المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة عن التوحيد مؤثرة جدا جدا وشاملة ارجو نشرها للصوفية (الجزء الاول)



احب الخير
01-06-2010, 02:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يا عباد الله ، ويا اماء الله : احذروا و انتبهوا .. فان الامر خطير
ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد.
ايها المسلمون ..ايها المسلمات..ايها المؤمنون ..ايها المؤمنات.. يا اخواننا.. يا اخواتنا .. يا آبائنا .. يا امهاتنا.. يا ابنائنا و يا بناتنا يا عباد الله و يا اماء الله :
هذه كلمات أوجهها اليكم أنبهكم و أحذركم بها من أمر خطير و شر مستطير ، إنه أخطر الأمور و اشدها ، و أعظم الذنوب و أكبرها ، و أدهى الداهيات و أعظمها ، إنه الظلم العظيم و الوزر الكبير و الخطيئة التى لا تضاهيها خطيئة ، إنه المحبط للعمل و المخلد فى جهنم ، إنه الذنب الذى لا تنفع معه الطاعات و لا تجدى معه الصالحات و لا القربات ، إنه الذى يهدم الأعمال هدما و يدكها دكا ، و لا يرجى له مغفرة و لاتوبة إذا مات الانسان عليه قبل أن يتوب منه و يرجع عنه .
إنه الذنب الوحيد الذى لا يغفره الله جل جلاله اذا مات العبد عليه،
تخيلوا !!! الله الغفور الصبور الشكور التواب الحليم العفو الكريم الغفور الرحيم أرحم الراحمين رحمن الدنيا و الاخرة و رحيمهما ، لا يغفر هذا الذنب ابدا ابدا ابدا اذا مات الانسان عليه قبل ان يتوب منه ،
ليس ذلك فحسب بل و يحبط له عمله ،
و ليس ذلك فحسب بل و يدخله جهنم خالدا مخلدا فيها و العياذ بالله ،
و اسمعوا هذه القوانين الإلهية التى لن تجد لها تبديلا و لا تحويلا ، فإنه جل جلاله لا يبدل القول لديه و ما هو بظلام للعبيد..
اسمعوا القانون الإهى : قال الله عز و جل : " إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء " ، النساء-48
و قال العزيز الجليل : " و لقد أوحى إليك و إلى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين"، الزمر-65
و قال جل جلاله:"إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار" ، المائدة-72
و قال العزيز الحكيم : " و من يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ".،النساء-48
و قال سبحانه و تعالى : " و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " النساء-116
و قال جل جلاله مخبرا عن الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام :
" و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانو يعملون" .الانعام-88
يا عباد الله و يا اماء الله : ان من شدة خطورة هذا الذنب و سوء عاقبته و فداحته و عظمه و هوله ، فان الله عز و جل قد حذر عبده و رسوله و نبيه و حبيبه و خير خلقه اجمعين من هذا الذنب ،
فقد قال الله عز و جل مخاطبا رسوله : " و أن أقم وجهك للدين حنيفا و لا تكونن من المشركين " . سورة يونس-105
وقال الله تعالى مخاطبا خير خلقه عليه الصلاة و السلام : " ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت اليك ، وادع إلى ربك و لا تكونن من المشركين ، ولا تدع مع الله إلها آخر ، لا إله إلا هو ، كل شيئ هالك إلا وجهه ، له الحكم و إليه ترجعون " . سورة القصص-87-88
وقد كان من أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، اللهم مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك " ،
و ليس ذلك فقط !!! بل علمنا صلى الله عليه و سلم أن نستعيذ بالله عز و جل من الشرك ما علمنا منه و ما لم نعلم
فقد علمنا صلى الله عليه و سلم أن نقول :
" اللهم اني أعوذ بك من أن أشرك بك و أنا أعلم ، و أستغفرك لما لا أعلم "
وقول : " اللهم اني أعوذ بك من أشرك بك شيئا أعلمه ، و أستغفرك لما لا أعلمه" .
وحذرنا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " اجتنبوا السبع الموبقات " . وأ ولها الشرك بالله تعالى ،
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى "
ومعنى الوثن : كل ما يعبد من دون الله عز وجل ، فقد قال عليه الصلاة والسلام: " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " ،
و ليس ذلك فقط !!! بل من خطورة هذا الذنب و فداحة هذا الخطب ، فقد حذر الله جل جلاله جميع الانبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام من هذا الذنب مع أنهم خيرة و صفوة خلقه عز و جل ،
فقد قال الله عز و جل : " و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين " . سورة الزمر-65
و أخبر الله عز و جل عن الانبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام بقوله جل جلاله : " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " . الانعام –88
وليس ذلك فقط !!! فمن منا لا يعرف نبي الله ابراهيم عليه الصلاة و السلام خليل الرحمن ، الذي قال عنه الله عز و جل : " و اتخذ الله إبراهيم خليلا " سورة النساء - 125 ،
و قال عنه جل جلاله أيضا : " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا و لم يكن من المشركين ، شاكرا لأنعمه اجتباه و هداه إلى صراط مستقيم ، و آتيناه في الدنيا حسنة و إنه في الآخرة لمن الصالحين " . النحل120- 121-122
و قال الله عز و جل عنه : " قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ، دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين " .الانعام 161
و هو الذي ألقي في النار بسبب دعوته الى توحيد الله عز و جل ، و الذي ما اهتز توحيده قيد انملة حتى عندما قذف بالمنجنيق الى النار، فمن شدة حرها ما استطاعوا ان يقتربوا منها فوضعوه في المنجنيق و قذفوه ،
فجآءه جبريل عليه السلام و كلكم يعلم من جبريل عليه السلام فهو الذي قلب سبع قرى بطرف جناحه فما بالك بحجم هذا الجناح؟!! فما بالك اذا كان له ستمائة جناح؟؟؟ فكم سيكون حجم وقوة هذه الاجنحة؟؟!!!!!! ، و سماه الله عز و جل ب " شديد القوى " ،
وهو أمين الوحي ، و هو الروح الامين ، و هو خير الملائكة ،
وقد قال الله عز و جل : " قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك باذن الله"
البقرة-97
وقال جل جلاله : " من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين " البقرة-98
ولكن الخليل إبراهيم بعد هذا كله ، لم يقل ان جبريل عليه السلام عنده جاه عند الله تعالى ،
و لم يقل إن جبريل لأنه أمين الوحي و هو الروح الأمين و لأنه شديد القوى ، فيمكن لي أن ادعوه و استعينه والجأ اليه و واتوكل عليه و أوكله بأمري و أمر النار و أمر الكفار ،
ولم يقل إنه ينفعني أو يضرنى أو يملك لي شيئا ،
بل إن الخليل ابراهيم عليه السلام يعلم علم اليقين ان كل شيئ عدا و سوى و دون الله عز و جل ، فإنما هو مخلوق من خلق الله عز و جل لا يملك لنفسه و لا لغيره مثقال ذرة في السماوات و لا فى الارض ولا أقل من ذلك ،
يعلم أن جبريل عليه السلام مخلوق ضعيف ذليل فقير لله العزيز القهار جل جلاله و تقدست أسماؤه و تعالت صفاته و لا اله غيره ،
يعلم ان جبريل عليه السلام مخلوق لا ينفع و لا يضر و لا يملك من الأمر شيئا
و يعلم أن الأمر كله لله وحده لا شريك له ، و أن الملك كله لله وحده لا شريك له، و أن الخلق كله لله وحده لا شريك له ، وأن الوكيل و الحفيظ و المعيذ و السميع و المجيب و الذي له الألوهية و الربوبية و الأسماء الحسنى و الصفات العلى هو الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
فلما جاء جبريل عليه السلام الى الخليل إبراهيم عليه الصلاة و السلام ، في هذه اللحظة الحاسمة ،
قال له : ألك الي حاجة ؟؟؟
فرد عليه إبراهيم عليه الصلاة و السلام بقوله : " أما إليك فلا ، و أما إلى الله فنعم ، حسبنا الله و نعم الوكيل " ،
فصدر الأمر الإلهي : " يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم " .
فقضى نبي الله إبراهيم عليه الصلاة و السلام أجمل ايامه داخل النار و كان يصلي لله عز و جل فيها ،
أرأيتم التوحيد و أهله !!! أرأيتم قوة التوحيد ، أرأيتم كيف ينجي الله عز و جل اهل التوحيد؟؟
و لكن انظروا بعد ذلك كله ، فقد حذر الله نبيه ابراهيم من الشرك بقوله جل جلاله:
" و إذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا " ، الحج – 26
هل علمتم الآن شدة خطورة هذا الذنب؟؟؟
و ليس ذلك فقط !!! و لكن الأنبياء و المرسلين و هم خيرة الخلق و صفوتهم كانوا يخافون على أنفسهم من الشرك و الوقوع فيه ،
اسمعوا دعاء الخليل ابراهيم عليه الصلاة و السلام :
"وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا واجنبني و بني أن نعبد الأصنام" سورة ابراهيم-35
و قال الله عز و جل : " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ، إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي ، قالوا نعبد إلهك و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق إلها واحدا و نحن له مسلمون " . البقرة – 133
و قال الله عز و جل مخبرا عن عبده الصالح لقمان الحكيم : " وإذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " . سورة لقمان -13
فما بالكم بي و بكم ؟؟! أليس من باب اولى ان نحذر و نتوجس من هذا الذنب أشد الحذر ؟؟؟
و ان يحذر بعضنا بعضا من و ينبه بعضنا بعضا من هذا الخطر ومن الوقوع فيه ؟؟؟
فالمسألة مسألة مصير ، اما جنة عرضها السموات و الارض ، و اما نار و بئس المصير ،
فقد قال الله عز و جل في الحديث القدسي : " يا ابن آدم لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة " . ،
ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث " من لقي الله تعالى لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، و من لقيه يشرك به شيئا دخل النار " ،
يا عباد الله ويا اماء الله : احذروا فلقد انتشرت صور و صور للشرك الأكبر، انتشرت كالنار فى الهشيم و كالسرطان الخبيث تفتك فينا فتكا ، صور عديدة و اشكال كثيرة ، غفل الناس عن اكثرها ووقع كثير من الناس فيها سواء عن علم او جهل و ما علموا عواقبها و ما فطنوا لخطرها و سوء عاقبتها ،
يا عباد الله ويا اماء الله: احذروا و انتبهوا فان الخطب جليل و ان الامر خطير ، انها مسالة مصير، اما جنة و اما نار و بئس المصير،
انى احذركم و نفسى من هذا الخطر الداهم..اياكم ثم اياكم من الوقوع فيه فانه الهلاك الذى ليس معه نجاة..
