المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوارم الحداد في نحور أهل الكفر والإلحاد.. (وفيه الرد على شبهات حكيم



المحمودي
05-20-2009, 07:02 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد.

كانت لنا مع أهل الكفر والإلحاد مناوشات في هذا الموقع ، فكان أول صدام معهم في هذا الرابط
http://www.libya-watanona.com/adab/mahmoudi/mm28118a.htm

وكان هذا الصدام في يوم الجمعة 28 نوفمبر 2008 ، ثم في يوم الخميس 4 ديسمبر 2008 أي بعد أسبوع من أول صدام مع هؤلاء الملاحدة ظهرت لنا على صفحة (ليبيا وطننا) مقالات الأستاذ الملحد!! حكيم ، والحقيقة أنني تفاجئت من ترتيب مقالاته وفهرستها وحفظها ، وتسائلت في نفسي من الذي له الصلاحية أو القدرة على فعل مثل هذه التقنيات في موقع يهم كل الليبين؟!! وعلى كل لا تهمنا الإجابة كثيرا بقدر ما يهمنا أن نحصل جميعا على مثل هذه التقنيات وهذا من مقتضيات الفصل بين المتخاصمين بغض النظر عن المنهج والإعتقاد والتوجه الذي ينتهجه الحاكم بين هذه الخصومات!!.


وقد علقت على هذا الأمر في ذلك الوقت بقولي (..ويبدو أن السهام التي رمينا بها هؤلاء الضالين أصابت ءاخرين لا نعلمهم الله يعلمهم ، وإلا ما سر ظهور مقالات المدعو (حكيم) لصدور الصفحات من جديد!! ولا ندري حقيقة من بعثه من مرقده؟؟!! إلا أنني على يقين من أن هناك كما ذكرت من يمد هؤلاء الضالين في الخفاء أو إن شئت أن تقول يدعمهم دعما لوجستيا!! ، وعلى كل حال لا تهمنا جموعهم على الإطلاق ونحن لهم بالمرصاد ، ماداموا يتقصدون ديننا ، ولن نوقف عنهم الغارات وفينا عين تطرف ، اللهم إلا إذا ضاق علينا فضاء الإنترنت أو ضّيق!!.) انتهى.

وإظهار مقالات هذا الملحد من جديد له دلالات عدة ، منها أن هذا الملحد عظيم في قومه (الملاحدة) وعلم الله الذي لا تخفى عليه خافية أني ما قرأت ولا سمعت بكفر وإلحاد أعظم من إلحاده ، وهذا بعضا من كفره الذي لم أسمع بمثله من قبل ، يقول فض الله فاه:

(أما أن الإسلام دين محبة ورحمة فهو من المضحكات المبكيات وهو زعم لا يملك أصحابه أدلة عليه ويكفينا أن نورد هذه الآيات" التي يكشف فيها إله الإسلام عن خياله السادي المتلذذ بتعذيب البشر: "لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل" – الزمر… "خذه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه" - الحاقة … "في سموم وحميم وظل من يحموم، لا بارد ولا كريم" – الواقعة … "قطعت لهم ثياب من نار.. يصب من فوق رؤوسهم الحميم .. يصهر به ما في بطونهم والجلود .. ولهم مقامع من حديد" – الحج.

هذا غيض من فيض، ولا يخفى على عاقل أن هذا الكلام لا يقوله شخص سويّ فضلاً عن إله محب رحيم..) انتهى

ويقول في موطن ءاخر يخاطب فتاة اسمها (إسراء) مصابة بمرض الإيدز:

(أعلم أن بقائك معنا لن يطول.. أعلم ان هذا المرض ليس منه شفاء.. ويوم ان يكون شفاء فسيكون على أيدي العلماء في معاملهم لا على يدي الله.. أعلم أن دعاءك ودعاء أبيك وأمك لن يغني شيئاً .. قولي لهم: فلتقوموا طوال الليل حتى تتفطر أقدامكم.. وأكثروا من الدعاء في السجود.. لا تغفلوا عن الدعاء في الثلث الأخير من الليل.. صوموا ما استطعتم وادعوا الله عند الإفطار.. لا تناموا لحظة واحدة في ليلة القدر.. بل لا تناموا ليلة واحدة في العشر الأواخر من رمضان.. وإذا كان في الجمعة ساعة مستجابة فلا تكلوا عن الدعاء طوال يوم الجمعة.. أدعوه في يوم عرفة.. تضرعوا إليه ما شئتم فلو استجاب لغيركم لاستجاب لكم...

هو يا عزيزتي إسراء عنك في شغل.. لعله يقلب الحجارة في النار الأبدية التي تنتظر "المجرمين".. هو عنك في شغل يا طفلتي.. إنه يعد اللحظات ليعذب الكثيرين ممن أسبلوا إزارهم وحلقوا لحاهم.. لعله يعد اللحظات ليصفي حساباته الأبدية مع البشر الضعفاء.. لم يكن في استطاعته أن يمنع عنك الداء ولا أن يرزقك الشفاء على الرغم من أصناف الدعاء.. فهو مشغول جداً .. لدرجة أنه لا يسمع..

لن يرحمك يا عزيزتي كما لم يرحم ريم وسهيلة وفاطمة وجميلة وهنادي وسماح وإسلام وعاشور ومنى وهبة وأمل وسالم ومعتز.. لن يرحمك كما لم يرحم أطفال التسونامي.. خمسون ألف طفل لاقوا حتفهم غرقاً لجرائم مزعومة ما كان لهم فيها ناقة ولا جمل..) انتهى.

وصدق الله حيث قال (وَكَانَ الْكَافِر عَلَى رَبّه ظَهِيرًا) يَقُول سَعِيد بْن جُبَيْر في تفسير هذه الأية ( أي عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى رَبّه بِالْعَدَاوَةِ وَالشِّرْك) وإني أتسائل وأعجب وعلم الله إني لصادق في تسائلي هذا ، هل بلغ الشيطان هذا المبلغ من الكفر؟!!. ومما يحز في النفس ويملأ القلب هما وغما إعراض أهل الإسلام عن الدفاع عن الإسلام وخاتم النبيين ورب العالمين..إلخ ، وأعني بأهل الإسلام العلماء والدعاة وأهل الحق من الفقهاء والمحدثين واللغويين والأصوليين..إلخ

يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين: ( وأي دين وأي خير في من يرى محارم الله تـُنتهك, وحدوده تُضاع, ودينه يُترك, وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُرغّب عنها, وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطانٌ أخرس, كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق, وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم, فلا مبالاة لما جرى على الدين, وخيارهم المتحزن المتلمظ, ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله, بذل وتبذّل, وجد واجتهد, واستعمل مراتب الإنكار الثلاث, بحسب وسعه, وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله, ومقت الله لهم, قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون, وهو موت القلوب, فإن القلب كل ما كانت حياته أتم كان غضبه لله ولرسوله أقوى, وانتصاره للدين أكمل..) انتهى.

والأسوأ حالا من هؤلاء من يزعم أن مثل هؤلاء الملاحدة الأولى بل الأوجب الإعراض عنهم!! ووالله إن الإنسان لا ينقضي عجبه من مثل هذه الأراء ، وقد يستدل بعضهم ببعض الأثار عن السلف في النهي عن مجالسة أهل البدع ومجادلتهم..إلخ

مع أننا نعيش في زمن غير زمن السلف الصالح ، فإن العامي في الزمن الأول ليس له إلا العلماء المشهود لهم بالعلم والصلاح ليتلقى منهم دينه فإذا قال الإمام مالك أو الشافعي أو أحمد أو أيوب السختياني..إلخ فلان مبتدع أو ضال يجب هجره وعدم الإصغاء إليه ، هجرته الأمة جميعا وبقي ذلك المبتدع منبوذا هو وبدعته!!. أما اليوم فليس عندنا في الأمة أئمة كمالك و الشافعي و أحمد..إلخ إذا قالوا وقفت الأمة عند قولهم.

وعلاوة على ذلك الفتنة والشبهة اليوم دخلت على الناس من كل حدب عبر القنوات والمواقع والمنتديات..إلخ فهذا القول إذا ـ عدم الرد ـ هو هروب من الواقع وتنصل من المسؤولية. وهؤلاء الملاحدة لهم جهود جبارة ـ وإن تعامينا نحن عنها ـ في نشر كفرهم وإلحادهم ، فهذا الملحد الليبي (المقصود حكيم وإذا أطلقت هذا اللفظ في مقالاتي فالمقصود هو ، إذ يستحيل أن أخاطبه بحكيم) له موقع خاص يطلع عليه الخاص والعام ، وله مقالات كثيرة جدا في مواقع أهل الكفر قاطبة من الملحدين والنصارى وو..إلخ أضف إلى ذلك إرشيف مقالاته في (ليبيا وطننا) الذي سيقفز إلى صدر الصفحة متى دعت الحاجة!! فقل لي بربك أخي الكريم ما فائدة إعراضك عنه بعد ذلك إذا كان عامة الناس تقرأ كفره وإلحاده؟!!.

فاليوم أخي الكريم يراد زعزعت الإسلام من أصله ، واليوم أخي الكريم الطعن والضرب في أصل المقدسات ، فلا يجوز لقادر بحال من الأحوال أن يقف متفرجا ، قال الله تعالى (..فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) قال ابن كثير (قَالَ تَعَالَى " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ " أَيْ فَلَمَّا أَبَى الْفَاعِلُونَ قَبُول النَّصِيحَة " أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوء وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا " أَيْ اِرْتَكَبُوا الْمَعْصِيَة " بِعَذَابٍ بَئِيس " فَنَصَّ عَلَى نَجَاة النَّاهِينَ وَهَلَاك الظَّالِمِينَ وَسَكَتَ عَنْ السَّاكِتِينَ لِأَنَّ الْجَزَاء مِنْ جِنْس الْعَمَل فَهُمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ مَدْحًا فَيُمْدَحُوا وَلَا اِرْتَكَبُوا عَظِيمًا فَيُذَمُّوا..) انتهى. فإذا كان هذا مصير السكوت عن المعصية ، والمعصية التي إرتكبها بنواسرائيل هو مخالفتهم لأمر الله في أيام صيد السمك ، فكيف نتصور مصير من يسكت عمن يسب الله جهرة؟!! وعمن يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم جهرة؟!! وفي عرضه وأزواجه وأصحابه ودينه وشرعه؟!! راجع أخي الكريم كلام ابن القيم السالف فإنه يقرب لك الصورة.

يتبع والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.

عمر الأنصاري
05-20-2009, 08:37 PM
السلام عليكم

الأخ الفاضل أهلا بك ويسعدني أن أكون أول المرحبين

لعلنا نشترك في غيرتنا وحبنا لديننا ولنبينا ولعلك في ذلك خير مني

لكن أخي الفاضل اسمح لي أن أختلف معك قليلا

وبعيدا عن الآيات والأحاديث وأقوال السلف التي تنهانا عن مُجالسة ومخالطة المستهزئين

قلي يا أخي بالله عليكم كيف أستطيع أن أحاور شخصا كالذي نقلت لنا بعض كلامه
هذا شخص مريض أسود القلب يتلقف أي شيء كي يُفرغ حقده على الإسلام والمسلمين
واعلم يرحمك الله أن منتديات المخالفين مليئة بمثل هؤلاء بل إن كل موضوعاتهم سب وشتم في المسلمين، وهذا باعتراف أحد مشرفيهم
فقلي ماذا سأفعل هناك
هل أبادلهم السباب والشتم، أن أفعل كما يفعل الكرام وأقول لهم سلاما
ثم يا أخي إذا كانت القلة القليلة تعرف مكائدهم وتستطيع الرد عليهم، فاعلم أن العديد من الشباب ممن لا علم لهم قد تخطفتهم الشبه وأطاحت بهم في مستنقع الإلحاد، وها نحن في منتدى التوحيد يطل علينا بين الفينة والأخرى شاب ضائع كان من المسلمين فدخل إلى منتدياتهم متحمسا لخدمة الدين فجاءنا وهو مثخن بالجراح

دخول منتديات الجاهلين بدين الإسلام شيء ودخول منتديات المستهزئين بالدين شيء آخر

وأيضا يا أخي تجميع ثلة من العلماء والدكاترة في منتدى إسلامي متخصص في الرد على الملحدين شيء إيجابي ويحفظ الجهود
ولا يوجد مُلحد أنترنيتي لا يعلم بمنتدى التوحيد
فجمعنا في هذا المنتدى ولله الحمد بين الخيرين، رد شبهاتهم والدخول إلى عالمهم

اسمح لي أخيرا بالإشارة إلى أمر هام جدا

في عهد السلف وقبل انتشار فتنة أهل الكلام، كان سلفنا لا يعيرون المتكلمين اهتماما، فلم يُلق لهم بال ولم يعل لهم صوت
فجاءت طائفة من قليلي العلم فأقاموا المناظرات بينهم فتارة يُهزمون وتارة يغلبون، وأنت تعرف أن هذا الجو من النزاع والنقاشات مُفضل عند العوام وكأنهم يشاهدون مبارات كرة القدم، كان هذا بداية انتشار أفكارهم بين العوام
وقياسا على هذا الأمر
انظر الآن لمنتدياتهم، لو لم يدخلها المسلمين لبقية خاوية على عروشها، وإني أعرف كذا منتدى مغمورا سرعان ما أفلس لعدم وجود أعضاء مسلمين فيه


أعذرني أحي الفاضل على إستطرادي
وفقكم الله لما يُحبه ويرضاه

عمر الأنصاري
05-20-2009, 09:06 PM
بالمناسبة

الحكيم الليبي قد تم فضحه
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3709
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1352

ومن ذلك اليوم لم نعد نسمع له ركزا

اخت مسلمة
05-21-2009, 01:08 AM
جزاك الله خيرا ايها المحمودي وبارك بك وبعملك وقلمك
ماهذا الحكيم الذي خرج عن جادة العقل والصواب اعوذ بالله من شر يردي به نفسه وهلاك يصبه على راسه بيديه
جزاك الله خيرا وصحبك من الموحدين اصحاب السيوف الكلامية المسلولة
وسدد رميكم واعانكم على دحر هؤلاء العصاة ونسال الله الهداية للجميع
تحياتي ايها الاخ الفاضل

المحمودي
05-21-2009, 12:18 PM
السلام عليكم

الأخ الفاضل أهلا بك ويسعدني أن أكون أول المرحبين

لعلنا نشترك في غيرتنا وحبنا لديننا ولنبينا ولعلك في ذلك خير مني

لكن أخي الفاضل اسمح لي أن أختلف معك قليلا

وبعيدا عن الآيات والأحاديث وأقوال السلف التي تنهانا عن مُجالسة ومخالطة المستهزئين

قلي يا أخي بالله عليكم كيف أستطيع أن أحاور شخصا كالذي نقلت لنا بعض كلامه
هذا شخص مريض أسود القلب يتلقف أي شيء كي يُفرغ حقده على الإسلام والمسلمين
واعلم يرحمك الله أن منتديات المخالفين مليئة بمثل هؤلاء بل إن كل موضوعاتهم سب وشتم في المسلمين، وهذا باعتراف أحد مشرفيهم
فقلي ماذا سأفعل هناك
هل أبادلهم السباب والشتم، أن أفعل كما يفعل الكرام وأقول لهم سلاما
ثم يا أخي إذا كانت القلة القليلة تعرف مكائدهم وتستطيع الرد عليهم، فاعلم أن العديد من الشباب ممن لا علم لهم قد تخطفتهم الشبه وأطاحت بهم في مستنقع الإلحاد، وها نحن في منتدى التوحيد يطل علينا بين الفينة والأخرى شاب ضائع كان من المسلمين فدخل إلى منتدياتهم متحمسا لخدمة الدين فجاءنا وهو مثخن بالجراح

دخول منتديات الجاهلين بدين الإسلام شيء ودخول منتديات المستهزئين بالدين شيء آخر

وأيضا يا أخي تجميع ثلة من العلماء والدكاترة في منتدى إسلامي متخصص في الرد على الملحدين شيء إيجابي ويحفظ الجهود
ولا يوجد مُلحد أنترنيتي لا يعلم بمنتدى التوحيد
فجمعنا في هذا المنتدى ولله الحمد بين الخيرين، رد شبهاتهم والدخول إلى عالمهم

اسمح لي أخيرا بالإشارة إلى أمر هام جدا

في عهد السلف وقبل انتشار فتنة أهل الكلام، كان سلفنا لا يعيرون المتكلمين اهتماما، فلم يُلق لهم بال ولم يعل لهم صوت
فجاءت طائفة من قليلي العلم فأقاموا المناظرات بينهم فتارة يُهزمون وتارة يغلبون، وأنت تعرف أن هذا الجو من النزاع والنقاشات مُفضل عند العوام وكأنهم يشاهدون مبارات كرة القدم، كان هذا بداية انتشار أفكارهم بين العوام
وقياسا على هذا الأمر
انظر الآن لمنتدياتهم، لو لم يدخلها المسلمين لبقية خاوية على عروشها، وإني أعرف كذا منتدى مغمورا سرعان ما أفلس لعدم وجود أعضاء مسلمين فيه


أعذرني أحي الفاضل على إستطرادي
وفقكم الله لما يُحبه ويرضاه

أخي الكريم أبو عمر الأنصاري حفظه الله تعليقي سأجعله في نقاط مختصرة

1. أخي الكريم أشكرك على مرورك وتعليقك فجزاك الله خيرا
2. هذا الملحد (حكيم الليبي) هو الذي جاءنا إلى عقر دارنا في إحدى المواقع الليبية وهو الذي عرض تلك الشبهات على الناس أجمعين
3. هناك من الشباب من لا يدخل المواق الإسلامية إنما همه التجول في الإنترنت فغالب هؤلاء لا يعرفون شئيا عن منتدى التوحيد ، إنما همه الكرة والموسيقى ، فمثلا لو كتب في قوقل (اللاعب الليبي) لربما خرجت له النتائج أحد صفحات أو مقالات هذا الملحد ، والإنسان فضولي بطبعه لربما تلقف تلك الشبهات والله المستعان
4. هذه المقالات قد انتهيت من 15 حلقة في الرد على هذا الملحد فأحببت أن أنشرها في أكبر نطاق ممكن حتى يتم فضح هذا الملحد
5. جزى الله خيرا الأخ أبومارية القرشي على ردوده على هذا الملحد ، وردودي أخذت منحى غير الذي أخذته ردود الأخ أبو مارية كما سترى إن شاء الله ، وإن شاء الله ستكون هذه الردود من زيادة الخير

بارك الله فيك وفتح الله عليك ولا تحرمني من نصائحك أخي الكريم أبو عمر

المحمودي
05-21-2009, 12:21 PM
التدافع بين الحق والباطل من سنة الله في الأرض قال الله جل جلاله (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُوَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ) فكما أن الجوع لا يدفع إلا بالأكل والعطش لا يدفع إلا بالشرب والبرد لا يدفع إلا بالدفئ وو..إلخ

فكذلك الفساد لا يدفع إلا بالمجاهدة والإصلاح ، وهذه سنن مستقرة في الفطر لا تحتاج إلى إقامة دليل عليها ، فلو أن إنسانا جائعا جلس في داره دهرا ينتظر ذهاب جوعه فلن يذهب إلا بلقيمات يأكلهن يقمن صلبه!! ولو أننا جلسنا دهرا نسب الفساد والمفسدين فلن يزول الفساد ولا المفسدين إلا بإشهار الصوارم الحداد في نحورهم!!. ولست أعني بحال من الأحوال أن نتتبع أقوال هؤلاء الملاحدة في كل جزئية يطرحونها ، فذاك المستحيل بعينه ، فهؤلاء الملاحدة مرضى القلوب ، فما تتوقع من قلب مريض إلا كما تتوقع من مجاري القاذورات إذا فاضت على جنبات الطريق!! إنما قصدت بيان الدين للناس وإنه من عند رب العالمين وبيان أحكامه وشرائعه..إلخ

وإظهار الدلائل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر وإظهار عفته وحلمه وعدله..إلخ فإذا ثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كذب قط لا في جاهلية ولا في إسلام ، معنى ذلك أن ما يطرحه هؤلاء الملاحدة حول هذه النقطة مجرد أوهام وأمراض في قلوبهم ، وقس على صدق النبي صلى الله عليه وسلم سائر الأخلاق. يقول الأستاذ محمد قطب حفظه الله (إن المنهج الصحيح هو عرض حقائق الإسلام ابتداءً لتوضيحها للناس، لا رداً على شبهة، ولا إجابة على تساؤل في نفوسهم نحو صلاحيته أو إمكانية تطبيقه في العصر الحاضر. وإنما من أجل " البيان " الواجب على الكتّاب والعلماء لكل جيل من أجيال المسلمين. ثم لا بأس - في أثناء عرض هذه الحقائق - من الوقوف عند بعض النقاط التي يساء فهمها أو يساء تأويلها من قبل الأعداء أو الأصدقاء سواء! وفي مثل هذا الجو في الحقيقة كانت ترد ردود القرآن على شبهات المشركين وأهل الكتاب!) انتهى.

ولذلك سيكون هذا منهجنا في هذا البحث، أي الأصل عرض حقائق الدين وبيان أصوله، أما الرد على الشبهات فهو الفرع، ولكي يتضح كلامي هذا أضرب المثال التالي ، تأمل أخي الكريم في كلام (الملحد الليبي) التالي:
ثقافة تشن فيها الحروب وتغنم فيها النساء ويقتل فيها أبو المرأة وزوجها وأخاها ثم تنكح في ذات اليوم؟ وفي طريق العودة إلى المدينة؟ ودون أدنى مراعاة لمشاعرها؟ وحتى قبل أن تجف دموعها؟ وبدون استبراء رحمها؟ ليت شعري ماذا كان يعن لصفية بنت حي بن أخطب وهي تسلم نفسها لمن قتلوا أباها وزوجها وأخاها؟
فهذا الكلام الصادر من قلب كافر فاجر ، لن أجيب عنه مباشرة ، فنحن لسنا في موطن التهمة حتى نظل نتظر رحمة الملاحدة متى ما هاجمونا بمثل هذه الأسئلة هرعنا للإجابة عنها ، بل نبني القواعد والأصول التي بها نصد كل شبهاتهم التي من هذا الجنس!! ولذلك سيكون الجواب عن هذه الشبهة وأخواتها تحت مبحث (الإيمان وأثره في قلوب المؤمنين!!!) وقد يستغرب القارئ الكريم ويشق عليه الربط بين هذا العنوان وبين ذاك الكلام الساقط ، فأقول هذا ما سنبينه لاحقا إن شاء الله!!. وبناءا على ما تقدم فإن هذا البحث لن ينحصر في مقال أو مقالين ، بل سينهمر على رؤوس الملاحدة كالسيل العرم لا يبقي من دينهم شيئا ولا يذر ، فإن الطعن في الدين والتشكيك في أصوله قد لا يأخذ من الملاحدة بضع كلمات كقولهم (لا إله والحياة مادة) ولبيان بطلان هذه المقولة الكافرة ، لابد من بيان دين الإسلام والتوحيد وأصول العقيدة.

وقد سئل الشيخ الإمام العالم ابن قيم الجوزية رضي الله عنه(ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضى الله عنهم أجمعين في رجل ابتلى ببلية وعلم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريق فما يزداد إلا توقدا وشدة فما الحيلة في دفعها وما السلام إلى كشفها فرحم الله من أعان مبتلى والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه أفتونا مأجورين) انتهى. فكان جواب هذا السؤال كتابا مؤلفا من أكثر من ثلثمائة صفحة ، وهو الكتاب المشهور (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) ، فنسأل الله التوفيق والسداد.

وقد سلك هؤلاء الملاحدة مسالك شتى وطرائق قددا في الطعن في الإسلام قديما وحديثا ، لكن من أخبث هذه الطرق على الإطلاق هو التعامل مع الإسلام وأحكامه مجزءا!! ولكي تتضح هذه القضية عندك أخي الكريم دعنا نأخذ هذا المثال: تصور لو أن لك ثلاثة من الولد ، جمعتهم يوما حينما قاربوا من سن العاشرة ، وبينت لهم كيفية التعامل مع أثاث البيت من حيث النظافة والحفاظ عليه..إلخ

مضى عدة أيام فإذا بأحدهم يكسر بعض أواني المطبخ!! فما كان منك إلا ذكرته بحديثك الأول عن الأثاث والحفاظ عليه ، ثم أضفت إلى حديثك الأول بأنه إذا تكرر هذا الفعل سيحرم الفاعل من اللعب في الخارج وسيوضع لبعض الوقت في غرفة لوحده.

مضت الأيام وإذا بنفس الولد الأول يقوم متعمدا بسكب العصير على البساط!! فما كان منك إلا أن وضعته في غرفة لوحده وتركت إخوته يلعبون خارج البيت ، في هذه اللحظة جاءك أحد الأصدقاء زائرا ، فاستقبلته في نفس الغرفة التي بها الولد المحروم ، دخلت إلى بيتك لتحضر لضيفك ما تضيفه به ، فما كان من ضيفك إلا أن سأل إبنك المحروم ، لماذا أنت هنا؟! ولماذا لا تلعب مع أخويك؟! فأجاب الولد المحروم والدي حرمني!! وانتهى الحوار بينهما!!.

خرج الضيف من عندك وقلبه قد ملئ غيظا عليك ، خرج من عندك وهو يعتقد أنك ظالم قاسي القلب..إلخ خرج من عندك وهو يعتقد أن إبنك مظلوم محروم..إلخ فكل هذه الأحكام الجائرة التي أقامها هذا الضيف ناتج عن تجزئة القصة ، فهو استمع إلى مشهد من مشاهد القصة ولم يستمع إلى القصة كاملة

وكذلك فعل الملاحدة مع الإسلام ، و(الملحد الليبي) سلك هذا المسلك ـ كما سنبينه ـ بكل إتقان في مقالاته الفاجرة!! أضف إلى هذا المسلك الجائر فإن هذا (الملحد الليبي) غير مؤتمن في نقله كما سنبينه بالأمثلة لاحقا إن شاء الله، فإنه يأتي للقصة الواحدة أو الموقف الواحد فينقل بعضه ويترك بعض ، ينقل ما يظن أنه يعضد منهجه ، ويضع أصبعه على سائر القصة!! وهذا مسلك سلكه اليهود من قبله.

(فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فاتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على اية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة) رواه البخاري ومسلم.

لا أظن أني بحاجة للتعريف ﺒ (حكيم) فغالب من يكتب اليوم قد عاصر الفترة التي كان يكتب فيها فهو باختصار ليبي (ملحد) أي لا يعترف بأي دين ، يقول (..فلا يوجد دين يستحق أن يبصق الإنسان عليه فضلاً عن أن يموت من أجله) ولما إعترض عليه الأخ صلاح عبد العزيز في إطلاقه لهذه العبارة هذبها!! بقوله (وبصراحة لا يوجد دين يستحق أن يموت الإنسان من أجله)

وزعم هذا (الملحد الليبي) أنه باحث وناقد ومتدبر وصاحب دعوة خلاصتها تخليص الناس من خرافة التدين أيا كان هذا التدين (حقا كان أم باطلا) ، والمتتبع لمقالاته يجد عامتها قائم على تقديس العقل والمنهج العلمي..إلخ يقول في مقاله (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يفكرون):

(..ويحز في نفسي أن يصورني البعض بأني استهزىء بالمقدسات، وذلك ما لا حاجة لي به، وإنما هدفي كباحث أن أدرس الدين من ناحية نقدية، غيرَ عابىءِ بخطوط حَمراء ولا زرقاء ما لم أعلم من رسم هذه الخطوط، ومن أعطاه هذا السلطان على عقلي وتفكيري وغاية مرادي أن يصل القارىء إلى أن يحطم أصنامه، ويُعْمل عقله في ما يطرح عليه، قرآناً كان أم حديثاً، فقهاً كان أم تاريخاً، فيقبل ما وافق عقله ويطرح ما عدا ذلك، ويحطم جدار الخوف، وحري بمن يدعي أن دينه دين العقل أن يرضى بالاحتكام إلى العقل، وبمن يزعم أن دينه يأمره بالتدبر ألا يلعن من يتدبر) انتهى.


وأنا مضطر لأن أعيد ما قلته من قبل بتصرف يسير (إن على الناقد أو الباحث أن يتصف بصفات كثيرة كي يتأهل للبحث والنقد ، منها الصدق وكثرة الإطلاع وتحري الحقيقة والحيادية في تفسير الأحداث..إلخ ومن أهم هذه الصفات على الإطلاق التي يجب أن يتحلى بها الناقد أو الباحث (مسلما كان أوكافرا) الأمانة العلمية ، فمتى ما فقد الناقد أو الباحث هذه الصفة صار عابثا وليس ناقدا أو باحثا!!). واليوم أخي الكريم أريد أن أطلعك على بعض الحقائق التي بها تتعرف على المنهج الذي يعتمده الأستاذ الملحد ، وقبل هذا أريد أن أنبه القارئ الكريم على أمرين مهمين

أولا: سردي لهذه الحقائق لا يعني أني سأرد عليها الأن ، إنما الغرض بيان افتراءات وتلاعب (الملحد الليبي) بالنصوص والحقائق التاريخية ، وهذا لا يمنع من الإشارة إلى بعض الأمور الغرض منها البيان وليس الرد ، وكل ما يتعلق بالرد سيكون في بحثي (الصوارم الحداد في نحور أهل الكفر والإلحاد).

ثانيا: الهدف من عرض هذه الحقائق هو الإستدلال بها على بطلان إدعائه المنهجية العلمية وليس لإبطال شبهاته المزعومة ، وهذا أمر في غاية الأهمية ، ولبيان هذه القضية أقول ، عند عرضنا لهذه الحقائق يجب النطر إليها من الناحية المنهجية العلمية فقط ، دون النظر إلى أهمية ما ننتقده هنا مقارنة بما يقوله في مقالاته ، وبتعبير أوضح ومختصر ، بعد عرضنا لكل حقيقة نسأل السؤال التالي (هل عمل ـ الملحد الليبي ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!!)

والأن إلى الحقيقة الأولى: يقول (الملحد الليبي) في مقاله (تلاشي الأوهام وسقوط الأصنام)


رواية القرطبي
[روى الليث عن يونس عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: قرأ رسول الله –ص- "والنجم إذا هوى" فلما بلغ "أفرأيتم اللات والعزى. ومناة الثالثة الأخرى" سها فقال: (إن شفاعتهم ترتجى) فلقيه المشركون والذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا؛ فقال: (إن ذلك من الشيطان) فأنزل الله تعالى: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي .." الآية) انتهى.


وأنقل لك أخي الكريم كلام القرطبي رحمه الله بدون العملية الجراحية!! التي قام بها الناقد والباحث المتخصص في التزوير وقلب الحقائق!! وأرجو أخي الكريم أن تتأمل ما تحته خط جيدا.

يقول القرطبي رحمه الله (الثالثة : الأحاديث المروية في نزول هذه الآية , وليس منها شيء يصح . وكان مما تموه به الكفار على عوامهم قولهم : حق الأنبياءألا يعجزوا عن شيء , فلم لا يأتينا محمد بالعذاب وقد بالغنا في عداوته ؟وكانوا يقولون أيضا : ينبغي ألا يجري عليهم سهو وغلط ; فبين الرب سبحانهأنهم بشر , والآتي بالعذاب هو الله تعالى على ما يريد , ويجوز على البشرالسهو والنسيان والغلط إلى أن يحكم الله آياته وينسخ حيل الشيطان . روىالليث عن يونس عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " والنجم إذا هوى " [ النجم : 1 ] فلما بلغ " أفرأيتم اللات والعزى . ومناة الثالثة الأخرى " [ النجم : 19 - 20 ] سها فقال : ( إن شفاعتهم ترتجى ) فلقيه المشركون والذين في قلوبهممرض فسلموا عليه وفرحوا ; فقال : ( إن ذلك من الشيطان ) فأنزل الله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " الآية . قال النحاس : وهذا حديث منقطع وفيه هذا الأمر العظيم.) انتهى.

والسؤال الأن هو ، هل عمل ـ الملحد الليبي ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم الأول الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

المحمودي
05-21-2009, 12:44 PM
يقول (الملحد الليبي) في مقاله (فجعلنا عاليها سافلها)
وفي تفسير القرطبي [وقال ابن عباس " وتخفى فى نفسك" الحب لها، و"تخشى الناس"،, أى تستحييهم وقيل تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها ويقولون أمر رجلاً بطلاق امرأته ثم نكحها حين طلقها] [ الجامع لأحكام القرآن: المشهور بتفسير القرطبي] انتهى.


تابع معي أخي الكريم النص الذي أخذ منه هذا الأثر ثم تأمل كلام القرطبي في نهايته ، فإن القرطبي أورد هذا الأثر وغيره ليس لاعتقاد صحته إنما يورده لأنه قول يقول به طائفة من الناس ـ كما هو مبين في المثال الأول ـ الذين سيرد عليهم (القرطبي) في أخر كلامه والذي أخفاه الملحد الليبي!!.


يقول القرطبي رحمه الله (.. وقال ابن عباس: ** وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ } الحبَّ لها. ** وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ } أيتستحييهم. وقيل: تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلتَ طلِّقها، ويقولون أمررجلاً بطلاق امرأته ثم نكحها حين طلقها. ** وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَنتَخْشَاهُ } في كل الأحوال. وقيل: والله أحق أن تستحيي منه، ولا تأمرزيداً بإمساك زوجته بعد أن أعلمك الله أنها ستكون زوجتك، فعاتبه الله على جميع هذا. وروي عن عليّ بن الحسين: " أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيداًيطلق زينب، وأنه يتزوّجها بتزويج الله إياها، فلما تشكّى زيد للنبيّ صلى الله عليه وسلم خُلُقَ زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه أنه يريد طلاقها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية: «اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك» " وهويعلم أنه سيفارقها ويتزوّجها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يرد أن يأمره بالطلاق لِما علم أنه سيتزوّجها؛ وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوّج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشِي الناس في شيء قدأباحه الله له؛ بأن قال: " أَمْسِكْ " مع علمه بأنه يطلّق. وأعلمه أن الله أحق بالخشية، أي في كل حال.

قال علماؤنا رحمة الله عليهم: وهذا القول أحسن ماقيل في تأويل هذه الآية، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماءالراسخين؛ كالزهريّ والقاضي بكر بن العلاء القشيريّ، والقاضي أبي بكر بن العربيّ وغيرهم. والمراد بقوله تعالى: ** وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ } إنما هوإرجاف المنافقين بأنه نَهَى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه. فأماما روي أن النبيّ صلى الله عليه وسلم هَوِي زينب امرأة زيد ـ وربما أطلق بعض المُجّان لفظ عَشِق ـ فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبيّ صلى اللهعليه وسلم عن مثل هذا، أو مستخِفّ بحرمته.) انتهى



فالقرطبي رحمه الله يقول في نهاية كلامه (فأماما روي أن النبيّ صلى الله عليه وسلم هَوِي زينب امرأة زيد ـ وربما أطلق بعض المُجّان لفظ عَشِق ـ فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبيّ صلى اللهعليه وسلم عن مثل هذا، أو مستخِفّ بحرمته).


والسؤال الأن هو ، هل عمل ـ الملحد الليبي ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم الثاني الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.



