المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفهم الجديد للنصوص



ابو يوسف المصرى
11-25-2009, 06:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الافاضل ...الاخوات الفضليات

هذا الموضوع احسبه مهما جدا ...نظرا لتاثر الكثير وللاسف بعض الاخوة الموحدين بدعاوى تحرير العقل المسلم تحت مسمى النهوض بالعقل...يقود ذلك الاتجاه بعض مفكرى وفلاسفة المسلمين ممن فقدوا البوصلة والاتجاة نظرا لتاثرهم بمرجعية فكرية منظمة هدفها اقصاء الاسلام باى وسيلة حتى لو بالخديعة الناعمة ...تماما مثل مصطلح القوة الناعمة

------------
منقول عن الاخ ...المظفر
مراقب عام....باحد المنتديات الاسلامية....لا اعرفة ..ولكنى احبه في الله تعالى
-----------------------




۝۝ الفهم الجديد للنصوص ۝۝




وبعد، فموضوعنا في هذا المقام عظيم وخطير والله، إنَّه يَمَسّ الدين، إنَّه يُتعلق بالنجاة، فإنَّ الله تعالى قد أوحى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم هذا العلم من الكتاب والسنَّة، {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]، وفي الوقت الذي يهدي به كثيرًا يضل به كثيرًا، وما يضل به إلا الفاسقين، إلا أهل الهوى، إلا أهل التحريف.


النص الشرعي بنوعيه: القرآن والسنَّة أساس الدين، فلا مصدر للأحكام، ولا أساس للشريعة إلا هذا الوحي المتعبد بتلاوته القرآن، وغير المتلوِّ وهو السنَّة، فالمتلوُّ كلام الله وكتابه العزيز: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42]، محفوظ من التحريف والزيادة والنقصان، حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، يُخرج الله به من شاء من الظلمات إلى النور، جعله الله حكمًا بين الناس ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام: 114] موضحًا فيه الحلال والحرام، أصول الدين وفروعه بجلاء، لا أحسن، ولا أحكم، ولا أقوم من هذا الكتاب.



والوحي غير المتلو سُنَّة محمد صلى الله عليه وسلم {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 2-4]، هو راشد مهتدٍ، صادق لا يفعل إلا حقًّا، ولا يقرر إلا عدلًا، سنته هي الحكمة {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].




قال الشافعي –رحمه الله–: ((ذَكر الله الكتاب وهو القرآن، وذَكر الحكمة، فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقولون: الحكمة: سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم))، هذا الكتاب القرآن، وهذا شرحه في هذه السنَّة، لا فرق بينهما في الحجية والعمل.




وعلى هذا النَّهج سارت قرون الأمة الخيِّرة، تُقدم النص وتقدسه، تفهمه وتعمل به ولا تعدل عنه، ولمَّا عرف أعداؤنا مصدر عزتنا وقوتنا -وهو هذه النصوص من الكتاب والسنَّة- أغاروا عليها وخطَّطوا من أجل حَرْفِنا عنها، وأن نعدل عنها، اجتهدوا في الطعن في القرآن والسنَّة لسلخ المسلمين عن هذين المصدرين العظيمين، وباءت محاولاتهم بالخسران والإخفاق، لم تلقَ على مرِّ العصور آذانًا مصغية من جمهور المسلمين، زاغ من زاغ، وضل من ضل، ولكن بقي أكثر الجسم الإسلامي سليمًا من نتائج هذه المحاولات للإسقاط، فبقيت الهيبة في النفوس، بقيت الهيبة لهذا الدين، ما أكثرَ المقبلين على القرآن، حتى في بلاد أوربا التي أنتجت الرسومات المسيئة، والأفلام المشوهة، زاد الإقبال على القرآن، ونَفِدَت قبل أيام نسخ إلكترونية من المعاني المترجمة للقرآن في هولندة، وأعلن أُناسٌ إسلامهم، فهذا إقبال.






