ATmaCA
11-04-2009, 05:25 AM
مقدمة
لتقريب فهم الدين فعلينا تشبيه الموضوع بشيء حسي واقرب تشبيه لطبيعة الحياة الدنيا هو الامتحان بل هو مذكور صراحة في نصوص القرآن الكريم وطبعا لله المثل الاعلى في كل هذه الامثلة.
اقدر عاليا مشاركة الاخوة القراء في اضافة اركان جديدة واسئلة جديدة في هذا البحث المتواضع.
اسئلة عامة عن الامتحان :
1- ما هو هدف الانسان الاساسي من وراء دخول هذا الامتحان؟
- الهدف من اي امتحان هو النجاح فيه كي ننال شهادة التخرج ونرتقي الى مرحلة اخرى قد تكون مرحلة الجامعة او مرحلة العمل.
- في حالة الحياة الدنيا فالهدف هو دخول الجنة..
2- كم مدة الامتحان؟
- مدة اي امتحان معلومة ومحدودة وهي قصيرة عادة.. وان شاءت اللجنة الفاحصة ان تكون كريمة تطيل زمن الامتحان.
- في امتحان الدنيا الوقت طويل وهو مدى العمر.. ولكن بما اننا لا نعرف متى نموت علينا ان نكون متحضرين دائما فقد تسحب منا ورقة الامتحان بأي لحظة فنكون حينها مستكملين الاجابات المصيرية والى هذا يرشد قوله تعالى "ولا تموتن الا وانتم مسلمون". فمن جهل فترة موته عليه ان يتحضر في كل لحظة.
3- هل النجاح في الامتحان صعب؟
- الامتحان في العادة قد يكون صعبا او سهلا وفقا لمن هو موجه له..
- بما ان امتحان الدنيا موجه للكل : الذكي والبسيط , المتعلم والأمي .. فلا بد ان تكون علامة النجاح ميسرة للكل ولا تحتاج ذكاء او عبقرية والاسئلة محورها التالي: من ربك؟؟ مادينك؟؟ من نبيك؟؟ شبابك فيما أبليته؟؟ عمرك فيما أفنيته؟؟ مالك من أين اكتسبته؟ وفيما انفقته؟؟ وعلمك ماذا عملت به؟؟
4- هل الامتحان فيه مشقة؟
- الامتحان شاق لمن اراد ان ينال علامات عالية وان يتفوق.. واحدنا ان اراد دخول اختصاص ما درس كثيرا فإن اراد دخول اختصاص اصعب درس اكثر..
- وفي حالة امتحان الدنيا فالجائرة غالية لأنها الجنة فمن المتوقع ان يبذل الانسان جهدا كبيرا للحصول عليها "الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة".
5- علام تنصحني ان اركز؟
- ركز اول الامر على نيل علامة النجاح اذ ليس من المنطق ان تركز على الاسئلة الصعبة وتترك الجواب على الاسئلة البديهية التي تخولك النجاح .
- وفي حالة الحياة الدنيا ركز على الايمان باركانه الست والاسلام باركانه الخمس.
6- ولكن لماذا عدد الراسبين كثر مع ان الامتحان يبدو سهلا؟
- في الامتحانات هناك عادة امور محسوسة تذكرك بوجوده وثمار واضحة تحفزك على النجاح .
- في حالة امتحان الدنيا معظم الادلة على وجود هذا الامتحان هي ادلة عقلية.. والحوافز في معظمها غيبية لم يسبق لك ان رأيتها ومن هنا استهتار كثير من الناس بهذا الامتحان رغم اهميته وخطورته وسهولته في آن واحد .
7- هل الدخول إلى الامتحان إجباري ؟
- اذا اخترت الدراسة في الفرع الفلاني فإن خوض الامتحان لنيل الشهادة أمر حتمي وإلا اعتبرت راسبا .
- في امتحان الدنيا مجرد كونك إنسان مخلوق أوجب عليك دخول الامتحان .
من هم المهددون بالرسوب؟
1- من انكر وجود الامتحان :
- اكثر الراسبين في اي امتحان هم من غفل عن وجوده اصلا .
- في امتحان الحياة الدنيا اكثر الضالين هم من انكروا ان الحياة الدنيا امتحان وظنوا انهم خلقوا عبثا وهؤلاء هم الملحدون: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ.
2- من غفل عن الاعداد للامتحان :
- يرسب من عرف بوجود الامتحان لكن لم يدرس له بل اتكل على الاماني كما في قصة الارنب والسلحفاة.
- يرسب في امتحان الحياة الدنيا من غرته الاماني: يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ.
3- من اجاب عن الامتحان باجوبة خارجة عن الموضوع :
- يرسب من عرف بوجود الامتحان ولكن اجاب عنه باجوبة خارجة عن الموضوع حتى لو كان مخلصا في الاجابة وسخر كل وقته للامتحان.
- في حالة الحياة الدنيا كثير من الاديان تقول بوجود الامتحان في الدنيا والحساب في الآخرة لكنهم ضلوا عن الاجوبة الصحيحة..
4- من لم يجب عن الأسئلة الكافية التي تخوله النجاح :
- الذي يشغل وقت امتحانه بسؤال معقد أو أكثر تاركا الأسئلة الأخرى التي تؤمن علامة النجاح .
- في الامتحان الدنيا كثر من الفلاسفة اضاعوا وقتهم في أسئلة خارجة عن مجال العقل الإنساني ووصلوا إلى ميدان الضلال والكفر .
اسئلة عن المرجع المعتمد :
1- ما هو المرجع الذي اتكل عليه للاجابة على اسئلة الامتحان؟
- المرجع الثقة في اي امتحان هو المرجع الذي تضعه اللجنة الفاحصة.
- وفي حالة الحياة الدنيا فالله هو الذي خلقها وخلقنا وهو الذي ارسى الامتحان وبالتالي فكلامه هو المرجع الاساسي للنجاح.
2- وماذا لو ادعت جهات أخرى انها تملك هذا المرجع؟ كيف نميز الاصلي من المزور؟
- المرجع الاصلي لا تناقض فيه.. لا يمكن الاتيان بافضل منه وعليه ختم اللجنة الفاحصة.
