اخت مسلمة
06-17-2009, 04:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان علمنا بالأشياء ينحصر فى نوعين من المعلومات , ما يسمى بالمعلومات البدهية , وما يسمى بالمعلومات النظرية
المعلومات البدهية هى المعلومات التى يصدقها عقلك بدون حاجة لدليل , ولا يمكن أن يستدل عليها , ومثال عليها أنك لا تصدق ان شيئاً موجوداً ولكنه معدوماً فى نفس الوقت , وأنك لا تصدق أن كرة بلياردوا ساكنة على منضدة البلياردوا ثم تحركت بدون سبب , هذه الأحكام معلوم صدقها بالضرورة , ولا تحتاج إلى دليل حتى تتيقن من صدقها , فأنت متيقن منها حقيقة.
أما المعلومات النظرية ( الآتية عن نظر وفكر ) فهى معلومات غير بدهية , بمعنى أنك تحتاج لدليل على صحتها , فلو قلت لك سيحدث كسوف شمسى منتصف الشهر المقبل , فستسألنى كيف علمت ؟ ولن تصدقنى مباشرة , فأقول لك علمت من خلال تحديد موقع الأرض والقمر منتصف الشهر القادم ووجدت أنهم يقعوا على استقامة واحدة , فأنت هنا لم تصدق مباشرة كالحالة الأولى بل سألت عن الدليل .
إذاً ما تشك به يستحيل أن يكون من المعلومات البدهية , بل يجب أن يكون قطعاً من المعلومات النظرية التى تحتاج لأدلة , وبما أنك تشك فى هذه المعلومات , فمجال الشك ينحصر فى الشك فى الدليل , فأنت تشك فى صحة هذه المعلومات , ببساطة لأنك تشك فى دليلها , إذاً لكى تصل إلى اليقين يجب أن تتيقن من الأدلة.
هذه الأدلة يجب أن تكون امراً من اثنين :
إما دليل بدهى , فلو قلت لك إن الفاعل المريد لابد أن يكون عالم بفعله , وسألتنى ما الدليل , سأقول لك لأنه يستحيل أن يختار امراً بدون ان يعلم هذا الإختيار , فكيف سيختار أن يفعل شيئاً وهو لا يعلمه ؟؟ حينها ستصدقنى
وإما دليل نظرى , فلو قلت لك يوجد انسان أول , ستسألنى ما دليلك ؟ سأقول لك لأن كل إنسان منا يسبقه إنسان وهنا تتكون سلسلة من البشر , ويستحيل أن تكون هذه السلسلة لا متناهية , فينتج أن هناك إنسان أول هو أول السلسلة , فستسالنى ولكن كيف علمت بأن السلسلة اللامتناهية مستحيلة ؟؟ سأقول لك لأن السلسلة تزداد بإستمرار التكاثر , واللامتناهى لا يزيد ولا ينقص , فزيادته تدل على أنه متناهى.
ونرى من هذا ان الدليل النظرى يحتاج فى النهاية إلى أن يستدل عليه بدليل بدهى
إذاً لكى نصل إلى اليقين يجب أن نضع المعلومات البدهية قاعدة ننطلق منها فى البحث عن اليقين ونبنى عليها أدلتنا
الآن نحن موجودن , هذه المعلومة بدهية فأنت لا تشك فى وجودك ابداً
ويوجد تغير فى العالم , فالموت والحياة وحركة الأرض بل وقراءتك لكلامى هو تغير من حال لحال , فالتغير نصدق بوجوده بداهة.
هنا تتكون سلسلة من الأحداث والتغيرات يسبق بعضها بعضاً.