مقتبسات من المحاضرة







ويقول آخر: ((الخنزير كان محرمًا؛ لأنَّه كان يتناول القاذورات، فلما صاروا يطعمونه في مزارع أوربا أطعمة نظيفة فهو حلال اليوم))، الخبير البريطاني فادي من مؤسسة شاتام هاوس في لندن يقول: ((إنَّ ما يحدث الآن في المؤسسات العلمية في الجامعات هو تحويل الإسلام من دين تجب طاعة تعاليمه إلى دين مصمم لتلبية حاجيات الناس في الديمقراطية العلمانية الحديثة، وإنَّ بعض كليات الشريعة في أنحاء من العالم الإسلامي يجري فيها استخدام تقنيات النقد والفلسفة الغربية في التعامل مع الحديث)). موقع الـ bbc.



يريدون دينًا آخر، يريدون طريقة أخرى، انتهاج سياسة بني إسرائيل في تحريف الكلم عن مواضعه: لا تحذُ حذو عصابة مفتونة يجدون كلَّ قديمِ أمرٍ منكرا ولو استطاعوا في المجامع أنكروا من مات من آبائهم أو عمرا




حمل هذا الاتجاه شعارًا هو الأخطر: إنَّه شعار التحديث للإسلام، وعصرنة الإسلام، وإعادة فهم الإسلام من جديد، تركٌ لما كان عليه سلف الأمة، وأخذٌ بزبالات الأذهان التي أنتجتها عقولهم العفنة، وهكذا نجد أنَّ من أسباب نشوء هذه الفكرة في هذا المنهج الخبيث: مسايرة الواقع، ضغوط الأعداء، الافتتان بالحياة الغربية، وخاصة بما فيها مما يصادم نصوصنا الشرعية




بشر المريسي: ((ليس شيء أنقض لقولنا من القرآن، فأقِرُّوا به في الظاهر ثم اصرفوه في التأويل))، دبروا له صرفة في المعنى والتفسير، مانعو الزكاة قالوا: الآية تقول: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} يا محمد صلى الله عليه وسلم {صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]، وبما أنَّه مات سقطت الزكاة؛ لأنها خاصة به.




إعادة قراءة للنص!!..

وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّه لا نبي بعدي)) قالوا: بشَّر بنبي اسمه (لا)!!.

وفهموا ((من بدل دينه فاقتلوه)) قالوا: من بدَّل دينه من اليهودية إلى الإسلام، أو من النصرانية إلى الإسلام فاقتلوه –إعادة قراءة للنص!! معنى جديد للنص!!– تحريف النصوص الشرعية لم ينقطع عبر الزمن.



.
سد الذرائع! يقول: هذا الباب مرفوض عندهم أصلاً يقولون: أنتم عقَّدتم الدين، أنتم أتيتم بسد الذرائع، وهو واضح من نصوص الآيات والأحاديث؛ {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] يعني: سدًّا للذريعة منعهم، ومن سبَّ أصلًا آلهة المشركين فما حكمه؟ طيب وأنظمة الأسرة، ونظام القوامة، ونظام الطلاق، ونظام الحضانة، وتعدد الزوجات، وقضية الإجهاض، هذه عندهم..



.
لقد حدثنا نبينا صلى الله عليه وسلم عنهم، فقال: ((دُعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها))، قال حذيفة: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: ((هم من جِلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا))، رواه البخاري ومسلم. يستشهدون بالنصوص نفسها، يأتون بالأدلة بالآيات بالأحاديث، لكن الفهم مختلف، التفسير مختلف، المعنى مغاير لما قاله الصحابة والتابعون وسلف الأمة وعلماؤها.






بدأت هذه الفتنة تتنامى في عالمنا الإسلامي، وتتلقفها هذه الصحف المغرضة، هذه الأقلام المسمومة تكتب، ووسائل الإعلام تنشر، المقابلات تِلو المقابلات والدِّعايات، وتُفتح السُّدد لأصحابها، المعارض والقنوات من مختلف الأقطار: عصرانيون، حداثيون، ليبراليون، ليبروإسلاميون، وبالفلسفة متشبعون، ومن لسان الغرب قد ارتضعوا يفسدون، لا يكاد يخلو منهم بلد،يفسدون في الأرض، ويريدون أن يعيثوا فسادًا في الكتاب والسنَّة




كل هذه وأكثر في المحاضرة




أنا أنصحكم بهذه المحاضرة المهمة للغاية .. مهمة جداً جداً ..

