المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على وجود تناقض بين علم الله المسبق وإرادة الإنسان الحرة



niels bohr
10-05-2009, 12:44 AM
في هذا الموضوع سأقوم بالرد على ادعاء وجود تناقض بين علم الله المسبق وبين أن الإنسان حر في اختيار أفعاله وتصرفاته.

هذه الشبهة مشهورة جدا في أدبيات الملحدين وقد رددها الزميل سمير أكثر من مرة في مداخلاته ومن قبله كثير من الملحدين وحتى بعض اللادينيين (الألوهيين) فعلوا نفس الشئ.

إن الله سبحانه وتعالى خارج حدود زمننا هذا. هذا لا يعني أنه لا يتصرف وفق زمن ميتافيزيقي غير محدود خاص به وحده. فمثلا الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يخلق الكون بكل ما فيه من زمن (ماضي وحاضر ومساقبل بالنسبة لنا) وفضاء دفعة واحدة. وفق هذا الأمر فإن الله عز وجل قبل الخلق يستطيع أن يعرف كيف ستتصرف المخلوقات بأن يرى كيف ستتصرف المخلوقات مسبقا بدون أن يكون هذا حجة ضد علمه المسبق لأن الله عز وجل هنا خارج زمننا هذا فلا يوجد ماضي ومستقبل بالنسبة له. أضف إلى هذا أن المخلوقات هنا تتصرف بوحدها بدون أي تدخل إلهي, يعني بمطلق إرادتها.

ولأضرب مثلا على هذا لأوضح الأمر أكثر. أنت الآن تشاهد شريط فيديو لفيلم معين لا تعرف ما سيحدث فيه, لكن عندما تشاهده فيما بعد مع شخص آخر تكون على علم مسبق بما سيقوم به أبطال الفيلم من دون أن تؤثر على إرادتهم الحرة. أنت هنا تعرف تماما ما سيقوم به أبطال الفيلم من دون أي تأثير منك على إرادتهم الحرة. نفس الأمر بالنسبة لله عز وجل. الفرق أنك شاهدت الفيلم في زمننا هذا حيث يوجد ماضي ومستقبل, أما الله عز وجل فشاهد "فيلم تصرف المخلوقات" خارج زمننا هذا حيث لا يوجد ماضي أو مستقبل بالنسبة له, بالتالي فإن جهل المتفرج الأرضي بالفيلم قبل مشاهدته لأول مرة لا ينطبق على الله عز وجل لأنه خارج زمننا هذا.

بالتالي فإنه من الممكن عقلا أن يعرف الله مسبقا ماذا سنفعل في نفس الوقت الذي تكون لدينا فيه إرادة حرة في اختيار أفعالنا.

الدرادو
10-05-2009, 12:50 AM
سؤال :

هل ارادتنا معللة بعلة ؟ فإن تعرضنا لنفس الظروف سنفعل نفس الأفعال ولا يمكن أن تختلف افعالنا ؟

niels bohr
10-05-2009, 01:06 AM
سؤال :

هل ارادتنا معللة بعلة ؟ فإن تعرضنا لنفس الظروف سنفعل نفس الأفعال ولا يمكن أن تختلف افعالنا ؟
معلش عزيزي الدرادو ممكن توضح سؤالك أكثر؟ حسب فهمي هو لا يتعرض لموضوعي لأنني هنا أنفي ما إذا كان علم الله المسبق يعني أننا مسيرين. لكني لا أتحدث عن تأثير الظروف الاجتماعية على حياة الإنسان وكون أن الإنسان قد يميل إلى تفضيل فعل شئ على شئ آخر بسبب ما نشأ عليه مثلا. لكن كل هذا يبقى في حدود إرادتنا الحرة فمن الممكن أن يتعرض ضخصان لنفس الظروف لكن يختارا طريقين مختلفين مثلا. أنا في موضوعي أتحدث عن علم الله المسبق قبل الخلق وكيف أنه لا ينفي إرادتنا الحرة.
تحياتي.

الدرادو
10-05-2009, 01:18 AM
قد يكون سؤالى غير واضج بما فيه الكفاية , فأوضحه وأوضح الغرض منه.

الآن موضوعك يتعلق بجزئيتين :

1 سبق علم الله لفعل الإنسان.
2 فعل الإنسان ناتج عن الإرادة الحرة.

فانا هنا اتناول الجزئية الثانية ثم أنتقل للأولى.

الآن , الإنسان إما أنه يفعل لعلة , وإما أنه يفعل لا لعلة , وما أقصده بالعلة هو التأثير لا الغرض.

فمثلاً ان مشى شخص ما فى حديقة , فقطف زهرة معينة , هل فعله هذا حتمى لا يمكن أن يتخلف ؟ بمعنى أنّا لو فرضنا تكرار الحدث ( مشى نفس الشخص فى نفس الحديقة ) بنفس الظروف ( نفس درجة الحرارة - نفس الوقت - نفس المشاعر - نفس المعرفة - نفس الذاكرة ....الخ ) هل يمكن أن لا يقطف هذه الزهرة أم ن تكرر نفس الحدث بنفس الظروف سيتكرر نفس الفعل ؟

بإجابة هذا السؤال سنعلم هل الإنسان له إرادة حرة ( فيفعل لا لعلة موجبة للفعل ) أم أنها وهم ( فيفعل لعلة موجبة ).

