المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إدريس هاني..خنفشاري رافضي مغربي



متعلم أمازيغي
09-24-2009, 08:44 AM
وددت أن أطلع الاخوة الكرام في المنتدى الكريم على خنفشاري رافضي حقود علي المذهب السني في المغرب،لكنه يدعي أنه مع الثوابت المغربية إلا أنه في ذلك ممارس للتقية إذ قلب الكاتب المأجور بالدولار الأمريكي ( وقد اخترق بريده الالكتروني و وجدوا أنه يكتب بالمقابل!!) مع إيران و عقيدتهم الاثني عشرية..
و بعد أن نشرت مقالا في هيسبريس مدافعا عن السلفية و منهجها،خربش مقالا تافها ل"تعرية" السلفية و قد كان المقال سخيفا حيث لم يجد ما ينقل عن تكفير السلفية للمسلمين و الأشاعرة إلا كلام نشر في منتدى ادعى أنه سلفي!!!! فبربكم متى كان المفكرون يستدلون بما يكتب في المنتديات ؟؟ :)::):

قد لا تصدقون،انظروا :



في منتدى السلفيون فتوى في الأشعرية بصيغة : ما حكم الاشعرية في هذا الزمان ؟ الجواب :



الاشعرية قسمان :



1ـ اشعرية قبورية وثنيين ؛ فهؤلاء مشركون .



2 ـ أشعرية محضة ؛ ليس عندهم شيء من باب الشرك الأكبر ، فهؤلاء حكمهم



حكم الأشاعرة السابقين لهم .



والاشاعرة السابقين على قسمين



1 ـ الاشعرية الأولى ؛ فهؤلاء كلابية ، وهم طائفة مبتدعة ولا تكفر .



2 ـ الاشعرية الثانية ؛ وهؤلاء جمهور العلماء على عدم تكفيرهم للتأويل ، وذهب قليل من أهل العلم إلى كفرهم - منهم ابن حزم , وابن الجوزي , والدستي ، وبعض الحنابلة. والراجح انه يختلف باعتبار الزمان والمكان :



فان كان الزمن زمن انتشار للسنة وظهورها ، أو المكان مكان سنة ظاهرة - كما في زمن الإمام مالك واحمد والشافعي - ثم تبنى الاشعرية فهذا كافر.



وان كان الزمن زمن غلبة جهل وانتشار للبدعة وخفاء في السنة - كزمن ابن تيمية وزمن محمد بن عبد الوهاب - فلا تكفير حتى تزول الشبهة ويعاند ، والله أعلم .



ملاحظة : هناك طائفة هم من أهل السنة في الجملة ، لكن وافقوا الأشاعرة وليس أحوالهم أحوال الأشاعرة ؛ من تقديم العقل على النقل ، بل أحوالهم تقديم الكتاب والسنة ونبذ تقديم العقل - أمثال البيهقي وابن فورك ونحوهما - فهؤلاء ما وقعوا فيه يسمى " زلات " ، فيرد ما معهم من باطل ، وتحفظ مكانتهم ويستفاد من علمهم[8] .
أترككم مع المقال




في نظر السلفية: المغاربة ليسوا أهل سنة



يا أهل السنة خذوا حذركم!



يقول عبد الواحد بن عاشر*** مبتدئا باسم الإله القادر



الحمد لله الذي علمنا *** من العلوم ما به كلفنا



صلى و سلم على محمد *** و آله و صحبه و المقتدي



و بعد فالعون من الله المجيد *** في نظم أبيات للأمي تفيد



في عقد الأشعري و فقه مالك*** و في طريقة الجنيد السالك



على هذا التثليث سارت قافلة السياسة الدينية في المغرب. وعلى أرضية هذا الاختيار أناخت الراحلة. وليس هناك مانع من أن تختار الأمم مدارسها الدينية ، بأي وجه اتفق. ومع أنني بدافع الفكر لا سواه لا زلت أتساءل عن سر هذه الخلطة ، وهل هي من وحي الجزاف أم التطريز التاريخي ـ لا يهم ـ فأسئلة الفكر لا نهائية؛ تخرق الأسوار ولا تستقر على قرار. غير أن الفكر ما لم يكن عدميا يؤهلك للفهم والتفهّم.. فالغاية اليوم أصبحت حقيقة وجب تفهمها. ولا يضيرني أن تستمر القافلة على هذا الطريق. وإذا توقف عليها النظام العام فذلك هو المطلوب. علينا أن لا نقول أن الدين أصبح سياسة. ففي اعتقادي ليس ثمة في الأمر جديد. كان الدين دائما سياسة وبالسياسة وللسياسة.. وإلا ما معنى أن يكون أول خرم في جسم الدين جاء من السياسة؟! إذا قيل لي هل تريد للمغرب غير هذا، قلت، هذا أفضل لاستقرار النفوس والعقول عليه. ولكن ما ليس مقبولا هو إنزال ذلك حقيقة على الضمائر الشخصية و الإساءة إلى الآخر وإلى المختلف، إسنادا لهذا الاختيار، ومنح فرصة للتكفيريين أن ينطلقوا من داخل المؤسسات وخارجها لتصفية حسابات عقائدية تقليدية ونشر ثقافة الظلام. لا خوف على المغرب من غير ذلك. فذلك خوف يستولي على أهل التبشير لا أهل التفكير. يهمني أن أعرف وأحلل ، ولا يهمني أن أقنع و أبشر. في عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريق الجنيد السالك: هذا الثلاثي هو من أهل السنة بينما الميكساج هو اختيار مغربي بامتياز. أنا أتساءل إن كان المرء على نهج السنة فماذا يضيره أن تتكامل هذه الثلاثية عقدا وفقها وسلوكا مادام الأمر مؤلفا من ثلاث عناصر سنية ؟! هي عقدة من يا ترى.. بل عقدة من يا ترى ذلك الاختلاف بين مدارس الإسلام ؟! . لكن التكفيريين وإن لم يجرؤوا على طرد الثلاثة من عقائد السنة ، فإنهم يرون أن المغرب هو في الحقيقة في عقد أشعري سعد بن كلاب وليس أشعري الإنابة. وعلى فقه مالك مختلق غير مالك السلفي. وفي طريق تصوف غير طريق الجنيد. أي أن ما عليه المغرب اليوم هو نسخة مزورة عن هذا الثالوث. ولذلك كان المغرب في عيون التكفيريين خارجا عن أهل السنة والجماعة. ولا يغرنك تقية آحادهم وقد تغلغلوا في المؤسسات الدينية وهم سلفيون تكفيريون حتى النخاع. ينحنون للعاصفة تقية بينما قلوبهم مليئة بالجرأة على التكفير. لسانهم مع مالك وقلبهم مع ابن تيمية. وهم في دفاعهم عن السنة لا يفعلون أكثر من التستر خلف عناوينها. وقد فعلها كبير التكفيريين ، وفي ذلك يقول السبكي في افتتاح كتابه الدرر المضيئة :" أما بعد فإنه لمـا أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة مظهرا أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة فخرج من الإتباع إلى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع."



إنها مشكلة تكفيريين



مهما بدا الخلاف بين أهل السنة والشيعة، فإنه لم يبلغ حد الشطط. أكثر النزاعات فجّرها قوم من الحنابلة في الماضي وفي الحاضر. فإذا كان بعض الحنابلة كفروا كل من ليس حنبليا ولو كان من أهل السنة، فأي كرم في الإنصاف تنتظره منهم تجاه الشيعة؟! ففي كل تاريخنا كان النزاع فكريا لم يمنع من أن يتتلمذ الشيعة على السنة والعكس. حتى في حقب كثيرة كان بعض الحكام من السنة ينتدبون فقهاء شيعة لمنصب القضاء على المذاهب المختلفة. ولكن النزاع الذي يؤدي إلى التكفير والعنف هو ما كان من التكفيريين الذين مارسوا العنف ضد كل أبناء الأمة وكفروا حتى أتباع المذاهب الأربعة. كان ذلك هو سبب ما سمي بمحنة ابن تيمية الذي لم يزج به في السجن لأنه كان عالما أو مصلحا أو ما شابه ، بل حدث ذلك بسبب تكفيره لكثير من علماء المذاهب الأربعة ونظرا لمواقفه التكفيرية التي كانت تزرع الفتنة وتؤلب المسلمين على قتال بعضهم البعض. وإذا وجدت اليوم من لم يهدأ له بال في الخصومة ضد الشيعة، فذلك ليس من شأن السنة التي تمثل أغلبية العالم العربي بل هو من شأن شرذمة من التكفيريين تعد ببضعة آلاف تمثل أقلية إزاء السنة والشيعة معا. ولأنهم يدركون أن دعوتهم محدودة الآفاق وأنهم أقلية داخل محيط سني كبير ، لجئوا إلى حيلة التلبيس على الأمة فيما احتفظوا بمواقفهم التكفيرية ضد مكونات المجتمعات العربية التي ينشطون فيها. إن إحدى كبرى الإحراجات التي يجب أن تذكر هو : ما هو موقف هؤلاء من المذهب المالكي .. وما هو موقفهم من الأشعري .. وما هو موقفهم من الجنيد وعموم المتصوفة؟ إنني أعتقد أن التشيع ليس دعوى تبشيرية ولا يمكن أن تكون كذلك. وما أكتبه اليوم ليس سوى دفاعا عن مدرسة موجودة وقد توجد في أي مكان آخر من عالمنا الإسلامي لا يهم. وموقف الشيعة من السنة ليس تكفيريا يقول بقتالهم وإخراجهم من الملة مهما بلغ الاختلاف. وموقفهم ليس شخصيا من هذا أو ذاك بل هو موقف عام. ومكانة أئمة السنة تزداد وتنقص في ميزان الشيعة بقدر موقفهم من أهل البيت. وحتى أكون صريحا ولا أركب خدعة التكفيريين، أقول ليس عندي مشكلة مع المالكية والأشعرية والجنيدية وما شابه. وهي عندي أفضل ألف مرة من دعاوى الحنابلة الجدد الذين انقلبوا حتى على ابن حنبل واخترعوا لهم نحلة التكفير وجعلوها عقيدة. قارن بين مسند أهل البيت لابن حنبل وبين منهاج السنة لابن تيمية لترى الفرق. فذاك يروي في فضائلهم ما يرفع من شأنهم ويؤكد على حقيقة أنهم أهل بيت لا يقاس بهم أحد ، بينما يسعى ابن تيمية إلى الخدش في كل فضائلهم ومناقبهم ونهج أسلوب التشكيك فيها حتى أنه في منهاج السنة مارس حربا على السنة نفسها. فهو منهاج الضلال لا منهاج السنة. ولقد وقفت على الكثير من أباطيله في هذا الكتاب المليء بالجهل والعناد والنيل من علي والزهراء ، مما ليس لنا متسع لبسط الكلام حوله. طبعا لا أحد يملك أن يفرض هذه الترسيمة على الضمائر. لكنها موجودة على كل حال. ولكنني أحمد الله أن أشعرية المغاربة ومالكيتهم وجنيديتهم ليست خصيمة لأهل البيت أو مستنقصة لمقامهم وإن حصل من شذوذ في ذلك في بلادنا ، فهو مما تسرب مع الطغمة التكفيرية التي عقدت قرانا سريا مع نصبها . إذ ليس النصب هو إظهار العداوة لأهل البيت فحسب، فهذا تحصيل حاصل ، بل من النصب أن يتلوّى الشخص في حجب كل فضيلة لهم أو منقبة والاجتهاد في استنقاص مقامهم والخدش في شأنيتهم والكراهية العمياء لمحبيهم ، فذلك هو أخ النصب وابن عمه. فما أكثر التكفيريين الذين يلبسون الجلبان والطربوش الأحمر ، ولو شققت على قلوبهم لوجدت انتماءهم إلى الحنابلة الجدد لا إلى المالكية. لقد وجدنا ثمة خطة للتلبس بهذه العناوين من قبل رموز تكفيرية تمارس الخداع والتقية لاختراق الجسم والمؤسسات الدينية في بلادنا التي تدين بالأشعرية والمالكية والجنيدية. وهنا لا بد أن نذكّر بأن الإمام مالك ليس هو من يتشرف أهل البيت به ، بل إنه هو من يتشرف بهم كما أكّد ذلك في كلامه وكما يجب أن يقال. إن أهل البيت لا يقاس بهم أحد من هؤلاء الأئمة وهو موقف سني بامتياز. وإن آراء الأشعرية فيها الكثير مما تشترك فيه مع الاعتزال والتشيع في العقيدة. وأما التصوف فحدث ولا حرج. ولذلك استاء أمثال الزمزمي أحد التكفيريين المحترقين ودعا إلى محاربة التصوف المغربي حتى لا يكون حضنا للفكر الشيعي. وهو هنا يؤكد أن الأمر يتعلق بتقارب وتشابه بين التصوف والتشيع يجعل دعاوى التكفيريين وهواجسهم على الهامش .