للشيخ / محمد بن صالح المنجد

تلميذ الشيخ العلامة الإمام : عبد العزيز بن باز -رحمه الله -
وتلميذ الشيخ العلامة الأمام : محمد بن عثيمين -رحمه الله -
وتلميذ العلامة الأمام الشيخ : عبدالله بن جبرين-رحمه الله -
وتلميذ الشيخ العلامة : صالح الفوزان -حفظه الله -
وتلميذ الشيخ العلامة : عبدالرحمن البراك -حفظه الله -

حمل من هنا ..إن شاء الله تعالى (http://www.splitr.net/files/XJTUZSX4/265_AlMonagged_FahmAnnosoos.mp3)


==============

انتهى النقل
جزى الله خيرا الاخ الكريم الاستاذ/ المظفر ...صاحب الموضوع المنقول

متعلم أمازيغي
11-25-2009, 07:08 PM
موضوع رائع وددت لو أن صاحبه تناوله بعمق نظرا لحساسيته الكبيرة،فمعركة المسلمين في الدفاع عن القرآن مرت بمرحلتين :
الأولى : في التنزيل و إثبات أن مصدره رباني
الثاني : في التأويل و التفسير،و هذه قديمة قدم الإسلام،و حتى في حقبة "السلف" كان هناك من يدعو لفهم جديد للنص والدليل ما ورد في موضوعك :



بشر المريسي: ((ليس شيء أنقض لقولنا من القرآن، فأقِرُّوا به في الظاهر ثم اصرفوه في التأويل))، دبروا له صرفة في المعنى والتفسير، مانعو الزكاة قالوا: الآية تقول: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} يا محمد صلى الله عليه وسلم {صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]، وبما أنَّه مات سقطت الزكاة؛ لأنها خاصة به.

و قد تناولت هذه النقطة في مقال لي بعنوان إشكالية الحداثة و التراث (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18578) و مما جاء فيه :


لعل ظروف خاصة أدت إلى تكوّن هذا التراث -أقصد علومه- قد لا تنسجم مع متطلبات عصرنا،لذا فالدعوة الى "التجديد" أمر حتمي،رافضين بذلك القراءة السلفية للتراث التي يُصطلح على تسميتها "القراءة التراثية للتراث" ...
ويُشترط في عملية تجديد التراث أن تكون من داخله، باعتماد استراتيجية إتيان البيوت من أبوابها لا من النوافذ،و لا يُعقل أن تبني حضارة أو "تصنع" بشر بتراث آخر و مفاهيم أخرى،و لنضرب المثال بالحضارة الغربية التي استرجعت ابن رشد لا كما نعرفه نحن بل كما صنعوه هم،لذلك ف"هرمنيوطيقا" الحداثي نصر حامد أبو زيد مرفوضة باعتبارها منهجا غريبا عن تراثنا الإسلامي،منهج يتناول التراث بنوع من الدوغمائية حيث إن غاية الباحث المعتمد للهرمنيوطيقا تختزل في تفسير النص الديني بنوع من "الباطنية" عن طريق رفع المعنى السطحي و محاولة إدراك "المعنى الصحيح" و ذلك بتحليل الرموز اللغوية التي ستوصله في آخر المطاف إلى اعتبار النص الديني أسطورة و مجرد إنتاج ثقافي و أن "ظاهرة" الوحي و النبوة و النص ليست سوى نتاج بيئة،و هذا المنهج يشبه إلى حد كبير منهج فرويد في التحليل النفسي فهو الآخر حدثنا عن "اللاوعي" و اعتبره الجزء الأعمق في الإنسان و شبه الشخصية ب "جبل الجليد" بحيث يشكل الوعي الجزء الصغير الذي يظهر للعيان، بينما "اللاوعي" هو الأعمق و المتجذر، وفي هذا المنهج ضرب من تقليد الغرب في نقدهم الهدام لدينهم النصراني مع وجود الشرخ الكبير بين الإسلام و النصراينة.

