المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجديد حول فتق السماوات والأرض



Mahmoud Muhammad
10-27-2009, 03:48 PM
فى مرحلة مبكرة من الكون تشكل ما يعرف بالنسيج الكونى أو cosmic web وهو على هيئة خيوط متشابكة من المادة التى يتألف منها الكون وهى تشبه نسيج الكنعبوت وقد أشار القرآن الكريم الى ذلك بقوله " والسماء ذات الحُبُك " وكانت الخيوط - والتى تنتظم عليها المجرات والمجموعات المجرية - التى يتألف منها النسيح متقاربة وكثيفة ثم اخذت بالتباعد بمرور الوقت وهو ما استدلوا عليه بظاهرة التحول نحو الطيف الأحمر redshift ويعرف هذا بالتمدد الكونى .

وهذا التباعد أشبه ما يمكن بفتق الثوب الذى يقابله الرتق من هنا تتضح دقة الوصف القرآنى

وفى الوسيط : فَتَق الشيءَ -ُ فَتْقًا: شَقَّهُ. وفي التنزيل العزيز:أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا. ويقال: فَتَقَ الثوبَ - فَصَلَ نسيجَه أو خياطتَه .

وفى محيط المحيط :الفَتْق خلاف الرَّتْق . فَتَقَهُ يَفْتُقُه و يَفْتِقُه فَتْقاً شقه



نأتى لمسألة السماوات والأرض :

تعبير السماوات والأرض فى القرآن يشار به الى المجموع ككل لا يتجزأ اى الكون universe .

كقوله تعالى : وسارعو الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض . الاية

وقوله :إن استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا . الآية

وعليه فقوله تعالى : أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما . الاية

أى المقصود الكون ككل كان رتقا كالنسيج المتصل بعضه ببعض ثم تباعدت خيوطه اى انفتقت كما تنفتق خيوط النسيج كما تشكلت المجرات والمجموعات المجرية على طول الخيوط وانفصلت الأرض عن السماء وما تحويه وهو ما يوافق الحقيقة العلمية المذكورة أعلاه .

والارض كانت لاشك فى غمرة هذا النسيج الكونى . فهناك فتق للكون وانفصال للأرض عن سائر الكون

وكانت فى البداية غير متمايزة ثم أخذت فى التمايز نتيجة تكدس accretion الغاز والغبار الذى تتألف منه السحابة الشمسية solar nebula ( وهى سحابة من الغبار والغاز )



ويدل على أن المقصود من كون السماوات والأرض كانتا رتقا بمعنى كل متجانس الحديث الذى رواه الترمذي : تفسير القرآن (3109) , وابن ماجه : المقدمة (182) , وأحمد (4/11). عن أبي رزين العقيلي؛ قال قلتُ: يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: في عماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء قال محمد: العماء: السحاب الكثيف المُطْبِق - فيما ذكره الخليل . اهـ ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية فى الفتوى الحموية .

والهواء قد يشار به الى خليط الهيدروجين والهيليوم او العدم *





وهذا السحاب هو الدخان المذكور فى الايات والذى منه خلقت السماوات والارض أو ربما مرحلة سابقة



وقد يشار بفتق الارض الى تمايز اجزائها بعد ان كانت فى حالتها الاولية غير متمايزة الى قشرة ووشاح وقلب ثم فتق القشرة الى ألواح تكتونية ولذا يشار للأرض بأنها " ذات الصدع "



كما قد يكون الفتق واقع على الكون ككل ( السماوات والارض ) اى المجموع وليس كل على حدة .

و كون الفتق واقع على الكل مثل قوله تعالى :يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .

اى يخرج من مجموع البحرين العذب والمالح .

وليس ان اللؤلؤ والمرجان يخرجان من كل على حدة

فاللؤلؤ وإن كان يخرج من كلا المائين ( راجع مادة اللؤلؤ Pearl فى الموسوعة البريطانية ) فإن المرجان لا يخرج إلا من الماء المالح .