في كل الجدل الذي نشهده اليوم يظهر بعض التكفيريين ويختفون وراء عنوان أهل السنة كما قلنا، ليوحوا للناس أنهم هم المدافعون عن السنة وهم المعنيون بها أكثر من غيرهم. في مثل بلداننا يمارس التكفيريون التقية مرتين . فهم يمارسون التقية وفي الوقت نفسه يظهرون موقفا سلبيا من التقية. ولا يصرحون بما يصرحون به في البلاد التي يعربدون فيها. وأعني بذلك أن الناس يعتقدون أن هؤلاء سنيون ويدافعون عن السنة . فيما الواقع يقول أنهم يعتبرون أنفسهم هم السنة وأن هذا السواد الأعظم من الخلق ليسوا سنة وإنما هم أكياس رمل نختفي وراءها قبل أن تأتيهم النوبة لنهجم عليهم بالتكفير مثلما فعلوا دائما مع السنة في بلاد كثيرة. ومن أعجب ما رأيت أن بعض الذين يؤججون الخصومة ضد الشيعة ، يسعون لتصفية حسابهم مع هذا الفكر الذي يمنعهم من أن يصلوا إلى السنة نفسها. أي لو أن أهل السنة الحقيقيين أدركوا ما قدمه الشيعة في مواجهة هؤلاء التكفيريين ، لعرفوا أن الشيعة هم من منع التكفيريين من أن يسرقوا السنة من أهلها. وهم كذبا يعزفون المعزوفة نفسها ممالأة وليس قناعة: نحن في المغرب أهل سنة أشعريين في الاعتقاد مالكية في الفقه جنيدية في السلوك. يا سلام على الألعبان.. جميل ، لكن دعني أقول ، أن التكفيريين الذين يختبئون في عناوين السلفية العلمية أو غير العلمية ، هم ممن يكفر أهل السنة في العالم الإسلامي ويكفرون الأشاعرة كما يبدعون المذاهب الأربعة كما يكفرون عموم التصوف.



موقف التكفيريين من ثلاثية ابن عاشر



السلفيون يدافعون عن أهل سنة آخرين وليس عن أهل السنة الأشاعرة. خصوم الشيعة هم أنفسهم خصوم الأشاعرة والمذاهب الأربعة والتصوف. فهم بالأحرى لا يسلمون بثلاثية عقد الأشعري وفقه مالك وسلوك الجنيد. فعقيدتهم يأخذونها من ابن تيمية مكفر الأشاعرة. وفقههم يأخذونه من خلف الحنابلة حيث يرفضون المذاهب السنية الأخرى. وسلوكهم يأخذونه من مصادر مردت على تكفير أهل السلوك. ومهما استثنوا الجنيد كما فعل ابن تيمية ، فهو استثناء نظري ، لأنهم في مقام السلوك يكفرون مظاهر التصوف التي لم يكفرها الجنيد. إذا كان التكفيريون لن يعبئوا بالثلاثية المذكورة قطعا ، فهلاّ لمسنا عندهم ترجيحا لعناصرها على المفرد. بمعنى آخر ، إذا لم يكن التكفيريون يسلمون بهذا المزج بين الثلاثة فهل لهم نحو تقدير معتبر لكل منهم على حدة: أي ، موقفهم من مالك أو الأشعري أو الجنيد؟



الإمام مالك والمالكيون



من أكبر الخدع التكفيرية أنهم يظهرون تبجيلا للإمام مالك على أساس أنه من أئمة السلف. ويتضخم هذا التبجيل فقط في البلاد التي يدين أهلها بهذا المذهب. أما مالك فلن تسمع به في الأوساط التي يذكر فيها ابن تيمية آلاف المرات في الثانية الواحدة إلاّ ناذرا. أتحدى أي تكفيري سلفي يقول من هو الأفضل: ابن حنبل أم مالك.. ابن تيمية أم سحنون.. ابن عبد الوهاب أم ابن عاشر ؟ تلك هي الأسئلة الحقيقية. إذا كان مالك إمام دار الهجرة وهو من قيل في حقه لا يفتى ومالك في المدينة، فلم يؤخذ الفقه من بن حنبل وليس منه إذن؟



والحق يقال أننا لا نجد في رياضتهم التكفيرية لا سيما خارج المغرب ما يصدّق هذا التبجيل. فهم دائما يتحدثون عن مالك السلفي وليس عن مالك والمالكية كما هي سائدة عند مالكية المغارب وسواهم. فلهم مالك خاص بهم كما لهم أشعري خاص بهم لا علاقة للأغلبية السنية بهما. وإلا إذا كان مالك إمام السلف فلماذا يقدم ابن تيمية عليه حتى لا نقول قدمتم ابن حنبل عليه. لماذا هذا الزهد إذن في إمام قيل عنه لا يفتى ومالك في المدينة. ثم ما موقف التكفيريين من المالكية في مختلف البلاد ويوم قام الوهابيون باستئصالهم والتضييق عليهم في أرض الحجاز. إنهم لا يعتبرون مالك فقيههم ولا مجددا. فالشيخ الجامي من كبار الأثرية السلفية يعتبر في نقضه على تجديد الترابي، بأن المجددين المشاهير وطبعا يعني الحقيقيين فقط هم ابن حنبل وابن تيمية وابن عبد الوهاب. وهذا هو اعتقاد الوهابيين في كل مكان. وإذن أين مالك من كل هذا؟ الحكاية مفهومة. وليتهم اعتبروا تلك مدرسة وكفى . بل اعتبروا الخارج عنها كافرا أو مبتدعا أو في أهون الحالات ، لا ينتمي إلى أهل السنة والجماعة. وإذا كان الشيعة يعتقدون في شرعية أئمتهم بناء على أدلة شرعية ملزمة ، فكيف يتم تكفير الناس فقط لأنهم لم يتبعوا نهج هؤلاء الرجال الذين لا يوجد ما يدل على أن طريقهم هو الطريق المطلوب شرعا على الأقل؟



وحيث تعذر عليهم تبديع الإمام مالك، عادوا وبدّعوا أتباعه واعتبروهم على نسخة غير أصلية من المالكية. فأصبح مالك على نهجهم السلفي لا على نهج غيرهم. فهو من أتباع بن حنبل وابن تيمية وليس العكس. فمالك في تصور التكفيريين ، لا شأن له بعلم الكلام. بل هو كما في تصريح ابن عبد البر بسنده عن ابن خويز منداد فقيه المالكية بالمشرق ، شارحا لقول مالك في كتاب الشهادات في عدم جواز شهادة أهل البدع والأهواء:



'أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها'[1] . وحيث الأشعري متكلم ، كان لا بد من الإنكار على هذا الربط بين المالكية والأشعرية لعدم التناسب بينهما. وعلى هذا يبدو للتكفيريين ، أن عقد الأشعري لا يركب على فقه مالك. فذاك متكلم وهذا يبدّع أهل الكلام.



