. أن هذه الفلسفات والأفكار لا تدور فى فراغ.. بل إنها أشبه بدائرة التوصيلات الكهربائية والإليكترونية التى تشتريها مع أى جهاز كهربى تشتريه مع الجهاز فى كتيب يشرح تحول النظريات إلى تطبيقات. وهو كتيب لا يفهمه إلا الخبراء، وبالنسبة للشخص العادى فإن كلماته ورسوماته أشبه بالشفرة، لذلك فما من أحد منا يراجع خرائط التوصيلات الكهربائية والإليكترونية تلك – لجهاز تليفزيونه على سبيل المثال!. إنك تقتنى الجهاز واثقا فى أن من وضع هذه الرسوم لم يخدعك من ناحية، ومن ناحية أخري فإنك غير محتاج بالضرورة لفهم تلك الرسوم والخرائط كى تستطيع تشغيل أو مشاهدة جهازك التليفزيونى.

العلاقة يا قراء بين الفلسفات النظرية والتطبيقات العملية لها تشبه تماما ذلك المثل الذى طرحته عليكم.. تشبهه وتكاد تتطابق معه إلا فى شئ واحد.. وهو أنك لم تقتن جهازا للتلفاز بل قنبلة موقوتة ستنفجر فيك وتقتلك وتدمر بيتك وتشرد أهلك.. ومن هنا وجب عليك الرجوع إلى الرسوم لاكتشاف الخطر.

***

فلنتناول على سبيل المثال أحد التطبيقات العملية للفلسفة السابقة وللقضية اللغوية التى بدأنا بطرحها. تلك القضية الغامضة المكتوبة برموز كالشفرة لا يفهمها إلا مختص.

قلنا أنه لا وجود لشىء خارج اللغة ( والعبارة تبدو فى الظاهر بريئة، ويبدو أن معناها يفوق قدرتنا على الفهم، أو أنها بلا معنى، والواقع أنها بعد فك رموز شفرتها تعنى إنكار الذات الإلهية والأنبياء جميعا، كما يتضمن معناها فى ذات الوقت الكفر بالعلم والعقل) . كما قلنا أن ارتباط المعنى باللفظ هو ارتباط اعتباطى لم يرسخه إلا اتفاق الناس عليه آمادا طويلة، و أنه لذلك يمكن أن يتغير، لكن بشرط أن نفرض قطيعة معرفية مع الماضى كله، وهذا لا يعنى إلا الكفر.

كان هذا هو رسم الدائرة الإليكترونية الغامض الصعب والآن لننتقل إلى التطبيق.

إذ يترتب على ذلك أن كلمة الشذوذ الجنسي مثلا تحمل معنى اعتباطيا لفعل كريه يحتقره الناس، لكن هذه الكراهية والاحتقار لا تنجم من الكلمة ولا من الفعل بل من اتفاق اعتباطى طال عليه الأمد حتى أصبح كالحقائق الراسخة وما هو بحقيقة وما هو راسخ، لقد اكتسبت الصفة معانيها السلبية المهيمنة المهينة عن طريق استخدامها المستمر والمتكرر لإهانة الشواذ والتنديد بهم حسب قيم دينية و أعراف اجتماعية ومنتجات ثقافية تفرض معايير معينة، وترى الكاتبة الأمريكية الشهيرة جوديت باتلر فى كتابها: "مشاكل الجنوسة" أن على الشواذ والسحاقيات أن يصفعوا المجتمع بالكلمة بصفة متكررة ومستمرة، لأنهم بذلك سينجحون فى تغيير الأعراف المتحجرة وتفكيكها وتحطيمها، وبذلك تفقد كلمة شاذ " gay" أو سحاقية : " lesbian " قدرتها على الإهانة، وربما يصل الأمر، كما يقول الدكتور عبد العزيز حمودة إلى استعمال هذه الصفات فى سياق المدح..!!

***

هل رأيتم يا العلاقة بين الرسم المشفر والتطبيق..

وهل جال بخاطرك أن هذه العبارة البريئة الموجزة: " لا وجود لشيء خارج اللغة" يمكن أن تسفر عن هذا التطبيق البشع.. إباحة الشذوذ وتمجيده..

***

لن نتكلم الآن عن علاقة ذلك بقيام الغرب بالضغط على الدول القومية لتعيين وزير شاذ أو رئيسة تحرير سحاقية، لن نتكلم عن ذلك فالعلاقة واضحة، لكننا نتكلم عن أمر آخر، أمر يدخل فى صميم همومنا.

***

ذلك أنه إن كانت تلك القضية اللغوية والخلفيات الفلسفية قادرة على قلب المعنى بهذه الطريقة، وإن كانت حققت نجاحات هائلة فى بلادهم، كما حققت نجاحا لا ينكر على أيدى القومييت والحداثيين والعلمانيين والتنويريين والتغريبيين فى بلادنا، إذا كانت قد نجحت فى ذلك، فلماذا لا تنجح أيضا فى وصم العمليات الاستشهادية بالعار والإثم الشديد، وفى اعتبار الجهاد معصية نظامهم الشيطانى الكبرى التى تستحق كل وسائل السحق والمحق.

نعم .. إن كانت قد نجحت فى ذلك فلماذا لا تنجح فى تحويل الحق إلى باطل والباطل إلى حق..

نعم.. لم تكن تلك أفكارا هائمة فى الفراغ بل كانت رسم الدائرة الإليكترونية الجهنمية المشفرة..

نعم.. و ما قالته جوديت باتلر فى مجال يقوله بوش فى مجال آخر.. وما نادى به دريدا يطبقه شارون ممتطيا نفس الفكرة والمنهج.

***

كل ذلك منطقى – بمنطق الشيطان – بالنسبة لهم ولتاريخهم الدينى والسياسي والاجتماعى. لكنه بالنسبة لنا كارثة ومصيبة وداهية وخيانة للأمة وتفتيت لها، فلماذا ساقنا القوميون إلى هذا المنعطف الوعر.

يقولها فلاسفة الغرب بوضوح أنه لا سبيل للتقدم إلا بالقطيعة المطلقة مع التراث، أما كتابنا الجهابذة كأدونيس وجابر عصفور والغذامى وكمال أبو ديب ، وصبيانهم كصلاح عيسي والغيطانى والقعيد، وكل كتاب السلطة، فيرون أن مجتمعاتنا لم تنضج النضج الكافى بعد، لذلك فهم يراوغون – بل يكذبون - فى إيصال المعنى إلينا. وبدلا من تلك الجملة الصريحة الواضحة القاطعة الناطقة بالكفر فإن القوميين والحداثيين فى عالمنا الإسلامى يستعملون جملا أخرى من نوع: "تحطيم القوالب المتحجرة الثابتة لمنظومة القيم البالية". وما يقصدون إلا القرآن والسنة. إلا الإسلام.

***

يصرخ الدكتور عبد العزيز حمودة فى كتابه المرايا المقعرة : أن هذا هو الرعب القادم، بل الرعب القائم، رعب فقدان الهوية كلها.. رعب ينتقل بنا من تفكيك اللغة إلى تفكيك الوطن.. ومن سيولة الأفكار إلى انهيار الأمم..رعب التلاشى والفناء تحت وطأة ضربات ساحقة غادرة .. بالتآمر مع حداثيينا..

***

نعم..

هذا ما أريد أن أصل إليه..

كان القوميون عندنا منذ زمان طويل يمهدوننا لتقبل منهج غريب علينا ، منهج شاذ وخطر، نبت من فلسفات شاذة ومريضة، كافرة ملحدة، ليس بالله فقط، بل بالإنسان أيضا، فلسفات ليس لها مبادئ ولا قيم، فلسفات لا تعرف العقل ولا المنطق، ولم تسمع عن العدل والرحمة والإنصاف، فلسفات لم تقتصر على التعامل مع الإنسان كحيوان بل كشيطان مريد. فلسفات مجرمة أنبتت شخصيات مجرمة كشارون وبوش ( ودعنا من حكامنا القوميين الآن)...

لم تكن وظيفة رواد القومية والحداثة والتغريب إلا تلك.. وما منحوا الشهرة والمجد والانتشار الذائع إلا من أجل أن يقوموا بهذا الدور.. وكانت المخابرات الأمريكية هى التى تمول كل ذلك ..

كان الإسلام هو العقبة الكئود أمام القومية و الحداثة.. وكان عليهم أن يفرضوا القطيعة بيننا وبينه كى ينفردوا بنا..

تلك القطيعة كانت تهم الغرب للسيطرة علينا .. كما كانت تهم حكامنا أيما اهتمام.. ذلك أنها كانت تعفيهم من المسئولية التى وضعها الناموس الإلهى لضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

***

فى كتاب: " حصوننا مهددة من داخلها" يكشف الدكتور محمد محمد حسين أمر القوميين الحداثيين والعلمانيين والمستغربين ودعاة التنوير والثقافة، يكشف دسائسهم التى يلقون عليها حجبا كثيفة من الرياء. والنفاق ، حين يندسون بين صفوف الأمة، يتظاهرون بالغيرة على إسلامنا وعلى عروبتنا ، حين تنطوي ضمائرهم على فساد العقيدة وحين يعملون لحساب العدو الذي يستعبدنا ولحساب الصهيونية الهدامة التي لا تريد أن تبقى على بناء قديم .

يصرخ الدكتور محمد حسين: هؤلاء هم أخطر الأعداء ، وهم أول ما ينبغى البدء به في تطهير الحصون وتنظيف الدار ، لأن الأعداء والمارقين ظاهر أمرهم لا يخفون، وهم خليقون أن ينفروا الناس ، فهم كالمريض الظاهر يتحاشاه الناس ولا يقتربون منه . أما هؤلاء فهم كالمريض الذي لا يظهر المرض على بدنه ، فالمخالطون لا يحتاطون لأنفسهم في مخالطته .

ويتهم الدكتور حسين أعداء الأمة هؤلاء من المنافقين والضالين والمضللين بأنهم يزينون للأمة الباطل زاعمين لها أنه هو سبيل النهضة ، ويوهمونها أن كثيرا من عاداتها الصحيحة الأصيلة هى من أسباب تخلفها وضعفها ، ويزجون بها فيما رسمته عصابتهم من قبل وما قدرته من طرق ومسالك " .

ويستطرد الدكتور حسين فى مرارة عاتية:

وأنبه إلى ما انكشف لي من أهدافهم وأساليبهم التى خدعت بها أنا نفسي حينا من الزمان مع المخدوعين ، أسأل الله أن يغفر لي فيه ما سبق به اللسان .والقلم . وإن مد الله في عمري رجوت أن أصلح بعض ما أفسدت مما أصبح الآن في أيدي القراء (…) وقد كان مصابى هذا في نفسى وفي تفكيري مما تجعلني أقوى الناس إحساسا بالكارثة التي يتردى فيها ضحايا هؤلاء المفسدين ، وأشدهم رغبة في إنقاذهم منها ، بالكشف عما خفى من أساليب الهدامين وشراكهم (…) ..

ويكشف الدكتور حسين أن هؤلاء المنافقين قد اشتراهم الغرب كي يكونوا حراسا على أوطاننا التي حولوها إلى سجون. فيقيموا فيها معبدا يسبح كهنته بحمد آلهتهم التي يعبدونها من دون الله . وينكل بالذين ينبهون النائمين والغافلين والمخدوعين ..

***

تحت رعاية القوميين الذين تحولوا إلى الحداثيين – عبدة الشيطان - كنا ننتقل من الإيمان إلى الكفر تحدونا سياط أجهزتنا القومية قبل سياط سياط شارون وبوش. كانوا يقيمون دعائم مملكة الكفر.. وكانوا قد تسلحوا بمقولة قاطعة خدعوا بها الأمة فاستجابت أو رضخت.. ذلك أنهم وهم يقيمون مملكة الكفر منعونا من استعمال السلاح الوحيد الذى كان يمكن أن يحمينا من مكرهم .. ألا وهو الحكم عليهم بالكفر.. و أصبح التكفير رجعية وتخلفا، وأصبح التخلف جمودا، و أصبح الجمود أصولية، و أصبحت الأصولية تطرفا وأصبح التطرف إرهابا.. و أصبح الاستشهاد انتحارا كما أصبح الطفل الذى يحمل حجرا يهدد الأمن والسلام العالميين أما استخدام الطائرات والدبابات فى سحق المدنيين فهو دفاع مشروع عن النفس.

لكن.. لماذا نرفض كل ذلك وقد اقتنعنا من قبل بالقطيعة مع التراث .. وباعتباطية العلاقة بين اللفظ والمعنى..؟!!

***

إننى أريد أن أعود هنا إلى نقطة هامة.. وهى أن القارئ العادى، وحتى المثقف، عندما يقرأ شيئا من تلك الأبحاث التى يروجها الحداثيون كقضايا لغوية أو فكرية أو فلسفية، فإنه فى أغلب الأحوال ينصرف عنها، تحت راية أنه علم لا ينفع وجهل لا يضر، فإذا حاول الفهم، فإنه فى أغلب الأحوال لن ينجح فى الفهم، ليس لقصور فى عقله، ولكن لأن الحداثيين فى بلادنا كما ذكرت يكذبون، يتحدثون بمنطق العصابات التى تتحدث بشفرة لا يفهمها إلا أفراد العصابة، فإذا حدث أن سمع حديثهم شخص من خارج العصابة فإنه لن يفهم أبدا ما يعنونه. هذه الآلية الخبيثة المجرمة تمكنهم من التسلل إلى قلب الأمة كما يتسلل الصدأ إلى الحديد. فى سرية، وفى خفاء، دون إعلان، ودون فهم، ويستمر الأمر على ذلك المنوال حتى ينهار البناء فجأة.

