المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تصلي؟



عريب
06-20-2005, 01:28 AM
سلام..

هناك استفساران يتعلقان بموضوع الصلاة لم أجد لهما تحليلاً يرضي عقلي أو يشبع فضولي الإنساني. قرأت و حللت و بحثت في الصلاة و في مفاهيم القضاء و القدر و التسيير و التخيير مؤخراً، إلا أنني لم أجد دليلاً أو شرحاً وافياً يخرجني من حيرتي فيما يتعلق بأمور عدة و منها ما يلي:

أولاً: لماذا يصلي المسلم؟ ما فائدة الصلاة و ما فائدة الدعاء؟

أدرك تماماً بأن الصلاة عبادة، و كم تحمل الصلاة بمفهومها هذا من معانٍ جميلة، إلا أن الشق الآخر من أهداف الصلاة هو الذي يحيرني... فكيف يطلب/يدعو الإنسان الله فيستجاب له؟ أليست كل تفاصيل حياة الإنسان مكتوبة و يعلمها الله من قبل أن يكون الفرد جنيناً في رحم أمه؟ فكيف للإنسان إذا ما طلب شيئاً أن يستجاب له؟

فلو قلنا أن "س" من الناس ما انفك يدعو الله أن يشفي أباه من علةٍ بعد يأس الأطباء من شفائه، ثم كانت مشيئته أن شفى أبا "س"، فهل هذا يعني أن الله ما كان ليشفي هذا الشخص لو لم يصل "س" طالباً شفاء أبيه؟؟ أم أن الله كان سيشفي أبا "س" سواء صلى "س" أو لم يفعل لأن الشفاء بعد يأس الأطباء كان مكتوبا له؟؟

في الاحتمال الأول إشارة إلى أن الله قد غير رأيه بسبب صلاة "س" فشفى مريضاً كان قد سمح باعتلاله، و ربما موته على المرض، لمجرد أن ابنه قد دعا له بالشفاء، و هذا يتنافى مع ما يعلم البشر عن طبيعة الله و لا يتوائم مع العلم المطلق للمستقبل الذي يتصف به إله الكون.. أما الاحتمال الثاني أعلاه، فهو يحمل إشارة إلى أن صلاة "س" لم يكن لها معنى، إذ أن الله كان قد قرر شفاء هذا الشخص منذ ولادته و دون الحاجة إلى صلاة ابنه..

هل يا ترى غاب عن ذهني احتمال ثالث يفسر مفعول الصلاة بمنطق أسلم مما انتهيت إليه؟؟

ثانياً: الدعاء للميت. لعل هذا السؤال لا يحتاج إلى استرسال في طرحه، فأنا هنا أسأل عن هدف الدعاء بالرحمة و الغفران لشخص مات، و عن نتيجة هذا الدعاء.. فأسأل مجدداً: هل يغير الله رأيه و حكمه؟؟

احمد المنصور
06-20-2005, 12:25 PM
سلام..

هناك استفساران ....

و في مفاهيم القضاء و القدر و التسيير و التخيير مؤخراً، إلا أنني لم أجد دليلاً أو شرحاً وافياً يخرجني من حيرتي
وعليكِ السلام واهلا بكِ ومرحبا.

الفاضلة عريب،
بالنسبة للشق الأول من السؤال:
لماذا يصلي المسلم؟
فإجابته تدخل ضمن الادارك العقلي وهو سؤال أساسي ولعل من الاخوة من سيقوم بالشرح والنقاش معكِ.

اما الشق الثاني - والخاص بالمقتبس أعلاه - فإجابته مختلفة تماما (بل قولي التعامل معه).

حاليًا انصحك (ولأسباب عديدة) بالتعامل مع الشق الاول وترك الشق الثاني إلى مرحلة لاحقة. وإن أحببتِ سأخوض معك في هذا الموضوع وعلى مهل فقط إمهليني بعض الوقت.

ومرحبًا بكِ مرة اخرى.

متعلم
06-20-2005, 01:10 PM
الحمد لله رب العالمين ..

الفاضلة عريب ..