كتب أحدهم مقالا تحت عنوان : ما علاقة الإمام مالك بعقيدة أبي الحسن الأشعري، وطريقة الجنيد السالك[2] . يتساءل فضلا عن حقيقة هذا التثليث وجدواه ، عن حقيقة العلاقة بين مالك ومالكيتنا.. بين الجنيد وجنيديتنا.. يقول متسائلا:



" من هو الإمام مالك بن أنس(المتوفى في سنة179 هجرية)، الذي ينتسب إليه المالكية؟ هل هو كما نراه في سلوك بعض المنتسبين إليه من المتأخرين الذين نراهم في زوايا المساجد على صورة دراويش، والذين يتنافسون في اقتناء أطول مسبحة، وكتابة أكبر عدد من التمائم، أو الذين نراهم على شاشات التلفزيون بالبنطال ورابطة العنق والخد الأملس، والذين يفتون في الأخضر واليابس بلا مراقب ولا حارس؟! أم حقيقة الإمام مالك رحمه الله تعالى ما نقرأه عنه في الطبقات الكبرى لابن سعد، وتاريخ يحي بن معين، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، سير أعلام النبلاء للذهبي، وترتيب المدارك للسبتي، والأنساب للسمعاني، وتهذيب الكمال للمزي، ومناقب مالك للزواوي، والبداية والنهاية لابن كثير، والدباج المذهب، وتزيين الممالك، وشذرات الذهب، وشجرة النور الزكية، و...و...؟ ".[3]



فالمالكية في نظر عموم السلفية، طبعا كما في المغرب، لا علاقة لهم بمالك السلفي كما يراه الوهابيون دون أن يختاروه لهم إماما بدل الإمام أحمد. فمالكية المغرب أصحاب مسابح طويلة ـ وهي بدعة حرام عند الوهابية ـ ويلبسون البنطال وربطة العنق ـ وهما محرمان عند الوهابية ـ وخدودهم ملساء ، أي بدون لحا .. ويقرؤون القرآن جماعة وهو في نظرهم بدعة..ويقرؤون القرآن على القبور وهو كذلك في نظر القوم بدعة.. وهم يسدلون في الصلاة ولا يقبضون .. هؤلاء ليسوا على نهج مالك البتة. يقول الكاتب نفسه: "وحتى في الفروع على تقسيم المتأخرين، فهل المذهب المالكي يجيز حلق اللحى، وتزويج المرأة بلا ولي، والدعاء الجماعي وراء كل صلاة مفروضة، وقراءة القرآن على الأموات، وسدل اليدين في الصلاة؟!"[4].



وأنهم في ادعائهم اتباع الأشعري ، هل هم على عقده في الإبانة أم في عقده في اتباع سعيد بن كلاب وقوله بمقالة الجهمية المكفرة من قبل أئمة السلف. وهل مالكية مالك وأئمتها تقر ببناء الأضرحة والدروشة والبناء على قبور الصلحاء؟!..



فالمالكية كما يتصورها هؤلاء، يجب أن تكون تكفيرية متعصبة رافضة للكلام والخطاب العقلاني والصنائع العقلية كالمنطق والفلسفة وعلم أصول الفقه.. مالكية حشوية تكتفي بتحشيد الأخبار من دون دراية. ومالكيون يطلقون لحاهم ويقصرون ثيابهم حتى يلتقيا مثل عفاريت سيدنا سليمان.. ويتخللون بالسواك في السفر والحضر وفي كل مكان من دون ذوق بدل السينيال والكولغاط..ويرهبون الخلق ويقيمون الحدود على الناس ويحولون الساحات العامة إلى طقس جزارة لتقطيع الأيادي والأرجل والأعناق كما لو أننا لا نعيش عصر الدولة.. يتراكضون خلف الناس بعصيهم يفرضون عليهم بالقهر غلق دكاكينهم والصلاة بالقوة في المساجد.. يعتبرون عمل المرأة فسقا وتقحبا كما رأى أحد كبراءهم.. ويحرمونها من قيادة السيارة والرد



على التليفون.. يكفرون بكروية الأرض ويعتبرون الشمس هي من يدور حول الأرض.. يعتقدون بإمكان إرضاع الرجال الكبار من أثداء النساء .. يحرمون كل شيء كما يكفرون كل الخلق..المالكية التي يريدها السلفيون، هي مالكية مطلبنة ، مالكية محنبلة تدمر التماثيل كما لو كانت أصناما تعبد من دون الله..وأما مالكية المغرب التي تأبى هذه الحماقات السلفوية فهي عندهم مالكية مزيفة بدعية غير سنية، أي نسخة مزورة. فحتى لو احترمتهم فهم لن يحترموها.



هل الأشعري من أهل السنة؟



إذا تلطف التكفيريون مع الأشعري ، نزهوه وبرؤوه من الأشاعرة ، وسلكوا رواية شاذة مفادها أن الأشعري الذي بين أيدينا ليس هو الأشعري الحقيقي. فالأشعري الحقيقي كما يذكر بن تيمية في رسائله وفي تأريخه العجيب ، أنه عاد إلى نهج السلف ولا شأن له بهذه العقائد الكلامية التي تعود إلى سعيد بن كلاب. نفهم من ذلك أن ما عليه عموم الأشاعرة اليوم ومنهم المغرب ، في عقد بن كلاب وليس عقد الأشعري. وقد تلقفها عموم خلف السلفية فرددوها تقليدا أعمى من دون تحقيق كما في رد الجامي على الأشعري كما نجد بعضهم كسفر الحوالي يعتبرهم من الفرقة الخامسة للمرجئة. وكان ابن تيمية قد نسب إليها القول بمقالة الجهمية. فهم بهذا المعنى أهل بدع مرجئة وجهمية وكلابية. ومع المدخلي فإنهم حتى في حدود ما يبدو من إثباتهم لقسم من الصفات بما يوحي بالاتفاق مع أهل السنة ، فهم لا يثبتونها بالكيفية نفسها التي تثبت عند أهل السنة. وهكذا أخرجوا الأشاعرة من عقيدة أهل السنة والجماعة. وهكذا بدا الأشاعرة في العالم الإسلامي لهؤلاء غير أهل السنة. وبالنسبة للمغرب ، اعتقد الكثير منهم أن الأشعرية دخيلة على المغاربة الذين كانوا في نظرهم على عقيدة السلف الصالح. يقصدون أنهم كانوا أهل حديث بعيدا عن علم العقيدة والكلام. وقد أرجعوا دخولها إلى المهدي بن تومرت . فحسب الناصري:" واستمر الحال على ذلك مدة إلى أن ظهر محمد بن تومرت مهدي الموحدين في صدر المائة السادسة ، فرحل إلى المشرق وأخذ عن علمائه . مذهب أبي الحسن الأشعري ومتأخري أصحابه" . وأيضا : "ثم عاد محمد بن تومرت إلى المغرب ودعا الناس إلى سلوك هذه الطريقة ، وجزم بتضليل من خالفها بل بتكفيره وسمى أتباعه الموحدين , - تعريضا بأن من خالف طريقته ليس بموحد - وجعل ذلك ذريعة إلى الإنتزاء على ملك المغرب .". ليس هذا فحسب ، بل نسب إليه مزج الأشعرية بالرافضية والخارجية ـ لا أدري كيف ركب هذا المزج بين المتناقضات ـ لتصبح الأشعرية حتى بعد دخولها إلى المغرب ، ليس كلابية فحسب كما ذهب ابن تيمية ، بل ستصبح خوارجية رافضية وما شابه. يقول: " لكنه ما أتى بطريقة الأشعري خالصة بل مزجها بشيء من الخارجية والشيعية حسبما يعلم ذلك بإمعان النظر في أقواله وأحواله وأحوال خلفائه من بعده ، ومن ذلك الوقت أقبل علماء المغرب على تعاطي مذهب الأشعري وتقريره وتحريره درسا وتأليفا إلى الآن ، وإن كان قد ظهر بالمغرب قبل ابن تومرت فظهورا ما . والله أعلم".



قد تصلح هذه لمقاربتنا سالفة الذكر ، التي تجعل من الهوية المغربية حتى في أشعريتها متشيعة . لكن من باب التحقيق يبدو الحديث عن دخول الأشعرية مع المهدي بن تومرت فيه ما فيه من تأمل. فقد يكون هذا الأخير قد مكّن لها من خلال هجومه على المرابطين ووصفهم بالتجسيم ، لكن دخولها يبدو قبل ذلك كما تعكسه رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ت386هـ). والراجح ما ذهب إليه البعض من أن دخولها كان على يدي المرادي الحضرمي. وقد استند البعض إلى تفنيد ابن تاويت في مقدمته للمدارك دعوى ابن تومرت بأن أهل المغرب لم تكن لديهم العقائد. ويكشف أحد أبرز الوهابيين المعاصرين الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في إحدى محاضراته المعنونة بـ"تحذير السلفيين من ألاعيب المتلونين" عن الموقف الحقيقي من الأشاعرة ، أي عموم أهل السنة. فما يدعيه الأشاعرة المعاصرون من أنهم على منهج أهل السنة هو مجرد خدعة. وهو صريح في إخراجهم من أهل السنة وبطلان آرائهم. يقول المدخلي وهو يعبر عن الرأي السائد عند الوهابية:" أما الأشاعرة فليسوا من أهل السنة ، ومن قال ذلك فقد جهل أو كذب ، ليسوا من أهل السنة والجماعة في قليل ولا كثير ولا قبيل ولا دبير ، ليسوا من أهل السنة و الجماعة فضلاً عن أن يكونوا هم أهل السنة و الجماعة ، بل هم ألد أعداء أهل السنة و الجماعة في هذا العصر الحاضر ، وقبله أيضاً ، فإن البدع جميعاً انضوت تحت مظلة الأشاعرة في حرب أهل السنة و الجماعة ، فالمعتزلة دخلوا تحتهم و الجهمية دخلوا تحتهم و الصوفية دخلوا تحتهم وكلهم اتحدوا تحت مظلة الأشاعرة ، ومن قال إن الأشاعرة إنهم من أهل السنة فهو مخذول ، الأشاعرة ليسوا من أهل السنة أبداً"[5].