ومسألة التجديد هذه قد يفهمها البعض على أنها "جواز سفر" لرفض التراث جملة واحدة و ردّ النصوص الدينية ،و هذه لاشك قراءة علمانية للنص الديني تتسم بالماضوية هي الأخرى،ذلك أن السبيل نفسه سلكه المعتزلة قديما،حيث كانوا يردون النصوص التي لا تتوافق مع أهوائهم مبررين ذلك بدعوى مخالفة صريح "العقل"، فيلجؤون لما يسمونه تأويلا،و هو ليس في حقيقة الأمر سوى تحريف و لي تعسفي للنصوص، إذ أن التأويل في الاصطلاح هو " إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقة إلى الدلالة المجازية من غير أن يخل في ذلك بعادة العرب في التجوز من تسمية الشئ بشبيهه أو سببه أو لاحقه أو مقارنه أو غير ذلك من الأشياء التي عددت في تعريف أصناف الكلام المجازي"،و ابن رشد الفيلسوف الذي قدم لنا هذا التعريف تجده بعد صفحة فقط - و قد تكون في نفس الصفحة بطبعة أخرى- وقع فيما يخل بما سطره من ضرورة عدم الإخلال بعادة العرب في التجوز ،ف "يتجاوز" التأويل العقلاني إلى الإقرار بتقسيم الشرع إلى باطن و ظاهر و الإقرار بالتالي بالتأويل الباطني القائم على الذوق و "الغنوص" حيث يقول "و السبب في ورود الشرع فيه الظاهر و الباطن هو اختلاف فطر الناس و تباين قرائحهم"
...بتصرف

ابو يوسف المصرى
11-26-2009, 06:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الاخ الكريم متعلم امازيغي
كل عام انت بخير



موضوع رائع وددت لو أن صاحبه تناوله بعمق نظرا لحساسيته الكبيرة،فمعركة المسلمين في الدفاع عن القرآن مرت بمرحلتين :
الأولى : في التنزيل و إثبات أن مصدره رباني
الثاني : في التأويل و التفسير،و هذه قديمة قدم الإسلام،و حتى في حقبة "السلف" كان هناك من يدعو لفهم جديد للنص


ايضا اخى الكريم فإن مراحل الهجوم على الاسلام تمر بمرحلتين
1- محاولة للتشكيك فى مصدر القرآن
2- بعد الفشل فى المرحلة الاولى يتجه المهاجم المعادى للاسلام للمرحلة الثانية ومنها محاولة النيل من فهم السلف ..والغاية خرق الاجماع وتحطيم الاصول........




والدليل ما ورد في موضوعك :

بشر المريسي: ((ليس شيء أنقض لقولنا من القرآن، فأقِرُّوا به في الظاهر ثم اصرفوه في التأويل))، دبروا له صرفة في المعنى والتفسير، مانعو الزكاة قالوا: الآية تقول: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} يا محمد صلى الله عليه وسلم {صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]، وبما أنَّه مات سقطت الزكاة؛ لأنها خاصة به.

...بتصرف

هؤلاء يا اخى الفاضل هؤلاء كانوا مرتدين حين منعو زكاتهم ............فكيف نستدل بردتهم على انها فهم وتجديد ..وليس خروجا عن الدين..............اما بتوبتهم بعد ذلك فهذا دليل على انهم رجعوا لمنهج السلف وهو عكس ما تقول يا اخى الكريم

وبدلا من نقول محاولات للتجديد كانت قديمة....فلماذا لا نقول محاولات للانحراف منذ القدم ؟
هذه المحاولات مستمرة الى الآن؟
بل انها ممنهجة
يقول الشيخ المنجد ...حفظه الله

ثم من الأسباب لهذه المنهجية المنحرفة: التأثر بالمدارس الغربية والدراسة في الغرب، والجهل بالشريعة واتباع الهوى والتنازلات؛ لأنَّ الناس الآن تريد دينًا سهلًا، فيقدمون لهم تفسيرًا جديدًا لا يتنافى مع أهوائهم، صعب عليهم التمسك بالأحكام، فلا بد من الإتيان بأحكام جديدة تُفهم على طريقة جديدة من النصوص نفسها، حذَّرنا الله في كتابه من هذه المنهجية المنحرفة، فقال: {يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75]، سلفهم يهود.

-------
ومما اوردة الشيخ المنجد حفظه الله

((ويقول الترابي الضال: ((وكل التراث الفكري الذي خلفه السلف الصالح في أمور الدين هو تراث لا يُلتزم به، وإنَّما يستأنس به))، ويسخرون من فهم السلف ويقولون: ((إلى متى تظلون على الفهم الصحراوي البدوي للقرآن والسنَّة))، هذا موجود في مقالات وجرائد اليوم.

