المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الحلاق



فتى الإسلام
05-22-2009, 02:51 PM
ذهب رجل إلى الحلاق لكي يحلق له شعر رأسه ويهذب له لحيته وما أن بدأ الحلاق عمله في حلق رأس هذا الرجل، حتى بدأ بالحديث معه في أمور كثيرة . . .إلى أن بدأ الحديث حول وجود الله . . .
قال الحلاق :-" أنا لا أؤمن بوجود الله "
قال الزبون :- " لماذا تقول ذلك ؟ "
قال الحلاق :- حسنا ، مجرد أن تنزل إلى الشارع لتدرك بأن الله غير موجود قل لي ، إذا كان الله موجودا هل ترى أناسا مرضى ؟ وإذا كان الله موجودا هل ترى هذه الإعداد الغفيرة من الأطفال المشردين ؟ طبعا إذاكان الله موجودا فلن ترى مثل هذه الآلام والمعاناة أنا لا أستطيع أن أتصور كيف يسمح ذلك لإله الرحيم مثل هذه الأمور.
فكر الزبون للحظات لكنه لم يرد على كلام الحلاق حتى لا يحتد النقاش . .
وبعد أن انتهى الحلاق من عمله مع الزبون . . خرج الزبون إلى الشارع . فشاهد رجل طويل شعر الرأس مثل الليف ، طويل اللحية ، قذر المنظر ،أشعث أغبر ،
فرجع الزبون فورا إلى صالون الحلاقة . . .
قال الزبون للحلاق :- " هل تعلم بأنه لا يوجد حلاق أبدا
قال الحلاق متعجبا:- " كيف تقول ذلك . . أنا هنا وقد حلقت لك الآن " قال الزبون:- " لو كان هناك حلاقين لما وجدت مثل هذا الرجل
قال الحلاق " بل الحلاقين موجودين . .وإنما حدث مثل هذا الذي تراه عندما لا يأتي هؤلاء الناس لي لكي أحلق لهم
" قال الزبون " وهذا بالضبط بالنسبة إلى الله . . . فالله موجود ولكن يحدث ذلك عندما لا يذهب الناس إليه عند حاجتهم . ... .ولذلك ترى الآلام والمعاناة في العالم.

اخت مسلمة
05-23-2009, 12:10 AM
خاطرة جميلة ومعناها اجمل
نعم كما قال تعالى في الحديث القدسي ...وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة‏ ,نتنعم وننسى المنعم ناكل وننسى المطعم نستظل بسماء ونتدفأ بشمس ونسكن البيوت ونتطاول في البنيان ولا نشكر المعطي الوهاب ,
في مصائبنا ومانراه من مآسي لايسأل اين الله تعالى بل السؤال الحق هو اين نحن من الله ؟
سبحانه وتعالى اعطانا المنهج والسبيل المستقيم وابينا الا الاعوجاج فحتى حين ابتلائه لنا يكون لارجاعنا الى الجادة والطريق القويم فتبارك الله احسن الخالقين , وارحم الراحمين ونستغفره من كل ذنب وخطيئة وتقصير ونتوب اليه
جزاك الله خيرا

محمد كمال فؤاد
05-23-2009, 10:34 AM
لا إله إلا الله
حجة لكل ذي عقل

فتى الإسلام
05-27-2009, 02:10 PM
أخت مسلمة ..
محمد كمال فؤاد ..
أسعدتموني بردودكما :):

يحيى
05-27-2009, 04:09 PM
نعم و لكن هذه الخاطرة لا أساس لها من الصحة بدون تعديل, المؤمنين أكثر الناس تعرضا للبلاء و المحن و لكم في الأنبياء ( ص ) عبر و مواعظ, و الله تعالى يقول: (أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون· ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)

التعديل الذي أراه مناسبا هو أن يقول إن وجود رجل طويل شعر الرأس مثل الليف ، طويل اللحية ، قذر المنظر وأشعث أغبر لا يدل على عدم وجود الحلاق, و الله لم يخبرنا في رسالته أنه رحيم فقط, بل أخبرنا أنه جبار و شديد العقاب , قهار ..ذى البطش الشديد .. إن كلام الحلاق يليق للنصارى الذين يتكلمون عن الله "محبة" و إلههم هذا ليس حقيقيا واقعيا.

