المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحدي الأعظم



علي الشيخ الشنقيطي
01-28-2010, 09:16 PM
عندما ينقلب الإنسان عن الفطرة ، ويغتر بالذكاء والفطنة ، أو يتبع أهل الهوى والفتنة ، ممن يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، فيجحد الأديان والملل ، وينكر الشرائع والنحل "بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله" .

وينسى الذي خلقه من قبل ولم يكن شيئا .. ينسى الذي ركب فيه سراج العقل والحكمة "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه" ، ثم ينسب له النقصَ وعدم الحكمة ، فبئست النسبة وبئست القسمة .

عندما يعظم شأنه الإنسان في نفسه ، ويتوهم التفوق والقدرة على تسخير الكون، بناءا على عظمة في ذاته ، أونتاجا لقوة عقله وإدراكه ، وارتقاءا في جنسه ونوعه " إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ".
وينسى أن هذا التسخير عناية من الله بالإنسان.. وينسى أن التسخير ليس من قدرة و ذات الإنسان " وظن أهلها أنهم قادرون عليها " .. وينسى أن هذا التسخير من فعل مسخر وأن استفادة الإنسان من الكون ليست لأن الإنسان مرتقى بذاته على عناصر الكون وإنما المرقي له ، هو الله تبارك وتعالى .

عندما يحدث كل هذا وغيره، فإن خطاب القرآن ينزع رين الغواشي عن مرائي القلوب ، ويقطع وساوسها والظنون ، ويحيي مواتها ، ويهبها زادها، ليشرق نور الحق والسكينة والإيناس.
ثم يرد بالدليل القاطع، والبرهان الساطع، والتحدي العظيم الباهر، على ذوي المسخ في العقول، والشذوذ في الأفهام، والانحراف في الفطر. فتخرص الأفواه ، وتعجز العقول ، وتكل الفهوم والمدارك ، وتسقط الأقلام .


عندما ينسى الإنسان حقيقته من حيث هو كائن ضعيف، مادة خلقه من الكون نفسه
، يقول الحق تعالى " ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشدكم، ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى، وأنه على كل شئ قدير، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير"
فالإنسان مر بمراحل من الضعف والهوان، كان في بدايتها يتساوى مع الجماد في العجز عن القدرة والإدراك، ثم أعقبتها أطوار التكوين ومراحل الطفولة، ثم إذاهو في أشده عاقل مميز. [1]
"هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا " . هذا الاحتياج و الضعف في أطوار النشأة ومراحل التكوين يقصي كل توهم لدى الإنسان في قدرته على التسخير من ذاته ، إذ العقل و القدرة على البطش لدى الإنسان لم تظهر لديه إلا بعد تلك المراحل ، وهو ليس بمؤهل أن يسخر ملكاته وطاقاته لإدراك ذاته ونفسه "يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي . وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" ، بله التصرف فيما هو خارج عنه ، أو أكبر منه حجما ، أو ألطفَ منه تركيبة و بنية، كالهواء أو الماء "أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون؟ لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون"




ترجعونها ...

هذه دعوة للعودة إلى الفطرة النقية .. هذا خطاب القرآن العظيم إلى عبيد الآلة، الذين توهموا بما وُهبوا من قدرة محدودة على التصرف في سنن الله في الكون، وبما رزقوا من حرية في التنقل، واستغلال الطاقة، واختراق المسافات، وتقدم علمي بلغ أوجه، وأخذ زينته وزخرفه.. دعوة ليدركوا حقيقة العجز والضعف أمام التحدي الإلهي وكمال التدبير والقدرة في صفحات الكون والآفاق ، وصولا إلى النفس والذات " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ".
إن هذا الكون في مجمله من ذرته إلى مجرته يسير وفق قانون محدد،ونظام ثابت و سنن لاتتبدل ولاتتحول " ولن تجد لسنة الله تحويلا " تؤكد بما لا مجال للشك فيه أن كل موجودات الكون قد خلقت بقدر معلوم‏,‏ ودقة متناهية‏,‏ وحكمة بالغة .
سنن تجري على كل الموجودات ، تطالع الأنظار والمدارك في كل وقت وحين; ولا تتخلف مرة ولا تتأخر، ولا تتبدل ولا تتحول : " قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر " .
وفي أنفسكم ... سنن ترسم ملامح القدرة الإلاهية في دورة حياة الإنسان وغيره من المخلوقات ،وكيف أنها تبدأ من ضعف ثم تصير إلى قوة نسبية ، لتصل إلى نهايتها الحتمية ، لا مبدل لها ولا مغير ، ولا محيد عنها " قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " ثم يقول " فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ . تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "




ضُرب مثل ...