وهذه المناهج التفكيكية...هى مشابهه للمدخل الذي يعتمدة محمد آركون وسيد القمنى وغيرهم..وهى مرتبطة ايضا بطرحهم لهذا الفتكيك والهدم عن طريق ما يدعونه من دراسات ما يسمى بالميثيولوجيا

ايضا هو منهج يعمل تحت غطاء اعادة الفهم والتجديد .............والغاية هى التفكيك وليس اعادة الفهم ...انه نفس الاسلوب -التفكيك - يا اخى
وهذا هو منهج المستشرقين ومن ورثوا افكارهم من علمانين وحداثيين وغيرهم

يقول النبى( ص )
{خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم }
ويقول( ص )

[ إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة ] .

يا اخى الكريم
اعطنا مثالا لإجماع السلف الصالح متعارض مع الحداثة ( الحداثة وفقا للمفهوم الاسلامي)

المشكلة يا اخى لدى الحداثين هى النظر الى المسلمين وليس للاسلام
المشكلة ليست فى فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم....المشكلة لدى من تاثر بالفكر التفكيكي فانطلق دون ان يدرى رافضا فهم الصحابة والسلف
و المشكلة في ان الامة الآن لاتعلم اصلا عن دينها شيئا ....ولا تفهم بالتالى ......ولا تطبق ..
فكونك ترى تخلف المسلمين الآن.......فهو دليل ساحق على ان الابتعاد عن العلم الشرعى بفهم السلف الصالح والتطبيق بمتابعة النبى ( ص ) لهو سبب التخلف
وليس العكس
لان الامة كلها ..لا تطبق فهم السلف..الا من رحم ربى سبحانه وتعالى

ابو يوسف المصرى
11-26-2009, 06:52 AM
لماذا فهم السلف الصالح

(( إن الذي لم يختلف فيه المسلمون قديماً وحديثاً هو أن الطريق الذي ارتضاه لنا ربنا هو طريق الكتاب