ولذا عندما ذكر الاخراج من كل على حدة ذكر لفظ " الحلية " دون تحديد وهو ما ينطبق على كل منهما على حدة

ويكون المقصود من استخراج الحلية من الماء العذب هو استخراج اللؤلؤ دون المرجان .

قال تعالى :

وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون .



ونظير ذلك قوله تعالى مخاطبا الجن والأنس :ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى .

المعلوم كما ورد عن الصحابة والتابعين أن الرسل من الانس دون الجن

و " منكم " اى من المجموع .

كما ان فتق ( شق ) الارض على حدة قد يكون المقصود منه انفصال القمر عن الارض وانشقاق اوانشطار الارض الاولية الى الارض الحالية والقمر

وهى نظرية جديدة عن نشأة القمر ترجحها بعض الدلائل

حيث يعتقد العلماء ان القمر نشأ نتيجة اصطدام كوكب بحجم المريخ بالأرض وهى لا تزال فى مرحلة بدائية ويسمى هذا الكوكب Theia

وهذه الفرضية تسمى Giant Impact Hypothesis

وبالتالى لدينا ثلاثة أمور محتملة

1 - الفتق وقع على السماء والارض كل على حدة

2 - الفتق واقع على المجموع اى النسيج الكونى

3 - الفتق بمعنى انفصال الارض عن سائر الكون بعد أن كان الجميع كلا متجانس وعن السحابة الشمسية solar nebula



نقطة أخيرة :

الله سبحانه وتعالى عندما قدم وصفا لنشاة الكون والظواهر الطبيعية والكونية لا شك ان الوصف وإن كان مجملا هو ملائم لواقع الامر ويدل عليه
اما تصوراتنا ونظرياتنا نحن عن هذه الاشياء بصرف النظر عن مدى مطابقتها للواقع قد تتفق مع ظاهر القرآن المجمل
ولاننا لا نعلم واقع الامر على وجه التحديد لان الايات القرانية مجملة فاننا نقبل بالتصور اوالنظرية العلمية القائمة على بحث ونظر وتدل على صحتها بعض الدلائل ما دامت محتملة من ظاهر النصوص القرآنية
واجمال النص القرانى فى حد ذاته هو باعث على البحث للحصول على تصور تفصيلى علمى لهذه الظواهر




------------ -----

*

بعد مرور فترة معينة على بداية التمدد الكونى من حالة بدائية متكدسة جدا وما نتج عن ذلك من تقليص للحرارة والكثافة وصل الوضع الى حالة تسمح بتكون أنوية الذرات Big Bang nucleosynthesis

ومر الكون بعد ذلك بمرحلة كان فيها خليطا متجانسا من غازات هى الهيدروجين والهيليوم والليثيوم .والبريليوم اما العناصر الاثقل تكونت داخل النجوم التى انفجرت فيما بعد على هيئة مستعرات عظمى supernovas والتى تسمى

Smoking Gun .

ثم مر بعدة مراحل حتى تألف النسيج الكونى cosmic web

القرآن فى رأيى لا يصف مرحلة الإنفجار العظيم - بتقدير صحة النظرية – بل يتكلم عن مرحلة تالية وهى مرحلة أولية من النسيج الكونى الذى أخذت خيوطه المتقاربة المتكدسة فى التباعد وهو المشار له بالفتق .

مفهوم السماء :

السماء من السمو يدل على العلو يقال سموت إذا علوت ( المقايـيس 3 / 98 )

قال الزجاج السماء في اللغة يقال : " لكل ما ارتفع وعلا " ( اللسان 4 / 397 ) كل ما علاك (في اللغة العربية) فهو سماء لك، فسماء الغرفة سقفها، والسحاب إن علاك هو سماء لك ولسقف الغرفة ايضا، وهكذا. (انظر لسان العرب لابن منظور - معجم مقاييس اللغة لإبن فارس )



قال تعالى : " أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا " ( الرعد : 17 ) فالسماء هنا بمعنى السحاب وقال تعالى فى شأن السحاب : فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله . وقد تكون بمعنى الفضاء والجو : " أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ( النحل : 79 )

وتأتى بمعنى السقف ; قال تعالى : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الأخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ .

قال ابن عباس : قال ابن عباس من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب أي بحبل إلى السماء أي سماء بيته ثم ليقطع يقول ثم ليختنق به وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء وأبو الجوزاء وقتادة وغيرهم . ذكره ابن كثير

وتأتى بمعنى السماوات السبع أو مجموعها ; قال تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " .



وقد تاتى بمعنى الفضاء الكونى ; قال تعالى : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب .

وقال : أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج

فالسماء لفظ مجمل يراد به جملة من المعانى

لكن فى موضع معين يراد به معنى معين يفهم من السياق

مثل لفظ الكتاب

قد يقصد به التوراة والانجيل وقد يقصد به القرآن وقد يقصد به اللوح المحفوظ وقد يقصد به الرسالة أو الاحكام المكتوبة وقد يقصد به صحيفة الاعمال .

قال تعالى : وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض



فما بين السماء المقصودة هنا والأرض هو الهواء والسحاب ، أى مابينهما هو الغلاف الجوى

فالسماء المقصود منها الفضاء الخارجى

والحد الفاصل بين جو الأرض والفضاء الخارجى مختلف فى تحديده فوفق Fédération Aéronautique Internationale فالحد الفاصل والذى يسمى Karman line هو على ارتفاع 100 كيلومتر أو 62 ميل .



والمقصود من السماوات السماوات السبع بما فيها السماء الدنيا وما تحويه فى جوفها من الكواكب والنجوم والمجرات مما هو خارج نطاق جو الارض

قال تعالى : تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا .

والسماء هنا هى كل ما فوق الحد الفاصل المذكور ، وفى الآية الاخرى : وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا . اى فى المجموع والمقصود على وجه التحديد جوف السماء الدنيا وفى آية : وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا .

اى ذلك تحويه فى جوفها لان السماوات كروية والدنيا منها تحوى المجرات والكواكب والنجوم فى جوفها .

المصادر :

http://books.google.com.eg/books?id=RqC0nR3qXPsC&pg=PT308&lpg=PT308&dq=expanding+cosmic+web&source=bl&ots=V6ooIJJqIR&sig=e-wyQAV5r_ruH34PUUHymug8r70&hl=ar&ei=xMnlSuacFaGKmwOUipijCw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=3&ved=0CA8Q6AEwAjgK#v=onepage&q=expand&f=false

http://encarta.msn.com/encyclopedia_701844293/Nucleosynthesis.html

بعض أفكار هذا المقال مستقادة

أبو يوسف المصرى
10-29-2009, 08:06 AM
السلام عليكم و رحمة الله

هل هذا البحث لكم أم منقول

* حديث
عن أبي رزين العقيلي؛ قال قلتُ: يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: في عماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء قال محمد: العماء: السحاب الكثيف المُطْبِق - فيما ذكره الخليل . اهـ ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية فى الفتوى الحموية .

ضعيف باجماع أهل العلم و لا يستدل به فى هذا الباب


* تشبيه الرتق و الفتق بما يحدث فى الثياب فيه تعجل لأنك بذلك تجعل خيوط النسيج الكونى موجودة منذ اللحظة الأولى لخلق الكون المنظور (فهل قال بذلك أهل الكسمولوجى)

* تشبيه الكون المنظور بالنسيج هو تشبيه قاصر لأنه يصف خيوط بدون وصف للمجرات المنتظمة على طول هذه الخطوط
فالكون به الخيوط بالاضافة الى المجرات أما أى نسيج فلا توجد به الا خيوط و فقط

* فتق النسيج لا يؤدى الا الى افساد النسيج و ضياع الثوب أما الفتق الكونى فقد أدى الى كون منتظم لا فساد فيه و بالتالى الفتق الكونى لابد و أن يشبه بما هو مثله فى البناء و ليس الهدم

* افتراض أن الذرات التى نشأ منها كوننا الظاهر تكونت بعد أن لم تكن موجودة أمر يحتاج الى دليل من القرآن و السنة بالاضافة الى ادلة العلوم الحديثة

Mahmoud Muhammad
10-29-2009, 10:07 PM
ضعيف باجماع أهل العلم و لا يستدل به فى هذا الباب

لا يستدل به لكن يؤتنس أو يعتضد به شأنه شأن أقوال العلماء .