إن كان رأيك أن الإنسان له إرادة حرة ( فيفعل لا لعلة موجبة للفعل ) , فننتقل إلى الجزئية الأولى عبر الإجابة على هذا السؤال :

هل يمكن العلم بالأحداث غير المعللة بعلة ؟

اياً كانت إجابتك فأرجو ارفاقها بالدليل.

اتمنى أن يكون شرحى واضح , ويكون قد اتضح لك الغرض من سؤالى.

كل الود

ناصر التوحيد
10-05-2009, 01:52 AM
وما أقصده بالعلة هو التأثير لا الغرض
دخلت لاصحح ما معنى العلة
العلة : هي الباعث على الحكم او على الفعل او على التشريع
والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما والعلة مضبوطة ولا تتخلف ابدا ولا تتعدد

أما الغرض والقصد والغاية من الحكم او الفعل فهو يسمى الحكمة والحكمة يمكن ان تتعدد

فهناك فرق بين الباعث والمقصد
الباعث هو الدافع للحكم او لفعل شيئ معين
أما القصد فهو اثر الحكم او فعل شيئ معين أو النتيجة المطلوبة او النتيجة المترتبة من الحكم او التشريع او الفعل

والعلة تكون قبل الحكم والتشريع فهي الدافع للحكم والتشريع
أما الحكمة فتكون بعد الحكم والتشريع أي القصد الذي قصده الشارع من تطبيق الحكم وإنجازه على وجهه المطلوب

niels bohr
10-08-2009, 07:36 AM
قد يكون سؤالى غير واضج بما فيه الكفاية , فأوضحه وأوضح الغرض منه.

الآن موضوعك يتعلق بجزئيتين :

1 سبق علم الله لفعل الإنسان.
2 فعل الإنسان ناتج عن الإرادة الحرة.

فانا هنا اتناول الجزئية الثانية ثم أنتقل للأولى.

الآن , الإنسان إما أنه يفعل لعلة , وإما أنه يفعل لا لعلة , وما أقصده بالعلة هو التأثير لا الغرض.

فمثلاً ان مشى شخص ما فى حديقة , فقطف زهرة معينة , هل فعله هذا حتمى لا يمكن أن يتخلف ؟ بمعنى أنّا لو فرضنا تكرار الحدث ( مشى نفس الشخص فى نفس الحديقة ) بنفس الظروف ( نفس درجة الحرارة - نفس الوقت - نفس المشاعر - نفس المعرفة - نفس الذاكرة ....الخ ) هل يمكن أن لا يقطف هذه الزهرة أم ن تكرر نفس الحدث بنفس الظروف سيتكرر نفس الفعل ؟

بإجابة هذا السؤال سنعلم هل الإنسان له إرادة حرة ( فيفعل لا لعلة موجبة للفعل ) أم أنها وهم ( فيفعل لعلة موجبة ).

إن كان رأيك أن الإنسان له إرادة حرة ( فيفعل لا لعلة موجبة للفعل ) , فننتقل إلى الجزئية الأولى عبر الإجابة على هذا السؤال :

هل يمكن العلم بالأحداث غير المعللة بعلة ؟

اياً كانت إجابتك فأرجو ارفاقها بالدليل.

اتمنى أن يكون شرحى واضح , ويكون قد اتضح لك الغرض من سؤالى.

كل الود
أعتقد أن الإنسان له إرادة حرة (فيفعل لا لعلة موجبة للفعل). مثلا كثير من الناس يواجهون خيارات في حياتهم نسبة صحة كل منهم مساوية للأخرى فيختارون إحدى الاختيارين ولو عاد بهم الزمن بنفس الظروف سيكون من الممكن بل والمحتمل جدا أن يختاروا الاختيار الآخر.
بالنسبة للعلم بالأحداث غير المعللة فهو ممكن وأرجو الرجوع إلى المثال الذي أوردته أنا في مشاركتي الأولى:

أنت الآن تشاهد شريط فيديو لفيلم معين لا تعرف ما سيحدث فيه, لكن عندما تشاهده فيما بعد مع شخص آخر تكون على علم مسبق بما سيقوم به أبطال الفيلم من دون أن تؤثر على إرادتهم الحرة. أنت هنا تعرف تماما ما سيقوم به أبطال الفيلم من دون أي تأثير منك على إرادتهم الحرة. نفس الأمر بالنسبة لله عز وجل. الفرق أنك شاهدت الفيلم في زمننا هذا حيث يوجد ماضي ومستقبل, أما الله عز وجل فشاهد "فيلم تصرف المخلوقات" خارج زمننا هذا حيث لا يوجد ماضي أو مستقبل بالنسبة له, بالتالي فإن جهل المتفرج الأرضي بالفيلم قبل مشاهدته لأول مرة لا ينطبق على الله عز وجل لأنه خارج زمننا هذا.