شكر الله لك حسن أدبك وأثابك عليه خيرًا بالهداية والرشد ..

قالت الفاضلة : ( لماذا يصلي المسلم؟ )

بخلاف أنه مأمور بها ، فهى صلة بين العبد وربه ، وهى جنة المؤمن ـ إذا أقامها ـ فى الدنيا قبل جنة الآخرة .

قالت : ( فكيف يطلب/يدعو الإنسان الله فيستجاب له؟ أليست كل تفاصيل حياة الإنسان مكتوبة و يعلمها الله من قبل أن يكون الفرد جنيناً في رحم أمه؟ فكيف للإنسان إذا ما طلب شيئاً أن يستجاب له؟ )

بالطبع يعلم الله ما كان وما سيكون ، وقد علم الله أن هذا الإنسان سيطلب منه فيجاب مطلبه أو يرفض ، فالكل داخل فى علم الله ومقدوره .

قالت : ( فلو قلنا أن "س" من الناس ما انفك يدعو الله أن يشفي أباه من علةٍ بعد يأس الأطباء من شفائه، ثم كانت مشيئته أن شفى أبا "س"، فهل هذا يعني أن الله ما كان ليشفي هذا الشخص لو لم يصل "س" طالباً شفاء أبيه؟ أم أن الله كان سيشفي أبا "س" سواء صلى "س" أو لم يفعل لأن الشفاء بعد يأس الأطباء كان مكتوبا له ؟ )

قد يكون الدعاء سببًا فى الشفاء ، وقد لا يكون .. فقد يقدر الله شفاء المريض استجابة لدعائه ، وقد يقدره لغير ذلك ، فقد يشفى الله مريضًا ولو لم يدعُ بذلك أحد .. والله يفعل ما يشاء ويختار .

لو شفى الله مريضًا بعد دعاء ابنه ، فقد يكون ذلك استجابة لدعاء الابن ، وقد لا يكون .. إذ ليس كل الدعاء بمستجاب ، وهناك موانع للدعاء ، والمرء الذى مطعمه ومشربه من حرام أنى يستجاب له ؟! .. فقد يكون الابن الداعى غير مستجاب الدعوة ، لكن مع ذلك يشاء الله شفاء الأب ، لا استجابة لدعاء الابن المحروم ، ولكن لحكم أخرى عنده سبحانه وتعالى .

وموطن الخلل فى سؤالك ـ معذرة ـ هو أنك أخرجت دعاء الابن خارج القصة !

فأنت تتساءلين : هل كان الله قد أراد سلفــًا شفاء المريض ولو لم يدع الابن أم لا ؟ .. وكأن الله ـ فى سؤالك ـ لم يكن يعلم بعد : هل سيدعو الابن أم لا !

والحق أن الله علم وقدر سلفــًا كل شىء : مرض الأب ، وعجز الأطباء ، ودعاء الابن ، واستجابة الدعاء أو بالأدق شفاء الأب .. ليس واحد من هذه كلها خارج عن علم الله ولا تقديره وفعله .



قالت الفاضلة : ( في الاحتمال الأول إشارة إلى أن الله قد غير رأيه بسبب صلاة "س" فشفى مريضاً كان قد سمح باعتلاله، و ربما موته على المرض، لمجرد أن ابنه قد دعا له بالشفاء، و هذا يتنافى مع ما يعلم البشر عن طبيعة الله و لا يتوائم مع العلم المطلق للمستقبل الذي يتصف به إله الكون )

لا تغيير ثمة ولا تحويل .. وقبل التعليق على هذا الاحتمال ، يلزمنا الجزم هنا بأن الله شفى الأب استجابة لدعاء الابن ، حتى يستقيم سؤالك أو احتمالك ، مع ملاحظة ما بيناه سابقــًا من أن الله قد يشفى الأب استجابة لدعاء الابن وقد يشفيه لغير ذلك ..

الله الذى قدر مرض الأب هو الذى علق شفاء الأب على دعاء ابنه ، وهو الذى قدر دعاء الابن ، وقدر استجابته له .. فالكل داخل فى علم الله وتقديره وفعله .