والسنة،

فإليه يردون ومنه يصدرون، وإن اختلفوا في وجوه الاستدلال بهما.ذلك؛ لأن الله ضمن الاستقامة لمتبع الكتاب فقال على لسان مؤمني الجن: (يا قَوْمَنا إنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوْسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِيْ إِلى الحَقِّ وإِلى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ).كما ضمنها لمتبع الرسول صلى الله عليه وسلّم الذي قال له ربه: (وإِنَّكَ لَتَهْدِيْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيْمٍ).لكن الذي جعل الفرق الإسلامية تنحرف عن الصراط هو إغفالها ركناً ثالثاً جاء التنويه به في الوحيين جميعاً، ألا وهو فهم السلف الصالح للكتاب والسنة. وقد اشتملت سورة الفاتحة على هذه الأركان الثلاثة في أكمل بيان:فقوله تعالى [اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيْمَ ]اشتمل على ركني الكتاب والسنة، كما سبق.وقوله (صِراط الَّذِيْنَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)اشتمل على فهم السلف لهذا الصراط، مع أنه لا يشك أحد في أن من التزم بالكتاب والسنة فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم، إلا أنه لما كان فهم الناس للكتاب والسنة منه الصحيح ومنه السقيم، اقتضى الأمر ركناً ثالثاً لرفع الخلاف، ألا وهو تقييد فهم الأخلاف بفهم الأسلاف؛ قال ابن القيم:" وتأمل سراً بديعاً في ذكر السبب والجزاء للطوائف الثلاثة بأوجز لفظ وأخصره؛ فالإنعام عليهم يتضمن الإنعام بالهداية التي هي العلم النافع والعمل الصالح."وقال:" فكل من كان أعرف للحق وأتبع له كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورضي الله عنهم هم أولى بهذه الصفة من الروافض ... ولهذا فسر السلف الصراط المستقيم وأهله بأبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ...".وفي هذا تنصيص منه -رحمه الله- على أن أفضل من أنعم الله عليه بالعلم والعمل هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ لأنهم شهدوا التنزيل، وشاهدوا من هدي الرسول الكريم ما فهموا به التأويل السليم، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه :" من كان منكم مُسْتَنَّاً فلْيستنَّ بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم."وقال أيضاً :" إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلّم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، ,فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيّء".إذاً فالمسلمون المقصودون لابن مسعود هم الصحابة رضي الله عنهم؛ قال الإمام أحمد -رحمه الله- " أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم والاقتداء بهم".ومن حظي برضى الله من بعدهم فلاقتدائه بهديهم، قال الله تعالى [والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهاجِرِيْنَ والأَنْصارِ والَّذِيْنَ اتَّبَعُوْهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ الّلهُ عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْهُ]وقد جاء تحديد زمن السلف الذين لا تجوز مخالفتهم بإحداث فهْم لم يفهموه، في حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :"خيرُ الناسِ قرْني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قومٌ تسبقُ شهادةُ أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه" متفق عليه.ولهذا الأصل نظائر وأدلة من الكتاب والسنة، منها قول الله تعالى(ومَنْ يُشاقِقِ الرَّسُوْلَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيْلِ المُؤْمِنِيْنَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وساءَتْ مَصِيْراً)، والشاهد هنا في ضم مجانبة سبيل المؤمنين إلى مشاقة الرسول لاستحقاق هذا الوعيد الشديد، مع أن مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلّم وحده كفيلة بذلك كما قال تعالى(إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيْلِ الّلهِ وشاقُّوا الرَّسُوْلَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى لَنْ يَضُرُّوا الّلهَ شَيْئَاً وسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ).ومنها ما رواه عبد الله بن لحي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قام فينا فقال" ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة" رواه أبو داود وغيره وهو صحيح.والشاهد هنا في وصف الفرقة الناجية بالجماعة، والعدول عن إضافتها إلى الكتاب والسنة، مع أنها لا يمكن أن تخرج عنهما قط؛ والسر في ذلك يكمن في التنبيه على الجماعة التي فهمت نصوص الوحيين وعملت بهما على مراد الله ورسوله، ولم يكن يومئذ جماعة إلا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولذلك صحح أهل العلم -في الشواهد- اللفظ الآخر الوارد في هذا الحديث من رواية الحاكم وغيره وهو قوله صلى الله عليه وسلّم في وصف الفرقة الناجية :" ما أنا عليه اليوم وأصحابي".ومنها ما رواه أبو داود وغيره بسند صحيح لغيره عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم موعظة بليغة، ذرَفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأنها موعظة موَدع فماذا تعهد إلينا؟ فقال:" أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشيّاً؛ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ".والشاهد هنا في الجمع بين اتباع السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، ثم تأمل كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلّم كلمته هذه وصية لأمته من بعده لتعلم صدق القول بأصالة هذا المنهج، ثم تأمل كيف قابل الاختلاف بالتزام هذا المنهج لتعلم أن ضابط (فهْم السلف الصالح) سبب النجاة من التفرُّق، قال الشاطبي رحمه الله:" فقرن عليه السلام -كما ترى- سنّة الخلفاء الراشدين بسنّته، وأن مِنَ اتباع سنّته اتّباع سنّتهم، وأن المحدثات خلاف ذلك، ليست منها في شيء؛ لأنهم رضي الله عنهم فيما سنُّوا: إمّا متَّبِعون لسنّة نبيّهم عليه السلام نفسها، وإمّا متبعون لما فهموا من سنّته صلى الله عليه وسلّم في الجملة والتفصيل على وجه يخفى على غيرهم مثلُه، لا زائدة على ذلك". ]]


بقلم الشيخ عبد المالك الرمضاني

من كتاب مدارك النظر في السياسة الشرعية

بتصرف واختصار

متعلم أمازيغي
11-26-2009, 03:49 PM
نعم يا أخي لا أختلف معك فيما قلت
و إنما وظفت كلمة تجديد هنا مسايرة لك حيث قلت في عنوانك "الفهم الجديد للنص"،بل أشرت في المقال الذي أحلتك عليه أن ذلك تحريف و لي تعسفي لأعناق النصوص.
أما بشر المريسي فلا نستطيع أن نحكم عليه بالكفر ،بل هو مبتدع كغيره من المبتدعة ، و لا هو من طبقة الصحابة الذين ارتدوا بمنع الوكاة و قاتلهم أبو بكر (ص)،و إنما عاصر الامام الشافعي رحمه الله أي جاء في طبقة صغار التابعين،يقول عنه الإمام ابن كثير في البداية و النهاية :

هنا (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=170)

:emrose::hearts:عيد مبارك سعيد أخي الكريم:emrose::hearts: