المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دليل أفضلية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق



سؤال وجواب
11-12-2009, 06:00 PM
أعتقد موقنا بأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الرسل عليهم السلام . فهل ورد في القرآن أو السنة ما يؤيد ذلك ؟ لقد ورد في آية قوله تعالى " لا نفرق بين أحد من رسله ..." وشكرا لك.

الحمد لله
أولا : قول الله تعالى : ( لا نُفَرِّق بَيْن أحدٍ من رُسُلِه ) البقرة/285 ، قال ابن كثير في تفسيرها :

المؤمنون يصدِّقون بجميع الأنبياء والرسل ، والكتب المُنَزَّلة من السماء ، على عباد الله المرسلين والأنبياء لا يُفَرِّقون بين أحدٍ منهم ، فَيُؤْمِنُون بِبَعْضٍ ويَكْفُرون ببعض ، بل الجميع عندهم صادقون بَارُّون راشدون مَهْدِيُّون هادون إلى سبيل الخير ، وإنْ كان بعضهم يَنْسَخ شريعة بعض ، حتى نُسِخَ الجميع بشرع محمدٍ خَاتَم الأنبياء والمرسَلِين ، الذي تَقُومُ الساعة على شريعَتِهِ . تفسير ابن كثير1/736

أما تفاضل الأنبياء بعضهم على بعض فإن الله عز وجل أخبرنا بذلك فقال : ( تِلْكَ الرُّسل فضَّلنا بعضهم على بعضٍ منهم من كَلَّم الله ورَفَعَ بعضهم دَرَجَاتٍ ) البقرة/253 ، فأخبرنا الله أن بعضهم فوق بعض درجات ولذلك كان المصطفى من الرسل هم ألو العزم قال تعالى : ( وإذ أخذنا من النَّبيينَ ميثاقَهُمْ ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ) الأحزاب/7 .

ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم ويَدَلُّ لذلك أنه إمامهم ليلة المعراج ، ولا يقدم إلا الأفضل ومما يدل على أنه أفضلهم ما جاء عن أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ " رواه مسلم ( الفضائل/4223)

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم يَوْم الْقِيَامَة , وَأَوَّل مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْر , وَأَوَّل شَافِع وَأَوَّل مُشَفَّع ) قَالَ الْهَرَوِيُّ : السَّيِّد هُوَ الَّذِي يَفُوقُ قَوْمه فِي الْخَيْر , وَقَالَ غَيْره : هُوَ الَّذِي يُفْزَعُ إِلَيْهِ فِي النَّوَائِب وَالشَّدَائِد , فَيَقُومُ بِأَمْرِهِمْ , وَيَتَحَمَّلُ عَنْهُمْ مَكَارِههمْ , وَيَدْفَعُهَا عَنْهُمْ . وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَوْم الْقِيَامَة ) مَعَ أَنَّهُ سَيِّدهمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة , فَسَبَبُ التَّقْيِيد أَنَّ فِي يَوْم الْقِيَامَة يَظْهَرُ سُؤْدُده لِكُلِّ أَحَدٍ , وَلا يَبْقَى مُنَازِع , وَلا مُعَانِد , وَنَحْوه , بِخِلافِ الدُّنْيَا فَقَدْ نَازَعَهُ ذَلِكَ فِيهَا مُلُوكُ الْكُفَّار وَزُعَمَاء الْمُشْرِكِينَ . قَالَ الْعُلَمَاء : وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم ) لَمْ يَقُلْهُ فَخْرًا , بَلْ صَرَّحَ بِنَفْيِ الْفَخْر فِي غَيْر مُسْلِم فِي الْحَدِيث الْمَشْهُور : ( أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم وَلا فَخْرَ ) وَإِنَّمَا قَالَهُ لِوَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا اِمْتِثَال قَوْله تَعَالَى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّك فَحَدِّثْ ) وَالثَّانِي أَنَّهُ مِنْ الْبَيَان الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ تَبْلِيغه إِلَى أُمَّته لِيَعْرِفُوهُ , وَيَعْتَقِدُوهُ , وَيَعْمَلُوا بِمُقْتَضَاهُ , وَيُوَقِّرُوهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا تَقْتَضِي مَرْتَبَتُهُ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّه تَعَالَى . وَهَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِتَفْضِيلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمْ ; لأَنَّ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الآدَمِيِّينَ أي أهل الطاعة والتقى أفضل مِنْ الْمَلائِكَة , وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَل الآدَمِيِّينَ وَغَيْرهمْ . وَأَمَّا الْحَدِيث الآخَر : " لا تُفَضِّلُوا بَيْن الأَنْبِيَاء " فَجَوَابه مِنْ خَمْسَة أَوْجُه : أَحَدهَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ قَبْل أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ سَيِّد وَلَد آدَم , فَلَمَّا عَلِمَ أَخْبَرَ بِهِ . وَالثَّانِي قَالَهُ أَدَبًا وَتَوَاضُعًا . وَالثَّالِث أَنَّ النَّهْيَ إِنَّمَا هُوَ عَنْ تَفْضِيلٍ يُؤَدِّي إِلَى تَنْقِيص الْمَفْضُول . وَالرَّابِع إِنَّمَا نَهْيٌ عَنْ تَفْضِيلٍ يُؤَدِّي إِلَى الْخُصُومَة وَالْفِتْنَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فِي سَبَب الْحَدِيث . وَالْخَامِس أَنَّ النَّهْيَ مُخْتَصٌّ بِالتَّفْضِيلِ فِي نَفْس النُّبُوَّة , فَلا تَفَاضُلَ فِيهَا , وَإِنَّمَا التَّفَاضُل بِالْخَصَائِصِ وَفَضَائِل أُخْرَى وَلا بُدَّ مِنْ اِعْتِقَادِ التَّفْضِيل , فَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) وَاَللَّه أَعْلَم .أهـ

وخصائص النبي صلى الله عليه وسلم التي تؤكد أفضليته على باقي الرسل كثيرة نذكر بعضا منها مما جاء في الكتاب والسنة :

أن الله عز وجل خصَّ القرآن الكريم المُنَزَّل عليه بالحفظ دون غيره من الكتب ، قال تعالى : ( إنّا نحن نزَّلنا الذِّكر وإنّا له لحافظون ) الحجر/9 ، أما الكتب الأخرى فقد وَكَلَ الله أمْرَ حفظها إلى أهلها قال تعالى : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونور يَحْكُم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربَّانِيُّون والأحبار بما اسْتُحْفِظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ) المائدة/44 .

أنه خاتم الأنبياء والمرسلين قال تعالى : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب/40 .

اختصاصه بأنه أرسل إلى الناس عامة قال تعالى : ( تَبَارَكَ الذي نَزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ) الفرقان/1 .

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم في الأخرة :

أنه صاحب المقام المحمود يوم القيامة قال تعالى : ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يَبْعَثَكَ ربك مقاماً محموداً ) الإسراء/79 ، قال ابن جرير : قال أكثر أهل التأويل : ذلك المقام الذي يقومه صلى الله عليه وسلم للشفاعة يوم القيامة للناس ، لِيُرِيحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم . تفسير ابن كثير5/103

أنه سيد الخلق يوم القيامة ، وتقدم ذكر الحديث فيه .

أنه أول من يَجُوزُ الصِّراط بأمته يوم القيامة أخرج البخاري في ذلك حديث أبي هريرة الطويل ، وفيه ….." فأكون أول من يَجُوزُ من الرسل بأمته " (الأذان/764) . ومن الأدلة الواضحة على أنه أفضل الأنبياء أنهم كلهم لا يشفعون ، ويحيل الواحد منهم الناس على الآخر ، حتى يحيلهم عيسى على محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول : أنا ، ثمَّ يتقدم فيشفع للجميع ، فيحمده على ذلك الأولون والآخرون ، والأنبياء وسائر الخلق .

وخصائصه عليه الصلاة والسلام التي وردت الآيات والأحاديث الصحيحة أكثر من أن نذكرها في مقام مُوجَز ، فقد أُلِّفَتْ فيها الكتب .

انظر كتاب خصائص المصطفى صلى الله عيه وسلم بين الغلو والجفاء للصادق بن محمد 33-79

والخلاصة : أننا نفضل نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عن سائر الأنبياء والناس ، للأدلة الواردة في ذلك ، مع حفظنا لحقوق جميع الأنبياء والمرسلين والإيمان بهم وتوقيرهم . والله تعالى أعلم .

المصدر : الإسلام سؤال وجواب

وللفائدة :
لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق ؟ ولماذا استحق هذا اللقب ؟ (http://www.eld3wah.com/html/ashraf-alkhalq/index.htm)

سؤال وجواب
11-12-2009, 07:07 PM
أجمعت الأمة على أن بعض الأنبياء أفضل من بعض ، وعلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من الكل ، ويدل عليه وجوه :

أحدها : قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [ الأنبياء : 107 ] فلما كان رحمة لكل العالمين لزم أن يكون أفضل من كل العالمين .

الحجة الثانية : قوله تعالى : ( ورفعنا لك ذكرك ) [ الشرح : 4 ] فقيل فيه لأنه قرن ذكر محمد بذكره في كلمة الشهادة وفي الأذان وفي التشهد ، ولم يكن ذكر سائر الأنبياء كذلك .

الحجة الثالثة : أنه تعالى قرن طاعته بطاعته ، فقال : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [ النساء : 80 ] وبيعته ببيعته فقال : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم ) [ الفتح : 10 ] وعزته بعزته فقال : ( ولله العزة ولرسوله ) [ المنافقون : 8 ] ورضاه برضاه فقال : ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) [ التوبة : 62 ] وإجابته بإجابته فقال : ( ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ) [ الأنفال : 24 ] .