فتى الإسلام
05-27-2009, 10:53 PM
أخي الحبيب يحيى أشكرك جزيل الشكر على هذا التنبيه
بالمناسبة تعجبني ردودك كثيرا
والأخت مسلمة أيضا

أريد أن أعرف الحقيقة
06-03-2009, 02:20 PM
لا اله الا الله وحده لاشريك
تسلم على هذه القصة الرائعة
استغرب كيف يعقل لشخص أن يكفر بالله, فلا يوجد شيء أوضح من وجوده سبحنه وتعالى.

طلع الصباح
06-03-2009, 06:40 PM
نقل هذه القصة أحد الاخوة فعترضت على بعض ما ذُكر في القصة ووضحت له ذالك بقولي :


لا أتوقع أن جواب الزبون محكم من جميع الزوايا ففيه ثغرات..

مثلا المرض الذي استشهد به الحلاق الملحد سنة من سنن الله الكونية التي تشمل جميع البشر المؤمن فيهم و الكافر..

قال تعالى :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }

(ولنبلونكم بشيء من الخوف) العدو (والجوع) القحط (ونقص من الأموال) بالهلاك (والأنفس) بالقتل والموت والأمراض (والثمرات) بالجوائح ، أي لنختبرنكم فننظر أتصبرون أم لا (وبشر الصابرين) على البلاء بالجنة تفسير الجلالين...

وقال الله تعالى حكاية عن ابراهيم : {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }

وقال صلى الله عليه و آله وسلم ((ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته))

فكون المؤمن جعل المعانة و منها المرض بسبب البعد عن الله فهذا غير مطرد...

وهناك رد أصوب لهذه الشبهة.......

بارك الله فيك أخي الفاضل


ثم طلب مني أحدهم أن أوضح ذالك فكانت هذه المشاركة:



دعني أحرر محل اعتراضي في كلام صاحبنا الزبون :

قال الملحد :




إذا كان الله موجودا هل ترى أناسا مرضى ؟
وإذا كان الله موجودا هل ترى هذه الإعداد الغفيرة من الأطفال المشردين ؟

طبعا إذاكان الله موجودا
فلن ترى مثل هذه الآلام والمعاناة

ويندرج قول الملحد هذا تحت سؤال لماذا خلق الله الشر؟؟؟

الزبون في رده على كلام الحلاق ربط الشرور و منها المرض بسبب بعد الناس عن الله لذالك قلت أنا أن هذا غير مطرد.

لأن الله تعالى يقول : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً )

(كل نفس ذائقة الموت) في الدنيا (ونبلوكم) نختبركم (بالشر والخير) كفقر وغنى وسقم وصحة (فتنة) مفعول له أي لننظر أتصبرون وتشكرون أم لا (وإلينا ترجعون) فنجازيكم تفسير الجلالين.

فرد عليه الزبون:



وإنما حدث مثل هذا الذي تراه عندما لايأتي هؤلاء الناس لي لكي أحلق لهم
قال الزبون:
- وهذا بالضبط بالنسبة إلى الله
فالله موجود ولكن يحدث ذلك
عندما لا يذهب الناس إليه عند حاجتهم ..
ولذلك ترى الآلام والمعاناة في العالم

أنا هنا لا أنكر أن البعد عن الله شقاء لكن ليس عن هذا يسأل الملحد .

الملحد يتكلم عن جنس الشر و مثل على ذالك بالمرض ثم أجمل ذالك بقوله :



ولذلك ترى الآلام والمعاناة في العالم

إذا تبين ذالك أذكر لك هنا رد واحد من مجموعة كثيرة من الردود وهو لمصطفى محمود مع أن هناك مقدمات لابد منها قبل الإجابة على هذا السؤال لكن ليس هذا محلها لأننا نرد على ملحد غير موجود .

يقول مصطفى محمود في كتابه (حوار مع صديقي الملحد)

الفصل الثالث :

لماذا خلق الله الشر ؟؟

((قال صاحبي ساخرًا:
كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كل هذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسم والحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.

إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر .
والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.

ونحن نقول أن الله كله رحمة وكله خير وأنه لم يأمر بالشر ولكنه سمح به لحكمة.

{إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (29)} الأعراف-28.

الله لا يأمر إلا بالعدل والمحبة والإحسان والعفو والخير وهو لا يرضى إلا بالطيب.