ولا يكتفي المدخلي بهذا القدر ، بل يعتبر أن مزاعم الأشاعرة الجدد هي خدعة ومكيدة وجب الالتفات إليها. يقول المدخل: "اسمعوا يا جماعة ، انظروا إلى هذه المكيدة ، أول شيء بدؤوا قريبين وبعدين رجعوا من أهل السنة ثم جاءت الكتب الأشاعرة هم أهل السنة ، لا و الله ، فض الله فاك أيها الكاذب الأفاك ، كيف يكون الأشاعرة أهل السنة وهم أعدى لأهل السنة ، كيف يكونون ؟! هذا من العجاب !"[6].



وأكثر من ذلك ، الموقف شديد التكفير للأشاعرة مع الشيخ الفوزان. موقف تضمنه مقرر تعليمي للشباب في مقتبل العمر وفي مقتبل الدراسة. ففي قوله تعالى في سورة الفرقان: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن ، قالوا وما الرحمن) الفرقان/60، يعلق الفوزان قائلا: فهؤلاء المشركون هم سلف الجهمية والمعتزلة والأشاعرة. وكل من نفى عن الله ما أثبته لنفسه أو أثبته رسول الله (ص) من أسماء الله وصفاته. وبئس السلف لبئس الخلف[7].



ولقد أخذت هذه القضية مجالا واسعا للنقاش. وبلغت من الأهمية بالنسبة للتيار الوهابي مبلغا لم يعد يكتفى فيه ببعض المقالات، بل ألفت حوله مؤلفات وقدمت فيه محاضرات. هناك كتاب الشيخ الجامي في الرد على الأشاعرة .. كما كتب الشيخ المحمود : موقف ابن تيمية من الأشاعرة.. كما كتب سفر الحوالي: منهج الأشاعرة في العقيدة .. كما كتب خالد نور : منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى" .. كما كتب صادق السفياني : الفروق في العقيدة بين أهل السنة والأشاعرة ..



إطلالة سريعة ومن العنوان فقط ، يتأكد أن السلفية تنظر إلى الأشعرية كشيء آخر مقارنة بأهل السنة. في رد على ما نشر في موقع إسلام اليوم الذي يديره الشيخ سلمان العودة من الصحوة:"الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة". يتساءل سليمان بن صالح الخراشي: هل الأشاعرة من أهل السنة. ولا يمضي طويلا حتى يقول: فالأشاعرة ليسوا من أهل السنة وإنما هم أهل كلام، عدادهم في أهل البدعة .



وطبعا سيستشهد بكل هذا الرعيل من مشايخ السلفية المعاصرين. وآخرهم سفر الحوالي في قوله في منهج الأشاعرة : " الحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة ، لا شك في ذلك ، أما أنهم من أهل السنة فلا " .



ويتأكد ذلك صريحا في جملة الفتاوى حول الأشاعرة. ففي فتوى للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ـ انظر رابط الفتوى في موقع الإسلام اليوم ـ رقم الفتوى (10813) ، حول الصلاة خلف الأشعري.



سؤال: لقد كان يصلي بنا رجل من سورية جاء إلى أمريكا للدراسة، وللأسف جعلناه إماما لنا وذلك لحفظه من كتاب الله الكثير، ثم وجدنا أنه على عقيدة أشعرية، ويقول: إن هذه العقيدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة، فهل يجوز أن يصلي العبد خلف أشعري متعصب لعقيدته؟ ثم هل عقيدة الأشاعرة تخرج من الملة؟ ثم هل الأشاعرة يعتبرون فرقة ناجية، وهي من أهل السنة والجماعة؟



الجواب: عقيدة الأشاعرة فيها إنكار بعض الصفات دون بعض، وردها بنوع من التأويل والتكلف، وقد اعتنقها الكثير من أهل العلم المشهورين الذين لا يزال ذكرهم وعلمهم مشهورا منتشرا كالجويني و الباقلاني و ابن عساكر ونحوهم، فنحن لا نكفرهم، ولكن نخطئهم في اجتهادهم، وهم يخطئوننا ويعيبون علينا بعض تمسكنا بالظواهر ويصلون خلف أهل السنة مع أنهم يبدعونهم، وما زال أهل السنة يصلون خلف الأشاعرة إذا كان لهم نوع ولاية وعلم وأهلية، فعلى هذا فإن عقيدة الأشاعرة هي أقرب إلى عقيدة أهل السنة، وإنما المخالفة في نفيهم بعض الصفات، وإثبات بعضها، فإن وجدتم من هو من أهل السنة والجماعة في إثبات الصفات الواردة في الكتاب والسنة ونفى التشبيه عنها وهو مع ذلك قارئ للقرآن فهو أولى بالإمامة، وإلا فصلوا خلف هذا الأشعري، ولا يضركم كون عقيدته أشعرية، فإن الصلاة منعقدة وصحيحة إن شاء الله. والله أعلم.".



في منتدى السلفيون فتوى في الأشعرية بصيغة : ما حكم الاشعرية في هذا الزمان ؟ الجواب :



الاشعرية قسمان :



1ـ اشعرية قبورية وثنيين ؛ فهؤلاء مشركون .



2 ـ أشعرية محضة ؛ ليس عندهم شيء من باب الشرك الأكبر ، فهؤلاء حكمهم



حكم الأشاعرة السابقين لهم .



والاشاعرة السابقين على قسمين



1 ـ الاشعرية الأولى ؛ فهؤلاء كلابية ، وهم طائفة مبتدعة ولا تكفر .



2 ـ الاشعرية الثانية ؛ وهؤلاء جمهور العلماء على عدم تكفيرهم للتأويل ، وذهب قليل من أهل العلم إلى كفرهم - منهم ابن حزم , وابن الجوزي , والدستي ، وبعض الحنابلة. والراجح انه يختلف باعتبار الزمان والمكان :



فان كان الزمن زمن انتشار للسنة وظهورها ، أو المكان مكان سنة ظاهرة - كما في زمن الإمام مالك واحمد والشافعي - ثم تبنى الاشعرية فهذا كافر.



وان كان الزمن زمن غلبة جهل وانتشار للبدعة وخفاء في السنة - كزمن ابن تيمية وزمن محمد بن عبد الوهاب - فلا تكفير حتى تزول الشبهة ويعاند ، والله أعلم .



ملاحظة : هناك طائفة هم من أهل السنة في الجملة ، لكن وافقوا الأشاعرة وليس أحوالهم أحوال الأشاعرة ؛ من تقديم العقل على النقل ، بل أحوالهم تقديم الكتاب والسنة ونبذ تقديم العقل - أمثال البيهقي وابن فورك ونحوهما - فهؤلاء ما وقعوا فيه يسمى " زلات " ، فيرد ما معهم من باطل ، وتحفظ مكانتهم ويستفاد من علمهم[8] .



الأشاعرة إذن ، ليسوا من أهل السنة. ولا يقبل بهم جمهور السلفية. وحينما يمارس بعضهم التقية ويتحدث بأن المغرب من أهل السنة ، يمارس خداعا وتلبيسا ، لأنهم يعتبرون المغاربة أهل بدع وليسوا من أهل السنة. فإذا ثبت ذلك في حق علمائهم ونخبهم ، فماذا سيقولون في حق ما يعتقد به عوامهم؟!



وفي طريق الجنيد السالك



إذا كان ابن الجنيد مفضلا تكتيكيا عند السلفية وتحديدا ابن تيمية، فلأنهم اعتبروه على التصوف السني . حجة نظرية على باقي أهل السلوك والطريقة. لكن كيف يكون المغاربة جنيديين وسنة بينما إجماع السلفية على أنهم ليسوا كذلك لا في العقائد ولا في السلوك ولا حتى في الفقه؟! فالتصوف بالجملة مذموم عند القوم.



والطريقة مبدّعة في متونهم وفتاويهم. فالشيخ الجامي من كبار السلفية المعاصرين يكفرهم ويعتبرهم أكثر شركا من عرب الجاهلية. فالعرب في الجاهلية لم يشركوا في الربوبية بينما الصوفية فعلوا ذلك. فكما الأشعرية ، كان التصوف من صور الجاهلية ، كما عنون لذلك في كتاب خاص. وليس فقط ابن عربي وأمثاله ممن صرح بوحدة الوجود من نالتهم شرارة التكفير السلفية ، فالجامي يعتبر حتى من لم يصرح بذلك من الصوفية في حكم الكافر. وهكذا كان ابن الفارض وابن عجيبة من الزنادقة والكفار في نظره. فهو يصف ابن عجيبة بالصوفي الفاطمي فيقول عنه:"والقارئ البصير يدرك من كلام هذا الزنديق الصلة الوثيقة بين بدعة الصوفية وبدعة الشيعة التي تعبد أئمتها وتؤلههم. وما الصوفية إلا خطاً ممدوداً متفرعاً من دين الروافض الخبيث ". ويقول عن التيجاني شيخ الطريقة التجانية:" ومن أكثر مشايخ الصوفية كذباً وافتراء على الله ذلك التيجاني الجاني فاسمعوا وهو يفتري على الله " إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ".



ولا مجال للتفريق بين صوفي وآخر.. بين تصوف سني وبدعي .. فالجامي يفضح الموقف الجذري للسلفية من التصوف ، حينما يقول: " كل من يدين بدين الصوفية فهو يشرك بإلاه في الربوبية والعبادة عرف بذلك من عرف وجهل من جهل ولا تقبل دعواهم بأنه يشهد ألا إله إلا الله حيث أنهم يأتون بما يناقضه في كل وقت بل كل لحظة "[9].



أما ربيع المدخلي من مشايخ السلفية المعاصرة يؤكد على ذلك بالقول:" "واقرأ الطرق الأخرى مثل الرفاعية والشاذلية والنقشبندية والجشتية والمرغنية فستجد ما يهيلك ويذهلك من العقائد الإلحادية كالحلول ووحدة



الوجود والشرك الأكبر والخرافات والأساطير ما يندى له الجبين . فهل يقال إن أهل هذه الطرق وما شاكلها من أهل السنة والجماعة ؟!"[10].



وعلى ذكر الطريقة التيجانية ، فقد اعتبر شيخ السلفية في المغرب تقي الهلالي خروجه منها بمثابة توبة. وفي ذلك كتب قصيدته التي مطلعها:



خليلي عوجا بي على كل ندوة*** بها قول الرسل يروى بقوة



يقدم لتلك القصيدة بتوضيح يقول فيه: " هنـا قصيدة تائية قلتها بعد توبتي من الطريقة التجانية يفرح بإنشادها الموفق المهتدي ويغص بها المخذول المعتدي" .



وحين يتحدث الشيخ تقي الدين الهلالي عن سبب تلك التوبة ، ويورد المناظرة التي جمعته بابن العربي العلوي ، التي بموجبها كشف عن ضلال الطريقة ، نجدها من المناظرات التي لا تنهض كدليل عقلي متين يسمح بتغيير القناعات والاعتقادات . وقد بات واضحا أن أدلة خروجه من الطريقة من خلال تلك المناظرة أدلة غير متينة. وهي أيضا تثبت ما شهدناه من مناظراته التي يغلب عليها التسطيح والجهل بقواعد الكلام. ولو أتيحت لي فرصة مستقبلا سأقف عندها أكثر. لكن لو كانت عقائد الناس تتغير بمحتوى تلك المناظرة، لما استقر معتقد البتة.



أسود السنة يكفرون أهل السنة



حشر مع الناس عيد. هكذا اندس قاطع الطريق مع أهل الدار، وصاح مرددا أنشودتهم بصوت رفيع. حدث ويحدث ذلك عبثا . فالمغرب في عين الوهابية ليس أشعريا ولا مالكيا ولا جنيديا. لا عليك من كل من يعتدي ويتهجم بدعوى الدفاع عن السنة. فلا تخدعكن البجاحة الكاذبة بالأوصاف : أسود السنة وليوثها وما شابه من الصفات الكبيرة التي ما أن يرتديها "الصيصان" حتى يغرقوا فيها . لأنها لم تفصل على قامة الثعالب والجرذان . فهم في تلبسهم بتلك الأوصاف كأنهم يوسف يمثل أبيه. لأن الذين يزعمون ذلك الزعم هم مجموعة من المندسين التكفيريين الذين يختبئون جبنا وراء أهل السنة فيما هم أول مكفريها. إن للتكفيريين مذهبان: مذهب في المشرق ومذهب في المغرب. إنهم يمارسون ضربا من التقية بأسلوب خطأ. فهم في المشرق يبدعون أهل المذاهب الأربعة في مناسبات مختلفة، كأن ينسبوا إليهم آراء لمذاهب كفروها، وحكموا على من قال مقالتها بالكفر أيضا. وفي أهون الحالات يخرجون أئمتها من أهل السنة والجماعة. كما يكفرون الأشاعرة والأشعري منذ اعتبرهم ابن تيمية على نهج الجهمية كما اعتبرهم الجامي على نهج الكلابية تقليدا لسلفه. كما يكفرون الصوفية ويعتبرون أن شرك الجاهلية هو أقرب إلى الإسلام من اعتقاد الصوفية ، لأن الأوائل في نظرهم ـ وهي من الأخطاء الكبرى في منهجهم ـ وحّدوا الربوبية بينما أشرك فيها المتصوفة. وهم على هذا الأساس كانوا قد حملوا حملة عشواء على المغاربة باعتبارهم خارجين عن منهاج السنة مشركين فهم أهل طريقة وتصوف وأضرحة. لكنهم اليوم يتحدثون عن المغرب بوصفه بلدا سنيا حارب الضلال والانحراف. إذا كانوا يقصدون أنه قضى على الفاطميين وعموم الشيعة المغاربة القدامى ، وأن ما بقي من صور الشرك تعود إلى هذه الحقبة ، فهم يؤكدون إذن أن آثارها هي الغالبة وهي دين المغاربة. سيضطرون إلى الكثير من المفارقات التاريخية. ولذا فقد رأوا تكتيكيا أن يتمثلوا شعار المغاربة على مسلك عقد الأشعري وفقه مالك والجنيد السالك. وهذه الخدعة مفضوحة لمن أدرك مقالاتهم. ولا يخفى على من عاصر مرحلة تسلل هذا الفكر التكفيري إلى المغرب كيف بدأ بتكفير الناس والطعن في عقيدتهم. كان تقي الدين الهلالي ـ الكثير من مشايخ الطريقة يسمونه شقي الدين ـ يكفر المغاربة بمجرد أن عاد إلى المغرب ليقوم برسالة التكفير. كل من احتك به ولو من رعاة الغنم كانوا يتطاولون على المغاربة ويجرحونهم بالتكفير. وما أثار انتباه عوام المغاربة قبل خاصتهم ، هو كيف يرفضون أن ينادى النبي(ص) بسيدي ـ وهو سيد العرب والعجم بلا منازع ـ فيما يقبلون أن يقال شيخ الإسلام عن ابن تيمية. بينما عادة المغاربة على تسييد الرسول وأهل البيت .



ذهب مرة إلى حيث مثوى مولاي علي الشريف بالريصاني.. والتقى مع فقرائها وناسها.. وبدأ يكفر يمينا وشمالا.. أنتم تعظمون الموتى وتقولون سيدي ومولاي و..و.. قال له بعضهم ولا أحسبه شيخا بل من عامة الناس.. نحن هنا لا نعرف الشرك..نحن نقرأ صورة الإخلاص فكيف نشرك.. التفت الرجل إلى صبية صغيرة تلعب هناك، ناداها: تعالي يا ابنتي.. قولي: من أعطاك هذا وأشار إلى قميصها.. قالت أمي.. ومن أعطاك هذا: وأشار إلى شيء آخر من لباسها، قالت أبي.. قال لها ومن أعطاك هذا، وأشار إلى عينها، قالت: الله.. التفت الشخص إلى تقي الدين الهلالي فقال: انظر هذه طفلة..لا يوجد عندنا مشركون..مع أن تقي الدين الهلالي هو نفسه حام حول ما كان من أمر خطبة المولى سليمان في شأن السلفية وزفّها ليظهر كما لو كان هذا السلطان قد وقع رأسا في كل آراء السلفية بما في ذلك التكفير ، إلا أن ما لا يريد أن يعرفه هؤلاء وهو أن المولى سليمان المعروف بميله لدعوى ابن عبد الوهاب كان ممن أصدر ظهيرا يستوصي خيرا بأبناء سيدي محمد بن عيسى المعروف بالشيخ الكامل.







بل ما لا يريد أن يعترف به تقي الدين الهلالي ، هو أن المولى سليمان هو من قرّب سيدي احمد التيجاني وبطلب منه قرر هذا الأخير الاستقرار بمدينة فاس حيث كان بها مثواه الأخير. لكن تقي الدين الهلالي وجماعته كفروه وكفروا طريقته وأتباعه الذين يعدون بالملايين على امتداد أفريقيا والعالم.

ونحن من أدرك فعال تقي الدين الهلالي وعرفنا كيف حرم على الناس صلاة الجمعة بل وباقي الصلوات في المساجد التابعة للأوقاف لأنها لا تقام فيها السنة وأنها محلا للبدعة والشركيات. وهو أول من أدخل بدعة الإضراب عن الصلاة في المساجد بدعوى بدعيتها. وكل أتباعه ومقلدي نحلته قاطعوا الصلاة في المساجد وجعلوا أنفسهم في مواجهة دين المغاربة. نحن من يعرف كيف حينما صادرت منه السلطات مسجد ـ ما يعرف في لسان أهالي مكناسة بمسجد مدام اكّير ـ حرّم فيه الصلاة واعتبرها بمثابة الصلاة في مكان مغصوب وأنه مسجد ضرار.. بعد أن كان يتولى الإمامة فيه..حتى مساجد المسلمين يحرمون فيها الصلاة..ولقد خالف وهو الوجه السلفي الأبرز كل الفقه المالكي.. حتى في تحريك السبابة حتى في صور الركوع والسجود والقبض وما شابه..خالف الأشاعرة في كل شيء.. تهجم وكفر الطرق والصوفية وعقائدها..بدّع طريقة المغاربة في القراءة الجماعية للقرآن .. هكذا دخلت التكفيرية التي تتباكى اليوم على أهل السنة وتخدع المغاربة بأنهم أهل سنة فيما كانت ولا زالت تعتبر علماء المالكية بدعيين ليسوا من أهل السنة والجماعة ، كما تتهم عامتهم بالشرك.

وأما المدعو المغراوي، فقد سار على نهج سلفه وأطلقها تكفيرا وتشريكا يمنة ويسرة. فقط هو وبعض أهل الصفة في دار القرآن هم المسلمون. أما المغاربة فهم في نظره وحوارييه ضلال مشركون وجب إدخالهم في الإسلام أو محاربتهم. فهو في كنّاشه الموسوم بـ(دعوة سلف الأمة) يرى أنه على الرغم من أن مالك والمالكية نبّهوا إلى خطر البدع إلا أن المنافحين عن البدعة والمدافعين عنها اليوم يتلبسون بمالك والمالكية. وكتب تحت عنوان " التصدي للفكر الصوفي"، يقول بأن نحلة التصوف منبثقة عن الرافضة ومثلتهم في كل طقوسهم. فهو بهذا يعتبر أن المغاربة على نهج الرفض. وقد كشف المغراوي أن مهمته من خلال (دور القرآن) هي النهوض بالرسالة العقدية. لذا يقول:" إن دور القرآن لما لها من عناية في التخصص العقدي، فإنها أخذت على نفسها عهدا في مواجهة الفرق الضالة، التي شوهت جمال الإسلام". ولو أردنا التعرف على هذه الفرق الضالة في نظر المغراوي ، فلن تكون سوى عقائد المغاربة (في عقد الأشعري) ، باعتبارها أحد فروع الجهمية، التي تعتبر من الفرق المكفرة عند ابن تيمية ومقلديه من أمثال المغراوي . يقول واصفا الأشعرية بالضلال: "وتفرعت عنها (الجهمية) فرق كالأشعرية والماتريدية والمعتزلة ، وتصدى السلف الصالح للرد على هذه الفرق الضالة وما تفرع عنها".