الحجة الرابعة : أن الله تعالى أمر محمدا بأن يتحدى بكل سورة من القرآن فقال : ( فأتوا بسورة من مثله ) [ البقرة : 23 ] وأقصر السور سورة الكوثر وهي ثلاث آيات ، وكان الله تحداهم بكل ثلاث آيات من القرآن ، ولما كان كل القرآن ستة آلاف آية ، وكذا آية ، لزم أن لا يكون معجز القرآن معجزا واحدا بل يكون ألفي معجزة وأزيد .

[ ص: 166 ] وإذا ثبت هذا فنقول : إن الله سبحانه ذكر تشريف موسى بتسع آيات بينات ، فلأن يحصل التشريف لمحمد بهذه الآيات الكثيرة كان أولى .

الحجة الخامسة : أن معجزة رسولنا صلى الله عليه وسلم أفضل من معجزات سائر الأنبياء فوجب أن يكون رسولنا أفضل من سائر الأنبياء .


الحجة السادسة : أن معجزته عليه السلام هي القرآن وهي من جنس الحروف والأصوات وهي أعراض غير باقية ، وسائر معجزات سائر الأنبياء من جنس الأمور الباقية ثم إنه سبحانه جعل معجزة محمد صلى الله عليه وسلم باقية إلى آخر الدهر ، ومعجزات سائر الأنبياء فانية منقضية .

الحجة السابعة : أنه تعالى بعد ما حكى أحوال الأنبياء عليهم السلام قال : ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) [ الأنعام : 90 ] فأمر محمدا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بمن قبله ، فإما أن يقال : إنه كان مأمورا بالاقتداء بهم في أصول الدين وهو غير جائز لأنه تقليد ، أو في فروع الدين وهو غير جائز ، لأن شرعه نسخ سائر الشرائع ، فلم يبق إلا أن يكون المراد محاسن الأخلاق ، فكأنه سبحانه قال : إنا أطلعناك على أحوالهم وسيرهم ، فاختر أنت منها أجودها وأحسنها وكن مقتديا بهم في كلها ، وهذا يقتضي أنه اجتمع فيه من الخصال المرضية ما كان متفرقا فيهم ، فوجب أن يكون أفضل منهم .

الحجة الثامنة : أنه عليه السلام بعث إلى كل الخلق وذلك يقتضي أن تكون مشقته أكثر ، فوجب أن يكون أفضل ، أما إنه بعث إلى كل الخلق فلقوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ) [ سبأ : 28 ] وأما إن ذلك يقتضي أن تكون مشقته أكثر فلأنه كان إنسانا فردا من غير مال ولا أعوان وأنصار ، فإذا قال لجميع العالمين : يا أيها الكافرون صار الكل أعداء له ، وحينئذ يصير خائفا من الكل ، فكانت المشقة عظيمة ، وكذلك فإن موسى عليه السلام لما بعث إلى بني إسرائيل فهو ما كان يخاف أحدا إلا من فرعون وقومه ، وأما محمد عليه السلام فالكل كانوا أعداء له ، يبين ذلك أن إنسانا لو قيل له : هذا البلد الخالي عن الصديق والرفيق فيه رجل واحد ذو قوة وسلاح فاذهب إليه اليوم وحيدا وبلغ إليه خبرا يوحشه ويؤذيه ، فإنه قلما سمحت نفسه بذلك ، مع أنه إنسان واحد ، ولو قيل له : اذهب إلى بادية بعيدة ليس فيها أنيس ولا صديق ، وبلغ إلى صاحب البادية كذا وكذا من الأخبار الموحشة لشق ذلك على الإنسان ، أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان مأمورا بأن يذهب طول ليله ونهاره في كل عمره إلى الجن والإنس الذين لا عهد له بهم ، بل المعتاد منهم أنهم يعادونه ويؤذونه ويستخفونه ، ثم إنه عليه السلام لم يمل من هذه الحالة ولم يتلكأ ، بل سارع إليها سامعا مطيعا ، فهذا يقتضي أنه تحمل في إظهار دين الله أعظم المشاق ، ولهذا قال تعالى : ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ) [ الحديد : 10 ] ومعلوم أن ذلك البلاء كان على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإذا عظم فضل الصحابة بسبب تلك الشدة فما ظنك بالرسول ، وإذا ثبت أن مشقته أعظم من مشقة غيره وجب أن يكون فضله أكثر من فضل غيره ..

[ ص: 167 ] الحجة التاسعة : أن دين محمد عليه السلام أفضل الأديان ، فيلزم أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء .

بيان الأول : أنه تعالى جعل الإسلام ناسخا لسائر الأديان ، والناسخ يجب أن يكون أفضل لقوله عليه السلام : " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة " فلما كان هذا الدين أفضل وأكثر ثوابا ، كان واضعه أكثر ثوابا من واضعي سائر الأديان ، فيلزم أن يكون محمد عليه السلام أفضل من سائر الأنبياء .

الحجة العاشرة : أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم ، فوجب أن يكون محمد أفضل الأنبياء .

بيان الأول قوله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) [ آل عمران : 110 ] .

بيان الثاني : أن هذه الأمة إنما نالت هذه الفضيلة لمتابعة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) [ آل عمران : 31 ] وفضيلة التابع توجب فضيلة المتبوع ، وأيضا إن محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر ثوابا لأنه مبعوث إلى الجن والإنس ، فوجب أن يكون ثوابه أكثر ، لأن لكثرة المستجيبين أثرا في علو شأن المتبوع .

الحجة الحادية عشرة : أنه عليه السلام خاتم الرسل ، فوجب أن يكون أفضل ، لأن نسخ الفاضل بالمفضول قبيح في المعقول .

الحجة الثانية عشرة : أن تفضيل بعض الأنبياء على بعض يكون لأمور :

منها : كثرة المعجزات التي هي دالة على صدقهم وموجبة لتشريفهم ، وقد حصل في حق نبينا عليه السلام ما يفضل على ثلاثة آلاف ، وهي بالجملة على أقسام ، منها ما يتعلق بالقدرة ، كإشباع الخلق الكثير من الطعام القليل ، وإروائهم من الماء القليل ، ومنها ما يتعلق بالعلوم كالإخبار عن الغيوب ، وفصاحة القرآن ، ومنها اختصاصه في ذاته بالفضائل ، نحو كونه أشرف نسبا من أشراف العرب ، وأيضا كان في غاية الشجاعة. وكتب الحديث ناطقة بتفصيل هذه الأبواب .

الحجة الثالثة عشرة : قوله عليه السلام : " آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة " وذلك يدل على أنه أفضل من آدم ومن كل أولاده ، وقال ( ص ) : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر "

[ ص: 168 ] الحجة الرابعة عشرة :قال تعالى مبيناً عنايته برسوله ورعايته له وحفاوته به: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [سورة الضحى]
قال ابن كثير: قال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأسود بن قيس قال: سمعت جُندباً يقول: اشتكى النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يَقُم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾.
قال ابن كثير: ورواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن الأسود ابن قيس عن جندب بن عبد الله البجلي ثم العلقي به. وفي رواية سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس سمع جندباً قال: أبطأ جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال المشركون وَدَّع محمداً ربُّه فأنزل الله تعالى: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾.
قلتُ: يُدافع عن نبيِّه الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
ثم قال-رحمه الله-: «وهذا قسم منه تعالى بالضحى وما جعل فيه من ضِياء والليل إذا سَجَى أي سَكَن فأظلم وادلهم: قاله مجاهد وقتادة والضحاك وغيرهم وذلك دليل على قدرة خالقِ هذا وهذا.

الحجة الخامسة عشرة : روى مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ولا فخر ، بعثت إلى الأحمر والأسود ، وكان النبي قبلي يبعث إلى قومه ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، ونصرت بالرعب أمامي مسيرة شهر ، وأحلت لي الغنائم ولم تكن لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة فادخرتها لأمتي ، فهي نائلة إن شاء الله تعالى لمن لا يشرك بالله شيئا " وجه الاستدلال أنه صريح في أن الله فضله بهذه الفضائل على غيره .

الحجة السادسة عشرة : قال محمد بن عيسى الحكيم الترمذي في تقرير هذا المعنى : إن كل أمير فإنه تكون مؤنته على قدر رعيته ، فالأمير الذي تكون إمارته على قرية تكون مؤنته بقدر تلك القرية ، ومن ملك الشرق والغرب احتاج إلى أموال وذخائر أكثر من أموال أمير تلك القرية فكذلك كل رسول بعث إلى قومه فأعطي من كنوز التوحيد وجواهر المعرفة على قدر ما حمل من الرسالة ، فالمرسل إلى قومه في طرف مخصوص من الأرض إنما يعطى من هذه الكنوز الروحانية بقدر ذلك الموضع ، والمرسل إلى كل أهل الشرق والغرب إنسهم وجنهم لا بد وأن يعطى من المعرفة بقدر ما يمكنه أن يقوم بسعيه بأمور أهل الشرق والغرب ، وإذا كان كذلك كانت نسبة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلى نبوة سائر الأنبياء كنسبة كل المشارق والمغارب إلى ملك بعض البلاد المخصوصة ، ولما كان كذلك لا جرم أعطي من كنوز الحكمة والعلم ما لم يعط أحد قبله ، فلا جرم بلغ في العلم إلى الحد الذي لم يبلغه أحد من البشر قال تعالى في حقه : ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) [ النجم : 10 ] وفي الفصاحة إلى أن قال : " أوتيت جوامع الكلم " وصار كتابه مهيمنا على الكتب وصارت أمته خير الأمم .