وهذا مثل ضربه الله تعالى، دليلا على وحدانيته وعظمته وكمال قدرته ، وتأكيدا لقوته البالغة‏ ,‏ وبرهانا على تمام الضعف والعجز الأبدي أمام التحدي الإلهي ، و ضعف الشركاء المزعومين‏، أوكل ما يستنصر به الكافرون من أوثان‏ وأشخاص وقيم وأوضاع‏... هذا تحد لغرورهم و ضلالهم ، وتجهيلا لهم، وتسخيفا لأحلامهم ...

قال تعالى : ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب )
"إنه النداء العام‏,‏ والنفير البعيد الصدى ‏:‏ يا أيها الناس‏...‏ فإذا اجتمع الناس علي النداء أعلنوا أنهم أمام مثل عام يضرب‏,‏ لا حالة خاصة ولا مناسبة حاضرة‏:‏ ضرب مثل فاستمعوا له‏...‏ هذا المثل يضع قاعدة‏,‏ ويقرر حقيقة‏: إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له‏...‏ كل من تدعون من دون الله من آلهة مدعاة‏:‏ من أصنام وأوثان‏,‏ ومن أشخاص وقيم وأوضاع‏,‏ تستنصرون بها من دون الله‏,‏ وتستعينون بقوتها وتطلبون منها النصر والجاه‏...‏ كلهم‏،‏ لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له‏...‏ والذباب صغير حقير‏,‏ ولكن هؤلاء الذين يدعونهم آلهة لا يقدرون ـ ولو اجتمعوا وتساندوا ـ علي خلق هذا الذباب الصغير الحقير‏!‏ وخلق الذباب مستحيل كخلق الجمل والفيل‏,‏ لأن الذباب يحتوي علي ذلك السر المعجز‏;‏ سر الحياة فيستوي في استحالة خلقه مع الجمل والفيل‏...‏ لكن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الحقير لأن العجز عن خلقه يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل‏!‏ دون أن يخل هذا بالحقيقة في التعبير‏.‏ وهذا من بدائع الأسلوب القرآني العجيب‏!‏ ثم يخطو خطوة أوسع في إبراز الضعف المزري‏: وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه‏...‏ والآلهة المدعاة لا تملك استنقاذ شيء من الذباب حين يسلبها إياه‏,‏ سواء كانت أصناما أو أوثانا أو أشخاصا‏!‏ وكم من عزيز يسلبه الذباب من الناس فلا يملكون رده‏.‏ وقد اختير الذباب بالذات وهو ضعيف حقير‏.‏ وهو في الوقت نفسه يحمل أخطر الأمراض ويسلب أغلي النفائس‏:‏ يسلب العيون والجوارح‏,‏ وقد يسلب الحياة والأرواح‏...‏ إنه يحمل ميكروبات السل والتيفود والدوسنتاريا والرمد‏...‏ ويسلب ما لا سبيل إلي استنقاذه وهو الضعيف الحقير‏!.‏" [2]

تحمل هذه الآية المعجزة المتحدية دلالات علمية تتكشف للإنسان كلما ارتقى في سلم العلوم الكونية، ليصل إلى بعض ما تدركه العقول من شواهد البينات على عظيم قدرة الخالق ولطيف صنعته ، فسبحان الذي خلق فسوى ، وقدر فهدى، وبهر العقول بدقيق صنعته وبالغ حكمته .

في قوله تعالي: لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له .
لاحظ العلماء أن أسهل مكونات بيولوجية ووراثية وأكثرها بدائية لكل المخلوقات على الأرض هي المكونات البيولوجية والوراثية في الذبابة ، لأنها تتكون فقط من (26) كروموسوم (13) للذكر و (13) للأنثى ....وتكوين الكروموسوم أبسط بكثير من كل المخلوقات على الكرة الارضية .
فلو كان باستطاعة البشر خلق كائن حي واحد فقط ... فإن عليهم بمحاولة خلق ذبابة .. لأنها ابسط المخلوقات من ناحية الهندسة الوراثية والكيميائية والبيولوجية .

وتحمل بداخلها مصنعا ذاتيا لإنتاج الطاقة وهو يطير معها ويستطيع هذا المصنع تحويل أي نوع من أنواع القاذورات إلى طاقة . ويتمتع بدرجة عالية من الكفاءة ،
فتستطيع الذبابة أن تعيش أياما أو أسابيع على حبيبة صغيرة من السكر.
هذا فضلا عن أجهزة السمع والبصر والإستشعار الدقيقة ، والأجهزة الهضمية والتناسلية ، وجهاز الحركة والطيران . فلا عجب أن المولى عز وجل قد اختار هذا المخلوق الضعيف كتحد للبشر أن يخلقوا مثله .