***

تعامل القوميون والحداثيون فى بلادنا مع القراء كما تعامل الباطل مع الحق فى القصة الشعبية المتوارثة المشهورة.. حين كان الحق والباطل على سفر وكانا لا يملكان إلا بعيرا واحدا فاختلفا على من يركبه.. واتفقا على الاحتكام إلى أول من يلتقيان به.. وظلا يسيران حتى لقيا رجلا سليم النية خالى الطوية – تماما كقرائنا – وهنا سارع الباطل إليه ليسأله:

- ما رأيكم يا شيخنا: من الذى يمشى.. الحق أم الباطل؟..

و أجاب الرجل على الفور:

- - طبعا الحق هو الذى يمشى..!!

وخسر الحق القضية..!!

خسر الحق القضية كما خسرتها الأمة حين حكم القوميون عليها بأن الغرب هو البذى يركب والإسلام هو الذى " يمشى:"!!..

نعم.. تعامل حداثيونا وقوميونا مع الأمة بهذه الطريقة.. و أخفوا عنها طول الوقت الخلفيات الفلسفية الإلحادية لفكرهم وللقضايا التى يطرحونها ، بل تعمدوا الكذب الصريح والتضليل الواضح فى أحيان كثيرة، تعمدوها مثلا عندما خلطوا ما بين الحداثة كفلسفة كافرة مجرمة علينا أن نحاربها جميعا، وبين التحديث كهدف علينا أن نسعى جميعا إليه.. وتعمدوها عند الخلط ما بين العلمانية والعلم.. وبين التشريع الإلهى والبشرى .. وبين التحرير والتعهير.. وبين التنوير والتزوير.. وبين القومية والإسلام..

كانت السلطة تساعدهم وكان الغرب يسيدهم كما يسيد العدو كل خائن لأمته: قارنوا مثلا الفارق فى التعامل من السلطة ومن الغرب معا مع شخصيتين: مع الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره والدكتور نصر حامد أبو زيد قبح الله وجهه.

وراجعوا أيضا كيف كان ساطع الحصري قاسما مشتركا أعظم في البلاد العربية.

***

كان الاستثناء الهائل الذى زلزل القوميين و الحداثيين هو القضية التى عرفت بأزمة الوليمة.. كانت كالدخان الذى يخرج الثعالب من الجحور.. وربما تقبع القيمة الحقيقية لهذه القضية، فى أنها كشفت للناس الشفرة التى يستعملونها ، جعلتهم يتحدثون إلى الناس بنفس الألفاظ التى يتحدثون بها إلى بعضهم البعض.. إلى أفراد العصابة.. وهكذا تم كشفهم الاكتشاف الكامل والنهائى.. ووضحت للناس أن ما يحملونه فرحين ليس جهاز تلفاز أو لعبة إليكترونية سيسعدون بها بل لغما شديد الانفجار سيدمرهم.. أسقطت تلك القضية الأقنعة عن الوجوه الشائهة.. و أدرك الناس لأول مرة أن حرية الفكر لم تكن تعنى أبدا حرية الفكر.. ولا حتى حرية الكفر.. بل كانت تعنى التآمر على إيمان الناس وتحويلهم إلى الكفر.. ومن لم يتحول أبيح دمه..

تورط القوميون جميعا فكشفوا من أنفسهم ما لم تكن الأمة على يقين منه..

أنهم كفرار – إلا من رحم الله-.

وفهم الناس لأول مرة أن الإبداع يعنى أشد الألفاظ بذاءة وسوقية.. و أن الإبداع يزيد كلما وجهت هذه الألفاظ البذيئة والسوقية إلى مقدساتنا.. فإذا وصل الأمر إلى سب الذات الإلهية والسخرية من الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، و إلى إهانة القرآن الكريم فقد وصل إلى عالم الذرى ..

أدرك الناس المعنى وفهموا الشفرة واكتشفوا أنهم لا يتعاملون مع مبدعين ولا مفكرين ولا فلاسفة و إنما مع حثالة بشرية مرتدة خائنة وعميلة وسافلة ومنحطة..

***

بعد هذا الانفجار توالت الاكتشافات..

و راحت رموزهم تسقط رمزا خلف رمز.. فى فلسطين وأفغانستان والشيشان وكشمير و.. و.. و..

سقط وهم الديمقراطية وتبدى وجهها دون قناع كمسخ مشوه مروع ومقزز ورهيب ..

سقطت فكرة العدالة البشرية عندما أسفرت عن ظلم وحشى مجنون ..

سقطت منظومة ادعاء حقوق الإنسان عندما سحقت حقوق الإنسان بمباركة فلاسفة العالم ومنظماته الدولية..

ولم تسقط منظومة القومية العربية فقط بل سقطت المنظومة الغربية كلها تحت حوافر الغبى المجنون جورج بوش، وهو يبيح لنفسه ما حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه، الظلم، نعم سقطت المنظومة والمجنون الغبى يعلن الحرب على الإسلام ويريد منا تعديل القرآن إن لم يمكن إلغاؤه، سقطت والغبى المجنون يعتبر الوحشية رقيا والقتل تحضرا، والاستهانة بأرواح مئات الآلف حضارة، سقطت والغبى المجنون يدعم السارق ضد المسروق منه، والجلاد ضد ضحيته، وأيقظ الغبى المجنون ما كانت آلات إعلامهم الجبارة قد نجحت فى إيهام العالم به من أن القيم البشرية المطلقة قد حلت محل المقدسات جميعا..

كنا نظن أن الطغيان الوحشي المجنون حكر على قادة القومية العربية و أساطينها

لكن هذا الغبى المجنون أبى إلا أن يكشف انتماءهم إليه، تماما كما تمتد أفكار قوميتهم إلى الحضارة الغربية، اعتبرهذا الغبى المجنون ا- الذي لا يمثل نفسه بل يمثل الحضارة الغربية كلها - اعتبر العالم معرضا للخزف فراح يجوس فيه ويحطم أو أنه تصرف كقرد تسلل إلى متجر فراح يبدل أماكن لافتات الأسماء دون أن يبدل معها الأشياء فإذا الشجاعة جبن وإذا الجبن شجاعة وإذا الديموقراطية ذات أنياب.. و إذا الشجرة " رشجة" و إذا الكلب " لكب أو بكل" ..!!

***

لقد علم الله آدم الأسماء كلها وهذا الغبى المجنون على رأس صف طويل من الحداثيين يحسبون أنهم قادرون على تغيير تلك الأسماء التى علمناها الله..والغبى المجنون لا يفهم أنه ليس له إلى ذلك من سبيل إلا إذا استطاع أن يأتى من المغرب بالشمس التى يأتى بها الله من المشرق..

***

نعم فى خلال ثلاثة أعوام سقط ما ظل الغرب – وحداثيونا – يضللونا به ثلاثة قرون..

***

يعترينى الرعب و أنا أتأمل حكمة ربى سبحانه وتعالى..

***

هل كان يمكننا بمجهودنا ولو أنفقنا كل ما نملك أن نكشف زيف الغرب وخيانة عصابات القوميين و الحداثيين كما حدث فى الأعوام الثلاثة الأخيرة.. والمعجز أن هذا الكشف والتعرية قد تمت بأفعال الغرب نفسه و وبيد الحداثيين أنفسهم..ابتداء بالوليمة ومرورا بأفغانستان وانتهاء بفلسطين.. حين جعل الله كشفهم فى فعلهم وهو القادر على أن يجعل تدميرهم فى تدبيرهم.

***

يا قراء: إن ما يفعله بوش وشارون ليست مجرد تصرفات مجنون فقد عقله و إنما هى النتيجة لفكر شاذ وفلسفات مريضة و أفكار مجرمة تعتمد كلها على الكفر بالله..

ونفس هذا الفكر الشاذ والفلسفات مريضة و الأفكار المجرمة هى تماما ما راح القوميون ينثرونها فى أمتنا كالوباء..

نعم يا قراء.. خدعنا القوميون وخانونا..

ولم يكونوا يناقشون قضايا: العلم فيها لا ينفع والجهل بها لا يضر..

لقد تآمروا علينا وخانونا.. وكان المنهج الذى حاولوا ترويجه طيلة الوقت هو نفس المنهج الذى اتبع لتبرير الاستعمار و الإبادة والظلم.. كما اتبع لنزع سلاح الأمة الوحيد فى المواجهة: ألا وهو عقيدتها وهويتها..

***

لا تندهشوا إذن يا قراء مما يقوله شارون وبوش فقوميونا لم يكفوا عن استعمال نفس المنهج. والقاع الذى نهبط الآن إليه هو مكان المجزرة الذى يقودنا حداثيونا - بمنتهى الخيانة والخسة- منذ قرنين على الأقل إليها.

***

س16:ما تحليلك في أن أشد المشاكل وأكبرها تحدث بين الأشقاء العرب الذين ينتمون الى أصل واحد ودين واحد ولغة واحدة ومصير واحد؟

إنني أستميح القارئ عذرا رغم علمي أنني قد أطلت أن أتناول على سبيل المثال النظام المصري كنموذج للدولة القومية.. متذكرا في مرارة كيف ضربت ليبيا والسودان، وبمرارة أشد كيف وقفت مع اليونان ضد تركيا في المسألة القبرصية.

***

أتناول ثورة 23 يوليو، كي أثبن أن الفكرة القومية كلها كان محكوما عليها بالفشل حتى لو تيسرت لها كل أسباب النجاح..

سوف نسأل سؤالا واحدا:

- هل كانت ثورة 23 يوليو ممكنة؟!..

نعم، ذلك هو السؤال الذي لم نتطرق أبدا – فيما أعلم- إليه..

***

لن نحاسب ثورة 23 يوليو إذن من خلال كل ما نسب إلىها من انتصارات وانكسارات، ولا من مظالم وجرائم أو إنصاف وعدل. ولا نحن سنحاسبها عن تحقيق أهدافها، فقد تقصر الأعمار فلا تتسع لأمر جليل.

سوف نحاسبها بمعيار آخر، ولكى نصل إلى هذا المعيار سوف نتعسف فنفترض افتراضات مذهلة، سنفترض على سبيل المثال أن كل ما نسب إلى الثورة من جرائم لم يحدث، ولا أيضا هزيمة 67، وسوف نفترض أيضا تضاعف الإنجازات الإيجابية، وسوف نفترض أكثر من هذا كله أن جمال عبد الناصر لم يمت – أويقتل – عام 1970. وبعد كل هذه الافتراضات سوف يكون من حقنا أن نوجه السؤال:

- هل كانت القومية العربية التي تبنتها ثورة 23 يوليو ممكنة؟!..

و أعنى بالسؤال: هل كان يمكن للقومية العربية، مع كل هذه الافتراضات، أن تحقق الأهداف التي قامت لتحققها؟‍.

سوف نتجنب الأنياب البارزة المتلمظة لذئب التفاصيل مرة أخرى.. وسوف نصل إلى غايتنا مباشرة: هل كان يمكن للقومية العربية في وجهها المصري أن تحقق – في إطار رؤيتها النظرية وفلسفتها – الانتصار في معركتها تلك، بل هل كان يمكن أن تصل إلى نوع من التعايش المقبول بالحد الأدنى من القوة والكرامة.

لو افترضنا أن مصر كان يمكنها الانتصار على إسرائيل، فهل كان يمكنها الانتصار على أمريكا؟ وعلى الدول الأوروبية مجتمعة؟‍

***

كيف لم يدرك رائد القومية العربية أن القومية كلها فكرة غربية ومنهج صليبى..

كيف لم يدرك أن الصراع هو ما أنبأنا به المصطفي صلى الله عليه وسلم، و أن الغرب سيحاربنا كافة، و أن علينا أن نتجمع كافة لكى نستطيع مواجهته والانتصار عليه.. كافة.. ليس تحت راية وطنية ولا قومية و إنما تحت راية الإسلام.

***

بدت لى المسألة في غاية الوضوع فرحت أتساءل في ذهول : " كيف لم يرها؟"..

لم تكفنى الكتب فلجأت إلى رفاقه..

السيد حسين الشافعى، نائب جمال عبد الناصر ورفيقه فا جأنى بإجابة لم أتوقعها أبدا حين قال:

- سوف يثبت التاريخ أن القومية العربية كانت شتلات الصحوة الإسلامية التي ستنهض لمواجهة الغرب.

والحقيقة أننى لم أقتنع.

سمعت أيضا من السيد أحمد طعيمة وزير الأوقاف السابق- وهو من الضباط الأحرار- والذي يقرر أن تصرفات الأحزاب السياسية مع عبد الناصر هى التي حولته من شخص يترسم خطى عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى طاغية.. لكنه امتدح إسلامه و إخلاصه كثيرا

استمعت أيضا إلى اللواء جمال ربيع، أحد ضباط الثورة..

كان الرجل حادا جدا وهو يدين القومية العربية وجمال عبد الناصر .. كان الرجل حادا حتى أنه أخرجه من زمرة المؤمنين...

- ألا تظن أن أحاديث التعذيب في عهده مبالغ فيها؟.. و أن الخلاف لم يكن بينه وبين الإسلام، و إنما بينه وبين بعض المسلمين؟..

وهنا صرخ الرجل:

- قم.. تعال إلى جوارى.. ضع يدك على ظهرى..

ووضعت.. وليتنى ما وضعت.. لم تخف ملابسه من على ظهره كله تلك التضاريس المرعبة للندبة الهائلة المتصلة فكأنما افترسه وحش مسعور..

اقشعر شعر رأسى هولا.. منعت صرخة وكبحت دمعة ودوى في أذنى طنين كأنه أنين المعذبين وآهات المكروبين.. ومن خلف الدمعة والصرخة والطنين كان يأتينى صوته:

- هذه آثار التعذيب المتبقية بعد نصف قرن..

قال اللواء جمال ربيع أن الثورة والقومية العربية كانت نكبة..