الحجة السابعة عشرة : رقال تعالى: ﴿ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
قال المشركون فيه -صلى الله عليه وسلم- ساحر ومجنون... فدافع الله تعالى عن رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- وردَّ على أعدائه وأخزاهم وبيَّن مكانته -صلى الله عليه وسلم-.
قالت عائشة-رضي الله عنها-: ( كان خلقه القرآن ). ولنا فيه أسوة -صلى الله عليه وسلم-.
وقال تعالى:﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران (159)] .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-قال: ( لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- فاحشاً ولا مُتَفَحِشاً وكان يقول: إنَّ مِنْ خيارِكم أحسنِكم أخلاقاً )
قلت شهد الله له بحسن الخلق وإن كان خلقه القرآن فمن خير منه .
الحجة الثامنة عشرة : في " الصحيحين " عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتا فأحسنها وأجملها وأكملها إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبهم البنيان فيقولون : ألا وضعت ههنا لبنة فيتم بناؤك ؟ فقالمحمد : كنت أنا تلك اللبنة " .
وعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فكان هو خير الناس لأهله وفضل على العالمين في ذلك .
الحجة التاسعة عشرة : أن الله تعالى كلما نادى نبيا في القرآن ناداه باسمه ( ياآدم اسكن ) [ البقرة : 35 ] ، ( وناديناه أن ياإبراهيم ) [ الصافات : 104 ] ، ( ياموسى إني أنا ربك ) [ طه : 11 ، 12 ] وأما النبي عليه السلام فإنه ناداه بقوله : ( ياأيها النبي ) [الأنفال : 64 ] ، ( ياأيها الرسول ) [ المائدة : 41 ] وذلك يفيد الفضل .
المصدر
تفسير القرآن
التفسير الكبير للرازي
بعد حذف بعض الروايات الضعيفة ووضع خصائص أخرى

وعجبا لمن يسأل بعد كل هذا أين أدلة كونه أشرف الخلق
فإن كان أفضل المصطفين الأخيار وسيد ولد آدم وأرسل إلى الخلق كافة وأعطى الشفاعة ورفع ذكره وأقسم الله بعظيم قدره ( لعمرك ) وكل الخلق تحت لوائه يوم القيامة فهل هناك أفضل وأشرف منه ( ص ) ..

سؤال وجواب
11-12-2009, 07:19 PM
لماذا يجب علينا أن نحب النبي أكثر من أي شخص ؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=19462)

سؤال وجواب
11-15-2009, 06:28 PM
اذاً يمكننا أن نعتبر أن النبي الكريم بما أنه لاأكثر ولا اقل علماً إلهياً من الانبياء عليهم السلام,
مقتبسة من كلام عضو مخالف
والرد أن هذا هراء
فهو عليه الصلاة والسلام أكثر علما من سائر الأنبياء بما خص به
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا

من أشراط الساعة وعلاماتها الصغرى والكبرى وعذاب القبر والحشر والنشر والصراط والميزان والجنة والنار وماعلمه ورآه في الإسراء والمعراج ... إلخ
وأوتيت جوامع الكلم
أليس هذا علما فاق بيه النبيين
فضِّلتُ على الأنبياء بست: أعطيتُ جوامع الكلم
وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء
أن مثلي ومثل الأَنْبِيَاء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل النَّاس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قَالَ: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين
فمن ختم حصل له علم من سبقه وزاد عليه بما أوحي إله وختم به والختم وحفظ الله للقرآن و نسخ ماسبق من شرائع بالتمام والكمال وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ

وقيل عن مهيمنا أمينا وشاهدا وحاكما على كل كتاب قبله وهذا أفضلية علم وحكمة
فالله من فضّل بعض الرسل على بعض واجتبى فصلى الله عليهم أجمعين .

اخت مسلمة
11-15-2009, 08:35 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

تحياتي للموحدين

godfather
11-18-2009, 04:34 PM
تحيّة لصاحب الموضوع :emrose:

التعليق الأول:


أحدها : قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [ الأنبياء : 107 ] فلما كان رحمة لكل العالمين لزم أن يكون أفضل من كل العالمين .


1- الرسالة التي جاء بها النبي الكريم (ص) جاءت بلغة محلّية "القرآن" وحتّى انها جاءت بلغة وليدة ثقافة أهل مكة وليس ثقافة العالم أجمع.
2- الرسول الكريم جاء رحمة للمسلمين وليس للعالمين ,
قال الله تعالى (رحماء فيما بينهم أشدّاء على الكفّار )
3- صفة الرحمة عند النبي الكريم (ص) لم تظهر عندما أمر بقطع الارجل والأيدي وسمل الأعين لثمانية أشخاص أغاروا على لقاح النبي (ص). وخصوصاً عندما قيل : ( فألقوا بالحر يستسقون فلا يجدوا).

فليتفضل الزميل مشكوراً لشرح هذه النقطة.

مراقب 1
11-18-2009, 04:53 PM
الزميل godfahter اعتقد اننى قد ذكرت من قبل نيتى عقد حوار ثنائى بينك وبين أحد طلاب العلم وقد كنت اسعى فى الأيام الماضية لايجاد طالب علم متفرغ حتى وجدت الأخ مالك مناع الذى وافق على محاورتك ، فحبذا لو صبرت حتى ينشئ الموضوع وتحديد الشروط لبدء الحوار بينكما ولا داعى لوضع مشاركات فى مواضيع أخرى كهذا الموضوع كمثال .

godfather
11-18-2009, 04:57 PM
الزميل godfahter اعتقد اننى قد ذكرت من قبل نيتى عقد حوار ثنائى بينك وبين أحد طلاب العلم وقد كنت اسعى فى الأيام الماضية لايجاد طالب علم متفرغ حتى وجدت الأخ مالك مناع الذى وافق على محاورتك ، فحبذا لو صبرت حتى ينشئ الموضوع وتحديد الشروط لبدء الحوار بينكما ولا داعى لوضع مشاركات فى مواضيع أخرى كهذا الموضوع كمثال .

اشكرك زميلي الفاضل :emrose:

وأعتذر عن طرحي لهذه المداخلة,


ويمكنك بكل رحابة صدر حذفها زميلي,

ريثما يصبح بالامكان اقامة حوار ثنائي مع احد زملاءكم الافاضل.


مودّتي:emrose:

ايمان نور
11-18-2009, 07:49 PM
جواب 1 (http://eltwhed.com/vb/showpost.php?p=143118&postcount=13)
جواب 2 (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=16454) ، وهنا (http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=21&nAya=107)
جواب 3 (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=4&ID=38038&SearchText=%DD%E1%DE%CF%20%D1%C3%ED%CA%20%C3%CD%CF %E5%E3%20%ED%DF%CF%E3%20%C7%E1%C3%D1%D6%20%C8%DD%E D%E5%20%DA%D8%D4%C7%20%CD%CA%EC%20%E3%C7%CA%E6&SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=QBE) ، وهنا (http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=5&nAya=33)
حتى لا تترك الأسئلة بدون رد والحوار مع الأخ مالك رفع الله قدره ..

مشرف 1
11-18-2009, 10:02 PM
اريد فقط تصحيح الآية الكريمة

الزميل قالها هكذا


قال الله تعالى (رحماء فيما بينهم أشدّاء على الكفّار )

والصحيح انها هكذا

أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ

بسم الله الرحمن الرحيم

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا

سورة الفتح آية 29

مراقب 1
11-18-2009, 11:20 PM
بدأ الحوار ايها الزميل يمكنك المشاركة هنا

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20083

ماكـولا
11-19-2009, 12:25 AM
حفظكم الله اخي الكريم وأجزل لكم الأجر والمثوبة
شكر الله لكم جهدكم ووفقكم الله لكل خير

اخي الطيب لدي بعض التعليقات على هذا الجهد المبارك ان شاء الله

في رسم الموضوع عنون ب " دليل أفضلية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق "
وهل هذا على اطلاقه ؟ بمعنى هل حتى حملة العرش والروح الأمين ؟

ثم جاء في المشاركة الأولى من الأدلة
أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم يَوْم الْقِيَامَة
وفي هذا الحديث عدة نقاط اولها 1- انه صلى الله عليه وسلم ذكر انه سيد ولد آدم ولم يذكر آدم
2- ان الأفضلية محفوفة بجنس بني ادم فكيف حولت الى جنس الملائكة ؟
3- انه حدد ذلك بيوم القيامة وهو بالفعل كذلك لما ثبت في الصحيحن وغيره , فبالتحديد يوم القيامة دال على انتفائه في الحياة الدنيا على باقي الأنبياء من آدم وإبراهيم وهكذا قال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
وقوله " قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"

وايضا قوله عليه الصلاة والسلام
وَأَوَّل مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْر

ففي البخاري 3398 - عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور"

فهنا حدثت الافاقة قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو أول من ينشق عنه القبر بعد موسى

فالقول
وَهَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِتَفْضِيلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمْ

في الحقيقة غير ظاهرة


لأَنَّ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الآدَمِيِّينَ أي أهل الطاعة والتقى أفضل مِنْ الْمَلائِكَة , وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَل الآدَمِيِّينَ وَغَيْرهمْ

فيه نظر ولعل في كلام شيخ الاسلام توجيه حيث اعتبر من حيث البداية والنهاية وهو توجيه قوي الا انه لا يمكن اعتباره دليلا راجحا في التفضيل على الملائكة

لقوله تعالى "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " التحريم6

وقال عز وجل"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون " الانبياء26-27
وكان مسقرا ذلك عند العرب
قال الحي القيوم"وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " الانعام 8

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم " الترمذي وغيره واسناده صحيح
3603

اما من قال ان الملائكة معصمون فهذا فيه نظر اذ قال الله " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا "ا(172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173) " النساء

ويلزم من كونهم أقوى وأقدر على الامتناع أن يكونوا أفضل

وقال الله" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)

وقال تعالى "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " التحريم6
لأن الجزاء في مقابلة الفعل، ولو لم يكونوا مختارين في التوحيد والطاعة لما قال تعالى مدحا لهم: (لاَ يَعصُونَ الله ما أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ)

وقوله تعالى " قُل لاَ أَقُولُ لَكُم عِندي خَزَائِنُ الله وَلاَ أَعلَمُ الغَيبَ وَلاَ أَقُولُ عِندي خَزَاِئنُ الله وَلاَ أَقَولُ لَكُم إِنّي مَلَك) الأنعام: 50

ونقل صاحب الحبائك في اخبار الملائك كلاما للحليمي والبيهقي منها

وقوله تعالى: (ما هَذا بَشَرا إِن هَذا إِلا مَلَكٌ كَرِيم) يوسف: 31 فالمراد من هذا التشبيه إما تشبيه يوسف بالملك في صورته أو في سيرته، والثاني أولى لأنه شبهه بالملك الكريم والملك إنما يكون كريما بالسيرة لا بالصورة فثبت أن المراد تشبيهه بالملك في نفي دواعي الشهوة ونفي الحرص على طلب اللذات الحسية، وإثبات ضد ذلك، وهي صفة الملائكة وهي غض البصر ومنع النفس عن الميل إلى المحرمات، فدلت هذه الآية على إطباق العقلاء من الرجال والنساء والمؤمن والكافر على اختصاص الملائكة بالدرجات الفائقة على درجات البشر،

فإن قيل: قول المرأة (فَذلِكَ الذَي لُمتُنَنَي فِيهِ) يوسف: 32 يقتضي أن يكون تشبيه يوسف بالملك إنما وقع في الصورة لا في السيرة لأن ظهور عذرها في شدة عشقها له يحتمل أن يكون لسبب غاية زهده، لأن الإنسان حريص على ما منع، وكلما كان إعراض المعشوق اكثر كان شدة عشق العاشق أكثر."

قلت ان الصورة هي قوالب لما في الصدور وهذا بين ان شاء الله

وقال ايضا " وايضا الملائكة رسل الله إلى الأنبياء، والرسل أفضل من الأمة، بيان المقدمة الأولى قوله تعالى: (عَلَمَهُ شَدِيدُ القُوى) النجم:5 (َنزَلَ بِهِ الرُوحُ الأَمينُ عَلى قَلبِكَ) الشعراء: 193 (يُنَزِلُ المَلائِكَةَ بِالرُوحِ مِن أَمرِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ) النحل:2

وأيضا الملائكة رسل الله لقوله تعالى: (جَاعِلُ المَلائِكَةِ رُسُلاً) فاطر: 1 والملك إما مرسل إلى ملك آخر، وإما أن يكون رسولا إلى البشر، وعلى التقديرين فالملك رسول وأمته أيضا رسل، وأما الرسول البشري فهو مرسل، لكن أمته ليس برسل، ومعلوم أن الرسول الذي يكون كل أمته رسلا، أفضل من الرسول الذي لا يكون أحد من أمته رسولا، فثبت فضل الملك على البشر من هذه الجهة، ولأن إبراهيم عليه السلام كان رسولا إلى لوط فكان أفضل منه، وموسى كان رسولا إلى الأنبياء الذين كانوا في عسكره وكان أفضل منهم، فكذا هنا....

وقوله تعالى: (يَومَ يَقومُ الرُوحُ وَالمَلائِكَةُ صَفاً لاَ يَتَكَلَمُونَ إِلاّ مَن أَذِنَ لَهُ الرِحمنُ وَقالَ صَواباً) النبأ: 38 والمقصود من شرح هذه الواقعة المبالغة في شرح عظمة الله تعالى، ولو كان في الخلق طائفة قيامهم بين يدي الله وتضرعهم في حضرة الله أقوى في الإنباء عن عظمة الله وكبريائه من الملائكة لكان ذكرهم في هذا المقام أولى، ثم إنه سبحانه كما بين عظمته في الدار الآخرة بذكر الملائكة، فكذا بين عظمته في دار الدنيا بذكر الملائكة، فقال: (وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِينَ مِن حَولِ العَرشِ يُسَبِحونَ بِحَمدِ رَبِهِم) الزمر: 75 وهذا يدل على أنه لا نسبة لهم إلى البشر ألبتة.

وقوله تعالى: (عَالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلى غَيبِهِ أَحَدٌ إِلاّ مَن اِرتَضَى مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَيَنِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ رَصَداً لِيَعلِمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبِهِم) الجن: 26 وأجمعوا على أن هذا الرصد هم الملائكة، وهذا يدل على أن الأنبياء لا يصيرون مأمونين من التخليط في الوحي إلا بإعانة الملائكة وقوتهم، وكل ذلك يدل على الفضل الظاهر.

وقال الحليمي في المنهاج: المختار أن الملأ الأعلى أفضل من سكان الأرض لقوله تعالى: (لَن يَستَنكِفَ المَسيحَ أَن عبدا يَكونَ لله وَلاَ المَلائِكَةُ المُقَرَبُونَ) النساء: 172 لأن هذا السياق في مثله يدل على أن المذكور ثانيا أفضل مما قبله وأن في نفي الإستنكاف عن الأول دلالة على أن من دونه أولى بذلك....


وأيضا فقد سماهم الله الملأ الأعلى، وكل من الملأ والأعلى يدل على أفضليتهم، إذ الملأ في اللغة: هم العظماء والأشراف، والأعلى: باعتبار المكانة أو المكان إذ لا يسكن أدون الخليقتين أفضل المكانين. وأيضا فإن التقى النقى من البشر أفضل من الذي يخلط العمل الصالح بالسيء، وليس في الملائكة من يخلط طاعته بشيء من المعصية أو يفتر عن العبادة، والأتقياء من البشر إن عصموا من الكبائر لا يعصمون من الصغائر، ولا يسلمون من الهم، ولا من الفترة في العبادة،"


وجاء في المشاركة 2


الحجة الخامسة : أن معجزة رسولنا صلى الله عليه وسلم أفضل من معجزات سائر الأنبياء فوجب أن يكون رسولنا أفضل من سائر الأنبياء

وهذا ايضا فيه نظر اذ كيف يسوى بين معجزة احياء الموتى باذن الله التشكل الطير من الطين ومن ثم النفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وانفلاق البحر فيكون كل فرق كالجبل العظيم الشامخ بمعجزة القرآن ؟

فلكل قوم معجزة وكانت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم وحيّا
قال صلى الله عليه وسلم"ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة" مسلم


ايضا
الحجة الثالثة عشرة : قوله عليه السلام : " آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة " وذلك يدل على أنه أفضل من آدم ومن كل أولاده

الحديث في مسند ابي يعلى الموصلي رقم 2328 في سنده علي بن زيد بن جدعان ضعيف
فالحديث لا يثبت والله اعلم وبقي الحديث على اصله " سيد ولد آدم"

هذا ما احببت ن ابينه بارك الله فيك اخي

ايمان نور
11-19-2009, 01:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
جواب معظم كلامك أخي سيكون بأدلة من قال من العلماء بتفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة
وبالنسبة لقول أفضل الخلق فمن العلماء من توقف ومنهم من قال أنه أفضل الخلق على الاطلاق
1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107670)
2 (http://islamqa.com/ar/ref/97384)
وهنا الرأي والرأي الآخر (http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&ContentID=4967)
وهذا به تفصيل عن الملائكة (http://www.islam-qa.com/ar/ref/138506) بخصوص قولكم " اما من قال ان الملائكة معصمون فهذا فيه نظر اذ قال الله "
وأيضا سيكون دليل أفضلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أدم عليه السلام في الأدلة على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء (http://islamqa.com/ar/ref/83417/%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8 6%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1)
وآدم نَبِِيٌ مُكَلَّمْ كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . وبخصوص جبريل عليه السلام فلم يصل إلى ماوصل إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المعراج !
ثم قولكم " وهذا ايضا فيه نظر اذ كيف يسوى بين معجزة احياء الموتى باذن الله التشكل الطير من الطين ومن ثم النفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وانفلاق البحر فيكون كل فرق كالجبل العظيم الشامخ بمعجزة القرآن ؟ "
صاحب التفسير الكبير لم يسو بينهما أخي بل قال أن ذلك دليل أفضلية لأن معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأساسية القرآن .
مع التنبيه أنه لا يجب أن نسوي بين صالحي البشر والأنبياء ومن ثم بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لخصوصية مقامه ومكانته ، وبالنسبة لعلي بن يزيد بن جدعان (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5393&highlight=%DA%E1%ED+%D2%ED%CF+%CC%CF%DA%C7%E4) فمختلف عليه ومن صوبه أكثر ممن خطأه
والله أعلم .

ماكـولا
11-20-2009, 07:57 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير على ما قدمتي اختي الكريمة قد استفدت مما وجدت
فجزيتِ خيراً

ولا اخفيك ان ما قدمت مشكورة مأجورة ليس فيه القطع في المسألة من التفضيل المطلق للنبي صلى الله عليه وسلم

وقد وجدت على شيء من ذلك مما قدمتيه , لكن قبل ذلك اود ان اذكر شيئا
وهو ان الله جل في علاه قد خلق مخلوقات متفاوتة فخلق خلقا من نور وخلق خلقا من طين وخلق خلقا من نار

وقد اصطفى جل جلاله من ذلك الذي خلقه من نور الا وهم الملائكة فجعلهم في الملأ الأعلى وجعلهم منهم سفراء ورسل
وكان ممن اصطفى من هذه الصفوة جبريل عليه السلام وسماه الروح القدس والروح الأمين
فعلمنا من اصطفاء الله للملائكة الذين هم من النور على الطين الذين هم البشر الأفضلية لجنس الملائك والا لكان العكس ولا عكس

ومما جاء في ذلك

"ومنه: أن الله جعل الملائكة رسلاً إلى الأنبياء، وسفراء بينه وبينهم، وهذا الكلام قد اعتد به من قال: إن الملائكة أفضل، واستدلالهم به أقوى، فإن الأنبياء المرسلين، إن ثبت تفضيلهم على المرسل إليهم بالرسالة، ثبت تفضيل الرسل من الملائكة إليهم عليهم، فإن الرسول الملكي يكون رسولاً إلى الرسول البشري."

