المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استفسارا حول الجزية



lazer
01-03-2010, 05:10 AM
السلام عليكم
هل امر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عمرو ابن العاص ان يقوم بختم اهل الذمة من دافعي الجزيه بخاتم ساخن من رصاص على القفا مع حلق الشعر بين جانبي الوجه ؟

ناصر التوحيد
01-03-2010, 12:58 PM
اولا : حلق القفا وحلق الشعر بين جانبي الوجه - حلق القزع - مكروه .. فلا يؤمر به

ثانيا :
هذه المقالة منقولة عن الجزء الثالث من تاريخ ( أشهر مشاهير الإسلام ) لرفيق بك العظم، وله كلمة أخرى في حسن معاملة الإسلام لأهل الذمة في الجزء الثاني من الكتاب، وقد أورد هذه الكلمة بمناسبة كتاب من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص يوصيه فيه بأهل العهد والذمة، ويذكره بوصية النبي بهم عامة، وبالقبط خاصة، ومن ذلك حديث ( من ظلم معاهدًا، أو كلفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة ).

هذا الكتاب يمثل لنا سيرة عمر بن الخطاب مع أهل الذمة، ويبين شدته على العمال في منعهم عن إيذاء أهل الكتاب؛ اقتداء برسول الله - - وعملا بأمره، ومن تكون هذه سيرته مع أهل الذمة، أفيعقل أن يريد بهم أذى بقول أو فعل؟ كلا، إن العقل والبديهة يرفضان نسبة أي قول أو فعل إليه يَشْتَمُّ منه ولو رائحة الجفاء، فضلا عن امتهان الذمي أو ظلمه.

وإذ علم هذا فالذي يدعو إلى العجب هو غفلة نقلة الأخبار، ورواتها عن مقاصد عمر - رضي الله عنه - التي هي مقاصد الشرع الإسلامي الذي جاء للتأليف بين القلوب وعدم استحيائهم، وعدم جمع المتناقضات من الأخبار، ونقلهم الموضوعات منها بلا تمحيص لصحيحها من كاذبها، وبدون ترو في النافع والضار منها.


كتبنا في الجزء الثاني فصلا عن أهل الذمة نقلنا فيه رواية لابن الجوزي في أن عمر تقدم إلى أحد عماله بختم رقاب أهل الذمة بالرصاص [المراد بختم رقاب أهل الذمة بالرصاص هو: حمل طوق فيه علامة من الرصاص] ، وأبنا ثمة وجه الضعف في هذا الخبر، وعجبنا من مثل ابن الجوزي كيف ينقل مثل ذلك الخبر، مع أنه ليس في الدرجة التي تؤلم النفس؛ إذ لو صح لحمل على قصد سياسي أو إداري على تعبير المتأخرين يراد به ضبط إحصاء أهل الجزية من الذميين لا امتهانهم اقتداء بالدول الفاتحة قبل الإسلام، كالرومان والفرس الذين ثبت أنهم كانوا يضربون على الرعية الجزية، وربما كانت هذه العادة متبعة عندهم في إحصاء أهل الجزية، وقد زاد عجبنا أضعافًا الآن؛ إذ رأينا هذا الخبر في الخطط نقله صاحبها المقريزي عن ابن عبد الحكم بزيادة أحر بها أن تكون محض افتراء على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإذ قلنا بوهن الرواية الأولى في جانب العقل، وهي لأحد حفاظ الحديث فما أحرانا بتكذيب الرواية الثانية. وإليكها بنصها مع الزيادة التي أوردها المقريزي قال:

كان عمرو بن العاص يبعث إلى عمر بالجزية بعد حبس ما كان يحتاج إليه، وكانت فريضة مصر لحفر خلجها، وإقامة جسورها، وبناء قناطرها، وقطع جزائرها مائة ألف وعشرين ألفًا ( أي: من العمال ) معهم الطور، والمساحي والأداة يعتقبون ذلك لا يدعون ذلك صيفًا ولا شتًاء.

