المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منصف المرزوقي: لا حل في "الإسلام هو الحل"



يحيى
01-01-2010, 01:54 PM
....
لا، الإسلام ليس الحلّ.. هو الدعامة الروحية للوصول إليه.

http://aljazeera.net/NR/exeres/6B039724-916D-4948-8A6E-66A188790A3C.htm


ربما هذا هو القسم الأصلح للموضوع, لا أتهم منصف المرزوقي بالخنفشراية فأنا أريد أناقش الفكر لا صاحبه, فعدم اتفاقي مع كثير من فلسفات و فرضيات و تخمينات في الداروينية لا يجعلني أناقش داروين نفسه, و للأسف الشديد التخلف الفكري هذا انتشر بشكل فظيع, فبدل نقاش الأفكار يصب الانسان نار غضبه على المفكر و هذا خطأ كبير .. المهم أن المقالة (انتشرت فعلا) ليس كل ما ورد فيها خنفشاريات و دعاوى باطلة لكن فيها قدر من الخنفشاريات و سنحاول إن شاء الله ان نناقشها هنا في هذا الموضوع, فمن له رأي و يعتقد صواب فلا يبخل علينا إن شاء الله حتى تعم الفائدة.


أولا بعض المقتطفات من المقال:



"
الوضوح يقتضي كتابته "الإسلام السياسي هو الحل" وليس "الإسلام هو الحل" حيث لا يمكن أسلمه المجتمع إلا بالتمكن من السلطة بدءا بالجوامع بانتظار القصور
""

""
يتحدثون عن البنوك الإسلامية كحلّ لأزمة النظام المصرفي, يا للسخرية ويتناسون أولا أنها جزء هامشي جدا من نفس النظام المجنون، كيف سيوفر الإسلاميون الشغل لملايين العاطلين بين عشية وضحاها؟
""

""
التوجه للناس بالموعظة في الجوامع لإصلاح الأخلاق العامة والخاصة هروب من مواجهة حقيقة أن نظامنا السياسي هو أكبر مصدر للفساد والتواكل والمحسوبية
""

""
طبيعة المجتمعات تتطلب اليوم وضع حد نهائي لأي صنف من الوصاية وأي نوع من الإقصاء لتتضافر كل الجهود في عملية المواجهة مع أخطار تجاوزت قدرة التعامل لأي طرف وحده
""

""
الحل ليس في الإيحاء بوجود وصفات جاهزة يملكها طرف دون آخر وإنما في ثورة ذهنية تنقلنا من العقائدية إلى البراغماتية، من العقلية السحرية إلى العلمية، من التبسيط إلى الوعي بالتعقيد الهائل للعالم
"

بالنسبة للأزمة الروحية و الأخلاقية التي تدفع بالناس الى التهلكة كالادمان و الشذوذ و الانتحارات و الافكار الخرافية و الكفرية و و .. فمنصف يرى ان حلها ليس بالتربية الدينية لكن لابد أولا من اصلاح جهاز الحكم أولا و عندما يكون الجهاز صالحا يمكن عندئذ للداعية و الخطيب و و أن يمارس نشاطه لأن كذا كذا .. لا أتفق معه لأن الرسول محمد (ص) مكث في مكة يربي الساجدين قبل أن يهاجر الى المدينة ليبني المسجد و المجتمع, و قد أتفق معه من ناحية أخرى ففي المدينة كان دور النظام الاداري فيه هو حماية الدين و المجتمع الديني من الأخطار المحدقة به منها الأخلاقية بالردع (الحدود) و الاقتصادية الاجتماعية بالعدالة و الزكاة .. إذن الحل هو أن المسلمين عليهم أن يجمعوا بين الاثنين و دون التركيز على جانب دون الآخر: التربية و محاولة الاصلاح ما استطاع المرء و هذا الاصلاح ليس باللازم أن يكون اصلاح الادارة بل ممكن يشمل جوانب أخرى كالعمل الخيري مثلا و ايجاد البديل مثلا بدل موقع انترنت عام موقع اسلامي, و بدل فن يهيمن عليه المفاهيم الغربية يأتي فن مضبط اسلاميا .. الخ.