وأنا أخي الكريم لا أريد أن أحاكم أقوال وأفعال هذا الملحد إلى الضوابط التي وضعها علماؤنا كالبخاري وغيره ، فإن أئمتنا عليهم رضوان الله يعدون خوارم المروءة مانعا من قبول رواية الراوي فكيف بالتزوير والتلاعب الذي تراه أمامك ، ولو وجد أئمتنا هذا الملحد يرعى الإبل لإمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل لربما توقفوا عن قبول روايته(الإمام أحمد).


واختيارنا لجامعة كامبردج ـ ولست أعني جامعة كامبردج تحديدا ، إنما أردت أن أرمز لمراكز البحوث الغربية عموما والتي من أعرقها بلا شك جامعة كامبردج ـ أنها تعتبر من الألهة التي يعبدها هذا وأمثاله ، ولذلك نحن نرى في ديننا أن هذا الفعل المشين ما هو إلا تزوير وتدليس وصاحبه ترد روايته وشهادته ولا كرامة ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يطلق على إنسان هذا حاله ناقدا أو باحثا..إلخ ، فإن كان في دينه يطلق على صاحب مثل هذه الإنتهاكات باحثا أو ناقدا فليعرض هذه المخازي على جامعة كامبردج وليأتنا بعد ذلك بقولهم!!.



وهنا أيضا أجدني بحاجة أن أعيد قصة سبق وأن كتبتها من قبل (حدثني ممن أثق في روايته أن طالبا عربيا قدم بحثا في إحدى الجامعات البريطانية ، وقد قام هذا الطالب في بحثه بعدة إقتباسات من بحوث أخرى دون أن يعزو تلك الإقتباسات إلى مصادرها ـ والذي حدثني بهذه القصة يقول أن هذا الطالب غير قادر حتى على كتابة رسالة عادية باللغة الإنجليزية!! ـ فلما قدم ذاك الطالب بحثه إلى مشرفه إعترض المشرف على البحث وطلب من الطالب أن يوثق بحثه توثيقا جيدا ، فما كان من الطالب إلا أن أصر على أن هذا البحث كله مما صنعت يداه (عناد عرب!!) فشكلت لجنة لدراسة الشكوى التي تقدم بها الطالب العربي!! وبعد دراسة الموضوع تقرر فصل الطالب من الجامعة!! مع إرسال توصية إلى وزارة الهجرة والجوازات بعدم منحه تأشيرة دخول إلى بريطانيا لمدة خمس سنوات!!!.)

عمر الأنصاري
05-21-2009, 01:02 PM
هذه المقالات قد انتهيت من 15 حلقة في الرد على هذا الملحد فأحببت أن أنشرها في أكبر نطاق ممكن حتى يتم فضح هذا الملحد

نعم أيها الفاضل، أن يتم الرد عليه في المنتديات الإسلامية خير من حوار السُفَّه والمنخنقة وما أكل السبع

أسجل متابعتي لموضوعك ووفقكم الله لكل خير

المحمودي
05-21-2009, 02:33 PM
جزاك الله خيرا ايها المحمودي وبارك بك وبعملك وقلمك
ماهذا الحكيم الذي خرج عن جادة العقل والصواب اعوذ بالله من شر يردي به نفسه وهلاك يصبه على راسه بيديه
جزاك الله خيرا وصحبك من الموحدين اصحاب السيوف الكلامية المسلولة
وسدد رميكم واعانكم على دحر هؤلاء العصاة ونسال الله الهداية للجميع
تحياتي ايها الاخ الفاضل

جزاك الله خيرا أخت مسلمة وبارك الله فيك

أشكرك أخي أبو عمر لاهتمامك ومتابعتك للموضوع

مجرّد إنسان
05-21-2009, 05:44 PM
إلحاقا للنظير بالنظير...أرفق هذا الاقتباس :


أخي الكريم : لو بحثت في أسانيد تلك الروايات لوجدتها تدور ما بين معضل وسند فيه كذاب ومتروك، إنها أسانيد لا تقوم لها قائمة، ولولا خشية الإطالة لأوقفناك على كل واحد منها مع بيان أسباب ردّها.

ويكفيك في هذا المقام ما قاله الإمام ابن العربي بعد أن ذكر ملخص هذه الروايات ، و بين عصمة النبي صلى الله عليه وسلم : هذه الروايات كلها ساقطة الأسانيد . أحكام القرآن (3/1543 ، وما قاله الإمام ابن بعد أن ذكر الروايات الصحيحة : و وردت آثار أخرى أخرجها ابن أبي حاتم والطبري و نقلها كثير من المفسرين لا ينبغي التشاغل بها . فتح الباري (8/524) .

وبعيداً عن النظر في سقوط هذه الروايات من جهة السند، فإن القليل من النظر في متونها كافٍ في إبطال هذه الروايات، يتبيّن ذلك من خلال الآتي :

أولا : نسبت بعض الروايات أن زيد بن حارثة رضي الله عنه كان غائبا في تلك الحادثة، وجاءت روايات أخرى تذكر أنه كان في البيت وقتها طريح الفراش من أثر المرض، فكيف يكون زيد غائباً و مريضاً في فراشه في وقت واحد .؟!

ثانيا : في الروايات اضطراب لا يخفى، فبعضها ينسب لزينب أنها خرجت إليه، وأخرى بأنه عليه الصلاة والسلام كان واقفاً بباب زيد فرفعت الريح ستر الشعر فرآها فأعجبته

ثالثا : زينب رضي الله عنها هي ابنة عم النبي – صلى الله عليه وسلم – ويعرفها منذ صغره، وهو عليه الصلاة والسلام الذي زوّجها لزيد، ألم يُدرك جمالها إلا بعد كلّ هذا العمر؟ أترى لو كان طلبها لنفسه هل كان يمنعه من زواجه بها شيء؟

رابعا : أيُعقل أن يشير النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى زيد بشيء يدلّ زيداً على تطليق امرأته، وهو عليع الصلاة والسلام الذي نهى عن أن يخبب الرجل امرأة غيره عليه ؟ أفيعمل ما قد نهى أمته عنه ؟! فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا ) أبو داود ( برقم 5170) بسند صحيح .

وفوق ذلك كله أيعقل أن يعاتبه الله -كما تقول هذه الروايات- على إخفاء حبّه لزينب عن الناس و لم يعلن أنه يحب زوجة زيد ، وأنه يود لو طلقها ليتزوجها ؟ تَصَوّرٌ مثل هذا كاف في ظهور بطلان هذه الروايات .

خامساً : كيف لو علمت أن الروايات الصحيحة الموثوقة ذكرت شيئا بعيداً عن هذ كلّه، فالذي يخفيه صلى الله عليه وسلم هو ما أعلمه ربه أنه ستصبح زوجة له ، و الذي يخشاه هو مقولة الناس إنه تزوج حليلة من كان يدعى إليه .

ورحم الله الشيخ محمد رشيد رضا إذ يقول : وللقصاص في هذه القصة كلام لا ينبغي أن يجعل في حيز القبول ، و يجب صيانة النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الترهات التي نسبت إليه زوراً و بهتاناً . محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ص 275)

المحمودي
05-21-2009, 06:09 PM
بارك الله فيك أخي مجرد إنسان على هذه الفوائد ، وعلى كل حال هذا الملحد له استدلالات وكلام خطير لا يتوقف عند الإستدلال بالأحاديث الضعيفة فقط ، كما سنبينه إن شاء الله

المحمودي
05-21-2009, 06:13 PM
يقول (الملحد) في مقاله (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يفكرون):

(..أما عن السلوك الإنساني الحضاري للهداة الفاتحين فيكفيني أن أنقل لك هذه الحادثة من كتاب البداية والنهاية لابن كثير:


"..فاجتمعوا بمكان يدعى أليس .. وقال خالد : اللهم لك على إن منحتنا أكتافهم ألا استبقى منهم أحداً، حتى أُجرِى نهرهم بدمائهم. ثم إن الله منح المسلمين أكتافهم فنادى منادي خالد: الأسر الأسر .. فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً ، ووكل بهم رجال يضربون أعناقهم في النهر. ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ، ثم يطلبهم في الغد ، وكلما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النهر. وكان قد صرف ماء النهر إلى وضع آخر. فقال بعض الأمراء: إن النهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء فيجري بها فتبر بيمينك . فأرسله فسال النهر دماً عبيطاً فسمي نهر الدم إلى اليوم ، فدارت الطواحين بذلك الماء المختلط بالدم العبيط ما يكفي المعسكر بكماله ثلاثة أيام ، وبلغ عدد القتلى السبعين ألفاً.."

فهذا الصحابي الجليل يفعل ذلك، ومن حوله من الصحابة ينصحونه باجراء النهر حتى يبر يمينه ولم يهتموا للبشر الذين جاءوا لهدايتهم أن يعرضوا عليهم الإسلام على الأقل..) انتهى.

هل ترى أخي الكريم تلك النقاط التي بين (الأسر الأسر.. فأقبلت الخيول)؟!! تلك النقاط شاهد على منهجية الأستاذ الملحد في كيفية التعامل مع النصوص!! تابع أخي الكريم القصة كما هي من مصدرها ثم نبين الجناية التي إرتكبها هذا الملحد بشأن هذه الحادثة:


يقول ابن كثير رحمه الله (..ثمَّ كانت وقعة أليس في صفر أيضاً، وذلك أنَّ خالداً كان قد قتل يوم الولجةطائفة من بكر بن وائل من نصارى العرب ممَّن كان مع الفرس، فاجتمع عشائرهموأشدَّهم حنقاً عبد الأسود العجلي، وكان قد قتل له ابن بالأمس، فكاتبواالأعاجم فأرسل إليهم أردشير جيشاً فاجتمعوا بمكان يقال له‏:‏ ألّيس،فبينما هم قد نصبوا لهم سماطاً فيه طعام يريدون أكله إذ غافلهم خالدبجيشه، فلمَّا رأوه أشار من أشار منهم بأكل الطَّعام وعدم الاعتناء بخالد،وقال أمير كسرى‏:‏ بل ننهض إليه فلم يسمعوا منه، فلمَّانزل خالد تقدَّم بين يدي جيشه ونادى بأعلى صوته لشجعان من هنالك منالأعراب‏:‏ أين فلان، أين فلان، فكلُّهم تلكأوا عنه إلا رجلاً يقال له‏:‏مالك بن قيس من بني جذرة فإنَّه برز إليه‏.‏
فقال له خالد‏:‏ يا ابن الخبيثة ما جرَّأك عليّ من بينهم، وليس فيك وفاء، فضربه فقتله، ونفرت الأعاجم عن الطَّعام، وقاموا إلى السِّلاح، فاقتتلوا قتالاًشديداً جداً والمشركون يرقبون قدوم بهمن مدداً من جهة الملك إليهم، فهم فيقوة وشدة، وكلب في القتال، وصبر المسلمون صبراً بليغاً‏.‏ وقال خالد‏:‏ اللَّهم لك علي إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدرعليه حتى أجري نهرهم بدمائهم، ثمَّ إنَّ الله عزَّ وجلَّ منح المسلمينأكتافهم، فنادى منادي خالد الأسر الأسر لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر،فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً، وقد وكَّل بهم رجالاً يضربونأعناقهم في النَّهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعدالغد، وكلَّما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النَّهر وقد صرف ماء النَّهر إلىموضع آخر، فقال له بعض الأمراء‏:‏ إنَّ النَّهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدَّم فيجري معه فتبرَّ بيمينك، فأرسله فسال النَّهر دماًعبيطاً فلذلك سمِّي نهر الدَّم إلى اليوم، فدارت الطَّواحين بذلك الماءالمختلط بالدَّم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيَّام، وبلغ عددالقتلى سبعين ألفاً..) انتهى.

فتأمل أخي الكريم في قول خالد رضي الله عنه (لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر) أين هو في رواية الملحد؟!! الأمر ببساطة لم يعجبه فشطبه!!.

وأنا أريد من القارئ الكريم أن يتأمل بين هذا المنهج الذي يسلكه هذا الملحد وبين منهج علمائنا مع الروايات التي دونوها في كتبهم ، فإن في بعض الروايات كفر صريح وبعضها طعن في الصحابة وبعضها في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم..إلخ ومع ذلك نقلوها بكل أمانة وثقة وذلك لإيمانهم بأن الله يراقب أعمالهم!! وبعد ذلك يعلقون عليها بما يرونه صوابا ، إما أن يقال قصة مكذوبة أو موضوعة وعلتها فلان الكذاب..إلخ

أو يقال في بداية الكتاب أن الروايات لا يشترط فيها الصحة وغير ذلك كما مر معنى في الحلقة الأولى في قصة (إن شفاعتهم ترتجى) التي ذكرها القرطبي ثم بين بطلانها أما هذا الملحد فلا هو يؤمن بالله ولا باليوم الأخر ولا هو سلك المنهج العلمي الذي أعتمده الغرب ، والحقيقة وللإنصاف أن كثيرا من المؤسسات العلمية الغربية تترفع عن مثل هذه السفاسف التي امتهنها (الملحد ) لنقد الروايات ، كما مر معنا في قصة الطالب العربي في الحلقة الماضية ، وكما سيأتي في هذه الحلقة.

ويضاف إلى الكذب والتدليس الأول أن رواية الملحد تقول (..فاجتمعوا بمكان يقال له‏:‏ ألّيس... وقال خالد‏:‏ اللَّهم لك علي إن منحتنا أكتافهم..) انتهى. فالقارئ لهذه القصة ـ على حسب رواية الملحد ـ لا يدري من هم هؤلاء المجتمعون؟!! أهم رجال ونساء وأطفال؟!! أم هم أناس أبرياء؟!! هل عرض عليهم الإسلام أم لا؟!! مع أن الملحد يؤكد ـ كذبا وزورا ـ في نهاية روايته أنه لم يعرض عليهم الإسلام!!.

ولا نعرف لماذا إجتمعوا ولا أين إجتمعوا هل في بيوتهم أم في نواديهم أم في قصر الملك..إلخ لا نعرف من رواية الملحد إلا أن هناك أناس قد إجتمعوا في مكان ما ، فقال خالد‏:‏ اللَّهم لك علي إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدرعليه حتى أجري نهرهم بدمائهم ، ثم أجرى النهر بدمائهم!!! والحقيقة إنها فعلا صورة مأساوية جدا لو كانت بهذه الشاكلة!!.

دعنا أخي الكريم نتأمل القصة جيدا ونقرأها دون خوف ولا وجل مسبقا من الإنتساب إلى أسلافنا ، فليس في تراث أسلافنا ـ الصحيح منه ـ ما يستحى منه فكله نور على نور اللهم إلا ما يعتري البشر من الخطأ والزلل الذي لا ينفك منه أحد ، وقد وهبنا الله ـ المسلمين ـ عقولا نتأمل بها ونتدبر ما حولنا خلافا لمن ظن أننا لا نملك عقولا للتفكير.

أذكرك أخي الكريم بأمر مهم أرجو أن لا تغفل عنه إطلاقا ، وهذا الأمر هو (وقدسلك هؤلاء الملاحدة مسالك شتى وطرائق قددا في الطعن في الإسلام قديما وحديثا ، لكنمن أخبث هذه الطرق على الإطلاق هو التعامل مع الإسلام وأحكامه مجزءا!!)انتهى.

وذلك أن هؤلاء الملاحدةيستلون أية أو حديثا أو حكما شرعيا أو حدثا تاريخيا..إلخ من سياقه ، ثم يقيمون أحكامهم الجائرة علىتلك الأية أو الحديث أو الحدث التاريخي دون النظر إلى سائر الأيات والأحاديث التي لها علاقة بتلك الأية أوذاك الحديث. ودعنا أخي الكريم نأخذ القصة من أولها ، وأنا أنصحك وأرجوك أن تقرأها كاملة من الملحقات المرفقة ـ سأرفقها في المشاركة القادمة إن شاء الله ـ وأرجو أن لا تسثقل طولها ، فإن أحدنا لو سبت أمه لما نام الليل ولأقام الدنيا وما أقعدها ، فكيف وقد سب ربنا جل جلاله ووصف بأبشع الأوصاف ، وسأطرح القصة في النقاط التالية:

1. خليفة المسلمين (القائد الأعلى للقوات الإسلامية) الصديق الأكبر يصدر أوامره للجيش بالتحرك نحو العراق قائلا (..لمَّافرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث إليه الصِّديق أن يسير إلى العراق وأنيبدأ بفرج الهند، وهي الأبلة، ويأتي العراق من أعاليها وأن يتألَّفالنَّاس ويدعوهم إلى الله عزَّ وجلَّ فإن أجابوا وإلاأخذ منهم الجزية،فإن امتنعوا عن ذلك قاتلهم، وأمره أن لا يكره أحداً على المسير معه، ولايستعين بمن ارتدَّ عن الإسلام وإن كان عاد إليه، وأمره أن يستصحب كل امرئمرَّ به من المسلمين، وشرع أبو بكر في تجهيز السَّرايا والبعوث، والجيوش،إمداداً لخالد رضي الله عنه).

2. قائد الجيش (خالد بن الوليد) يتحرك نحو العراق مستصحبا أوامر قائده (وهي أوامر ربانية وسنن نبوية سيأتي الحديث عنها في موطن أخر) حتى وصل إلى الحيرة (..ثمَّ أقبل حتى نزل الحيرة فخرج إليه أشرافها مع بيصة بن إياس بن حيَّة الطَّائيّ وكان أمَّره عليها كسرى بعد النُّعمان بن المنذر، فقال لهم خالد‏:‏ أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام فإن أجبتم إليه فأنتم من المسلمين لكم ما لهم وعليكم ماعليهم، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد أتيتكم بأقوام هم أحرص على الموتمنكم على الحياة جاهدناكم حتى يحكم الله بيننا وبينكم ، فقال له قبيصة‏:‏ مالنا بحربك من حاجة بل نقيم على ديننا ونعطيكم الجزية‏ ، فقال لهم خالد‏:‏ تباً لكم إنَّ الكفر فلاة مضلة، فأحمق العرب من سلكها..‏) انتهى.

لاحظ أخي الكريم أن خالدا دعاهم إلى الإسلام فرفضوا فلم يأخذهم للنهر الدموي!! لأنهم إختاروا الجزية ، وحتى إذعانهم للجزية لم يرتضيه لهم خالد فقال (..تباً لكم إنَّ الكفر فلاة مضلة، فأحمق العرب من سلكها..‏) ولكنهم إختاروا الجزية ، وفي هذا رد على النظرية (المؤامرة) القائلة بأن المسلمين ليس لهم هم من الفتوح إلا المتاع ، والدليل ما ترى أخي الكريم!! ولو أسلموا لوجب على خالد رضي الله عنه أن يوفر لهم الحماية ولزمه أن يقاسمهم ماله!!!بدليل قوله فأنتم من المسلمين لكم ما لهم وعليكم ماعليهم فتأمل.

وهنا لابد من وقفة سريعة على موضوع الجزية
3. الأمر الأول أن الجزية تفرض على من هو قادر على حمل السلاح من الرجال فقط ، ولا تفرض على النساء والأطفال والشيوخ ، بل من كان من هؤلاء عاجزا دفعت له الدولة الإسلامية من بيت المال ما يكفيه ، وسنأتي بالأدلة في موطنها ، الأمر الثاني أن هذه الجزية مقابل الحماية ، أي هؤلاء الناس الذين اختاروا الجزية وجب على الدولة الإسلامية حمايتهم من أن يعتدي عليهم أحد ولو إجتمع من بأقطارها وإذا عجز الجيش الإسلامي عن الدفاع عنهم وجب إرجاع الأموال لهم ، الأمر الثالث أن هذه الجزية قيمتها زهيدة جدا ، ولا أظن أن الملاحدة ـ وكثير من المسلمين ـ يعرفون هذه الحقائق قبل اليوم وسنفصل الكلام في موطنه إن شاء الله. يقول سير توماس آرنولد ـ ستأتي ترجمته قريبا إن شاء الله ـ نقلا عن كتاب قالوا عن الإسلام(.. لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام الطوائف من غير المسلمين على قبول الإسلام، أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي. ولو اختار الخلفاء تنفيذ إحدى الخطتين لاكتسحوا المسيحية بتلك السهولة التي أقصى بها فرود وإيزابلا دين الإسلام من إسبانيا، أو التي جعل بها لويس الرابع عشر المذهب البروتستانتي مذهبًا يعاقب عليه متّبعوه في فرنسا أو بتلك السهولة التي ظل بها اليهود مبعدين عن إنكلترا مدة خمسين وثلاثمائة سنة. وكانت الكنائس الشرقية في آسيا قد انعزلت انعزالاً تامًا عن سائر العالم المسيحي الذي لم يوجد في جميع أنحائه أحد يقف إلى جانبهم باعتبارهم طوائف خارجة عن الدين. ولهذا فإن مجرد بقاء هذه الكنائس حتى الآن يحمل في طياته الدليل القوي على ما قامت عليه سياسة الحكومات الإسلامية بوجه عام من تسامح نحوهم..).

4. استمر الجيش الداعي إلى الله!! المسير ، صلاة وقيام ودعوة (..وقد كان مع نائب كسرى على الحيرة ممَّن وفد إلى خالد عمرو بن عبد المسيحبن حيان بن بقيلة وكان من نصارى العرب...ثمَّ دعاهم إلى الإسلامأو الجزية أو القتال فأجابوا إلى الجزية بتسعين، أو مائتي ألف كماتقدَّم‏)انتهى.

5. استمر الدعاة الفاتحين في المسير ـ لاحظ أخي الكريم أنه لا يوجد دماء ولا سبايا إلى هذه اللحظة ـ وأرجو أن تنتبه لهذا أخي الكريم حتى نعرف حقيقة أؤلئك (المجتمعون في أليس) يقول ابن كثير (..ثمَّ بعث خالد ابن الوليد كتاباً إلى أمراء كسرى بالمدائن، ومرازبته، ووزرائهكما قال هشام بن الكلبي‏:‏ عن أبي مخنف، عن مجالد، عن الشعبي قال‏:‏أقرأني بنو بقيلة كتاب خالد بن الوليد إلى أهل المدائن‏:‏ من خالد ابنالوليد إلى مرازبة أهل فارس، سلام على من اتَّبع الهدى، أمَّا بعد فالحمدلله الذي فضَّ خدمكم، وسلب ملككم، ووهن كيدكم، وإنَّ من صلَّى صلاتناواستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم الذي له مالنا وعليه ما علينا،أمَّا بعد فإذا جاءكم كتابي فابعثوا إليَّ بالرَّهن واعتقدوا منِّي الذِّمة، وإلا فوالذي لا إله غيره لأبعثنَّ إليكم قوماً يحبُّون الموت كماتحبُّون أنتم الحياة، فلمَّا قرؤوا الكتاب أخذوا يتعجَّبون‏) انتهى. لاحظ أخي الكريم الدعوة إلى الله قبل كل شيئ‏.

6. استمر الحال بهذه الطريقة إلى أن وصلوا إلى مدينة (هرمز) وكان شيطانا رجيما (..فكتب إليه خالد فبعث هرمزبكتاب خالد إلى شيرى بن كسرى، وأردشير بن شيرى، وجمع هرمز، وهو نائب كسرىجموعاً كثيرة وسار بهم إلى كاظمة، وعلى مجنبتيه قباذ وأنوشجان - وهما منبيت الملك - وقد تفرَّق الجيش في السَّلاسل لئلا يفرُّوا..) انتهى.

لاحظ أخي الكريم أن كتاب خالد وصل إلى كل فارس حتى أوصلوه إلى ملكهم (شيرى بن كسرى) ولاحظ أن هرمز إختار القتال وجمع الجموع فقاتلهم خالد دون غيرهم والدليل الأتي:

7. (ولم يكن خالد يتعرَّض للفلاحين - من لم يقاتل منهم - ولا أولادهم،بل للمقاتلة من أهل فارس‏). وقوله (..وأقام خالد هناك حتى قسَّم أربعةالأخماس وسبى ذراري من حصره من المقاتلة دون الفلاحين، فإنَّه أقرَّهم بالجزية‏).

8. ‏فإذا الذين قتلهم خالد رضي الله عنه المحاربين دون غيرهم وهؤلاء المحاربون قد امتلأت قلوبهم غيظا لأنهم هزموا في المعارك التي قبلها كما هو مبين في الملحقات ، ثم أضف إلى ذلك أن هؤلاء المحاربين ينتظرون مددا أخر ، وبالتالي فقد أصاب الجيش الإسلامي كرب شديد من هذا القتال ، في هذه الظروف نذر خالد نذره المعروف.

وعلى كل حال أسير المعركة في الإسلام له أحكام ليس هذا مكان بسطها ، ولكن من بينها إما أن يمن عليه ويطلق سراحه ، أو يفادى ، أويقتل وهذه الإمور متروكة إلى قائد المعركة هو الذي يقرر هذا الأمر ، ولاشك أن خالدا يقاتل في أرض فارس فلو أبقاهم لربما انقلبوا عليه ، أضف إلى ذلك أن عددهم كبير جدا وبالتالي سيرهقوا الجيش الإسلامي من حيث الخدمة والحراسة..إلخ.

وأرجو من الإخوة القراء أن لا ينشغلوا بتفاصيل هذه القصة عن السؤال المهم الذي من أجله سردنا هذه القصة ، وذلك أن الملحد أورد هذه القصة ليبين لنا وحشية المسلمين وذكر في قصته أنهم لم يعرض عليهم حتى الإسلام ، والسؤال هو هل القصة التي أوردها (الملحد ) هي نفس القصة التي أوردها ابن كثير ، وهل عمل ـ الملحد ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم الثالث الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.


سير توماس آرنولد من كبار المستشرقين البريطانيين. صاحب فكرة كتاب (تراث الإسلام) الذي أسهم فيه عدد من مشاهير البحث والاستشراق الغربي. وقد أشرف آرنولد على تنسيقه وإخراجه. تعلم في كمبردج وقضى عدة سنوات في الهند أستاذًا للفلسفة في كلية عليكرة الإسلامية. وهو أول من جلس على كرسي الأستاذية في قسم الدراسات العربية في مدرسة اللغات الشرقية بلندن. وصفه المستشرق البريطاني المعروف (جب) بأنه "عالم دقيق فيما يكتب، وأنه أقام طويلاً في الهند وتعرف إلى مسلميها، وأنه متعاطف مع الإسلام، وكل هذه أمور ترفع أقواله فوق مستوى الشهادات" (دراسات في حضارة الإسلام ص244).

ذاع صيته بكتابيه: (الدعوة إلى الإسلام) الذي ترجم إلى أكثر من لغة، و(الخلافة). كما أنه نشر عدة كتب قيمة عن الفن الإسلامي) انتهى.

وكما ترى أخي الكريم أنصفنا النصارى وأجحفنا وظلمنا المرتدون الذي ولدوا من أبوين مسلمين!!.

المحمودي
05-21-2009, 06:18 PM
http://www3.0zz0.com/2009/05/21/15/537487614.jpg

المحمودي
05-21-2009, 06:20 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/21/15/981262299.jpg

المحمودي
05-21-2009, 06:22 PM
http://www8.0zz0.com/2009/05/21/15/725592494.jpg

المحمودي
05-21-2009, 06:28 PM
http://www4.0zz0.com/2009/05/21/15/892414352.jpg

المحمودي
05-21-2009, 06:30 PM
http://www8.0zz0.com/2009/05/21/15/991795645.jpg

المحمودي
05-21-2009, 06:32 PM
يقول (الملحد) في مقاله (إفلاس الطبري وانتحار ابن كثير)
(..واذا نظرنا الى رواية ابن سعد في طبقاته فالقصة أكثر مأساوية [حدثنا القاسم بن أبي بزة أن النبي بعث إلى سودة بطلاقها فلما أتاها جلست على طريقه الى بيت عائشة فلما رأته قالت أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني؟ ألموجدة وجدتها في؟ قال لا قالت فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبي وقالت فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة] )انتهى.




هل ترى أخي الكريم ذاك القوس المنتصب بعد قوله (..قد جعلت يومي وليلتي لعائشة] هذا القوس تختفي خلفه جريمة علمية أيضا ، وقبل أن أطلعك عليها أخي الكريم أريد أن أنبه إلى أمر مهم ، وهو أن هذا الملحد قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال منه هدا ، حيث زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد إغتصب عائشة رضى الله عنها وأن ليس بينهما حب ومودة بل أنكر أن عائشة أفرحها هذا الزواج وغير ذلك من الكلام الساقط ، يقول (الملحد ) في مقاله (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يفكرون!!):

(..ثم زعم أخونا عبدالرحمن القحفلي أن زواج عائشة أفرحها وأفرح أباها، وهذا لعمري من تخرصاته، فكيف عرف ذلك؟..) انتهى.
فهو الأن بين أمرين ، وجد رواية ـ وسنتكلم عن الرواية في موطنها المناسب ـ تخذمه من جهة وتضره من جهة أخرى ، فبكل أمانة علمية ومنهجية راقية قطع عنق باقي الرواية التي لا تناسبه ، وقدم الباحث والناقد للقارئ الكريم تراثا مشوها وهذه هي الرواية كاملة أخي الكريم:
أخبرنا مسلم بن إبراهيمحدثنا هشام الدستوائي حدثنا القاسم بن أبي بزة أن النبي صلى الله عليهوسلم بعث إلى سودة بطلاقها لما أتاها جلست على طريقه بيت عائشة فلما رأته قالت أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني الموجدةوجدتها في قال لا قالت فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت ولاحاجة لي في الرجال ولكني أحب أن أبعث في نسائك يوم القيامة فراجعها النبيصلى الله عليه وسلم قالت فإني وقد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هل تبين لك الفرق أخي الكريم؟! أين قول سودة رضي الله عنها (حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.) في رواية (الملحد)؟!! أخفتها أصابع الغدر وخفافيش الظلام ، وقولها (حبة رسول الله..) أي حبيبة رسول الله ووالله الذي لا إله غيره ما كنت أتصور يوما في حياتي أني سأكتب دفاعا عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه أو حبهم له وخاصة عائشة رضي الله عنها!!! هل يحتاج الإنسان أن يقول للناس هاهي الشمس في كبد السماء؟!!

ثم هناك إشارة أخرى في هذه الرواية وهي لماذا إختارت سودة أن تهب يومها لعائشة دون غيرها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟!! والجواب أن حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وحبها له ظاهر لا يخفى على أحد!! إلا على (الملحد ) وملحقاته!!.

والسؤال الأن هو هل عمل ـ الملحد الليبي ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم الرابع الذي نغرزه في نحر هذا الملحد. يتبع

المحمودي
05-21-2009, 06:34 PM
اقتحم علينا (حكيم) حصوننا عبر موقع (ليبيا وطننا) وعاث في الأرض فسادا ، فما ترك شيئا مقدسا إلا شتمه وسبه بطريقة ـ علم الله ـ ما رأت عيني ولا سمعت أذني مثلها ، والحقيقة أنني ما كنت أعرف عن هذا الإنسان شيئا قبل أن أطلع على مقالاته التي بعثها أحدهم من مرقدها وتصدرت الموقع قبل شهر من الأن تقريبا، وذلك أنني لم أكن أتابع هذه الصفحة في تلك الفترة التي كان يكتب فيها (حكيم) ـ بدأت في الكتابة والمتابعة في هذه الصفحة تقريبا في نهاية 2007 ـ إلا أنني سمعت من بعض الإخوة أن هناك من يكتب في هذه الصفحة ممن يطعن في الدين ، فوقع في خلدي أن هذا الطعن من طرف خفي!!. إلا أنني لما صرت أتابع تبين لي أن هناك من لا يكتب إلا لهذه المهمة (الطعن في الدين)...

(حكيم) يختلف عن غيره ، وذلك أنه صاحب مشروع متكامل ـ فيما يزعم ـ يبدأ من الطعن في الله جل جلاله وفي حكمته وعدله واتهامه بالظلم والقسوة..إلخ ومرورا بالطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاء بالطعن في الإسلام وأحكامه ناهيك عن الأنبياء والمرسلين والملائكة..إلخ

يقول في مقاله (خواطر وردود)
(..لدي تحفظات كثيرة على ما ذكره من مفهوم العدالة الالهية والرحمة اللذين هما أساس الكمال المطلق، ومناسبة مطاليب الدين لكل زمان ومكان فيما سماه بالديمومة، وأنا أطعن في جميع هذه المزاعم وسقت بعض الأدلة وأستطيع سوق المزيد ولكني سأتوقف لعدم يقيني من فهم مراده على وجه كاف فلعله أن يوضحه في مقالاته التالية.

- قوله (من يعترض فعليه العودة الى صوابية الدين نفسه، اما من حيث المرسل ووجوده وصفاته واما من حيث علاقة الرسول بالمرسل وصحة هذه العلاقة وهذا مالم أفهم من حكيم المطالبة به) وهذا غير صحيح تماماً إذ أنني طعنت في صفات هذا المرسِل إذ اتهمته بالعبث والظلم والقسوة والمحاباة، كما طعنت في مفهوم النبوة وصحة الرسالة وطعنت في سماوية النص، وأقول هذا للتوضيح وليس لأجبره على أن يرد وأترك هذا لتقديره) انتهى.


وهذه كما ترى أخي الكريم دعوى لا يستطيع الإنسان أن يقول عنها كبيرة!! فاللفظ لا يكفي ولا يعبر عن المراد ، فلو قال قائل أن سيارة (BMW) أفضل من سيارة (Mercedes) مع أن هذه القضية لا يترتب عليها ما يترتب على كلام (حكيم) أعلاه ـ وأعوذ بالله أن أشبه بين الأمرين ، لكن لابد من تقريب الصورة ـ فينظر في هذا القائل فإن كان من السوقة وأشباههم فلا ينظر إليه فكلامه يمر كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، وإن كان من الباحثين المهتمين في هذا المجال وكلامه له وزن في هذه القضية ، فكلامه هذا سيمر على سلسلة طويلة جدا من الباحثين والناقدين ليتأكدو من صحة هذا الكلام ، ومما لا يشك فيه عاقل أن الأمر الأهم في هذا البحث هو النظر إلى المنهجية والألية التي إعتمدها ذاك الباحث في مقولته تلك، فإن كانت المنهجية قائمة على أسس صحيحة نظروا إلى ما بعدها ، وإن كانت المنهجية غير قائمة على أسس صحيحة ضربوا بكلامه عرض الحائط ، أضف إلى ذلك أن هذا الباحث سيفقد صلاحيته العلمية نهائيا وإلى الأبد!! ولو عاد للكلام في هذا المجال لرموه بالبيض الفاسد!! ليس لأنه وصل إلى نتائج خاطئة كلا ولكنه إعتمد ألية ومنهجية في البحث والنقد خاطئة

وهذا بالضبط أخي الكريم الذي نريد أن نتأكد منه قبل الإنطلاق لمناقشة (أطروحات ـ ولا أريد أن أقول شبهات حتى يأخذ الكلام طابع العلمية والمنهجية) الأستاذ (حكيم) فإنني حينما تأملت في كتابات (حكيم) حاولت جاهدا من خلال مقالاته أن أعرف معالم شخصيته ـ ولا أعني بطبيعة الحال أن أعرف إسمه أو لونه أو أين يسكن أو هل هو ليبي أم مصري؟!!..إلخ كل هذا لا يعنيني في قليل ولا كثير ، ولا أنصح أي أخ في مثل هذه النقاشات بتتبع مثل هذه الأمور ، ولكن الذي أبحث عنه هو معرفة شخصيته العلمية ومن أي أرضية ينطلق ، هل ينتمي إلى الديانة اليهودية؟! أم النصرانية؟! ، أم البوذية؟! أم الهندوسية؟!!..إلخ

فتبين لي أنه لا ينتمي إلى كل ماسلف ووجدته ينتمي إلى العقل والمنطق والمنهج!!. وتحديد (الشخصية العلمية) في الحوارات والنقاشات والردود مهم جدا ، فحكيم مثلا يعرف أن القرءان والسنة وعمل النبي صلى الله عليه وسلم حجة على كل مسلم ، وبالتالي أغرقنا بالأحاديث ـ الصحيح منها والسقيم!! ـ ليحتج بها علينا ، ولكن إذا أردنا أن نحتج عليه فبأي شيئ سنحتج؟!! فلو قلنا له في (الإنجيل) يوجد كذا وكذا قال ببساطة!! أنا لست نصرانيا حتى تحتج علي بالإنجيل ، وإذا قلنا له في (التلموذ) يوجد كذا وكذا قال ببساطة!! أنا لست يهوديا حتى تحتج علي بالتلموذ ، وإذا قلنا له في (الكتاب الأخضر) يوجد كذا وكذا قال ببساطة!! أنا لست ثوريا حتى تحتج علي بالكتاب الأخضر وهكذا.

