المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة ملحد يشك في عدل الله ؟؟



blue world
11-05-2009, 01:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله

سمعت يوما من الأيام شبهة من ملحد يشك في عدل الله بقوله :

أن الله غير رحيم بالحيوانات التي تؤكل في الغابة عندما تفترسها مجموعة حيوانات مفترسة وتأكل رجلها أو بطنها وهي حية.
لأن الإنسان عندما يؤكل بهذه الطريقة فإن الله يعوضه يوم القيامة لكن الحيوان سيكون ترابا أي أن الغزالة مثلا تُخلــَق وتؤكل بهمجية ووحشية وتتعذب بشدة ثم تكون ترابا ولا تعوض في الآخرة فهل هذا عادل ؟

فما الرد عليه جزاكم الله خير

niels bohr
11-05-2009, 02:03 PM
الحيوانات مرفوع عنها التكليف أساسا, فاعتراض الكاتب لا معنى له.

WaLd MosLem
11-05-2009, 02:16 PM
^^

هو بيتكلــم هنـا عن رحمـة ربنا يعنى فى انه سايب الحيوانات دى تقتل بعضها بالطريقه دى .. أكيد فيه حكمه لله سبحانه وتعالى .. أسيبكم إللى عندهم علم أكتر يـردوا ..

..

ناصر التوحيد
11-05-2009, 02:46 PM
ملحد يشك في عدل الله
ملحد يؤمن بالله ولكنه يشك في عدله سبحانه .. على اي مذهب الحادي هذا الملحد !!
اذا هو مؤمن بالله فكلامه هذا عن صفة الرحمة الالهية هو جهل لان الصفات والاسماء توقيفية وحقيقية
واذا كان هو ملحد بالله فلا يصح له ان بنكلم شيئا عن الله تعالى الا من حيث حقيقة وجوده سبحانه

عمر الأنصاري
11-05-2009, 03:14 PM
إليك الرد أخي الفاضل

وهو من كتابة الدكتور الفاضل أحمد إدريس الطعان، ردا على ناقل ذلك الموضوع "طبيب حيران" والذي أسلم قبل أشهر واسمه الآن المطمئن بالله
وله موضوع يحكي قصته من الإلحاد إلى الإسلام (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18327)





هذا التصور الجمالي للكون دفع أحد النبلاء في القرن التاسع عشر ، الدوق فرانسيس هنري ، لتخصيص مبلغ 8000 جنيه عند وفاته في عام 1829 لدعم تأليف سلسلة كتب "في قدرة و حكمة و ربوبية الله كما تتجلى في خلقه" ، وكان العالِم الجيولوجي ويليام بوكلاند قد دُعي لتأليف مقال من تسع مقالات في هذه السلسلة. وفيها طَرح السؤال الملح ، إن كان الله رحيما و كانت تظهر في خلقه "القدرة و الحكمة و الربوبية" إذا لماذا نحن محاطون بالألم و المعاناة و الوحشية عديمة الإحساس البارزة في عالم الحيوان؟

أقنع بوكلاند نفسه بأن الإفتراس عند اللواحم إنما هو لصالح و فائدة الحيوانات ، ففي النهاية القتل سريع وهو نسبيا غير مؤلم ، و الإفتراس يخفض أعداد الحيوانات فلا تتجاوز كمية الطعام المحدودة . ولكن التحدي الأعظم لمفهوم الرحمة عند الله لم يكن الإفتراس العادي ، بل كان الموت البطيء من تغذي الطفيليات كما هي حال يرقات دبور الأيكنيمون.

تعيش الأيكنيمونIchneumon ، مثل كل أنواع الدبابير ، حياتها البالغة وهي طليقة ولكنها تقضي مرحلتها اليرقية كطفيليات تتغذى على أجسام حيوانات أخرى ، غالبا ما تكون الضحايا يساريع الفراشات. تطير أنثى الأيكنيمون إلى أن تجد مضيف مناسب ومن ثم تحوله إلى مصنع غذاء لأولادها. تضع العديد من الإناث بيوضها مباشرة على جسم المضيف ، وتحقنه بسم يشل حركته ، قد يكون الشلل دائم أو مؤقت ، تكون اليساريع حية ولكنها غير قادرة على الحركة ، بينما العامل الذي سيسبب هلاكها موضوع بإحكام على بطنها . تفقس البيوض ، ينتفض اليسروع البائس ، تثقب يرقات الدبور جسمه و تبدأ وليمتها الرهيبة.

أحمد : - لاحظ أن المقال هنا يتحدث عن افتراس حشرات صغيرة لبعضها بل أقل من الحشرات إنها يرقات ، وهنا لا مجال للحديث عن الألم فنحن لم يثبت لنا أن هذه الحشرات لها أنفس سائلة أي أرواح تتألم ، وأعتقد أنه من العبث أن نقارن هنا بين الألم الذي يشعر به الحيوان الكبير ذو النفس السائلة أو ذو الروح ، وبين حشرات أو يرقات فهذا لون من المقارنة المتناقضة ، فما أدرانا أن النملة التي ندوسها أو اليرقة التي تُفترس تحس بالألم ، وإذا كان هناك هذا الشعور بالألم فهل يمكن مقارنته بالألم الذي يشعر به الحيوان الحساس بجسمه وخلايا جلده ، هذه مسألة قبل أن نوظفها لمساءلة الربوبية علينا أن نفهمها أولاً فهماً علمياً بعيداً عن الخلفيات المادية ، فعناصر الإحساس بالألم على حد علمي هي الخلايا الجلدية وهذه على ما أعتقد ليست متوفرة في الحشرات ، لأن لها وسائل أخرى للإحساس كما هو معروف ، وأعتقد أنك كطبيب أقدر مني على فهم هذه المسائل ومتابعتها ..


حيران : و بما أن اليسروع الميت والمتحلل لن يفيد اليرقات ، فإنها تأكل بطريقة تذكّر ، مع محدودية تأويلنا المتمركز على الإنسان ، بالعقوبة الإنكليزية القديمة للخيانة العظمى – حيث كان يتم استخراج أكبر عذاب ممكن بإبقاء الضحية حية عند انتزاع أحشائها ، وكذلك تفعل يرقة الأيكنيمون فهي تأكل الأجزاء الدسمة و أعضاء الهضم أولا ، وتُبقي اليسروع حيا فتترك القلب والنظام المركزي العصبي دون أذى . وفي النهاية تكمل اليرقات عملها وتقتل الضحية ، وتترك خلفها غشاء اليسروع الفارغ. "صورة دبور الأيكنيمون تزرع بيوضها داخل جسم يسروع العثة وهو في طور الشرنقة فاقدا القدرة على الدفاع عن نفسه"

كانت قضية دبور الأيكنيمون وطريقتها الغريبة في تغذية صغارها داخل أجسام اليساريع الحية مثار نقاش العديد من علماء الطبيعة في القرن التاسع عشر حيث أنها صدمت تصورهم الجمالي المتكامل للكون و الخلق و كان تشارلز داروين أحدى أولئك الذين علقوا على الموضوع حيث كتب في احدى رسائله عام 1860:

(( لا أستطيع أن أرى مايراه الآخرون واضحا ، وكما آمل أن أرى ، من دلائل على التصميم و الرحمة في كل مايحيط بنا ، ما يظهر لي أن هناك الكثير من البؤس في العالم .
لا أستطيع اقناعَ نفسي أن إلهاً رحيماً قديراً قد خلق الأيكنيمون بقصد إطعامهم داخل جسم اليسروع الحي ، أو أن القطة عليها أن تلعب مع الفأر ))