"ومنه: قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة:31]، الآيات. قال الآخرون: وهذا دليل على الفضل، لا على التفضيل، وآدم والملائكة لا يعلمون إلا ما علمهم الله، وليس الخضر أفضل من موسى، بكونه علم ما لم يعلمه موسى، وقد سافر موسى وفتاه في طلب العلم إلى الخضر، وتزودا لذلك، وطلب موسى منه العلم صريحاً، وقال له الخضر: إنك على علم من علم الله، إلى آخر كلامه. ولا الهدهد أفضل من سليمان عليه السلام، بكونه أحاط بما لم يحط به سليمان -عليه السلام- علماً.

فدل أن أفضلية الملك أمر معلوم مستقر في الفطرة، يشهد لذلك قوله تعالى، حكاية عن النسوة اللاتي قطعن أيديهن عند رؤية يوسف: وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف:31]. وقال تعالى: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ [الأنعام:50].

وبالفعل هو المستقر بالفطر !
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&ContentID=4967

اما عن عصمة جنس الملائكة


وقول القرطبي " وأما العقل : فلا يُنكِر وقوع المعصية من الملائكة , ويوجد منهم خلاف ما كلفوه ، ويخلق فيهم الشهوات ، إذ في قدرة الله تعالى كل موهوم ، ومن هذا : خوف الأنبياء ، والأولياء الفضلاء العلماء ، ولكن وقوع هذا الجائز لا يُدرك إلا بالسمع ، ولم يصح ."

اما قول
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
كما قال أبو بكر عبد العزيز - من أصحابنا - وغيره : خُلقَ للملائكة عقولٌ بلا شهوة , وخُلق للبهائم شهوة بلا عقل , وخُلق للإنسان عقل وشهوة ، فمَن غلب عقلُه شهوتَه : فهو خير من الملائكة , ومَن غلبت شهوتُه عقلَه : فالبهائم خير منه ."
فهذا كسابقه يحتاج لدليل والامور الغيبية توقيفية وقد ثبت خلافه
وهذا كلام متين
" ليس معنى عصمة الملائكة عن المعصية أنهم لا اختيار لهم ، أو أنهم يحركون نحو الطاعة بلا قدرة منهم ولا اختيار ، وإنما هم في ذلك كالدمى ، أو الإنسان الآلي ، على نحو ما ورد في السؤال ؛ فحاشا ملائكة الله المكرمين عن ذلك المقام ؛ بل إنما ذكر الله تعالى عصمتهم عن المعصية في مقام مدحهم والثناء عليهم ، ومعلوم أن من لا قدرة له على الطاعة ، ولا اختيار له : لا يمدح بذلك ، وإنما يمدح من يقدر على الأمرين ؛ فأنبياء الله ورسله من البشر معصومون من الكفر والكذب والفواحش ـ مثلا ـ بالإجماع ، ولا يعني ذلك أنهم لا قدرة لهم على الإيمان والكفر ، أو أنهم لم يفعلوا ما فعلوه من الإيمان والطاعات اختيارا ، ولا أنهم تركوا ما تركوه من الكفر والفواحش اختيارا ؛ بل هم مختارون لذلك ، ومعصومون من ضده ، لكمال توفيق الله له م في عامة الأحوال . فهكذا الملائكة المكرمون"
قال الإمام ابن حزم رحمه الله :
" وقال بعض السخفاء : إن الملائكة بمنزلة الهواء والرياح . [ يعني : أنهم لا اختيار لهم ] .
قال أبو محمد [ هو ابن حزم ] :
وهذا كذب وقحة وجنون ، لأن الملائكة بنص القرآن والسنن وإجماع جميع من يقر بالملائكة من أهل الأديان المختلفة : عقلاء متعبدون ، منهيون مأمورون ، وليس كذلك الهواء والرياح لكونها لا تعقل ولا هي مكلفة متعبدة ، بل هي مسخرة مصرفة لا اختيار لها ... " انتهى .
"الفصل في الملل والأهواء والنحل" ، بن حزم (5/17) .

ولا شك أن التكليف إنما هو فرع على العقل والعلم والقدرة والاختيار ، فثبت بهذا الإجماع الذي نقله الإمام ابن حزم رحمه الله أنهم مختارون لما هم فيه من الطاعة ، مأمورون منهيون ، لهم القدرة على ذلك ، وتوالى توفيق الله لهم ، فلا يختارون ما فيه معصية لربهم ." الخ ما قاله


http://www.islam-qa.com/ar/ref/138506


أما ما خلقه الله من الطين فلا زال يصطفي منهم حتى اصطفى الصالحين والصديقين واصطفى الأنبياء
واصطفى من الانبياء اولوا العزم من الرسل ومن ثم هنا بدأ التفاضل ونحصر التفاضل بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين آدم وابراهيم


اما ابراهيم عليه السلام
فقد جاء
2369 عن أنس بن مالك قال
: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا خير البرية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك إبراهيم عليه السلام" مسلم

وهذا في خبر لا يجوز فيه النسخ على الراجح الا ان يكون قد تكلم النبي صلى الله عليه وسلم على ما علمه

والعلم عند الله ن هذا نص في المسألة والمنطوق مقدم على المفهوم اذ لم يرد ما يرده الا خبر " انا سيد ولد آدم " فيستثنى من ذلك آدم وابراهيم أي الا آدم وابراهيم هذا من ناحية

وقوله تعالى " ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
فيكف يصح ان يكون التابع أفضل من المتبوع؟

قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}

قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}
فابراهيم الخليل هو الامام ومن دونه مأمومين بما فيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخليل ايضا


وكلام ابن عثيمين رحمه الله
الجواب الذي أعلمه من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما ثبت ذلك عنه وأما أنه أفضل الخلق على الإطلاق فلا يحضرني الآن دليل في ذلك..
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7738.shtml


وهنا كلام طيب للمنجد
حيث قال
ولم يرد – فيما نعلم - دليل صريح فيه النص صراحةً على أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق ، والذي ورد النص عليه : أنه صلى الله عليه وسلم أفضل البشر وسيد ولد آدم .

وذكر كلام الشيخ ابن عثيمين " لكن الأحوط والأسلم أن نقول: محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وأفضل البشر، وأفضل الأنبياء، أو ما أشبه ذلك اتباعا لما جاء به النص، ولم أعلم إلى ساعتي هذه أنه جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق مطلقاً في كل شيء.."

وقوله ايضا رحمه الله " لأن الله تعالى قال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء/70 ، لم يقل : على كل من خلقنا، فمثل هذه الإطلاقات ينبغي على الإنسان أن يتقيد فيها بما جاء به النص فقط ولا يتعدى ."

http://islamqa.com/ar/ref/97384


فالعبرة بالنصوص اما المفهومات ففيها المد والجزر فلا يقطع بشيء منها ما لم تدل القرينة على رجحانه وفي بعض القرائن ما يُشكل الاطلاق في كونه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق


فاذا عُلم الفرق بين الجنسين الذي خلق من نور والذي خلق من طين فلا تفاضل بينهم اصلا اذ ان الله قد اصطفى الملائكة على البشر ( النور على الطين) اما ما ورد من الفضائل فهو يدل على فضل النبي صلى الله عليه وسلم لا تفضيله

ماكـولا
11-20-2009, 08:01 AM
اما قولكم " وبخصوص جبريل عليه السلام فلم يصل إلى ماوصل إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المعراج !"

فبصراحة قد مر علي مثل هذا الكلام ولست متأكدا من صحته وقد طلبته فعجزت عنه ( ارجوا تزويدنا بالمصدر ان وجد بارك الله فيكم)

ولكني استخدمت محركات البحث فوجدت كلاما للمحدث علي حشيش وهو من اهل مصر صانها الله
من كتاب سلسلة الأحاديث الواهية 9 وما بعدها "

قصة اختراق الحجاب ليلة الإسراء والمعراج

يأتي بعد ذلك في منطقة أخرى بعد سدرة المنتهى فينتهي حد جبريل، ثم بعد ذلك يزج برسول الله في سبحات النور ولم يكن جبريل معه، وهذا دليل على أن محمدًا عليه الصلاة والسلام قد ارتقى ارتقاءًا آخر، ونقل من ملائكية لا قدرة لها على ما وراء سدرة المنتهى إلى شيء من الممكن يتحمل إلى ما وراء سدرة المنتهى، دون مصاحبة جبريل عليه السلام، إذًا فمحمد كان بشرًا في الأرض مع جبريل، وبعد ذلك كانت له ملائكية مع الرسل ومع جبريل في السماء، وبعد ذلك كان له وضع آخر ارتقى به عن الملكية حتى أن جبريل نفسه يقول: "أنا لو تقدمت لاحترقت.. وأنت لو تقدمت لاخترقت".
فذاتية محمد حصل فيها شيء من التغيير، التغيير الذي يناسب ذلك الملأ الأعلى، فجبريل بملائكيته لا يستطيع أن يخترق وإلا احترق، أما هو فيستطيع أن يخترق". اه.