ويبدو أن (حكيما) كان منتبها لهذا الأمر!! فقد فر منه مرارا في مقالاته يقول:

(..سؤاله الثاني: قال أنه يحتاج هذا السؤال كي يكون فكرة عن طريقة تفكيري وهذا ليس من العدل، فأنا لم أطلب منه مثلاً أن يدلني على طريقة تفكيره! ولتكن طريقة تفكيري ما تكون فمن الذي جعل هذا شرطاً للحوار؟ ومع ذلك فقد أجاب عن السؤال بنفسه قائلاً أنه سيسهل على الإجابة إذ أنه يعرفها، فلن أكررها اختصاراً للوقت. وهو كباحثٍ شرعي ملزمٌ أكثر من غيره بإقامة الحجة على الناس من يهود ونصارى ومجوس وعباد بقر وملحدين ولا أدريين، فليعدني أياً من هؤلاء وليجب على أسئلتي مشكوراً...) انتهى.



وأنا أختلف مع الأخ في سبب طرحه للسؤال وهو معرفة طريقة تفكيره ، وقد بينا لماذا نريد معرفة (شخصيته العلمية) كما هو مبين فوق ، أما قول (حكيم) فليعدني أيا من هؤلاء فلا يستقيم ، فأنت قطعا لست يهوديا ولا نصرانيا..إلخ إنما أنت عقلانيا أي (العقل والمنطق والمنهج فقط فكل ما خالف هذا فهو مردود) وهذا الأمر واضح جدا في مقالاته ، لا يجد القارئ مشقة في معرفته ، وقد نقلت بعضا من كلامه في الحلقة الأولى وهذا مزيد منها:



(..قوله (لا يمكن محاكمة حقيقة من الحقائق السمعية الكلية بالعقل) وهذه من النقاط التي لم أفهمها جيداً إذ لا أرى مانعاً من محاكمة الحقائق السمعية بالعقل، بل ان هذا هو جوهر ما ندعو اليه إذ أزعم أن معظم "حقائق" الدين ان لم يكن كلها هي حقائق سمعية، فاذا استثنيناها من المحاكمة العقلية فلا ندري ماذا سنحاكم... هذا طبعاً اذا كان يقصد بالحقائق السمعية ما انتقل الينا عبر الاجيال عن طريق السماع، فاذا كان يقصد غير ذلك فأتمنى منه التوضيح) انتهى.



ويقول أيضا (..وقال السيد الرازي أنه يحتكم الى عقله ما استطاع ولا يسلم الا أمام القرآن، وأنا أحيي فيه هذه الشجاعة الأدبية، وأدعوه أن لا يسلم أمام القرآن بل أمام العقل والحجة) انتهى.
لنأخذ أخي الكريم هذا المثال الذي يمس واقع الناس (الليبين) إذ له علاقة بالدماء والألام والأحزان حتى يستشعر القارئ أهمية المنهجية والألية في بناء الأحكام.

تصور أخي الكريم لو أن روبرت فسك (Robert Fisk) الكاتب الصحفي في جريدة الإنديبندت (The Independent) البريطانية ـ وأنا حقيقة أحترم هذا الصحفي مع أنه نصراني إلا أن مواقفه ومنهجيته والألية التي يحلل بها الأحداث تفرض عليك إحترامه ـ تصور أخي الكريم لو أن هذا الكاتب أراد أن يؤلف كتابا في (مذبحة أبوسليم!! مذبحة قتل فيها أكثر من 1200 من شباب الإسلام) وأراد أن يجمع الحقائق والروايات حول هذه القضية ، فمن المنهجية التي سيسلكها أنه سيبدأ بجمع جميع الروايات المتعلقة بهذه القضية ، سواء كان من المعارضة أم النظام أم المنظمات الحقوقية أم من شهود العيان أم من جيران السجن إن تيسر له ذلك وهكذا ، وهكذا يقول العقل والمنطق والمنهج ، وهكذا يفعل الباحث الذي يحترم مهنته!!.

ودعنا أخي الكريم نتوقف عند هذه القضية (جمع الروايات) فهي مهمة جدا ، المهمة الأولى والأهم للباحث ، ولنتصور أنه طالب دكتوارة أوما يعرف ﺑ (PhD student) أو (PhD Researcher) هو جمع جميع الأبحاث (الروايات) المتعلقة بالقضية المراد بحثها وتسمى هذه القضية (Literature review) عند الباحثين ، وقد تستغرق هذه القضية من سنة على أقل تقدير أو سنتين ، يتم في هذه المرحلة دراسة ونقد وجمع جميع ما يتعلق بهذه القضية ، ثم يحدد لهذا الباحث موعدا للنظر في منهجه وألية نقده لتلك الأبحاث (الروايات) وهو ما يعرف ﺑ (First Year Report) فلو أن هذا الباحث غفل عن بحث واحد (رواية) لها علاقة قوية بموضوعه كفيلة بأن يقال له أنت لا تصلح أن تكون باحثا يعني بالليبي (سلامتك!!) إذ قد يكون في ذلك البحث (الرواية) الذي أغفل ما ينقض أطروحته (The assumption) من أصلها!! ولا أظن الدكاترة الذين يكتبون معنا يخالفونني في هذه!!.

يتبع

المحمودي
05-21-2009, 06:36 PM
لنعد إلى قضية (مذبحة أبوسليم) ثم بعد أن جمع روبرت فسك جميع الروايات ، بدأ في كتابة كتابه فقال في المقدمة (أقدم إلى أعزائي القراء النسخة الأولى من كتاب مذبحة أبوسليم ، وخطتي في هذا الكتاب أني جمعت جميع الروايات من المعارضة ومن النظام..إلخ المتعلقة بهذه القضية دون النظر إلى صحة أو كذب هذه الروايات التي جمعتها في هذا الكتاب ، ففي النسخة الثانية سوف نقوم بتمحيص هذه الروايات).

ينشر هذا الكتاب في المكتبات فتقع نسخة منه في يد الأستاذ (فوزي عبد الحميد!! ، أحد المفسدين سيأتي ذكره قريبا) فينطلق مسرعا إلى (ليبيا وطننا!!) إذ لا أظن أنه سيجد مكانا ءاخر سيكتب فيه ، ويكتب بالخط العريض (روبرت فسك..كذاب وعميل لمعمر القذافي) يدخل القارئ ليقرأ هذا الموضوع الذي عنوانه يخلع القلب ، فيجد القارئ هذا الكلام الذي كتبه الإستاذ (فوزي)

(..في الصفحة 342 من كتاب مذبحة أبوسليم يقول روبرت فسك أن عدد الضحايا في سجن أبي سليم فقط 16 شخص!! والأغرب من هذا أيها القارئ أن هذه الرواية التي كتبها العميل روبرت فسك ينقلها عن (عبدالله السنوسي!! ، أحد أعمدة النظام الليبي) ولذلك أنا أطالب المعارضة والأحرار والشرفاء..إلخ بمقاطعة هذا الكتاب ورفع قضية ضد روبرت فسك العميل الذي يتاجر بدماء الليبين ، ويجب إخراج المظاهرات من أجل هذا الأمر...إلخ).

ولنا على ما تقدم التعليقات التالية:

1. المنهجية والألية التي إعتمدها روبرت فسك في جمع الروايات ـ حيث جمع كل الروايات المتعلقة بقضية مذبحة أبي سليم ـ أليست هذه هي المنهجية التي يجب أن يعتمدها كل باحث يريد أن يحكم (العقل والمنطق والمنهج) لنقد أي فكرة؟!! وهذا السؤال الأول.

2. لو افترضنا أن روبرت فسك لم ينقل رواية (المعارضة) في تلك القضية ، هل يطلق عليه باحث أو ناقد محايد؟!! وهل يقبل منه صرفا أو عدلا في هذه القضية أو غيرها بعد ذلك ، وهذا السؤال الثاني حتى لا نخطئ العد.

3. هل الذي قام به الأستاذ (فوزي) يمت إلى المنهجية العلمية بصلة؟!! السؤال الثالث حتى لا نخطئ العد.

4. هل الأحكام التي أصدرها الأستاذ (فوزي) من اتهام الرجل بالعمالة والمتاجرة بدماء الليبين..إلخ أحكاما صائبة؟!! وهل الخلل في صاحب الكتاب أم في فهم المحامي الأستاذ؟!! وهذا السؤال الرابع حتى لا نخطئ العد. وحتى نجعل كلامنا عمليا وليس نظريا دعنا نأخذ المثال التالي يقول (حكيم) في مقاله (إزدواج المعايير في سيرة البشير النذير)

(يحدثنا ابن سعد في الطبقات الكبرى عن بن عباس أن النبي عليه السلام قال لأصحابه يوم بدر إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم من بني هاشم فلا يقتله. من لقي العباس بن عبد المطلب -عم النبي– فلا يقتله فإنما أخرج مستكرها قال فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه السيف قال فبلغت مقالته رسول الله –ص- فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله –ص- بأبي حفص أيضرب عم رسول الله –ص- بالسيف فقال عمر دعني ولأضرب عنق أبي حذيفة بالسيف فوالله لقد نافق قال وندم أبو حذيفة على مقالته فكان يقول والله ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا الا أن يكفرها الله عز وجل عني بالشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا) انتهى.

فهذه إحدى الروايات لهذا الحديث ولكن عامة الروايات لهذا الحديث فيها إضافة مهمة:

(عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول اللهقال يوم بدر: «إني قد عرفت أن أناساً من بني هاشم وغيرهم قد أخرِجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم أحداً منهمـ أي من بني هاشم ـ فلا يقتله, ومن لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله, ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله, فإنه إنما أخرج مستكرَهاً» فقال أبو حذيفة بن عتبة أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟والله لئن لقيته لألجمنه بالسيف فبلغت رسول اللهفقال لعمر بن الخطاب «يا أبا حفصـ قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله أبا حفص ـ أيضرب وجه عم رسول اللهبالسيف؟» فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه فوالله لقد نافق, فكان أبوحذيفة يقول بعد ذلك والله ما آمن من تلك الكلمة التي قلت ولا أزال منهاخائفاً إلا أن يكفرها الله تعالى عني بشهادة, فقتل يوم اليمامة شهيداً رضيالله عنه) انتهى.

ولنا على ما تقدم العليقات الأتية:

1. هل المنهجية التي سلكها روبرت فسك هي نفس المنهجية التي سلكها (حكيم)؟!! وهل عمل ـ الملحد الليبي ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم الخامس الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

2. بناء على الرواية التي استشهد بها (حكيم) رتب عليها أحكاما جائرة يقول:


( لماذا استثنى الرسول قومه من بني هاشم فقط وعمه العباس تحديداً بحسبانهم مكرهين؟ ألا يوجد آخرون ربما قد يكونوا أكرهوا على الخروج لقتال أبنائهم وإخوانهم؟ ولو كان هؤلاء مكرهين كما زعم الرسول لكان بإمكانهم أن يهربوا الى جانب الرسول ويشهروا إسلامهم أو يعتزلوا الفريقين إن أرادوا.

- لم يوضح الرسول كيف علم أن بني هاشم قد خرجوا مكرهين لقتاله.. هل هو وحي من الله أم فراسة من عنده؟ فإذا كان وحياً من الله فكان لا بد أن يخبره على الأقل باسم شخص واحد من خارج بني هاشم قد يكون خرج مستكرهاً فلا يعقل أن جيشاً قوامه ألف رجل كانوا كلهم عازمين على قتال محمد إلا بني هاشم!! أما إذا كان الأمر فراسة منه فكان عليه أن يفسح المجال لفراسة آخرين من أصحابه، فما أدراه أن بعضهم قد تكون له فراسة تنبئه بمن هو كاره للقتال ومن هو غير كاره؟) انتهى.

وقد بينا لك أخي الكريم أن الروايات عامتها تثبت أبا البختري بن هشام ـ وهو ليس من بني هاشم قطعا ـ وسوف نتكلم في موطن أخر عن لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء النفر!!

فهل الأحكام الجائرة التي أدعاها (الملحد الليبي) صائبة؟!! وهل الخلل في الروايات أم مع من يتعامل مع الروايات؟!! وهل عمل ـ الملحد الليبي ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم السادس الذي نغرزه في نحر هذا الملحد. فوالله الذي لا إله غيره لو أردنا أن نسلك هذه المنهجية وهذه الإنتقائية لجعلت لكم من السفاح (قراسياني) حملا وديعا!! ولجعلت من عمر المختار وأحمد الشريف وسوف المحمودي..إلخ شياطين تمشي على وجه الأرض ولجعلت منهم مجرد قتلة ومصاصي دماء!! فهل من معتبر؟!!.

وأخيرا أقول للإخوة جميعا إن أراد (حكيم) أن يعود للكتابة في هذا الموقع فأمامه أحد خيارين لا ثالث لهما:

1. إما أن يعود لمجرد السب والشتم لديننا ولربنا ولرسولنا..إلخ دون أدنى دليل ولا حجة ولا منهجية ولا ألية ، فهذا ما لا أملك أن أغير فيه شيئا فهاهو (أبوجناح ، ورفيق ، والأستاذ المحامي ، كل هذه الأسماء تحارب الدين جهارا نهارا) ينالون من ديننا يوميا ، وعلى القراء أن يتوجهوا باللوم للدكتور غنيوة (صاحب موقع ليبيا وطننا) وليس لي!!.

2. وإما أن يعود باحثا وناقدا..إلخ عند ذلك نقول لا مانع من هذا بل نرحب به ولكن بشرط واحد لاغير!! وهو أن تعرض ما انتقدناه عليك ـ وما سيأتي ـ فيما يتعلق بالمنهجية العلمية على مراكز البحوث الغربية (جامعة كامبردج) فإن قالوا إن هذه منهجية معتمدة عندنا ، عند ذلك نقول مرحبا بك باحثا وناقدا ، وإن قالوا إن هذه المنهجية باطلة لا يمكن أن نعتمدها عند ذلك وجب عليك الإعتذار لملايين البشر عبر الأجيال الذين قتلتهم!! (فوالله لقتل المسلم صحيح الإسلام أهون ألاف المرات من أن يقال في ربه جل جلاله نحو الكلام الموجود أعلاه ( وهل أدلك على خير من ذلك كله؟!! هو أن تتوب إلى الله وتعود إلى الإسلام ، فوالله لهدايتك أحب إلي من ملئ الأرض ذهبا) ووالله الذي لا إله غيره إنني أرى أن هذا من غاية الإحسان لحكيم!! إذ لو أردنا أن نقيم هذه المنهجية التي ينطلق منها (حكيم) بالضوابط والشروط التي وضعها علمائنا من علماء الجرح والتعديل و المحدثين..إلخ لقبول الروايات ولضوابط البحث والنقد لكان الجواب المعروف سلفا ، فلربما سلفنا الكرام توقفوا في قبول حتى كتاباتي كوني لازلت أتخاطب معك!!.

وأرجو أن لا يلتفت القراء إلى قضيت غرز الصوارم فقد سبق وأن قلت في مقال سابق (.. نحن نخوض مع هؤلاء المفسدين حربا فكرية مفتوحة ، السلاح الوحيد الذي بيننا وبينهم هو (الكيبورد!!) لا غير وكل هذه الإطلاقات مثل السهام والسيوف وهدم البنيان..إلخ إنما هو من باب الإستعارة ، وهذا لا يخفى إلا لمن ليس له عقل بالكلية!!)

يتبع

المحمودي
05-21-2009, 06:38 PM
والحقيقة التي يجب على المسلم أن ينتبه لها أن الخصوم ليسوا كلهم في مستوى واحد في التفكير والتحليل ـ وقد بينت هذا في الحلقة الماضية ـ ولذلك إخترت أشرس الخصوم لبيان عواره للناس ، ولو أردنا نصرا رخيصا لأحرزناه في جولة!! ولأضحكنا على المشار إليه أنفا الثكلى ـ أحد الملاحدة البسطاء ـ ولذلك كانت هذه الحلقات منصبة كلها على بيان العقلية التي يفكر بها (حكيم*) وهو للحقيقة يختلف عن غيره!! من حيث التفكير والتحليل ، فقد ءاتاه الله ذكاء وفطنة!! ولكن للأسف استخذمت في غير محلها من تزوير الحقائق!! وبتر النصوص!! وضربها ببعض!! وغير ذلك من الأمور التي بيناها وسيأتي منها المزيد! وهذا جزاء من يحارب الله ورسوله ،ومن يغالب الله يُغلَب.

ذكرنا في الحلقات الماضية كلام (حكيم) التالي:
(يحدثنا ابن سعد في الطبقات الكبرى عن بن عباس أن النبي عليه السلام قال لأصحابه يوم بدر إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقي منكم من بني هاشم فلا يقتله.من لقي العباس بن عبد المطلب -عم النبي– فلا يقتله فإنما أخرج مستكرها قال فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه السيف قال فبلغت مقالته رسول الله –ص- فقال لعمر بن الخطاب يا أبا حفص قال عمر والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله –ص- بأبي حفص أيضرب عم رسول الله –ص- بالسيف فقال عمر دعني ولأضرب عنق أبي حذيفة بالسيف فوالله لقد نافق قال وندم أبو حذيفة على مقالته فكان يقول والله ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ولا أزال منها خائفا الا أن يكفرها الله عز وجل عني بالشهادة فقتل يوم اليمامة شهيدا) انتهى.


وقد ذكرت في الحلقة الماضية أن هذه رواية واحدة فقط لهذا الحديث ، أما عامة الروايات فيها إضافة تنسف كل ما قرره (حكيم) من نتائج!!. وقبل أن نبين لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء النفر من القتل؟!! دعنا أخي الكريم نتأمل في النتائج التي يريد أن يصل إليها (حكيم) من خلال سرده لهذه الرواية وغيرها. ساق (حكيم) عدة مواقف وأحداث يريد من خلالها أن يصل إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ـ والعياذ بالله ـ يكيل بمكيالين وصاحب معايير مزدوجة وأنه يتحكم في الشريعة ويوجهها إلى كل ما فيه نفع إلى أهله (عمه ، ابنته ، صهره ..إلخ) ويكفي أن تتأمل في عنوان المقال أخي الكريم حتى تعرف المراد (ازدواج المعايير في سيرة البشير النذير) وقد نقلنا بعض كلامه في الحلقة الماضية ونعيده اليوم:

( لماذا استثنى الرسول قومه من بني هاشم فقط وعمه العباس تحديداً بحسبانهم مكرهين؟ ألا يوجد آخرون ربما قد يكونوا أكرهوا على الخروج لقتال أبنائهم وإخوانهم؟ ولو كان هؤلاء مكرهين كما زعم الرسول لكان بإمكانهم أن يهربوا الى جانب الرسول ويشهروا إسلامهم أو يعتزلوا الفريقين إن أرادوا.

- لم يوضح الرسول كيف علم أن بني هاشم قد خرجوا مكرهين لقتاله.. هل هو وحي من الله أم فراسة من عنده؟ فإذا كان وحياً من الله فكان لا بد أن يخبره على الأقل باسم شخص واحد من خارج بني هاشم قد يكون خرج مستكرهاً فلا يعقل أن جيشاً قوامه ألف رجل كانوا كلهم عازمين على قتال محمد إلا بني هاشم!! أما إذا كان الأمر فراسة منه فكان عليه أن يفسح المجال لفراسة آخرين من أصحابه، فما أدراه أن بعضهم قد تكون له فراسة تنبئه بمن هو كاره للقتال ومن هو غير كاره؟) انتهى.

من الأمور الخطيرة والخبيثة التي يستخذمها الملاحدة في الطعن في الإسلام أن يقذفوا بشبهاتهم في وجوه المسلمين ويسوقونها مساق المسلمات ، فيجد المسلم نفسه في موطن الدفاع قبل أن تبدأ المعركة ، وينحصر فكره في العدو (الشبهات) التي جثمت على صدره ، ويعجز بعد ذلك عن استخذام الصوارم الحداد (الكتاب والسنة..إلخ) التي يمتلك منها الكثير وهذا مما لا ينبغي أن يكون.


ولبيان ما تقدم دعنا أخي الكريم نستعرض التالي ثم نبني على هذا الأمر أسئلتنا المعهودة:

1.تأمل أخي الكريم في أول دم سال وأول مبارزة كانت في يوم بدر ، قالابن إسحاق (وقدخرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي ،وكان رجلا شرسا سيئ الخلق فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه فلماخرج خرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد ، أن يبر يمينه وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض)انتهى.

والمبارزة أخي الكريم إما أن تأتي برأس خصمك ، أو سترجع بدون رأس!! (محمولا على الأكتاف) أليس حمزة رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم ومن أحب الناس إليه؟!! فلماذا قدمه دون غيره لمثل هذا الخطر الداهم؟!! وهذا السؤال الأول.




2.خرج بعد هذا الموقف ثلاثة من خيرة فرسان قريش كانوا من عائلة واحدة، وهم عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة،والوليد بن عتبة، فلما انفصلوا من الصف طلبوا المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة من شباب الأنصار عَوْف ومُعَوِّذ ابنا الحارث ـ وأمهما عفراء ـ وعبد الله بن رواحة، فقالوا‏:‏ من أنتم‏؟‏ قالوا‏:‏ رهط من الأنصار‏.‏ قالوا‏:‏أكِفَّاء كرام، ما لنا بكم حاجة، وإنما نريد بني عمنا، ثم نادى مناديهم‏:‏ يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا على‏)‏،فلما قاموا ودنوا منهم، قالوا‏:‏ من أنتم‏؟‏ فأخبروهم، فقالوا‏:‏ أنتم أكفاء كرام، فبارز عبيدة ـ وكان أسن القوم ـ عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة، وبارز على الوليد‏.‏ فأما حمزة وعلى فلم يمهلا قرنيهما أن قتلاهما،وأما عبيدة فاختلف بينه وبين قرنه ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم كَرَّ على وحمزة على عتبة فقتلاه، واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله، فلم يزل ضَمِنًا حتى مات بالصفراء،بعد أربعة أو خمسة أيام من وقعة بدر، حينما كان المسلمون في طريقهم إلى المدينة‏) انتهى.

لماذا قدم النبي صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليه من أقاربه للموت المحقق لو كان صاحب معايير مزدوجة كما يقول الملحدون؟!! السؤال الثاني كي لا نخطئ العد.


3.أين مات حمزة بن عبد المطلب؟!! وأين مات جعفر بن أبي طالب؟!! السؤال الثالث

4.خرج فارس قريش وصنديدها عمرو بن ود يطلب المبارزة يوم الخندق ، فخرج له علي بن أبي طالب صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع برأسه!! وعمرو بن ود ليس إنسانا عاديا ، فقد طلب المبارزة فقام علي يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنه عمرو بن ود !! يستأذن علي ثلاث مرات والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه عمرو بن ود !! كما في البداية والنهاية لابن كثير. ولا أريد أن أسأل فالسؤال معروف وهو الرابع كي لا نخطئ العد.

وأنا أترك القارئ الكريم يتأمل في من بارز مرحب سيد يهود خيبر ، وكي نقرب الجواب نقول الذي قتله هو القائل: أنا الذي سمتني أمي حَيْدَرَهْ ** كلَيْثِ غابات كَرِيه المَنْظَرَهْ**أُوفِيهم بالصَّاع كَيْل السَّنْدَرَه. ثم ضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه‏. لماذا يقدم النبي صلى الله عليه وسلم صهره!! لهذا الخطر الداهم؟!! الخامس كي لا نخطئ العد

5.ثم خرج ياسر أخو مرحب، وهويقول‏:‏ من يبارز‏؟‏ فبرز إليه الزبير بن العوام ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت صفية أمه‏:‏ يا رسول الله،يقتل ابني، قال‏:‏ ‏(‏بل ابنك يقتله‏)‏، فقتله الزبير‏ السادس كي لا نخطئ العد. وهلم جرا!!

6.لا يخفى على أحد من الناس (مسلما كان أم كافرا) الدور الذي لعبه أبوطالب عم النبي صلى الله عليه وسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من حيث العناية والرأفة والحماية..إلخ فكان أولى الناس أن توجه الشريعة!! للثناء عليه ومدحه فقد (سأل العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) أيقول هذا من كانت معاييره مزدوجة؟!! السابع كي لا نخطئ العد.

7.قال الله تعالى (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) هل يعلم الأستاذ (الملحد) أن أبالهب عم النبي صلى الله عليه وسلم؟!! وهل يوجد فرق بينه وبين العباس رضي الله عنه؟!! ولماذا النبي صلى الله عليه وسلم يجامل العباس ـ على قول الملحد ـ ولا يجامل أبالهب؟!! الثامن كي لا نخطئ العد.

8.نزل قوله تعالى: (وأنذرعشيرتك الاقربين"فجعل ينادي : يا معشر قريش اشتروا انفسكم لا أغني عنكم منالله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا) التاسع كي لا نخطئ العد.

9.ثبت في الصحيح أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله أين أبي؟ قال أبوك في النار، فلما انصرف دعاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال له فقال له أبي وأبوك في النار!!. العاشر كي لا نخطئ العد.

10.وفي الصحيح أيضا عن أبي هريرة ، قال : زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه ، فبكى وأبكى من حوله ، فقال : " استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت. الحادي عشر كي لا نخطئ العد.


يتبع


* حينما يكون الخطاب موجها لحكيم كلاما عاديا كقولي قال حكيم أو ذكر حكيم ونحو ذلك سوف نناديه بإسمه الذي إختاره ، وحينما يكون فيه كفر أو استهزاء أو جهل أو...إلخ ناديناه (الملحد الليبي) وكما ذكرت ليس في هذا سب ولاشتم بالنسبة له فهذه هي الحقيقة لا غير.

اخت مسلمة
05-21-2009, 11:50 PM
اعوذ بالله اعوذ بالله ماكنت اتصور ان يصل الانحطاط بشخص الى هذا الحد البشع
اعوذ واستغفره لما قرات عيناي واساله تعالى ان ينتقم من هذا الفاسق شر انتقام
استغفرك ربي واتوب اليك

المحمودي
05-22-2009, 01:00 AM
تبين مما سلف من الأدلة القطعية أن النبي صلى الله عليه وسلم لم تأخذه في الله لومة لائم ، وأنه تحمل من أجل دعوته المشاق والمتاعب والصعاب وذاق أنواع العذاب في سبيل ذلك من الطرد والإبعاد والإهانة..إلخ وقد قدم أقاربه الذين ءامنوا به للموت المحقق مرارا وتكرارا وخاض الحروب بنفسه ، وتقدم حين تأخر الأبطال ، قال البراء كنا والله إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

ولنا على ما تقدم الأسئلة التالية:

أولا: هل كان يعرف (الملحد ) هذه الأدلة التي تبطل نطرية (الإزدواجية)؟!! فإذا كان الجواب نعم انتقلنا إلى السؤال الثالث ، وإذا كان الجواب لا؟!! معنى ذلك أن الإستاذ الملحد جاهل!! وبالتالي لا يصلح أن يكون باحثا وناقدا للديانات ولرب الأرض والسموات وفق معايير جامعة كامبردج للبحث العلمي!!.

ثانيا: هل كان يعرف (الملحد ) هذه الأدلة التي تبطل نطرية (الإزدواجية)؟!! ولكنه لم يكن يعرف أن هذه الأدلة تبطل نطرية (الإزدواجية) فإذا كان الجواب نعم فتلك مصيبة إذ كيف يخفى على مثله أن سورة المسد تبطل نظريته؟!! وكيف يحفى عليه سائر الأدلة؟!!

ثالثا: وهو الراجح عندي أن الملحد كان يعرف هذه الأدلة أو بعضها على الأقل ولكنه أخفاها ، وبالتالي عمله هذا يكون مخالفا للعقل والمنطق والمنهج ، وأيا كان حاله ، وليختر ما شاء من الخيارات ، ومن حقنا أن نسأل ، هل عمل ـ الملحد ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذاالصارم السابع الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

وأنا أخي الكريم لا أريدك أن تنشغل كثيرا بالأدلة التي نسوقها للإجابة على شبهاته ، بقدر ما أريدك تركز على الأرضية التي ينطلق منها لصنع تلك الشبه!!.

ولمزيد بيان لهذا الأمر أقول:
تصور نفسك أخي الكريم أنك تعيش في بيت طاهر نقي ، تحوطك الحدائق والزهور ، وبجوار بيتك يوجد ألة (منجنيق) لقذف الحجارة!! وبجوارها هرم كبير من الحجارة لرميها عند الحاجة ، خرجت ذات يوم إلى حديقة بيتك ، فإذا بأحدهم قد وجه تلك الألة إلى بيتك وشغلها كهربائيا ثم أختفي!! وماهي إلا لحظات وإذا بالحجارة تسقط عن يمينك وعن شمالك ومن فوق رأسك..إلخ.

والسؤال المهم الأن هو، هل من الحكمة والمنطق والعقل والمنهج أن تجمع الحجارة التي بدأت تسقط عليك وتنتظر كلما سقطت واحدة ذهبت لإلتقاطها وهي تنهال عليك كالمطر؟!! أم أن الحكمة والمنطق والعقل والمنهج تلزمك وتفرض عليك أن تنطلق بأقصى سرعة ممكنة لإيقاف تلك الألة ولو اضطررت لقطع أسلاكها الكهربائية؟!!. لا يختلف عاقلان مهما كانت درجات التفكير عندهما أن إيقاف تلك الألة هو الأولى والأوجب.
وهذه هي العملية التي نريد أن نقوم بها قبل إلتقاط الحجارة (ووالله إنها ليست حجارة إنما هي شيئ ءاخر يتنزه الإنسان عن ذكره في هذا الموطن) التي رمانا بها (حكيم). فتحطيم الألة (الألية والمنهجية) التي تنطلق منها تلك الحجارة أهم عندي بكثير من إلتقاط الحجارة (الشبهات). والله الموفق


يتبع
سوف نتكلم إن شاء الله عن أؤلئك النفر الذين أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعدم قتلهم في الحلقة القادمة.

قبل أن أبدأ هذه الحلقة ، أذكر بما قلته في الحلقة الماضية حيث قلت (..فتحطيم الألة (الألية والمنهجية) التي تنطلق منها تلك الحجارة أهم عندي بكثير من إلتقاط الحجارة (الشبهات)). وذلك أخي الكريم أن أي بداية من غير هذه النقطة لن تجدي شيئا ، بل سيكون ضررها أكثر من نفعها!!.


وهذه الحوارات مع الملاحدة وغيرهم أشبه ما يكون بالمعارك الحقيقة ، فنحن الذين نحدد مكان المعركة!! ومتى تبدأ!! ومن أي نقطة تبدأ!! فالحق يعلو ولا يعلى عليه ، ولا يمكن بحال أن يكون الحق في موطن الضعف ، ولا أريد أن أقرع طبول النصر قبل أن أنتهي من سلسلة مقالاتي هذه ، لكن المتابع يدرك ويبصر ما تصير إليه الأمور، ما يمر عليه مقال إلا والذي بعده أشد وطأة منه!! (والصوارم الحداد..) موعده و (الصوارم) أدهى وأمر.


ثم الأهم من ذلك كله أخي الكريم أن الإجابة على الشبهات فقط ، قد ينفعنا اليوم ولإجابة على شبهة محددة المعالم ، لكن ما أن تواجهنا شبهة أخرى من نفس الجنس إلا وتجدنا نبحث لها عن جواب!! وقد سبق وأن أشرت إلى عدم جدوى هذا المسلك في (الصوارم الحداد..) حيث قلت (.. فنحن لسنا في موطن التهمة حتى نظل ننتظر رحمة الملاحدة متى ما هاجمونا بمثل هذه الأسئلة هرعنا للإجابة عنها ، بل نبني القواعد والأصول التي بها نصد كل شبهاتهم التي من هذا الجنس!!). فكلما جاءك إنسان بكلام متشابه ، كأن يقول قد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين مالا لأناس أكثرمن أخرين!! وجعل دار أبي سفيان دون غيرها أمان لأهل مكة يوم الفتح!!..إلخ يريد أن يستدل بهذه الأمور على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجامل أحدا أو ـ والعياذ بالله ـ يكيل بمكيالين كما يقول (الملحد الليبي) فإياك أن يجرك لنقاش في مثل هذه الجزئيات ، قل له عندي أدلة يقينية غير قابلة للتأويل أن النبي صلى الله عليه وسلم ما جامل ولا داهن أحب الناس إليه ، بل دفع بأحب الناس إليه من أقاربه إلى المبارزات والخطوب الخطيرة ، ثم تسوق له الأدلة التي سقناها في الحلقة الماضية ، عند ذلك سيعتذر منك وينصرف غير مأسوف عليه!!.

نصل الأن إلى السؤال الذي وعدنا بالإجابة عليه في الحلقة الماضية ، وهو لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وسلم أؤلئك النفر من القتل؟!! والمفاجئة أخي الكريم أن هذا الموقف من رسول الله عليه وسلم والذي يعيبه عليه (الملاحدة) هو دليل على سمو خلقه عليه الصلاة والسلام!! كما سوف ترى أخي الكريم ، ودعنا نأخذهم واحدا تلو الأخر:

1. أبوالبختري بن هشام: قال ابن إسحاق ( خبر نهي النبي صلى الله عليه وسلم من قتل عدد من المشركين منهم أبو البختري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد ثم قال : وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البَخْتَريّ لأنه كان أكفَّ القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة , وكان لايؤذيه , ولايبلُغه عنه شيء يكرهه, وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريشُ على بني هاشم وبني المطلب. فلقيه المُجذَّر بن ذياد البلَوي , حليف الأنصار , ثم من بني سالم بن عوف, فقال المجذَّر لأبي البختريّ , إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن قتلك – ومع أبي البختري زميل له , قد خرج معه من مكة , وهو جُنادة ابن مُلَيْحة بنت زُهير بن الحارث بن أسد , وجُنادة رجلٌ من بني ليث . واسمُ أبي البختري العاص – قال : وزميلي ؟ فقال له المُجذّر : لا والله, مانحن بتاركي زميلك , ما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك , فقال : لا والله , إذن لأموتَن أنا وهو جميعًا , لاتتحدَّث عني نساء مكة أني تركت زميلي حرْصًا على الحياة , فقال أبو البختري – حين نازله المجذّر وأبَى إلا القتال – يرتجز : لن يُسْلم ابنُ حُرّةٍ زميلَهْ...حتى يموت أو يرى سَبيلَهْ ، فاقتتلا فقتله المجذّرُ بن ذياد.