- أحمد :
القضية هنا ليست قضية قناعة عقلية وإنما الخلفية الفلسفية التي تحكم الفكر الأوربي في القرن التاسع عشر هي التي تتحكم بالنتائج .. لا بد أن ألفت نظرك إلى أنه هناك نقاشاً طويلاً جرى بين فولتير وجان جاك روسو حول قضية العناية الإلهية على إثر زلزال لشبونة الذي أودى بحياة الكثير من الناس ، وكان فولتير قد طرح شكوكه حول هذه القضية بشكلٍ أدبي مؤثر ، ورد عليه جان جاك روسو ردوداً مطولة يبين له فيها مظاهر العناية الإلهية في الكون ، وللعلم لم يكن روسو مقتنعاً بما يقول وإنما كان انتهازياً يريد أن يكسب بعض المكاسب من الكنيسة كما اكد روسو نفسه في اعترافاته ..
ولكن فولتير نفسه أنهى حياته مؤمناً ولكن بدون أن يعترف بالوحي أو الكنيسة ، وكان يقول قد يثير الرأي القائل بوجود إله بعض المشاكل ، ولكن الرأي القائل بعدم وجود إله يثير أموراً مستحيلة ..
إن الدراسات التي نشأت في الغرب حول هذه القضية ياصاحبي – قضية العناية الإلهية عموماً ، أو قضية دبور الإكنيمون أو قضية القط والفأر التي تحدث عنها إنجلز - كلها تنطلق من خلفية إلحادية أو متشككة ، بمعنى أنها ليست خلفية حيادية ، وهي خلفية تكتنز تاريخ العصور الحديثة منذ القرن الخامس عشر وحتى القرن التاسع عشر ، والمعنى الذي أريده من ذلك أن الذين قاموا بالدراسات هم ملحدون يبحثون عن أدلة تنصر إلحادهم أو تشككهم ولم تنطلق دراساتهم من مبادئ حيادية ، وهذا له آثار مدمرة على العلم والنتائج العلمية ونزاهتها ، وكن على يقين لو أن الذين قاموا بهذه الدراسات كانوا مؤمنين لوصلوا إلى نتائج إيمانية ، إن التيار العام ، والتوجه السائد في تلك الفترة في أوروبا هو التوجه العلماني المادي الذي يبحث ويحور كثيراً في النتائج لنصرة مبادئه المادية ، وهذا ما يعرفه ويذكره الباحثون في مناهج البحث العلمي ، وأدوات الاستدلال ..
لقد خرج داروين في رحلاته الاستكشافية وهو مقتنع بنظرية التطور ، ولم يكن يرى ، ولم يكن يريد أن يرى ما يناقضها ، ولذلك فتجاربه ، ومستحاثاته ، والعظام التي عثر عليها لا بد أن تدل على التطور بأي طريقة كانت ، حتى لو كان ذلك عن طريق التركيب والتزوير في النهاية ..
لقد اعتقد داروين ثم ذهب يبحث ليستدل ،، هو نفسه المنهج الكنسي القديم الذي رفضته العلمانية " آمن ثم افهم "
لقد آمن داروين ثم استدل .. ومثله أيضاً ويليام بوكلاند .. في بحثه عن العناية الإلهية ..
نحن في الإسلام نقول : " افهم ثم آمن "" // ولا تقف ما ليس لك به علم // الآية ..


حيران: ونتسأل هنا كيف يمكن لإله رحيم أن يخلق عالَما من الذبح وسفك الدماء ؟ ، الظاهرة تثير الإشمئزاز أكثر من الإفتراس العادي فهي تعتمد على التدمير البطيء لجسم المضيف من قبل طفيليات داخلية تتناول الطعام تدريجيا قضمة قضمة من الداخل.

في كثير من الأحيان تستغل أنثى الدبور دخول اليسروع طور الشرنقة فتحفر في بطنه وهو ملتف في شرنقته وتزرع مئات البيوض ، كما أن بعض الإناث لا تحقن جسم اليسروع بمادة تشله فتجده يهتز يمينا وشمالا بسبب ثقل اليرقات الداخلية النامية في جسمه.

ولو انتقلنا إلى الإفتراس العادي الغير تطفلي حيث يستمد الكائن غذاءه من افتراس لحم كائن حي آخر لرأينا نفس مظاهر القسوة و التوحش ، فالنمر أو الأسد لا يهمه إن تألمت ضحيته أثناء موتها أو لم تتألم ، ما يهمه هو اسكاتها سريعا حتى لا تفلت منه ، و الأسد لا يتوانى أن يجلب أرنبا حيا ليتسلى أشباله بتنتيف أوصاله و ليمرنوا غريزة الصيد و الإفتراس.كثير من الحيوانات التي لا يتم افتراسها تخرج من عملية المطاردة بكسور و جروح قد لا تلتئم ، و تصبح وهي حية غير قادرة على السير ، فتتجمع النسور والضباع التي تنهش لحمها مستغلة الجروح والكسور ، هذا غير الذباب الذي يسارع بزرع بيوضه في الجروح المكشوفة ، الصرخات والصيحات التي يصدرها الحيوان أثناء مطاردته أو الإحاطة به به دليل على الخوف و الرهبة من خطر الموت والقتل.

إنها كما يقال "أبدان مسلطة على أبدان" : إنسان على حيوان وحيوان على إنسان وحيوان على نبات ونبات على حيوان..الخ في دورات حياتية إفتراسية تعتمد على الناب والمخلب والخديعة والعدوان فلا مجال للحياة إلا بسلب حياة أخرى بما يصاحب ذلك عادة من فزع هائل للضحية التي تصارع الموت بدافع من غريزة حب البقاء..

فتبارك الله أحسن الخالقين الذي وسعت رحمته كل شيء !!

أحمد : - إن رحمة الله عز وجل بعباده لا تحتاج إلى دليل فهو يمد أعداءه بالحياة ، والساخرين منه بالوجود والنَفَس ، والطعام والشراب ، والخلاء .. ، وهو يمهل المتجبرين والطغاة ، والمتكبرين ، والذين يدنسون كتابه ، ويسخرون من آياته التي تملأ الآفاق .. والعصاة يأكلون رزقه ، ويسكنون أرضه ، ويتسربلون بنعمه ، ويشربون ماءه ، ولا يعترفون بوجوده ، بل ويتكبرون عليه وهو قادر على إهلاكهم ولكنه سبحانه وتعالى يمهلهم لعلهم يتذكرون ..


حيران : تعلمنا المبادىء الأخلاقية السامية أن الخالق جعل بين الأزواج تراحما ومودة ، لذلك نرى أنثى إحدى أنواع العناكب ، وتدعى الأرملة السوداء ، تأكل زوجها بعد التزواج ، و لا تتوانى حشرة أخرى على أكل أي شيء يتحرك بما فيه رأس زوجها أثناء الجماع !!.

تقتضي الأبوة أن يقتل الدب والأسد جراء غيره من الذكور بدم بارد لمجرد أن يجعل الأنثى متاحة للزواج منه!!.

تقتضي النخوة ألا تتعب طيور الكاو نفسها ببناء الأعشاش لبيوضها. فهي تتسلل وتضع بيوضها في عش طائر آخر بينما صاحب العش غير موجود. وعندما تفقس فراخ طائر الكاو يتم تغذيتها والإعتناء بها من قبل صاحب العش. لا بل في بعض الأحيان تدفع فراخ طائر الكاو فراخ صاحب العش الأصلي.!!

تتجلى الأخوة في أوضح صورها عند فراخ نوع من الطيور يقتل فيه الأخ الأقوى أخيه الأصغر في العش ، فينقره حتى الموت ، أو يدفعه ليهوي من العش و يستأثر بالغذاء وحده !!.

كذلك تأكل الأجنة أخوتها في رحم أمها ، فأنثى القرش الرملي Sand Shark تلد ولدين ، و ذلك أن رحمها فيه حجرتين يكون في كل حجرة عدد من الأجنة ، وأول جنين يفقس يتغذى على الأجنة الباقية فيمرن غريزة الإفتراس لديه بإلتهام أخوته !! .!! .