هذه السلسلة إما أن تكون متناهية أو غير متناهية
هذه السلسلة متناهية لأنها تزداد بحدوث الأحداث والتغيرات , وبالتالى عند الرجوع بالزمان إلى الوراء سنجد أن الأحداث تقل بإستمرار فيجب أن نصل إلى نقطة الصفر قطعاً , إذاً ثبت أن هذه السلسلة من الأحداث متناهية ولها بداية
هذه البداية لابد لها من سبب بدأها وأوجدها , لماذا ؟؟ لإستحالة حدوث شئ بدون سبب
هذا السبب لابد أن يكون مريد لأنه لو لم يكن مريد لكان عبارة عن حدث من ضمن سلسلة الأحداث واحتاج هو الآخر لسبب
وهذا المريد لابد أن يكون عالم , لأن المريد لا يختار مما يجهله بل لابد من العلم بإختياره
ولابد أن يكون حى لإستحالة أن يكون المريد والعالم ميت
ومن هنا نبدأ ببناء إعتقاد يقينى يثبت لنا وجود الله وصفاته
وبعد إثبات وجود الله وصفاته , نبحث فى موضوع الأخلاق والسلوكيات , فنجد أن أى سلوك عند النظر إليه بغض النظر عن أى شئ آخر ممكن أن نفعله , فالقتل يمكن أن نفعله عمليا ولا قبح فيه عند غض النظر عن أى أمر وللبعض , فنحن نقتل الحيوانات لنتغذى عليها , ففعل القتل من حيث هو فعل ليس بحسن وليس بقبيح اجمالا بدون تفسير, ولكنه قبيح لسبب آخر وهو تجريم الشرع له ووضعه في قائمة الفعل القبيح المنهي عنه .
فالله خالق كل شئ ومدبر كل أمر , وبالتالى مالك كل شئ , يملكنى ويملك العالم وكل ما فيه , ومن حقه ان يتصرف به كما يشاء , فقد أمرنا بالإمتناع عن قتل الإنسان إلا بوجه حق , فبالتالى قد حرم علينا فعل القتل , لا لأنه فعل قبيح فقط , بل لأن الله قد حرمه , ومن هنا ينحل إشكال تناقض السلوكيات والأفعال , فالسلوك الواجب اتباعه هو السلوك الذى سمح به الشرع , والسلوك المنهى عنه هو السلوك الذى نهى عنه الشرع.
إذاً لكى تصل إلى اليقين , يجب عليك المرور بسلسلة طويلة من الأبحاث , حتى تقف على ارض صلبة
تحياتي للموحدين
ان علمنا بالأشياء ينحصر فى نوعين من المعلومات , ما يسمى بالمعلومات البدهية , وما يسمى بالمعلومات النظرية
المعلومات البدهية هى المعلومات التى يصدقها عقلك بدون حاجة لدليل , ولا يمكن أن يستدل عليها , ومثال عليها أنك لا تصدق ان شيئاً موجوداً ولكنه معدوماً فى نفس الوقت , وأنك لا تصدق أن كرة بلياردوا ساكنة على منضدة البلياردوا ثم تحركت بدون سبب , هذه الأحكام معلوم صدقها بالضرورة , ولا تحتاج إلى دليل حتى تتيقن من صدقها , فأنت متيقن منها حقيقة.
أما المعلومات النظرية ( الآتية عن نظر وفكر ) فهى معلومات غير بدهية , بمعنى أنك تحتاج لدليل على صحتها , فلو قلت لك سيحدث كسوف شمسى منتصف الشهر المقبل , فستسألنى كيف علمت ؟ ولن تصدقنى مباشرة , فأقول لك علمت من خلال تحديد موقع الأرض والقمر منتصف الشهر القادم ووجدت أنهم يقعوا على استقامة واحدة , فأنت هنا لم تصدق مباشرة كالحالة الأولى بل سألت عن الدليل .
إذاً ما تشك به يستحيل أن يكون من المعلومات البدهية , بل يجب أن يكون قطعاً من المعلومات النظرية التى تحتاج لأدلة , وبما أنك تشك فى هذه المعلومات , فمجال الشك ينحصر فى الشك فى الدليل , فأنت تشك فى صحة هذه المعلومات , ببساطة لأنك تشك فى دليلها , إذاً لكى تصل إلى اليقين يجب أن تتيقن من الأدلة.