يا عباد الله و يا اماء الله : انتبهوا و احذروا من صور الشرك الأكبر، و التى كثرت وعظمت و حلت و طمت فى الارجاء ، و لم يسلم منها الا القليل ،
و اقرءوا ان شئتم قول الله عز و جل :
" و ما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " يوسف-106
فانتبهوا و احذروا انى لكم ناصح أمين ..
و انتبهوا واحذروا من هذه الصورة الخطيرة من صور الشرك الأكبر، الذى يحبط العمل و يخلد صاحبه فى جهنم اذا مات عليه قبل ان يتوب منه ، و ما اكثر انتشار هذه الصورة فى زماننا هذا ، فانا لله و انا اليه راجعون ، و الى الله المشتكى ...
هذه الصورة : هى الاعتقاد فى الأولياء و الصالحين و أصحاب القبور و ساكنى الاضرحة والقباب ، أو الشيوخ ،
و دعائهم و سؤالهم الذرية والرزق والمغفرة و النجاة و الحاجات ،
و دعائهم و مناداتهم والاستغاثة بهم عند المصائب و الكربات و الملمات ، و طلب الشفاء منهم وطلب المغفرة منهم ،
أو الإعتقاد بأنهم يهبون البركة ،
أو الإلتجاء اليهم لقضاء الحاجات او طلب الولد منهم،
أو الإعتقاد بأنهم يخلقون ، أو يعطون الولد ، أو يشفون المريض ، أو يهبون الأزواج أو الزوجات ، أو يعطون النجاح أو يملكون تيسير الامور ،
أو الإعتقاد بأنهم ينفعون أو يضرون او يحفظون ، أو أن لهم من الأمر شيئ او يرزقون ،
او الاعتقاد بانهم يعلمون الغيب ،
أو الإعتقاد بأنهم يملكون تقدير الأقدار أو يصرفون الأمور أو يسمعون الدعاء أو أنهم يقضون الحوائج ،
او اتخاذهم وسائط و شفعاء بين العبد و بين الله عز و جل ،
أو الذبح لهم
أو النذر لهم ،
أو خوفهم كالخوف من الله عز و جل ،
أو تعظيمهم كتعظيم الله جل جلاله ،
أو محبتهم كحب الله عز وجل،
و غيرها من الأفعال و المعتقدات الشركية التى تهلك صاحبها و تحبط عمله و تخلده فى جهنم و بئس المصير إذا مات عليها قبل أن يتوب منها و يرجع إلى الله عز و جل وحده لا شريك له .
سبحان الله .. يا عباد الله .. يا اماء الله : أين عقولكم أين ألبابكم اين افئدتكم اين تفكيركم؟؟!!
تسالون الفقراء امثالكم و تتركون سؤال الغنى جل جلاله؟!ّّّّ
تسالون المخلوقين امثالكم و تتركون سؤال الخالق جل جلاله؟!
تسالون المرزوقين امثالكم و تتركون سؤال الرزاق ذو القوة المتين؟!
تسالون الضعفاء و تتركون سؤال القوى الجبار القهار؟!
تسالون الاذلاء و تتركون سؤال العزيز جل جلاله؟!
تسالون العبيد و تتركون سؤال الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم ؟؟!
أتتركون دعاء الوهاب الذى يهب لمن يشاء اناثا و يهب لمن يشاء الذكور ، وتطلبون الذرية من العباد المخلوقين المرزوقين الضعفاء الفقراء الاذلاء لله الذين لا يملكون لانفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و لا رزقا و لا حياة و لا نشورا !!!
اما علمتم ان الله وحده هو الذى يقر فى الارحام ما يشاء ؟؟؟
اما علمتم ان الامر كله لله و ان الملك كله لله و ان الحكم كله لله و ان الخلق كله لله وحده لا شريك له، لم يشرك معه احدا جل جلاله و تقدست اسمائه ..
اما علمتم ان الله وحده هو الذى يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء؟؟؟
اما علمتم انه لا ملجأ و لا منجى من الله الا اليه؟؟
اما علمتم ان الرزاق هو الله وحده لا شريك له (فهو جل جلاله لم يشرك احدا معه فى شئ فهو جل جلاله له الالوهية و الربوبية و الاسماء الحسنى و الصفات العلى وحده لا شريك له ).،
اما علمتم ان الذبح و الدعاء و الطواف و النذور كلها نسك و عبادات لا تكون الا لله وحده لا شريك له، وان العبادة لا تنبغى الا لله وحده لا شريك له ، و ان صرف او توجيه اى عبادة لغير الله هو شرك اكبر محبط لعمل صاحبه و يخلده فى جهنم اذا مات عليه،
الم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه و سلم : " من مات و هو يدعوا من دون الله ندا دخل النار " ،
اما سمعتم و قرأتم قول الله عز و جل :" قل ان صلاتى و نسكى و محياي و مماتى لله رب العالمين ، لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين " ، الأنعام 163-162
يا عباد الله و يا امائه: اما علمتم ان الدعاء هو العبادة ؟؟ و ان الدعاء هو مخ العبادة ؟؟ كما اخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أفتعبدون غير الله و تجعلون لعباد الله جزءا من الخلق و الرزق و الشفاء و اعطاء الذرية و معرفة الغيب و مغفرة الذنوب؟؟؟؟!!!! ،
اتساوونهم بالله تبارك و تعالى و تجعلونهم ندا لله عز و جل ؟؟؟!!
اين عقولكم؟؟! اذا لم يكن هذا هو الشرك الأكبر فما هو بالله عليكم ؟؟؟!!
لقد اخبر صلى الله عليه و سلم عن الشرك الأكبر و بينه بأنه (أن تجعل لله ندا و قد خلقك).
ألم تسمعوا و تقرأوا قول الله عز و جل : " فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون " ، البقرة-22
وها قد علمتم أن هذا شرك اكبر " فهل أنتم منتهون"؟؟؟

ألم تقراوا قول الله عز و جل : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله " ، البقرة-165
هل رأيتم كيف نفى الله تعالى عن الذين يتخذون من دونه أندادا صفة الايمان ، فالذين آمنوا لا يتخذون من دون الله أندادا ، بل يفعله الذين أشركوا مع الله أندادا .
الم تسمعوا قول الله عز و جل : " وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله ، قل تمتعوا فإن مصيركم الى النار " سورة ابراهيم-30
اما سمعتم قول الله عز و جل : " قل إنما أدعو ربي و لا أشرك به أحدا " . سورة الجن-20
أي انك لو دعوت غير الله جل جلاله فقد أشركت به جل جلاله ،
ألم تسمعوا قول الله عز و جل : " لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا " الإسراء-22
أنسيتم قول الله عز و جل : " و لا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا " الاسراء-39
اما قرأتم قول الله عز و جل : " فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين " الشعراء-213
أما علمتم ان معنى الإله :
" هو المعبود حبا و تعظيما " ،
أما علمت أنك حين تدعوا أحدا غير الله ، أو تذبح له ، أو تنذر له ، أو تتوكل عليه ، أو تطلب منه الذرية ، أو الشفاء ، أو البركة ، حبا له و تعظيما لشأنه ، فإنك بذلك قد صرفت له جزءا من عبادتك و أشركته فى عبادتك مع الله عز و جل ، واتخذته إلها مع الله عز و جل سبحانه و تعالى علوا كبيرا .
يا عباد الله و يا اماء الله : إن الله جل جلاله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، وهو الرب وحده لا شريك له ، وهو الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى وحده لا شريك له ، والخلق كله له وحده لا شريك له ، و الأمر كله له وحده لا شريك له ، والملك كله له وحده لا شريك له ، لا يعجزه شيئ ، وإنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ،
ألم تسألوا انفسكم هذا السؤال: هذا الذي تدعوه من دون الله ، هل هو إله ؟؟ ام أنه عبد لله إله كل شيئ ..
هذا الذي تدعوه و تذبح له و تسأله و تنذر له من دون الله ، هل هو رب ؟؟؟ ام انه عبد لله عز و جل رب كل شيئ ..
هذا الولي او الشيخ او غيره الذي تدعوه و تسأله الذرية و الصحة و الولد ، هل هو الذي له الاسماء الحسنى و الصفات العلى ؟؟؟ ام ان الأسماء الحسنى و الصفات العلى هي لله وحده لا شريك له ..
هذا الذي تدعوه و ترجوه و تسأله من دون الله
هل خلق نفسه؟؟؟ ام أن الله قد خلقه ..
هل رزق نفسه ؟؟؟ ام أن الله قد رزقه ..
هل هو حي لا يموت ؟؟ أم أن الله وحده هو الحي الذي لا يموت و كل شيئ هالك إلا وجهه ..
هل هو قيوم ؟؟؟ ام أن الله وحده هو القيوم على كل شيئ جل جلاله و تقدست أسماؤه و تعالت صفاته و لا إله غيره ..