أحمد : - في الحقيقة أنا أستغرب من الغربيين هذا الكلام حيث يتحدثون عن افتراس الأيكنيمون لليرقات أو افتراس العناكب أو الدبابير ، أو الحيوانات لبعضها ، ويستدلون بذلك على عدم وجود عناية ورحمة إلآهية ، والغرابة أنهم نسوا أنهم هم يفترسون العالم في ذلك الوقت ، وأنهم بدلاً من أن يلفتوا أنظارنا إلى امتصاص الأيكنيمون لفرائسها ، كان عليهم أن يلفتوا أنظارنا إلى امتصاصهم هم لدماء الشعوب الأخرى ..
لقد توجهوا إلى أفريقيا وهي أوفر ما تكون ثروة وغذاء واستخدموا كل ما لديهم من قوة في الامتصاص والابتلاع حتى حولوها إلى قفر وأجادب ، أخذوها لحم ورموها عظم ..
ولذلك فالتخمة الأوربية والأمريكية التي نشاهدها اليوم هي على حساب الشعوب الفقيرة التي لا تزال وستبقى إلى فترة طويلة تجر شقاءها .. وتذكر أنك كلما ترى طفلاً أوربياً سميناً متخماً فإن مقابله طفلاً شرقياً أو أفريقياً هزيلاً تبدو عظامه في داخل كيس من الجلد ..
طبعاً أنا أدرك هنا أنني خرجت عن الموضوع من الناحية اللاهوتية ودخلت في أبعاد أخرى ولكن ما أردت أن ألفت النظر إليه هو أن الإنسان المكلف ذو العقل والذي أمر أن يقوم في الحياة بالقسط والعدل لم يحقق ذلك فما بالنا نحن نطالب الخالق أن يرينا مظهر رحمته على مستوى الحيوان ..
كنت اليوم أسير في الشارع ودخلت في طريقي بسوق للخضار والفواكه ورأيت الباعة يرصفون بضائعهم هذا تفاح ، وهذا خوخ ، وهذا مشمش ، وهذا دراق وهذا موز وهذا برتقال وهذا بطيخ وهذه بندورة / أوتة / وهذا باذنجان ، بطاطس ، كوسا … ألخ وانتابني وأنا أتأمل في هذه الخيرات شعور عجيب قلت سبحان الله ألا يرى الأخ حيران في كل هذا مظهرأ من مظاهر الرحمة والعناية الإلاهية أم أن العادة حجبتنا عن التأمل في هذا المظهر .. فواكه وخضار مختلفة تتناسب مع الفصول المختلفة فكلما انقرض فصل وظهر فصل جديد ظهرت معه الخضار والفواكه التي تتناسب مع جسم الإنسان وطبيعته وتكوينه … الإنسان ياأخي يألف حياته فلا يعود يرى فيما حوله من كل المعجزات التي تحيط به أي غرابة ..


حيران :

في الصراع النبيل على الأنثى يقوم ذكر إحدى أنواع الحشرات بإثارة المنطقة التناسلية لغريمه الذكري ليستجر نطافه ويمنعه من التزاوج وتلقيح الأنثى المتصارع عليها.

من المعروف في جميع الأديان أن هناك حساسية شديدة لموضوع الجنس ، والضوابط الكثيرة التي وضعت له ، أبيدت أمم بالكامل بسبب اللواط ، و رجم العديد من البشر بسبب الزنا. في عالم الحيوان كثيرا ما تلقح الأنثى من ذكر وتسكن وتعاشر ذكر آخر يربي أولاد غيره ، لا بل يعد تلقيح الأنثى من أكثر من ذكر وتنقلها بين العديد من الذكور ميزة تكاثرية وتطورية و الحالات النادرة هي للإخلاص والزواج الأحادي كذلك شوهدت حالات كثيرة للواط في عالم الحيوان.

كلنا يعرف أن الورود الجميلة تجذب الفراشات الجميلة بألوانها و رحيقها وعطرها بالمقابل تقوم الفراشات أثناء امتصاصها للرحيق بنقل حبوب الطلع و تلقيح الأزهار. و لكن أزهار الأوركيد تجذب الحشرات بطريقة غريبة ، فشكل الزهرة يشبه أنثى الحشرة ، يأتي الذكر مخدوعا و يتزاوج مع هذه الأنثى الكاذبة ، و بحركات التزاوج يلتصق جسمه بحبوب الطلع.

أحمد : - في الوقت الذي تلاحظ أنت في ذلك خداع فإننا نلاحظ في ذلك لوناً من ألوان القدرة الإلاهية ، والتنظيم العجيب الذي يعبر لنا عن حكمة الله عز وجل ..


حيران:
أيعقل أن يقول الخالق "لأخلق أزهار يتم تلقيحها بجعلها تخدع جنسيا ذكور الحشرات "، لماذا نرى هنا أن الجنس يستخدم كوسيلة خداع !!!

أحمد : - الجنس هنا ياصاحبي ليس وسيلة خداع وإنما وسيلة تلقيح ، وسيلة لغاية كونية في إطار نظام بديع !!


حيران :
و الأغرب من ذلك هو السلوك الجنسي الغريب التي تتبعه دبابير الروبيكولا Cotesia rubecula فعندما يجامع الذكر الأنثى ويظهر ذكر منافس آخر ، يقوم الذكر الأول بخفض قرون استشعاره ليقلد أنثى في حالة استقبال ، فيأتي الذكر الأخير و يحاول أن يعتلي"الأنثى الكاذبة" ، كل هذا يخلق منظرا غريبا لا يمكن مشاهدته إلا في أفلام ال.... الممنوعة. الأنثى في الأمام يعتليها الذكر ، وهو في المنتصف ، و الذكر الآتي مؤخرا في الأعلى.

في مجتمع القرود يستخدم الجنس كوسيلة استرضاء اجتماعي ، حيث تستعطف الذكور الأدنى في المرتبة الإجتماعية الذكر القائد بأن تدير ظهرها لتقلد وضعية الأنثى في حالة الجماع لتهدئة غضبه ، أليس الجنس وفق الأخلاق الربانية هو بهدف التكاثر لماذا نجد الخالق إذا يستخدمه وسيلة استرضاء اجتماعية بين الذكور.

أحمد : - قضية الجنس ليست ذميمة بذاتها يعني أن الجنس ليس مظهراً من المظاهر المرفوضة دينياً لأنها شر خالص بل هي قضية معللة في الشرع الإلهي - وربما تستغرب هذا الكلام - حرمة الإباحية الجنسية ليست مسألة خارج نطاق التعليل ، فالجنس الإباحي على المستوى الإنساني محرم لأسباب كثيرة : منها اختلاط الأنساب ، ومنها انتشار الأمراض ، ومنها تربية الأولاد ضمن نطاق الأسرة ، ومنها الحفاظ على الطاقة الجنسية حتى لا تتبدد ، وتبرد .. ومنها ، ومنها ..
والإنسان باعتباره إنساناً مكلفاً أُريد له أن يتميز عن الحيوان بالعفاف والاحتشام والتستر ، فما دخل الحيوان الأعجم بهذه الأخلاقيات الإنسانية .. الحيوان ليس مكلفاً ولا يملك عقلاً يخوله السلوك الأمثل .. والعلاقات الجنسية التي أشرت إليها لها وظائفها على مستوى المجتمع الحيواني ..
ولذلك للقرود والدبايير والأزهار أن تتنايك كما تشاء فلا توصف أفعالها بعيب أو حرام لأنهها كائنات غير مكلفة ، والجنس في حياتها مثله مثل ممارسة الأكل والشرب ..
وما تذكره من ممارسات استرضائية لا يعبر إلا عن عظمة التقدير الإلاهي ، والإبداع الرباني ..
// الذي خلق فسوى ، وقدر فهدى //


حيران :
إن اعتبرنا أن الطبيعة هي من إبداع الخالق ، ألا يجب أن نرى الجمال والتناسق والإنتظام ، ألا يجب أن تنعكس المبادىء السامية والأخلاقية في الطبيعة لتدل على صانعها.فإن كان المجتمع الإنساني ناقصا لإبتعاده عن تعاليم الله ، فما حال الطبيعة وهي تصميمه من البدء ألا يجب أن تتجلى قيم الرحمة والتعاون والتشارك والعدل و المحبة في مملكة الله التي لا دخل لنا بها. هل هذا هو الدرس الأخلاقي الذي علينا أن نتعلمه من أم الدبابير الرؤوم التي تعتني بيرقاتها لدرجة أن تقدم لهم جسما حيا ينهشوه بالتدريج ، بماذا يختلف هذا عن بعض السواح الأجانب في أسيا الذين يأكلون دماغ القرد وهو حي.

أليس يدل المصنوع على الصانع ، والمخلوق على الخالق.

