المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرار..............



زاد المعاد
11-10-2009, 01:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

حينما نتأمل في احوالنا وبحياتنا خاصة وما يربطنا بأحبابنا

اقرب الناس إلينا الوالد الوالدة الزوجة الزوج الإبن الإبنة...........

نتضاحك معهم ونتسامر وفي قلوبنا دفء المشاعر

ندعوا لأحدنا بإخلاص بتوفيق الحال ويديم الأعمار...

ثم !!

يتبدل الحال في دار القرار...

نترك الحبيب والرفيق

الخليل والصديق

سنفر منهم مذعورين مرعوبين

كيف ذلك وهم أحبابنا ؟؟؟

إنه في يوم " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه "

نعم احبابنا ولكن،،،


قال الله تعالى " فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون "

لن ينفعك النسب فالكل يقول

نفسي نفسي

حتى الأنبياء والرسل


يا الله
وفي أي يوم (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14))

"مشهد عظيم سنراه
فكيف نستعد لهذا المشهد ؟

بل ماذا اعددنا لهذا الموقف ؟

فهل نسينا يوم الميعاد؟

فهل تزودنا بالزاد كي ننجى أنفسنا من العذاب ؟

ونفوز برضاه جل وعلاه

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )التقوى التقوى في السر والعلن
فالنتق الله و نتذكر مغادرة الدنيا و استقبال الآخرة فان الساعة آتية لا ريب فيها
فوالله ليبعثن الله من في القبور كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون فيها
قال ابن كثير رحمه الله تعالى "يعرف الآباء والأبناء والقرابات بعضهم بعضا كما كانوا في الدنيا ولكن كل مشغول بنفسه"
و أن المرء يعرف أباه وأخاه و أمه و وابنه وصاحبته ولكنه في قوله "يفر" يبسط في ذهن المؤمن صورة رهيبة من الرعب في قلب المرء حين أبصر أخاه ولقي أباه و قابل أمه نظر إليهم كأنه رأى شيئا مخيفا ففر منه
قال ابن كثير " يراهم فيفر منهم و يبتعد عنهم لان الهول عظيم والخطب جليل "
و ما عرفنا الفرار في القرآن الكريم إلا في الشيء المخوف منه كما قال جل ذكره " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ"
الفرار إنما يكون من شئ يخافه المرء مخافة أن يضره أو يفتك به ...
فلماذا يفر من أحب الناس إليه ؟
ما هو الشيء الذي أخافه من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه ؟
أليسوا هم الأحباب ؟
أليسوا هم الذين كانوا يفدونه بأنفسهم وبأغلى ما يملكون ؟
قد نفهم ذهول المرضعة عن رضيعها ...
قد نفهم وضع ذات الحمل لحملها ...
لكن الأمر هنا ،،،
يعطينا صورة شديدة الرعب تهز القلوب هزا و تصور المرء مفزوعا مرعوبا خائفا من أعز الناس من أقرب الناس من أحب الناس لدرجة الفرار و يطلق لساقيه العنان لو استطاع كي يفر من محبيه ...
لو فر المرء من الحبيب و من المحب فما عساه أن يفعل مع من ظلمه ؟
و صاحب الحق عليه مع من هتك عرضه أو سفك دمه أو أكل ماله مع من أساء إليه مع من اغتابه أو ظلمه ..؟

إن هذه الكلمة في هذه الآية تعبر عن مدى ضعف الإنسان لان الإنسان لابد أن يخطيء خاصة مع أعز الناس إليه...

و من هنا جاء فراره منهم فلهم عليه حقوق لم يؤدها وحان وقت الأداء

و في الكلمة تعبير آخر عن مدى انشغال المرء بنفسه ما هي فيه حتى وإن هلك كل الأقربين وأعز المحبين الأمر حين ذاك نفسي نفسي لا أسألك اليوم الا نفسي

و ليس للمرء أن يتقي شر ذلك اليوم إلا بالفرار ....
فرار في الدنيا إلى الرحمن الرحيم والبر الكريم بتوبة نصوح "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ما ارق النداء من رب الأرض والسماء
فلا تيأس من ذنبٍ بل اجعل في قلبك الرجاء وعمل صالح وإيمان صادق فينال القلب من الطمأنينة والسكينة في الدنيا ويوم يفر كل حبيب من حبيبه و يتبرأ كل صديق من صديقه ويتهم كل خليل خليله إلا المتقين كما قال الله عزوجل "الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ"
ففر إلى الله عز وجل
بمناجاتك له
فلا تحرم نفسك من لذة عبادتك له برجاءك وخوفك وحُسن توكلك عليه جل وعلا

فتفوز في الدارين إن شاء الله

زاد المعاد
07-06-2011, 07:53 PM
للتذكير ......

أمةُ الله
07-06-2011, 07:59 PM
جزاكم الله خيرا

$&@$$@@
07-07-2011, 01:27 AM
جزاك الله خيرا

و من هنا جاء فراره منهم فلهم عليه حقوق لم يؤدها وحان وقت الأداء
هذه العبارة تثير الذعر و الله , اذ نعلم أننا مقصرون أشد التقصير في حقوق من لهم حقوق علينا .
اللهم أعنّا على أداء واجباتنا , و اغفر لنا تقصيرنا فيها ..............آمين


الموضوع جميل بارك الله فيك .
احيانا يكون الموضوع قيم جدا و يستحق القراءة و التعليق , لكن لا يكون العنوان جاذباً , فلا يأخذ حقه .

زاد المعاد
07-07-2011, 02:11 AM
زينكم الله بزينة الإيمان وأدخلكم الجنة بسلام وجمعنا بكم مع خير الرسل والأنبياء نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
حياكم الله ......