2. هناك رجل أخر من قريش ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر ، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكرمه لنفس السبب الذي لأجله نهى عن قتل أبي البختري بن هشام ، ولنفس السبب الذي لأجله نهى عن قتل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه!! وهذا الرجل هو المطعم بن عدي ، وذلك لما انتهت المعركة وجيئ بالأسرى مقيدين بالحبال ، وبعد أن اختلف الصحابة في أمر الأسرى ثم فصل القرءان في هذه القضية واستقر الحال على أن يفادي الأسرى أنفسهم ، بعد هذا كله قال رسول الله صلى عليه وسلم (لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له) وقوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء النتنى أي نتنى القلوب وذلك أن الكافر ناجس القلب وخير شاهد على صحة هذا الأمر ماتراه أمام عينيك أخي الكريم من الإفرازات التي نحن بصدد اسئصالها!!. والمطعم بن عدي له نفس المواقف التي اتخذها أبوالبخترى ، فهو سعى في نقض الصحيفة أيضا ، ولكن للمطعم بن عدي موقف عظيم لم ينسه له رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وهذا الموقف هو عندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بعد أن طرده أهلها (..وسار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحراء، وبعثرجلاً من خزاعة إلى الأخنس بن شريق ليجيره، فقال: أنا حليف، والحليف لايجير، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدي، فقال المطعم نعم، ثم تسلح ودعا بنيه وقومه فقال: البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمداً، ثم بعث إلىرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أدخل، فدخل رسول اللَّه صلى الله عليهوسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عديعلى راحلته فنادى يا معشر قريش، إني قد أجرت محمداً فلا يهجه أحد منكم،وانتهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وصلى ركعتين،وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدي وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته)انتهى.


هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا الوفاء في أعلى وأجلى صوره ، هذا هو المثل العليا ، هذا هو الطهر والنقاء والصفاء ، هذا من قال الله فيه (وإنك لعلى خلق عظيم) تصور أخي الكريم جندي كافر جاء للقتال متوشحا سلاحه ومع ذلك ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكافئه على سابقة معروف وإحسان قدمها له في مكة. وأما الموقف الثاني فتصور أخي الكريم صنايد قريش الذين أذاقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ألوان الذل والهوان والعذاب الأن تحت قبضة المسلمين!! الأن بإشارة واحدة منه صلى الله عليه وسلم يصيرون جميعا أثرا بعد عين!! ومع ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو كان المطعم بن عدي حيا لأعطاه هؤلاء الأسرى بدون ثمن!!.


أسألك بالله الذي لا إله إلا هو أخي الكريم هل سمعت بوفاء وحفظ جميل مثل هذا؟!! والكلام موجه إليك أخي الكريم دون غيرك من الملاحدة فهم لا يعرفون هذه المعاني ولم يتذوقوا طعمها ، ولم تمر على ديارهم على الإطلاق ، ولو كان فيهم وفاء لكان الله المنعم عليهم بالجميل والذي يكلؤهم بالليل والنهار أولى بالوفاء.

المحمودي
05-22-2009, 01:03 AM
3. أما العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فسنتناوله على شكل حوار بين أستاذ وأحد تلامذته من الصف الرابع الإبتدائي!! قدم الأستاذ القطعة المرفقة مع المقال ـ سأرفقها في المشاركة القادمة إن شاء الله ـ لأحد طلابه ثم طلب منه الإجابة على الأسئلة التالية:

الأستاذ: لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وسلم العباس من القتل يوم بدر؟!أيد جوابك بالدليل من القطعة!! الطالب: كان العباس بن عبد المطلب ممن يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويخلص له في النصيحة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثق فيه ثقة تامة ، ولذلك كان الوحيد من بين أقاربه ممن رافق النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة (البيعة الثانية) وكان أول من تكلم ليستوثق من أمر الأنصار وهذا هو الدليل:
http://www11.0zz0.com/2009/05/21/22/253853823.jpg

المحمودي
05-22-2009, 01:07 AM
الأستاذ: أحسنت ، هل يوجد دليل على أن نفرا من بني هاشم خرجوا مكرهين؟!! الطالب: معذرة يا أستاذ أظن أن هذه الأسئلة لا تصلح للصف الرابع!! أقترح أن تكون هذه الأسئلة للصف الأول وليس لي!!

الأستاذ: ولماذا يابني؟!! الطالب: كل قارئ لهذه القطعة سيرى الدليل أوضح من الشمس في رابعة النهار!! وهذا هو:

http://www3.0zz0.com/2009/05/21/22/616129356.jpg

المحمودي
05-22-2009, 01:09 AM
الأستاذ: أشكرك ، لكن هل تعلم يابني أنه في سنة 2005 قرأت لأحدهم قرأ هذه القطعة كاملة ثم تسائل لماذا استثنى النبي صلى الله عليه وسلم العباس وبني هاشم؟!! الطالب: لعله ياأستاذ لا يعرف القراءة والكتابة؟!! الأستاذ: يابني قائل هذا الكلام يزعم أنه ناقد وباحث متخصص في نقد الدين الإسلامي كله!! الطالب: أعتقد أن هذا الباحث درس في غير مدارسنا وتعلم من غير أساتذتنا!! الأستاذ: هؤلاء يابني لا يخلو منهم زمان ولا مكان غير أنهم في هذا الزمان كثروا وفتح لهم الباب على مصراعيه، دعنا منهم يابني ولنعد إلى دروسنا أفتح كتاب الرياضيات..انتهى الحوار بين الأستاذ والطالب.

أتذكر أخي الكريم حينما أخبرتك بأن أخبث طريقة ينتهجها الملاحدة للطعن في الإسلام هو التعامل معه مجزءا ، فهذا الملحد الليبي اقتطع من طبقات ابن سعد جزء يسيرا من كامل القصة ثم أقام على هذا الجزء أحكامه الظالمة التي بيناها. فهل عمل ـ الملحد الليبي ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم الثامن الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

Ahmed-DK
05-22-2009, 02:30 AM
جزاك الله خير اخانا الفاضل.

لو كان الرسول صلى الله عليه و سلم يكيل بمكيالين وصاحب معايير مزدوجة وأنه يتحكم في الشريعة لكان قد منع أصحابه رضي الله عنهم من سبي نساء و أولاد المشركين عند غزوة حنين و المعروف أن أهل أوطاس كانوا أخوال الرسول صلى الله عليه و سلم من الرضاعة من بينهم حليمه رضي الله عنها فتروي لنا كتب السيره ان شيماء رضي الله عنها قد سبيت و خيرها الرسول بان يمتعها او يعتقها فاختارت العتق.

قال ابن إسحاق ، وحدثني بعض بني سعد بن بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ إن قدرتم على بجاد ، رجل من بني سعد بن بكر ، فلا يفلتنكم ، وكان قد أحدث حدثا فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله وساقوا معه الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فعنفوا عليها في السياق فقالت للمسلمين تعلموا والله أني لأخت صاحبكم من الرضاعة فلم يصدقوها حتى أتوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن عبيد السعدي ، قال فلما انتهي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله إني أختك من الرضاعة قال وما علامة ذلك ؟ قالت عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك ; قال فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة فبسط لها رداءه فأجلسها عليه وخيرها ، وقال إن أحببت فعندي محبة مكرمة وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلت فقالت بل تمتعني وتردني إلى قومي .فمتعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وردها إلى قومها . فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما له يقال له مكحول ، وجارية فزوجت أحدهما الأخرى ، فلم يزل فيهم من نسلهما بقية

قال ابن هشام : وأنزل الله عز وجل في يوم حنين : لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم . . . إلى قوله وذلك جزاء الكافرين

http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes2565.htm

المحمودي
05-22-2009, 03:12 PM
جزاك الله خيرا أخي أحمد وبارك الله فيك على الإضافة الطيبة

المحمودي
05-22-2009, 03:14 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/12/715502258.gif

المحمودي
05-22-2009, 03:16 PM
http://www11.0zz0.com/2009/05/22/12/313800831.gif

المحمودي
05-22-2009, 03:18 PM
http://www3.0zz0.com/2009/05/22/12/988668305.gif

المحمودي
05-22-2009, 03:23 PM
http://www3.0zz0.com/2009/05/22/12/501361174.gif

المحمودي
05-22-2009, 03:25 PM
http://www9.0zz0.com/2009/05/22/12/510286106.gif

المحمودي
05-22-2009, 03:26 PM
جمعت أخي الكريم من تراهات (أطروحات = شبهات) (الملحد ) والتي سوف نشرع في الرد عليها من الحلقة القادمة ، وقد جمعتها دون ترتيب أو تنسيق وسوف نقوم بهذا في الحلقة القادمة إن شاء الله ولاحظ أخي أني أخترت الشبهات التي لها علاقة ببعض دون ترتيب وشطبت كلاما لأنه ليس له علاقة بالذي قبله فقط!! وهي كالتالي:




ثقافة تشن فيها الحروب وتغنم فيها النساء ويقتل فيها أبو المرأة وزوجها وأخاها ثم تنكح في ذات اليوم؟ وفي طريق العودة إلى المدينة؟ ودون أدنى مراعاة لمشاعرها؟ وحتى قبل أن تجف دموعها؟ وبدون استبراء رحمها؟ ليت شعري ماذا كان يعن لصفية بنت حي بن أخطب وهي تسلم نفسها لمن قتلوا أباها وزوجها وأخاها؟

السؤال الثالث: "كيف يقتل الرحمة المهداة أطفالاً في العاشرة لمجرد أنهم أنبتوا الشعر في عاناتهم؟"



دعني أوضح هنا أن عمر العاشرة هو افتراضي إذ أن الأطفال (حسب نظرية النضج المبكر التي تبناها معظم من رد علينا) يبلغون ما بين التاسعة والثالثة عشر فقد اخترت هذا العمر للتعبير وهذا الاختيار مبرر جداً فإذا كانت عائشة قد بلغت في التاسعة فلا عجب أن يبلغ هؤلاء في العاشرة، وأيا ما كان فإن الحاجة إلى الكشف عن عورة الطفل تدل على عدم التأكد من بلوغه كظهور شاربه أو شعر لحيته.

ولم يعارضنا الكاتب في صحة هذه القصة وإنما قال إنه لا تصح محاكمتها بقوانين لاهاي، وهذا صحيح إذ أننا لا نحاكم حرباً في القرن السابع بموازين القرن العشرين إلا إذا كان قائد هذه الحرب نبياً، وإلا إذا كان يزعم أنه أرسل رحمة للعالمين، وإلا إذا كان يزعم أن رسالته عابرة للزمان والمكان، والنقطة الأهم هنا هي أن هذه لم تكن حرباً بالمعنى المعروف فهؤلاء أناس قد حوصروا في حصونهم ثم استسلموا ونزلوا على حكمه فهم في ذلك كالأسرى، ودعني من اتفاقية جنيف

وقد أردت من إيراد هذا السؤال بيان عدة نقاط:

- الأولى: تضارب المنطق الإلهي الزاعم بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى بينما ينزل أوامره بقتل الأطفال بجريرة الآباء، والعامة بجريرة الخاصة.

- الثانية: بطلان الزعم الإلهي بكون الإله أرحم بعباده من الوالدة بولدها، إلا إذا كان الإله نفسه يبغض أجناساً بعينها بغضاً شديداً يمنعه من تمييز الأطفال، وكذلك الطعن في أسطورة الرحمة المهداة إذ لا يستقيم في ذهن عاقل أن يأمر رحيم ـ بشراً كان أم إلاهاً ـ بقتل أطفال مهما حاولنا تبرير ذلك.

- الثالثة: بطلان دعوى مجيئ الرسول لهداية الناس كافة فهو لم يبد اهتماماً يذكر بهداية هؤلاء الأطفال أو حتى انتظار أن يكبروا، كما فعل مع قومه قريش عندما قال "لعل الله يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله واليوم الآخر".

السؤال السابع: "لماذا لم يعرض الرسول الإسلام على ما يقارب من ثمانمائة من يهود بني قريظة قبل أن يذبحهم؟ ولماذا لم يعرض الإسلام على أطفال اليهود قبل أو بعد الكشف عن عاناتهم ثم ذبحهم؟ وهل عرض خالد بن الوليد الإسلام على السبعين ألفاً الذين أجرى نهرهم بدمائهم قبل أن يذبحهم؟



ولذا أعده لم يجب على هذا السؤال وسأتجاوزه بعد أن ألقيت الضوء على النقاط التالية:

- بطلان الزعم بأن الجيوش الإسلامية بما فيها غزوات الرسول كانت تخرج لهداية الناس ودعوتهم إلى الإسلام.

- إثبات وحشية هذه الجيوش والتي لم تختلف كثيراً عما كان يرتكبه قطاع الطرق من فظاعات على الرغم من المزاعم العريضة بتفوقها الأخلاقي.

- بيان خطورة العقل الديني وبشاعته اذ رأينا في قصة خالد أن الصحابة كانوا يفكرون في حيلة شرعية يبر بها خالد قسمه الذي أقسمه بإجراء النهر بدماء الناس الذين زعم خروجه لهدايتهم، ولم يفكروا في هذه الأرواح البريئة التي ستذهب إلى النار، واستحضر هنا قصة ذاك العراقي الذي ذهب يستفتي في نجاسة دم البعوض وقد لطخ يديه بدماء الحسين.


السؤال التاسع: "لماذا تزوج الرسول صفية بنت حي بن أخطب بدون استبراء رحمها كما ينص القرآن ؟"

- صفية من يهود بني النضير الذين أجلاهم الرسول عن بلدهم فلحقوا بيهود خيبر حتى أتاهم الرسول مرة أخرى وقد قتل الرسول زوجها كنانة بن الربيع بعد أن أمر الزبير بن العوام بتعذيبه ليقر بمكان كنز لليهود، فكان يعذب هذا الرجل بأن يقدح بزنده في صدره حتى أشرف على الهلاك، ثم أمر الرسول محمد بن مسلمة بأن يضرب عنقه (لاحظ أنه لا الرسول ولا الزبير ولا محمد بن مسلمة كلف نفسه عرض الإسلام على هذا الرجل ولاحظ أيضاً أمر الرسول بالتعذيب على خلاف ما يدعي الإسلاميون اليوم).

- قتل الرسول أباها حيي بن أخطب وقومها ثم أخذت سبياً فرآها النبي فوضع ثوبه عليها ليعلم الناس أنه اصطفاها لنفسه! وتحدثنا أم أنس بن مالك أنها لم تر في النساء أضوأ منها.. فتأمل!

- يحدثنا ابن هشام [سيرة ابن هشام – ص387] ان الرسول أعرس بصفية بخيبر أو ببعض الطريق، ولا نحسب أنه أقام بخيبر انتظاراً لانقضاء عدتها أو أن الطريق من خيبر إلى المدينة يستغرق ثلاثة شهور أو حتى شهراً حتى تنقضي عدة صفية من زوجها القتيل، ويحدثنا كذلك أن أبا أيوب زيد بن خالد بات يحرس الرسول عندما دخل بها وقال له (خفت عليك من هذه المرأة وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها) [نفس المصدر والصفحة].

انكار اليهود والكفار: دندن الكثيرون حول نقطة انه اذا كان زواج الرسول مما يستبشع لكان اليهود والكفار أول من أنكر ذلك فلماذا لم يفعلوا؟ ولعله من المناسب هنا أن نفتح بايجاز ملف الاغتيالات السياسية في عهد الرسول لكل من عارضه بالشعر دع عنك من عارضه بالسيف لنعلم أن معارضة الرسول لم تكن لتمر بدون عقوبة قاسية لا يشفع فيها كون المعارض رجلاً أو امرأة، شيخاً أو صغيراً، ولم تنج منه حتى المرأة التي ترضع أولادها، واليكم التفصيل:

إغتيال كعب بن الأشرف:
لما بلغ الرسول أن كعب بن الأشرف كان يهجوه، ويحرض قريشاً عليه، أرسل خمسة رجال، منهم أبو نائلة أخو كعب من الرضاعة لقتله. فمشى معهم الرسول إلى بقيع الغرقد ثم وجَّههم وقال: انطلقوا على اسم الله، اللهم أعِنهم. ثم رجع الرسول إلى بيته وهو في ليلة مقمرة. فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصن كعب وكان حديث عهد بعرس، فهتف أبو نائلة، فوثب كعب في ملحفته خارجاً آمناً إذ عرف صوته، فغدروا به وقتلوه وأخذوا رأسه ثم عادوا راجعين حتى بلغوا بقيع الفرقد فكبَّروا. فلما سمع الرسول تكبيرهم كبَّر وعرف أنهم قتلوه. ثم انتهوا إليه وهو قائم يصلي فقال أفلحت الوجوه. قالوا وجهك يا رسول الله، ورموا برأسه بين يديه! . [وهذه القصة لا يخلو منها كتاب وانظر القرطبي مثلاً ولاحظ أخي القارىء أن كعب ابن الأشرف كان معاهداً كما يرويه الطبري في تفسيره واستدل به العلماء على جواز قتل المعاهد اذا سب الرسول]

إغتيال أبي رافع سلام بن أبي الحقيق:
أرسل الرسول عبدَ الله بن عتيك، ومعه أربعة رجال لقتل أبي رافع لمعاداته للرسول. فلما هدأت الأصوات جاءوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية. فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية!، ففتحت له امرأته، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح، فأشار إليها بالسيف فسكتت، فدخلوا عليه فعلوه بأسيافهم وقتلوه. [طبقات ابن سعد – ص274]

جمعت في الحلقة الماضية بعض الشبهات التي ألقاها (حكيم) دون ترتيب ، ولكن سنبدأ في الرد عليها في هذه الحلقة ـ حسب تقديري سيكون الرد على هذه الشبهات في ثلاث حلقات ـ على حسب ترتيبها وسياقها ، وقبل الرد على هذه الشبه ، أحببت أن أنبه إلى عدة نقاط على القارئ الكريم أن ينتبه لها وأنا أسوق الأدلة لدحض هذه الشبهات وهي كالتالي:

أولا: في هذه الشبهات بعض الحق!! ، ثانيا: في هذه الشبهات شيئ من الكذب!! ، ثالثا: في هذه الشبهات تدليس وتزوير بمهارات عالية!! ، رابعا: في هذه الشبهات استدلالات وقياسات فاسدة شرعا وعقلا وعرفا ومنطقا!! خامسا: في هذه الشبهات إخفاء أو تجاهل لكثير من الروايات التي لها علاقة بهذه الشبه!!.


وقد سبق وأن ذكرت في غير هذا الموطن أن إطلاق بعض الأوصاف في الحوارات والردود لا يعد عيبا ولا مخلا بأداب الحوار وضوابطه (.. وليس من سوء الأدب كما يظن البعض أن نقول للكافر أنت كافر وللظالم أنت ظالم وللمبتدع أنت متبدع وللكاذب أنت كاذب وللجاهل أنت جاهل ونحو هذه المعاني والألفاظ الشرعية إذا كانت فعلا تمثل الحقيقة، ولو كان هذا سوء أدب وظلم وتعدي، لما جاز لنا- على هذا المذهب الباطل- أن نصف اليهود والنصارى بالمغضوب عليهم والضالين ، فتأمل أخي الكريم وفقني الله وإياك لكل خير).

ولا يتصور أحد أن إطلاق مثل هذه الأوصاف هو خاص ﺑ (الإسلاميين التقليديين!!) على حد قول أخينا طارق القزيري ، فهذا (حكيم) الباحث والناقد والدارس صاحب المنهجية الفريدة!! يدخل من هذا الباب أيضا ، يقول (حكيم) واصفا محاوريه في مقاله (فاسألوهم إن كانوا ينطقون)

(قالها إبراهيم لقومه من قبل... وأنا أقولها اليوم إذ أرى دعاة الفكر وحرية الرأي يجعلون أصابعهم في آذانهم كي لا يسمعوا، ويستغشون ثيابهم كي لا يرَوا، ويصرون ويستكبرون استكباراً..

وأظن القارىء الكريم يدرك الآن ضعف حجتهم، وتهافت منطقهم، وهم يلوذون ببعضهم كالفئران، ويستَعدُون الدكتور اغنيوة مراراً وتكراراً ليمنعنا من الكتابة، ويتخبطون تخبط المذبوح: فمن قائلٍ بعدمِ جدوى الرد، ومن عازمٍ على أهل القلم بسرعة الرد، ومن عائبٍ على الدكتور اغنيوة لنشره لنا، ومن داعٍ إلى مقاطعة موقعه، ومن مستحثٍ لأهل الخبرة في تصميم المواقع أن يستبدلوا بهذا الموقع المبارك موقعاً آخر ترتاده الغربان والخفافيش، ومن مقسمٍ على سادتهِ وكبرائه أن ينقذوا ما أمكن بعدما بان عوارهم وتهدم بنيانهم ، وإني أعزائي القراء لزاهدٌ في الرد على هؤلاء، فهم والله أقل من ذلك..) انتهى.
وأرجو أن لا ينشغل القارئ الكريم بمثل هذا الكلام ، والحقيقة وللإنصاف أن كلام (حكيم) السالف سبقه كلام من الإخوة مثله أو أكثر منه!! في حق (حكيم) ، ولا يحملنا كلام (حكيم) في ربنا وديننا على أن لا ننصفه.



والذي أريد أن أقف عليه ليس هذا الكلام ، فكما قلت نال (حكيم) من محاوريه ونالوا منه ، إنما الذي أريد أن أقف عليه هو التجاوزات الشرعية في التعامل مع (حكيم) وقد كنت دونت هذه التجاوزات في دفتري لأتعرض لها في مبحث عائشة رضي الله عنها عند الحديث عن حادثة الإفك ، إلا أني رأيت أن أقدمها في هذا المقال كونها متعلقة بحقوق أخرين ، وقضاء الحقوق أولى وأوجب.
والذي أعنيه تحديدا هو أنني قرأت لأحدهم(1) يقول ( موجها كلامه ﻠ (حكيم) يا ابن الزانية!!) وقد قرأت هذه الكلمة مرتين ، وهذه الكلمة لا يجوز إطلاقها على أم حكيم ولا غيرها!! فأم حكيم مسلمة قطعا وجزما وهي طاهرة ومحصنة ، بل قد تكون من أتقى وأطهر خلق الله ، وهذا حكم لا تختص به أم حكيم فقط ، بل هو لكل إمرأة في ليبيا ، سواء كانت أما أو أخت أو زوجة أو بنت أو..إلخ.

إذ الأصل في الليبيين عموما الإسلام ، فليس عندنا يهود ولا نصارى ولا غيرهم ، وكل مسلمة محصنة ما لم يقم الدليل الشرعي على غير ذلك ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون).َ وقد قرأت من البعض ممن يكتب في هذه الصفحة تعديا لهذا الأمر حيث كان يصف زوجة أحد الليبيين فكان يقول كانت تلبس كذا من اللباس الفاضح وتقابل الرجال في أماكن مشبوهة..إلخ. فكل هذا مما لا يجوز على الإطلاق ، فمهما كان (الرجل) فاسقا أو فاجرا أو ظالما أو ظاغيا فلا يجوز رمي زوجته أو أمه أو أخته..إلخ ما لم يقم الدليل الشرعي على ذلك ، سواء كان ذلك الرجل معارضا أو مع النظام ، صغيرا كان أم كبيرا..إلخ ولعل الدكتور غنيوة يعيد النظر في مثل هذه الأمور ، فإنها تؤذي الجميع ولا تحمل في طياتها أي قيمة علمية ولا حضارية ، وهو حق لكل ليبية عليه!!.

فعلى كل من وقع في مثل هذه الزلة العظيمة أن يتوب إلى الله ، وأنا أقول حفظ الله أم حكيم ـ إن كانت على قيد الحياة ـ ورعاها وألبسها لباس الصحة والعافية ، وغفر الله لها ـ إن كانت قد فارقت هذه الدنيا ـ وجعل الجنة مثواها ، وجعل ما أصابها من الأذى رفعة لدرجاتها..أمين.

قبل أن أبدأ في موضوع اليوم أذكر القارئ الكريم بالتركيز على المنهجية التي بها يصنع!! (حكيم) هذه الشبه وأرجو أن لا ينشغل القارئ عن هذا الأمر بغيره ، والأمر الأخر الذي أريد أذكر به هو أنني سأسرد بعضا من أحداث السيرة النبوية الشريفة التي لها علاقة بتلك الشبه ، ومن خلالها يكون الرد فنرجوا من القارئ الكريم أن لا يسثقل هذا الأمر أيضا.

خرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى الله ، بعد أن بايعه ثلة من الأنصار ، فتوجه إلى المدينة وكان في استقباله أنصاره من الهاجرين والأنصار ، وكذلك كان في انتظاره طائفة من الناس من غير المؤمنين ألا وهم (اليهود).

روى الترمذي عن عبد الله بن سلام ـ يهودي ـ رضي الله عنه قال : لما قدم النبي صلىالله عليه و سلم ، المدينة انجفل الناس إليه ، و قيل : قدم رسول الله صلىالله عليه و سلم ،قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قدم رسول الله صلىالله عليه و سلم ، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استثبتُّ وجه رسولالله صلى الله عليه و سلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، و كان أول شيء تكلم به أن قال : " أيها الناس ! أفشوا السلام ، و أطعموا الطعام ، و صلوا و الناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " .


وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك،قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فقالوا: جاء نبي الله، فاستشرفوا ينظرون إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم منه، فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها فجاء وهي معه، فسمع من نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله ، فلما خلا نبي الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام، فقال: أشهد أنك نبي الله حقا وأنك جئت بالحق، ولقد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ ، فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم إليهم فدخلوا عليه، فقال لهم نبي الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود ويلكم! اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق، أسلموا قالوا: ما نعلمه ، فأعادها عليهم ثلاثا وهم يجيبونه، كذلك قال: أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا، قال أفرأيتمإن أسلم قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، فقال: يا ابن سلام اخرج عليهم ، فخرج إليهم، فقال: يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله! فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقا، وأنه جاء بالحق، فقالوا: كذبت فأخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية قالوا: شرنا وابن شرنا. وانتقصوه، قال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.


وذكر ابن إسحاق:عن صفية بنت حيي، أنها قالت: لم يكن من ولد أبي وعمي أحد أحب إليهما مني لم ألقهما في ولد قط إلا أخذاني دونه ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبا نزل في بني عمرو بن عوف، فغدا إليه أبي وعمي أبو ياسر ابن أخطب مغلسين، فوالله ما جاءا إلا مع مغيب الشمس، فجاءا فاترين كسلين ساقطين يمشيان الهوينا، فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ما نظر إلي واحد منهما، فسمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله، قال: تعرفه بنعته وصفته؟ قال: نعم والله، قال: فماذا في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت.


وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان حيي بن أخطب، وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا ، إذ خصهم الله برسوله صلى الله عليه وسلم ، وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا ، فأنزل الله فيهما (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ..الأية) (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) قال ابن عباس : من بعد ما أضاء لهم الحق ، لم يجهلوا منه شيئا ، ولكن الحسد حملهم على الجحود.


ولنا على ما تقدم الأتي:

1.كان اليهود يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبنائهم ولكنهم كتموا الحق كما قال الله تعالى (الّذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإنّ فريقا منهم ليكتمون الحقّ وهم يعلمون) وقد شهد عليهم عالم اليهود وحبرهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه حيث قال (يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله! فوالله الذي لاإله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقا، وأنه جاء بالحق).


2. أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود للإسلام حيث قال (..يا معشر اليهود ويلكم! اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق، أسلموا..).


3.قليل جدا ممن أسلم من اليهود كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وغيره ، أما عامتهم فقد اختاروا عداوته ، وممن إختار عداوته حيي بن أخطب والد صفية رضي الله عنها حيث قال (..عداوته والله ما بقيت) وحديث صفية رضي الله عنها هذا سأعود إليه ثانية في الحلقات القادمة إن شاء الله.


4. اليهود قوم بهت ولا عهد لهم ولا أمان كما وصفهم حبرهم وعالمهم عبد الله بن سلام رضي الله عنه حيث قال في رواية أخرى (إن اليهود قوم بهت) ويشهد لهم تاريخهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الماضي ، والحاضر الذي نعيشه يشهد أيضا.


فلما لم يسلم اليهود ، وقع معهم النبي صلى الله عليه وسلم على اتفاقية ـ وهي المعاهدة المشهورة ـ وكان مما جاء فيها: (..وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وإن بينهم النصح والنصيحة والبردون الإثم وإنه لم يأثم امرئ بحليفه وإن النصر للمظلوم وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين وإنيثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم وإنه لا يجار حرمة إلا بإذن أهلها ، وإنه ماكان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عزوجل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره وإنه لا تجارقريش ولا من نصرها ، وإن بينهم النصر على من دهم يثرب..إلخ) وهذه المعاهدة موجودة في كتب السير وغيرها ككتاب البداية والنهاية لابن كثير بتفصيل أكثر.


ثم وقعت غزوة بدر المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على المشركين انتصارا ساحقا ، فأثار هذا الإنتصار الغل والحقد والحسد في نفوس بني قينقاع ، وقد ظهرت عداوتهم وحقدهم على الإسلام والمسلمين في مظاهر مختلفة:

المحمودي
05-22-2009, 03:29 PM
أولا: قالابن إسحاق‏ (مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً ‏[‏يهودياً‏]‏ قد عسا ، عظيم الكفر، شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم، يتحدثون فيه،فغاظه ما رأي من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذيكان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال‏:‏ قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه، فقال‏:‏ اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار،ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيينعلى الركب فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه‏:‏ إن شئتم رددناها الآن جَذَعَةـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً، وقالوا‏:‏ قد فعلنا، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة‏:‏ الحَرَّة ـ السلاح السلاح، فخرجوا إليها ‏[‏وكادت تنشب الحرب‏]‏‏.‏ فبلغذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال‏:‏ ‏(‏يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام، وأكرمكم به، وقطع بهعنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم‏) فعرفالقوم أنها نزغة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس‏).


ثانيا: في سنن أبي داود وغيره، عنابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع‏.‏ فقال‏:‏‏(‏يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله تعالى (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المِهَادُ، قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ التَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ العَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ). وردهم هذا بمثابة إعلان الحرب ونقض العهد.


ثالثا:قال ابنُ هشامٍ ( كان من أمر "بني قينقاع" أنَّ امرأةً من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته بسوق "بني قينقاع"، وجلست إلى صائغٍ بها، فجعلوا يُريدونها على كشف وجهها، فأبتْ، فعمد الصائغُ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلمَّا قامتْ انكشفت سوأتُها، فضحكوا بها، فصاحتْ. فوثب رجلٌ من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهودياً، وشدت اليهودُ على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهلُ المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشرُّ بينهم وبين بني قينقاع). فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزلوا على حكمه فطردهم من المدينة. هذا أول أمر اليهود ، نقضوا العهد وجاهروا بالعداوة للمسلمين ، ولابد أخي الكريم من معرفة هذه الأمور حتى نصل إلى بني قريظة وفتح خيبر وزواج النبي صلى الله عليه وسلم من صفية رضي الله عنها وقتل الأطفال!!..إلخ. استمرت الأحداث سراعا حتى وصلت إلى غزوة أحد ، وذلك أن ثلاثة ألاف من مشركي قريش حطوا رحالهم حول المدينة ، ولا يهمنا ماذا حدث في هذه الغزوة ، الذي يهمنا في هذه الغزوة هو الأسباب التي أدت إلى هذه الغزوة ، من الأسباب التي تخفي على كثير من الناس أن أحد اليهود انطلق إلى مكة يحرض قريشا على الإنتقام والقدوم بجيشهم إلى المدينة!!.


ذلكم هو كعب بن الأشرف:


يقول الحافط ابن حجر العسقلاني في كتابه العظيم فتح الباري شرح صحيح البخاري: (..قوله ـ أي البخاري ـ باب قتل كعب بن الأشرف أي اليهودي قال بن إسحاق وغيره كان عربيا من بني نبهان وهم بطن من طيء وكان أبوه أصاب دما في الجاهلية فأتى المدينة فحالف بني النضير فشرف فيهم وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق فولدت له كعبا وكان طويلا جسيما ذا بطن وهامة وهجا المسلمين بعد وقعة بدر وخرج إلى مكة فنزل على بن وداعة السهمي والد المطلب فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية فطردته فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم وروى أبو داود والترمذي من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أن كعب بن الأشرف كان شاعرا وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأهلها أخلاط فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم استصلاحهم وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشد الأذى فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر فلما أبى كعب أن ينزع عن أذاه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوه وذكر بن سعد أن قتله كان في ربيع الأول من السنة الثالثة..). ويقول الحافظ أيضا (في رواية محمد بن محمود بن محمد بن مسلمة عن جابر عند الحاكم في الإكليل فقد آذانا بشعره وقوى المشركين وأخرج بن عائذ من طريق الكلبي أن كعب بن الأشرف قدم على مشركي قريش فحالفهم عند أستار الكعبة على قتال المسلمين ومن طريق أبي الأسود عن عروة أنه كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ويحرض قريشا عليهم وأنه لما قدم على قريش قالوا له أديننا أهدى أم دين محمد قال دينكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لنا بابن الأشرف فإنه قد استعلن بعداوتنا..) ويقول السهيلي في (الروض الأنف) (فلما تيقن عدو الله ـ ابن الأشرف ـ الخبر ، خرج حتى قدم مكة ، فنزل على عبد المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة السهمي وعنده عاتكة بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فأنزلته وأكرمته وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الأشعار ويبكي أصحاب القليب من قريش ، الذين أصيبوا ببدر فقال:

طحنت رحى بدر لمهلك أهله...ولمثل بدر تستهل وتدمع
قتلت سراة الناس حول حياضهم...لا تبعدوا إن الملوك تصرع
كم قد أصيب به من أبيض ماجد...ذي بهجة يأوي إليه الضيع
طلق اليدين إذا الكواكب أخلفت...حمال أثقال يسود ويربع

ويقول أقوام أسر بسخطهم...إن ابن الأشرف ظل كعبا يجزع

صدقوا فليت الأرض ساعة قتلوا...ظلت تسوخ بأهلها وتصدع
صار الذي أثر الحديث بطعنه...أو عاش أعمى مرعشا لا يسمع
نبئت أن بني المغيرة كلهم...خشعوا القتل أبي الحكيم وجدعوا

وابنا ربيعة عنده ومنبه...ما نال مثل المهلكين وتبع
نبئت أن الحارث بن هشامهم...في الناس يبني الصالحات ويجمع
ليزور يثرب بالجموع وإنما...يحمى على الحسب الكريم الأروع ) انتهى.