هل ينفع او يضر ؟؟؟ ام ان الله تعالى وحده هو النافع والضار ،

فلماذا تترك الخالق و تدعو المخلوق؟؟؟
ولماذا تترك الرازق ، و تدعوا المرزوق ؟؟؟
ولماذا تترك الحي القيوم ، و تدعوا الميت الذي لا حول له و لا قوة ؟؟؟
لماذا توجه جزءا من عبادتك سواء دعاء او ذبح او نذر أو طواف او غيرها من العبادات لغير الله عز و جل ؟؟؟
اما سمعت قول الله عز و جل : " وما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون " الذاريات-56
(ليعبدوه وحده لا شريك له ، لا أن يشركوا أحدا معه عز و جل في عبادتهم)
لماذا تترك الله إله كل شيئ و تدعوا عبدا من عبيده ؟؟؟
ولماذا تترك الله رب كل شيئ ، و توجه جزءا من عبادتك لعبد من عبيده ؟؟؟
ولماذا تعرض عن الله الذي له الأسماء الحسنى و الصفات العلى ، و تدعوا من دونه خلقا من خلقه و تشركهم في أسماء الله عز و جل و صفاته ؟؟؟
و لماذا تترك القدير المقتدر القهار الجبار و تدعو من دونه المخلوق العاجز المسكين الضعيف؟؟؟
لماذا تترك الغني جل جلاله و تدعوا من دونه الفقير ؟؟؟
لماذا تترك العزيز الحميد ذو العرش المجيد الفعال لما يريد ، الجبار القهار الذي يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ، و تدعوا من دونه عباد من عبيده ضعفاء لا يملكون مثقال ذرة فى السموات و الأرض و لا أقل من ذلك؟؟؟
لماذا تترك العزيز و تلتجأ الى العباد الأذلاء لله جل جلاله؟؟؟ لماذا ؟؟؟ لماذا ؟؟؟
لماذا تترك مسبب الأسباب جل جلاله و تلتجأ و ترجو وتدعو من دونه اسبابا لا تنفع و لا تضر؟؟؟ اين العقول و الألباب ؟؟؟ اين البصائر و الافئدة ؟؟؟
ما هذا الجحود ؟؟؟
صدق الله عز و جل اذ يقول في الحديث القدسي : " أخلق فيعبد غيري ، وأرزق فيشكر سواي " ،

تخيل لو ان رئيسك فى العمل كتب لك شيكا ماليا بمبلغ معين ، هل ستشكره ام ستشكر الحبر و الورق و القلم؟؟ و يقال حينها انك مجنون ، و هل اذا ذهبت لصرفه من البنك ستطلب من قلم الموظف و حبر القلم ان يوقع عليه و يكتب و ينهي اجراءات حصولك عليه؟؟ ام ستطلب ذلك من الموظف؟!! لان الحبر و القلم و الورق لا يمكن ان يفعلوا شيئا الا لو كتب بهم الموظف !!!
و هل ستقول يا نقود تعالى و يا خزينة اعطينى النقود ام ان الموظف هو الذى يفتحها و يناولك النقود ؟؟؟
و لله تعالى المثل الأعلى جل جلاله و تقدست أسماؤه و تعالت صفاته و لا إله غيره.
وقفوا الان وتأملوا معي هذا الكلام الذي سأقوله الان فانه شديد الاهمية وبه يتضح الامر باذن الله عز وجل :
فلان من الناس ...يرفع يديه داعيا وهو يقول : يا الله يا رب العالمين.
ثم نفس الشخص يدعو قائلا : يا شيخ فلان ...
سبحان الله!!!
اتدرون ما معنى ما فعل؟؟؟
لقد وجه دعائه في المرة الاولى الى الله عز وجل ..
ثم وجه دعائه في المرة الثانية الى عبد من عبيد الله !!!
والدعاء هو العبادة وهو مخ العبادة ...
فكان ذلك الشخص يوجه عبادته مرة لله ... ومرة يوجه عبادته لعبد من عبيد الله!!!
مرة يدعو الخالق...ثم مرة يدعو المخلوق!!!
مرة يدعو الاله...ومرة يدعو العبد!!!
مرة يدعو الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى ... ومرة يدعو عبد من عبيد الله ضعيف فقير ميت مرزوق ذليل لله عز وجل .
فهو حين فعل ذلك فقد اشرك في عبادته غير الله مع الله( فهو مرة يدعو الله ومرة يدعو غير الله)،
وهو بذلك ايضا قد جعل غير الله ندا ومثيلا وشبيها لله(فهو كما يدعو الله فهو ايضا يوجه نفس العبادة لعبد من عبيد الله ، وهو كما يعتقد ان الله سميع مجيب ، فهو كذلك يعتقد ايضا في ذلك العبد انه ايضا سميع مجيب ، فيجعل المخلوق ندا للخالق ، ويجعل العبد ندا لله، ويجعل العبد الميت المرزوق الضعيف الذي لا حول له ولا قوة ...يجعله كالحي الذي لا يموت القوي الرزاق ذو القوة المتين الذي له الألوهية والربوبية والأسماء الحسنى والصفات العلى ، والذي ما خلق الخلق الا ليعبدوه وحده لا شريك له" وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" ، لا ليعبدوا عباده الذين امرهم بان يبينوا للخلق أن العبادة لا تنبغي الا لله وحده لا شريك له ) ، فان الشخص اذا فعل هذا الامر فقد وقع في الشرك الاكبر الذي يحبط عمل صاحبه ويحرم على الجنة ويخلد في جهنم اذا مات عليه.
وقس على ذلك سائر العبادات صغرت ام كبرت كالذبح والنذر واعتقاد النفع والضر اواعتقاد ان فلان يهب الابناء او الرزق او الازواج او الخوف منه كالخوف من الله عز وجل او محبته كحب الله عز وجل او الاعتقاد بان غير الله يملك تصريف الامور او تقدير المقادير او ان غير الله يعلم الغيب وغيرها من العبادات وان كانت كمثقال الذرة او اصغر او اكبر .
واذكركم بما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرف الشرك الاكبر :
" أن تجعل لله ندا وقد خلقك".

يا عباد الله يا اماء الله اين عقولكم؟؟
اما سمعتم قول الله عز و جل : " مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون" العنكبوت-41
اما سمعتم قول الملك الجبار : " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم " . الاعراف-194
هل انتبهتم الى كلمة دون ؟؟؟ معناها كل ما عدا الله عز و جل ، فكل شيئ عدا الله عز و جل فهو دونه ، سواء رسول او نبي او ولي او ملك ، او اي شيئ ، افلا تبصرون ؟؟؟
هل نسيتم قول الله عز و جل : " قل من رب السموات و الأرض قل الله قل أفتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا قل هل يستوى الأعمى و البصير أم هل تستوي الظلمات و النور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيئ و هو الواحد القهار " . ، الرعد-16
هل نسيتم قول الله عز و جل : " أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي و هو يحيي الموتى و هو على كل شيئ قدير ". ،الشورى-9
هل غفلتم عن قول الله عز و جل : " من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما إتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم " الجاثية-10
هل رأيتم؟؟؟ و هل انتبهتم الى الآيات السابقة؟؟؟ هل رأيتم كم مرة تكررت كلمة أولياء ؟؟؟
كم من الناس أشركوا الأولياء الصالحين في صفات الله جل عز وجل و جعلوهم أندادا لله عز و جل تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، و جعلوا لهؤلاء الاولياء من القدرات والصفات ما لا ينبغي الا لله وحده لا شريك له ، فوقعوا بذلك في الشرك الأكبر الذي يحبط الله تعالى به العمل و يدخل صاحبه في جهنم و يحرمه على الجنة اذا مات عليه ، فأضاعوا دينهم و دنياهم و خسروا كل شيئ و هلكوا هلاكا ليس بعده نجاة و خسروا خسرانا مبينا و العياذ بالله ، نسأل الله العفو و العافية و السلامة .
أما سمعتم قول الله عز و جل :" و الذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم و لا أنفسهم ينصرون " الأعراف-197
ألم تنتبهوا الى كلمة دونه ؟؟؟!! معناها اي شيئ دون الله و كل ما عدا الله جل جلاله فهو دونه . سواء رسول او نبي او ولي او ملك او اي شيئ ، أفلا تتدبرون ؟؟؟
يا عباد الله اقروا قول الجبار جل جلاله :" قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فى السماوات و لا فى الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير " . ، سبأ-22
أما قرأتم قول الله عز و جل :" و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير ". ، فاطر-13-14
هل نسيتم قول العظيم الجبار : " و يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء و هم يجادلون فى الله و هو شديد المحال له دعوة الحق و الذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيئ إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه و ما دعاء الكافرين إلا فى ضلال " الرعد-14
اما سمعتم قول الله تعالى : " و الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا و هم يخلقون "،النحل-20
اقرؤوا قول الحكيم الخبير : " قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا و نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ". ،الانعام-71
و اسمعوا قوله سبحانه و تعالى :" يدعوا من دون الله ما لا يضره و ما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد " . الحج-12
وتذكروا قول الله جل جلاله : " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم و لا تحويلا ". ،الاسراء-56
وتفكروا في قول الله تعالى : " و من أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة و هم عن دعائهم غافلون " . ،الاحقاف-5
وقوله جل جلاله :" قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون".الزمر-38
اما سمعتم قول العزيز القهار : " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو " الانعام-17
اما قرأتم قول الله عز و جل : " قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا " الفتح-11
فيا عباد الله و يا اماء الله : اعلموا انه لا إله الا الله ، و اعلمو انه ما سوى الله و ما عدا الله و ما خلا الله هم خلق الله و عباده الضعفاء الفقراء الأذلاء لله عز و جل و لا يملكون لأنفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا .


يا عباد الله .. يا اماء الله ..
ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال؟؟؟
من هو أفضل الانبياء والأولياء و الصالحين والأتقياء والمرسلين والزاهدين والعابدين وأفضل الخلق أجمعين على الاطلاق؟؟؟
انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
انه افضل الخلق على الإطلاق ، انه الذى اصطفاه الله عز و جل على خلقه اجمعين فهو صلى الله عليه و سلم خير خلق الله اجمعين ،
الذى لم تكن له مجرد بعض الكرامات فقط ، بل كانت له المعجزات الخارقة ،
فقد ولد صلى الله عليه و سلم شاخصا ببصره الشريف الى السماء و مشيرا بسبابته الشريفة بالتوحيد ،
و أضاء نور لمولده الشريف ، و انخمدت عند ولادته الشريفة نار المجوس ، و سقطت شرفات من ايوان كسرى ، باذن الله تعالى ،
و كان يمشي و الغمام يظلله باذن الله تبارك و تعالى ،
و انشق له القمر باذن الله جل جلاله ،
و أعرج به الى سدرة المنتهى و وصل مكانا لم يصله مخلوق قبله صلى الله عليه و سلم وقد قال له جبريل عليه السلام و هو أمين الوحي لو تقدمت انا لاحترقت و لو تقدمت أنت لاخترقت،
و تفجر الماء من بين أصابعه الشريفة باذن الله تعالى ،
و كان السحاب يتبع حركة يديه الشريفتين بالمطر باذن الله تعالى ،
و سلم عليه الحجر،
و بكى لفراقه الجذع ،
و شكى اليه البعير ،
و كان طعام الثلاثة يكفى الجيش حين يدعوا عليه باذن الله تبارك و تعالى ،
وتنزل عليه كلام الله العزيز الجبار الذي نتعبد بتلاوته ،
وما ينطق الا وحيا ،
و اؤتمر ملك الجبال بامره ،
و هو صاحب الحوض المورود ، و المقام المحمود ،
و صاحب اعلى منازل الجنة ،
و هو صلى الله عليه و سلم صاحب الشفاعة الكبرى باذن الله تبارك و تعالى علوا كبيرا ،
وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ،
و غيرها الكثير الكثير الكثير جدا جدا جدا من المعجزات و الاصطفاءات منذ مولده و حتى مماته بأبى هو و أمى صلى الله عليه و سلم..
ولكن بعد هذا كله اسمعوا لوصاياه و اقواله صلى الله عليه و سلم و اسمعوا لخطاب الله جل جلاله له عليه الصلاة والسلام فداه ابى و امى ،وروحي و دمي ومهجتي و كل غال عندي ،
اسمعوا بالله عليكم لوصية إمام الأنبياء و الأولياء و الصالحين و الأتقياء ، اسمعوا وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لنا :
قال صلى الله عليه و سلم : " اذا سألت فاسأل الله ، و اذا استعنت فاستعن بالله ، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك الا بشيئ قد كتبه الله لك ، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيئ لم يضروك الا بشيئ قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف " . ،
لم يقل صلى الله عليه و سلم اسألنى او استعن بى او نادنى عند الكرب او ادعونى ، بل قال إسأل الله و استعن بالله وحده لا شريك الله ،
و اسمعوا بالله عليكم لقوله عليه الصلاة والسلام لابنته فاطمة عليها السلام :
"إنى لا أغني عنك من الله شيئا " .
وقال صلى الله عليه و سلم لعشيرته الأقربين من قريش : " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ، أنقذوا انفسكم من النار ، فانى لا أملك لكم ضرا و لا نفعا و لا أغني عنكم من الله شيئا ". ،
و تفكروا فى قوله صلى الله عليه وسلم حينما أخبر أصحابه عليهم الرضوان بأنه لن يدخل الجنة أحد بعمله الا أن يتغمده الله تعالى برحمته و يدخله الجنة ، فتعجب الصحابة و قالوا : و لا أنت يا رسول الله ؟؟! فرد عليهم الحبيب صلى الله عليه وسلم ، رد عليهم خير الرسل والانبياء رد عليهم امام الأولياء و خير الصالحين و الاتقياء ، رد عليهم حبيب الرحمن و خليله بقوله :" و لا أنا الا أن يتغمدنى الله برحمة منه " ،
و اسمعوا لامره صلى الله عليه وسلم لصحابته و لنا معهم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم ، انما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله و رسوله" ،
و قد غضب صلى الله عليه وسلم اشد الغضب حين قال له احدهم " ما شاء الله و شئت " فاحمر وجهه صلى الله عليه و سلم من الغضب فداه ابى و امى و قال للرجل " أجعلتنى لله ندا؟! بل ما شاء الله وحده " ،
يا عباد الله و امائه الم تسمعوا قول الله عز و جل مخاطبا نبيه و رسوله صلى الله عليه و سلم بقوله : " ليس لك من الأمر شيئ " . آل عمران-128
سبحان الله ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال ؟؟؟ اذا كان خير الخلق و إمام الأولياء و الصالحين و الأنبياء و الأتقياء ، ليس له صلى الله عليه و سلم من الأمر شيئ ، فهل يعقل أن الشيخ الفلانى او الولى الفلانى او الامام الفلانى له شيئ من الأمر ؟؟؟!!! افلا تعقلون؟؟؟!!،
و اسمعوا لقول الله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم ان يقول: " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء" . الاعراف-188

و اسمعوا لقول الله جل جلاله مخاطبا نبيه و حبيبه و خليله و رسوله و خير خلقه يأمره بأن يقول: " قل إنى لا أملك لكم ضرا و لا رشدا" الجن-21،
و اقرؤوا ايضا قول الله عز و جل يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقول:
" قل لا أقول لكم عندى خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول لكم انى ملك " الأنعام-50
يا اصحاب العقول اذا كان خير الخلق عليه الصلاة و السلام لا يعلم الغيب ولا ينفع و لا يضر، فهل يعقل ان ينفعك او يضرك او يعلم الغيب من هو دونه سواء ولى من الاولياء الصالحين او شيخ من الشيوخ او غيرهم؟؟؟!!
" مالكم كيف تحكمون "
انسيتم ان الله قد ارسل خير خلقه اجمعين عليه الصلاة وأتم التسليم ليخبر الناس انه لا اله الا الله ، ولينذرهم من اشراك غير الله مع الله ، وليحذرهم عاقبة الشرك ، وقد ارسل الرسل من قبله بنفس الرسالة وهي رسالة التوحيد، فقد قال الله عز وجل :
" وما أرسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه أنه لا اله الا أنا فاعبدون" الانبياء-25، فوظيفته صلى الله عليه وسلم ووظيفة كل الانبياء والرسل من قبله هي ان يعلموا الناس توحيد الله عز وجل في كل شيئ وان يحذروا من الشرك،
فكيف بالله اذا كانت من وظيفته هي اخبار الناس وارشادهم وتعليمهم ان العبادة لا توجه الا لله وحده وان الخالق هو الله وحده وان الرازق هو الله وحده وان النافع والضار هو الله وحده وأن الشافي هو الله وحده وانه لا يعلم الغيب الا الله وحده وان الدعاء والذبح والنذر لا يكون الا لله وحده وانه لا يعلم الغيب الا الله وحده لا شريك له ،
كيف من كانت هذه رسالتهم ووظيفتهم ان نجعلهم آلهة تعبد من دون الله؟؟؟
فكيف بمن هو دونهم من الاولياء والصالحين؟؟
اننا اذا دعونا غير الله او ذبحنا لغير الله او نذرنا لغير الله او اعتقدنا ان غير الله ينفع ا يضر او يحيي او يميت او يشفي او يرزق او يعلم الغيب ، فما فائدة ارسال الرسل اذا؟!!!
اننا ان فعلنا ذلك فاننا ننقض حينها الرسالات والغاية من ارسال الرسل .
ان الله تعالى قد خلق الخلق وارسل الرسل وجعل الجنة والنار من اجل ان يعبد وحده ولا يشرك به شيئا وارسل الانبياء والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام بهذه الرسالة وكانت هذه هي وظيفتهم ...
فما الفائدة اذا عبدنا هؤلاء الرسل الكرام عليهم الصلاة السلام من دون الله؟؟؟
وهم صفوة الخلق(تفكروا في كلمة خلق..وليسوا خالقين، فهم عليهم الصلاة والسلام ومهما بلغت منزلتهم ومكانتهم فهم عبيد لله وليسوا آلهة ، ولأنهم أعبد الخلق لله رب العالمين فهم أشرف الخلق)
او عبدنا من هم ادنى منهم سواء من الاولياء او الصالحين او غيرهم او اي شيء من دون الله...
انهم ( اي النبياء والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام)قد ارسلوا ليخبرونا ان الدعاء عبادة ولا ينبغي الا لله عز وجل وان النذر كذلك وان الذبح كذلك وهكذا سائر العبادات ، وجاءوا ليخبرونا ان النافع هو الله وحده لا شريك له وان الضار هو الله وحده لا شريك له وان الذي يهب الذرية هو الله وحده لا شريك له وان الذي يتصرف في الكون ويقدر المقادير هو الله وحده لا شريك له وان الذي يعلم الغيب هو الله وحده لا شريك له وغيرها من العبادات والامور التي لا تبغي الا لله وحده لا شريك له ،
ثم ياتي اناسا يدعون ويفترون ان عبدا من عبيد الله يعلم الغيب او يرزق او ينفع او يضر او يتصرف في الكون او يقدر المقادير او انه يسمع الدعاء ويجيب ويكشف الضر ويشفي المريض ويدعونه وينذرون له ويذبحون له من دون الله ، فيشركونهم مع الله عز وجل ويجعلونهم اندادا لله عز وجل ويتخذونهم أولياء وأربابا وآلهة من دون الله عز وجل ،
تعالى الله عن شركهم وكذبهم وافترائهم علوا كبيرا .
الم تسمعوا قول الله عز و جل : " قل لا يعلم من فى السموات و الأرض الغيب الا الله " النمل-65،
وقوله تعالى : " فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين " يونس-20
وقوله جل جلاله : " ولله غيب السموات و الأرض واليه يرجع الأمر كله "
هود-123
يا عباد الله اسمعوا لقول الله عز و جل مخاطبا عبده و رسوله الحبيب صلى الله عليه وسلم :
" إنك لا تهدى من أحببت و لكن الله يهدى من يشاء "
القصص-56،
و اسمعوا لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".
فارجعوا و توبوا و أنيبوا و أقلعوا و كفوا و اندمو ا قبل فوات الأوان ، فما أسرع الاجل وما اقرب الموت ، واياكم و الاستهوان بالامراو تبسيطه فان الله جل جلاله سمى هذه الافعال و المعتقدات شركا وجعل جزائها احباط العمل والخلود فى جهنم اذا مات الانسان عليها قبل أن يتوب منها .
