المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتجعل الشك يدخل إلى قلبك



عمر السلفيون
06-12-2009, 10:36 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :




لقد كثرت موجة الإرتداد عن دين الله من خلال هذه الشبكة العنكبوتية لأسباب كثيرة وأهمها كثرة الشبهات والافتراءات التي تثار حول ديننا الحنيف وبما أن أكثر من يتصفح هذه المواقع من الملتزمين حديثا أو من الشباب الذي لا يمتلك من العلم إلا القليل ليميّز بين الغث والسمين
وبما أن هذه المسألة بدأت تؤرقني فعلا لكثرة ما شاهدته من انحراف عن الدين ومن كثرة ما يصلني من شباب حديث الإلتزام أنه ضاع ولم يعد يعرف من هو المحق ومن هو الكاذب ومن كثرة ما صارحني به الشباب حول الضيق الذي يعتريهم من جراء تعرضهم لتلكم الشبهات والتي بعضها فعلا قد يصيب الإنسان بالضياع ولو كان بالغا عاقلا وبنحوه صارحني به بعض العقلاء البالغين بل لنقل الهرمين والله المستعان
وبما ان الشبهات التي تثار حول الإسلام وشخص نبينا الكريم وصحابته الميامين قد أصبحت ممنهجة بدقة من قبل أعداء الإسلام ولديهم خبراء نفس وعلم بالشرع ليضلوا شبابنا وبناتنا بكذبهم وتدليسهم ووضع الشبهات في طريق أولئك الشبان فقد شمّرت لوضع منهج ثابت يعين الشاب والفتاة في التصدي لهذه الشبهات باتباع الثوابت التي نؤمن بها بطريقة مبسطة جدا تخاطب العقل السليم والفطرة التي لم تلوث بعد بزيف الحضارات الهالكة فتلزمه بالحجة التي من خلالها ينطلق في هذا العالم الغريب عن دينه ومبادئه وقيمه واخلاقه
واعطي مثالا على ذلك ....
يا عبد الله إعلم رحمك الله أن أعداء الإسلام قد يضعون امامك شبهة حول القرءان وهم كذبة والله فبما أنك لا تميز كذبهم تدليسهم وليس لديك إحاطة بمثل هذه الامور فألزمك بقوله تعالى ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين )

فاعلم يا عبد الله أن اعداء الدين لم ولن يتمكنوا من الإتيان بسورة من بلاغة القرءان ولو كان بعضهم على بعض ظهيرا فأصغر سورة في القرءان
(إنا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر )
وهذا مسيلمة الكذاب حاول الإتيان بسورة مثل ( الكوثر )ولم ولن يفلح وهو من هو من فطاحل شعراء العرب فكيف بمن دونه
فحين تنظر إلى تلك الهجمة على الإسلام من قبل أعداء الله ولم يتمكنوا من الاتيان بسورة ببلاغة القرءان ولن يتمكنوا حتى يرث الله الأرض ومن عليها فاعلم حينئذ أن شبهاتهم مدحوضة بنص التحدي الذي بيناه آنفا ولو كانوا صادقين لأجمعوا خيلهم وشياطينهم لينقضوه ولكفوا أنفسهم مؤنة الحرب التي أشعلوا نارها منذ ظهور الاسلام وإلى يومنا هذا ولن يستطيعو حتى يرث الله الأرض ومن عليها
قال تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرءان لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
فلتكن هذه الآية والتي سبقتها حجة من دون مئات الحجج فهي تكفيك لتعلم أن الدين عند الله الإسلام وما نقموا منك إلا لأنك لست منهم فمن تولهم منكم فإنه منهم
ولتكن هذه الثوابت الماثلة امامك قد وعاها قلبك مما يجعلك قويا واثقا بقرءانك لا يدخله الشك والميل أبدا وكيف لا وهم لهذه اللحظة وإلى يوم القيامة لن يستطيعوا الإتيان بمثل سورة من هذا القرءان
ومن أصدق من الله قيلا
ومن أصدق من الله حديثا
قل صدق الله

قلت : وبنحوه أيضا نثبت الفؤاد حول السنة وشخص نبينا
وبنحوه نثبت الفؤاد ما يثار حول أعلامنا وعلماءنا
وبنحوه نبثت الفؤاد بتاريخنا وما يثار من أحداث وشبهات
حينئذ يصبح المسلم قويا لا تزعزعه شبهة ولا حديثا
------------