وبعبارة أخرى : موطن الخطأ فى احتمالك الأول ، هو إخراج ( علم الله بصلاة الابن سلفـًا ) من القصة .. فكأن الله ـ فى احتمالك ـ قدر مرض الأب ، ولم يكن يعمل حسابًا لدعاء الابن ، فلما جاءه ما لم يتوقع (اضطر) للاستجابة كما وعد ! .. حاشا لله وكلا .. فالله العليم الذى علم وقدر مرض الأب سلفـًا ، هو نفسه الذى علم وقدر شفاءه سلفـًا ، وهو نفسه الذى علم وقدر دعاء الابن بالشفاء قبل ذلك سلفـًا ، وهو نفسه الذى علم وقدر استجابته للدعاء بشفاء الأب سلفـًا .


قالت : ( أما الاحتمال الثاني أعلاه، فهو يحمل إشارة إلى أن صلاة "س" لم يكن لها معنى، إذ أن الله كان قد قرر شفاء هذا الشخص منذ ولادته و دون الحاجة إلى صلاة ابنه )

موطن الخطأ فى هذا الاحتمال ، هو احتمالك بأن الله قد قرر شفاء هذا الشخص دون الحاجة إلى صلاة الابن ، وليس الأمر كذلك .. وإنما الذى كان فى تقدير الله هو تعليق شفاء الأب على دعاء الابن ، وليس شفاء الأب مجردًا دون سبب ، فالله قد يرتب سببًا على سبب ، ويعلق حدوث أمور على أمور ..

ثم هناك الخطأ المعتاد ، وهو إخراجك لـ ( صلاة الابن ) خارج القصة .. فكأن الله قدر الشفاء سلفـًا ، دون أن يدخل صلاة الابن فى حسبانه .. حاشا لله وكلا .. وإنما علم الله سلفــًا هل سيدعو الابن أم لا ، وهو الذى قدر الدعاء فى حال صدوره من الابن ، وهو الذى قدر سبحانه كيفية الاستجابة بالشفاء أو غيره .. الكل معلوم ومقدر سلفـًا فى علم الله وقدره ، وليس شىء من ذلك كله خارج عن علمه وقدرته وفعله سبحانه .

قالت الفاضلة : ( هل يا ترى غاب عن ذهني احتمال ثالث يفسر مفعول الصلاة بمنطق أسلم مما انتهيت إليه ؟ )

بالطبع غاب ! .. غاب عنك احتمال أن يكون الكل سبق فى علم الله وقدره وفعله .. الله هو الذى قدر مرض الأب ، ودعاء الابن ، وشفاء الأب : إما استجابة لدعاء ابنه ، وإما لحكمة أخرى .. والله يفعل ما يشاء ويختار .

قالت : ( ثانياً: الدعاء للميت... نتيجة هذا الدعاء ... هل يغير الله رأيه وحكمه ؟ )

نفس ما قلناه سابقـًا يقال هنا .. قد يرحم الله الميت لسبب آخر غير دعاء من دعا ، وقد يرحمه استجابة لدعاء الداعى .. وسنقدر هنا أن الله رحم الميت استجابة للدعاء ، حتى يستقيم احتمالك ..

فالله عندما رحم الميت استجابة لدعاء الداعى ، كان قد قدر سلفـًا سبحانه ذلك كله ، أى أنه لم يكن قد قدر رحمة الميت فقط منقطعة عن الدعاء ، وإنما سبحانه كان قد قدر الرحمة والدعاء معًا ، معلقــًا الرحمة على الدعاء ، ومقدرًا استجابته سبحانه للدعاء برحمة الميت .

وموطن الخلل فى السؤال هنا ، هو هو فى كل ما سبق .. تجعلين كل شىء داخل فى علم الله وقدره ، لكنك تخرجين الدعاء خارج الموضوع والقصة .. بل الدعاء داخل فى ذلك ، فالدعاء سبب ، مثله بالضبط مثل الدواء الذى يأخذه المريض ليشفى ، فقد يشفى الله المريض لأنه أخذ الدواء ، وهذا من سنن الله التى وضعها للبشر ، وقد يشفى الله المريض ـ الذى أخذ الدواء ـ لسبب آخر .. فالله يفعل ما يشاء ويختار .