في قوله تعالى : ...‏ وإن يسلبهم الذباب شيئا ....

"حركة الذبابة علي درجة عالية من التعقيد إذ تبدأ في الاستعداد للطيران بتحديد العضلات التي سوف تستخدمها‏,‏ ثم تأخذ وضع التأهب للطيران وذلك بتعديل وضع أعضاء التوازن في الجهة الأمامية من الجسم‏,‏ حسب زاوية الإقلاع‏,‏ واتجاه وسرعة الريح وذلك بواسطة خلايا حسية خاصة موجودة علي قرون الاستشعار في مقدمة الرأس‏.‏ وهذه العمليات المعقدة لا تستغرق أكثر من واحد من مائة من الثانية‏.‏ ومن الغريب أن الذبابة لها قدرة علي الإقلاع عموديا من المكان الذي تقف عليه‏,‏ كما أن لها القدرة علي المناورة بالحركات الأمامية والخلفية والجانبية بسرعة فائقة لتغيير مواقعها‏,‏ وبعد طيرانها تستطيع الذبابة زيادة سرعتها إلي عشرة كيلو مترات في الساعة‏,‏ وهي تسلك في ذلك مسارا متعرجا ثم تحط بكفاءة عالية علي أي سطح بغض النظر عن شكله‏,‏ وارتفاعه‏,‏ واستقامته أو انحداره‏,‏ وملاءمته أو عدم ملاءمته لنزول شيء عليه‏.‏ ويساعد الذبابة علي هذه القدرة الفائقة في المناورة جناحان ملتصقان مباشرة بصدرها بواسطة غشاء رقيق جدا مندمج مع الجناح‏;‏ ويمكن لأي من هذين الجناحين أن يعمل بشكل مستقل عن الآخر‏,‏ وإن كانا يعملان معا في أثناء الطيران علي محور واحد إلي الأمام أو إلي الخلف يدعمهما نظام معقد من العضلات يعين هذين الجناحين علي أن يتما إلي مائتي خفقة في الثانية‏(‏ كما هو الحال في الذباب الأزرق‏),‏ وعليها أن تستمر علي ذلك لمدة نصف الساعة وأن تتحرك لمسافة ميل كامل علي هذه الحال‏.‏ وتستمد الذبابة مهاراتها الفائقة في الإقلاع‏,‏ والطيران‏,‏ والهبوط من التصميم المثالي لجسدها‏,‏ ولأجنحتها إذ أن النهايات السطحية للأوردة المنتشرة في تلك الأجنحة تحمل شعيرات حساسة جدا لقياس ضغط الهواء واتجاه الرياح‏,‏ كذلك فإن أجهزة الحس الموجودة تحت الأجنحة‏,‏ وخلف رأس الذبابة تقوم بنقل معلومات الطيران إلي دمائها باستمرار ثم إلي رأسها الذي يرسل أوامره إلي العضلات باستمرار أيضا لتوجيه الأجنحة في الاتجاه الصحيح‏,‏ وبذلك يتم توجيه الذبابة في أثناء الطيران بدقة وإحكام فائقين مما يعينها علي إصابة الهدف‏,‏ وتجنب المخاطر بكفاءة عالية‏.‏

ويعين الذبابة في ذلك أيضا عينان مركبتان‏,‏ لا يزيد حجم الواحدة منهما علي نصف الملليمتر المكعب‏,‏ وتتكون كل عين منهما من ستة آلاف عيينة سداسية لها القدرة علي الرؤية في جميع الاتجاهات‏,‏ وكل واحدة من هذه العيينات مرتبطة مع ثمانية أعصاب مستقبلة للضوء‏,‏ اثنان منها للألوان‏,‏ وستة متخصصة في ضبط تحركات الذبابة لأنها تكشف كل شيء في المجال البصري لها وبذلك يكون مجموع الخيوط العصبية في الواحدة من عيني الذبابة ما يقدر بـ‏48‏ ألف خيط عصبي يمكنها معالجة أكثر من مائة صورة في الثانية الواحدة‏.‏
هذا بالإضافة إلي مليون خلية عصبية متخصصة بالتحكم في حركة الذبابة من أعلي إلي أسفل وبالعكس‏,‏ ومن الأمام إلي الخلف وبالعكس‏.‏ كل ذلك يعين الذبابة علي الانقضاض علي الشراب أو الطعام فتحمل منه بواسطة كل من فمها والزغب الكثيف المتداخل الذي يغطي جسمها ما تحمل ثم تهرب مبتعدة في عملية استلاب حقيقية بمعنييها‏:‏ الاختلاس‏,‏ ونزع الشيء علي القهر" [3]‏