ألا هل بلغت ..
الا هل بلغت ..
الا هل بلغت ..
اللهم فاشهد .
يا عباد الله .. يا اماء الله .. يا اصحاب الحاجات .. يا اصحاب المصائب ..يا اصحاب الامراض و العاهات و الكربات .. يا اهل البلاء .. يا من ابتلى بمرض او عاهة او سحر او عين او اذى او عقم اوعدم زواج او مصيبه او داهية ، او اى نوع من المصائب والبلايا ، يا من امتلئت صدورهم بالهموم و الغموم و الاحزان والآلام :
من لكم غير أرحم الراحمين ؟؟؟
من لكم غير الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ؟؟؟
من لكم غيرالذى له الخلق كله و له الملك كله و له الامر كله وحده لا شريك له؟
من لكم غير رب السماوات السبع و رب الأرضين و رب ما فيهن و ما عليهن و ما بينهن و رب العرش العظيم؟
من لكم غير الذى يقول للشيئ كن فيكون وحده لا شريك له ؟
من لكم غير الذى مقاليد كل شيئ بيده جل جلاله وحده لا شريك له ..
من لكم غير العزيز الجبار ؟؟
من الرزاق؟ من الوهاب؟ من الخالق؟ من الرب؟ من البارئ؟ من الاله؟ من المحيى؟ من المميت؟ من النافع؟ من الضار؟ من الوكيل؟ من الحفيظ ؟ من المقيت؟ من المعيذ ؟
من الحسيب؟ من الرقيب؟ من الكافي ؟
من الذى له الأسماء الحسنى و الصفات العلى ؟؟؟
انه الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له .
فاتجهوا اليه ، و التجئوا اليه ، و احتموا به ، و استعيذوا به ، و توكلوا عليه ، و لا تدعوا الا اياه ، و لا تستعينوا الا به ، و لا تستغيثوا الا به ، و لا تتوكلوا الا عليه ، و لا تعبدوا الا اياه جل جلاله و تقدست أسماؤه وتعالت صفاته ولا اله غيره وحده لا شريك له . ،
و أبشركم بقول الله عز و جل : " وتوكل على الله و كفى بالله وكيلا " الأحزاب-3
أسمعتم ؟؟ كفى بالله وكيلا ،
و قوله جل جلاله : " و من يتوكل على الله فهو حسبه " الطلاق-3،
اي كافيه من كل شيئ ،
و اسمعوا هذه البشارة : قال الله عز و جل فى الحديث القدسي:" يا ابن آدم لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " .
واسمعوا قول النبي صلى الله عليه و سلم : " من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، و من لقيه يشرك به شيئا دخل النار " ،
اسمعوا قول الله عز و جل : " أمن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء " النمل-62
هو الله وحده لا شريك له ، هو وحده جل جلاله الذي يسمع الدعاء و يجيب السائلين و يغيث المستغيثين و ينجي المكروبين و يؤمن الخائفين و يجيب المضطرين و يكشف السوء بفضله و برحمته وحده لا شريك له .
واسمعوا قول الله جل جلاله : " و إذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان " البقرة-186 . ،
يا عباد الله ويا اماء الله : ان الله جل جلاله قريب مجيب سميع بصير ، احاط بكل شيئ علما و أحصى كل شيئ عددا ، و لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموات و لا في الارض ، و لا تخفى عليه خافية جل جلاله و لا تغيب عنه غائبة ، و السر عنده جهر، و الغيب عنده شهادة ،
علم ما كان و ما يكون و ما سيكون و ما لم يكن لو كان كيف سوف يكون تبارك و تعالى علوا كبيرا ،
هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة .
لا تحتاج الى واسطة بينك و بينه جل جلاله ،
حتى ان الله جل جلاله فى الايات التى كان الناس يستفسرون فيها ويسألون و يستفهمون عن اشياء معينة و يستفتون رسول الله عنها ، كان الله تعالى يأمر نبيه و رسوله صلى الله عليه و سلم ان يجاوبهم بقوله جل جلاله " قل " ،
مثلا : قال الله عز و جل : " ويسئلونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا " الإسراء-85،
و فى قوله جل جلاله : " يسئلونك عن الأهلة ، قل هي مواقيت للناس والحج " البقرة-189 ،
و فى قوله جل جلاله : "و يسئلونك عن المحيض ، قل هو أذى " البقرة-222
وفي قوله جل جلاله : " ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير " البقرة-220
وفي قوله عز و جل : " يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله و الرسول " الأنفال-1
وفي قوله عز و جل : " ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا " طه-105
وفي قوله تعالى : " يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات " المائدة-4
و هكذا الا حينما كان الكلام عن الدعاء فلم يقل الله جل جلاله : "قل" ، و لكن حتى كلمة "قل" لم يذكرها الله جل جلاله و جاءت الاجابة مباشرة لكي نعلم انه ليس بيننا و بين الله وسيط و لا تحتاج الى وسيط بينك و بين الله جل جلاله ،
فقد قال الله عز و جل : " و إذا سألك عبادي عني فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " البقرة-186 ،
حتى لو كان الداعي قد غرق في ذنوبه و اسرف على نفسه بالمعاصي فقد قال الله عز و جل : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم "الزمر-53
و انظروا لكلمة يا عبادي كم تحمل من الرحمة و الحنان والود و المغفرة و الرأفة و الحلم و التوبة و العفو، فالحمد لله الحنان المنان بديع السموات و الأرض لا إله إلا هو سبحانه ذو الجلال و الاكرام ، الغفور الرحيم ، العفو الكريم ، أرحم الراحمين ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، الودود ،الرؤوف لا إله إلا هو رب العرش العظيم .
وقال الله عز و جل : " و الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون ، أولئك جزآؤهم مغفرة من ربهم و جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، و نعم أجر العاملين " آل عمران-135
وقال عز و جل : " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " النساء-110
وقال الله جل جلاله : " واستغفر الله إن الله غفورا رحيما " النساء-106
و قال الله تعالى : " استغفروا ربكم إنه كان غفارا " نوح-10
وقال الحكيم الخبير: " أفلا يتوبون الى الله و يستغفرونه والله غفور رحيم " المائدة-74 ،
و قال الله عز و جل " و هو الذي يقبل التوبة عن عباده و يعفو عن السيئات " الشورى-25
وقال تبارك و تعالى : " فمن تاب من بعد ظلمه و أصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم " المائدة-39 ،
وقد أخبر صلى الله عليه و سلم أنه من قال : " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب اليه " ، غفرت ذنوبه و لو كان فر من الزحف" ،
و اخبر عليه الصلاة والسلام ان من قال " سبحان الله و بحمده مائة مرة غفرت ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر " ،
و غيرها الكثير الكثير الكثير جدا جدا جدا من صيغ الاستغفار و الاعمال المكفرة للذنوب ، فانظر الى كرم الله و فضله و سعة رحمته وكمال مغفرته و عفوه و كرمه و تجاوزه و توبته و حلمه جل جلاله ،
فالحمد لله الرحمن الرحيم ، أرحم الراحمين ، رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، الحنان المنان بديع السموات و الأرض ذو الجلال و الاكرام ، الغني الكريم ، العزيز الوهاب ، التواب الحليم ، العفو الكريم ، الغفور الرحيم .
فأنت و أنتي لا تحتاجين الى أحد مع الله حين توحده او توحديه حق التوحيد جل جلاله ، بل تتوجه الى الله جل جلاله مباشرة و تلتجأ اليه و تدعوه و ترجوه و تستغفره و تتوب اليه و تحتمي به و تتوكل عليه وحده لا شريك له .
و قد اخبر الحبيب صلى الله عليه و سلم أنه ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله عز و جل إلا غفر الله له ذلك الذنب ،
أرايتم التوحيد!!! مباشرة إلتجأ الى الله عز و جل بالصلاة و الدعاء و الإستغفار ، و لا تلتجأ الى أحد غيره جل جلاله ،
فقد كان صلى الله عليه و سلم إذا حزبه امر فزع الى الصلاة ، وكان يقول لبلال بن رباح رضي الله عنه و أرضاه ان يؤذن للصلاة بقوله : " أرحنا بها يا بلال " كيف لا تكون الراحة و هي الصلة بين العبد و ربه ،
و قد اخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء .
فانطرح بين يدي جبار السماوات و الأرض في جوف الليل الآخر و ناجه و ادعه و اسأله جل جلاله واشكوا اليه همك وغمك وحزنك واستغفره لذنبك وتذلل اليه وانكسر بين يديه وحده لا شريك له .
واسمعوا هذه البشارة والمنة والهدية الربانية والوعد الا لهى:
" و قال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين " غافر-60.
هل سمعتم؟؟؟ ان الله جل جلاله يأمرنا أن ندعوه ، و قد توعد الله الذين لا يدعونه بأنهم سيدخلون جهنم داخرين ،
و قد أشار الله تعالى للدعاء بالعبادة ، وسماه عبادة و هذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة " ، فكيف تدعوا غير الله ؟؟؟ أتعبده مع الله وتشركه مع الله وتساويه بالله جل جلاله ؟؟؟كيف كيف؟؟؟ " مالكم كيف تحكمون "
و قوله عليه الصلاة و السلام فداه أبي و أمي و روحي و دمي و مالي و أهلي ومهجتي و كل غال عندي ، قوله عليه الصلاة و السلام : " الدعاء مخ العبادة " .