هذه المظاهر لا تفسر و لا تفهم كصنائع وبدائع لخالق رحيم قدير ، هذه المظاهر تفسر تماما في إطار نظرية التطور البيولوجي وآليات الإنتخاب الطبيعي والإنتخاب الجنسي وحفظ النوع و علم العشائر والسكان و نظريات الفريسة والمفترس وكلها آليات يمكن محاكاتها ونمذجتها في برامج الحاسوب ، وهي أليات محدودة يعتورها النقص والفوضى وليست أليات تعكس التصميم الإلهي.

الكائنات الحية لا يمكن إلا أن تكون نتاج آليات طبيعية تحكمها ضرورات وجودها وبقاءها ، وليست كائنات مصممة و مهندسة من قبل صانع حكيم كلي القدرة. أنه يبين قصور التصميم و خضوعه لضرورات لا يمكن أن يحد الله نفسه بها. فما نراه هو آليات هدفها استمرار الكائن و تكاثره دون النظر للوسائل : بالخداع ، بالإفتراس ، بالتطفل، بالألم ، بالخيانة ، المهم هو استمرار النوع.

مثلا يفهم علماء التطور لماذا يقوم طائر الكاو بإستغلال عش طائر آخر ووضع بيوضه فيها بدلا من أن يبني عشه ويرقد على بيوضه ، ففي البيئات المزدحمة التي يزاد فيها التنوع البيولوجي يتم استغلال كل مظهر وكل زاوية لتستوعب الأعداد الكبيرة من الأنواع ، و يفهم هذا السلوك من الطائر على أنه السلوك المتاح أمامه وليس سلوكا مصمما منذ البدء ليتلصص على أعشاش الطيور الأخرى كما أراد الخالق ، أي أنه مظهر لآلية ناقصة هي آلية تكيف الطائر مع محيطه المكتظ.

قد نقبل أن تكون حياة البشر فيها الخير والشر على أساس أن هذا هو مسرح الإختيار البشري و الإختبار الرباني ولكن ماذا نقول عن الطبيعة التي تكثر كتب الأديان بوصف جمالها وتناسقها وترتيبها ونظامها كونها تدل على الخالق المبدع .

إن اعتبرنا أن الطبيعة هي من إبداع الخالق ومجال تأثيره فسنقع لا شك في مطبات أخلاقية عقيمة ، أذكر أن مصطفى محمود كان يبرر أمراض الملاريا وغيرها التي تصيب السكان البائسيين في أفريقيا ومصر ، حيث تظهر انتفاخات في أجسام البشر ناتجة عن نمو الديدان تحت جلودهم وحتى عيونهم تنتهي إلى فقدهم النظر ، كان مصطفى محمود يبرر كل هذا ويقول لو أنهم ألتزموا بالنظافة الإسلامية لما حدث لهم ما حدث ، هكذا بكل بساطة. سنقع بمطبات أخلاقية أخرى مثل تبرير كارثة التسونامي ، الكارثة هي كارثة عمياء ، غير مصممة ، غير مقدرة ، لا تكترث إن كان فوقها مسلم أو بوذي أو مسيحي أو حيوان أو انسان. هي ببساطة ظاهرة ليست أخلاقية "عقابية" أو لا أخلاقية ، فلا معنى لها ولا هدف سوى الخضوع لآلياتها الخاصة.

كنا نقول أن وجود الشر في العالم لا يتناسب مع الإله ، قتل حروب دمار ، أطفال تدهس تحت الدبابات .. الخ ، كان يقال إنها دار ابتلاء والشر جزء من هذا الإبتلاء ، وسببه فساد الإنسان والشيطان ، ولكن ها نحن نرى أن مملكة الإله التي لا دخل لنا بها ، ليست مملكة الإنسجام والخير والجمال ، فهي مليئة بسفك الدماء والتطفل والإفتراس والحروب القبلية والتلصص والخداع و الخوف ، إنها مؤسسة على "شريعة الغاب" !!.

كان برهان التصميم أحد البراهين الأساسية في إثبات وجود الخالق ، ولكننا لا نرى ذلك التصميم البديع الذي ينم عن خالق قدير رحيم. الكائنات الحية ، بما فيها من أعضاء بالغة التعقيد ، هي نتاج سيروارت طبيعية تطورية لا تحتاج مصمم أو مهندس.
القتل ، التلصص ، الخداع ، التطفل ، الإستعباد ، التسلي بالقتل ، الخداع الجنسي الخ .. كلها مبررة طبيعيا ، ولكنها غير مبررة من خالق قصد هذا التصميم .

ونتسأل هل إبداع التصميم بأن يجعل الخالق ديدان لوا لوا تحب العيون ؟! فما إن تنمو تحت الجلد بعد قرصة البعوضة ، حتى تزحف نحو كرة العين لتستوطن فيها و تأكل ما لذ وطاب لها من العصب البصري إلى الشبكية إلى الحدقة غناك عن الاوعية الدموية و كل ذلك و المصاب إن كان حيوان أو انسان لا حيلة له سوى أن يرى بصره يذوي بالتدريج لإشباع نهم هذه الدودة المحبة للعيون

نحن نتوقع جمال التصميم ، نتوقع رسالة الخالق الرحيم وآياته تملىء الأفاق ، نتوقع الرحمة ، المحبة ، الإخلاص ، السعادة ، التعايش ،السلام . إن مانراه لا ينم ، إن كان نابعا من مصمم عاقل كامل ، إلا عن مخيلة اجرامية لا مثيل لها ، إنها حرب كيميائية تنتشر فيها ألاف الأنواع من السموم تتسلح بها الكائنات الحية في الدفاع والهجوم !!.

يعيش برغوث التونغا تحت الجلد ، و يؤدي ذلك إلى اهتراء جلد حامله (حيوان أو انسان) ، و ينجم عن ذلك انكشاف الطبقة الداخلية دون حماية الجلد المهترأ مما يؤدي إلى اصابة المناطق المكشوفة بإلتهابات وتعفن. ألا يشبه هذا سلخ الجلد الذي يمارسه الجلادون. عندما يصيب فايروس الليسا الكلب (بمرض الكَلَب) فإن فيزولوجيته و سلوكه يتغيران تماما مما يسهل على الفايروس الإنتشار. حيث يسبب للكلب الأعراض التالية: جوع شديد ، حتى أن الكلب يمضغ أشياء غير صالحة للأكل - إرباك وفقدان التركيز ، مما يجعله أقل ادراكا للمخاطر - هيجان وشراسة شديدة ، مما يجعله أكثر قابلية للدخول في صراعات. - فقدان الحس بالخوف ، مما يجعله يهاجم فرائس لا يمكن له أن يهاجمها في حالته الطبيعية. - زيادة في انتاج اللعاب ، مما يسهل انتقال الفايروس. - عدم القدرة على البلع ، مما يراكم اللعاب في الفم و يضخم الآثر. - سلوك عدواني ، وهو كاف لوحده دون العوامل السابقة أن يضمن للفيروس انشارا مستمرا من حامل إلى آخر.

ياله من تصميم ، ياله من ابداع ، يالها من مخيلة. قد نقبل أن يكون هذا نتاج آلية طبيعية لاواعية ، لاهدف لها سوى تكاثر واستنساخ الفايروس ، ولكن أن تكون من ترتيب وتفكير خالق قدير فهذا يضع علامة استفهام كبيرة. نملة الدراكولا ، وهي نمال تعيش في مدغشقر ، عندما تجوع فإنها أحيانا تحفر حفرا في رؤوس يرقاتها وتشرب الدم ، ألم تكن وصية الخالق الأخلاقية بعدم قتل الأولاد خشية الجوع ، لماذا نراه يمارس هذا في مخلوقاته التي صممها و أبدعها بنفسه لدرجة أن الأباء يقتلون الأبناء.

أليس من الدلائل على معرفة الله هو التأمل في خلقه ، أليس بديع الصنعة من دلائل وجوده. هل فايروس الكَلَب ، ودودة اللوا لوا ، ودبور الأيكنيمون ، وبرغوث التونغا ، ونملة الدراكولا والطاعون والجذام والملاريا هي ما نجم عن مخيلة الخالق المبدعة ، هل هذه الطرق القاسية في الحياة والتكاثر والتغذية هي من إتقان صنعته ودليل حكمته و رحمته .