إذا كان الأمر كذلك ، فكيف نجزم بهذا أو ذاك ؟

لن أدخل بك فى تفصيلات وترجيحات وعلامات وأمارات .. لأن الأمر أهون من ذلك بكثير .. كل ما علينا هو الالتزام بما شرعه الله ، وليس لنا التدخل فى قدر الله .. وبعبارة أخرى : فالذى يعنينى أننى عندما سأمرض ـ عافاك الله ـ سأتناول الدواء استجابة لأمر الله على لسان المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وسأطلب الشفاء من ربى ورب المرض والدواء والأطباء ، لأنه هو الذى أمرنا بذلك .. أما مسألة هل سيقدر الله لى الشفاء ؟ ومتى سيقدره ؟ فليس ذلك لى ، وإنما هو لله .. هو سبحانه يفعل ما يشاء ويختار .. والله فعال لما يريد .. سبحانه وتعالى وعز وجل .

أرجو أن تكون عبارتى القاصرة قد نجحت فى توصيل بعض الفهم إليك .

هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم .

عبد الواحد
06-20-2005, 04:31 PM
بارك الله في جوابك الوافي استاذي المتعلم.

تعقيب سريع
الاخت عريب لماذا نصلي وندعو الله ليشفينا وأهلنا؟ مادام الله فعّال لما يريد.
ان شاء شفى الاب دون دعاء الابن وان شاء شفاه استجابة لدعاء ابنه وان شاء امتحن ابنه بعدم شفاء الاب.
والجواب ان الله يجعل دعائك سبباً للشفاء متى شاء. وبما انك لا تعلمي متى يشاء الله ذلك إذاً عليك بالدعاء في كل حين.

يبقى الشق الثاني من السؤال: هل الدعاء مجرد سبب مُحتمل لغاية دنيوية؟

بالدعاء يعترف الانسان ان الله بيده كل شيء واليه يرجع القرار.
والرسول :salla2: قال ما معناه (عجبت لأمر المؤمن اذا اصابته حسنة شكر فكان ذلك له خير وإذا اصابه سوء حمد وصبر فكان ذلك له خير)
إذاً صلاة المصلي لها معنى لأنه لجأ في وقت الضيق الى الله وشكر أو صبر وفي الحالتين كان ذلك خيراً له وأيضاً خيراً للمريض الذي دعى له. كل فعل في الصلاة او الدعاء هو اعتراف بصفة من صفات الرحمن.
سؤال: ما هي الغاية الحقيقية؟ فمنتهى الغاية ليست شفاء الأب لأن شفاءه ومرضه ما هما إلا امتحان وابتلاء للمريض وأهله.
الانبياء (آية:35): كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون

وسؤالك الأخير:
-- الدعاء للميت. لعل هذا السؤال لا يحتاج إلى استرسال في طرحه، فأنا هنا أسأل عن هدف الدعاء بالرحمة و الغفران لشخص مات، و عن نتيجة هذا الدعاء.. فأسأل مجدداً: هل يغير الله رأيه و حكمه؟؟

رمبا لا يجب ان نقول (ان الله يغير رأيه) من باب التأدب مع الله جل جلاله لأن تلك الجملة حمّالة اوجه.
أما قولك ان الله يغير حكمه: فنسخ الأحكام ضرورة نحن من يحتاج اليها وليس لله.
ومع ذلك لا أدري كيف فهمت ان الله غير حكمه في مسألة الدعاء للميت؟ الحديث النبوي يقول:
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعوا له.

والله أعلم.

مجدي
06-20-2005, 05:53 PM
قبل الخوض بالاجابة ينبغي التنبيه لامرين هامين :
الاول فيما يتعلق بالقدر وعلم الله عز وجل فيما يخص الجزئية المطروحة : تعرفين ان الله علم الشيء قبل حدوثه وكذلك علم افعال الناس من دعاء وعمل .


لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ *

وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

هذه الايات تكلمت عن المهاجرين والانصار وهم اهل الحاضر في ايام نزول الايات .
الان الاية التي تليها تجيب عن سؤالك :

وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
فقد علم الله دعوة اللاحق قبل كونه موجودا لان العلم بالنسبة لله لايكون منه محدث لانه يعلم كل شيء فمن يعلم كل شيء لا يغيب عنه شيء فلا يكون من علمه امر محدث بعد ان لم يكن .
فهو عز وجل يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن ان لو كان كيف يكون . وسع كل شيء علما سبحانه .
الثاني فيما يتعلق بالدعاء .
الدعاء الصادق الخالص لله ليس القصد منه الاستجابة فقط بل هو العبادة بنفسها . لان الانسان يدعوا من يجزم بنفعه وضرره ولا يدعو من لا يستجيب له . فمجرد الدعاء هو خضوع واعتراف بربوبية الخالق والوهيته . اي ان الدعاء هو العبادة كما صح عن النبي :salla1: .
فالدعاء ليس فقط طلب وانما هو عبادة لها أجر و صرفها لغير الله فيما لا يملك هي شرك بملك الله تعالى :

قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ


. بالنسبة لكلامك فانه من الواضح انك تظنين الصلاة هي دعاء فقط . فلا أدري اتخصين الدعاء ام تقصدي الصلاوات الخمس والنوافل ؟.
لان الصلاة عندنا فيها الدعاء والتسبيح والتكبير وقراءة القران وفيها السجود والركوع .
اما الدعاء فلا يخلوا من ثلاث حالات :
ان يستجيب الله للداعي في الدنيا .
ان يدفع عنه بلاء بقدر مصيبته.
ان يؤخر الله له الاجر في الاخرة .

اما الدعاء المستجاب (ما يكون ناتجه أحد ما ذكر)فله شروط منها :
الاخلاص بالدعاء .
عدم الاستعجال بالاجابة .
وقد خص الطبراني الدعاء بكتاب نفيس وضع فيه اسمه "الدعاء"
وقد وضح الاخوة الكثير عن الدعاء جزاهم الله خيرا.

سيف الكلمة
06-20-2005, 11:04 PM
الزميلة عريب
تحيتى لك

الصلاة عند المسلمين ذكر ودعاء
وليس كل دعاء صلاة

يستخدم النصارى مصطلح الصلاة مقابل الدعاء
أى أن الصلاة عندهم = الدعاء

هذا للتفريق فى الفهم بين فهمنا وفهمكم للصلاة
قد تكونين ملحدة أو لادينية متأثرة بالفهم النصرانى للكلمة ولا مشكلة فى ذلك

حين أدعوا الله بشفاء أبى
يكون هذا رزقا رزقنى الله إياه بالدعاء أثاب عليه
وحين أدعوا بالخير لأبى الميت فأنا أعترف له بفضله على أن علمنى هذا الدين ويرزق الله أبى ثوابا مضاعفا بعضه لأنه علمنى أن أعبد الله وأصلى له وأدعوه وبعضه لأننى دعوت له بالمغفرة واستجاب الله دعائى
أليس الله هو الرحمن الرحيم إنها أول آيات الله فى كتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم ) يعطى من رحمته لمن يشاء
هل نحظر عن الناس رحمة ربهم الكريم ؟
فهو فضل الله يؤتيه من يشاء
يعلم الله أنه سيبتلى الأب بالمرض ليدعوا الأب نفسه ويدعو الإبن والأقارب ويدعوا الأحبة والأصدقاء
يعلمنا الله التراحم لأنه هو الرحمن الرحيم
ويستجيب الله دعائنا وهو الذى رزقنا أن ندعوا لكى نثاب على فعل الخير ولكى تزداد صلتنا بربنا وخضوعنا إليه فنزداد أجرا
هذا فضل الله يا عريب يؤتيه من يشاء ممن يعلم ما فى قلوبهم من خير وممن يتفضل عليهم بما شاء من خير
فلا تغيير لأمر الله ولا تعديل لحكمه أو حكمته
فالعبرة بالنية وليست بالفعل
ولذلك يخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ولكل امرؤ ما نوى )
فلو دعا الإبن رياء لأبيه ولم يكن لديه الإخلاص فى الدعاء لأنه كان ملحدا ولا يرى أن هناك ربا يستجيب الدعاء فكيف يكون هناك أجرا للإبن من هذا الدعاء
وقد يشفى الأب لدعاء صديق والله يسبب الأسباب وهو يقدر كل شيء
وما قدروا الله حق قدره