في قوله تعالى : ...‏ لا يستنقذوه منه‏...:
" يعرف العلماء اليوم من أنواع الذبابة حوالي‏100‏ ألف نوع‏,‏ وتنتشر هذه
‏ الأنواع من الذباب انتشارا هائلا في مختلف بيئات الأرض‏,‏ وتسيطر علي مساحات شاسعة من أماكن انتشارها سيطرة كاملة لا تمكن الإنسان من مجرد اجتيازها‏,‏ فضلا عن العيش فيها‏.‏
ومن حيث الانتشار علي الأرض تأتي الحشرات في المقام الأول بين مختلف مجموعات الحياة‏,‏ ويأتي الذباب في المرتبة الثالثة بعد كل من النمل والبعوض‏.‏ ولولا التوازن الدقيق الذي وضعه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بين مختلف مجموعات الحياة لغطت جيوش الذباب سطح الأرض بالكامل وجعلت الحياة عليها مستحيلة‏,‏ وذلك لأن الذبابة تضع نحو‏400‏ بيضة في المرة الواحدة في المتوسط‏,‏ وأن من أنواع الذباب ما يتكاثر بمعدلات أعلي من ذلك بكثير بحيث لو قدر لجميع بيضها أن يفقس‏,‏ وأن يعيش كل ما يخرج منه ويتوالد لنتج عن الزوج الواحد من الذباب خلال فصل واحد من فصول السنة ما تعداده يفوق الرقم عشرة مسبوقا بستين صفرا‏,‏ ولكن الله‏(‏ تعالي‏)‏ ـ من عظيم حكمته ـ يسلط من مخلوقاته مثل الطيور‏,‏ والنمل‏,‏ وغيرها ما يستهلك أغلب بيض الذباب كطعام له‏.‏

والذباب يتغذي عادة علي النفايات المختلفة‏,‏ وإن كانت أشربة الناس وأطعمتهم لا تسلم من هجماته‏,‏ والذبابة المنزلية تتذوق الشراب أو الطعام بمجرد أن تحط عليه‏,‏ وذلك بواسطة خلايا حساسة منتشرة في كل من شفتها وأقدامها فإن راقها سلبت منه ما تستطيع وهربت بسرعة فائقة كما يفعل اللصوص‏,‏ فإن كان ما سلبته شرابا امتصته بواسطة خرطومها‏,‏ ليصل إلي جهازها الهضمي المزود بالقدرة علي إفراز الخمائر القادرة علي هضمه وتمثيله تمثيلا كاملا في ثوان معدودة‏,‏ وبذلك لا يمكن استنقاذه منها‏.‏ أما إذا كان الطعام صلبا فإن الذبابة المنزلية تفرز عليه من بطنها عددا من الإنزيمات والعصائر الهاضمة بالإضافة إلي لعابها‏,‏ وهذه تبدأ في إذابة ما تقع عليه من الطعام الصلب فورا مما يمكن الذبابة من امتصاصه بخرطومها وبأجزاء فمها ذات الطبيعة الإسفنجية‏,‏ ومن ثم لا يمكن استرجاعه أبدا‏,‏ أو استنقاذه بأي حال من الأحوال‏.‏
وحتي الذباب الذي يعيش علي امتصاص بعض رحائق الأزهار أو امتصاص دماء غيره من الحشرات فإنه يقوم بتحقيق ذلك بواسطة خرطوم الفم الماص‏,‏ وأجزائه الاسفنجية المهيأة لذلك‏.‏
هذا بالإضافة إلي أن جسم الذبابة مغطي بزغب كثيف متداخل يغطي كلا من رأسها‏,‏ وصدرها‏,‏ وبطنها‏,‏ وأرجلها الست‏,‏ وأقدامها‏,‏ وجناحيها‏,‏ فإذا غطت نفسها في سائل من السوائل أو مسحوق من المساحيق حمل هذا الزغب منه ما لا يمكن استنقاذه أبدا‏.

