Mahmoud Muhammad
10-27-2009, 03:48 PM
فى مرحلة مبكرة من الكون تشكل ما يعرف بالنسيج الكونى أو cosmic web وهو على هيئة خيوط متشابكة من المادة التى يتألف منها الكون وهى تشبه نسيج الكنعبوت وقد أشار القرآن الكريم الى ذلك بقوله " والسماء ذات الحُبُك " وكانت الخيوط - والتى تنتظم عليها المجرات والمجموعات المجرية - التى يتألف منها النسيح متقاربة وكثيفة ثم اخذت بالتباعد بمرور الوقت وهو ما استدلوا عليه بظاهرة التحول نحو الطيف الأحمر redshift ويعرف هذا بالتمدد الكونى .
وهذا التباعد أشبه ما يمكن بفتق الثوب الذى يقابله الرتق من هنا تتضح دقة الوصف القرآنى
وفى الوسيط : فَتَق الشيءَ -ُ فَتْقًا: شَقَّهُ. وفي التنزيل العزيز:أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا. ويقال: فَتَقَ الثوبَ - فَصَلَ نسيجَه أو خياطتَه .
وفى محيط المحيط :الفَتْق خلاف الرَّتْق . فَتَقَهُ يَفْتُقُه و يَفْتِقُه فَتْقاً شقه
نأتى لمسألة السماوات والأرض :
تعبير السماوات والأرض فى القرآن يشار به الى المجموع ككل لا يتجزأ اى الكون universe .
كقوله تعالى : وسارعو الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض . الاية
وقوله :إن استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا . الآية
وعليه فقوله تعالى : أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما . الاية
أى المقصود الكون ككل كان رتقا كالنسيج المتصل بعضه ببعض ثم تباعدت خيوطه اى انفتقت كما تنفتق خيوط النسيج كما تشكلت المجرات والمجموعات المجرية على طول الخيوط وانفصلت الأرض عن السماء وما تحويه وهو ما يوافق الحقيقة العلمية المذكورة أعلاه .
والارض كانت لاشك فى غمرة هذا النسيج الكونى . فهناك فتق للكون وانفصال للأرض عن سائر الكون
وكانت فى البداية غير متمايزة ثم أخذت فى التمايز نتيجة تكدس accretion الغاز والغبار الذى تتألف منه السحابة الشمسية solar nebula ( وهى سحابة من الغبار والغاز )
ويدل على أن المقصود من كون السماوات والأرض كانتا رتقا بمعنى كل متجانس الحديث الذى رواه الترمذي : تفسير القرآن (3109) , وابن ماجه : المقدمة (182) , وأحمد (4/11). عن أبي رزين العقيلي؛ قال قلتُ: يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: في عماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء قال محمد: العماء: السحاب الكثيف المُطْبِق - فيما ذكره الخليل . اهـ ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية فى الفتوى الحموية .
والهواء قد يشار به الى خليط الهيدروجين والهيليوم او العدم *
وهذا السحاب هو الدخان المذكور فى الايات والذى منه خلقت السماوات والارض أو ربما مرحلة سابقة
وقد يشار بفتق الارض الى تمايز اجزائها بعد ان كانت فى حالتها الاولية غير متمايزة الى قشرة ووشاح وقلب ثم فتق القشرة الى ألواح تكتونية ولذا يشار للأرض بأنها " ذات الصدع "
كما قد يكون الفتق واقع على الكون ككل ( السماوات والارض ) اى المجموع وليس كل على حدة .
و كون الفتق واقع على الكل مثل قوله تعالى :يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .
اى يخرج من مجموع البحرين العذب والمالح .
وليس ان اللؤلؤ والمرجان يخرجان من كل على حدة
فاللؤلؤ وإن كان يخرج من كلا المائين ( راجع مادة اللؤلؤ Pearl فى الموسوعة البريطانية ) فإن المرجان لا يخرج إلا من الماء المالح .
ولذا عندما ذكر الاخراج من كل على حدة ذكر لفظ " الحلية " دون تحديد وهو ما ينطبق على كل منهما على حدة
ويكون المقصود من استخراج الحلية من الماء العذب هو استخراج اللؤلؤ دون المرجان .