2- وتأثر بقصة اختراق الحجاب أحد الوعاظ من غير ذكر لاسمه أيضًا. يقول في شريط كاسيت قد انتشر واشتهر: "جبريل عند سدرة المنتهى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : السير من هنا قد انتهى، والنبي يقول لجبريل: أفهذا الموضع يترك الخليل خليله، وجبريل يقول: لكل منا مقام معلوم، فوالذي بعثك بالحق لو تقدمت قدر أنملة لاحترقت بأنوار الكمال، ولو تقدمت يا ابن عبد الله لاخترقت أنوار الجلال، تقدم إلى ربك الكبير المتعال، تقدم إلى الله، وهنا يحس النبي برعدة شديدة ويتساءل: أين أنا يا رب؟ فالله يقول: أنت على بساط أنس الله يا محمد".


3- وقصة اختراق الحجاب ليلة الإسراء والمعراج جاءت في كتاب منسوب إلى الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما ويسمى "الإسراء والمعراج للإمام ابن عباس رضي الله عنهما".
قلت: وهو مليء بالكذب والأباطيل، وابن عباس بريء من هذا الكتاب الذي اشتهر وانتشر لصغر حجمه، حيث يحتوي على ست وأربعين صفحة ورخص ثمنه

واحتوائه على عجائب منكرة يستميل بها القصاص والوعاظ قلوب العوام.
ففي (ص26): جاءت قصة اختراق الحجاب، حيث نُسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثم تقدمت أمامي فلم أر أخي جبريل معي، فقلت: يا أخي يا جبريل، أفي مثل هذا المكان يفارق الخليل خليله والأخ أخاه، فَلِمَ تركتني وتخلفت عني؟ فنادى: يَعِزُّ عليَّ أن أتخلف عنك، والذي بعثك بالحق نبيًا ما منا إلا له مقام معلوم، ولو أن أحدًا منا تجاوز مقامه لاحترق بالنور، قال صلى الله عليه وسلم : فلما قال لي هذا المقال وضعت يدي على وجهي وأخذتني الرَّعدة والخوف، فضمني جبريل إلى صدره بجناحه، وقال لي: لا تخف ولا تحزن إنما عرج بك ربك ليحييك ويكرمك ويصطفيك ويعطيك، فلما قال لي هذا المقال خفَّ عني كل ما أجده، وإذ بالنداء من قبل الله تعالى: زُجوا حبيبي محمدًا في النور، فأتتني الملائكة برفرف أخضر كمثل المقعد يحمله أربعة من الملائكة فوضعوه بين يدي

وقالوا لي: ارق يا محمد، فاستويت على الرفرف فسار بي كالسهم يخرج من القوس، وبينما أنا أتفكر وقد أخذتني الهيبة مما رأيت من الجلال والكمال والبهاء والعظمة وهيبة الله، نوديت: يا أحمد، أمامك أمامك، أدن مني، فخطوت خطوة مسيرة خمسمائة عام، فقيل لي: يا أحمد لا تخف ولا تحزن، فسكن قلبي مما كنت أجده، وأخذ ذلك الرفرف يعلو بي حتى قربني من حضرة سيدي ومولاي، فأبصرت أمرًا عظيمًا لا تناله الأوهام ولا تبلغه الخواطر، سبحانه وتعالى مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فدنوت من ربي حتى صرت منه كقاب قوسين أو أدنى فوضع سبحانه يده بين كتفي ولم تكن يدًا محسوسة كيد المخلوقين، بل يد قدرة وإرادة، فوجدت بردها على كبدي، فذهب عني كل ما كنت أجده وأورثني علم الأولين والآخرين وملئت فرحًا وسرورًا فأخذني عند ذلك الثبات والسكون، فظننت أن من في السماوات والأرض قد ماتوا إلا أنا لا أسمع هناك لا حسًا ولا حركة، ثم رجع إليَّ عقلي وتفكرت فيما أنا فيه من الشرف العظيم، فنوديت: يا أحمد، ادن مني، فقلت: إلهي وسيدي ومولاي، أنت السلام ومنك السلام، فناداني ثانيًا: ادن مني، فدنوت منه، فقال: وعليك السلام...".


4- وقصة الرفرف الأخضر، واختراق الحجاب وتأخر جبريل: ليلة الإسراء أوردها الإمام ابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" (1-155: 169) في حديث ابن عباس الطويل، حيث بلغ خمسة وسبعين وثلاثمائة سطر، وفيه بعض الزيادات التي نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أ- فلما أسرى بي إلى العرش وحاذيت به ودلي لي رفرف أخضر لا أطيق وصفه لكم، فأهوى بي جبريل فأقعدني عليه ثم قصر دوني ورد يديه على عينيه مخافة على بصره أن يلتمع من تلألؤ نور العرش، وأنشأ يبكي بصوت رفيع ويسبح الله تعالى ويحمده ويثني عليه، فرفعني ذلك الرفرف بإذن الله ورحمته إياي وتمام نعمته عليَّ إلى قرب سيد العرش، إلى أمر عظيم لا تناله الألسن ولا تبلغه الأوهام.
ب- فنظرت إليه فإذا هو حين كشف عنه حجبه مستو على عرشه في وقاره وعزه ومجده وعلوه.
ج- فمال إليَّ من وقاره بعض الميل فأدناني منه، فذلك قوله في كتابه يخبركم فعاله بي وإكرامه إياي: ذو مرة فاستوى. وهو بالأفق الأعلى. ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى، حيث مال إليَّ فقربني منه قدر ما بين طرفي القوسين.
د- فلما مال إليَّ من وقاره سبحانه وتعالى وضع إحدى يديه بين كتفي، فلقد وجدت برد أنامله على فؤادي حينًا، ووجدت عند ذلك حلاوته وأطيب ريحه وبرد لذاذته وكرامة رؤيته، وظننت أن من في الأرض والسماوات ماتوا كلهم.

التخريج والتحقيق للقصة:

الحديث الذي جاءت به هذه القصة: أخرجه ابن مردويه في "التفسير" من حديث ابن عباس من طريق ميسرة ابن عبد ربه، كذا في "تنزيه الشريعة" (1-169)، وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3-11) قال: أخبرنا محمد بَدْوست النسوي: قال: حدثنا حميد بن زِنْجوَيه قال: حدثنا محمد بن أبي خِداش الموصلي قال: حدثنا علي بن قتيبة عن ميسرة بن عبد ربه قال: حدثنا عمر بن سليمان الدمشقي عن الضّحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعًا.

1- قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1-169): أخرج ابن حبان قطعة منه.
قلت: وهذا إجمال ما قد فصلنا حيث بيَّنا أنه أخرجه في كتابه "المجروحين" لا في "صحيحه" هذا بالنسبة لمصنفات ابن حبان.
أما قول ابن عراق: "أخرج ابن حبان قطعة منه"، فهو إجمال بالنسبة للمتن، فابن حبان يعرف متن الحديث بطوله، فبعد أن ذكر هذه القطعة من حديث ابن عباس من طريق ميسرة بن عبد ربه عن عمر بن سليمان قال: "فذكره بطوله أكره ذكره لشهرته عند من كتب الحديث وطلبه". اه.

قلت: ثم بيّن الإمام ابن حبان في "المجروحين" (3-11) علة الحديث فقال: "ميسرة بن عبد ربه الفارسي من أهل دَوْرق كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ويضع المعضلات عن الثقات في الحث على الخير والزجر عن الشر، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.

قلت: ثم أخرج ابن حبان هذا الحديث دليلاً على أن ميسرة بن عبد ربه يروي الموضوعات، وذكر قطعة منه، ثم قال: "فذكر- أي ميسرة بن عبد ربه- حديثًا طويلاً في قصة المعراج شبيهًا بعشرين ورقة". وعلل ابن حبان عدم ذكره للحديث بطوله حيث قال: "أكره ذكره لشهرته عند من كتب الحديث وطلبه". اه.

2- أورده الإمام البخاري في كتابه "الضعفاء الصغير" ترجمة (355)، ثم قال: "ميسرة بن عبد ربه: يُرْمى بالكذب".

3- أورده الإمام النسائي في كتابه "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (580)، ثم قال: "ميسرة بن عبد ربه: متروك الحديث".

فائدة:

قلت: هذا المصطلح عند النسائي له معناه، حيث قال الحافظ ابن حجر في "شرح النخبة" (ص69): "مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه".

4- أورده الدارقطني في كتابه "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (510)، ثم قال: "ميسرة بن عبد ربه، بغدادي عن زيد بن أسلم كتاب "العقل" لداود بن المُحبَّر تصنيفه". اه.

فائدة:

يتوهم من لا دراية له بهذا الفن أن عبارة الدارقطني هذه لا تدل على الجرح، ولا يدري أن مجرد ذكر اسم الراوي فقط يدل على أنه متروك، يدل على ذلك قول الإمام البرقاني: "طالت محاورتي مع ابن خمكان لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني عفا الله عني وعنهما في المتروكين من أصحاب الحديث، فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات".

5- أقر الإمام الذهبي هذه الأقوال في "الميزان" (4-230-8958).

6- ثم ذكر الإمام الذهبي في "الميزان" (3-202-6129) علة أخرى لحديث القصة، فقال: "عمر بن سليمان عن الضحاك، فذكر حديث الإسراء بلفظ موضوع".

وأقره الحافظ ابن حجر في "اللسان" (4-356) (1731-6082)، وبهذا التحقيق حكم الحافظان الذهبي وابن حجر على حديث القصة في ليلة الإسراء بأنه موضوع.

