المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحسين العقل



المغيرة
10-17-2009, 05:33 PM
السلام عليكم من جديد:

سبق أن دخلت على منتداكم الكريم بالصدفة مرة و شاركت في موضوع " هل العلم بجنس المولود من الغيب؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=19452&page=3)"، و قد حاولت من خلال النقاش ابراز فكرة واحدة فقط أعدتها أكثر من مرة وهي أن للعلم بابه الذي يؤتى منه و للإيمان و الغيب أبواب أخرى، و أن علينا أن نأتي البيوت من أبوابها لا أن نستشهد بالغيب على الواقع، لسبب بسيط جدا، هو أننا لا نعلم الغيب. وقد شارك زملاء في الموضوع بإخلاص وصدق شكرتهم عليه إلا أننا وجدنا أنفسنا نسهب في التفاصيل و نعيد و نكرر مرة بعد أخرى حتى خرجنا عن الموضوع تماما، فتدخل المشرف الكريم و رفع لي البطاقة الحمراء مانحا إياي فرصة أخيرة في قراءة إجابة الزميل المحترم عياض دون أن أكون مطالبا بالرد عليها، وقد فعلت.
لكني وجدت نفسي مقصرا في الرد على الأسئلة و التساؤلات التي وردتني بعد ذلك، فكان لزاما علي العودة من جديد و لكن بعد توضيح لابد منه.
أولا ظن بعض المحاورين أن كلمة لا ديني تعني الإلحاد فوصفوني بالملحد و أنا لست كذلك فقد كررت مرارا أني أومن بالله أكثر مما أومن بنفسي لسبب بسيط أيضا هو أنه علة وجودي و به أحيا و أنه نورالسموات و الأرض لذلك فقد استغنيت عن كلمة لا ديني في التعريف بنفسي منعا للإلتباس.
اعتقد أن نقطة الخلاف في الحوار بيننا أن المحاورين كانوا يؤمنون بالنقل حتى و إن خالف العقل، الأمر الذي أرفضه تماما، فالعقل هو أساس التكليف و الأمانة. يجدر التنويه هنا إلى أن الإسلام يتفرد بين جميع الديانات الأخرى بمطالبته الناس بإعمال العقل دليلا على الإيمان بالله و وحدانيته:
"إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار و ما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها و تصريف الرياح و السحاب المسخر بين السماء و الأرض لآيات لقوم بعقلون" الزمر-5
"....كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون"الروم – 28
"...وينزل من السماء ماء فيحي به الأرض بعد موتها إن قي ذلك لآيات لقوم يعقلون" الروم-24
" .......قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون" العنكبوت 63
" ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون" العنكبوت-35
"أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا" الفرقان-44
"و سخر لكم ما في السموات و ما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"الجاثية-13
وغير ذلك كثير من الآيات التي تطلب إعمال العقل و التفكير
ثم يأتي من يلغي دور العقل ثاني عطفه لتراث إسلامي عريق في البحث و العلم و التجريب في العلوم الطبيعية و لاجتهاد لم يسبق له مثيل في الفقه و االشربعة
قد أعذر هؤلاء إذا لم يكونوا مسلمين و أعزوه إلى جهلهم بالإسلام، أما المسلمين فلا
ثم إني أريد التوضيح بأني لا أقصد الإساءة إلى أحد أولا و أخيرا، فالموضوع تبادل آراء و أفكار و وجهات نظر، و لا يمكن لأحد أن يفرض رأيه على الآخر في مثل هذه الأمور إلا بالإقناع "و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أ فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"يونس-99
سأبدأ الكتابة على شكل فقرات كل منها تختص بموضوع، حتى إذا انتهى الحوارحوله انتقلنا إلى موضوع آخر حتى لايتشتت النقاش و تكتمل الفائدة.
أخيرا أرجو أن تعذروني إذا تأخرت في الكتابة أو الإجابة، فوقتي ليس ملكي دائما، و الله ولي التوفيق

اخت مسلمة
10-17-2009, 05:39 PM
اهلا بك يامغيرة
نرحب جميعا بحوارك الطيب


أني أومن بالله أكثر مما أومن بنفسي لسبب بسيط أيضا هو أنه علة وجودي و به أحيا و أنه نورالسموات و الأرض لذلك فقد استغنيت عن كلمة لا ديني في التعريف بنفسي منعا للإلتباس.

اذا لم تنكر على الله بصفات كماله هذه أن يكون من العدل والحكمة بحيث يرسل للانسان منهجا قويما يعلمه فيه ماذا يريد منه الخالق وماسبب وجوده في هذه الدنيا وماثواب من آمن وماعقاب من كفر , وماهي كيفية الاتصال بالخالق الذي لاغنى عن الاتصال به لأي انسان او مخلوق في هذا الكون ؟؟؟

هذه أهم نقطة أرجو ان تبني حوارك بداية عليها زميلي الفاضل , فضلا لا أمرا لنرى ماصحة الاديان ومافوائدها وماضرر انكارها والى ماذا سيوصل هذا الانكار !



تحياتي للموحدين

عبد الغفور
10-17-2009, 10:07 PM
أرجو من الاخوة الكرام ترك الحوار ثنائي بين اخت مسلمة والزميل المغيرة حتى لايتشتت الحوار ولكي تتحقق الفائدة ، وجزاكم الله خيرا :emrose:

المغيرة
10-18-2009, 10:17 AM
اهلا بك يامغيرة
نرحب جميعا بحوارك الطيب



اذا لم تنكر على الله بصفات كماله هذه أن يكون من العدل والحكمة بحيث يرسل للانسان منهجا قويما يعلمه فيه ماذا يريد منه الخالق وماسبب وجوده في هذه الدنيا وماثواب من آمن وماعقاب من كفر , وماهي كيفية الاتصال بالخالق الذي لاغنى عن الاتصال به لأي انسان او مخلوق في هذا الكون ؟؟؟

هذه أهم نقطة أرجو ان تبني حوارك بداية عليها زميلي الفاضل , فضلا لا أمرا لنرى ماصحة الاديان ومافوائدها وماضرر انكارها والى ماذا سيوصل هذا الانكار !



تحياتي للموحدين

الأخت الكريمة مسلمة:

أشكرك أولا و جميع الزملاء على ترحيبكم الحار و متابعتكم المخلصة.
لا شك أن الإيمان العميق بالله و فضله و حكمته تقتضي البحث عن رابط بينه و بين خلقه جميعا و ليس الإنسان فحسب. هناك بعض المذاهب الفكرية التي تدعي أن الله خلق العالم كما هو الآن و وضع له قوانينه ثم لم يتدخل به بعد ذلك و يعبرون عن ذلك اختصارا بعنوان "صانع الساعات الأعمى-Blind Watchmaker". هذا المنطق لايستقيم، لأن الحوادث تجري في العالم في كل أدق جزء من الثانية بتصاعد و تطور ذكي منتقلة من حالة إلى أخرى أكثر تطورا وفاعلية و كمالا، إنها كما يقول الفيلسوف هنري برغسون -الذي لا اتفق معه إلا في هذا الرأي فقط- إنها تسعى نحو الكمال المطلق الذي هو الله. انظري إلى الآية التالية من سورة الرحمن مثلا "كل يوم هو في شأن"، طبعا إذا فهمنا أن اليوم الإلهي يختلف تماما عن اليوم الأرضي أو لنقل أنه يعبر عن مرحلة معينة من مراحل الخلق نجد أن فكرة الخلق و الإبداع المستمر قد جاءت في القرآن أيضا.
إذا لا بد من هذه الصلة المستمرة بين الخالق والمخلوق كائنا حيا كان أم جمادا "و النجم و الشجر يسجدان"، "و لكن لاتفقهون تسبيحهم"..... هنا يبدأ الخلاف واضحا بيني و بين المدارس الدينية المتزمتة التي تقوم على ركام من الأوراق الصفر أكل الدهر عليها و شرب، هي تعتمد النقل كما هو و تلغي العقل عندما يعارض النقل، أما أنا فاعتبر العقل رسولا بين الإنسان تحديدا وخالقه، فالإنسان قد كرمه الله من بين جميع الخلائق بنعمة العقل و أظنه الأمانة التي أبت بقية الخلائق حملها و حملها الإنسان، فهل يحق لنا الغاؤه؟
تحياتي

مواطن
10-18-2009, 10:32 AM
أرجو من الاخوة الكرام ترك الحوار ثنائي بين اخت مسلمة والزميل المغيرة حتى لايتشتت الحوار ولكي تتحقق الفائدة ، وجزاكم الله خيرا :emrose:

مرحبا

ارجوا ان تسمحوا لي بهذه الملاحظة

من الافضل ان تلقى فكرة الحوار الثنائي لاي موضوع ,,, و ان يكون المجال مفتوح للجميع ,, لعل يأتيك احد ممن لديه معلومات غاية في الاهمية





وشكرا

مواطن
10-18-2009, 11:15 AM
الأخت الكريمة مسلمة:

أشكرك أولا و جميع الزملاء على ترحيبكم الحار و متابعتكم المخلصة.
لا شك أن الإيمان العميق بالله و فضله و حكمته تقتضي البحث عن رابط بينه و بين خلقه جميعا و ليس الإنسان فحسب. هناك بعض المذاهب الفكرية التي تدعي أن الله خلق العالم كما هو الآن و وضع له قوانينه ثم لم يتدخل به بعد ذلك و يعبرون عن ذلك اختصارا بعنوان "صانع الساعات الأعمى-blind watchmaker". هذا المنطق لايستقيم، لأن الحوادث تجري في العالم في كل أدق جزء من الثانية بتصاعد و تطور ذكي منتقلة من حالة إلى أخرى أكثر تطورا وفاعلية و كمالا، إنها كما يقول الفيلسوف هنري برغسون -الذي لا اتفق معه إلا في هذا الرأي فقط- إنها تسعى نحو الكمال المطلق الذي هو الله. انظري إلى الآية التالية من سورة الرحمن مثلا "كل يوم هو في شأن"، طبعا إذا فهمنا أن اليوم الإلهي يختلف تماما عن اليوم الأرضي أو لنقل أنه يعبر عن مرحلة معينة من مراحل الخلق نجد أن فكرة الخلق و الإبداع المستمر قد جاءت في القرآن أيضا.
إذا لا بد من هذه الصلة المستمرة بين الخالق والمخلوق كائنا حيا كان أم جمادا "و النجم و الشجر يسجدان"، "و لكن لاتفقهون تسبيحهم"..... هنا يبدأ الخلاف واضحا بيني و بين المدارس الدينية المتزمتة التي تقوم على ركام من الأوراق الصفر أكل الدهر عليها و شرب، هي تعتمد النقل كما هو و تلغي العقل عندما يعارض النقل، أما أنا فاعتبر العقل رسولا بين الإنسان تحديدا وخالقه، فالإنسان قد كرمه الله من بين جميع الخلائق بنعمة العقل و أظنه الأمانة التي أبت بقية الخلائق حملها و حملها الإنسان، فهل يحق لنا الغاؤه؟
تحياتي


عفوا زميلي الفاضل
هل تقصد بان المدارس الدينية تعارض الفضول والبحث عن المعرفة والاستكشاف وما الى ذلك ؟

اخت مسلمة
10-18-2009, 08:44 PM
الزميل المغيرة تحية طيبة

بداية لديك رؤية طيبة واعتقاد يصل الى مرحلة معينة تسهل التواصل بينك وبين محاوريك وهذه بداية موفقة للحوار الذي نتمنى أن يكون غنيا بالحق مغنيا عن سواه .


لا شك أن الإيمان العميق بالله و فضله و حكمته تقتضي البحث عن رابط بينه و بين خلقه جميعا و ليس الإنسان فحسب

نعم ,, مؤكد والا قدحنا في صفة الحكمة


هناك بعض المذاهب الفكرية التي تدعي أن الله خلق العالم كما هو الآن و وضع له قوانينه ثم لم يتدخل به بعد ذلك و يعبرون عن ذلك اختصارا بعنوان "صانع الساعات الأعمى-blind watchmaker".

تفكير سقيم طبعا


الحوادث تجري في العالم في كل أدق جزء من الثانية بتصاعد و تطور ذكي منتقلة من حالة إلى أخرى أكثر تطورا وفاعلية و كمالا، إنها كما يقول الفيلسوف هنري برغسون -الذي لا اتفق معه إلا في هذا الرأي فقط- إنها تسعى نحو الكمال المطلق الذي هو الله. انظري إلى الآية التالية من سورة الرحمن مثلا "كل يوم هو في شأن"، طبعا إذا فهمنا أن اليوم الإلهي يختلف تماما عن اليوم الأرضي أو لنقل أنه يعبر عن مرحلة معينة من مراحل الخلق نجد أن فكرة الخلق و الإبداع المستمر قد جاءت في القرآن أيضا.

تماما


إذا لا بد من هذه الصلة المستمرة بين الخالق والمخلوق كائنا حيا كان أم جمادا "و النجم و الشجر يسجدان"، "و لكن لاتفقهون تسبيحهم".

اتفاقنا هنا مئة بالمئة طبعا


هنا يبدأ الخلاف واضحا بيني و بين المدارس الدينية المتزمتة التي تقوم على ركام من الأوراق الصفر أكل الدهر عليها و شرب،

ليتك ذكرت هنا بالتحديد ماتقصده ب((المدارس الدينية المتزمتة)) و (( الأوراق الصفر التي اكل عليها الدهر وشرب ))


هي تعتمد النقل كما هو و تلغي العقل عندما يعارض النقل، أما أنا فاعتبر العقل رسولا بين الإنسان تحديدا وخالقه، فالإنسان قد كرمه الله من بين جميع الخلائق بنعمة العقل و أظنه الأمانة التي أبت بقية الخلائق حملها و حملها الإنسان، فهل يحق لنا الغاؤه؟

هنا زبدة الموضوع , والاشكالية التي يقع فيها الكثير من الناس , وهي والله ماهي باشكالية أبدا الا على من ينظر الى الموضوع من زاوية ضيقة محدودة ضيق فيها على نفسه ولم يحاول الخروج منها لمعرفة الحق ,, سأحاول أن افصل في هذا باختصار زميلي الفاضل
بداية ازالة هذه الاشكالية لمن عنده , يجب ان تكون دوما بمعرفة مقام العقل العالي والفريد في الاسلام , وهو من اهم مايميز الشريعه الاسلامية عن غيرها من الشرائع ,فالعقل فى الإسلام هو مناط التكليف بكل فرائض وأحكام الإسلام.. أى شرط التدين بدين الإسلام.
حتى النقل في الاسلام وخاصة معجزة الاسلام القرآنية ماهي الا معجزة عقلية ارتضت العقل حكمًا فى فهمها وفى التصديق بها ،وعلى حين كانت معجزات الرسالات السابقة معجزات مادية ، تدهش العقول ، فتشلها عن التفكير والتعقل ، جاءت معجزة الإسلام - القرآن الكريم - معجزة عقلية ، تستنفر العقل كى يتعقل ويتفكر ويتدبر ، وتحتكم إليه باعتباره القاضى فى تفسير آياتها.. فكان النقل الإسلامى سبيلاً لتنمية العقلانية الإسلامية.. وكان هذا التطور فى طبيعة المعجزة متناسبًا ومتسقًا مع مرحلة النضج التى بلغتها الإنسانية ، ومع ختم السماء سلسلة الرسالات والوحى إلى الأنبياء والرسل وأمم الرسالات..
كذلك جعل الاسلام العقل هو سبيل الايمان بالله ووحدانيته وصفاته لأن الإيمان بالله سابق على التصديق بالرسول وبالكتاب الذى جاء به الرسول ، لأنه شرط لهما ، ومقدم عليهما ، فالتصديق بالكتاب - النقل - متوقف على صدق الرسول الذى أتى به ، والتصديق بالرسول متوقف على وجود الإله الذى أرسل هذا الرسول وأوحى إليه.. والعقل هو سبيل الإيمان بوجود الله - سبحانه وتعالى - وذلك عن طريق تأمل وتدبر بديع نظام وانتظام المصنوعات الشاهدة على وجود الصانع المبدع لنظام وانتظام هذه المصنوعات.. فالعقل - فى الإسلام - هو أداة الإيمان بجوهر الدين - الألوهية - وبعبارة الإمام محمد عبده: ".. فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلى ، والنظر عنده هو وسيلة الإيمان الصحيح ، فقد أقامك منه على سبيل الحُجة ، وقاضاك إلى العقل ، ومن قاضاك إلى حاكم فقد أذعن إلى سلطته.. "
والنقل ايها الزميل الكريم في الاسلام لم يكن أبدًا مقابلاً للعقل ، لأن المقابل للعقل هو الجنون ، وليس النقل.. ولأن النقل الإسلامى - القرآن الكريم - هو مصدر العقلانية المؤمنة ، والباعث عليها ، والداعى لاستخدام العقل والتفكر والتدبر فى آيات الله المنظورة والمسطورة جميعًا فالنقل الإسلامى - أى الشرع الإلهى - هو الداعى للتعقل والتدبر والتفقه والتعلّم.. والعقل الإنسانى هو أداة فقه الشرع ، وشرط ومناط التدين بهذا الشرع الإلهى.. ولذلك لا أثر للشرع بدون العقل ، كما أنه لا غنى للعقل عن الشرع ، وخاصة فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أمور الغيب وأحكام الدين , ألا ترى معي أن هذا منطقي جدا ؟؟
العقل ، مهما بلغ من العظمة والتألق فى الحكمة والإبداع ، هو ملكة من ملكات الإنسان ، وكل ملكات الإنسان - بالخبرة التاريخية والمعاصرة - هى نسبة الإدراك والقدرات ، تجهل اليوم ما تعلمه غدًا ، وما يقصر عنه عقل الواحد يبلغه عقل الآخر.. وإذا كانت ميادين عالم الشهادة - النفس والكون..
أى الدنيا.. مفتوحة على مصاريعها أمام العقل وأمام التجربة - بالنسبة للإنسان - فإن هناك ميادين - وخاصة فى معارف عالم الغيب - سبيل معرفتها النقل - أى الوحى - والوجدان - القلب والإلهام - فالهدايات التى يهتدى بها الإنسان هى " العقل " و " النقل " و " التجربة " و " الوجدان ".. وليست العقل وحده دون سواه.. وبتنوع الهدايات وسبل المعرفة الإنسانية ، مع تنوع مصادر المعرفة الإنسانية - الوحى وآيات الله المسطورة ، مع الكون وآيات الله المنظورة - تتكامل وتتوازن المعرفة الإنسانية - وهذه هى نظرية المعرفة الإسلامية - بينما يختل توازن هذه المعرفة إذا هى وقفت - فى المصادر - عند الكون وعالم الشهادة وحده - وفى الوسائل وإدراك المعرفة عند العقل وحده ، أو العقل والتجربة وحدهما ، دون النقل والوجدان !
في مسيرتنا الحياتية اذن لدينا هدايات أربع ,,, العقل ، والنقل ، والتجربة ، والوجدان نقص احداها ينقص الادراك وينقص المعرفة ويحدث خلل في الاتصال والفهم هذا لاجدال فيه , انظر لرؤية الشيخ محمد عبده في هذه الجزئية ::
(( فالعقل هو ينبوع اليقين فى الإيمان بالله ، وعلمه وقدرته ، والتصديق بالرسالة.. أما النقل ، فهو الينبوع فيما بعد ذلك من علم الغيب ، كأحوال الآخرة والعبادات.. والقرآن - وهو المعجز الخارق - دعا الإسلامُ الناس إلى النظر فيه بعقولهم.. فهو معجزة عُرضت على العقل ، وعرفته القاضى فيها ، وأطلقت له حق النظر فى أنحائها ، ونشر ما انطوى فى أثنائها.. وإذا قدّرنا عقل البشر قدره ، وجدنا غاية ما ينتهى إليه كماله إنما هو الوصول إلى معرفة عوارض بعض الكائنات التى تقع تحت الإدراك الإنسانى.. أما الوصول إلى كنه حقيقته فمما لا تبلغه قوته.. ومن أحوال الحياة الأخرى ما لا يمكن لعقل بشرى أن يصل إليه وحده.. لهذا كان العقل محتاجًا إلى مُعين يستعين به فى وسائل السعادة فى الدنيا والآخرة.))
اعلم يازميلي جيدا أن الإسلام لا يعرف - على الإطلاق - هذه الثنائية المتناقضة بين العقل والنقل.. وصريح المعقول لا يمكن أن يتعارض مع صحيح المنقول , فالباب مفتوح على مصراعيه أمام العقل فى سائر ميادين عالم الشهادة. وهو سبيل الفقه والفهم والتكليف فى الشرع والدين.. لكن لابد من مؤازرة الشرع والنقل للعقل فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أخبار عالم الغيب والحكم والعلل من وراء بعض أحكام العبادات فى الدين.. وما قد يبدو من تعارض - عند البعض - أحيانًا بين العقل والنقل ، فهو تعارض بين العقل وبين " ظاهر " النقل وليس حقيقة معنى النقل أو مرجعه إلى تخلف " صحة " النقل.. أو تخلف " صراحة " العقل.. أو وجود ما يعلو على الفهم ، لا ما يتعارض مع العقل.
وما الحديث يازميلي الكريم عن التعارض بينهما إلا أثر من آثار الغلو فى أحدهما ، تفريطًا أو إفراطًا , فحين يعلم الانسان قصور عقله جيدا عن ادراك كل ماحوله واحتياجه الى فتح أبواب من المعرفة على عالم الشهادة في أمور عديدة كثيرة لينير بها معرفته العقلية ويكشف عن ماحجب عن العقل وستر عنه في عالمنا المحسوس فهو من باب أولى أحوج مايكون وقاصر قصورا لا أمل في تطويره وازالته عن معرفة مافي عالم الغيب , فلزم العقل هنا معرفة أخرى كاملة شاملة مطلقة تعطيه قليلا من نور النقل عن الله تعالى لينير به مايحتاجه هذا العقل البشري للسير في الطريق الصحيح نحو الخالق الذي يعلم ماخلق وهو اللطيف الخبير , فكان تقديره هبة العقل والنقل معا للرقي بالفكر والتصور الانساني في الاسلام بدرجة لم ولن ينالها الا من استقى من هذين المصدرين بالتوازن الذي ذكرته لك سابقا , ارجو ان تكون الرؤية انجلت قليلا زميلي الكريم .

تحياتي للموحدين

المغيرة
10-18-2009, 11:01 PM
سأترك مااتفقنا عليه و أبدأ فورا من حيث لم نتفق:


ليتك ذكرت هنا بالتحديد ماتقصده ب (المدارس الدينية المتزمتة) و ( الأوراق الصفر التي اكل عليها الدهر وشرب)
سؤال وجيه حقا، لقد تقصدت استعمال هاتين التسميتين حتى لا أسيء إلى أحد و حتى لا أحتسب على أحد و الأهم من ذلك حتى نناقش الفكرة كما هي بعيدا عن الأسماء و المذاهب و الاتجاهات، فلنبدأ من الجذور:
مصادر الإسلام هي كتاب الله وسنة رسوله، كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه و لامن خلفه، لكنه و كما قال الصحابي الجليل علي بن أبي طالب عندما أرسل أبا موسى الأشعري ليقيم الحجة على الخوارج: "إذا حاجوك بالقرآن فلا تحاجهم فإن القرآن "حمال أوجه" و هنا يقع الإشكال حقا الذي يمكن تلخيصه فيما يلي:
- القرآن و -غيره من الكتب السماوية- يستعمل الرمز في كثير من المواضيع "حسب اعتقادي طبعا" خذي على سبيل المثال قصة موسى و الرجل الصالح الذي اشترط على موسى أن لايسأله عما لم يحط به علما، ثم أخذ يقوم بأعمال لم يستطع موسى بالرغم من كونه نبيا السكوت عليها فقد نقب السفينة ليغرق أهلها و قتل طفلا من دون ذنب افتراه هذا الطفل، ثم أقام جدارا كاد أن ينهار لقوم ظالمين و هكذا ...لو فهمنا ظاهر النص من هذه القصة (كما يفعل جمهرة المفسرين مع شديد الأسف) لكان فهمنا طفوليا طحلا و لأسأنا دون أن نشعر إلى المعنى العميق الذي ينطوي على خطة الله في خلقه و التي و إن كدنا لانفهم غايتها و مضمونها فإنها ستكون في النهاية خيرا ينسجم مع جلالة الله و عظمته. استطيع إيراد الكثير من الأمثلة على هذا المنوال لكني سأختصر. ما يهمني أن تصل الفكرة و هي أننا لو استعملنا النقل هنا لكنا لا نتدبر القرآن "أفلا يتدبرون القرآن"؟؟؟ و لكنا كالببغاء نتنغم بجمال الجرس الموسيقي للآيات دون أن نستعمل العقل لفهمها.
- موضوع الناسخ و المنسوخ، و هو علم فقهي قائم بحد ذاته. لقد صعقت مرة عندما قرأت أن آية السيف التي تدعو إلى قتل المشركين حيثما وجدوا و أن يقعد المسلمون لهم في كل مرصد أن هذه الآ ية قد نسخت ا لعديد من الآيات الرائعة التي تدعو إلى المحبة و التسامح و حرية العقيدة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" – " و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ....أرجو أن لاتحيليني هنا إلى روابط تتحدث عن الناسخ و المنسوخ و الحكمة منهما، فقد قرأت منها الكثير حتى شاب شعر رأسي ولم أتوصل إلى قناعة أو منطق يجيز ذلك، بل الأدهى و الأمر أن من أنواع النسخ ماهو نسخ لآيات كريمة بالحديث الشريف "موضوع وصية الوارث مثلا" فكيف ينسخ البشر كائنا من كانوا كلام الله؟؟ هل يعقل هذا؟
- موضوع الحدود و طريقة إقامتها مثلا قطع يد السارق و مقدار السرقة الموجب لإقامة هذا الحد هو بيضة في حده الأدني (طبعا مبلغ إقامة الحد موضوع اختلاف، لكن هذا لايغير من الأمر شيئا) ، أنا لاأناقش الآن عدالة هذا القصاص فهو وارد بالنص القرآني الصريح، لكني أحب أن ألفت نظر الزملاء الكرام إلى أن عمر بن الخطاب قد تجرأ و تجاوز هذ الحد في عام الرمادة عندما لم يستطع أن يكفي الناس، و الآن و بعد مايزيد على 1400 عام لم نجد من يتجرأ على إعمال العقل واقتحام النص بهذه الطريقة

سأتوقف قليلا لأفسح لك أختي الكريمة مجالا للرد براحتك ثم نتابع بعد ذلك إن شاء الله
اعتقد أن اجابتي قد وضحت أيضا ما سأل عنه الزميل الكريم مواطن، و أنا أفضل فعلا أن يكون الحوار ثنائيا مع اعتذاري منه

تحياتي

اخت مسلمة
10-19-2009, 01:47 AM
اهلا بك يامغيرة


سؤال وجيه حقا، لقد تقصدت استعمال هاتين التسميتين حتى لا أسيء إلى أحد و حتى لا أحتسب على أحد و الأهم من ذلك حتى نناقش الفكرة كما هي بعيدا عن الأسماء و المذاهب و الاتجاهات

حسنا ولكنك لم تجب تحديدا على السؤال !
ماذكرته بعده نقط خلاف متفرعة من اصول , فماذا قصدت بالجملتين تحديدا ؟؟



مصادر الإسلام هي كتاب الله وسنة رسوله، كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه و لامن خلفه، لكنه و كما قال الصحابي الجليل علي بن أبي طالب عندما أرسل أبا موسى الأشعري ليقيم الحجة على الخوارج: "إذا حاجوك بالقرآن فلا تحاجهم فإن القرآن "حمال أوجه" و هنا يقع الإشكال حقا

ليست اشكالا أبدا زميلي الفاضل هكذا طبيعة كتاب الله ، تحتمل التوجيهات العديدة لذلك قال الإمام علي كرّم الله وجهه : " القرآن ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه " خذ مثالا على ذلك ::
يخاطب الله سبحانه وتعالى الناس يوم القيامة يقول " أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ " العلماء وقفوا عند هذه الآية .. تأملوها .. قال بعضهم النذير : هو القرآن الكريم , وقال بعضهم الآخر .. النذير هو الرسول وقال بعضهم الآخر .. النذير هم العلماء من بعد الرسول .. والدعاة المخلصون الصادقون .. وقال بعضهم .. النذير هو سن الأربعين , وقال بعضهم .. النذير .. موت الأقارب .. كان جاراً لك .. كان صديقاً لك .. كان قريباً لك .. كان معك في العمل وقال بعضهم الشيب من النذير .. " عبدي شاب شعرك ، وضعف بصرك ، وأنحنى ظهرك ، فاستحي مني فأنا أستحي منك ؛ وقد تصح كل هذه المعاني مجتمعه ,, هكذا هي حمال أوجه وهذا من اعجاز القرآن يازميلي !