المراجع: استندت بشكل أساسي على مقال بعنوان Nonmoral Nature للعالم التطوري ستيفن جاي جولد Stephen Jay Gould و العديد من الملاحظات المختلفة لعلماء آخرين و فلاسفة عالجوا فكرة الشر في العالم الطبيعي.

أحمد :
- ما تحدثتَ عنه سابقاً هي أمثلة ظاهرة أمامك تريد أن تصل من خلالها إلى نفي صفة التنظيم والتصميم البديع عن الخلق الإلهي وبالتالي عدم وجود أي مظاهر للرحمة والعدل و و و .. إسمح لي أن أقول لك إن إنكار الحكمة والنظام في الكون هو ضرب من الجنون ، لأن ظاهرة القصد التي تحيط بنا في كل جزء مهما كان صغيراً من هذا الكون والإنسان والحياة لا تدع لأحد مجالاً لأن يكابر فيتنكر لظاهرة الغائية والقصدية التي تسيطر على الوجود .. لقد ذكرت أنت بضعة أمثلة لم تتبدى لك فيها مظاهر للتنظيم أو التصميم أو الرحمة ، .. ولكني أستطيع أن آتيك بمليارات الأمثلة التي تتبدى فيها حكمة الله ورحمته وعدله وعظمته فما الجواب ؟ ..
- كان هناك معرض للإبداعات الفنية في أحد الأماكن وكان الناس يطوفون في المعرض يتأملون في إبداعات المبدعين وكان الزوار أبداً يتوقفون عند أحد هذه الإبداعات ، فما هو ؟ فنان صنع تصوراً للكرة الأرضية ، فقد قام بصنع دارة موصولة بمولد كهرباء وفيها كوكب الأرض يشع عليه كوكب اسمه الشمس وكوكب اسمه القمر والأرض تدور فإذا قابلت الشمس استنارت ، وإذا قابلت القمر أظلمت شيئاً فشيئاً بحسب حجم القمر المقابل لها وهناك عدد من النجوم التي تزين السماء … وكانت الدارة تدور مصورة الليل والنهار .. والناس يقفون ويتعجبون من هذا المبدع المصمم ..
وماذا فعل ؟ فكيف بهذا الكون الذي يكتشف العلم كل يوم فيه من العجائب ما تكل عن إدراكه العقول ..
الآثاريون يستدلون بوجود بضعة أعمدة وبضعة أحجار على وجود حضارة وتقوم دراسات على ذلك ، أفلا تدل الآثار المنتشرة في الكون والتي تتجلى فيها ظاهرة القصد والغائية على وجود المصمم المبدع ؟ يقول فيورباخ "" بالحقيقة ما يدعوه الإنسان غاغئية الطبيعة ، ويتصوره أو يفهمه على أنه كذلك ليس في الواقع شيئاً آخر سوى وحدة العالم ، تناسق الأسباب والنتائج ، أي في الحاصل التواصل أو الترابط الذي فيه كل شيئ في الطبيعة يوجد ويفعل "" يعني كما تقول أنت تطور بيولوجيا ، انتخاب طبيعي ، أو غير ذلك .. ولكن ألا تشعرون أنت وفيورباخ بالتناقض يقول فيورباخ ليس ثمة غائية طبيعية ثم يعود فيقول وحدة العالم وتناسق الأسباب والنتائج وهل تبرز غائية الطبيعة في شيئٍ أجلى من وحدة الأسباب والنتائج ..
والأعجب من ذلك هذا النص الذي وضعه مؤلفو المادية الديالكتيكية "" إن دراسة الأسباب والنتائج تساعدنا على فهم ظاهرة من أطرف ظاهرات الطبيعة وهي العقلانية الموجودة فيها ، حسب المرء أن يلقي نظرة خاطفة على العالم المحيط حتى يكتشف فيه الانسجام والتتابع المذهلين ، إن العقلانية في الطبيعة تتجلى مثلاً في تكييف الحيوانات والنباتات لظروف حياتها للبيئة المحيطة بها ""
عقلانية الطبيعة ؟ من أين جاءت هذه العقلانية ؟ وما هي المحصلة المجمعة في الذهن من كلمة طبيعة ؟ أهي الحجر والمدر والشجر والماء والهواء والنجوم ، فأين العقل الذي فيها ؟ أم هي التناسق الهادف الذي ينبثق من وظائفها وآثارها ؟ وهذا هو ما نسميه بظاهرة العلة الغائية / التصميمية / إنها العقل المصمم بل قل إنها ثمرة التدبير الإلهي .. هذ هو ما يسمونه عقلانية الطبيعة ..
- وأنا أتناول الطعام تفكرت في كيفية ابتلاع اللقمة تتحرك اللقمة في الفم بطريقة عجيبة ؟، ويختلط اللسان بالطعام ومع ذلك فإن الأسنان تقوم بقضم الطعام ولا تمس اللسان بأذى ؟ لماذا واللسان هو الذي يلوك اللقمة ويحركها ويقلبهاومع ذلك يخرج منها كما تخرج الشعرة من العجين .. لماذا لأن الله عز وجل هيأه لذلك فجعله مصمماً لهذا الغرض فهو ذلق جداً وسريع الحركة ومدبب الطرف .. أما اللعاب فلكي يرطب اللقمة ويبللها وبالتالي يسهل عليك بلعها . . ولكن هل يتقبل الإنسان أن يبلل اللقمة حتى ولو بلعابه في الخارج ثم ينقلها إلى فمه ، لو تقبل ذلك فبصعوبة .. ولذلك كان اللعاب في داخل الفم لا يشاهده الإنسان مراعاة للحالة النفسية للإنسان .. ثم هذه الحساسية الشديدة التي أعطيها اللسان بحيث لا تجاوزه الشعرة ، فهو يميز بسرعة وبشدة الجسم الغريب الذي مهما كان دقيقاً قبل أن يتجاوز إلى البلعوم وفهمكم كفاية ..
من الذي صمم وأبدع ؟ أي انتخاب وأي بيولوجيا ؟ وأي تطور ؟ .. ..
- وأنت تريد أن تدخل إلى المطار وأنت تحمل أمتعتك وحقائبك ومدخل المطار أمامك وتفكر حين تصل كيف ستضع الحقائب من يدك لكي تفتح الباب وقبل أن تصل إلى الباب تفاجأ بأن الباب فتح فتشكر هذه الصدفة وربما إذا كنت متديناً تقول هذه كرامة .. ولكنك ما إن تجلس وتراقب الباب حتى ترى أنه كلما ااقترب منه القادم ودعس على مقربة منه فإنه يفتح فتفهم أن هناك مصمماً ومدبراً جهز الباب بهذه الطريقة من أجل القادمين الحاملين أمتعتهم .. فهناك قصد وراء هذا المظهر ..
قصة اللسان السابقة ومظهرية القصد فيها لا تختلف عن قصة الباب هذا مع الفارق الكبير طبعاً بين صنع الخالق سبحانه وتعالى وصنع المخلوق ..
- لقد قال إنجلز ولينين : إذن فالقطط خلقت من أجل أن تبتلع الفئران والفئران خلقت من أجل أن تبتلعها القطط والكل شاهد على حكمة الله ؟؟ !! وهو نفس الكلام الذي استقيته ..
إن هذه المحاكمة الساخرة تشبه ما لو قال : إذن فالنبات والأعشاب خلقت من أجل أن تسفيها الرياح والرياح خلقت من أجل تلقيح البذور ..
وما دام الرجل جاهلاً أو متجاهلاً للحكمة التي يحققها النبات أو تسلط القطط على الفئران أو أي نوع من الأنواع على غيره .. فإن له أن ينكر الشمس الساطعة وأن لا يجيب على ملايين الأمثلة التي يزدحم بها الكون والتي تنطق بأجلى مظاهر الحكمة والتناسق والتدبير ..
ولكنهم نسوا أنهم تحدثوا قبل قليل عن عقلانية الطبيعة ..
إن فائدة اليقين بوجود ظاهرة الحكمة والتدبير والتناسق في المكونات التي من حولنا مثل عالم النحل وعالم الذباب وعالم النمل وعالم النجوم وعالم المجرات وعالم الفصول وعالم الدماغ وعالم الشرايين وعالم القلب وعالم الإنسان .. هي تسليم العقل بأن ما لم يتبينه العثل الإنساني اليوم فسيتبينه غداً لأن وجود الحكمة والتدبير هنا دليل على جهل الإنسان بنظير تلك الحكمة هناك .. وليس جهله بالحكمة الخفية هنا دليلاً ينقض ما تم وجوده هناك .. .. إن الجهل بالشيء ليس دليلاً على عدمه .. وجهلنا بالحكمة من ظاهرة الافتراس ليس دليلاً على عدم وجود حكمة .. بسبب رؤيتنا للحكمة تملأ الكون في كل مظاهره . فما جهلناه لا ينقض ما علمناه
وقد ضربت لك سابقاً المثل التالي :
مثلك كمثل إنسان يمشي في قصرٍ بديع ويعجب من صنعه وبنائه ، ويسبح بحمد المهندس والبنائين الذين بنوه ، وبينما هو يمشي في غرف القصر وكل شيءٍ فيه يأخذ بالألباب إذ رأى مسماراً مدقوقاً في أحد الجدران ولم يدر لماذا وضع هذا المسمار ؟ وما السبب ، وما الحكمة من وضعه هنا ؟ !! فنكص على عقبيه وأخذ يسب الباني والمهندس والبنائين ويصفهم بالجهل والحماقة لأنهم بنظره أخطؤا في وضع هذا المسمار .. !! لأنه لم يستطع معرفة الحكمة من وضع هذا المسمار ؟ !
هناك بعض الكتب التي تحدثت عن التوازن البيئي والتي تعالج الحكمة من تسلط الحيوانات بعضها على بعض .. لقد قال صاحب كتاب الله يتجلى في عصر العلم بأن هناك حشرة تقوم بالتغذي على نوع من الأزهار وفي نفس الوقت تقوم بعملية التلقيح عن طريق نقل غبار الطلع .. إلى أزهار أخرى .. هذا الزهر نوعين نوع مسالم ونوع مهاجم وحين يكون الوقت وقت تلقيح تأتي الحشرة إلى الزهرة المسالمة فتتغذى عليها وتنقل منها وحين تنتهي مهمة هذه الحشرة تحط في وسط الزهرة العدوانية وهما بنفس الشكل ولكن ما إن تدخل فيها حتى تطبق الزهرة عليها وتقتلها .. لقد انتهت مهمتها ..التي خلقت من أجلها .. كل ما تراه في هذا الكون الصاخب وإن بدا لك عشوائياً تأكد أنه يسير باتجاه غاية سامية أرادها الباري عز وجل ..