فائدة:

الموضوع: "هو الكذب المختلق المصنوع وهو شر الضعيف وأقبحه وتحرم روايته مع العلم بوضعه في أي معنى كان سواء الأحكام والقصص والترغيب وغيرها إلا مبينًا أي مقرونًا ببيان وضعه". قاله السيوطي في "التدريب" 01-274).
ولقد تأثر بهذه القصة الواهية "قصة اختراق الحجاب" ليلة الإسراء والمعراج كثير من الكتاب والوعاظ والقُصاص، هذا التأثر أدى إلى الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى نسبوا إليه أن الله مال إليه بعض الميل فأدناه منه، وذلك قوله تعالى: ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى {النجم: 8، 9}.

والقارئ الكريم يرى هذا التأثير في الكتاب الذي أوردناه آنفًا والذي يتضمن ثلاث حلقات مذاعة في برنامج "نور على نور" حول الإسراء والمعراج، حيث قال الشيخ في "الكتاب" (ص80): "أنا شخصيًا لست مع المفسرين حين يفسرون: "دنا" المدنو والداني جبريل؛ لأن جبريل معه، وما دام جبريل معه، فماذا دنا؟ فكان قاب قوسين أو أدنى، ذلك ملحظ آخر يعطينا أن الدنو: ثم دنا فتدلى.. لشيء آخر، من ربه، أو ربه منه". اه."

ماكـولا
11-20-2009, 08:04 AM
اما قولكم "صاحب التفسير الكبير لم يسو بينهما أخي بل قال أن ذلك دليل أفضلية لأن معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأساسية القرآن"

ما ذكرته هو من باب دلالة الادنى على الاعلى اذ انه بمعنى كيف يساوى بينهم فضلا عن التفاضل فيما بينهم ومثله قول الله " ولا تقل لهما اوف" فمن باب اولى تحريم الضرب وكذا


" آدم ومن دونه تحت لوائي يوم القيامة "
اما قولكم في علي بن زيد بن جدعان "فمختلف عليه ومن صوبه أكثر ممن خطأه"

فهذا مما لا يوافق عليه حفظكم الله

فممن ضعفه من المتقدمين

الحافظ ابن حجر في المقدمة وفي مواضع
والحافظ العيني في العمدة
وضعفه ابن القيم في الزاد
قال ابن كثير " علي بن زيد بن جدعان تكلم فيه غير واحد من الأئمة وهو منكر الحديث"
وابو محمد ابن حزم
وابن عبد البر في التمهيد وذكر ان شعبة كان يتكلم فيه
والصنعاني في سبل السلام
وابو الطيب العظيم أبادي في عون المعبود قال فيه مقال وقال في موطن" وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وقد تكلم فيه جماعة من الأئمة وقال بعضهم هو حديث لا تقوم به حجة لكثرة اضطرابه
ونقل عن المنذري قوله لا يحتج به
والمباركفوي في تحفة الأحوذي
وقال الشوكاني في نيل الاوطار لا يحتج بحديثه
وابوبكر البوصيري
وقال ابن الملقن في المنير لما في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح
الكبير" أن علي بن زيد بن جدعان : ضعفه ابن عيينة . وقال حماد بن زيد : كان يقلب الأحاديث . وذكر شعبة أنه اختلط . وقال أحمد ويحيى : ليس بشيء . وقال يحيى مرة : ضعيف في كل شيء . وقال الرازي : لا يحتج به . وقال أبو زرعة : ليس بقوي . وقال ابن حبان (يهم) ويخطئ ، فكثر ذلك فاستحق الترك . وأخرج له مسلم مقرونا بثابت (البناني) . وقال الذهبي في «الضعفاء» : حسن الحديث (صاحب غرائب) ، احتج به بعضهم . وقال أبو زرعة : ليس بقوي . وقال أحمد : ليس بشيء ."
وقال في موضع آخر " علي بن زيد بن جدعان ضعيف ، وإن كان بعضهم قواه ."
قال ابن القطان في «علله» : علي بن زيد تركه قوم وضعفه آخرون ، ووثقه جماعة ومدحوه ، و (جملوا) أمره ، أنه كان يرفع الكثير مما يقفه غيره ، واختلط (آخرا) ولا يتهم بالكذب وكان من الأشراف .
وابن الجوزي في العلل المتناهية

وجاء في المفصل في اصول التخريج ودراسة الأسانيد لعلي نايف الشحود 192 - 193"

قال الذهبي في كتاب من تكلم فيه وهو موثق : 253 علي بن زيد بن جدعان على م مقرونا صويلح الحديث قال أحمد ويحيى ليس بشيء وقواه غيرهما
وفي السير 5/206 : علي بن زيد بن جدعان التيمي الإمام،العالم الكبير،أبو الحسن القرشي،التيمي،البصري،الأعمى.ولد - أظن -: في دولة يزيد.
وحدث عن: أنس بن مالك،وسعيد بن المسيب،وأبي عثمان النهدي،وعروة بن الزبير،وأبي قلابة،والحسن،والقاسم بن محمد،وعدة.
حدث عنه: شعبة،وسفيان،وحماد بن سلمة،وعبد الوارث،وحماد بن زيد،وسفيان بن عيينة،وإسماعيل بن علية،وشريك،وعدة.
ولد أعمى كقتادة،وكان من أوعية العلم،على تشيع قليل فيه،وسوء حفظ يغضه من درجة الإتقان.
قال أبو زرعة،وأبو حاتم: ليس بقوي،وقال البخاري،وغيره: لا يحتج به.وقال ابن خزيمة: لا أحتج به؛ لسوء حفظه. وقال الترمذي: صدوق،وكان ابن عيينة يلينه.
وقال شعبة: حدثنا علي بن زيد - وكان رفاعا -.وقال مرة: حدثنا قبل أن يختلط.
وقال حماد بن زيد: أنبأنا علي بن زيد وكان يقلب الأحاديث. وقال الفلاس: كان يحيى بن سعيد يتقيه.وقال أحمد بن حنبل: ضعيف.وروى: عباس،عن يحيى: ليس بشيء. ومرة قال: هو أحب إلي من ابن عقيل،وعاصم بن عبيد الله. وروى: عثمان الدارمي،عن يحيى: ليس بذاك القوي. وقال العجلي: كان يتشيع،ليس بالقوي. وقال الفسوي: اختلط في كبره. وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين.
قلت: قد استوفيت أخباره في (الميزان) وغيره،وله عجائب ومناكير،لكنه واسع العلم.
قال منصور بن زاذان: لما مات الحسن،قلنا لعلي بن زيد: اجلس مكانه.
وقال الجريري: أصبح فقهاء البصرة عميانا: قتادة،وابن جدعان،وأشعث الحداني.
مات علي: سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وقال البخاري في تاريخه 6/275:2389 علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان القرشي أبو الحسن الأعمى البصري قال أحمد بن سعيد عن عبد الصمد عن شعبة كان علي رفاعا سمع أنسا رضي الله عنه وأبا عثمان وسعيد بن المسيب ويوسف بن مهران سمع منه الثوري وعبد الله بن عمر
وفي طبقات الحفاظ 1/65: 125 علي بن زيد بن جدعان التيمي أبو الحسن البصري المكفوف روى عن أنس وسعيد بن المسيب وخلق
وعنه السفيانان والحمادان وشعبة وخلق مات سنة تسع وعشرين ومائة
وفي المغني في الضعفاء : 4265 م عه علي بن زيد بن جدعان صالح الحديث قال حماد ابن زيد كان يقلب الأحاديث وذكر شعبة أنه اختلط وقال أحمد ليس بشيء وقال أبو زرعة ليس بقوي يهم ويخطئ وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال الدارقطني لا يزال عندي فيه لين
وقال ابن عدي في نهاية ترجمته 5/200: ولعلي بن ما ذكرت من الحديث أحاديث صالحة ولم أر أحدا من البصريين وغيرهم امتنعوا من الرواية عنه وكان يغالي في التشيع في جملة أهل البصرة ومع ضعفه يكتب حديثه وانظر تهذيب الكمال (4070)
فالراجح عندي أنه حسن الحديث ما عدا الأحاديث التي خلط بها" ا.ه


قلت وقال الذهبي في ميزان الإعتدال "
5844 - على بن زيد بن جدعان
هو على بن زيد بن عبدالله بن زهير أبي مليكة بن جذعان، أبو الحسن القرشى التيمى البصري، أحد علماء التابعين.
روى عن أنس، وأبي عثمان النهدي، وسعيد بن المسيب.
وعنه شعبة، وعبد الوارث، وخلق.
اختلفوا فيه، قال الجريرى: أصبح فقهاء البصرة عميانا ثلاثة: قتادة، وعلى بن زيد، وأشعث الحدانى.
وقال منصور بن زاذان: لما مات الحسن البصري قلنا لعلى بن زيد: اجلس مجلسه.
قال موسى بن إسماعيل: قلت لحماد بن سلمة: زعم وهيب أن على بن زيد كان لا يحفظ.
قال: ومن أين كان وهيب يقدر على مجالسة على، إنما كان يجالسه
وجوه الناس.
وقال شعبة: حدثنا على بن زيد - وكان رفاعا.
وقال - مرة: حدثنا على قبل أن يختلط.
وكان ابن عيينة يضعفه.
وقال حماد بن زيد: أخبرنا على بن زيد - وكان يقلب الاحاديث.
وقال الفلاس: كان يحيى القطان يتقى الحديث عن على بن زيد.
وروى عن يزيد بن زريع، قال: كان على بن زيد رافضيا.
وقال أحمد: ضعيف.
وروى عثمان بن سعيد، عن يحيى: ليس بذاك القوى.
وروى عباس - عن يحيى: ليس بشئ.
وقال في موضع آخر: هو أحب إلى من ابن عقيل ومن
عاصم بن عبيد الله.
وقال أحمد العجلى: كان يتشيع، وليس بالقوى.
وقال البخاري، وأبو حاتم: لا يحتج به.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، هو أحب إلى من يزيد بن أبي زياد.
وقال الفسوى: اختلط في كبره.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.
العيشى، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا على بن زيد، عن أنس - أن ملك الروم أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منشفة من سندس فلبسها، فكأني أنظر إليها عليه، فقال أصحابه: يا رسول الله، نزلت عليك من السماء ! فقال: وما يعجبكم من هذه، فوالذي نفسي بيده لمنديل من مناديل سعد في الجنة خير من هذه.
ثم بعث بها إلى جعفر فلبسها.
فقال: إنى لم أبعث إليك بها لتلبسها.
قال: فما أصنع بها ! قال أبعث بها إلى أخيك النجاشي.
أحمد في مسنده، حدثنا وكيع، عن شريك، عن على بن زيد، عن أبي قلابة، عن ثوبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإن فيها خليفة المهدى.
قلت: أراه منكرا، وقد رواه الثوري، وعبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، فقال: عن أسماء، عن ثوبان.
أحمد في مسنده، حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا على بن زيد، عن يوسف ابن مهران، عن ابن عباس، قال: ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون.
قال: وبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه، فقال: دعهن يا عمر، وإياكن ونعيق الشيطان مهما يكن من العين والقلب فمن الله الرحمة.
ومهما كان من اليد واللسان فمن الشيطان.
وقعد على القبر وفاطمة إلى جنبه تبكى، فجعل يمسح عين فاطمة بثوبه.
هذا حديث منكر، فيه شهود فاطمة الدفن.
ولا يصح.
العيشى، حدثنا حماد، عن على بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليدخلن أهل الجنة الجنة جردا مرددا بيضا، جعادا مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، وهم على خلق آدم، ستين ذراعا في سبعة أذرع.
أبو معمر، قال: قال سفيان: كتب عن على بن زيد كتابا كبيرا فتركته زهدا فيه.
قلت: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
قال الترمذي: صدوق.
وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين."

وفي سؤلات البرقاني للدارقطني 361 - سألته عن علي بن زيد بن جدعان فقال هو علي بن زيد بن جدعان بن عبد الله بن أبي ملكيه بن عبد الله بن جدعان ثم قال لي انا أقف فيه لا يترك عندي فيه لين"

وفي نهاية الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط وهو دارسة وتحقيق وزيادات في التراجم على كتاب الاغتباط بمن رمي بالاختلاط لعلاء الدين الرضا واصل الكتاب ل برهان الدين الحلبي
77 - علي بن زيد بن جدعان
قال شعبة ثنا علي بن زيد وكان رفَّاعا (أي يرفع الشيء الذي يوقفه غيره) وقال مرة ثنا علي قبل أن يختلط
قال محققه " قلت: وعلي بن زيد بن عبد الله بن جدعان كان من أهل الصدق ولكنه كان ضعيفاً في الحديث وجاء ضعفه من جهة سوء حفظه وكثرة أوهامه فقد كان يهم ويخطئ فكثر ذلك فاستحق الترك كما قال ابن حبان.
أما عن اختلاطه فقد نفاه ابن معين فيما رواه عن الجنيد حينما سأله: علي بن زيد اختلط؟ قال: ما اختلط قط. ولكن أثبت اختلاطه غير واحد من النقاد. فيما أوردناه من أقوالهم قال الفسوي: اختلط في كبره وقال ابن قانع خلط في آخر عمره وترك حديثه. وكذا نص على اختلاطه شعبه قال حدثنا علي قبل أن يخلط وهو القول الذي أورده الذهبي في ميزانه ونقله عنه صاحب الاغتباط. وأيما كان من أمره فإن حديثه قبل الاختلاط ضعيف وإن كان اختلط فإنما ازداد حديثه ضعفا على ضعف."

ومن المتأخرين
ضعفه الألباني
والارنؤوط
وعبدالمحسن العباد البدر
وعبدالله السعد قال " وهو للضعف أقرب لسوء حفظه"
وابواسحاق الحويني
ومصطفى العدوي
ومحمد صالح المنجد
وعبدالرحمن الدمشقية
وعثمان الخميس
ونقل عن الجوزجاني « واهي الحديث ضعيف» (الشجرة في أحوال الرجال ص194)
وعبدالله الزقيل
وعبد الرحمن السحيم
وماهر الفحل
ومقبل الوادعي
وربيع المدخلي
ومن فتاوى اللجنة الدائمة لفتوى رقم ( 4145 ) 10-84
وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف لسوء حفظه

واعتذر على الاطالة وبارك الله فيكم

ايمان نور
11-20-2009, 07:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في عمرك أخي لا داعي لنقل مافي الروابط فقد قرأتها ووضعت الراي والرأي الآخر وما أدين الله به أنه خير خلق الله على الإطلاق والله أعلم
فمثلا فهمكم لقوله ذاك إبراهيم عليه السلام فلم تبين لي أخي كيف الجمع بينه وبين أنا سيد ولد آدم ؟فقط قلت يستثني آدم وابراهيم وقد أضع اخبارا شهيرة نستثني بها موسى وهكذا !وهذا خطأ (http://www.almeshkat.net/pages/article_print.php?ref=87)
وكل هذا يبوب له تحت التخيير بين الأنبياء لذا فلابد من الجمع بين الأخبار والنظر فيها جنبا إلى جنب
وبالنسبة للقصص التي أوردتها وتخريجها فلم يكن الموضوع بحاجة لها رفع الله قدرك فيكفي ماجاء في سورة النجم من آية 11 ويكفي ماتعرفه من رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لله بقلبه مرتين (http://www.islam-qa.com/ar/ref/12423) وغلط من فضل الملائكة على الأنبياء والصالحين (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%81% D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%B9%D8%A7%D8%B4%D8%B1/%D8%BA%D9%84%D8%B7_%D9%85%D9%86_%D9%81%D8%B6%D9%84 _%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9_ %D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8% D9%8A%D8%A7%D8%A1_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D 9%84%D8%AD%D9%8A%D9%86) على القول الذي أدين الله به والله اعلم.

ماكـولا
11-21-2009, 12:42 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظكم الله وبارك فيكم

بالنسبة للمفاضلة بين الأنبياء صلوات الله عليهم اجمعين فقد تذكرت حديثا يرجح فيه تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم

فعن عمرو بن العاص أنه سمع النبى -صلى الله عليه وسلم- يقول « إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا على فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لى الوسيلة فإنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت له الشفاعة" مسلم 875

في رواية ابو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوا الله لي الوسيلة قالوا يا رسول الله وما الوسيلة ؟ قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو " الترمذي وصححه الالباني 3612


قال القاضي عياض في اكمال المعلم 2-138" (سلوا لي الوسيلة) ، قال القاصْي : فسئَرها فى الحديث أنها منزلةٌ فى الجنة
قال أهل اللغة : الوسيلة : المنزلة عند الملك ، وهى مشتقة - والله أعلم - من القرب ، توسَّل الرجلُ للرجل بكذا إذا تقرب إليه ، وتوسَّل إلى ربه بطاعته تقَرَّب إليه بها ."

وكذا القرطبي في المفهم 2-76

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة" بخاري

قال الحافظ في الفتح 2-416 باب الدعاء عند النداء"

قوله : ( الوسيلة )
هي ما يتقرب به إلى الكبير ، يقال توسلت أي تقربت ، وتطلق على المنزلة العلية ، ووقع ذلك في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم بلفظ " فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله " الحديث ، ونحوه للبزار عن أبي هريرة ، ويمكن ردها إلى الأول بأن الواصل إلى تلك المنزلة قريب من الله فتكون كالقربة التي يتوسل بها .
قوله : ( والفضيلة )
أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق ، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيرا للوسيلة .
قوله : ( مقاما محمودا )
أي يحمد القائم فيه ، وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات ، ونصب على الظرفية ، أي ابعثه يوم القيامة فأقمه مقاما محمودا ، أو ضمن ابعثه معنى أقمه ، أو على أنه مفعول به ومعنى ابعثه أعطه ، ويجوز أن يكون حالا أي ابعثه ذا مقام محمود . قال النووي : ثبتت الرواية بالتنكير وكأنه حكاية للفظ القرآن ، وقال الطيبي : إنما نكره لأنه أفخم وأجزل ، كأنه قيل مقاما أي مقاما محمودا بكل لسان ."


قال المباركفوري في تحفة الأحوذي1-531 " ( والفضيلة ) المرتبة الزائدة على سائر الخلائق ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيرا للوسيلة "

قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 3-468" وأما ( ( الفضيلة ) ) ، فالمراد - والله اعلم - : اظهار فضيلته على الخلق اجمعين يوم القيامة وبعده ، واشهاد تفضيله عليهم في ذلك الموقف ، كما قال : ( ( انا سيد ولد ادم يوم القيامة ) )

فبهذا الادلة والله اعلم يُرجح تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على الأنبياء لظاهر دلالة هذا الحديث
فأرجع عما ذكرته في آدم وابراهيم عليهما السلام

قال ابن القيم في حادي الأرواح 57-58" ولما كان رسول أعظم الخلق عبودية لربه وأعلمهم به وأشدهم له خشية وأعظمهم له محبة كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله وهي أعلى درجة في الجنة وأمر النبي أمته أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء زلفى من الله وزيادة الإيمان وأيضا فإن الله سبحانه قدرها له بأسباب منها دعاء أمته له بها بما نالوه على يده من الإيمان والهدى صلوات الله وسلامه عليه"


اما الملائكة فهم على الأفضلية على سائر البرية

وبارك الله فيكم اختي الكريمة وففكم لكل خير