ولنا على ما تقدم من الروايات وكلام العلماء التعليقات التالية:
1.كما ذكرنا أن اليهود ومن ضمنهم كعب بن الأشرف بل هو رأس من رؤوسهم كان لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم عهد وميثاق ومن ضمن هذه العهود:

2.(وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة) ومنها (وإن النصر للمظلوم) ومنها ( وإنه لا تجارقريشولا من نصرها ، وإن بينهم النصر على من دهم يثرب).

3.لم يكتف كعب بن الأشرف بأنه لم يلتزم بالعهود والمواثيق بل حرض قريش على مقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم والزحف إلى يثرب بالجموع ، وفعلا فعلوا وكان نتيجة هذا الزحف قد استشهد سبعين من خيرة الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين منهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

4.لم يكتف بهذا عدو الله بل لما رجع إلى المدينة صار يتشبب بنساء الصحابة ويهجو النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان مما قال كما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء:

أذاهب أنت لم تحلل بمنقبة...وتارك أنتأم الفضل بالحرم
صفراء رادعة لو تعصر انعصرت...من ذي القوارير والحناء والكتم

إحدى بني عامرهام الفؤاد بها...ولو تشاء شفت كعبا من السقم
لم أر شمسا قبلها طلعت...حتى تبدت لنا في ليلة الظلم

5.ما كنت لأسرد هذا الشعر الماجن في حق صحابية جليلة وهي (أم الفضل) زوجة عم النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب ، إلا أن (الملحد ) في معرض رده على الأخ سالم بن عمار وبعد أن ساق عدة روايات ـ الصحيح منها والسقيم ـ ومنها حديث كعب بن الأشرف تحدى الأخ سالم بأن يأتيه بالأشعار التي بسببها استحقوا القتل ، وذلك أن الأخ سالم ذكر للملحد الليبي أنه لو كان زواج عائشة مستنكرا لذكره اليهود أو مشركي قريش وهذا كلام (الملحد ) ( فلا أظن أن هذا المناخ كان مما يشجع الناس على ابداء آرائهم، وما أدراك أن بعض هؤلاء القتلى انما قتل بسبب استنكاره لزواج الرسول من عائشة؟ وهل تستطيع أن تأتينا بأشعارهم التي استحقوا بها القتل؟ ) انتهى.



6.بناء على ما تقدم من الجرائم التي قام بها كعب بن الأشرف قال صلى الله عليه وسلم (من لكعب بن الأشرف فإنه قد أذى الله ورسوله؟!!) فانبرى فرسان الأنصار له فجعلوه في الغابرين (ولا خير في حلم إذا لم يكن له... بوادر تحمي صفـوه أن يكـدرا) ومن كان يظن أن ليس في دين الله قرءان يهدي وسيف ينصر (فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ). قال الحافظ بن حجر (وَصَنِيع الْمُصَنِّف ـ البخاري ـ فِي الْجِهَاد يُعْطِي أَنَّ كَعْبًا كَانَ مُحَارِبًا حَيْثُ تَرْجَمَ لِهَذَا الْحَدِيث " الْفَتْك بِأَهْلِ الْحَرْب " وَتَرْجَمَ لَهُ أَيْضًا " الْكَذِب فِي الْحَرْب " وَفِيهِ جَوَاز قَتْل الْمُشْرِك بِغَيْرِ دَعْوَة إِذَا كَانَتْ الدَّعْوَة الْعَامَّة قَدْ بَلَغَتْهُ) هل القصة التي قدمها لنا (الملحد الليبي) والتي تتعلق بكعب بن الأشرف هي نفس القصة التي قرأتها أخي الكريم هنا؟!! وهل عمل ـ الملحد ـ هذا يوافق ويطابق شروط البحث العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم التاسع الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

المحمودي
05-22-2009, 03:31 PM
توقف بنا الحديث في الحلقة الماضية عند مقتل كعب بن الأشرف ، وسوف نستمر اليوم في عرض الأحداث من السيرة النبوية المتعلقة بتلك الشبه المتهافتة!!.

بعد انتهاء غزوة أحد (..قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ودعاه إليه فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد ، فدعوهم إلى أمرك ، رجوت أن يستجيبوا لك ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أخشى عليهم أهل نجد ، قال أبو براء . أنا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك).


فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سبعين من خيار الصحابة لدعوة الناس إلى الإسلام ، وخلاصة القصة أن غدر بهؤلاء الصحابة جميعا ، فقتلوا جميعا على يد عامر بن الطفيل ، ولم يبق إلا عمرو بن أمية الضمري مسكوه أسيرا ثم أطلقوا سراحه بعد أن جز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه!

(فخرج عمرو بن أمية حتى إذاكان بالقرقرة من صدر قناة ،أقبل رجلان من بني عامر ، وكان مع العامريين عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوار لم يعلم به عمرو بن أمية وقد سألهما حين نزلا ، ممن أنتما ؟ فقالا : من بني عامر فأمهلهما ، حتى إذا ناما ، عدا عليهما فقتلهما ، وهو يرى أنه قدأصاب بهما ثؤرة من بني عامر فيما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد قتلت قتيلين لأدينهما ـ أي سيدفع ديتهما لأنهما كانا معهما عهد من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن عمرو لم يكن يعلم ذلك ـ).


ذكر ابن إسحاق وعامة أهل السير أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خرج إلى بني النظير في نفر من أصحابه، وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضَّمْرِي – وكان ذلك يجب عليهم حسب بنود المعاهدة- فقالوا‏:‏ نفعل يا أبا القاسم، اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك‏.‏ فجلس إلى جنب جدار من بيوتهم ينتظر وفاءهم بما وعدوا، وجلس معه أبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه ، وخلا اليهود بعضهم إلى بعض، وسول لهم الشيطان الشقاء الذي كتب عليهم، فتآمروا بقتله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وقالوا‏:‏ أيكم يأخذ هذه الرَّحى، ويصعد فيلقيها على رأسه يشدخه بها‏؟‏‏‏ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش‏:‏ أنا‏.‏ فقال لهم سَلاَّم بن مِشْكَم‏:‏ لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به، وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه‏.‏ ولكنهم عزموا على تنفيذ خطتهم‏ ، ونزل جبريل من عند رب العالمين على رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يعلمه بما هموا به، فنهض مسرعاً وتوجه إلى المدينة، ولحقه أصحابه فقالوا:‏ نهضت ولم نشعر بك، فأخبرهم بما هَمَّتْ به يهود) فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم أجلاهم

(..وخربوا بيوتهم بأيديهم، ليحملوا الأبواب والشبابيك، بل حتى حمل بعضهم الأوتاد وجذوع السقف، ثم حملوا النساء والصبيان، وتحملوا على ستمائة بعير، فترحل أكثرهم وأكابرهم كحيي بن أخطب وسلاَّم بن أبي الحُقَيق إلى خيبر، وذهبت طائفة منهم إلى الشام، وأسلم منهم رجلان فقط‏:‏ يامِينُ بن عمرو وأبوسعد بن وهب، فأحرزا أموالهما‏..) انتهى.

ولنا على ما تقدم من هذه الأحداث التعليقات التالية:

1. حرص النبي صلى الله عليه وسلم على دعوة الناس‏(.. فعرض عليه رسول اللهصلى الله عليه وسلم الإسلامودعاه إليه).

2. أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ، وإلا ما كان ليرسل سبعينا من خيرة أصحابه ليقتلوا جميعا!!.

3. وفاءه صلى الله عليه وسلم بالعهود ، فمع أن عمرو بن أمية قد قتل قتيلين من بني عامر ، وبنوعامر هم الذين قتلوا سبعين من أصحابه إلا أن النبي صلى الله عليه أبى إلا أن يدفع ديتهما ، وذلك أنهما كانا معهما عهد معه صلى الله عليه وسلم ، فمرة أخرى هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم أيها الأوغاد ، قلبوا البصر في صحائف التاريخ هل تجدوا شيئا مثل هذا الوفاء؟!!.

4. ويقابل ذاك الوفاء من خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، سنة اليهود الماضية وطبعهم اللئيم الذي جبلوا عليه ألا وهو الغدر والخيانة.

5. معرفة اليهود ويقينهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم مؤيد من رب الأرض والسماء وأنه رسول الله صدقا وحقا (..فقال لهم سَلاَّم بن مِشْكَم‏:‏ لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به)

6. توجه عامة يهود بني النظير إلى خيبر (..فترحل أكثرهم وأكابرهم كحيي بن أخطب وسلاَّم بن أبي الحُقَيق إلىخيبر..) وأرجو من القارئ الكريم أن ينتبه لهذا النقطة لأننا سنحتاجها لاحقا!!.

المحمودي
05-22-2009, 04:11 PM
حدتث أحداث كثيرة بعد غزوة بني النظير لا تهمنا في قليل ولا كثير ، الذي يهمنا هو غزوة الخندق ، وذلك أن غزوة الخندق لها علاقة قوية جدا باليهود عموما وبيهود بني قريظة خصوصا

قال ابن كثير في البداية والنهاية (.. إنه كان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود منهم سلام بن ابي الحقيق النضري وحيي بن اخطب النضري وكنانة بن الربيع بن ابي الحقيق وهوذة بن قيس الوائلي وأبو عمار الوائلي في نفر من بني النضير ونفر من بني وائل وهم الذين حزبوا الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوهم الى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله فقالت لهم قريش يا معشر يهود انكم أهل الكتاب الاول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد أفديننا خير أم دينه قالوا بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه فهم الذين أنزل الله فيهم ألم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا الآيات فلما قالوا ذلك لقريش سرهم ونشطوا لما دعوهم اليه من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا لذلك واتعدوا له ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غطفان من قيس عيلان فدعوهم الى حرب النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروهم أنهم يكونون معهم عليه وأن قريشا قد تابعوهم على ذلك واجتمعوا معهم فيه فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر في بين فزارة والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في بني مرة ومسعر بن رخيلة بن نويره ابن طريف بن سحمة بن عبد الله بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان فيمن تابعه من قومه من أشجع). خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة


قال ابن اسحاق ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع الاسيال من رومة بين الجرف وزغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وأهل تهامة وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نقمى الى جانب أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم الى سلع في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب هنالك عسكره والخندق بينه وبين القوم وأمر بالذراري والنساء فجعلوا فوق الآطام..)

قال ابن هشام واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم قلت وهذا معنى قوله تعالى إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وقد زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا قال البخاري عن عائشة اذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم واذ زاغت الابصار قالت ذلك يوم الخندق).



قال ابن كثير في البداية والنهاية وغيره من أهل السير (..ولما نزل الاحزاب حول المدينة أغلق بنو قريظة حصنهم دونهم قال ابن اسحاق وخرج حيي بن أخطب النضري حتى أتى كعب بن أسد القرظي صاحب عقدهم وعهدهم فلما سمع به كعب أغلق باب حصنه دون حيي فاستأذن عليه فأبى أن يفتح له فناداه ويحك يا كعب افتح لي قال ويحك يا حيي انك امرؤ مشئوم واني قد عاهدت محمدا فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أر منه إلا وفاء وصدقا قال ويحك افتح لي أكلمك قال ما أنا بفاعل قال والله ان أغلقت دوني الا خوفا على جشيشتك ان آكل معك منها فأحفظ الرجل ففتح له فقال ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام قال وما ذاك قال جئتكفقال كعب جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الاسيال من رومة وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى الى جانب أحد قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه فاني لم أر من محمد إلا وفاءا وصدقا وقد تكلم عمر بن سعد القرظي فأحسن فيما ذكره موسى بن عقبة ذكرهم ميثاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده ومعاقدتهم اياه على نصره وقال اذا لم تنصروه فاتركوه وعدوه قال ابن اسحاقفلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له يعني في نقض عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي محاربته مع الاحزاب على أن أعطاه حيي عهد الله وميثاقه لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب بن أسد العهد وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم).


قال ابن اسحاق فلما انتهى الخبر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى المسلمين بعث سعد بن معاذ وهو يومئذ سيد الاوس وسعد بن عبادة وهو يومئذ سيد الخزرج ومعهما عبد الله بن رواحة وخوات بن جبير قال انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا حق ما بلغنا عنهم فإن كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد المسلمين وان كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس قال فخرجوا حتى أتوهم قال موسى ابن عقبة فدخلوا معهم حصنهم فدعوهم الى الموادعة وتجديد الحلف فقالوا الآن وقد كسر جناحنا وأخرجهم يريدون بني النضير ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل سعد بن عبادة يشاتمهم فأغضبوه فقال له سعد بن معاذ انا والله ما جئنا لهذا ولما بيننا أكبر من المشاتمة ثم ناداهم سعد بن معاذ فقال انكم قد علمتم الذي بيننا وبينكم يا بني قريظة وأنا خائف عليكم مثل يوم بني النضير أو أمر منه فقالوا اكلت أير أبيك فقال غير هذا من القول كان أجمل بكم وأحسن وقال ابن اسحاق نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا من رسول الله لا عهد بيننا وبين محمد ، ثم أقبل السعدان ومن معهما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم قالوا عضل والقارة أي كغدرهم بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر ابشروا يا معشر المسلمين ، ثم تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبه حين جاءه الخبر عن بني قريظة فاضطجع ومكث طويلا فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع وعرفوا انه لم يأته عن بني قريظة خير ثم انه رفع رأسه وقال ابشروا بفتح الله ونصره فلما أن أصبحوا دنا القوم بعضهم من بعض وكان بينهم رمي بالنبل والحجارة.

قال ابن اسحاق وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم حتى ظن المؤمنون كل ظن ونجم النفاق).


ولنا على ما تقدم التعليقات الأتية:


1. أن سبب الغزوة وما حل بالمسلمين من الكرب والبلاء هم اليهود بل زعماء اليهود ، ومن أكابر المجرمين الذين حزبوا الأحزاب حيي بن أخطب!! وسلام بن أبي الحقيق (أبورافع ، وأرجو أن تنتبه لهذا الإسم أخي الكريم فسيأتي ذكره لاحقا أيضا) وكنانة بن الربيع ابن الحقيق.


2. أن هؤلاء اليهود انطلقوا من خيبر لهذه المهمة ، فقد ذكرنا أن حيي بن أخطب ومن معه من زعماء بني النظير بعد أن أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة توجهوا إلى خيبر ، وبالتالي تعتبر خيبر القاعدة التي انطلق منها كل ذلك العدوان!! وأرجو أن تحفظ هذا أخي الكريم فسنحتاجه لاحقا.


3. لم يكتف حيي بن أخطب (والد صفية أم المؤمنين!!) بتحزيب الأحزاب بل حرض بني قريظة على نقض العهد والإنضمام إلى الأحزاب لقتال المسلمين والذين استجابوا لتحريضه.


4. شهادة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه رجل صدق ووفاء ، قال زعيمهم (فاني لم أر من محمد إلا وفاءا وصدقا).


5. قد يستغرب القارئ الكريم من موقف كعب بن أسد زعيم بني قريظة بعد أن قال له حيي بن أخطب جئتك بقريش وجئتك بغطفان ـ عشرة ألاف مقاتل ـ ومع ذلك يقول كعب بن أسد (جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هراق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء ويحك يا حيي فدعني..) والسر في ذلك أخي الكريم أنهم يعرفون أنه رسول الله ويعرفون أنه منصور وأن دينه ظاهر لا محالة فإنهم يقرأون ذلك في كتبهم!!.


6. عاهد حيي بن أخطب كعب بن أسد على أن لا يرجع مع الأحزاب إن هم رجعوا قبل القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم (على أن أعطاه حيي عهد الله وميثاقه لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك..) هذه معلومة مهمة نحتاجها لاحقا لكشف كذب (الملحد ).


7. الشدة والبلاء والخوف الذي نزل بالمسلمين ، ولنترك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يحدثنا عن هذا الأمر، قال ابن إسحاق : قال قال رجل من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان يا أبا عبد الله أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه ؟ قال نعم يا ابن أخي ، قال فكيف كنتم تصنعون ؟ قال والله لقد كنا نجهد قال فقال والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا . قال فقال حذيفة يا ابن أخي ، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ثم التفت إلينا فقال من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع - يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة - أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة ؟ فما قام رجل من القوم!!! من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد!!! ..) وهذه الغزوة لم يتغيب عنها أحد من صناديد الصحابة وأبطالهم ومع ذلك لم يقم منهم أحد!!. وأصدق من ذلك كله قول الله تعالى (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ؛ وإذ زاغت الأبصار ، وبلغت القلوبُ الحناجرَ ، وتظنون بالله الظنونا . هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا).


8. أضف إلى ما تقدم أخي الكريم أن قريشا ومن معها لم تأت إلى ثمار المدينة أو لسبي النساء أو للإبل والغنم ، بل جاءت كما قال حيي بن أخطب (جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الاسيال من رومة وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى الى جانب أحد قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدا ومن معه).

فلولا الله جل جلاله لما كان دين الإسلام على الإطلاق ، والسبب حيي بن أخطب ومن معه وغدر بني قريظة ، أقول هذا حتى يستشعر القارئ الكريم حجم الكارثة التي كانت ستحل بالمسلمين ، والتي لم يتطرق لها (الملحد ) إطلاقا في روايته ودفاعه عن اليهود واستنكاره لقتلهم!!.



أرجو أن تكون الصورة واضحة الأن أخي الكريم ، هزم الله الأحزاب بكرمه وجوده وإحسانه ، ورجعوا من حيث جاؤوا خائبين لم ينالوا شيئا وكفى الله المؤمنين القتال، وجاء الوقت لتصفية الحسابات مع بني قريظة، ولا أريد أن أسترسل في تفصيل هذه الغزوة إنما سنقف على الأحداث التي لها علاقة بتلك الشبه التافهة.

المحمودي
05-22-2009, 04:13 PM
يقول الحافظ ابن كثير في البداية النهاية (..فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف في قلوبهم الرعب وقد كان حيي بن أخطب دخل معهم حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه فلما أيقنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم حتى يناجزهم قال كعب بن اسد يا معشر يهود قد نزل بكم من الامر ما ترون واني عارض عليكم خلالا ثلاثا فخذوا بما شئتم منها قالوا وما هن قال نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل وأنه للذي تجدونه في كتابكم فتأمنون به على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم قالوا لا نفارق حكم التوراة أبدا ولا نستبدل به غيره قال فإذا أبيتم علي هذه فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا ثم نخرج الى محمد وأصحابه رجالا مصلتين بالسيوف لم نترك وراءنا ثقلا حتى يحكم الله بيننا وبين محمد فإن نهلك نهلك ولم نترك نسلا نخشى عليه وان نظهر فلعمري لنجدن النساء والابناء قالوا أنقتل هؤلاء المساكين فما خير العيش بعدهم قال فان أبيتم علي هذه فالليلة ليلة السبت وانه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنونا فيها فانزلوا لعلنا نصيب من محمد وأصحابه غرة قالوا أنفسد سبتنا ونحدث فيه ما لم يحدث فيه من كان قبلنا إلا من قد علمت فاصابه ما لم يخف عنك من المسخ فقال ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة من الدهر حازما..).


ثم طلب اليهود أبالبابة رضي الله عنه وأرسلوا أمامه الأطفال والنساء يبكون ثم سألوه ماذا سيفعل (محمد) صلى الله عليه وسلم بنا؟!! فأشار إلى حلقه يقصد الذبح! ثم عرف أنه ما كان له أن يتكلم بمثل هذا الكلام ، فذهب وربط نفسه بإحدى سواري المسجد حتى ينظر النبي صلى الله عليه وسلم في أمره.



قال ابن اسحاق (.. فلما أصبحوا ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواثبت الاوس فقالوا يا رسول الله انهم كانوا موالينا دون الخزرج وقد فعلت في موالي اخواننا بالامس ما قد علمت يعنون عفوه عن بني قينقاع حين سأله فيهم عبد الله ابن ابي كما تقدم قال ابن اسحاق فلما كلمته الاوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الاوس ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم قالوا بلى قال فذلك الى سعد بن معاذ.. فقالوا يا أبا عمر ـ سعد بن معاذ ـ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم فقال سعد عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ان الحكم فيهم لما حكمت قالوا نعم قال وعلى من ها هنا في الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلالا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال سعد فاني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتقسم الاموال وتسبى الذراري والنساء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ، وفي رواية (نقتل مقاتلتهم ونسبي ذريتهم) وفي رواية (فاني أحكم أن تقتل المقاتلة وتسبى النساء والذرية وتقسم أموالهم) (..ولما جيء بحيي بن أخطب!! إلى بين يديه ووقع بصره عليه قال أما والله ما لمت نفسي في معاداتك ، ولكن من يغالب الله يغلب ثم قال يا أيها الناس لا بأس قدر الله وملحمة كتبت على بني إسرائيل ثم حبس فضربت عنقه..) وقد تم تنفيذ هذا الحكم.


ولنا على ما تقدم التعليقات التالية:


أولا: أسألك أخي الكريم هل ترى في غزوة بني قريظة أي مخالفة أو تجاوز؟!! أليس هم أنفسم قبل بضعة أيام كانوا سيفعلون الشيئ نفسه مع المسلمين؟!!.


ثانيا: يقول (الملحد )

(السؤال السابع: "لماذا لم يعرض الرسول الإسلام على ما يقارب من ثمانمائة من يهود بني قريظة قبل أن يذبحهم؟ ولماذا لم يعرض الإسلام على أطفال اليهود قبل أو بعد الكشف عن عاناتهم ثم ذبحهم؟ وهل عرض خالد بن الوليد الإسلام على السبعين ألفاً الذين أجرى نهرهم بدمائهم قبل أن يذبحهم؟) انتهى.


تبين لك أخي الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرض الإسلام على اليهود من الأيام الأولى وقد ذكرت ذلك بالتفصيل في الحلقة الماضية (أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود للإسلام حيث قال (..يا معشر اليهود ويلكم! اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق، أسلموا..). ثم لما رفضوا أبرم معهم المعاهدة المشهورة.


ووالله إن هذا الكلام من أعجب ما قرأت (للملحد ) كيف يقول هذا الكلام؟!! وهو يعرف الأيات والسور التي نزلت تدعو اليهود إلى الإيمان بالله واتباع الرسول ، ولا أريد أن أنقل بعضا منها هنا ، ولكنني أقول افتح أخي الكريم المصحف ثم تأمل في عامة الأيات التي فيها (يأهل الكتاب..) أو (يابني اسرائيل..) فاعلم أنها خطاب من الله إلى اليهود الذين كانوا في المدينة أصالة ثم إلى عامة اليهود والنصارى!!.


فكيف يقول الباحث!! والناقد!! للدين الإسلامي لماذا لم يعرض عليهم الإسلام؟!! ثم ألسنا قد بينا في غير موطن أن اليهود كانوا يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من معرفتهم أبنائهم؟!! فحتى هؤلاء ـ بني قريظة ـ الذين يدافع عنهم (الملحد ) قد عرض عليهم الإسلام قبل موتهم بساعات ولكنهم رفضوا!!(.. قال كعب بن اسد يا معشر يهود قد نزل بكم من الامر ما ترون واني عارض عليكم خلالا ثلاثا فخذوا بما شئتم منها قالوا وما هن قال نتابع هذا الرجل ونصدقه فوالله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل وأنه للذي تجدونه في كتابكم فتأمنون به على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم قالوا لا نفارق حكم التوراة أبدا ولا نستبدل به غيره).


فالإسلام معروف عندهم في كتبهم ، وقد عرض عليهم ودعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيات الله تتلى عليهم أناء الليل وأطراف النهار فماذا بقي لهم من عذر؟!! نعم لو خرج أحدهم من الحصن أو حين القتل وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لقبل منه ( قال ابن اسحاق ثم أن ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد وهم نفر من بني هدل ليسوا من بني قريظة ولا النضير نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم أسلموا في تلك الليلة التي أنزلت فيها قريظة على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعوا دمائهم وأموالهم).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول (..في حصره لقريظة و النضير مذكور أنهم لو أسلموا لكف عنهم و قد جاء نفر منهم مسلمين فعصموا دماءهم و أموالهم منهم ثعلبة بن سعية و أسد بن سعية..).


بل في ديننا الأمر أعظم وأجل من هذا بكثير ، تصور أخي الكريم لو أنك التقيت (بالملحد ) في معركة من معارك الكفر والإيمان ، ثم أثناء القتال قطع (الملحد ) يدك بالسيف وهرب!! فلما أدركته ورفعت السيف لتضربه قال (أشهد أن لا إله إلا الله) فلا يجوز قتله ولا يجوز ترويعه ولا يجوز أذيته!! ويجب قبول إسلامه!! وهذا هو الدليل:


ثبت في صحيح مسلم وغيره (عن المقداد بن الأسود أنه قال يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال أسلمت لله أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله قال فقلت يا رسول الله إنه قد قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال).


قال الخظابي (أن الكافر مباح الدم بحكم الدين قبل أن يسلم ، فإذا أسلم صار مصان الدم كالمسلم ، فإن قتله المسلم بعد ذلك صار دمه مباحا بحق القصاص كالكافر بحق الدين ، وليس المراد إلحاقه به في الكفر كما يقوله الخوارج من تكفير المسلم بالكبيرة) انتهى.


وفي الصحيح عن أسامة بن زيد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقال لا إله إلا الله وقتلته قال قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.

هل رأت الدنيا تشريع أعظم من هذا؟!! قلب البصر في جميع الأديان (اليهودية والنصرانية والمجوسية.. إلخ) وقلب البصر في جميع دساتير وقوانين الأرض (الإنجليزي ، الفرنسي ، الأمريكي..إلخ) هل ترى فيها شيئا قريب من هذه العظمة؟!! قطعا سينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير!!

والمعروف والمشهور والمتواثر الذي لا يخفى إلا على أمثال (الملحد ) أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل قوما قط إلا بعد أن أنذرهم ودعاهم ورغبهم في الإسلام ، فإن هم رفضوا الإسلام قاتلهم حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ، فإن ظهر عليهم وظفر بهم ، فإن شاء قتلهم وإن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذ مهنم الفدية على حسب أحوالهم وجرائمهم ، وقبل إسلام كل من أسلم وفي أي ظرف كان ولو كان تعوذا من السيف!!.

يتبع إن شاء الله

أظن أن القارئ الكريم صار يدرك ويبصر كيف أن الكفر أصبح يختنق ويحتضر ويساق قهرا وقسرا إلى حتفه!!.

المحمودي
05-22-2009, 04:14 PM
أذكر القارئ الكريم بأن هذه السلسلة المباركة حلقاتها مترابطة ترابطا وثيقا ، ولا ينبغي لقارئ مهتم بأمر (الملحد الليبي) أن يتجاوز حلقة واحدة ، بل عليه أن يقرأها واحدة تلو الأخرى ، إذ ما أجمل في حلقة يكون قد فصل في حلقة قبلها ، وما ذكر مبهما في حلقة يكون قد بين في حلقة قبلها وهكذا.


ذكرت في الحلقة الماضية (والمعروف والمشهور والمتواثر الذي لا يخفى إلا على أمثال (الملحد الليبي) أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل قوما قط إلا بعد أن أنذرهم ودعاهم ورغبهم في الإسلام ، فإن هم رفضوا الإسلام قاتلهم حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ، فإن ظهر عليهم وظفر بهم ، فإن شاء قتلهم وإن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذ منهم الفدية على حسب أحوالهم وجرائمهم ، وقبل إسلام كل من أسلم وفي أي ظرف كان ولو كان تعوذا من السيف!!).



هذا الكلام أخي الكريم أصل وقاعدة عليها من الأدلة ما أعجز عن حصرها ، فحياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها دعوة إلى الله ، أرسل كتبه إلى الملوك وزعماء القبائل والأعيان..إلخ يدعوهم إلى الإسلام ، وأرسل أصحابه إلى دعوة الناس فمنهم من قتل ومنهم من رجع وما بدلوا تبديلا.



فإذا جاءك أخي الكريم من يحاول أن يشكك في هذا الأصل ، فلا تناقشه قل له عندي أدلة يقينية أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل قوما قط إلا بعد أن أنذرهم ودعاهم ورغبهم في الإسلام ، كما سيأتي في فتح خيبر!! فإن كان عندك غير ذلك من الأدلة اليقينية التي تثبت خلاف ما عندي من الأدلة فهاتها؟! فلن يجد من الأدلة إلا ما وجد (الملحد الليبي) من الأدلة في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرض الإسلام على بني قريظة!!.



ثم هناك أمر مهم يتعلق بشبهة عدم عرض الإسلام على بني قريظة وهو قول حيي بن أخظب للنبي صلى الله عليه وسلم عند الموت (..أما والله ما لمت نفسي في معاداتك..) وقائل هذا الكلام يعرف يقينا أنه رسول الله ، فهو رأس ـ إن لم يكن رأس الرؤوس ـ كبير من اليهود ، وقد بينا أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم في الأيام الأولى للهجرة ، وتعرف عليه فلما سأله أخوه ياسر قائلا (أهو هو؟! قال حيي بن أخطب نعم هو هو!! فقال له ياسر فماذا أنت صانع؟! فأجاب حيي عداوته أبد الدهر!!) وقد صدق في كلامه هذا فقد كانت عداوته وحربه للنبي صلى الله عليه وسلم منذ اللقاء الأول إلى أخر لحظة من حياته لم تتغير ولم تتبدل من مؤامرة إلى أخرى ، حتى حصدت رأسه سيوف الحق (ومن يغالب الله يغلب!).



وبهذا يتبين لكل عاقل أن هذه الشبهة (عدم عرض الإسلام على بني قريظة وغيرهم) شبهة تافهة لا قيمة لها ولا اعتبار ، وليست قائمة على دليل صحيح ولا عقل سليم ، إنما هي ناتجة عن أمراض قلبية مزمنة والتي من أعظمها رفض بل بغض الحق.



وأما الذين قتلهم خالد بن الوليد في (أليس) فقد بينا بالتفصيل أن خالد بن الوليد رضي الله عنه دعاهم إلى الإسلام ورغبهم فيه ، وأرسل إلى أمرائهم وملوكهم وأعيانهم الكتب بذلك ، ولكنهم اختاروا السيف فكان لهم سيف الله المسلول بالمرصاد ، وأراهم من صنوف الشجاعة والفروسية والإقدام ما يعجز القلم عن وصفه ، فكان أحق بالقيادة وأهلها رضي الله عنه وأرضاه (تجد أخي الكريم هذا الأمر مفصلا في الحلقة الثانية من هذه السلسلة).

وكالعادة يصنع (الملحد ) الشبهة بناء على تحليلات ساقطة ، وأدلة واهية ـ بل لا يوجد أدلة أصلا ـ ثم بعد ذلك يقيم أحكامه الجائرة بناء على ذلك ، يقول في مقاله (تلاشي الأوهام وتهاوي الأصنام)


ولم يتعرض الأستاذ طارق قط إلى موقف الرسول من قتلى بني قريظة رجالاً وأطفالاً ولم يجب عن السبب في عدم عرض الإسلام على ما يقارب السبعين ألف مذبوح وإنما احتج على العدد مخطئاً كما بيننا ولذا أعده لم يجب على هذا السؤال وسأتجاوزه بعد أن ألقيت الضوء على النقاط التالية:

- بطلان الزعم بأن الجيوش الإسلامية بما فيها غزوات الرسول كانت تخرج لهداية الناس ودعوتهم إلى الإسلام.

- إثبات وحشية هذه الجيوش والتي لم تختلف كثيراً عما كان يرتكبه قطاع الطرق من فظاعات على الرغم من المزاعم العريضة بتفوقها الأخلاقي.

فهل كان (الملحد ) يعرف هذه الأدلة ـ التي سقناها ـ وهذا التفصيل في بيان الإسلام لبني قريظة وغيرهم؟!! فإن كان الجواب نعم؟! فلماذا أخفاها عن القارئ؟!! وإن كان الجواب لا؟!! فمعنى ذلك أنه جاهل!! وفي كلا الحالتين لا يصلح حسب شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج أن يكون باحثا أو ناقدا!! وهذاالصارم العاشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

ثالثا: بينا أن حيي بن أخطب (والد صفية أم المؤمنين) قد دخل مع بني قريظة الحصن (..وقد كان حيي بن أخطب دخل معهم حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه..) وبينا أنه قد قتل مع بني قريظة (..ولما جيء بحيي بن أخطب!! إلى بين يديه ووقع بصره عليه قال أما والله ما لمت نفسي في معاداتك ، ولكن من يغالب الله يغلب ثم قال يا أيها الناس لا بأس قدر الله وملحمة كتبت على بني إسرائيل ثم حبس فضربت عنقه..).

لكن (الملحد ) أراد أن يثير عواطف الناس ولو بالكذب المكشوف فقال في مقاله (ثقافة أية الله الفاضلي).



ثقافة تشن فيها الحروب وتغنم فيها النساء ويقتل فيها أبو المرأة وزوجها وأخاها ثم تنكح في ذات اليوم؟

وذكرها مرة أخرى في مقاله (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يفكرون)

وفي أي سياق تنكح امرأة قتل أبوها وأخوها وزوجها في نفس اليوم

فالملحد يكذب (ولا أستطيع أن أصف هذا الفعل إلا بالكذب) ويقول أن حيي بن أخطب قتل في نفس اليوم الذي تزوجت فيه صفية!! والكذب واضح أخي الكريم حيث أن والدها(حيي) قتل مع بني قريظة ، وصفية تزوجت بعد فتح خيبر!! والمدة* التي بين غزوة بني قريظة وبين فتح خيبر أتركها (للمحامي الفاشل) كي يحددها. والكذب أخي الكريم صفة مذمومة في جميع الشرائع ، بل هو مذموم فطرة وعقلا وعرفا ، هذا إذا كان الكذب في أمر يسير بل ولو كان في أمر تافه ، يعني تصور لو أن إنسانا أراد أن يبيع (بصلا!!) وكان قد اشترى هذا البصل بدينار ، فجاءه (فوزي عبد الحميد!!) ليشتري هذا البصل!! فقال له البائع اشتريت هذا البصل بدينار وخمسة قروش!! وسأبيعه لك بدينار وعشرة قروش!! ثم بعد أن اشترى (فوزي عبد الحميد!!) البصل تبين له أن البائع قد كذب عليه وأضاف عليه خمسة قروش!! قطعا سيسقط (فوزي عبد الحميد!!) أمانته ، وسيتهمه بالكذب ، وسينشر قصته في العالمين ، عبر (ليبيا وطننا) طبعا ـ هذا مجرد مثال لاختبار مدى تحسن عقلية (فوزي) ـ.