ثم إن اصلاح النظام فقط بتطبيق الديموقراطية و احترام حقوق الانسان لن يحل المشكلة أبدا لأن الدول التي تدعي هذه الديموقراطية (بعضها فيها نوع من الديموقراطية لاشك) و حقوق الانسان, هي الدول التي ينتشر فيها هذا الفساد بشكل أكبر بكثير من الدول الاسلامية رغم تخلفها, انظر الجرائم و الشذوذ و الادمان و الانتحارات و اقرأ الأرقام فستعلم أن الدول الاسلامية أفضل بكثير رغم ان الاسلام شبه غائب في مؤسساتها مع العلم أنها أكثر عددا من الناحية السكانية.

و لابد أن أذكر الاستاذ مرززقي ان حقوق الانسان في الغرب موجودة و لاشك و لكن الغرب هو نفسه الذي يقف وراء الانظمة المستبدة و هو الذي انشأها و يغذيها, اضف الى ذلك ان الحرية في الغرب, ان كانت تخدم مصالحهم, فهل نزع حجاب المراة أو نقابها مثلا احترام لحقوق الانسان؟ و المآذن في سويسرا؟ و العنف النفسي الموجه ضد المسلمين بالاساء الى دينهم؟ و الدعم اللامشروط للمستبدين؟ ...

إن الضمير الديني مع الايمان بالبعد الثاني (الايمان بالحساب و العقاب في اليوم الآخر) هو الكفيل الوحيد لعدالة شامله تسير على الجميع, لكن لابد من سلطان عادل يحرس هذا الضمير, و أقول سلطة عادلة و أكررها و ليس سلطة دنيوية علمانية أو إسلاموية أو ثيوقراطية أو دكتاتورية أو ديموقراطية ليبيرالية ..

يحيى
01-01-2010, 02:42 PM
..
أما المسألة البيئية فأتفق معك أن المسلمون ليسوا من يلوثون البيئة بل الذين يدعون الديموقراطية و حقوق الانسان هم الذين يلوثون, فكيف تكون الديموقراطية و حقوق الانسان حلا للأزمة إذن؟؟ و من جهة ثانية لا أتفق معك أن المسلمون ليسوا من القادرين على منع التلويث, لأني أرى ان مبدأ "الزهد" سيحل كثير من المشاكل, و المسلمون يستهلكون أشياء ليست ضرورية و هي كثيرة جدا, و الاستهلاك هذا بهذه الطريقة يعود على المسلمين و على البيئة بالضرر, فكلما استهلكت اكثر سوف ترتفع الواردات و إذا ارتفعت الواردات سوف ترتفع الصادرات و الصادرات من العالم الصناعي تعني ارتفاع التنافس و التنافس هذا يؤدي الى انتاج الفائض و انتاج ما لا يصلح أو ليس بالضروري, ثم الانتاج يحتاج لمواد الانتاج و هذا يؤدي الى الرغبة في احتلال الاخر و سرقة و نهب خيراته و هذا الامر سيغذي شركات الاسلحة لشن الحروب (و الحروب تعود بالضرر على البيئة) أو لدعم الميليشيات التي تقاتل نظام ما حتى تعم الفتنة و لن تستقل الدولة فان لم تستقل فسوف تحكم في سوقها و مصادرها, أو دعم الدكتاتوريين لمواجهة المسلحين و لنفس الهدف أيضا و هلم جرا... اضف الى ذلك زيادة انتاج الطاقة و و ..

ثم ان المسلمين لن تقوم لهم قائمة إذا بقوا مستهلكين فقط, و بالاضافة الى ذلك هو ترك مساحات هائلة صالحة للزراعة بدون استغلال.. الخ.


أما الأزمة الاقتصادية العالمية فلا علاقة لعدد سكان الارض بها, بل أصلها هو الفساد الأخلاقي في النظام العالمي القائم اليوم, و المثير للسخرية ليس البنوك الاسلامية كحل كما تقول, بل المثير للسخرية هو التركيز على الربا فقط, و كأن منع الربا وحده كاف لحل المشكلة, و هذا أمر غير صحيح, مع العلم ان منع الربا يحل جزء من المشكلة, و أنا أرى ان الاسلام يمنع ايضا ادخار المال و عدم انفاقه ((والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)), فمنع الربا و فرض الضريبة على المال (ليس على الربح فقط كما هو الحال في الغرب) لكن على كل ما تملك خلال الحول مثلا.

