المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على شبهة عن (الجنة/الأكل-لا ينقص) (الحسنات الكثيرة)



مريد حق
12-30-2009, 12:49 AM
قال خالد بن يزيد القرشي: كانت لي حاجةٌ بالجزيرة فاتخذتها طريقاً مستخفياً، قال: فبينا أنا أسير بين أظهرهم إذا أنا بشمامسةٍ ورهبانٍ - وكان خالد رجلاً لبيباً لسناً ذا رأي - فقلت لهم: ما جمعكم ها هنا؟ قالوا: إن لنا شيخاً سياحاً نلقاه كل عامٍ في مكاننا هذا مرةً فنعرض عليه ديننا وننتهي فيه إلى رأيه،

قال: وكنت رجلاً معنياً بالحديث فقلت: لو دنوت من هذا فلعلي أسمع منه شيئاً أنتفع به، قال: فدنوت منه، فلما نظر إلي قال لي: من أنت؟ أأنت من هؤلاء؟ قلت: أجل، قال: من أمة أحمد؟ قلت: نعم، قال: من علمائهم أنت أو من جهالهم؟ قلت: لست من علمائهم ولا من جهالهم،


قال: ألستم تزعمون في كتابكم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون؟ قال، قلت: نعم نقول ذلك وهو كذلك، قال: فإن لهذا مثلاً في الدنيا، فما هو؟ قلت مثل هذا الصبي في بطن أمه يأتيه رزق الرحمن بكرةً وعشيةً ولا يبول ولا يتغوط، فتربد وجهه وقال لي: ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟ قلت: بلى ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم، ثم


قال: ألستم تزعمون أنكم تأكلون وتشربون ولا ينتقص مما في الجنة شيء؟ قال: نقول ذلك وهو كذلك، قال: فإن لهذا مثلاً في الدنيا، فما هو؟ قلت: مثل هذا مثل رجلٍ أعطاه الله علماً وحكمة في الدنيا وعلمه كتابه، فلو اجتمع من خلق الله فتعلموا منه ما نقص ذلك من علمه شيئاً، قال: فتربد وجهه وقال: ألم تزعم أنك لست من علمائهم؟ قال، قلت: أجل ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم،

فقال: ألستم تقولون في صلواتكم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؟ قال: قلت نعم، قال: فلها عني ثم أقبل على أصحابه وقال: ما بسط لأحد من الأمم ما بسط لهؤلاء من الخير، إن أحدهم إذا قال في صلواته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، لم يبق عبدٌ صالحٌ في السموات والأرض إلا كتب الله له به عشر حسناتٍ، ثم


قال: ألستم تستغفرون لأنفسكم وللمؤمنين والمؤمنات؟ قال، قلت بلى، فقال لأصحابه: إن أحد هؤلاء إذا استغفر للمؤمنين والمؤمنات لم يبق عبدٌ لله مؤمنٌ في السموات والأرض من الملائكة والمؤمنين ولا من كان على عهد آدم أو كائنٌ إلى يوم القيامة إلا كتب الله له به عشر حسنات، ثم أقبل علي فقال لي: إن لهذا مثلاً في الدنيا فما هو؟ فقلت: كمثل رجلٍ مر بملأ كثيراً كانوا أو قليلاً، فسلم عليهم فردوا عليه، أو دعا لهم فدعوا له، قال:

فتربد وجهه ثم قال: أتزعم أنك لست من علمائهم؟ قلت: أجل ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم، فقال لي: ما رأيت من أمة محمدٍ من هو أعلم منك، سلني عما بدا لك؟ فقلت: كيف أسأل من يزعم أن لله ولداً؟ قال: فشق عن مدرعته حتى أبدى بطنه،

ثم رفع يديه فقال: لا غفر الله لمن قالها، منها فررنا واتخذنا الصوامع، وقال: إني سائلك عن شيءٍ فهل أنت مخبري؟ قال، قلت: نعم، قال: أخبرني هل بلغ ابن القرن فيكم أن يقوم إليه الناشئ والطفل فيشتمه ويتعرض لضربه ولا يغير ذلك عليه؟ قال، قلت: نعم، قال: ذلك حين رق دينكم، واستحببتم دنياكم، وآثرها من آثرها منكم. فقال له رجل من القوم: ابن كم القرن؟ قلت: أما أنا فأقول ابن ستين سنة، وأما هو فقال ابن سبعين.
فقال رجل من جلسائه: يا أبا هشام ما كان يسرنا أن أحداً من هذه الأمة لقيه غيرك.