ولقد اتفق معه - لدهشتى وأساى - الوزير أحمد طعيمة رغم اختلافهما حين قال:

- قد بكيت طويلا لأننى شاركت في الثورة التي وصلت بالوطن والأمة والنظام إلى ما صاروا إليه، ليتنى ما شاركت فيها، ليتنا ما قمنا بها.

***

- هل كانت القومية العربية التي تبنتها الثورة ممكنة؟.

أحد الأصدقاء، وهو كاتب كبير، ومفكر بالغ العمق، ووطنى من الطراز الأول، ومثقف حقيقى واسع الاطلاع، راح يتساءل أثناء حوارنا:

- كيف تسأل إن كانت ممكنة أم غير ممكنة بينما هي قد قامت فعلا، ووجدت على الساحة وكان لها تأثيراتها الكبرى؟.

قلت للصديق:

- دعنى كي أوضح نفسي أبدأ بطرفة، إذ يحكى أن شابا ذهب إلى شيخ المسجد ليسأله: يا مولانا: هل تنفع الصلاة بغير وضوء؟ وأجابه الشيخ على الفور: لا يا بنى.. لا تنفع أبدا، وهنا فاجأه الشاب: يا مولانا، لقد جربت بنفسى: عملتها ونفعت!!..

لقد قام هذا الشاب بكل حركات الصلاة، وربما يكون من حق كل من شاهده أن يقسم أنه صلى، إلا أنه في الواقع لم يصل!!.. كذلك ثورة 23 يوليو وفلسفتها القومية، مارست كل طقوس الثورة لكنها في الواقع لم تقم.

دعنا من الرمز المكثف الآن من أن الصلاة لا تصلح دون وضوء، وكذلك الثورة ما كانت لتصلح دون وضوء، ودون مرجعية إسلامية كاملة ومهيمنة، فالأمة لن تحررها إلا الأيدى المتوضئة.

قلت للصديق أن ثورة يوليو 52 قد قامت على خلفية قصور شامل في إدراك التاريخ من ناحية، وواجبات العقيدة من ناحية أخرى.

لم تفطن الثورة إلى قاعدتين أساسيتين لم يكن لقيامها أن يصح بدونهما: أننا كما يقول القرآن أمة واحدة، و أن أعداءنا يقاتلوننا كافة، و أنه يجب علينا أن نقاتلهم كافة.

كان مد العرب الحضارى قد توقف وقوتهم قد استنزفت في الانتصار على الصليبيين والتتار، وكان يمكن أن يكون مصيرنا كمصير الهنود الحمر و أهل استرإلىا الأصليين ( فوحشية استعمار القرن الخامس عشر بالظروف العالمية المحيطة لم تكن كوحشية استعمار القرن العشرين) لولا أن قيض الله الدولة العثمانية.. الدولة العثمانية التي ساعدت القومية العربية في القضاء عليها وابتلعت ثورة 23 يوليو الطعم واعتبرتها رمزا للجمود والتخلف.. وكانت في ذلك متطابقة تطابقا مذهلا مع وجهة نظر أعدائنا... لقد امتصت الدولة العثمانية الهجمة الشرسة للقوة الغربية المفعمة بالحقد والوحشية والرغبة في الانتقام، بل وحققت الكثير من الانتصارات ، و كبحت سرعة الانهيار، و أجلت احتلال بلادنا ثلاثة قرون على الأقل.

لو أن المسألة كانت تنحصر في هزيمة 48 و إسرائيل لكانت مصر بالثورة وحتى بالقومية العربية كافية لهزيمتها.. لكنها كانت حربا شاملة لم تدرك الثورة أبعادها فلم تستعد لها كما يجب.

لم يكن الأمر يتعلق بعام 67 ( حيث الهزيمة المذلة المهينة) ولا بعام 48 ( حيث الهزيمة الأكثر إذلالا ومهانة) بل كان يتعلق بألف وخمسمائة عام من المواجهة، ظلت لنا فيها السيادة والانتصار ألف عام ثم بدأت الهزائم. ولم تكن 67 و 48 إلا امتدادا لما حدث في31( عمر المختار) وفي 29 ( ضم طاجكستان المسلمة إلى الاتحاد السوفيتى) وفي 25 ( ضم جمهورية تركمانستان وجمهورية أوزبكستان إلى الاتحاد السوفيتى) وفي 24( إلغاء الخلافة) وفي 22( استشهاد أنور باشا وهزيمة المسلمين في آسيا الوسطى التي احتلها الروس البرابرة) وفي 20( غورو يغزو دمشق صائحا: ها قد عدنا يا صلاح الدين).. وفي 17( وعد بلفور واحتلال القدس وبغداد) وفي 16 ( الروس يقتلون 150000 مسلم في قيزغيزيا) وفي 16( سايكس بيكو) ، وفي 1911 ( احتلال ليبيا- إيطإلىا) وفي 8( احتلال فاس بالمغرب- فرنسا) وفي 3 ( احتلال موريتانيا- فرنسا) وفي 1899( احتلال الكويت- بريطانيا) وفي 1892 ( احتلال مسقط والبحرين- بريطانيا) وفي 1890( احتلال تركتستان الغربية-روسيا) وفي 1882 ( أحمد عرابى) وفي 1881 ( الفرنسيون يحتلون تونس ويذبحون 60000 جزائرى مسلم) وفي 1878( احتلال سمرقند وبخارى وطشقند- روسيا) وفي 1878( احتلال إريتريا- إيطإلىا) وفي 1887 أيضا ( احتلال البوسنة والهرسك- النمسا .. وولاية بيساربيا-روسيا)) وفي 1864( احتلال القفقاس- روسيا) وفي 1866 (احتلال إمارات الخليج- بريطانيا) وفي 1858( البحرية الإنجليزية والفرنسية تقصف جدة فتقتل المئات) وفي عام 1840( فصل الشام عن مصر) وفي عام 1839( الألمان يطردون العثمانيين من بلجراد) وفي 1839( احتلال عدن- بريطانيا) وفي 1830( احتلال الجزائر- فرنسا) وفي 1830( الجيش الهولندى يذبح 200000 مسلم في إندونيسيا بعد استيلائه على الفليبين) وفي عام 1827( أوروبا تحطم جيش محمد على في ثلاث ساعات في نافارين) وفي 1827( انفصال إلىونان عن الدولة العثمانية) وفي1820( احتلال مسقط-بريطانياوفي عام 1809 ( الأسطول البريطانى يدمر رأس الخيمة) وفي عام 1807( حملة فريرز) وفي 1799( احتلال مصر- فرنسا) وفي عام 1774( احتلال شبه جزيرة القرم وبحر أزوف والمناطق الشمإلىة للبحر الأسود ثم سلوفينيا-روسيا) وفي عام 1724( احتلال مناطق بحر قزوين-روسيا)وفي عام 1699: (انفصال المجر و أوكرانيا وترانسيفإلىا عن الدولة العثمانية) وفي عام 1687 (انفصال المجر وقبلها مقاطعة كييف) وفي 1683 (تحالف ألمانيا والنمسا وفك الحصار العثمانى على فيينا) وفي عام 1658 (هزيمة آخر ثورة للمسلمين في الأندلس حين أصدر فيليب الثانى أمرا بذبح كل مسلم فوق سن الرابعة عشرة) وفي عام 1569 (صدور فرمان بتحريم الشعائر الإسلامية وتنصير المسلمين) وفي عام 1529 (حرق المسلمين الذين تنصروا بتهمة عدم التنصر الكامل) .. وفي عام 1517( انتهاء الخلافة العباسية رسميا ) وفي عام 1492 (آخر ملوك غرناطة يتركها ذليلا باكيا كالنساء ملكا لم يحافظ عليه كالرجال) و… و… و…

***

لو أدركت ثورة 23 يوليو أن معركتها مع الحضارة الوثنية التي تتستر بالصليب لاختلفت حساباتها..

لو أدركت أنها مواجهة شاملة بين الإيمان والكفر لاختلف الأمر..

لو أنها توضأت لقبلت صلاتها..!!

نعم.. فأي ثورة أو حركة لا تضع في حسبانها شمول المعركة وهيمنة العقيدة إنما هي صلاة.. لكن بغير وضوء..

***

كان هذا وجها من أفضل وجوه القومية في العالم العربي.. أو قل: أقلها قبحا وبشاعة.

س17:كيف تفسر محاولة إنشقاق من بعض الأقليات عن دائرة القومية العربية مثل محاولات كالتي تحدث في المغرب والجزائر ومصر؟



السبب هو أن الإسلام كان هو الخيط الذي يجمع الأشتات جميعها، فلما نزعوه تناثرت القطع وراحت تصطدم ببعضها البعض..

لقد تساءلت قبل ذلك إذا كان من حق العرب أن ينفصلوا عن الدولة الإسلامية الأم لأنهم عرب.. فلماذا لا يجوز للأكراد لأنهم أكراد.. وللبربر والأمازيج والنوبيين و.. و ..

الكارثة العمياء والداهية الدهياء أن فكرة القومية العربية كانت تمهيدا للتربة كي تتقبل بعد ذلك فكرة القومية الإسرائيلية..‍‍

***

لقد تركنا عدالة الإسلام المبهرة الذي جعل الأقباط في مصر يرحبون بالفتح الإسلامي، وبعد ما يقرب من ألف عام جعلت أهل البلقان يأخذون نفس الموقف.

تركنا مرجعية الإسلام وادعينا العروبة فافتقدنا حتى مروءة الجاهلية الأولى..

إذ يروى التاريخ أن أبا جهل عندما أراد قتل النبى محمد صلى الله عليه وسلم ووقف على بيته هو وشباب قريش ينتظرون خروجه ( - صلى الله عليه وسلم - ) لقتله ، قال أحد هؤلاء المشركين : ندخل عليه بيته ونقتله وهو نائم في فراشه، فقال أبو جهل: ثكلتك أمك هل تريد أن يتحدث العرب ويقولون أن أبا جهل يروع بنات محمد 0 فانظر إلى الفرق بين أبى جهل وبين ما تفعله أجهزة أمننا ..

نعم.. في الجاهلية كان لديهم من العرف ما يسمح لمن يريد أن يجير ليحمى الضحايا من مثل ذلك العذاب ..

ما الذي وصل بنا إلى هذا الحال..

دعونى أحكى لكم حزينة..

نبيلة وحزينة..

رائعة وحزينة..

كنا هملا في التاريخ بعد أن بادت حضاراتنا فأكرمنا الله بالإسلام فإذا نحن خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر..

برسالة الإسلام بلغت البشرية نضجها.. انتقلت من التجسيد والتحريف إلى التجريد والإيمان.. في قمة السامية التي منحنها الله وفضلنا بها على العالمين.. فعندما يؤمن الواحد منا بالله يرى كل شىء من خلاله.. الحياة والممات والنسك.. لا يصبح ما لقيصر لقيصر بل لله السماوات والأرض وما بينها.. لا يصبح الدين لله والوطن للجميع.. بل لله الأمر كله..

وعندما واجه المسلمون أقوى قوة في ذلك الزمن.. عندما اصطدم الجيش الإسلامى في غزوة مؤتة بالجيش الرومانى.. ثلاثة آلاف مقابل نيف ومائتى ألف.. كان ذلك عام 8 هجرية.. بعدها بخمسة أعوام فقط.. كان الجيش الإسلامى يحارب على جبهتين أقوى إمبراطوريتين في العالم في نفس الوقت فقضى على الفرس قضاء تاما أما الرومان فقد هزمهم في موقعة إلىرموك هزيمة فادحة وانسحب "قيصر" قائلا كلمته التي احتفظ بها التاريخ: {عليك يا سوريا السلام.. سلاما لا لقاء بعده}.. وتذكروا أن المسلمين لم يكونوا قط .. لا في هذه المعارك ولا في جميع المعارك التي انتصروا فيها بعد ذلك أكثر عتادا أو أشد قوة.. لم ينتصروا بالعتاد ولا بالقوة بل بما وقر في قلوبهم..

لقد كان أعداؤهم أكثر تقدما منهم بما لا يقاس.. ولقد نقلوا عن أعدائهم سرّ قوتهم.. نقلوا عنهم التكنولوجيا لكنهم لم ينقلوا عنهم الانحلال والشرك.. ولم يفقدوا إحساسهم لحظة أنهم الأرقى والأسمى.. أنهم الأعلون.. عكس ما نفعله نحن الآن تماما..

في "حطين" كان عدد جيش "صلاح الدين" اثنتى عشر ألفا.. وبعد الإمدادات والأعراب وصل عدد الجيش إلى 24 ألفا.. وكان عدد الصليبيين أكثر من ستين ألفا وكانوا أيضا أكثر عتادا وأشد تقدما وقوة.. وانتصر المسلمون انتصارهم الساحق.. نفس الأمر في "عين جالوت"..

لم تغفر الحضارة الغربية الصليبية للإسلام أبدا.. لم يتركونا في حالنا أبدا.. لكن "لويس التاسع" عندما انهزم وأسر في مصر.. اكتشف بعد الإفراج عنه -كما يحدثنا الدكتور محمد الغتيت- أن هذه الأمة لن تهزم أبدا بالمواجهة المباشرة.. وظل "لويس التاسع" الذي جعلوا منه قديسا في القدس أربعة أعوام يضع خطته لمواجهة المسلمين عبر التاريخ بعد أن أدرك أن المعركة ستتواصل جيلا بعد جيل.. اكتشف الرجل وكان على صواب أن المسلمين ينتصرون بإيمانهم.. برسوخ عقيدة الجهاد فيهم.. بإدراكهم أن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة .. بإيمانهم أن ما عند الله خير وأبقى.. بيقينهم أن الهزيمة كلمة لا توجد في قواميسهم وإنما إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة ..انظروا ماذا يفعله أربعة آلاف من المسلمين الشيشان في ثانى أكبر قوة في العالم.. وذلك جرح ينزف في القلب لكن هذا ليس مجال الحديث عنه..أدرك "لويس التاسع" أنه لا يمكن مواجهة هذه الأمة إلا بتفريغ دينها من مضمونه ومحتواه..