الدرادو
10-08-2009, 08:10 AM
هناك فرق بين المثال الذى ضربته والمسألة التى نناقشها :

فالمثال الذى ضربته يكون علة العلم بالحدث هو مشاهدته بعد وقوعه , أما بالنسبة لعلم الله فهو سابق لوقوع الفعل , لذا لا يصح ضرب هذا المثال للإستدلال على إمكان علم ما لا يعلل بعلة قبل وقوعه.

لاحظ أنى هنا لا أناقش مسألة الزمن بالنسبة لله هل علمه قديم, أم حادث وسابق للفعل , بل فقط أناقش أسبقية علم الله للفعل بغض النظر عن قدم أو حدوصث هذا العلم , فهى مسألة أخرى.


فانا أفهم إمكان علم الأفعال قبل وقوعها إن كانت معللة ( أى غير حرة ) عبر الإستنتاج , ولكن لا أفهم كيف يمكن العلم بما لا يعلل وبالتالى لا يمكن استنتاجه.

فهنا نحن نتحدث عن علم غير ناتج عن استنتاج , فما هو وما الدليل عليه ؟

:emrose:

مواطن
10-08-2009, 08:32 AM
سؤال :

هل ارادتنا معللة بعلة ؟ فإن تعرضنا لنفس الظروف سنفعل نفس الأفعال ولا يمكن أن تختلف افعالنا ؟



نعم
عندما يعود بك الزمن الى الوراء ستكون افعالك وارادتك كما هي من دون تغير ,,, لانها مغلقة بابعادها ,, اي كأن افعالك مسجلة في شريط سينمائي
لذلك لا تشعر بانك عدت الى الماضي ,, حتى لو عدت مرات ومرات ,,
اما لو (( افترضنا جدلا )) لو شعرت بانك عدت
هنا ارادتك الحرة وافعالك التي في الماضي ستتغير بلا شك وبالتالي ستنسلخ عن عالمك الذي كنت تعيش فيه ,, وتنتقل الى العالم الموازي الذي سيتحول بعد ذلك الى عالم واقعي
لانك ستغير التاريخ

نصرة الإسلام
10-08-2009, 11:51 AM
الزميل الدرادو
أعتقد أن سؤالك زميلنا يُقصد به أمرٌ ما
وسأقول ما فهمته من سؤالك (وصحح لى إن كنتُ مخطئة فى فهمى هذا)

معنى سؤالك
إذا كان الله يعلم بعلمه المسبق أن فلاناً سيكون كافراً , فهل يستطيع هذا الفلان أن يكون مؤمناً فيخالف علم الله المسبق ؟؟
فإن كان فلان هذا يستطيع مخالفة علم الله المسبق , فهو مخير إذن
وإن كان لا يستطيع مخالفة علم الله المسبق , فهو مجبر على تنفيذ علم الله المسبق فيه
أعتقد - والله أعلم - أن هذا مقصدك من سؤالك

وسأذكر بعض التفصيل أولاً وأقول لك أن افتراضك له شقان
1- أن تفترض هذا الافتراض أثناء حياة هذا الكافر
2- أن تفترض هذا الافتراض بعد ممات هذا الكافر

1- فأثناء حياة هذا الكافر , لا نحن ولا هذا الكافر نعلم علم الله المسبق فيه , أى لا نعلم إن كان الله عز وجل قد سبق فى علمه أنه سيموت مسلماً أم كافراً , ولذا نسأل الكافر : أنت الآن كافراً , فهل تريد أن تكون مسلماً ؟؟
إن قال نعم , نقول له إذن أمامك أسباب الإيمان والإسلام فاتخذها لتكون مسلماً
وإن قال لا أريد أن أكون مسلماً , نقول له لماذا ؟؟
إن قال لأنى أريد ذلك , فهو قد اختار الكفر بإرادته الحرة
وإن قال لأن الله قد أراد لي الكفر , نقول له أنت كاذب , لأنك لا تعلم علم الله المسبق فيك أصلاً
وإن قال لأنى لو كنت فى علم الله سأموت كافراً , فمهما اجتهدتُ واتخذت من أسباب الإيمان فسأموت كافراً
نقول له هذا الاستنتاج الأخير خطأ من وجهين :
1- أنك لا تعلم علم الله المسبق ولم تطلع عليه حتى تزعم أنك فى علم الله ستموت كافراً
2- أن الله تعالى جعل لكل شئ أسباباً ورتب على الأخذ بالأسباب نتائج ووعود
فوعد من اجتهد وأخلص النية وأخذ بأسباب الإيمان والطاعة أن يهديه وأن يدخله الجنة جزاءً وفاقاً
قال تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } , { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم }
فالقول بأن الإنسان يخلص النية ويجتهد ويأخذ بأسباب الإيمان والطاعة ثم يجبره الله على أن يكون من الكافرين , قول باطل غير معقول ولا أصل له