يا عبد الله إن اعترضك شبهة حول الحديث ....منقولا عن نبيك الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم
فاعلم أن مدار تقبله يدور حول سنده بداية فقد دس الزنادقة الكثير من تلك الأحاديث التي لا تصح سندا ولا متنا وما اليهود ولا النصارى ولا الروافض عن فعلهم هذا ببعيد

وقل في نفسك بان الله قد حفظ هذا الدين بالأسانيد من فلان عن فلان عن فلان وكلهم عدول وثقات ولدينا رجال يغربلون سند الحديث ومتنه من تحريف أعداء الدين
فإن صح سنده فانظر إلى شرحه لعله منسوخ فإن لم يكن منسوخا فانظر إلى أقوال شرّاح الحديث حوله فستجد الراحة والثبات بإذن الله ويزداد يقينك بأن هذه الشبهات ما وجدت إلا لتفسدك وهذه غايتهم الشيطانية
وقل في نفسك هم أعلم بأحداثيات وروده وما علينا سوى التسليم والالتزام بالأوامر والنواهي التي امرنا الله بها فلا نشغل انفسنا بما لا يتحقق في واقعنا ولا نسأل عنه طالما ليس مرتبطا بحكم شرعي يترتب عليه أجرا أو عقابا
فاعطيك مثالا لعلك تستفيد منه : قيل انظر كيف اجاز نبيك صلى الله عليه وسلم رضاع الكبير فقل في نفسك لا نعلم التفاصيل الدقيقة التي أحاطت وما ندري ما هي العادات التي كانت سائدة في وقتهم وخصوصا ليس حكما ثابتا بل هي حالة لسالم عند مولاه حذيفة والفتوى خاصة ولا احد من الصحابة وامهات المؤمنين اجازها او عمل بها ..
أي بمثلها لا نشغل فكرنا بما لا يفيدنا فهي نادرة الحدوث في مجتمعاتهم وشبه منتفية في واقعنا

وإذا طرأت شبهة كيف يتزوج نبيكم قاصر فقل في نفسك وهو الحق إن شاء الله البنات في ذاك الزمان يبلغن بسرعة فمن كانت بالتاسعة فهي تناهز السادسة عشرة في عصرنا وقد أباح الله لنا التعدد ولم يشترط السن في الزواج .. وهم أعلم بواقعهم يومئذ فمازال الإنسان بتغير حتى يومنا هذا
فإذا اعترضتك شبهة قول او فعل صحابي فاجعل هذه المسئلة نصب عينيك أن فعل أو قول الصحابي ليس بحجة ملزمة وخصوصا إن خالف صحابيا آخر او نصا قطعي الدلالة في القرءان فهم مثلنا بشر ولا عصمة إلا لأنبياء الله فيما يبلغونه عن ربهم وهذه عقيدة وإيمانا منّا ... وما دون ذلك قد يحدث وهو لا يقدح بنبوتهم لبشريتهم التي خلقهم الله عليها ...
كما قال نبيك إنما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون ( إلا ما يُلقى إليه من الوحي فيثبته الله في قلبه )
ولقوله ( انتم أعلم بأمور دنياكم )
وإن اعترضتك شبهة حول علماءك فقل الصحابي قد يخطئ فيصوبه قول صحابي آخر فمن باب أولى ورود الخطأ من العالم فيصوب قوله عالم آخر من طبقته وقل ما أنا بعالم حتى أرد عليه طالما اجتهد في المسئلة ونال اجره بحده الأدنى مع حفظ مكانته عند الله وعند الناس فلا يقاس خطأه في بحر صوابه فقد أبى الله أن يكون كتابا كاملا لا يحتمل الخطأ سوى كتابه وأبى العصمة لأحد من البشر فهو لم يخلقنا كالملائكة بل جعل لنا حرية التفكير والاختيار

وأخيرا أترككم مع هذا المقال المهم
والله من وراء القصد
-------------

أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين ، وآله ، وصحبه ، والتابعين ، أما بعد :
فإن الاستفادة من تجارب العلماء من أَولَى ما يعتني به طالب العلم خاصة إن كانت لأكابر علماء السنة ، والمسألة في باب الاعتقاد ، وما أريد ذكره هنا هو ما يتعلق بموضوع الشبهات التي غدت في عصرنا كالريح تأتيك من كل مكان في كل مكان ! فإلى الله المفر .

وهذه فائدة أنقلها لك من تجربة الإمام ابن القيم نصحه بها شيخه الإمام ابن تيمية ، وأتبعها إن شاء الله ببعض النقول النافعة نفعني الله ، وإياك بما نقول ونسمع .