ATmaCA
11-05-2009, 03:22 PM
أن الله غير رحيم بالحيوانات التي تؤكل في الغابة عندما تفترسها مجموعة حيوانات مفترسة وتأكل رجلها أو بطنها وهي حية.
لأن الإنسان عندما يؤكل بهذه الطريقة فإن الله يعوضه يوم القيامة لكن الحيوان سيكون ترابا أي أن الغزالة مثلا تُخلــَق وتؤكل بهمجية ووحشية وتتعذب بشدة ثم تكون ترابا ولا تعوض في الآخرة فهل هذا عادل ؟


بسم الله الرحمن الرحيم ..

الله سبحانه وتعالى يقتص اى ظلم مهما كان , والغزالة نفسها لاتدرك انها وقع عليها ظلم ( ان كان ) والألم فى الحيوانات موجود , ولكن نسبة كبيرة جدًا من الالم مرتبطة بالعقل , اما فى حالة الغاء العقل فالالم سيكون اخف وقعًا بالتأكيد , الله خلق الحيوانات بنظام رائع , وجعل الغذاء بهذه الطريقة لحكم باهرة يطول شرحها , بما انك ضربت مثال بالغزالة , فتأمل الشيتا مثلًا وهى تفترس غزالة , تجرى ورائها ثم تمسكها من عنقها وتقتلها ثم تأكلها , فمن علم الشيتا هذا الامر ؟
لايوجد حيوان اطلاقًا يأكل الغزالة حية , بل يقتلها بطريقة علمها اياها الله تعالى , وحضرتك وقعت فى مطب ! ( بغض النظر عن مسألة الرحمة والعدل حسب قولك ) .. المطب هو ان حضرتك تدافع عن حقوق الغزالة , والغزالة نفسها لاتعرف ان لها حقوق ! , فكيف تطلب حقوق الغزالة والغزالة نفسها لم تطالب بحقوقها !! ستقول لانها غير عاقلة ؟! اقول لك ببساطة بما انها كذلك فهى لاتدرك الظلم ان وقع . وكمسلم يجب عليك الايمان بعدل الله وبرحمته حتى لو رأيت من وجهة نظرك ان هناك مظاهر ظلم , فعليك ان تثق فى عدل الله وفى رحمته وفى قوله ( لا يسأل عما يفعل ) وقوله ( رحمتى وسعت كل شىء ) .
واقرأ هذا الرابط من فضلك :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10223&page=3

اما :

هو بيتكلــم هنـا عن رحمـة ربنا يعنى فى انه سايب الحيوانات دى تقتل بعضها بالطريقه دى .. أكيد فيه حكمه لله سبحانه وتعالى

الرابط اعلاه فيه بعض التفصيل خصوصًا من الاخ "حسام الدين حامد" والرد باختصار ان الله جعل الحيوانات تقتل بعضها لحصول توازن بيئى ليس له مثيل , والالم الناتج نسبى وضعيف مقارنة باشياء اعظم , فالالم فى الانسان حتى فى اقوى لحظات الالم تجده يصرخ ويتألم والله تعالى يخفف عنه , فاعظم ألم قد يحدث يحدث بعده تخدير للمكان الذى حدثت فيه الاصابة وهذا من رحمة الله تعالى انه لم يجعل الالم الى ما لانهاية , فمسألة انقطاع التنفس عند الحيوانات او شكة الدبوس التى يشعر بها بعضهم الآخر هو ولا شىء بجوار جهنم وحرها ! وانما جعل الله سبحانه وتعالى هذا الالم ليرينا انه إله يستطيع التعذيب! , وهاهى" بعض" من آثار التعذيب والالم موجودة فى الدنيا من امراض وحوادث وقتل وتعذيب إلخ , ويوم القيامة سيؤتى باكثر الناس شقاء وعذابا فى الدنيا فيغمس فى النعيم فيشعر انه لم يذق بؤسًا ولا عذابًا قط .
فله سبحانه وتعالى حكم باهرة ومواعظ بالغة لمن القى السمع وهو شهيد ..

والحمد لله رب العالمين .

اخت مسلمة
11-05-2009, 10:23 PM
ببساطة ,,,,

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) حديث حسن صحيح في مسلم والترمذي والامام احمد
الجلحاء بالمد هي الجماء التي لا قرن لها والقرناء ذات القرون وهذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها كما يعاد أهل التكليف من الآدميين والأطفال والمجانين ومن لم تبلغه دعوة . وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة قال تعالى جل جلاله ولا إله غيره وإذا الوحوش حشرت وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهره شرع ولا عقل ، وجب حمله على ظاهره . وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب . وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس من قصاص التكليف بل هو قصاص مقابلة .

تحياتي للموحدين

محمد البيلى
11-05-2009, 10:57 PM
الحمد لله وحده،
تعجبت من خلو المشاركات على كثرتها وطولتها من حديث النبى صلى الله عليه وسلم " لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " حتى أدركت المشاركة الأخيرة، فجزى الله كاتبها خيرا.

niels bohr
11-06-2009, 02:24 PM
Dear سيلفا

you have the right way, it is enough for you that you don´t lose the hope for magic solution,
It is not a magic solution. We do not believe it because it is a "magic" solution. We believe it because it is the truth.

الوعد الصادق
11-06-2009, 10:03 PM
تعجبت من خلو المشاركات على كثرتها وطولتها من حديث النبى صلى الله عليه وسلم " لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء " حتى أدركت المشاركة الأخيرة،


يقول الله في القرآن ( واذا الوحوش حشرت )
ويقول ( ان كل من في السماوات والأرض الا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم وعدهم عدا . وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )

InTiK
11-06-2009, 10:08 PM
"فهل هذا عادل ؟"
هل يوجد مفهوم للعدل في عالم الملحد ؟
اذا كان الجواب بنعم فليته يشرح لنا ذلك
اذا كان الجواب بلا فكيف يصح له الاحتجاج بما لا يتفق مع مذهبه !