- وفي حالة امتحان الحياة الدنيا القرآن الكريم هو الكتاب الذي يدعي انه كلام الله اما بقية الكتب فهي تصنف نفسها على انها من كتابة بشر كذلك القرآن الكريم لا تناقض فيه ولم يأت احد بمثله رغم التحدي.
3- بعد ان عرفنا الاصلي من المزور.. ماذا لو اشكل علي فهم مسألة ما في هذا المرجع؟ :
- في العادة المعلم الوحيد المخول بتفسير هذا المرجع بشكل لا يحتمل الخطأ هو الشخص الذي اوكلت اليه اللجنة الفاحصة مسؤولية تبليغ الناس وتعليمهم.
- وفي حالة الامتحان الدنيا فالرسل هم المبلغون الوحيدون المعصومون في تفسيرهم للاوامر الالهية.
4- وهل يحوي هذا المرجع جميع الاسئلة التي يمكن أن تطرح في الامتحان؟
- لا بالتأكيد فالمنهج لا يعتمد على الحفظ انما الفهم.. ففي مادة الرياضيات ممكن أن يطرح عليك سؤال ليس موجودا في المرجع بشكل مباشر.
- وهكذا في حال امتحان الدنيا فالقرآن الكريم يحوي القواعد والاصول ولا يحوي كل المسائل بل عليها يمكن أن تحل جميع المسائل .
5- هل يعني كلامك أنه يتوجب علينا تنقيح هذا المرجع المعتمد ؟
- المرجع المعتمد وضعته اللجنة الفاحصة وهو قابل للتعديل والتنقيح من قبلها فقط .
- في امتحان الدنيا فالمرجع المعتمد وضعه رب العباد لايمكن المساس به إنما يعتمد عليه كليا في استنباط الحلول لما يستجد من أمور الحياة
اسئلة عن اللجنة الفاحصة :
1- الا يوجد احتمال ان تكون اللجنة الفاحصة متساهلة وكريمة بحيث لا يرسب احد :
- لا يعقل هذا.. اذ لو كان الامر كذلك لاصبح الامتحان شكليا لا معنى له وهذا يسيء الى موقع اللجنة الفاحصة في النفوس. فليس من العدل ان يساوى بين المجتهد والفاشل.
- وفي حالة امتحان الدنيا فالله كريم وغفور مع المؤمن الذي يخطىء لضعفه البشري ولكنه في الوقت نفسه عادل ولا يمكن ان يدخل الى جنته من لا يؤمن به او من يجحد اوامره.
2- بعض الناس يقولون انه يمكن رشوة اللجنة الفاحصة أو حتى تخويفها ؟!!
- يبقى أفراد الجنة الفاحصة بشرا يتعرضون للترهيب والترغيب ولكن هذا لايجدر بمن يريد أن يحوز على شهادة نجاح صحيحة.
- في امتحان الدنيا، أنت أمام رب العالمين ولا احد يشفع عنده الا باذنه "من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه"
3- وصلني من خبر موثوق ان اللجنة الفاحصة تعرف نتيجتي سلفا فلم اقدم الامتحان؟
- ان كانت هي تعرفها فانت لا تعرفها وليس عليك ان تحتج بهذا العذر فحينما نفترض انها قررت لك الرسوب سلفا فهذا ادعاء لادليل له وبالتالي ليس امامك الا دخول الامتحان.
- وفي حالة امتحان الدنيا لا يجوز للإنسان ان يرتكز على مشيئة الله بكونه كافرا أو مسلما لان هذه المشيئة مجهولة بالنسبة للشخص وهي في علم الغيب.
4- هل هناك واسطة في الامتحان؟
- لا ليس هناك واسطة في الامتحانات النزيهة .. لا احد سيفيدك في الامتحان الا عملك.
- وكذا الحال في امتحان الدنيا "وان ليس للانسان الا ما سعى". " وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا".
5- بعض الناس يقولون انهم وحدهم سينجحون لانهم ابناء فلان الفلاني :
- بينا سابقا ان المحاسبة في اي امتحان نزيه تكون على حساب عمل الشخص فقط .
- وفي حالة امتحان الدنيا نقول ان هذا الكلام ادعاء اليهود.. فهم يقولون ان الجنة ستكون فقط لبني اسرائيل. وغني عن التعليق أن ادعاءهم باطل .
اسئلة عن الامتحان :
1- من هو المعفى من الامتحان؟ :
- يعفى من الامتحان من صدر قرار استثنائي من اللجنة الفاحصة باعفائه .
- في امتحان الدنيا يعفى من الامتحان المجنون، من مات دون البلوغ او قبل ان تبلغه دعوة الاسلام .
2 - تواجهني بعض الاسئلة المعقدة.. فكيف السبيل الى حلها؟
- تذكر ان اللجنة الفاحصة لن تمتحنك بسؤال خراج المنهج ولا يمكن ان تتعمد تعجيزك .
- ذكرنا سابقا ان امتحان الدنيا ميسر للذكي والبسيط.. بالتالي فالسؤال الذي تجده معقدا.. فكر به بنفسية الانسان البسيط.. يصبح بسيطا.. فكثيرا ما يواجه المتدينون باسئلة معقدة في العقيدة.. ولو تذكروا ان العقيدة واحدة ويجب ان يؤمن بها البسيط كما يؤمن بها المتنور لعرفوا ان الحل عند الحيرة هو باعتماد تبسيط الامور.
3- هل ننكر على المتعلمين الذين يعقدون هذه الامور؟
- لا ننكر عليهم ان كان هدفهم الرد على من ينشر مسائل مغلوطة تروجها مراجع مزيفة ولكن ننكر عليهم ان كانوا يعقدون هذه الامور في وجه الطلاب البسطاء.
- في امتحان الدنيا كثير من الفلاسفة يشتتون افكار العامة فلا باس ان يتصدى لهم علماء الدين بردود مقنعة وعميقة ولكن بشرط الا يلزموا العامي ان يتعلمها .
4- ما هو الاسلوب الامثل لتدارس المواضيع العميقة؟
- افضل اسلوب هو ان تدرس وحدك كي تركز وتتفكر.. ولا بأس ان تدرس مع شخص اخر ولكن ثقة كي يبصرك بما لم تنتبه اليه.
- في امتحان الدنيا ايضا مطلوب هذا الامر: قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ - المؤمن مرآة اخيه.
5- هل هناك من اعمال تطبيقية ام اسئلة نظرية فقط؟
- في أي امتحان مهم هناك جزء تطبيقي من الموضوع.. ذلك انك لا تستطيع مثلا ان تتأكد من ان فلان قادر على قيادة طائرة من مجرد معرفته للقواعد النظرية لطيران الطائرة وكيفية تشغيلها.
- في امتحان الدنيا لا يكفي العلم وحده ايضا بل يجب ان يصدقه العمل. لذلك يأتي الايمان مقرونا بالعمل في كثير من الآيات التي ترشد الى كيفية النجاة.. "الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.."
6- هل مسموح التعاون بين الطلاب؟
- في كل امتحان هناك اجزاء فردية واجزاء جماعية.. الاجزاء الجماعية مهمة جدا في بعض الاختصاصات كاختصاص البرمجة او التكنولوجيا كونه يتطلب عملا جماعيا وتعاونا للنجاح ففي هذه الحالة ليس التعاون مسموحا فقط بل اجباري.. على انه ينبغي التشديد ان كون العمل جماعيا لا يقتضي ان ينال الكل نفس العلامة.. فمن يتكل على غيره ويتكاسل لن ينال نفس علامة المجتهد.. وبالتالي التقييم يكون منفصلا حسب جهد كل شخص.. ولجنة الامتحان قادرة على هذا التقييم..
- في امتحان الدنيا.. العمل الجماعي مطلوب.. بل ورد في سورة العصر ان الفلاح للشخص لا يكون الا بالتواصي على الحق والتواصي على الصبر مع المجموعة.. وهذا لا ينفي طبعا ان التقييم فردي وان كل انسان سيدخل الجنة بعمله لا بعمل غيره..
7- لماذا اساعد غيري؟ الا يجب ان اركز على النجاح؟
- كي تتمكن في اي مادة عليك ان تدرسها جيدا وتفهمها واهم وسيلة لذلك هي ان تعلمها لغيرك وتنجح في الاجابة على اسئلته.. ثم ان مساعدة غيرك عمل ايجابي جدا تاخذه اللجنة الفاحصة بعين الاعتبار بل هو مطلوب منك في بعض الاحيان وهو بحد ذاته يشكل مادة اساسية للنجاح.
- في امتحان الدنيا مهمة الدعوة هي مهمة اساسية للنجاح وكل منا مكلف بقدر ما يعلم "بلغوا عني ولو آية". والدعوة ترسخ الايمان لان اهم وسيلة للتمكن من اي علم من العلوم هي تطبيقه والدعوة اليه. ولا يحسبن المرء انه يضيع وقته حينما يدعو غيره فالدعوة الى الله امر مفروض علينا وهي وظيفة الرسل.
مهمة الاساتذة !! :
1- ترقيت درجة واصبحت استاذا فبم تنصحوني؟
- صحيح انك أصبحت استاذا لكن انت لم تجتز الامتحان كاملا بعد, شهادتك هي جواز سفر لامتحان حقيقي مع نفسك ومع الآخرين طيلة عمرك.. ساعد الطلاب الجدد فيما تعرفه وتعلم من الاساتذة الذين يفوقونك خبرة. وتذكر انك محاسب من قبل الهيئة الادارية ان علمت الطلاب امورا خطأ.. ان نجاحك الشخصي مرتبط بادائك في هذه المهمة..
-يفشل الداعية او العالم حين يظن انه عليه ان يعلم الناس فقط فهو ايضا يجب ان يظل يتعلم.. "وما اوتيتم من العلم الا قليلا".. كذلك ليتذكر ان مسؤوليته كبيرة فهو محاسب ان كان يحرف الدين او يفتي بغير علم او ان كان يدعو الى ما لا يطبقه فإن فشل في مهمته كداعية او كعالم فالخطر يتهدده تماما كما يتهدد اي انسان جاهل بالدين.
2- على من اركز من الطلاب؟
- الاستاذ المتمكن هو الذي يحب ان ينجح عنده كل طلاب صفه والذي لا يدخر جهدا في ذلك حتى لو تطلب الامر منه ان يهتم لمصلحتهم اكثر مما يهتمون هم بها..
- في امتحان الدنيا الداعية الناجح هو الذي يهتم بطلابه المهددين بالرسوب اكثر مما يهتم بطلابه المتفوقين.. فعلى رغم ان الانسان ميال فطريا للاهتمام والتركيز على المتفوقين الا ان مصلحة الدين تقتضي ان الضعفاء هم الذين بحاجة للمساعدة اما الاقوياء فهم يتدبرون انفسهم بانفسهم طبعا دون ان يعني هذا اهمال المتفوقين لانهم بحاجة الى عناية كي يحملوا الرسالة من بعدنا؟
3- بعض الطلاب لحوح ولجوج ويأخذ من وقتي الخاص :
- التعليم رسالة قبل ان يكون وظيفة.. فعليك ان تتحمل عقليات طلابك وطلباتهم ان كانوا بحاجة لذلك في نجاحهم ولو اخذوا من وقتك الخاص.. اما ان كانت اسئلتهم من نمط الاسئلة التي يقصد فيها التفلسف والمراوغة واضاعة الوقت فكن حاسما معهم..
- في حالة امتحان الدنيا.. الدعوة رسالة وليست مهنة نمارسها ونأخذ بموجبها اتعابا ثم نذهب الى البيت.. فعلى الداعية ان يكون صبورا على الناس مترفقا بهم وعليه يان يجيب على اسئلتهم الا ان اشتم منها رائحة المراء والجدال وتضليل المستمعين..
4- كيف سيكون منهج التعليم؟ :
- الاستاذ الناجح هو الذي يضمن النجاح لكل طلاب صفه ويضع هذا من الاولويات.. فعليك ان تعلمهم ما هي الاسئلة التي يجب ان يركزوا عليها للنجاح حتى اذا علمتهم هذه الاسئلة فبإمكانك ان تنتقل معهم لاسئلة اعمق كي تساعدهم على التفوق..
- وفي المثل في امتحان الدنيا.. يخطىء كثير من الدعاء حين يدخلون الناس في قضايا فقهية خلافية معقدة وطلابهم احوج ما يكونون الى غير ذلك.. الى معرفة علم الدين الضروري الذي لا يصح ايمان الشخص بدون معرفته وتطبيقه.
4- أفهم من كلامك أن عدد الناجحين من الطلاب مؤشر على نجاح الأستاذ , هل من مهمة الأستاذ ضمان نجاح طلابه ؟
- لا ليس هذا مؤشرا فقد يكون قد بذل ما في وسعه ولكن الطلاب مستهترين .
- في حالة امتحان الدنيا ليس مسؤولية الدعاة أن يقودوا الناس الى الايمان يل ان يبذلوا ما في وسعهم والله في النهاية يهدي من يشاء "انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء"
5- مع اني استاذ متمكن الا اني اشعر ان طلابي يفضلون علي من هم اقل مني خبرة :
- كثير منا من ينسى نفسه حينما يتعلم الكثير من المعلومات وينسى ان طلابه كل سنة هم بنفس المستوى ولا يترقون معه.. فانت في اول سنة تعليم كنت اقرب الى عقول الطلاب لان الفارق بين مستواك ومستواهم كان قليلا.. ولكن مع تقدم خبرتك اصبح الفارق اكبر.. فالحل ان تنزل لمستواهم..
- يفضل كثير من العامة الاستماع للدعاة الجدد ولو كانوا اقل علما من كبار العلماء.. ذلك ان العلماء من كثرة تعمقهم بالدين اصبحوا يخاطبون الناس باسلوب معقد ومضمون بعيد عن الافهام اليومية للناس.. فيجدر ان ينتبه العلماء لهذه النقطة التي تخلق فجوة بينهم وبين الناس وعليهم ان ينزلوا لمستوى الناس..
6- معروف عند الكل اني استاذ متمكن ولكن عصبي في بعض الامور :
- لا تنس ان كثيرا من الناس ينجذب للمادة العلمية من وراء الاستاذ.. فكي تكون استاذا ناجحا عليك ان تكون لينا .. هذا قد يكون احيانا اهم من خبرتك بالمادة التي تعلمها.
- من المهم جدا ان يكون الداعية لينا في التعامل مع الناس كي يجتذبهم للايمان.. "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".. وكم من الناس اهتدى للاسلام لأنه راى في احد المسلمين المعاملة الحسنة فرغب في تعلم الاسلام لهذا الامر.
7- لكن اسلوب العنف والشدة نافع في التربية ايضا :
- لم نلمس اثرا ايجابيا للعنف في التربية.. وان كان نافعا فهو نافع في التأديب وليس في التعليم.. ونحن في رأينا ان الاستاذ لا صلاحية له للتأديب بل للتعليم خاصة انه يتعامل مع راشدين.. ان كان هناك من يشاغب فعليه طرده خارج الصف او تحويله للادارة او ابلاغ الاهل..
- لا ينفع العنف او الشدة في حقل الدعوة ذلك ان العملية عملية اقناع.. فان كان هناك من يشوش على المؤمنين يحول الى الحاكم وولي الامر فهو يؤدبه.. فنحن دعاة لا قضاة..
8- اعرف زميلا لي يعلم الطلاب امورا خطأ فما العمل :
- اولا عليك التاكد من انه يعلمهم امور خطأ فاحيانا هناك بعض المسائل التي لها عدة طرق في الحل وكلها مقبولة حسب المنهج.. وان تاكدت من خطاه فحاول ان تنصحه سرا اذ من الافضل ان تبقى مشاكل الاساتذة فيما بينهم ولا تصل للطلاب كي لا يفقدوا ثقتهم في الهيئة التعليمية.
- المناصحة بين العلماء يجب ان تكون سرية وبعد التوثق من ان الخلاف هو من النوع غير المقبول.. اما في حال كان الاختلاف منهجيا فلا باس من الحوار العلمي العلني..
مشاكل تواجه الطلاب :
1- هناك فوضى في الصف ولا استطيع التركيز على الامتحان؟ بم تنصحني؟
- امامك حلان.. ان كان اكثر الطلاب هكذا فغادر الصف الى صف آخر او اطلب حجرة منفردة.. وان كان اقل من نصفهم هكذا فبامكانك ان تفرض عليهم الهدوء انت ورفاقك.
- وفي حالة امتحان الدنيا عليك بالصحبة الصالحة او العزلة ان عم الفساد.
2- رفيقي يغش وينقل عن صديقه :
- الغش في هذا الامتحان يكشف بسهولة.. لان كاميرات المراقبة في كل مكان وتسجل كل شيء.. ثم كيف تنقل الجواب عن صديقك وكل ورقة امتحان مختلفة عن الاخر؟
- في امتحان الدنيا هناك ملائكة يراقبون كل شي: اعمال السر واعمال العلانية فان خدعت الناس فلن تستطيع خداع الله.
3- صديقي امتحانه اسهل.. اين العدل؟
- قد يكون هذا في صالحك.. فانت ان اجبت بشكل صحيح على الاسئلة الصعبة ستنال مرتبة اعلى منه.. وقد يكون لديك تساهل في التصحيح اكثر منه.
- اشد الناس ابتلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل.. من كان امتحانه صعبا كانت درجته اعلى ان تخطاه.
4- الخوف من الرسوب عند التركيز على مادة وإهمال باقي المواد :
- بعض الطلاب يركز على مادة ويبدع فيها وينسى سائر المواد فيرسب.. فالاصل هو التوازن .
- في امتحان الدنيا بعض الاسلاميين يركز على الفقه وينسى العقيدة او يركز على الجهاد وينسى علم الدين.. حتى يصبح الفرع اهم من الاصل وهذا مورد للهلاك.
م / عزام حدبا .
لتقريب فهم الدين فعلينا تشبيه الموضوع بشيء حسي واقرب تشبيه لطبيعة الحياة الدنيا هو الامتحان بل هو مذكور صراحة في نصوص القرآن الكريم وطبعا لله المثل الاعلى في كل هذه الامثلة.
اقدر عاليا مشاركة الاخوة القراء في اضافة اركان جديدة واسئلة جديدة في هذا البحث المتواضع.
اسئلة عامة عن الامتحان :
1- ما هو هدف الانسان الاساسي من وراء دخول هذا الامتحان؟
- الهدف من اي امتحان هو النجاح فيه كي ننال شهادة التخرج ونرتقي الى مرحلة اخرى قد تكون مرحلة الجامعة او مرحلة العمل.
- في حالة الحياة الدنيا فالهدف هو دخول الجنة..
2- كم مدة الامتحان؟
- مدة اي امتحان معلومة ومحدودة وهي قصيرة عادة.. وان شاءت اللجنة الفاحصة ان تكون كريمة تطيل زمن الامتحان.
- في امتحان الدنيا الوقت طويل وهو مدى العمر.. ولكن بما اننا لا نعرف متى نموت علينا ان نكون متحضرين دائما فقد تسحب منا ورقة الامتحان بأي لحظة فنكون حينها مستكملين الاجابات المصيرية والى هذا يرشد قوله تعالى "ولا تموتن الا وانتم مسلمون". فمن جهل فترة موته عليه ان يتحضر في كل لحظة.
3- هل النجاح في الامتحان صعب؟
- الامتحان في العادة قد يكون صعبا او سهلا وفقا لمن هو موجه له..
- بما ان امتحان الدنيا موجه للكل : الذكي والبسيط , المتعلم والأمي .. فلا بد ان تكون علامة النجاح ميسرة للكل ولا تحتاج ذكاء او عبقرية والاسئلة محورها التالي: من ربك؟؟ مادينك؟؟ من نبيك؟؟ شبابك فيما أبليته؟؟ عمرك فيما أفنيته؟؟ مالك من أين اكتسبته؟ وفيما انفقته؟؟ وعلمك ماذا عملت به؟؟
4- هل الامتحان فيه مشقة؟
- الامتحان شاق لمن اراد ان ينال علامات عالية وان يتفوق.. واحدنا ان اراد دخول اختصاص ما درس كثيرا فإن اراد دخول اختصاص اصعب درس اكثر..
- وفي حالة امتحان الدنيا فالجائرة غالية لأنها الجنة فمن المتوقع ان يبذل الانسان جهدا كبيرا للحصول عليها "الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة".
5- علام تنصحني ان اركز؟
- ركز اول الامر على نيل علامة النجاح اذ ليس من المنطق ان تركز على الاسئلة الصعبة وتترك الجواب على الاسئلة البديهية التي تخولك النجاح .
- وفي حالة الحياة الدنيا ركز على الايمان باركانه الست والاسلام باركانه الخمس.
6- ولكن لماذا عدد الراسبين كثر مع ان الامتحان يبدو سهلا؟
- في الامتحانات هناك عادة امور محسوسة تذكرك بوجوده وثمار واضحة تحفزك على النجاح .
- في حالة امتحان الدنيا معظم الادلة على وجود هذا الامتحان هي ادلة عقلية.. والحوافز في معظمها غيبية لم يسبق لك ان رأيتها ومن هنا استهتار كثير من الناس بهذا الامتحان رغم اهميته وخطورته وسهولته في آن واحد .
7- هل الدخول إلى الامتحان إجباري ؟
- اذا اخترت الدراسة في الفرع الفلاني فإن خوض الامتحان لنيل الشهادة أمر حتمي وإلا اعتبرت راسبا .
- في امتحان الدنيا مجرد كونك إنسان مخلوق أوجب عليك دخول الامتحان .
من هم المهددون بالرسوب؟
1- من انكر وجود الامتحان :
- اكثر الراسبين في اي امتحان هم من غفل عن وجوده اصلا .
- في امتحان الحياة الدنيا اكثر الضالين هم من انكروا ان الحياة الدنيا امتحان وظنوا انهم خلقوا عبثا وهؤلاء هم الملحدون: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ.
2- من غفل عن الاعداد للامتحان :
- يرسب من عرف بوجود الامتحان لكن لم يدرس له بل اتكل على الاماني كما في قصة الارنب والسلحفاة.
- يرسب في امتحان الحياة الدنيا من غرته الاماني: يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ.
3- من اجاب عن الامتحان باجوبة خارجة عن الموضوع :
- يرسب من عرف بوجود الامتحان ولكن اجاب عنه باجوبة خارجة عن الموضوع حتى لو كان مخلصا في الاجابة وسخر كل وقته للامتحان.
- في حالة الحياة الدنيا كثير من الاديان تقول بوجود الامتحان في الدنيا والحساب في الآخرة لكنهم ضلوا عن الاجوبة الصحيحة..
4- من لم يجب عن الأسئلة الكافية التي تخوله النجاح :
- الذي يشغل وقت امتحانه بسؤال معقد أو أكثر تاركا الأسئلة الأخرى التي تؤمن علامة النجاح .
- في الامتحان الدنيا كثر من الفلاسفة اضاعوا وقتهم في أسئلة خارجة عن مجال العقل الإنساني ووصلوا إلى ميدان الضلال والكفر .
اسئلة عن المرجع المعتمد :
1- ما هو المرجع الذي اتكل عليه للاجابة على اسئلة الامتحان؟
- المرجع الثقة في اي امتحان هو المرجع الذي تضعه اللجنة الفاحصة.
- وفي حالة الحياة الدنيا فالله هو الذي خلقها وخلقنا وهو الذي ارسى الامتحان وبالتالي فكلامه هو المرجع الاساسي للنجاح.
2- وماذا لو ادعت جهات أخرى انها تملك هذا المرجع؟ كيف نميز الاصلي من المزور؟
- المرجع الاصلي لا تناقض فيه.. لا يمكن الاتيان بافضل منه وعليه ختم اللجنة الفاحصة.
- وفي حالة امتحان الحياة الدنيا القرآن الكريم هو الكتاب الذي يدعي انه كلام الله اما بقية الكتب فهي تصنف نفسها على انها من كتابة بشر كذلك القرآن الكريم لا تناقض فيه ولم يأت احد بمثله رغم التحدي.
3- بعد ان عرفنا الاصلي من المزور.. ماذا لو اشكل علي فهم مسألة ما في هذا المرجع؟ :
- في العادة المعلم الوحيد المخول بتفسير هذا المرجع بشكل لا يحتمل الخطأ هو الشخص الذي اوكلت اليه اللجنة الفاحصة مسؤولية تبليغ الناس وتعليمهم.
- وفي حالة الامتحان الدنيا فالرسل هم المبلغون الوحيدون المعصومون في تفسيرهم للاوامر الالهية.
4- وهل يحوي هذا المرجع جميع الاسئلة التي يمكن أن تطرح في الامتحان؟
- لا بالتأكيد فالمنهج لا يعتمد على الحفظ انما الفهم.. ففي مادة الرياضيات ممكن أن يطرح عليك سؤال ليس موجودا في المرجع بشكل مباشر.
- وهكذا في حال امتحان الدنيا فالقرآن الكريم يحوي القواعد والاصول ولا يحوي كل المسائل بل عليها يمكن أن تحل جميع المسائل .
5- هل يعني كلامك أنه يتوجب علينا تنقيح هذا المرجع المعتمد ؟
- المرجع المعتمد وضعته اللجنة الفاحصة وهو قابل للتعديل والتنقيح من قبلها فقط .
- في امتحان الدنيا فالمرجع المعتمد وضعه رب العباد لايمكن المساس به إنما يعتمد عليه كليا في استنباط الحلول لما يستجد من أمور الحياة
اسئلة عن اللجنة الفاحصة :
1- الا يوجد احتمال ان تكون اللجنة الفاحصة متساهلة وكريمة بحيث لا يرسب احد :
- لا يعقل هذا.. اذ لو كان الامر كذلك لاصبح الامتحان شكليا لا معنى له وهذا يسيء الى موقع اللجنة الفاحصة في النفوس. فليس من العدل ان يساوى بين المجتهد والفاشل.
- وفي حالة امتحان الدنيا فالله كريم وغفور مع المؤمن الذي يخطىء لضعفه البشري ولكنه في الوقت نفسه عادل ولا يمكن ان يدخل الى جنته من لا يؤمن به او من يجحد اوامره.
2- بعض الناس يقولون انه يمكن رشوة اللجنة الفاحصة أو حتى تخويفها ؟!!
- يبقى أفراد الجنة الفاحصة بشرا يتعرضون للترهيب والترغيب ولكن هذا لايجدر بمن يريد أن يحوز على شهادة نجاح صحيحة.
- في امتحان الدنيا، أنت أمام رب العالمين ولا احد يشفع عنده الا باذنه "من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه"
3- وصلني من خبر موثوق ان اللجنة الفاحصة تعرف نتيجتي سلفا فلم اقدم الامتحان؟
- ان كانت هي تعرفها فانت لا تعرفها وليس عليك ان تحتج بهذا العذر فحينما نفترض انها قررت لك الرسوب سلفا فهذا ادعاء لادليل له وبالتالي ليس امامك الا دخول الامتحان.
- وفي حالة امتحان الدنيا لا يجوز للإنسان ان يرتكز على مشيئة الله بكونه كافرا أو مسلما لان هذه المشيئة مجهولة بالنسبة للشخص وهي في علم الغيب.
4- هل هناك واسطة في الامتحان؟
- لا ليس هناك واسطة في الامتحانات النزيهة .. لا احد سيفيدك في الامتحان الا عملك.
- وكذا الحال في امتحان الدنيا "وان ليس للانسان الا ما سعى". " وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا".
5- بعض الناس يقولون انهم وحدهم سينجحون لانهم ابناء فلان الفلاني :
- بينا سابقا ان المحاسبة في اي امتحان نزيه تكون على حساب عمل الشخص فقط .
- وفي حالة امتحان الدنيا نقول ان هذا الكلام ادعاء اليهود.. فهم يقولون ان الجنة ستكون فقط لبني اسرائيل. وغني عن التعليق أن ادعاءهم باطل .
اسئلة عن الامتحان :
1- من هو المعفى من الامتحان؟ :
- يعفى من الامتحان من صدر قرار استثنائي من اللجنة الفاحصة باعفائه .
- في امتحان الدنيا يعفى من الامتحان المجنون، من مات دون البلوغ او قبل ان تبلغه دعوة الاسلام .
2 - تواجهني بعض الاسئلة المعقدة.. فكيف السبيل الى حلها؟
- تذكر ان اللجنة الفاحصة لن تمتحنك بسؤال خراج المنهج ولا يمكن ان تتعمد تعجيزك .
- ذكرنا سابقا ان امتحان الدنيا ميسر للذكي والبسيط.. بالتالي فالسؤال الذي تجده معقدا.. فكر به بنفسية الانسان البسيط.. يصبح بسيطا.. فكثيرا ما يواجه المتدينون باسئلة معقدة في العقيدة.. ولو تذكروا ان العقيدة واحدة ويجب ان يؤمن بها البسيط كما يؤمن بها المتنور لعرفوا ان الحل عند الحيرة هو باعتماد تبسيط الامور.
3- هل ننكر على المتعلمين الذين يعقدون هذه الامور؟
- لا ننكر عليهم ان كان هدفهم الرد على من ينشر مسائل مغلوطة تروجها مراجع مزيفة ولكن ننكر عليهم ان كانوا يعقدون هذه الامور في وجه الطلاب البسطاء.
- في امتحان الدنيا كثير من الفلاسفة يشتتون افكار العامة فلا باس ان يتصدى لهم علماء الدين بردود مقنعة وعميقة ولكن بشرط الا يلزموا العامي ان يتعلمها .
4- ما هو الاسلوب الامثل لتدارس المواضيع العميقة؟
- افضل اسلوب هو ان تدرس وحدك كي تركز وتتفكر.. ولا بأس ان تدرس مع شخص اخر ولكن ثقة كي يبصرك بما لم تنتبه اليه.
- في امتحان الدنيا ايضا مطلوب هذا الامر: قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ - المؤمن مرآة اخيه.
5- هل هناك من اعمال تطبيقية ام اسئلة نظرية فقط؟
- في أي امتحان مهم هناك جزء تطبيقي من الموضوع.. ذلك انك لا تستطيع مثلا ان تتأكد من ان فلان قادر على قيادة طائرة من مجرد معرفته للقواعد النظرية لطيران الطائرة وكيفية تشغيلها.
- في امتحان الدنيا لا يكفي العلم وحده ايضا بل يجب ان يصدقه العمل. لذلك يأتي الايمان مقرونا بالعمل في كثير من الآيات التي ترشد الى كيفية النجاة.. "الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.."
6- هل مسموح التعاون بين الطلاب؟
- في كل امتحان هناك اجزاء فردية واجزاء جماعية.. الاجزاء الجماعية مهمة جدا في بعض الاختصاصات كاختصاص البرمجة او التكنولوجيا كونه يتطلب عملا جماعيا وتعاونا للنجاح ففي هذه الحالة ليس التعاون مسموحا فقط بل اجباري.. على انه ينبغي التشديد ان كون العمل جماعيا لا يقتضي ان ينال الكل نفس العلامة.. فمن يتكل على غيره ويتكاسل لن ينال نفس علامة المجتهد.. وبالتالي التقييم يكون منفصلا حسب جهد كل شخص.. ولجنة الامتحان قادرة على هذا التقييم..
- في امتحان الدنيا.. العمل الجماعي مطلوب.. بل ورد في سورة العصر ان الفلاح للشخص لا يكون الا بالتواصي على الحق والتواصي على الصبر مع المجموعة.. وهذا لا ينفي طبعا ان التقييم فردي وان كل انسان سيدخل الجنة بعمله لا بعمل غيره..
7- لماذا اساعد غيري؟ الا يجب ان اركز على النجاح؟
- كي تتمكن في اي مادة عليك ان تدرسها جيدا وتفهمها واهم وسيلة لذلك هي ان تعلمها لغيرك وتنجح في الاجابة على اسئلته.. ثم ان مساعدة غيرك عمل ايجابي جدا تاخذه اللجنة الفاحصة بعين الاعتبار بل هو مطلوب منك في بعض الاحيان وهو بحد ذاته يشكل مادة اساسية للنجاح.
- في امتحان الدنيا مهمة الدعوة هي مهمة اساسية للنجاح وكل منا مكلف بقدر ما يعلم "بلغوا عني ولو آية". والدعوة ترسخ الايمان لان اهم وسيلة للتمكن من اي علم من العلوم هي تطبيقه والدعوة اليه. ولا يحسبن المرء انه يضيع وقته حينما يدعو غيره فالدعوة الى الله امر مفروض علينا وهي وظيفة الرسل.
مهمة الاساتذة !! :
1- ترقيت درجة واصبحت استاذا فبم تنصحوني؟
- صحيح انك أصبحت استاذا لكن انت لم تجتز الامتحان كاملا بعد, شهادتك هي جواز سفر لامتحان حقيقي مع نفسك ومع الآخرين طيلة عمرك.. ساعد الطلاب الجدد فيما تعرفه وتعلم من الاساتذة الذين يفوقونك خبرة. وتذكر انك محاسب من قبل الهيئة الادارية ان علمت الطلاب امورا خطأ.. ان نجاحك الشخصي مرتبط بادائك في هذه المهمة..
-يفشل الداعية او العالم حين يظن انه عليه ان يعلم الناس فقط فهو ايضا يجب ان يظل يتعلم.. "وما اوتيتم من العلم الا قليلا".. كذلك ليتذكر ان مسؤوليته كبيرة فهو محاسب ان كان يحرف الدين او يفتي بغير علم او ان كان يدعو الى ما لا يطبقه فإن فشل في مهمته كداعية او كعالم فالخطر يتهدده تماما كما يتهدد اي انسان جاهل بالدين.
2- على من اركز من الطلاب؟
- الاستاذ المتمكن هو الذي يحب ان ينجح عنده كل طلاب صفه والذي لا يدخر جهدا في ذلك حتى لو تطلب الامر منه ان يهتم لمصلحتهم اكثر مما يهتمون هم بها..
- في امتحان الدنيا الداعية الناجح هو الذي يهتم بطلابه المهددين بالرسوب اكثر مما يهتم بطلابه المتفوقين.. فعلى رغم ان الانسان ميال فطريا للاهتمام والتركيز على المتفوقين الا ان مصلحة الدين تقتضي ان الضعفاء هم الذين بحاجة للمساعدة اما الاقوياء فهم يتدبرون انفسهم بانفسهم طبعا دون ان يعني هذا اهمال المتفوقين لانهم بحاجة الى عناية كي يحملوا الرسالة من بعدنا؟
3- بعض الطلاب لحوح ولجوج ويأخذ من وقتي الخاص :
- التعليم رسالة قبل ان يكون وظيفة.. فعليك ان تتحمل عقليات طلابك وطلباتهم ان كانوا بحاجة لذلك في نجاحهم ولو اخذوا من وقتك الخاص.. اما ان كانت اسئلتهم من نمط الاسئلة التي يقصد فيها التفلسف والمراوغة واضاعة الوقت فكن حاسما معهم..
- في حالة امتحان الدنيا.. الدعوة رسالة وليست مهنة نمارسها ونأخذ بموجبها اتعابا ثم نذهب الى البيت.. فعلى الداعية ان يكون صبورا على الناس مترفقا بهم وعليه يان يجيب على اسئلتهم الا ان اشتم منها رائحة المراء والجدال وتضليل المستمعين..
4- كيف سيكون منهج التعليم؟ :
- الاستاذ الناجح هو الذي يضمن النجاح لكل طلاب صفه ويضع هذا من الاولويات.. فعليك ان تعلمهم ما هي الاسئلة التي يجب ان يركزوا عليها للنجاح حتى اذا علمتهم هذه الاسئلة فبإمكانك ان تنتقل معهم لاسئلة اعمق كي تساعدهم على التفوق..
- وفي المثل في امتحان الدنيا.. يخطىء كثير من الدعاء حين يدخلون الناس في قضايا فقهية خلافية معقدة وطلابهم احوج ما يكونون الى غير ذلك.. الى معرفة علم الدين الضروري الذي لا يصح ايمان الشخص بدون معرفته وتطبيقه.
4- أفهم من كلامك أن عدد الناجحين من الطلاب مؤشر على نجاح الأستاذ , هل من مهمة الأستاذ ضمان نجاح طلابه ؟
- لا ليس هذا مؤشرا فقد يكون قد بذل ما في وسعه ولكن الطلاب مستهترين .
- في حالة امتحان الدنيا ليس مسؤولية الدعاة أن يقودوا الناس الى الايمان يل ان يبذلوا ما في وسعهم والله في النهاية يهدي من يشاء "انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء"
5- مع اني استاذ متمكن الا اني اشعر ان طلابي يفضلون علي من هم اقل مني خبرة :
- كثير منا من ينسى نفسه حينما يتعلم الكثير من المعلومات وينسى ان طلابه كل سنة هم بنفس المستوى ولا يترقون معه.. فانت في اول سنة تعليم كنت اقرب الى عقول الطلاب لان الفارق بين مستواك ومستواهم كان قليلا.. ولكن مع تقدم خبرتك اصبح الفارق اكبر.. فالحل ان تنزل لمستواهم..
- يفضل كثير من العامة الاستماع للدعاة الجدد ولو كانوا اقل علما من كبار العلماء.. ذلك ان العلماء من كثرة تعمقهم بالدين اصبحوا يخاطبون الناس باسلوب معقد ومضمون بعيد عن الافهام اليومية للناس.. فيجدر ان ينتبه العلماء لهذه النقطة التي تخلق فجوة بينهم وبين الناس وعليهم ان ينزلوا لمستوى الناس..
6- معروف عند الكل اني استاذ متمكن ولكن عصبي في بعض الامور :
- لا تنس ان كثيرا من الناس ينجذب للمادة العلمية من وراء الاستاذ.. فكي تكون استاذا ناجحا عليك ان تكون لينا .. هذا قد يكون احيانا اهم من خبرتك بالمادة التي تعلمها.
- من المهم جدا ان يكون الداعية لينا في التعامل مع الناس كي يجتذبهم للايمان.. "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".. وكم من الناس اهتدى للاسلام لأنه راى في احد المسلمين المعاملة الحسنة فرغب في تعلم الاسلام لهذا الامر.
7- لكن اسلوب العنف والشدة نافع في التربية ايضا :
- لم نلمس اثرا ايجابيا للعنف في التربية.. وان كان نافعا فهو نافع في التأديب وليس في التعليم.. ونحن في رأينا ان الاستاذ لا صلاحية له للتأديب بل للتعليم خاصة انه يتعامل مع راشدين.. ان كان هناك من يشاغب فعليه طرده خارج الصف او تحويله للادارة او ابلاغ الاهل..
- لا ينفع العنف او الشدة في حقل الدعوة ذلك ان العملية عملية اقناع.. فان كان هناك من يشوش على المؤمنين يحول الى الحاكم وولي الامر فهو يؤدبه.. فنحن دعاة لا قضاة..
8- اعرف زميلا لي يعلم الطلاب امورا خطأ فما العمل :
- اولا عليك التاكد من انه يعلمهم امور خطأ فاحيانا هناك بعض المسائل التي لها عدة طرق في الحل وكلها مقبولة حسب المنهج.. وان تاكدت من خطاه فحاول ان تنصحه سرا اذ من الافضل ان تبقى مشاكل الاساتذة فيما بينهم ولا تصل للطلاب كي لا يفقدوا ثقتهم في الهيئة التعليمية.
- المناصحة بين العلماء يجب ان تكون سرية وبعد التوثق من ان الخلاف هو من النوع غير المقبول.. اما في حال كان الاختلاف منهجيا فلا باس من الحوار العلمي العلني..
مشاكل تواجه الطلاب :
1- هناك فوضى في الصف ولا استطيع التركيز على الامتحان؟ بم تنصحني؟
- امامك حلان.. ان كان اكثر الطلاب هكذا فغادر الصف الى صف آخر او اطلب حجرة منفردة.. وان كان اقل من نصفهم هكذا فبامكانك ان تفرض عليهم الهدوء انت ورفاقك.
- وفي حالة امتحان الدنيا عليك بالصحبة الصالحة او العزلة ان عم الفساد.
2- رفيقي يغش وينقل عن صديقه :
- الغش في هذا الامتحان يكشف بسهولة.. لان كاميرات المراقبة في كل مكان وتسجل كل شيء.. ثم كيف تنقل الجواب عن صديقك وكل ورقة امتحان مختلفة عن الاخر؟
- في امتحان الدنيا هناك ملائكة يراقبون كل شي: اعمال السر واعمال العلانية فان خدعت الناس فلن تستطيع خداع الله.
3- صديقي امتحانه اسهل.. اين العدل؟
- قد يكون هذا في صالحك.. فانت ان اجبت بشكل صحيح على الاسئلة الصعبة ستنال مرتبة اعلى منه.. وقد يكون لديك تساهل في التصحيح اكثر منه.
- اشد الناس ابتلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل.. من كان امتحانه صعبا كانت درجته اعلى ان تخطاه.
4- الخوف من الرسوب عند التركيز على مادة وإهمال باقي المواد :
- بعض الطلاب يركز على مادة ويبدع فيها وينسى سائر المواد فيرسب.. فالاصل هو التوازن .
- في امتحان الدنيا بعض الاسلاميين يركز على الفقه وينسى العقيدة او يركز على الجهاد وينسى علم الدين.. حتى يصبح الفرع اهم من الاصل وهذا مورد للهلاك.
م / عزام حدبا .