‏في قوله تعالى : ...‏ ضعف الطالب والمطلوب‏:‏
من الثابت علميا أن البشرية كلها عاجزة كل العجز عن خلق خلية حية واحدة في الزمن الراهن ـ زمن التقدم العلمي والتقني المذهل وغير المسبوق في تاريخ البشرية كله ـ وهي بالتالي أعجز عن خلق ذبابة واحدة‏,‏ ونحن نعلم اليوم أن جسد الذبابة مكون من ملايين الخلايا المتخصصة‏,‏ الموزعة في أنسجة متخصصة‏,‏ وفي أجهزة متعددة تعمل في توافق تام من أجل حياة هذه الحشرة الصغيرة‏,‏ التي ينقسم جسمها إلي رأس‏,‏ وصدر‏,‏ وبطن‏,‏ وهو مكون من حلقات مغطاة بزغب كثيف‏,‏ ومزودة بثلاثة أزواج من الأرجل‏,‏ وبأقدام مغطاة أيضا بزغب كثيف علي هيئة الخف تفرز مواد لاصقة تعين الذبابة علي الالتصاق بأي سطح من الأسطح بهيئة معتدلة أو مقلوبة كالتصاقها بأسقف الغرف‏.‏
وإذا علمنا أن بجسم الذبابة أكثر من مليون خلية عصبية متخصصة بتحركات تلك الحشرة الضعيفة‏,‏ وأن هذه الخلايا العصبية مرتبطة بثمانية وثلاثين زوجا من العضلات منها سبعة عشر زوجا من هذه العضلات لحركة الجناحين‏,‏ وواحد وعشرون زوجا لحركات الرأس‏.‏ وإذا علمنا أيضا أن للذبابة زوجا من العيون المركبة التي تتكون الواحدة منهما من ستة آلاف عيينة سداسية‏,‏ يتصل بكل واحدة منها ثمانية خيوط عصبية مستقبلة للضوء بمجموع‏48‏ ألف خيط عصبي للعين الواحدة يمكنها معالجة مائة صورة في الثانية الواحدة‏.‏ وإذا فهمنا غير ذلك من الأجهزة المتخصصة وتعقيداتها في جسم الذبابة لأدركنا مدي التحدي الذي أنزله ربنا‏‏ تبارك وتعالي" ‏[4]





إن استطعتم أن تنفذوا ....!

ويستمر القرآن الكريم في تحديه للإنسان ... مظهرا ضعفه وضئالة قدرته ، أمام عظيم القدرة الإلهية في خلق هذا الكون الكبير، وأبعاده الهائلة ، وأقطاره الواسعة العلية .

في قوله تعالى :( يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ . )

" تشير هذه الأية إلى حقائق كونية مبهرة لم يدركها الإنسان إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين :
إذا كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كلٍ من الجن والإنس بعجزهما عن النفاذ من أقطار كلٍ من الأرض على حدة‏,‏ والسماوات على حدة‏,‏ فإن المعارف الحديثة تؤكد ذلك‏؛‏ لأن اقطار الأرض تتراوح بين‏
(12756)‏كيلو مترا بالنسبة إلى متوسط قطرها الاستوائي‏,(12713)‏ كيلو متراً بالنسبة إلى متوسط قطرها القطبي‏؛ وذلك لأن الارض ليست تامة الاستدارة لا نبعاجها قليلاً عند خط الاستواء‏,‏ وتفلطحها قليلاً عند القطبين‏ .‏
ويستحيل على الإنسان اختراق الارض من أقطارها؛ لارتفاع كلٍ من الضغط والحرارة باستمرار في اتجاه المركز، مما لا تطيقه القدرة البشرية‏,‏ ولا التقنيات المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر‏,‏ فعلى الرغم من التطور المذهل في تقنيات حفر الآبار العميقة التي طوَّرها الإنسان بحثاً عن النفط والغاز الطبيعي، فإن هذه الأجهزة العملاقة لم تستطع حتى اليوم تجاوز عمق‏14‏ كيلو متراً من الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهذا يمثل0.2%‏ تقريباً من طول نصف قطر الأرض الاستوائي‏,‏ وعند هذا العمق تعجز أدوات الحفر عن الاستمرار في عملها؛ لتزايد الضغط ، وللارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى درجة قد تؤدي إلى صهر تلك الادوات‏ .‏ فمن الثابت علمياً أن درجة الحرارة تزداد باستمرار من سطح الارض في اتجاه مركزها حتى تصل إلى ما يقرب من درجة حرارة سطح الشمس المقدرة بستة آلاف درجة مئوية حسب بعض التقديرات‏,‏ ومن هنا كان عجز الإنسان عن الوصول إلى تلك المناطق الفائقة الحرارة والضغط‏ .‏ وفي ذلك يقول الحق ـ‏ تبارك وتعالى ـ مخاطباً الإنسان‏ : " وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً " ‏(‏الإسراء‏:37)‏ .
ولو أن الجن عالم غيبي بالنسبة لنا‏,‏ إلا أن ما ينطبق على الإنس من عجز تام عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض ينطبق عليهم‏ .‏ والآيات الكريمة قد جاءت في مقام التشبيه بأن كلاً من الجن والإنس لا يستطيع الهروب من قدر الله، أو الفرار من قضائه بالهروب إلى خارج الكون عبر أقطار السماوات والارض، حيث لا يدري أحد ماذا بعد ذلك‏,‏ إلا ان العلوم المكتسبة قد أثبتت بالفعل عجز الإنسان عجزاً كاملاً عن ذلك‏ .‏ والقرآن الكريم يؤكد لنا اعتراف الجن بعجزهم الكامل عن ذلك أيضاً‏,‏ كما جاء في قول الحق‏ ـ تبارك وتعالى‏ ـ على لسان الجن‏ :‏
" وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباًّ " (‏ الجن‏:12) .
وذلك بعد أن قالوا ‏:" وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً "(‏ الجن‏:8)‏ .