فكيف يكون حال من يكذب ليتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقسوة والظلم والعدوان..إلخ ثم أريدك أخي الكريم أن تتابع من خلال المقالين الماضيين جرائم حيي بن أخطب؟!! فهو ـ وقومه ـ الذي نقض العهد وحاول قتل النبي صلى الله عليه وسلم حينما هموا برميه بحجر!! وهو الذي حزب الأحزاب ـ عشرة ألاف مقاتل ـ وجاء بهم إلى المدينة!! وهو الذي حرض يهود بني قريظة على نقض العهد!!
فهل كذب (الملحد ) حينما قال أن حيي قتل في نفس اليوم الذي تزوجت فيه صفية رضي الله عنها ، وإخفائه لجرائم حيي بن أخطب وعدم التعرض لها في روايته التي رواها لنا ، يوافق ويطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟! وهذاالصارم الحادي عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

المحمودي
05-22-2009, 04:16 PM
وقبل أن أنتقل للنقطة التالية أود أن أشير إلى أن هذا العنوان الذي اختاره (حكيم) لمقاله (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يفكرون) مقتبس من حديث صحيح ، وهذا الحديث ينسف كل ما يريد أن يقرره (الملحد ) حول ثقافتنا (ديننا) من حب القتل والإنتقام وعدم الحرص على هداية الناس..إلخ.


قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى (ليس لك من الأمر شيء) في صحيح مسلم عن ٱبن مسعود قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبِياً من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: " رب ٱغفر لقومي فإنهم لا يعلمون

" قال علماؤنا: فالحاكي في حديث ٱبن مسعود هو الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام، وهو المحكي عنه؛ بدليل ما قد جاء صريحاً مبَيِّناً. أنه عليه الصَّلاة والسَّلام لما كُسرت رَباعيته وشُجّ وجهه يوم أحُد شقّ ذلك على أصحابه شقّاً شديداً وقالوا: لو دعوت عليهمٰ فقال: " إني لم أبعث لَعّاناً ولكني بعثت داعِياً ورحمة، اللَّهم ٱغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " فكأنه عليه السَّلام أوحي إليه بذلك قبل وقوع قضية أحُد، ولم يعيّن له ذلك النّبيّ؛ فلما وقع له ذلك تَعيَّن أنه المعنيُّ بذلك بدليل ما ذكرنا. ويُبيِّنه أيضاً ما قاله عمر له في بعض كلامه: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله! لقد دعا نوح على قومه فقال (رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً) ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا؛ فقد وُطِيء ظهرك وأدْمي وجهك وكُسِرت ربَاعيتك فأبيت أن تقول إلاَّ خيراً، فقلت (رب ٱغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) انتهى.



هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم أيها الأوغاد ، ليس في قلبه إلا الرحمة والمحبة والحرص على إنقاد الناس من الظلمات إلى النور ، ليس في قلبه إلا الحرص على إنقاذ الناس من العذاب الأليم الذي ينتظرهم إن هم كفرو‏ا بالله العظيم ـ ومن الرحمة التي تخفى على كثير من الناس أن تحصد الرؤوس الكافرة التي تقف في طريق النور!! حتى يصل النور إلى كل الناس ـ هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم عظيم في كل أحواله ، في الغضب والرضا ، والفرح والحزن ، والفقر والغنى ، والنصر والهزيمة.

رابعا: يقول (الملحد )


السؤال الثالث: "كيف يقتل الرحمة المهداة أطفالاً في العاشرة لمجرد أنهم أنبتوا الشعر في عاناتهم؟"


وهذا الكلام باطل من وجوه:

1. الوجه الأول: أن هذا الكلام مخالف للنص!! فالنص يقول (فاني أحكم فيهم أن يقتل الرجال) ويقول (نقتل مقاتلتهم) ويقول (فاني أحكم أن تقتل المقاتلة) فهذا هو النص وعلماؤنا يقولون لا اجتهاد مع النص!! ودعني أخي الكريم أقف عند قول العلماء (لا اجتهاد مع النص) فقد يقول أصحاب (الفكر المستنير!!) الذين هم على العكس من أصحاب (الفكر التقليدي) أن هذه القاعدة حددها فقهاء تقليديون!! فلهؤلاء نقول ، لا نريد أن نقول جامعة كامبريدج هذه المرة ، ولكن نقول الطالب عندنا ـ في ليبيا ـ في الشهادة الإعدادية يقال له الحد الأدنى للنجاح في كل مادة في الإمتحانات النهائية 24 من 60 فهذا نص غير قابل للإجتهاد ، فإذا قال الطالب يكفيني للنجاح 22 من 60 يقال له (لا اجتهاد مع النص) يعني (شم الريح!!).


2. الوجه الثاني: قول (الملحد الليبي) أطفال في العاشرة مخالف للمدلول اللغوي لكلمة (الرجال) فلو قال قائل (مر رجل من هذا الطريق) فلا يمكن لعاقل (باستثناء فوزي!!) أن يتصور المار طفل في العاشرة من عمره (ولا أظن الأخ القزيري يخالفنا في هذه).


3. الوجه الثالث: قاس (الملحد ) قياسا من أفسد القياسات التي رأيتها في حياتي وهو قوله:


دعني أوضح هنا أن عمر العاشرة هو افتراضي إذ أن الأطفال (حسب نظرية النضج المبكر التي تبناها معظم من رد علينا) يبلغون ما بين التاسعة والثالثة عشر فقد اخترت هذا العمر للتعبير وهذا الاختيار مبرر جداً فإذا كانت عائشة قد بلغت في التاسعة فلا عجب أن يبلغ هؤلاء في العاشرة،

فهنا (الملحد ) مع ذكائه ودهائه إلا أنه سقط على أم رأسه!! (ومن يغالب الله يغلب) وذلك أنه قاس الذكر على الأنثى في أخص خصائص الجنسين إلا وهو البلوغ والله جل جلاله يقول (وليس الذكر كالأنثى) والطب يقول(وليس الذكر كالأنثى) والعقل يقول (وليس الذكر كالأنثى) والعرف يقول (وليس الذكر كالأنثى) ومع ذلك أبى الملحدون إلا أن يقيسوا الذكر على الأنثى (فيما يتعلق بالبلوغ) وهو قياس فاسد من كل وجه ، ولا يوجد عاقل على وجه هذه البسيطة يقول إن وقت بلوغ الأنثى هو نفسه وقت بلوغ الرجل ، ولا أدري حقيقة الأخوة الذين شطبوا على عقولنا كيف مر عليهم هذا القياس الفاسد؟!! وأين كانت عقولهم المستنيرة عند قراءتهم لهذا الكلام الباطل؟!!.


4.الوجه الرابع: يقول (الملحد)

وأيا ما كان فإن الحاجة إلى الكشف عن عورة الطفل تدل على عدم التأكد من بلوغه كظهور شاربه أو شعر لحيته.

ولاحظ أخي الكريم كيف أن (الملحد ) يكرر كلمة الطفل حتى يقبلها الناس ويسلم بها ، ويبدو أنه نجح في هذا الكيد!! وكلامه الأخير باطل أيضا ، فإن الواقع يشهد بأن كثيرا من الشباب (بل بعض الرجال!!) قد تجازوا الستة عشر والسبعة عشر ولا تجد في وجهه شعرة واحدة!! يعني (أمرد) ولا أظن أن أحدا يخالف في هذه أيضا (وإلا سنأتي بشهود عيان!!).

ومن قبيل الدعوة إلى الله وحب الخير للناس أقدم هذه الأبيات هدية (لحكيم) كونه يحب الشعر!! يقول في مقاله (عليها تسعة عشر)


من قبيل المشاكسة وحبي للشعر أورد هذا البيت الذي قاله جرير لما علم أن الفرزدق الشاعر قد توعد شخصاً اسمه مربع بالقتل فقال:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً... أبشر بطول سلامة يا مربع

ومن جانب أخر أن هذه الأبيات قالها شاعر الإسلام حسان بن ثابت بعد غزوة بدر ، يصور فيها معركة بدر تصويرا بليغا حتى إن الإنسان ليأخذه الوجد من معاني العزة والنصر ، والأهم من ذلك ياأستاذ (حكيم) أن تقلب بصرك في الأبيات التي يصف فيها أسلافك الغابرين ، الذين كانوا أشد منك قوة وأثارا في الأرض (فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق).

قال ابن اسحاق وقال حسان بن ثابت
عرفت ديار زينب بالكثيب * كخط الوحي في الورق القشيب
تداولها الرياح وكل جون * من الوسمي منهمر سكوب
فامسى رسمها خلقا وأمست * يبابا بعد ساكنها الحبيب
فدع عنك التذكر كل يوم * ورد حرارة القلب الكئيب
وخبر بالذي لا عيب فيه * بصدق غير اخبار الكذوب
بما صنع المليك غداة بدر * لنا في المشركين من النصيب
غداة كأن جمعهم حراء * بدت أركانه جنح الغروب
فلاقيناهم منا بجمع * كأسد الغاب مردان وشيب
أمام محمد قد وازروه * على الاعداء في لفح الحروب
بأيديهم صوارم مرهفات * وكل مجرب خاطي الكعوب
بنو الأوس الغطارف وآزرتها * بنو النجار في الدين الصليب
فغادرنا أبا جهل صريعا * وعتبة قد تركنا بالجبوب
وشيبة قد تركنا في رجال * ذوي حسب إذا نسبوا حسيب
يناديهم رسول الله لما * قذفناهم كباكب في القليب
ألم تجدوا كلامي كان حقا * وأمر الله يأخذ بالقلوب
فما نطقوا ولو نطقوا لقالوا * صدقت وكنت ذا رأي مصيب

المحمودي
05-22-2009, 04:18 PM
والأصل أني أكتفي بمحل الشاهد الذي أريده من هذه الأبيات وهو قوله (فلاقيناهم منا بجمع * كأسد الغاب مردان وشيب) ولكن للأسباب التي ذكرناها أنفا أوردنا كل القصيدة ، فهنا حسان رضي الله عنه يقول أن يوم بدر لقينا الكفار كالأسود منا المردان ـ جمع أمرد ـ ومنا الشيب أي الكهول.



قال ابن سعد في الطبقات الكبرى وابن الأثير في أسد الغابة وغيرهم من أهل السير والمغازي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال ( رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج إلى بدر يتوارى فقلت ما لك يا أخي فقال إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة قال فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره فقال ارجع فبكى عمير فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سعد فكنت أعقد له حمائل سيفه من صغره فقتل ببدر وهو بن ست عشرة سنة قتله عمرو بن عبد ود).


فهنا عندنا أمور أرجو أن تنتبه لها أخي الكريم ، عمير بن أبي وقاص عمره ستة عشر سنة(*) لم يسمح له النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر المشاركة في القتال!! ولولا أنه بكى ورأى منه النبي صلى الله عليه وسلم حرصه على الشهادة لما أجازه ، فهذا يؤخذ منه أن أصغر مقاتل من المسلمين يوم بدر كان عمره ستة عشر سنة ، ومع ذلك حسان رضي الله عنه يقول كان معنا مردان يقاتلون!! أي مردان وأكبر من ستة عشر سنة ، وأنصح من عنده عسر فهم (الأستاذ..) أن لا يمر من هذا المكان لأنه قطعا لن يفهم شيئا.


ومن هؤلاء المردان ما ذكره الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء في ترجمة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ، قال سعد رضي الله عنه (رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمير بن أبي وقاص عن بدر ، استصغره ، فبكى عمير ، فأجازه ، فعقدت عليه حمالة سيفه ، ولقد شهدت بدرا وما في وجهي شعرة واحدة أمسحها بيدي).


وقال الذهبي أيضا (قال ابن مندة أسلم سعد ابن سبع عشرة سنة وكان قصيرا دحداحا شثن الأصابع غليظا ذا هامة توفي بالعقيق في قصره على سبعة أميال من المدينة وحمل إليها سنة خمس وخمسين)انتهى.


أسلم سعد رضي الله عنه وعمره سبع عشرة سنة ، وهو من أوائل من أسلم ، وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة ، وكانت غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة ، إذا:
17 + 13 + 2 = 32 عمره اثنان وثلاثون سنة حينما حضر غزوة بدر وليس في وجهه شعرة واحدة!!
(أظن أن الموضوع صار أوضح من الشمس في رابعة النهار).

5. الوجه الخامس: الإشكال ليس في من ظهر شاربه أو شعر لحيته ، فهذا رجل مقاتل لا خلاف فيه ، إنما التردد والشك في من ليس له لحية ولا شارب ـ وقد يكون رجلا أو شابا قويا كما هو حال الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ـ وحيث أن الموطن
موطن قتل لا يصلح معه الإجتهادات (هذا يقدر بأنه رجل والأخر يقدر بأنه غلام..إلخ أو بالشكل والطول والعرض..إلخ ولا يصلح أيضا أن يسألوا عن أعمارهم وهم في هذا الموطن ، لإن إجابتهم ستكون واحدة وبالإجماع أن أعمارهم لم تتجاوز العشرة كما يقول ويدافع عنهم (الملحد الليبي)) كل هذا لا يصلح ، بل لابد من شيئ يقيني يميز الرجل عن الغلام ، وليس هناك علامة أوضح من الإنبات.


وهكذا كما ترى أخي الكريم حجتهم داحضة ، وتفكيرهم سطحي ، وعقولهم مضطربة ، أضف إلى ذلك الحقد الدفين على هذا الدين العظيم ، كل هذه المعطيات تنتج مثل هذه الأفكار والشبهات التافهة ، ولا يكتفوا بهذا بل يقيموا ـ كالعادة ـ أحكامهم الجائرة بناء على تلك المعطيات الفاسدة ، يقول (الملحد) في مقاله (تلاشي الأوهام وتهاوي الأصنام)

وهكذا كما ترى أخي الكريم حجتهم داحضة ، وتفكيرهم سطحي ، وعقولهم مضطربة ، أضف إلى ذلك الحقد الدفين على هذا الدين العظيم ، كل هذه المعطيات تنتج مثل هذه الأفكار والشبهات التافهة ، ولا يكتفوا بهذا بل يقيموا ـ كالعادة ـ أحكامهم الجائرة بناء على تلك المعطيات الفاسدة ، يقول (الملحد) في مقاله (تلاشي الأوهام وتهاوي الأصنام)

وقد أردت من إيراد هذا السؤال بيان عدة نقاط:

- الأولى: تضارب المنطق الإلهي الزاعم بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى بينما ينزل أوامره بقتل الأطفال بجريرة الآباء، والعامة بجريرة الخاصة.

- الثانية: بطلان الزعم الإلهي بكون الإله أرحم بعباده من الوالدة بولدها، إلا إذا كان الإله نفسه يبغض أجناساً بعينها بغضاً شديداً يمنعه من تمييز الأطفال، وكذلك الطعن في أسطورة الرحمة المهداة إذ لا يستقيم في ذهن عاقل أن يأمر رحيم ـ بشراً كان أم إلاهاً ـ بقتل أطفال مهما حاولنا تبرير ذلك.

- الثالثة: بطلان دعوى مجيئ الرسول لهداية الناس كافة فهو لم يبد اهتماماً يذكر بهداية هؤلاء الأطفال أو حتى انتظار أن يكبروا، كما فعل مع قومه قريش عندما قال "لعل الله يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله واليوم الآخر".

سبحان الله..ما أحلم الله ، والله الذي لا إله غيره إن من رحمة الله التي وسعت كل شيئ أن ترك قائل هذا الكلام يعيش ويتنعم في هذه الحياة ، بل يطعمه ويسقيه ، وإذا مرض يشفيه ، وصدق الله حيث قال (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة..).


فهل كذب (الملحد ) حينما قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل أطفالا في العاشرة من العمر يوافق ويطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟! وهذاالصارم الثاني عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.


والحمد الله على مننه وفضله وكرمه وجوده وإحسانه ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
يتبع إن شاء الله


* ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أنه قال (عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني) قال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء الرابع (لما بلغ نافع عمر بن عبد العزيز هذا الحديث قال ان هذا الفرق بين الصغير والكبير ثم كتب به الى الآفاق واعتمد على ذلك جمهور العلماء والله أعلم)انتهى.

المحمودي
05-22-2009, 04:24 PM
بينا في الحلقة الماضية بطلان الفرية العظيمة ـ قتل أطفال بني قريظة ـ وذكرنا أن من تمام العدل بل إن ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم من التأكد من بلوغهم بطريقة يقينية لهو من الإنصاف والقسطاس المستقيم في مثل هذه المواطن والتي لا يدركها الملاحدة!! ، ولو سألتك أخي الكريم أن تقلب فكرك في أبناء أقاربك وجيرانك وأصدقائك لوجدت بعضهم أكبر(1) من أبيه!! (أي طولا وعرضا أو شكلا وليس عمرا) ولو كانت المسألة بالطول والعرض والشكل لذهب هؤلاء وبقي الأباء ، خاصة وقد تبين أن بعض الرجال أمرد الوجه وقصير!! وعمره فوق الثلاثين.


خامسا:وهذه النقطة التي سأتطرق إليها لم يذكرها (حكيم) وهذا أمر فيه غرابة ، وذلك أن (حكيم) يبحث عن أي خيط ليتشبت به ولو كان أوهى من خيط العنكبوت ليهدم به الإسلام ، وهذه النقطة هي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل امرأة من بني قريظة!! والمعروف في دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء!! فكيف إذا يأمر بقتل هذه المرأة؟!!. وقد وجدت بعض النصارى في بعض المواقع أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بهذه الشبهة التافهة.


وللجواب على هذا الكلام نقول أخي الكريم أن هؤلاء الكفرة يعرضون الأيات والأحاديث بالطريقة التي تناسب كفرهم فقط!! كما بينا كيف أن (الملحد ) أخفى الرواية التي فيها النهي عن قتل أبي البختري بن هشام وغيرذلك من الأمثلة.
وكذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء ، ولكن هذه ليست كل الحقيقة!! وباقي الحقيقة هو أنه إذا باشرت المرأة القتال قتلت ولا كرامة (كالاتي باشرن القتال في غزة والعراق وأفغانستان..إلخ)

ولذلك نقول للجواب على ذلك الإشكال في قتل المرأة القرظية ، قال ابن اسحاق (هي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد رضي الله عنه فقتلته يعني فقتلها رسول الله صلى الله عليه وسلم به)انتهى. وخير الكلام ما قل ودل!!.


سادسا: في هذه النقطة أريد أن أنبه القارئ الكريم على النفسية التي يتعامل بها (الملحد ) مع تراثنا ، وهي نفسية قائمة على عدم الإنصاف حتى لو كان الأمر يسيرا ، وهذا الأمر وإن كان لا يترتب عليه تغير الحكم (قتل بني قريظة) إلا أن على الباحث والناقد المنصف أن يتناوله ويذكر كل الروايات المتعلقة به ثم يرجح الرواية التي يريد أن يعتمدها ـ هذا إن كان أهلا للبحث والترجيح أما إن كان كباحثنا المزعوم فعلى البحث العلمي السلام ـ وهذا الأمر هو عدد القتلى الذين قتلوا من بني قريظة.


يقول ابن كثير في البداية والنهاية الجزء الرابع (..وهم ستمائة أو سبعمائة والمكثر لهم يقول كانوا ما بين الثمانمائة والتسعمائة قلت وقد تقدم فيما رواه الليث عن أبى الزبير عن أنهم كانوا أربعمائة فالله أعلم) انتهى.


والباحث أيا كان مجال بحثه ـ حتى لو كان في مجال الأزياء!! ـ في الجامعات الغربية لا يمكن بحال من الأحوال أن يقول قولا إلا ويأتي له بالأدلة والتبريرات ما يوقفه على ساقه! ولابد أيضا من إسقاط كل الأقوال التي تخالف هذا القول بأدلة واضحة غير قابلة للجدل ، ولو فعل غير ذلك لرد قوله ولسفه رأيه!.


فهل سلك (الملحد ) هذا المسلك حينما قال أن قتلى بني قريظة ما يقارب الثمانمائة؟!! والجواب قطعا لا!! ولو قلنا له لماذا أسقطت الروايات الأخرى ماذا سيكون جوابه؟!! وبأي منهجية وألية اعتمدت الثمانمائة دون غيرها؟!! هذا النوع من الأسئلة لا يمكن لأي باحث أيا كان مجاله إلا وستوجه له لاعتماد وقبول بحثه في الجامعات الغربية ، فهل صارت الأزياء والموسيقى والقطط والكلاب والحمير والبغال والخنازير!! أعظم شأنا من ديننا؟!! وهل صار ديننا كلأ مستباحا ترعى فيه البهائم دون خطام ولا زمام؟!


ولا أريد أن أغرز في نحره صارما هنا ، وإن كان قد أتى مايستحق ذلك حسب قواعد البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج ، إلا أنني أقول عوضا عن ذلك أخي الكريم حذاري أن تدخل مع أحد في نقاشات وردود قبل أن تحدد معالم شخصيته العلمية (عن أي شيئ يصدر وإلى أي شيئ يرد) وإن لم تفعل هذا فاعلم أنه مهما يكن معك من الأسلحة فإنها لن تغني عنك شيئا ، لأنك والحالة هذه فكأنما تقاتل شبحا!!.


أما إذا حددت معالم خصمك ـ العلمية ـ فعند ذلك يسهل عليك التعامل معه!! ولذلك كما ترى أخي الكريم حينما حددنا معالم شخصية الملحد الليبي ـ وهو ادعائه زورا وبهتانا أنه يحكم العقل والمنطق والمنهج ـ سهل علينا تسديد الطعنات له ، وحاكمناه إلى الألهة التي يعبدها ويقدسها ـ مراكز البحوث الغربية ـ تماما كما فعل معنا حينما حاكمنا إلى مقدساتنا ـ الكتاب والسنة ـ وهكذا تكون المعركة متكافئة بين الحق والباطل ، ولا يمكن لباطل إذا التقى الجمعان أن يصمد أمام الحق قيد ساعة.


وكما قلت من قبل من أيسر ما يكون أن تناقش يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا..إلخ لأنك وبكل يسر سترجع إلى مصادره التي يعتمد عليها وستحاكمه إليها(2) أما أن يأتيك أنسان ليناقشك في شيئ دون أن تعرفه ـ علميا ـ فستصبح دائما في موطن الدفاع ، لأنك تتعامل مع خصم يراك ولا تراه ، يرى مصادرك التي تقدسها ـ الكتاب والسنة ـ فيهاجمك من خلالها ، وأما إن أردت أن تهاجمه دون أن تحدد مقدساته فلن تستطيع مهما حاولت ،ومن هنا كان التركيز على تحديد معالم (حكيم) العلمية ، فما أن حددت صار ما يكتب حرفا إلا وعرضناه على مقدساته وسألناه السؤال الذي أصبح عنده كالكابوس (هل قولك هذا يوافق ويطابق مواصفات البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟!!).
أريدك أن تقارن أخي الكريم بين تناول هؤلاء المرتدين لديننا وبين تناول بعض المنصفين من المستشرقين (وهم نصارى!!) وقارن بعد ذلك بين جحود الأول وإنصاف الثاني.


يقول المستشرق(2) إميل درمنغم (E. Dermenghem) في كتابه حياة محمد (...وما أكثر ما في القرآن والحديث من الأمر بالتسامح، وما أكثر عمل فاتحي الإسلام بذلك ولم يرو التاريخ أن المسلمين قتلوا شعبًا، وما دخول الناس أفواجًا في الإسلام إلا عن رغبة فيه، وهنا نذكر أن عمر بن الخطاب لما دخل القدس فاتحًا أمر بأن لا يمسّ النصارى بسوء وبأن تترك لهم كنائسهم، وشمل البطرك بكل رعاية ، رفض الصلاة في الكنيسة خوفًا من أن يتخذ المسلمين ذلك ذريعة لتحويلها إلى مسجد. وهنا نقولما أعظم الفرق بين دخول المسلمين القدس فاتحين ودخول الصليبيين الذين ضربوا رقاب المسلمين فسار فرسانهم في نهر من الدماء التي كانت من الغزاة ما بلغت به ركبهم. وعقد النية على قتل المسلمين الذين تفلتوا من المذبحة الأولى) انتهى.


هذا كلام باحث وناقد يحترم مهنته ويحترم ما تخطه يداه ، هؤلاء الناس قد درسوا تراثنا للطعن فيه ، ولكن العظمة التي في هذا الدين أجبرتهم أن يعترفوا ببعض عظمته!! أما هؤلاء الملاحدة فهم عبارة عن مجموعة من الكذابين ـ وقد بينا ذلك بالأدلة ـ ومجموعة من لصوص النصوص!! ـ وقد بينا ذلك أيضا بالأدلة ـ يزعمون زورا وبهتانا أنهم يعملون عقولهم وتفكيرهم لدراسة الدين الإسلامي ، وهم والله أقل وأذل وأحقر من أن ينسبوا لمراكز البحوث الغربية كباحثين أو ناقدين ، هم مجموعة من المرضى أبت عليهم نفوسهم المريضة أن يذكروا لهذا الدين العظيم حسنة واحدة!! فبئس ما صنعوا و بئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.


قبل الحديث عن غزوة خيبر هناك أمر حدث قبلها له علاقة بتلك الشبه التافهة ، وهذا الأمر هو:


قتل سلام بن أبي الحقيق (أبورافع)

يقول (حكيم) في مقاله (افلاس الطبري وانتحار ابن كثير)


إغتيال أبي رافع سلام بن أبي الحقيق:
أرسل الرسول عبدَ الله بن عتيك، ومعه أربعة رجال لقتل أبي رافع لمعاداته للرسول. فلما هدأت الأصوات جاءوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية. فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية!، ففتحت له امرأته، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح، فأشار إليها بالسيف فسكتت، فدخلوا عليه فعلوه بأسيافهم وقتلوه. [طبقات ابن سعد – ص274]

هذه رواية (الملحد) لقصة أبي رافع!! وأنا أريدك أخي الكريم أن تتأمل في قوله (لمعاداته للرسول!!) فإن كلمة معاداة كلمة عامة وغير محددة ، لا تستطيع من خلالها تحدد نوع المعاداة وكالعادة لابد من ضرب الأمثال: تصور لو قال لك أحدهم أن هذا الرجل معادي لهذا الرجل ، فقد تتصور أن بينهما خلاف في أمر ما ، أو مشاتمة أو مضاربة على أقصى تقدير ، لكن لو أنك سألت عن هذه العداوة فقيل لك أن هذا الرجل الأول جمع عشرة من المجرمين معهم السيوف والسكاكين وجاؤوا إلى بيت الرجل الثاني لقتله هو وجميع أهل بيته ، وقد حاول هؤلاء القتلة شتى الطرق لاقتحام البيت ولكنهم عجزوا وفروا من ذلك المكان بعد أن تدخلت الشرطة. قطعا ستصدم من الموقف ، وصدمتك ستكون أكبر من ذلك البليد الذي وصف لك هذه الحادثة أنها مجرد عداوة!! وهذا بالضبط ما فعله (الملحد ) في قصة قتل أبي رافع ، وهذه قصة أبي رافع من نفس المصدر الذي ينقل منه (حكيم) ولكن قبل العملية الجراحية!!


يقول ابن سعد في الطبقات الكبرى الجزء الثاني ( ثم سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق النضري بخيبر في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب وجعل لهم الجعل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث رسول الله عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة والأسود بن خزاعي ومسعود بن سنان وأمرهم بقتله فذهبوا إلى خيبر فكمنوا فلما هدأت الرجل جاؤوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية فاستفتح وقال جئت أبا رافع بهدية ففتحت له امرأته فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح فأشاروا إليها بالسيف فسكتت فدخلوا عليه..إلخ).


وقصة قتل أبي رافع أخي الكريم قد ذكرها البخاري في صحيحه ، وكان على الباحث والناقد المحايد أن يبدأ بما هو في الصحيح قبل غيره ، حيث يعلم (حكيم) قبل غيره أن صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله عند المسلمين ، وهذه هي القصة كما في البخاري عن البراء رضي الله عنه قال (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أبي رافع اليهودي رجالا من الانصار وأمر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم قال عبد الله اجلسوا مكانكم فإني منطلق متلطف للبواب لعلي أن أدخل فأقبل حتى دنا من الباب ثم تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فاني أريد أن أغلق الباب فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على ود قال فقمت الى الاقاليد وأخذتها وفتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده وكان في علالي له فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت اليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل فقلت ان القوم سدروا لي لم يخلصوا إلي حتى أقتله فانتهيت اليه فاذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت قلت أبا رافع قال من هذا فأهويت نحو الصوت فأضربه بالسيف ضربة وأنا دهش فما أغنيت شيئا وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد ثم دخلت اليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال لأمك الويل ان رجلا في البيت قتل بالسيف قال فأضربه ضربة اثخنته ولم أقتله ثم وضعت صبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت اني قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت الى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة حتى انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا أخرج الليلة حتى أعلم اقتلته فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعى أبا رافع ناصر أهل الحجاز فانطلقت الى أصحابي فقلت النجاء فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت الى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم اشتكها قط) انتهى.



قال ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث (ذَكَرَ اِبْن عَائِذ مِنْ طَرِيق الْأَسْوَد عَنْ عُرْوَة أَنَّهُ ـ أبورافع ـ كَانَ مِمَّنْ أَعَانَ غَطَفَانَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَب بِالْمَالِ الْكَثِير عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)انتهى.


فهل الطريقة التي عرض بها (الملحد ) قصة قتل مجرم الحرب (أبورافع) الذي حزب الأحزاب وأمدهم بالمال لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم توافق وتطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟!! وهذا الصارم الثالث عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.



1. كان لي أحد الأصدقاء شكله العام يوحي بأنه أكبر من سنه بعشر سنين على أقل تقدير على عكس والده تماما ، وكان صاحب دعابة ، كلما زاره ضيوف يمازحهم قائلا (أينا أكبر أنا أم أخي هذا؟! ـ يقصد والده ـ وكان أصدقائه لا يعرفون أباه) فتختلف تخمينات الضيوف فمن قائل يقول أنت ومنهم من يقول توأم...إلخ ثم يجيبهم قائلا إنه والدي غير أني أنا أكبر منه!!.


2. كثيرمن الأعمال التي ينتقد الإسلام لأجلها موجودة في كتب اليهود والنصارى كزواج الكبير من الصغيرة ، وكثرة الزوجات ، والأمور المتعلة بالقتال..إلخ
3. إميل درمنغم (E. Dermenghem) 4. هناك قصص أخرى ذكرها (حكيم) تتعلق بقتل النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الناس سنتطرق لها في حينها. مستشرق فرنسي، عمل مديرًا لمكتبة الجزائر، من آثاره: (حياة محمد) (باريس 1929) وهو من أدق ما صنّفه مستشرق عن النبي صلى الله عليه وسلم، و(محمد والسنة الإسلامية) (باريس 1955م)، ونشر عددًا من الأبحاث في المجلات الشهيرة مثل: (المجلة الأفريقية)، و(حوليات معهد الدراسات الشرقية)، و(نشرة الدراسات العربية)... إلخ)انتهى نقلا عن كتاب (قالوا عن الإسلام) لعماد خليل.


- إطلاق الخلود في النار أو نحو هذه الإطلاقات مقيد بعدم التوبة ، فمن تاب تاب الله عليه ...

المحمودي
05-22-2009, 04:25 PM
اخترت لسلسة مقالاتي هذه هذا العنوان (بيان بطلان إدعاء المنهجية العلمية عند حكيم) ، واختياري لهذا العنوان أخي الكريم ليس اعتباطا ، إنما كل هذه المقالات التي يعضد بعضها ويصدق بعضها بعضا للوصول لما في هذا العنوان أو لتحقيق هذا الهدف ، وإن استرسلت أحيانا في بيان بطلان بعض الشبه إلا أنني لست غافلا على الإطلاق عن هذا الهدف ، بل إن ردي على تلك الشبه الأصل فيه بيان الكيفية ـ المنهجية ـ التي تصنع بها تلك الشبه ، فكل صارف عن هذا الهدف ـ حاليا ـ فهو لإضاعة الوقت أقرب منه للبحث العلمي.



وأنا والله الذي لا إله غيره ما أكتب حرفا من هذه المقالات إلا ويأخذ من نفائس وقتي وعلى حساب أشياء أخرى مهمة جدا في حياتي ، ولولا احتساب الأجر والواجب الشرعي الذي أمرنا به (من رأى منكم منكرا فليغيره) والنصح للمسلمين هذا من جانب، ومن جانب أخر الزخم الذي أحدثه (الملحد الليبي) بمقالاته الكافرة، فلو رجعت أخي الكريم لإرشيف المقالات والتعليقات التي كتبت في تلك الفترة لوجدت عامتها تتحدث عن (الملحد) ومقالاته أضف إلى ذلك الدعاية الإعلامية المجانية التي أسداها له بعض أصحاب الفكر المستنير!! من أنه قضى على جميع حجج أصحاب الفكر الإسلامي التقليدي ، وبين عوارهم ، وهدم بنيانهم..إلخ ، فلولا هذه الأسباب لما كتبت حرفا أضيع به وقتي مع هؤلاء المهرجين الأتي ذكرهم على الإطلاق!!.

بدأ المهرج الأول حديثه عن الدجاجة والبيضة وأيهما خلق أولا ونحو هذا الهراء ، وظن هذا العبقري أنه جاء بما لم يأت به أسلافه الغابرين فقال (أنتم تعرفون جيدا السؤال الذي لم يستطع أحد الإجابة عليه ، مع أنه ليس فلسفة وهو : من الذي جاء أولا البيضة أم الدجاجة ؟) ، وهذا الإنسان كما قلت من قبل مستهلك تماما لا يستطيع أن يميز الأبيض من الأسود ، والأمثلة الإفتراضية من الوقائع الحقيقة.

ثم جاء المهرج الثاني ليهرج علينا بقضية النبيذ ، فقال (.. النبيذ حلال وليس حراماً ، عكس ما يعتقد غالبية الناس الذين قد لا يكونوا اطلعوا على الأحاديث النبوية التي أوردها هنا..). ثم ساق عدة أحاديث ليثبت التناقض في الشريعة الإسلامية ، ثم تبين للجميع أن الخلل فيه وليس في اعتقاد غالبية الناس!!. والتهريج والتشويش كان المقصود منه ـ المحمودي ـ بدليل قوله (الكتاب الليبيون الأسلاميون على هذه الصفحة يكتبون مقالات طويلة محشوة ومملؤة بالأحاديث النبوية..) ثم فسر لنا كلامه وبين لنا مراده من هؤلاء الكتاب حيث قال (..لذلك رأيت أن أضع هنا مثالا واحداً يبرهن على عدم موضوعيتهم وعدم مصداقيتهم من ناحية البحث العلمي الذي يدّعون) انتهى.

ثم جاء المهرج الثالث (حيران) الذي ينعق بما لا يسمع ، فقذف المسلمين بمقال خبيث قد ملئ كفرا وضلالا

http://www.alzakera.eu/music/religon/religon-0007-4.htm

، وكما قلت المراد والهدف هو التشويش والتهريج حيث كان هذا المقال موجه إلي شخصيا وباسمي ، ولكن هيهات فقد حددنا أهدافنا قبل أن نخوض هذه المعركة ، وموضوع التشكيك في إعجاز القرءان من الناحية اللغوية سأتطرق له في حينه ، ولكن حتى ننغص علي (حيران) حياته أتحفه بكلام أحد العلماء الكبار وهو يمدح القرءان الكريم من الناحية اللغوية ، وهذا العالم ليس سيبويه أو أحد علماء اللغة العربية من المسلمين ، بل هو من منصفي النصارى!! ولك أخي الكريم أن تطلع على ترجمته في الهامش.

