المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتنة قلب الحقائق



صهيب
12-11-2009, 09:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



فتنة قلب الحقائق

لقد وقع الكثير من اللعب بأحكام الدين تارة باسم مواكبة العصر، وتارة باسم تاريخية الشريعة واختلاف الظروف، وباسم فهم الواقع وفقه المقاصد تارة أخرى، ومن هنا قلبت المفاهيم ولعب بالألفاظ وسميت الأشياء بغير أسمائها حتى وصف الجفاء والتفريط بالحكمة والرشد، ووصفت مظاهر الحق والرشاد بالغلو والتطرف.

وهذا المنطق قديم، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن الشيطان قال لأبينا آدم {هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} [طه:120] وقال لأبوينا {ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين} [الأعراف:21].

وهكذا أولياء الشيطان في كل زمان، فقد ذكر الله عن فرعون أنه قال {ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} [غافر:26] وقال عن المنافقين {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} [البقرة:11]، وقال عن أهل الكتاب {يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} [النساء:51].

وقد سميت الأشياء بغير أسمائها على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم (ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه.

لقد قال الله سبحانه وتعالى: {إن الحكم إلا لله} [يوسف:40] فقال القوم لا بأس يحكم الشعب وقال {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار} [الفتح:29] فقالوا ليس للشدة على الكفار مجال في الدين، وقال الله سبحانه {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} [النفال:39] فقال القوم إن قتالهم فتنة وإن دنسوا المقدسات وانتهكوا الحرمات، وقال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [النفال:60] فقال القوم إن الإرهاب مذموم كله وتوجيهه للكفار عين الفساد.

وقال تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} [البقرة:120] فجعل القوم رضاهم علامة الرشاد وفهم الدين.

وقال سبحانه {الرجال قوامون على النساء} [النساء:34] فقالوا إنه ليست لهم قوامة عليهن، وإنما المراد المساواة، وقال سبحانه {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} [الأحزاب:33] فقالوا إن ذلك لا يناسب العصر.

وهكذا يوصف المميع الخامل بأنه عالم زمانه وفريد أوانه، وتوصف كتبه ومحاضراته بأنها بحار زاخرة وكنوز فاخرة، بينما يذم العالم الجليل الصادع بالحق وتهان كرامته.

وبقدر ما كانت المرأة متعطرة متبرجة تزاحم الرجال، بقدر ما كانت منفتحة على العصر ومواكبة للركب الحضاري، أما تحجبها وحياؤها وقرارها في البيت فهو عند القوم تخلف ورجعة.

ألا ترى كيف يثنى المميعون بعضهم على بعض، لا ينكر أحدهم على أحد، فكل واحد منهم عند الآخر عالم تقي وداعية صالح ولله در من قال:

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزكي بعضه
بعضا ويستر معور عن معور

المصدر:
http://www.tawhed.ws/r?i=0504091g

--------------------------------------------

اخت مسلمة
12-11-2009, 07:35 PM
مقال واقعي طيب
بارك الله فيك وفي كاتبه
وصدق نبي الله عليه الصلاة والسلام

تحياتي للموحدين

الداعيه
12-12-2009, 09:41 PM
بارك الله فيك