وبالتالي فرسالة دور القرآن التي أنشأها المغراوي مدعوما من التيار السلفي في الخارج ، هي امتداد لهذه المواجهة . مواجهة من ضد من؟ إنها مواجهة أبناء دور القرآن مع الفكر الأشعري الضّال في نظرهم. أي مع عقيدة المغاربة الرسمية. فهم حسب المغراوي دائما : " الامتداد للمنهاج السلفي المبارك الذي وقف سدا منيعا ، وشوكة في حلق كل جهمي وأشعري ".

وقد بدأ يمارس التقية تجاه المغاربة لما أصبحت له شبكة واسعة من دور القرآن في كل مدينة وقرية، تعلم الأطفال القرآن بالنهار وتدرسهم سموم التكفير بالليل..ولأنه يدرك أن تلك الدور باتت مفرخة للفكر التكفيري، ناور حتى لا يقع في استفزاز المغاربة. وبمجرد أن وضعت السلطة يدها على هذه الدور حتى غادر البلد، حيث انتهت مهمته. كتب هذا التكفيري كتابا تحت عنوان: "من سب الصحابة و معاوية فأمه هاوية". وطبعا قرن ذكر معاوية بالصحابة حتى يخيف القارئ. لكنه ما درى أنه أهان الصحابة بمجرد لجوءه إلى هذا الاصطفاف، بمرتبتين. أولا حينما صفّه إلى جانب الصحابة وهو من بيت حارب الرسالة في شخص محمد(ص) كما حاربها في شخص علي وبنيه(ع). وثانيا لأنه وضع الصحابة جميعا في جهة إلى جانب شخص مفرد ، هو بالأحرى قاتل أهل البيت وصانع محنتهم الكبرى. وقد دلّس على الأمة حينما وضع عنوانا تهافتيا ، لأن لا أحد سنّ لعن وسب الصحابة سوى معاوية الذي جعل من سبّ علي بن أبي طالب من شعائر الدين التي يدعى بها عقب كل صلاة. ولا أدري كيف يستقيم حب معاوية مع حب علي في قلب مؤمن؟ ولا يدري هؤلاء البهاليل أن قلبا سكنه حب أهل البيت لن يتمكنوا منه أبدا. فهو ملاء بينما قلوبهم هواء. وقلوب المغاربة عامرة بحب أهل البيت ، هذا ما حدث ، وقد جف المداد ورفعت الصحف. على الأقل سلف الأمة من أمثال النسائي الذي قتل لأنه رفض أن يكتب عن معاوية كتابا يضاهي كتابه عن خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لم يجد النسائي وهو من حفاظ السنة أكثر من أن يقول : لا أعرف من مناقبه شيئا سوى دعوة الرسول (ص) عليه بقوله: لا أشبع الله بطنك. وقد كتب المغراوي عن معاوية ما عجز أن يكتبه الحافظ النسائي ـ انظروا إلى هذه الوقاحة ـ. وقد جرى على لسان المغاربة مثل شعبي وصفة تطلق على كل شخص شرير أو زنديق يقولون: "هذا ابن معاوية". إذن كل أجدادنا وكل المغاربة هم بهذا المعنى في الهاوية. ولذلك لا يغرنك ما يقوله متقلب وهابي آخر يخفي مواقفه التكفيرية ، أقصد الزمزمي حينما يحمل على التصوف المغربي ، وهو ممن لا يؤمن بثلاثية ابن عاشر قطعا. فتحليله محفوظ ومنقول من آراء التكفيريين يردده دون إعمال نظر. فهو مقلد مردد لا يوجد في جعبته جديد. حرفة نعرفها جيدا. فلا زال هذا المعتدي يتهجم على التصوف والصوفية ، مبررا ذلك ومن سلك مسلكه من المتأثرين بهذه الدعاوى الساذجة بأن التصوف يربي الناس على الخمول والكسل وعدم المسؤولية.. ونحن ندرك أن المغرب حينما قاوم الاستعمار قاومه بشيوخ التصوف.. ومثل هذا حصل على امتداد العالم الإسلامي. فسقوط شيخ من شيوخ التصوف في الخيانة لا يعني أن ذلك ديدن التصوف وأهله.. فمن كل مكون قد تصادف عينات من هذا القبيل..ولو شئت أن أحدثك عن سقوط عينات من شيوخ السلفية في شرك التعاون مع الاستعمار لضاق المقام عنها.. نعم ، إذا حصل وأن شهدت الطرق الصوفية بعض مظاهر التخلف والانحطاط ، فذلك كان ديدن كل مكونات المجتمع.. مجتمع فقير وأمي لم يؤد فيه علماءه دورهم الإيجابي من دون تشدد أو تعصب ، حتما ستتسرب إليه بعض العوائد الفاسدة. ونحن نعتبر أن التعصب آفة تفوق في خطورتها حالة الدروشة . على الأقل هؤلاء لم يتحكموا في الخلق ولم يشقوا صدورهم ولم يكفروا العالم . فالإصلاح من داخل الطريقة ممكن، ولكن لا يعني أن غير الطريقة كان على أفضل حال. وفي العموم لا شيء يفرض على الضمير، لا التصوف ولا غيره، بل المطلوب احترام اختيارات الجميع. فقبل أن نستمع إلى هؤلاء وهم يدافعون عن السنة ويقدمون أنفسهم على أنهم ليوثها ، علينا أن نسائلهم أولا : هل يعتقدون بأن المغاربة على عقيدة السنة؟ هل هم يؤمنون بثالوث عقد الأشعري وفقه مالك وسلوك الجنيد؟ إنهم يخدعون المغاربة فيما هم يعتبرونهم مشركين . ولذا فهم طائفة أخرى لا علاقة لها بمذهب المغاربة. فكلام الزمزمي كلام وهابي تكفيري محترق . وفضلا عن ذلك كلام جاهلي أشبه ما يكون بفتاواه الحمقاء التي نصّب لها نفسه وهو لا يستجمع شرائط الفتوى. حتى أنه أفتى بممارسة الجنس على الأيقونات والتماثيل ـ تكريسا لانحراف جنسي يعرفه أهل الاختصاص بإتيان الموتى والجمادات ويفاقم من حالة اللاّسواء النفسي والجنسي ـ كما أفتى بجواز تناول الحامل للخمر ، مؤكد على أن مقاصده لا تعدوا أن تكون تكريسا لخرافية الوحم كما يروج في الثقافة الشعبية، ناهيك عن أنه خالف إجماع الأطباء بأن الخمر وتحديدا في حال الحمل هو مضر بصحة المرأة والجنين..وهكذا شريطه المتهرئ من فتاوى دجل آخر زمان ، يستغبي فيه عقول الناس يعتقد أن لا رقيب على هذه الفرجة الفقهية الزائفة. فلا هو بالمقاصدي ولا هو بالفقيه ولا هم يحزنون. فالفتوى تحتاج إلى قدرة هائلة على تشخيص الموضوعات وملكة كبيرة على استنزال الأحكام. وصاحبنا لا يملك الإثنين ؛ فلا آراءه تطابق آراء العلماء وأهل الخبرة.. ولا استنباطاته تحمل ثقل الفقاهة ونباهة الفقهاء. ولكنها الفوضى . وعلى ذكر الزمزمي ، فإن صناعته مردودة ، لسبب بسيط وهو أنه ناقض فيها كبار علماء عائلة بن الصديق الذين عرفوا بالصلاح والاستقامة والتصوف والحديث والعلم وليس بالبلاهة والشقلبة الفتوائية والتهريج. وليته راجع بنيات أفكاره وتعلم منهم ما يرمم فتوقه. ومثالي على ذلك عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني صاحب: " إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي" وأحمد بن محمد بن الصديق صاحب " فتح الملك العلي بصحة باب مدينة العلم عليّ" وعبد العزيز بن الصديق مصحح حديث النظر في وجه علي عبادة وكذا " نكث الناكث المعتدي بتضعيف الحارث". مثلت هذه العائلة الشريفة النبيلة العالمة مثالا مشرقا عن ضرب من التشيع السّني الذي شرّف المغرب والمغاربة يوم شطت الآراء بمدّعي التسنن يمينا وشمال حتى ضارع بعضهم النصب ومالأ الشيطان ووقع في الانحراف عن أهل البيت ، من أمثال تقي الدين الهلالي وبقايا حوارييه الحرورائيين ممن سماهم المرجفون بالسلفية العلمية التي لا تعريف لها ولا معرّف، سوى أن تكون وردا مملاّ للترديد والزقاح القردي بخطاب الإساءة والاستئصال وعمى الألوان ، بمزاعم لا تصمد أمام العلم طرفة عين لمّا يكون خصمها حاضرا لا غائبا عن الميدان.. حرّا ليس أسيرا.. هي علمية فقط بمقدار ما تستحضر التجهيل ضدّ خصم ليس له أن يعبر عن رأيه في زمن استنطقت الأخرس فيه شرعة الإنسان.. وذلك هو عنوان فروسية الرعديد..عنترية مزيفة يمتطي هواتها البهاليل أفراسا نهرية من ورق. كانت آراء آل الصدّيق نموذجا للتسنن الشيعي الذي يصلح نموذجا للتقريب بين المدرستين. فهم في نظر الشيعة شيعة وفي نظر السنة سنة. والحق أنهم لمّا تسننوا أكثر خارج سلطة الأرتذكسية المكابرة ، تواسطوا وأنصفوا. ويكفي أن نستمع قليلا إلى السيد العلامة عبد الله بن الصديق رحمه الله وهو يرد على الألباني في رسالة بعنوان: "الرد على الألباني المبتدع" وغيرها كي ندرك لطافة هذا الشكل من التسنن الشيعي الذي لو سارت على نهجه قافلة مغربنا العزيز لسلكت بالمغرب طريقا يجعله شاهدا على الجميع متواسطا لا يقوى أن ينزع منه سنيته أحد كما لا يقوى على انتزاع شيعيته منه أحد. وبدل أن نسلك الطريق الغلط في الإصرار على الغلب الرخيص ليس أمامنا إلا أن نفتح ورشا في عرصة إصلاحنا الروحي لإعادة تأمل وقراءة تراث آل الصديق الغماريين الحسنيين ، الذين لم يلو لهم في الحديث والأصول والعقيدة ذراع. يخطّئ عبد الله بن الصديق ابن الجوزي في اعتبار حديث أمر الرسول بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب عليّ من الموضوعات مستندا إلى ردّ الحافظ عليه في المسدد. والأمر نفسه بالنسبة لمزاعم ابن تيمية حيث يقول ابن الصديق:" وابن تيمية لانحرافه عن عليّ عليه السلام كما هو معلوم ، لم يكفه حكم ابن الجوزي بوضعه فزاد من كيسه حكاية اتفاق المحدّثين على وضعه . وأمثلة رده للأحاديث التي يردها لمخالفة رأيه كثيرة يعسر تتبعها" [11].