قال تعالى :
وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون .
ونظير ذلك قوله تعالى مخاطبا الجن والأنس :ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى .
المعلوم كما ورد عن الصحابة والتابعين أن الرسل من الانس دون الجن
و " منكم " اى من المجموع .
كما ان فتق ( شق ) الارض على حدة قد يكون المقصود منه انفصال القمر عن الارض وانشقاق اوانشطار الارض الاولية الى الارض الحالية والقمر
وهى نظرية جديدة عن نشأة القمر ترجحها بعض الدلائل
حيث يعتقد العلماء ان القمر نشأ نتيجة اصطدام كوكب بحجم المريخ بالأرض وهى لا تزال فى مرحلة بدائية ويسمى هذا الكوكب Theia
وهذه الفرضية تسمى Giant Impact Hypothesis
وبالتالى لدينا ثلاثة أمور محتملة
1 - الفتق وقع على السماء والارض كل على حدة
2 - الفتق واقع على المجموع اى النسيج الكونى
3 - الفتق بمعنى انفصال الارض عن سائر الكون بعد أن كان الجميع كلا متجانس وعن السحابة الشمسية solar nebula
نقطة أخيرة :
الله سبحانه وتعالى عندما قدم وصفا لنشاة الكون والظواهر الطبيعية والكونية لا شك ان الوصف وإن كان مجملا هو ملائم لواقع الامر ويدل عليه
اما تصوراتنا ونظرياتنا نحن عن هذه الاشياء بصرف النظر عن مدى مطابقتها للواقع قد تتفق مع ظاهر القرآن المجمل
ولاننا لا نعلم واقع الامر على وجه التحديد لان الايات القرانية مجملة فاننا نقبل بالتصور اوالنظرية العلمية القائمة على بحث ونظر وتدل على صحتها بعض الدلائل ما دامت محتملة من ظاهر النصوص القرآنية
واجمال النص القرانى فى حد ذاته هو باعث على البحث للحصول على تصور تفصيلى علمى لهذه الظواهر
------------ -----
*
بعد مرور فترة معينة على بداية التمدد الكونى من حالة بدائية متكدسة جدا وما نتج عن ذلك من تقليص للحرارة والكثافة وصل الوضع الى حالة تسمح بتكون أنوية الذرات Big Bang nucleosynthesis
ومر الكون بعد ذلك بمرحلة كان فيها خليطا متجانسا من غازات هى الهيدروجين والهيليوم والليثيوم .والبريليوم اما العناصر الاثقل تكونت داخل النجوم التى انفجرت فيما بعد على هيئة مستعرات عظمى supernovas والتى تسمى
Smoking Gun .
ثم مر بعدة مراحل حتى تألف النسيج الكونى cosmic web
القرآن فى رأيى لا يصف مرحلة الإنفجار العظيم - بتقدير صحة النظرية – بل يتكلم عن مرحلة تالية وهى مرحلة أولية من النسيج الكونى الذى أخذت خيوطه المتقاربة المتكدسة فى التباعد وهو المشار له بالفتق .
مفهوم السماء :
السماء من السمو يدل على العلو يقال سموت إذا علوت ( المقايـيس 3 / 98 )
قال الزجاج السماء في اللغة يقال : " لكل ما ارتفع وعلا " ( اللسان 4 / 397 ) كل ما علاك (في اللغة العربية) فهو سماء لك، فسماء الغرفة سقفها، والسحاب إن علاك هو سماء لك ولسقف الغرفة ايضا، وهكذا. (انظر لسان العرب لابن منظور - معجم مقاييس اللغة لإبن فارس )
قال تعالى : " أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا " ( الرعد : 17 ) فالسماء هنا بمعنى السحاب وقال تعالى فى شأن السحاب : فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله . وقد تكون بمعنى الفضاء والجو : " أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ( النحل : 79 )
وتأتى بمعنى السقف ; قال تعالى : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الأخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ .
قال ابن عباس : قال ابن عباس من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب أي بحبل إلى السماء أي سماء بيته ثم ليقطع يقول ثم ليختنق به وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء وأبو الجوزاء وقتادة وغيرهم . ذكره ابن كثير
وتأتى بمعنى السماوات السبع أو مجموعها ; قال تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " .
وقد تاتى بمعنى الفضاء الكونى ; قال تعالى : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب .
وقال : أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج
فالسماء لفظ مجمل يراد به جملة من المعانى
لكن فى موضع معين يراد به معنى معين يفهم من السياق
مثل لفظ الكتاب
قد يقصد به التوراة والانجيل وقد يقصد به القرآن وقد يقصد به اللوح المحفوظ وقد يقصد به الرسالة أو الاحكام المكتوبة وقد يقصد به صحيفة الاعمال .
قال تعالى : وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض
فما بين السماء المقصودة هنا والأرض هو الهواء والسحاب ، أى مابينهما هو الغلاف الجوى
فالسماء المقصود منها الفضاء الخارجى
والحد الفاصل بين جو الأرض والفضاء الخارجى مختلف فى تحديده فوفق Fédération Aéronautique Internationale فالحد الفاصل والذى يسمى Karman line هو على ارتفاع 100 كيلومتر أو 62 ميل .
والمقصود من السماوات السماوات السبع بما فيها السماء الدنيا وما تحويه فى جوفها من الكواكب والنجوم والمجرات مما هو خارج نطاق جو الارض
قال تعالى : تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا .
والسماء هنا هى كل ما فوق الحد الفاصل المذكور ، وفى الآية الاخرى : وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا . اى فى المجموع والمقصود على وجه التحديد جوف السماء الدنيا وفى آية : وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا .
اى ذلك تحويه فى جوفها لان السماوات كروية والدنيا منها تحوى المجرات والكواكب والنجوم فى جوفها .
المصادر :
http://books.google.com.eg/books?id=RqC0nR3qXPsC&pg=PT308&lpg=PT308&dq=expanding+cosmic+web&source=bl&ots=V6ooIJJqIR&sig=e-wyQAV5r_ruH34PUUHymug8r70&hl=ar&ei=xMnlSuacFaGKmwOUipijCw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=3&ved=0CA8Q6AEwAjgK#v=onepage&q=expand&f=false
http://encarta.msn.com/encyclopedia_701844293/Nucleosynthesis.html
بعض أفكار هذا المقال مستقادة
وهذا التباعد أشبه ما يمكن بفتق الثوب الذى يقابله الرتق من هنا تتضح دقة الوصف القرآنى
وفى الوسيط : فَتَق الشيءَ -ُ فَتْقًا: شَقَّهُ. وفي التنزيل العزيز:أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا. ويقال: فَتَقَ الثوبَ - فَصَلَ نسيجَه أو خياطتَه .
وفى محيط المحيط :الفَتْق خلاف الرَّتْق . فَتَقَهُ يَفْتُقُه و يَفْتِقُه فَتْقاً شقه
نأتى لمسألة السماوات والأرض :
تعبير السماوات والأرض فى القرآن يشار به الى المجموع ككل لا يتجزأ اى الكون universe .
كقوله تعالى : وسارعو الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض . الاية
وقوله :إن استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا . الآية
وعليه فقوله تعالى : أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما . الاية
أى المقصود الكون ككل كان رتقا كالنسيج المتصل بعضه ببعض ثم تباعدت خيوطه اى انفتقت كما تنفتق خيوط النسيج كما تشكلت المجرات والمجموعات المجرية على طول الخيوط وانفصلت الأرض عن السماء وما تحويه وهو ما يوافق الحقيقة العلمية المذكورة أعلاه .