فليس صحيحاً أن أقول لو كنتُ فى علم الله سأموت كافراً , فمهما أخذت من أسباب الإيمان سأموت كافراً
وليس صحيحاً أن أقول لو كنت فى علم الله سأموت مسلماً , فمهما اتخذتُ من أسباب الكفر والعصيان سأموت مسلماً
ولكن الصحيح هو أن الله جعل لكل شئ سبباً , فجعل للفوز والجنة أسباباً وبينها ووضحها , كما جعل للهلاك والنار أسباباً وبينها ووضحها
فإذا أنا أردتُ الجنة , فأمامى أسباب الطاعة والإيمان , وإن أردتُ جهنم فأمامى أسباب الكفر والعصيان


2- أما إذا افترضنا هذا الافتراض بعد ممات الكافر وبعد أن ظهر علم الله المسبق وعلمنا أن الكافر قد مات كافراً يقيناً لأن الله تعالى أخبرنا بذلك (كأبى طالب مثلاً) , فنسأل : هل كان من الممكن أن يخالف أبو طالب علم الله المسبق فيموت على الإسلام دون الكفر ؟؟
وأجيب على ذلك بسؤال آخر
هل كفر أبى طالب كان بسبب علم الله المسبق وتنفيذاً من أبى طالب لعلم الله المسبق فيه بالموت كافراً ؟؟
أم أن كفره كان نتيجة إرادته الحرة بأن يكون كافراً وسعيه لبلوغ ذلك بأخذه بأسباب الكفر ؟؟

فلو قلتَ أن كفره كان بسبب علم الله المسبق وتنفيذاً له , قلتُ لك : ومن أين علم أبو طالب بعلم الله المسبق حتى يقوم بتنفيذه ؟؟!!
ولو قلتَ لى بل هو مجبر على كفره حتى يقع علم الله المسبق ويحصل فيه
فأقول لك أمراً
الإجبار والإكراه عكس الاختيار والإرادة الحرة
والإجبار والإكراه للشخص يكون على فعل مالا يريد ومالا يحب
بمعنى أنه لكى أقول أن الله أجبر فلاناً على الكفر , فمعنى ذلك أن فلاناً لم يكن يريد الكفر ولم يكن يحب الكفر ولكن الله أجبره عليه
فهل كان أبو طالب (أو أى شخص مات كافراً) كان لا يريد الكفر ولا يحبه ؟؟
فلنر حاله أثناء حياته إذن , لأن من أراد شيئاً اتخذ أسبابه وهذا بدهى
وإن لم يرد شيئاً لم يأخذ بأسبابه الموصلة إليه وهذا بدهى أيضاً
فانظر لحال أى كافر مات على كفره وقل لى : هل كان يتجنب أسباب الكفر والعصيان ثم مات كافراً , أو هل أخذ بأسباب الإيمان والطاعة وأخلص فيها ثم مات كافراً ؟؟ فهذه هى الحالة الوحيدة التى تستطيع أن تقول فيها أن الله قد أجبره على الكفر , أى أن يكون الشخص لا يريد الكفر ولا يأخذ بأسبابه , ثم يموت على الكفر , أو أن يأخذ بأسباب الإيمان مخلصاً لله ثم يموت على الكفر , فهذا يُسَمَّى إجباراً
ستجد أنه من المحال أن يتجنب شخص أسباب الكفر والعصيان ثم يجبره الله على الموت كافراً , فوعد الله لا يتخلف
فإذا وجدتَ الكافر يأخذ بأسباب الكفر والعصيان , فاعلم أنه يريده ولذا فهو يأخذ بأسبابه ولذا فلا يلومن فى الآخرة إلا نفسه , فهو الذى اختار الكفر وهو الذى أراده وهو الذى اتخذ أسباب هلاكه .

واسمع لتلك الرواية وانظر لحال أبى طالب الذى مات كافراً
فقد روى البخاري في صحيحه (4772) عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله .

فما رأيك يا زميلنا ؟؟
أظن أنه ليس ثمة اختيار أو إرادة أكثر من ذلك
فالنبى صلى الله عليه وسلم يستحثه بشدة على قول لا إله إلا الله , لكنه رفض التوحيد بمحض إرادته , واختار ملة عبد المطلب بمحض إرادته .
وهذا هو حال كل كافر .......... فأين الإجبار ؟؟!!!