ثم كتب إليه عمر أن تختم في رقاب أهل الذمة بالرصاص، ويظهروا مناطقهم، ويجزوا نواصيهم، ويركبوا على الأكف - جمع أكاف وهو البردعة - عرضًا، ولا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي، ولا يضربوا على النساء، ولا على الولدان ولا يتشبهوا بالمسلمين.

فانظر أيها العاقل إلى هذا الكتاب، وقابله بكتاب عمر الذي يوصي فيه عمرو بن العاص بأهل الذمة، هل تجد بينهما التئامًا بالوجهة؟ أم بينهما من البون البعيد ما بين الحق والباطل، وقد أوضحنا في الجزء الثاني ضعف أمثال هذه الأخبار بما فيه الكفاية، وإنما عدنا إليها الآن لأمر ظهر لنا بعد البحث والروية، وهو: أن واضعي هذه الأخبار إنما ألجأهم لوضعها أمران:

الأمر الأول: أن الشئون الإدارية - وأهمها دواوين الخراج - كانت تناط في أكثر الأوقات بأهل الذمة، بل استمرت تكتب بلغتهم أيضا إلى عهد عبد الملك بن مروان فكانوا يستطليون أحيانًا على رجال الدولة، وأهل المكانة وربما تحرج منهم أحيانًا بعض الفقهاء، فوضعوا لهم أمثال تلك الأخبار تنقيصًا، لهم وحطًّا من مكانتهم عند الخلفاء والملوك، وإبعادًا لهم عن مناصب الدولة، وإنما ألجأهم إلى نسبة هذه الأخبار إلى عمر كونه كان - رضي الله عنه - قدوة فيما لم يرد بخصوصه شيء في الشرع.

وهذا بلا ريب يعد من أولئك الوضاعين تناهيًا في ضعف الرأي، لا سيما إذا علموا بأحوال أهل التقى والعدل من الخلفاء، ومعاملتهم الجميلة لأهل الذمة كعمر ابن عبد العزيز، ومن حذا في ذلك حذوه من الخلفاء، وبالأخص الخلفاء من بني العباس الذين كان أكثرهم متفقهًا في الدين، واقفًا على أخبار السلف كالمنصور والمهدي والرشيد والمأمون وأمثالهم ممن أتى بعدهم؛ فكانوا يوسدون كثيرًا من شؤون الدولة إلى أهل الذمة، ويقربونهم منهم لا سيما الأطباء والكتاب؛ بلا أدنى تحرج في الدين، وأي حرج في الدين يمنع من محاسنة الذميين، وعدم إيذائهم بمثل ذلك الامتهان المشين من كلام الوضاعين، ومن وقف على أخبار ماسويه، وحنين بن إسحق وأضرابهما مع المأمون والمتوكل يعلم هذا. وكذلك كان حالهم مع خلفاء الفاطميين في مصر؛ فكان القبط أرباب الكلمة العليا عند الخلفاء، وكانوا - كما نقل المقريزي - يتولون دواوين الخراج، ويركبون البغال الفارهة، ويتصرفون بأموال الدولة، بل بلغ بالخلفاء أن كانوا يعطون ألقاب التشريف الخاصة بالعلماء والملوك - وهي الألقاب المضافة إلى الدين - للأطباء والكتبة من النصارى واليهود وما نذكره من هؤلاء الشيخ موفق الدين ابن البورى الكاتب النصراني، والحكيم موفق الدين بن المطران، وغيرهما ممن لم تحضرني أسماؤهم الآن.

هذا هو السبب الأول، وأما السبب الثاني لوضع تلك الأخبار فمنشؤه نزوع بعض الأمراء إلى إجهاد الرعية من مسلمين وذميين بالضرائب، ونكث عهود هؤلاء القديمة، ولما لم يروا في الشريعة مخرجًا لهم يتوصلون به إلى الاستبداد بالرعية، وتحميل الذمي فوق ما حدده الشرع من الخراج والجزية كما حملوا المسلم - لا سيما والأخبار النبوية آمرة بالوفاء معهم بالعهد، والمحافظة على ما لهم من حقوق الذمة والجوار- وأنهم أهل ذمة الله وذمة رسوله - مهدوا لأغراضهم السبيل بالإيعاز إلى بعض مقربيهم بوضع مثل ذلك الخبر مقدمة لاستباحة امتهانهم، ثم إجهادهم بالضرائب يدلك عليه ما حدث في عهد المروانيين من الاجتراء على استزادة الخراج والجزية في مصر وغيرها من غير حقها، كما ستراه مبسوطًا في محله إن شاء الله.