أميرة الجلباب
06-21-2005, 01:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

أرحب أولا بزميلتي العزيزة عريب :emrose: :emrose: :emrose: ،،

وأقول إن سؤال الزميلة الفاضلة يدور حول المرتبتين الأولتين من مراتب الإيمان بالقضاء والقدر .. وهما:
1- الإيمان بعلم الله تعالى الأول السابق على وجود المخلوقات.
2- الإيمان بكتابة المقادير.

ومدى تعلق هاتان المرتبتان باستجابة الدعاء..


أليست كل تفاصيل حياة الإنسان مكتوبة و يعلمها الله من قبل أن يكون الفرد جنيناً في رحم أمه؟ فكيف للإنسان إذا ما طلب شيئاً أن يستجاب له؟

وفي الحقيقة أن العلاقة بينهما ليست كما تفضلتِ بذكره يا زميلتي عريب ..

وهذا يحتاج منا لتأسيس بعض القواعد الهامة، ينبغي علينا جميعًا معرفتها تجاه خالق هذا الكون سبحانه..

أولا: إن الإيمان بعلم الله سبحانه وتعالى .. هو أنه يجب علينا أن نؤمن أن علم الله تعالى ليس بحـــادث، بمعنى أنه لا يحصل له العلم بعد وقوع الأشياء وإنما هو علم سابق على وجود الأشياء
والدليل على ذلك كما جاء في كتابه عز وجل: ((فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ))

وهذا يعني أن الله تعالى علم مسبقــًا: مرض الأب، ودعاء الإبن، وشفاء الأب أو عدم شفائه.

هذه نقطة..

ثانيًا: الإيمان بكتابة المقادير، فإن القاعدة الشرعية تقول ((أن الله سبحانه وتعالى قد كتب المقادير بأسبابها))... أي أنه عز وجل لم يفصل بين كتابة المقادير وبين أسباب تحققها..

إذن فشفاء الأب هو أمر قد كُـتب مسبقـًا مرتبطـًا بسببه وهذا السبب قد يكون هو الدعاء أو غيره..
ومعلوم أن الدعاء من الأسباب الشرعية التي يُستدفع بها البلاء أو تتنزل بها الرحمات وتفرج به الكربات..

فلو كان كُـتب للأب أن يشفى بدعاء ولده فهذا هو معنى ((أن الله تعالى قد كتب المقادير بأسبابها)) فلا انفكاك بينهما ولا انفصال.. وليس المعنى أن هذا الشفاء مكتوب بلا أسباب، والأخذ بالأسباب لا يعني الخروج عن القدر.. لذا وجب على الإنسان أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله، مع علمه أن الله تعالى قد كتب وقد علم مسبقًا ما سيكون.

وأسأل الله تعالى أن يهدينا جميعًا إلى صراطه المستقيم..
تحية طيبة
:emrose: :emrose: :emrose:

muslimah
06-21-2005, 08:28 AM
أهلاً وسهلاً بالزميلة عريب

وأهديك هذا الموقع حيث تجدين عليه العديد من الأسئلة والأجوبة عليها

وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه

:emrose:

أميرة الجلباب
06-21-2005, 11:56 AM
أختي الكريمة مسلمة أين هو الموقع الذي تهدينه لعريب؟! :confused:

muslimah
06-23-2005, 09:23 AM
أختي الكريمة مسلمة أين هو الموقع الذي تهدينه لعريب؟! :confused:


لعله تبخر من شدة الحر :confused:

ها هو مع الاعتذار

وجزاك الله خير الجزاء على التنبيه

http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&CR=0&dtree=1&dgn=3