ثانيا‏ًً :‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات ‏:‏

تبلغ أبعاد الجزء المُدرَك من السماء الدنيا من الضخامة ما لا يمكن أن تطويها قدرات كلٌ من الإنس والجن‏,‏ مما يشعر كلاً منهما بضآلته أمام أبعاد الكون‏,‏ وبعجزه التام عن مجرد التفكير في الهروب منه‏،‏ أو النفاذ إلى المجهول من بعده ‏.
فمجرتنا‏ ـ‏ سكة التبانة‏ ـ يقدر قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية‏
(100.000× 9.5‏ مليون مليون كيلو متر تقريبا‏ًً),‏ ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة ضوئية‏(10.000× 9.5‏ مليون مليون كيلو متر تقريبا‏ًً),‏ ومعنى ذلك أن الإنسان لكي يتمكن من الخروج من مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلى وسيلة تحركه بسرعة الضوء ـ‏ وهذا مستحيل‏ ـ ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل إلى عشرة آلاف سنة من سنيننا‏,‏ وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق جاذبية الأجرام التي يمر بها من مكونات تلك المجرة‏,‏ وهذه كلها من المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة‏,‏ ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية ضوئية واحدة وربع الثانية فقط‏,‏ وهي المسافة بين الأرض والقمر‏,‏ على الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه في ريادة السماء‏ .‏
ومجموعتنا الشمسية تقع من مجرتنا على بعد ثلاثين ألفاً من السنين الضوئية من مركزها‏,‏ وعشرين ألفاً من السنين الضوئية من أقرب أطرافها‏,‏ فإذا حاول الإنسان الخروج من أقرب الأقطار إلى الأرض، فإنه يحتاج إلى عشرين ألف سنة وهو يتحرك بسرعة الضوء لكي يخرج من أقطار مجرتنا ، وهل يطيق الإنسان ذلك ؟، أو هل يمكن أن يحيا إنسان لمثل تلك المدد المتطاولة ؟، وهل يستطيع الإنسان أن يتحرك بسرعة الضوء؟ . كل هذه حواجز تحول دون إمكان ذلك بالنسبة للإنسان‏,‏ وما ينطبق عليه ينطبق على عالم الجان‏ .‏
ومجرتنا جزء من مجموعة من المجرات تعرف باسم المجموعة المحلية، يقدر قطرها بنحو ثلاثة ملايين وربع المليون من السنين الضوئية‏ ـ3.261.500‏ سنة ضوئية ـ وهذه بدورها تشكل جزءاً من حشد مجري يقدر قطره بأكثر من ستة ملايين ونصف المليون من السنين الضوئية‏ ـ 6.523.000‏ سنة ضوئية‏ ـ وهذا الحشد المجري يكون جزءاً من الحشد المجري الأعظم، ويقدر قطره الأكبر بمائة مليون من السنين الضوئية، وسُمْكه بعشرة ملايين من السنين الضوئية‏ .‏ وتبدو الحشود المجرية العظمى على هيئة كروية، تُدرس في شرائح مقطعية، تقدر أبعادها في حدود 150×100×15 سنة ضوئية‏,‏ وأكبر تلك الشرائح ـ ويسميها الفلكيون مجازاً باسم الحائط العظيم ـ يزيد طولها على مائتين وخمسين مليوناً من السنين الضوئية‏ .‏
وقد تم أخيراً اكتشاف نحو مائة من الحشود المجرية العظمى، تكون تجمعاً أعظم على هيئة قرص يبلغ قطره الأكبر بليونين من السنين الضوئية ‏.‏
والجزء المُدرَك من الكون، وهو يمثل جزءاً يسيراً من السماء الدنيا التي زينها ربنا‏ ـ‏ تبارك وتعالى‏ ـ‏ بالنجوم، وقال‏ ـ‏ عز من قائل ـ : " وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ " ) .
هذا الجزء المدرك من السماء الدنيا يزيد قطره على العشرين بليون سنة ضوئية‏,‏ وهي حقائق تجعل الإنسان بكل إنجازاته العلمية يتضاءل تضاؤلاً شديداً أمام أبعاد الكون المذهلة‏,‏ وكذلك الجان‏,‏ وكلاهما أقل من مجرد التفكير في إمكان الهروب من ملك الله الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه " [5]



لا يأتون بمثله .... !