على أن سيرة الصحابة، ورجال الفتح في الصدر الأول مع أهل الذمة وحدها كافية لدحض أمثال تلك الأقوال الواهية، حتى إنهم افتتحوا بحسن السيرة وجميل المجاورة والمعاملة ما لا يقوى عليه الحسام، ويخرج عن طوق عددهم القليل بالنسبة لبقية الأقوام [2] ، وحسبك من أدبهم مع أهل الذمة من الكتابيين أن ما روي عنهم من أخبار الحروب مع الروم لم يستعملوا فيه لفظ الكافرين والمشركين ألبتة مع أنهم كانوا يعبرون عن مجوس الفرس ووثنيي العرب - قبل الإسلام - بالمشركين، ويقولون عن أولئك: الروم والقبط - مثلا كانهزام الروم، وقاتل القبط ونحوه - يؤيد هذا كتب التاريخ التي نقلت إلينا أخبار الفتح بالرواية كالطبري وأشباهه، ولو فرض وجود شيء من تلك الألفاظ فيها فإنه نزر يسير، وهو من حشو النساخ، وأما كتب المتأخرين أو المقلدين فإن أصحابها لم يراعوا فيها ما راعاه السلف من الأدب، وحسن الأداء؛ لما وقر في نفوسهم من التعصب الذي حدث في القرون الوسطى، ولم يكن له أثر في النفوس في صدر الإسلام؛ لعلم أهل ذلك الصدر أن الإسلام جاء للتأليف والوئام، لا للتفريق بين الأقوام، وأن اختلاف الأديان لا يوجب الفرقة والخصام لقوله تعالى: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } ( الكافرون: 6 ) ولأن القرآن نطق بأن أهل الكتاب أقرب مودة للمؤمنين، وذلك في قوله تعالى: { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } ( المائدة: 82 ) ولهذا سر رسول الله - - بانتصارهم على مجوس الفرس كما ذكرنا ذلك في الجزء الثاني في حكاية هرقل مع الفرس، وهي القصة التي جاءت في قوله تعالى: { الم * غُلِبَتِ الرُّومُ } ( الروم: 1-2 ) الآية، فلتراجع في محلها.

هذا ما أردنا بسطه ليكون فيه ذكرى للذاكرين، وإنما أطلنا الكلام في هذا الباب إظهارًا لبراءة عمر - رضي الله عنه - مما عزي إليه، وتنبيها لأوُلي النُهى من المسلمين إلى أن دينهم يأمر بمحاسنة الذميين، وينهى عن مخاشنة الكتابيين، وأن مرض التعصب الذميم إنما طرأت أعراضه على الأمة تدريجًا سيما على عقب الحروب الصليبية، وإن من آثار ذلك التعصب القبيح ما يلاقيه المسلمون لهذا العهد من ضروب الإهانة، والعسف من الدول المسيحية التي حكمت بعض الممالك الإسلامية، ولم تراع في حكم المسلمين حقوق الإنسانية ولا الدين بحجة الانتقام للمسيحية.