يقول د. فيليب حتى(2) (..إن إعجاز القرآن لم يحل دون أن يكون أثره ظاهرًا على الأدب العربي. أما إذا نحن نظرنا إلى النسخة التي نقلت في عهد الملك جيمس من التوراة والإنجيل وجدنا أن الأثر الذي تركته على اللغة الإنكليزية ضئيل، بالإضافة إلى الأثر الذي تركه القرآن على اللغة العربية. إن القرآن هو الذي حفظ اللغة العربية وصانها من أن تتمزق لهجات) انتهى.

ويقول الدكتور جورج حنا (3) (إنه لابد من الإقرار بأن القرآن، فضلاً عن كونه كتاب دين وتشريع، فهو أيضًا كتاب لغة عربية فصحى. وللغة القرآن الفضل الكبير في ازدهار اللغة، ولطالما يعود إليه أئمة اللغة، في بلاغة الكلمة وبيانها، سواء كان هؤلاء الأئمة مسلمين أم مسيحيين. وإذا كان المسلمون يعتبرون أن صوابية لغة القرآن هي نتيجة محتومة لكون القرآن منزلاً ولا تحتمل التخطئة، فالمسيحيون يعترفون أيضًا بهذه الصوابية، بقطع النظر عن كونه منزلاً أو موضوعًا، ويرجعون إليه للاستشهاد بلغته الصحيحة، كلما استعصى عليهم أمر من أمور اللغة) انتهى.

2. د. فيليب حتى P. Hitti ولد عام 1886م ، لبناني الأصل، أمريكي الجنسية، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت (1908م)، ونال الدكتوراه من جامعة كولومبيا (1915م)، وعين معيدًا في قسمها الشرقي وأستاذًا لتاريخ العربي في الجامعة الأمريكية ببيروت (1919-1925)، وأستاذًا مساعدًا للآداب السامية في جامع برنستون (1926-1929م)، وأستاذًا ثم أستاذ كرسي ثم رئيسًا لقسم اللغات والآداب الشرقية (1929-1954م)، حين أحيل على التقاعد، أنتخب عضوًا في جمعيات ومجامع عديدة. من آثاره: (أصول الدولة الإسلامية) (1916م)، (تاريخ العرب) (1927م)، (تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين) (1951م)، (لبنان في التاريخ) (1961م)، وغيرها.

3. الدكتور جورج حنا G. Hanna (John)
مسيحي من لبنان ، ينطلق في تفكيره من رؤية مادية طبيعية صرفة، كما هو واضح في كتابه المعروف (قصة الإنسان).

المحمودي
05-23-2009, 12:24 AM
وهنا نكتة لطيفة ينبغي الوقوف عندها ، وهي قول الدكتور جورج (..وللغة القرآن الفضل الكبير في ازدهار اللغة..) ، فلو أنك تتأمل أخي الكريم مقالات (الملحد الليبي) لوجدت أثر القراءن والسنة ظاهر جدا فيها ، بدأ من العناوين (عليها تسعة عشر ، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يفكرون ، فاسألوهم إن كانوا ينطقون ، فجعلنا عاليها سافلها..إلخ) وانتهاء بالمضمون!! وليس لهذا من تفسير إلا الجحود الذي أخبرنا الله عنه (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا).


فعودا لأؤلئك المهرجين أقول (لست بالخب ولا الخب يخدعني) وهذا التهريج والتشويش لن يصرفني عن هدفي إطلاقا ، فهدفي هو إنهاء (حكيم) علميا ، وتقويض أركانه وهدم بنيانه ، فقد ادعى دعوى عريضة جدا ، وهي أنه باحث وناقد ودارس يحكم العقل والمنطق والمنهج!! فإن كان كذلك فعليه أن يأتي على هذه السلسلة من أول نقطة ذكرناها في المقال الأول ثم يتدرج في الإجابة عليها نقطة نقطة ، وكل نقطة يجيب عليها نزنها بمعايير البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج، فإن لم يفعل ـ ولن يفعل ـ هذا ، وأراد أن يقفز من نقطة إلى أخرى ويخلط هذه بتلك أضفناه إلى قائمة المهرجين ولا كرامة.


وهذا من حقنا الذي لن نتنازل عنه إطلاقا ، ولو تنازلنا عنه لصار الأمر مجرد فوضى وعبث وإضاعة وقت، وبدون هذه الضوابط يستطيع أي إنسان أن يفترض أي فرضية ـ مثلا إيطاليا جاءت إلى ليبيا من أجل النهوض بالبلاد وتخليصها من الإستعمار التركي!! ـ ووالله الذي لا إله غيره أستطيع أنا شخصيا بمنهجية (حكيم) أن أثبت لكم هذا!! وأسوق لكم من جنس أدلته الشيئ الكثير (فما رأي أصحاب الفكر المستنير؟!).


ولا أظن أن (حكيم) يعارض أو يرفض في أن يرد على النقاط التي أوردتها وسنوردها ، فلطالما أشهر سيفه ودعا للمبارزة!! يقول (حكيم) يخاطب الأخ خالد الورشفاني في مقاله (عليها تسعة عشر)

(وحتى أثبت للقراء اني لا أنكص عن الإجابة فأقول له: حباً وكرامة.. سأجيب عن أسئلتك واحداً واحداً وأرجو أن لا تجر هذه أسئلة أخرى تتعلق بشخصي المتواضع فلست موضوع البحث!) انتهى.

وأنا أقول هذه التي أريد لا غير ، ولم ولن نتعرض لشخصك على الإطلاق ، وكما يقال (هذا حصانك وهذي ـ وهذه ـ السدرة) وهذا مثل يقال لمن يمتدح حصانه وفروسيته ، فيقال له أرنا فروسيتك ، فهذا حصانك وهذه السدرة!! أي خذ حصانك واقفز به من فوق هذه السدرة عند ذلك نشهد لك بالفروسية.

نعود إلى حيث توقف بنا الحديث فيما يتعلق بمقتل أبي رافع اليهودي ، وقد ذكرنا أن (حكيم) قد اقتطع جزء من الرواية التي استشهد بها في قصة قتل أبي رافع ، وهذا الجزء هو (..كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب وجعل لهم الجعل العظيم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم..) فأخفى هذا الجزء واستبدله بقوله (لمعاداته للرسول) وبينا الفرق بين الأمرين في الحلقة الماضية ، وذكرنا أن أبارافع كان من مجرمي الحرب الذين يستحقون القتل ، ولذلك قال حسان بن ثابت يمتدح الذين قتلوه هو وكعب بن الأشرف الذي ذكرناه في الحلقة السادسة:

لله در عصابة لاقيتهم * يا ابن الحقيق وأنت يا ابن الاشرف
يسرون بالبيض الخفاف اليكم * مرحا كاسد في عرين مغرف
حتى أتوكم في محل بلادكم * فسقوكم حتفا ببيض ذفف
مستبصرين لنصر دين نبيهم * مستصغرين لكل أمر مجحف

سنتحدث أخي الكريم قبل الإنطلاق إلى غزوة خيبر عن الإيمان وأثره على المؤمنين ، وقد كنت ذكرت أن هذا الأمر له علاقة وثيقة جدا بموضوع الإجابة على بعض الشبهات فقلت (ولذلك سيكون الجواب عن هذه الشبهة وأخواتها تحت مبحث (الإيمان وأثره في قلوب المؤمنين!!! وقد يستغرب القارئ الكريم ويشق عليه الربط بين هذا العنوان وبين ذاك الكلام الساقط ، فأقول هذا ما سنبينه لاحقا إن شاء الله!!)


وقد ءان الأوان لبيان المقصود ، ولا أريد أن أتكلم عن الإيمان من حيث التعريف اللغوي والإصطلاحي وأركان الإيمان..إلخ بل سأتكلم عن الإيمان من خلال معايشة الصحابة له وأثره فيهم وفي مواقفهم ، وبعد الإنتهاء من هذه القصص سأتكلم عن الإهداف التي من أجلها سردنا هذه القصص.


ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن آثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا عندك يا ثمامة فقال عندي يا محمد خير إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال ما عندك يا ثمامة قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد فقال ماذا عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل أصبوت فقال لا ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم) انتهى.

وفي صحيح مسلم أيضا عن بن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول يا أبتاه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا قال فأقبل بوجهه فقال إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إني قد كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابسط يمينك فلأبايعك فبسط يمينه قال فقبضت يدي قال مالك يا عمرو قال قلت أردت أن أشترط قال تشترط بماذا قلت أن يغفر لي قال أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبا له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنةله وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلال ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي) انتهى.

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (لما بلغ أبا ذر مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأخيه : أركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخير من السماء ، فاسمع من قوله ثم أئتني ، فانطلق الآخر حتى قدمه وسمع من كلامه ، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاماً ما هو بالشعر ، فقال : ما شفيتني مما أردت ، فتزود وحمل شنة له فيها ماء ، حتى قدم مكة ، فأتي المسجد فالتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولايعرفه ، وكره أن يسأل عنه ، حتى أدركه بعض الليل اضطجع فرآه علي فعرف أنه غريب ، فلما رآه تبعه ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد ، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى ،فعاد إلى مضجعه . فمر به علي فقال : أما آن للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء ، حتى إذا كان اليوم الثالث فعاد عليّ على مثل ذلك ، فأقام معه فقال : ألا تحدثني بالذي أقدمك ؟ قال : إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدنني فعلت ، ففعل فأخبره قال : فإنه حق وإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني ، فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، وإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ، ففعل ، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه ، فسمع من قوله وأسلم مكانه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري ، فقال : والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتي المسجد فنادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه ، فأتى العباس فأكب عليه فقال : ويلكم ! ألستم تعلمون أنه من غِفَار ، وأن طريق تجارتكم إلى الشام ؟ ! فأنقذه منهم ، ثم عاد من الغد بمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس* عليه)انتهى.

روى ابن جرير الطبري في التاريخ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال ( مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُحد، فلما نُعوا لها قالت : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خيرا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين قالت : أرنيه حتى أنظر إليه ، فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل ، تريد صغيرة) انتهى.


وعندما أخرج خبيب بن عدي رضي الله عنه للقتل (..فقال له أبو سفيان أيسرك أن محمدا عندنا نضرب عنقه وإنك في أهلك ؟ فقال لا والله ما يسرني إني في أهلي وأن محمدا في مكانهالذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه..)


وفي صحيح البخاري ومسلم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع فقال لي إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجدك؟ قال فجعلت أطوف بين القتلى فأتيته وهو بآخر رمق وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم فقلت يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك أخبرني كيف يجدك؟ فقال وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام قل له يا رسول الله أجد ريح الجنة وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف ، وفاضت روحه من وقته) انتهى.


وفي البخاري أيضا (كان أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه يحمي رسول الله صلى الله عليه و سلمفي غزوة أحد و يرمي بين يديه ، و يقول بأبي أنت و أمي يا رسول الله لاتشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك) انتهى. قال ابن كثير قال الطبراني في كتاب " العشرة ": حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد، حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند: أن سعد بن مالك قال: أنزلت فيّ هذه الآية وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا الآية، قال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمت، قالت: يا سعد ما هذا الذي أراك قد أحدثت؟ لتدعن دينك هذا، أولا آكل ولا أشرب حتى أموت، فتعير بي، فيقال: يا قاتل أمه فقلت: لا تفعلي يا أمه فإني لا أدع ديني هذا لشيء. فمكثت يوماً وليلة لم تأكل، فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوماً وليلة أخرى لا تأكل، فأصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك، قلت: يا أمه تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي، فأكلت) انتهى.


وقال ابن كثير أيضاوقال أبو بكر عبد الله بن الزبير في مسنده عن أبي هارون المدني ، قال (قال عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول لأبيه والله لا تدخل المدينة أبدا حتى تقول : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأعز وأنا الأذل . قال : وجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إنه بلغني أنك تريد أن تقتل أبي ، فوالذي بعثك بالحق ما تأملت وجهه قط هيبة له ، لئن شئت أن آتيك برأسه لآتينك ، فإني أكره أن أرى قاتل أبي).


وفي صحيح مسلم في قصة أسارى بدر(فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "ما ترى يا ابن الخطاب؟!" قال : قلت لا ، والله يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما أرى الذي رأى أبو بكر ، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم ، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ، وتمكني من فلان - نسيبا لعمر – فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ..)انتهى.


وقال ابن كثير في تفسيره وقد قال سعيد بن عبد العزيز وغيره: أنزلت هذه الآية: لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاَْخِرِ.. إلى آخرها، في أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر، ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جعل الأمر شورى بعده في أولئك الستة رضي الله عنهم: " ولو كان أبو عبيدة حياً، لاستخلفته..) انتهى.


هذه أخي الكريم بعض الأثار التي تترجم حقيقة الإيمان الذي عاشه الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا ، وقد اكتفيت بهذه القصص والأثار لأصل إلى المراد ، ولو أردت أن أسرد قصصهم لما كفتنا المجلدات ، وقد أوردت هذه القصص للوصول للتالي:

1.أن الإيمان يقلب حياة الإنسان من منتهى العداوة إلى منتهى الحب!! كما هو حال ثمامة بن آثال سيد أهل اليمامة وعمرو بن العاص وأبي ذر..وغيرهم

2.هذا الإنقلاب يحدث في نفس لحظة الإيمان أي بمجرد أن يشهد الصحابي أن محمدا رسول الله تنقلب حياته من إلى!!.

3.بمجرد أن يسلم الصحابي يصبح حب النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كل شيئ من ولده ووالده والناس أجمعين بل من نفسه! كما في قصة سعد بن الربيع وقصة خبيب بن عدي والمرأة التي زوجها وأخوها وأبوها وغيرهم.

4.الصحابي من أجل إيمانه مستعد أن يعادي ـ بل يقاتل ـ أقرب الناس إليه بدأ من قبيلته وانتهاء بوالده وولده وأمه والناس أجمعين إذا هم وقفوا في طريق إيمانه ، كما هو موقف عمر من أسارى بدر ، وأبي عبيدة من أبيه ، وعبدالله بن أبي سلول من أبيه..إلخ

5.يستوي في هذا الإيمان الرجال والنساء من الصحابة.

فأما أولوا الأحلام والنهى من القراء فيدركون ماذا أريد بهذه القصص والأثار ، وأما الذين في قلوبهم زيغ ممن لا يملك عقلا ولا فكرا فيقولون ماذا أراد المحمودي بهذا مثلا؟! فلهؤلاء أقول انتطروا ففي الحلقة الحادية العشر الخبر اليقين.

المحمودي
05-23-2009, 12:28 AM
أذكر القارئ الكريم بما ذكرته في الحلقة السابعة حيث قلت (..أن سبب الغزوة ـ الأحزاب ـ وما حل بالمسلمين من الكرب والبلاء هم اليهود بل زعماء اليهود ، ومن أكابر المجرمين الذين حزبوا الأحزاب حيي بن أخطب!! وسلام بن أبي الحقيق ـ أبورافع ، وأرجو أن تنتبه لهذا الإسم أخي الكريم فسيأتي ذكره لاحقا أيضا ـ وقد ذكرنا أمره في الحلقة الماضية ـ وكنانة بن الربيع ابن الحقيق ـ

وذكرت أيضا (أن هؤلاء اليهود انطلقوا من خيبر لهذه المهمة ، فقد ذكرنا أن حيي بن أخطب ومن معه من زعماء بني النظير بعد أن أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة توجهوا إلى خيبر ، وبالتالي تعتبر خيبر القاعدة التي انطلق منها كل ذلك العدوان!! وأرجو أن تحفظ هذا أخي الكريم فسنحتاجه لاحقا).


وقبل الإنطلاق لمواكبة ذلك الركب المبارك المنطلق لفتح خيبر ، أذكر القارئ الكريم بالصورة التي صورها لنا (الملحد ) عن هذه الغزوة وخصوصا فيما يتعلق بأم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، حيث قال في مقاله (ثقافة أية الله الفاضلي)




ثقافة تشن فيها الحروب وتغنم فيها النساء ويقتل فيها أبو المرأة وزوجها وأخاها ثم تنكح في ذات اليوم؟ وفي طريق العودة إلى المدينة؟ ودون أدنى مراعاة لمشاعرها؟ وحتى قبل أن تجف دموعها؟ وبدون استبراء رحمها؟ ليت شعري ماذا كان يعن لصفية بنت حي بن أخطب وهي تسلم نفسها لمن قتلوا أباها وزوجها وأخاها؟



وأنت كما ترى أخي الكريم فهي صورة سوداء كالحة ، لكن دعنا نسلط على هذا الظلام الدامس أنوار الحقيقة من سيرة خير ولد أدم عليه الصلاة والسلام ثم أعدك أخي الكريم بعد الإنتهاء من قراءة هذه الحلقة بأنك سترى صورة مشرقة جدا من الإحسان والبر والحب!!.


تحرك الجيش الإسلامي من المهاجرين والأنصار من المدينة متوجها إلى خيبر بقيادة خير من وطئ الأرض عليه الصلاة والسلام ، ولا أريد أخي الكريم أن أقف على كل جزئية في هذه الغزوة ، فلك أن تراجع كتب السير إن شئت ذلك ، إنما سنركز على الأمور التي لها علاقة بشبه الملحد التافهة ، أما غير ذلك من المبارزات والأشعار وتفاصيل فتح الحصون..إلخ فلا حاجة لنا به هنا.


قال البخاري عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسل اليه فأتى فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال صلى الله عليه وسلم انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.


كانت خيبر عبارة عن جانبين ، الأول الشق والنطاة وهو الذي افتتحه النبي صلى الله عليه وسلم أولا والجانب الثاني الكتيبة والوطيح والسلالم ، وكل جانب كان على جانب كبير من التحصين والإستعداد ولكن من يغالب الله يغلب!


قال ابن القيم في زاد المعاد (قال الواقدي وتحولت اليهود إلى قلعة الزبير : حصن منيع في رأس قلة فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام فجاء رجل من اليهود يقال له عزال فقال يا أبا القاسم إنك لو أقمت شهرا ما بالوا إن لهم شرابا وعيونا تحت الأرض يخرجون بالليل فيشربون منها ثم يرجعون إلى قلعتهم فيمتنعون منك فإن قطعت مشربهم عليهم أصحروا لك فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مائهم فقطعه عليهم فلما قطع عليهم خرجوا فقاتلوا أشد القتال وقتل من المسلمين نفر وأصيب نحو العشرة من اليهود وافتتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل الكتيبة والوطيح والسلالم حصن ابن أبي الحقيق فتحصن أهله أشد التحصن وجاءهم كل فل كان انهزم من النطاة والشق فإن خيبر كانت جانبين الأول الشق والنطاة وهو الذي افتتحه أولا والجانب الثاني : الكتيبة والوطيح والسلالم فجعلوا لا يخرجون من حصونهم حتى هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصب عليهم المنجنيق فلما أيقنوا بالهلكة وقد حصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر يوما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح وأرسل ابن أبي الحقيق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انزل فأكلمك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم " فنزل ابن أبي الحقيق فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة وترك الذرية لهم ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم ويخلون بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان لهم من مال وأرض وعلى الصفراء والبيضاء والكراع والحلقة إلا ثوبا على ظهر إنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا " فصالحوه على ذلك..) انتهى.

ولنا على ما تقدم التعليقات التالية: يقول (الملحد ) في مقاله (تلاشي الأوهام وتهاوي الأصنام)


- صفية من يهود بني النضير الذين أجلاهم الرسول عن بلدهم فلحقوا بيهود خيبر حتى أتاهم الرسول مرة أخرى وقد قتل الرسول زوجها كنانة بن الربيع بعد أن أمر الزبير بن العوام بتعذيبه ليقر بمكان كنز لليهود، فكان يعذب هذا الرجل بأن يقدح بزنده في صدره حتى أشرف على الهلاك، ثم أمر الرسول محمد بن مسلمة بأن يضرب عنقه (لاحظ أنه لا الرسول ولا الزبير ولا محمد بن مسلمة كلف نفسه عرض الإسلام على هذا الرجل ولاحظ أيضاً أمر الرسول بالتعذيب على خلاف ما يدعي الإسلاميون اليوم).

1. تأمل في قوله (يهود بني النظير الذين أجلاهم الرسول عن بلدهم..) ولم يذكر لنا المتباكي على اليهود لماذا أجلاهم صلى الله عليه وسلم؟! وهؤلاء أخي الكريم هم الذين حاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرت ذلك مفصلا في الحلقة السابعة فراجعه متكرما. ويقول أيضا (..فلحقوا بيهود خيبر حتى أتاهم الرسول مرة أخرى..) لاحظ أخي الكريم الصورة البريئة (وردية إن صح التعبير) التي يرسمها (الملحد ) لليهود ، أما إذا جاء لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم جعلها سوداء قاتمة ، فهل هذه الطريقة هي نفس الطريقة التي سلكها (روبرت فسك) عند حديثه عن مذبحة أبي سليم الإفتراضية؟! (يستحق صارما في هذه النقطة إلا أنه سأتجاوزها لما بعدها وهي أشد) وراجع أخي الكريم بداية المقال حتى تعرف لماذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر.


2. ويقول (..وقد قتل الرسول زوجها كنانة بن الربيع بعد أن أمر الزبير بن العوام بتعذيبه ليقر بمكان كنز لليهود..) هذه رواية الباحث والناقد للدين الإسلامي لهذه القصة!! لكن دعنا أخي الكريم نأخذ القصة من كل جوانبها ، مر معنا في قصة فتح خيبر بعد تجمع اليهود ، حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما أيقنوا بالهلاك (..فنزل ابن أبي الحقيق فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة وترك الذرية لهم ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم ويخلون بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان لهم من مال وأرض وعلى الصفراء والبيضاء والكراع والحلقة إلا ثوبا على ظهر إنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا " فصالحوه على ذلك..)


فكان الإتفاق بينهم على ألا يأخذ اليهود معهم شيئا إلا ملابسهم التي على ظهورهم (ينجوا بجلودهم على قولة الليبيين) ولكن كما ذكرنا مرارا (الطبع يغلب التطبع) المكر والغش والخداع ونقض العهود..إلخ جزء من الشخصية اليهودية ، وهذا أمر مستمر معهم إلى يومنا هذا يشاهده العالم أجمع.


وهذه قصة كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق الحقيقة!!كما يرويها ابن إسحاق : وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكنانة بن الربيع ، وكان عنده كنز بني النضير ، فسأله عنه ، فجحد أن يكون يعلم مكانه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنانة : " أرأيت إن وجدناه عندك أقتلك ؟ " قال : نعم . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخربة فحفرت ، فأخرج منها بعض كنزهم ، ثم سأله عما بقي ، فأبى أن يؤديه ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام فقال : " عذبه حتى تستأصل ما عنده " وكان الزبير يقدح بزند في صدره حتى أشرف على نفسه ، ثم دفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى محمد بن مسلمة ، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة)انتهى.


فهذه أخي الكريم قصة كنانة بن أبي الحقيق ، فهذا الرجل هو الذي عاهد النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يكتم شيئا ، ثم هو نفسه الذي أخفى الكنز ، ثم لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بأن إذا وجدوا الكنز سيقتل وافق على ذلك (ماذا يريد الملحد بعد هذا حتى يرضى؟!!) ثم لما استخرجوا بعض الكنز سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الباقي فرفض أن يدلهم عليه عند ذلك دفعه للزبير فمسه بعذاب.


فهل قصة مقتل كنانة بن أبي الحقيق التي رواها (الملحد الليبي) هي نفسها أخي الكريم التي قرأتها هنا؟!! وهل عمله هذا يوافق ويطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟! وهذا الصارم الرابع عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

3. يقول ابن القيم في زاد المعاد (..وأراد أن يجليهم منها فقالوا : يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها فنحن أعلم بها منكم ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها وكانوا لا يفرغون يقومون عليها فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع وكل ثمر ما بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم . وكان عبد الله بن رواحة يخرصه عليهم كما تقدم . ولم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلح إلا ابني أبي الحقيق للنكث الذي نكثوا فإنهم شرطوا إن غيبوا أو كتموا فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله فغيبوا..) انتهى.


وفي هذا رد على افتراءت (الملحد) وغيره من أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ العامة من بني قريظة بجريرة الخاصة ، فإن أؤلئك أصحاب شوكة ومنعة واشتركوا جميعا في نقض العهد ، وكانوا سيقاتلوا جميعا لولا أن الله خذلهم ، ومما يدل على ذلك أنه لما نقض ابن أبي الحقيق العهد لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر كلهم ، ذلك بأنهم لم يكونوا جميعا على علم بأمر الكنز ، بل أعطاهم نصف الزرع والثمار!! ومثل هذا العدل والإنصاف لن تجده إلا في سيرة الرحمة المهداة فقط صلى الله عليه وسلم ، ولك أن تتأمل أخي الكريم فيما صنعته رائدة العالم الحر أو الديموقراطي ـ أمريكا ، الإله الذي يعبده (الملحد) ومن كان على شاكلته ـ لما هوجمت في عقر دارها (هجمات سبتمبر) فإن الذين هاجموها بضعة نفر!! ولكنها اجتاحت أفغانستان وغيرها ، وأبادت قرى كاملة وجعلتها أثرا بعد عين ، ولم ترحم رضيعا ولا شيخا ولا امرأة ولا حتى البهائم العجماوات!! غير أنها استخذمت طريقة حضارية لذبحهم ، وتلك الطريقة هي (صواريخ التوما هوك ، والقاذفات بي 52 ، والقنابل العنقودية..إلخ) فهذه طريقة أمريكا ، وتلك طريقته وهديه صلى الله عليه وسلم ، ولكن أهل الكفر والإلحاد لا يفقهون وبالتالي لا يعدلون!!.

4. تأمل في قوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب (.. انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم..).

وقد تقدم الحديث عن هديه صلى الله عليه وسلم في القتال والغزوات من أنه ما قاتل قوما قط إلا ودعاهم للإسلام ، ومع ذلك لايزال (الملحد) يكرر هذا الأمر فيقول (.. لاحظ أنه لا الرسول ولا الزبير ولا محمد بن مسلمة كلف نفسه عرض الإسلام على هذا الرجل..)

وهذا أخي الكريم يعطيك تصورا عن مدى جهل هؤلاء بديننا ، فهم ما درسوا أو (درسوا) بضم الدال!! بعض النصوص إلا للطعن في هذا الدين ، ولكن أنى لهم ذلك وفينا عين تطرف.

وبهذا نكون قد أتينا على عامة الشبه المتعلقة باليهود ، وما بقي إلا زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين صفية رضي الله عنها

يقول ابن سعد في الطبقات الكبرى: (..فكانت صفية مما اصطفى يوم خيبر وعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتقها إن اختارت الله ورسوله فقالت أختار الله ورسوله وأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها مهرها ورأى بوجهها أثر خضرة قريبا من عينها فقال ما هذا قالت يا رسول الله رأيت في المنام قمرا أقبل من يثرب حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لزوجي كنانة فقال تحبين أن تكوني تحت هذا الملك الذي يأتي من المدينة فضرب وجهي واعتدت حيضة ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها فخرج رسول الله من خيبر ولم يعرس بها فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه وسترها رسول الله وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نسائه فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من ذلك فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سليم عليكن صاحبتكن فامشطنها ـ ذكر ابن سعد تفصيل إعداد أم سليم لصفية أم المؤمنين فراجعه إن شئت ـ فسألتها ـ أم سليم بعد أن بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم ـ عما رأت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أنه سر بها ولم ينم تلك الليلة ولم يزل يتحدث معها وقال لها ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك فقالت خشيت عليك قرب يهود فزادها ذلك عند رسول الله..)انتهى.


ولنا على ما تقدم التعليقات الأتية:

1. وقعت صفية رضي الله عنها في السبي فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ، فعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت رضي الله عنها ، وفي كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر تقول صفية رضي الله عنها (.. فدعاني فجئت وأنا متقنعه حييه فجلست بين يديه فقال إن قمت على دينك لم أكرهك وإن اخترت الإسلام واخترت الله ورسوله فهو خير لك قالت أختار الله ورسوله والإسلام..)

وهنا أريد أن أذكرك أخي الكريم بحال الصحابي (رجلا كان أم امرأة) إذا أسلم واستقر الإيمان في قلبه ،

أولا أن الإيمان يقلب حياته من منتهى العداوة إلى منتهى الحب ،

ثانيا هذا الإنقلاب يحدث في نفس لحظة الإيمان أي بمجرد أن يشهد الصحابي أن محمدا رسول الله ،

ثالثا بمجرد أن يسلم الصحابي يصبح حب النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كل شيئ من ولده ووالده والناس أجمعين ،

رابعا الصحابي من أجل إيمانه مستعد أن يعادي ـ بل يقاتل ـ أقرب الناس إليه بدأ من قبيلته وانتهاء بوالده وولده وأمه والناس أجمعين ،

خامسا يستوي في هذا الإيمان الرجال والنساء من الصحابة ، وجميع هذه النقاط قد أقمنا عليها أدلة كافية في الحلقة الماضية ولله الحمد.

وهذا بالضبط ما حدث مع صفية رضي الله عنها لما أسلمت وهذه أدلتنا:

2. قالت صفية (..‏ وما كان أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أبي وزوجي، فما زال يعتذر إلي وقال‏:‏ ‏"‏يا صفية إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل‏"‏‏.‏ حتى ذهب ذلك من نفسي‏ ، فما قمت من مقعدي ومن الناس أحد أحب إلي منه) رواه الطبراني وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ورجاله رجال الصحيح.


3. تأمل أخي الكريم في رواية ابن سعد التي أسلفت (..فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه من ذلك..) ثم صارت بمكان يقال له (الصهباء) وهي على بريد من خيبر ، مكنته عليه الصلاة والسلام من نفسها ، فلما سألها عن سبب رفضها في المرة الأولى ـ وهنا الشاهد أخي الكريم ـ قالت (خشيت عليك قرب يهود) .

الله أكبر.. الله أكبر .. الله أكبر.. كأن اليهود ليسوا أهلها ، إنه الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب ، والبراءة من الأهل إذا خالفوا الإيمان ميدان لم تكن صفية رضي الله عنها أول من ولجه ، فكل الصحابة هذا حالهم ، ولكن أنى لقلب قد ملئ كفرا وإلحادا أن يعي الإيمان وأن يفهم مواقف المؤمنين؟!!


4. ثم تأمل في هذا الموقف أيضا (..فلما قرب البعير لرسول الله ليخرج وضع رسول الله رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه فأبت ووضعت ركبتها على فخذه..)

وفي رواية ابن القيم في زاد المعاد والبيهقي في دلائل النبوة وفتح البارئ للحافظ ابن حجر (..ولما قدم لِيحملها على الرَحْل أجلَّته أن تضع قدمها على فخذه، فوضعت ركبتها على فخذه ثم ركبت..) فهل بعد هذه الأدلة شك أو ريب في أن صفية رجعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلها سعادة وفرح وحبور وسرور؟!! رجعت معه صلى الله عليه وسلم وقد امتلأ قلبها حبا له ، حبا أنساها كل أحزانها وهمومها.

يقول (الملحد ) كذبا وزورا ( دون أدنى مراعاة لشعورها وحتى قبل أن تجف دموعها..) عن أي شعور يتكلم هذا الملحد؟!! وعن أي دموع يتحدث؟!! اللهم إلا إذا كان يتكلم عن دموع الفرح؟! عند ذلك نقول صدق وهو كذوب!! ووالله الذي لا إله غيره إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكرم صفية غاية الإكرام وأحسن إليها غاية الإحسان

ومن أعظم هذا الإحسان أمران:

5. الأمر الأول: أنها أسلمت على يديه صلى الله عليه وسلم ، فأنقذها الله به عليه الصلاة والسلام من النار ، ولو ماتت على يهوديتها لكانت من وقود النار كأبيها وللحقتها اللعنات في الدنيا كأبيها أيضا!!


6. الأمرالثاني: أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وكان بإمكانه لو أراد أن يتمتع بها فقط لجعلها ملك يمين!! فهي تحل له بهذا فقط ، وفي هذا رد على مزاعم (الملحد) حيث يقول في نفس المقال


أما إجابة الأستاذ طارق فلم تتجاوز أن سألني ان كنت أعرف من يأخذ امرأة من السبي ثم يعتقها ويتزوجها، ولا أرى المشكلة في ذلك خاصة إذا علمنا أن هذه المرأة كانت جميلة وضيئة بشهادة أم أنس، وانها كانت شابة في السابعة عشر من عمرها، وانها ابنة سيد قومه، وخاصة أنه جعل عتقها صداقها فلم يتكلف فيها مهراً فأين المشكلة؟

وزواجه صلى الله عليه وسلم منها في الدنيا ، يعني أنها زوجته في الأخرة ، فهي قطعا من أهل الجنة بلا شك ولا ريب ، أضف إلى ذلك أنها صارت أما للمؤمنين ، فلا يوجد إنسان يؤمن بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن بعث صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إلا وصفية رضي الله عنها أمه (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)

بل يجب أن تكون مكانة صفية أعظم في نفسك من مكانة أمك التي ولدتك ، ولو خيرت والعياذ بالله بأن ترمى أمك بسوء أو ترمى صفية رضي الله عنها لاخترت أن ترمى أمك إن كان في القلب إسلام وإيمان ، وذلك أن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بجب أن يصان بأعراضنا ودمائنا .

فهل كان (الملحد) يعرف هذا البيان والتفصيل في قضية إسلام صفية رضي الله عنها؟!! فإذا كان الجواب بنعم فلماذا أخفاه عن القارئ؟!! وإذا كان الجواب بلا؟!! فمعنى ذلك أنه جاهل! وفي كلا الحالتين لا يصلح أن يكون باحثا أو ناقدا وفق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟! وهذا الصارم الخامس عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.

. يقول ابن سعد في الطبقات (..واعتدت حيضة ولم يخرج رسول الله من خيبر حتى طهرت من حيضتها ) وثبت في صحيح البخاري ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال (..فخرج بها ـ صفية ـ حتى بلغنا ‏ ‏سد الصهباء ‏‏، حَلَّتْ فبنى بها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ..) انتهى.


قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( قوله : ( حَلَّتْ ) ‏‏أي طهرت من الحيض ).


هذا ما ثبت من سنته(1) صلى الله عليه وسلم ، وهذا كلام علماؤنا الأثبات ثم تأمل أخي الكريم ما يقوله الملاحدة عن رسولنا الكريم:


السؤال التاسع: "لماذا تزوج الرسول صفية بنت حي بن أخطب بدون استبراء رحمها كما ينص القرآن ؟"


وأنت كما ترى أخي الكريم أن هذا الكلام (ولا أريد أن أقول أنه سؤال فهو ليس بسؤال!!) محض كذب لا غير!! وأرجو أن لا يتهمني أحد بأني لا أحسن الحوار ، فأنا لا أراه إلا كذلك ومن رأى غير هذا فليبين لي متكرما. ‏


كيف يقول الملاحدة هذا الكلام الساقط عن سيد الأطهار ، بل هو الطهر الذي يمشي على وجه الأرض ، والغريب في الأمر أن قائل هذا الكلام يصبح ويمسي بين النجاسات (الزنا واللواط والسحاق..إلخ)

كيف يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وهو القائل (..لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماء زرع غيره يعني اتيان الحبالى من السبي لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي حتى يستبرئها).