إن كل أمة من الناس إذا طرأ عليها جديد إبداع في أحد الفنون واستحسنوه تنافسوا في محاكاته ومضارعته ، واقتدى بعضهم ببعض ، وجاؤوا بمثله أو أحسن منه ... لكن شيئا من هذا كله لم يكن ، حينما نزل القرآن الكريم في قوم هم أهل البلاغة والفصاحة ومُلاك مقاليد التعبير والبيان ، ولم يتقنوا فنا كما أتقنوا فن الحديث والكلام .
بلغوا أوج عظمتهم وبراعتهم الأدبية والبلاغية حتى أن الشعر الجاهلي كان يكتب بماء الذهب ويعلق في الكعبة من شدة الإعجاب والاعتزاز... وقد أوتي القوم قوة الفصل بين درجات الكلام وحسن وسلامة الذائقة ، فكانوا يعقدون المواسم والنوادي للحكم والفصل في أعذب الأشعار وأحسن القصائد المعلقات ..
فلما نزل القرآن العظيم وسطع نوره كسر ما ألفوه من أساليب البيان ، وما نشؤوا عليه وأتقنوه من طرائق التعبير، فخرج عن المعهود من كلام العرب ، فما هو بنثر و ما هو بشعر ، فكان له أسلوب يختص به ، ويتميز في تصرفه عن الكلام المعتاد .. حتى قال قائلهم : " وما ذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم مني بالشعر ، لا برجَزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن . والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من هذا ، ووالله إن لقوله لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمنير أعلاه ، مشرق أسفله ، وإنه ليعلو ولا يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته ... " [6]
فكان الجديد في لغة القرآن " أنه في كل شأن يتناوله من شؤون القول يتخير له أشرف المواد ، وأمسها رحما بالمعنى المراد ، وأجمعها للشوارد ، وأقبلها للإمتزاج ، ويضع كل مثقال ذرة في موضعها الذي هو أحق بها وهي أحق به : بحيث لا يجد المعنى بلفظه إلا مرآته الناصعة ، وصورته الكاملة ، ولا يجد اللفظ في معناه إلا وطنه الأمين ، وقراره المكين . لا يوما أو بعض يوم ، بل على أن تذهب العصور وتجيئ العصور ، فلا المكان يريد بساكنه بدلا ، ولا الساكن يبغي عن منزله حولا .." [7]
وإنك لتجد في كتاب الله الحكمة وفصل الخطاب ، مجلُوة عليك في منظر بهيج ، ومعرض رشيق ، ونظم أنيق غير متعاص على الأسماع ، ولا مُلتو على الأفهام ، و لا بمستكره في اللفظ ، وإنه ليمر كما يمر السهم ، ويضيئ كما يضيئ الفجر ، ويزخر كما يزخر البحر ، طَموحُ العباب ، جموح على الطارق المنتاب ، كالروح في البدن ، والنور المسطر في الأفق ، والغيث الشامل ، والضياء الباهر : " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " [8]
فما قدر أحد منهم على أن يجاريه ، أو يقترح تغييرا فيه ، في آية أو جملة أو حتى كلمة فيه ، وهم على ما عرفت من البلاغة والفصاحة .. ثم فتح لهم باب المعارضة ، ودعاهم فرادى وجماعات ، بل تحداهم وكرر التحدي في أكثر من مرة ، متهكما بهم ، متنزلا معهم إلى الأسهل فالأسهل : دعاهم أن يأتوا بمثله ، ثم دعاهم أن يأتوا بعشر سور من مثله ، ثم إلى أن يأتوا بسورة واحدة من مثله ، وأكد أنهم لو اجتمعوا بمن في الأرض وكان الجن لهم ظهيرا ما استطاعوا أن يجيئوا بمثله .
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
وقد انهزم القوم وعجزوا عن المعارضة والتصدي لهذا التحدي ، وما انبرى لذلك منهم سوى سفهاؤهم وأراذلهم ، فكانوا مضحكة لهم ولغيرهم وعبرة لمن يعتبر ممن خلَفهم إلى يوم الناس هذا .