إننى مضطر للإيجاز المخل.. لكن من عهد لويس هذا بدأت ثلاثة حركات متصلة أشد ما يكون التواصل.. كل منها مهدت للأخرى وشدّت من أزرها وساعدتها.. تلك الحركات هى الاستشراق والتبشير والاستعمار..

بعد فشل حملة لويس التاسع ولمدة قرنين كان الغرب الصليبى يستجمع قوته ويتهيأ للانقضاض..

وكنا نحن المسلمين قد فقدنا قوة اندفاعنا الحضارية في مواجهة الغرب الصليبى والتتار(والحملتان كان يحركهما نفس الهدف للقضاء على الإسلام لكن كتب التاريخ تخفي عنا ما هو ثابت بالوثائق من تآمرهما المشترك للقضاء على الإسلام).

كنا مثخنين بالجراح بعد أن أعطينا العالم أنبل حضارة في التاريخ وبعد أن خضنا كل بحار العلوم..

ومع انتفاضة أوربا وهزيمة المسلمين في الأندلس ابتدأت موجة عاتية كادت تبيد المسلمين جميعا كما أبيد الهنود الحمر.. وكان ميناء جدة قد حوصر تمهيدا لهدم الكعبة والاستيلاء على رفات الرسول صلى الله عليه وسلم لولا أن قيض الله دولة إسلامية هى الدولة العثمانية لوقف سرعة انهيارنا.. أجلت الدولة العثمانية انهيارنا ثلاثة قرون.. أجلت شِقّ الاستعمار ثلاثة قرون لكن التبشير والاستشراق كان يؤتى أكله.. كنا ننهزم من داخلنا.. وكنا نقرأ تاريخنا بعيون المستشرقين..

كنا نستلب.. نفقد منهج ديننا شيئا فشيئا.. كنا نُروض كالعبيد.. مسخوا ديننا وشوهوه.. تركوا القشرة الخارجة واستلبوا القلب والعقل والضمير..

عندما صرخ حسين الشافعى في شهادته على العصر أن المخابرات المركزية الأمريكية زرعت الرئيس السادات كعميل لها منذ عام 1960 كنت أقول لنفسى أن الكارثة أبعد من هذا بكثير.. كنت أستعيد قول جلال أمين.. أن الحكام العرب يخونون قضية أمتهم منذ خمسة قرون.. بل ذهبت إلى أبعد مما ذهب إليه جلال أمين.. لم يكن الحكام العرب وحدهم.. بل جل حكام المسلمين.. وليت الأمر اقتصر على هذا وإلا لأمكن للأمة أن تعالجه.. كانت بعض نخبة الأمة قد أصيب .. أصبحت عبدة لمفاهيم المستشرقين.. وكان الغرب يشجع بل ويتآمر كى يضع تلك النخبة الخائنة في الصدارة لكى تتولى مقاليد الأمور..

أدرس ما حدث في القرن التاسع والقرن العشرين.. حين أكمل الغرب حركتى التبشير والاستشراق بالاحتلال المباشر.. حين استطاع بقوة الدبابة والمدفع.. أن يغير النخبة القائدة في كل بلد إسلامى.. قرّبَ الخونة وأعدم الأبطال.. ونحّى منهج الإسلام تماما.. ثم راحوا ينشرون من أكاذيبهم وضلالاتهم ما ينزع الإسلام من قلوبنا ويبغّضه إلى عقولنا..

نجحوا..

فقدنا كنزنا وأخذنا وباءهم عندما نحينا الإسلام عن صياغة أمرنا.. كان كخيط العقد فرطنا فيه فانفرط أمرنا..

ظللنا ألف عام أقوى أمة وأنبل أمة وأشجع أمة وارقى حضارة..

لم نضعف بالإسلام أبدا بل ضعفنا عندما تخلينا عنه..

ولست بمدع أن كل عصور تلك الفترة كانت عصور خير.. بل كان بعد الخير شر وبعد الشر خير حتى أتى هذا الشر الذي نعيش فيه الآن ولا نعلم حتام يدوم..شر أسود خالص بلا بصيص ضوء إلا الأمل في وعد الله..

إننا نُحْكمُ الآن بفكر الغرب وحضارة الغرب وحقد الغرب على الإسلام والمسلمين..

إن إعلامنا وتعليمنا وسياستنا مكرسة كلها ضد الإسلام ولصالح حضارة الغرب..

ولقد ابتدءوا بالتغريب فلم يأخذوا منه إلا قشور الانحلال التي سمح لهم بها الغرب ثم انتقلوا من التغريب إلى التغييب..

في هذا الجو لم يكن للإسلام أن يستسلم.. أبدا لم يكن له ذلك.. وحاول بعض أبنائه الجهاد في سبيل الله.. أخطئوا وأصابوا .. لكنهم كانوا إلى الصواب أقرب.. وإننى لا أملك حتى في الخطاة فيهم إلا قول الإمام على كرم الله وجهه أنهم قوم طلبوا الحق فأخطأوه.. وأن النخب الحاكمة في جل عالمنا الإسلامى – وعلى رأسهم القوميين - قوم طلبوا الباطل فأصابوه..

ماذا فعلت السلطة التي لم تنشأ إلا بالاستعمار في الاتجاه الإسلامى..؟..

ماذا فعلت بنا سلطة القومية العربية..

نصبت المشانق..

زورت الانتخابات..

أوصدت كل الأبواب..

ولقد تصرفت أجهزة الأمن في جل عالمنا الإسلامى كما لو كانت فرقا بقيت من جيوش الصليبيين لتستأصل ما بقى من شأفة الإسلام..

بلا عقل ولا ضمير ولا خلق.. وثمة سؤال لم يطرحه أحد ولم يجب عنه أحد: هل يذهب قادة الأمن للحصول على دورات تدريبية في أمريكا؟.. وإذا كان ذلك يحدث فترى بالله عليك ماذا يمكن يزرعوا في أدمغتهم ضد الإسلام وأهله.. إننا لا نملك أى مرجع لذلك.. ولعله من الأسرار.. لكن "كاريمان حمزة"[5][5][8] تهتك جزءا من السر عندما تخبرنا عن التكوين الثقافي لقادة الإعلام في بلادنا.. عندما يصل الأمر لحد المهزلة.. ولا يعرف المسئول الكبير عن الإعلام في بلادنا أن العشرة المبشرين بالجنة قد بشروا من الله عن طريق رسوله فيقترح عليها أن تضيف إليهم عاطف صدقى ( لعله الآن يختار عاطف عبيد) .. لنا الحق أن نتصور أن ما يزرعه الصليبيون في أدمغة قيادات النخبة التي نصبوها على جل عالمنا الإسلامى هو كل هذا النفور من الإسلام والازدراء للمسلمين الذي نراه ونعاينه.. لقد غسلوا مخهم.. وضعوا في وجدانهم أن الإسلامى وحش.. أنه ليس بشرا .. وأنه لهذا يجب أن يعامل بمنتهى القسوة والعنف.. وأن القسوة والعنف معه لا تنتقص من قيمتهم الإنسانية.. وتلك أفكار لا تجوز لهم حتى ولو كانوا صليبيين فكيف تجوز لمسلمين..

كيف جازت للقوميين العرب..

لقد بلعنا الطعم..

هم يخافون الإسلام وعلمونا أن نخاف نحن أيضا منه..

وهم منطقيون في خوفهم من الإسلام.. فهو الحضارة الأرقى وهو القادر على كبح جماحهم كما فعل لألف عام..

أذكر حادثة فاجعة نشرتها الصحف.. عن مجرم كان يخطف الأطفال ليعملوا في " فرن " يملكه .. بدون أجر.. والمذهل أن الرجل نجح في إقناع الأطفال أن يهربوا كلما سمعوا بوق سيارة للشرطة..

كانوا يهربون من الأمل الوحيد في إنقاذهم.. تماما كما نهرب نحن من الأمل الوحيد في إنقاذنا..

إن ما قاله حسين الشافعى على قناة الجزيرة مذهل ومروع حين أشار كيف قامت الدولة بتلفيق التهم للجماعات الإسلامية.. بل واتهم سيد فهمى وممدوح سالم بأنهم كانوا خلف قضية صالح سرية وأن الأول كوفئ بتعيينه وزيرا للداخلية والثانى رئيسا للوزراء..

إن الدولة القومية - وليس الإسلاميون - هى التي صنعت الإرهاب..

أوصدت كل أبواب العقل والمنطق والحوار وأفسدت كل الأجهزة فلم يعد من الانفجار مناص..

لقد كانت خطة الغرب أن تقف الدولة ضد الأمة [6][6][9]..

ولقد نجحوا..

انظروا كيف عومل في بلادنا- رائدة القومية العربية - عبدة الشيطان بكل رقة.. وكيف يعامل الإسلاميون.. انظروا إلى ذلك.. وقارنوا لتكتشف أن من يفعلون ذلك لا يمكن أن يكونوا إلا عبدة للشيطان..

نحجوا في تشويه منهجنا الإسلامى وفي استنزاف وعينا حتى وافقناهم على ما فيه هلاكنا ودمارنا..

وفي إطار نجاحهم ذلك اضطهد الإسلام والمسلمون.. وجاز لأجهزة أمننا في العالم الإسلامى أن تعاملهم بما تعرفون..

إن مثل أجهزة الأمن هذه هى التي تقوض أمننا..

إنهم يحطمون العمود الفقرى الذي يمكن أن يدافع عن هذه البلاد حين يحين أوان غزوهم الثانى لنا..

إن الشباب الذي يربيه التلفزيون.. والذي يشوه إعلامنا وتعليمنا وجدانه..ولابسى القلائد الذهبية في أعناقهم .. لن يفتدى الوطن ولا الدين بحياته حين الوغى.. بل سيهربون إلى أمريكا وأوروبا.. أو سيبيعون الدين والوطن..

أجهزة الأمن في العالم الإسلامى تقوم بالدور التمهيدى للغزو الكامل .. وتحطم تحطيما كل من يمكن أن يقفوا سدا منيعا في مواجهة ذلك الغزو والاستلاب ..

لم تعد للإسلام دولة محورية تحميه.. وليس هناك من دولة تستطيع القيام بهذا الدور إلا مصر..

لقد كانت خطة الغرب هى التركيز الكامل على تركيا لسحقها عسكريا وعلى مصر لسحقها فكريا ولقد نجحوا.. ولم تكن مصر الحديثة منارة للتنوير بل لنشر الباطل في أرجاء العالم العربى.. ذلك مُرٌّ لكن علينا أن نعترف به.. نقلنا للعرب نظام دنلوب في التعليم.. ونظام محاكم التفتيش التي ابتدعها الصليبيون في التعذيب..

***

ولقد حاولنا المقاومة قدر ما نستطيع .. وتحول الإيمان – في دفاعه عن نفسه – إزاء هجمة القومية والعلمانية والحداثة إلى كينونة كلية لا تكشف تفاصيلها كى تنجو من سهامهم .. كينونة لا يمكن مهاجمتها أو تدميرها إلا بتدمير الكائن البشرى ذاته .. ولقد فعلها سادتهم مع الهنود الحمر والاستراليين الأصليين وكادوا أن يفعلوها معنا لولا أن قيض الله لنا الدولة العثمانية فحمت نسلنا وأبقت على حرثنا .. اكتشف هؤلاء إذن أن موتنا أقرب إلينا و إليهم من كفرنا .. و أدركوا أن المواجهة فوق أنها مستحيلة فقد تطلق في الناس فورة النخوة الأخيرة ليقدموهم – القوميين - طعاما للكلاب.. لذلك أضمروا الكفر و أظهروا الإيمان .. لا يعترفون بحقيقة كفرهم إلا فيما بينهم .. أما معنا .. مع الأمة .. فقد قرروا ألا يواجهوا الإسلام مباشرة بل أن يخربوه جزءا فجزء.. لقد عجزوا عن سحقه في قلوبنا .. فليسرقوه إذن منها .. يسرقونه بالتسلل إلى بنوده وأركانه وتدميرها فلا يبقى في قلوبنا إلا هيكل بلا محتوى وشكل بلا مضمون .. وعندما يصلون إلى ذلك سيكون من اليسير عليهم اقتلاع بقاياه..إنهم يسوقوننا سوقا إلى إسلام آخر غير الذي نزل الأمين به على محمد صلى الله عليه وسلم .. إسلام لا نسلم أمرنا فيه إلى الله بل إليهم .. إسلام يتجرد من عقيدة الإسلام.. ولأنهم يدركون أن هذه الأمة لا تستطيع الحياة بلا دين فقد قرروا تقديم إسلام مزور إليهم .. إسلام كشف محمد جلال كشك عن تفاصيله حين أطلقوا عليه في أضابيرهم في مؤتمر انعقد في رأس الكفر وخليفة بريطانيا في محاربة الإسلام : في الولايات المتحدة الأمريكية اسم : "الإسلام العيسوى".. إسلام بلا جهاد.. إسلام يتراجع فيه المسلمون عن عقد بيعهم لأنفسهم مع الله بأن لهم الجنة .. إسلام لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يقوم اعوجاج السلاطين بالسيف ولا حتى باللسان .. إسلام لا يتدخل في السياسة ولا في نظام الحكم ولا في الاقتصاد ولا في مكافحة الظلم.. إسلام لا رأى له في تزوير الانتخابات ولا في التعذيب..إسلام لا دخل له بالكفر ولا دخل له بالإسلام أيضا .. إسلام يعطى الدنيا بما فيها لقيصر وبوش ولا مانع لديهم من تركنا نتخيل آخرة – لا يؤمنون بها- كما نشاء ما دمنا لا نحول بينهم وبين الدنيا .. إسلام منكفئ على نفسه في نطاق لا يؤثر ولا يتأثر .. إسلام كأساطير الأولين لا دور لها إلا في تسلية السادة وإلهاء الأمة.. وقد يحسنون إلينا بألا يفعلوا بنا ما فعله كمال أتاتورك في الإسلام والمسلمين.. لقد فعلها أتاتورك بالثورة والدم .. وبرغم نجاحه فقد كانت المحاولة فجة ومكشوفة .. وكان المرعب فيها أن تستثير رد فعل معاكس قد ينبه أمة غافلة مخدرة .. أمة تساق إلى المجزرة وهى فرحة بها نشوانة.. نجحت طريقة كمال أتاتورك إذن .. لكن مخاطرها أكبر.. فلماذا لا يحاولون معنا .. مع العرب.. أن يكرروا طريقة كمال أتاتورك لكن دون ثورة.. بل بالقومية العربية .. أن يستفيدوا من تجربة كمال أتاتورك نفسه.. أن يخمدوا الأصوات التي يحتمل أن تعارض حتى قبل أن تعارض.. أن يجندوا ولاة الأمر والكتاب والمفكرين والصحفيين والجيش والشرطة وأن يجردوا الأمة من كل سلاح ..