ياعباد الله و يا اماء الله :
اياكم ان تقولوا لي لا تضخم المواضيع ،
اوتقولوا لي لا تعقد المواضيع ،
او تقولوا لي لا تتشدد و لا تتزمت ،
فاني اخاطبكم بالأدلة القاطعة و البراهين الساطعة من كتاب الله عز و جل و من سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ،
وليس في الأمر مثقال ذرة من تزمت او تعنت ، فانا أدعوكم و نفسي الى السعادة و الفوز و الفلاح و النجاح و الطمأنينة و النجاة و السلامة و الرضى و الراحة والأمن والنجاة من كل شر وسوء و الأمان من العذاب والخير في الدنيا و الآخرة المتمثل في توحيد الله عز و جل توحيدا لا شرك فيه ،
فقد قال الله عز و جل : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " الأنعام-82
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن المقصود بالظلم في هذه الآية هو الشرك كما جاء في قول الله عز و جل : " إن الشرك لظلم عظيم " لقمان-13

والله الذي لا إله غيره أني أحب لكم الخير و ادعوكم للخير
وأعوذ بالله أن أكون من الغالين او المتزمتين او المتنطعين او المتشددين ،
فأنا أعلم أن الدين يسر ، ورحمة ، و هدى ونور وحق ، و سعادة , وأمان و طمأنينة ، و راحة ، وهناء ،
ونحن أمة مبشرة غير منفرة ،
وأعلم علم اليقين انه ما شاد الدين أحد الا غلبه ،
وأشهد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أرحم الناس
وكان ألين الناس جانبا ،
و كان أطيب الناس عشرة ،
و أكثر الناس تواضعا ،
و أكثر الناس رحمة،
وهو صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله عزو جل رحمة للعالمين ،
وهو صلى الله عليه و سلم أكثر الناس بشرا و حبا للخير ،
و يخاف علينا
بأبي هو و أمي صلوات ربي و سلامه عليه ،
وأمرنا : أن يسروا ولا تعسروا ،
وبشروا و لا تنفروا ،

وأخبر صلى الله عليه و سلم : انه ما كان اللين في شيئ الا زانه ،
وما نزع من شيئ الا شانه ،

وليس هناك تعارض بين هذا و ذاك
فان توحيد الله عز و جل توحيدا خالصا من كل شرك، هو الفوز و النجاح و السعادة و الراحة والأمان و الطمأنينة و السلامة و الفلاح والفوز والهناء والنجاة في الدنيا و الآخرة ،
وإياكم ثم إياكم ان تنخدعوا بالتهم التي يطلقها شياطين الانس و الجن على كل من يدعوا الى التوحيد الخالص لله عز و جل و ينهى عن الشرك به او يحذر الناس من الشرك و الوانه ،
فان شياطين الجن و الانس المستفيدين من اضلال الناس ومن جهل الناس ، يتهمون كل من دعى الى التوحيد و حذر الناس من الشرك باقسى التهم زورا و بهتانا ،
ان شياطين الانس و الجن هؤلاء يرمون كل من دعى الى افراد الله عز و جل بالعبادة ، و التبرأ والتخلص من الشرك و أهله ، يرمونه بأقبح التهم ، و ينشرون هذه التهم بين الناس ، و يطلقون على اهل التوحيد مسميات باطلة تنفر الناس منهم ،
فمرة يسمون أهل التوحيد بالمتزمتين ، ومرة بالمتشددين ومرة بالوهابيين ومرة بالمتعصبين ، وغيرها من التهم و الصفات المنفرة ،،
ليصدوا عن سبيل الله عز و جل و يبغونها عوجا ، ولكي يظل الناس على غفلتهم ، وجهلهم ،
و لكي يجعلوا الناس يسدوا آذانهم عن كل من دعى الى توحيد الله عز و جل توحيدا خالصا لا شرك فيه ، ويعرضوا عن دعوته لهم ،
و يدعون الناس الى اصدار احكام مسبقة على كل من دعى الى التوحيد ،
ولا عجب في ذلك !!! فلقد سبقهم الى ذلك اهل الباطل و الضلال الاوائل ، فكم اتهموا خير خلق الله عز و جل ، المبعوث رحمة للعالمين ، بشيرا و نذيرا و داعيا الى الله باذنه و سراجا منيرا ، الذي جاء بالهدى ودين الحق و البينات و النور المبين من عند الله عز و جل ، كم اتهموه صلى الله عليه و سلم بأقسى التهم الباطلة ، و كم اشاعوا عنه التهم الزائفة ، زورا و بهتانا و صدا عن سبيل الله عز و جل ،
فمرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالجنون ،
ومرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالكهانة ،
و مرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بأنه شاعر ،
و مرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالكذب ،
و مرة يتهمونه صلى الله عليه و سلم بالسحر ،
حاشاه بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه ،
و كم حذروا الناس منه و من دعوته حتى ان كثيرا من الناس قد صدقوا هذه التهم الباطلة و الاشاعات الزائفة ،
فكان كثير من الناس حين يحضر الى مكة يسد اذنيه بالقطن مخافة ان يسمع كلام النبي صلى الله عليه و سلم مخافة ان يسحر بكلامه ،
أرايتم الى اي درجة قد تنتشر هذه التهم الباطلة و الاشاعات الزائفة و المسميات المنفرة بين الناس و تسيطر على عقولهم ؟؟؟
ولقد حذرنا الله عز و جل من هؤلاء المضلون الصادون عن سبيل الله عز و جل ،
فلقد قال الله عز و جل : " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ، وان أطعتموهم إنكم لمشركون" سورة الأنعام-121
و قال الله تعالى : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون ، ولتصغى اليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون ، أفغير الله أبتغي حكما و هو الذي أنزل اليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ، و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا ، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ، إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون ، إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين " الأنعام 112-117

يا عباد الله و يا اماء الله :
اياكم ان تضلوا أو ان يلتبس عليكم الامر بهذه الشبهة : تقولون اننا ندعوا هؤلاء الاولياء الصالحون و نذبح لهم و نتقرب اليهم لان لهم جاه و شفاعة وكرامة ومعرفة وكشف و مكانة عند الله عز و جل ، فنحن نتقرب الى الله تعالى بهم !!!
واعلموا ان هذه الشبهة هي التي ضل بها أهل الجاهلية الاولى : فانهم قالوا كما أخبر عنهم الله جل جلاله: " والذين اتخذوا من دونه أولياء ، ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ، إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار " سورة الزمر-3
واقرأوا قول الله عز و جل : " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته انه لا يفلح المجرمون ، ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه و تعالى عما يشركون " يونس17-18
هل انتبهتم الى كلمة : من دونه أولياء؟؟؟
وهل انتبهتم الى كلمة : الا ليقربونا الى الله زلفى ؟؟؟ اي اتخذوهم وسائط بينهم وبين الله عز وجل زعما منهم ان لهم جاه وكرامة ومكانة عن الله عز وجل ...
وهل انتبهتم الى كلمة : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ؟؟؟
هؤلاء الجهلة : اتخذوا الاصنام اولياء و شفعاء و وسائط بينهم و بين الله عز و جل ، فسمى الله عز و جل فعلهم شركا و سمى اصنامهم اولياء من دون الله ،
ولا فرق بين من اتخذ صنما شريكا مع الله او اتخذ عبدا من عباده او ملكا او نبيا شريكا معه جل جلاله ، فالمحصلة النهائية انه أشرك مع الله أحدا ، فحبط بذلك عمله و حرم على الجنة و كان مصيره في جهنم خالدا فيها و خسر خسرانا مبينا حين مات على شركه ،
واقرأوا قول الله تبارك وتعالى : " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا " الكهف-110 ،
هل انتبهتم الى كلمة أحدا ؟؟؟ أي لا تشرك أي احد مع الله عز و جل في عبادتك ، اي احد ، سواء ولي صالح او نبي مرسل او ملك مقرب او صنم او شجر او حجر او اي شيئ ،
و انتبهوا ايضا الى هذا الامر الشديد الشديد الاهمية:
وهو أن اهل الجاهلية الاوائل : كانوا يؤمنون بأن الله تعالى هو الرب ،
فقد قال الله عز و جل :
" ولئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله ، قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله ان أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ، قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون " سورة الزمر -38
هل رأيتم ؟؟؟ انهم كانوا يؤمنون بان الله هو الرب ، و لكن ضلالهم كان في توحيد الألوهية فانهم كانوا يصرفون جزءا من عبادتهم لغير الله تعالى ،
فقد كانوا يدعون غير الله تعالى و يذبحون لغير الله و ينذرون لغير الله و يطلبون الشفاء و الولد و البركة من غير الله ، و يحبونهم كحب الله و يعظمونهم كتعظيم الله و يخافونهم كخوفهم من الله جل جلاله و يتوكلون عليهم و غيرها من الاعمال التى سماها الله شركا ،
ونسوا أن معنى" لا إله إلا الله " و التي من أجلها خلق الله تعالى الخلق :
قال الله عز وجل : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " الذاريات - 56
هل انتبهتم ؟؟؟ خلق الله تعالى الخلق لعبادته وحده لا شريك له ،
لا لكي يعبدوا أحدا من دونه جل جلاله ، ولا ليعبدوا خلقا من خلقه ، ولا ليصرفوا جزءا من عبادتهم الى عبيد من عبيده ،
كيف يشركون العبد المخلوق المرزوق ، في عبادة الإله الخالق الرازق الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ،
كيف؟؟؟ كيف؟؟؟كيف؟؟؟
إنا لله وإنا اليه راجعون ، " مالكم كيف تحكمون " الصافات - 154
لذلك كان جزاء من يشرك أحدا مع الله عز وجل ، هو حبوط العمل والتحريم على الجنة والخلود في جهنم وبئس المصير، إن مات على شركه قبل أن يتوب .