عياض
10-09-2009, 05:58 AM
التفريق بين العلة الغائية - اي الغاية التي تتحرك للوصول اليها الارادة-و العلة الفاعلية -اي العلة التي تخلقها مهما تسلسلت العلل- معروف قديما عند طوائف الملل و المفكرين و الفلاسفة و غيرهم ممن تناول القدرو حاروا فيها أجمعين اكتعين ابتعين...فالقدرية -المتبثون لارادة الانسان و النافين للقدر- من كافة الأمم أتبثث العلة الغائية و نفت العلة الفاعلية و انها وهم و قالوا ان الارادة لا تعلل ...و الجبرية قالوا عكسهم من اتباث العلة الفاعلية و نفي العلة الغائية و انها وهم شانها شأن الارادة نفسها...و من خاض المجال من الفلاسفة المشائين و من تبعهم الى عصرنا زعموا القول بالعلتين معا...و لكنهم في الحقيقة يقولون بنفيهما معا لقولهم بصدور كل شيء عن علة تامة و العلة التامة لا يمكن ان يحدث عنها شيء..لهذا التزم من حقق قولهم من المتأخرين ان العلتين معا ما هما الا وهم كبير و ما العالم الا فوضى و عبث كبير .....و الخلل في تناول الجميع للمسألة هي بملاحظة الجهل الضروري او ما يسميه كانط بحدود العقل الخالص..في هذه المسألة و الاقرار استحالة ادراك نقطة التقاطع بين العلتين مع وجودهما . و ان حاولت انتهبت بخلطهما و انكار الفارق بينهما ما يؤدي بك الى انكارهما معا لعدم قدرتك على تمييز تقاطعهما و اعتبارهما وهما ...و كلاهما و ان نفيتهما لا ينفعك في نفي علم الخالق لهما ..فان نفيت علمه بالعلة الغائية جعلت علمه بالعلة الفاعلية بل و خلقه لها محددا لعلته الغائية ضرورة ...و ان نفيت العلة الفاعلية كان علمه بالعلة الغائية مستلزما لعلمه بالعلة الفاعلية ...و مع ذلك فكلا العلتين الدلائل على وجودهما متضافرة سواء من جهة الظروف و الدوافع او من جهة الغايات و الحكم....لهذا كانت طريقة الرسل و اتباعهم اتباثهما معا و الاقرار بالجهل بها و ان الاقرار بالجهل في مثل هذه المسائل علم ..و الكف عن البحث عن حقيقة تمازجهما و تفاعلهما و نفطة التقاء العلم و الارادة الالهبة بالعلم و الارادة البشرية و الاكتفاء بالبحث في الجانب العملي للمسألة الذي يعطي الثمار و السعي لاكتشاف خواص و قوانين العلتين على أرض الواقع و البعد عن الجدل في الموضوع لأنه لن يسفر الا عن جدل بيزنطي .. و حذروا امتهم من الخوض في ذلك و انبؤوهم بحقيقة تاريخية اجتماعية باهرة ..أن ما خاضت امة من الأمم في هذا السر الا و كثر فيها الاختلاف و التنازع و تقاعسوا و تخلفوا و سار بهم الجدل الذي اوتوه الى الهلاك..وهو ما تلاحظه في عامة الحضارات البائدة ان تأملت آخرها وجدتها ملأى بمثل هذه النزاعات البيزنطية في القدر و فروعه و انتشار مفحل بسبب ذلك للغنوصية العلمية و العملية أن أوتوا الجدل و حرموا العمل ...و هو ما انتهت اليه الحضارة الغربية ابان نهوضها من حسم مثل هذه الجدالات البيزنطية في مجالات الفيزياء و القانون و الاجتماع و التاريخ و علوم النفس و التربية و اتباث العلتين معا و ترك البحث عن ما وراء ذلك للشغوفين بالترف المعرفي او للغارقين في مستنقعات الفلسفة...
خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يتجادلون في القدر هؤلاء يقولون: ألم يقل الله كذا؟ وهؤلاء يقولون: ألم يقل الله كذا؟ ، ‏فغضب صلى الله عليه وسلم حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: "أبهذا أمرتم؟ أن ‏تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم ‏مما هنا في شيء، انظروا إلى الذي أمرتم به فاعملوا به، وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا"

الدرادو
10-09-2009, 09:28 PM
عندما يعود بك الزمن الى الوراء ستكون افعالك وارادتك كما هي من دون تغير ,,, لانها مغلقة بابعادها ,, اي كأن افعالك مسجلة في شريط سينمائي
لذلك لا تشعر بانك عدت الى الماضي ,, حتى لو عدت مرات ومرات ,,

هذا نفى للإرادة الحرة.



الزميل الدرادو
أعتقد أن سؤالك زميلنا يُقصد به أمرٌ ما
وسأقول ما فهمته من سؤالك (وصحح لى إن كنتُ مخطئة فى فهمى هذا)

معنى سؤالك
إذا كان الله يعلم بعلمه المسبق أن فلاناً سيكون كافراً , فهل يستطيع هذا الفلان أن يكون مؤمناً فيخالف علم الله المسبق ؟؟
فإن كان فلان هذا يستطيع مخالفة علم الله المسبق , فهو مخير إذن
وإن كان لا يستطيع مخالفة علم الله المسبق , فهو مجبر على تنفيذ علم الله المسبق فيه
أعتقد - والله أعلم - أن هذا مقصدك من سؤالك


لا ليس هذا قصدى , فانا أفهم عدم تأثير العلم فى الحدث , فعلمى بحدث معين لا يوجب وقوعه , هذه النقطة افهمها جيداً.

ما أقصده هو أن هناك احتمالان :

1 ارادة حرة --- > غير معللة بعلة -- > لا يمكن العلم بغير المعلل -- > لا يمكن أن يعلم الله بأفعال العباد.
2 الله يعلم أفعال العباد -- > العلم من خلال الإستنتاج -- > افعال العباد معللة بعلة -- > لا يوجد ارادة حرة.

ما تقولونه انتم هو وجود احتمال ثالث وهو العلم بغير المعلل بعلة , وهو ما اسأل عن البرهنة على إمكانه , فإن برهنتم على إمكان العلم بما لم يقع بعد وغير معلل بعلة أسلم لكم بإمكان علم الله لأفعال العباد قبل أن يفعلوها.

هذا ما اقصده.
:emrose:

عياض
10-10-2009, 01:28 AM
1 ارادة حرة --- > غير معللة بعلة -- >

افعال العباد معللة بعلة -- > لا يوجد ارادة حرة
و هذه ما دليلها...ما نقوله أن العلم بالجهل بحقيفة هذا هو العلم

ناصر التوحيد
10-10-2009, 01:49 AM
دخل "الدرادو" في التعقيد اللفظي الذي يؤدي الى العوج المعنوي
هو قال :

1 ارادة حرة --- > غير معللة بعلة -- > لا يمكن العلم بغير المعلل -- > لا يمكن أن يعلم الله بأفعال العباد.
يقول ارادة حرة ... غير معللة بعلة
والارادة الحرة معللة باكثر من علة
منها وضع وتركيب العقل في الانسان
ومنها ان العقل مناط التكليف والتكليف يعني الارادة الحرة
ومنها ان مسلوب او فاقد الارادة الحرة لا يحاسب على ما فعله وهو مسلوب الارادة
فالارادة يجب ان تكون حرة ليتم التكليف ويتم الحساب لصاحبها

والله يعلم كل امور الانسان فردا او جماعة او مجتمعا او عالما باكمله
بذليل انه يكتب في قرانه الكريم الكثير من التعليلات الفاسدة التي سيحاول بها الكفرة الفجرة بها تبرير عدم ايمانهم او عدم عملهم الصالح
فالله يعلم كل امور الدنيا والاخرة
وعلمه مطلق فلا تخفي عليه خافية





2 الله يعلم أفعال العباد -- > العلم من خلال الإستنتاج -- > افعال العباد معللة بعلة -- > لا يوجد ارادة حرة.


الله يعلم افعال العباد ... نعم ... وهو علم ليس استنتاجي ولا تحليلي ولا توقعي ولا افتراضي ولا تخيلي .. هو علم سببه العلم الالهي المطلق والمحيط علمه بكل شيء
وطالما ان الانسان له ارادة حرة
وهو حر في ان يفعل ما يريد ويختار من الفعال سواء ما كان منها معللا بعلة .. كالزنا حبا في اتباع الشهوة او الفتل حبا في سرقة المال لان المال تهواه النفوس , والمال محل هوى النفس , فهذه وامثالها وسائر المعاملات معلولة ونعرف العلة فيها
او غير معلل بعلة كلماذا نصلي فرض الظهر اربع ركعات ..ولماذا الحج مفروض مرة واحدة في العمر ..
وسواء علمنا هذه العلة بذكر وتوضيح الله لها .. او لم نعلمها لان الله لم يعلمنا بها وبالتالي لا يجوز لنا ان نستنتج او نحلل لكي نعرف هذه العلة .. لان العلة يجب ان تكون قطعية ..

فمعنى ذلك ان العلم بهذه العلل لا يمكن ان ياتي من خلال الإستنتاج ..
وانه لا دخل للارادة الحرة في العلم بالعلة او الجهل بها
فالمؤمن يتبع الفعل أمرا او نهيا ولو لم يعرف العلة ..
ويظل الانسان مع هذا الاتباع حر الارادة لانه هو الذي اختار الطاعة ..وهو ان اراد له ان يختار المعصية ولا يختار الطاعة



ما تقولونه انتم هو وجود احتمال ثالث وهو العلم بغير المعلل بعلة , وهو ما اسأل عن البرهنة على إمكانه , فإن برهنتم على إمكان العلم بما لم يقع بعد وغير معلل بعلة أسلم لكم بإمكان علم الله لأفعال العباد قبل أن يفعلوها.

من صفات الله انه يعلم افعال العباد حتى قبل أن يفعلوها
وعلم الله بافعال افعال العباد حتى قبل أن يفعلوها لا يعني انه يؤثر على العباد او على افعال العباد
وهذا لسببين :
الاول ان العباد لا تعلم ما هو علم الله في ذلك
الثاني ان الله قرر ان يمنح الانسان الارادة الحرة

والفعل يكون معللا بعلة
منها الاختبار والامتحان والابتلاء للمؤمن
ومنها البلاء للكافر
ومنها تاخير نعم الدنيا للمؤمن وتعجيلها للكافر
ومنها اعطاء الكافر جزاء افعاله الحسنى في الدنيا دون الاخرة .. بعكس المسلم ..
وهنا ما هو موقف المسلم ..؟
موقفه دائما بين الشكر وبين الصبر
الشكر على النعم
والصبر على الابتلاء

وما جزاء الشكر والصير الا الجنة

الدرادو
10-10-2009, 06:58 AM
و هذه ما دليلها...ما نقوله أن العلم بالجهل بحقيفة هذا هو العلم

الإرادة هى تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه.