الوعد الصادق
11-12-2009, 09:43 PM
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) } -سورة الأنعام- .

chrioute
11-13-2009, 11:49 PM
ملحد يشك في عدل الله
اول شيء انا اريد ان اعرف كيف ملحد يقول ان الله ليس عادلا
هههههههههههههه

chrioute
11-13-2009, 11:52 PM
هل يوجد مفهوم للعدل في عالم الملحد ؟

نعم يوجد
وانت تعرف ان القيم الاخلاقية والاجتماعية الانسان هو الذي وضعها

WaLd MosLem
11-14-2009, 12:09 AM
اول شيء انا اريد ان اعرف كيف ملحد يقول ان الله ليس عادلا
هههههههههههههه

ههههههههههه ..

سبحـــان الله .. إيه ياعـمـ .. إنت سايب الموضــوع كلـه وماسـك فى الحتـه دى يعنـى ^_^ ؟


نعم يوجد
وانت تعرف ان القيم الاخلاقية والاجتماعية الانسان هو الذي وضعها

بس قولى انتا بئه .. ازاى أنا أثق فى ملحـد مش بيؤمن بوجـود اله .. ؟!

ازاى اثق انه مش هيخونى .. ومتقوليش ضميره .. هو هيخاف من إيه يعنى لو ضرنى ؟!

مفيش فى اعتقاده رب هيحاسبه ولا هيعاقبـه ؟! يعنى ممكن يضعف جدآ فى أى وقت وأدام أى حاجه ..

وبعدين قيم ايه إللى الانسـان إللى حطهـا ..

فيه حاجات بالفطـره .. الذكـر يرغـب فى الأنثــى .. الام حنونه على ابنهـا >> هل دى جت بقانون وقيم المجتمـع .. الأب ليه بيصرف على اولاده وهو فرحان بكـده .. واعذرنى على السؤال .. ليه انت مبتحسش بشهوة ناحية امك واخواتك البنات ^_^ ؟؟!!

بالنسبـة للعـدل .. انت ترضـى تشوف راجل كبير زى الطــور بيضرب طفل صغير .. أكيد لو أى حـد " عنـده دم " هيقــول لأ .. إيه إللى يخليك تضايق لو شوفت موقف زى ده وتحس إن ده مش عـدل .. وجـود العـدل أساسآ إيه معناه .. جيه منين الاحساس بالعـدل والظلم عندك .. بما ان مفيش خالق بينظم ده وبيكون الاحساس ده عندكـ ؟ طيب ماهو لو الطبيعه إللى أوجدتك .. ما يضربه ولا يولع فيه بجاز .. اهم حاجه انت تعيش وتاكل وتـ .. وبسـ !! ولا إيه ^_^؟؟

أشكرك على سعة صـدرك ..

ناصر التوحيد
11-14-2009, 12:42 AM
نعم يوجد
وانت تعرف ان القيم الاخلاقية والاجتماعية الانسان هو الذي وضعها

قبل ان ندخل في تعريف العدل
سندخل في تعريف القيم يا chrioute

نحن ننظر إلى القيم باعتبارها معيارا تقارن على أساسه الأشياء أو الأفعال وبناء على هذا المعيار يمكن تقويم كل الأشياء في المجتمع من المشاعر والأفكار والأعمال والصفات والأشخاص والجماعات والأهداف والوسائل، فتحظى بالقبول أو الرفض.
فالقيم تعتبر من النظام المجتمعي ومن قواعد التنظيم الجماعي والمجتمعي لانها معيار وتحكم بموجبها على السلوكيات وكل الأشياء في المجتمع .
فالقيم هي التي تحدد قواعد السلوك السليم بحسب المعايير الواجب إتباعها والأخلاقيات الواجب الالتزام بها
فالقيم هي معايير و موازين توزن بها الأقوال والأعمال
وسميت القيم بذلك لديمومتها وشمولها وعمومها وثياتها
فلا خلاف فيها ولا عليها بين البشر

ومن اهداف القيم صون كرامة الإنسان وضمان حريته , وتأمبن حاجات الناس , وتحقيق مصالحهم والمحافظة على حقوقهم , وزرع الثقة بينهم وتشجيع التكافل والتعاون بينهم .



العدل هو وضع الشيء في محله
والظلم هو وضع الشئ في غير محله سواء بالقول او بالفعل
فالعدل هو العدل والظلم هو الظلم أينما حللت وارتحلت

وبالتالي لا يقال ولا يصح ان يقال عن اي قيمة اخلاقية انها نسبية

من يدعي نسبية القيم والاخلاق هو بشر غير سوي - يعني أعوج أهوج -
لان هذا الادعاء هو مجرد محاولة يائسة وبائسة منه لتفريغ القيم من محتواها وعدم تقدير العواقب
وهذا هو التحايل والتلاعب والتمييع للتفلت من القيم ليس الا

إن القيم نظام عادل يحقق السعادة للبشر وعندما تتصدع مفاهيمها نشهد إنحلال الشخصية الفردية والمجتمعية

القوانين (الوضعية) وضعها بشر
الخطأ والصواب فيها هم سببه ومنهم جاء
وكذلك فالخلاف فيها هم سببه ومنهم جاء

مع انه لاخلاف فيان العدل مفهوم وقيمة ثابتة

فالعدالة الحقيقية مربوطة بالقيم التي جاء بها الإسلام
لان قيم الاسلام مطقة
وهي قيم ربانية منذ بلّغها انبياء الله الى البشر
وكذلك ومؤصلة في العقول والفطر والنفوس .. السليمة

وهكذا تضمن فعالية واستمرار وثبات القيم عند البشر ومنها قيمة العدل

ناصر التوحيد
11-14-2009, 01:12 AM
بس قولى انتا بئه .. ازاى أنا أثق فى ملحـد مش بيؤمن بوجـود اله .. ؟!..


نعم
كلام سليم
يؤيده ويوضحه المقال التالي

الإسلام و القيم الأخلاقية و الاجتماعية

الأستاذ/ محمد زيادة


إن أمة كأمة الإسلام لاتحتاج فى الأصل إلى من يبرهن لها على ضرورة التمسك بالخلق القويم، ولا من يبرهن لها على أهمية الحيوية الروحية، لكن تهمش الأنشطة الروحية، والضغوط الرهيبة التى تتعرض لها المبادئ الأخلاقية، والصعوبات الحياتية التى تواجه كل من يرفض المساومة على أخلاقه واستقامته، كل ذلك جعل لفت الأنظار إلى "مركزية" الأخلاق فى أى تنمية- متكاملة- أمرا بالغ الأهمية.

فالإسلام هو دين الله الذى أوحاه إلى سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وفيه عقيدة، وشريعة والعقيدة بكلياتها أصل، والشريعة بأحكامها التفصيلية فرع وإن صحت عقيدة المرء، صح عمله وإن فسدت فسد عمله. وأركان العقيدة هى، أركان الإيمان وأركان الشريعة هى أركان الإسلام، وفروعه من عبادات ومعاملات وقيم وأخلاق وقد عبر القرآن الكريم عن العقيدة والإيمان وعن الشريعة بالعمل الصالح فورد الإيمان مقترنا "بالعمل الصالح.. فى أكثر آيات القرآن الكريم لأن العلاقة بين الإيمان والعمل الصالح علاقة السبب بالنتيجة وعلاقة الشجر بالثمر قال تعالي (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) سورة الكهف آية 107.

ولأن الإسلام دين الفطرة فقد راعى فى الإنسان الجانب العقلى وجعل كماله معرفة الحقائق المطابقة للواقع المؤيدة بدليل قطعى، وراعى فى الإنسان الجانب السلوكى وجعل كماله انطلاقة من حقائق يقينية وتوجيهه نحو هدف كبير لتحقيق سعادة الفرد والمجتمع فى الدنيا والآخرة، فلقد وضح النبى- صلى الله عليه وسلم- إن الهدف الكبيرمن بعثته إرساء البناء الأخلاقى فى الفرد والمجتمع بقوله "إنما بعثت معلما"، (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) فالنبى- صلى الله عليه وسلم- هو المثل الأعلى للخيرية والكمال، وحسن الخلق، وهو الذى يُدْنى المسلم من كمال الإيمان وتمام الخير.