أن يجندوا الرؤساء والملوك..

يا إلهى ..

يا إلهى..

في العالم العربى كله لا يسمح بحرية تكوين حزب إسلامى..

في العالم العربى جله فإن الإسلام إما محاصر وإما سجين ..

يا إلهى ..

يا إلهى ..

في العالم العربى جله وقف القوميون وتحت يدهم الجيش والشرطة مع العدو ضد الأمة.. مع الشيطان ضد الله.. مع الصليبيين واليهود ضد محمد صلى الله عليه وسلم ..

***

قوم يسيرون على هذا المنوال وبهذه الأخلاق كيف تتوقع من قوميات أخري أن ترضي بالبقاء معهم..





هل حدث ذلك لأنه منذ ألف عام كان الناس قد انحرفوا وفسدوا لكن أساسيات الدين و أركانه كانت ما تزال صلبة وسليمة وكان النموذج موجودا ومن السهل الرجوع إلىه.. كانت كآلة تعطلت لكن كل رسومها الهندسية موجودة فكان من إلىسير إعادتها إلى أصلها.. الآن زيفت الرسوم علينا.. شوهت الرسوم.. نزفناها.. سقطت من ثقوب الذاكرة.. فنحن الآن حين نريد الإصلاح والعودة إلى سيرتنا الأولى لا نستطيع لأننا فقدنا النموذج الذي ينبغى أن نسير عليه.. ذروة سنام الإسلام وهى الجهاد معطلة ولا يملك أى واحد منا أى سبيل لإعادتها سيرتها الأولى.. الصلاة لم تعد تنهى عن الفحشاء والمنكر.. بل إنها في أحيان كثيرة تستعمل لها ستارا.. الحج أفرغ من مضمونه.. أما الصوم فقد أفرغ من التقوى والعظة والاعتبار وحُشِىَ بالمسلسلات والفوازير والرقص وأجساد العراة..

كل هذا والدولة ضد الأمة..

عندما كان الصليبيون يحاولون تبديل ديننا و تزييف وعينا كنا ندرك وكنا نقاوم وكنا ننجح..

لكن ماذا نفعل إن كان ولاة أمورنا هم الذين اضطلعوا بالدور وكلاء عن الصليبيين..

ماذا نفعل إن كانت أجهزة أمننا هى التي تحمى أمن عدونا ..

ماذا نفعل إن كانت أجهزة إعلامنا تروج لهدمنا..

لقد طُعِن قلبى وأنا أشاهد إلىابانيين يحتفلون بذكرى ضحاياهم في هيروشيما وناجازاكى كى لا تنسى أمتهم التاريخ أما نحن فـنـعـتـّم على شهدائنا وكأنهم عورة وما هم بعورة لأننا نحن العورة..

وطعن قلبى أن المسئول الهمام يصافح باراك ويرفض مصافحة عرفات – أيا كان الرأى فيه..

طعن قلبى فصرخت : ليس مسئولا بل وكيلا وعورة..

وطعن قلبى ذلك الأغيلمة السفيه الذي أفرد الأهرام له صفحاته فراح يهاجم رمزا كبيرا وقيمة عليا تتمثل في الدكتورة نعمات أحمد فؤاد.. راح يهاجمها لأنها تنتقد خيانة للأمة تقودها الدولة في إهمال اللغة العربية وإنقاص درجاتها، وراح السفيه يسخر من استشهادها بقيمة مصر ودورها في الحفاظ على اللغة العربية منذ القرن الرابع الهجرى.. راح السفيه في سماجة لم أر لها مثيلا يرد في أسلوب مخنث رقيع : لكن القرن الرابع الهجرى لم يكن فيه ثانوية عامة..







لقد وعدنا دعاة القومية حين بدءوا بالدعوة للقومية أنهم سيرفعون شأن اللغة لأنها عماد القومية..





تحت دعاوى التحضر والاستنارة والقومية والوطنية خدعونا ..

إن النطفة الأولى للفكرة الوطنية هى الانتماء إلى موطن، إلى بيت الأسرة والعائلة والقرية والمدينة والمحافظة والبلد..

ما تراكم قائلين لو تعصب أهل القاهرة للقاهرة وأهل الإسكندرية للإسكندرية وأهل أسوان لأسوان وأهل المنوفية للمنوفية.. و أهل مصر لمصر و أهل المشرق للمشرق و أهل المغرب للمغرب؟!..

أى قدر من التخلف سوف تتهمونهم به ..

فكيف عميت بصائرنا..

الفكرة القومية عصبية جاهلية للقبيلة والجنس والعنصر..

لقد فقدنا حتى القومية حين رفعنا شعار القومية..

تفتتت القومية لتصبح قطرية وهاهى ذى الأقطار توشك أن تتفتت..







س18: في رأيك لماذا العرب يهتمون بتوطيد العلاقة مع الغرب إلى درجة الخضوع؟ هل هذا بسبب إفلاس القومية العربية؟

نعم..

و لأنهم منذ البداية عملاءه و أدواته.

و أذكرك مرة أخري بقضية الوليمة، فعندما ثار شباب الأزهر، وخشي كتابنا القوميون مغبة اكتشاف الأمة لكفرهم.. هددوا على صفحات الصحف باللجوء إلى أوروبا..

نعم.. يهتمون بتوطيد العلاقة مع الغرب لكل هذه الأسباب..

ولسبب آخر أيضا..

هو حنين ابن السّـفاح إلى أبيه..

السفاح..بتشديد السين لا الفاء..

أعني الزنا..‍‍..









في كتابه القيم فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام يصرخ صالح العبود: ماذا أكسب القوميون العرب أمتهم؟ إنهم لم يكسبوها سوى الهزائم المنكرة والتبعية، إما للشرق الشيوعى الملحد و إما للغرب الصليبى المفسد وكلاهما مذلة ذميمة.

وفي كتابه أزمة المجتمع العربى المعاصر يصف مدثر عبد الرحيم الطيب وهو أحد القوميين العرب حال القوميين العرب بعد الفشل المدوى لمشروعهم فيقول : "

1- أما بعضهم فقد أضاع الوقت في التراشق بالتهم، وتبادل السباب، يبرئ كل منهم نفسه ويضع مسئولية ما حدث على أكتاف الآخرين، فانشغلوا ببعضهم وانصرفوا عن المعركة الأساسية.

2- و أدرك بعضهم حقيقة الموقف فقام محاولا صد الهجوم ولكن بأسلحة قديمة صدئة بإلىة باذلا غاية جهده لسد الباب في وجه الأعداء لكن الأبواب كانت مثقوبة هالكة، والنوافذ هزيلة ركيكة، والسقوف خاوية متهتكة.

3- وفريق ثالث كذب ما أبصرت عيناه ، ورفض أن يصدق هول ما حدث فراح يغالط الحقيقة ويمارى الواقع….

4- شلت الصدمة فريقا آخر أصيبوا بِـعِـنـةٍ فكرية أجلستهم القرفصاء في قاع السفينة.

5- وبين هؤلاء وهؤلاء قام فريق من الخائرين المنهزمين.. استهوتهم مظاهر من حضارة الغرب فراحوا يتسللون إلى سفن العدو: يزاولون البغاء الفكرى ويتاجرون فيه سرا وعلانية.. وأصبحوا كل يوم يأتوننا بجديد من زينة القوم.. مرة باسم الحضارة، ومرة باسم التحرر، ومرة باسم الفنون، لكنهم شأنهم في ذلك شأن البغايا، قد أخذوا إلىهم الأعراض دون الجواهر،والمظاهر دون اللباب، فظنوا أن الحضارة الغربية هى سيجارة وكأس(..) ثم أنهم، شأنهم في ذلك شأن البغايا، قد اختلفوا فيما بينهم، ورفعوا أصواتهم بالخلاف والنزاع، أخذت جماعة منهم تجرنا إلى فرنسا، وجماعة أخرى تجذبنا إلى انجلترا أو أمريكا، وجماعة ثالثة تحاول سحبنا إلى روسيا، وكل جماعة منهم تحاول أثناء ذلك إغراءنا وخداعنا عن أنفسنا والمساومة في أعراضنا.."

ويقول الدكتور على جريشة : " يشير معرب كتاب لعبة الأمم إلى أن تسعين بالمائة من قادة حركة القومية العربية الأقحاح هم من خريجى الجامعة الأمريكية في بيروت كما يشير مؤلف الكتاب مايلز كوبلاند إلى أسماء زعماء القومية وكلهم من المسيحيين.

وفي كتابه : الإسلام في وجه التغريب يتناول الأستاذ أنور الجندى[7][7][21]جذور المسألة التي تنقسم إلى مرحلتين: مرحلة بدأت منذ أسر لويس التاسع قرر فيها الصليبيون أنه لا قبل لهم بمواجهة المسلمين ماداموا متمسكين بالإسلام.. قرروا مواجهة الإسلام نظريا وتدميره فإذا ما تمكنوا من ذلك تمكنوا من قهر المسلمين.. وقد استمرت هذه المحاولة النظرية حتى عام 1830 حين انتقلوا بعدها لمواجهة مسلمين بلا إسلام فاكتسحوهم..

لا يخبطها أنور الجندى خبط عشواء بل يعتمد على وثيقة سرية منسوبة إلى لويس التاسع نفسه وهو ما أرجو أن أعود إليه في كتاب أخصصه لنظرية المؤامرة على العالم الإسلامى .. كى أجيب على السؤال المعضل:

كيف عميت بصائرنا ومتى..

هل كان ذلك منذ تركيز الأمريكيين على كليتهم في بيروت في ثلاثينيات القرن الماضى.. هل كان فيما أسفر عنه تلاميذ هذه الكلية ومبشروها من نداءات القومية التي انتقلت إلى الأتراك والبلقان فكانت من أهم العوامل في هدم دولة الخلافة..

هل كان ذلك مع محمد على ومبعوثيه الذين عادوا إلىنا مصابين بالجرثومة فنشروها بين شعوبنا؟..

هل كان ذلك في الأخطاء الفادحة التي وقع فيها سلاطين الدولة العثمانية قبل ذلك بقرن..

ثم كيف شملت الخديعة الأمة كلها ..

إن التاريخ ملئ بالومضات لكنها ومضات تضئ أجزاء من غيابات الذاكرة فلا نرى إلا نمنمات وشذرات لا تكفي لتصور الصورة الكاملة..

لقد ثار الشريف حسين – مثلا - يوم الإثنين الخامس من يونيو سنة 1916 وهجمت إسرائيل على مصر وسوريا يوم الإثنين 5 يونيو 1967 فهل كان ذلك صدفة من قوم يبنون حياتهم على الاحتفاء بالتاريخ والأساطير؟..

تذكروا مدريد حين استدعونا لنتجرع كئوس المذلة والهوان في ذكرى مرور خمسة قرون على هزيمة العرب والمسلمين..

كيف عميت بصائرنا وكيف شملت الخديعة الأمة كلها ..

حتى واحد في حجم عقل وعبقرية وموسوعية محمد حسنين هيكل يبتلع الطعم ويقع في الخطأ.. ففي حفل تسليمه جائزة جمال عبد الناصر ألقى واحدة من أروع وأنضج تحليلاته ( لعلها تمسح آثار بعض مقالاته الأخيرة في مجلة الكتب وجهات نظر والتي بدا فيها " لورد " يتحدث بتعال وانفصال و بغير لغتنا ) إذ راح يتحدث عن حرب من نوع جديد لها هدف مزدوج، حرب تُحَوِّلُ الحلم إلى كابوس، حرب لم تتوقف منذ عام 48، حرب لا تستهدف الماضى فقط بل المستقبل أيضا، حرب من نوع جديد مستغنية بالكامل عن كل ما عرفه تاريخ الصراع من أشكال الحرب، حرب مستغنية عن بؤرة معينة تدور المعارك لاحتلالها أو لتأمينها، حرب مستغنية عن مسرح استراتيجى للعمليات بل مستغنية عن السلاح وقوة النيران أصلا، حرب استهدفت عام 56 نزع استقلال مصر لكن الأمة العربية قدمت درع فولاذ لحماية مصر فقرروا في حرب 67 نزع سلاح مصر باعتبارها درع وترسانة الأمة العربية، ولم تستسلم مصر ولا الأمة العربية بل خاضوا حرب 73 وهنا مشت قوى السيطرة إلى أبعد، فلم يعد طلبها نزع استقلال وطن ولا نزع سلاح أمة و إنما أصبح الطلب نزع إرادة أمة، في البداية كانت "الأرض مقابل السلام" .. ويفجر هيكل كعادته مفاجأته بأن هذا المصطلح قد تم صكه قبل حرب فلسطين 1948، ثم سجله بن جوريون عام 1955، لكننا بعد 1974عندما بدأت " الحرب من نوع جديد" بدأت أفكارنا تختلط مع تلاعبهم بنا فانتقلنا من النقيض إلى النقيض، وتحول مصطلح "الأرض مقابل السلام" إلى مصطلح الأمن مقابل السلام، ولم يعد التفاوض تحت بند أن يعترف العرب بحق إسرائيل في الوجود بل بأن تعترف إسرائيل بحق العرب في الوجود، ولم يعد تحت بند استعادة الأراضى الفلسطينية بل استكمال أرض إسرائيل!.. ولم يعد تحت بند منع الأسلحة الاستراتيجية في الشرق الأوسط ولكن تحت بند منعها في العالم العربى وحده..."