هذه الأدلة يجب أن تكون امراً من اثنين :
إما دليل بدهى , فلو قلت لك إن الفاعل المريد لابد أن يكون عالم بفعله , وسألتنى ما الدليل , سأقول لك لأنه يستحيل أن يختار امراً بدون ان يعلم هذا الإختيار , فكيف سيختار أن يفعل شيئاً وهو لا يعلمه ؟؟ حينها ستصدقنى
وإما دليل نظرى , فلو قلت لك يوجد انسان أول , ستسألنى ما دليلك ؟ سأقول لك لأن كل إنسان منا يسبقه إنسان وهنا تتكون سلسلة من البشر , ويستحيل أن تكون هذه السلسلة لا متناهية , فينتج أن هناك إنسان أول هو أول السلسلة , فستسالنى ولكن كيف علمت بأن السلسلة اللامتناهية مستحيلة ؟؟ سأقول لك لأن السلسلة تزداد بإستمرار التكاثر , واللامتناهى لا يزيد ولا ينقص , فزيادته تدل على أنه متناهى.
ونرى من هذا ان الدليل النظرى يحتاج فى النهاية إلى أن يستدل عليه بدليل بدهى
إذاً لكى نصل إلى اليقين يجب أن نضع المعلومات البدهية قاعدة ننطلق منها فى البحث عن اليقين ونبنى عليها أدلتنا
الآن نحن موجودن , هذه المعلومة بدهية فأنت لا تشك فى وجودك ابداً
ويوجد تغير فى العالم , فالموت والحياة وحركة الأرض بل وقراءتك لكلامى هو تغير من حال لحال , فالتغير نصدق بوجوده بداهة.
هنا تتكون سلسلة من الأحداث والتغيرات يسبق بعضها بعضاً.
هذه السلسلة إما أن تكون متناهية أو غير متناهية
هذه السلسلة متناهية لأنها تزداد بحدوث الأحداث والتغيرات , وبالتالى عند الرجوع بالزمان إلى الوراء سنجد أن الأحداث تقل بإستمرار فيجب أن نصل إلى نقطة الصفر قطعاً , إذاً ثبت أن هذه السلسلة من الأحداث متناهية ولها بداية
هذه البداية لابد لها من سبب بدأها وأوجدها , لماذا ؟؟ لإستحالة حدوث شئ بدون سبب
هذا السبب لابد أن يكون مريد لأنه لو لم يكن مريد لكان عبارة عن حدث من ضمن سلسلة الأحداث واحتاج هو الآخر لسبب
وهذا المريد لابد أن يكون عالم , لأن المريد لا يختار مما يجهله بل لابد من العلم بإختياره
ولابد أن يكون حى لإستحالة أن يكون المريد والعالم ميت
ومن هنا نبدأ ببناء إعتقاد يقينى يثبت لنا وجود الله وصفاته
وبعد إثبات وجود الله وصفاته , نبحث فى موضوع الأخلاق والسلوكيات , فنجد أن أى سلوك عند النظر إليه بغض النظر عن أى شئ آخر ممكن أن نفعله , فالقتل يمكن أن نفعله عمليا ولا قبح فيه عند غض النظر عن أى أمر وللبعض , فنحن نقتل الحيوانات لنتغذى عليها , ففعل القتل من حيث هو فعل ليس بحسن وليس بقبيح اجمالا بدون تفسير, ولكنه قبيح لسبب آخر وهو تجريم الشرع له ووضعه في قائمة الفعل القبيح المنهي عنه .
فالله خالق كل شئ ومدبر كل أمر , وبالتالى مالك كل شئ , يملكنى ويملك العالم وكل ما فيه , ومن حقه ان يتصرف به كما يشاء , فقد أمرنا بالإمتناع عن قتل الإنسان إلا بوجه حق , فبالتالى قد حرم علينا فعل القتل , لا لأنه فعل قبيح فقط , بل لأن الله قد حرمه , ومن هنا ينحل إشكال تناقض السلوكيات والأفعال , فالسلوك الواجب اتباعه هو السلوك الذى سمح به الشرع , والسلوك المنهى عنه هو السلوك الذى نهى عنه الشرع.
إذاً لكى تصل إلى اليقين , يجب عليك المرور بسلسلة طويلة من الأبحاث , حتى تقف على ارض صلبة
تحياتي للموحدين