elserdap
01-23-2010, 11:24 PM
يقال أن الحَدث تأسره الفكرة وتستهويه الغرائب ولا يميل للتعمق .. ويؤخذ لُبه مع أول خاطرة ويكل سريعا عن إعمال عقله وتمحيص ما يقرأ فطعام الكبار سم الصغار .
وعندما يطالع الحدث بعض الشبهات للوهلة الأولى فإنه ينكر ويغضب سريعا لكن سرعان ما يعتاد إلى أن يُدمن ويلتذ وبعدها ومع الوقت يصير قلبه كالإسفنجة يتشرب لكل شبهة لذا حذَّر السلف مِن مجالسة أهل البدع ومطالعة كتبهم ونهى السلف عن اقتراب البحر لمن لا يعرف السباحة
قال أبو قلابه رحمه الله : لا تجالسوهم : أي أصحاب البدع _ ولا تخالطوهم .. فإني لا آمن أن يفسدوكم أو يلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون .
قال ابن قدامه رحمه الله : كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع الى كلامهم وقال أبو عثمان الصابوني بعد ذكر أهل البدع : ويرون صَون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرَّت فى القلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسده ما جرت
وقال الذهبي رحمه الله فى ترجمة ابن الراوندي وكان يلازم الرافضه والملاحده .. فإذا عوتب قال : إنما أريد أن أعرف أقوالهم إلى أن صار ملحدا وحط على الدين والمله.
قال الذهبي رحمه الله فى ترجمة ابن عقيل حيث نقل عنه قوله وكان أصحابنا الحنابله يريدون مني هجران جماعة من العلماء وكان ذلك يحرمني علما نافعا . فعلق الذهبي بقوله : كانوا ينهونه عن مجالسة المعتزله فيأبى حتى وقع فى حبائلهم وتجسر على تأويل النصوص نسأل الله السلامه
قال سفيان الثوري رحمه الله :من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه .. لا يُلقيها فى قلوبهم أوردها الذهبى وعلق عليها بقوله: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفه والشبه خطافه
قال الإمام الشافعي رحمه الله :ما ناظرت أحدا علمت أنه مقيم على بدعه ..وقال الامام البيهقى معلقا : وهذا لأن المقيم على بدعته قلما يرجع بالمناظره عن بدعته وإنما كان يناظر من يرجو رجوعه إلى الحق إذا بينه له
قال الامام ابن تيميه رحمه الله إن المبتدع الذي بنى مذهبه على أصل فاسد متى ذكرت له الحق الذي عندك ابتداء أخذ يعارضك فيه لما قام في نفسه من الشبهه .. فأعطه إياه وإلا فما دام معتقدا نقيض الحق لم يدخل الحق الى قلبه كاللوح الذي كتب فيه كلام باطل فامحه أولا ثم اكتب فيه الحق .
ولهذا كان نهي العلماء المتواصل عن دراسة كتب الفلسفه فلا يدرسها الا من ثبت قدمه وكبر سنه ولم يُخش على مثله من حب الظهور والتعلق بمتع الدنيا وشهواتها وبيع الدين بمتاع الدنيا .. وها هو الغزالى رحمه الله وقد درس الفلسفة في شبابه وقد ابتلع الفلسفة ولم يستطع أن يتقيأها .. وتمنى أن يموت ميتة عجائز نيسابور ..صافى القلب هادىء الوجدان فأعطاه الله ذلك ومات والقران على صدره رحمه الله ..
وكما قال الذهبى رحمه الله القلوب ضعيفه والشُبه خطافه .. وربما علقت شبهه بقلب إنسان فلا يجد لها ردا فتورده المهالك على أن الرد عليها يسير لمن يسره الله عليه ولكن الحدث الذي زاغت عينه وتعلق قلبه بالشبهة وإعجابه بقائلها لقلة علمه وإعجابه بنفسه وحبه للظهور وسماعه لشتم الانبياء والتعرض بالسباب لرب العباد وهو لا يتحرك له ساكن فهل يُظَّن أن هذا يوفق للحق بسهوله!!!!!!!! وتتوالى الشبهات على قلب الحدث فينصرف عن الرد عليها إلى تاييدها ويصير من جند إبليس وتضيع دنياه وآخرته ..نسأل الله السلامه {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (50) سورة القصص فهل مثل هذا يعذر ؟؟؟؟ {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } (176) سورة الأعراف فهذا تشبث بالباطل على وهنه ورضى بالضلال على زيغه نسأل الله السلامة من قوم استحبوا العمى على الهدى {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى } (17) سورة فصلت ...