قال الإمام المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه عظيم النفع مفتاح دار السعادة 1/140:
[في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لكميل بن زياد النخعي ـ رحمه الله ـ ..]

وقوله " ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة"
هذا لضعف علمه ، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب ؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا ؛ لأنه قد رسخ في العلم ، فلا تستفزه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة .
والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه ، بل يقوى علمه ويقينه بردها ، ومعرفة بطلانها ، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة ، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا .

والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
جيش شهوات الغي .
وجيش شبهات الباطل .
فأيما قلب صغا إليها ، وركن إليها تشربها ، وامتلأ بها ، فينضح لسانه ، وجوارحه بموجبها ،
فإن أشرب شبهات الباطل = تفجرت على لسانه الشكوك ، والشبهات ، والإيرادات = فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه ؛ وإنما ذلك من عدم علمه ، ويقينه ، وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ : لا تجعل قلبك للإيرادات ، والشبهات مثل السفنجة ، فيتشربها فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. أو كما قال .
فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل ، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر ، فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس ، فيعتقد صحتها و أما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك ، بل يجاوز نظره إلى باطنها ، وما تحت لباسها = فينكشف له حقيقتها .
ومثال هذا: الدرهم الزائف ، فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة ، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك ؛ فيطلع على زيفه .
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف ، والمعنى كالنحاس الذي تحته ، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله .
وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر ، وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب ، والمقالة بلفظ ، ويردها بعينها بلفظ آخر ، وقد رأيت أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله ، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح .

قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية
شريط (10) دقيقة (34) ثانية (50) :
المعتصم هو :كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، إذا أشكل عليك أمر ، ولم تدركه بعقلك الناقص القاصر ؛ فاعتصم بحبل الله ، وبكتابه ، وحسبك حسبك .
وقبلها في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30)

كل ما يخالف الحق أي نظرية ، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله ، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى ، فكل ما يعارض الحق فهو باطل .
وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة ، ما يلزم .
المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعرض كذا = فهو مردود مدفوع .
اعتصم بالحق ، واثبت على الحق ، واطرح كل ما خالفه .
أحببت أؤكد على هذا ، فهو ينفع المسلم ، ويريح باله ، عند ورود الشبهات على قلبه ، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه ، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام ، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت ، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر ، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى ..
كونوا على حذر مما يطرح في هذه الوسائل ، فإن الآن أصبح الناس في فتنة ، فتنة مدلهمة أصبح كل مبطل يستطيع أن يتكلم ، المبتدع يتكلم ، والملحد يتكلم ، يطرح الشبهات ، المبتدع المعروف بالبدعة ، والمتسنن الذي ينتسب للسنة ، فإن من المنتسبين للسنة من تتسرب إليه أفكار ، وتوجهات فيحملها ، ويحمل لواءها = فيصير ـ والعياذ بالله ـ داعي فتنة سواء مما يتعلق بالاعتقادات ، أو السلوكيات .
ومن أخبث من ظهر من المنتسبين للسنة في هذا البلد من يعرف بـ "حسن بن فرحان المالكي" هذا الذي ينسب للسنة ، وطرحه ، وعرضه ، وكلامه = يكذب انتسابه ، فإنه اتخذ أئمة السنة هدفا له فيما يلقيه في محضراته في الأمكنة المشبوهة ، وفيما ينشره نشرا خاصا ، أو عاما ، فحذار من الاغترار به ، فكل من يتضامن معه ، أو يعتذر عنه = فهو متهم في دينه ..اهـ [ويراجع بقية كلام الشيخ على هذا الضال].

فأتمسك أخي المسلم بهذه التوجيهات تجد الراحة في الدين والدنيا والآخرة .
والله اعلم .



عبد الرحمن بن صالح السديس

اخت مسلمة
06-13-2009, 02:21 AM
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف ، والمعنى كالنحاس الذي تحته ، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله .

كلمات من ذهب بارك الله في الشيخ عبد الرحمن وجعلها زادا له في القدوم على الله
انصح كل الزوار بقراءة هذه المحاضرة
جزى الله الاخ الناقل خير الجزاء
وبارك الله في الشيخ

عمر السلفيون
06-23-2009, 11:22 PM
وفيكم بارك الله
يرفع
$$$$$

محمد كمال فؤاد
06-23-2009, 11:47 PM
اللهم ثبتنا على الحق وإياك