والإسلام يبرأ إلى الله من ظلم البشر بعضهم لبعض، ولكن ما الحيلة والإنسان مهما ترقت مداركه، وسمى عقله فإنه لا يزال يتقاصر دون الوصول إلى مرتبة العلم الكامل الذي يجعل البشر كلهم بالإضافة إلى وجوب التعاون والاجتماع سواء، وإن اختلفوا في المذاهب والأهواء؛ إذ كل امرئ مسؤول عن اعتقاده عند الله. وإنه سبحانه يبين آياته للناس، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل فعليها، ولكن إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

اخت مسلمة
01-03-2010, 06:29 PM
نعم ,, صحيح
هذه كلها من الموضوعات في السيرة التي دسها الوضاعون في الكتب ويجب أن نعلم أخي أمرا مهما جدا , أن، هناك فارق بين المؤرخ والمحدث؛ فالمؤرخ كان يهتم بجمع أكبر قدر من المرويات بدون التأكد من صحتها لحرصه على التدوين. أما المحدث فكان لا يغفل عن التحقق من صحة ما ينقل. لا ننكر أيضاً أن الكثير من المرويات كانت متأثرة بالعقائد السائدة، ككل كتب التاريخ.
بينما سشيدنا عمر رضي الله عنه كان معلوما عدله وكان معلوما أمره بين رعيته سواء كانوا مسلمين أو من أهل الذمة ورواية كهذا لاتتناسب أبدا أبدا مع تاريخ هذا الخليفة العظيم رضي الله عنه وأرضاه وعن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن مبشر بالجنة ومن مات شهيدا ومن قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام أروع الأوصاف والأقوال ومن التزم بوحي الله تعالى كما انزل أمرا ونهيا هذا من المدسوسات على كتب التاريخ أخي ويعلمه كل من له دراية بسير عمر رضي الله عنه وبشخيصته وعدله من موثوق الكتب والنقولات ويكفي أن تعرف قصته مع القبطي وابن عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي كان واليا على مصر فترة خلافة سيدنا عمر وهذه لاتناسب أبدا هذه التشويهات التي اتهموا بها من وافق رأيه رأي القرآن !!
والقصة مشهورة جدا وأسانيدها موثوقة ,,, رواها أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ جاء رجل من أهل مصر فقال : يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك !
قال أمير المؤمنين : وما لك؟
قال أجرى عمرو بن العاص بمصر الخيل فأقبلت فرسي، فلما رآها الناس قام محمد بن عمرو فقال: فرسي ورب الكعبة. فلما دنا مني عرفته فقلت: فرسي ورب الكعبة، فقام إلي يضربني بالسوط ويقول: خذها وأنا ابن الأكرمين. وبلغ ذلك عمرا أباه، فخشي أن آتيك فحبسني في السجن، فانفلت منه، وهذا حين أتيتك.
قال أنس رضي الله عنه: فوالله ما زاد عمر على أن قال: اجلس. وكتب إلى عمرو : إذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل معك بابنك محمد. وقال للمصري : أقم حتى يأتيك مقدم عمرو. فدعا عمرو ابنه ، فقال: أأحدثت حدثا؟ أجنيت جناية؟ قال: لا. قال: فما بال عمر يكتب فيك؟ فقدما على عمر.
قال أنس رضي الله عنه: فوالله إنا عند عمر ، إذا نحن بعمرو وقد أقبل في إزار ورداء، فجعل عمر يلتفت هل يرى ابنه فإذا هو خلف أبيه.
فقال عمر: أين المصري؟
قال : ها أنا ذا .
قال عمر : دونك الدرة فاضرب بها ابن الأكرمين . فضربه حتى أثخنه، ونحن نشتهي أن يضربه، فلم ينزع عنه حتى أحببنا أن ننزع من كثرة ما ضربه، وعمر يقول: اضرب ابن الأكرمين.
قال عمر: أجلها على صلعة عمرو، فوالله ما ضربك إلا بفضل سلطانه.
فقال المصري: يا أمير المؤمنين، قد استوفيت واشتفيت، يا أمير المؤمنين قد ضربت من ضربني.
قال عمر رضي الله عنه: أما والله لو ضربته ما حلنا بينك وبينه، حتى تكون أنت الذي تدعه.
ثم قال : يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
فجعل عمرو يعتذر ويقول إني لم أشعر بهذا.
ثم التفت عمر إلى المصري فقال: انصرف راشدا، فإذا رابك ريب فاكتب لي.