تشبيه الرتق و الفتق بما يحدث فى الثياب فيه تعجل لأنك بذلك تجعل خيوط النسيج الكونى موجودة منذ اللحظة الأولى لخلق الكون المنظور (فهل قال بذلك أهل الكسمولوجى)
أنا لا أفترض أن الآية تتكلم عن اللحظة الأولى بل تصف مرحلة من مراحل نشوء الكون
والعلماء يعتقدون ان خيوط النسيج الكونى كانت فى البداية متقاربة متكدسة ثم تباعدت .


تشبيه الكون المنظور بالنسيج هو تشبيه قاصر لأنه يصف خيوط بدون وصف للمجرات المنتظمة على طول هذه الخطوط
فالكون به الخيوط بالاضافة الى المجرات أما أى نسيج فلا توجد به الا خيوط و فقط

المجرات تكونت على طول الخيوط وبالتالى هى جزء لا يتجزأ من النسيج



فتق النسيج لا يؤدى الا الى افساد النسيج و ضياع الثوب أما الفتق الكونى فقد أدى الى كون منتظم لا فساد فيه و بالتالى الفتق الكونى لابد و أن يشبه بما هو مثله فى البناء و ليس الهدم

هذا مجرد تشبيه ولا يقتضى ذلك أن المشبه يشبه المشبه به من كل وجه بل قد يشبهه من وجه دون وجه




* افتراض أن الذرات التى نشأ منها كوننا الظاهر تكونت بعد أن لم تكن موجودة أمر يحتاج الى دليل من القرآن و السنة بالاضافة الى ادلة العلوم الحديثة

كلامك هذا غاية فى الغرابة
وهل لدى اى مسلم شك فى أن كل شىء سوى الله بما فى ذلك الذرات كان بعد أن لم يكن ؟!!!

ومع ذلك فالنظريات الحديثة تفترض أن الكون فى بداية الامر كان حالة من الضغط والحرارة العاليين ثم حصل الانفجار العظيم وفى ظرف كسر من الثانية تكونت بلازما من جسيمات أولية هى الكواركات quarks والجلونات gluons والتى تألف منها البروتونات والالكترونات على الترتيب لما بردت نسبيا حرارة الكون .

أبو يوسف المصرى
10-30-2009, 01:17 AM
السلام عليكم و رحمة الله

لا يستدل به لكن يؤتنس أو يعتضد به شأنه شأن أقوال العلماء .

لا يا اخى الحبيب
فانت تتكلم عن الله لا عن مخلوقاته و هذا يتطلب منك الصحيح الثابت
و هذا الحديث يعارض حديث البخارى
(كان الله و لم يكن شىء قبله و كان عرشه على الماء)
فقبل السموات و الأرض كان العرش على الماء و الرحمن على العرش استوى
و لم يكن الله فى عماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء
فالعرش و الماء موجودان من قبل مادة السموات و الأرض

أنا لا أفترض أن الآية تتكلم عن اللحظة الأولى بل تصف مرحلة من مراحل نشوء الكون

والعلماء يعتقدون ان خيوط النسيج الكونى كانت فى البداية متقاربة متكدسة ثم تباعدت .
الرتق و الفتق يصفان بداية نشأة الكون
أما النسيج فيصف مرحلة متأخرة
و أنت قلت أن الرتق كان به خيوط متقاربة ثم فتقت فأنت تتكلم عن البداية و ليس عن مرحلة متأخرة
و معلوم أن الله وصف السماء بالحبك (والسماء ذات الحبك) و لكن لم يحدد فى هذه الآية متى كانت محبوكة أى منسوجة