والارض كانت لاشك فى غمرة هذا النسيج الكونى . فهناك فتق للكون وانفصال للأرض عن سائر الكون
وكانت فى البداية غير متمايزة ثم أخذت فى التمايز نتيجة تكدس accretion الغاز والغبار الذى تتألف منه السحابة الشمسية solar nebula ( وهى سحابة من الغبار والغاز )
ويدل على أن المقصود من كون السماوات والأرض كانتا رتقا بمعنى كل متجانس الحديث الذى رواه الترمذي : تفسير القرآن (3109) , وابن ماجه : المقدمة (182) , وأحمد (4/11). عن أبي رزين العقيلي؛ قال قلتُ: يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: في عماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء قال محمد: العماء: السحاب الكثيف المُطْبِق - فيما ذكره الخليل . اهـ ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية فى الفتوى الحموية .
والهواء قد يشار به الى خليط الهيدروجين والهيليوم او العدم *
وهذا السحاب هو الدخان المذكور فى الايات والذى منه خلقت السماوات والارض أو ربما مرحلة سابقة
وقد يشار بفتق الارض الى تمايز اجزائها بعد ان كانت فى حالتها الاولية غير متمايزة الى قشرة ووشاح وقلب ثم فتق القشرة الى ألواح تكتونية ولذا يشار للأرض بأنها " ذات الصدع "
كما قد يكون الفتق واقع على الكون ككل ( السماوات والارض ) اى المجموع وليس كل على حدة .
و كون الفتق واقع على الكل مثل قوله تعالى :يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .
اى يخرج من مجموع البحرين العذب والمالح .
وليس ان اللؤلؤ والمرجان يخرجان من كل على حدة
فاللؤلؤ وإن كان يخرج من كلا المائين ( راجع مادة اللؤلؤ Pearl فى الموسوعة البريطانية ) فإن المرجان لا يخرج إلا من الماء المالح .
ولذا عندما ذكر الاخراج من كل على حدة ذكر لفظ " الحلية " دون تحديد وهو ما ينطبق على كل منهما على حدة
ويكون المقصود من استخراج الحلية من الماء العذب هو استخراج اللؤلؤ دون المرجان .
قال تعالى :
وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون .
ونظير ذلك قوله تعالى مخاطبا الجن والأنس :ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى .
المعلوم كما ورد عن الصحابة والتابعين أن الرسل من الانس دون الجن
و " منكم " اى من المجموع .
كما ان فتق ( شق ) الارض على حدة قد يكون المقصود منه انفصال القمر عن الارض وانشقاق اوانشطار الارض الاولية الى الارض الحالية والقمر
وهى نظرية جديدة عن نشأة القمر ترجحها بعض الدلائل
حيث يعتقد العلماء ان القمر نشأ نتيجة اصطدام كوكب بحجم المريخ بالأرض وهى لا تزال فى مرحلة بدائية ويسمى هذا الكوكب Theia
وهذه الفرضية تسمى Giant Impact Hypothesis
وبالتالى لدينا ثلاثة أمور محتملة
1 - الفتق وقع على السماء والارض كل على حدة
2 - الفتق واقع على المجموع اى النسيج الكونى
3 - الفتق بمعنى انفصال الارض عن سائر الكون بعد أن كان الجميع كلا متجانس وعن السحابة الشمسية solar nebula
نقطة أخيرة :
الله سبحانه وتعالى عندما قدم وصفا لنشاة الكون والظواهر الطبيعية والكونية لا شك ان الوصف وإن كان مجملا هو ملائم لواقع الامر ويدل عليه
اما تصوراتنا ونظرياتنا نحن عن هذه الاشياء بصرف النظر عن مدى مطابقتها للواقع قد تتفق مع ظاهر القرآن المجمل
ولاننا لا نعلم واقع الامر على وجه التحديد لان الايات القرانية مجملة فاننا نقبل بالتصور اوالنظرية العلمية القائمة على بحث ونظر وتدل على صحتها بعض الدلائل ما دامت محتملة من ظاهر النصوص القرآنية
واجمال النص القرانى فى حد ذاته هو باعث على البحث للحصول على تصور تفصيلى علمى لهذه الظواهر
------------ -----
*
بعد مرور فترة معينة على بداية التمدد الكونى من حالة بدائية متكدسة جدا وما نتج عن ذلك من تقليص للحرارة والكثافة وصل الوضع الى حالة تسمح بتكون أنوية الذرات Big Bang nucleosynthesis
ومر الكون بعد ذلك بمرحلة كان فيها خليطا متجانسا من غازات هى الهيدروجين والهيليوم والليثيوم .والبريليوم اما العناصر الاثقل تكونت داخل النجوم التى انفجرت فيما بعد على هيئة مستعرات عظمى supernovas والتى تسمى
Smoking Gun .