هذا هو العظيم عمر بن الخطاب امام الدنيا في العدل رضي الله عنه وعن جميع صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وحشرنا معهم في جنات النعيم , فلاتركنن لهذه الروايات الكاذبة المدسوسة التي نفخ في كيرها اعداء الله من النصارى والرافضة ليقيموا معوج أمرهم ويبرهنوا على باطل ادعائاتهم , والله غالب على أمره وناصر أصحاب رسول الله الذين رضي عنهم ورضوا عنه رغم أنف الحاقدين الضالين المدلسين .


تحياتي للموحدين

lazer
01-10-2010, 03:07 AM
جزاكم الله خيرا

افهم من الردود ان الروايه لا تتناسب مع تاريخ عمر رضي الله عنه .. فتكون مكذوبه لهذا السبب ؟

ناصر التوحيد
01-10-2010, 10:14 AM
نعم
الروايه لا تتناسب مع تاريخ عمر رضي الله عنه ..
وهي محض افتراء على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
كما ان الروابات الصحيحة والعقل والبديهة ترقض نسبة أي قول أو فعل إليه - رضي الله عنه - يَشْتَمُّ منه ولو رائحة الجفاء، فضلا عن امتهان الذمي أو ظلمه.
ولحسن معاملة الإسلام لأهل الذمة

السبب ان هناك من يجمع المتناقضات من الأخبار، وينقل الموضوعات والمكذوبات منها بلا تمحيص لصحيحها من كاذبها

د. هشام عزمي
01-26-2010, 02:26 AM
لا تتسرعوا في النفي يا أحبة ..
فإن مسألة ختم رقاب أهل الذمة تقوم فيها الشبهة على تصوير الأمر كما يلي :
1- إن هذا الختم أمر دائم ومستمر .
2- إن المسلمين هم مبتكرو هذا النظام .
3- إنه يحمل صورة الإذلال والإضطهاد لأهل الذمة .

والحقيقة أن هذه الأمور الثلاثة غير صحيحة ..
كما بين ذلك المنصفون من مؤرخي المستشرقين أنفسهم الذين درسوا قضية أهل الذمة درسًا فاحصًا ..
ومن أبرز هؤلاء المستشرق ترتون صاحب كتاب (أهل الذمة في الإسلام) ..

أما الأمر الأول ..
فيقول أبو يوسف :
(( ينبغي أن تختم رقابهم في وقت جباية جزية رؤوسهم , حتى يفرغ من عرضهم ثم تكسر الخواتيم ))
الخراج لأبي يوسف ص 72

والأمر الثاني ..
فيقول ترتون :
(( من الحق ألا نحمل العرب وزر هذا العيب , إذ لم يكونوا فيه إلا مقلدين لما اتبعه البيزنطيون قبلهم ))
أهل الذمة في الإسلام ص 132

وأما الأمر الثالث ..
فيذكر الدكتور على حسن الخربوطلي في كتابه (الإسلام وأهل الذمة) :
(( أن السياسة التي سار عليهما المسلمون في ختم الرقاب وقت تأدية الجزية , جريًا على ما كان متبعًا عند الرومان البيزنطيين ليست صورة لاضطهاد أو إذلال , ولكنها – بحق – وسيلة لمعرفة وتمييز من أدى الضريبة ومن لم يؤدها , وخاصة أن الطباعة لم تكن قد ظهرت بعد , وكان من العسير تدوين إيصالات واضحة ثابتة تثبت الجزية ولا يمكن تزييفها , وما زالت بعض الدول الآفريقية والآسيوية في القرن العشرين تتبع هذه السياسة في الإنتخابات فيقومون بختم أيدي الناخبين بنوع من الأختام لا تزول إلا بعد يومين أو أكثر , حتى لا يعطي صوته أكثر من مرة – كما حدث في انتخابات الرئاسة في مصر عام 2005م – ))
الإسلام وأهل الذمة ص 132 بتصرف

والله الموفق .