يرثى محمد حسنين هيكل أيضا أطلال قيم كادت تندثر في ثنايا تحويل الحلم إلى كابوس.. قيم كالوفاء والعدل والحرية والتقدم والانتماء..

إن عقل محمد حسنين هيكل الموسوعى يقع في خطأين منهجيين طالما دعوت الله أن يعافيه منهما كى يعز الإسلام به..!!

والخطآن لا يفقدان تحليله قيمته ولا عمقه ولكنهما يفقدانه أى ثغرة للخلاص وأى سبيل للعلاج..

الخطأ الأول أنه بنى تحليله على أن : " الحروب ضد الأمة لم تتوقف منذ حرب 1948.. والهدف نزع إرادتها.."..

ماذا يسمى محمد حسنين هيكل غزو مصر سنة 1882 وحملة فريزر عام 1807 وغزوة نابليون.. و..و..و..و.. ماذا يسمى غزو العالم الإسلامى كله ..

إننى أختلف مع أنور الجندى في تقسيمه للمواجهة إلى مرحلتين كانت أولاهما نظرية والثانية عملية، فالمواجهة العملية لم تتوقف قط منذ يوم مؤتة إلى يومنا هذا والحروب الصليبية لم تتوقف يوما واحدا لكننا وقد انثقبت ذاكرتنا نغفل من التاريخ مواجهة الغرب للعثمانيين كاستمرار للحروب الصليبية..

لم تتوقف الحرب يوما واحدا .. ليس عبر خمسين عاما كما يقول محمد حسنين هيكل بل عبر ألف وخمسمائة عام وما حسبه أفعى هائلة تسد الأفق طولها خمسين عاما ليست إلا ذيل الفيل..!!..

الخطأ الثانى الذي وقع فيه الأستاذ هيكل هو في حديثه عن قيم كالوفاء والعدل والحرية والتقدم والانتماء.. ذلك أن المنظور القطرى أو القومى لا يمكن أن ينشئ قيما كتلك..لا.. ولا حتى النظام العالمى الجديد .. بل على العكس.. وما كتابات جارودى وتشومسكى وتوينبى إلا مثالا على ما أقول..

المنطقى مع القطرية والقومية والنظام العالمى الجديد هو عكس هذه القيم .. فالقيم المطلقة لا يمكن أن تنبع إلا من الدين والإيمان بالله.. بل إننا لا يمكن أن نفهم سر الوحشية المولعة بالإيغال في الدماء من الغرب تجاهنا دون أن نحيط بالأساطير التي تسربت إلى اليهود ية والمسيحية الصهيونية فجعلت من سفك دمائنا والوحشية تجاهنا عبادة لإلههم ظلام العبيد المولع بسفك الدماء..

لقد أخطأ الأستاذ الكبير خطأين: وبقدر من التجاوز نستطيع أن نقول أنه في الخطأ الأول حوّل المطلق إلى نسبى.. وفي الخطأ الثانى حوّل النسبى إلى مطلق..!!

إننى أعرف أن من الإجحاف توصيف الأستاذ محمد حسنين هيكل تحت راية القوميين أو الناصريين وأن من الظلم له أن ندمغه بالاستشراق والتغريب.. ولعله يحمل سمات من كل ذلك لكنه ليس أيا منها.. إنه جبهة قائمة بذاته.. وإن آراءه بالغة الدقة والعمق.. وإخلاصه لا شك فيه ووفاءه مضرب مثل.. لكن ثمة خطأ واحد في البداية وانحراف لا يكاد يلحظ في زاوية انطلاق الصاروخ الجبار جعلته يخطئ في النهاية هدفه بملايين الأميال.. ولو أننى مكانه لكنت أشد يأسا منه.. ذلك أن البصيص الخافت الباقى من أمله هو أن شعوبنا ستنهض وأن الحق سينتصر.. وهو هنا يفارق منطقه التحليلى العميق الذي يحتم أن تفنى أمتنا وتبيد لا أن تنهض وتنتصر.. فالخطأ أن الطبيعة وحتمية التاريخ لا تنصر الحق..

ينصره الله…

ينصره الله ..

ينصره الله...

وبإغفال هذه الحقيقة لا نتوه فقط بل ونضيع..

نضيع ونبيد ونتلاشى كأمم كثيرة من قبلنا آخرها الهنود الحمر...

لقد ألزم هيكل نفسه بالمنطق العلمى الصارم بمفهوم الغرب العلمانى المنفصل عن الدين..

ومن ثم بدأت زاوية الانحراف وانحراف الزاوية..

إننى لا أزايد بأى شكل من الأشكال على إيمان محمد حسنين هيكل وهو مسلم ومؤمن مادام لم يقر بغير ذلك ويصر عليه..

لكنه يكرر الخطأ الفادح الذي وقع فيه بطل رائعة يحيى حقى: قنديل أم هاشم..

إن الفكر العلمى احتمال صواب علينا ألا ننكر أى جزئية فيه بل وأن نتبعه بكل دقة لكنه بالرغم من ذلك يظل دائما احتمال صواب وليس الصواب..

ثم أن انشطار المسلم ليفكر في أزمة أمة مسلمة بمنطق الغرب لا بد أن ينتهى إلى ما يريد الغرب..

والمنهج العلمى الصارم مطلوب في دربه فإن عممناه هلكنا.. وعلى سبيل المثال فليس لقيم كالوفاء والعدل والحرية والتقدم والانتماء أى منهج علمى !!..

ليس للاستشهاد ولا للميلاد ولا للموت أيضا أى منهج علمى..

ولا خروج الناس يومى 9 و 10 يونيو تمسكا بالبطل المهزوم كان يخضع لأى منهج علمى..

إن الغرب متسق جدا مع نفسه.. فالعدل عنده هو القوة.. والسعادة هى اللذة.. وما دون ذلك هراء وخداع وزيف.. ودعكم مما يقولون وانظروا إلى ما يفعلون..

يتناول المفكر الإسلامى الهندى وحيد الدين خان في كتابه الإسلام يتحدى[8][8][22] ( الناشر : المختار الإسلامى) ما يسمونه بالمنهج العلمى وإلىقين الذي لا يتولد إلا بمعرفة الحقيقة بالتجربة والمشاهدة، ذلك المنهج الذي يناقض يقين القلب والحدس والروح، يقين ما وراء الحواس التي لا يمكن إخضاعها للتجربة، يقولون أن المنهج العلمى العلمانى حقيقى لأنه يرى الحقيقة ويجربها .. أما منهج الدين الذي لا يقوم على أى أساس علمى فباطل لأنه كله مبنى على قياس واستقراء..

القضية التي يطرحها أولئك المنهجيون العلمانيون خطأ، لأنها لا تقوم على أسس علمية، ثم أنها تناقض نفسها، إنها لا تنفي وجود أشياء لم تجرب مباشرة كما لا تنفي القياس..

يصرخ وحيد الدين خان أن التجربة لا تعد حقيقة لمجرد أنها شوهدت، كما أن القياس ليس باطلا لمجرد أنه قياس..

إن إمكانية الصحة والبطلان موجودة فيهما على حد سواء..

ابو يوسف المصرى
04-07-2009, 03:59 AM
منذ آلاف الأعوام يستعمل الناس السفن الشراعية ويصنعونها من الخشب، كانت الحقيقة العلمية المبنية على المشاهدة تقضى بضرورة ذلك لأنه لن يطفو على الماء إلا ما هو أخف منه، وخرج على الناس من يقول أن السفن ستصنع ذات يوم من الحديد فأنكر الناس مقالته واتخذوه هزوا، اتهموه بالجهل، بالابتعاد عن المنهج العلمى للتفكير، وجاء أحد من يدعون منهج العلم التجريبى في جمع من الناس لكى يثبت لهم جهل الجاهل الذي ادعى أن الحديد سيطفو، أتى صاحبنا بإناء ضخم و ألقى فيه بنعل من الحديد فغاص، هلل الناس للعالم ونبذوا الجاهل، كانت تجربة علمية رآها الناس بأعينهم، وعلى الرغم من ذلك، كانت التجربة العملية التي شاهدتها العين باطلا لا حقيقة، فقد صنعت السفن بعد ذلك من الحديد فلم تغص في الماء وطفت، وثبت أن العالم المغرور كان جاهلا رغم تجربته العلمية التي – برغم مشاهدة الناس لها - عبرت عن باطل وخطأ لا يثير الآن سوى سخرية وتفكه..

في بداية القرن العشرين كنا نملك تليسكوبا ضعيفا راقبنا به الكون، رأيناه، فكان تصورنا عنه بالغ الاختلاف عما رأيناه بعد ذلك بعقود باستعمال تليسكوب قوى.. كانت التجربة تنفي التجربة وتصمها بالزيغ والبطلان.. ويعلم الله ماذا سنرى بعد عشرات العقود الأخرى عندما نكتشف تليسكوبا أقوى..

التجربة والمشاهدة إذن ليستا وسيلتى العلم القطعيتين والعلم لا ينحصر في الأمور التي شوهدت بالتجربة المباشرة، لقد اخترعنا الكثير من الأدوات للملاحظة الواسعة النطاق وللدراسة، ولكن الأشياء التي نلاحظها بهذه الوسائل كثيرا ما تكون أمورا سطحية ومتغيرة بتغير درجة دقة وتقدم الوسائل التي نلاحظها بها، أما النظريات التي نتوصل إلىها بناء على هذه المشاهدات فهى أمور لا سبيل إلى ملاحظتها، والذي يطالع العلم الحديث يجد أن أكثر آرائه تفسير للملاحظات و أن هذه الآراء لم تجرب مباشرة وإنما تم الوصول إلىها بالقياس.. ذلك أن بعض الملاحظات يدفع العلماء إلى الإيمان بوجود بعض حقائق لم تثبتها التجربة المباشرة، إن أى عالم من علماء عصرنا لا يجرؤ أن يخطو خطوة علمية واحدة دون الاعتماد على ألفاظ مثل القوة أو الطاقة أو الطبيعة أو الجاذبية أو الإشعاع أو الموجات الكهرومغنطيسية.. لكن أى عالم على ظهر الأرض لم ير مباشرة القوة أو الطاقة أو الطبيعة أو الجاذبية أو الإشعاع أو الموجات الكهرومغنطيسية..!!.. إن هذا العالم لا يستطيع تفسير هذه الألفاظ وما تعنيه إلا بالاستنباط والقياس.. وهى نفس الطريقة التي يصل بها المؤمن إلى الإيمان بالله….!!!! كلاهما قد صاغ كلمات تعبر عن وقائع معلومة لكى يبين عن علل غير معلومة .. كلاهما لا يستطيع أن يرى أو يمسك ما آمن به.. وكلاهما يؤمن إذن بما لم ير.. يؤمن بعلل غير معلومة.. علل غيبية..

إلىست تلك هى التهمة التي طالما واجهنا بها المتشدقون بالنهج العلمى الرافضون للغيبيات؟!..

أجل، في معظم الأحوال لا يرى العالم الحقيقة مباشرة بل يصل إلىها بالقياس والاستنباط والاستنتاج. والعلم الحديث لا يجرؤ على الادعاء أن الحقيقة محصورة فيما علمناه من التجربة المباشرة. إن ذرة الهيدروجين عبارة عن نواة تحتوى على بروتون واحد ومدار يدور فيه إلىكترون واحد ، تلك حقيقة لا يجرؤ أى واحد من البشر على إنكارها، رغم أن أى واحد من البشر لم يرها قط.. !!.. ولا حتى بأقوى مجهر في العالم..

يقول الدكتور إلىكسيس كاريل: " إن الكون الرياضى شبكة عجيبة من القياسات والفروض، لا تشتمل على شئ غير معادلة الرموز التي تحتوى على مجردات لا سبيل إلى تفسيرها " ..

ويقول الدكتور ا. مانديرا: " إن الوقائع المحسوسة هى أجزاء من حقائق الكون، غير أن هذه الحقائق التي ندركها بالحواس قد تكون جزئية وغير مرتبطة ببعضها البعض، فلو طالعناها منفصلة عن أخواتها فقدت معناها مطلقا، أما إذا درسناها في ضوء الحقائق الكثيرة التي علمناها مباشرة أو بالاستنباط فإننا سندرك حقيقتها.."

ثم يستطرد مانديرا قائلا: " إننا نرى أن الطير عندما يموت يقع على الأرض، ونعرف أن رفع الحجر على الظهر صعب، ويتطلب جهدا، ونلاحظ أن القمر يدور في الفلك ، ونعلم أن الصعود إلى الجبل أصعب من النزول منه، ونلاحظ حقائق كثيرة كل يوم لا علاقة لإحداها بالأخرى في الظاهر، ثم نتعرف على حقيقة استنباطية هى قانون الجاذبية ، وهنا ترتبط جميع هذه الحقائق فنعرف للمرة الأولى أنها كلها مرتبطة إحداها بالأخرى ارتباطا كاملا داخل النظام، وكذلك الحال لو طالعنا الوقائع المحسوسة مجردة فلن نجد بينها أى ترتيب، فهى متفرقة ، غير مترابطة، ولكن حين نربط الوقائع المحسوسة بالحقائق الاستنباطية فسنخرج بصورة منظمة للحقائق "..