ومن أجل " لا إله إلا الله " : أرسل الله تعالى الأنبياء الرسل عليهم الصلاة والسلام ،
قال الله عز وجل : " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون " النحل – 3
وقال الله تعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء - 25
ولو وضعت السموات و الارض فى كفة ووضعت " لا إله إلا الله " في كفة لرجحت بهن
" لا إله إلا الله " ،
نسوا أن " لا إله إلا الله " هي مفتاح الجنة ، و أساس كل شيئ ، و هي النجاة و السعادة و الفلاح و النجاح و الفوز في الدنيا و الاخرة ،
ما علموا أن معنى " لا إله إلا الله" :
أي لا معبود بحق إلا الله
أي لا تصرف عبادتك الا لله وحده لا شريك له ، فله الألوهية وحده لا شريك له ، و له الربوبية وحده لا شريك له ، و له الأسماء الحسنى و الصفات العلى وحده لا شريك له ،
فلا يغنيك توحيد الربوبية وحده ،
و لا يغنيك توحيد الالوهية وحده ،
و لا يغنيك توحيد الأسماء و الصفات وحده ،
بل لا يغنيك و لا ينجيك و لا يكفيك إلا اجتماع هذه الاقسام الثلاثة فيك ،
إعتقادا بالقلب و قولا باللسان و عملا بالجوارح ،
واعلموا أن " لا إله إلا الله " ، هي اعتقاد في القلب ، و قول باللسان ، و تطبيق بالجوارح ،
فلا يغني عنك اعتقادك بها في قلبك اذا كان عملك مناقضا لها ( فمثلا كم من الناس يكون امام الضريح و هو يردد بلسانه " لا إله إلا الله "
و اثناء ذلك يمارس الشرك الأكبر و ينقض توحيد الألوهية حين يدعوا صاحب الضريح او يذبح له اويطوف به او يسأله الولد والبركة و الشفاء وغيرها من انواع العبادة ، فهو قد اشرك صاحب الضريح بعبادته مع الله عز وجل ، فهو يدعو الله ويدعوا معه هذا الولي ، ويذبح لله ويذبح ايضا لصاحب القبر ، ويطلب الذرية من الله ويطلبها ايضا من صاحب الضريح او القبة ، وهكذا قس على باقي العبادات ، فأشرك بذلك شركا أكبرا ، حينها لا تغني عنه " لا إله إلا الله " بل يكون جزاءه حينها احباط العمل والتحريم على الجنة والخلود في جهنم وخسارة الدين والدنيا والآخرة إن مات على ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا اليه راجعون وإلى الله المشتكى .
و كذلك لا يغني عنك قولها اذا كان اعتقادك مناقضا لها ،
وهكذا يجب اجتماع أركان " لا إله إلا الله " الثلاثة في قلبك ( و هي أي الأقسام الثلاثة) :
اولا : توحيد الألوهية : ومعناه افراد الله عز وجل بجميع انواع العبادة قولا وعملا ظاهرة وباطنة صغيرة وكبيرة حسية ومعنوية ، أي لا تصرف عبادتك إلا لله وحده لا شريك له ، حبا و تعظيما وخوفا و رجاء ، فلا تدعوا إلا الله وحده لا شريك له ، ولا تذبح إلا لله وحده لا شريك له ، ولا تنذر إلا لله وحده لا شريك له ، وهكذا قس على كل العبادات والقربات والنسك ،
فالعبادة لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له ،
ومعنى الشرك في العبادة : أن تدعوا الله وتدعوا معه عبدا من عبيده ، فتشركه بذلك في عبادتك مع الله عز وجل ، او تذبح لله وكذلك تذبح للولي فتشركه بذلك في عبادتك مع الله عز وجل ، أو تطوف ببيت الله عز وجل ثم تطوف بالضريح او القبر او القبة فتشركه بذلك في عبادتك مع الله عز وجل ، وهكذا لا تشرك أحدا ( سواء ولي او عبد صالح او ملك او نبي او رسول او اي شيئ دون الله ) لا تشركهم في عبادتك مع الله عز وجل بل أفرد الله عز وجل وحده في عبادتك ، وأخلص دينك لله وحده لا شريك له ، وتبرأ من الشرك وأهله ، فلا توجه أي عبادة الا لله وحده لا شريك له ،
ثانيا : توحيد الربوبية : اي أن تعتقد و تؤمن إيمانا جازما أنه لا خالق و لا رازق ولا مدبر ولا متصرف في الكون إلا الله وحده لا شريك له وهو وحده له أفعال الربوبية كالخلق والرزق والاحياء والاماتة والملك والتدبير والتصريف وغيرها من أفعال الربوبية التي لا تنبغي الا لله وحده لا شريك له ، فلا يرزقك الولد أو الذرية أو المال أو الزوج أو أي شيئ آخر مهما صغر أو كبر ولو مثقال ذرة أو أصغر من ذلك ، إلا الله وحده لا شريك له ، ولا يخلق الذرية في الأرحام الا الله وحده لا شريك له ، ولا خالق إلا الله وحده لا شريك له ، ولو اجتمع الاولون والآخرون والمستقدمون والمستأخرون والصالحون والطالحون والأنس والجن ، فلم ولن يخلقوا ذبابة واحدة ولا أقل من ذلك ولا أكثر ،
فقد قال الله عز وجل : " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " الأعراف -54،
وقال جل جلاله : " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له" الحج-73
فكل شيئ محتاج لله عز وجل فقير لله عز وجل ، والله عز وجل غني عن كل شيئ فهو الصمد وحده لا شريك له .
ثالثا : توحيد الأسماء و الصفات : أي أن تثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات ، وأن تؤمن أيضا بما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم لله عز وجل من أسماء وصفات ، أن تؤمن بها ايمانا جازما بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تحريف ، وأن تنفي عن الله وتنزهه جل جلاله عن كل صفات النقص المنافية لصفات الكمال فهو له الكمال المطلق ، وأن تعتقد و تؤمن إيمانا جازما أن الأسماء الحسنى و الصفات العلى هي لله وحده لا شريك له ، فهو الشافي وحده ، فلا يشفيك إلا الله وحده لا شريك له ، و هو الحفيظ وحده ، فلا يحفظك إلا الله وحده لا شريك له ، و هو الوكيل وحده ، فلا تتوكل إلا عليه وحده لا شريك له ،
و هو السميع المجيب وحده ، فلا يسمع دعائك و لا يجيبه إلا الله وحده لا شريك له ، وهو النافع وحده فلا ينفعك إلا الله وحده لا شريك له ، وهو الضار وحده فلا يضرك إلا الله وحده لا شريك له ، و هكذا ، وحد الله عز وجل في صفاته ولا تشرك مخلوقا وعبدا من عبيده في صفات الله او تساويه بالله ، فلا تقل ان الله ينفعني وذلك الولي ايضا ينفعني ، او تقول ان الله يشفي وكذلك هؤلاء العبيد الصالحين يشفوا ، او تقول ان الله يحفظني وكذلك ذلك الولي أو الحجاب يحفظني وهكذا ، فلا تشرك العبيد المخلوقين المرزوقين في أسماء الله عز وجل وفي صفاته جل جلاله .
( طبعا هذا الشرح لكلمة " لا إله إلا الله " و أقسام التوحيد هو باختصار شديد ، وانصحكم بالتوسع في دراسة العقيدة ومعنى " لا إله إلا الله " و أركانها و شروطها و نواقضها و معنى "محمد رسول الله " و أركانها و شروطها و نواقضها،فلا اله الا الله: أي لا معبود بحق الا الله ، محمد رسول الله : أي نعبد الله على شريعة رسول الله وكما علمنا رسول الله باذن الله عز وجل .
فقد فرض الله علينا هذا العلم في قوله جل جلاله : " فاعلم أنه لا إله إلا الله "سورة محمد – الآية 19 ، والشهادتين هما ركن الاسلام الاول الذي تبنى عليه سائر الاركان فهما اساس البناء ، اذا صلح هذا الاساس فقد صلح البناء ان شاء الله ، وان فسد هذا الاساس فقد فسد البناء.
ومن أروع الكتب في العقيدة كتاب : شرح العقيدة الواسطية ) .

ألا هل بلغت ...
ألا هل بلغت ...
ألا هل بلغت ...
اللهم فاشهد.
