المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ابن المقفع ومحاولة تقليد القرآن الكريم



عبد الغفور
01-06-2010, 01:52 AM
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )[الإسراء : 88].
إن أول خاصة يتنبه إليها الباحث في العلوم القرآنية هو ذلك التحدي الصريح إلى الناس كافة، منذ أربعة عشر قرنا، وبخاصة أولئك الذين ينكرون رسالة القرآن، ولم يستطع أحد من عباقرة البشر أن يرد التحدي إلى الآن. لقد أعلن القرآن بصوت عال، لا إبهام فيه ولا غموض :
قال تعالى :(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 23].
إنه أغرب تحد في التاريخ، وأكثره إثارة للدهشة، فلم يجرؤ أحد من الكتاب في التاريخ الإنساني – وهو بكامل عقله – أن يقدم تحديا مماثلا، فإن مؤلفا ما لا يمكن أن يضع كتابا، يستحيل علي الآخرين أن يكتبوا مثله، أو خيرا منه.. فمن الممكن إصدار مثيل من أي عمل إنساني في أي مجال، ولكن حين يدعي أن هناك كلاما ليس في إمكان البشر الإتيان بمثله ثم تخفق البشرية علي مدي التاريخ في مواجهة هذا التحدي، حينئذ يثبت تلقائيا أنه كلام غير إنساني وأنها كلمات صدرت عن صميم المنبع الإلهي ، وكل ما يخرج من المنبع الإلهي لا يمكن مواجهة تحدياته.
وفي صفحات التاريخ بعض الوقائع، غر أصحابها الغرور فانطلقوا يواجهون هذا التحدي.ومن هذه الوقائع قصة ابن المقفع(1) فقد أوردها المستشرق (ولاستن) في كتابه وعلق عليها قائلا:
(. . . إن اعتداد محمد بالإعجاز الأدبي للقرآن لم يكن علي غير أساس، بل يؤيده حادث وقع بعد قرن من قيام دعوة الإسلام(2).
والحادث كما جاء عن لسان المستشرق هو أن جماعة من الملاحدة والزنادقة أزعجهم تأثير القرآن الكبير في عامة الناس فقرروا مواجهة تحدي القرآن، واتصلوا لإتمام خطتهم بعبد الله بن المقفع(727م)، وكان أديبا كبيرا وكاتبا ذكيا. يعتد بكفائته فقبل الدعوة للقيام بهذه المهمة. . وأخبرهم أن هذا العمل سوف يستغرق سنة كاملة واشترط عليهم أن يتكفلوا بكل ما يحتاج إليه خلال هذه المدة. .
ولما مضي علي الاتفاق نصف عام عادوا إليه، وبهم تطلع إلي معرفة ما حققه أديبهم لمواجهة تحدي رسول الإسلام ؛ وحين دخلوا غرفة الأديب الفارسي الأصل، وجدوه جالسا والقلم في يده وهو مستغرق في تفكير عميق، وأوراق الكتابة متناثرة أمامه علي الأرض، بينما امتلأت غرفته بأوراق كثيرة كتبها ثم مزقها.
لقد حاول هذا الكاتب العبقري أن يبذل كل مجهود عساه أن يبلغ هدفه، وهو الرد علي تحدي القرآن المجيد... ولكنه أصيب بإخفاق شديد في محاولته هذه، حتي اعترف أمام أصحابه، والخجل والضيق يملكان عليه نفسه أنه، علي الرغم من مضي ستة أشهر حاول خلالها أن يجيب علي التحدي، فإنه لم يفلح في أن يأتي بآية واحدة من طراز القرآن ! وعندئذ تخلي ابن المقفع عن مهمته مغلوبا مستخذيا. (3).
المصدر: نقلا عن كتاب الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان.

الهوامش:
_______________

(1) أبو محمد عبدا الله المعروف بابن المقفع، مؤلف وكاتب من البصرة تقول بعض المصادر أن والده كان من أصل فارسي مجوسي لقب أبوه بالمقفع لأنه اتهم بالاختلاس لمال الخراج، فضرب على يده فتشنجت
(2)Mohammad:His Life & Doetrinep.143
(3) وردت فى التاريخ أمثلة أخرى حاول أصحابها مواجهة هذا التحدى , غير أنهم أخفقوا إخفاقا ذريعا ومن هؤلاء مسيلمة بن حبيب الكذاب , وطلحة بن خويلد الأسدى والنضر بن الحارث وأبو الحسين أحمد بن يحيى المعروف بابن الراوندى , وأبو الطيب المتنبى , وأبو العلاء المعرة , صاحب كتاب " الفصول والغايات فى مجاراة السور والآيات " أنظر للتفصيل كتاب الرافعى : إعجاز القرآن ـ المترجم .

المصدر :

http://55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1581&select_page=9

راتانيا
01-06-2010, 05:18 AM
ما شاء الله جزاك الله خيرا يا اخى لانك ناقل الخبر كما انك اتيت بمصدرة كما انك اتيت بهوامش الكتاب الذى عرض الخبر به هكذا نحنا لا نقول قال البعض او البعض قال اعزك الله يا اخى وتقدم نحو نشر دينك الى الامام دائما

أدناكم عِلما
01-06-2010, 02:46 PM
بارك الله فيك يا اخي وزادك رفعة
اريد ان اضيف شيئا بسيطا وهو ان الاتيان بمثل القرآن لا يقتصر على الايات المعجزات فقط كما يظُنُّ هؤلاء وانما حال من أُنزِلت عليه تلك الآيآت من أُمِّية فالرسول الكريم ( ص ) لم يتعلم الكتابة ولا القراءة ولا الشعر فكيف يات بشيء لم يستطع فطاحل العرب واللغة بالاتيان مثله
تحية للموحدين

يحيى
01-06-2010, 03:29 PM
و ""ولاستن"" هو؟ الافضل ان تستخدم اسماء المستشرقين باللاتيني في مثل هذه المواضيع.