إن الجاذبية لا يمكن رؤيتها قطعا، وكل ما شاهده العلماء لا يمثل في ذاته قانون الجاذبية، و إنما هى أشياء أخرى، اضطروا لأجلها منطقيا أن يؤمنوا بوجود هذا القانون..

إن نيوتن .. مكتشف قانون الجاذبية .. يتحدث عن اكتشافه قائلا: " إنه لأمر غير مفهوم أن نجد مادة لا حياة فيها ولا إحساس وهى تؤثر على مادة أخرى، مع أنه لا توجد أى علاقة بينهما"..

يا قراء ..

يا علماء ..

يا محمد حسنين هيكل ..

هل ينكر منكم أحد قانون الجاذبية؟!..

الجاذبية.. تلك النظرية المعقدة غير المفهومة.. والتي لا يوجد أى سبيل إلى مشاهدتها مباشرة .. نعتبرها اليوم – جميعا – حقيقة علمية بلا جدال..

لماذا ؟!..

لأنها تفسر بعض ملاحظاتنا ..

ليست الحقيقة العلمية إذن هى ما علمناه مباشرة بالتجربة.. بل هى اعتقاد يقينى في وجود حقيقة لا نراها تربط وتفسر ما نراه..

حقيقة لا نراها تربط وتفسر ما نراه ..

ماذا تسمون إنسانا لا يؤمن بنظرية الجاذبية..

الحقيقة التي لا نراها ولكنها تربط وتفسر ما نراه ..

ماذا تطلقون على الكافر بها والذي يعلن أنه لن يؤمن بها إلا إذا رآها..

ماذا تطلقون على الأحمق الذي يرفض الربط بين تجلياتها وظواهرها ونتائجها..ويعتبرها غيبا يتنافي الإيمان به مع المنهج العلمى..

أى قدر من الاتهامات الهائلة يمكن أن نواجه به هذا الأحمق الغبى المأفون ..

هل تسمح لى أيها القارئ وهل يغفر لى الله تجاوزى إن أنا استبدلت كلمة الله بكلمة الجاذبية..

يا قارئ..

هب أن واحدا اشمأز قلبه فقال أنا لا أومن بقانون الجاذبية ، أو حتى قال : أنا أومن به كأمر واقع لكننى ما دمت لا أفهمه لن أرتضى أحكامه.. سوف أعقب عليها.. سوف أسقطها وسأصنع قانونى الخاص الخاضع لتجربتى العملية..

هبوا أن ذلك الرجل الذي قرر ألا يتحكم قانون الجاذبية فيه خرج إلى شرفة بيته.. في الطابق العاشر أو العشرين.. ثم قرر أن يتحدى القانون الذي لا يفهمه.. فخطى في الهواء ليمشى –ضد قانون الجاذبية -نحو السحاب..

ماذا سيحدث؟!..

لن يموت على الفور..

سوف تكون هناك ثوان يسقط فيها..

في هذه الثوانى سوف ير ما لم يره أبدا.. وسوف يحس بما لم يحس به أبدا..

ما بين التحدى والهلاك ثوان.. ليست كمثلها ثوان..

يا أمة..

يا قارئ..

يا محمد حسنين هيكل..

لو أن واحدا منا.. قال لنفسه أنه لا يؤمن بالله.. أو كتبه أو رسله أو اليوم الآخر.. ولو أنه قرر أنه حتى وإن آمن فإنه لا يفهم.. ومن أجل ذلك سيسقط أحكام الله.. سينشئ أحكامه الخاصة الخاضعة لمنطقه.. هبوه فعل ذلك.. ثم انطلق في حياته يمنطقها بمنطقه.. وهو يظن أنه بين السحاب يوشك أن يمسك النجوم..

هذا التعيس.. في هذه اللحظة.. يكون قد بدأ سقوطه.. سقوط يستمر أربعين أو خمسين أو ستين عاما..

فما أربعون أو خمسون أو ستون عاما إزاء الأبد..

أهى أكثر من ثوانِ؟؟!!..

ثوان .. نسقط فيها من أرحام أمهاتنا .. فيلتمع الضوء لحظة .. ثم نسقط في غياهب القبور..

أوتنكرون علىّ إن قلت لكم أن عمر أى واحد فينا إزاء الخلد القابع في الغيب.. ليس إلا لحظة كمثل تلك اللحظة و ثوان كمثل تيك الثوانى؟!..

ثوان يتبعها الخلد أبدا .. إما في جحيم وإما في نعيم ..

و لكن عميت بصائرنا..!!





كلاب للأعاجم هم ولكن...

على أبناء جلدتهم أُسُودُ...[9][9][23]

وانظروا مثلا إلى واحد آخر يتنكر لكل تاريخنا ويسفه ديننا ، كان الوقت قد مضى، والحنظل قد أثمر.. كان القومية قد أدت دورها وهدمت دولة الإسلام الواحدة.. فأسفر التنين عن أنيابه وظهر الخبئ.. فالقومية التي طالما أغوى أقرانه الأمة بها قد أدت دورها وحان الحين للانقضاض عليها.. ولقد مرت القومية بطورين.. امتد أولهما قرنا من الزمان من ثلاثينيات القرن الماضى حتى ثلاثينيات هذا القرن.. ابتدأ بالهجمة الصليبية - على لبنان حين لم يكن ثمة لبنان- فمن خلال الجامعة الأمريكية خرج شياطين التبشير الداعون إلى القومية.. لم يعلنوا عن حقيقة مرامهم في البداية .. بل ادعوا العكس.. قالوا أن الثورة على الدولة الإسلامية الأم فيه إحياء للعرب وللعروبة وللقومية والإسلام.. وأنه لا انتصار للإسلام إلا بذلك.. خدعونا فانخدعنا.. طيلة ذلك القرن كانت القومية صنو للإسلام وطريقا أرحب إلىه.. بعد انهيار الدولة العثمانية أسفروا عن وجههم القبيح.. بدأ الطور الثانى الذي مات في يونيو 67 ودفن في حرب الخليج فإذا بنا بلا قومية وبلا إسلام .. بدأ الطور الثانى في ثلاثينيات هذا القرن فإذا بالقومية مناقضة للإسلام بل وللعروبة أيضا .. وراح سلامة موسى: مسيلمة الكذاب، سيد المشركين ورائد المنافقين يهدم في القومية لصالح الانتماء لأوروبا.. طالب بإلغاء الفصحى ونادى بالكتابة بالعامية وكتابة اللغة العربية بحروف لاتينية.. لم تعجبه صلاتنا فابتدع صلاة جديدة يقول فيها :

يا الله : نحن بلإلىص فارغة املأنا بنعمتنا السماوية..

يا ألله : أنت الوابور ونحن العربات، جرجرنا لملكوت السما..

يا رب : أنت الحنفية ونحن الجرادل ..

هل كان الكلب يسخر منا أم من الله ؟!..

نبح الكلب.. نبج الكلب ..

فانظروا إلى نبيح واحد من الكتاب تعليقا على هذا الهراء الفاجر وفي مجلة كانت تصدر في مصر.. :

" ويدل هذا الشىء على شدة عناية سلامة موسى بالمعنى على حساب اللفظ.. وهى عناية كان يتوخاها عامدا، لأن المعنى عنده مقدم دائما على اللفظ.. فالأدب كما قال مرة ليس حلويات يمضغها العاطلون الناعسون و إنما هو كفاح، وبهذا الأسلوب المستنير، عاش سلامة موسى للحياة وأعطى خير ما عنده لبنى وطنه.."..

إننى أريد أن أنبهك أيها القارئ أن معظم الكتاب العلمانيين وهم جل ما تواجهك







يقول الشيخ مصطفي صبرى: شيخ الإسلام للدولة العثمانية سابقا في كتابه : موقف العقل والعلم و العالم من رب العالمين وعبادة المرسلين[10][10][24]: " أضعنا الدنيا و أضعنا الفرصة فأصبحنا ألعوبة في يد الدول الكبرى.."

ثم يواصل :

" إن دولة الترك المسلمة التي دفاعها بسيفها عن حياض الإسلام ضد أعدائه يستغرق الثلثين من تاريخها وتندرج في ذلك عند التحقيق أدوار الحروب الصليبية الموجهة ضد البلاد الإسلامية بالنسبة إلى تلك الأدوار في ردها على أعقابها.. هذه الدولة كان آخر سلاح حاربتها به الدول الوارثة لضغائن تلك الحروب ، نشر الإلحاد القائم على العلوم والمبادئ المادية بين أبنائها المثقفين ونشر المبادئ القومية بين العناصر المندرجة تحت لوائها..(..) وكفي السلاحان في القضاء على الدولة التركية المسلمة.. وكنت لما كنت في بلادى كافحت هذين السلاحين على طول فترة انتقال الحكم فيها إلى أيدى الملاحدة، وكان ظنى عند مغادرة تركيا مهاجرا إلى بلاد العرب التي جاء نور الإسلام إلىنا منهم، أنى أستريح من مجاهدة الملاحدة ، لكنى وجدت الجو الثقافي بمصر أيضا مسموما من تيار الغرب، فشقّ هذا على نفسى أكثر مما شقّ علىّ موقف تركيا الجديدة من ذلك التيار، كما شقّ وقوفي على أن إخوانى العرب يفضلون تركيا هذه على تركيا القديمة المسلمة، فرأيتهم توغلوا في تقليد الغرب وسابقوا الترك في الافتتان به.. والانقلاب الثائر في تركيا حصل عندهم في شكل هادئ."..

ثم يبدى الرجل جزعه وعجبه مما يحدث في مصر بلد الأزهر التي ما يزال دستورها يقرر أنها بلد إسلامى فيقول : " حالة عجيبة، لا من ناحية العمل بأحكام الشريعة الإسلامية وقوانينها فحسب، بل ومن ناحية الاعتقاد والاعتراف بأصول الدين الملخصة في الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر.فالدين بكلا ركنيه الأساسيين مقذوف به في نظر الأوساط المثقفة المصرية بيد العلم الحديث الذي لا يؤمن بغير ما ثبت بالتجربة الحسية، إلى عالم الأساطير لا فرق بين مصر و تركيا الحديثتين في غلبة الإلحاد علي الديانة إلا من حيث أن الانقلاب اللاديني تأسس في تركيا جبراً من الحكومة مفاجأة من عهدي مصطفي كمال، و في مصر بالنشر و الدعاية المدسوسة من حملة الأقلام و المحاربة من الحكومة المرتبطة هي الأخرى بمحاباة من الغرب الذي هو رأس هذه الفتن المدبرة في المملكتين، فإنجلترا انتهزت فرصة كون تركيا في عداد الدول المغلوبة في الحرب العالمية الأولي، فساومتها بواسطة مصطفي كمال، الذي وجدته أنصع أهل لهذه المساومة، علي الاحتفاظ باستقلالها، في مقابل التنازل عن الخلافة، والتجرد عن الدين، والمشي في السياسة الدولية من وراء الإنجليز، كأنها مولي العتاقة لها، وتسني انتشار الإلحاد في مصر تحت حماية الإنجليز من غير ثمن مقابل يذكر.

نعم، إن تركيا الحديثة أخسر صفقة وأسوأ عاقبة من مصر التي أدركت ما يضمر الإنجليز من البغض العميق نحو المسلمين فأخذت تقابل البغضاء بالبغضاء وتكرهها بكل قوتها على أن تكف أيديها عن مصر في حين أن تركيا دخلت في حماية الإنجليز ووصايتها وكفرت بنعمة الله التي كانت لها حين كانت دولة إسلامية.

ولقائل أن يقول: تجلو الإنجليز بعد الحرب العظمى الثانية عن مصر، لأنها بلغت رشدها في الابتعاد عن الدين،ولم تعد تحتاج إلى شيطان الوصاية"..

فهل أدركت أيها القارئ عمق الكارثة وفداحة الخطب..

كارثة شرذمة العالم الإسلامى وتفريق أمته دولا..

تخيل أن كل دولة من دول مجرى النيل – على سبيل المثال- تفعل في النيل في أرضها ما شاءت..

ثم تخيل

لقد عاشت أوروبا (الوسط والمتوسط) مع بقية حوض المتوسط لعدة قرون تحت ظل الدولة الرومانية التي قادتها نخبة عرقية (رمانية) إقطاعية، كرست سيادة المركز على الأطراف والسيطرة على مقدرات وثروات الخارج لصالح الداخل، وفي

زمانها كانت روما «عشيقة العالم» كما كان يقول الرومان، فيما العالم ملحق بسيط. وبعدما انهارت الدولة الروماينة تحت ضربات قبائل الشمال لم يكن هناك من هو أكثر استعداداً لوراثتها من الكنيسة الكاثوليكية. فقد كانت هي الكثر تنظيماً وسط فوضى البرابرة، والمؤسسة الوحيدة صاحبة المشروع القادر على امتصاص القبائل الشمإلىة، وكانت النهاية تمثل «ممكلة الله على الأرض» و«بوابة الخلاص» كما نظر لها أوغسطين. وهكذا أعيد قيام الشكل الابمراطوري الأوروبي (الامبراطورية الرومانية المقدسة) الذي كان يخضع أولاً لسلطة الكرسي البابوبي وشكبته الكنسية الهائلة ثمّ لملوك وأمراء الاقطاع ثانياً. وكان لقيادة الكنيسة لمشروع الحروب الصليبية، ومن ثمّ فتح طريق الغزو إلى الشرق، ثمّ التجارة والترجمات، أن أطلق عصر النهضة ونمو المدن (الدويلات) التجارية الايطإلىة. وفي عصر النهضة وجهت أولى السهام إلى روح الكنيسة وأخلاقها وقيمها وهيمنتها، وبدأت _ كما يقول المؤرخون الغربيون _ عملية عقلنة المسيحية (تومس الاكويني كان الأشهر) التي مهدت الطريق للثورة البروتستانتية، التي لم تكمل المعركة ضد روح الكنيسة فقط ولكنها خاضت حرباً ضروساً ضد جسم الكنيسة كذلك.