المجرات تكونت على طول الخيوط وبالتالى هى جزء لا يتجزأ من النسيج

لا أخى الكريم فمادة المجرات غير مادة النسيج الكونى
و المجرات لم تتشكل الا بعد تشكل النسيج
ووصف السماء بذات الحبك لا يصف الا جزء من كل
فهناك المادة المعتمة و الطاقة المعتمة و هما لا يدخلان فى هذا الوصف


هذا مجرد تشبيه ولا يقتضى ذلك أن المشبه يشبه المشبه به من كل وجه بل قد يشبهه من وجه دون وجه أخى الكريم كلمة الفتق جاءت فى الآية لتحدد آلية انفصال السموات عن الأرض و لم تأتى لمجرد التشبيه و كوننا لا نستطيع الآن الوصول الى المعنى الحقيقى لكلمة الفتق
فهذا لا يعنى أن نستغنى عن الأصل بمجرد تشبيه ضعيف يصح من وجه دون وجه
ثم كل تشبيه فى اللغة مطلق الا اذا قيد
فاذا قلت أنا شبهك و سكت (فأنا و أنت نسخة طبق الأصل)
اما اذا قلت أما شبهك فى الملبس (فوجه الشبه هو الملبس فقط)
فأين أركان التشبيه فى آية الفتق
أنت استندت فى تأويلك على المعنى اللغوى الذى اخترته أنت و هو فتق الثياب
فمن أدرانا أن هذا هو المعنى المراد من رب العباد

كلامك هذا غاية فى الغرابة
وهل لدى اى مسلم شك فى أن كل شىء سوى الله بما فى ذلك الذرات كان بعد أن لم يكن ؟!!!

ومع ذلك فالنظريات الحديثة تفترض أن الكون فى بداية الامر كان حالة من الضغط والحرارة العاليين ثم حصل الانفجار العظيم وفى ظرف كسر من الثانية تكونت بلازما من جسيمات أولية هى الكواركات quarks والجلونات gluons والتى تألف منها البروتونات والالكترونات على الترتيب لما بردت نسبيا حرارة الكون .[/size][/quote]

و هل هناك شك فى أن الانسان خلق من ذرات الأرض و ليس من الكواركات و الجلونات
و مع ذلك فقد خلقه الله بعد أن لم يكن
فهل أشهدك الله خلق السموات و الأرض حتى تجزم أن المادة ساعتها كانت فى صورة كواركات و جلونات
هل عندك نص يمنع أن الله أوجد مادة السموات على هيئة ذرات ثم خلق منها السموات و الأرض

ثم نظرية الانفجار الكبير لم تعد حديثة كما تظن بل صارت بالية و عفا عليها الزمن
و اذا قرات الأعداد الآخيرة من مجلة العلوم الأمريكية و تصفحت النت لوجدت أن أغلب بنود هذه النظرية صار الى مزبلة التاريخ

فالانفجار لا يولد نظام
و الفتق أبدا لن يكون بمعنى الانفجار
و الرتق ابدا لن يكون بمعنى العدم
و الزمان و المكان (ذرات الزمكان) موجودة من قبل خلق السموات و الأراضين
و مادة السموات و الرض لم تكن أبدا فى حجم يؤل الى الصفر و كتلة لا نهائية

فكل هذه الأمور قد صيغت بطريقة أخرى فى النظريات الكونية الحديثة


أرجو اعلامى هل هذا البحث لك أم لغيرك

فاذا كان لك نكمل النقاش باذن الله
أما اذا كان نقلا فأرجو أن تسامحنى على عدم اكمال النقاش

Mahmoud Muhammad
10-30-2009, 07:44 AM
يا اخى الحبيب
فانت تتكلم عن الله لا عن مخلوقاته و هذا يتطلب منك الصحيح الثابت
و هذا الحديث يعارض حديث البخارى
(كان الله و لم يكن شىء قبله و كان عرشه على الماء)
فقبل السموات و الأرض كان العرش على الماء و الرحمن على العرش استوى
و لم يكن الله فى عماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء
فالعرش و الماء موجودان من قبل مادة السموات و الأرض
ليس فى حديث البخارى أن العرش قبل مادة السماوات والأرض بل قبل خلقهما من هذه المادة
والا فالماء من مادة السماوات والارض وهى البروتونات والنيوترونات والالكترونات والتى تتكون بدورها كما يرى العلم الحديث من جسيمات ادق هى الكواركات والجلونات