وفي النهـاية وكما يقول الغـزالي :- ( يُمنع مِن البحر مَن لا يعرف السباحة ) انتهى
وعندما يطالع الحدث بعض الشبهات للوهلة الأولى فإنه ينكر ويغضب سريعا لكن سرعان ما يعتاد إلى أن يُدمن ويلتذ وبعدها ومع الوقت يصير قلبه كالإسفنجة يتشرب لكل شبهة لذا حذَّر السلف مِن مجالسة أهل البدع ومطالعة كتبهم ونهى السلف عن اقتراب البحر لمن لا يعرف السباحة
قال أبو قلابه رحمه الله : لا تجالسوهم : أي أصحاب البدع _ ولا تخالطوهم .. فإني لا آمن أن يفسدوكم أو يلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون .
قال ابن قدامه رحمه الله : كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع والنظر في كتبهم والاستماع الى كلامهم وقال أبو عثمان الصابوني بعد ذكر أهل البدع : ويرون صَون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرَّت فى القلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسده ما جرت
وقال الذهبي رحمه الله فى ترجمة ابن الراوندي وكان يلازم الرافضه والملاحده .. فإذا عوتب قال : إنما أريد أن أعرف أقوالهم إلى أن صار ملحدا وحط على الدين والمله.
قال الذهبي رحمه الله فى ترجمة ابن عقيل حيث نقل عنه قوله وكان أصحابنا الحنابله يريدون مني هجران جماعة من العلماء وكان ذلك يحرمني علما نافعا . فعلق الذهبي بقوله : كانوا ينهونه عن مجالسة المعتزله فيأبى حتى وقع فى حبائلهم وتجسر على تأويل النصوص نسأل الله السلامه
قال سفيان الثوري رحمه الله :من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه .. لا يُلقيها فى قلوبهم أوردها الذهبى وعلق عليها بقوله: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفه والشبه خطافه
قال الإمام الشافعي رحمه الله :ما ناظرت أحدا علمت أنه مقيم على بدعه ..وقال الامام البيهقى معلقا : وهذا لأن المقيم على بدعته قلما يرجع بالمناظره عن بدعته وإنما كان يناظر من يرجو رجوعه إلى الحق إذا بينه له
قال الامام ابن تيميه رحمه الله إن المبتدع الذي بنى مذهبه على أصل فاسد متى ذكرت له الحق الذي عندك ابتداء أخذ يعارضك فيه لما قام في نفسه من الشبهه .. فأعطه إياه وإلا فما دام معتقدا نقيض الحق لم يدخل الحق الى قلبه كاللوح الذي كتب فيه كلام باطل فامحه أولا ثم اكتب فيه الحق .
ولهذا كان نهي العلماء المتواصل عن دراسة كتب الفلسفه فلا يدرسها الا من ثبت قدمه وكبر سنه ولم يُخش على مثله من حب الظهور والتعلق بمتع الدنيا وشهواتها وبيع الدين بمتاع الدنيا .. وها هو الغزالى رحمه الله وقد درس الفلسفة في شبابه وقد ابتلع الفلسفة ولم يستطع أن يتقيأها .. وتمنى أن يموت ميتة عجائز نيسابور ..صافى القلب هادىء الوجدان فأعطاه الله ذلك ومات والقران على صدره رحمه الله ..
وكما قال الذهبى رحمه الله القلوب ضعيفه والشُبه خطافه .. وربما علقت شبهه بقلب إنسان فلا يجد لها ردا فتورده المهالك على أن الرد عليها يسير لمن يسره الله عليه ولكن الحدث الذي زاغت عينه وتعلق قلبه بالشبهة وإعجابه بقائلها لقلة علمه وإعجابه بنفسه وحبه للظهور وسماعه لشتم الانبياء والتعرض بالسباب لرب العباد وهو لا يتحرك له ساكن فهل يُظَّن أن هذا يوفق للحق بسهوله!!!!!!!! وتتوالى الشبهات على قلب الحدث فينصرف عن الرد عليها إلى تاييدها ويصير من جند إبليس وتضيع دنياه وآخرته ..نسأل الله السلامه {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (50) سورة القصص فهل مثل هذا يعذر ؟؟؟؟ {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } (176) سورة الأعراف فهذا تشبث بالباطل على وهنه ورضى بالضلال على زيغه نسأل الله السلامة من قوم استحبوا العمى على الهدى {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى } (17) سورة فصلت ...
وفي النهـاية وكما يقول الغـزالي :- ( يُمنع مِن البحر مَن لا يعرف السباحة ) انتهى