فرض الضريبة على المال يمكن ترتفع نسبتها من 2,5% و هي الزكاة الى حد أقصى يستطيع أن يملئ الفجوة بين الفقراء و الاغنياء (كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم).

meby I will
01-01-2010, 02:59 PM
"طبيعة المجتمعات تتطلب اليوم وضع حد نهائي لأي صنف من الوصاية وأي نوع من الإقصاء لتتضافر كل الجهود في عملية المواجهة مع أخطار تجاوزت قدرة التعامل لأي طرف وحده"

صدَق المنصف مرزوق وهو كذوب

يحيى
01-01-2010, 03:22 PM
..
أما الأزمة السياسية فأعتقد أن الحدود الاسلامية و قواعده العامة قادرة على ضبط نظام سياسي يحول دون تسليم الدولة لعصابة يصعب أو يستحيل استقالتها في حين امساكها بزمام الأمور و هنا لابد و أن نستفيد من 3 أشياء:
- أخطاء الماضي.
- أخطاء الحاضر.
- الجوانب الناجحة من التجارب البشرية في الحكم عبر التاريخ.

انفراد السلطة بكل شيء مشكلة و لاسلطوية أيضا مشكلة, و الحل هو الوسط.
لابد من سلطة موحدة تطاع و تحترم لكن لابد من نظام مؤسساتي متعدد و مستقل عن الآخر و يُنتخب باستمرار ديموقراطيا يقوم بمحاسبة و مراقبة السلطة التي يجب ان تطيع حدود الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لكن في نفس الوقت تحترم حقوق الناس و لا تظطهدهم أو تغتصب حقوقهم, ثم لابد من تقسيم السلط و استقلاليتها بما فيها السلطة الاعلامية و هنا أيضا يجب ان تكون هناك مؤسسات مستقلة تنتخب ديموقراطيا تضمن استقلالية السلط .. إذن فدولة الحق و القانون و المؤسسات و الديموقراطية في إطار الحدود الاسلامية هي الحل.

التعددية المتصاعدة لا تمنع أن يكون الاسلام حلا, و لا نقول غير ذلك, صحيح قد يكون المجتمع فيه مسلمين و غير مسلمين, لكن المبادئ الاسلامية هي مبادئ عامة و هناك مبادئ أخلاقية يتفق معنا فيها كثير من الأديان و المذاهب.

كيف يكون الاسلام حلا في ظل التعددية؟
كيف تكون العلمانية حلا إذن؟ عندما تحكم العلمانية فليس كل الناس علمانيين, و حتى العلمانية فيها علمانيات, إذا حكمت العلمانية التي تبيح الخمور, فليس كل من في المجتمع يتفق معك, و إذا حكمت علمانية ليبيرالية أو اشتراكية فليس كل الناس ليبيراليين بل مسلمين و مسيحيين و سلطويين ولاسلطويين و اشتراكيين و شيوعيين و قوميين و رأسماليين و و ..

مبادئ الاسلام هي الحل, هذا الحل ليس في البلدان الاسلامية أو التي اغلبيتها مسلمين او التي هويتها الثقافية متأثرة بالاسلام فقط, بل حتى في العالم باسره.

في هذه الدولة لن يكون هناك اي اشكالية في الجلوس مع القومي او الاشتراكي او الليبيرالي او الاسلامي لان اي اجتهاد سواء سمي اجتهاد اسلامي أو اجتهاد قومي أو اشتراكي مرحب به شرط احترام الحدود و القواعد العامة و مبني على العلمية.

أما ان تأتي بعلمانية و تزيح الاسلام
أو قومية و تلغي الاسلام
أو اشتراكية أو ليبيرالية و تجعل الاسلام في القلب
او ديموقراطية بقواعد ليبيرالية و تهمش الاسلام
..
فهذا ليس حلا و لن يكون حلا..

يحيى
01-01-2010, 03:25 PM
صدَق المنصف مرزوق وهو كذوب
و المطار أكبر من محطة القطار, نعم صحيح, و الآن: صدق في ماذا و كذب في ماذا؟

meby I will
01-01-2010, 03:55 PM
و المطار أكبر من محطة القطار, نعم صحيح, و الآن: صدق في ماذا و كذب في ماذا؟

صدق في هذه :

"طبيعة المجتمعات تتطلب اليوم وضع حد نهائي لأي صنف من الوصاية وأي نوع من الإقصاء لتتضافر كل الجهود في عملية المواجهة مع أخطار تجاوزت قدرة التعامل لأي طرف وحده"

وكذّبته نيته وليس أنا في هذه :

"الوضوح يقتضي كتابته "الإسلام السياسي هو الحل" وليس "الإسلام هو الحل" حيث لا يمكن أسلمه المجتمع إلا بالتمكن من السلطة بدءا بالجوامع بانتظار القصور"