والعلماء يعتقدون ان خيوط النسيج الكونى كانت فى البداية متقاربة متكدسة ثم تباعدت .
الرتق و الفتق يصفان بداية نشأة الكون
أما النسيج فيصف مرحلة متأخرة
و أنت قلت أن الرتق كان به خيوط متقاربة ثم فتقت فأنت تتكلم عن البداية و ليس عن مرحلة متأخرة
و معلوم أن الله وصف السماء بالحبك (والسماء ذات الحبك) و لكن لم يحدد فى هذه الآية متى كانت محبوكة أى منسوجة

من أين لك أن الفتق والرتق يصف بداية نشأة الكون ؟ ولما لا يكون مرحلة من مراحل نشوء الكون ؟؟

وانا لم أقل ان الفتق متأخر بل هو مرحلة من مراحل نشوء الكون
الكون فى نشوئه مر بمراحل منها فى وقت من الاوقات أن خيوط النسيج الكونى كانت متكدسة متقاربة ثم تباعدت وهذا الذى افترض انه من جملة المعانى الذى تدل عليه الاية

السماء ذات الحبك وصف لحقيقة واقعية فالسماء مثل النسيج إلا ان هذا النسيج كان فى بادىء الامر خيوطة متكدسة ثم تباعدت بمرور الوقت
ولا يخرجه تباعد خيوطه عن كونه نسيج

والمقصود ان الله فتق السماء كما يُفتق النسيج ولا يقتضى فتق السماء فسادها إذا ان وجه الشبه هو تباعد الخيوط دون الفساد
مثل قول النبى : إن أول زمرة تدخل الجنة هي على صورة القمر ليلة البدر . فهم ليسو كالقمر من كل وجه



و هل هناك شك فى أن الانسان خلق من ذرات الأرض و ليس من الكواركات و الجلونات
و مع ذلك فقد خلقه الله بعد أن لم يكن
فهل أشهدك الله خلق السموات و الأرض حتى تجزم أن المادة ساعتها كانت فى صورة كواركات و جلونات
هل عندك نص يمنع أن الله أوجد مادة السموات على هيئة ذرات ثم خلق منها السموات و الأرض

ثم نظرية الانفجار الكبير لم تعد حديثة كما تظن بل صارت بالية و عفا عليها الزمن
و اذا قرات الأعداد الآخيرة من مجلة العلوم الأمريكية و تصفحت النت لوجدت أن أغلب بنود هذه النظرية صار الى مزبلة التاريخ



يا اخى انا لا اتكلم عن الانفجار العظيم
لو راجعت الموضوع ستجدنى قلت وبالنص :




القرآن فى رأيى لا يصف مرحلة الإنفجار العظيم - بتقدير صحة النظرية – بل يتكلم عن مرحلة تالية وهى مرحلة أولية من النسيج الكونى الذى أخذت خيوطه المتقاربة المتكدسة فى التباعد وهو المشار له بالفتق

وأخيرا فالموضوع لى
لكن بعض الافكار الواردة فيه استفدتها من قراءة موضوعات أخرى
وقد أشرت الى ذلك ايضا فى نص الموضوع
والمهم أنى مقتنع بالفكرة التى أعرضها

أبو يوسف المصرى
10-30-2009, 11:38 AM
السلام عليكم و رحمة الله

تقول (ليس فى حديث البخارى أن العرش قبل مادة السماوات والأرض بل قبل خلقهما من هذه المادة) .
أرجو مراجعة نص البخارى
( كان الله و لم يكن شيء قبله و كان عرشه على الماء و كتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات و الأرض)،
و يعضده ما في صحيح مسلم (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة و كان عرشه على الماء)،

اذا فالعرش و الماء من قبل السموات و الأرض و من قبل مادتيهما

و السؤال
هل الله لم يخلق شىء قبل السموات و الأرض
أى هل السموات و الأرض هما أول خلق الله