هذا شيئ في إعجاز القرآن والتدليل على أنه إلهي لا ريب فيه ، ولا سبيل إلى مواجهة إعجازه وتحديه .. وهذه الأمثال تبرز وجها من أجه القرآن الكريم ، ومظهرا من مظاهره ، حينما يرد على المنحرفين والطاغين ، وأصحاب الدعاوى الزائفة ، بأُسلوب علمي قوي ، يتعطل عنه منطق اللسان ، وتسقط كل مماحكة جدلية .. وليعوا أمرهم ، ويعرفوا قدرهم ، ويدركوا حقيقة عجزهم وضعفهم ، أمام القدرة التي لا يعجزها شيء والتي تتصرف مطلقة من كل قيد ... ويبقى التحدي ما بقي الليل و النهار ...



ـــــــــــــــــــــــ
[1] الفكرة مستفادة من كتاب : التجديد في دراسة علم التوحيد - د. محمد بنيعيش
[2] في ظلال القرآن : سيد قطب رحمه الله
[3] موقع زغلول النجار (بحث له )
[4] المصدر نفسه .
[5] المصدر نفسه .
[6] أخرجه الحاكم في المستدرك وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه"
ووافقه الذهبي، وقال الشيخ الألباني في صحيح السيرة: وهو كما قالا . (موقع : ملتقى أهل الحديث)
[7] النبأ العظيم : الدكتور محمد عبد الله دَراز
[8] إعجاز القرآن : أبوبكر الباقلاني

ملحد 100
01-29-2010, 10:45 PM
(...)

مُتابعة إشرافية
مشرف 3

gamal_2009
01-30-2010, 12:01 AM
هذا الجزء المدرك من السماء الدنيا يزيد قطره على العشرين بليون سنة ضوئية‏,‏ وهي حقائق تجعل الإنسان بكل إنجازاته العلمية يتضاءل تضاؤلاً شديداً أمام أبعاد الكون المذهلة‏,‏ وكذلك الجان‏,‏ وكلاهما أقل من مجرد التفكير في إمكان الهروب من ملك الله الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه "

احسنت الاستاذ الكريم

فهذا هو ما اردت الفت النظر اليه في سؤالي لماذا كوكب الارض الوحيد في الكون المدرك المجهز لنا للعيش فيه؟

واي مصادفة حكيمة جهزته واي تطور عشوائي سيره واي طبيعة لا تري انشاته !!!!!!!

تعالي الله عما يصفون

انا لي راي للجاحد

اذا اردت الجحود لربك فاجحد كما تشاء فانت حر في اختيارك ولكن !!!

احترم عقلك احترم العقل احترم المنطق احترم اكرم شيء خلقه الله فيك

احترم العقل المجرد والمنطق الحق

وبعد ذلك اختر ان تكون جاحدا او مسلما فانت حر

ولكن احترم عقلك كما خلقه الله ولا تذضع راسك في الطين وتقول الدنيا مظلمة لااري ولا اسمع ولا استطيع ان اتكلم

ولكن ارفع راسك من طين الغباء الذي هو قمة العمي والغباء واحق الحق ان تعرف الحق وان لم تتبعه ولكن اعرف

الحق كما هو دون تدليس ولا غباء

احترامي وحبي وتقديري لكل مسلم موحد مؤمن بمولاه وسيده

الله الذي لا اله الا هو محمد عبد الله ورسوله والقران كلامه وكتابه انزله بعلمه

علي الشيخ الشنقيطي
01-31-2010, 02:56 PM
gamal_2009
بارك الله فينا وفيكم وفي الإخوة ..



ملحد 100

ربما قصد أنه القناع رقم 100 الذي لبسه حتى الآن
فما إِنْ تُضحد مفتريات أحدهم حتى يخلع قناع ويرتدي آخر جديد ...




مُتابعة إشرافية
مشرف 3




تبدو هذه آثار اسفراغ هنا تكفل الاخ المشرف بتطيرها ـ بارك الله فيه .. فهكذا هم هؤلاء الكافرون الجاحدون يواجهون البراهين الصادقة الساطعة بالاعراض ، أو السخرية .{فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ }

massoud
01-31-2010, 07:56 PM
أخي بلال بارك الله فيك طرح رائع وحبك أروع

علي الشيخ الشنقيطي
02-05-2010, 02:58 PM
الأخ الحبيب مسعود أسعد الله حالنا وحالك و الاخوة الموحدين

اللهم اجعل القرآن العظيــم حجة لنا لا علينا .