ثم مر بعدة مراحل حتى تألف النسيج الكونى cosmic web
القرآن فى رأيى لا يصف مرحلة الإنفجار العظيم - بتقدير صحة النظرية – بل يتكلم عن مرحلة تالية وهى مرحلة أولية من النسيج الكونى الذى أخذت خيوطه المتقاربة المتكدسة فى التباعد وهو المشار له بالفتق .
مفهوم السماء :
السماء من السمو يدل على العلو يقال سموت إذا علوت ( المقايـيس 3 / 98 )
قال الزجاج السماء في اللغة يقال : " لكل ما ارتفع وعلا " ( اللسان 4 / 397 ) كل ما علاك (في اللغة العربية) فهو سماء لك، فسماء الغرفة سقفها، والسحاب إن علاك هو سماء لك ولسقف الغرفة ايضا، وهكذا. (انظر لسان العرب لابن منظور - معجم مقاييس اللغة لإبن فارس )
قال تعالى : " أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا " ( الرعد : 17 ) فالسماء هنا بمعنى السحاب وقال تعالى فى شأن السحاب : فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله . وقد تكون بمعنى الفضاء والجو : " أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ( النحل : 79 )
وتأتى بمعنى السقف ; قال تعالى : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا و الأخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ .
قال ابن عباس : قال ابن عباس من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب أي بحبل إلى السماء أي سماء بيته ثم ليقطع يقول ثم ليختنق به وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء وأبو الجوزاء وقتادة وغيرهم . ذكره ابن كثير
وتأتى بمعنى السماوات السبع أو مجموعها ; قال تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " .
وقد تاتى بمعنى الفضاء الكونى ; قال تعالى : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب .
وقال : أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج
فالسماء لفظ مجمل يراد به جملة من المعانى
لكن فى موضع معين يراد به معنى معين يفهم من السياق
مثل لفظ الكتاب
قد يقصد به التوراة والانجيل وقد يقصد به القرآن وقد يقصد به اللوح المحفوظ وقد يقصد به الرسالة أو الاحكام المكتوبة وقد يقصد به صحيفة الاعمال .
قال تعالى : وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض
فما بين السماء المقصودة هنا والأرض هو الهواء والسحاب ، أى مابينهما هو الغلاف الجوى
فالسماء المقصود منها الفضاء الخارجى
والحد الفاصل بين جو الأرض والفضاء الخارجى مختلف فى تحديده فوفق Fédération Aéronautique Internationale فالحد الفاصل والذى يسمى Karman line هو على ارتفاع 100 كيلومتر أو 62 ميل .
والمقصود من السماوات السماوات السبع بما فيها السماء الدنيا وما تحويه فى جوفها من الكواكب والنجوم والمجرات مما هو خارج نطاق جو الارض
قال تعالى : تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا .
والسماء هنا هى كل ما فوق الحد الفاصل المذكور ، وفى الآية الاخرى : وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا . اى فى المجموع والمقصود على وجه التحديد جوف السماء الدنيا وفى آية : وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا .
اى ذلك تحويه فى جوفها لان السماوات كروية والدنيا منها تحوى المجرات والكواكب والنجوم فى جوفها .
المصادر :
http://books.google.com.eg/books?id=RqC0nR3qXPsC&pg=PT308&lpg=PT308&dq=expanding+cosmic+web&source=bl&ots=V6ooIJJqIR&sig=e-wyQAV5r_ruH34PUUHymug8r70&hl=ar&ei=xMnlSuacFaGKmwOUipijCw&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=3&ved=0CA8Q6AEwAjgK#v=onepage&q=expand&f=false
http://encarta.msn.com/encyclopedia_701844293/Nucleosynthesis.html
بعض أفكار هذا المقال مستقادة