فلماذا ترك الظالم يظلم والقاتل يقتل والسارق يسرق؟

لأن الله أرادنا أحرارا .. والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب .. والاختيار الحر بين المعصية والطاعة.
وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار.

وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة .. ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر.

ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة وأن الشر هو الاستثناء ..

فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ونحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة .. وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين وكذلك البراكين وكذلك الحروب هي تشنجات قصيرة في حياة الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة.

ثم أننا نرى لكل شيء وجه خير فالمرض يخلف وقاية والألم يربي الصلابة والجلد والتحمل والزلازل تنفس عن الضغط المكبوت في داخل الكرة الأرضية وتحمي القشرة الأرضية من الانفجار وتعيد الجبال إلى أماكنها كأحزمة وثقالات تثبت القشرة الأرضية في مكانها، والبراكين تنفث المعادن والثروات الخبيثة الباطنة وتكسو الأرض بتربة بركانية خصبة .. والحروب تدمج الأمم وتلقح بينها وتجمعها في كتل وأحلاف ثم في عصبة أمم ثم في مجلس أمن هو بمثابة محكمة عالمية للتشاكي والتصالح .. وأعظم الاختراعات خرجت أثناء الحروب .. البنسلين الذرة الصواريخ الطائرات النفاثة كلها خرجت من أتون الحروب.


ومن سم الثعبان يخرج الترياق.

ومن الميكروب نصنع اللقاح.

ولولا أن أجدادنا ماتوا لما كنا الآن في مناصبنا، والشر في الكون كالظل في الصورة إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة .. ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة.
وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض .. إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض.

وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح ولا الوضع الطبيعي لولا االشاذ.
ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي: إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أنه استقام لما رمى.

وظيفة أخرى للمشقات والآلام .. أنها هي التي تفرز الناس وتكشف معادنهم.

لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال

إنها الامتحان الذي نعرف به أنفسنا .. والابتلاء الذي تتحدد به مراتبنا عند الله.
ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها فالموت ليس نهاية القص ولكن بدايتها.

ولا يجوز أن نحكم على مسرحية من فصل واحد ولا أن نرفض كتابا لأن الصفحة الأولى لم تعجبنا.
الحكم هنا ناقص..

ولا يمكن استطلاع الحكمة كلها إلا في آخر المطاف .. ثم ما هو البديل الذي يتصوره السائل الذي يسخر منا؟!

هل يريد أن يعيش حياة بلا موت بلا مرض بلا شيخوخة بلا نقص بلا عجز بلا قيود بلا أحزان بلا آلام.
هل يطلب كمالا مطلقا؟!

ولكن الكمال المطلق لله.

والكامل واحد لا يتعدد .. ولماذا يتعدد .. وماذا ينقصه ليجده في واحد آخر غيره؟!
معنى هذا أن صاحبنا لن يرضيه إلا أن يكون هو الله ذاته وهو التطاول بعينه.
ودعونا نسخر منه بدورنا .. هو وأمثاله ممن لا يعجبهم شيء.
هؤلاء الذين يريدونها جنة ..

ماذا فعلوا ليستحقونها جنة؟
وماذا قدم صاحبنا للإنسانية ليجعل من نفسه الله الواحد القهار الذي يقول للشيء كن فيكون.
إن جدتي أكثر ذكاء من الأستاذ الدكتور المتخرج من فرنسا حينما تقول في بساطة:
"خير من الله شر من نفوسنا".

إنها كلمات قليلة ولكنها تلخيص أمين للمشكلة كلها ..
فالله أرسل الرياح وأجرى النهر ولكن ربان السفينة الجشع ملأ سفينته بالناس والبضائع بأكثر مما تحتمل فغرقت فمضى يسب الله والقدر .. وما ذنب الله؟! .. الله أرسل الرياح رخاء وأجرى النهر خيرا .. ولكن جشع النفوس وطمعها هو الذي قلب هذا الخير شرا.
ما أصدقها من كلمات جميلة طيبة.
"خير من الله شر من نفوسنا".))

و في النهاية أقول و بضدها تتبين الأشياء...


و لا أدري إلى الآن هل ما عترضت عليه كان في محله أم لا؟؟...

تحياتي لصاحب الموضوع و لمن شارك معه ....