القرآن و -غيره من الكتب السماوية- يستعمل الرمز في كثير من المواضيع "حسب اعتقادي طبعا" خذي على سبيل المثال قصة موسى و الرجل الصالح الذي اشترط على موسى أن لايسأله عما لم يحط به علما، ثم أخذ يقوم بأعمال لم يستطع موسى بالرغم من كونه نبيا السكوت عليها فقد نقب السفينة ليغرق أهلها و قتل طفلا من دون ذنب افتراه هذا الطفل، ثم أقام جدارا كاد أن ينهار لقوم ظالمين و هكذا ...لو فهمنا ظاهر النص من هذه القصة (كما يفعل جمهرة المفسرين مع شديد الأسف) لكان فهمنا طفوليا طحلا و لأسأنا دون أن نشعر إلى المعنى العميق الذي ينطوي على خطة الله في خلقه و التي و إن كدنا لانفهم غايتها و مضمونها فإنها ستكون في النهاية خيرا ينسجم مع جلالة الله و عظمته. استطيع إيراد الكثير من الأمثلة على هذا المنوال لكني سأختصر. ما يهمني أن تصل الفكرة و هي أننا لو استعملنا النقل هنا لكنا لا نتدبر القرآن "أفلا يتدبرون القرآن"؟؟؟ و لكنا كالببغاء نتنغم بجمال الجرس الموسيقي للآيات دون أن نستعمل العقل لفهمها.

دعني اؤصل لك شيئا بالنسبة لهذا الطرح بداية ,,
لا يستطيع أحد أن ينفرد أو أن يستقل بفهم القرآن، ولو كان أعرب العرب، وأفهمهم، وألسنهم، وأكثرهم بيانا، ومن يكون أعرب وأفهم للغة العربية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، الذين انزل القرآن بلغتهم؟ ومع ذلك فقد أشكلت عليهم بعض الآيات فتوجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عنها.
من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " والإمام أحمد في " مسنده " عن عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا على أصحابه قوله تبارك وتعالى { والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وأولئك هم المهتدون } شقت هذه الآية على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! وآينا لم يظلم؟
وآينا لم يظلم: يعنون بذلك، أنهم فهموا الظلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أي ظلم كان سواء كان ظلم العبد لنفسه، أوكأن ظلم العبد لصاحبه، أو لأهله أو نحو ذلك، فبين لهم صلى الله عليه وسلم أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم، وأن الظلم هنا: إنما هو الظلم الأكبر، وهو الإشراك بالله عز وجل. وذكرهم بقول العبد الصالح لقمان (إذ قال لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ).
اذا لم يزل الإشكال عنهم إلا ببيان من النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا مصداقا وائتمارا بقوله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبتن للناس ما نزل إليهم) لا مجال لأحد أن يستقل بفهم القرآن دون الإستعانة بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام , فمافسرته السنة وضح وجلي أمره أما إذا لم نجد في السنة ما يفسر القرآن، نعود بعد ذلك إلى تفسير سلفنا الصالح، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي مقدمتهم: عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه، لقدم صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة، ولعنايته بسؤاله عن القرآن، وفهمه وتفسيره من جهة أخرى، ثم: عبدا لله بن عباس رضي الله عنه، فقد قال ابن مسعود فيه " إنه ترجمان القرآن " وهذه شهادة من ابن مسعود لابن عباس، بأنه: ترجمان القرآن.
على هذا إذا لم نجد بياناً في السنة للكتاب، نزلنا درجة إلى الأصحاب، وأولهم ابن مسعود، وثانيهم ابن عباس، ثم من بعدهم أي صحابي ثبت عنه تفسيرآية، ولم يكن هناك خلاف بين الصحابة، نتلقى حين ذلك التفسير بالرضى والتسليم والقبول، وإن لم يوجد وجب علينا أن نأخذ عن التابعين الذين عنوا بتلقي التفسير من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، كسعيد بن جبير، وطاووس، ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير القرآن عن بعض أصحاب الرسول عليه السلام، وبخاصة ابن عباس كما ذكرنا., ومابقي مبهما وغير واضح المعنى اعطي فيه اللواء للعلماء عبر الأزمان لمحاولة استنباط العنى المراد من الآيات وهذا أمر ايضا تميز وتفرد فيه كتاب الله تعالى من حيث مخاطبته وتشجيعه للاستنباط العقلي ومحاولة الفهم والادراك لمعنى آية أو قصة وردت في القرآن ,, لكن نستطيع ان نجزم ان ذلك يكون بفتح من الله مناسب للحال والزمن وييسره الله تعالى على قلب وعقل ولسان وقلم احد العلماء المخلصين , الذين تتوفر فيهم شروط لازمة لمعرفة لهذه المحاولة الشريفه التي تتعامل مع اطهر واجل علم الا وهو علم التفسير القرآني ,, ويتجلى لنا انه من غير تفسير النبي محمد عليه الصلاة والسلام لما ورد في احاديثه من بعض التفاسير لايمكن لأحد أن يجزم قطعا بالمراد الحقيقي لله تعالى من هذه الآية أو تلك ,,, كما قلت لك معجزة القرآن عظيمة واسراره كثيرة ولاتنتهي الا بانتهاء الزمان لذلك كان القرآن هو معجزة آخر الرسالات السماوية التي علم الله تعالى بعلمه المطلق المحيط التطورات الانسانية وراعى ذلك جل وعلا في كتاب الرسالة الخاتمة .



موضوع الناسخ و المنسوخ، و هو علم فقهي قائم بحد ذاته. لقد صعقت مرة عندما قرأت أن آية السيف التي تدعو إلى قتل المشركين حيثما وجدوا و أن يقعد المسلمون لهم في كل مرصد أن هذه الآ ية قد نسخت ا لعديد من الآيات الرائعة التي تدعو إلى المحبة و التسامح و حرية العقيدة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" – " و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ....أرجو أن لاتحيليني هنا إلى روابط تتحدث عن الناسخ و المنسوخ و الحكمة منهما، فقد قرأت منها الكثير حتى شاب شعر رأسي ولم أتوصل إلى قناعة أو منطق يجيز ذلك، بل الأدهى و الأمر أن من أنواع النسخ ماهو نسخ لآيات كريمة بالحديث الشريف "موضوع وصية الوارث مثلا" فكيف ينسخ البشر كائنا من كانوا كلام الله؟؟ هل يعقل هذا؟

لن أحيلك الى روابط ليبقى الحديث هنا اخذا وعطاء ,دعنا نبدأ أولا بما صعقت منه ألا وهو نسخ آيات التسامح كما تقول بآية السيف وهي القتل العشوائي اللامبرر كما يرد في شبهات النصارى لأن هذه الشبهة أصلا نصرانية الصنع ليظهروا والههم المدعى قد صلب أو ابنه لايهم
بالمحبة للجميع , ولا أدري من يعط المحبة وقد سمح بتفريغ حقد العالم كله في ابنه كما يزعمون تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا !!
بداية النسخ لا يُعرف الا من الرسول صلى الله علية وسلم او من اصحابة فقط ولا يُعرف النسخ من اى مُفسر مهما بلغ علمه لان النسخ ليس محل اجتهاد , فاذا كان النسخ من رسول الله فلا يكفينا سوى التأكد من سند الحديث أن يصح سنده عن الصحابي , ألا يكون قاله باجتهاد منه، ظنًا منه أن الآية معارضة للآية الأخرى , ألا تكون كلمة النسخ جارية على مفهوم المتقدمين وهو ما يشمل: تخصيص العام، وتقيد المطلق , وتفصيل المجمل، والاستثناء والغاية وغيرها .
الآية المعنية هي قوله تعالى :(فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم ) قال بعضهم إنها نسخت أكثر من مائة آية، ومنها جميع الآيات الآمرة بالصبر وبالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، بل وحتى قوله: “أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ” !!!
وازادوا أيضا في غيهم فقالوا إنها بعد أن نسخت كل هذا القدر من القرآن نسخ آخرها أولها، وهذا قول باطل، وقد وصف ابن الجوزي في كتابه “نواسخ القرآن” القائلين به بأنهم لا فهم لهم من ناقلي القرآن، إنما نسخت آية السيف حكماً واحداً هو إتمام العهد لمن عاهدوه من المشركين بالكف عن قتالهم، فنسخت ذلك، وكانت هذه الآية إعلاناً لهم بإلغاء عهدهم، وأنه لا يقبل منهم بعد ذلك إلا الإسلام، وهذا خاص بمشركي جزيرة العرب، أما أهل الكتاب فتقبل منهم الجزية إذا أبوا الدخول في الإسلام، فإن أبوا فإنهم يقاتلون.
والأصل في التعامل مع كافة المشركين قوله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” فمن قاتلنا منهم قاتلناه، ومن سالمنا سالمناه، ولا يجوز العدوان بقتال من لا يقاتل، وهذه آية محكمة لا تقبل النسخ ,, فهل خرجت من هذه ؟؟

فكيف ينسخ البشر كائنا من كانوا كلام الله؟؟ هل يعقل هذا؟

أما هذه الجزئية فحلها يازميلي الفاضل واضح وبسيط سيزول حين تعرف مكانة السنة حقا في ديننا , فالسنة من حيث ورودها هي بالمنزلة الثانية بالنسبة للقرآن الذي جاءنا متواتراً، ولكن من حيث العمل السنة كالقرآن، لا يجوز أن نفرق بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتفريق الذي يلاحظه بعض العلماء المتخصصين في علم الحديث هذا تفريق يتعلق بعلم الرواية، أما ما يتعلق بعلم الدراية والفقه والفهم للكتاب، فلا فرق بين كتاب الله وبين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سنة النبي عليه الصلاةوالسلام الصحيحة التي وصلتنا بتواتر قطعي الثبوت هي الوحي الثاني الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن حكمة الله تبارك وتعالى اقتضت أن يكون هناك وحي متلو متعبد بتلاوته ألا وهو: القرآن الكريم. ووحي ليس متلوا كالقرآن، ولكنه يجب حفظه، لأنه لا سبيل إلى فهم المبين ألا وهو القرآن إلا بالمبين، أو البيان الذي كلف به عليه الصلاة والسلام.
فهنا الحديث عن وحيين من مصدر واحد فما الأشكال في النسخ الثابت , الذي له أسبابه والحكمة منه ؟؟؟



موضوع الحدود و طريقة إقامتها مثلا قطع يد السارق و مقدار السرقة الموجب لإقامة هذا الحد هو بيضة في حده الأدني (طبعا مبلغ إقامة الحد موضوع اختلاف، لكن هذا لايغير من الأمر شيئا) ، أنا لاأناقش الآن عدالة هذا القصاص فهو وارد بالنص القرآني الصريح، لكني أحب أن ألفت نظر الزملاء الكرام إلى أن عمر بن الخطاب قد تجرأ و تجاوز هذ الحد في عام الرمادة عندما لم يستطع أن يكفي الناس، و الآن و بعد مايزيد على 1400 عام لم نجد من يتجرأ على إعمال العقل واقتحام النص بهذه الطريقة

أنت تفهم هنا أنه يجوز في الاجتهاد تعطيل حكم شرعي ثابت مثلا ؟؟ ودعوة الى احكام العقل في ذلك استنانا بسيدنا عمر رضي الله عنه ؟؟
مافهمت من الرواية خطأ يازميلي فتنبه ,,,ماقام به سيدنا عمر من وقف حد السرقة في عام الرمادة ليس تعطيلاً لهذا الحد، فالذي يأكل ما يكون ملكاً لغيره بسبب شدة الجوع، وعجزه عن الحصول على الطعام يكون غير مختار، فلا يقصد السرقة ,,وقد أوقف رضي الله عنه إلزام الناس بالزكاة في عام الرمادة، ولما انتهت المجاعة وخصبت الأرض، جمع الزكاة عن عام الرمادة واعتبرها ديناً على القادرين !
أنت فهمتها تعطيل لحكم شرعي وقست عليه وهذا مغاير تماما لحقيقة الأمر العمري ان صح التعبير , ففي هذا التوقيت الذي ذكرت والذي كان من أعظم الابتلاءات في عهد عمر رضي الله عنه أصاب الناس في الجزيرة مجاعة شديدة وجدب وقحط، واشتد الجوع حتى جعلت الوحوش تأوي إلى الإنس، وحتى جعل الرجل يذبح الشاه فيعافها من قبحها، وماتت المواشي جوعاً، وسمي هذا العام عام الرمادة، واشتد القحط، وعزت اللقمة. وهرع الناس من أعماق البادية إلى المدينة يقيمون فيها أو قريباً منها، ويلتمسون لدى أمير المؤمنين حلاً، فكان الفاروق أكثر الناس إحساساً بهذا البلاء وتحملاً لتبعاته. فحلف عمر لا يذوق لحماً ولا سمناً حتى يحيى الناس! ولقد أجمع الرواة جميعاً: أن عمر كان صارماً في هذا الوفاء بهذا القسم، ومن ذلك أنه لما قدمت إلى السوق عكة سمن، ووطب من لبن، فاشتراها غلاماً لعمر بأربعين درهماً، ثم أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين! قد أبر الله يمينك، وعظم أجرك، وقدم السوق وطب من لبن، وعكة من سمن ابتعتهما بأربعين درهماً، فقال عمر: أغليت فتصدق بهما، فإني أكره أن آكل إسرافاً! ثم أردف قائلا: كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسني ما لم يمسهم؟! فهذه جملة واحدة من كلمات مضيئة، يوضح فيها الفاروق مبدأ من أروع المبادئ الكبرى التي يمكن أن تعرفها الإنسانية في فن الحكم "كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسسني ما مسهم .
أرأيت الآن الصورة بوضوح ؟؟؟
أرجو ذلك يازميلي الفاضل
أنتظر ردك بعد قراءة متأنية

تحياتي للموحدين

المغيرة
10-19-2009, 02:40 PM
الأخت الكريمة مسلمة:
تحية طيبة



اهلا بك يامغيرة



حسنا ولكنك لم تجب تحديدا على السؤال !
ماذكرته بعده نقط خلاف متفرعة من اصول , فماذا قصدت بالجملتين تحديدا ؟؟

لقد استعملت هذين التعبيرين كناية عن فكرة بعينها كما قلت و لم أقصد مدارس فقهية أو مراجع محددة. الفكرة أن نعمل العقل في النقل قبل اعتماده فالمدارس المقصودة هي التي لا تقوم بذلك بل تعتمد أوراقا قديمة أكل الدهر عليها و شرب (....) و تردد ما فيها (....) دون تمحيص. مشرف 1

ليست اشكالا أبدا زميلي الفاضل هكذا طبيعة كتاب الله ، تحتمل التوجيهات العديدة لذلك قال الإمام علي كرّم الله وجهه : " القرآن ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه " خذ مثالا على ذلك ::
يخاطب الله سبحانه وتعالى الناس يوم القيامة يقول " أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ " العلماء وقفوا عند هذه الآية .. تأملوها .. قال بعضهم النذير : هو القرآن الكريم , وقال بعضهم الآخر .. النذير هو الرسول وقال بعضهم الآخر .. النذير هم العلماء من بعد الرسول .. والدعاة المخلصون الصادقون .. وقال بعضهم .. النذير هو سن الأربعين , وقال بعضهم .. النذير .. موت الأقارب .. كان جاراً لك .. كان صديقاً لك .. كان قريباً لك .. كان معك في العمل وقال بعضهم الشيب من النذير .. " عبدي شاب شعرك ، وضعف بصرك ، وأنحنى ظهرك ، فاستحي مني فأنا أستحي منك ؛ وقد تصح كل هذه المعاني مجتمعه ,, هكذا هي حمال أوجه وهذا من اعجاز القرآن يازميلي !
هذا مثال رائع على إعمال العقل في فهم النص، بل إني أذهب إلى أبعد من ذلك لاقتطف بعضا من الآيات الكونية التي يمكن فهمها بأكثر من طريقة تبعا للعصر الذي نعيش فيه، انظري مثلا إلى الآية التالية: "يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا"
و لا أعتقد أن هناك تعبير أوضح من "يطلبه حثيثا" للدلالة على دوران الأرض حول محورها أمام الشمس
لقد وقفت طويلا أمام الآية الكريمة: " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة و أنتم لا تشعرون" و سألت نفسي إذا كان هناك ماهو أحسن في كتاب الله فلابد من وجود ماهو أسوأ، لكن آية أخرى تقول "أفلا يتدبرون القرآن و لوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" فهل يستقيم الأمر إذا أخذنا النص على ظاهره؟ كلا، و لكن إذا أخذنا بالتوضيح الذي جئت أنت به ندرك أهمية إعمال العقل في تحليل النص المقدس، فالأحسن و الأسوأ نسبي يعود إلى العصر الذي نعيش فيه و الفهم و المعرفة التي توصلنا إليها.


دعني اؤصل لك شيئا بالنسبة لهذا الطرح بداية ,,
لا يستطيع أحد أن ينفرد أو أن يستقل بفهم القرآن، ولو كان أعرب العرب، وأفهمهم، وألسنهم، وأكثرهم بيانا، ومن يكون أعرب وأفهم للغة العربية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، الذين انزل القرآن بلغتهم؟ ومع ذلك فقد أشكلت عليهم بعض الآيات فتوجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عنها.
من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " والإمام أحمد في " مسنده " عن عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا على أصحابه قوله تبارك وتعالى { والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وأولئك هم المهتدون } شقت هذه الآية على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! وآينا لم يظلم؟
وآينا لم يظلم: يعنون بذلك، أنهم فهموا الظلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أي ظلم كان سواء كان ظلم العبد لنفسه، أوكأن ظلم العبد لصاحبه، أو لأهله أو نحو ذلك، فبين لهم صلى الله عليه وسلم أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم، وأن الظلم هنا: إنما هو الظلم الأكبر، وهو الإشراك بالله عز وجل. وذكرهم بقول العبد الصالح لقمان (إذ قال لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ).
اذا لم يزل الإشكال عنهم إلا ببيان من النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا مصداقا وائتمارا بقوله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبتن للناس ما نزل إليهم) لا مجال لأحد أن يستقل بفهم القرآن دون الإستعانة بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام , فمافسرته السنة وضح وجلي أمره أما إذا لم نجد في السنة ما يفسر القرآن، نعود بعد ذلك إلى تفسير سلفنا الصالح، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي مقدمتهم: عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه، لقدم صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة، ولعنايته بسؤاله عن القرآن، وفهمه وتفسيره من جهة أخرى، ثم: عبدا لله بن عباس رضي الله عنه، فقد قال ابن مسعود فيه " إنه ترجمان القرآن " وهذه شهادة من ابن مسعود لابن عباس، بأنه: ترجمان القرآن.
على هذا إذا لم نجد بياناً في السنة للكتاب، نزلنا درجة إلى الأصحاب، وأولهم ابن مسعود، وثانيهم ابن عباس، ثم من بعدهم أي صحابي ثبت عنه تفسيرآية، ولم يكن هناك خلاف بين الصحابة، نتلقى حين ذلك التفسير بالرضى والتسليم والقبول، وإن لم يوجد وجب علينا أن نأخذ عن التابعين الذين عنوا بتلقي التفسير من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، كسعيد بن جبير، وطاووس، ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير القرآن عن بعض أصحاب الرسول عليه السلام، وبخاصة ابن عباس كما ذكرنا., ومابقي مبهما وغير واضح المعنى اعطي فيه اللواء للعلماء عبر الأزمان لمحاولة استنباط العنى المراد من الآيات وهذا أمر ايضا تميز وتفرد فيه كتاب الله تعالى من حيث مخاطبته وتشجيعه للاستنباط العقلي ومحاولة الفهم والادراك لمعنى آية أو قصة وردت في القرآن ,, لكن نستطيع ان نجزم ان ذلك يكون بفتح من الله مناسب للحال والزمن وييسره الله تعالى على قلب وعقل ولسان وقلم احد العلماء المخلصين , الذين تتوفر فيهم شروط لازمة لمعرفة لهذه المحاولة الشريفه التي تتعامل مع اطهر واجل علم الا وهو علم التفسير القرآني ,, ويتجلى لنا انه من غير تفسير النبي محمد عليه الصلاة والسلام لما ورد في احاديثه من بعض التفاسير لايمكن لأحد أن يجزم قطعا بالمراد الحقيقي لله تعالى من هذه الآية أو تلك ,,, كما قلت لك معجزة القرآن عظيمة واسراره كثيرة ولاتنتهي الا بانتهاء الزمان لذلك كان القرآن هو معجزة آخر الرسالات السماوية التي علم الله تعالى بعلمه المطلق المحيط التطورات الانسانية وراعى ذلك جل وعلا في كتاب الرسالة الخاتمة .

"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و مايذكر إلا أولو الألباب"
تأملي ما تحته سطر، فتأويله يحتمل وجهان، إذا كانت الواو التي بدأت بها الجملة استئنافية فقد انحصر التأويل بالله تعالى و إذا كانت عطفية فقد علم الله الراسخين في العلم من علمه. و انظري أيضا إلى " وما يذكر إلا أولو الألباب" أليست دعوة صريحة (و ليست أمرا) لاستخدام العقل، لأنها لو كانت أمرا لبطل التخيير (إما شاكرا و إما كفورا)


لن أحيلك الى روابط ليبقى الحديث هنا اخذا وعطاء ,دعنا نبدأ أولا بما صعقت منه ألا وهو نسخ آيات التسامح كما تقول بآية السيف وهي القتل العشوائي اللامبرر كما يرد في شبهات النصارى لأن هذه الشبهة أصلا نصرانية الصنع ليظهروا والههم المدعى قد صلب أو ابنه لايهم
بالمحبة للجميع , ولا أدري من يعط المحبة وقد سمح بتفريغ حقد العالم كله في ابنه كما يزعمون تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا !!
بداية النسخ لا يُعرف الا من الرسول صلى الله علية وسلم او من اصحابة فقط ولا يُعرف النسخ من اى مُفسر مهما بلغ علمه لان النسخ ليس محل اجتهاد , فاذا كان النسخ من رسول الله فلا يكفينا سوى التأكد من سند الحديث أن يصح سنده عن الصحابي , ألا يكون قاله باجتهاد منه، ظنًا منه أن الآية معارضة للآية الأخرى , ألا تكون كلمة النسخ جارية على مفهوم المتقدمين وهو ما يشمل: تخصيص العام، وتقيد المطلق , وتفصيل المجمل، والاستثناء والغاية وغيرها .
الآية المعنية هي قوله تعالى :(فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم ) قال بعضهم إنها نسخت أكثر من مائة آية، ومنها جميع الآيات الآمرة بالصبر وبالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، بل وحتى قوله: “أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ” !!!
وازادوا أيضا في غيهم فقالوا إنها بعد أن نسخت كل هذا القدر من القرآن نسخ آخرها أولها، وهذا قول باطل، وقد وصف ابن الجوزي في كتابه “نواسخ القرآن” القائلين به بأنهم لا فهم لهم من ناقلي القرآن، إنما نسخت آية السيف حكماً واحداً هو إتمام العهد لمن عاهدوه من المشركين بالكف عن قتالهم، فنسخت ذلك، وكانت هذه الآية إعلاناً لهم بإلغاء عهدهم، وأنه لا يقبل منهم بعد ذلك إلا الإسلام، وهذا خاص بمشركي جزيرة العرب، أما أهل الكتاب فتقبل منهم الجزية إذا أبوا الدخول في الإسلام، فإن أبوا فإنهم يقاتلون.
والأصل في التعامل مع كافة المشركين قوله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” فمن قاتلنا منهم قاتلناه، ومن سالمنا سالمناه، ولا يجوز العدوان بقتال من لا يقاتل، وهذه آية محكمة لا تقبل النسخ ,, فهل خرجت من هذه ؟؟

بهذا الرد أخرج منها لكني اعتقد أن الكثيرين (من أصحاب الأوراق الصفر)، لا يتفقون معك فيها و أنهم يستشهدون بالحديث (أو معناه):

أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلآ الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها

أما قتال الدفاع عن النفس و العرض و الوطن فيسموه بقتال الصائل و هو لا يسقط فريضة البدء بقتال الغير عندهم

فكيف ينسخ البشر كائنا من كانوا كلام الله؟؟ هل يعقل هذا؟


أما هذه الجزئية فحلها يازميلي الفاضل واضح وبسيط سيزول حين تعرف مكانة السنة حقا في ديننا , فالسنة من حيث ورودها هي بالمنزلة الثانية بالنسبة للقرآن الذي جاءنا متواتراً، ولكن من حيث العمل السنة كالقرآن، لا يجوز أن نفرق بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتفريق الذي يلاحظه بعض العلماء المتخصصين في علم الحديث هذا تفريق يتعلق بعلم الرواية، أما ما يتعلق بعلم الدراية والفقه والفهم للكتاب، فلا فرق بين كتاب الله وبين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سنة النبي عليه الصلاةوالسلام الصحيحة التي وصلتنا بتواتر قطعي الثبوت هي الوحي الثاني الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن حكمة الله تبارك وتعالى اقتضت أن يكون هناك وحي متلو متعبد بتلاوته ألا وهو: القرآن الكريم. ووحي ليس متلوا كالقرآن، ولكنه يجب حفظه، لأنه لا سبيل إلى فهم المبين ألا وهو القرآن إلا بالمبين، أو البيان الذي كلف به عليه الصلاة والسلام.
فهنا الحديث عن وحيين من مصدر واحد فما الأشكال في النسخ الثابت , الذي له أسبابه والحكمة منه ؟؟؟

إذا كان الوحيان من مصدر واحد فلا يجوز أن يكونا متناقضين خاصة في أمور التشريع التي لا تحتمل أكثرمن وجه واحد


أنت تفهم هنا أنه يجوز في الاجتهاد تعطيل حكم شرعي ثابت مثلا ؟؟ ودعوة الى احكام العقل في ذلك استنانا بسيدنا عمر رضي الله عنه ؟؟
مافهمت من الرواية خطأ يازميلي فتنبه ,,,ماقام به سيدنا عمر من وقف حد السرقة في عام الرمادة ليس تعطيلاً لهذا الحد، فالذي يأكل ما يكون ملكاً لغيره بسبب شدة الجوع، وعجزه عن الحصول على الطعام يكون غير مختار، فلا يقصد السرقة ,,وقد أوقف رضي الله عنه إلزام الناس بالزكاة في عام الرمادة، ولما انتهت المجاعة وخصبت الأرض، جمع الزكاة عن عام الرمادة واعتبرها ديناً على القادرين !
أنت فهمتها تعطيل لحكم شرعي وقست عليه وهذا مغاير تماما لحقيقة الأمر العمري ان صح التعبير , ففي هذا التوقيت الذي ذكرت والذي كان من أعظم الابتلاءات في عهد عمر رضي الله عنه أصاب الناس في الجزيرة مجاعة شديدة وجدب وقحط، واشتد الجوع حتى جعلت الوحوش تأوي إلى الإنس، وحتى جعل الرجل يذبح الشاه فيعافها من قبحها، وماتت المواشي جوعاً، وسمي هذا العام عام الرمادة، واشتد القحط، وعزت اللقمة. وهرع الناس من أعماق البادية إلى المدينة يقيمون فيها أو قريباً منها، ويلتمسون لدى أمير المؤمنين حلاً، فكان الفاروق أكثر الناس إحساساً بهذا البلاء وتحملاً لتبعاته. فحلف عمر لا يذوق لحماً ولا سمناً حتى يحيى الناس! ولقد أجمع الرواة جميعاً: أن عمر كان صارماً في هذا الوفاء بهذا القسم، ومن ذلك أنه لما قدمت إلى السوق عكة سمن، ووطب من لبن، فاشتراها غلاماً لعمر بأربعين درهماً، ثم أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين! قد أبر الله يمينك، وعظم أجرك، وقدم السوق وطب من لبن، وعكة من سمن ابتعتهما بأربعين درهماً، فقال عمر: أغليت فتصدق بهما، فإني أكره أن آكل إسرافاً! ثم أردف قائلا: كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسني ما لم يمسهم؟! فهذه جملة واحدة من كلمات مضيئة، يوضح فيها الفاروق مبدأ من أروع المبادئ الكبرى التي يمكن أن تعرفها الإنسانية في فن الحكم "كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يمسسني ما مسهم .
أرأيت الآن الصورة بوضوح ؟؟؟
أرجو ذلك يازميلي الفاضل
أنتظر ردك بعد قراءة متأنية

لقد علمت أن الموضوع يتعلق بإيقاف حد السرقة مؤقتا لما ألم بالمسلمين في ذلك العام، و لم أعلم عن موضوع الزكاة، و السؤال هل يقتصر الموضوع على الخليفة العادل عمر أم أنه قابل للقياس و وتطبيقه في عصور و أماكن أخرى لأسباب موضوعية يعود تقديرها إلى ولاة الأمور أو من في حكمهم مثلا

أشكرك على متابعتك و اغنائك الموضوع بطريقة فاضلة فعلا.

تحياتي

اخت مسلمة
10-19-2009, 06:15 PM
الزميل مغيرة مرحبا بك


لى الآية التالية: "يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا"
و لا أعتقد أن هناك تعبير أوضح من "يطلبه حثيثا" للدلالة على دوران الأرض حول محورها أمام الشمس

نعم هو تصوير قرآني بديع يضع القارئ والسامع في تخيل واضح , ويرى في عين قلبه المشهد مجسدا فسبحان الله .



لقد وقفت طويلا أمام الآية الكريمة: " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة و أنتم لا تشعرون" و سألت نفسي إذا كان هناك ماهو أحسن في كتاب الله فلابد من وجود ماهو أسوأ، لكن آية أخرى تقول "أفلا يتدبرون القرآن و لوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" فهل يستقيم الأمر إذا أخذنا النص على ظاهره؟ كلا، و لكن إذا أخذنا بالتوضيح الذي جئت أنت به ندرك أهمية إعمال العقل في تحليل النص المقدس، فالأحسن و الأسوأ نسبي يعود إلى العصر الذي نعيش فيه و الفهم و المعرفة التي توصلنا إليها.

أما تفسير هذه الآية يازميلي التي استشكلت على الكثير أيضا وظنوا من ظاهر النص أن مادام يوجد احسن فبالتالي يوجد الأسوأ لذلك سأضع لك تفسير الطبري الصحيح بأذن الله تعالى لهذه الآية ليزول الاشكال :

ذكر الطبري في تفسيره :

وقوله:( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) يقول تعالى ذكره: واتبعوا أيها الناس ما أمركم به ربكم في تنزيله، واجتنبوا ما نهاكم فيه عنه، وذلك هو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا.
فإن قال قائل:
ومن القرآن شيء وهو أحسن من شيء؟
قيل له: القرآن كله حسن، وليس معنى ذلك ما توهمت، وإنما معناه:
واتبعوا مما أنزل إليكم ربكم من الأمر والنهي والخبر، والمثل، والقصص، والجدل، والوعد، والوعيد أحسنه أن تأتمروا لأمره، وتنتهوا عما نهى عنه، لأن النهي مما أنزل في الكتاب، فلو عملوا بما نهوا عنه كانوا عاملين بأقبحه، فذلك وجهه.

فبهذا التفسير سيزول الاشكال بحول الله وكل كلام ربنا خير .


"
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و مايذكر إلا أولو الألباب"
تأملي ما تحته سطر، فتأويله يحتمل وجهان، إذا كانت الواو التي بدأت بها الجملة استئنافية فقد انحصر التأويل بالله تعالى و إذا كانت عطفية فقد علم الله الراسخين في العلم من علمه. و انظري أيضا إلى " وما يذكر إلا أولو الألباب" أليست دعوة صريحة (و ليست أمرا) لاستخدام العقل، لأنها لو كانت أمرا لبطل التخيير (إما شاكرا و إما كفورا)

هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف هل هو على لفظ الجلالة ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏} , {‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏} جملة مستأنفة، أو أن الراسخين في العلم معطوفون على لفظ الجلالة ولا يتعين الوقف على لفظ الجلالة وهذا يرجع إلى معنى التأويل والمراد به، فإن كان المراد بالتأويل التفسير ومعرفة المعنى فإنه يصح العطف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية‏:‏ ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏}‏ بمعنى أن الراسخين في العلم يعرفون معاني المتشابه ويفسرونه بأن يحملوه على المحكم ويردوه إلى المحكم‏.‏ وإن أريد بالتأويل هنا مآل الشي وكيفيته وما يؤول إليه الشيء من الأمور التي أخبر الله عنها من المغيبات فهذا لا يعلمه إلا الله ويتعين الوقف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية‏:‏ ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏}‏ ويوقف على لفظ الجلالة يعني أن الحقيقة التي يؤول إليها والكيفية التي هو عليها مما أخبر الله عنه في كتابه من الأمور المغيبة كذاته سبحانه وتعالى وكيفية صفاته وما في الدار الآخرة من النعيم والعذاب وغير ذلك فهذا لا يعلمه إلا الله‏.‏ ومن هذا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ‏}‏ فالمراد بتأويله هنا حقيقته التي يؤول إليها وكيفيته لا تفسيره ومعناه‏.
هل وضح لك المعنى ايها الزميل الفاضل وخرجنا من هذه ايضا ؟؟


بهذا الرد أخرج منها لكني اعتقد أن الكثيرين (من أصحاب الأوراق الصفر)، لا يتفقون معك فيها و أنهم يستشهدون بالحديث (أو معناه):
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلآ الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها
أما قتال الدفاع عن النفس و العرض و الوطن فيسموه بقتال الصائل و هو لا يسقط فريضة البدء بقتال الغير عندهم

الحمد لله , وتعود زميلي الكريم أن تبحث عن رد تساؤلك في كتب العلماء المعتبرين وليس كل من هب ودب في زماننا , فأعترف انه قد اختلط الحابل بالنابل وقال من ليس جديرا بالقول ووضعت الشبهات كحقائق تبقى مسؤولية عقلية على كل متلقي .



إذا كان الوحيان من مصدر واحد فلا يجوز أن يكونا متناقضين خاصة في أمور التشريع التي لا تحتمل أكثرمن وجه واحد

هات ماتظنه متناقضا زميلي الفاضل , فماكان التناقض الا في عقول من يدعوا انهم قرآنييون واكتفوا بالقرآن من السنة فان كان لديك ماتظنه تناقضا فضعه لنر.!


لقد علمت أن الموضوع يتعلق بإيقاف حد السرقة مؤقتا لما ألم بالمسلمين في ذلك العام، و لم أعلم عن موضوع الزكاة، و السؤال هل يقتصر الموضوع على الخليفة العادل عمر أم أنه قابل للقياس و وتطبيقه في عصور و أماكن أخرى لأسباب موضوعية يعود تقديرها إلى ولاة الأمور أو من في حكمهم مثلا

ما فعله عمر هو دراسته لِواقِعِهِ، أيْ للمَيْدان الذي يَتَنَزَّل فيه حُكْم الله، فَرَأى أنَّ الشروط لم تَتحقق كلها لإقامة الحد، فقد يَلْتَجِئُ الإنسان إلى «السَّرِقة» حِفْظًا لنفسه من الهلاك لا اختيارًا للسرقة، أو اغْتِصابًا لأموال الآخرين دُون جُهْد أو عمل، فَتَقَع الْتِباساتٌ عديدةٌ، وتختَلِط البَيِّناتُ بالشُّبُهات، وكما هو معلومٌ في قواعد الفقه:«ادْرَؤوا الحدود بالشُّبُهات،، و «الضرورات تُبِيحُ المَحْظورات»... فإنَّ عمر كان حكِيماً في عدم تَطْبيقه الآلِيِّ لِحُكمٍ لم تَتَوفر شروط تحقيقِه، لأنه فَهِم بِوَعْيٍ وعُمْق مُلابَسات تطْبيق الحُكم الشرعي.
وان تكرر أمر مشابه لما حصل عام الرمادة وأكل الناس خشية الموت ماليس لهم ومالايملكون فيكون القياس وقتها على فعل عمر رضي الله عنه لأنه خير القرون وصاحب رسول الله الذي زكاه وفعله صائب عقلا وشرعا يراعي مصلحة ويدرأ مفسدة أكبر وهذا هو حال التشريع كله ,, وهناك الكثير من الاحكام المخصوصة في الشرع يجوز تكرارها والقياس عليها ان توفر لها شرط التخصيص المشابه ولاغضاضة فالتشريعات الاسلامية جائت لتنظم حياة البشر وليس لافسادها يازميلي .

تحياتي للموحدين

المغيرة
10-20-2009, 10:31 AM
الأخت الفاضلة مسلمة أهلا بك:
يبدو أننا نتفق في كثير من النقاط الهامة لذلك لن أخوض في التفاصيل، و سأبدي رأي في إجابتك الأخيرة فقط دون أن أطالبك بالرد حتى ننتقل إلى مواضيع أخرى إذا كنت لا أثقل عليك


الزميل مغيرة مرحبا بك



نعم هو تصوير قرآني بديع يضع القارئ والسامع في تخيل واضح , ويرى في عين قلبه المشهد مجسدا فسبحان الله .

لكن هذا التصوير لم يكن ليستوعبه بشر عندما نزل القرآن، فسبحان الله حقا، و قد أوردت هذا المثال لبيان ضرورة تطوير فهمنا للنص بما يتلاءم مع المعرفة النهائية التي وصلنا إليها، فالمعرفة متطورة و النص القرآني متطور أيضا فلماذا نقف مكتوفي الأيدي أمامه.


أما تفسير هذه الآية يازميلي التي استشكلت على الكثير أيضا وظنوا من ظاهر النص أن مادام يوجد احسن فبالتالي يوجد الأسوأ لذلك سأضع لك تفسير الطبري الصحيح بأذن الله تعالى لهذه الآية ليزول الاشكال :

ذكر الطبري في تفسيره :

وقوله:( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) يقول تعالى ذكره: واتبعوا أيها الناس ما أمركم به ربكم في تنزيله، واجتنبوا ما نهاكم فيه عنه، وذلك هو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا.
فإن قال قائل:
ومن القرآن شيء وهو أحسن من شيء؟
قيل له: القرآن كله حسن، وليس معنى ذلك ما توهمت، وإنما معناه:
واتبعوا مما أنزل إليكم ربكم من الأمر والنهي والخبر، والمثل، والقصص، والجدل، والوعد، والوعيد أحسنه أن تأتمروا لأمره، وتنتهوا عما نهى عنه، لأن النهي مما أنزل في الكتاب، فلو عملوا بما نهوا عنه كانوا عاملين بأقبحه، فذلك وجهه.

فبهذا التفسير سيزول الاشكال بحول الله وكل كلام ربنا خير .

عذرا فأنا أخالفك الرأي لأن مانهانا الله عنه هو نفي السيء فهو حسن (نفي النفي ايجاب)، أي عندما يقول: "و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" فهو حسن وليس سيء، السيء أن يقول أحدهم اقتلوا النفس التي حرم الله.
أرأيت أختي الكريمة أننا عندما نذعر من مقاربة النص و نركن إلى تفاسير اجتهادية قد يخطئ المجتهد فيها أو يصيب فإننا نبخس النص حقه.
كنت أسمع البارحة حديثا دينيا عن سيرة الإمام أبي حنيفة و طريقته في الاجتهاد، ألخصها فيما يلي:
كان مرجعه الأساسي كتاب الله ثم السنة، و كان يأخذ بالسنة المروية (المكتوبة) أكثر من أخذه بالسنة العملية-أي أعمال الرسول (ص)- لأنها قد تكون خاصة به، و إذا كان في السنة المروية أكثر من حديث في الموضوع نفسه أخذ بما هو أقرب إلى العقل و المنطق، فإذا لم يجد لم يأخذ بماقيل دون ذلك و يقول "أجتهد كما اجتهد غيري"، و كان يضع المشاكل المتخيلة و يجد حلولا لها: مثلا: ما حكم المرأة التي غاب عنها زوجها طويلا حتى ظنت أنه قد توفاه الله ثم تزوجت غيره؟. وقد سأله أحد تلاميذه أوحصل هذا؟؟، قال لا لكننا نجد الحل له فإن وقع كنا مستعدين. و لعلمك فإن هذه الطريقة هي المنهج المتبع في تأهيل الكوادر العلمية في أرقى الجامعات الغربية، وبكل تواضع فقد تقدمت لكثير من الفحوص في مثل هذه الجامعات بهذه الطريقة، إذ يهمهم طريقة تفكيرك بالمشكلة و مقاربتك لها لذلك يطرحون مشاكل مفترضة قد لانجدها في الواقع، و يجدون الحلول لها، أما ماورد في الكتب و المراجع فهو لإغناء الخلفية العلمية المطلوبة للبحث فقط، إذ يمكن الرجوع إليه في كل حين و لا داعي لحفظه عن ظهر قلب. الطريف في منهج أبي حنيفة أيضا أنه كان يطرح المشكلة مع تلامذته (في ورشة عمل) ويجد لها حلا بالاشتراك معهم ثم يبين لهم نواقص هذا الحل أو ينقضه ويستنبط حلا أفضل ليعلمهم إعمال العقل في كل مايعرض لهم من مسائل و عدم الركون إلى الحلول البسيطة، و هذا هو منهج العلوم الطبيعية و الأبحاث المعاصر. فما بالنا ألقينا السلاح و تخلينا عما جاء به أسلافنا منذ مئات السنين.


هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف هل هو على لفظ الجلالة ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏} , {‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ‏} جملة مستأنفة، أو أن الراسخين في العلم معطوفون على لفظ الجلالة ولا يتعين الوقف على لفظ الجلالة وهذا يرجع إلى معنى التأويل والمراد به، فإن كان المراد بالتأويل التفسير ومعرفة المعنى فإنه يصح العطف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية‏:‏ ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏}‏ بمعنى أن الراسخين في العلم يعرفون معاني المتشابه ويفسرونه بأن يحملوه على المحكم ويردوه إلى المحكم‏.‏ وإن أريد بالتأويل هنا مآل الشي وكيفيته وما يؤول إليه الشيء من الأمور التي أخبر الله عنها من المغيبات فهذا لا يعلمه إلا الله ويتعين الوقف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية‏:‏ ‏{‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ‏}‏ ويوقف على لفظ الجلالة يعني أن الحقيقة التي يؤول إليها والكيفية التي هو عليها مما أخبر الله عنه في كتابه من الأمور المغيبة كذاته سبحانه وتعالى وكيفية صفاته وما في الدار الآخرة من النعيم والعذاب وغير ذلك فهذا لا يعلمه إلا الله‏.‏ ومن هذا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ‏}‏ فالمراد بتأويله هنا حقيقته التي يؤول إليها وكيفيته لا تفسيره ومعناه‏.
هل وضح لك المعنى ايها الزميل الفاضل وخرجنا من هذه ايضا ؟؟

هذا ما ذهبت إليه أنا أيضا عندما تحدثت عن واو الاستئناف و واو العطف-لا خلاف


الحمد لله , وتعود زميلي الكريم أن تبحث عن رد تساؤلك في كتب العلماء المعتبرين وليس كل من هب ودب في زماننا , فأعترف انه قد اختلط الحابل بالنابل وقال من ليس جديرا بالقول ووضعت الشبهات كحقائق تبقى مسؤولية عقلية على كل متلقي .

نعم الحمد لله، لكن من هم العلماء المعتبرين؟؟ هل هم علماء الأزهر مثلا؟ هل سمعت عن فتوى نزع الحجاب، و فتوى إرضاع الكبير (للموظف الذي يشارك موظفة غرفتها)أو فتوى الحكم على أصحاب الفضائيات بالفسق والفجور و أن من أصدر الفتوى الأخيرة توارى عن الأنظار عندما علم أحد الأمراء الذي يملك بعض أو إحدى هذه المحطات بالفتوى
هل هؤلاء هم المعتبرون، أم الذين يقومون بإخراج الجان من جسم المريض بتلاوة القرآن و ضرب المريض بالمسواك أو أحيانا بالعصى لا يهم (قرأت مؤخرا عن سيدة تدعي التقوى أسمها أم حسام تقوم بهذه الأعمال في واحدة من أكبر العواصم العربية و الإسلامية-القاهرة)أم، أم....الجواب هنا دقيق جدا فأرجو أن تأخذي وقتك في الإجابة.


هات ماتظنه متناقضا زميلي الفاضل , فماكان التناقض الا في عقول من يدعوا انهم قرآنييون واكتفوا بالقرآن من السنة فان كان لديك ماتظنه تناقضا فضعه لنر.!

هذا ما وجدته في تفسير ابن كثير، و بقية التفاسير لا تخالفه في المضمون:

كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ

اِشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة عَلَى الْأَمْر بِالْوَصِيَّةِ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ وَاجِبًا عَلَى أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ قَبْل نُزُول آيَة الْمَوَارِيث فَلَمَّا نَزَلَتْ آيَة الْفَرَائِض نَسَخَتْ هَذِهِ وَصَارَتْ الْمَوَارِيث الْمُقَدَّرَة فَرِيضَة مِنْ اللَّه يَأْخُذهَا أَهْلُوهَا حَتْمًا مِنْ غَيْرِ وَصِيَّةٍ وَلَا تَحَمُّلٍ مِنْ الْمُوصِي وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الَّذِي فِي السُّنَن وَغَيْرهَا عَنْ عَمْرِو بْن خَارِجَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُب وَهُوَ يَقُول " إِنَّ اللَّه قَدْ أَعْطَى كُلّ ذِي حَقّ حَقّه فَلَا وَصِيَّة لِوَارِثٍ "

و يبدو على مافهمت أن آية الفرائض نسخت آية الوصية، لكن (بعض أصحاب الأوراق الصفر) يعتقدون أن الحديث قد نسخ الآية، و يضربون مثالا على نسخ الآيات بالحديث بهذا الموضوع بالذات و الله أعلم.
ملاحظة:لقد تجنبت ذكر المذاهب و الطوائف بالإسم (القرآنيون وغيرهم) حتى لاندخل في متاهات تشتت الموضوع، وتبعدنا عن الفكرة الأساسية، فما رأيك أن نبقى على هذا المنوال؟بالمناسبة فأنا لست من القرآنيين.


ما فعله عمر هو دراسته لِواقِعِهِ، أيْ للمَيْدان الذي يَتَنَزَّل فيه حُكْم الله، فَرَأى أنَّ الشروط لم تَتحقق كلها لإقامة الحد، فقد يَلْتَجِئُ الإنسان إلى «السَّرِقة» حِفْظًا لنفسه من الهلاك لا اختيارًا للسرقة، أو اغْتِصابًا لأموال الآخرين دُون جُهْد أو عمل، فَتَقَع الْتِباساتٌ عديدةٌ، وتختَلِط البَيِّناتُ بالشُّبُهات، وكما هو معلومٌ في قواعد الفقه:«ادْرَؤوا الحدود بالشُّبُهات،، و «الضرورات تُبِيحُ المَحْظورات»... فإنَّ عمر كان حكِيماً في عدم تَطْبيقه الآلِيِّ لِحُكمٍ لم تَتَوفر شروط تحقيقِه، لأنه فَهِم بِوَعْيٍ وعُمْق مُلابَسات تطْبيق الحُكم الشرعي.
وان تكرر أمر مشابه لما حصل عام الرمادة وأكل الناس خشية الموت ماليس لهم ومالايملكون فيكون القياس وقتها على فعل عمر رضي الله عنه لأنه خير القرون وصاحب رسول الله الذي زكاه وفعله صائب عقلا وشرعا يراعي مصلحة ويدرأ مفسدة أكبر وهذا هو حال التشريع كله ,, وهناك الكثير من الاحكام المخصوصة في الشرع يجوز تكرارها والقياس عليها ان توفر لها شرط التخصيص المشابه ولاغضاضة فالتشريعات الاسلامية جائت لتنظم حياة البشر وليس لافسادها يازميلي .

نعم، لكن هذا ما لم يفعله أحد بعد عمر، بالرغم من مرور ظروف قاسية و سنوات عجاف على الأمة، فما السبب؟

سأنتظر إجابتك حتى أخرج إلى مواضيع أخرى هامة أيضا و لابد منها لتحسين العقل
تحياتي

اخت مسلمة
10-20-2009, 05:37 PM
الزميل مغيرة تحية طيبة


لكن هذا التصوير لم يكن ليستوعبه بشر عندما نزل القرآن، فسبحان الله حقا، و قد أوردت هذا المثال لبيان ضرورة تطوير فهمنا للنص بما يتلاءم مع المعرفة النهائية التي وصلنا إليها، فالمعرفة متطورة و النص القرآني متطور أيضا فلماذا نقف مكتوفي الأيدي أمامه.

ان كان الحديث هنا عن الاكتشافات العلمية واعجاز ذكرها في القرآن , فبالتأكيد نعم ,وهذا كما ذكرت لك سابقا من اعجاز هذا الكتاب وكونه نزل رسالة خاتمة علم منزلها سبحانه وتعالى انها باقية ومحفوظة بحوله وقوته الى أزمان العلم والاكتشافات فكان لازما في كل زمان التعامل مع هذه الحقائق في الكتاب الحق المنزل من الخالق سبحانه وتعالى لتناسب كل زمان ومكان ولاتبقى جامدة متوقفة عند عصر معين وهذه من سمات ومميزات ديننا ورسالتنا ومعجزة نبينا عليه الصلاة والسلام التي انفرد بها عن باقي اخوانه من الأنبياء والرسل , وقد كانت الآيات الكونية ( في حدود المفهوم والمتاح وقتها ) عند الصحابة من دلائل التوحيد فقد ورد لهم كمناسب لزمانهم من الآيات الكونية التي استوعبوها وعلموا عظم الخالق من خلالها وهذه جزئية عصرهم المناسبة , كما التطورات والاعجازات الاكثر والادق تظهر عبر العصور وموازية ومواكبة للتطورات فسبحان الله .



عذرا فأنا أخالفك الرأي لأن مانهانا الله عنه هو نفي السيء فهو حسن (نفي النفي ايجاب)، أي عندما يقول: "و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" فهو حسن وليس سيء، السيء أن يقول أحدهم اقتلوا النفس التي حرم الله.
أرأيت أختي الكريمة أننا عندما نذعر من مقاربة النص و نركن إلى تفاسير اجتهادية قد يخطئ المجتهد فيها أو يصيب فإننا نبخس النص حقه.

لايازميلي المخالف ما أوردته تحت هذه الجزئية المقتبسة , لأن الحديث عن ابو حنيفه ومافعله هو اجتهاد فقهي وهذا مفتوح , اما تفسير هذه الآية فلافقه فيه ولا أحكام , هو تفسير معنى فقط ,فحين تحصل مفاضلة بين أسوأ وأحسن في كتاب الله لن يكون المعنى بتاتا أن في كتاب الله ماهو سيئ , هذا مناقض للعقل والفهم السليم يازميلي , الحديث في الآية عن الأوامر والنواهي والمحبوبات والمكروهات وهكذا الحديث عن مايحب الله من اختيارات طيبة فهو الأحسن وليس تفاضل بين الآيات والا ماصح التعبد بها كلها وتم تخصيص للأحسن الا ترى ذلك ؟؟
أما مسألة أبو حنيفه رحمه الله التي ذكرت , فهذا لاغضاضة فيه ومتعارف عليه ومعمول به في كل زمان بما يناسب احتياجات الناس الفقهية ولكن بضابط واضح صريح الا وهو ( لا اجتهاد مع النص ) أي: لا اجتهاد مع النص الصحيح الصريح الواضح الدِّلالة على المُراد، المُجْمَع عليه إجماعًا يَقينيًّا، هو (النص) بالمعنى الأصولي، أي ما لا يَحتمِل تفسيرًا آخر.
وهذا ليس جمودا أبدا انما هو فقه , وأي اجتهاد فيما ورد فيه نص قطعي صريح يسمى خروجا عن الشرع كالذين يدعون إلى اجتهاد يُجيزُ مساواة الابنة بالابن في الميراث، مناقضين صريح قوله ـ تعالى ـ: (يُوصيكمُ اللهُ في أولادِكم للذَّكرِ مِثلُ حظِّ الأنثيين) , ويقولون: عن هذا المبدأ الذي قَرَّره القرآن يجد ما يبرره يوم كانت المرأة تابعة للرجل، وكان الرجل قَوَّامًا على المرأة، ولم يكن لها استقلالها الاقتصادي، أما بعد أن أصبح لها استقلالها الاقتصادي، وبعد أن تَعلَّمتْ وزاحمتِ الرجال بالمَناكب، وذَهبتْ إلى الجامعة، وإلى السوق، وإلى المكتب، فينبغي أن نُعيد النظر!! هذا كلام مرفوض يقينًا ,, الاجتهاد إنما يكون في مَظانِّ الاجتهاد ومواضع الاجتهاد وهي: الأمور التي لم تأت فيها نصوص قطعية، ولم تُجمِع عليها أمة الإسلام إجماعًا مستقرًّا.
ويجب على من يجتهد في الأحكام الفقهية التي لم يرد بها نصوص صريحة قطعية ان تتوفر له شروط والمجال مفتوح فمن تعلم وتحققت فيه شرط الاجتهاد جاز له اذن هنا لاجمود البتة باب الاجتهاد مفتوح، فتحه الله ورسوله، ولا يَملِك أحد إغلاق بابٍ فَتَحَه الله ورسوله، ولكن الاجتهاد: لأهله، في مَحَلِّه، بشرطه، يَجتهد مَنْ هو أهل للاجتهاد، ويَجتهد في مَحَلِّ الاجتهاد، ومحل الاجتهاد ومجاله هو كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي .
والا كيف نعمل بما استجد من أمور وحوادث وتغيرات لم يأتي بتفصيلها وبيانها نص صريح ..؟
الاتشريع الاسلامي لايضيق بالعكس هو يوسع على الناس ويهون عليهم دنياهم ولايكون ذلك الا باعمال العقول المتخصصة المحققة للشروط في استنباط الأحكام وحل مشاكل تجد في حياة الأمة وهذا سيكون على مر العصور كما كان في العصور التي قبلنا .



نعم الحمد لله، لكن من هم العلماء المعتبرين؟؟ هل هم علماء الأزهر مثلا؟ هل سمعت عن فتوى نزع الحجاب، و فتوى إرضاع الكبير (للموظف الذي يشارك موظفة غرفتها)أو فتوى الحكم على أصحاب الفضائيات بالفسق والفجور و أن من أصدر الفتوى الأخيرة توارى عن الأنظار عندما علم أحد الأمراء الذي يملك بعض أو إحدى هذه المحطات بالفتوى
هل هؤلاء هم المعتبرون، أم الذين يقومون بإخراج الجان من جسم المريض بتلاوة القرآن و ضرب المريض بالمسواك أو أحيانا بالعصى لا يهم (قرأت مؤخرا عن سيدة تدعي التقوى أسمها أم حسام تقوم بهذه الأعمال في واحدة من أكبر العواصم العربية و الإسلامية-القاهرة)أم، أم....الجواب هنا دقيق جدا فأرجو أن تأخذي وقتك في الإجابة.

والله ان القلب ليحزن من سماع كلام كهذا , لايكون للعامة منا أي ذنب فيه وماهو الا ذنب من تلبسوا بالامر وهم ليسوا أهله فضلوا وأضلوا ,,,
أما من هم العلماء المعتبرين والذين نستطيع أن نأخذ منهم الصحيح باذن الله والموافق للعقل والفطرة والأهم الشرع فهم كثر ولايخلو منهم زمان ولامكان , ولكنا في زمن محاربة الاسلام والوقوف في وجهه وتتبع مايظنونه عورات فيه لذلك تلقفت الألسنة الأمثلة التي ذكرت بدون أن تتعب نفسها في البحث عن صادق الخبر والمعنى الصحيح له , وهذا مما ابتلت به الأمة في زماننا , ليكن ديدنك يازميلي دوما في عقيدتك ودينك ان تعرف ان الحق ما وافق الدليل من غير التفات إلى كثرة المقبلين ، أو قلتهم ، فالحق لا يوزن بالرجال ، وإنما يوزن الرجال بالحق ، ومجرد نفور النافرين ، أو محبة الموافقين لا يدلّ على صحة قول أو فساده ، بل كل قول يحتج له ، خلا قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحتج به , لذلك لزم السؤال والتأكد من صحة مانسمع أما قولك عن نزع الحجاب ورضاع الكبير وماوضعته بين قوسين , أتظن ظنا عقليا حتى بدون عودة وبحث في أصل المسألة , هل يمكن أن يجيز النبي محمد عليه الصلاة والسلام والذي يقول :( لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له أن يمس يد امرأة لا تحل له ) ثم يأتي من يفسر ارضاع الكبير بهذا يازميلي ؟؟؟
هل يعقل يعني ؟؟؟
هل يجوز هذا في دين الحياء والعفة ؟؟
والله لايقول بهذا الاجاهل سفيه , ان اردت اصل المسألة السهلة الميسرة التي لاغضاضة فيها والتي يعقلها كل ذي عقل وتتقبلها نفسه بقبول حسن لما يرى فيها من عقلانية وصحة وخيرية افردنا لك ذلك في شريط آخر حتى تزول الاشكالية التي صنعت صناعة لا اصل لها في ماقاله نبينا من وحي الهي .
تأكد ايها الفاضل ان الاسلام كتشريع وضع لكل أمر ضوابطه , لم يترك أمرا هكذا بدون ضابط وقد تحدثنا عن فقه الاجتهاد فيما يجد فكل ماذكرت في اعتراضاتك وما رأيته مستهجنا ومنفرا لو علمت حقيقته لعرفت الحق وعرفت ان السرد المشوه والنقل الأعرج هو من أوصل المفاهيم مشوعه الى الناس , ولا انكر أن هناك الكثير من أخطاء من يتصدرون للفتوى والشرح والنقل حتى ممن حسبوا على علماء المسلمين , لكن كما قلت لك اعرف الحق تعرف رجاله .



و يبدو على مافهمت أن آية الفرائض نسخت آية الوصية، لكن (بعض أصحاب الأوراق الصفر) يعتقدون أن الحديث قد نسخ الآية، و يضربون مثالا على نسخ الآيات بالحديث بهذا الموضوع بالذات و الله أعلم.
ملاحظة:لقد تجنبت ذكر المذاهب و الطوائف بالإسم (القرآنيون وغيرهم) حتى لاندخل في متاهات تشتت الموضوع، وتبعدنا عن الفكرة الأساسية، فما رأيك أن نبقى على هذا المنوال؟بالمناسبة فأنا لست من القرآنيين.



أظن أنه لديك مشكلة في استيعاب الناسخ والمنسوخ !!
ماجاء في الآيو والحديث هو نسخ جزئى كما اتفق على ذلك علماء الأصول وقد ذكر ابن حزم في هذا الموضوع هذه المقالة ::

[COLOR="Blue"]مَسْأَلَةٌ: وَفَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُوصِيَ لِقَرَابَتِهِ الَّذِينَ لا يَرِثُونَ، إمَّا لِرِقٍّ، وَإِمَّا لِكُفْرٍ، وَإِمَّا لأَنَّ هُنَالِكَ مَنْ يَحْجُبُهُمْ عَنْ الْمِيرَاثِ أَوْ لأَنَّهُمْ لا يَرِثُونَ فَيُوصِي لَهُمْ بِمَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ، لا حَدَّ فِي ذَلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أُعْطُوا وَلا بُدَّ مَا رَآهُ الْوَرَثَةُ، أَوْ الْوَصِيُّ.
فَإِنْ كَانَ وَالِدَاهُ، أَوْ أَحَدُهُمَا عَلَى الْكُفْرِ، أَوْ مَمْلُوكًا فَفَرْضٌ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يُوصِيَ لَهُمَا، أَوْ لأَحَدِهِمَا إنْ لَمْ يَكُنْ الآخَرُ كَذَلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أُعْطِيَ، أَوْ أُعْطِيَا مِنْ الْمَالِ وَلا بُدَّ، ثُمَّ يُوصِي فِيمَا شَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ.
فَإِنْ أَوْصَى لِثَلاثَةٍ مِنْ أَقَارِبِهِ الْمَذْكُورِينَ أَجْزَأَهُ.
وَالأَقْرَبُونَ: هُمْ مَنْ يَجْتَمِعُونَ مَعَ الْمَيِّتِ فِي الأَبِ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُ إذَا نُسِبَ، وَمِنْ جِهَةِ أُمِّهِ كَذَلِكَ أَيْضًا: هُوَ مَنْ يَجْتَمِعُ مَعَ أُمِّهِ فِي الأَبِ الَّذِي يُعْرَفُ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ؛ لأَنَّ هَؤُلاءِ فِي اللُّغَةِ أَقَارِبُ، وَلا يَجُوزُ أَنْ يُوقَعَ عَلَى غَيْرِ هَؤُلاءِ اسْمُ أَقَارِبَ بِلا بُرْهَانٍ.
بُرْهَانُ ذَلِكَ -: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:  (خطأ)الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  ( ) فَهَذَا فَرْضٌ كَمَا تَسْمَعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الْوَالِدَانِ، وَالأَقْرَبُونَ الْوَارِثُونَ، وَبَقِيَ مَنْ لا يَرِثُ مِنْهُمْ عَلَى هَذَا الْفَرْضِ.
وحديث لا وصية لوارث نصه كما يلي:
عن عمرو بن خارجة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب على ناقته وأنا تحت جرانها وهي تقصع بجرتها ، وإن لغامها يسيل بين كتفي فسمعته يقول : إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث } رواه الخمسة إلا أبا داود وصححه الترمذي
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث } رواه أحمد والأربعة إلا النسائي ، وحسنه أحمد ، والترمذي ، وقواه ابن خزيمة ، وابن الجارود - ورواه الدارقطني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وزاد في آخره { إلا أن يشاء الورثة } ، وإسناده حسن
فكما ترى من نص الحديث انه صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى آية الميراث بقوله ان الله قد أعطى كل ذي حق حقه
قال الخطابي : هذا إشارة إلى آية المواريث , وكانت الوصية قبل نزول الآية واجبة للأقربين وهو قوله تعالى { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين } ثم نسخت بآية الميراث .
ببساطة وبدون تعقيد ... نزل صريح نص فيمن يرث وماذا يرث ومقدار مايرث للمستحقين , هذا لاوصية فيه فهو واضح بين مفهوم من صريح الآيات , مايوصى فيه هو لمن خارج المذكورين في الميراث الشرعي وبنسبة معلومة , ارجو ان يكون الأمر واضحا .


نعم، لكن هذا ما لم يفعله أحد بعد عمر، بالرغم من مرور ظروف قاسية و سنوات عجاف على الأمة، فما السبب؟


راجع قصة عام الرمادة لتعلم ماحدث وقتها ثم قس عليه , وقد قلت لك سابقا ان تحقق المخصوص من الحوادث يجيز لنا القياس عى مافعله سيدنا عمر رضي الله عنه , وموضوع الزكاة تم تأجيله ولم يلغه ان كنت فهمت انه الغاه تماما , بمعنى يبقى دينا الى حين الفرج واليسر على صاحبه .


سأنتظر إجابتك حتى أخرج إلى مواضيع أخرى هامة أيضا و لابد منها لتحسين العقل


علفى الرحب والسعه ولكن اتمنى ان لاتترك واحدة بدون الخروج منها تماما وبقناعه عقلية , قبل ان تنتقل لأخرى حتى لو زاد الحديث عنها وطال , المهم ان نخرج بفائدة ان شاء الله وجلاء للمفاهيم .

تحياتي للموحدين

اخت مسلمة
10-20-2009, 09:22 PM
حتى لانكرر وتعم الفائدة من الحوار هنا رابط لتبيان مسألة رضاع الكبير التي استغلها من استغلها لتشويه عفة الاسلام , اعلم يازميلي انك لاتفضل الاحالة الى روابط لكن هذا مهم هنا لجلاء الامر لك وبدل ان اعيده كتابة هنا ونمل التكرار فاقرأه على مهل

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=126

وان استشكل عليك الامر فلاغضاضة في الاستفهام وللعلم هو امر مخصوص ومقيد ومضيق في الحدود التي ستقرأها , وليس كما اشيع من ارضاع المرأة لزملاء العمل والجيران وخزعبلات لم ينزل الله بها من سلطان .
تحياتي للموحدين

المغيرة
10-22-2009, 12:39 PM
الزميل مغيرة تحية طيبة



ان كان الحديث هنا عن الاكتشافات العلمية واعجاز ذكرها في القرآن , فبالتأكيد نعم ,وهذا كما ذكرت لك سابقا من اعجاز هذا الكتاب وكونه نزل رسالة خاتمة علم منزلها سبحانه وتعالى انها باقية ومحفوظة بحوله وقوته الى أزمان العلم والاكتشافات فكان لازما في كل زمان التعامل مع هذه الحقائق في الكتاب الحق المنزل من الخالق سبحانه وتعالى لتناسب كل زمان ومكان ولاتبقى جامدة متوقفة عند عصر معين وهذه من سمات ومميزات ديننا ورسالتنا ومعجزة نبينا عليه الصلاة والسلام التي انفرد بها عن باقي اخوانه من الأنبياء والرسل , وقد كانت الآيات الكونية ( في حدود المفهوم والمتاح وقتها ) عند الصحابة من دلائل التوحيد فقد ورد لهم كمناسب لزمانهم من الآيات الكونية التي استوعبوها وعلموا عظم الخالق من خلالها وهذه جزئية عصرهم المناسبة , كما التطورات والاعجازات الاكثر والادق تظهر عبر العصور وموازية ومواكبة للتطورات فسبحان الله .

نعم هذا هو المقصود تماما، و قد أتيت به كمثال على ضرورة استعمال العقل لفهم النصوص حسب التطور الذي وصلت إليه الإنسانية في كل عصر.


لايازميلي المخالف ما أوردته تحت هذه الجزئية المقتبسة , لأن الحديث عن ابو حنيفه ومافعله هو اجتهاد فقهي وهذا مفتوح , اما تفسير هذه الآية فلافقه فيه ولا أحكام , هو تفسير معنى فقط ,فحين تحصل مفاضلة بين أسوأ وأحسن في كتاب الله لن يكون المعنى بتاتا أن في كتاب الله ماهو سيئ , هذا مناقض للعقل والفهم السليم يازميلي , الحديث في الآية عن الأوامر والنواهي والمحبوبات والمكروهات وهكذا الحديث عن مايحب الله من اختيارات طيبة فهو الأحسن وليس تفاضل بين الآيات والا ماصح التعبد بها كلها وتم تخصيص للأحسن الا ترى ذلك ؟؟

لقد قلت أنا أيضا أنه لايصح أن يكون هناك تفاضل بين حسن و سيء في كتاب الله، لكني عزوت ذلك إلى امكانية تفسير النص بطرق مختلفة، و قلت أن التمييز يعود لنسبية الموضوع و ليس لاعتبار الأوامر حسنة و النواهي سيئة، أما إذا كنت ترين أن هذه الآية تحديدا لا تفسر هكذا فسآخذ برأيك لأن التفسير ليس من اختصاصي، و لا مشكلة في هذه.


أما مسألة أبو حنيفه رحمه الله التي ذكرت , فهذا لاغضاضة فيه ومتعارف عليه ومعمول به في كل زمان بما يناسب احتياجات الناس الفقهية ولكن بضابط واضح صريح الا وهو ( لا اجتهاد مع النص ) أي: لا اجتهاد مع النص الصحيح الصريح الواضح الدِّلالة على المُراد، المُجْمَع عليه إجماعًا يَقينيًّا، هو (النص) بالمعنى الأصولي، أي ما لا يَحتمِل تفسيرًا آخر.
وهذا ليس جمودا أبدا انما هو فقه , وأي اجتهاد فيما ورد فيه نص قطعي صريح يسمى خروجا عن الشرع كالذين يدعون إلى اجتهاد يُجيزُ مساواة الابنة بالابن في الميراث، مناقضين صريح قوله ـ تعالى ـ: (يُوصيكمُ اللهُ في أولادِكم للذَّكرِ مِثلُ حظِّ الأنثيين) , ويقولون: عن هذا المبدأ الذي قَرَّره القرآن يجد ما يبرره يوم كانت المرأة تابعة للرجل، وكان الرجل قَوَّامًا على المرأة، ولم يكن لها استقلالها الاقتصادي، أما بعد أن أصبح لها استقلالها الاقتصادي، وبعد أن تَعلَّمتْ وزاحمتِ الرجال بالمَناكب، وذَهبتْ إلى الجامعة، وإلى السوق، وإلى المكتب، فينبغي أن نُعيد النظر!! هذا كلام مرفوض يقينًا ,, الاجتهاد إنما يكون في مَظانِّ الاجتهاد ومواضع الاجتهاد وهي: الأمور التي لم تأت فيها نصوص قطعية، ولم تُجمِع عليها أمة الإسلام إجماعًا مستقرًّا.
ويجب على من يجتهد في الأحكام الفقهية التي لم يرد بها نصوص صريحة قطعية ان تتوفر له شروط والمجال مفتوح فمن تعلم وتحققت فيه شرط الاجتهاد جاز له اذن هنا لاجمود البتة باب الاجتهاد مفتوح، فتحه الله ورسوله، ولا يَملِك أحد إغلاق بابٍ فَتَحَه الله ورسوله، ولكن الاجتهاد: لأهله، في مَحَلِّه، بشرطه، يَجتهد مَنْ هو أهل للاجتهاد، ويَجتهد في مَحَلِّ الاجتهاد، ومحل الاجتهاد ومجاله هو كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي .
والا كيف نعمل بما استجد من أمور وحوادث وتغيرات لم يأتي بتفصيلها وبيانها نص صريح ..؟
الاتشريع الاسلامي لايضيق بالعكس هو يوسع على الناس ويهون عليهم دنياهم ولايكون ذلك الا باعمال العقول المتخصصة المحققة للشروط في استنباط الأحكام وحل مشاكل تجد في حياة الأمة وهذا سيكون على مر العصور كما كان في العصور التي قبلنا .

الاجتهاد لأهله، في محله، بشرطه. أتفق معك على أن يكون الاجتهاد في محله و بشرطه، فهذه أمور يمكن تحديد ضوابضها، أما أهله ففيها الكثير من "إن" كما سنرى في إجابتك التالية:


والله ان القلب ليحزن من سماع كلام كهذا , لايكون للعامة منا أي ذنب فيه وماهو الا ذنب من تلبسوا بالامر وهم ليسوا أهله فضلوا وأضلوا ,,,

بل على كل مسؤولية حسب وضعه و مؤهلاته:
"اتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة"
" بايعنا رسول الله على السمع و الطاعة في العسر و اليسر و في المنشط و المكره، و على أثرة علينا، و على أن نقول بالحق أينما كنا لا نخشى في الله لومة لائم"


أما من هم العلماء المعتبرين والذين نستطيع أن نأخذ منهم الصحيح باذن الله والموافق للعقل والفطرة والأهم الشرع فهم كثر ولايخلو منهم زمان ولامكان ,

الصحيح بإذن الله، الموافق للعقل و الفطرة!! أليس هذا ما أقوله منذ البداية؟


ولكنا في زمن محاربة الاسلام والوقوف في وجهه وتتبع مايظنونه عورات فيه لذلك تلقفت الألسنة الأمثلة التي ذكرت بدون أن تتعب نفسها في البحث عن صادق الخبر والمعنى الصحيح له , وهذا مما ابتلت به الأمة في زماننا , ليكن ديدنك يازميلي دوما في عقيدتك ودينك ان تعرف ان الحق ما وافق الدليل من غير التفات إلى كثرة المقبلين ، أو قلتهم ، فالحق لا يوزن بالرجال ، وإنما يوزن الرجال بالحق ، ومجرد نفور النافرين ، أو محبة الموافقين لا يدلّ على صحة قول أو فساده ، بل كل قول يحتج له ، خلا قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحتج به

الأخت العزيزة: إذا كنت تظنين أن محاربة الإسلام ( و غيره من الأديان و المذاهب التنويرية) تقتصر على زمننا الحالي فاسمحي لي أن أقول أنك مخطئة. لقد بدأت الحرب ضد الإسلام منذ أن أعلن الرسول (ص) الدعوة بقول أبي لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا؟ و لن أثقل عليك بسرد الوقائع بعد ذلك تعرفيها جيدا و هي مدونة في كتب السيرة. هذا طبيعي، حتى أن رجلا مثل ورقة ابن نوفل قد عرفه عندما قال لمحمد (ص) قبل بعثته كما تروي كتب السيرة، ... ليتني كنت فيكم عندما يخرجك قومك، فأجابه: أومخرجي هم؟؟....
المشكلة ليست هنا، المشكلة أننا اخترعنا نظرية الطرف الشرير الغائب، و رحنا نرمي على هذا الشرير الغائب (الذي يمكن أن يكون حاضرا أحيانا) رحنا نرمي عليه مسؤولية تخلفنا و مشاكلنا و حتى حروبنا الداخلية، و نتوارى خلفه كالنعامة التي تغرس رأسها في الرمال ظانة أن أحدا لم يراها.

في أحد نادى الشيطان أن محمدا قد مات ليفت في عضد المسلمين
حرب الجمل و راءها يهود خيبر
فتنة عثمان و راءها تحريض الغوغاء
موقعة صفين، لا أدري من وراءها ؟؟؟؟
لماذا نحن في الدرك الأسفل من العالم؟؟ بسبب الاستعمار
أين نحن من كل هذا؟؟ ننتظر عودة (غودو)
من هو (غودو)، نختلف في وجهات النظر

وبين هذا و ذاك، يظهر من يبيع نفسه بدل أن يشتريها ليدس حديثا من هنا أو هناك، يقبض ثمنه ممن ألبسه ثوبه الديني مثل حديث "السمع و الطاعة لولي الأمر و لو جلدك بالسوط على ظهرك" أو ليمتهن النص المقدس بابا للربح بإخراج الجن و الشياطين من أجساد المصابين بالشيزوفرانيا، ثم إن القلب فعلا ليحزن و العين لتدمع عندما نجد الوطن الذي هو جزء من كرامة الإنسان و هويته التي يتنقل بها في العالم، عندما يجده ينزف على أيدي هؤلاء. و... ونعود لننتظر (غودو) من هو، لا ندري، بل قد نختلف و تقوم بيننا الحروب الطاحنة بسببه


لذلك لزم السؤال والتأكد من صحة مانسمع أما قولك عن نزع الحجاب ورضاع الكبير وماوضعته بين قوسين , أتظن ظنا عقليا حتى بدون عودة وبحث في أصل المسألة , هل يمكن أن يجيز النبي محمد عليه الصلاة والسلام والذي يقول :( لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له أن يمس يد امرأة لا تحل له ) ثم يأتي من يفسر ارضاع الكبير بهذا يازميلي ؟؟؟
هل يعقل يعني ؟؟؟
هل يجوز هذا في دين الحياء والعفة ؟؟
والله لايقول بهذا الاجاهل سفيه , ان اردت اصل المسألة السهلة الميسرة التي لاغضاضة فيها والتي يعقلها كل ذي عقل وتتقبلها نفسه بقبول حسن لما يرى فيها من عقلانية وصحة وخيرية افردنا لك ذلك في شريط آخر حتى تزول الاشكالية التي صنعت صناعة لا اصل لها في ماقاله نبينا من وحي الهي.

تأكد ايها الفاضل ان الاسلام كتشريع وضع لكل أمر ضوابطه , لم يترك أمرا هكذا بدون ضابط وقد تحدثنا عن فقه الاجتهاد فيما يجد فكل ماذكرت في اعتراضاتك وما رأيته مستهجنا ومنفرا لو علمت حقيقته لعرفت الحق وعرفت ان السرد المشوه والنقل الأعرج هو من أوصل المفاهيم مشوعه الى الناس , ولا انكر أن هناك الكثير من أخطاء من يتصدرون للفتوى والشرح والنقل حتى ممن حسبوا على علماء المسلمين , لكن كما قلت لك اعرف الحق تعرف رجاله .

و هل تظنين أني أوردت هذه المسائل لأني اعتقد أنها من الإسلام؟ لقد أوردتها لرسم صورة عن خفافيش الظلام الذين يرتدون ثياب الملائكة ويعيثون في الأرض فسادا كما بينت في إجابتي السابقة
ثم إن فكرة إرضاع الكبير بحد ذاتها فكرة مقرفة و مقززة، قد نفهم أن الرضاعة تخلق علاقة متميزة بين الأم ورضيعها، و أن لا شيء يغني عن حليب الأم، و هذا من رحمة الله تعالى، أما أن يكون حليب الأنثى مبررا لتحريمها على الذكر الكبير إذا رضعه فهذا ما لايقبله العقل و لا الذوق السليم، فالحليب في المحصلة عبارة عن دسم و كربوهيدرات متنوعة معلقة في الماء تهضم بعد الرضاعة ليتمثلها الجسم و يحولها إلى طاقة تغني خلاياه. لقد ذهب بعض المدافعين عن الفكرة بدافع من جهلم إلى محاولة إيجاد معجزة في حديث رضاعة الكبير مدعين أن حليب الأم يحوي خلايا جذعية تنقل مورثات الأم إلى من يرضع الحليب ناسين أن الكثير من الأطفال يتغذون بحليب البقر، لكن و الحق يقال فقد اختلط الحابل بالنابل فعلا.


أظن أنه لديك مشكلة في استيعاب الناسخ والمنسوخ !!
ماجاء في الآيو والحديث هو نسخ جزئى كما اتفق على ذلك علماء الأصول وقد ذكر ابن حزم في هذا الموضوع هذه المقالة ::

[color="blue"]مَسْأَلَةٌ: وَفَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُوصِيَ لِقَرَابَتِهِ الَّذِينَ لا يَرِثُونَ، إمَّا لِرِقٍّ، وَإِمَّا لِكُفْرٍ، وَإِمَّا لأَنَّ هُنَالِكَ مَنْ يَحْجُبُهُمْ عَنْ الْمِيرَاثِ أَوْ لأَنَّهُمْ لا يَرِثُونَ فَيُوصِي لَهُمْ بِمَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ، لا حَدَّ فِي ذَلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أُعْطُوا وَلا بُدَّ مَا رَآهُ الْوَرَثَةُ، أَوْ الْوَصِيُّ.
فَإِنْ كَانَ وَالِدَاهُ، أَوْ أَحَدُهُمَا عَلَى الْكُفْرِ، أَوْ مَمْلُوكًا فَفَرْضٌ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يُوصِيَ لَهُمَا، أَوْ لأَحَدِهِمَا إنْ لَمْ يَكُنْ الآخَرُ كَذَلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أُعْطِيَ، أَوْ أُعْطِيَا مِنْ الْمَالِ وَلا بُدَّ، ثُمَّ يُوصِي فِيمَا شَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ.
فَإِنْ أَوْصَى لِثَلاثَةٍ مِنْ أَقَارِبِهِ الْمَذْكُورِينَ أَجْزَأَهُ.
وَالأَقْرَبُونَ: هُمْ مَنْ يَجْتَمِعُونَ مَعَ الْمَيِّتِ فِي الأَبِ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُ إذَا نُسِبَ، وَمِنْ جِهَةِ أُمِّهِ كَذَلِكَ أَيْضًا: هُوَ مَنْ يَجْتَمِعُ مَعَ أُمِّهِ فِي الأَبِ الَّذِي يُعْرَفُ بِالنِّسْبَةِ إلَيْهِ؛ لأَنَّ هَؤُلاءِ فِي اللُّغَةِ أَقَارِبُ، وَلا يَجُوزُ أَنْ يُوقَعَ عَلَى غَيْرِ هَؤُلاءِ اسْمُ أَقَارِبَ بِلا بُرْهَانٍ.
بُرْهَانُ ذَلِكَ -: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى:  (خطأ)الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  ( ) فَهَذَا فَرْضٌ كَمَا تَسْمَعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الْوَالِدَانِ، وَالأَقْرَبُونَ الْوَارِثُونَ، وَبَقِيَ مَنْ لا يَرِثُ مِنْهُمْ عَلَى هَذَا الْفَرْضِ.
وحديث لا وصية لوارث نصه كما يلي:
عن عمرو بن خارجة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب على ناقته وأنا تحت جرانها وهي تقصع بجرتها ، وإن لغامها يسيل بين كتفي فسمعته يقول : إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث } رواه الخمسة إلا أبا داود وصححه الترمذي
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ، فلا وصية لوارث } رواه أحمد والأربعة إلا النسائي ، وحسنه أحمد ، والترمذي ، وقواه ابن خزيمة ، وابن الجارود - ورواه الدارقطني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وزاد في آخره { إلا أن يشاء الورثة } ، وإسناده حسن
فكما ترى من نص الحديث انه صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى آية الميراث بقوله ان الله قد أعطى كل ذي حق حقه
قال الخطابي : هذا إشارة إلى آية المواريث , وكانت الوصية قبل نزول الآية واجبة للأقربين وهو قوله تعالى { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين } ثم نسخت بآية الميراث .
ببساطة وبدون تعقيد ... نزل صريح نص فيمن يرث وماذا يرث ومقدار مايرث للمستحقين , هذا لاوصية فيه فهو واضح بين مفهوم من صريح الآيات , مايوصى فيه هو لمن خارج المذكورين في الميراث الشرعي وبنسبة معلومة , ارجو ان يكون الأمر واضحا .

لامشكلة لدي، فالناسخ و المنسوخ لا يقتصر على آية المواريث، و هذا موضوع بحث قائم بحد ذاته، سأخوض فيه مستقبلا إن شاء الله فالوقت و المراجع لا تسعفني الآن



راجع قصة عام الرمادة لتعلم ماحدث وقتها ثم قس عليه , وقد قلت لك سابقا ان تحقق المخصوص من الحوادث يجيز لنا القياس عى مافعله سيدنا عمر رضي الله عنه , وموضوع الزكاة تم تأجيله ولم يلغه ان كنت فهمت انه الغاه تماما , بمعنى يبقى دينا الى حين الفرج واليسر على صاحبه .

أنا أتحدث عن حد السرقة فقط، فإذا كان يجوز القياس على مافعله عمر ضمن الخصوصية التي ذكرتها فقد اتفقنا


على الرحب والسعه ولكن اتمنى ان لاتترك واحدة بدون الخروج منها تماما وبقناعه عقلية , قبل ان تنتقل لأخرى حتى لو زاد الحديث عنها وطال , المهم ان نخرج بفائدة ان شاء الله وجلاء للمفاهيم .

شكرا لك، و أطيب التحية

اخت مسلمة
10-23-2009, 05:25 AM
أهلا بك يامغيرة
الحمد لله على نقاط الاتفاق وأراها ولله الحمد كثيرة بفضل الله

لنر الاختلافات ونركز عليها :


بل على كل مسؤولية حسب وضعه و مؤهلاته:
"اتقوا فتنة لا تصيب الذين ظلموا منكم خاصة"
" بايعنا رسول الله على السمع و الطاعة في العسر و اليسر و في المنشط و المكره، و على أثرة علينا، و على أن نقول بالحق أينما كنا لا نخشى في الله لومة لائم"


أولا هنا أيها الفاضل لنصحح الآية الكريمة :
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )
هذه الآية التي أخترت فيها مسائل : المسألة الأولى : في تأويل الفتنة : فيها ثلاثة أقوال : الأول : الفتنة : المناكير ; نهى الناس أن يقروها بين أظهرهم فيعمهم العذاب ; قاله ابن عباس .
الثاني : أنها فتنة الأموال والأولاد , كما قال : { واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة } رواه عبد الله بن مسعود .
وقد روى حذيفة في الحديث الصحيح حين سأله عمر عن الفتنة , فقال له حذيفة : { فتنة الرجل في جاره وماله وأهله يكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر } .
الثالث : أنها البلاء الذي يبتلى به المرء ; قاله الحسن .
المسألة الثانية : المختار عندنا : أنها فتنة المناكير بالسكوت عليها أو التراضي بها , وكل ذلك مهلك , وهو كان داء الأمم السالفة قال الله سبحانه : { كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } .
أن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده .
وثبت أن أم سلمة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : { أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم , إذا كثر الخبث } .
وقال عمر : إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة , ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحلوا العقوبة كلهم .
المسألة الثالثة : فما معنى هذه الآية ؟ قيل : هي آية بديعة , ومعناها على الناس مرتبك ,قوله : ( اتقوا ) أمر , وقوله : { لا تصيبن الذين ظلموا } نهي , ولا يصلح أن يكون النهي جواب الأمر , فيبقى الأمر بغير جواب , فيشكل الخطاب ,والدليل على أن قوله : { لا تصيبن الذين ظلموا } نهي دخول النون الثقيلة فيه , وهي لا تدخل إلا على فعل النهي , أو جواب القسم .
يروى فيها عن أبي بن كعب , وعبد الله بن مسعود , وكان يقول ابن مسعود إذا قرأها : ما منكم من أحد إلا وله فتنة في أهله وماله .
في النهاية هذه الآية بعد البيان المختصر المذكور لاتعني أبدا ماذكرت يامغيرة , ولاعلاقة لها لا بتأويل ولا باجتهاد , وان قصدت عدم الأخذ بالفتاوي الواضحة العوار أو بالأوامر والنواهي المخالفة لما جاء من عند الله وهذا ولله الحمد واقع ولن تعدم الأمة العلماء أبدا على مر الدهور والعصور , وان ظهرت فتوى مخالفة تصدى لها هؤلاء ووأدوها في محلها , ولكن المشكلة يامغيرة أن هناك من يستسهل سماع الفتوى بدون تحقيق لصحتها وبدون أخذ عن شيخ معتبر ومفتي موكل بالفتوى ومجاز فهذا الخطأ يوقع الناس في شرور قد ساهموا فيها بقلة حرصهم وعدم اطلاعهم , فهذا مقصدي من اختيار عالم معروف عنه الصفات التي ذكرتها لك سابقا وأخذ الفتوى في أمور الدين عنه , الأمر بسيط بحول الله وقد كان ردي عليك السابق لأن من تصدروا لفتاوي المضللة غير معتبرين في العلم الشرعي أصلا أو أن تأهيلهم غير كامل وباب الفقه والاجتهاد مسؤولية عظيمة جدا وفتنة كبيرة لايستطيعها أي أحد ولايقدر عليها الا علماء متخصصون فتحرى السؤال من هؤلاء ودع عنك هرطقات المتعالمين .



الصحيح بإذن الله، الموافق للعقل و الفطرة!! أليس هذا ما أقوله منذ البداية؟

والأهم النص والقول بالدليل عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام .


لأخت العزيزة: إذا كنت تظنين أن محاربة الإسلام ( و غيره من الأديان و المذاهب التنويرية) تقتصر على زمننا الحالي فاسمحي لي أن أقول أنك مخطئة.

لم أقل هذا أكيد ومعلوم جدا الحرب على الحق فهي بين الخير والشر والحق والباطل كانت ومازالت وستستمر فهي سنة كونية من سنن الله تعالى في الكون , وفيها من الخير الذي لايعلمه الا الله , قال تعالى :( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) سنة التدافع من سنن الله تعالى لحماية الحق من غلبة الباطل، ولامتحان مواقع الناس في خنادق الصراع.. فإما في خندق الإيمان، أو خندق الكفر، وإما مع أهل الحق أو مع أهل الباطل , هكذا كان الصراع منذ فجر التاريخ.. وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، لحفظ الدين من الانهيار، وحفظ الدنيا من الفساد.



المشكلة ليست هنا، المشكلة أننا اخترعنا نظرية الطرف الشرير الغائب، و رحنا نرمي على هذا الشرير الغائب (الذي يمكن أن يكون حاضرا أحيانا) رحنا نرمي عليه مسؤولية تخلفنا و مشاكلنا و حتى حروبنا الداخلية، و نتوارى خلفه كالنعامة التي تغرس رأسها في الرمال ظانة أن أحدا لم يراها.

أما هذه أيها الفاضل فقد حسمها القرآن في قوله تعالى :( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وقوله تعالى :(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) وقوله عز وجل :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) وقوله تعالى :(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وقوله عز وجل :(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) ,,,
فهل حققنا ماعلينا لنسأل الله مالنا ؟
لقد ذكر الله أسباب النصر في كتابه ، فإن تمسك بها جنده فهم الغالبون، وإن أخلّوا بها فالله غالبٌ على أمره سبحانه لا معقب لكلماته ، ولا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون.. اذن العيب فينا كمطبقين للمنهج ولاعيب في منهجنا والخط واضح بين ولكنا اخترنا الانحراف فكانت هذه هي النتيجة الملائمة للحال !
وذلك أيضا لاينفي دعاة الباطل ومحاربي الحق في كل زمان ومكان كما أسلفنا , الأمر عبارة عن خليط من عدة أمور لو نظمنا أنفسنا على اصلاحها بدا بتنظيم كل منا لأموره مع الله بداية والقيام بما عليه على أكمل وأتم وجه ومن ثم نشر هذا الأمر وتحويله الى واقع معاش أكيد سيتم الله نوره الذي وعدنا به وجعله مشروطا بأمور , لأننا أمة الآخرة ومن كتب لنا فيها باذن الله ووعد الصدق الحظ الأكبر فكانت المسؤولية أكبر بالتأكيد .


وبين هذا و ذاك، يظهر من يبيع نفسه بدل أن يشتريها ليدس حديثا من هنا أو هناك، يقبض ثمنه ممن ألبسه ثوبه الديني مثل حديث "السمع و الطاعة لولي الأمر و لو جلدك بالسوط على ظهرك" أو ليمتهن النص المقدس بابا للربح بإخراج الجن و الشياطين من أجساد المصابين بالشيزوفرانيا، ثم إن القلب فعلا ليحزن و العين لتدمع عندما نجد الوطن الذي هو جزء من كرامة الإنسان و هويته التي يتنقل بها في العالم، عندما يجده ينزف على أيدي هؤلاء. و... ونعود لننتظر (غودو) من هو، لا ندري، بل قد نختلف و تقوم بيننا الحروب الطاحنة بسببه

نعم هذا مشاهد وواقع , وما أكثر المتقولين في الدين وحاشري أنوفهم فيما لايعلمون في هذه الأيام والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى ,
ولكن يامغيرة باب البحث وكتب العلماء متوفرة للجميع فان لم ترتح النفس لأمر أو شك الانسان في صحته ماعليه سوى البحث والسؤال والتنقيب وسيعلم الحق , فماعاد يغر الا الجاهل ولا يشوه دين الا من قبل وقعد ولم يبحث !


و هل تظنين أني أوردت هذه المسائل لأني اعتقد أنها من الإسلام؟ لقد أوردتها لرسم صورة عن خفافيش الظلام الذين يرتدون ثياب الملائكة ويعيثون في الأرض فسادا كما بينت في إجابتي السابقة

ولكن هذه المسائل صحيحة ,, المشكلة في كيفية توصيلخا وتفسيرها وتشويهها للعامة , هذا هو المحك الذي نتحدث عنه .


ثم إن فكرة إرضاع الكبير بحد ذاتها فكرة مقرفة و مقززة،

أرجو أن تعود للرابط ايها الفاضل وأقرأه جيدا وأنا على يقين أنك ستعلم المسألة بصحيح مقصدها وان استشكل الأمر عليك بينتها لك على الرحب والسعه .

وارحب بأي تساؤل واستفسار وحوار مثمر للجميع ,,

تحياتي للموحدين

فارس الكلمة
10-23-2009, 03:10 PM
اهلا بك يامغيرة
نرحب جميعا بحوارك الطيب

المغيرة
10-24-2009, 10:32 PM
الأخت الكريمة مسلمة:


تحية طيبة من جديد

الحمد لله على نقاط الاتفاق وأراها ولله الحمد كثيرة بفضل الله
لنر الاختلافات ونركز عليها :

لقد عدت إلى الموضوع من أوله و حصرت نقاط الاتفاق كي نؤسس عليها (بالخط الأسود) و الاختلاف (بالخط الأحمر) لنزيلها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا و الله الموفق
ما اتفقنا عليه (سأحاول اقتباس كلماتك تحديدا):
1. العقل فى الإسلام هو مناط التكليف بكل فرائض وأحكام الإسلام.. أى شرط التدين بدين الإسلام.
2. حتى النقل في الاسلام وخاصة معجزة الاسلام القرآنية ماهي الا معجزة عقلية ارتضت العقل حكمًا فى فهمها وفى التصديق بها
3. العقل الإنسانى هو أداة فقه الشرع ، وشرط ومناط التدين بهذا الشرع الإلهى.. ولذلك لا أثر للشرع بدون العقل ، كما أنه لا غنى للعقل عن الشرع ، وخاصة فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أمور الغيب وأحكام الدين، إذا كان المقصود بأمورالغيب هنا هو الأحكام و الشرائع و العبادات التي تنظم علاقة المخلوق بالخالق فأوافقك، أما إذا كان المقصود هو فهم النصوص المتشابهة كحديث يأجوج و مأجوج و ذي القرنين بالرجوع إلى الإسرائيليات، و حديث الإسراء و المعراج كماورد في "معراج ابن عباس" و القبول بأي تفسير لا يمت إلى الواقع و المنطق السليم بصلة فأخالفك الرأي تماما
4. طبيعة كتاب الله ، تحتمل التوجيهات العديدة لذلك قال الإمام علي كرّم الله وجهه : " القرآن ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه "

5. الأصل في التعامل مع كافة المشركين قوله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” فمن قاتلنا منهم قاتلناه، ومن سالمنا سالمناه، ولا يجوز العدوان بقتال من لا يقاتل، وهذه آية محكمة لا تقبل النسخ.
6. هناك الكثير من الاحكام المخصوصة في الشرع يجوز تكرارها والقياس عليها ان توفر لها شرط التخصيص المشابه ولاغضاضة فالتشريعات الاسلامية جاءت لتنظم حياة البشر وليس لافسادها.

ما اختلفنا عليه:
1. من هم العلماء المعتبرين والذين نستطيع أن نأخذ منهم الصحيح باذن الله والموافق للعقل والفطرة والأهم الشرع
قلت: الحق لا يوزن بالرجال ، وإنما يوزن الرجال بالحق: من حيث المبدأ هذا أكثر من صحيح إذا جاز التعبير، لكن الواقع غير ذلك. فإذا رجعت إلى كتب الحديث التسعة و جدت الكثير مما لا يقبله العقل و المنطق لكن مجرد ذكر ابن عباس "ترجمان القرآن" يجعل تفكيرالبعض يصاب بالشلل و نقبل بكل ما روي عنه سواء كان موافقا للعقل و الفطرة أم لا، لا بل إننا نباشر في لي عنق النصوص و البحث عن تبريرات لما روي ما أنزل به الله من سلطان، ثم نسترسل في لي الأعناق لنبحث عن معجزات نزعمها في هذه النصوص.
2. موضوع الناسخ و المنسوخ:
أقول: إذا كان الوحيان من مصدر واحد فلا يجوز أن يكونا متناقضين خاصة في أمور التشريع أو الأخبار التي لا تحتمل أكثرمن وجه واحد، لقد أجبتني عن آية المواريث تحديدا، لكني أتحدث عن مبدأ عام، و لا يهم كثيرا الخوض في التفاصيل.

لنصحح الآية الكريمة :
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )
نعم آسف على الخطأ و شكرا للتصحيح


المختار عندنا : أنها فتنة المناكير بالسكوت عليها أو التراضي بها , وكل ذلك مهلك , وهو كان داء الأمم السالفة قال الله سبحانه : { كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } .
أن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده .
وثبت أن أم سلمة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : { أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم , إذا كثر الخبث } .
وقال عمر : إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة , ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحلوا العقوبة كلهم .

و هذا ما فهمته أنا أيضا، فالمجتمع جميعا مسؤول عندما يعم المنكر، أم أني فهمي خطأ؟ لأنك تقولين بعد ذلك مباشرة:


في النهاية هذه الآية بعد البيان المختصر المذكور لاتعني أبدا ماذكرت يامغيرة
الواقع أني لم أفهم قصدك


اقتباس:
الصحيح بإذن الله، الموافق للعقل و الفطرة!! أليس هذا ما أقوله منذ البداية؟
والأهم النص والقول بالدليل عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام .

النص الصحيح الذي لايعتمد على الرواة فقط، بل يجب أن يكون مطابقا للقرآن و العقل و المنطق (أرجو أن تلاحظي أن هذه نقطة خلاف هامة بيننا)

أما هذه أيها الفاضل فقد حسمها القرآن في قوله تعالى :( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وقوله تعالى :(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) وقوله عز وجل :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) وقوله تعالى :(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وقوله عز وجل :(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) ,,,
فهل حققنا ماعلينا لنسأل الله مالنا ؟
لقد ذكر الله أسباب النصر في كتابه ، فإن تمسك بها جنده فهم الغالبون، وإن أخلّوا بها فالله غالبٌ على أمره سبحانه لا معقب لكلماته ، ولا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون.. اذن العيب فينا كمطبقين للمنهج ولاعيب في منهجنا والخط واضح بين ولكنا اخترنا الانحراف فكانت هذه هي النتيجة الملائمة للحال !
وذلك أيضا لاينفي دعاة الباطل ومحاربي الحق في كل زمان ومكان كما أسلفنا , الأمر عبارة عن خليط من عدة أمور لو نظمنا أنفسنا على اصلاحها بدا بتنظيم كل منا لأموره مع الله بداية والقيام بما عليه على أكمل وأتم وجه ومن ثم نشر هذا الأمر وتحويله الى واقع معاش أكيد سيتم الله نوره الذي وعدنا به وجعله مشروطا بأمور , لأننا أمة الآخرة ومن كتب لنا فيها باذن الله ووعد الصدق الحظ الأكبر فكانت المسؤولية أكبر بالتأكيد .
نعم هذا صحيح


باب البحث وكتب العلماء متوفرة للجميع فان لم ترتح النفس لأمر أو شك الانسان في صحته ماعليه سوى البحث والسؤال والتنقيب وسيعلم الحق , فماعاد يغر الا الجاهل ولا يشوه دين الا من قبل وقعد ولم يبحث !
و هذا ما أفعله الآن


و هل تظنين أني أوردت هذه المسائل لأني اعتقد أنها من الإسلام؟ لقد أوردتها لرسم صورة عن خفافيش الظلام الذين يرتدون ثياب الملائكة ويعيثون في الأرض فسادا كما بينت في إجابتي السابقة
ولكن هذه المسائل صحيحة ,, المشكلة في كيفية توصيلخا وتفسيرها وتشويهها للعامة , هذا هو المحك الذي نتحدث عنه .
قد يوضح مثل هذا الحوار الكثير مما استغلق على البعض، و هذه مهمة كبيرة يقوم بها منتداكم الكريم


ثم إن فكرة إرضاع الكبير بحد ذاتها فكرة مقرفة و مقززة،
أرجو أن تعود للرابط ايها الفاضل وأقرأه جيدا وأنا على يقين أنك ستعلم المسألة بصحيح مقصدها وان استشكل الأمر عليك بينتها لك على الرحب والسعه .
لفد قرأت كثيرا عن هذا الموضوع و أعرف جميع تفاصيله، ربما كان حالة خاصة بمولى أبي حذيفة استغلها البعض للتشهير بالإسلام و المسلمين، لكنه لا يستأهل ما أعطي من أهمية فأنا على يقين من أن لا شخصا بالغا وسليما عقليا و اجتماعيا في عصرنا سيقوم بالرضاعة من إحداهن ليصبح أخيها أو ابنها حتى و لو كانت هذه الرضاعة عن طريق الفنجان. لذلك لن أخوض فيه من جديد.

أطيب تحياتي للجميع

المغيرة
10-24-2009, 10:34 PM
اهلا بك يامغيرة
نرحب جميعا بحوارك الطيب
شكرا جزيلا، و أنا أيضا أصبحت افتقد إجاباتكم و الكتابة إليكم، يبدو أن ما هو طيب يجمعنا، بالرغم من بعض الخلافات التي لا تستقيم الحياة و تتطور بدونها

تحياتي للجميع:emrose:

اخت مسلمة
10-25-2009, 12:24 AM
أهلا بك مجددا يامغيرة
الحمد لله على مااتفقنا عليه ولكن هناك مالم استوعبه قليلا فأرجو تويحه في قولك مثلا هنا :

إ
ذا كان المقصود بأمورالغيب هنا هو الأحكام و الشرائع و العبادات التي تنظم علاقة المخلوق بالخالق فأوافقك، أما إذا كان المقصود هو فهم النصوص المتشابهة كحديث يأجوج و مأجوج و ذي القرنين بالرجوع إلى الإسرائيليات، و حديث الإسراء و المعراج كماورد في "معراج ابن عباس" و القبول بأي تفسير لا يمت إلى الواقع و المنطق السليم بصلة فأخالفك الرأي تماما

ماذكر ليس هو المقصود هنا بالغيب الواجب الايمان به يامغيرة ,, هناك حدود لمدارك الإنسان ، وما خرج عن مداركه فهو عالم غيبي ، فهناك عالم غيب وعالم شهادة ، فالغيب هو مالاتستطيعه مدارك الانسان الا بالخبر اليقين من رسول أو نبي عن طريق وحي مصدره الله تعالى الخالق , مثل ماذا ؟
الله تعالى غيب ، ما رأيناه وما رأينا له مثيلاً ، فسيخبرنا الله تعالى عن نفسه وعن اسمه وعن وصفه وعن ملائكته وعن كتبه وعن رسله وعن اليوم الآخر وعن القدر خيره وشره ، وعلى الإنسان أن يُصدق بخبر الله وأن ينفذ أمره ،
هذا هو الغيب الذي عنيته ,الفطرة ألا يتجاوز الإنسان حدود مداركه بعقله ، فالعقل يقول : ما غاب عني لا يمكن أن أتعرف عليه إلا عن طريق الخبر ، والمقصود أن يأتي خبر صادق من عالم الغيب يخبرني بما فيه .
ليتك تفصل قليلا في موضوع يأجوج ومأجوج وذي القرنين الذي قصدت , لاتدع شيئا في نفسك اطرحها كلها بوضوح واحدة واحدة , وقد لوحت هنا بالاسرائيليات !
يامغيرة هناك نفر من الناس توسعوا في رواية هذه الأخبار فدخلت كثير من أباطيل أهل الكتاب وخرافاتهم وترهاتهم على المسلمين، ونسب الكثير منها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإلى صحابته رضوان الله عليهم وإلى أئمة الإسلام ، حتى اتخذها بعض المتأخرين مادة يشرحون بها نصوص القرآن وملئت بها كتب التفسير ، مما شكل خطراً بالغاً على عقائد المسلمين بما تضمنته من تشبيه لله تعالى ، ووصفه بما لا يليق بجلاله وكماله ، وبما يتنافى مع عصمة الأنبياء والمرسلين ، إضافة إلى تشويهها لصورة الإسلام ، وتصويره في صورة دين خرافي يستخف بالعقول ويعنى بالترهات والأباطيل .
فاتخذت هذه الإسرائيليات - مع الأسف الشديد - مدخلاً للطعن في أئمة الإسلام وعلمائه ممن كان لهم في الإسلام قدم راسخة ، حتى كادت تذهب بالثقة في بعض الصحابة والتابعين ، الذي عرفوا بالثقة والديانة ، واشتهروا بين المسلمين بالتفسير والحديث ، وذلك بسبب ما أسند إليهم من هذه الإسرائيليات ، حيث اتهموا بأبشع الاتهامات من قبل بعض المستشرقين ومن مشى في ركابهم ، وعدُّوهم مضللين مدسوسين على الإسلام وأهله .
أما عقيدتنا في الاسرائيليات نحن اهل السنة والجماعه هو قول النبي عليه الصلاة والسلام :(حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " رواه البخاري .
المطلوب تحقيق الحديث وتحقيق الأثر عن الصحابي ولهذا طرق حريصة أشد الحرص للتحقيق في النص ورجال النقل , يعني الموضوع لايؤخذ الا بشروطه حتى لو روي النقل عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام .



موضوع الناسخ و المنسوخ:
أقول: إذا كان الوحيان من مصدر واحد فلا يجوز أن يكونا متناقضين خاصة في أمور التشريع أو الأخبار التي لا تحتمل أكثرمن وجه واحد، لقد أجبتني عن آية المواريث تحديدا، لكني أتحدث عن مبدأ عام، و لا يهم كثيرا الخوض في التفاصيل.

لماذا يامغيرة ؟
افتح شريط لموضوع معين من الطوال في نقاشها كالناسخ والمنسوخ ولنحاول ازالة سوء الفهم .



لكنه لا يستأهل ما أعطي من أهمية فأنا على يقين من أن لا شخصا بالغا وسليما عقليا و اجتماعيا في عصرنا سيقوم بالرضاعة من إحداهن ليصبح أخيها أو ابنها حتى و لو كانت هذه الرضاعة عن طريق الفنجان.

ألم نتفق سابقا في موضوع عام الرمادة على القياس على الوضع والفعل والحكم المخصوص ؟؟
لم نفرق الآن ؟
فهل لو تكرر الظرف المخصوص نفسه لانستطيع الاستعانة بالحكم ؟ ( مع اتفاقنا على الظرف المخصوص وفي حدود ضيقه )
لنأخذ مثالا على ذلك :
لو كفلت عائلة لاتنجب مثلا طفلة رضيعه وقامت بالعناية بها وتربيتها في الاسرة كما يرى من كفالة يتيم بكامل متطلباتها , وعندما تكبر الفتاة أو الشاب ان كان ذكرا ولايجوز له أو لها التواجد في منزل فيه رجل ان كانت فتاة وامرأة أجنبية ان كان ذكرا , فهنا اما ان نخالف الشرع ونبقي الحال كما هو عليه وننال اثما بدل الثواب مما يجر ويلات نسمع بها جميعا وتطالعنا بها الأخبار والحوادث كل فترة , اما أن نعيد الشاب او الفتاة الى الشارع أو الملجأ ان قبلوا فيه بعد بلوه سنا معينا , أو نأخذ بهذا الحكم المخصوص لنحل الاشكال ؟؟
أعرض الأمور الثلاثة على العقل والحكمة والواقع وأجبني يامغيرة .


تحياتي للموحديبن

المغيرة
10-25-2009, 02:54 PM
ماذكر ليس هو المقصود هنا بالغيب الواجب الايمان به يامغيرة ,, هناك حدود لمدارك الإنسان ، وما خرج عن مداركه فهو عالم غيبي ، فهناك عالم غيب وعالم شهادة ، فالغيب هو مالاتستطيعه مدارك الانسان الا بالخبر اليقين من رسول أو نبي عن طريق وحي مصدره الله تعالى الخالق , مثل ماذا ؟
الله تعالى غيب ، ما رأيناه وما رأينا له مثيلاً ، فسيخبرنا الله تعالى عن نفسه وعن اسمه وعن وصفه وعن ملائكته وعن كتبه وعن رسله وعن اليوم الآخر وعن القدر خيره وشره ، وعلى الإنسان أن يُصدق بخبر الله وأن ينفذ أمره ،
هذا هو الغيب الذي عنيته ,الفطرة ألا يتجاوز الإنسان حدود مداركه بعقله ، فالعقل يقول : ما غاب عني لا يمكن أن أتعرف عليه إلا عن طريق الخبر ، والمقصود أن يأتي خبر صادق من عالم الغيب يخبرني بما فيه .
هذا جيد أوافقك عليه مع التأكيد على الخبر الصادق (أي لايكون الخبر مدسوسا من هنا أو هناك)


ليتك تفصل قليلا في موضوع يأجوج ومأجوج وذي القرنين الذي قصدت , لاتدع شيئا في نفسك اطرحها كلها بوضوح واحدة واحدة , وقد لوحت هنا بالاسرائيليات !

في ما يلي نموذج مما لوحت به، فهل تعتقدين بمثل هذا الغيب؟؟؟ المرجع: تفسير ابن كثير

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا – الكهف 89

التفسير
وَذُكِرَ فِي أَخْبَار بَنِي إِسْرَائِيل أَنَّهُ عَاشَ أَلْفًا وَسِتّمِائَةِ سَنَة ؟؟يَجُوب الْأَرْض طُولهَا وَالْعَرْض حَتَّى بَلَغَ الْمَشَارِق وَالْمَغَارِب وَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى مَطْلِع الشَّمْس مِنْ الْأَرْض ؟؟كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَجَدَهَا تَطْلُع عَلَى قَوْم " أَيْ أُمَّة " لَمْ نَجْعَل لَهُمْ مِنْ دُونهَا سِتْرًا " أَيْ لَيْسَ لَهُمْ بِنَاء يَكُنّهُمْ وَلَا أَشْجَار تُظِلّهُمْ وَتَسْتُرهُمْ مِنْ حَرّ الشَّمْس قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر كَانُوا حُمْرًا قِصَارًا مَسَاكِنهمْ الْغِيرَان أَكْثَر مَعِيشَتهمْ مِنْ السَّمَك . وَقَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ : حَدَّثَنَا سَهْل بْن أَبِي الصَّلْت سَمِعْت الْحَسَن وَسُئِلَ عَنْ قَوْل اللَّه تَعَالَى " لَمْ نَجْعَل لَهُمْ مِنْ دُونهَا سِتْرًا " قَالَ إِنَّ أَرْضهمْ لَا تَحْمِل الْبِنَاء فَإِذَا طَلَعَتْ الشَّمْس تَغَوَّرُوا فِي الْمِيَاه ؟؟فَإِذَا غَرَبَتْ خَرَجُوا يَتَرَاعَوْنَ كَمَا تَرْعَى الْبَهَائِم . قَالَ الْحَسَن هَذَا حَدِيث سَمُرَة وَقَالَ قَتَادَة ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ بِأَرْضٍ لَا تُنْبِت لَهُمْ شَيْئًا فَهُمْ إِذَا طَلَعَتْ الشَّمْس دَخَلُوا فِي أَسْرَاب حَتَّى إِذَا زَالَتْ الشَّمْس خَرَجُوا إِلَى حُرُوثِهِمْ وَمَعَايِشهمْ وَعَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل أَنَّهُ قَالَ : لَيْسَتْ لَهُمْ أَكْنَان إِذَا طَلَعَتْ الشَّمْس طَلَعَتْ عَلَيْهِمْ فَلِأَحَدِهِمْ أُذُنَانِ يَفْرِش إِحْدَاهُمَا وَيَلْبَس الْأُخْرَى ؟؟. قَالَ عَبْد الرَّزَّاق : أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله : " وَجَدَهَا تَطْلُع عَلَى قَوْم لَمْ نَجْعَل لَهُمْ مِنْ دُونهَا سِتْرًا " قَالَ هُمْ الزِّنْج وَقَالَ اِبْن جَرِير فِي قَوْله " وَجَدَهَا تَطْلُع عَلَى قَوْم لَمْ نَجْعَل لَهُمْ مِنْ دُونهَا سِتْرًا " قَالَ لَمْ يَبْنُوا فِيهَا بِنَاء قَطُّ وَلَمْ يُبْنَ عَلَيْهِمْ فِيهَا بِنَاء قَطُّ كَانُوا إِذَا طَلَعَتْ الشَّمْس دَخَلُوا أَسْرَابًا لَهُمْ حَتَّى تَزُول الشَّمْس أَوْ دَخَلُوا الْبَحْر وَذَلِكَ أَنَّ أَرْضهمْ لَيْسَ فِيهَا جَبَل . جَاءَهُمْ جَيْش مَرَّة فَقَالَ لَهُمْ أَهْلهَا : لَا تَطْلَعَنَّ عَلَيْكُمْ الشَّمْس وَأَنْتُمْ بِهَا قَالُوا لَا نَبْرَح حَتَّى تَطْلُع الشَّمْس مَا هَذِهِ الْعِظَام ؟ قَالُوا هَذِهِ جِيَف جَيْش طَلَعَتْ عَلَيْهِمْ الشَّمْس هَاهُنَا فَمَاتُوا قَالَ فَذَهَبُوا هَارِبِينَ فِي الْأَرْض .

حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ – الأنبياء 96

وَقَوْله " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوج وَمَأْجُوج" قَدْ قَدَّمْنَا أَنَّهُمْ مِنْ سُلَالَة آدَم عَلَيْهِ السَّلَام بَلْ هُمْ مِنْ نَسْل نُوح أَيْضًا مِنْ أَوْلَاد يَافِث أَيْ أَبِي التُّرْك وَالتُّرْك شِرْذِمَة مِنْهُمْ تُرِكُوا مِنْ وَرَاء السَّدّ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ وَقَالَ : " هَذَا رَحْمَة مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْد رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْد رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضهمْ يَوْمئِذٍ يَمُوج فِي بَعْض " الْآيَة . وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَب يَنْسِلُونَ " أَيْ يُسْرِعُونَ فِي الْمَشْي إِلَى الْفَسَاد وَالْحَدَب هُوَ الْمُرْتَفِع مِنْ الْأَرْض قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَأَبُو صَالِح وَالثَّوْرِيّ وَغَيْرهمْ وَهَذِهِ صِفَتهمْ فِي حَال خُرُوجهمْ كَأَنَّ السَّامِع مُشَاهِد لِذَلِكَ" وَلَا يُنَبِّئك مِثْل خَبِير " هَذَا إِخْبَار عَالِم مَا كَانَ وَمَا يَكُون الَّذِي يَعْلَم غَيْب السَّمَوَات وَالْأَرْض لَا إِلَه إِلَّا هُوَ . وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَزِيد قَالَ : رَأَى اِبْن عَبَّاس صِبْيَانًا يَنْزُو بَعْضهمْ عَلَى بَعْض يَلْعَبُونَ فَقَالَ اِبْن عَبَّاس : هَكَذَا يَخْرُج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَقَدْ وَرَدَ ذِكْر خُرُوجهمْ فِي أَحَادِيث مُتَعَدِّدَة مِنْ السُّنَّة النَّبَوِيَّة (اجتزأت منها الحديث الرابع حتى لا أطيل عليكم .....) الْحَدِيث الرَّابِع : قَدْ تَقَدَّمَ فِي آخِر تَفْسِير سُورَة الْأَعْرَاف مِنْ رِوَايَة الْإِمَام أَحْمَد عَنْ هُشَيْم عَنْ الْعَوَّام عَنْ جِبِلَّة بْن سُحَيْم عَنْ مِرْثَد بْن عُمَارَة عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَقِيت لَيْلَة أُسْرِيَ بِي إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى " - قَالَ - فَتَذَاكَرُوا أَمْر السَّاعَة فَرَدُّوا أَمْرهمْ إِلَى إِبْرَاهِيم فَقَالَ لَا عِلْم لِي بِهَا فَرَدُّوا أَمْرهمْ إِلَى مُوسَى فَقَالَ لَا عِلْم لِي بِهَا فَرَدُّوا أَمْرهمْ إِلَى عِيسَى فَقَالَ أَمَّا وَجْبَتهَا فَلَا يَعْلَم بِهَا أَحَد إِلَّا اللَّه وَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي أَنَّ الدَّجَّال خَارِج وَمَعِي قَضِيبَانِ فَإِذَا رَآنِي ذَابَ كَمَا يَذُوب الرَّصَاص قَالَ فَيُهْلِكهُ اللَّه إِذَا رَآنِي حَتَّى أَنَّ الْحَجَر وَالشَّجَر يَقُول يَا مُسْلِم إِنَّ تَحْتِي كَافِرًا فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَيُهْلِكهُمْ اللَّه ثُمَّ يَرْجِع النَّاس إِلَى بِلَادهمْ وَأَوْطَانهمْ - قَالَ - فَعِنْد ذَلِكَ يَخْرُج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَب يَنْسِلُونَ فَيَطَئُونَ بِلَادهمْ وَلَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْء إِلَّا أَهْلَكُوهُ وَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَاء إِلَّا شَرِبُوهُ - قَالَ - ثُمَّ يَرْجِع النَّاس إِلَى أَوْطَانهمْ يَشْكُونَهُمْ فَأَدْعُو اللَّه عَلَيْهِمْ فَيُهْلِكهُمْ وَيُمِيتهُمْ حَتَّى تَجْوَى الْأَرْض مِنْ نَتْن رِيحهمْ وَيُنْزِل اللَّه الْمَطَر فَيَجْتَرِف أَجْسَادهمْ حَتَّى يَقْذِفهُمْ فِي الْبَحْر فَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي أَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَنَّ السَّاعَة كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ لَا يَدْرِي أَهْلهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادِهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " وَرَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّد بْن بَشَّار عَنْ يَزِيد بْن هَارُون عَنْ الْعَوَّام بْن حَوْشَب بِهِ نَحْوه وَزَادَ قَالَ الْعَوَّام وَوُجِدَ تَصْدِيق ذَلِكَ فِي كِتَاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَب يَنْسِلُونَ " وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير هَهُنَا مِنْ حَدِيث جِبِلَّة بِهِ وَالْأَحَادِيث فِي هَذَا كَثِيرَة جِدًّا وَالْآثَار عَنْ السَّلَف كَذَلِكَ . وَقَدْ رَوَى اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث مَعْمَر عَنْ غَيْر وَاحِد عَنْ حُمَيْد بْن هِلَال عَنْ أَبِي الصَّيْف قَالَ : قَالَ كَعْب إِذَا كَانَ عِنْد خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج حَفَرُوا حَتَّى يَسْمَع الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَرْع فُؤُوسهمْ فَإِذَا كَانَ اللَّيْل أَلْقَى اللَّه عَلَى لِسَان رَجُل مِنْهُمْ يَقُول نَجِيء غَدًا فَنَخْرُج فَيُعِيدهُ اللَّه كَمَا كَانَ فَيَجِيئُونَ مِنْ الْغَد فَيَجِدُونَهُ قَدْ أَعَادَهُ اللَّه كَمَا كَانَ فَيَحْفِرُونَهُ حَتَّى يَسْمَع الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَرْع فُؤُوسهمْ فَإِذَا كَانَ اللَّيْل أَلْقَى اللَّه عَلَى لِسَان رَجُل مِنْهُمْ يَقُول : نَجِيء غَدًا فَنَخْرُج إِنْ شَاءَ اللَّه فَيَجِيئُونَ مِنْ الْغَد فَيَجِدُونَهُ كَمَا تَرْمُوهُ فَيَحْفِرُونَ حَتَّى يَخْرُجُوا فَتَمُرّ الزُّمْرَة الْأُولَى بِالْبُحَيْرَةِ فَيَشْرَبُونَ مَاءَهَا ثُمَّ تَمُرّ الزُّمْرَة الثَّانِيَة فَيَلْحَسُونَ طِينهَا ثُمَّ تَمُرّ الزُّمْرَة الثَّالِثَة فَيَقُولُونَ قَدْ كَانَ هَهُنَا مَرَّة مَاء ؟؟فَيَفِرّ النَّاس مِنْهُمْ فَلَا يَقُوم لَهُ شَيْء ثُمَّ يَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاء فَتَرْجِع إِلَيْهِمْ مُخَضَّبَة بِالدِّمَاءِ فَيَقُولُونَ غَلَبْنَا أَهْل الْأَرْض وَأَهْل السَّمَاء فَيَدْعُو عَلَيْهِمْ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُول اللَّهُمَّ لَا طَاقَة وَلَا يَدَيْ لَنَا بِهِمْ فَاكْفِنَاهُمْ بِمَا شِئْت فَيُسَلِّط اللَّه عَلَيْهِمْ دُودًا يُقَال لَهُ النَّغَف فَيُفَرِّس رِقَابهمْ وَيَبْعَث اللَّه عَلَيْهِمْ طَيْرًا تَأْخُذهُمْ بِمَنَاقِيرِهَا فَتُلْقِيهِمْ فِي الْبَحْر وَيَبْعَث اللَّه عَيْنًا يُقَال لَهَا الْحَيَاة يُطَهِّر اللَّه الْأَرْض وَيُنْبِتهَا حَتَّى أَنَّ الرُّمَّانَة لَيَشْبَع مِنْهَا السَّكَن قِيلَ وَمَا السَّكَن يَا كَعْب ؟ قَالَ أَهْل الْبَيْت قَالَ فَبَيْنَمَا النَّاس كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُمْ الصَّرِيخ أَنَّ ذَا السُّوَيْقَتَيْنِ يُرِيدهُ قَالَ فَيَبْعَث عِيسَى اِبْن مَرْيَم طَلِيعَة سَبْعمِائَةٍ أَوْ بَيْن السَّبْعمِائَةِ وَالثَّمَانمِائَةِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيق بَعَثَ اللَّه رِيحًا يَمَانِيَّة طَيِّبَة فَيَقْبِض فِيهَا رُوح كُلّ مُؤْمِن ثُمَّ يَبْقَى عَجَاج النَّاس فَيَتَسَافَدُونَ كَمَا تَتَسَافَد الْبَهَائِم فَمَثَل السَّاعَة كَمَثَلِ رَجُل يَطِيف حَوْل فَرَسه مَتَى تَضَع قَالَ كَعْب فَمَنْ قَالَ بَعْد قَوْلِي هَذَا شَيْئًا أَوْ بَعْد عِلْمِي هَذَا شَيْئًا فَهُوَ الْمُتَكَلِّف وَهَذَا مِنْ أَحْسَن سِيَاقَات كَعْب الْأَحْبَار لَمَّا شَهِدَ لَهُ مِنْ صَحِيح الْأَخْبَار ؟؟وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيث أَنَّ عِيسَى اِبْن مَرْيَم يَحُجّ الْبَيْت الْعَتِيق . وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن دَاوُد حَدَّثَنَا عِمْرَان عَنْ قَتَادَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي عُتْبَة عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيُحَجَّنَّ هَذَا الْبَيْت وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْد خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج " اِنْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيّ .


يامغيرة هناك نفر من الناس توسعوا في رواية هذه الأخبار فدخلت كثير من أباطيل أهل الكتاب وخرافاتهم وترهاتهم على المسلمين، ونسب الكثير منها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإلى صحابته رضوان الله عليهم وإلى أئمة الإسلام ، حتى اتخذها بعض المتأخرين مادة يشرحون بها نصوص القرآن وملئت بها كتب التفسير ، مما شكل خطراً بالغاً على عقائد المسلمين بما تضمنته من تشبيه لله تعالى ، ووصفه بما لا يليق بجلاله وكماله ، وبما يتنافى مع عصمة الأنبياء والمرسلين ، إضافة إلى تشويهها لصورة الإسلام ، وتصويره في صورة دين خرافي يستخف بالعقول ويعنى بالترهات والأباطيل .
فاتخذت هذه الإسرائيليات - مع الأسف الشديد - مدخلاً للطعن في أئمة الإسلام وعلمائه ممن كان لهم في الإسلام قدم راسخة ، حتى كادت تذهب بالثقة في بعض الصحابة والتابعين ، الذي عرفوا بالثقة والديانة ، واشتهروا بين المسلمين بالتفسير والحديث ، وذلك بسبب ما أسند إليهم من هذه الإسرائيليات ، حيث اتهموا بأبشع الاتهامات من قبل بعض المستشرقين ومن مشى في ركابهم ، وعدُّوهم مضللين مدسوسين على الإسلام وأهله .

إذا كانت نماذج التفاسير التي أوردتها آنفا هي المقصود بذلك، فأنا لا أوافقك فقط بل أحييك على شجاعتك و تعقلك و أحيي جميع من هو من رأيك من الموحدين


أما عقيدتنا في الاسرائيليات نحن اهل السنة والجماعه هو قول النبي عليه الصلاة والسلام :(حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " رواه البخاري .
المطلوب تحقيق الحديث وتحقيق الأثر عن الصحابي ولهذا طرق حريصة أشد الحرص للتحقيق في النص ورجال النقل , يعني الموضوع لايؤخذ الا بشروطه حتى لو روي النقل عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
عفوا، هل المقصود ب "حدثوا عن بني اسرائيل و لا حرج" هو الأخذ بخرافات التوراة و التلمود مثلا؟؟ أنا فعلا لا أعرف ماهو والمقصود بذلك؟؟


لماذا يامغيرة ؟
افتح شريط لموضوع معين من الطوال في نقاشها كالناسخ والمنسوخ ولنحاول ازالة سوء الفهم .

لقد قلت رأيي بكل شفافية في هذا الموضوع: لا يمكن لله(حاشا لله) أن يتناقض في أحكامه أو إخباره بالغيب، فإذا اتفقنا على المبدأ يمكننا الخوض في التفاصيل.


ألم نتفق سابقا في موضوع عام الرمادة على القياس على الوضع والفعل والحكم المخصوص ؟؟
لم نفرق الآن ؟
فهل لو تكرر الظرف المخصوص نفسه لانستطيع الاستعانة بالحكم ؟ ( مع اتفاقنا على الظرف المخصوص وفي حدود ضيقه )
لنأخذ مثالا على ذلك :
لو كفلت عائلة لاتنجب مثلا طفلة رضيعه وقامت بالعناية بها وتربيتها في الاسرة كما يرى من كفالة يتيم بكامل متطلباتها , وعندما تكبر الفتاة أو الشاب ان كان ذكرا ولايجوز له أو لها التواجد في منزل فيه رجل ان كانت فتاة وامرأة أجنبية ان كان ذكرا , فهنا اما ان نخالف الشرع ونبقي الحال كما هو عليه وننال اثما بدل الثواب مما يجر ويلات نسمع بها جميعا وتطالعنا بها الأخبار والحوادث كل فترة , اما أن نعيد الشاب او الفتاة الى الشارع أو الملجأ ان قبلوا فيه بعد بلوه سنا معينا , أو نأخذ بهذا الحكم المخصوص لنحل الاشكال ؟؟
أعرض الأمور الثلاثة على العقل والحكمة والواقع وأجبني يامغيرة .

الزميل الفاضلة:

أولا: المثال الذي جئت به غير واقعي، لأن الحليب لا تدره إلا مرضع، و نعلم أن الهورمانات التي تحث الغدد المفرزة للحليب لا تبدأ عملها إلا بعد الولادة و خلال فترة الإرضاع، فإذا تخلفت المرأة عن إرضاع طفلها جف حليبها. المثال الذي جئت به يقتضي أن تكون الفتاة التي جرت كفالتها أما لطفل رضيع، أي متزوجة، فكيف سيساكنها الشاب و هي زوجة لرجل آخر؟؟ أما إذا كان الشاب هو زوجها فيجب أن يساكنها أصلا، هذا من ناحية و من ناحية أخرى فإني لا أفهم العلاقة بين رضاعة الكبير من امرأة بالغة و تحريمها عليه، لقد قرأت الروابط التي أحلتني عليها و غيرها كثير و لم أجد جوابا على هذا السؤال كما قلت سابقا، فهل لديك جواب مقنع؟؟
أنا أجد المؤمن الذي " يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" ويمتننع عن الكثير من المحرمات كالزنا و معاقرة الخمر امتثالا لأمر الله، أجد من الأحرى به أن يحفظظ حرمة أخته في الدين دون أن يشرب من حليبها، أم أني مخطئ؟؟

تحياتي للجميع

اخت مسلمة
10-25-2009, 06:28 PM
السلام عليكم


ي ما يلي نموذج مما لوحت به، فهل تعتقدين بمثل هذا الغيب؟؟؟ المرجع: تفسير ابن كثير

كتب التفسير فما يورد فيها من أحاديث يجمع بين الصحيح والضعيف بل وفي بعضها الموضوع والإسرائيليات، والتفسير المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة أو عمن بعدهم هو على أنواع، تفسير القرآن بما صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو على العين والرأس... وأما الضعيف والموضوع المختلق على النبي: فأحرى به أن يرد.
أما تفاسير الصحابة والتابعين - وهي أكثر من أن تحصى-: ففيها الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع، والإسرائيليات، التي تشتمل على خرافات بني إسرائيل، وأكاذيبهم، وقد تدسست إلى الكتب الإسلامية، ولاسيما كتب التفسير، وقد تنبه العلماء المحدثون القدامى، إلى هذه الظاهرة، وهي: غلبة الضعف على الرواية بالمأثور، فقد روي عن الإمام الجليل أحمد بن حنبل أنه قال: ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم، والمغازي، وقال المحققون من أصحاب الإمام: مراده: أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحيحة متصلة، وإلا فقد صح من ذلك شيء غير قليل، أنصحك بقراءة كتاب:" الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" فقد بحث هذه المسألة التي تؤرقك وكأنه يجيب عن استنكارك , ون الكتب المفيدة ايضا في هذه المسالة كتاب: "التفسير والمفسرون" وهناك كتبا خاصة في تخريج أحاديث كتب التفسير بإمكانه الرجوع إليها لمعرفة ثبوت الرواية أو عدمها، ككتاب:" الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف" للحافظ ابن حجر، وكتاب:" الفتح السماوي في تخريج أحاديث البيضاوي" للمناوي .
مثلا من ضمن ما أوردت في نقلك عن ابن كثر هذه الرواية ::


عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لَقِيت لَيْلَة أُسْرِيَ بِي إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى " - قَالَ - فَتَذَاكَرُوا أَمْر السَّاعَة فَرَدُّوا أَمْرهمْ إِلَى إِبْرَاهِيم فَقَالَ لَا عِلْم لِي بِهَا فَرَدُّوا أَمْرهمْ إِلَى مُوسَى فَقَالَ لَا عِلْم لِي بِهَا فَرَدُّوا أَمْرهمْ إِلَى عِيسَى فَقَالَ أَمَّا وَجْبَتهَا فَلَا يَعْلَم بِهَا أَحَد إِلَّا اللَّه وَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي أَنَّ الدَّجَّال خَارِج وَمَعِي قَضِيبَانِ فَإِذَا رَآنِي ذَابَ كَمَا يَذُوب الرَّصَاص قَالَ فَيُهْلِكهُ اللَّه إِذَا رَآنِي حَتَّى أَنَّ الْحَجَر وَالشَّجَر يَقُول يَا مُسْلِم إِنَّ تَحْتِي كَافِرًا فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَيُهْلِكهُمْ اللَّه ثُمَّ يَرْجِع النَّاس إِلَى بِلَادهمْ وَأَوْطَانهمْ - قَالَ - فَعِنْد ذَلِكَ يَخْرُج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَهُمْ مِنْ كُلّ حَدَب يَنْسِلُونَ فَيَطَئُونَ بِلَادهمْ وَلَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْء إِلَّا أَهْلَكُوهُ وَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَاء إِلَّا شَرِبُوهُ - قَالَ - ثُمَّ يَرْجِع النَّاس إِلَى أَوْطَانهمْ يَشْكُونَهُمْ فَأَدْعُو اللَّه عَلَيْهِمْ فَيُهْلِكهُمْ وَيُمِيتهُمْ حَتَّى تَجْوَى الْأَرْض مِنْ نَتْن رِيحهمْ وَيُنْزِل اللَّه الْمَطَر فَيَجْتَرِف أَجْسَادهمْ حَتَّى يَقْذِفهُمْ فِي الْبَحْر فَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي أَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَنَّ السَّاعَة كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ لَا يَدْرِي أَهْلهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادِهَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " وَرَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّد بْن بَشَّار عَنْ يَزِيد بْن هَارُون عَنْ الْعَوَّام بْن حَوْشَب

هذا الحديث مثلا ضعيف في هذا السياق , وقس على ذلك كما ذكرت لك وجود أحاديث مشابهة في الضعف أيضا في كثير من كتب التفسير , قد لايفطن لها الا طالب علم مثلا عرف بعضا عن تخريج الأحاديث وصحيحها من ضعيفها , المفسر والمؤرخ كلاهما يجمعان كل الأقوال التي قيلت في المسألة بدون تحقيق فهذا ليس مدار تخصصهما يأتي التحقيق على يد علماء الحديق ( المحدث ) فيهتم بتخريج الحديث وتصنيفه وتنقيحه .


عفوا، هل المقصود ب "حدثوا عن بني اسرائيل و لا حرج" هو الأخذ بخرافات التوراة و التلمود مثلا؟؟ أنا فعلا لا أعرف ماهو والمقصود بذلك؟؟

لاحرج ,, معناه أن الحديث عنهم ليس على الوجوب هنا ,يعني أن عندهم أحاديث وأخبار عن الأمم السابقة، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: فإن فيهم الأعاجيب , ولكن إذا عُرف أن بعض أحاديثهم من الكذب فلا يجوز اعتبارها، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: إذا حدثكم أهل الكتاب، فلا تُصدقوهم ولا تُكذبوهم، وقولوا آمنا بما أُنزل إلينا وما أُنزل إليكم .
المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن , أما ما علم كذبه فلا , أمور بمثل ما ورد في القرآن والحديث الصحيح , فهذا حسن , أما عكس ذلك مثلا وحديثا خالفوا فيه أمرا ذكر في القرآن أو السنة صراحة فهذا كذب واضح لايقلى له بال ,الللفظة تحمل معنى انه يوجد لديهم الصحيح الذي لم يشوه ولديهم كذلك المدسوسات والفريات , فيكون لدينا منهجنا الذي نعلم وعلى أساسه يكون التفريق بين الغث والسمين من أقوالهم , ومما لم يذكر عندنا من قصصهم وأخبارهم ( فلا تُصدقوهم ولا تُكذبوهم ) مجرد قصص ولا أحكام شرعية فيها فلايضر المسلم تصديقها أو تكذيبها .
وهذا يفسره قول النبي بعدها عليه الصلاة والسلام ( ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) كأنه يشير عليه الصلاة والسلام الى نبذ ماظهر مخالفته للقرآن والسنة بصراحة .


لا يمكن لله(حاشا لله) أن يتناقض في أحكامه أو إخباره بالغيب، فإذا اتفقنا على المبدأ يمكننا الخوض في التفاصيل.

أكيد وحاشا لله الحكيم الخبير عن التناقض , النسخ لايقدح في الحكمة الالهية أبدا أبدا والا ما أقره النبي عليه الصلاة والسلام وعلمه اصحابه والعلماء الأتقياء من بعدهم , ماينزل من تشريعات يامغيرة وآيات ووحي من عند الله ومن ثم نسخ جزء منه هذا كله بتقدير الله وعلمه , وعنده أم الكتاب تذكر الذي فيه الكل ماحدث من تفصيلات منها النسخ مثلا , على العموم اريد فقط أن تعلم أن النسخ لايعني أبدا الأنتقاص حاشا لله في العلم والحكمة الذي تبادر الى ذهنك أبدا وحاشا لله , ان كنت مازلت متشككا تفضل بفتح شريط , او راجع ماقيل هنا على الاقل في حوارات بشأن هذه المسألة حتى تستقر نفسك .



أولا: المثال الذي جئت به غير واقعي، لأن الحليب لا تدره إلا مرضع، و نعلم أن الهورمانات التي تحث الغدد المفرزة للحليب لا تبدأ عملها إلا بعد الولادة و خلال فترة الإرضاع، فإذا تخلفت المرأة عن إرضاع طفلها جف حليبها. المثال الذي جئت به يقتضي أن تكون الفتاة التي جرت كفالتها أما لطفل رضيع، أي متزوجة، فكيف سيساكنها الشاب و هي زوجة لرجل آخر؟؟ أما إذا كان الشاب هو زوجها فيجب أن يساكنها أصلا، هذا من ناحية و من ناحية أخرى فإني لا أفهم العلاقة بين رضاعة الكبير من امرأة بالغة و تحريمها عليه، لقد قرأت الروابط التي أحلتني عليها و غيرها كثير و لم أجد جوابا على هذا السؤال كما قلت سابقا، فهل لديك جواب مقنع؟؟

قلنا أن الحالة شديدة الخصوصية , وأن أمر سالم مولى أبي حذيفه كان قبل نزول لآية تحريم التبني لأنهم ببساطة ماكانوا سيأتوا بالتبني وهو مخالف للشرع , لذا كانت الرخصة الشديدة الخصوصية لحل مشكلتهم هذه .
ومثالي الذي ذكرت لك فيه ذات الخصوصية , بمعنى أن من تبنى هذا الطفل أو الطفل لايعلم الحكم الشرعي في التبني من حيث التحريم فأساء من حيث ظن انه يحسن , وحصل الأمر وعلم الحكم بعد ذلك , هنا الخصوصية المشابهة والضيقه لأنه نادر من لايعلم حكم التبني أصلا !
ثم هناك نصوص صريحة من القرآن والسنة تقول بمنتهى الصراحة أن الرضاعة المحرمة من المجاعة أي ما أنبت اللحم أي في فترة الصغر قبل الفطام , لكن تبقى رخصة مشددة وصل فيها الأمر الى التخصيص على سالم لوحده في هذه المسألة وبتضييق شديد جدا اذا تعدت لأمر طارئ وضروري جدا مشابه للحالة .
لكن في حالتنا كمسلمين نعرف أمر الشرع في تحريم التبني فمالذي يمنع نساءنا ممناتخذن يتيما يكفلنه في بيوتهن من ارضاعه مثلا وهو في سن الرضاعه وبذلك يحصل التحريم الواضح في السن المذكور بالنصوص الصريحة , لامشكلة هنا , وحالة سالم كانت طارئة وندر جدا أن تطرأ بعد تفصيل الأحكام واكمال الدين وانتشار صحة فهمه , أرأيت كمية التضييق يامغيرة ؟


أنا أجد المؤمن الذي " يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" ويمتننع عن الكثير من المحرمات كالزنا و معاقرة الخمر امتثالا لأمر الله، أجد من الأحرى به أن يحفظظ حرمة أخته في الدين دون أن يشرب من حليبها، أم أني مخطئ؟؟

طبعا كلام سليم وهذا هو الأصل التقوى والورع ومعرفة الحدود , هذا الواجب ولكن كيف هو الواقع ؟
الله المستعان

تحياتي للموحدين

المغيرة
10-25-2009, 10:48 PM
الأخت مسلمة، تحية طيبة:


كتب التفسير فما يورد فيها من أحاديث يجمع بين الصحيح والضعيف بل وفي بعضها الموضوع والإسرائيليات، والتفسير المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة أو عمن بعدهم هو على أنواع، تفسير القرآن بما صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو على العين والرأس... وأما الضعيف والموضوع المختلق على النبي: فأحرى به أن يرد.
أما تفاسير الصحابة والتابعين - وهي أكثر من أن تحصى-: ففيها الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع، والإسرائيليات، التي تشتمل على خرافات بني إسرائيل، وأكاذيبهم، وقد تدسست إلى الكتب الإسلامية، ولاسيما كتب التفسير، وقد تنبه العلماء المحدثون القدامى، إلى هذه الظاهرة، وهي: غلبة الضعف على الرواية بالمأثور، فقد روي عن الإمام الجليل أحمد بن حنبل أنه قال: ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم، والمغازي، وقال المحققون من أصحاب الإمام: مراده: أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحيحة متصلة، وإلا فقد صح من ذلك شيء غير قليل، أنصحك بقراءة كتاب:" الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" فقد بحث هذه المسألة التي تؤرقك وكأنه يجيب عن استنكارك , ون الكتب المفيدة ايضا في هذه المسالة كتاب: "التفسير والمفسرون" وهناك كتبا خاصة في تخريج أحاديث كتب التفسير بإمكانه الرجوع إليها لمعرفة ثبوت الرواية أو عدمها، ككتاب:" الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف" للحافظ ابن حجر، وكتاب:" الفتح السماوي في تخريج أحاديث البيضاوي" للمناوي .

الخلاف بيننا على طريقة التحقق من صحة الحديث، لقد اعتمدت كتب الحديث التسعة على الرواة أكثر من تحليلها لمتن الحديث، و عندي أن الحديث إذا كان مخالفا للعقل و المنطق و الواقع لا يمكن الركون إليه كائنا من كان الراوي، أما أنت فتعتبرين ما صح نقله عن الرسول( ص ) بدلالة الرواة وحي من الغيب يجب أن نقبل به و لو كان حديثا عن صراع مع العفاريت، أو الكلاب السود التي تقطع الصلاة لأنها شياطين، أو شيطانا يلعب بمقاعد المؤمنين وهذه نقطة الخلاف الأساسية بيننا. أنا أقول كما قال الإمام الجليل ابن حنبل: ثلاثة ليس لها أصل:التفسير و الملاحم و المغازي و أضيف إليها الأحاديث التي لا تمت إلى العقل و المنطق بصلة.

قلت: لا يمكن لله(حاشا لله) أن يتناقض في أحكامه أو إخباره بالغيب، فإذا اتفقنا على المبدأ يمكننا الخوض في التفاصيل
و قلت:

أكيد وحاشا لله الحكيم الخبير عن التناقض , النسخ لايقدح في الحكمة الالهية أبدا أبدا والا ما أقره النبي عليه الصلاة والسلام وعلمه اصحابه والعلماء الأتقياء من بعدهم , ماينزل من تشريعات يامغيرة وآيات ووحي من عند الله ومن ثم نسخ جزء منه هذا كله بتقدير الله وعلمه , وعنده أم الكتاب تذكر الذي فيه الكل ماحدث من تفصيلات منها النسخ مثلا , على العموم اريد فقط أن تعلم أن النسخ لايعني أبدا الأنتقاص حاشا لله في العلم والحكمة الذي تبادر الى ذهنك أبدا وحاشا لله , ان كنت مازلت متشككا تفضل بفتح شريط , او راجع ماقيل هنا على الاقل في حوارات بشأن هذه المسألة حتى تستقر نفسك
إذا كان النسخ ضمن هذا المفهوم لا يعني التناقض فهو يعني بالضرورة تغير النص المقدس ليتفاعل مع الظروف و الوقائع، خذي مثلا الآيتين التاليتين من سورة الأنفال:

64 ...إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين...65 الآن خفف عنكم و علم أن فيكم ضعفا ... فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين ....

إذا لم يكن هذا تناقضا كما اتفقنا، فيجب أن يكون تفاعلا للنص المقدس مع كل حالة على حده، و درس بليغ لنعمل العقل في فهم النص المقدس في كل زمان و مكان بما يتلاءم مع الواقع



ثم هناك نصوص صريحة من القرآن والسنة تقول بمنتهى الصراحة أن الرضاعة المحرمة من المجاعة أي ما أنبت اللحم أي في فترة الصغر قبل الفطام
لماذا لا نأخذ إذا بهذه النصوص بدلا من أن نقفز إلى رضاعة الكبير و نجد لها المبررات لا بل و نحاول استنباط المعجزات منها ثم نختلف في طريقة الرضاعة(بالفنجان أو الجفنة أو غير ذلك)،ألا تجدين هذا تشويها لصورة الإسلام الحقيقية و محاولة لشده إلى جدل تافه و عقيم حتى يخرج عن مساره تماما.
تحياتي

أبو يوسف المصرى
10-25-2009, 11:09 PM
السلام عليكم و رحمة الله

أولا معذرة لتدخلى فى الحوار

و لكننى فقط أحببت أن أحيى المغيرة على أدب الحوار

كما أحببت أن ألفت نظره الى مشكلتين فى الحوار

1. تجزئة الايمان بالغيب
فأنت تؤمن بوجود الله و بأنه الخالق بالغيب ثم ترفض الايمان بالكثير من الغيبيات و هذا من التناقض فى التفكير، لأنك لو أيقنت بقدرة العقل على معرفة كل شىء، لما كان هناك ما يسمى بالغيب و لرأيت الله و رأيت أفعاله
أما و العقل قاصر عن ادراك الكثير مما حولنا
فما بالك وهذا الكثير نقطة لا تذكر فيما حول الله

و لذا كان أول شرط الايمان فى كتاب الله الايمان بالغيب
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3

{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }يس11

فما يضرك اذا استخدمت الكهرباء و لم تعرف كنهها و عشت بالروح و لم تعرف أين هى ولا كيف عملها و استخدمت عقلك و أنت لا تراه و لا تعرف كيف يعمل
فهل يضرك شىء أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره
ثم تتوجه لله بالعبادة ظاهرة و باطنة
فتحب الله بقلبك و تخبت اليه و تتوكل عليه و تخلص اليه الى غير ذلك من الكثير من أعمال القلوب
ثم تصلى و تصوم و تحج و تزكى الى غير ذلك من أعمال الجوارح و الأركان
ثم تعامل الناس بالتى هى أحسن كما تحب أن يعاماوك بالتى هى أحسن

و فى كل ذلك ترجو من ربك الجنة و تخشى من عذاب النار

و بغير الايمان بالغيب فلن تطيق من ذلك شىء


2. مناقشتك علوم الاسلام (و سامحنى فى اللفظ) و أنت لا تجيد السباحة فى بحور العلم
فقد بنى الاسلام على العلم
و أول مسائل العلم التوثيق لكتاب الله و سنة رسوله
و ثانى مسائل العلم الفهم العالى للكتاب و السنة بفهم سلف الأمة
و ثالث مسائل العلم الاجماع فى أى مسألة من مسائل الدين فلا نبحث عن الشاذ من أقوال اهل العلم و نعتمده كدين، فان العالم اذا اراد الخير و النجاة صار وراء الاجماع قدر المستطاع

و هذه الأمور الثلاثة لا تأتى بين يوم و ليلة و لكنها تحتاج الى جهد و مثابرة

و هذا هو اشكال هذا الزمان

أن الناس قد فرطوا فى العلم و أحبوا الجهل فصاروا يقرأون فى الدين للجدال و اخراج التعارض الظاهرى و هم لا يجيدون السباحة فى بحور العلم، و هذا الحال مرت به الكثير من الأمم
(أما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى)
فالناس يستسهلون الجهل عن العلم فكان ما كان من ضلال العقول و القلوب عن مفهوم الدين و متطلباته

و حل هذا الاشكال واحدة من اثنين
1. طلب العلم لازالة الجهل

2. الاعتراف بالجهل مع عدم القدرة على طلب العلم، اما لضعف الهمة على الطلب أو لانشغال الانسان بأمور الدنيا
و حل هذا الشخص أن يفعل مع الدين ما يفعله مع غير تخصصه فى الدنيا
فمن ليس بطبيب لا يفتى بالطب بل يستفتى
و من ليس بعالم فى الدين لا يفتى بل يستفتى
و لا يضرب الدين بعضه ببعض بل يسأل عن الصحيح و السقيم حتى يصل الى بر النجاة

معذرة على الاطالة
و أسأل الله لك الهداية الى الحق المبين

و بدون هذين الأصلين سوف تجد العجب العجاب

اخت مسلمة
10-26-2009, 12:22 AM
الخلاف بيننا على طريقة التحقق من صحة الحديث، لقد اعتمدت كتب الحديث التسعة على الرواة أكثر من تحليلها لمتن الحديث،

من قال هذا يامغيرة سامحك الله ؟
علم الحديث هذا بحر واسع بذلت في سبيل تنقيح الأحاديث جهودا جبارة من العلماء والمحدثين , ماقال أحد أن الاعتماد على المتن فقط السنة المطهرة المستدل بها يحتاج إلى أمرين :
تبوت سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم و تبوت دلالتها على الحكم علم الحديت قسمان
-علم الحديت رواية
-علم الحديت دراية
فعلم الحديت رواية يبحت عما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال و أفعال و أحوال أي فيما ينقل لا عمن ينقل أو النقل بصفة عامة
وعلم الحديت دراية هو علم يبحت فيه عن أحوال الراوي و المروي عنه والمروي (أي الحديت)
من حيت القبول والرفض .
و اعلم أن قبول الراوي و المروي عنه لا يعني قبول الحديت أي قد يكون الراوي رجل تقة عدلا لكن الحديت يكون فيه شذوذ أو علة حين إذن يرفض الحديت . وقد أحيانا يكون رجال السند لا يصلون إلى حد القبول ولكن الحديت يكون مقبولا و ذلك لوجود شواهد و دلائل تؤيده من القرأن و السنة .
فكيف حكمت على أن المحدث يهتم بمتن الرواية دون باقي تفاصيلها ؟
كم من روايات ضعفت وانكرها المحدثون لامشكلة في متنها , بل قد يوافق أمرا في القرآن أو ماثبت من صحيح السنة والعيب في السند والرجال !!



و عندي أن الحديث إذا كان مخالفا للعقل و المنطق و الواقع لا يمكن الركون إليه كائنا من كان الراوي، أما أنت فتعتبرين ما صح نقله عن الرسول بدلالة الرواة وحي من الغيب يجب أن نقبل به و لو كان حديثا عن صراع مع العفاريت، أو الكلاب السود التي تقطع الصلاة لأنها شياطين، أو شيطانا يلعب بمقاعد المؤمنين وهذه نقطة الخلاف الأساسية بيننا.

نعم فعلا ماثبت صحته سندا ومتنا من علماء حديث معتبرين عبر الأزمان نأخذ به تماما .
أما أن نرفض لمجرد أنه لايناسب عقولنا فهذا كلام مغلوط أخي لايجب عليك قوله , لنحل هذا الأشكال , يمكنك وضع الأحاديث التي ترفضها عقلا لنر مانوعها وماهي اشكالياتك حولها بدل من الكلام العام والذي يدخل تحته الصحيح والضعيف ونسفه من خلاله جهودا مضنية لعلماء أفنوا حياتهم وبذلوا غالي جهودهم لتنقيح السنة النبوية فهكذا أفضل باذن الله .



لا يمكن لله(حاشا لله) أن يتناقض في أحكامه أو إخباره بالغيب، فإذا اتفقنا على المبدأ يمكننا الخوض في التفاصيل

أكيد طبعا , لاخلاف فلتطرح أشكالياتك كما تراها .


تغير النص المقدس ليتفاعل مع الظروف و الوقائع

النسخ إنما هو لله وحده، كان ذلك في كتاب أو سنة. انتهج النسخ في شريعة نبينا تخفيفا عنا، وامتحانا لإيماننا، وتدرجا في الدعوة والإرشاد للطريق السوي، مراعاة لقوم انتقلوا من الجاهلية للإسلام، ولايصح هذا الآن وقد قال تعالى :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا ) , الأمر استقر منذ نهاية وقت الرسالة المعلوم ووفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , وكان النسخ وقتها ولايجوز بعدذلك أبدا .

ذ
ا لم يكن هذا تناقضا كما اتفقنا، فيجب أن يكون تفاعلا للنص المقدس مع كل حالة على حده، و درس بليغ
لنعمل العقل في فهم النص المقدس في كل زمان و مكان بما يتلاءم مع الواقع


النسخ خفف حكما أو بدله بغيره فهل يجوز أن نعمل العقل بهذه الآلية الآن بعد استقرار الاسلام ومعرفة كل ماجاء به من أوامر ونواه ؟
التفسير للآيات التي لم يأتي بها نص تفسيري واضح صحيح , نعم يمكن للعلماء بشروط سبق ذكرها وبأهلية معينة فعل ذلك أما نسخ الأحكام أو اعمال العقل في الناسخ والمنسوخ بعد بيانهما الواضح فلايصح طبعا .



ماذا لا نأخذ إذا بهذه النصوص بدلا من أن نقفز إلى رضاعة الكبير و نجد لها المبررات لا بل و نحاول استنباط المعجزات منها ثم نختلف في طريقة الرضاعة(بالفنجان أو الجفنة أو غير ذلك)،ألا تجدين هذا تشويها لصورة الإسلام الحقيقية و محاولة لشده إلى جدل تافه و عقيم حتى يخرج عن مساره تماما.

فعلا أخذ بها جمهور العلماء , وبقي الحل الذي ذكر سابقا للخروج من أمر شديد الخصوصية وفي مرحلة تضييق كبيرة , سوى ذلك فالمأخوذ به والمعمول به دوميا من العلماء ومن يتعلمون على أيديهم هو الرأي الذي قلت .

تحياتي للموحدين

المغيرة
10-26-2009, 12:07 PM
السلام عليكم و رحمة الله

أولا معذرة لتدخلى فى الحوار

و لكننى فقط أحببت أن أحيى المغيرة على أدب الحوار

أهلا بك أخي أبو يوسف من جديد و أطيب التحية لك أيضا


كما أحببت أن ألفت نظره الى مشكلتين فى الحوار


1. تجزئة الايمان بالغيب
فأنت تؤمن بوجود الله و بأنه الخالق بالغيب ثم ترفض الايمان بالكثير من الغيبيات و هذا من التناقض فى التفكير، لأنك لو أيقنت بقدرة العقل على معرفة كل شىء، لما كان هناك ما يسمى بالغيب و لرأيت الله و رأيت أفعاله
أما و العقل قاصر عن ادراك الكثير مما حولنا
فما بالك وهذا الكثير نقطة لا تذكر فيما حول الله

و لذا كان أول شرط الايمان فى كتاب الله الايمان بالغيب
{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3

{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }يس11

فما يضرك اذا استخدمت الكهرباء و لم تعرف كنهها و عشت بالروح و لم تعرف أين هى ولا كيف عملها و استخدمت عقلك و أنت لا تراه و لا تعرف كيف يعمل
فهل يضرك شىء أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره
ثم تتوجه لله بالعبادة ظاهرة و باطنة
فتحب الله بقلبك و تخبت اليه و تتوكل عليه و تخلص اليه الى غير ذلك من الكثير من أعمال القلوب
ثم تصلى و تصوم و تحج و تزكى الى غير ذلك من أعمال الجوارح و الأركان
ثم تعامل الناس بالتى هى أحسن كما تحب أن يعاماوك بالتى هى أحسن

و فى كل ذلك ترجو من ربك الجنة و تخشى من عذاب النار

و بغير الايمان بالغيب فلن تطيق من ذلك شىء

أنا أومن بالغيب الذي يعني: "الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله"
و لا أومن بشيطان "عذرا لهذه الكلمة" يضرط عند سماع الأذان، أو يبول في أذن النائم


2. مناقشتك علوم الاسلام (و سامحنى فى اللفظ) و أنت لا تجيد السباحة فى بحور العلم
فقد بنى الاسلام على العلم
و أول مسائل العلم التوثيق لكتاب الله و سنة رسوله
و ثانى مسائل العلم الفهم العالى للكتاب و السنة بفهم سلف الأمة
و ثالث مسائل العلم الاجماع فى أى مسألة من مسائل الدين فلا نبحث عن الشاذ من أقوال اهل العلم و نعتمده كدين، فان العالم اذا اراد الخير و النجاة صار وراء الاجماع قدر المستطاع

و هذه الأمور الثلاثة لا تأتى بين يوم و ليلة و لكنها تحتاج الى جهد و مثابرة

و هذا هو اشكال هذا الزمان

أن الناس قد فرطوا فى العلم و أحبوا الجهل فصاروا يقرأون فى الدين للجدال و اخراج التعارض الظاهرى و هم لا يجيدون السباحة فى بحور العلم، و هذا الحال مرت به الكثير من الأمم
(أما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى)
فالناس يستسهلون الجهل عن العلم فكان ما كان من ضلال العقول و القلوب عن مفهوم الدين و متطلباته

و حل هذا الاشكال واحدة من اثنين
1. طلب العلم لازالة الجهل

2. الاعتراف بالجهل مع عدم القدرة على طلب العلم، اما لضعف الهمة على الطلب أو لانشغال الانسان بأمور الدنيا
و حل هذا الشخص أن يفعل مع الدين ما يفعله مع غير تخصصه فى الدنيا
فمن ليس بطبيب لا يفتى بالطب بل يستفتى
و من ليس بعالم فى الدين لا يفتى بل يستفتى
و لا يضرب الدين بعضه ببعض بل يسأل عن الصحيح و السقيم حتى يصل الى بر النجاة

معذرة على الاطالة
و أسأل الله لك الهداية الى الحق المبين

لعلك لو قرأت إجاباتي جميعا لوجدتني أتجنب الخوض في ما سميته أنت بعلوم الإسلام، أنا أدعو إلى استخدام العقل لتمييز الخبيث من الطيب، فعنوان الموضوع: تحسين العقل و اعتقد أن إجابتي الأولى توضح الثانية


و بدون هذين الأصلين سوف تجد العجب العجاب

أعرف العجب العجاب عن بؤس الإنسان و تخلفه عندما لا يستعمل العقل الذي كرمه الله به، و هذا يكفيني.

تحياتي للجميع:emrose:

المغيرة
10-26-2009, 01:22 PM
الأخت مسلمة:

تحية طيبة من جديد:


من قال هذا يامغيرة سامحك الله ؟
علم الحديث هذا بحر واسع بذلت في سبيل تنقيح الأحاديث جهودا جبارة من العلماء والمحدثين , ماقال أحد أن الاعتماد على المتن فقط السنة المطهرة المستدل بها يحتاج إلى أمرين :
تبوت سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم و تبوت دلالتها على الحكم علم الحديت قسمان
-علم الحديت رواية
-علم الحديت دراية
فعلم الحديت رواية يبحت عما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال و أفعال و أحوال أي فيما ينقل لا عمن ينقل أو النقل بصفة عامة
وعلم الحديت دراية هو علم يبحت فيه عن أحوال الراوي و المروي عنه والمروي (أي الحديت)
من حيت القبول والرفض .
و اعلم أن قبول الراوي و المروي عنه لا يعني قبول الحديت أي قد يكون الراوي رجل تقة عدلا لكن الحديت يكون فيه شذوذ أو علة حين إذن يرفض الحديت . وقد أحيانا يكون رجال السند لا يصلون إلى حد القبول ولكن الحديت يكون مقبولا و ذلك لوجود شواهد و دلائل تؤيده من القرأن و السنة .
فكيف حكمت على أن المحدث يهتم بمتن الرواية دون باقي تفاصيلها ؟
كم من روايات ضعفت وانكرها المحدثون لامشكلة في متنها , بل قد يوافق أمرا في القرآن أو ماثبت من صحيح السنة والعيب في السند والرجال !!

اختي الكريمة:
إن رسولا مثل محمد (ص)، شهد له العدو قبل الصديق برفعة الأخلاق و الصدق و الأمانة و الحرص على إنقاذ أمته من الخرافة و الجهالة. يقول عندما توفي أبنه ابراهيم و خسفت الشمس: "الشمس و القمر آيتان من آيات الله لاتخسفان لموت أحد و لا لوفاته"
إنسان مثله لا يمكن أن يروى عنه الحديث التالي:
:(إن عفريتا من الجن تفلت منى البارحة ليقطع على صلاتى,فأمكننى الله منه فأخذته,فأردت أن اربطه على سارية من سوارى المسجد حتى تنظروا إليه كلكم,فتذكرت دعوة أخى سليمان,فرددته خاسئا)الراوى:أبو هريرة,المحدث:البخارى(الصحيح).
أو:
رسول من الله مثله لا يمكن أن يسحر، فالسحر كما أعرف و هم و ضلال و لايضر الساحر الناس شيئا إلا بإذن الله (انظري مثلا قصة موسى و السحرة حيث خيل إلى الناس من سحرهم أن عصيهم حيات تسعى، أو الملكين ببابل هاروت و ماروت و هما ليسا بضاري الناس بالسحر شيئا إلا أن يشاء الله)، و عندما يشاء الله طبعا فلن يحتاج إلى وساطة الساحر فما أمره إلا واحدة كلمح بالبصر، أو كن فيكون، انظري الآن إاى الحديث "الصحيح" التالي و احكمي بنفسك:
"سٌحر النبى صلى الله عليه وسلم حتى ليخيل أنه يفعل الشىء وما يفعله....قال:جائنى رجلان.
قال أحدهما لصاحبه:ما وجع الرجل؟
قال:مطبوب
قال:ومن طبه؟
قال:لبيد بن الأعصم اليهودى من بنى زريق.
قال:فى ماذا؟
قال:فى مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر
قال:فأين هو؟
قال:فى بئر ذى أروان
قال:فذهب الرسول صلى الله عليه وسلم فى أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل,ثم رجع إلى عائشة,فقال:والله لكان ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين.قلت:يا رسول الله,افأخرجته؟قال:لا,أما أنا فقد عافانى الله وشفانى,وخشيت أن أثور على الناس منه شرا,وأمر بها فدفنت.
الراوى:عائشة,المحدث:البخارى(صحيح البخارى).رقم 5766"

إذا كان الرسول الكريم الذي قاد أمة (أمية) من الظلمات إلى النور في عقد و نيف من الزمن و لم تمض بضعة عقود حتى أصبحت أمة الأميين تحكم العالم، إذا كان هذا يتخيل أنه يفعل أشياء و وهو لايفعلها، و ما ذلك إلا بفعل يهودي فهل هذا منطق يقبله العقل


نعم فعلا ماثبت صحته سندا ومتنا من علماء حديث معتبرين عبر الأزمان نأخذ به تماما .
أما أن نرفض لمجرد أنه لايناسب عقولنا فهذا كلام مغلوط أخي لايجب عليك قوله , لنحل هذا الأشكال , يمكنك وضع الأحاديث التي ترفضها عقلا لنر مانوعها وماهي اشكالياتك حولها بدل من الكلام العام والذي يدخل تحته الصحيح والضعيف ونسفه من خلاله جهودا مضنية لعلماء أفنوا حياتهم وبذلوا غالي جهودهم لتنقيح السنة النبوية فهكذا أفضل باذن الله .

هنا يحضرني حديث شريف لا أذكره بالنص لكن معناه أن المسلمين سيتبعون خطوات من سبقهم من أهل الكتاب خطوة بخطوة، حتى إذا دخل هؤلاء جحر ضب دخلوه، لعلك أدرى مني بالنص الكامل للحديث.

و ها أن البعض يعيد ما قام به دهاقنة الكنيسة في العصور الوسطى، الذين احتكروا النص المقدس لمصلحتهم، و راحوا يوهمون الناس بأمور تلهيهم عن تخلفهم و واقعهم المعاشي لا بل و يبيعوهم أراض في الجنة أو صكوك الغفران، ثم أخذوا بإحراق العلماء و كل من يحاول أن ينازعهم السلطة، و مازلنا نذكر غاليلة الذي أرغم أمام محاكم التفتيش على القول بأن الأرض لاتدور و هو عجوز على حافة قبره، و كوبرنيكس الذي نبشت جثته من القبر و احرقت لأنه قال بأن الأرض تدور حول الشمس، و برونو الذي قال بتعدد العوالم فأحرق حيا...
كلا الإسلام ليس كذلك ففي الفترة نفسها كان العلماء المسلمون من أمثال ابن حيان و ابن الهيثم و ابن سينا و الفارابي يتبعون منهج العقل و التجريب، حتى لقد استطاعوا في عصر الخليفة المأمون قياس محيط الأرض عند خط الاستواء بدقة مذهلة مقارنة بقطرها الحقيقي الذي توصلنا إليه اليوم باستخدام الأقمار الصناعية و أحدث وسائل التكنولوجيا.
فما بالنا بعد ألف عام نعود إلى قصص و أمثلة كالتي أوردتها آنفا تشوه صورة الإسلام ؟؟


أكيد طبعا , لاخلاف فلتطرح أشكالياتك كما تراها .

هاقد طرحتها آنفا


النسخ إنما هو لله وحده، كان ذلك في كتاب أو سنة. انتهج النسخ في شريعة نبينا تخفيفا عنا، وامتحانا لإيماننا، وتدرجا في الدعوة والإرشاد للطريق السوي، مراعاة لقوم انتقلوا من الجاهلية للإسلام، ولايصح هذا الآن وقد قال تعالى :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا ) , الأمر استقر منذ نهاية وقت الرسالة المعلوم ووفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , وكان النسخ وقتها ولايجوز بعدذلك أبدا .

إذا كان الأمر كذلك فنحن في جاهلية أدهى و أمر و أحوج ما نكون إلى الإجتهاد و تمييز الخبيث من الطيب.


النسخ خفف حكما أو بدله بغيره فهل يجوز أن نعمل العقل بهذه الآلية الآن بعد استقرار الاسلام ومعرفة كل ماجاء به من أوامر ونواه ؟
التفسير للآيات التي لم يأتي بها نص تفسيري واضح صحيح , نعم يمكن للعلماء بشروط سبق ذكرها وبأهلية معينة فعل ذلك أما نسخ الأحكام أو اعمال العقل في الناسخ والمنسوخ بعد بيانهما الواضح فلايصح طبعا .

النص المقدس ليس كتابا مدرسيا كتبه المؤلف ثم أغفله، إنه نص حي يتفاعل مع الزمان و المكان و لذلك فالقرآن معجزة خالدة،


فعلا أخذ بها جمهور العلماء , وبقي الحل الذي ذكر سابقا للخروج من أمر شديد الخصوصية وفي مرحلة تضييق كبيرة , سوى ذلك فالمأخوذ به والمعمول به دوميا من العلماء ومن يتعلمون على أيديهم هو الرأي الذي قلت .

لقد أعرضت عن هذا الموضوع أكثرمن مرة، و إثارته لاتفعل أكثر من إحماء شبهة على الإسلام.

أخيرا، فإني أشكر كل من شجعني على الكتابة بهذه الطريقة و الأسلوب في منتداكم الكريم، لكني في الوقت نفسه أخشى أن أكون قد أثقلت على البعض أو تعديت بعض الخطوط الحمر التي رسمتموها في إطار سياسة المنتدى.
إذا كان الأمر كذلك فإني سأنسحب مع كل التقدير و الإحترام، فما هي إلا كلمات قلتها بدافع من الحرقة على هويتي و كياني الذي هو بطاقتي إلى العالم، و لا أحب أن تصل هذه البطاقة محروقة أو مشوهة

أطيب التحيات للجميع

اخت مسلمة
10-26-2009, 06:35 PM
اخي مغيرة
قلت هنا بعد حديثك عن قول النبي عليه الصلاة والسلام في ماحدث حين وفاة ابنه هذا ::



إنسان مثله لا يمكن أن يروى عنه الحديث التالي:
:(إن عفريتا من الجن تفلت منى البارحة ليقطع على صلاتى,فأمكننى الله منه فأخذته,فأردت أن اربطه على سارية من سوارى المسجد حتى تنظروا إليه كلكم,فتذكرت دعوة أخى سليمان,فرددته خاسئا)الراوى:أبو هريرة,المحدث:البخارى(الصحيح)

هذا حديث صحيح وهذه حديث صحيح , خضعا لنفس التنقيحات والتصحيحات ومرا على علماء الحديث بنفس الطريقة في التنقيح , فلم تقبل واحدا وترد الآخر ؟
ماالمشكلة في كونه عليه الصلاة والسلام ظهر له عفريت من الجن وهو يصلي ؟
ألم يرسل النبي محمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا للجن والانس ؟
ألم يؤمن نفر منهم بدعوته بنص الآيات القرآنية :(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )
الجن كالإنس ثقل من الثقلين، فيهم المؤمن والكافر والبر والفاجر، والسني والرافضي، وفيهم من أهل البدع التي في البشر، وبينهم جهاد وحروب وقتال، وفيهم دعوة ونذارة، ونبينا عليه الصلاة والسلام نبيهم أيضا ومرسل اليهم , ومن رأى جبريل عليه السلام بعظم خلقه هل يستصعب تصديق رؤيته لعفريت من الجن ؟
ومعلوم أيضا أن الجن والشياطين تفسد الصلاة بنصوص صحيحة , وتسرق من صلاة العبد حتى تفسد ثوابها عليه , الحديث صحيح والنبي عليه الصلاة والسلام مرسل للثقلين وقد يسر الله تعالى له رؤية ماهو أعظم من المخلوقات الضعيفه من الانس والجن فأين العجب الذي لايصدق ؟؟



إذا كان الرسول الكريم الذي قاد أمة (أمية) من الظلمات إلى النور في عقد و نيف من الزمن و لم تمض بضعة عقود حتى أصبحت أمة الأميين تحكم العالم، إذا كان هذا يتخيل أنه يفعل أشياء و وهو لايفعلها، و ما ذلك إلا بفعل يهودي فهل هذا منطق يقبله العقل


احاديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم -أحاديث صحيحة ثابتة ، بل في أعلى درجات الصحة ، ولا مطعن فيها بوجه من الوجوه ، فقد اتفق على إخراجها البخاري و مسلم ، ورواها غيرهما من أصحاب كتب الحديث كالإمام أحمد و ابن ماجه وغيرهم , وهي من الأحاديث التي طعن فيها سابقا ومازال يطعن فيها الآن تحت مسمى تحكيم العقل ، وطرح كل ما يتعارض مع مسلماته وثوابته ،
دعنا نرى هل فيها مايخالف العقل أم لا ؟
دعنا نتفق على أمور :
أولا النبي محمد عليه الصلاة والسلام بشر , وليس ملكا ولا الها , فيقع عليه مايقع على البشر وسيرة حياته الشريفه عليه الصلاةوالسلام تحوي كل مايمكن أن يتعرض له البشري في حياته منابتلاءات وذلك لتعليم الأمة كيفية التعامل معها من استناننا بفعل نبينا عليه الصلاة والسلام .
ثانيا السحر ثابت ومعلوم منالقرىن والسنة ولامجال لأنكاره البتة .
دارت الشبهات حول أحاديث السحر هذه في ثلاث مطاعن :
الأول : أن الحديث وإن رواه البخاري و مسلم فهو حديث آحادي ، لا يؤخذ به في العقائد ، وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تأثير السحر في عقله ، عقيدة من العقائد ، فلا يؤخذ في إثبات ما يخالفها إلا باليقين كالحديث المتواتر ، ولا يكتفي في ذلك بالظن .

والثاني : أن الحديث يخالف القرآن الكريم الذي هو متواتر ويقيني ، في نفي السحر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فالقرآن نعى على المشركين ووبخهم على نسبتهم إثبات السحر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه :{ وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الفرقان 8 - 9) ، وقال جل وعلا : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا } .

الثالث : أنه لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله ، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه ، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه ، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة والبلاغ .
رد أهل العلم على هذه المطاعن الثلاث فقالوا :
ما يتعلق بحجية أخبار الآحاد ، فإن الأدلة شاهدة من كتاب الله ، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال السلف ، بل وإجماعهم - كما نقله غير واحد كالشافعي و النووي و الآمدي وغيرهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، وقبول الاستدلال به في العقائد والعبادات على حد سواء ، وهي أدلة كثيرة لا تحصى ويكفي وجود هذه الأحاديث في الصحيحين للجزم بصحتها وثبوتها، وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقبول، وليست هي من الأحاديث المنتقدة حتى تستثنى من ذلك، وقد رُوِيت من طرق عدة في الصحيحين وغيرهما ، وعن غير واحد من الصحابة منهم : عائشة ، و ابن عباس ، و زيد بن أرقم - رضي الله عنهم- ، وغيرهم مما يبعد عنه احتمال الغلط أو السهو أو الكذب ، كما أثبتها واعترف بصحتها رواية ودراية كبار الأئمة الذي هم أرسخ قدمـًا في هذا الشأن ، وفي الجمع بين المعقول والمنقول كالإمام المازري و الخطابي ،و القاضي عياض ، والإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، والإمام ابن كثير ، والإمام ابن حجر وغيرهم ممن لا يحصيهم العدُّ ، فهل كل هؤلاء الأئمة فسدت عقولهم ، فلم يتفطنوا إلى ما تفطن إليه أصحاب العقول ؟! ، أم أنه التسليم والانقياد ، وتعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعدم معارضته برأي أو قياس .
وأما أن الحديث مخالف للقرآن فهو دليل على سوء الفهم ، لأن المشركين لم يريدوا بقولهم :{إن تتبعون إلا رجلا مسحورا } أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُحر فترة يسيرة بحيث لم يتعلق سحره بأمور الرسالة والتبليغ ، ثم شفاه الله ، وإنما أرادوا بقولهم ذلك إثبات أن ما يصدُر عنه ما هو إلا خيال وجنون في كل ما يقول وما يفعل ، وفيما يأتي ويذر، وأنه ليس رسولاً ، وأن ما جاء به ليس من الوحي في شيء ، وإنما هو خيال مسحور ، فغرضهم إنكار رسالته - صلى الله عليه وسلم - ، وبالتالي فلا يلزمهم تصديقه ولا اتباعه .
ولا ريب أن الحال التي ذُكَرت في الحديث عروضها له - صلى الله عليه وسلم - لفترة خاصة ، ليست هي التي زعمها المشركون في شيء ، فلا يصح أن يؤخذ من تكذيب القرآن لما زعمه المشركون دليلاً على عدم ثبوت الحديث ، فنحن عندما نؤمن بما دل عليه الحديث لا نكون مصدقين للمشركين ولا موافقين لهم فيما أرادوا ، لأن الذي عناه الحديث غير الذي عناه أولئك الظالمون، وإذا ثبت ذلك لم يكن هناك تصديق ولا موافقة لهم .
وأما ادعائهم بأن هذا الحديث يتنافى مع عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم -( وأظن ان هذا الاشكال الذي لديك) في الرسالة والبلاغ فإن الذين صححوا حديث السحر كالبخاري و مسلم وغيرهما ، ومن جاء بعدهما من أهل العلم والشراح ، قالوا إن ما حدث للنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من جنس سائر الأمراض التي تعرض لجميع البشر ، وتتعلق بالجسم ولا تسلط لها على العقل أبداً ، وهو أمر يجوز على سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، قال القاضي عياض : " فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده ، وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده "

وقول عائشة : " أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله " إما أن معصوم يكون في أمور الدنيا لا في أمور الدين والرسالة ، وقياس أمور الوحي والرسالة على أمور الدنيا قياس مع الفارق ، فإنه بالنسبة لأمور الدينمن الخطأ والتغير والتبدل لا يخالف في ذلك أحدٌ ، فللرسول - صلى الله عليه وسلم - اعتباران : اعتبار كونه بشرًا ، واعتبار كونه رسولاً ، فبالاعتبار الأول يجوز عليه ما يجوز على سائر البشر ، ومنه أن يُسحر ، وبالاعتبار الثاني لا يجوز ما يخل بالرسالة لقيام الدليل العقلي والنقلي على العصمة منه .
وسواء قلنا بهذا أو بذاك فليس في الحديث أبداً ما يخل بعصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلق بالتبليغ والرسالة , وما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض لقد شاء الله سبحانه - وله الحكمة البالغة - أن يبتلي أنبياءه بشتى أنواع البلاء ليعلم الناس أنهم بشر مثلهم ، فلا يرفعوهم إلى درجة الألوهية ، وليزداد ثواب الأنبياء ، وتعظم منازلهم ودرجاتهم عند الله تعالى بما يلاقونه ويتحملونه في سبيل تبليغ رسالات الله .
ولابن القيم رحمه الله كلام نفيس في هذا الصدد سأضع لك جزءا منه :
قال رحمه الله بعد أن ذكر الأحاديث الدالة على سِحر النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث ، مُتَلقَّى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته ، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم ، وأنكروه أشد الإنكار ، وقابلوه بالتكذيب ، وصنف فيه بعضهم مصنفـًا منفردًا حمل فيه على هشام - يعني ابن عروة بن الزبير - ، وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال : غلط واشتبه عليه الأمر ، ولم يكن من هذا شيء ، قال : لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يُسْحَر ، فإنه تصديق لقول الكفار : {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }( الإسراء 47 ، الفرقان 8) .... قالوا : فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا ، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم ، وعصمتهم من الشياطين .

قال : وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم ، فإن هشامـًا من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحدٌ من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن ؟ ، وقد رواه غير هشام عن عائشة ، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة ، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن ، والحديث ، والتاريخ ، والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأيامه من المتكلمين ( ثم أخذ يذكر بعض الروايات في إثبات سحره - صلى الله عليه وسلم- ) . . . . . . إلى أن قال : والسحر الذي أصابه كان مرضـًا من الأمراض عارضـًا شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ، فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ، فقد أغمي عليه -- صلى الله عليه وسلم - في مرضه ، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ شِقه ( أي انخدش ) ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعةً في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ؛ فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس ، فليس ببدع أن يبتلى النبي - صلى الله عليه وسلم- من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه ، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد ، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك ، بل هذا من كمالهم ، وعلو درجاتهم عند الله " أهـ .



هنا يحضرني حديث شريف لا أذكره بالنص لكن معناه أن المسلمين سيتبعون خطوات من سبقهم من أهل الكتاب خطوة بخطوة، حتى إذا دخل هؤلاء جحر ضب دخلوه، لعلك أدرى مني بالنص الكامل للحديث.

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لتتبعن سُنّةَ مَن كان قبلكم باعا بباع ، وذراعا بذراع ، وشبرا بشبر ، حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم فيه ، قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن إذًا ؟‍‍! )) .[ابن ماجه]
هذا الحديث لايعني ماقصدته يامغيرة , هنا يتحدث عن اتباع أهل الضلال وهذا مشاهد الآن وبقوة , التقليد الأعمى الأهوج في كل الأمور , مع تخصيص سيئها للتقليد !


كان العلماء المسلمون من أمثال ابن حيان و ابن الهيثم و ابن سينا و الفارابي يتبعون منهج العقل و التجريب، حتى لقد استطاعوا في عصر الخليفة المأمون قياس محيط الأرض عند خط الاستواء بدقة مذهلة مقارنة بقطرها الحقيقي الذي توصلنا إليه اليوم باستخدام الأقمار الصناعية و أحدث وسائل التكنولوجيا.
فما بالنا بعد ألف عام نعود إلى قصص و أمثلة كالتي أوردتها آنفا تشوه صورة الإسلام ؟؟

هذا العمل والعلم عبادة وتحض عليه الشريعه الاسلامية بقوة في مصدريها , لاخلاف طبعا وترك الله تعالى أمورا يفيد البحث فيها والتجربة الجنس البشري مبهمة وانزل الآيات التي تحض على البحث والنظر بدون تفصيل , وترك للعقل والعلم مجال التجربة والبحث مفتوحا على مصراعيه , بل وكما قلت لك جعله عبادة وقربى الى الله تعالى .


خيرا، فإني أشكر كل من شجعني على الكتابة بهذه الطريقة و الأسلوب في منتداكم الكريم، لكني في الوقت نفسه أخشى أن أكون قد أثقلت على البعض أو تعديت بعض الخطوط الحمر التي رسمتموها في إطار سياسة المنتدى.
إذا كان الأمر كذلك فإني سأنسحب مع كل التقدير و الإحترام، فما هي إلا كلمات قلتها بدافع من الحرقة على هويتي و كياني الذي هو بطاقتي إلى العالم، و لا أحب أن تصل هذه البطاقة محروقة أو مشوهة

نرحب بك يامغيرة وبحوارك العقلاني المحترم الذي نفتقده كثيرا من البعض , أهلا بك وباستفساراتك وحوارك .


تحياتي للموحدين

المغيرة
10-27-2009, 12:01 AM
اختي الكريمة:

يقول الله تعالى: "و لايفلح الساحر حيث أتى" فكيف أفلح لبيد بن الأعصم اليهودى من بنى زريق في سحر رسول الله؟؟
لا أطالبك بالرد بل سأتوقف هنا عن الحوار متمنيا لكم التوفيق، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

اخت مسلمة
10-27-2009, 12:49 AM
سؤال وجيه , وفي الاجابة عليه ضرورة , فتفضل هذا الرابط :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3060

ستجد فيه تفصيل ماتتسائل عنه ورد على استفسارك الحق والمشروع .

اهلا بك

تحياتي للموحدين