فهل كذب (الملحد ) حينما قال أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج صفية دون استبراء رحمها يوافق ويطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟!وهذا الصارم السادس عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.


وقبل أن نختم هذه الحلقة ، دعنا أخي الكريم نتحدث عن بعض المواقف التي من خلالها نعرف مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند صفية رضي الله عنها ، ومكانة صفية عند النبي صلى الله عليه وسلم.


ففي كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر (..وكنت ألقى من أزواجه يفخرن علي يقلن يا بنت اليهودي . وكنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلطف بي ويكرمني ، فدخل علي يوما وأنا أبكي فقال ما لك ؟ فقلت : أزواجك يفخرن علي ويقلن يا بنت اليهودي . قالت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غضب ثم قال إذا قالوا لك أو فاخروك فقولي : أبي هارون وعمي موسى) انتهى.


وروى الحافظ ابن حجر في الإصابة بإسناد حسن عن زيد بن أسلم قال (اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه واجتمع إليه نساؤه فقالت صفية بنت حيي إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي فغمزن أزواجه ببصرهن فقال مضمضن فقلن من أي شيء فقال من تغامزكن بها والله إنها لصادقة).


ونحن والله الذي لا إله غيره إننا لنتقرب إلى الله بحب أمنا أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، ولذلك نسمي بناتنا باسمها تعبيرا عن حبنا لها ، فهنيئا لأم المؤمنين صفية بهذا المقام الرفيع في الدنيا والأخرة ، ولا عزاء للملحدين.


يتبع إن شاء الله


أريدك أن تتأمل أخي الكريم في أمر مهم ، نحن الأن في طريق الرجوع من خيبر إلى المدينة ، وقد بدأنا في الرد على هذه الشبهات من أول يوم وصل فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فهذا إن دل على شيئ إنما يدل على أن سيرته عليه الصلاة والسلام مترابطة ترابطا وثيقا ، وبالتالي عند دراستها يجب أن تؤخذ كلها ولا يقتطع منها جزء ثم يقام عليه الأحكام الظالمة كما يفعل الملاحدة.

Ahmed-DK
05-23-2009, 02:57 AM
جزاك الله خير أخي المحمودي

بالنسبه لبنو قريضة فقد وقع في بعض الأحاديث بأسانيد صحيحة بالأمر بقتل من كان محتلما أو من نبت شعره فإذا وجد الملحد ممسكا بخصوص نبات الشعر( و هي غير ذلك ) سألناه كيف أخرج البالغ من دائرة الرجال و إعتبرهم أطفال في سن العاشرة؟


217655 - أنهم عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فمن كان محتلما أو نبتت عانته قتل ومن لم يكن محتلما أو لم تنبت عانته ترك
الراوي: أبناء قريظة المحدث: الجورقاني - المصدر: الأباطيل والمناكير - الصفحة أو الرقم: 2/210
خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------
62137 - عن كثير بن السائب قال : عرضنا يوم قريظة فمن كان محتلما أو نبت له عانة قتل ، ومن لا ترك
الراوي: كثير بن السائب القرظي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 3/286
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
------------------------------------
32491 - أنهم عرضوا على رسول الله يوم قريظة ، فمن كان محتلما ، أو نبتت عانته : قتل ، ومن لم يكن محتلما ، أو لم تنبت عانته : ترك
الراوي: ابنا قريظة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3429
خلاصة الدرجة: صحيح [لغيره]

المحمودي
06-01-2009, 10:35 AM
جزاك الله خير أخي المحمودي

بالنسبه لبنو قريضة فقد وقع في بعض الأحاديث بأسانيد صحيحة بالأمر بقتل من كان محتلما أو من نبت شعره فإذا وجد الملحد ممسكا بخصوص نبات الشعر( و هي غير ذلك ) سألناه كيف أخرج البالغ من دائرة الرجال و إعتبرهم أطفال في سن العاشرة؟


217655 - أنهم عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فمن كان محتلما أو نبتت عانته قتل ومن لم يكن محتلما أو لم تنبت عانته ترك
الراوي: أبناء قريظة المحدث: الجورقاني - المصدر: الأباطيل والمناكير - الصفحة أو الرقم: 2/210
خلاصة الدرجة: صحيح
------------------------------------
62137 - عن كثير بن السائب قال : عرضنا يوم قريظة فمن كان محتلما أو نبت له عانة قتل ، ومن لا ترك
الراوي: كثير بن السائب القرظي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 3/286
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
------------------------------------
32491 - أنهم عرضوا على رسول الله يوم قريظة ، فمن كان محتلما ، أو نبتت عانته : قتل ، ومن لم يكن محتلما ، أو لم تنبت عانته : ترك
الراوي: ابنا قريظة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3429
خلاصة الدرجة: صحيح [لغيره]

جزاك الله خيرا أخي أحمد على متابعتك للموضوع وعلى إضافاتك الطيبة

المحمودي
06-01-2009, 10:41 AM
قبل الإستمرار في بيان جهل (الملحد) وبيان عدم موضوعيته في تعرضه لديننا ومقدساتنا ، نريد أن نتناول قضية مهمة لها علاقة ببعض شبهاته ، وهذه القضية متمثلة في السؤال التالي:

هل تخفى على الصحابي ـ مهما كان فضله ـ بعض السنن وأحكام الشريعة؟!!.

الجواب نعم وهذه بعض أدلتنا:

ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أهل الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام قال بن عباس فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي الأنصار فدعوتهم له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال عني ثم قال ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه فقال أبو عبيدة بن الجراح أفرارا من قدر الله فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة وكان عمر يكره خلافه نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال فحمد الله عمر بن الخطاب ثم انصرف).


ففي هذه القصة دليل على أن أمر الطاعون قد خفي على عامة الصحابة ، فاجتهدوا في أمر الطاعون ثم لما جاء عبدالرحمن بن عوف أخبرهم أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه..الحديث).


وهذا الأمر ـ خفاء بعض أحكام الشريعة عن بعض الصحابة ـ له أسباب كثيرة ، من أهمها أنهم لم يكونوا جميعا ملازمين له صلى الله عليه وسلم ، فيحضر هذا ويغيب الأخر ، وتسمع عائشة وحفصة وزينب..إلخ ما لم يسمع أبوبكر وعمر وعثمان..إلخ ويسمع أبوهريرة وهو في الصفة ـ مكان بالمسجد ـ ما لم يسمع عثمان أو عبد الرحمن بن عوف الذي في السوق وهكذا ، فالصحابة رضي الله عنهم بشر لهم أزواج وذرية ومزارع وبساتين ، وبعضهم يكون في الجهاد ، وبعضهم يكون في الدعوة إلى الله في اليمن أو في غيرها ، الشاهد أنهم ليسوا دائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعون حديثه .


يقول ابن حزم رحمه الله (..وفي ضرورة العلم بما قَدَّمْنا مِن تغيُّب بعضهم عن مَجْلسِ النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأوقات، وحُضُور غيره، ثم تغيُّب الذي حَضَر أمس، وحضور الذي غاب، فيدرس كلُّ واحد منهما ما حضر، ويفوته ما غاب عنه، هذا معلوم ببدهيَّة العقل) انتهى.


ويقول أيضا (وقد كان عِلم التَّيَمُّم عند عَمَّار وغيره، وجَهِلَهُ عمَر وابن مسعود، فقالا: لا يَتَيَمَّم الجُنُب، ولو لم يجدِ الماء شهرين، وكان حكم المَسْح عند علي وحُذيفة - رضي الله عنهما - وغيرهما، وجَهِلَتْه عائشة، وابن عمر، وأبو هريرة، وهم مَدَنِيُّون، وكان توريث بنت الابن مع البنت عند ابن مسعود، وجَهِله أبو موسى، وكان حكم الاستئذان عند أبي موسى، وعند أبي سعيد، وأُبَي، وجَهِله عمر، وكان حكم الإذن للحائض في أن تنفر قبل أن تطوفَ عند ابن عباس، وأم سُليم، وجَهِله عمر، وزيد بن ثابت، وكان حكم تحريم المُتعة والحُمُر الأهليَّة عند علي وغيره، وجَهِلَه ابن عباس، وكان حكم الصَّرف عند عمر، وأبي سعيد، وغيرهما، وجَهِلَه طلحة، وابن عباس، وابن عمر، وكان حُكم إجلاء أهل الذِّمَّة من بلاد العرب عند ابن عباس وعمر، فنَسِيه عمر سنين، فتركهم حتى ذُكِّر فَذَكَر فأجْلاهم، وكان عِلم الكلالة عند بعضهم، ولم يعلمه عمر، وكان النَّهي عن بيع الحُمُر عند عمر، وجَهِله سَمُرة، وكان حُكم الجَدَّة عند المُغيرة، ومحمد بن مسلمة، وَجَهِله أبو بكر وعمر، وكان حكم أَخْذ الجِزية منَ المجوس، وألا يقدم على بلد فيه طاعون عند عبدالرحمن بن عوف، وجَهِله عمَر وأبو عبيدة وجمهور الصَّحابة - رضوان الله عليهم - وكان حُكم ميراث الجَد عند معقل بن سنان، وجَهِله عمر، ومثل هذا كثير) انتهى.


وثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" تناظر حول فهم هذا الحديث والإستدلال به الصديق والفاروق في قضية قتال المرتدين المشهورة ، فقال عمر كيف تقاتل أناسا قالوا لا إله إلا الله؟ فقال أبوبكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة..الحديث.

فهنا أبوبكر وعمر يجتهدان في قتال مانعي الزكاة مع وجود النص الذي خفي عنهما!! وهذا النص هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" وهو في الصحيحين أيضا لكنه كان مع عبد الله بن عمر بن الخطاب ومع أبي هريرة وخفي عن الشيخين الجبلين العظيمين.


يقول الحافظ ابن حجر في فتح البارئ رحمه الله (.. وفي القصة دليل على أن السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة ويطلع عليها آحادهم ، ولهذا لا يلتفت إلى الآراء ولو قويت مع وجود سنة تخالفها ، ولا يقال كيف خفي ذا على فلان؟ والله الموفق) انتهى.


يقول (الملحد) في مقاله (تلاشي الأوهام وتهاوي الأصنام) وبالمناسبة هذا المقال موجه كله للرد على على الأخ طارق القزيري ـ ولعل القارئ الكريم يلاحظ من خلال النقول التي أنقلها من مقالات حكيم أن اسم الأخ طارق ورد كثيرا ـ وكما ذكرت أن الأخ طارق تناول موضوع (حكيم) سواء بالرد عليه ، وأنا والله الذي لا إله غيره إني لأثمن له موقفه هذا ـ بغض النظر فيما أصاب وفيما أخظأ ـ ولكنه في الوقت ذاته اتخذ موقفا حادا مع من حاور (حكيم) أو التيار التقليدي إن صح التعبير ، فعليه والحالة هذه أن يعيد النظر فيما أصدر من أحكام سواء المتعلقة بحكيم أو المتعلقة بإخوانه ، خاصة أنه يدرك ويبصر كما يبصر القراء عموما أن أفكار (حكيم) وشبهاته صارت تتهاوى واحدة تلو الأخرى وأن (حكيم) نفسه لا يعدوا كونه إنسان ماهر في بتر النصوص والتزوير والكذب..إلخ وكل ما ذكرنا مثبت بأدلته راجعه إن شئت متكرما في كل الحلقات الماضية.

المحمودي
06-01-2009, 10:44 AM
نعود لكلام (حكيم) يقول:السؤال العاشر: "لماذا أبيح للأعراب نكاح الأسيرات المتزوجات بعد حيضة واحدة فقط؟"

هكذا ورد سؤاله للوهلة الأولى ثم أوحى إليه شيطانه أن يتراجع عن هذا السؤال!! فتراجع بقوله:


الحقيقة أن هذا السؤال فيه خطأ أيضاً لم ينتبه اليه كبار العلماء والمتحمسين الذين ردوا علينا، ولكن لحسن الحظ أن الخطأ هذه المرة في صالحي، إذ أن القصة أبشع من ذلك، فقد أبيح للأعراب نكاح السبايا المتزوجات بدون حيضة الاستبراء !!! ولا أملك نفسي هنا من أن أوجه هذا لكل من اتهمنا بعدم الرغبة في حفظ الأنساب!!


السؤال العاشر : " لماذا أبيح للأعراب نكاح الأسيرات المتزوجات بدون حيضة الإستبراء؟"

ولا أظن أن أحدا يخالفني في هذه ، إذ تراجعه واضح وكلامه صريح ، وبالمناسبة أيضا يلاحظ القارئ الكريم أن (الملحد) كذب أكثر من مرة ، بل كذب على ربنا وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما قلت سابقا قد بينت هذا مفصلا في الحلقات الماضية ، وكذب علي (المحامي الفاشل ) في قضية روبرت فسك الشهيرة وفي غيرها ، وأنا والله الذي لا إله غيره لا أستطيع أن أقولهم حرفا واحدا لم يقولوه فضلا عن أكذب عليهم ، ومن وجد أني أضفت عليهم حرفا واحدا فليدلني عليه متكرما ووالله سأتراجع عنه وأعتذر على رؤوس الأشهاد ، وهذا يبين لك أخي الكريم بوضوح بين ثقافتنا وثقافة الكفر والإلحاد ، فإن الذي يمنعني من أن أكذب عليهم أو أضيف أو أنقص في كلامهم هو استشعاري بأن الله يعلم سري وجهري ، واستشعاري بأن الله قد حرم الكذب والظلم ، فأما في ثقافتهم فالجواب ما ترى ما لا تسمع!!.


أعود إلى شبهة (الملحد الليبي) التافهة فأقول ، إن هذا الكلام محض كذب لا غير ، ودعنا أخي الكريم نترك له الفرصة ليبين لنا كيف وصل إلى هذه النتيجة ثم بعد ذلك نبين كذبه ، يقول في نفس المقال:

ولأني أفترض أن ليس كل القراء على علم بتفاصيل هذه القصة فسأشرحها باختصار: كان من المعلوم في الجاهلية أن العرب كان يتحرجون من مواقعة السبايا إذا كن ذوات أزواج عسى أن يفديهن أزواجهن أو أبناؤهن من الأسر قبل أن تنتهك أعراضهن، وخوفاً من أن يكن قد علقن شيئأ من أزواجهن، وهذه عادة حميدة قضى عليها الإسلام ومن المعلوم أيضاً ان الحكم الشرعي هو أن تستبرأ الأمة بحيضة واحدة ولكن الصحابة على الرغم من علمهم بالحكم الشرعي سألوا النبي ان كان يمكن لهم أن ينكحوا السبايا بدون استبراء رحم، ولم يكن الرسول في موقف يسمح له باغضاب المحاربين فكان أن حلت هذه المعضلة بآية سريعة (والمحصنات من النساء الا ما ملكت أيمانكم)


فلنا أن نسأل هذا السؤال ، هل هذا الكلام مبني على أثارة من علم؟!! أم هو من فهم (حكيم)؟!! فإن كان الجواب مبني على علم ـ من نصوص القرءان والسنة وأقوال السلف..إلخ ـ فكان عليه أن يدعم كلامه بهذا العلم ، خاصة وأنه يدعي أن كلامه كله مدعوم بنصوص الكتاب والسنة!!.

يقول في مقاله (إفلاس الطبري وانتحار ابن كثير)

لعلك تذكر عزيزي القارىء أني اتُهمتُ في بداية هذا الحوار بترديد كلام المستشرقين، وتعهدت للقارىء الكريم اني لن أورد كلمة لمستشرق وانما سأستشهد بالقرآن والأحاديث الصحيحة، وكلام العلماء والمفسرين الأجلاء..


فأين نصوص القرءان والأحاديث الصحيحة وكلام العلماء والمفسرين الأجلاء في هذا الهذيان الذي يطلق عليه (حكيم) أنه سؤالا؟!! فلا يوجد علم على الإطلاق يدعم كذبه هذا كما سنبين لاحقا.

بقي الخيار الثاني وهو أن هذا الهذيان من فهمه هو لهذه الأية ، وقد بينا بالأدلة القطعية أنه لا يملك فهما صحيحا ، كفهمه لموضوع عرض الإسلام على بني قريضة ، وقتل الأطفال ، وقتل كعب بن الأشرف ، وأبي رافع وزواج صفية..إلخ

وكم من عائب قولا صحيحا...وعلته من الفهم السقيم

تبين بما لا مجال للشك فيه أن فهمه سقيم ، وهذا كما قلنا أفضل الغاوين ، أما سائرهم فكما مر معنا أخي الكريم فليس منهم رجل رشيد ، ولا يملكون علما ولا فهما سوى النهيق والشهيق!! أما سمعت بخبر النبيذ؟! والدجاجة التي تبيض؟!! فمازال هذا حالهم حتى برزت لهم مقالاتنا ففضحتهم أجمعين ، فظلت أعناقهم لها خاضعين ، والحمد لله إن معي ربي سيهدين.

ذكرت أخي الكريم في الحلقة الماضية بعض الأدلة التي تحرم وطئ السبايا حتى تستبرئ ، ووعدت بالمزيد في هذه الحلقة وهذا هو المزيد:

ثبت في صحيح مسلم ( من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بامرأة مجح ـ الحامل التي على وشك الولادة ـ على باب فسطاط فقال " لعله يريد أن يلم بها " . فقالوا : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له).

وثبت في السنن عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبايا أوطاس ) لا توطأ حامل حتى تضع ولا غير حامل حتى تحيض حيضة ).

لاحظ أخي الكريم أن هذا الحديث ورد في نفس الموقف التي نزلت فيه الأية (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) فالأية نزلت في سبايا أوطاس كما سيأتي من كلام المفسرين وكذلك الحديث.

وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن).
هذه النصوص واضحة وصريحة تحرم إتيان السبايا حتى يستبرئن إما بوضع الحمل وإما بالطهر من الحيض ، وهذا كلام علماء التفسير الأجلاء:

يقول ابن كثير في تفسير هذه الأية (وقوله تعالى " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " أي وحرم عليكم من الأجنبيات المحصنات وهي المزوجات إلا ما ملكت أيمانكم يعني إلا ما ملكتموهن بالسبي فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن فإن الآية نزلت في ذلك . وقال الإمام أحمد : عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا سبيا من سبي أوطاس ولهن أزواج فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج فسألنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت هذه الآية " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " فاستحللنا بها فروجهن وهكذا رواه الترمذي عن أحمد بن منيع عن هشيم ورواه النسائي من حديث سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ثلاثتهم عن عثمان البتي ورواه ابن ماجه من حديث أشعث بن سوار عن عثمان البتي ورواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري فذكره وهكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبي الخليل عن أبي سعيد الخدري به وروي من وجه آخر عن أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري قال الإمام أحمد : حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي الخليل عن أبي علقمة عن أبي سعيد الخدري أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصابوا سبيا يوم أوطاس لهن أزواج من أهل الشرك فكان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفوا وتأثموا من غشيانهن قال : فنزلت هذه الآية في ذلك " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم..) انتهى مختصرا.

ويقول القرطبي في تفسيره (..فقد اختلف العلماء في تأويل هذه الآية ; فقال ابن عباس وأبو قلابة وابن زيد ومكحول والزهري وأبو سعيد الخدري : المراد بالمحصنات هنا المسبيات ذوات الأزواج خاصة , أي هن محرمات إلا ما ملكت اليمين بالسبي من أرض الحرب , فإن تلك حلال للذي تقع في سهمه وإن كان لها زوج . وهو قول الشافعي في أن السباء يقطع العصمة ; وقاله ابن وهب وابن عبد الحكم وروياه عن مالك , وقال به أشهب . يدل عليه ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس فلقوا العدو فقاتلوهم وظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا ; فكان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين , فأنزل الله عز وجل في ذلك " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " . أي فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن . وهذا نص صحيح صريح في أن الآية نزلت بسبب تحرج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن وطء المسبيات ذوات الأزواج ; فأنزل الله تعالى في جوابهم " إلا ما ملكت أيمانكم " . وبه قال مالك وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور , وهو الصحيح إن شاء الله تعالى . واختلفوا في استبرائها بماذا يكون ; فقال الحسن : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستبرئون المسبية بحيضة ; وقد روي ذلك من حديث أبي سعيد الخدري في سبايا أوطاس ( لا توطأ حامل حتى تضع ولا حائل حتى تحيض ) . ولم يجعل لفراش الزوج السابق أثرا حتى يقال إن المسبية مملوكة ولكنها كانت زوجة زال نكاحها فتعتد عدة الإماء , على ما نقل عن الحسن بن صالح قال : عليها العدة حيضتان إذا كان لها زوج في دار الحرب . وكافة العلماء رأوا استبراءها واستبراء التي لا زوج لها واحدا في أن الجميع بحيضة واحدة) انتهى.

فأنت كما ترى أخي الكريم لا يوجد أي دليل على كلامه التالف السالف ، إنما هي مجرد أماني ، والأماني رأس مال المفاليس!! وأنا أعرف من أين دخل عليه اللبس في هذا الموضوع ، وهو قوله (..الصحابة على الرغم من علمهم بالحكم الشرعي سألوا النبي إن كان يمكن لهم أن ينكحوا السبايا بدون استبراء رحم..)

وهذا الكلام باطل من وجهين:

1. الوجه الأول: أن الذي سأل عنه الصحابة ليس هل يمكن لهم أن ينكحوا السبايا بدون استبراء رحم؟!! كما يكذب (الملحد ) ، إنما الذي سأل عنه الصحابة هو ( أصبنا سبيا من سبي أوطاس ولهن أزواج فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج فسألنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم..) فالفرق واضح جدا بين كذب (الملحد ) وبين الحقيقة ، فهل عمله هذا يوافق ويطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟! وهذا الصارم السابع عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.


2. الوجه الثاني: أن سؤال بعض الصحابة عن هذه المسألة دليل على أنها كانت خافية عليهم ، ولم يقفوا على حكم الإسلام فيها ، فهم يعرفون أن كثيرا من أحكام الجاهلية قد هدمها الإسلام ، خاصة وأن هؤلاء الذين تسائلوا هم بعض الصحابة وليس كلهم كما في الرواية السالفة ، وقد بينت لك أخي الكريم أن بعض مسائل الدين قد تخفى على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فما دونهم رضي الله عنهم أولى.

قد يقول قائل أن الصحابة رضي الله عنهم قد أصابوا سبيا قبل هذه الغزوة ـ خيبر مثلا ـ فكيف يخفى عليهم مثل هذا الحكم؟!! فنقول للجواب على هذا السؤال أن الصحابة الذين حضروا غزوة خيبر كان عددهم ألف وأربعمائة صحابي وهم الذين بايعوا تحت الشجرة ، ولم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين أن يخرجوا معه لهذه الغزوة ، وقال لا يخرج معي إلا أصحاب السمرة ، وأما هذه الغزوة ـ أوطاس أو حنين ـ خرج معه عليه الصلاة والسلام أكثر من اثني عشر ألف صحابي، فطبيعي جدا أن يغيب عن عامتهم كثير من أحكام الشريعة ولذلك نزلت هذه الأية حتى تظل حكما عاما لهم ولمن بعدهم.

وقد حدثت حادثة أخرى في هذه الغزوة أعظم من هذه الحادثة بكثير (عن أبي واقد الليثي أن الحارث بن مالك قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثوا عهد بالجاهلية قال فسرنا معه إلى حنين قال وكانت لكفار قريش ومن سواهم من العرب شجرة عظيمة خضراء يقال لها ذات أنواط يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يوما قال فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة خضراء عظيمة قال فتنادينا من جنبات الطريق يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

فهنا بعض الصحابة خفي عليهم الشرك الأكبر ، فبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا عين الشرك الذي وقع فيه بنواسرائيل.

ولازلت أعيد وأكرر أخي الكريم أن الخطر الأكبر الذي ينتهجه هؤلاء الملاحدة أنهم يتعاملون مع ديننا مجزءا ، فكما ترى (الملحد ) جاء لقول الله (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) فقال هذه الأية تبيح للمسلم أن ينكح المسبيات بدون استبراء!!.

وهذا منهج خطير جدا ، فلو قال قائل إن الله يقول (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) فبناء على هذه الأية أريد أن أتزوج أختين في يوم واحد!! ويقول أخر أريد أن أتزوج امرأة وعمتها و خالتها في يوم واحد!! ويقول ثالث أريد أن أبني (يدخل عليها) بأهلي وهي حائض!! ويقول رابع أريد أن ءاتي أهلي وهي نفساء!! ويقول خامس أريد أن ءاتي أهلي وهي محرمة!! ويقول سادس وسابع..إلخ فكل هؤلاء ليس في الأية السالفة تحريم لأفعالهم!! لكن كل مسلم يعلم أن الأعمال التي يسأل عنها السائلون محرمة بنصوص أخرى ، وهذه من الأمور التي لا تخفى حتى على الصبيان!!.

Ahmed-DK
06-02-2009, 12:41 AM
بارك الله فيك أخي الفاضل

المحمودي
06-08-2009, 05:30 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل

وفيك بارك أخي الفاضل أحمد ، وجزاك الله خيرا على اهتمامك

وكعادة الملاحدة بكلام ساقط تافه كهذا يقيمون أحكاما جائرة تكاد الجبال تهد لهولها هدا ، يقول (المرتد)

فهل يدرك القارئ الآن كيف .. ومتى .. ولم .. تنزل الآيات؟ هل أريد من هذا السؤال محاربة الخرافة كما ظن الأستاذ طارق؟ طبعاً لا! ولكننا نريد إلقاء الضوء على آليات إنزال النص والتي كانت تتفق تماماً مع رغبات وشهوات المحاربين ولا تتأخر كما تأخرت في قصة براءة عائشة.

فهو كما ترى أخي الكريم يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ينزل الأيات من عنده ـ كما صرح بهذا في موطن أخر ـ لإرضاء الصحابة ـ المحاربين ، وسوف نتعرض لهذا الأمر قريبا في الحلقات القادمة إن شاء الله ، فهل قوله أبيح للأعراب نكاح الأسيرات المتزوجات بدون حيضة الإستبراء يوافق ويطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟! وهذا الصارم الثامن عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد.


يتبع ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن الملحدين لا يفقهون.

المحمودي
06-08-2009, 05:31 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد. أجبنا في الحلقة الماضية على هذا السؤال (هل تخفى على الصحابي ـ مهما كان فضله ـ بعض السنن وأحكام الشريعة؟!!) وفي هذه الحلقة نريد أن نجيب عن سؤال أخر وهو:

هل الصحابي مهما كان فضله معصوم من الخطأ؟!!

الصحابي مهما بلغ فضله إلا أنه غير معصوم من الخطأ ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل ابن أدم خطاء) وغير ذلك من النصوص القرءانية والنبوية ، والخطأ هنا غير مقيد فيدخل فيه الكبائر والصغائر .

وكنت قد ذكرت في موطن أخر كلاما أجدني بحاجة لتكراره (..الصحابة الكرام الذين هم أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين فيهم من شرب الخمر ـ أبو محجن الثقفي ـ ومن زنى ـ ماعز والغامدية رضي الله عنهما ـ ومن فر من الزحف ـ عثمان وغيره رضي الله عنهم ـ ومن راسل العدو يخبرهم بتحرك جيش النبي صلى الله عليه وسلم نحوهم ـ حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه ـ ومنهم من رمى المحصنات ـ حسان بن ثابت وغيره رضي الله عنهم ـ وغير ذلك من الأعمال ولكن مع ذلك قال الله عنهم (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وذلك أن هذه المعاصي يقابلها حسنات عظيمة جدا كالصدق في محبة الله ورسوله والجهاد والبذل والتضحية والفداء والنصرة للدين..إلخ فتنغمر تلك السيئات في بحر هذه الحسنات (وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث). ولا يوجد عالم من علماء الإسلام (أهل السنة) يقول بأن الصحابة رضي الله عنهم معصومون من الخطأ والزلل ، يقول الذهبي رحمه الله (.. فالقوم ـ الصحابة ـ لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم ، وجهاد محاء ، وعبادة ممحصة ، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة) انتهى.


ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (..فاعتقادنا بعدالة الصحابة لا يستلزم العصمة ، فالعدالة استقامة السيرة والدين ، ويرجع حاصلها إلى هيئة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة جميعا ، حتى تحصل ثقة النفس بصدقه...ثم لا خلاف في أنه لا يشترط العصمة من جميع المعاصي ، ومع ذلك يجب الكف عن ذكر معايبهم ومساوئهم مطلقا ، وإن دعت الضرورة إلى ذكر زلة أو خطأ صحابي ، فلا بد أن يقترن بذلك منزلة هذا الصحابي من توبته أو جهاده وسابقته - فمثلا من الظلم أن نذكر زلة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه دون ذكر توبته التي لو تابها صاحب مكس لقبل منه...) انتهى.


وهذا الأمر معلوم كما قلت لا خلاف فيه بين علماء الإسلام (أهل السنة) أما غيرنا (الشيعة الإثنى عشرية ، الرافضة) من الطوائف الأخرى التي تنتسب للأسلام زورا وبهتانا(1) ، فلهم معتقد في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالف ما عليه أهل الإسلام (أهل السنة) ، فإن الرافضة يعتقدون عصمة (إثنا عشر إماما) منهم ثلاثة صحابة ، علي بن أبي طالب وولداه الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا ، أما سائر التسعة فهم من سلالة الحسين ، أما باقي الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وسائر العشرة والمهاجرين الأولين والأنصار وأهل بدر وأصحاب الشجرة..إلخ فكل هؤلاء(2) عندهم كفار قد ارتدوا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الإمام مالك رحمه الله ( الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له نصيب في الإسلام) وقال الإمام أحمد بن حنبل عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة: ما أراه على الإسلام. وهذا الأمر ـ الفرق بين أهل السنة والرافضة ـ واضح حتى عند (حكيم) نفسه!! بدليل أن شبهاته كلها منصبة على الإسلام الذي يمثله (أهل السنة) ولذلك يحتج علينا من كتبنا كالبخاري ومسلم..إلخ وأقوال علمائنا كالطبري وابن كثير والقرطبي..إلخ ولم أجد على الإطلاق في مقالات (حكيم) استدلالات بمراجع الرافضة وأقوال علمائهم ، وهذا دليل على أنه حتى الملحدين يعرفون أن الإسلام هو ما يمثله (أهل السنة) ولا عزاء للرافضة!!.

نعود إلى أصل الموضوع وهو أن الصحابي مهما بلغ فضله إلا أنه معرض للخطأ والنسيان والمعصية..إلخ وقد بينا هذا بأدلته ، فإذا علم هذا تعلم بطلان قول (حكيم) التالي في مقاله (فجعلنا عاليها سافلها):

ولعلك تلحظ أيها القارىء أن ممن نهشوا عرض عائشة هو مسطح وهو رجل شهد بدراً وربما رأى حيزوم شخصياً، وحمنة أخت زينب بنت جحش، وحسان بن ثابت الذي يؤيده روح القدس، ويبدو أنه حتى روح القدس ينخدع في الناس، فهل هذا هو المجتمع الفاضل الذي تتباكون على فقدانه؟ مجتمع نزعت منه الرحمة فلا يصون عرض فتاة لم تبلغ الرابعة عشر حتى ولو كانت زوجة نبيهم؟

ولنا على كلام (الملحد الليبي) التعليقات التالية:



1. نؤكد ما قاله (حكيم) من أن هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم قد تكلموا في عرض عائشة رضي الله عنها.

2. ونؤكد أمرا أخرا يتعلق بهذا الأمر ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقام على هؤلاء الأبرار!! الحد (جلدهم) ، ومن المعلوم الذي لا يخفى إلا من كان على شاكلة (الملحد الليبي) أن إقامة الحد في الدنيا هو كفارة لمن إقيم عليه الحد من ذلك الذنب الذي اقترفه.

3. أضف إلى ما تقدم أن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم تابوا من هذا الأمر ، حتى إن حسان بن ثابت قال في أم المؤمنين شعرا يمدح عفتها وطهارتها ورزانتها يقول في مطلعها:

حصان رزان ما تزن بريبة...وتصبح غرثى من لحوم الغوافل حليلة خير الناس دينا ومنصبا...نبي الهدى والمكرمات الفواضل

وقبل هذا كله هم من جملة بني أدم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل ابن أدم خطاء).

تصور أخي الكريم لو أنك أستاذا لفصل به مجموعة من الطلاب تدرسهم من سنوات ، وهؤلاء الطلاب من أحسن الناس خلقا وعلما وأدبا وتواضعا وعفة..إلخ وهذا حالهم على طول السنوات التي تدرسهم فيها ، في يوم ما صدر من بعضهم بعض التصرفات الخاطئة ، فما كان منك إلا أن ذكرتهم أو عاقبتهم ، وما كان منهم إلا أن عادوا إلا مثل ما كانوا عليه أو أفضل ، أيعقل بحال من الأحوال أن يقال أن هذا الفصل وهؤلاء الطلاب جميعا عديمي الخلق والتربية وجهلة أغبياء؟!! هل يستقيم هذا الكلام عند العقلاء؟!! ، ومن هنا تعلم أخي الكريم أن هذا (الملحد) ليس قصده على الإطلاق دراسة الإسلام من ناحية نقدية ، بل هو إنسان حاقد على ديننا ورموزنا الأطهار.

4. تأمل في الأحكام الظالمة التي بناها (الملحد الليبي) بناء على فهمه السقيم حيث قال (..هذا هو المجتمع الفاضل الذي تتباكون على فقدانه؟ مجتمع نزعت منه الرحمة..إلخ) انتهى. بالله عليك أخي الكريم هل رأيت ظلما وجورا وتعديا وطغيانا في الأحكام مثل هذا؟!! أغمض عينيه وأصم أذنيه عن كل تلك الصور المشرقة التي جسدها الصحابة الكرام في حياتهم ، من البذل والعطاء والصبر والتضحية والوفاء والعفة والطهر والحياء..إلخ وجاء إلى زلة من زلات البشر وقال هذا هو مجتمع الصحابة!!.

5. فهل حكمه على مجتمع الصحابة رضي الله عنهم بقوله (..هذا هو المجتمع الفاضل الذي تتباكون على فقدانه؟ مجتمع نزعت منه الرحمة..إلخ) حكما صحيحا؟! وهل حكمه هذا يوافق ويطابق شروط البحث والنقد العلمي في جامعة كامبردج؟! وهذا الصارم التاسع عشر الذي نغرزه في نحر هذا الملحد

يتبع



1. المراد الطائفة وليس الأفراد ، الطائفة التي تعتقد العقائد الكفرية مثل أن القرءان محرف ، وأن الأئمة يعلمون الغيب ، وأن عامة الصحابة من المهاجرين والأنصار فد كفروا ، وأن عائشة زانية..إلخ هذه الطائفة قال فيها ابن حزم وغيره (إن الروافض ليسوا من المسلمين وإنما هي فرقة حدثت أولاً بعد موت رسول الله بخمس وعشرين سنة وكان مبدؤها إجابة من خذله الله لدعوة من كاد للإسلام وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر).

2. يستثني الرافضة من هؤلاء بضعة نفر من الصحابة كعمار بن ياسر و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي و العباس بن عبدالمطلب..إلخ.