بما أنك فتحت الموضوع أخي, سأطرح بعض الأفكار للمناقشة ...

أن يأتوا بمثله .. أي كتاب يستحيل أن تأتي بمثله إلا في حالة نسخه فقط, ليس هناك أي حل آخر.
يبقى السؤال: ما معنى مثله؟ و هل الاعجاز هذا مقترن بالأسلوب البياني فقط أم البيان و المُبيَّن (المضمون) معا؟
لاشك عندي أن الاعجاز هذا اعجازين في اعجاز واحد و هو أن تأتي بكلام عربي مبين فصيح جميل و حلو يخبر بأشياء كثيرة منها:
- عقيدة واضحة بسيطة تناسب الفطرة
- أخبار تاريخية ما يستطيع أحد ينقضها
- انتقاد أفكار دينية قائمة ما يستطيع أحد أن يواجهها بالتكذيب مع البرهان
- الاخبار عن احول المنافقين مع استحالة قراءة نواياهم و ما في قلوبهم
- الاخبار بالمستقبل مثلا سيهزم الجمع و يولون الدبر, تبت يد ابي لهب, غلبت الروم في أدنى الأرض .. الخ
- شرائع و أحكام حققت النظافة, الطهارة الروحية و البدنية, العدالة, الاحسان و شرائع اخرى صنعت العجائز و شيدت أواصر الأخوة و التضامن ..

و و و ... الخ

ثم معلومات طبيعية ما يستطيع العلم المتقدم بالأدوات الحديثة أن ينقضها, حتى التأويلات أو التفاسير العلمية ما يستطيع ينقضها, اقرأ مثلا تفسير الرازي: خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا .. حتى التفسير العلمي فما بالك بالقرآن نفسه؟!!

أنا لا أؤمن بما يسمى الاعجاز العلمي المتادول اليوم, لكن أؤمن أن القرآن يتحدى, كل تلك الايات التي يقال عنها آيات الكون, ما يستطيع أحد ينقضها, و إذا صح التفسير من الناحية اللغوية و كانت الآية قطعية الدلالة غير حمالة أوجه ثم تطابقت مع حقيقة علمية فهذه نبوءة من التنبؤات لان الانسان في وقت نزول القران ما كان يستطيع أن يصل الى تلك المعلومات بدون أجهزة معينة, و كلما زاد عدد النبؤات هذه كلما كان احتمال حصول ذلك صدفة أقل.. و هلم جرا.

مثلا نقرأ في القرآن

“والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم” (يس: 38)
هذه المعلومة ما يستطيع انسان ينقضها علميا و هذا في حد ذاته إعجاز.
و إذا ثبت علميا أن الشمس تجري لمستقر لها و أن الشمس لا ينبغى لها ان تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و أن كل هذه الأنظمة و الأجسام في فلك تسبح, فهذه أكثر من نبوءة في كلام موجز و جميل و فصيح كان محل اعجاب عند العرب الأكثر فصاحة في فنون اللغة.

و المثير للتساؤل هو لماذا تحدى القرآن اولا أن يأتوا بمثله و في آية أخرى بسورة ثم بآية؟
هناك تفاسير تقليدية تقول التدريج أو ما يشبه هذا الكلام لكن أنا شخصيا لا يريحني هذا التفسير و أظن ان تنوع التحدي هنا له علاقة بتنوع المضمون, فمثلا مستحيل تأتي بآية فصاحتها تذهل العقول و تتمحر حول ما في قلب رجل يأتي و يقول أنا لن أشارك في الغزوة لأني .. كذا كذا .. ثم تشرح ما في قلبه و نواياه و تفضحه!!!

قد يكون غير ذلك و السبب هو جهلي مثلا بالاعجاز اللغوي و البياني في كل آية من آيات القرآن..

سنية
01-06-2010, 11:49 PM
بارك الله فيكم اجمعين

يقول الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

فخر الدين المناظر
01-07-2010, 02:09 AM
دعني أضيف بأن دعوى معارضة ابن المقفع للقرآن الكريم كانت محل جدال كبير ،ولا زالت مثل هذه الشخصيات التي قُتلت لأسباب سياسية لم تلق محققا ذا همة عالية يعطينا القول الفصل فيهم أمام تضارب الروايات التاريخية المقطوعة السند او المجهولة الحال.

عبد الغفور
01-08-2010, 02:50 AM
بارك الله فيكم إخوتي ، وجزاكم الله خيرا. :emrose:

د. هشام عزمي
01-25-2010, 06:30 PM
دعني أضيف بأن دعوى معارضة ابن المقفع للقرآن الكريم كانت محل جدال كبير ،ولا زالت مثل هذه الشخصيات التي قُتلت لأسباب سياسية لم تلق محققا ذا همة عالية يعطينا القول الفصل فيهم أمام تضارب الروايات التاريخية المقطوعة السند او المجهولة الحال.

صدقت يا دكتورنا الفاضل ..
إضافة مهمة لا ريب .

أبو يوسف المصرى
01-26-2010, 12:44 AM
السلام عليكم و رحمة الله

هل القرآن يحتوى على معجزات أم نبؤات؟

و هل هناك فرق بين المعجزة و النبوءة؟