أرجو أن تراجع مجموع الفتاوى لابن تيمية لترى شرح الحديث و أنه ليس نصا فى أن السموات و الأرض هما أول خلق الله
فالحديث يصف جزء من الصورة و لا يصف الصورة كلها

ثم تقول (فالماء من مادة السماوات والارض وهى البروتونات والنيوترونات والالكترونات والتى تتكون بدورها كما يرى العلم الحديث من جسيمات ادق هى الكواركات والجلونات)
و نحن لا نتكلم عن مكونات الماء و لكن نتكلم عن مادة خلق السماء و الأرض (كتلة الرتق)
فهل تستطيع أن تثبت أن كتلة الرتق كانت ماء فقط
نعم هناك أحاديث تنص على الخلق من ماء
و لكن من اعلمنا أن ما دخل فى كتلة الرتق كان الماء مباشرة
هل هناك ما يمنع أن الله خلق من الماء أشياء كثيرة و منها ذرات الرتق ثم فتق الرتق

واضح أخى الحبيب ان هناك نص آخر ينبغى أن ييحكم بيننا و حكى لنا عن المرحلة السابقة مباشرة للرتق
ليقول لنا ما هو مصدر الرتق
فالله و صف الحالة الأولى للسموات و الأرض بقوله (كانتا رتقا)
و الرتق مادة و ليس عدم كما يتخيل البعض
فمن أين جاء الرتق

أنت تفترض أن الرتق كانت به خيوط ثم تم الفتق بينها كالنسيج

و هذا ظن لا دليل عليه
فالفتق له معانى كثيرة غير ذلك فلماذا تصر على هذا المعنى
مع أن العلم يخالفك فى ذلك لأن الخيوط فى الانفجار الكبير تكونت لاحقا ثم انتظمت عليها المجرات

ثم تقول
(من أين لك أن الفتق والرتق يصف بداية نشأة الكون ؟ ولما لا يكون مرحلة من مراحل نشوء الكون ؟؟

وانا لم أقل ان الفتق متأخر بل هو مرحلة من مراحل نشوء الكون
الكون فى نشوئه مر بمراحل منها فى وقت من الاوقات أن خيوط النسيج الكونى كانت متكدسة متقاربة ثم تباعدت وهذا الذى افترض انه من جملة المعانى الذى تدل عليه الاية(

أخى الكريم
من أين لك أنت أن الرتق و الفتق لم يكن هو بداية نشاة الكون
بالنسبة لى أنا أعلم علم يقين أن هناك مرحلة سابقة على الرتق و قامت عليها أدلة الكتاب و السنة (و أعتذر عن الخوض فيها الآن لأنى لا أعرض ما عندى الا بعد العرض على العلماء)
فمن أين لك أن هناك مرحلة سابقة
و أنت تقول مثل علماء الانفجار الكبير البداية رتق ثم فتق
ثم تزيد و تقول و فى الرتق كانت الخيوط المنسوجة ثم تم الفتق بين الخيةط

و كونك تريد الهروب من قولك بزعم أن الفتق مرحلة من المراحل و ليس بالضرورة أن يكون الفتق و الرتق هما البداية

فأذكرك بقول الله
(كانتا رتقا ففتقناهما)
كان فعل ماضى يدل على البداية فى هذه الآية الا اذا وجد دليل آخر يصرف الآية عن معناها و يجعل الرتق و الفتق مرحلة من مراحل نشأة الكون
رتقا ففتقناهما
الفاء تفيد السرعة و التعقيب
فاذا أردت أن تقول أن الفتق هو تباعد الخيوط
فلابد ضمنيا أن تعترف أن الخيوط موجودة فى الرتق و لا سبيل لك لنفى ذلك، فهل عندك دليل على ذلك

ثم تقول
(السماء ذات الحبك وصف لحقيقة واقعية فالسماء مثل النسيج إلا ان هذا النسيج كان فى بادىء الامر خيوطة متكدسة ثم تباعدت بمرور الوقت ولا يخرجه تباعد خيوطه عن كونه نسيج)
و لا اخالفك فى حقيقة وصف السماء بالنسيج، و أن الخيوط تباعدت

و لكن أخالفك فى اثبات وجود الخيوط فى الرتق و أن الفتق فصل بين الخيوط

و الذى أراه أن الخيوط لم تكن موجودة فى الرتق و لكنها نشات بعد ذلك بطريقة يعلمها الله
ثم وصف الله شكل الخيوط فقط بكلمة الحبك
أما اذا أردت أن أصف الخيوط مع المجرات فى شكل التوزيع فنحتاج الى وصف ادق من الحبك
و الا خرج عليك ملحد يقول لك
الحبك تصف نسيج ثنائى البعاد
و السماء ليست ثنائية الأبعاد (فكيف ترد عليه)

ثم تقول
(والمقصود ان الله فتق السماء كما يُفتق النسيج ولا يقتضى فتق السماء فسادها إذا ان وجه الشبه هو تباعد الخيوط دون الفساد
مثل قول النبى : إن أول زمرة تدخل الجنة هي على صورة القمر ليلة البدر . فهم ليسو كالقمر من كل وجه)
يبدو أننى أسأت التعبير فلم تفهم قولى فأرجو المعذرة
أخى الحبيب
الذى أريد قوله
أنك بقولك أن الفتق هو المباعدة بين الخيوط فقط فعلت شيئين
1. أثبت وجود الخيوط فى الرتق و هو غير صحيح
2. لم تبين لنا كيف تكونت المجرات على الخيوط

فأنت قصرت معنى الفتق على تباعد الخيوط و نسيت المجرات (فكيف تفسر ذلك)
ثم تقول (يا اخى انا لا اتكلم عن الانفجار العظيم )

فهل أنا الذى قلت (ومع ذلك فالنظريات الحديثة تفترض أن الكون فى بداية الامر كان حالة من الضغط والحرارة العاليين ثم حصل الانفجار العظيم وفى ظرف كسر من الثانية تكونت بلازما من جسيمات أولية هى الكواركات quarks والجلونات gluons والتى تألف منها البروتونات والالكترونات على الترتيب لما بردت نسبيا حرارة الكون)

هذا قولك أنت و ليس قولى

ثم تقول
(وأخيرا فالموضوع لى
لكن بعض الافكار الواردة فيه استفدتها من قراءة موضوعات أخرى
وقد أشرت الى ذلك ايضا فى نص الموضوع
والمهم أنى مقتنع بالفكرة التى أعرضها)

بارك الله فيك و زادك علما و نفع بك
فتدبر القرآن ليس حكرا على أحد
و لكن لابد من التزام القواعد العلمية
فلا ينبغى لك أخى الكريم ان تسارع فى عرض اى شىء قبل التثبت من صحته
و الاعجاز العلمى له هيئات فأرجو منك أن تعرض أقوالك عليهم و على علماء الشرع و اللغة من قبلهم حتى لا تقول على الله بغير علم

و ليس المهم أبدا أن تقتنع بالفكرة
المهم أخى الكريم أن تحسن نقل مراد الله و مراد رسوله من النصوص بصورة واضحة لا لبس فيها و لا غموض

و لهذا اقترح عليك و المر لك وحدك أن تتوقف عن النقاش حول هذا الموضوع حتى تعيد دراسته كما ينبغى و تعرضه على أهل العلم

فانا لا أناقشك لأبدو كالمنتصر
و أثق أنك لا تناقشنى لتبدو كالمنتصر

فخدمة الدين بالصحيح هو أغلى أمانينا

و أفكارنا ان لم توافق الشرع فلا حاجة لنا بها

و جزاكم الله خيرا

Mahmoud Muhammad
10-30-2009, 04:47 PM
أنا أفضل ألا نواصل النقاش لان توضيح وجهة نظرى لك تبدو مهمة شاقة

وجزاك الله خيرا على المشاركة بالتعليقات

أبو يوسف المصرى
10-31-2009, 01:05 AM
و جزاكم بأحسن منه