وقد واجه ابن الصديق بدعة ابن تيمية ووقف على انحرافاته وتطاوله على المختلفين معه وقذفهم بالتكفير والتبديع. فقال عنه في معرض نقده للألباني:" وحاله في هذا كحال ابن تيمية تطاول على الناس فأكفر طائفة من العلماء وبدع طائفة أخرى ، ثم اعتنق هو بدعتين لا يوجد أقبح منهما: إحداهما قوله بقدم العالم وهي بدعة كفرية والعياذ بالله تعالى ، والأخرى انحرافه عن علي عليه السلام. ولذلك وسمه علماء عصره بالنفاق، لقول النبي (ص) لعليّ: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق). وهذه عقوبة من الله لابن تيمية الذي يسميه الألباني شيخ الإسلام ، ولا أدري كيف يعطى هذا اللقب وهو يعتقد عقيدة تناقض الإسلام(...) والعجيب في أمر الألباني أنه يحرص على ابن تيمية بهذا اللقب المبتدع ويعيب على الذين يسودون النبي (ص) ويعتبر لفظ السيادة الوارد في القرآن والسنة بدعة" [12].

وأما عبد العزيز بن الصديق في نكث الناكث ، فإنه دافع عن سند رواية الحارث ، ونقض على الألباني في تضعيفه الحارث لكونه شيعيا. وهذا لعمري من مغالطات الألباني وغيره ممن خالف علم الرجال السني وشذ فيه شذوذا منكرا. وكما يؤكد الذهبي نفسه في ميزان الاعتدال في ترجمة أبان بن تغلب ثاني من ترجم له بعد أبان بن إسحاق ، بأنه لو تركت رواية هؤلاء الشيعة لاندرس الحديث. وقد أحصى المحققون عشرات الأسانيد الشيعية في صحاح السنة مما لا مجال لردها، ما يجعلني أزعم أن الشيعة لم يكونوا فقط بناة التراث الحضاري والعلمي للأمة بل أستطيع القول أنهم ساهموا في تأسيس علوم السنة نفسها. لو تخلّينا عن السنة التي رواها الشيعة في مصنفات السنة لما بقي لأهل السنة من السنة نصيب. أبعد هذا يقال أنهم مخالفون للسنة؟! لذا نجد السيد عبد العزيز بن الصديق يرد على الألباني وفق المعيار إياه قائلا:" وأما قصوره الذي أظهره في الاعتراض علي في توثيق الحارث لكونه شيعيا ، فهو أن توثيق الشيعي ليس بأمر منكر ، ولا بالطريق الصعب ولا بالسبيل الوعر. بل الراوي الشيعي كغيره من الرواة إن كان ثقة ضابطا فحديثه صحيح مقبول يجب الأخذ به ويحرم رده. وعل هذا عمل أهل الحديث قاطبة وفي مقدمتهم الإمامان: البخاري ومسلم. فلا يحصى كم عدد رواتهما من الشيعة بل وممن وصفوا بالغلو في التشيع. فإخراج أحاديثهم في صحيحهما أعظم دليل على أن الشيعي كغيره من الرواة في صحة حديثه إذا ثبت عدالته وضبطه" [13].

أقول: إن ما خفي عن الكثير أن للشيعة تراثها في الدراية وعلم الرجال ، ولها مقاييس في تشخيص وثاقة الراوي ومدى أضبطيته يفوق ما ذكره ابن الصديق من اعتماد السنة للراوي الشيعي بما في ذلك الغلاة. أقول إضافة إلى ذلك : إن مذهب الشيعة كان أقسى على الغلاة من تسامح السنة معهم. فمن تتبع طريق الأشاعرة القميين في ردّ أخبار من لمسوا فيهم مظاهر الغلو أدرك ما كان من قسوتهم في ردّ خبر الغالي . وطريق الطوسي البادية في الرجال أو الفهرست ومن سار بعده في ذلك مما اشتهر. وأما قسوة ابن الغضائري وتضعيفه من لمس فيهم قولا في الارتفاع والغلو ، ضجّ به كتاب الضّعفاء. ولم يكن ابن الصديق مبالغا في حديثه عن اعتماد أسانيد الشيعة في صحاح السنة. فهذا الإمام شرف الدين الموسوي (ق.س) أحصى بين يدي شيخ الأزهر سليم البشري مائة من أسانيد الشيعة في أسانيد السنة بالترجمة والشواهد المعتبرة[14]. لذا يؤكد بن الصديق بقوله :" فلا يرد حديث الثقة الشيعي إلا من قصر نظره ول علمه ولم يدر ما اتفق عليه أئمة الحديث والسنة من الاحتجاج بحديث الشيعي الثقة"[15]. بل يؤكد على أن رد حديث الشيعي من شأنه أن يذهب قسما كبيرا من أحكام الشريعة:" وكيف يردون حديثه ولا يوثقونه لأجل تشيعه ، والتشيع كان فاشيا في التابعين. فلو رد حديث الثقة الموصوف بالتشيع لرددنا من أجل ذلك جملة كبيرة من أحاديث التابعين ، وذلك يذهب عدد من الأحكام الشرعية أدراج الرياح . وهذا لا يقول به أحد ، ولم يقل به أحد ولن يقول به أحد ، اللهم إلا الرجل القصير النظر الذي لا يميز بين الليل والنهار"[16]. إن رد حديث الشيعي فيه مفسدة في نظر بن الصديق وأعلام السنة كأمثال الذهبي. بل وحسب ابن الصديق:" هذا وحده كاف في كون الشيعي الثقة مجمعا على الاحتجاج به مقبول الرواية . ومن خالف ذلك فقد خرج عن هذا الإجماع ، ورد ما أجمعت الأمة على قبوله. ومن خالف ذلك فقد خرج عن هذا الإجماع ورد ما أجمعت الأمة على قبوله"[17]. إن بن الصديق ينقض على الألباني منهجه الشاذ في رد حديث الشيعي لتشيعه ، بل يعتبر أن توثيق الشيعي الثقة وارد حتى في الأخبار التي تؤيد مذهبه. وعليه فقد ضرب ابن الصديق مثالا بحديث الغدير:" من كنت مولاه فعلي مولاه" إذ يقول:"وعلى قوله هذا وقاعدته الفارغة ينبغي ألا نقبل حديثا في فضل علي عليه السلام ولو تواتر لا سيما إذا كان يخبر بفضل لعليّ لا يوجد لغيره من الصحابة (ض) كحديث (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره)"[18].

أما أحمد بن الصديق فقد فضح طريق النواصب ومناوراتهم في تزييف السنة نفسها في كل ما كان من شططهم في ردّ الرواية الشيعية والطعن في أسانيد الشيعة. يقول موضحا ذلك:"وقد راجت هذه الدسيسة على أكثر النقاد فجعلوا يثبتون التشيع برواية الفضائل ويجرحون راويها بفسق التشيع ثم يردون من حديثه ما كان في الفضائل ويقبلون منه ما سوى ذلك ، ولعمري إنها لدسيسة إبليسية ومكيدة شيطانية كاد ينسد بها باب الصحيح من فضائل العترة النبوية لولا حكم الله النافذ والله غالب على أمره"[19]. وعلى ذلك المسلك ساروا حتى أنهم اتهموا بالتشيع عددا من أعلام السنة أنفسهم بمن فيهم الشافعي :" بل تكلموا في الشافعي ونسبوه إلى التشيع لموافقته الشيعة في مسائل فرعية أصابوا فيها ولم يبدعوا ، كالجهر بالبسملة والقنوت في الصبح والتختم في اليمين وموالاته لأهل البيت"[20].

وقد صوّب عبد الله بن الصدّيق موقف الشيعة في كثير من القضايا ظهر أنهم أكثر سنية فيها من السنة. فهو حينما يتحدث عن علي بن أبي طالب وعن أئمة أهل البيت ، يقول: عليه أو عليهم السلام. فيقول:" وخصوصية أخرى لعليّ وهي أنه يقال له : عليه السلام ، لأن هذه الكلمة تقال لأهل البيت "[21] . ولذا فإن خصوصية أخرى لعلي بن أبي طالب أنه إذا صلّى أحد على النبي (ص) صلّى على آله معه ، فدخل علي دخولا أوليا. وابن الصديق يخطّئ جماهير المسلمين في إدخال الصحابة في الصلاة على النبي وآله ، ويصوّب موقف الشيعة في ذلك بقوله: "وننبه هنا على خطأ وقع من جماهير المسلمين قلد فيه بعضهم بعضا ولم يفطن له إلا الشيعة. وذلك أن الناس حين يصلون على النبي وآله يذكرون معه أصحابه ، مع أن النبي (ص)حين يأله الصحابة فقالوا : كيف نصلي عليك ؟ أجابهم بقوله: قولوا اللهم صلي على محمد وآل محمد (...) ولم يأت في شيء من طرق الحديث ذكر أصحابه مع كثرة الطرق وبلوغها حد التواتر . فذكر الصحابة في الصلاة على النبي (ص) زيادة على ما علمه الشارع واستدرك عليه ، وهو لا يجوز. وأيضا فإن الصلاة حق للنبي (ص) ولآله لا دخل للصحابة فيها ، لكن يترضى عنهم"[22] .