إن كان هذا التخصيص معلل بعلة موجبة له فلا يوجد فرق بين ( المريد ) والجماد , فكلاهما يصدر عنهما الفعل لعلة توجبه.

فلاعب البليارد إن كان يضرب الكرة لعلة موجبة لهذا الفعل ( ولا أقصد الغرض بل التأثير ) فلا فرق بينه وبين الكرة البيضاء التى تضرب الكرة الاخرى لعلة موجبة لهذا الفعل.

فكلاهما فعل لعلة موجبة , ولا يوجد فرق بينهما , ويكون التفريق بينهما لا معنى له.

فالإرادة " الحرة " تستلزم عدم تعليلها بعلة موجبة لهذا التخصيص حتى تصح التسمية , وأى تخصيص معلل بعلة لا يعد ارادة حرة.

-------

تقول : العلم بالجهل بحقيفة هذا هو العلم , وانا أحترم هذا القول جداً , فمن قال لا أعلم فقد أفتى , ولكن أريد أن أسألك - أنت زميلى عياض - سؤال :

إذا كان هذا الأمر مجهول تماماً ولا يمكن التيقن منه من ناحية العقل , بل إنه يثبت فقط عن طريق النص , الا يكون الحديث عن الدفاع عن هذا الأمر بإستخدام العقل ليس ذا معنى ؟

فإذا كان لا يستقل العقل بإدراكه ولا يعلم إلا عن طريق الشرع , فكيف يتم الدفاع عنه عقلاً ؟

الا تتفق معى فى اعتراضى هذا ؟
:emrose:

عياض
10-11-2009, 02:27 AM
بلى التفريق له معنى بل هو كل المعنى..
فالانسان متحرك بارادة خاضعة لعلل و الجماد خاضع للعلل و الفرق بينهما نفس الارادة و ان كانت الارادة نفسها خلقا من المخلوقات...فلايمكن من جهة نفي تأثير العلل لأنها نراها و نرى تأثيرها على كل مخلوق و الا فلتقم عمل ما تشاء كما تشاء ووفق ما تشاء...و لا يمكن نفي تأثير الارادة لأننا نراها و نرى تإثيرها..فمن ادعى انكارها و انها و ان لا فرق بيننا و بين الجماد ..فلا يقومن الى الأكل ان جاع و لا الى الشرب ان عطش.فهذه خاصية الجماد ولا نعاقب من سرق او ظلم و الا لزمنا معاقبة الجماد ايضا ان تسبب في قتل انسان بضربه او حبسه او لا نعاقبهما معا..فكلا الأمرين لا يمكن نفيهما لا وجود الارادة المفرقة للبشر عن الجماد و لا خضوعها لعلل و ظروف و اسباب ..أما كيف يتوافق الأمران فأمر لم يستطع الآن أحد ان يبينه...و كل الخائضين فيه في مختلف العلوم انتهوا الى هذه النتيجة ...فمثلا الفيزياء فان لا حظت اقرار العلماء لنظريتي النسبية و نظرية الكم في تناولهم لطبيعة الحركة كلا في مكانها و العمل بهما معا بغض النظر عن جهلهم بمصدر توافقهما.وذلك بعد الجدل الطويل بين المؤيدين لكلا النظريتين باطلاق..ان تأملته لوجدت انها عين مسألتنا..وفي فلسفة القانون مثلا ان تأملت مسالة الأهلية و المسؤولية القانونية في الجدل الطويل الممل البيزنطي طوال قرنين تقرييا بين المدرسة التقليدية التي تجعل الانسان حرا باطلاق و تنفي اي تأثير للظروف على ارادة المجرم و مناداتها بتطبيق أقسى العقوبات ..وبين مدرسة الدفاع الاجتماعي التي كانت تنفي وجود ارادة للمجرم و تعطي التأثير الوحيد للظروف في قيادة المجرم الى سلوكه و مناداتها بالغاء كافة العقوبات و الاكتفاء ببرامج التأهيل و التكوين و الدمج الاجتماعي و تحسين الأوضاع الاجتماعية..سترى كيف ان الدول الحديثة تأخذ بالأمرين معا و لا يمكنها الأخذ بواحدة منها فقط معرضة اعراضا تاما عن تضييع الوقت في مزيد من النقاشات البيزنطية ..و قس على ذلك بقية العلوم كعلم الأعصاب و علم الجينات و علم النفس و علم الاجتماع...كل ما دخلت علما الا ووجدت الاقرار بهذا البقعة العمياء في الوجود و الادراك الانساني...سواء أقررت بالله ام رددت عليه أمره...يبقى سرا على الأقل لحد الآن ..لانعدام المقدمات التي يمكن البناء عليها للوصول الى معرفة صحيحة تماما ...
وهذا ان تأملته تبين لك كيف يمكن الدفاع عنه بالعقل..اذ ان الشرع ان اتاك و أخبرك ان هذا الأمر محجوب عنك و انك ما خضت فيه الا ازددت حيرة و ارشدك انه من حدود عقلك و علمك و ان التصرف العقلاني الصحيح هو الاشتغال بما تحته عمل اي ما امكن لعقلك ادراك مقدماته...و عدم تكلف ما لا تعلم اي ما لا يتوفر عقلك على ادوات لمعرفة مقدماته...ان ارشدك الشرع الى هذا..ثم نظرت في مسيرة التطور الفكري في تاريخ البشرية ووجدت أمثال بيكون و فولتير و سبينوزا و كوندورسي و مثل هذه الطبقة يضعون امكانيات سوبرمانية العقل و الثفة المطلقة به في القرن الثامن عشر ..ثم كيف أتت بعضها طبقة على النقيض منها مع بركلي و هيوم و غيرهما نقضت الثقة في العقل حتى في أوضح الأشياء....ثم كيف أتت طبقة بعدها على رأسها العظيم كانت الذي أتمنى ان أقرأ له ان شاء الله كل ما كتب..و كيف انتهى بملاحظاته العبقرية لمواطن الجهل في المعرفة الانسانية واسس بناءا تطبيقيا لما اسسه ديكارت قبله نظريا لحدود العقل و المعرفة الانسانية..مدركا الثنوية بين الجهل و العلم فيها ...و ان ادراك عدم الادراك ادراك ووعي و علم...متجاوزا بكل جدارة تقريبا البفية الباقية من النزعة التحكمية للمنطق الأرسطي في التفكير الغربي و ما ينتجه من الغرور العقلي بتقسيماته الصورية...و لهذا كان تواتر عن اهل القرون الأولى حين بدأ تسرب هذا المنطق اليهم قولهم : نصف العلم لاأدري...ثم كيف انطلقت بعدذلك انفصالات العلوم الطبيعية عن الفلسفة على اثر هذه التأسيسات العميفة حتى لكأنهما لم يكونا قط في بطن واحد...و كيف كان بحث أرباب العلوم عن ما تحته عمل هو العامل الحاسم في تقدم أمتهم تلك الخطوات الجبارة ..و العامل الحاسم في نومنا و تأخرنا المخزي المذل...لو تاملت كل ذلك و قارنته بما قاله لك الشرع وتبين لك صدقه التام و مطابقته المذهلة و اخباره اياك بما ينتهي اليه عقلاء الأمم و كبار أدمغنها...تبين لك عقلا صحة أقواله و تبرهن لك برهانا قوياواضحا- و ان لم يكن متضمنا لنظرية الحدود و البراهين الصورية :):- صدقه و مطابقته للواقع..فأي دفاع أكبر.؟؟؟؟ و أي دليل أكبر من دليل يعترف به العقل الصحيح نفسه بعد طول بحث و تقره بعد ذلك تجارب الأمم والواقع أي دليله ليس منحصرا فقط في الواقع الذهني..بل يتعداه الى المطابقة الخارجية
و من جهة أخرى ان كنت صادقا تبين لك السر في اخفاء بعض الأسرار عنك...اذ لو كنت عالما بتفاصيل التوافق مثلا بين الارادة و العلل و لو لم يكن لقدراتك العقلية و الحدسية و الحسية حدود في معرفة تفاصيل عمل علتك الفاعلية و الغائية ...لكان علمك مطلقا و لكانت ارادتك كذلك فالارادة تبع للعلم...ولكنت أحق من فرعون و غيره بدعوى الألوهية و انك اله من دون الناس فما القدرة الا أثر من العلم ...فكلما كنت اعلم كانت سلطتك أقوى و حاجتك اقل.. و لهذا لماقالت الملائكة في مساءلتها عن تعليل أفعال الله وقدره و أمره ..نبهم الله الى الفرق بين الخالق و المخلوق : اني أعلم ما لاتعلمون....و بما انهم كانوا صادقين في تساؤلهم كانت البيان بعد أمد للسر المحجوب...فقالوا: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم...و ابليس لما سأل نفس المساءلة لأفعال الله و قدره و أمره : امد له في الضلال و زيد بحيرته حتى اعتبر أنه أغوي...و الفرق هو ما استبطنه ابليس و لم تستبطنه الملائكة ...و بينهما سيقع آدم في نفس المساءلة التي وقعا فيها...و لك ان تتأمل نهاية القصة ...و لهذا صح عن الشافعي و بقية السلف انهم ما كانوا يكفرون من القدرية و يلحقونهم بحزب الشيطان الا من انكر منهم العلم الالهي و اسبقيته...و الله أعلم و أحكم...

مواطن
10-12-2009, 10:25 AM
اقتباس

(( فالإرادة " الحرة " تستلزم عدم تعليلها بعلة موجبة لهذا التخصيص حتى تصح التسمية , وأى تخصيص معلل بعلة لا يعد ارادة حرة. ))


حسب ما فهمت

انت هنا تتحدث عن الجماد الذي يكتسب طاقة وضع وبالتالي يكون مقيدا بالطاقة التي اكتسبها او العلة الموجبة حسب تعبيرك اضافة الى العوامل الخارجية التي تؤثر على هذا الجسم او الجماد

ما عدى الكائن الحي هو الذي يستطيع ان يتحرك من تلقاء نفسه ,, اذا تكون لديه ارادة حرة
لانه يبذل جهدا