ولا نريد أن ندخل في الجدل الايديولوجي حول من صنع الآخر: البرجوازية صنعت البروتستانتية أم الأخيرة هي التي أقامت جسم الطبقة البرجوازية الحديثة وأعطتها ايديولوجيتها. فالمهم، أن انهيار سلطة الكنيسة ومن ثمّ كسر إطار الدولة الرومانية المقدسة أدى بعد سلسلة من المذابح (أهمها حرب

الثلاثني عاماً) إلى قيام الكنائس المستقلة والمقاطعات المستقلة من حولها _ أو بها _ كما أطلق عنان البرجوازية الناشئة نحو النهب الخارجي، بما في ذلك استعمار الأميركيتين واستعباد الأفارقة ونهبهم والتجارة _ مع _ ثمّ استعمار الشرق الأقصى. ولم تبدأ الدولة الحديثة في تحديد شكلها النهائي أو حتى شبه النهائي إلاّ في القرن التاسع عشر، بعد هزيمة نابليون وتحرك طموحات الطبقة الجديدة نحو توحيد أسواقها الداخلية وبناء جيوش كبرى وأنظمة أكثر تعقيداً قادرة على خوض الصراع حول (الخارج) وأسواقه ومستعمراته وثرواته. وحتى إذا فُهم من ذلك أن السياق التاريخي الذي أقام الدولة القومية الغربية كان سياقاً منطقياً، تحمل كل مرحلة منه في أحشائها التي تليها، فلا يجب أن يغيب عنا أيضاً أن هذه الدولة القومية قد قامت ليس على وحدة العرق، بل على سيطرة العرق الأقوى في معظم الحالات. ومشاكل مثل تدهور الشمال البريطاني الاقتصادي (اسكتلندا) لصالح الجنوب (انجلترا)، ومثل إيرلندا الشمإلىة والباسك وكورسيكا وقبرص وهيمنة الأقلية الروسية البيضاء في الاتحاد السوفياتي، كلها أمثلة على ذلك. ولكن ما حدث في بلادنا كان غير ذلك، على كل المستويات. فلم تعرف بلادنا دولة النخبة الطبقية ولا العرقية ولا دولة الهيئة الدينية الفوقية. وبعد الخروج من عصر القبائل ودحر الفرس والروم، عرف العالم الإسلامي دولة الشرع، دولة القانون بكل مساويء بعض حكامها وأمرائها. صحيح، ولكن حتى في تلك الفترات، كان أعتى الحكام والسلاطين حريصاً على شراء موقف الشرع مهما كان زائفاً ومتملقاً أو جباناً، لأن شرعية النظام كانت في وقوفه على أرض الشرع الإسلامي. ولم يكن هذا الشرع حكراً على نخبة طبقية دينية «مؤسستية» بل كان بإمكان رجل من الموإلى أن يصبح فقيهاً كبيراً يقف أمام السلطان، وكان بإمكان تاجر صغير في بغداد أن يصبح أعظم فقهاء زمانه وتحتشد حوله الأمة بأعظم مما احتشدت وراء أي سلطان أو حاكم. كانت الأمة هي مستودع الشرع والشرعية معاً. ولم تعرف بلادنا داخلاً خارجاً فكل ما هو داخل حدود الدولة هو داخل، وبالتإلى لم يكن هناك مركز _ باملعنى الأوروبي _ يهيمن على الأطراف ويمتصها. وعندما كانت بغداد هي حاضرة العالم، كان إلى جانبها عشرات الحواضر من قرطبة إلى خرسان ومن المدينة إلى بخاري وسمرقند. وعلى مر الزمان الإسلامي لم تفرز بلادنا طبقات اجتماعية _ اقتصادية، وبالتإلى لم يعرف تاريخنا صراع الطبقة الجديدة ضد الاقطاع والكنيسة، بل أن كنيسة أوغسطين ذاتها لم يعرف التاريخ الإسلامي مثيلاً لها قط ولا بأي صورة من الصور. وحتى في أسوأ مراحل الحكم العثماني، كان العرب، علماء ووزراء ونواباً وضباطاً شركاء في السلطة والحكم كما هم الأتراك. ولم يبدأ الصراع العرقي داخل الدولة العثمانية إلاّ عندما تقدم المشروع الاستعماري الغربي نحوها وبدأت النخبة التركية المتغربة عملية تحويل الدولة العثمانية إلى ما يشبه الابمراطورية الرومانية. وكان هذا بالطبع بعد إزاحة عبد الحميد السلطان الذي لم يظلم كما ظُلم من النخبة العربية المتغربة!

كيف إذن دخلت الفكرة والدولة القومية إلى العقل والواقع في منطقتنا وباقي العالم الإسلامي؟

فرض دولة التجزئة على بلادنا:

والإجابة ليست بتلك السهولة. ولكن المهم في المسألة أن انحدار القوة المدنية والعسكرية وجمود الفكر في العالم الإسلامي الذي بدأ بعد القرن السابع عشر الميلادي، وأن كان يعود لأسباب كثيرة تراكمت منذ القرون الهجرية الأولى. هذا الانحدار قابلته الحيوية المتصاعدة لأوروبا ثمّ تبلور المشروع الاستعماري الغربي. وي حين اخترق الاستعمار معظم أنحاء العالم بسهولة نسبية إلاّ أن الجدار الإسلامي، رغم تراكم اضعف، كان ما يزال صلباً قوياً قادراً على المقاومة، والمقاومة لأكثر من قرنين كاملين. ومع تزايد الخلل في ميزان القوى كان لهذا الجدار أن ينهار، إلاّ أن انهياره لم يتم إلاّ عبر عملية في غاية التعقيد والشمول. لقد نجح المشروع الاستعماري الغربي أولاً في استلاب قطاع واسع من نخبة العالم الإسلامي لصالح مرجعيته الثقافية والحضارية، ثمّ نجح ثانياً في تمزيق العالم الإسلامي بالقوة، قوة السلاح والجند والاحتلال الدموي، من معارك ساحل عمان إلى ليبيا ومصر إلى الحرب الأولى. ثمّ نجح ثالثاً في زراعة دولةالكيان الصهيوني في قلب العرب والإسلام كضمان لديمومة التجزئة والتبعية والألحاق والهيمنة.

لم تكن الدولة القوميةالمعاصرة في العالم الإسلامي مطلباً جماهيرياً، ولم تكن نتاجاً لتطور سياق تاريخي وعوامل داخلية في بلادنا، بل كانت جزء من مشروع استعماري غربي عالمي، فُرضت بالعنف وقوة السلاح وسُلمت مقإلىدها، بشكل صوري قبل وبعد مرحلة الاستعمار المباشر، لنخبة متغربة فرضت سلطتها على الجماهير في معظم الأوقات بالعنف، عنف الدولة الغربية عن السياق التاريخي وقوتها المركزية الممثلة بأجهزتها وأدواتها القمعية.

والذي لابد أن يغيب عنا، أن الاستعمار الغربي الذي ارتضى وأراد تشكيل نظام الدولة القومية في أنحاء العالم الإسلامي الأخرى، رفض ذلك وقاومه في المنطقة العربية، وفرض على العرب حاجزاً آخر بينهم وبين وحدتهم القومية هو حاجز الدولة الوطنية الصغيرة المحدودة، رغم أنهم كانوا أكثر الأعراق انسجاماً، ليس فقط بالمقارنة بدول العالم «الثالث» الأخرى بل أيضاً بدول أوروبا القومية ذاتها. وذلك لسبب بسيط، أن هذا الحوض العربي هو خزان العقيدة والتاريخ والحضارة ولابد أن يمنع بكل الوسائل من تشكيل قوة كبرى قادرة على جمع شتات الأمة من جديد وعلى الصمود أمام مشروع الهيمنة الغربية.

ولكن مالا شك فيه أن دولة الكيان الصهيوني كانت ولا تزال تمثل ركيزة الهجمة الغربية الأساسية في المنطقة. فهنا تنتصب دولة وفكر ونظام وشعب، جميعها تمثل جزء لا يتجزأ من المشروع الغربي ذاته. يمتد من نشوء الكنيسة البروتستانتية وإحياء النص التوراتي في أوروبا الحديثة، وعودة اليهود إلى السوق

والسلطة في المجتمع الرأسمإلى، إلى حين التقاء أهداف المشروع الصهيوني بالمشروع الاستعماري الغربي. سياق طويل يجعل من العبث الفصل بين الهيمنة الاستعمارية والألحاق والتبعية للغرب وبين الكيان الصهيوني. وبالطبع، لم يكن ممكناً قيام هذا الكيان بدون هزيمة الجدار الإسلامي الأخير (الدولة العثمانية) وبدون تشكيل النخبة المتغربة المرتبطة بالخارج في بلادنا وبدون قيام دولة التجزئة.

ولدي هنا ملاحظة جديرة بالاهتمام...

وكما حارب الإسلام العصبية الوطنية، حارب العصبية القومية أيضاً؛ لأن إثارتها من عوامل الفرقة بين المسلمين.. يقول الله تعالى: ((يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم..)). ويقول النبي النبي صلى الله عليه وسلم: « ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى » ويروي « ابن عساكر « أن « قيس بن مطاطية » جاء إلى حلقة من الصحابة وقال: هؤلاء – مشيراً إلى الأوس والخزرج – نصروا هذا الرجل [يعني النبي النبي صلى الله عليه وسلم، أي: لأنه عربي وهم عرب، وبدافع القومية العربية قام الأوس والخزرج بنصرة النبي النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة الإسلام] ثم استطرد هذا الرجل يقول: فما بال هذا وهذا؟ مشيراً إلى غير العرب من المسلمين، كبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي!! فقام « سعد بن معاذ » رضي الله عنه، وأمسك بتلابيب الرجل وساقه إلى النبي النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله، هذا الرجل، يقول هذا الكلام. فغـضـب النبي النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا الناس فخطبهم وقال: « أيها الناس، إن أباكم واحد، وإن أمكم واحدة، كلكم لآدم، وآدم من تراب، وليست العربية في أحدكم بأب ولا أم إنما هي اللسان! فمن تكلم بالعربية فهو عربي ».

وهكذا قضى النبي النبي صلى الله عليه وسلم على مفهوم « القومية العربية » بالمعنى العرقي؛

عصبيات لغوية،

يفوق عدد المسلمين ( 1300 ) مليون، عدد المؤمنين بأي دين آخر على وجه الارض. ( الكاثوليك في المرتبة الثانية، 950 مليون ).

كانت الدولة العثمانية تلم شمل معظم المسلمين … وكانت الدولة الصفوية في إيران والدولة المغولية المسلمة في الهند تلم شمل الباقين… وفي نفس الوقت بدأت الضربات الهائلة للإمبراطوريات الثلاث … فككوا الدولة العثمانية إلى ثلاثين دولة هى: رومانيا بلغاريا إلىونان ألبانيا يوغسلافيا المجر قبرص تشيكوسلوفاكيا مصر الأردن السعودية جيبوتى الصومال ليبيا تونس الجزائر المغرب موريتانيا سوريا لبنان العراق السودان الكويت الإمارات العربية عمان قطر البحرين إلىمن فلسطين…

فككوا دولتنا ثم راحوا هم يتوحدون..

ولعلنا نضيف إلى هؤلاء جمال البنا، صلاح عيسى، جمال الغيطاني وخليل عبد الكريم ومراكز كمركز الدراسات الاستراتيجية في الأهرام.

إن من يتبرا من دينه ، ، لنصرة عروبته ، ما أوشكه أن يتبرأ من عروبته نصرة لدينه ، إذا تبدل حال بحال .





--------------------------------------------------------------------------------

[1][1] -الشكر والعرفان لعديد من الكتاب والمفكرين الإسلاميين الذين رجعت إلىهم في هذا البحث، ونقلت منهم العديد من الاستشهادات والنصوص، على رأسهم الشيخ محمد الغزالى، الدكتور عبدالله عزام، الأستاذ جلال كشك، رجاء جارودي، فرانسوا بورجا، و الأستاذ محمد قطب.

[2][2] - يعتمد هذا الحوار اعتمادا رئيسيا على كتابات الدكتور عبدالله عزام، والشيخ محمد الغزإلى والأستاذ محمد قطب، وقد اعتمدت أيضا على مواقع متعددة على الإنترنت، لم يتسن لي للأسف ذكر أصحابها لعدم وجود معلومات كاملة عنهم.



[3][3] - عبد الله عزام.

[4][4] - النزعات الكيانية. مرجع سابق- جذور الحركة الإسلامية في تركيا. مصطفي أوغلو. الزهراء للإعلام العربى- صفحات من الماضى القريب. أبو خلدون ساطع الحصرى. مركز دراسات الوحدة العربية- العرب والأتراك . الدكتور سيار الجمل. مركز دراسات الوحدة العربية- التكوين التاريخى للأمة العربية. الدكتور عبد العزيز الدورى. مركز دراسات الوحدة العربية- النزاعات الأهلية العربية. د. محمد جابر اأنصارى و آخرين. مركز دراسات الوحدة العربية- العلاقات العربية التركية. حوار مستقبلى. مركز دراسات الوحدة العربية.

=======================
انتهى..................

للكاتب دراسة اخرى تبين ضلال منهج محمد حسنين هيكل





اسال الله تعالى ان يهدينا الى ما فيه الخير والرشاد