أقول استطرادا : لمّا ضاق الحال على النواصب وثقل عليهم أن تكون الصلاة خاصة لمحمد وآله لم يجدوا عنها محيصا، لجؤوا إلى حليلة أن دسّوا في تقاليد المسلمين زيادات في الصلاة ما أنزل الله بها من سلطان تبدأ بصحبه وتنتهي إلى آخر زمان. والمناط في هذه الزيادة التي ليس عليها دليلا من سنة السنة هو خرم ما خصّوا به دون سواهم. ومن هنا أقول لمن يحب أن يكابر ويمدّد من سلسلة المصلى عليهم إلى حدّ التمييع، لماذا لا تزيدون على محمد وآله في الصلاة الإبراهيمية التي تذكر في الصلاة. وما السّر في أن تحصروها في التشهد الواجب وتطلقوا لها العنان في التداول العام، باختصار: من علّمكم تلك الصّلاة البدعية؟

إن من تتبّع مصنفات آل الصديق سيجدها ماء واحدا في الذّود عن العترة الطاهرة والنقض على مذاهب النصب . وهم في نهاية المطاف صحّحوا كل الروايات التي يرويها الشيعة عن فضائل أهل البيت ، لا بل صححوا رواياتهم العمدة في إثبات مذهبهم ، وانتقدوا حتى لجوء بعضهم من أمثال ابن تيمية إلى سوء تأويلها تعمّلا حتى يخرجها عن معناها الظاهر في إثبات آراء الشيعة. لقد خالفوا الذهبي والكثير من الرجاليين بجرأة وإنصاف ، وتمسكوا بالسنة الحقيقية التي قادتهم إلى تصحيح موقف الشيعة وترجيح رأيهم على الجمهور. آل الصدّيق وحدهم أمكنهم أن يتحرروا من الأرتذكسية السنية لصالح روح التسنن الذي قادهم إلى رحاب التشيع لأهل البيت دون إشكال. لذا أقول: ليس المطلوب من المغاربة إلا أن يسلكوا مسلك آل الصديق ، ليكونوا نموذجا تتقاطع عنده السنة والشيعة في تواسط عبقري لا يمكن أن يوجد إلا في الهوية السنية ـ الشيعية المغربية المركبة. وذلك قناعة منّي بأننا حينما نتسنّن أكثر وأفضل ، فإنّنا نتشيّع حتما.

كرنفال التكفير

أستسمح القارئ على هذه الاستعارة. على الأقل ثمة ما هو مثير في الكرنفالات. لكن ما يبدو في ساحة التكفير ، هو أشبه بموكب أشباح تمشي فوق جثت أهل القبور وفوق رؤوسها يحلق سرب من الخفافيش. ظلام من فوقه ظلام إن أخرجت يدك لن تكد تراها. لقد ظننا ردحا من الزمان أن مشكلة التكفيريين هي مشكلة مع الشيعة والصوفية فقط. ثم وكما بينا تبين أن تكفيرهم متعدي يصل إلى أهل السنة والجماعة : أي إلى الأشعري والمذاهب الأربعة والتصوف السني. بل إن شيطان التكفير تعدى إليهم فباتوا يتراشقون التكفير والتبديع فيما بينهم. أجل ، إن التكفيريين اليوم يكفرون بعضهم بعضا أكثر من تكفيرهم للسنة والشيعة. فوزي الأثري يخرج ربيع المدخلي من عقيدة أهل السنة ويؤلف في ذلك الكتب.. ربيع المدخلي يكتب ردودا عليه يخرجه من أهل السنة.. السروريون يخرجون الجاميين من عقيدة أهل السنة.. الجاميون يخرجون أهل الصحوة من عقيدة أهل السنة.. الكل ضد الكل باسم الأثرية والسلفية.. والأعجب أن كلهم يبارز خصمه بنصوص ابن تيمية.. فليس فقط السنة من أصبحت متعذرة على التحديد ، بل حتى السلفية لم تعد قابلة للتعريف.. كلهم أثرية وكلهم يبدع ويزندق بعضهم بعضا. منهج التكفير مثل النار ، تأكل اليابس والأخضر وتلتهم صاحبها. فرجة التكفير السلفي ـ السلفي تنسيك تكفيرهم لغيرهم. لتفهم أن التكفير منهج القوم ولا نهاية له عندهم.

سأل أحدهم: ماذا يريد أهل السنة من أهل السنة؟ هذا سؤال (وهو عنوان كتاب لأحد السلفيين ) طرحه بعد أن فاض الكأس بالتكفير والتبديع والتجريح بينهم ، وأصبح السلفيون فيما بينهم يكفرون بعضهم البعض، لم يبقوا في حروب التكفير حتى على أنفسهم. أي أن الأمة جميعها كفرت. وهذا السؤال يطرح في الوسط السلفي، أي بين أهل السنة الحقيقيين كما ينظرون إلى أنفسهم وليس أهل السنة الذين ينتشرون في العالم الإسلامي وهم ليسوا كذلك. فحتى في دائرة أهل السنة الحقيقيين حسب زعم الوهابيين بتنا نجد سنة تكفر سنة. إذا كان هذا هو ديدن التكفيريين فيما بينهم ، فكيف تنتظر أن يعترفوا لأهل السنة من غير الوهابيين ، بأنهم كذلك. إن أهل السنة الأشاعرة ليسوا طرفا في هذا السؤال ، بل هم لم يدخلوا بعد إلى دائرة أهل السنة حتى يجري عليهم هذا النزاع. والعجب أن التكفيريين في كل لجاجهم يكذبونك إن قلت أن التشيع هو من مكونات الثقافة المغربية ، لكنهم في كل كلامهم عن الطرقية والصوفية والمغرب يعتبرون ذلك من آثار الشيعة والروافض. ليتهم ثبتوا على حكم أو ثبتوا على قرار!

غاية القول: ماذا تنتظر ممن كان شديدا في السب واللعن والتكفير ضد الصوفية والأشاعرة وحتى ضد السلفيين ممن شاركه معتقده ، أن يقول في حق الشيعة. فالذي كان لأهل الدار ولنفسه مكفرا ، ماذا تراه فاعلا بالغريب؟! ففي نظري لم يعد تكفير التكفيريين يوزن في ميزان عقل أو شرع. ولا تحتمله حتى موازين النفايات . فكما قيل: لا شك لكثير الشك، قلنا: كثير التكفير أيضا لا اعتبار بتكفيره. فلا يخدعنك لجاج التكفيريين واختباؤهم خلف عنوان أهل السنة وتمدحهم بعقيدة المغاربة الصافية. لا يوجد من التكفيريين إلا من رأى في المغرب بلدا للشركيات والضلال والبدع ؛ بلدا غير سني مهما تشبث بثلاثية ابن عاشر!

ـ جامع بيان العلم وفضله 2/ 117 تحقيق عثمان محمد عثمان وهو في 2/ 96 من الطبعة المنيرية

[2] ـ أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي، شبكة سحاب السلفية2004-10-23, 03:31 am

[3] ـ المصدر نفسه

[4] ـ المصدر نفسه

[5]ـ ربيع المدخلي : الأشاعرة ليسوا من أهل السنة ، محاضرة صوتية، انظر :

www.ahlelhadith.com/vb/showthread.php?p=3562

[6] ـ المصدر نفسه

[7] ـ كتاب التوحيد للصف الأول الثانوي ، تأليف الدكتور صالح الفوزان ، ص 67 ،

[8] ـ 03-13-2007, 09:22 pm المنتدى الاسلامي العام

[9] ـ التصوف من صور الجاهلية، مجلة البحوث الإسلامية العدد (12 ) ربيع الأول والثاني ، جمادى أول والثاني عام 1405هـ، وانظر : قسم المكتبة المقروءة في موقع الجامي.

[10] ـ ربيع المدخلي : الهادي المختار ومن معه في ذبهم عن الصوفية ، انظر موقع الشيخ ربيع المدخلي

[11] ـ عبد الله بن الصديق : إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي ، ص 18 ، دار الإمام النووي ، الأردن ط2 ـ 1992

[12] ـ المصدر نفسه ، ص 21

[13] ـ المصدر نفسه ، ص54

[14] ـ السيد شرف الدين: المراجعات ، ص 80 ـ 182 موسوعة الامام شرف الدين الموسوي ، ج 1 دار المؤرخ العربي / بلا تاريخ

[15] ـ المصدر نفسه ، ص54

[16] ـ المصدر نفسه ، ص54

[17] ـ المصدر نفسه ، ص 54

[18] ـ المصدر نفسه، ص 58

[19] ـ أحمد بن الصديق : فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ، ص109، تحقيق محمد هادي الأميني مكتبة أمير المؤمنين العامة ، ربيع الأول 1388 أصفهان

[20] ـ المصدر نفسه، ص 142

[21] ـ عبد الله بن الصديق: الرد المقنع على الألباني المبتدع ، ص 9

[22] ـ المصدر نفسه، ص 10

إنه يريد أن يخدعنا بهذا المقال،و قد أنطقه الله بذلك لما سمى مقاله ب الخدعة الكبرى
فتأملوا رحمكم الله!!!!

المصدر (...)

الأخ متعلم أمزيغي يُمنع وضع روابط لمواقع مخالفة

متعلم أمازيغي
09-24-2009, 09:03 PM
بارك الله فيك أخي الكريم و زادك حرصا

ربما ما حملني على وضع رابط الوضوع أنه سبق لي أن نشرت مقالات في هذا الموقع و وضعت روابط مقالاتي تلك في منتداكم فلم تحذف.

مثال على ذلك : http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18745

شكرا على تنبيهك أخي المشرف.

يحيى
09-27-2009, 02:28 AM
شكرا على الموضوع أخي
علماء الرافضة و مفكريهم ينهجون نهج اليهود و الصليبيين "فرق تسد" لأن اجتماع المسلمين على القرآن و السنة فيكون الانتماء للقرآن و السنة لا للمذهب أو الفرقة, و تكون المرجعية القرآن و السنة لا الحزبية أو المذهبية, يسد الطريق أمام الفرق المارقة عن الدين أو الضالة ضلالا بعيدا مثل الشيعة الرافضة.

للأسف أن الحركات الاسلامية أصبحت تدعوا الى الحركة/الجماعة عوض الدعوة إلى الله و هذا ما يتيح فرصا لأمثال هؤلاء الأوباش, فلا حول و لا قوة إلا بالله.