ناصر التوحيد
01-26-2010, 04:16 AM
يقوم بختم اهل الذمة من دافعي الجزيه بخاتم ساخن من رصاص

وكمان ساخن !!

ولو صح ذلك .. هل نستطيع ان نسال هل كان هناك من يقوم بختم المسلمين من دافعي الزكاة بخاتم من رصاص !!!!!

لا
فقد كانت هناك الدواوين والسجلات
ففي عهد عمر رضي الله عنه دُوّنت الدواوين لاتساع رقعة الإسلام وكثرة الأمة وتشعب الاحتياجات. فوضع ديوان الأنساب، وديوان الجند، وديوان الجزية، وديوان الخراج، وديوان الصدقات. وبعد انتشار الإسلام في الشام والعراق نشأ ديوان الاستيفاء وجباية الأموال.


برغم كل الصفحات المشرقة من العدالة والسماحة في الحضارة الإسلامية، وبرغم هذا التاريخ الحافل بالتسامح الفذ في شتى صوره ومظاهره، فإن بعض المستشرقين (ومن شايعهم من أبناء جلدتنا!) مازالوا يثيرون بعض الشبهات لتشويه حقيقة الإسلام. ومن أبرز هذه الشبهات: ختم رقاب أهل الذمة..


ذكر اليعقوبي في كتاب تاريخ اليعقوبي : أنه كانت تُختم رقاب أهل الذمة وقت جباية جزية الرؤوس ثم تكسر الخواتيم وتستبدل بشارة تُعلّق حول الرقبة يقدمها عامل الجزية دلالة على دفع الجزية.

أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي ، مولى بني هاشم ، مؤرخ شيعي إمامي توفي سنة 284هـ كما ذكر ياقوت ، وقال غيره: سنة 282هـ
عقيدة اليعقوبي :
عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة نظر الشيعة الإمامية ، فهو لا يعترف بالخلافة إلا لعلي بن أبي طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة ، ويسمي علياً بالوصي. وعندما أرخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يضف عليهم لقب الخلافة ، وإنما قال : تولى الأمر فلان ثم لم يترك واحداً منهم دون أن يطعن فيه ، وكذلك كبار الصحابة ، فقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها أخباراً سيئة ، وكذلك عن خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعرض خبر السقيفة عرضاً مشيناً ، ادعى فيه أنه قد حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من علي بن أبي طالب الذي هو الوصي في نظره ، وبلغ به الغلو إلى أن ذكر أن قول الله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) قد نزلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم النفر ، وطريقته في سياق الاتهامات هي طريقه قومه من أهل التشيع والرفض ، وهي إما اختلاق الخبر بالكلية ، أو التزيد في الخبر ، والإضافة عليه ، أو عرضه في غير سياقه ومحله حتى يتحرف معناه. ومن الملاحظ أنه عندما ذكر الخلفاء الأمويين وصفهم بالملوك ، وعندما ذكر خلفاء بني العباس وصفهم بالخلفاء ، كما وصف دولتهم في كتابه البلدان ، بالدولة المباركة. مما يعكس نفاقه وتستره وراء شعار التقية.

وهذا الكتاب يمثل الانحراف والتشويه الحاصل في كتابه التاريخ الإسلامي ، وهو مرجع لكثير من المستشرقين والمستغربين الذين طعنوا في التاريخ الإسلامي وسيرة رجاله. مع أنه لا قيمة له من الناحية العلمية ، إذ يغلب على القسم الأول القصص والأساطير والخرافات ، والقسم الثاني كتب من زاوية نظر حزبية ، كما أنه يفتقد من الناحية المنهجية لأبسط قواعد التوثيق العلمي.
منهج كتابة التاريخ الإسلامي ، للدكتور محمد بن صامل السلمي ، ص 521


http://www.altareekh.com/Pages/Subjects/Default.aspx?id=1552&cat_id=64

lazer
01-26-2010, 07:51 AM
جزاك الله خيرا على الرد اخي دكتور هشام عزمي
وشكرا على الرد .. مرة اخرى اخي ناصر التوحيد