إن هذه القاعدة هى التى تمكن الناس من تحمل لأواء الظروف الصعبة دون أن يتحللوا أو ينحرفوا، فحين يصاب الناس بضائقة اقتصادية شديدة فإن القاعدة الأخلاقية تدفعهم إلى إغاثة الملهوف وإطعام الجائع، والصبر على المدين المعسر، إلى جانب التمسك الشخصى، وعدم الرضوخ لمقتضيات الظروف الصعبة، فنجد المسلم يمتنع عن الرشوة والسرقة والغش وكل أنواع الكسب المحرم مع فاقته الشديدة، وذلك اتكاء على مالديه من قيم ومقاومة روحية لدواعى التحلل.

إن هذه القاعدة هى الرصيد الاحتياطى الضخم الذى تعتمد عليه الأمم فى ترميم العديد من جوانب شخصيتها وحياتها.


إن دراسة الحضارات توقفنا على حقيقة كبرى، وهى أن مصير الإنسان كان يتوقف دائماً على أمرين: علاقته بربه، وعلاقته بأخيه الإنسان. والبعد الأخلاقى هو المركز والمحور فى هاتين العلاقتين. وحين ينحط الإنسان يتحول عن عبادته لربه إلى عبادته لذاته وشهواته. وتسود علاقته بالآخرين القوة بدل الرحمة،والتفرق بدل التفاهم، وينصرف عن العناية بالروح إلى العناية بالجسد، وعن الاهتمام بالمبدأ إلى الاهتمام بالمصلحة، ويتحول المجتمع كله إلى غابة "آكل اليوم ومأكول غداً".

إن المسألة الحاسمة فى مجال الأخلاق هى (إطارها المرجعى) بمعنى المصدر الذى نستمد منه الحُكم علي حسن الخلق أو قبحه، والجهة التى ستتولى الإنابة أو العقوبة علي ذلك الخلق.
فى العالم الغربى تحول الإطار المرجعى للأخلاق (من الوحى)إلى (العقل) ،ولم يبق أى مجال للفرار من ( النسبية الأخلاقية)، حيث أصبح الطريق ممهداً لتطور الأخلاق الفاضلة، وإمكان تحولها إلى (رذائل فى ثوب فضائل).

والطريق الوحيد للحيلولة دون هذه الحالة يكمن فى تدعيم الرقابة الذاتية، وتعزيز علاقة العبد بربه- جل وعلا- وتحفيز الإرادة الخيِّرة فى الناس.

ونحن على يقين من أن تيار الشهوات والنزوات الجارف لايمكن أن يقابل إلا بتيار روحى متدفق من المشاعر والأحاسيس الإيمانية، الذى نستمد منه الطاقة على الاندفاع فى طريق الخير، والطاقة على كبح جماح الشهوات .
وإن كثيراًَ من الشباب الذين جرفهم تيار الجنس والمجون والخلاعة لم يكونوا بحاجة إلى أدلة على فضل العفة والاستقامة، وإنما كانوا بحاجة إلي شىء من المعانى التى تفيض على القلب بسبب تذوق طعم العبودية الحقّة لله ، والإحساس الصادق بمعية الله- تعالى لهم واطلاعه عليهم.

chrioute
11-15-2009, 01:37 AM
بس قولى انتا بئه .. ازاى أنا أثق فى ملحـد مش بيؤمن بوجـود اله .. ؟!

ازاى اثق انه مش هيخونى .. ومتقوليش ضميره .. هو هيخاف من إيه يعنى لو ضرنى ؟!

ليس كل ملحد يخون
وانا ساتكلم معك بحكم تجربتي مع بنت تومن بوجود الله وتضع حجاب ولكن ولكن ولكن ولكن خانتني
هذا يعني انا الوفاء ليس صفة تخص المومنين وانت تعرف ذلك

هو هيخاف من إيه يعنى لو ضرنى ؟!

مفيش فى اعتقاده رب هيحاسبه ولا هيعاقبـه ؟! يعنى ممكن يضعف جدآ فى أى وقت وأدام أى حاجه ..

يعني انت -ربما- وفي فقط لانك تخف من ربك
يا صاحبي القيم ليس الله من وضعها انما اانسان

فيه حاجات بالفطـره .. الذكـر يرغـب فى الأنثــى .. الام حنونه على ابنهـا >>
انا افضل ان اتكلم عن حاجات بيولوجية -رغبات ليست الا حاجات بيولوجية خاضعة لمنطق الوعي-
ياصاحبي الغريزة هي شيء يدخل في خانة ماهو طبيعي في الانسان -وانت تعرف انا الطبيعة لا تعترف بالقيم-
فلهذا كان لزما على الانسان ان يضع اطار اخلاقي ينظم مسالة الحاجات *

الأب ليه بيصرف على اولاده وهو فرحان بكـده .. واعذرنى على السؤال .. ليه انت مبتحسش بشهوة ناحية امك واخواتك البنات ^_^ ؟؟!!

بصراحة انا لم افهم ماذا كنت تريد ان تقصد بكلامك هذا - اتمنى منك في المرة القادمة ان تكتب باللغة العربية الفصحى لاني لا افهم اللهجة المصرية كتيرا-بزاف-
الاب يصرف عن ابنائه ربما لانه يستجيب للواجب الاخلاقي وربما لانه يخف من ربه ههههههههههههه

ليه انت مبتحسش بشهوة ناحية امك واخواتك البنات ^_^ ؟؟!!

انت اكيد بننحدث عن عقدة اوديب
فرويد -لا يحتاج الى تعريف-
يقول
انا كل انسان يامل بان تكون زوجته مثل امه .
/ بصراحة انا لم افهم ماذا كنت تقصد بكلا مك هذا *ليه انت مبتحسش بشهوة ناحية امك واخواتك البنات *.

بالنسبـة للعـدل .. انت ترضـى تشوف راجل كبير زى الطــور بيضرب طفل صغير .. أكيد لو أى حـد " عنـده دم " هيقــول لأ .. إيه إللى يخليك تضايق لو شوفت موقف زى ده وتحس إن ده مش عـدل .. وجـود العـدل أساسآ إيه معناه .. جيه منين الاحساس بالعـدل والظلم عندك .. بما ان مفيش خالق بينظم ده وبيكون الاحساس ده عندكـ ؟ طيب ماهو لو الطبيعه إللى أوجدتك .. ما يضربه ولا يولع فيه بجاز .. اهم حاجه انت تعيش وتاكل وتـ .. وبسـ !! ولا إيه ^_^؟؟

لم استطيع الاجابة لاني لم افهم مادا كنت تقصد بضبط

حمادة
11-15-2009, 01:52 AM
يعني انت -ربما- وفي فقط لانك تخف من ربك
يا صاحبي القيم ليس الله من وضعها انما اانسان
كيف استطاع الانسان "المادة" ان يضع معايير اخلاقية تجرم سلوكا فيزيائيا سليما ؟


انا افضل ان اتكلم عن حاجات بيولوجية -رغبات ليست الا حاجات بيولوجية خاضعة لمنطق الوعي-
ياصاحبي الغريزة هي شيء يدخل في خانة ماهو طبيعي في الانسان -وانت تعرف انا الطبيعة لا تعترف بالقيم-
فلهذا كان لزما على الانسان ان يضع اطار اخلاقي ينظم مسالة الحاجات *

صدقت الطبيعة لا تعترف بالقيم مع ذلك نجدك انت ابن الطبيعة تتمرد عليها فاذا كان الانسان هو ابن الطبيعة فكيف يستطيع ان يتمرد عليها ؟
اذا كان الانسان مجرد مادة و سلوكاته ناتجة عن تفاعلات كيميائية ناتجة عن اتباع قوانين فيزيائية صحيحة فكيف استطاع الانسان ادراك مفهوم الظلم ؟

على فكرة تفضل اقرا وثقف نفسك قليلا ممكن ربنا يهديك.
إن قلت هذا ظلم فقد هدمت إلحادك.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10321