فها أنا قد سقت لكم الأدلة الساطعة وأتيتكم بالبراهين القاطعة من الكتاب و السنة ،
واذكركم بقول الله عز و جل : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون " الأنبياء - 18
و يقول الله عز و جل : " فماذا بعد الحق إلا الضلال "يونس32
فما عليك إلا الاتباع و السمع و الطاعة ، فإن الحق هو ضالة المؤمن ، والحق أحق أن يتبع ،
واحذروا من ان تكونوا من الذين قال الله عز و جل فيهم : " وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآيتنا وكانوا عنها غافلين " الاعراف-146 ،
وتذكروا قول الله عز و جل : " يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه وأنتم تسمعون"
الانفال-20
وهآنتم قد سمعتم الأدله الساطعة و قرأتم البراهين القاطعة ،
فاحذر أن تكون من أهل الكبر الذين أخبر عنهم صلى الله عليه و سلم : من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يدخل الجنة و لم يجد ريحها ،
وقد شرح رسول الله صلى الله عليه و سلم ، الكبر بأنه :
" غمط الناس ، و بطر الحق " ،
هل سمعتم ؟؟؟ بطر الحق : أي رد الحق و رفضه و الاعراض عنه من بعد ما تبين لك استكبارا و اصرارا على الباطل ، وعصبية لرأيك أو رأي آباءك وأجدادك أو رأي مشائخك ، أو رأي طريقتك ،
واحذر أن تكون من الذين قال الله عز و جل فيهم : " وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، و إن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا " الاعراف-146 ،
و تذكر قول الله عز و جل :" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب " الزمر-18
و قوله جل جلاله : " وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " الاحزاب - 36 ،
و قوله تبارك و تعالى : " فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما " النساء-65،
و كن من الذين قال الله عز و جل فيهم : " و قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا و اليك المصير" البقرة -285
و اياك و اتباع هواك او هوى او طريقة غيرك مهما كان ، حين يتبين لك جهله والتباس الحق بالباطل عليهم والضلال الذي وقعوا فيه ، وخطئهم و مخالفتهم للشرع ، بل عليك اتباع الحق وحده و الانتهاء عن الباطل فورا فالمسألة مسألة مصير ، إما جنة وإما نار وبئس المصير ،
وإنه : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ،
حتى اباك و امك و هما اقرب الناس اليك ان جاهداك على ان تشرك بالله ما ليس لك به علم فلا تطعهما ، فقد قال الله عز و جل : " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون " لقمان-15
فما بالك بغيرهما و هواه ؟؟؟
و اقرأوا قوله جل جلاله : " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين " القصص-50
وقال الله عز و جل : " ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي و لا نصير " ،البقرة-120
واسمعوا قول الله عز وجل : " ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جآءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين " البقرة-145
واقرأوا قول الله عز و جل : " ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي و لا واق " الرعد-37
وقال الله تعالى : "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء " الاعراف3
وقال تبارك و تعالى : " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهوائكم قد ضللت اذا و ما أنا من المهتدين " الانعام -56
و قال الله عز و جل : " ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات و الأرض ومن فيهن " المؤمنون-71
وقد قال جل جلاله : " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب " سورة ص-26
و اياكم ثم اياكم ،، و احذروا أشد الحذر من الاصرار على الضلال و الباطل والجهل والخطأ من بعد أن يتبين لكم الهدى و الحق والصواب ، لمجرد انكم وجدتم ان من سبقكم يفعلون هذا الجهل ويفعلون هذا الباطل و هذا الضلال وهذا الخطأ ، ولمجرد انكم تربيتم و ترععتم و تنشأتم عليه ،
فان الباطل لا يتحول الى حق و لو اجتمع عليه اهل الارض جميعا اولهم و آخرهم و انسهم و جنهم ،
واعلم ان الحق هو الجماعة و لو كنت وحدك ، فإنه لما كان إبراهيم عليه السلام هو الموحد الوحيد على الارض ، سماه الله أمة ،
قال الله عز و جل : " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " النحل-120
وسمى كل من رغب عن الحق بالسفهاء ،
فقد قال الله عز و جل : " و من يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " البقرة-130 ،
يا عباد الله و يا اماء الله : هذه العصبية للآباء و الاجداد و الطرق و المشائخ قد ضل بسببها اكثر الاولون ، و هي أعظم اسباب الهلاك و الخسران ، و هي اعظم اسباب الاصرار على الباطل والضلال ،
فلقد قال الله تبارك وتعالى : " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدى ولا كتاب منير ، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير " ، لقمان -21-22
هل لاحظتم و انتبهتم الى انهم يجادلوا في الباطل و يسوقون الشبه و الأباطيل و يتبعون ما تشابه منه و يلبسون الحق بالباطل و يوحي إليهم شياطينهم ليجادلوا عن الباطل و ليزينوا الضلال بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير ، ثم اذا ظهر لهم الحق الهدى و النور وتبين لهم ذلك بالأدلة القاطعة وبالبراهين الساطعة ، رفضوا اتباع الحق ، بل اصروا على باطلهم ، ورفضوا اتباع الهدى وأصروا على ضلالهم ، ورفضوا اتباع النور وأصروا أن يتخبطوا في ظلماتهم ، فقط لانهم وجدوا آباءهم و اجدادهم و مشائخهم عليه ، فهلكوا و خسروا خسرانا مبينا ،
فاحذروا ان يكون حالكم مثلهم ، واتعظوا بهم و اعتبروا بمآلهم ،
واسمعوا قول الله عز و جل : " بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مهتدون ، وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مقتدون ، قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون ، فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين " الزخرف 22-25
واقرءوا قول الله عز و جل : " اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون " الاعراف-3
واسمعوا قول الله تبارك و تعالى : " إنهم ألفوا آباءهم ضالين ، فهم على آثارهم يهرعون ، و لقد ضل قبلهم أكثر الأولين " الصافات -69-71
و تذكروا قول الله عز و جل : " وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ، أولو كان آبائهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون " البقرة 170
واسمعوا قول الحكيم الخبير جل جلاله : " وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ، أولو كان آباءهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون " المائدة104
يا عباد الله و يا اماء الله :
قال الله عز و جل : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل مما تصفون " الأنبياء - 18
وقال الله عز و جل : " فماذا بعد الحق إلا الضلال " يونس - 32 ،
فاياكم من ترك الحق و الاصرار على الباطل من بعد أن تبين لكم الحق و الهدى و الصواب ،
واحذروا أن تتبعوا من تبين لكم جهله و خطأه وضلاله والتباس الحق بالباطل عليه ، من بعد أن تبين لكم الحق و عرفتم الهدى ، وظهر لكم الصواب ،
وتذكروا قول الله عز و جل : " يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله و أطعنا الرسولا ، و قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا و كبراءنا فأضلونا السبيلا ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب و العنهم لعنا كبيرا " الأحزاب-66-68
هل انتبهتم الى كلمة سادتنا و كبراءنا ؟؟؟
وقال الله عز و جل : " قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن و الإنس في النار ، كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ، قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون " الأعراف -38
يا عباد الله و يا اماء الله : احذروا من الشرك الاكبر و تبرأوا منه قبل ان يفوت الاوان ولا ينفع حينها الندم ،
وأعظكم بقول الله عز و جل : " : " قل إنما هو إله واحد وإنني بريئ مما تشركون " الأنعام -19
يا عباد الله و يا امائه : احذروا من هذه الشركيات و هذه الضلالات و اياكم و اتباع الباطل و اهله ، اني لكم من الناصحين ،
واعظكم بقول الله عز و جل : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله ، و لو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا و أن الله شديد العذاب ، إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين الذين اتبعوا و رأوا العذاب و تقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا ، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ، و ما هم بخارجين من النار " البقرة-166-167
هل انتبهتم الى كلمة اولياء في الآية ( هذه شبهتهم : يقولون انهم اولياء لهم جاه و كرامة و كشف و معرفة و قدرات ملكوتية و هبات كونية ، يحبونهم و يشركونهم مع الله تعالى فى العبادة فيدعونهم و يذبحون لهم و و يطوفون بقبورهم و اضرحتهم وقبابهم و يشركونهم في صفات الله عز و جل و اسمائه فيدعون انهم يهبون الذرية و يعلمون الغيب و ينفعون و يضرون و لهم درجة الكونية ، و يتخذونهم شفعاء و وسائط بينهم و بين الله عز و جل و شفعاء ) ،
و هل انتبهتم الى كلمة التبرأ ؟؟؟ كيف يتبرأون يوم القيامة حين ينكشف لهم بطلان و ضلال ما كانوا عليه ، فيتبرأون حين يرون العذاب من هؤلاء الذين أشركوهم مع الله عز و جل في العبادة و يتبرأون ممن دعاهم الى ذلك و غرر بهم وأضلهم بغير علم و حبب اليهم الشرك و أهله و كره اليهم التوحيد و أهله ) ،
و هل انتبهتم الى كلمة حسرة ؟؟؟( فهم حين يتبين لهم بطلان ما كانوا عليه و يتبرأون من الشرك واهله يوم القيامة ، لا تنفعهم هذه البرآءة لانها جآءت بعد فوات الاوان ، فيأكلوا أيديهم ندما و حسرة فلقد خسروا خسرانا مبينا و هلكوا هلاكا أبديا و شقاء أبديا لا نجاة بعده و لا فوز و لا سعادة ، قال الله عز وجل : " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار" المائدة-72 ،
وقد وصف الله تعالى حال الندم يوم القيامة بقوله عز و جل : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جآءني وكان الشيطان للإنسان خذولا" الفرقان 27-29 ) .

واحذروا من شبهات أهل الشبهات ، واحذروا جهلهم و تخبطهم فى الأدلة و جدالهم بغير علم ، وتلبيسهم الحق بالباطل و تدليسهم على الناس زيفا و إثما و بهتانا مبينا ،
فهم لا يعلمون المجمل من المفصل ، و لا الناسخ من المنسوخ ، و لا المطلق من المقيد ، و لا العام من الخاص ، ولا المتقدم من المتأخر ، و لا يوفقوا بين النصوص و لا يسددوا و لا يقاربوا ، ولا يعلمون معنى النص و لا شرحه و لا الأدلة المعضدة له و الشارحة له و المكملة له ، ولا يستبطون الأحكام بحقها ، و لا يعلمون الآيات التي تشرح شبيهتها و لا الأحاديث التي تشرح شبيهتها ولا الأحاديث التي تشرح آيات و لا الآيات التي تشرح أحاديثا ، ولا يجمعون جميع الأدلة والنصوص الواردة في مسألة معينة ولا يعضدوها بفعل الصحابة وفهمهم لأنهم رضوان الله عليهم هم الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا الدين منه مباشرة ، وهم أعلم الناس من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين والفقه ومعاني النصوص والأحكام ،
ولكنهم يتخبطون و يضلون و يضلون غيرهم ، ويبترون النصوص و يقطعونها و يفسرونها حسب أهوائهم ، و كثير منهم يزينون الباطل و يلبسونه بالحق فيفسدون عقائد الناس ، و يجادلوا عن ضلالاتهم بحجج زائفة و براهين باطلة ،
ويكذبون الصادق و يصدقون الكاذب
ويأتمنون الخائن و يخونون الأمين
ويفترون الأحاديث الموضوعة والمفترية كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتجد شياطين الانس و الجن يوحي بعضهم لبعض ليجادلوا عن باطلهم و ليزينوه و ليقنعوا به غيرهم و ليضلوهم ، ويلبسوا عليهم دينهم ،
فقد قال الله عز و جل : " وإن الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " الأنعام-121
واسمعوا قول الله عز و جل : " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم و لا هدى ولا كتاب منير ، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير " ، لقمان 20 - 21
واقرأوا قول الله عز و جل : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ، و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب " آل عمران-7
و قال الله جل جلاله: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، و لو شاء ربك ما فعلوه فذرهم و ما يفترون ، ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة و ليرضوه و ليقترفوا ما هم مقترفون ، أفغير الله أبتغي حكما و هو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين ، و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا ، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ، إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون ، إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين " الأنعام 112-117
وقول الله عز و جل : " ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون " النحل-25
و قال الله تبارك و تعالى : " ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا " النساء-60
وقد قال الله عز و جل : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ، انما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " فاطر-6